|
|
الصفحة السابقةعلماء السنّة يقولون بأنّ العصمة و الافضليّة غير واجبتين في الإماميقول علماء السنّة: العصمة و الافضليّة غير و اجبتين في الإمام؛ لانـّهم يعتبرون منصب الخليفة النظر في الشؤون الاجتماعيّة الشؤون العامّة فقط. مثل إقامة الحدود، و قطع يد السارق، و القصاص، و المحافظة علی الامن، و جمع الزكاة و حفظها. و الحرص علی بيت المال و المحافظة عليه، و حراسة الحدود و الثغور، و تجهيز الجيش، و دفع الظلم، و تقسيم الفَيي بين المسلمين، و إرسال المسلمين إلی الحجّ و الجهاد. و يقولون: لاتجب الافضليّة في مثل هذه الاُمور، فربّما يكون غير الافضل و غير الاعلم أكفأ من غيره فيها، و أقدر عليها، و أصوب عملاً، لذلك يجب علی الاُمّة عزل الافضل، و نصب المفضول مكانه للخلافة. و يقولون: تنعقد الخلافة بوصيّة الخليفة السابق و تنصيصه، أو ببيعة أهل الحلّ و العقد. كما في وصيّة أبي بكر بالخلافة لعمر، و بيعة المسلمين للخلفاء التإلین. ولاتجب بيعة جميع أهل الحلّ و العقد، بل تكفي بيعة واحد أو اثنين منهم، أو خمسة كحدّ أعلی. و الدليل علی ذلك هو أنّه لم يبايع أبوبكر يوم السقيفة إلاّ بضعة أشخاص، هم: عمر، و أبوعبيدة بن الجرّاح، و أُسَيد بن حَضير، وبشير بن سعد، و سالم مولَي أبي حُذَيفة. قال الماورديّ: «اختلف العلماء في عدد من تنعقد بهالإمامةمنهم علی مذاهب شتّي، فقالت طائفة: لا تنعقد إلاّ بجمهور أهل العقد و الحلّ من كلّ بلد ليكون الرضاء به عامّاً، و التسليم لإمامته إجماعاً. و هذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر علی الخلافة باختيار من حضرها و لم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها. و قالت طائفة أُخري: أقلّ من تنعقد به منهمالإمامةخمسة يجتمعون علی عقدها أو يعقدها أحدهم برضي الاربعة استدلالاً بأمرين: أحدهما: أنّ بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثمّ تابعهم الناس فيها، و هم المذكورون سابقاً. الثاني: أنّ عمر جعل الشوري في ستّة ليعقد لاحدهم برضي الخمسة. و هذا قول أكثر الفقهاء و المتكلّمين من أهل البصرة و قال آخرون: تنعقد بثلاثة يتولاّها أحدهم برضي الاثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين كما يصحّ عقد النكاح بوليّ و شاهدين. و قالت طائفة أُخري: تنعقد بواحد؛ لانّ العبّاس قال لعليّ: امْدُدْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ فَيَقُولَ النَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَهِ بَايَعَ ابْنَ عَمِّهِ فَلاَ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ اثْنَانِ.» تصريح أهل السنّة في عدم لزوم الإمام المعصومو الدليل الآخر هو «لانّ البيعة حكم و حكم الواحد نافذ». [1]
و يتّفق علی هذا الموضوع، كفاية بيعة الواحد من أهل الحلّ و العقد، إمام
الحرمين الجوينيّ في كتاب «ا لإرشاد»، و الإمام ابن العربيّ المالكيّ و أمّا الصفات التي يجب أن يتّصف بها الخليفة فهي: أن يكون قرشيّاً، و أن يكون من العلم بمنزلة من يصلح أن يكون قاضياً من قضاة المسلمين، و أن يكون ذا بصيرة بأمر الحرب، و تدبير الجيوش و السرايا وسدّ الثغور، و حماية البيضة، و حفظ الاُمّة، و الانتقام من ظالمها والاخذ لمظلومها، و أن يكون ممّن لا تلحقة رقّة و لا هوادة في إقامة الحدود ولاجزع لضرب الرقاب و الابشار. و لا يلزم أن يكون من أفضل الاُمّة، بل يسوغ نصب المفضول إذا اقتضت المصالح. و ليس من صفاته أن يكون معصوماً، و لا عالماً بالغيب، و لا أفرس الاُمّة و أشجعهم، و لا أن يكون من بني هاشم فقط، و هو و سائر الاُمّة في العلم سيّان، فلا يلزم أن يكون أعلم من غيره. فإن قالوا: إلی من يرجع الناس فيالمسائل، و إلی من يُرجعون ماخفي عليهم؟ قيل: الإمام ليس مسؤولاً عن ذلك، بل هو مسؤول عن الاُمور الاجتماعيّة الظاهريّة كما ذكرنا. و قال جمهور أهل السنّة من أهل ا لإثبات: لا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه الاموال، و ضرب الابشار، و تناول النفوس المحرمّة، و تضييع الحقوق، و تعطيل الحدود و سائر المحرمات، و لا يجب الخروج عليه، بل يجب وعظه و تخويفه. و إطاعته واجبة علی كلّ حال حتّي لو جار و استأثر بالاموال لما أُثر عن النبيّ و الصحابة القول: اسْمَعُوا و أَطِيعُوا وَ لَو لِعَبْدٍ أَجْدَعَ، وَ لَو لِعَبْدٍ حَبَشِيّ، وَ صَلَّوا وَرآءَ كُلِّ بَرٍّ وَ فاجِرٍ. وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ: أَطِعْهُمْ وَ إِن أَكَلُوا مَالَكَ وَ ضَرَبُوا ظَهْرَكَ وَ أَطِيعُوهُمْ مَا أَقامُوا الصَّلاةَ. نقلنا هذه المواضيع عن أبي بكر الباقلاّنيّ صاحب كتاب «التمهيد» الذي ذكرها في الاُصول وفقاً لآراء أهل السنّة. [4] الروايات المجعولة في لزوم إطاعة الحاكم الجائر
يستدلّ
العامّة علی وجوب إطاعة الخليفة و الحاكم الجائر، كما أشار
و
في «صحيح مسلم» و «سنن البيهقيّ» عن عوف بن مالك الاشجعيّ و في «صحيح مسلم» و «سنن البيهقيّ» أيضاً عن سلمة بن يزيد الجعفيّ أنّه سأل النبيّ: فقال: يَا رَسُولَ اللَهِ! إِن قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَراءُ يَسْألُونَنَا حَقَّهُمْ وَ يَمْنَعُونَنا حَقَّنَا. فَمَا تَأمُرُنَا؟ قَالَ: فَأعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَهِ صَلّي اللَهُ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَ سَلّمَ ثُمَّ سَأَلهُ، فَقَالَ: اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيهِمْ مَا حُمِّلُوا وَ عَليْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ. و فيهما أيضاً عن المقدام أنَّ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قال: [6] أَطِيعُوا أُمَرَاءَكُمْ ما كانَ، فَإن أَمَرُوكُمْ بِمَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَإنَّهُمْ يُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ وَ تُؤْجَرُونَ بِطاعَتِكُمْ، وَ إنْ أَمَرُوكُم بِشيْءٍ مِمّا لَم آمُرْكُمْ بِهِ فَهُوَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتُمْ مِنْهُ بُرَاءُ. ذَلِكَ بَأنَّكُمْ إِذَا لَقِيتُمُ اللَهَ قُلْتُم: رَبَّنا لاظُلْمَ؟ فَيَقُولُ: لاظُلْمَ. فَتَقُولُونَ: رَبَّنَا أَرْسَلْتَ إلینَا رُسُلاً فَأَطَعْنَاهُمْ بِإذنِكَ وَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا خُلَفاءَ.[7] فَأَطَعْناهُمْ بِإِذْنِكَ، وَأمَّرتَ عَلَيْنا أُمَراءَ فَآطَعْناهُمْ. قَالَ: فَيَقُولُ: صَدَقْتُمْ هَوَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتُمْ مِنْهُ بُرَاءُ. و في «سنن البيهقيّ» عن سويد بن غفلة أنّه قال: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ: يَا أبَا أُمَيَّةَ! لَعَلَّك أنْ تَخْلُفَ بَعْدِي، فَأطِعِ ا لإمامَ وَ إن كانَ عَبْداً حَبَشِيَّاً. إِن ضَرَبَكَ، فاصْبِرْ. وَ إِنْ أَمَرَكَ بَأَمْرٍ، فَاصْبِرْ. وَ إِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ وَ إِنْ ظَلَمَكَ، فَاصْبِرْ، وَ إِنْ أَمَرَكَ بِأمْرٍ يَنْقُصُ دِينَكَ فَقُلْ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ، دَمِي دُونَ دِيني. [8] و يروي السيوطيّ أيضاً عن ابن جرير، عن ابن زيد في قوله، تعإلی: «وَ أُولِي الاْمْرِ مِنكُمْ» قَالَ: قَالَ أُمَيٌّ: هُمُ السَّلاطينُ: قَالَ: وَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيْهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّمَ: الطَّاعَةَ وَ فِي الطَّاعَةِ بَلاَءٌ. وَ قَالَ: لَوشَاءَ اللَهُ لَجَعَلَ الامْرَ فِي الانبياءِ ـ يعني لَقَدْ جَعَلَ إلیهِمْ وَالانبِياءُ مَعَهُمْ ـ أَلاَ تَري حِينَ حَكَمُوا فِي قَتلِ يَحْيَي بنِ زَكَرِيّا.[9] و يروي أيضاً عن البخاريّ عن أنس: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّمَ: اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا وَ إِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ حَبَشِيٌّ كَأنَّ رَأسَهُ زَبيبَةٌ. [10] و يروي أيضاً عن أبي هريرة أنّ النبيّ قال: سَيَليكُمْ بَعْدي وُلاَةٌ فَيَلِيكُم البَرُّ بِبِرِّهِ وِالْفَاجِرُ بِفَجْرِهِ فَاسْمَعُوا لَهُمْ وَ أَطِيعُوا فِي كُلِّ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَ صَلّوُا وَراءَهُمْ. فَإِنْ أحْسَنُوا فَلَهُمْ وَ لَكُمْ. وَ إِن أسَآءُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِم. [11]
أجل، فهذه نماذج من الروايات التي نقلها العامّة في كتبهم، و بنوا إطاعة
أُولي الامر علی أساسها. إنّهم يوجبون إطاعة الاُمراء ما أقاموا الصلاة، مَنْ
كانوا، و مهما فعلوا. و لاريب ـ طبعاً ـ أنّ هذه الروايات كلّها موضوعة. فبعد
أن استلم الحكم سلاطين الجور، بالاخصّ في عصر الآيات الدالّة علی حرمة طاعة أهل المعصية
ننقل
هنا عدداً من الآيات القرآنيّة: قال تعإلی: فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ.[12]
و هذه نماذج من الآيات التي تحرّم متابعة الظالم و طاعته مهما كان عنوانه. و تمنع صراحة من اتّباعه. في ضوء هذا، لمّا كانت الاخبار المذكورة فيما سبق مخالفة لنصّ القرآن، فلا اعتبار لها. و نسبتها إلی رسول الله ذنب لا يغتفر. و كلّ من كان له إلمام بالكتاب و السنّة، و كان متفاعلاً مع روح الدين، فإنّه يقف علی بطلانها حالاً. [22] و نحن نقرأ في القرآن أنّ الله ينهي ا لإنسان عن إطاعة والديه إذا أمراه بمعصية، فكيف يأمره بإطاعة الفسّاق و الفجّار و الظَلَمة؟ وَ إِن جَـ'هَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا.[23] وَ إِن جَـ'هَدَاكَ علی'´ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا. [24] يجب أن يكون الإمام هو الافضل و علی رأس أُمور الاُمّة
أمّا
قولهم إنّ المفضول يمكن أن يدير شؤون الاُمّة مع وجود الفاضل
إنّ وليّ الله الذي اجتاز جميع صفات ا لإمكان و الوجود المجازيّ وأصبح
موجوداً بوجود الله، و غرق في بحر التوحيد اللامتناهيّ، كيف يُفَضَّل عليه
شخص آخر، و لو في جانب من الجوانب؟ إنّ صفات و لو كانت مقإلید الحكم بِيَدِ الإمام نفسه، فإنّه يقسّم الاعمال الاجتماعيّة علی الاشخاص، و هو يكون علی رأس الاُمور. و لكن ثمّة فرق بين أن تنجز تلك الاعمال بإشراف الإمام، و من خلال طاعته واتّباعه وبين أن يكون للمكلّفين بإنجازها رأي مستقلّ فيها كما يذهب إلی ذلك أهل السنّة، فهذا الرأي المستقل هو أساس ا لإشكال إذ إنّه نأي بهم عن الصواب. ولكنّهم لو قاموا بتلك الاعمال بإشراف الإمام و استصوابه، فالملاحظ هو: أوّلاً: ما أكثر الذين يعزلهم الإمام لعدم كفاءتهم، كما نجد ذلك في ماقام به أميرالمؤمنين عليه السلام عندما تسلّم مقإلید الاُمور في خلافته الظاهريّة، فعزل جميع الولاة الذين نصبهم عثمان بما فيهم معاوية إذ عزله من ولاية الشام. ثانياً: لو كان القائمون بالاعمال تحت إشراف الإمام و مراقبته، فإنّهم مصونون من التخطّي و الانتهاك؛ لانّ الإمام يُنبّههم و يذكرهم بمجرّد أقلّ خطأ يصدر منهم، و يردعهم عن القيام بأيّ عمل مخالف. و نجد ذلك جليّاً في رسالة أمير المؤمنين عليه السلام إلی عثمان بن حُنيف وإلیه علی البصرة، و كذلك رسالته إلی عبد الله بن عباس وإلیه عليها بعد عثمان؛ لانّ الإمام هنا بمنزلة القلب الذي يصلح ما فسد من الاجزاء، و عند عجزه، فإنّه يفصله عنه، و العضو الفاسد لابدّ أن يُستأصل. أمّا إذا كان الإمام غير معصوم، فإنّ الذين يمارسون أعمالهم تحت سلطته، إنّما يمارسونها بإشراف إنسان غير معصوم. و الولاة الذين ينصبهم، هم تحت مراقبته وفي هذه الحالة، فأيّ مفاسد تبقي لاترتكب؟ مضافاً إلی ذلك، فإنّ الرئيس في أوّل تصدّيه قد لايكون شخصاً متعدّيّاً متهوّراً، بَيدَ أنّ التعلّق بالدنيا وا لإهتمام بالرئاسة يجعلان منه شخصاً آخر غير ما كان في البداية فالرئاسة اختبار عجيب و عسير للغاية و مدمّر للإنسان. التصدّيّ للشؤون الاجتماعيّة من قبلغيرالمعصومعرضةللزللوالانحراف دائماً
و
من ينجو من هذه المزالق غير ا لإنسان المعصوم؟ فالعنوان و هذه مسألة ثابتة من وجهة نظر علم النفس، و مذكورة في كتب علماء الاخلاق مشفَّعة أو مُتبعة بالادلّة و البراهين. مضافاً إلی ذلك فالتجربة شاهد صدق واضح علی هذا الموضوع. ففي هذه الحالة، كيف يجوز في سنن الله تعيين شخص ناقص لزعامة الناس، في حين أنّ نفسه عرضة للهلاك، أوّلاً، و يهلك بسيرته أُمّة بكاملها، ثانياً، قال تعإلی: يَقْدُمُ قَوْمَهُ و يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ.[25] و كثير من أهل السنّة يرون للخليفة استقلالاً في الرأي و يقولون: إذا رأي الخليفة في حكم من الاحكام مصلحة للاُمّة، فله أن يمُضيه حتّي لو كان مخالفاً لحكم الله و مناقضاً لصريح الدين. [26] كما يشاهد أنّ كثيراً من الخلفاء كانوا يعملون برأيهم في المسائل المستحدثة. إذ نقرأ في التاريخ أن عمر حرّم متعتي الحجّ و النساء، و رفع عبارة «حَيَّ علی' خَيْرِ الْعَمَلِ» من الاذان، و غير ذلك من الاعمال. و يري أهل السنّة أنّ الاحكام الصادرة عن الخلفاء واجبة المراعاة و التنفيذ وفقاً للآية القائلة بوجوب إطاعة أُولي الامر. كما يروي السيوطيّ عن عكرمة أنّه سُئل من أُمّهات الاولاد، فقال: هنّ أحرار. أي: إنّ الامَةَ تُعتق إذا رزقت ولداً من مولاها و سيّدها. فقيل له: بأيّ تقوله؟ قال: بالقرآن. قالوا: بماذا من القرآن؟ قال: قول الله أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الاْمْرِ مِنكُمْ.[27] و لمّا كانت هذه الآية تفيد وجوب إطاعة أُولي الامر، و عمر كان أُولي الامر، و أفتي بإعتاق أُمّ الولد، لذلك حكم القرآن باعتاقها. [28] ليس لاُولي الامر حقّ التشريع
و
هذا مردود من ناحيتين: الاُولي: قلنا: إنّ المراد من أُولي الامرهم لذلك فإنّ جميع الآراء و الفتاوي التي صدرت عن الخلفاء، صغري وكبري لاتحظي بتأييد الشارع. أجل، فإنّ هذه الشريحة من العامّة علی مدّعاها تستدلّ قائلة: لمّا كانت مراعاة المصلحة العامّة و متطلّبات كلّ عصر تستدعي أن يصدر الخليفة أحياناً حكماً خاصّاً، فالواجب يقتضي إطاعة حكمه حتّي لوكان مخالفاً للكتاب والسنّة. و هذا الحكم يحظي بتأييد الدين أيضاً وفقاً لآية أُولي الامر؛ لانـّه لمّا كان الدين يريد صلاح الاُمّة في كلّ عصر، و أنّ الخليفة يحكم علی الناس وفقاً لآية أُولي الامر، و أنـّه أصدر هذا الحكم الخاصّ مخالفاً للنصوص الدينيّة، فمن الطبيعيّ أنّ هذا الحكم يحظي بتأييد الشارع. و الذي ينظر في التاريخ، يجد أنّ حكومات مختلفة قد تعاقبت علی الاُمّة منذ عصر صدر الإسلام، و أنّ مثل تلك الاحكام قد صدرت عن الحكّام كثيراً في العصر الاُمويّ و العبّاسيّ. ففي ضوء هذه النظرية، لايعدّ للدين مفهوم صحيح؛ لانّ الدين في قاموس هؤلاء عبارة عن مصالح اجتماعيّة يتعامل الحاكم و السلطان بمقتضاها في كلّ عصر. و يغيّر حكمالله و رسوله وفقاً لما يراه من مصلحة، علی النحو المتداول في المجتمعات الاُخري حيث يحكم أهل الحلّ والعقد في كلّ عصر وفقاً لصلاح تلك الجماعة و ينفّذون ذلك. فالدين ـ في ظلّ هذه النظرية ـ سيصبح سنّة اجتماعيّة فقط، إذ كان الانبياء في العصور الخإلیة يبيّنونه في قالب الدين، و علی شكل إظهار الوحي، و ذلك من أجل تربية الناس. كما يصرّح البعض بأنّ الدين سنّة اجتماعيّة في قالب الوحي. و أنّ مشاهدة جبرئيل، و وجود الجنّة و النار، و الصراط، و الكتاب وغيرها من الاشياء، جاءت بشكل مبسّط لتفهيم الناس و تطويعهم. و لمّا تطوّرت العلوم، و شقّت طريقها في العالم، فلا معني لتربية الناس بنمط دينيّ، لقد كان الدين في حلقة من حلقات الماضي مدرسة تربويّة، و كما أنّ علماء الجيولوجيا يخرجون من باطن الارض أشياء من خلال دراسة آثار طبقات الارض «الجيولوجيا»، فينبروا إلی الخوض في أحوال أهل ذلك العصر و خصوصيّاتهم، فكذلك علماء الاجتماع هذا إلیوم، فإنّ عليهم الخوض في المباحث الدينيّة بنفس تلك الطريقة. إذا كان قصد أهل السنّة من لزوم إطاعة الخلفاء هو إطاعتهم بأيّ شكل كان، فلا نقاش لنا معهم؛ لانّ هذا النقاش سيؤول إلی إنكار الله و عوالم الباطن، و الملكوت، و الفضائل الاخلاقيّة، و المعاد، و اتّصال الانبياء بالملائكة. و أمّا إذا كان قصدهم هو أنّ للخلفاء، مع وجود الاعتقاد بالله ورسوله، أن يضعوا حكماً من عندهم وفقاً لمصالح العصر و قابليّات الناس، فينبغي أن نقول في جوابهم، إنّ الدين أمر أصيل، و الاحكام الدينيّة حاكمة علی الاجتماعيّات و مصالحها، أي: يجب إصلاح المجتمعات بالتعإلیم الدينيّة، و يجب تربية الناس بتطبيق التعإلیم الإلهيّة. و ينبغي تنظيم المجتمع علی أساس التعإلیم الدينيّة؛ لا أنّ الدين يفقد أصالته، و يعيش المجمتع مستقلاّ و مجزّأ عنه فلا يتنازل عن فعليّة تفكيره القائم و مصالحه التخيّليّة فيفرض رأيه علی الاحكام الدينيّة، و يجعلها عرضة للتغيّر و التبديل. و فيمايلي نماذج قرآنيّة كشاهد علی ما نقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفَـ'صِلِينَ. [30] فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلَـ'لُ فَأَنَّي' تُصْرَفُونَ. [31] وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَهُ فَ أُولَـ ' ´ءِكَ هُمُ الْكَـ'فِرُونَ... وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَهُ فَأُولَ ' ´نءِكَ هُمُ الظَّـ'لِمُونَ... وَ مَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ اللَهُ فَأُولَ ' ´نءِكَ هُمُ الْفَـ'سِقُونَ... فَاحُكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَهُ وَ لاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهَاجًا... وَ أَنِ احْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ اللَهُ وَلاَ تَتَّبِـعْ أَهْوَآءَهُمْ. [32] و يقول تعإلی ـ أيضاً: وَ كَذَ ' لِكَ أَنزَلْنَـ'هُ حُكْمًا عَرَبِيّاً وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَالَكَ مِنَ اللَهِ مِن وَلِيٍّ وَ لاَ وَاقٍ. [33]يـ'دَاوُ و دُ إِنَّا جَعَلْنَـ'كَ خَلِيفَةً فِي الاْرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لاَ تَتَّبِعِ الْهَوَي' فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِّلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ. [34] واعْلَمُو´ا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الاْمْرِ لَعَنِتُّمْ. [35] أجل: فإنّ سبب جميع هذه الاحكام الباطلة التي صدرت عنهم هو أنّهم زحزحوا الخلافة عن محورها الاصليّ بعد رسول الله، و اجتهدوا في الاحكام وفقاً لآرائهم و أهوائهم، و منذ ذلك الحين فإنّ كلّ حاكم جاء بعدهم حذا حذوهم فحكم و أفتي وفقاً لميله و هواه، جرياً علی تلك السنّة السيّئة لاُولئك الاُوّل. ثمّ وضعوا لذلك اسماً هو: مصلحة المجتمع. انتقاد أميرالمؤمنين لغاصبي الخلافة
يقول
أميرالمؤمنين عليه الصلاة و السلام من خطبة له: حَتَّي إِذَا و قد تذمّر عليه السلام كثيراً من غاصبي الخلافة. و عبّر عنهم أنـّهم مُخرّبو الدين كما لاحظنا ذلك في كلامه. و يقول في خطبة أُخري: اَللَهُمَّ! إِنِيّ أَسْتَعْدِيكَ علی قُرَيشٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي وَاكْفَئُوا إنائِي وَأَجْمَعُوا علی مُنازَعَتِي حَقًّا كُنْتُ أَولَي بِهِ مِنْ غَيْرِي وَ قَالُوا: أَلاَ إِنَّ فِي الْحَقِّ أَن تَأخُذَهُ وَ فِي الْحَقِّ أَن تُمْنَعَهُ، فَاصْبِرْ مَغْمُوماً أَو مُتْ مُتَأسِّفاً، فَنَظَرْتُ فَإذَا لَيْسَ لِي رافِدٌ وَ لاَ ذَابٌّ وَلاَ مُسَاعِدٌ إِلاَّ أَهَلَ بَيْتِي فَضَنَنْتُ بِهِمْ عَنِ المَنِيَّةِ فَأَغْضَيْتُ علی الْقَذَي وَ جَرَعْتُ رِيقِي علی الشَجَي وَ صَبَرْتُ مِن كَظْمِ الْغَيْظِ علی أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ وَ آلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ حَزِّ الشِّفَارِ.[38] تركوه وحيداً، و بينما كان مشغولاً بتجهيز رسول الله، سارعوا بدهاء عجيب فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، و دعوا الناس إلی بيعتهم خلاف النصّ النبويّ. و لمّا فرغ من مواراة الجسد الشريف الثري، كانوا قد فعلوا فعلتهم، و استحوذ عليهم الشيطان، و حرفوا الشريعة عن قطبها، و حاصروا الإمام، و صعدوا علی منبر رسول الله، و جرّوه كالجمل المخشوش إلی المسجد ليمثل أمام أبي بكر، و سلّوا عليه سيوفهم ليبايع. فحاججهم ووجّه أنظارهم إلی ما هم عليه من ضلال، و بيّن لهم شرفه و فضله، بَيدَ أنـّه لم يحصل علی أيّ نتيجة قطّ. وَ خَرَجَ علی كرّمَ اللَهُ وَجْهَهُ يَحْمِلُ فاطِمَةَ بنْتِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّياللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ علی دابَّةٍ لَيْلاً فِي مَجَالِسِ الاَنْصَارِ تَسأَلُهُمُ النُّصْرَةَ. فَكَانُوا يَقُولُونَ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَهِ! قَدْ مَضَتْ بَيْعَتُنَا لِهَذا الرَّجُلِ، وَ لَو أَنَّ زَوجَكِ وَابْنَ عَمِّكِ سَبَقَ إلینَا قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ ما عَدَلْنا بِهِ. فَيَقُولُ علی كَرَّمَ اللَهُ وَجْهَهُ: أَفَكُنْتُ أدَعُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ لَمْ أَدفِنْهُ وَ أَخْرُجُ أُنازِعُ النَاسَ سُلطانَهُ؟ فَقالَتْ فَاطِمَةُ: ما صَنَعَ أَبُوالحَسَنِ إِلاَّ ما كانَ يَنْبَغِي لَهُ، وَ لَقَدْ صَنَعُوا مَا اللَهُ حَسِيبُهُمْ وَ طَالِبُهُمْ.[39]
بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ و صلَّي اللهُ علی محمّد و آله الطَّاهرين ولعنة اللَهِ علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين و لا حول و لا قوّة إلاّ باللَهِ العليّ العظيم تحقيق في عدم افتراق الثقلين، و معيّة أمير المؤمنين عليه السلام للقرآنقال الله الحكيم في كتابه الكريم: يَـ ' ´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُو´ا أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الاْمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَـ'زَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلی اللَهِ و الرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَهِ وَإلیوْمِ الاْخِرِ ذَ ' لِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً. [40] إنّ المقصود من أُولي الامر هو أحد الثَقَلين الَذينِ خلّفها النبيّ الاكرم صلّي الله عليه و آله و سلّم في أُمّته. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَهِ و أهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّهُمَا لَن يَفْتَرِقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوضَ. [41] إذ إنّ القرآن وحده لايكفي مالم يكن هناك معلّم و قيّم علی الناس. وفي ضوء الحديث النبويُّ الشريف، فإنّ عمر قد أخطأ عندما قال: كَفَانَا كِتابُ اللَهِ، و ذلك لانّ رسول الله قال: «لن يفترقا»، فمن أخذ بأحدهما دون الآخر، فقد حُرم الآخر. لايكفي كتاب الله وحده بدون أهل البيت
إنّ
ذلك الرجل الذي قال: نأخذ بالقرآن، و لانحتاج إلی العترة، لم و كما لو كتبنا علی الورق أسماء مثل حسن، تقي، عليّ، فإنّ هذه الاسماء تمثّل واقعاً خارجيّاً له جسم، و روح، و حدود، و مواصفات، وحياة، و علم، و قدرة، و نفس، و غرائز، و نيّات، و غير هذه الاشياء. وتلك الحقيقة هي أعلی و أرقي من هذا اللفظ الحاكي بآلاف المرّات، بل أكثر. و هذا الاسم هو فقط معرّف و ممثّل لذلك الواقع. فكذلك حقيقة القرآن الكريم، فإنّه عالَم جِدُّ رفيع و كبير، و حيّ، و الحقائق جميعها فيه موجودة، و طرق الخير و الشرّ و نتائج الاعمال كلّها، نحو الجنّة، و النار والصراط، و الكتاب، و الميزان فيه مشهودة. و هذه الالفاظ المدوّنة بين الدفّتين تمثّل اسماً لتلك الحقيقة، و الإمام عليه السلام هو الواقف علی تلك الحقيقة. و معاني هذا الكتاب السَمَاويّ و حقائقه كلّها منطوية في نفسه؛ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ. [42] و هذه هي المعيّة التي قصدها رسولالله بقوله: عَلِيٌّ مَعَ الْقُرآنِ وَالْقُرآنُ مَعَ عَلِيٍّ لاَيَفْتَرقَانِ حَتَّي يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوضَ. [43] لانّ من الواضح أنّ هذه المعيّة هي القرآن في الحقيقة، في هذا الكتاب المشهود و الملموس خارجاً؛ وَ كَذَ ' لِكَ أَنزَلْنَآ إلیكَ الْكِتَـ'بَ فَالَّذِينَ ءَاتَيْنَـ'هُمُ الْكِتَـ'بَ يُؤْمِنُونَ بِهِ... * وَ مَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَـ'بٍ وَلاَ تَخُطُّهُ و بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ ءَايَـ'تٌ بَيِّنَـ'تٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ. [44] و قال أيضاً: قُلْ كَفَي' بِاللَهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُ و عِلْمُ الْكِتَـ'بِ. [45] إحاطة أميرالمؤمنين عليه السلام بالقرآن و قتاله في سبيله
وردت
روايات كثيرة عن الشيعة و السنّة
[46] في أنّ المقصود بمن عنده يستشفّ من هذه الروايات جيّداً أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام هو المُسلمّ بالقرآن، القيّم علی هذا الكتاب السماويّ، المكلَّف من قبل الله بقتال الاُمّة علی قبول معني القرآن و باطنه. و في ضوء ما مرّ بنا، فإنّنا نخلص إلی أنّ كلام القائلين بالرجوع إلی القرآن و ا لإفادة منه، و الاستغناء عن الروايات المأثورة عن المعصومين، كلام فارغ لاطائل تحته، و ليس له أيّ شأن: ـ لانـّه مضافاً إلی أنّ كتاب الله لا يكفي بلا إمام ـ فإنّ القرآن نفسه أمرنا باتّباع أهل البيت في آيات كثيرة نحو: مَآ ءَاتَيـ'كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهيـ'كُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا. [48] و قوله: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَهُ وَ رَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَو'ةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَو'ةَ وَ هُمْ رَ ' كِعُونَ. [49] و كذلك وردت روايات جمّة عن طريق الشيعة و السنّة في أنّ المقصود بذلك هو أميرالمؤمنين عليه السلام.[50] و هناك أيضاً ما يماثل آية أُولي الامر التي أوجب الله فيها إطاعتهم بنحو مطلق. و ينقل صاحب كتاب «غاية المرام» في ص 263 أربعة أحاديث عن العامّة، و في ص 265 أربعة عشر حديثاً عن الخاصّة في أنّ المقصود من أُولي الامر هم الائمّة الطاهرون صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين. لذلك فإنّ الذين يقولون: نرجع إلی كتاب الله، عليهم أن يعلموا بأنّ كتاب الله قد أرجعهم إلی رسول الله بقوله: وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَهِ.[51] و قوله: أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ. [52] و قوله: وَ أَطِيعُوا اللَهَ و رَسُولَهُ[53]. فطاعته صلّي الله عليه و آله و سلّم واجبة. و هو نفسه قد أوجب طاعة أميرالمؤمنين عليه السلام وفقاً لحديث الثَقَلَيْن، و العشيرة، والغدير وخَصف النعل، والسفينة، و غيرها من هذه الاحاديث. و كذلك وفقاً لمدلول آية أُولي الامر بانضمام الروايات المأثورة إلیها، فإنّ إطاعة الائمّة الاطهار واجبة بأمرالله، و حجّيّة الاخبار الصحيحة المأثورة عنهم ثابتة.
و جاء في «الكافي» و تفسير «العيّاشيّ» عن الإمام الصادق عليهالسلام تفسير أُولي الامر بالائمّة عليهم السلام و نزول آية التطهير
و
جاء في «الكافي» أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال و جاء في «الكافي» و «تفسير العيّاشيّ» أيضاً عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهم السلام. و عندما قيل له: إنّ الناس يقولون: فما له لم يُسَمِّ عليّاً و أهل بيته في كتابه؟ فقال: فقولوا لهم: نزلت الصلاة ولكن و لم يسمّ لهم ثلاثاً و لا أربعاً حتّي كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فسّر ذلك لهم. و نزلت عليه الزكاة و لم يسمِّ لهم من كلّ أربعين درهماً درهم حتّي كان رسول الله صلّي الله عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم. ونزل الحجّ، فلم يقل: طوفوا سبعاً حتّي كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم هو الذي فسّر ذلك لهم. و نزلت: أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الاْمْرِ مِنكُمْ و نزلت في عليّ، والحسن، و الحسين عليهم السلام. فقال في عليّ: مَن كُنتُ مَولاَهُ فَعَلِيٌّ مَولاَهُ. وَ قالَ: أُوصِيكُمْ بِكِتابِ اللَهِ وَأَهلِ بَيتِي، فَإِنّي سَأَلْتُ اللَهَ أَنْ لاَ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتَّي يُورِدهُما علی الحَوْضَ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ. وَ قَالَ: لاَ تُعَلِّمُوهُم، فَإِنَّهُم أَعلَمُ مِنكُم. [57] وَ قَالَ: إِنَّهُمْ لَن يُخرِجُوكُم مِن بَابِ هُدَيً وَ لَن يُدْخِلُوكُمْ فِي بَابِ ضَلاَلةٍ. فَلو سكت رسول الله، و لم يبيّن مَن أهل بيته، لادّعاها آل فلان وآل فلان، ولكنّ الله أنزل في كتابه الكريم تصديقاً لنبيّه صلّي الله عليه وآله و سلّم: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. [58] فكان عليّ، والحسن، والحسين، وفاطمة عليهم السلام عند رسول الله فأخذهم بيده، فأدخلهم تحت الكساء في بيت أُمّ سلمة، ثُمَّ قَالَ صلّي الله عليه و آله و سلّم: اَللَهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلاَ وَ ثَقَلاً وَ هَؤُلاَءِ أَهلُ بَيْتِي وَ ثَقَلي. فقالت أُمّ سلمة: أَلَسْتُ مِن أَهْلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكِ علی خَيْرٍ وَلَكِنَّ هَؤُلآء أَهْلُ بَيْتِي وَ ثَقَلي. فأنزل الله آية التطهير. [59] و روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه سئل عمّا بنيت عليه دعائم الإسلام، إذا أخذ بها، زكي العمل و لم يضرّ جهل ما جهل بعده؟ فقال: شهادةُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ وا لإقرار بما جاء به من عندالله، و حقّ في الاموال الزكاة و الولاية التي أمر الله بها، ولاية آل محمّد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين فإنّ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قال: مَن مَاتَ وَ لَمْ يَعْرِف إِمَامه مَاتَ مِيتَةً جاهِلِيّةً. قالَ اللهُ تعإلی: «أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الاَمْرِ مِنكُمْ». فكَانَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلاَمُ ثُمَّ صارَ مِن بَعْدِهِ الحَسَنُ ثُمَّ مِن بَعْدِهِ الْحُسَيْنُ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ علی بنُ الْحُسَينِ ثُمَّ مِن بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ ثُمَّ هَكَذَا يَكُونُ الاَمْرُ. إِنَّ إِلاْرضَ لاَتَصْلُحُ إلاَّ بِإمَامٍ، عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ. [60] استدلال منصور بن حازم علی لزوم وجود الإمام لفهم القرآنيروي محمّد بن يعقوب الكلينيّ بإسناده عن منصور بن حازم أنّه قال: قلتُ لابي عبدالله عليه السلام: إِنّ اللهَ أَجَلُّ و أَكرمَ من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله. قال: صدقت. قلتُ: إِنّ من عرف أنّ له ربّاً، فينبغي له أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضاً و سخطاً، و أنّه لايعرف رضاه و سخطه إلاّ بوحي أو رسول. فمن لم يأته الوحي، فقد ينبغي له أن يطلب الرسل. فإذا لقيهم، عرف أنّهم الحجّة و أنّ لهم الطاعة المفترضة. وقلتُ للناس: تعلمون أنّ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم كان هو الحجّة من الله علی خلقه؟ قالوا: بلي. قلتُ: فحين مضي رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم. من كان الحجّة علی خلقه؟ فقالوا: القرآن. فنظرت في القرآن. فإذا هو يخاصم به المُرجيُّ و القدريُّ و الزنديق [61] الذي لايؤمن به حتّي يغلب الرجال بخصومته. فعرفت أنّ القرآن لايكون حجّة إِلاّ بقيّم فما قال فيه من شيءٍ، كان حقّاً. فقلتُ لهم: مَن قيّم القرآن؟ فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم، و عُمَر يعلم، و حذيفة يعلم. قلت: كلّه؟ قالوا: لا. فلم أجد أحداً يقال: إنـّه يعرف ذلك كلّه إِلاّ عليّاً عليه السلام. و إذا كان الشيء بين القوم فقال هذا: لاأدري. و قال هذا: لاأدري. و قال هذا: لاأدري. وقال هذا أنا أدري فأشهد أنّ عليّاً عليه السلام كان قيّم القرآن. و كانت طاعته مفترضة و كان الحجّة علی الناس بعد رسول الله صلّي الله عليه و آله وسلّم. و إنّ ما قال في القرآن فهو حقّ. فقال: رحمك الله. [62] مناظرة أصحاب الإمام الصادق عليه السلام مع الشاميّ في الإمامة
و
يروي الكلينيّ بإسناده أيضاً عن يونس بن يعقوب أنّه قال: كنت ثمّ قال: يا يونس، لو كنتَ تحسن الكلام، كلّمته. قال يونس: فيالها من حسرةٍ. فقلتُ: جعلتُ فداك، إِنّي سمعتك تنهي عن الكلام و المجادلة وتقول: ويل لاصحاب الكلام، يقولون: هذا ينقاد، و هذا لاينقاد. و هذا ينساق، و هذا لاينساق. و هذا نعقله، و هذا لانعقله. فقال أبوعبدالله: إنّما قلتُ: فويلٌ لهم إن تركوا ما أقول، و ذهبوا إلی ما يريدون. ثمّ قال لي: اخرج إلی الباب، فانظر من تري من المتكلّمين فأدخله قال: فأدخلتُ عُمران بن أَعين، و كان يحسن الكلام. و أدخلتُ الاحوَل (وهو محمّد بن النعمان المعروف بمؤمن الطاق) و كان يحسن الكلام. وأدخلت هشام بن سالم و كان يحسن الكلام. و أدخلت قيس بن الماصر، و كان عندي أحسنهم كلاماً، و كان قد تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليه السلام. فلمّا استقرّ بنا المجلس و كان أبوعبدالله قبل الحجّ يستقرّ أيّاماً في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة. قال: فأخرج أبوعبدالله رأسه من فازته، فإذا هو ببعير يخبّ، فقال: هشام و ربّ الكعبة. قال: فظننّا أنّ هشاماً رجل من ولد عقيل كان شديد المحبّة له. فقال: فورد هشام بن الحَكَم، و هو أوّل من اختطّت لحيته. و ليس فينا إلاّ من هو أكبر سنّاً منه. قال: فوسّع له أبوعبدالله، و قال: نَاصِرُنَا بِقَلبِهِ وِ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ. ثمّ قال: يا حُمران، كلّم الرجل، فكلّمه، فظهر عليه حمران و غلبه. ثمّ قال: يا طاقي،[63] كلّمه، فكلّمه. فظهر عليه الاحول. ارجاعات [1] ـ «الغدير» ج 7، ص 142. [2] ـ «الغدير» ج 7، ص 142 و 143. [3] ـ «الغدير» ج 7، ص 139. [4] ـ «الغدير» ج 7، ص 136 و 137. [5] ـ «الغدير» ج 7، ص 137. [6] ـ ذكرت هذه الرواية أيضاً في «الدرّ المنثور» ج 2، ص 178. [7] ـ هذا افتراء علي الله. إِنّ الله قطّ لم يستخلف و لم يُؤمّر علي الاُمّة خلفاء الجور وأُمراءه، و لم يوجب طاعتهم. [8] ـ «الغدير» ج 7، ص 138. و جاءت هذه الرواية في «الدرّ المنثور» ج 2، ص 177. [9] ـ «الدرّ المنثور» ج 2، ص 176. [10] ـ «الدرّ المنثور» ج 2، ص 176. [11] ـ «الدرّ المنثور» ج 2، ص 177. [12] ـ الا´ية 8، من السورة 68: القلم. [13] ـ الا´ية 0 1، من السورة 68: القلم. [14] ـ الا´ية 48، من السورة 33: الاحزاب. [15] ـ الاية 52، من السورة 25: الفرقان. [16] ـ الا´ية 151، من السورة 26: الشعراء. [17] ـ الا´ية 24، من السورة 76: الدهر. [18] ـ الا´ية 28، من السورة 18: الكهف. [19] ـ الا´يات 66 ـ 68، من السورة 33: الاحزاب. [20] ـ الا´يتان 120 و 121، من السورة 6: الانعام. [21] ـ الا´ية 19، من السورة 96: العلق. [22] ـ خطب أميرالمؤمنين عليه السلام خطبة مفصّلة تطرّق فيها إلي علّة الروايات الكاذبة المنقولة عن رسول الله صلّي الله عليه و آله. «نهج البلاغة» مع تعليقة الشيخ محمّد عبدة، ج1، ص 8 0 2، الخطبة 423. [23] ـ الا´ية 8، من السورة 29: العنكبوت. [24] ـ الا´ية 15، من السورة 31: لقمان. [25] ـ الا´ية 98، من السورة 11: هود. [26] ـ أحمد أمين المصريّ فيكتابه «فجر الإسلام» علي ما نقله العلاّمة الطباطبائيّ في تفسيره «الميزان» ج 4، ص 422. [27] ـ الا´ية 59، من السورة 4: النساء. [28] ـ «الدرّ المنثور» ج 2، ص 177. [29] ـ الا´ية 59، من السورة 4: النساء. [30] ـ الا´ية 57، من السورة 6: الانعام. [31] ـ الا´ية 32، من السورة 0 1: يونس. [32] ـ الا´يات 44 إلي 49، من السورة 5: المائدة. [33] ـ الا´ية 37، من السورة 13: الرعد. [34] ـ الا´ية 26، من السورة 38: ص. [35] ـ الا´ية 7، من السورة 49: الحجرات. [36] ـ «نهج البلاغة» مع تعليقة الشيخ محمّد عبدة، ج 1، ص 271، الخطبة 148. [37] ـ «نهج البلاغة» مع تعليقة الشيخ محمّد عبدة، ج 1، ص 271، الخطبة 148. [38] ـ نفس المصدر السابق، ص 437، الخطبة 215. [39] ـ «الإمامة و السياسة» ج 1، ص 12. [40] ـ الا´ية 59، من السورة 4: النساء. [41] ـ و قد أورد الطبرانيّ في معجمه الكبير هذا الحديث مع إضافة عبارة «من بعدي» بعد لفظ «الثقلين» (نقلاً عن الميرزا محمّد البدخشانيّ في «مفتاح النجا» عن زيد بن ثابت (العبقات، ج 1، ص 0 28 )، و نقله أحمد بن حنبل بأدني اختلاف في اللفظ عن زيد بن ثابت بطريقين صحيحين، الاوّل في بداية ص 182، و الثاني في نهاية ص 189 في الجزء الخامس من مسنده. كما نقل الطبرانيّ في «المعجم الكبير»، و في «كنزالعمّال» ج 1، ص 47 و ص 48 مانصّه: قَالَ رَسُولُ اللَهُ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَينِ كِتَابَ اللَهِ عَزَّوَجلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالاْرْضِ، وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بيتِي وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَي الْحَوضَ. و يقول السيوطيّ في «الدرّ المنثور» ج 6، ص 7: و أخرج الترمذيّ وحسّنه، و ابن الانباريّ في «المصاحف» عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليهوآله و سلّم: إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُم مَا إِن تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَن تَضِلُّوا بَعْدِي. أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِن الا´خَرِ كِتَابَ اللَهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إلَي الاْرْضِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَيّ الْحَوْضَ، فَانْظُروا كَيْفَ تَخلُفُونِي فِيهِما. و ينقل صاحب «غاية المرام» في ص 217، 39 حديثاً عن العامّة و في ص 217، 82 حديثاً عن طريق الخاصّة تتعلق بحديث الثقلين. و ألّف العلاّّمة الخبير الميرزا نجم الدين شريف العسكريّ كتاباً بعنوان «محمّد و عليّ و حديث الثقلين و حديث السفينة» ذكر فيه طرق الحديث مفصّلاً. كما أنّنا بحثنا عن هذا الحديث مفصّلاً في المجلد الثالث عشر و ورد ذلك في المقدّمة الثانية من «تفسير الصافيّ» نقلاً من «تفسير العيّاشيّ». [42] ـ الا´ية 12، من السورة 36: يس. [43] ـ يروي صاحب «ينابيع المودّة» في ص 0 9 من كتابه معيّة عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ عن كتاب «جمع الفوائد». ثمّ يقول: للاوسط و الصغير. و ينقل صاحب «غايةالمرام» في ص 539 و 0 54 من كتابه ثلاثة أحاديث عن الخوارزميّ و الحموينيّ. والزمخشريّ في «ربيع الابرار» حول هذا الموضوع. [44] ـ الا´يات 47 إلي 49، من السورة 29: العنكبوت. [45] ـ الا´ية 43، من السورة 13: الرعد. [46] ـ وردت في «غاية المرام» ص 357 ستّ روايات عن طريق العامّة، و ثماني عشرة رواية عن طريق الخاصّة. و نقلت في «ينابيع المودّة» ص 2 0 1 أحاديث كثيرة بشأن هذا الموضوع. [47] ـ نقل صاحب «الغدير» هذا الحديث في الجزء السابع، هامش ص 131، و قال: أخرجه جمع من الحفّاظ، و صححّه الحاكم و الذهبيّ و الهيثميّ كما يأتي تفصيله. و نقلت في «بحار الانوار» الطبعة الكمپاني ج 8، ص 455 و ص 456 روايات كثيرة بشأن قتال أميرالمؤمنين عليه السلام علي تأويل القرآن. [48] ـ الا´ية 7، من السورة 59: الحشر. [49] ـ الا´ية 55، من السورة 5: المائدة. [50] ـ نقل صاحب «غاية المرام» في ص 3 0 1 أربعة و عشرين حديثاً عن العامّة، و في ص 7 0 1 تسعة عشر حديثاً عن الخاصّة. [51] ـ الا´ية 64، من السورة 4: النساء. [52] ـ الا´ية 59، من السورة 4: النساء؛ الا´ية 92، من السورة 5: المائدة؛ الا´ية 54، من السورة 24: النور؛ الا´ية 33، من السورة 47: محمّد؛ الا´ية 12، من السورة 64: التغابن؛ الا´يتان 32 و 132، من السورة 3: آل عمران. [53] ـ الا´يات 1 و 20 و 46، من السورة 8: الانفال؛ الا´ية 13، من السورة 58: المجادلة. [54] ـ «تفسير الصافيّ» ج 1، ص 364. [55] ـ الا´ية 55، من السورة 5: المائدة. [56] ـ «تفسير الصافيّ» ج 1، ص 364. [57] ـ «بحار الانوار» ج 27، ص 6 0 1؛ و في ضمن حديث الغدير ذكر بعضه في «غاية المرام» ص 214، الحديث الثامن عشر والتاسع عشر. [58] ـ بشأن نزول آية التطهير في أهل البيت. ذكر صاحب «غاية المرام» 41 حديثاً عن العامّة في ص 287، و 34 حديثاً عن الخاصّة في ص 292. [59] ـ جاء هذا الحديث مفصّلاً في «تفسير الصافيّ» ج 1 ص 364. [60] ـ «تفسير الصافيّ» ج 1، ص 365. [61] ـ المُرجيّ و جمعها المُرجِئة، فرقة من فرق ا لإسلام يعتقدون أنـّه لايضرّ مع ا لإيمان معصية و لاينفع مع الكفر طاعة. سُمّوا «مُرجئة» لاعتقادهم أنّ الله تعالي أرجأ تعذيبهم علي المعاصي، أي: أخّر عنهم. و «القدريّ» قد يطلق علي الجبريّ أو علي التفويضيّ. و«الزنديق» هو النافي للصانع أو الثنويّ. [62] ـ «أُصول الكافي» ج 1، كتاب الحجّة، ص 168. [63] ـ الطاقيّ هو مؤمن الطاق. و لمّا كان له دكّان تحت طاق، لذلك عرف بمؤمن الطاق. ولكنّ السنّة يسمّونه في كتبهم: شيطان الطاق . |
|
|