بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / القسم الثالث عشر / المجلد الخامس عشر / قصیدة الفرزدق

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

جعل‌الإمام عليّ علیه‌ السلام‌ محمّدَ ابن‌ الحنفيّة‌ درعاً للحسنين‌

 أجل‌، ونحن‌ نريد أن‌ نختم‌ هذا المبحث‌، نري‌ من‌ المناسب‌ أن‌ ننقل‌ روايةً ذكرها المرحوم‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ في‌ كتاب‌ « نفثة‌ المصدور » . وتستبين‌ فيها شدّة‌ مشكلات‌ الحرب‌ وتحمّل‌ العطش‌ وحديد الدرع‌ الحارّ في‌ الشمس‌ المحرقة‌ علی‌ جراح‌ الجسم‌، ومقايسة‌ محمّد ابن‌ الحنفيّة‌ بالحسنين‌ علیهم‌ السلام‌، وتحمّله‌ بالنسبة‌ إلی‌ عليّ الاكبر. وأورد المحدِّث‌ هذه‌ الرواية‌ تحت‌ عنوان‌: فصلٌ، فقال‌: في‌ « بحار الانوار »: روي‌ في‌ بعض‌ مؤلّفات‌ الاصحاب‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ قال‌: لمّا كنّا في‌ حرب‌ صفّين‌ دعا علی علیه‌ السلام‌ ابنه‌ محمّد ابن‌ الحنفيّة‌ وقال‌ له‌:

 يا بُنَي‌َّ! شدّ علی‌ عسكر معاوية‌! فحمل‌ علی‌ الميمنة‌ حتّي‌ كشفهم‌. ثمّ رجع‌ إلی‌ أبيه‌ مجروحاً فقال‌: يَا أَبَتَاه‌! العَطَش‌! العَطَش‌! فسقاه‌ جرعةً من‌ الماء، ثمّ صبّ الباقي‌ بين‌ درعه‌ وجلده‌. قال‌ ابن‌ عبّاس‌: فوالله‌ لقد رأيتُ علق‌ الدم‌ يخرج‌ من‌ حلق‌ درعه‌. فأمهله‌ ساعةً، ثمّ قال‌ له‌: يا بُنَي‌ّ! شدّ علی‌ الميسرة‌! فحمل‌ علی‌ ميسرة‌ عسكر معاوية‌، فكشفهم‌. ثمّ رجع‌ وبه‌ جراحات‌، وهو يقول‌: المَاءَ! المَاءَ! يَا أَبَاهْ.

 فسقاه‌ جرعةً من‌ الماء فصبّ باقيه‌ بين‌ درعه‌ وجلده‌، ثمّ قال‌: يا بُني‌َّ! شدَّ علی‌ القلب‌! فحمل‌ علیهم‌ وقتل‌ منهم‌ فرساناً. ثمّ رجع‌ إلی‌ أبيه‌ وهو يبكي‌ وقد أثقلته‌ الجراح‌. فقام‌ إلیه‌ أبوه‌ وقبّل‌ ما بين‌ عينيه‌، وقال‌ له‌: فداك‌ أبوك‌! فقد سررتني‌ واللهِ يا بُني‌ّ بجهادك‌ هذا بين‌ يدي‌ّ! فما يبكيك‌؟! أفرحاً أم‌ جزعاً؟!

 فقال‌: يا أبه‌! كيف‌ لا أبكي‌ وقد عرضتني‌ للموت‌ ثلاث‌ مرّات‌ فسلّمني‌ الله‌؟! وها أنا مجروح‌ كما تري‌! وكلّما رجعتُ إلیك‌ لتُمهلني‌ عن‌ الحرب‌ ساعةً، ما أمهلتني‌! وهذان‌ أخواي‌ الحسن‌ والحسين‌ ما تأمرهما بشي‌ءٍ من‌ الحرب‌. فقام‌ إلیه‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ وقبّل‌ وجهه‌، وقال‌ له‌: يابُني‌َّ! أنتَ ابني‌، وهذان‌ ابنا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، أفلا أصونهما عن‌ القتل‌؟! فقال‌: بلي‌ يا أبتاه‌! جعلني‌ الله‌ فداك‌ وفداهما من‌ كلّ سوء ـ انتهي‌.

 قال‌ المرحوم‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ: إذا كان‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌ حاضراً في‌ صفّين‌ وشاهداً ما فعل‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بابنه‌ محمّد لمّا رجع‌ من‌ قتال‌ الاعداء قائلاً: العَطَش‌ العَطَش‌، من‌ سقيه‌ الماء وصبّ باقيه‌ بين‌ درعه‌ وجلده‌ ليسكن‌ عنه‌ حرارة‌ الجراحات‌ من‌ الحديد المحمي‌، فكيف‌ يكون‌ حاله‌ علیه‌ السلام‌ يوم‌ عاشوراء إذا شهد ابنه‌ عليُ بن الحسين‌ راجعاً من‌ قتال‌ الاعداء وقد أصابته‌ جراحات‌ كثيرة‌ وهو يقول‌: يَا أَبَهْ العَطَشُ قَدْ قَتَلَنِي‌ وَثِقْلُ الحَدِيدِ أَجْهَدَنِي‌، وشكا إلی‌ أبيه‌ العطش‌ وشدّة‌ وقع‌ الحديد المحمي‌ من‌ درعه‌ علی‌ جراحاته‌، ولم‌ يكن‌ لابيه‌ علیه‌ السلام‌ ماء يبرّد كبده‌ ويسكّن‌ حرارة‌ جراحاته‌؟!

 فبكي‌ علیه‌ السلام‌ وقال‌: وَاغَوْثَاهُ! يَا بُنَي‌َّ قَاتِلْ قَلِيلاً فَمَا أَسْرَعَ مَا تَلْقَي‌ جَدَّكَ مُحَمَّداً صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ فَيَسْقِيكَ بِكَأْسِهِ الاَوْفَي‌ شَرْبَةً لاَ تَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَداً!

 الرجوع الي الفهرس

عليّ الاكبر علیه‌ السلام‌ تلميذ مدرسة‌ الحسنين‌ علیهما السلام‌

 إلی‌ أن‌ قال‌ المحدِّث‌: وكان‌ قد رُبّي‌ في‌ حجر عمّه‌ الحسن‌ وأبيه‌ الحسين‌ علیهما السلام‌، وأُدِّب‌ بأدبهما كما يشهد لذلك‌ ما في‌ الزيارة‌ المعتبرة‌ المنقولة‌ في‌ « الكافي‌ » و « التهذيب‌ »، و « مَن‌ لايحضره‌ الفقيه‌ » في‌ السلام‌ علیه‌: السَّلاَمُ عَلَیكَ يَابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ.

 إلی‌ أن‌ قال‌: كما في‌ بعض‌ المقاتل‌ المعتبرة‌ أ نّه‌ علیه‌ السلام‌ رفع‌ شيبته‌ نحو السماء وكان‌ لسان‌ حاله‌: أصابتني‌ مصيبة‌ فجيعة‌ وداهية‌ عظيمة‌، فإنّما أشكو بثّي‌ وحزني‌ إلی‌ الله‌؛ لانّ الاخذ باللحية‌ من‌ علامة‌ هجوم‌ الحزن‌ وكثرة‌ الاغتمام‌، كما أشار بذلك‌ شيخنا رئيس‌ المحدِّثين‌ أبو جعفربن‌ بابويه‌ القمّي‌ّ! [1]

 أجل‌، يستشفّ من‌ كلام‌ المرحوم‌ المحدِّث‌ أنّ عليّ الاكبر قد تربّي‌ في‌ حِجر ذينك‌ الإمامين‌ العظيمين‌ وتأدّب‌ بآدابهما، فلهذا هو بمنزلة‌ الابن‌ لهما معاً. والدليل‌ هو السلام‌ علیه‌ بابن‌ الحَسَنِ والحُسَيْنِ.

 نقول‌ هنا: لو كانت‌ تربية‌ الإمامين‌ وآدابهما واحدةً تماماً بلا تفاوت‌، فلامعني‌ لهذا الشرح‌ والتفصيل‌! وإذا كان‌ الحزن‌ عديم‌ الاثر في‌ الإمام‌، وهو أمر صوري‌ّ، فماذا يعني‌ رفع‌ الشيبة‌ واللجوء إلی‌ الله‌ تعإلی‌ والاشتكاء إلیه‌ من‌ قوم‌ معاندين‌؟! لا! لا! ليس‌ كذلك‌، وكم‌ نبتعد عن‌ الحقيقة‌ والواقع‌ إذا نظرنا إلی‌ الإمام‌ علی‌ أ نّه‌ قوي‌ّ الجسم‌، وأ نّه‌ مَلَكٌ ليست‌ له‌ جوارح‌ بشريّة‌، وأنّ الحرب‌، والجرح‌، والاسر، والنهب‌ أُمورٌ شبيهة‌ بدمي‌ الاطفال‌ ولعبة‌ خيال‌ الظلّ! إنّ سيّد الشهداء علیه‌ السلام‌ ـمع‌ جميع‌ الإمكانات‌ والتعيّنات‌ البشريّة‌، وكافّة‌ القوي‌ والجوارح‌ المدركة‌ للملذّات‌ المادّيّة‌ والطبيعيّة‌، ومع‌ وجود النفس‌ الواسعة‌ المحبّة‌ للرئاسة‌ الغريزيّة‌ بعيدة‌ عن‌ رضا الحقّـ قد عبر هذه‌ المنازل‌ والمراحل‌ كلّها، وأودعها في‌ ملفّ النسيان‌، وضحّي‌ بها جميعاً فداءً للمحبوب‌، وضرب‌ عن‌ العالَم‌ صفحاً بسبب‌ عشقه‌ الإلهي‌ّ، وتحرّك‌ فارس‌ الميدان‌ وحده‌ عجلاً إلی‌ الله‌ سبحانه‌، وطلّق‌ كلّ شي‌ء في‌ الحياة‌، وأنزل‌ حاجته‌ في‌ مقام‌ العزّة‌ الربوبيّة‌ بلباس‌ بالٍ ممزّق‌، وجسمٍ قد أثخنته‌ الجراح‌، صلّي‌ الله‌ علیك‌ يا أبا عبدالله‌!

 كم‌ نراه‌ مناسباً هنا، ونحن‌ ننوي‌ إنهاء هذا الجزء من‌ « معرفة‌ الإمام‌ »، أن‌ ننقل‌ كلاماً لآية‌ الله‌ الكبير الشيخ‌ محمّد الحسين‌ كاشف‌ الغطاء من‌ كتابه‌ « جنّة‌ المأوي‌». قال‌:

 التَّضحِيَةُ فِي‌ ضَاحِيَةِ الطَّفِّ

 إنّ التضـحية‌ والفـداء اللذين‌ تسـامي‌ وتعإلی‌ بهما إمام‌ الشـهـداء وأبوالائمّة‌ يوم‌ الطفّ من‌ أيّة‌ ناحيةٍ نظرتَ إلیهما، ومن‌ كلّ وجهةٍ اتّجهتَ لهما متأمّلاً فيهما، أعطياك‌ دروساً وعِبراً، وأسراراً وحكماً تخضع‌ لها الالباب‌ وتسجد في‌ محراب‌ عظمتها العقول‌ . واقعة‌ الطفّ وشهادة‌ سيّد الشهداء وأصحابه‌ في‌ تلك‌ العرصات‌ كتاب‌ مشحون‌ بالآيات‌ الباهرات‌ والعظات‌ البليغة‌ فهي‌:

 كَالبَدْرِ مِنْ حَيْثُ التَفَتَّ وَجَدْتَهُ                  يُهْدِي‌ إلَی‌ عَيْنَيْكَ نُوراً ثَاقِباً

 أو:

 كَالشَّمْسِ فِي‌ كَبِدِ السَّمَاءِ وَنُورُهَا                      يَغْشَي‌ البِلاَدَ مَشَارِقاً وَمَغَارِبَا

 أو:

 كَالبَحْرِ يَمْنَحُ لِلْقَرِيبِ جَوَاهِراً                   غُرَراً وَيَبْعَثُ لِلْبَعِيدِ سَحَائِبَا

 هذه‌ الدنيا وشهواتها ولذائذها وزينتها وزخارفها التي‌ يتكالب‌ علیها البشر، ويتهاوي‌ علی‌ مذبحها كلّ يوم‌ ضحايا الانام‌، هذه‌ الدنيا التي‌ اتّخذها كلّ واحدٍ من‌ الناس‌ ربّاً وصار عبداً لها ولمن‌ في‌ يده‌ شي‌ء منها، فلعبت‌ بهم‌ ولعبوا بها، هذه‌ الدنيا وشهواتها التي‌ أشار جلّت‌ عظمته‌ إلی‌ جمهرتها بقوله‌ تعإلی‌:

 زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَ ' تِ مِنَ النِّسَآءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَـ'طِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ. [2] كانت‌ كلّ هذه‌ النفائس‌ الدنيويّة‌ قد تَوفَّرَ للحسين‌ علیه‌ السلام‌ أكملها وأجملها من‌ المال‌، والبنين‌ والنساء، والخيل‌ المسوّمة‌، مضافاً إلی‌ ما كان‌ له‌ من‌ العزّ والكرامة‌ وكلّ مؤهّلات‌ الشرف‌ والتقدير التي‌ استحقّها بحسبه‌ ونسبه‌ وبيته‌ ومواهبه‌ . وقد كان‌ في‌ ذلك‌ العصر لايوازيه‌ ولا يدانيه‌ أحد في‌ دنيا المفاخر والمآثر . الكلّ يعترف‌ ويعرف‌ ما له‌ من‌ عظيم‌ القدر ورفيع‌ المنزلة‌. فسلّم‌ المجد والصعود إلی‌ السماء بيمينه‌، ومفاتيح‌ خزائن‌ الدنيا في‌ قبضة‌ شماله‌. ومع‌ ذلك‌ كلّه‌ فحين‌ جدّ الجدّ وحقّت‌ الحقيقة‌ بذل‌ كلّ ذلك‌ وضحّي‌ به‌ في‌ ضاحية‌ يوم‌ الطفّ، وفي‌ سبيل‌ المبدأ كان‌ أهون‌ شي‌ء علیه‌ تلك‌ النفائس‌، وما اكتفي‌ حتّي‌ بذل‌ نفسه‌ وجسده‌ ورأسه‌ وأوصاله‌ وأولاده‌ وكلّ حبيب‌ له‌ وعزيز علیه‌ في‌ سبيل‌ حبيبه‌ الاعلی‌ ومعشوقه‌ الاوّل‌. أفليس‌ هو الجدير والحري‌ّ بأن‌ يقول‌:

 وَبِمَا شِئْتَ فِي‌ هَوَاكَ اخْتَبِرْنِي‌               فَاخْتِيَارِي‌ مَا كَانَ فِيهِ رضَاكَا

 يُحْشَرُ العَاشِقُونَ تَحْتَ لِوَائِي                 ‌ وَجَمِيعُ المِلاَحِ تَحْتَ لِوَاكَا

 وَاقْتِبَاسُ الاَنْوَارِ مِنْ ظَاهِرِي‌ غَيْـ              ـرُ عَجِيبٍ وَبَاطِنِي‌ مَأْوَاكَا [3]

 الرجوع الي الفهرس

قصّة‌ إنشاد الفرزدق‌ قصيدته‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌

 وجملة‌ القول‌ أ نّنا نريد أن‌ نُنهي‌ هذا الجزء الذي‌ يدور حول‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » لسيّد العابدين‌ وإمام‌ الساجدين‌ عليُ بن الحسين‌ علیه‌ أفضل‌ الصلوات‌ والتحيّات‌، وقد استعرضها وضمائمها. فمن‌ المناسب‌ أن‌ نذكر القصيدة‌ العصماء التي‌ أنشدها الشاعر الكبير أبو فراس‌ همّام‌ بن‌ غالب‌ المعروف‌ بالفرزدق‌ بحضور هشام‌ بن‌ عبد الملك‌ بن‌ مروان‌ في‌ مدح‌ ذلك‌ الإمام‌ العظيم‌ بضعة‌ رسول‌ الله‌ لنرتوي‌ بحمد الله‌ ومنّه‌ من‌ منهل‌ عشق‌ ذلك‌ السيّد العزيز ومودّته‌ وولايته‌ بنحو أكمل‌ وأتمّ:

 روي‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ رضوان‌ الله‌ تعإلی‌ علیه‌ في‌ « بحار الانوار » عن‌ « مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌ » الذي‌ روي‌ عن‌ « الحلية‌ »، و « الاغاني‌ »، وغيرهما: [4] حجّ هشـام‌ بن‌ عبد الملـك‌ فلم‌ يقدر علی‌ الاسـتلام‌ من‌ الزحـام‌ . فنُصـب‌ له‌ منبر فجلس‌ علیه‌ وأطاف‌ به‌ أهل‌ الشام‌، فبينما هو كذلك‌ إذ أقبل‌ علی‌ّبن‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌ وعلیه‌ إزار ورداء، من‌ أحسن‌ الناس‌ وجهاً وأطيبهم‌ رائحةً، بين‌ عينيه‌ سجّادة‌ كأ نّها رُكبة‌ عنز. فجعل‌ يطوف‌، فإذا بلغ‌ إلی‌ موضع‌ الحجر تنحّي‌ الناس‌ حتّي‌ يستلمه‌ هيبةً له‌. فقال‌ شامي‌ّ: مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟!

 فقال‌: لاَ أَعْرِفُهُ، لئلاّ يرغب‌ فيه‌ أهل‌ الشام‌.

 فقال‌ الفرزدق‌ ( و كان‌ من‌ شعراء بني‌ أُميّة‌ ومادحيهم‌ ) وكان‌ حاضراً: لكنّي‌ أنا أعرفه‌. فقال‌ الشامي‌ّ: مَن‌ هو يا أبا فراس‌؟! فأنشأ قصيدة‌ ذكر بعضها في‌ « الاغاني‌ »، و « الحلية‌ » و « الحماسة‌ »، والقصيدة‌ بتمامها هذه‌:

 الرجوع الي الفهرس

قصيدة‌ الفرزدق‌ في‌الإمام السجّاد علیه‌ السلام‌

 يَا سَـائِلِي‌: أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ                     عِنْـدِي‌ بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا

 هَذَا الذي‌ تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ                       وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ

 هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ                   هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ

 هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ                 صَلَّي‌ عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَي‌ القَلَمُ

 لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ              لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي‌ القَدَمُ

 هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ                     أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُ

 هَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ                    وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ

 هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ              وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُ

 إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا                       إلَی‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ

 يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ                     رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ

 وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ                العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ

 يُنْمَي‌ إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ                       عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ

 يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ                         فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ

 يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي‌ عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ               كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ

 بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ                        مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَمَمُ

 مَا قَالَ: لاَ، قَطُّ إلاَّ فِي‌ تَشَهُّدِهِ                لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ [5]

 مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ                 طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ

 حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا                   حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ

 إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَي‌ جَمِيعُهُمُ               وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ

 هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ               بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا

 اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ                         جَرَي‌ بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُ

 مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الانْبِيَاءِ لَهُ                  وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ

 عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ               عَنْهَا العِمَايَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ

 كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا                      يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ

 سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي‌ بَوَادِرُهُ              يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ

 لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ                   رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ

 مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ               كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَصَمُ

 يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَي‌ بِحُبِّهِمُ               وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ

 مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ                      فِي‌ كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ

 إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي‌ كَانُوا أئمَّتَهُمْ               أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ

 لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَايَتِهِمْ                   وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا

 هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ                  وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي‌ وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ

 يَأبَي‌ لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ             خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَي‌ هُضُمُ

 لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ                       سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا

 أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي‌ رَقَابِهِمُ                 لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ

 مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا                  فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ

 بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا                فِي‌ النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا

 فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي‌ أُرُومَتِهَا                 مُحَمَّدٌ وَعليّبَعْدَهُ عَلَمُ

 بَدرٌ له‌ شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ               والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا

 وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ                       وَفِي‌ قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ

 مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي‌ كُلِّ نائِبَةٍ                 علی‌ الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُوا [6]

 فغضب‌ هشام‌ ومنع‌ جائزته‌ وقال‌: أَلاَ قُلْتَ فِينَا مِثْلَهَا؟!

 قال‌: هَاتِ جَدَّاً كَجَدِّهِ، وَأَبَا كَأَبِيهِ، وَأُمَّا كَأُمِّهِ حَتَّي‌ أَقُولَ فِيكُمْ مِثْلَهَا!

 الرجوع الي الفهرس

تقديرالإمام السجّاد علیه‌ السلام‌ للفرزدق‌

 فحبسوه‌ بعُسفَان‌ بين‌ مكّة‌ والمدينة‌: فبلغ‌ ذلك‌ عليُ بن الحسين‌ علیه‌ السلام‌، فبعث‌ إلیه‌ باثني‌ عشر ألف‌ درهم‌، وقال‌: أَعْذِرْنَا يَا أَبَا فِرَاسٍ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ هَذَا لَوَصَلْنَاكَ بِهِ!

 فردّها وقال‌: يَابْنَ رَسُولِ اللَهِ! مَا قُلْتُ الَّذِي‌ قُلْتُ إلاَّ غَضَباً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ! وَمَا كُنْتُ لاِرْزَأَ عَلَیهِ شَيْئاً.

 فردّها إلیه‌ وقال‌: بِحَقِّي‌ عَلَیكَ لَمَّا قَبِلْتَهَا فَقَدْ رَأَي‌ اللَهُ مَكَانَكَ وَعَلِمَ نِيَّتَكَ! فقبلها. فجعل‌ الفرزدق‌ يهجو هشاماً وهو في‌ الحبس‌، فكان‌ ممّا هجاه‌ به‌ قوله‌:

 أَيَحْبِسُنِي‌ بَيْنَ المَدِينَةِ وَالَّتِي‌                 إلَیهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي‌ مُنِيبُهَا

 يُقَلِّبُ رَأْساً لَمْ يَكُنْ رَأْسَ سَيِّدٍ                 وَعَيْنَاً لَهُ حَوْلاَءَ بَادٍ عُيُوبُهَا [7]

 فأُخبر هشام‌ بذلك‌ فأطلقه‌. وفي‌ رواية‌ أبي‌ بكر العلاّف‌ أ نّه‌ أخرجه‌ إلی‌ البصرة‌. [8]

 الرجوع الي الفهرس

بعض‌ الذين‌ نقلوا هذه‌ القصيدة‌

 وروي‌ الكشّي‌ّ بسنده‌ عن‌ عبيد الله‌ بن‌ محمّد بن‌ عائشة‌، عن‌ أبيه‌ مثله‌. [9]

 ثمّ روي‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ مثله‌ عن‌ « الاختصاص‌ » للشيخ‌ المفيد بسنده‌ بعد شرح‌ بعض‌ المفردات‌ الغريبة‌ التي‌ ذكرنا بعضها في‌ هامش‌ متقدّم‌. [10]

 وروي‌ عنه‌ أيضاً بسند آخر عن‌ فرعان‌، وكان‌ من‌ رواة‌ الفرزدق‌، قال‌: حججتُ سنةً مع‌ عبد الملك‌ بن‌ مروان‌، فنظر إلی‌ عليُ بن الحسين‌بن‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیهم‌ السلام‌، فأراد أن‌ يصغّر منه‌، فقال‌: مَن‌ هُوَ؟ فقال‌ الفرزدق‌: فقلتُ علی‌ البديهة‌ القصيدة‌ المعروفة‌:

 هَذَا ابنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ                   هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ

 حتّي‌ أتمّها، وكان‌ عبد الملك‌ يصله‌ في‌ كلّ سنة‌ بألف‌ دينار. فحرمه‌ تلك‌ السنة‌. فشكا ذلك‌ إلی‌ عليُ بن الحسين‌ علیهما السلام‌، وسأله‌ أن‌ يكلّمه‌.

 فقال‌: أَنَا أَصِلُكَ مِنْ مَإلی‌ بِمِثْلِ الَّذِي‌ كَانَ يَصِلُكَ بِهِ عَبْدُ المَلكِ وَصَنَّ عَنْ كَلاَمِهِ.

 فقال‌: وَاللَهِ يَابْنَ رَسُولِ اللَهِ! لاَ رَزَأْتُكَ شَيْئاً، وَثَوَابُ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي‌ الآجِلِ أَحَبُّ إلَی مِنْ ثَوَابِ الدُّنْيَا فِي‌ العَاجِلِ!

 فاتّصل‌ ذلك‌ بمعاوية‌ بن‌ عبد الله‌ بن‌ جعفر الطيّار، وكان‌ أحد سمحاء بني‌ هاشم‌ لفضل‌ عنصره‌ وأحد أُدبائها وظرفائها، فقال‌ له‌: يا أبافراس‌! كم‌ تقدّر الذي‌ بقي‌ من‌ عمرك‌؟! قال‌: قدر عشرين‌ سنةً. قال‌: فَهَذِهِ عِشْرُونَ أَلْفَ دِينَارٍ أَعْطِـيتُكَهَا مِنْ مَإلی‌، وَاعْـفُ أَبَا مُحَمَّدٍ! أَعَزَّهُ اللَهُ عَنِ المَسْأَلَةِ فِي‌ أَمْرِكَ.

 فقال‌: لَقَدْ لَقِيتُ أَبَا مُحَمَّدٍ وَبَذَلَ مَا لَهُ فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي‌ أَخَّرْتُ ثَوَابَ ذَلِكَ لاِجْرِ الآخِرَةِ. [11]

 وذكر كَرَم‌ البستاني‌ّ في‌ « ديوان‌ الفرزدق‌ » المطبوع‌، سبعة‌ وعشرين‌ بيتاً من‌ هذه‌ القصيدة‌، مع‌ تفصيلٍ حول‌ حجّ هشام‌ في‌ أيّام‌ أبيه‌ عبدالملك‌ ابن‌ مروان‌. [12]

 ونقل‌ الميرزا عبّاس‌ قُلي‌ خان‌ سِبِهر في‌ « ناسخ‌ التواريخ‌ » هذه‌ القصّة‌ وشعر الفرزدق‌ عن‌ كتاب‌ « الفصول‌ المهمّة‌ »، و « وفيّات‌ الاعيان‌ » لاحمدبن‌ خلّكان‌، و « مرآة‌ الجنان‌ » لابي‌ محمّد عبد الله‌ بن‌ أسعد إلیافعي‌ّ. وذكر تسعةً وعشرين‌ بيتاً، ثمّ قال‌: يري‌ أبو الفرج‌ الإصفهاني‌ّ أنّ بيتين‌ من‌ هذه‌ القصيدة‌ لايمكن‌ أن‌ يكونا في‌ مدح‌ الإمام‌ عليُ بن الحسين‌، وهما قوله‌:

 فِي‌ كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ                   مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرنِينِهِ شَمَمُ

 وقوله‌:

 يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ             فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ

 لا نّهما ليسا من‌ الشعر الذي‌ يمكن‌ أن‌ يُمدَح‌ بهما مثل‌ علی‌ّبن‌ الحسين‌ علیهما السلام‌ مع‌ فضله‌ الذي‌ لا يدانيه‌ فيه‌ أحد. ثمّ قال‌: أمّا أبوالفرج‌، فقد ذكر البيت‌ الثاني‌ في‌ الاشعار التي‌ نقلها في‌ الجزء التاسع‌ عشر من‌ « الاغاني‌ » ذيل‌ ترجمة‌ الفرزدق‌. علی‌ أيّة‌ حال‌، البيت‌ الاوّل‌ لايناسب‌ شأن‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ أبداً. ولعلّه‌ للشاعر حزين‌ في‌ وصف‌ عبدالله‌بن‌ عبد الملك‌. والثاني‌ أيضاً له‌ في‌ وصفه‌. وأوردهما الفرزدق‌ علی‌ سبيل‌ التضمين‌، ولعلّه‌ لم‌ يذكرهما، وذكرهما الرواة‌ والناقلون‌ حين‌ وجدوا وزنهما كوزن‌ قصيدته‌، فألحقوهما بها سهواً، والله‌ أعلم‌.

 أجل‌، قال‌ المرحوم‌ سبهر ضمن‌ ترجمة‌ الفرزدق‌ وشرح‌ قصيدته‌: ذكرها المرحوم‌ المجلسي‌ّ في‌ « بحار الانوار »، والمرحوم‌ القاضي‌ نورالله‌ في‌ « مجالس‌ المؤمنين‌ »، والمرحوم‌ عليُ بن عيسي‌ الإربلي‌ّ في‌ « كشف‌ الغمّة‌ »، وأبو الفرج‌ الإصفهاني‌ّ في‌ الجزءين‌ الرابع‌ عشر والتاسع‌ عشر من‌ « الاغاني‌ »، وسبط‌ ابن‌ الجوزي‌ّ في‌ « تذكرة‌ خواصّ الاُمّة‌ »، والسيّد هاشم‌ البحراني‌ّ في‌ « مدينة‌ المعاجز »، وذكرها أيضاً الراوندي‌ّ في‌ كتاب‌ « الخرايج‌ والجرايح‌ » باختلاف‌ يسير. وفي‌ « فصل‌ الخطاب‌ » لشيخ‌ الحرمين‌ أبي‌ عبدالله‌ القرطبي‌ّ معلومات‌ حول‌ الفرزدق‌ وإنشائه‌.

 ثمّ قال‌: لا شكّ ولا شبهة‌ عند أهل‌ التأريخ‌ في‌ إنشاء الفرزدق‌ هذه‌ القصـيدة‌ في‌ مـدح‌ عليُ بن الحسـين‌ علیهما السـلام‌ بمحضـر هشـام‌بن‌ عبدالملك‌ـ [13] انتهي‌ ملخّصاً.

 وقد ذكر المرحوم‌ المجلسي‌ّ ـ كما نقلنا عنه‌ قريباًـ واحداً وأربعين‌ بيتاً. [14]

 وأورد ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ « شرح‌ نهج‌ البلاغة‌ » ج‌ 10، ص‌ 20، مطالب‌ حول‌ الفرزدق‌. كما ذكر المحدِّث‌ القمّي‌ّ ترجمته‌ وميميّته‌ في‌ « الكني‌ والالقاب‌ » ج‌ 3، ص‌ 17 فما بعدها، وفي‌ « هديّة‌ الاحباب‌ » ص‌ 211 . وسرد المامقاني‌ّ في‌ « تنقيح‌ المقال‌ » ج‌ 2، ص‌ 4، باب‌ الكني‌، اسم‌ الفرزدق‌، ترجمته‌، وذكر أنّ اسمه‌ همّام‌ بن‌ غالب‌ بن‌ صعصعة‌ وكنيته‌ أبوفراس‌.

 وذكرتُ في‌ « نور ملكوت‌ القرآن‌ » ج‌ 3، موضوعاً عن‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ يدور حوله‌.

 وساق‌ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر الحديث‌ عنه‌ وعن‌ قصيدته‌ في‌ كتاب‌ « تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌الإسلام » ص‌ 186 و 187 .

 ونقل‌ المستشار عبد الحليم‌ الجندي‌ّ في‌ هامش‌ ص‌ 139، من‌ كتاب‌ « الإمام‌ جعفر الصادق‌ » حجّ هشام‌، وأورد أحد عشر بيتاً من‌ هذه‌ القصيدة‌، ثمّ ذكر غضب‌ هشام‌، وأمره‌ بحبس‌ الفرزدق‌، وعطاء الإمام‌ إيّاه‌.

 وفي‌ كتاب‌ « العيون‌ والمحاسن‌ » الذي‌ أنشأه‌ الشيخ‌ المفيد، وحرّره‌ الشريف‌ المرتضي‌، ج‌ 1، ص‌ 18 و 19، طبعة‌ النجف‌ الاشرف‌، ستّة‌ عشر بيتاً من‌ هذه‌ القصيدة‌.

 للّه‌ الحمد وله‌ المنّة‌ إذ تمّ هذا الجزء، وهو الجزء الخامس‌ عشر من‌ كتاب‌ « معرفة‌ الإمام‌ » من‌ دورة‌ العلوم‌ والمعارف‌ الإسلاميّة‌ ضُحي‌ يوم‌ الثلاثاء التاسع‌ والعشرين‌ من‌ شهر رمضان‌ المبارك‌ سنة‌ ثلاث‌ عشرة‌ وأربعمائة‌ وألف‌ من‌ هجرة‌ سيّد المرسلين‌ من‌ مكّة‌ المكرّمة‌ إلی‌ أرض‌ يثرب‌ في‌ مدينة‌ مشهد المقدّسة‌ علی‌ شاهدها أفضل‌ الصلاة‌ والسلام‌ في‌ ظلّ العنايات‌ الخاصّة‌ والتوجّهات‌ الكاملة‌ لإمام‌ العصر الحجّة‌ بن‌ الحسن‌ العسكري‌ّ عجّل‌ الله‌ تعإلی‌ فرجه‌ الشريف‌ وجعل‌ أرواحنا لتراب‌ مقدمه‌ الفداء وقد بقيت‌ للظهر ساعتان‌.

 والحمد للّه‌ ربّ العالمين‌، وآخر دعوانا أن‌ الحمد للّه‌ ربّ العالمين‌.

 كتبه‌ بيمناه‌ الداثرة‌ الراجي‌ غفران‌ ربّه‌ الغني‌ّ السيّد محمّد الحسين‌ الحسيني‌ّ الطهراني‌ّ غفر الله‌ له‌ ولذويه‌، وجعل‌ مستقبل‌ أمره‌ خيراً من‌ ماضيه‌.

 إلی المجلد السادس عشر و السابع عشر

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «نفثة‌ المصدور في‌ تجديد أحزان‌ يوم‌ العاشور» ص‌ 24 و 25 .

[2] ـ الآية‌ 14، من‌ السورة‌ 3: آل‌ عمران‌.

[3] ـ «جنّة‌ المأوي‌» ص‌ 211 إلی‌ 213 .

[4] ـ قال‌ محقّق‌ هذا الجزء من‌ الطبعة‌ الحديثة‌ والمعلِّق‌ علیه‌ السيّد محمّد مهدي‌ الخرسان‌ في‌ هامش‌ ص‌ 124 من‌ الجزء 46: وهم‌ جمع‌ كثير من‌ المتقدّمين‌ والمتأخّرين‌. وحسبك‌ منهم‌ من‌ أعلامنا المتقدّمين‌: الشيخ‌ المفيد في‌ «الاختصاص‌» ص‌ 191، والإربلي‌ّ في‌ «كشف‌ الغمّة‌» ج‌ 2، ص‌ 267، والراوندي‌ّ في‌ «الخرايج‌ والجرايح‌» ص‌ 195، والسيّد المرتضي‌ في‌ أمإلیه‌، ج‌ 1، ص‌ 67 إلی‌ 69، والشيخ‌ حسين‌ بن‌ عبد الوهاب‌ معاصر المرتضي‌ والرضي‌ّ ومشاركاً لهما في‌ بعض‌ مشايخهما في‌ «عيون‌ المعجزات‌» ص‌ 63، طبعة‌ النجف‌. أمّا سائر أعلام‌ المسلمين‌ الذين‌ ذكروا ذلك‌ فهم‌ كثير. وإلیك‌ طائفة‌ منهم‌: أبوالفرج‌ وابن‌ الجوزي‌ّ في‌ «صفة‌ الصفوة‌» ج‌ 2، ص‌ 54، والسبكي‌ّ في‌ «طبقات‌ الشافعيّة‌» ج‌ 1، ص‌ 153، وابن‌ العماد الحنبلي‌ّ في‌ «شذرات‌ الذهب‌» ج‌ 1، ص‌ 142، وإلیافعي‌ّ في‌ «مرآة‌ الجنان‌» ج‌ 1، ص‌ 239، وابن‌ عساكر في‌ تاريخه‌ في‌ ترجمة‌ الإمام‌ زين‌ العابدين‌ علیه‌ السلام‌، وابن‌ خلّكان‌ في‌ «وفيّات‌ الاعيان‌» في‌ ترجمة‌ الفرزدق‌، وابن‌ طلحة‌ في‌ «مطالب‌ السئول‌» ص‌ 79، طبعة‌ إيران‌، وابن‌ الصبّاغ‌ المالكي‌ّ في‌ «الفصول‌ المهمّة‌» ص‌ 193، طبعة‌ النجف‌، وسبط‌ ابن‌ الجوزي‌ّ في‌ «تذكرة‌ الخواصّ» ص‌ 185، طبعة‌ إيران‌، والدميري‌ّ في‌ «حياة‌ الحيوان‌» مادّة‌ الاسد، والسيوطي‌ّ في‌ «شرح‌ شواهد المغني‌» ص‌ 249، طبعة‌ مصر، سنة‌ 1322، والكنجي‌ّ الشافعي‌ّ في‌ «كفاية‌ الطالب‌» ص‌ 303، طبعة‌ النجف‌، والخطيب‌ التبريزي‌ّ في‌ «شرح‌ ديوان‌ الحماسة‌» ج‌ 2، ص‌ 28، والعيني‌ّ في‌ «شرح‌ الشواهد الكبري‌» بهامش‌ «خزانة‌ الادب‌» للبغدادي‌ّ، ج‌ 2، ص‌ 513، والقيرواني‌ّ في‌ «زهر الآداب‌» ج‌ 1، ص‌ 65، وابن‌ نباتة‌ المصري‌ّ في‌ «شرح‌ رسالة‌ ابن‌ زيدون‌» بهامش‌ «الغيث‌ المسجم‌» للصفدي‌ّ، ج‌ 2، ص‌ 163، وابن‌ كثير الشامي‌ّ في‌ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 9، ص‌ 108 . وقال‌: وقد روي‌ من‌ طرق‌ ذكرها الصولي‌ّ، والجريري‌ّ، وغير واحد، وابن‌ حجر في‌ «الصواعق‌ المحرقة‌» ص‌ 198، طبعة‌ مصر، سنة‌ 1375، والشبلنجي‌ّ في‌ «نور الابصار» ص‌ 129، والصاوي‌ّ في‌ «ديوان‌ الفرزدق‌» ج‌ 2، ص‌ 848، وغيرهم‌ وغيرهم‌.

[5] ـ في‌ قوله‌: (كانت‌ لاؤهُ نَعَمُ) قلب‌، والاصل‌ (كانت‌ لاؤه‌ نَعَمْ). وتُقرأ (نَعَمُ) للضرورة‌ الشعريّة‌.

[6] ـ معني‌ بعض‌ المفردات‌ الواردة‌ في‌ «بحار الانوار» وغيره‌:

 خيزُران‌ بضمّ الزاي‌: شجرٌ هندي‌ٌّ.

 نَمي‌ يَنْمِي‌ الرَّجُلَ إلی‌ أبيه‌: نسبه‌ إلیه‌. يُنْمَي‌ إلی‌ ذِروة‌ العِزّ: أي‌ نسب‌ إلیه‌.

 الذِّرْوة‌ بالضمّ والكسر: المكان‌ المرتفع‌. أعلا الشَّي‌ء. ج‌ ذُرَي‌ وذِرَي‌.

 عرفان‌ راحته‌ منصوب‌، لا نّه‌ مفعول‌ لاجله‌ ليُمسكه‌، والفاعل‌: ركن‌ الحطيم‌.

 عَبِقَ ـعَبَقاً الطِّيبُ: انتشرت‌ رائحته‌. العَبِق‌: المنتشر.

 الارْوَع‌: من‌ يعجبك‌ بحسنه‌، الشُّجاع‌، الذَّكي‌ّ.

 العِرنين‌: الانف‌ كلّه‌ أو ما صلب‌ منه‌.

 الشَّمم‌: القُرب‌ والبُعد (ضدّ) ارتفاع‌ قصبة‌ الانف‌ مع‌ حسنها واستوائها.

 الغُرَّة‌: بياض‌ في‌ جبهة‌ الفرس‌. من‌ الرَّجل‌: وجهه‌، وكلّ ما بـدا لك‌ من‌ ضـوءٍ أو صبحٍ فقد بَدت‌ غُرَّته‌.

 انجاب‌ يَنجاب‌ من‌ باب‌ انفعال‌ من‌ مادّة‌ جَوَبَ: السَّحاب‌: انكشف‌ ـالثَّوب‌ انشقَّ.

 النَّبع‌: شجر تتّخذ منه‌ السهام‌ والقِسِي‌ّ. والنَّبعة‌: واحدة‌ شجرة‌ النّبع‌. يقال‌: هو من‌ نبعة‌ كريمة‌: أي‌: من‌ أصل‌ كريم‌.

 الخيم‌: الطبيعة‌ والسَّجيَّة‌.

 الإغضاء: إدناء الجفون‌. وأغضي‌ علی‌ الشي‌ء: سكت‌.

 الشَّيَم‌ بالكسر فالفتح‌: السجيّة‌ والطبيعة‌.

 استوكف‌: استقطر.

 بَوادر جمع‌ البادرة‌ وهي‌ ما يبدو من‌ حدّتك‌ في‌ الغضب‌ من‌ قول‌ أو فعل‌.

 فُدِحوا أي‌: أُثقلوا، لا نّه‌ من‌ أفدحه‌ الدين‌، أي‌: أثقله‌.

 النَّقيبة‌: العقل‌ والطبيعة‌ ـالمشورة‌. يقال‌: إنّه‌ ميمون‌ النقيبة‌. أي‌: محمود المختبر.

 رحب‌ الفناء، كناية‌ عن‌ الكرم‌ والجود.

 الاريب‌: العاقل‌.

 يُعْتَرَم‌ علی‌ صيغة‌ المجهول‌ من‌ العرام‌ بمعني‌ الشدّة‌. أي‌: عاقل‌ إذا أصابته‌ شدّةٌ ومصيبةٌ.

 انقشع‌: ارتفع‌ واضمحلَّ.

 الإملاق‌: المسكنة‌ والفقر.

 عَنَي‌ يَعْني‌ عنايةً الامر فلاناً: أشغله‌ وأهَمَّه‌. وعُنِي‌ به‌: اشتغل‌ واهتمّ به‌ وأصابه‌ مشقّة‌ بسببه‌. وفي‌ نسخة‌ المجلسي‌ّ ضبط‌ العماية‌ وهي‌ من‌ العمي‌ وفقدان‌ العين‌.

 الغيث‌: المطر والسَّحاب‌ الذي‌ فيه‌ المطر. الكِلاء: الذي‌ ينبت‌ بماء الغيث‌، ج‌الغيوث‌.

 الازْمَة‌: الشدّة‌ والضيق‌ والقحط‌. أزَمَ الدهر علیه‌: اشتدّ بصاحبه‌، لزمه‌. الشدّة‌ والضيق‌: لزمت‌.

 الشري‌ كعلی‌: طريق‌ في‌ سلمي‌ كثيرة‌ الاُسد.

 احتدم‌ علیه‌: تحرق‌ ـ النار: التهبت‌ ـ الدم‌: اشتدّت‌ حمرته‌ حتّي‌ تسودّ.

 ثري‌ ـ ثُراءً وأثري‌ إثراءً الرجل‌: كثر ماله‌، فهو ثَري‌ّ.

 النَّدي‌: المطر، ويستعار للمطر الكثير .الديمة‌: مطر يدوم‌ في‌ سكون‌ بلا رعدٍ وبرق‌. ج‌ دِيَم‌ ودُيُوم‌.

[7] ـ ورد هذان‌ البيتان‌ بتفاوت‌ يسير في‌ اللفظ‌، في‌ «ديوان‌ الفرزدق‌» الذي‌ جمعه‌ كرم‌ البستاني‌ّ، ج‌ 1، ص‌ 47 .

 ونقل‌ العلاّمة‌ الحلّي‌ّ في‌ «منهاج‌ الكرامة‌» ص‌ 16 و 17، طبعة‌ عبد الرحيم‌، هذه‌ القصيدة‌ كلّها مع‌ ذيلها.

[8] ـ «بحار الانوار» ج‌ 11، ص‌ 36 و 37، طبعة‌ الكمباني‌ّ، وفي‌ طبعة‌ إسلاميّة‌: ج‌ 46، ص‌ 124 إلی‌ 128؛و«مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 3، ص‌ 265 إلی‌ 267، الطبعة‌ الحجريّة‌، وفي‌ طبعة‌ المطبعة‌ العلميّة‌ بقُم‌: ج‌ 4، ص‌ 169 إلی‌ 172 .

[9] ـ «بحار الانوار» ج‌ 11، ص‌ 37، و: ج‌ 46، ص‌ 128 إلی‌ 130؛و«اختيار معرفة‌ الرجال‌» للكشّي‌ّ، ص‌ 86؛و«الاختصاص‌» للشيخ‌ المفيد، ص‌ 191 .

[10] ـ «بحار الانوار» ج‌ 11، ص‌ 37، و: ج‌ 46، ص‌ 128 إلی‌ 130؛و«اختيار معرفة‌ الرجال‌» ص‌ 86؛و«الاختصاص‌»، ص‌ 191 .

[11] ـ «بحار الانوار» ج‌ 11، ص‌ 37 و 38، طبعة‌ الكمباني‌ّ، وفي‌ طبعة‌ المكتبة‌ الإسلاميّة‌: ج‌ 46، ص‌ 130 و 131، نقلاً عن‌ «الاختصاص‌» ص‌ 191 .

[12] ـ «ديوان‌ الفرزدق‌» ج‌ 2، ص‌ 178 إلی‌ 181 . أوّل‌ قصـيدة‌ ميميّة‌، طبعة‌ دار صـادر ودار بيروت‌. جمعه‌ كرم‌ البستاني‌ّ، وطبع‌ سنة‌ 1380 ه .

 وذكر محقّق‌ كتاب‌ «بحار الانوار» والمعلِّق‌ علیه‌ السيّد محمّد مهدي‌ السيّد حسن‌ الخرسان‌ في‌ الجزء 46 منه‌، ص‌ 127 و 128، عند التعلیق‌ علی‌ قصيدة‌ الفرزدق‌ أنّ عبدالله‌ إسماعيل‌ الصاوي‌ّ، صاحب‌ «دائـرة‌ المعارف‌ للاعلام‌ العربيّة‌» عني‌ بجمـع‌ الديوان‌ وطبعه‌ والتعلیق‌ علیه‌، لكنّه‌ ذكر في‌ ج‌ 2، ص‌ 848، حرف‌ الميم‌، ستّة‌ أبيات‌ فقط‌ من‌ القصيدة‌. وهو الذي‌ نقلها عن‌ «تاريخ‌ ابن‌ خلّكان‌»، و«الاغاني‌»، و«شرح‌ رسالة‌ ابن‌ زيدون‌». وذكرها سبط‌ ابن‌ الجوزي‌ّ برواية‌ أبي‌ نعيم‌ وأكملها. ولا أدري‌ ما الذي‌ حدا الصاوي‌ّ علی‌ هذه‌ الخيانة‌ الادبيّة‌ فذكر ستّة‌ أبيات‌ فقط‌ وهو ما علیه‌ من‌ العلم‌ والاطّلاع‌؟!

[13] ـ «ناسخ‌ التواريخ‌» ج‌ 7، ص‌ 372 فما بعدها، ترجمة‌ الإمام‌ زين‌ العابدين‌ علیه‌ السلام‌، طبعة‌ إسلاميّة‌ من‌ القطع‌ الوزيري‌ّ.

[14] ـ إذا أردنا أن‌ نعرف‌ أرقام‌ الابيات‌ التي‌ نقلنا «ناسخ‌ التواريخ‌» وعددها ( 29 )، وهي‌ تقلّ عن‌ «بحار الانوار» 12 بيتاً، فيكفي‌ ـ وفقاً لترقيم‌ الابيات‌ التي‌ نقلناها هنا عن‌ «بحار الانوار»ـ أن‌ نحذف‌ الارقام‌ ( 1 ) و( 4 ) إلی‌ ( 8 )، و(28)، و( 37 ) إلی‌ ( 41 ).

 إلی المجلد السادس عشر و السابع عشر

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com