|
|
الصفحة السابقةُوَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُوتشير آية أُخري إلي مثال منطقيّ محيّر: يَـ'´أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ و´ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ و وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. [1] فياله من مثال عجيب ذلك الذي يصوّر خلق ذبابة، وأبسط منه، سلب الذباب لشيء ما وفراره، والعجز عن استنقاذه منه، وهذا الذباب قد يكون مخلوقاً حقيراً في نظر العامّة، لهذا ضُربَ به المثل، وهو مثال صادق ومشهود في كلّ ذرّة من ذرّات الوجود. ومن هنا يعتبر الله عزّ وجلّ أساس علم أُولئك ـ الذين يفضّلون الحياة المادّيّة والشهوانيّة ويجعلونها هدفهم الاسمي ولا يرون ما دون ذلك واهٍ لا قيمة له. وقد عزلهم عن صفّ العلماء والعقلاء بقوله تعالي: ذَ لِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ، ووضعهم في زمرة الضالّين الذين لا يرون شيئاً أسمي من الحياة الاعتباريّة في النشأة الطبيعيّة: فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّي' عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَو'ةَ الدُّنْيَا * ذَ لِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَي'. [2] والحقّ أ نّه يجب التدقيق في عبارة ذَ لِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ حيث إنّ جميع علماء المادّيّة والطبيعة، والشيوعيّين والمادّيّين، وعلماء العلوم التطبيقيّة والعلماء المسلمين وعلماء سائر الاديان الذين لاتهديهم علومهم إلي الله تعالي، والذين ركضوا وراء المصطلحات والمعادلات، وفرحوا بسلامهم وصلواتهم وهتافاتهم، وبكراسي الحكم والجوائز والاوسمة وإجازات المجتهدين وشهادات الدكتوراه التي باعوا لاجلها أنفسهم، وتركوا خلفهم الله والسعادة والصدق والامانة، واستبدلوا الخلوة مع الله بالاُنس مع الاغيار، وشُغلوا عن لقاء الاحبّة بعُبّاد الدنيا، وغفلوا عن ذكر الله. نقول: إنّ هؤلاء كلّهم بائسون ومساكين. وعلی الرغم ممّا يملكون من مناصب ونفوذ، فهم خالو الوفاض، وبهذا الوصف البليغ ذَ لِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ فهم قد أُفرغوا من الاءنسانيّة ومُنعوا من الوصول للنقطة التي تؤهّلهم للانطلاق نحو بلوغ مرتبة الاءنسان الكامل، وهم محرومون من الحياة المثاليّة للمقرّبين وجليسي الملائكة وأرواح السعداء والاولياء وقد سقطوا في درك البهيميّة والشيطنة، ونُفوا إلي قعر الوادي المظلم بعيداً عن التجرّد والنور والسرور والحبور، وجعلوا من أنفسهم محرومين وإلي الابد. وهذا الامر من الاهميّة بحيث ينهي الله نبيّه الكريم عن معاشرة ومصاحبة هؤلاء، أو إقامة أيّة روابط معهم. وفي إزاء هذه الفئة، هناك من سُعدوا بلقاء الله، ووهبوا قلوبهم له، ووضعوا دينهم وحياتهم ونفوسهم بين يديه، وحزموا أمرهم للبحث عنه، ولقاء وجهه الكريم، وواصلوا الصباح بالمساء بذكره، واختاروا الحياة العلیا علی الدنيا، والله سبحانه وتعالي يأمر نبيّه الكريم بأن لا يطرد هؤلاء وأن يكون حميماً معهم، وأن يشدّ علی أيديهم، فيقول في الآية الكريمة: وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَو'ةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ و مَا عَلَیْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَیْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّـ'لِمِينَ. [3] وهنا نري بأنّ الله، وتقديراً لطالبي وجهه الكريم ولقائه، فهو يضع نبيّه الكريم، خاتم الانبياء والمرسلين في زمرة الظالمين إن هو منع هؤلاء وطردهم. والسرور كلّ السرور، حين يشكّل الاءنسان هذه الآصرة، وحين يصل الاءنسان إلي مرتبة الاءنسانيّة، فيتربّع علی الذروة الارفع، والسنام الاعلی. غزل الحكيم السبزواريّ في عظمة مقام الوصول إلي لقاء اللهساقي بيا كه گشت دلارام، رامِ ما آخر بداد دلبر خوشكام، كامِ ما بس رنج بردهايم و بسي خون كه خوردهايم كان شاهباز قدس فتادي به دام ما در دار ملك عالم معني دَم نخست زد دست غيب سكة دولت به نام ما مائيم اصل و جمله فروع فروغ ماست گر خواجه منكر است بنوشد ز جام ما بر آستان پير مغان رو نهادهايم برتر ز عرش آمده زين رو مقام ما [4] عرشِ سپهر خود چه بُوَد پيش عرش دل يا كعبه در برابر بيت الحرام ما هر ذرّه خاك درّه و هر تخته تخت شد چون آمد آن هماي همايون به دام ما گلبانگ نيستي چو شد از بام ما بلند نُه بام چرخ وام برند از دوام ما اسرار بشكند كُلَه خسروي به فرق تا گفته ميفروش تو هستي غلام ما [5] مقولة الحكيم الفيض الكاشانيّ في إمكان لقاء الله ومعرفتهوقد خَصّص العالم المحقّق، والحكيم المدقّق، الملاّ محسن الفيض الكاشانيّ قدّس الله سرّه كلمته الاُولي من « الكلمات المكنونة » لمسألة إمكانية لقاء الحيّ القيّوم السرمدي الابدي ومعرفته، وبدورنا، وللامانة العلمية، والنقل الحرفي لهذه الكلمة من جهة، ومن جهة أخري تجليلاً واحتراماً لعظمة المكانة العلمية والعملية لهذا الفطحل الشامخ، ننقل هنا كلمته بحذافيرها: «كَلِمَةٌ بِهَا يُجْمَعُ بَيْنَ امْتِنَاعِ المَعْرِفَةِ وَالرُّؤْيَةِ وَبَيْنَ إمْكَانِهِمَا: طلب اي عاشقان خوش رفتار طرب اي نيكوان شيرين كار تا كي از خانه هين ره صحرا تا كي از كعبه هين در خمّار در جهان شاهديّ و ما فارغ در قدح جرعهاي و ما هشيار زين سپس دست ما و دامن دوست بعد از اين گوش ما و حلقه و يار [6] مع أنّ الكرّوبيّين في الملا الاعلی واقفون عند مقام لَوْ دَنَوْتُ أَنْمُلَةً وأنّ المقرّبين من الحقّ تعالي، يعترفون بقصور مَا عَرَفْنَاكَ وتُغشي الآية الكريمة لاَ تُدْرِكُهُ الاْبْصَـ'رُ كلّ عين، ونصّ إنَّ اللَهَ احْتَجَبَ عَنِ العُقُولِ كَمَا احْتَجَبَ عَنِ الاَبْصَارِ رائد كلّ ناظر وعاقل، إلاّ أنّ أُسود غابة الولاية ما فتأوا يردّدون لَمْ أَعْبُدْ رَبَّاً لَمْ أَرَهُ ويخطون علی طريق لَوْ كُشِفَ الغِطَاءُ مَا ازْدَدْتُ يَقِيناً. نعم، لا سبيل للوصول إلي لبّ الحقيقة، وذلك لاءحاطته بكلّ شيء، فهو لا يُحاط بشيء، ولا يدرك شيء دون الاءحاطة به، فَإذَاً «لاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا». [7] عنقـا شـكار كـس نـشـود دام بـاز گـيـر كانجا هميشـه باد به دست است دام را [8] فَدَعْ عَنْكَ بَحْراً ضَلَّ فِيهِ السَّوَابِحُ. در اين ورطه كشتي فرو شد هزار كه پيـدا نـشـد تختـهاي بـركنـار [9] إلاّ أنّ له صوراً باعتبار التجليّ في مظاهر أسماء وصفات أيّ موجود، وله في كلّ مرآة هيئة. فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَهِ. [10] وَلَوْ أَ نَّكُمْ أَدْلَيْتُمْ بِحَبْلٍ إلی الاَرْضِ السُّفْلَي، لَهَبَطَ عَلَی اللَهِ. وهذا التجليّ موجود في الجميع، إلاّ أنّ الخواصّ يعلمون ما يرون، ولهذا فهم يقولون: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً إلاَّ وَرَأَيْتُ اللَهَ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ وَمَعَهُ. دلي كز معرفت نور وصفا ديد بهر چيزي كه ديد اوّل خدا ديد بهر كه مينگرم صورت تو ميبينم از اين ميان همه در چشم من توميآئي [11] والعوامّ لا يعلمون ما يرون. أَلاَ´ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ أَلاَ´ إِنَّهُ و بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ. [12] گفتم بكام وصلت خواهم رسيد روزي گفتا كه نيك بنگر شايد رسيده باشي [13] * * * دوست نزديكتر از من به من است وين عجبتر كه من از وي دورم چكنم با كه توان گفت كه دوست در كنار من و من مهجورم [14] قال الله تعالي: سَنُرِيهِمْ ءَايَـ'تِنَا فِي الاْفَاقِ وَفِي´ أَنفُسِهِمْ حَتَّي' يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَ نَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَ نَّهُ و عَلَی' كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. [15] قيل: يعني سأُكحّلُ عين بصيرتهم بنور توفيقي وهدايتي، لِيُشاهدوني في مظاهِريَ الآفَاقِيَّةِ وَالاَنْفُسيَّةِ مُشاهَدَةَ عَيَانٍ ؛ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَ نَّهُ لَيْسَ فِي الآفَاقِ وَلاَ فِي الاَنفُسِ إلاَّ أَنَا وَصِفَاتِي وَأَسْمَائِي، وَأَنَا الاَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ. ثُمَّ أكَّدَهُ بِقَوْلِهِ: «أَوَ لَمْ يَكْفِ» عَلَی سَبِيلٍ التَّعَجُّبِ. إنَّ اللَهَ تَجَلَّي لِعِبَادِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ رَأَوْهُ، وَأَرَاهُمْ نَفْسَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَّجَلَّي لَهُمْقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَیْهِ: إنَّ اللَهَ تَجَلَّي لِعِبَادِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ رَأَوْهُ، وَأَرَاهُمْ نَفْسَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَّجَلَّي لَهُمْ. قَوْلُهُ: «تَجَلَّي لِعِبَادِهِ» أَيْ أَظْهَرَ ذَاتَهُ فِي مِرْآةِ كُلِّ شَيءٍ بِحَيْثُ يُمْكِنُ أَنْ يُرَي رُؤْيَةَ عَيَانٍ، مِنْ غَيْرِ أَنْ رَأَوْهُ بِهَذَا التَّجَلِّي رُؤْيَةَ عَيَانٍ، لِعَدَمِ مَعْرِفَتِهِمْ بِالاَشْيَاءِ مِنْ حَيْثُ مَظْهَريَّتِهَا لَهُ وَأَ نَّهَا عَيْنُ ذَاتِهِ الظَّاهِرَةِ فِيهَا. «وَأَرَاهُمْ نَفْسَهُ» أَيْ أَظْهَرَهَا لَهُمْ فِي آيَاتِ الآفَاقِ وَالاَنْفُسِ مِنْ حَيْثُ إنَّهَا شَوَاهِدُ ظَاهِرَةٌ لَهُ، وَدَلاَئِلُ بَاهِرَةٌ عَلَیْهِ ؛ فَرَأَوْهُ رُؤْيَةَ عِلْمٍ وَعِرْفَانٍ. «مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَجَلَّي لَهُمْ» أَيْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُظْهِرَ ذاتَهُ فِيهَا عَيَاناً بِحَيْثُ يَعْرِفُونَ أَ نَّهَا مَظَاهِرُ لَهُ، وَمَرَايَا لِذَاتِهِ وَأَ نَّهُ الظَّاهِرُ فِيهَا بِذَاتِهِ. وذكر المرحوم الفيض هنا بعضاً من دعاء ابن عطاء الاءسكندريّ، الذي ذكرناه في الجزء الاوّل في البحثين التاسع والعاشر بإسناده إلي الاءمام سيّد الشهداء الحسين بن علیّ صلوات الله وسلامه علیه. ثمّ قال: وَرَوَي الشَّيْخُ الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ القُمِّيُّ رَحْمَةُ اللَهِ عَلَیْهِ فِي كِتَابِ «التَّوْحِيدِ» بِإسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبِي عَبْدِ اللَهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَخْبِرْنِي عَنِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ، هَلْ يَرَاهُ المُؤْمِنُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ؟! قَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ رَأَوْهُ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ! فَقُلْتُ: مَتَي ؟! قَالَ: حِينَ قَالَ لَهُمْ: «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَي'»! ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: وَإنَّ المُؤْمِنِينَ لَيَرَوْنَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ. أَلَسْتَ تَرَاهُ فِي وَقْتِكَ هَذَا ؟! قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! أَفَاُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ ؟! فَقَالَ: لاَ! فَإنَّكَ إذَا حَدَّثْتَ بِهِ، فَأَنْكَرَهُ مُنْكِرٌ جَاهِلٌ بِمَعْنَي مَا تَقُولُ، ثُمَّ قَدَّرَ أَنَّ هَذَا تَشْبِيهٌ ؛ كَفَرَ. وَلَيْسَتِ الرُّؤْيَةُ بِالقَلْبِ كَالرُّؤْيَةِ بِالعَيْنِ ؛ تَعَالَي عَمَّا يَصِفُهُ المُشَبِّهُونَ وَالمُلْحِدُونَ. [16] وَبِإسْنَادِهِ عَنِ الكَاظِمِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ حِجَابٌ غَيْرُ خَلْقِهِ. احْتَجَبَ بِغَيْرِ حِجَابٍ مَحْجُوبٍ وَاسْتَتَرَ بِغَيْرِ سِتْرٍ مَسْتُورٍ. [17] از فريب نقش نتوان خامة نقّاش ديد ورنه در اين سقف زنگاري يكي در كارهست [18] قَالَ بَعْضُ أَهْلِ المَعْرِفَةِ: إنَّ العَالَمَ غَيْبٌ لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ ؛ وَالحَقُّ تَعَالَي هُوَ الظَّاهِرُ مَا غَابَ قَطُّ. وَالنَّاسُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ عَلَی عَكْسِ الصَّوَابِ ؛ فَيَقُولُونَ: العَالَمُ ظَاهِرٌ وَالحَقُّ تَعَالَي غَيْبٌ. فَهُمْ بِهَذَا الاعْتِبَارِ فِي مُقْتَضَي هَذَا الشِّرْكِ كُلُّهُمْ عَبِيدٌ لِلسِّوَي، وَقَدْ عَافَي اللَهُ بَعْضَ عَبِيدِهِ عَنْ هَذَا الدَّاءِ. برافكن پرده تا معلوم گردد كه ياران ديگري را ميپرستند [19] نعم، إذا تحوّلت كلّ ذرّة من ذرّات البيت إلي صحراء لشاهدت وجه الشمس، ولكنّها لا تعلم ما تري. چندين هزار ذرّه سراسيمه ميدوند در آفتاب وغافل از آن كافتاب چيست [20] لمّا اجتمع السمك وقال: لقد سمعنا كثيراً عن الماء وإنّ أصل حياتنا منه، إلاّ أ نّنا لم نَرَ الماء بعد، وكان البعض قد سمع أنّ في البحر الفلانيّ سمك خبير مطّلع، فقالوا: لنذهب ليرينا الماء. فلمّا وصلوا إليه سألوه، فأجاب: أروني شيئاً غير الماء حتّي أُريكم الماء. با دوست ما نشسته كه اي دوست! دوست كو ؟ كو كو همي زنيم ز مستي به كوي دوست [21] * * * سالها دل طلب جام جم از ما ميكرد آنچه خود داشت ز بيگانه تمنّا ميكرد گوهري كز صدف كون ومكان بيرون بود طلب از گمشدگان لب دريا ميكرد [22] بيدلي در همه احوال خدا با او بود او نميديدش واز دور خدايا ميكرد [23] * * * در ديدة ديده ديدهاي ميبايد وز خويش طمع بريدهاي ميبايد تو ديده نداري كه ببيني او را ور نه همه اوست ديدهاي ميبايد [24] قصّة بحث السمكة عن الماء، وسقوطها علی الشاطييقول صديقنا القديم وصاحبنا المخلص المرحوم الشهيد آية الله الحاجّ الشيخ مرتضي المطهّريّ قدّس الله سرّه: لقد وردت في الادب الفارسيّ أمثلة كثيرة ولطيفة علی لسان السمك والماء لكنّنا نجهل قائلها ومنشدها، إذ يقول: به دريائي شناور ماهيي بود كه فكرش را چو من كوتاهيي بود نه از صيّاد تشويشي كشيده نه رنجي از شكنج دام ديده [25] نه جان از تشنگي در اضطرابش نه دل سوزان ز داغ آفتابش در اين انديشه روزي گشت بيتاب كه ميگويند مردم: آب، كو آب؟ كدام است آخرآن اكسير جانبخش كه باشد مرغ وماهي را روان بخش گر آن گوهر متاع اين جهان است چرا يا ربّ ز چشم ما نهان است ؟ [26] * * * جز آبش در نظر شام وسحر نه در آب آسوده وز آبش خبر نه [27] * * * مگر از شكر نعمت گشت غافل كه موج افكندش از دريا به ساحل بر او تابيد خورشيد جهانتاب فكند آتش به جانش دوري آب [28] زبان از تشنگي بر لب فتادش به خاك افتاد وآب آمد به يادش ز دور آواز دريا چون شنفتي به روي خاك غلطيدي وگفتي كه اكنون يافتم آن كيميا چيست كه امّيد هستيم بي او دمي نيست دريغا دانم امروزش بها من كه دستم كوته است او را ز دامن [29] الكلام القيّم لآية الله الملكيّ التبريزيّ في رسالة «لقاء الله»وبالجملة، فإنّه مع ما قيل وكُتب حول لقاء الله وإمكانيّة معرفته، ومع ما هو موجود حقّاً من الدرر المكنونة، والسبل المسلوكة، إلاّ أنّ الحقير لم يتح له لحدّ الآن التعرّف علی كتاب مثل كتاب « رسالة لقاء الله » للمرحوم آية الحقّ وسند العرفان الفقيه الجليل والآية الربّانيّة الحاجّ ميرزا جواد آقا الملكيّ التبريزيّ أعلی الله تعالي مقامه القدسيّ ورزقنا من بركاته ورحماته بجوده ومنّه، وذلك لجهة إتقان المواضيع وإيجازها والشواهد الروائيّة والشهوديّة، وترتيب المواضيع العرفانيّة اللقائيّة علی أساس البرهان واستحكام الدليل. وبناء علی هذا، أري من المناسب هنا أن أذكر بعضاً ممّا كُتب في أصل لزوم المعرفة العينيّة لفقيد العلم والعمل والفكر والدراية، عن النسخة الخطّيّة الموجودة لديّ والتي استنسختها عنها في البلدة الطيّبة قم، حيث قال: بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ الحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلاَةُ عَلَی رَسولِ اللَهِ وَعَلَی آلِهِ أُمَنَاءِ اللَهِ ورد في القرآن الكريم ما يربو علی عشرين آية تحمل عبارة لقاء الله والنظر إليه، وكذا في تعابير الانبياء والائمّة علیهم السلام، ومن ناحية أُخري، فقد وردت في الروايات كلمات كثيرة في تنزيه الحقّ جلّ وعلا والتي تنمّ في ظاهرها عن تنزيه صِرف عن كلّ مراتب ودرجات المعرفة. ولعلماء الشيعة رضوان الله علیهم مشارب متباينة في هذا الباب، إلاّ أنّ أهمّ مشربين من تلك المشارب: التنزيه الصِّرف، حيث إنّ منتهي المعرفة لهذا الفهم يكمن في ضرورة التنزيه الصِّرف للّه، وقد أوّل هذا الاتّجاه الآيات والروايات التي جاءت في باب معرفة الله ولقائه. فهو مثلاً يفسّر جميع الآيات والروايات التي تتحدّث عن لقاء الله بالموت وتلقّي الثواب أو العقاب. وتعتقد فرقة أُخري أ نّه يجب الجمع بين الروايات القائلة بالتنزيه الصِّرف وبين روايات التشبيه والروايات التي تدلّ علی إمكانيّة المعرفة والوصول وإخراجها بالشكل التالي: حمل الروايات حول التنزيه الصِّرف علی المعرفة عن طريق الرؤية بالعين الظاهرة. والتعرّف علی كنه الذات المقدّسة الاءلهيّة، وحمل روايات التشبيه واللقاء والوصول والمعرفة كلّها علی المعرفة الاءجماليّة ومعرفة الاسماء والصفات الاءلهيّة، وتجلّي مراتب الذات وأسماء وصفات الحقّ تعالي بالقدر الذي تكون معه ممكنة بالنسبة إلي الممكن. وبعبارة أُخري، أنّ الحجب الظلمانيّة والنورانيّة إذا انكشفت للعبد، فإنّه سيعثر حينها علی المعرفة بذات الحقّ تعالي، وأسمائه وصفاته، وهذه المعرفة، هي غير تلك التي كانت قبل مرحلة الكشف. وبعبارة أُخري، فإنّ أنوار الجمال والجلال الاءلهيّة تتجلّي في قلب وعقل وسرّ خواصّ أولياء الله، لدرجةٍ يفنون معها عن ذاتهم، ويخلدون بذات الله، ويصيّرهم في جماله هو، وتسبح عقولهم في بحر معرفة الله، فيقوم بتدبير أُمورهم بدلاً من عقولهم. وبعد طيّ كلّ مراحل سُبُحات الجلال وتجلّي أنوار الجمال والفناء بالله والبقاء به، تكون محصّلة هذه المعرفة أن يري العبد عجزه عن الوصول لِكُنْهِ معرفة الذات الاءلهيّة بالكشف والعيان. نعم، فهذا عجز عن المعرفة، وسائر الناس عاجزون عن المعرفة بدورهم، ولكن أين هذا من ذاك، فالجماد أيضاً عاجز عن المعرفة، وكذلك الاءنسان. فلا جرم أنّ تباين مراتب عجز أعلم خلق الله محمّد بن عبد الله صلّي الله علیه وآله وسلّم، أكبر، بالمقارنة مع سائر الناس، بل مع علماء الاُمّة من عجز الجماد أو الاءنسان. وإجمالاً، فإنّ طائفة من المتكلّمين من العلماء الاعلام هم علی رأي الطائفة الاُولي، مستدلّين بظواهر بعض الروايات وتأويل الآيات والروايات والادعية الواردة في ذلك. [30] استشهاد الحاجّ الميرزا جواد آقا بفقرات الآيات والادعية علی لقاء اللهوأودّ أنا الحقير بلا وفاض ذكر بعضٍ من الآيات والروايات الواردة في هذا المعني حسب تأويل العلماء الافاضل حتّي يتميّز الحقّ عن الباطل. من جملة تلك الآيات: آيات لقاء الله. وقد فسّرت الطائفة الاُولي هذه الآيات بأنّ المراد منها هو الموت وتلقّي الثواب الاءلهيّ. وقد فنّدت الطائفة الثانية رأي الاُولي، قائلةً إنّ ذلك هو مجاز، بل ومجاز بعيد. وإذا كان المراد حمله علی المعني المجازيّ، فالمجاز الاقرب من ذلك هو حمل ذلك علی درجة من اللقاء بحيث يكون جائزاً شرعاً في إطار الممكن. وإن كان لايصرّح به، بالعرف العامّ علی أ نّه لقاء حقيقيّ. وأمّا إذا أخذنا بنظر الاعتبار الالفاظ علی كونها موضوعة لارواح المعاني، وأن نتصوّر معني روح اللقاء، فإنّنا سنري أنّ لقاء الاجسام هو حقيقة، وهكذا لقاء الارواح والمعاني، ويكون لقاء كلّ منها علی نحو يحمل في ذاته روح معني اللقاء، علی نحو يناسب حال الملاقي والملاقي. ففي هذه الحالة، يمكن القول إنّ معني اللقاء الممكن مع الله أيضاً، يحمل حقّاً روح اللقاء فيه، بما يليق بالملاقي والملاقي، وهو يعبّر عن نفس المعني في الادعية والروايات التي ورد فيها بتعابير مختلفة بلفظ الوصول، والزيارة، والنظر إلي وجهه الكريم، والتجلّي، ورؤية القلب، وتعلّق الروح. وعبّرت عن عكسه بالفراق والحرمان، وروي عن أمير المؤمنين علیه السلام في تفسير قد قامت الصلاة أ نّه قال يعني قد اقترب وقت الزيارة. وتكرّرت في الادعية عبارة: وَلاَ تَحْرِمْنِي النَّظَرَ إلی وَجْهِكَ. ومن كلام الاءمام علیه السلام كذلك: وَلَكِنْ تَرَاهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الاءيمَانِ. وجاءت في المناجاة الشعبانيّة: وَأَلْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الاَبْهَجِ فَأَكُونَ لَكَ عَارِفاً. وأيضاً في المناجاة: وَأَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِهَا إلیْكَ حَتَّي تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إلی مَعْدِنِ العَظَمَةِ وَتَصِيرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ! ويقول في دعاء كميل علیه الرحمة: وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلَی عَذَابِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَی فِرَاقِكَ ؟! وهنا، سيجزم المرء ذو الفهم الخالي من الشبهات، وبعد النظر إلي هذه التعابير المختلفة، بأنّ المقصود بلقاء الله تعالي، ليس تلقّي ثوابه، مثل دخول الجنّة، وتناول تفّاحها، ورؤية الحور العين، فهذه التعابير لا تناسب ذلك المعني. فمثلاً، إذا أوّلَ أحدٌ اللقاء المطلق علی غير معني اللقاء، فكيف له أن يُأَوِّل باقي الالفاظ ؟ مثل النظر إلي الوجه، أو تأويل أَلْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الاَبْهَجِ فَأَكُونَ لَكَ عَارِفاً، وهل يمكن تفسير عبارة أَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِهَا إلیْكَ بتناول الكمّثري ؟! وإذا سلّم شخص بأنّ المقصود بلقاء الله ليس هذا المعني، ولكنّ المقصود هو لقاء أولياء الله من الانبياء والائمّة علیهم السلام. فمثلاً، إذا قال أحدنا بأ نّه قد خاطب الصدر الاعظم، فيمكن له مجازاً أن يقول: تحدّثتُ إلي الملك. كما أُطلق في الروايات لفظ « وجه الله » علی الانبياء والائمّة علیهم السلام، فعلی سبيل المثال، فإنّ النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم هو وجه الله بالنسبة إلي الائمّة علیهم السلام، والائمّة علیهم السلام هم وجه الله بالنسبة لنا. فنقول في الجواب: أوّلاً، إنّ هذه الادعية كان يدعو بها الانبياء والاولياء، وحتّي الرسول الكريم صلّي الله علیه وآله وسلّم. ولمّا كان الرسول الاعظم هو اسم الله الاعظم ووجهه الكريم، فما الذي كان يقصد بتلك الادعية ؟ فمثلاً، عند إخباره عن المعراج قائلاً: إنّي رأيتُ ذرّة من النور الاءلهيّ فغُشي عَلَیَّ، فأ نّي لنا أن نفسّر هذا ؟ [31] مضافاً إلي ذلك، فإنّ هذا المعني قد أُطلق علی بعضٍ من درجات الانبياء والائمّة علیهم السلام، وذلك بعد نيلهم مرتبة القرب، وأصبحوا فانين في الله تعالي ومتّصفين بصفاته. حينئذٍ يجوز لنا أن نطلق الالفاظ وجه الله وجنب الله و اسم الله علیهم، والتسليم بهذا المعني هو، في الحقيقة، تأييد لرأي المخالفين لا ردّه. والتفسير الاءجماليّ لهذا المعني الذي ورد في الروايات المعتبرة حيث يقولون: نَحْنُ الاَسْمَاءُ الحُسْنَي. ولا ريب، أنّ المراد من هذه الاسماء ليس الاسم اللفظيّ، بل الاسم العينيّ. وهو ما يظهر جليّاً في الروايات أنّ للّه أسماءً عينيّة غير لفظيّة، يفعل بها ما يريد في العالم، ويتجلّي الله جلّ جلاله بهذه الاسماء في هذه العوالم، وبها تحدث التأثيرات. بل إنّ وجود كلّ العالم هو نابع من تجلّيات الاسماء الاءلهيّة، كما ورد مراراً في أدعية الائمّة المعصومين علیهم السلام. وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ عَلَی فُلاَنٍ وَعَلَی فُلاَنٍ! وَبِاسْمِكَ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضَ! وجاء في دعاء كميل: وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلاَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْءٍ! جميع أسماء الله عزّ وجلّ هي حقائق كونيّة، وهي مخلوقةرواية «إنَّ اللَهَ خَلَقَ اسْماً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍ»وروي في كتابَي « أُصول الكافي » للكلينيّ و « التوحيد » للصدوق، ـ وهي من الكتب المعتبرة لدي الشيعة عن الاءمام الصادق علیه السلام أ نّه قال: إنَّ اللَهَ خَلَقَ اسْماً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُصَوَّتٍ، وَبِاللَفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ، وَبِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ، وَبِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ، وَبِاللَوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ ؛ مَنْفِيٌّ عَنْهُ الاَقْطَارُ، مُبَعَّدٌ عَنْهُ الحُدُودُ، وَمَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ، مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ. فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّةً عَلَی أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ مَعاً ؛ لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآخَرِ. فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلاَثَةَ أَسْمَاءٍ لِفَاقَةِ الخَلْقِ إلیْهَا، وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِداً، وَهُوَ الاِسْمُ المَكْنُونُ المَخْزُونُ بِهَذِهِ الاَسْمَاءُ الَّتِي ظَهَرَتْ، فَالظَّاهِرُ مِنْهَا هُوَ اللَهُ تَعَالَي. وَسَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هَذِهِ الاَسْمَاءِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ ؛ فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ رُكْناً. ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ ثَلاَثِينَ اسْماً، فَعَلاَ مَنْسُوباً إلیْهَا. فَهُوَ الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ، الخَالِقُ، البَارِيُ، المُصَوِّرُ، الحَيُّ، القَيُّومُ، لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، العَلِيمُ، الخَبِيرُ، السَّمِيعُ، البَصِيرُ، الحَكِيمُ، العَزِيزُ، الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ، العَلِيُّ، العَظِيمُ، المُقْتَدِرُ، القَادِرُ، السَّلاَمُ، المُؤْمِنُ، المُهَيْمِنُ، المُنْشِيُ، البَدِيعُ، الرَّفِيعُ، الجَلِيلُ، الكَرِيمُ، الرَّازِقُ، المُحْيِي، المُمِيتُ، البَاعِثُ، الوَارِثُ. فَهَذِهِ الاَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنَ الاَسْمَاءِ الحُسْنَي حَتَّي يَتِمَّ ثَلاَثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ اسماً ؛ فَهِيَ نِسْبَةٌ لِهَذِهِ الاَسْمَاءِ الثَّلاَثَةِ. وَهَذِهِ الاْسْمَاءُ الثَّلاَثَةُ أَرْكَانٌ وَحُجُبُ الاِسْمِ الوَاحِدِ المَكْنُونِ المَخْزُونِ بِهَذِهِ الاَسْمَاءِ الثَّلاَثَةِ. وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَي: «قُلِ ادْعُوا اللَهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـ'نَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الاْسْمَآءُ الْحُسْنَي'». [32] ويُفهم من هذه الرواية، والروايات والادعية الاُخري المتواترة، أنّ الاسماء هي مخلوقة، وهي أسماء عينيّة كذلك، وهنالك روايات معتبرة تشير إلي أنّ أئمّتنا علیهم السلام كانوا يكثرون من قول: نحن الاسماء الحسني، بل إنّ الاءمام هو الاسم الاعظم. الرسول الاكرم هو الحجاب الاقرب وحقيقة الاسم الاعظموتعتقد الشيعة أنّ خاتم الانبياء والرسل صلّي الله علیه وآله وسلّم هو أشرف المخلوقات، وعلی هذا الاساس، فيجب أن يكون أيضاً الاسم الاعظم ومضافاً إلي هذا، فإنّه رويت في أدعية الشهر المبارك أنّ النبيّ هو الحجاب الاقرب أقرب المخلوقات، وقد ذُكر في الروايات أنّ علیّاً ممسوسٌ في ذات الله. [33] وعلی العاقل أن يتدبّر في هذه الروايات، ويعلم أ نّها أوّلاً، روايات ذات سند معتبر ومنقولة عن كتب معتبرة، ومؤيَّدة من قِبَل علماء الدين، ومضافاً إلي كونها ذات سند معتبر، فقد اتّفقوا علی صحّتها، ووردت في كتبهم مُصَرّحة بصحّة سندها. وعند تأمّل هذه الروايات، يتّضح لنا أنّ مقام خاتم الانبياء هو مقام الاسم الاعظم والحجاب الاقرب، وهو أرفع من الثلاثمائة اسم [34] والتي جاء ذكر خمسة وثلاثين اسماً منها هنا. بل هو يحيط بجميع تلك الاسماء، لانّ الرواية السابقة صرّحت أنّ الثلاثمائة اسم هذه هي مخلوقة من أركان الاسماء الثلاثة، وكلّ تلك الاسماء مضافاً إلي أسماء ثلاثة من الاركان والحجب هي الاسم المكنون المخزون والذي هو أيضاً مخلوق. وبتفهّم هذه المراتب، وبقليلٍ من التأمّل، سيتّضح أ نّه لو كانت أسماء الله وصفاته الموجودة في هذه الاسماء هي جوهر حقيقة مراتب سيّد البشر صلّي الله علیه وآله وسلّم، فلابدّ أن يكون قربه قرباً معنويّاً، ومعرفته معرفة حقيقيّة. وبالرغم من كلّ تلك التفاصيل، وتصريح النبيّ وأقوال آله الطيّبين وورثته الطاهرين، بأنّ علمهم مساوٍ لعلمه، أي أ نّهم وارثو جميع علومه، يبقي هؤلاء العظام عاجزين عن معرفة كنه حقيقة الذات المقدّسة، ولا ينافي ذلك رأي الافاضـل من أنّ معرفة الحقّ جلّ جلاله ممكنة ومرغوب فيها لائمّة الدين وأولياء الله الرحيم. بل إنّ هذه من أهمّ المسائل الدينيّة، ولعلّ ثمّة مَن يستنبط شيئاً من هذه المراتب والمسائل، بل إنّ هذه المسألة هي غاية الدين، بل العلّة الغائيّة في خلق السماوات والارضين، بل كلّ العوالم. وإذا كان هناك من يقف في مقام التنزيه الصِّرف للذات القدسيّة برغم كلّ هذه المراتب، ويقول: بأن لاسبيل، علی الاءطلاق، لمعرفة الله، لا تفصيلاً ولا إجمالاً، ولاكنهاً ولا وجهـاً، فسـيري حينها، مع قليل من التأمّل الصادق، أنّ هذا التنزية هو السبب في التوقيف والاءبطال والاءلحاق بالعدم من حيث لا يشعر، كما نهي الائمّة صلوات الله علیهم في الروايات المعتبرة عن التنزية الصِّرف. وقد ورد في رواية الكافي[35]، حول سؤال الزنديق: فَلَهُ إنِّيَّةٌ وَ مَائِيَّةٌ ؟! قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: نَعَمْ لاَ يَثْبُتُ الشَّيءُ إلاَّ بِإنِّيَّةٍ وَمَائِيَّةٍ! قَالَ السَّائِلُ: فَلَهُ كَيْفِيَّةٌ ؟! قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لاَ! لاِنَّ الكَيْفِيَّةَ جِهَةُ الصِّفَةِ وَالاءحَاطَةِ! وَلَكِنْ لاَبُدَّ مِنَ الخُرُوجِ مِنْ جِهَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّشْبِيهِ. لاِنَّ مَنْ نَفَاهُ فَقَدْ أَنْكَرَهُ وَرَفَعَ رُبُوبِيَّتَهُ وَأَبْطَلَهُ، وَمَنْ شَبَّهَهُ بِغَيْرِهِ فَقَدِ انْتَسَبَهُ بِصِفَةِ المَخْلُوقِينَ المَصْنُوعِينَ الَّذِينَ لاَ يَسْتَحِقُّونَ الرُّبُوبِيَّةَ. وَلَكِنْ لاَبُدَّ مِنْ إثْبَاتِ أَنَّ لَهُ كَيْفِيَّةٌ لاَ يَسْتَحِقُّهَا غَيْرُهُ وَلاَ يُشَارَكُ فِيهَا وَلاَ يُحَاطُ بِهَا وَلاَ يَعْلَمُهَا غَيْرُهُ. ويذكر الزنديق في أوّل هذه الرواية: فَمَا هُوَ ؟! فأجاب علیه السلام: هُوَ الرَّبُّ ؛ وَهُوَ المَعْبُودُ ؛ وَهُوَ اللَهُ! ثمّ قال: وليس قولي « الله » إثبات هذه الحروف... ولكن ارجع إلي معنيً وشيءٍ خالق الاشياء وصانعها ونَعْت هذه الحروف وهو المعني. إلی أَنْ قَالَ: قَالَ لَهُ السَّائِلُ: فَإنَّا لَمْ نَجِدْ مَوْهُوماً إلاَّ مَخْلُوقاً! قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ التَّوْحِيدُ عَنَّا مُرْتَفَعاً لاِ نَّا لَمْ نُكَلَّفْ غَيْرَ مَوْهُومٍ! وَلَكِنَّا نَقُولُ: كُلُّ مَوْهُومٍ بِالحَوَاسِّ مُدْرَكٍ بِهِ تَحُدُّهُ الحَوَاسُّ وَتُمَثِّلُهُ فَهُوَ مَخْلُوقٌ، إذْ كَانَ النَّفْيُ هُوَ الاءبْطَالُ وَالعَدَمُ إلي آخره. التنزيه المحض للّه تعالي لا يستلزم تعطيله ونفيهفلا يجب علی العاقل أن يعتبر نفي أيّ معني تنزيهاً للحقّ تعالي، فيقوم بنفيه. ولن تكون حقيقة ذلك إلاّ البطلان. فيجب تنزيه الذات المقدّسة للّه تعالي عن المعاني غير اللائقة التي تستوجب تحديده، ونسبة النقص إليه، ونفي أيّة معرفة ترتبط بالحواسّ بكلّ أنواعها، إلاّ أ نّه لا يجب أن ينفي المعرفة بعين القلب والروح، خاصّة إذا كانت معرفة بالوجه لا بالكنه، ذلك أ نّه لن يبقي من شيء للانبياء والاولياء والعرفاء الحقيقيّين إلاّ ما يملكه العوامّ. نعم، لو كان الاءنسان يملك ذرّة بصيرة، لادرك بأنّ هؤلاء الذين ينفون المعرفة بالوجه، هم أنفسهم، لا إراديّاً، يميلون إلي هذا الاعتقاد قلبيّاً، وهذا الاعتقاد والاءيمان القلبيّ الجزئيّ بحدّ ذاته، ينافي التنزيه الصِّرف الذي يدعون إليه، وذلك لا نّهم يتضرّعون إلي الله في أدعيتهم بقولهم: أنت الرحمن! أنت الرحيم! أنت الغفور، افعل بي كذا وكذا! وقطعاً، فإنّهم لا يقصدون تلفّظ حروف مفرغة من معانيها، أي لابدّ أ نّهم يقصدون ذاتاً واجدة لهذه الصفات التي ينعتونها بها، حتّي لو كانت علی نحو لا يطابق نعت الذوات الاءمكانيّة. ولابدّ أ نّهم يتصوّرون أنّ رحمة الله المنزّهة من المعني هي رحمة تستوجب التأثّر ورقّة القلب، ولكنّ هذا المعني أيضاً، وبصورة مجملة، يجعلهم يتصوّرون بأنّ الاءيمان والاعتقاد به ( بهذا المعني ) كان وراء الدعاء والتضرّع. و هذه المسألة والمعرفة الجزئيّة القلبيّة تنافيان كذلك صحّة ما يدّعونه. والذين يدّعون المعرفة وإمكان المعرفة، لا يقولون بأكثر من أنّ: هذه المعاني الاءجماليّة للاسماء والصفات الاءلهيّة جلّ جلاله، التي تؤمنون بها قلبيّاً، قد رأيناها نحن بطريق الكشف والشهود، وبهذه القيود التنزيهيّة، وتوصّلنا إلي حقائقها، وهذه الحقائق المنكشفة لنا هي نفسها التي يحملها المحقّقون والمتكلّمون من الاءماميّة رضوان الله تعالي علیهم في عالم التصوّر والعقد القلبيّ ؛ والفرق بينها هو نفس الفرق بين التصوّر والوجدان. أو كما هو الفرق بين أن يعرف الفرد معني الحلوي معرفة تطابق الواقع، بشكل يتصوّر فيه الحالة وذلك بانتشار مذاق بعض الاجسام إلي أغشية سقف الفم، وبين أن يتناول الحلوي مباشرة. يمكن أن نعتبر الحالتين السابقتين متماثلتين من منظار معيّن، وفي نفس الوقت، أن نعتبرهما من منظار آخر، منفصلتين تماماً ولا علاقة لاءحداهما بالاُخري. فمثلاً، يعتبر المتكلّمون نور الحقّ جلّ جلاله ظاهر ومُظهر، ولكنّه ليس من قبيل نور الشمس أو القمر... إلي آخره، فالرسول صلّي الله علیه وآله يري في سرّه وروحه حقيقة هذا الظاهر والمُظهر تتوضّح في تجلّي الاسم المبارك، وطبقاً للتنزيه الذي ذكرناه: لاَ يُشْبِهُهُ نُورٌ مِنَ الاَنْوَارِ بَلْ أَجَلُّ مِنْ هَذَا التَّنْزِيهِ ؛ وهذا ما نسمّيه بالمعرفة. وهذا التقريب هو من باب التمثيل، وضروريّاً أن يُقرّب من جهة، حتّي لو بَعَّدَ من جهات أُخري. فمعرفة الاسم الظاهر للّه تبارك وتعالي لوليٍّ من الاولياء، إذا حصلتْ بتجلّي الاسم الظاهر فيقول: أَلِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ حَتَّي يَكُونَ هُوَ المُظْهِرَ لَكَ ؟! ارجاعات [1] ـ الآية 73، من السورة 22: الحجّ. [2] ـ الآيتان 29 و 30، من السورة 53: النجم. [3] ـ الآية 52، من السورة 6: الانعام. [4] ـ «ديوان أسرار» ص 18 و 19. يقول: «انساقت لنا القلوب، وأغاث الحبيب بفمه الجميل فمنا. لقد طالت محنتنا، وطال عذابنا، حتّي سقط صقر القدس في حبائلنا. ولقد قدّرت يد الغيب في دار مُلك عالم المعني، ومنذ اللحظة الاُولي، أن تكون الدولة بيدنا. نحن الاصل، أمّا الباقون فهم فروع اشعاعنا، ولو أنكر ذلك مُنكر فليشرب من كأسنا. لقد توجّهنا إلي أعتاب شيخ المعبد، فصار مقامنا ـ لذلك ـ أفضل من العرش». [5] ـ يقول: «وما عرش السماء بالمقارنة مع عرش القلب ؟ وما الكعبة بالمقارنة مع بيتنا الحرام. لقد أضحت كلّ ذرّة تراب دُرّةً، وكلُّ خشـبة عرشـاً، حين سـقط طائر السعد الملكيّ في شراكنا. ولما تعالي نداء الفناء من فوق سـطحنا، فإنّ أسـطح الافلاك التسعة استعارت بقاءها من بقائنا. وليكسر أسرار خوذة السلطان علی أمّ رأسه، ليقول بائع الخمر: أنت غلامنا». [6] ـ يقول: «هلمّوا أيّها العاشقين إلي الحقّ، واطربوا أيّها الاخيار المحسنين. فإلي متي نهيم علی وجوهنا ونتيه في صحراء الضياع وإلي متي نترك الكعبة ونلزم الخمّار. فإنّ للكون شاهد وناظر في حين نحن في شغل عنه وحيث لا تزال في الكأس جرعة متبقية ولمّا نزل يقظين. وسنمسك منذ الآن بأذيال الحبيب، وسنسمع له ونطيع». [7] ـ الآية 110، من السورة 20: طه. [8] ـ يقول: «لا يُمكنك أن تَصيد العَنقاء مَهما حاولتَ، فارفَع الشباكَ وأزِل المَصائِد، فلَن تَصيد شِباكَكَ إلاّ الهَواء». [9] ـ يقول: «لقد غرقت آلاف السفن في هذه المهلكة، ولم يكن مِن خشبةٍ يتعلّق بها الغريق». [10] ـ الآية 115، من السورة 2: البقرة: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَهِ إِنَّ اللَهَ وَ سِعٌ عَلِيمٌ. [11] ـ يقول: «إنّ القلب الذي تنوّر بنور المعرفة والصفاء، يري الله في كلّ شيء يقع نظره علیه. فأينما أنظر أري صورتك فيه، وهي (أي صورتك) لا تفارق عينيّ». [12] ـ الآية 54، من السورة 41: فصّلت. [13] ـ يقول: «قلتُ: سأنعم بوصالك يوماً. قال: انظر جيّداً فلعلّك بلغتَ هدفك». [14] ـ يقول: «الحبيب أقربُ إليّ منّي والعجب أ نّني عنه بعيد. ما العمل، إلي مَن أشكي وأقول: حبيبي ولكنّي أبدو وحيداً». [15] ـ الآية 53، من السورة 41: فصّلت. [16] ـ «التوحيد» للصدوق، ص 117، الرواية رقم 20، باب ما جاء في الرؤية، من منشورات مكتبة الصدوق. [17] ـ روي في «أُصول الكافي» ج 1، ص 105، باب النهي عن الجسم والصورة، عن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن زيد أ نّه قال: كنت عند الإمام الرضا علیه السلام فسألته عن التوحيد فأملي عَلَیَّ قائلاً: الحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ الاَشْيَاءِ إنْشَاءً، وَمُبْتَدِعِها ابْتِدَاعاً بِقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ، لاَ مِنْ شَيْءٍ فَيَبْطُلَ الاخْتِرَاعُ، وَلاَ لِعِلَّةٍ فَلاَ يَصِحَّ الابْتِدَاعُ. خَلَقَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ مُتَوَحِّداً بِذَلِكَ لإظْهَارِ حِكْمَتِهِ وَحَقيقَةِ رُبُوبِيَّتِهِ. لاَ تَضْبُطُهُ العُقُولُ، وَلاَ تَبْلُغُهُ الاَوْهَامُ وَلاَ تُدْرِكُهُ الاَبْصَارُ، وَلاَ يُحِيطُ بِهِ المِقْدَارُ. عَجَزَتْ دُونَهُ العِبَارَةُ، وَكَلَّتْ دُونَهُ الاَبْصَارُ، وَضَلَّ فِيهِ تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ. احْتَجَبَ بِغَيْرِ حِجَابٍ مَحْجُوبٍ، وَاسْتَتَرَ بِغَيْرِ سِتْرٍ مَسْتُورٍ. عُرِفَ بِغَيْرِ رُؤْيَةٍ، وَوُصِفَ بِغَيْرِ صُورَةٍ، وَنُعِتَ بِغَيْرِ جِسْمٍ؛ لا إلَهَ إلاَّ اللَهُ الكَبِيرُ المُتَعَالِ. [18] ـ يقول: «لا يمكن رؤية قلم الرسّام من سحر الرسم وفتنته؛ وإلاّ فإنّ هناك صانعاً لهذا السقف النحاسيّ اللون». [19] ـ يقول: «أزح الستار عن عينيك حتّي يتبيّن لك أنّ الاحبّة يعبدون ما لا تعبد». [20] ـ يقول: «آلاف الذرّات تسبح باضطراب في شعاع الشمس وهي لا تدري كنه الشمس». [21] ـ يقول: «أسأل حبيبي الجالس إلي جواري: أيّها الحبيب، أين الحبيب ؟ ونحن نتساءل جميعاً ثملين: أين طريق الحبيب ؟». [22] ـ يقول: «النفس تطلب منّا كأساً تري فيها العالَم في حين أنّ الذي تطلبه من الغير هو في يدها. كاللؤلؤة التي تخرج من صدفتها تنشد ضالّتها من التائهين علی ساحل البحر». [23] ـ يقول: «إنّ عديم البصيرة كان ينادي ويبحث عن الله، والله معه لكنّه غافل عنه». [24] ـ «كلماتٌ مكنونةٌ من علوم أهل الحكمة والمعرفة» الكلمة الاُولي، من الطبعة الحجريّة، (المظفري سنة 1316 ه)؛ ومن طبعة شمس فراهاني. يقول: «يجب أن تمتلك أعيننا عين البصيرة كذلك وأن تقطع الامل من هذه الدنيا وتترك الطمع جانباً فليس لك العين التي تستطيع رؤيته (أي الله) وإلاّ فالله موجود في كلّ مكان». [25] ـ يقول: «قيل إنّ سَمكةً كانت تحيا في الماء وكان فكرها قاصراً مثلي. ما ضايقها صيّاد يوماً من الايّام ولا وقعت في شباكه أبداً». [26] ـ يقول: «وما كانت لتعطش أو تجوع أو تلحفها الشمس. ومع ذلك فقد نفد صبرها وتساءلت عن ما يتساءل عنه الناس وهو: الماء! ولِمَ لا تعرف ماهيّة ذلك الإكسير المنعش أو تستطعمه ؟ فإن كان ذلك الجوهر متاع هذا العالم، فَلِمَ يا ربِّ خفي عن عيني ؟». [27] ـ يقول: «في حين أ نّها تعيش في خِضَم ما تساءل عنه، راضيةً مرضيّة...». [28] ـ يقول: «إلاّ أ نّها غفلت عن ذلك بدل أن تشكر (الله) علی تلك النعمة؛ فقذفتها الامواج يوماً نحو الساحِل. وهناك سفعتها حرارة الشمس المحرقة». [29] ـ يقول: «ويَبس ريقها وسقطت أسيرة الرمال الجافّة الحارّة. وهناك حيث سمعت صوت أمواج البحر الهائج. علمت أ نّها كانت مخطئة في ظنّها وغارقة في غفلتها أيّما غرق. فصاحت: آهٍ! الآن عرفت ذلك السرَّ الذي تربطني به آصرة حياتيّة ولولاه ما دخل نفس إلي جوفي. لكن أسفي علی ما فَرّطت في جنب الله إذ لم أشكر نعمته تلك وها أنا اليوم بعيدة عن مصدر حياتي كلّ هذا البُعد». كتاب «امدادهاي غيبي در زندگي بشر» ـ (المدد الغيبيّ في حياة البشر) ص 97. [30] ـ لقد كانت للمؤلّف، هنا، حاشية وهي: «وهذا المذاق هو صريح كلمات الشيخ الاحسائيّ وتابعيه؛ إلاّ أ نّهم يُأَوِّلون أخبار اللقاء والمعرفة علی وجه ثانٍ كما سيأتي، ïويثبتون جميع الاسماء والصفات بمرتبة المخلوق الاوّل، ولا يعتقدون بأنّ ذات الله المقدّسة هي منشأ انتزاع الصفات. فهم قائلون بالتنزيه الصرف ـ منه عفي عنه». (تعلیقة). [31] ـ ورد في دعاء ليلة السبت والمنقول في «ربيع الاسابيع»، ضمن الصلوات والدعاء للوجود المبارك لخاتم الرسل: وارزقه نظراً إلي وجهك يوم تحجبه عن المجرمين. والجملة التالية موجودة في دعاء يوم الجمعة للصدِّيقة الطاهرة: فاجعلني كأ نّي أراك إلي يوم القيامة الذي فيه ألقاك! ـ منه عفي عنه. (تعلیقة). [32] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 112، باب حدوث الاسماء، الحديث الاوّل؛ و«التوحيد» للصدوق، ص 190 و 191، باب أسماء الله تعالي، الحديث الثالث. طبعة مطبعة الصدوق. وورد اللفظ في «التوحيد» هكذا: بِالحُرُوفِ غَيْرُ مَنْعُوتٍ وجاء كذلك: إنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي خَلَقَ اسْماً بِالحُرُوفِ، وَهُوَ عَزَّ وَجَلَّ بِالحُرُوفِ غَيْرُ مَنْعُوتٍ. وقال في تعلیقه علی ذلك: إنَّ عِبَارَةَ: وَهُوَ عَزَّ وَجَلَّ بِالحُرُوفِ، غير موجودة في نسختَي «الكافي و«البحار»؛ إلاّ أ نّها موجودة في نسخ «التوحيد» التي لديّ، وقال المجلسيّ: «إنّ هذه العبارة موجودة في أكثر النسخ. ويبدو أ نّها من الاختلافات والعبارات الموضوعة من قبل النسّاخ، الذين علموا بأن هذه الاوصاف لايمكنها أن تكون صفات الاسم الملفوظ، ونسوا أنّ الاوصاف المذكورة بعد قول الإمام: فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تامَّةً هي كذلك ممتنعة عن أن تكون للاسم الملفوظ، مع أ نّها بالتأكيد موضوعة للاسم. وعلی هذا، فإنّ المراد من هذا الاسم ليس الاسم الملفوظ ولا الاسم المفهوم؛ بل إنّه عبارة عن حقيقة إبداع الحقّ تعالي لمنشأ ظهور أسمائه وآثار صفاته في الاشياء». ومَن طلب شرح هذا الحديث فليراجع «بحار الانوار» وشروحات «الكافي» وتفسير «الميزان» ذيل الآية 180، من سورة الاعراف. أقول: روي المرحوم الفيض هذا الحديث كذلك في «الوافي» عن «الكافي» ج 1، ص 463 و 464، الباب 45، الحديث رقم 1. الطبعة الحروفيّة، إصفهان. وقد أورد الحقير الحديث المذكور في كتاب «توحيد علمي وعيني» (= التوحيد العلميّ والعينيّ) ص 320 و 321 (بالفارسيّة) من نفس هذه المصادر. [33] ـ روي أبو نُعَيم الإصفهانيّ في «حلية الاولياء» ج 1، ص 68، بسند متّصل عن رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم أ نّه قال: لاَ تَسُبُّوا عَلِيَّاً فإنَّهُ مَمْسُوسٌ فِي ذَاتِ اللَهِ تَعَالَي! [34] ـ ورد في جميع النسخ ثلاثمائة اسم في حين كان يجب أن يكون الرقم (ثلاثمائة وستّون)؛ فإمّا أن يكون سبب ذلك سهواً وخطأً وإمّا أن المؤلِّف أراد أن يُفهم معني الكثرة بهذا المقدار فقط. لانّ العدد (ثلاثمائة وستّون) قد عُلِم سابقاً. [35] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 83 إلي 85 باب إطلاق القول بأ نّه شيء، في الرواية رقم 6، بسند متّصل عن هشام ابن الحكم عن الإمام جعفر الصادق علیه السلام في جوابه علی سؤال الزنديق؛ حتّي يصل إلي حيث يقول له السائل: فَقَدْ حَدَّدْتَهُ إذْ أثْبَتَّ وُجُودَهُ! قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لَمْ أَحُدُّهُ وَلَكِنِّي أَثْبَتُّهُ إذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ النَّفْيِ وَالإثْبَاتِ مَنْزِلَةٌ! قَالَ لَهُ السَّائِلُ: فَلَهُ إنِّيَّةٌ وَمَائِيَّةٌ ؟! إلي آخر الرواية. |
|
|