بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد الرابع / القسم الثامن: مصداق الهادی فی آیة "انما انت منذر و لکلّ قوم هاد" علی علیه السلام و الا...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

الروایات الدالة علی أنّ الهادی علیّ بن أبی طالب علیه السّلام

 الطبقة‌ الثالثة‌: الروايات‌ التي‌ تدلّ علی أنّ الهادي‌ في‌ الآية‌ الكريمة‌ هو علی بن‌ أبي‌ طالب‌. فقد روي‌ إبراهيم‌ بن‌ محمّد الحموينيّ، و هو من‌ أعيان‌ علماء العامّة‌، في‌ كتاب‌ «فرائد السمطين‌ في‌ فضائل‌ المرتضي‌ و البتول‌ والسبطين‌» بإسناده‌ عن‌ الإمام‌ أبي‌ الحسن‌ علی بن‌ أحمد الواحديّ، قال‌: مِنَ الآياتِ فِيها علی تِلْوُ الْنَبِي‌ّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي‌ قَوْلِهِ إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ.[1] و روي‌ الحسكانيّ مثلها في‌ ذيل‌ ص‌ 303 من‌ الجزء الاوّل‌ من‌ «شواهد التنزيل‌» عن‌ الباب‌ الثامن‌ و العشرين‌ من‌ كتاب‌ «فرائد السمطين‌» تحت‌ الرقم‌ 122.

 الرجوع الي الفهرس

تصریح رسول الله صلّی الله علیه و آله بأنّ الهادی علیّ علیه السّلام

 و جاء أيضاً عن‌ سعيد بن‌ المسيّب‌، عن‌ أبي‌ هريرة‌، قال‌: سَألتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عن‌ هذه‌ الآية‌، فقال‌ لي‌: هَادي‌ هذِهِ الاُمَّةِ علی بنُ أَبي‌ طالِبٍ. [2]

 و روي‌ ابن‌ شهرآشوب‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌، و الضحّاك‌، والزجّاج‌ قولهم‌: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ» رَسُولُ اللَهِ وَ «لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» علی أميرُالمؤمِنينَ. [3] و رواه‌ أيضاً عن‌ سعيد بن‌ جبير، عن‌ ابن‌ عبّاس‌ بسند آخر.[4] و عن‌ عبدالله‌ بن‌ عطاء عن‌ الإمام‌ محمّد الباقر عليه‌ السلام‌.[5] وعن‌ أبي‌ هريرة‌،[6] و عن‌ سعيدبن‌ المسيّب‌، عن‌ أبي‌ هريرة‌، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌ بسند آخر. [7] و روي‌ الشيخ‌ الطبرسيّ أيضاً هذا المضمون‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌، عن‌ رسول‌ الله‌. [8] و رواه‌ الفيض‌ الكاشانيّ أيضاً عن‌ «مجمع‌ البيان‌»، [9] عن‌ رسول‌ الله‌، و عن‌ «الكافي‌» للكلينيّ، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌، عن‌ رسول‌ الله‌،[10] و عن‌ «إكمال‌ الدين‌» و «تفسير علی بن‌ إبراهيم‌»، و «تفسير العيّاشيّ». [11] و قال‌ أيضاً: ذكره‌ كثير من‌ رواة‌ الخاصّة‌ و العامّة‌ بأسانيد مختلفة‌،[12] و نقل‌ عن‌ القمّيّ قوله‌: و ردّ علی من‌ أنكر أنّ في‌ كلّ عصر وزمان‌ إماماً، و أنـّه‌ لاتخلو الارض‌ من‌ حجّة‌. [13]

 و ذكر السيّد هاشم‌ البحرانيّ مضمون‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «تفسير البرهان‌» عن‌ عبدالله‌ بن‌ عطاء، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌، [14] و عن‌ سعيدبن‌ المسيّب‌، عن‌ أبي‌ هريرة‌، عن‌ رسول‌ الله‌ ـ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، [15] و عن‌ ابن‌ عبّاس‌، و الضحّاك‌، و الزجّاج‌،[16] ثمّ قال‌: و الرواية‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ في‌ هذه‌ الآية‌ بهذا المعني‌ مستفيضة‌ من‌ طرق‌ الخاصّة‌ والعامّة‌ يطول‌ الكتاب‌ بذكرها.[17] و قال‌: قال‌ ابن‌ شهرآشوب‌: صنّف‌ أحمد بن‌ محمّد بن‌ سعيد كتاباً في‌ قوله‌: تعالي‌: إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ... إنّها نزلت‌ في‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. [18]

 و يقول‌ السيوطيّ: و أخرج‌ ابن‌ مردويه‌ والضياء في‌ «المختارة‌» عن‌ ابن‌ عبّاس‌، عن‌ رسول‌ الله‌ هذا المضمون‌.[19] و رواه‌ الحاكم‌ الحسكانيّ أيضاً عن‌ ابن‌ عبّاس‌، عن‌ رسول‌ الله‌، [20] و عن‌ ابن‌ عبّاس‌ في‌ رواية‌ أُخري‌، [21] و عن‌ أبي‌ هريرة‌، عن‌ رسول‌ الله‌، [22] و كذلك‌ عن‌ أبي‌ بَرزة‌ الاسلميّ عن‌ رسول‌الله‌، [23] وأيضاً بسنده‌ عن‌ عمربن‌ عبدالله‌ بن‌ يعلي‌ بن‌ مرّة‌، عن‌ أبيه‌ عن‌ جدّه‌، عن‌ رسول‌ الله‌، [24] و كذلك‌ بسنده‌ عن‌ عبدالوهاب‌ بن‌ مجاهد، عن‌ أبيه‌.[25]

 و روي‌ العيّاشيّ في‌ تفسيره‌ عن‌ مسعدة‌ بن‌ صدقة‌، عن‌ جعفر بن‌ محمّد، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌ عليهم‌ السلام‌، قال‌: قال‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌السلام‌: فِينَا نَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ: إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَنا الْمُنْذِرُ وَ أَنْتَ الْهَادِي‌، يَا علی فَمِنَّا الْهَادِي‌ وَالنَّجَاةُ وَالسَّعَادَةُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [26]

 و روي‌ أيضاً عن‌ جابر بن‌ عبدالله‌، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌ أنـّه‌ قال‌: قال‌ النبيّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَنَا الْمُنْذِرُ وَ علی الْهَادِي‌ إلی أمْرِي‌.[27]

 و ذكر السيّد البحرانيّ هذه‌ الرواية‌ أيضاً بسند آخر عن‌ جابربن‌ عبدالله‌. [28] و روي‌ الصفّار في‌ «بصائر الدرجات‌» نفس‌ المضمون‌ بسند عن‌ ابن‌ يزيد، بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبدالله‌ بن‌ عطاء، عن‌ الإمام‌ محمّد الباقر عليه‌ السلام‌، [29] و بسند آخر عن‌ محمّد بن‌ الحسين‌، عن‌ عمرو بن‌ عثمان‌، عن‌ المفضّل‌، عن‌ جابر، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌، [30] و بسند ثالث‌ عن‌ علی بن‌ الحسين‌ بسنده‌ عن‌ مروان‌ بن‌ نجم‌، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌،[31] وبسند رابع‌ عن‌ أحمد بن‌ محمّد، عن‌ الحسين‌، عن‌ محمّد بن‌ خالد، عن‌ أيّوب‌ بن‌ الحرّ، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌. [32] و كذلك‌ رواها فرات‌ بن‌ إبراهيم‌ في‌ تفسيره‌ عن‌ الحسين‌ بن‌ الحكم‌ بإسناده‌ عن‌ عبدالله‌ بن‌ عطاء، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌.

 و روي‌ علی بن‌ إبراهيم‌ أيضاً في‌ تفسيره‌ عن‌ أبيه‌، عن‌ يحيي‌ بن‌ أبي‌ عمران‌، عن‌ يونس‌، عن‌ سعدان‌ بن‌ مسلم‌، عن‌ أبي‌ بصير، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ تفسير قوله‌ تعالي‌: ذَ ' لِكَ الْكِتَـ'بُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُديً لِلْمُتَّقِينَ، قالَ: «الكتاب‌ ] الذي‌ لا ريب‌ فيه‌ [ علی عليه‌ السّلام‌ لا شكّ فيه‌ هُدَيً لِلْمُتَّقِينَ قال‌ عليه‌ السّلام‌: تبيان‌ لشيعتنا. [33]

 و روي‌ محمّد بن‌ يعقوب‌ الكلينيّ في‌ «الكافي‌» بإسناده‌ عن‌ عبدالرحيم‌ القصير، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌ في‌ تفسير الآية‌: إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ. قال‌: رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ ا لْمُنْذِرُ وَعلي‌ٌّ الهادي‌، أما والله‌ ما ذهبت‌ منّا و مازالت‌ فينا إلی الساعة‌. [34] و[35]

 الرجوع الي الفهرس

الروایات المأثورة عن أمیرالمؤمنین الدالّة علی أنّه هو المراد بالهادی

 الطبقة‌ الرابعة‌: الروايات‌ التي‌ أُثرت‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ نفسه‌، إذ قال‌ فيها: أنا الهادي‌ في‌ هذه‌ الآية‌ الشريفة‌: و روي‌ المرحوم‌ الصدوق‌ في‌ «الامالي‌» عن‌ الطالقانيّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبّاد بن‌ عبدالله‌ أنـّه‌ قال‌: قال‌ علی عليه‌ السلام‌: ما نَزَلَتْ مِنَ الْقُرآنِ آيَةٌ إِلاّ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَيْنَ نَزَلَتْ وَ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَ فِي‌ أَيِّ شَيْءٍ نَزَلَتْ، وَ فِي‌ سَهْلٍ نَزَلَتْ أو في‌ جَبَلٍ نَزَلَتْ، قِيلَ: فَمَا نَزَل‌ فيكَ؟ فَقالَ: لَوْلاَ أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِي‌ مَا أَخْبَرْتُكُمْ، نَزَلَتْ فِي‌َّ الآيَةُ: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» فَرَسُولُ اللَهِ الْمُنْذِرُ وَ أَنَا الْهَادِي‌ إلی مَا جَاءَ بِهِ. [36]

 و ذكر الفارسيّ أيضاً في‌ كتاب‌ «الروضة‌» فقال‌: قال‌ علی عليه‌السلام‌: إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ، «مُنْذِرٌ» مُحَمَّدٌ وَ «لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» أَنَا. [37]

 يقول‌ السيوطيّ: أخرج‌ عبدالله‌ بن‌ أحمد في‌ «زوائد المسند» وإبن‌ أبي‌ حاتم‌، و الطبرانيّ في‌ «الاوسط‌»، و الحاكم‌، و ابن‌ مردويه‌، و ابن‌ عساكر، و صحّحه‌ الحاكم‌ أيضاً عن‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ في‌ قوله‌: إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ؛ قَالَ: رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: الْمُنْذِرُ وَأَنَا الْهَادِي‌، وَ فِي‌ لَفْظٍ: وَالْهَادِي‌ رَجُلٌ مِنْ بَني‌ هَاشِمٍ يَعْنِي‌ نَفْسَهُ.[38]

 وروي‌ الحاكم‌ الحسكانيّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبّاد بن‌ عبدالله‌ مثل‌ هذه‌ الرواية‌ التي‌ نقلناها عن‌ «أمالي‌» الصدوق‌، عن‌ عبّاد بن‌ عبدالله‌، إلی أن‌ قال‌ في‌ آخرها: فَرَسُولُ اللَهِ الْمُنْذِرُ وَ أَنَا الْهَادِي‌ إلی ما جاَءَ بِهِ. [39]

 و قال‌ في‌ هامش‌ الجزء الاوّل‌، ص‌ 300 من‌ «شواهد التنزيل‌»: قال‌ ابن‌ الاعرابيّ في‌ كتاب‌ «معجم‌ الشيوخ‌» الجزء الثاني‌، ورق‌ 120، و في‌ نسخة‌ أُخري‌، ورق‌ 203: ذكر أبوسعيد الحارثيّ عن‌ الحسين‌ بن‌ علی الاشقر عن‌ منصور بن‌ أبي‌ الاسود، عن‌ الاعمش‌، عن‌ المنهال‌، عن‌ عبّاد بن‌ عبدالله‌، عن‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ في‌ الآية‌ إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ، قال‌: قال‌ علی: رَسُولُ اللَهِ الْمُنْذِرُ وَ أَنَا الْهَادِي‌. ثمّ قال‌: ذكر ابن‌عساكر في‌ «تاريخ‌ دمشق‌» هذا الحديث‌ في‌ ترجمة‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ تحت‌ عنوان‌: الحديث‌ 914 عن‌ عبّاد بن‌ عبدالله‌.

 و رواه‌ أيضاً صاحب‌ «منتخب‌ كنز العمّال‌» في‌ حاشية‌ «مسند أحمد» الجزء الاوّل‌، ص‌ 451 في‌ أوّل‌ تفسير سورة‌ الرعد عن‌ ابن‌ أبي‌حاتم‌، ورواه‌ الحاكم‌ في‌ «المستدرك‌» في‌ الحديث‌ 77 في‌ باب‌ مناقب‌ أميرالمؤمنين‌ ج‌3، ص‌ 129، رواه‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبّاد بن‌ عبدالله‌ الاسديّ، عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، ثمّ قال‌: هذا الحديث‌ أسناده‌ كلّها صحيحة‌. وقال‌ الشّيخ‌ محمّد باقر المحموديّ بعد بيان‌ هذا الحديث‌: و قد هاج‌ بالذهبيّ داء النصب‌ و ضاق‌ به‌ الخناق‌ فخرج‌ عن‌ فطرة‌ العقلاء من‌التكلّم‌ علی الموازين‌ العلميّة‌ فقال‌ في‌ تلخيصه‌ علی «المستدرك‌»: هذا ] الحديث‌ [ كذب‌ قَبَّحَ اللهُ وَاضِعَهُ! و أنت‌ بعد الإحاطة‌ بما تقدّم‌ قل‌ بصريح‌ القول‌ هذا صدق‌: قَبَّحَ اللهُ مُنْكِرَهُ وَ جَاحِدَ مَزَايَا أَهْلِ الْبَيْتِ وَ مَنْ يَتَكَلَّمُ فِي‌ الْعِلْمِ بِالْجَهْلِ! ثمّ قال‌: إنّ الحديث‌ رواه‌ أيضاً في‌ «كنز العمّال‌» ج‌ 1 ص‌ 251، و قال‌: أخرجه‌ ابن‌ أبي‌ حاتم‌. [40]

 الرجوع الي الفهرس

الروایات المأثورة عن أمیرالمؤمنین الدالّة کنایةً علی أنّه هو المراد بالهادی

 الطبقة‌ الخامسة‌: الروايات‌ المأثورة‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ التي‌ قال‌ فيها: الهادي‌ رجل‌ من‌ بني‌ هاشم‌، يريد بذلك‌ نفسه‌. كما جاء في‌ الروايات‌ التي‌ نقلها السيوطيّ، فقال‌: أخرج‌ عبدالله‌ بن‌ أحمد بن‌ حنبل‌ في‌ «زوائد المسند» و ابن‌ أبي‌ حاتم‌، و الطبرانيّ في‌ «الاوسط‌» و الحاكم‌ بتصحيحه‌ في‌ «المستدرك‌»، و ابن‌ مردويه‌، و ابن‌ عساكر، فجاء في‌ كلامهم‌ لفظ‌: رَجُلٌ مِنْ بَني‌ هَاشِمٍ. [41] و روي‌ الثعلبيّ في‌ تفسيره‌ عن‌ السديّ، عن‌ عبد خير، عن‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ أنـّه‌ قال‌: الْمُنْذِرُ النَّبِيُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ و الْهَادِي‌ رَجُلٌ مِنْ بَني‌ هَاشِمٍ ـ يَعْنِي‌ نَفْسَهُ. [42]

 و روي‌ الحافظ‌ أبو نعميم‌ الإصفهانيّ أيضاً بهذه‌ الاسناد عن‌ عبد خير عن‌ سعيد بن‌ جبير عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: أَنَا الْمُنْذِرُ وَ الْهَادِي‌ رَجُلٌ مِنْ بَني‌ هَاشِمٍ. [43] و روي‌ الحاكم‌ الحسكانيّ هذا الحديث‌ نفسه‌ عن‌ أبي‌ الحسن‌ النجّار الطيرانيّ بسنده‌ عن‌ عبد خير، عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السّلام‌.[44] وذكره‌ بسند آخر عن‌ أبي‌ عبدالله‌، عن‌ عثمان‌ بن‌ أبي‌ شيبة‌، [45] و بسند ثالث‌ عن‌ عبدالله‌ الثقفيّ، عن‌ عبد خير، عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. [46] و قال‌ في‌ تعليقة‌ من‌ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 299: ذكر ابن‌ عساكر هذه‌ الرواية‌ بهذا السند عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ تحت‌ الرقم‌ 912 من‌ ترجمة‌ أميرالمؤمنين‌ في‌ «تاريخ‌ دمشق‌». و ذكرها صاحب‌ «مجمع‌ الزوائد» في‌ ج‌ 7 ص‌ 41، وقال‌: ذكرها عبدالله‌ بن‌ أحمد بن‌ حنبل‌، و الطبرانيّ في‌ «الصغير» و«الاوسط‌» مع‌ تصريحهما بوثاقه‌ رجال‌ السند. و ذكرها السيوطيّ في‌ «الدرّ المنثور» بتخريج‌ ابن‌ مردويه‌، و ابن‌ عساكر.

 الروايات‌ المأثورة‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ نفسه‌ و الدالّة‌ كنايةً علی أنّه‌ هو الدرس‌ 57 إلی 60 .

 الرجوع الي الفهرس

روایات وضوء رسول الله الدالّة علی أنّ المنذر رسول الله، و الهادی علیّ علیه السّلام

 الطبقة‌ السادسة‌: الروايات‌ الكثيرة‌ المأثورة‌ عن‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌ التي‌ تذكر أنّ النبيّ طلب‌ ماءً للوضوء، و بعد فراغه‌ من‌ الوضوء، أخذ بِيَدِ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ فضمّها إلی صدره‌ وقال‌: أنتَ الْمُنذِرُ، ثمّ ضمّها إلی صدر أميرالمؤمنين‌ و قال‌: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ. و قد نقلت‌ الروايات‌ بمضامينها المتنوّعة‌ هذه‌ القضيّة‌ عن‌ رسول‌ الله‌. روي‌ محمّد بن‌ الحسن‌ الصفّار في‌ «بصائر الدرجات‌» بإسناده‌ عن‌ أبي‌ حمزة‌ الثماليّ أنـّه‌ قال‌: سمعتُ أبا جعفر عليه‌ السلام‌ ـ يقول‌: دَعَا رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءِ طُهْرٍ فَلَمّا فَرَغَ أَخَذَ بِيَدِ علی صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِمَا فَأَلْزَمَهَا يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ» ثُمَّ ضَمَّ يَدَهُ إلی صَدْرِهِ وَ قَالَ: «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» ثُمَّ قَالَ: يَا علی! أَنْتَ أَصْلُ الدِّينِ وَ مَنَارُ الإيمَانِ وَ غَايَةُ الْهُدَي‌ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجِّلِينَ أَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ. [47] و نقل‌ فرات‌ بن‌ إبراهيم‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ تفسيره‌ عن‌ أبي‌ حمزة‌، عن‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌. [48]

 يقول‌ السيوطيّ: أخرج‌ ابن‌ جرير، و ابن‌ مردويه‌، و أبونعيم‌ الاصفهانيّ في‌ كتاب‌ «معرفة‌ الصحابة‌»، والديلميّ، و ابن‌ عساكر، و ابن‌ النجّار، قالوا: لَمّا نَزَلَت‌: «ا ءِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَاد ٍ» وَضَعَ رَسُولُ اللَهِ يَدَهُ علی صَدْرِهِ فَقَالَ: أَنَا الْمُنْذِرُ، وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إلی مَنْكِبِ علی رَضِي‌َ اللَهُ عَنْهُ ـ فَقَالَ: أَنْتَ الْهَادِي‌، يَا علی بِكَ يَهتَدِي‌ الْمُهْتَدُونَ. [49] و روي‌ ذلك‌ الثعلبيّ في‌ تفسيره‌ عن‌ عطاء بن‌ سائب‌، عن‌ سعيد بن‌ جبير، عن‌ إبن‌ عبّاس‌. [50] و ذكر الطبريّ أيضاً في‌ ج‌ 13 ص‌ 108 من‌ تفسيره‌ هذا الحديث‌ نفسه‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ بنفس‌ السند. [51] و ذكره‌ الحاكم‌ الحسكانيّ بأسناده‌ بأربعة‌ طرق‌ عن‌ عطاء بن‌ سائب‌، عن‌ سعيد بن‌ جبير، عن‌ ابن‌ عبّاس‌.[52]

 و روي‌ الحاكم‌ الحسكانيّ أيضاً عن‌ أبي‌ الحسن‌ الفارسيّ بإسناده‌ عن‌ أبي‌ فروة‌ السلميّ أنـّه‌ قال‌: دَعَا رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالطَّهُورِ وَ عِنْدَهُ علی بْنُ أَبي‌ طَالِبٍ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ بِيَدِ علی بَعْدَمَا تَطَهَّرَ فَأَلْزَقَهَا بِصَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ» ثُمَّ رَدَّهَا إلی صَدْرِ علی ثُمَّ قَالَ: «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» ثُمَّ قَالَ: اِنـَّكَ مَنَارُ الاْنَامِ وَ غَايَةُ الْهُدَي‌ وَ أَمِيرُ الْقُرّاءِ، أَشْهَدُ علی ذَلِكَ أَنـَّكَ كَذَ ' لِكَ. [53]

 و نقل‌ ابن‌ شهر آ شوب‌ هذه‌ الرواية‌ أيضاً عن‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ ّ إِلاّ أنـّه‌ ذكر الراوي‌ علی أنـّه‌ أبو برزة‌ و أتي‌ بكلمة‌ «أَلْصَقَها» بديلة‌ عن‌ كلمة‌ «فَأَلْزَقَهَا». و كذلك‌ فإنـّه‌ نقل‌ في‌ ذيلها هذه‌ العبارة‌: أنْتَ مَنَارُ الاَنام‌ وَ رَايَةُ الْهُدَي‌ وَ أَمِينُ الْقُرآنِ وَ أَشْهَدُ علی ذَلِكَ أَنـَّكَ كَذَلِكَ.[54] و ذكر أبو الفتوح‌ الرازيّ هذه‌ الرواية‌ أيضاً غير أنّ اسم‌ الرواي‌ عنده‌ هو أبو بردة‌ الاسلميّ، و جاء بكلمة‌ «فَأَلْزَمَهَا» بديلة‌ عن‌ كلمة‌ «فَأَلْزَقَهَا». و في‌ آخرها هذه‌ العبارة‌: «إِنـَّكَ مَنَارَةُ الاَنَامِ وَ غَايَةُ الْهُدَي‌، وَ أَمِيرُ الْقُري‌، أَشْهَدُ علی ذَلِكَ أَنَّكَ كَذَلِكَ». [55]

 و ذكرها السيّد هاشم‌ البحرانيّ أيضاً في‌ «غاية‌ المرام‌» و «تفسير البرهان‌» عن‌ الحاكم‌ الحسكانيّ، و جاء بكلمة‌ «فَأَلْصَقَهَا» بديلة‌ عن‌ كلمة‌ «فَأَلْزَقَهَا» في‌ كلا الكتابين‌. غير أنـّه‌ ذكر ذيل‌ العبارة‌ في‌ الحديث‌ كما نقلناها عن‌ الحاكم‌ الحسكانيّ. [56] و ذكر في‌ «غاية‌ المرام‌» عبارة‌ أَميرُ الْغَزَآ بديلة‌ عن‌ أميرُ الْقُرّاءِ، و راوي‌ الحديث‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» هو أبو بردة‌ الاسلميّ، أمّا في‌ «تفسير البرهان‌» فهو أبو بريدة‌.[57] و ذكر الحاكم‌ في‌ «المستدرك‌» بإسناده‌ هذه‌ الرواية‌ نفسها بالنصّ الذي‌ نقله‌ البحرانيّ في‌ «تفسير البرهان‌» عن‌ الحاكم‌ الحسكانيّ. [58] و نقلها أيضاً صاحب‌ «ينابيع‌ المودّة‌» عن‌ الحاكم‌ الحسكانيّ في‌الباب‌ 26 ص‌ 99. و الراوي‌ عنده‌ هو بريدة‌ الاسلميّ، و ذكر عبارة‌ «فَأَلْصَقَ يَدَهُ» بديلة‌ عن‌ كلمة‌ «فَأَلْزَقَهَا»، و جاء في‌ آخرها مايلي‌: «فَقَالَ: أَنْتَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَنْتَ مَنَادُ الاَنَامِ وَ غَايَةُ الْهُدَي‌ وَ أَميرُِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، أَشْهَدُ علی ذَلِكَ أَنـَّكَ كَذَلِك‌.» ثمّ قال‌: أخرج‌ ابن‌ صبّاغ‌ المالكيّ في‌ «الفصول‌ المهمّة‌» هذه‌ الرواية‌ نفسها عن‌ ابن‌عبّاس‌.

 و قال‌ السيوطيّ: أخرج‌ ابن‌ مردوية‌ عن‌ أبي‌ برزة‌ الاسلميّ أنـّه‌ قال‌: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول‌: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ» وَ وَضَعَ يَدَهُ علی صَدْرِ نَفْسِهِ، ثُمَّ وَضَعَهَا علی صَدْرِ علی وَ يَقُولُ: «لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ».[59] وذكر الحاكم‌ الحسكانيّ هذا النصّ من‌ الرواية‌ بإسناده‌ عن‌ أبي‌ برزة‌ بسندين‌.[60] و نقلها السيّد البحرانيّ عن‌ إبراهيم‌ الحموينيّ في‌ «فرائد السمطين‌» بإسناده‌ عن‌ أبي‌ هريرة‌ الاسلميّ،[61] و عن‌ الثعلبيّ في‌ تفسيره‌ بإسناده‌ عن‌ سعيد بن‌ جبير، عن‌ ابن‌ عبّاس‌، [62] و قال‌ ابن‌ شهرآشوب‌: قال‌ الحاكم‌ الحسكانيّ في‌ «شواهد التنزيل‌»، و المرزبانيّ في‌ كتابه‌ الذي‌ صنّفه‌ حول‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ النازلة‌ بشأن‌ أمير المؤمنين‌ أنّ أبا برزة‌ روي‌ تلك‌ الرواية‌ المشار إليها. [63]

 الرجوع الي الفهرس

روایات معراج رسول الله الدالّة علی أن هادی الأُمّة علیّ أمیر المؤمنین

 الطبقة‌ السابعة‌: الروايات‌ التي‌ تشير إلی ما قيل‌ للرسول‌ الاعظم‌ في‌ معراجعه‌ من‌ أنّ هادي‌ الاُمّة‌ هو علی بن‌ أبي‌ طالب‌. روي‌ المجلسيّ عن‌ «تفسير فرات‌ بن‌ إبراهيم‌» بسنده‌ عن‌ البراء بن‌ عيسي‌ التميميّ رفعه‌ عن‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌ ـ أنـّه‌ قال‌: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: لَمّا أُسْرِيَ بي‌ إلی السَّمَاءِ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي‌ وَ بَيْنَ رَبِّي‌ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لاَ نَبِي‌ٌّ مُرْسَلٌ، مَا سَأَلْتُ رَبِّي‌ حَاجَةً إِلاّ أَعْطَانِي‌ خَيْراً مِنْهَا فَوَقَعَ فِي‌ مَسَامِعِي‌ «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» فَقُلْتُ: إِلَهِي‌ أَنَا الْمُنْذِرُ فَمَنِ الْهَادِي‌؟ فَقَالَ اللَهُ: يَا مُحَمَّدُذَاكَ علی بْنُ أَبي‌ طَالِبٍ، آيَةُ الْمُهْتَدِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ مِنْ أُمَّتِكَ بِرَحْمَتِي‌ إلی الْجَنَّةِ.[64]

 و روي‌ الحاكم‌ الحسكانيّ بسنده‌ عن‌ سعيد بن‌ جبير، عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌: لَيْلَة‌ أُسْرِي‌َ بِي‌ مَا سَأَلْتُ رَبِّي‌ شَيْئاً إِلاّ أَعْطَانِيةِ ] وَ [ سَمِعْتُ مُنَادِياً مِنْ خَلْفِي‌ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» قُلْتُ: أَنَا الْمُنْذِرُ فَمَنِ الْهَادِي‌؟ قَالَ: علی الْهَادِي‌ الْمُهْتَدِي‌ الْقَائِدُ أُمَّتِكَ إلی جَنَّتي‌ غَرَّاءَ مُحَجَّلِينَ بِرَحْمَتِي‌. [65]

 و من‌ هنا روي‌ إبراهيم‌ الإصبهانيّ عن‌ حُذيفة‌ بن‌ اليمان‌ بثلاثة‌ طرق‌ أنـّه‌ قال‌: قال‌ النبيّ ـ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌: إنْ تَسْتَخْلُفُوا عَلِيّاً ـ و َ مَا أَراكُمْ فَاعِلِينَ ـ تَجِدُوهُ هَادياً مَهْدِيّاً يَحْمِلُكُمْ علی الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاء.[66]

 و نقل‌ أبوالفتوح‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ تفسيره‌ ثمّ قال‌: هنا إشارة‌، و في‌ تلك‌ الإشارة‌ بشارة‌ لك‌. و هي‌ أنّ رسول‌ الله‌ سمّي‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ هادياً و مهديّاً (لانـّنا نعلم‌ وفقاً للآية‌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) أنّ الإمام‌ الاوّل‌ هاد، و أنّ الإمام‌ الآخر هو المهديّ، فنجاتك‌ عندئذٍ لابدّ منها، لانّ رسول‌ الله‌ قال‌: لَنْ تَهْلِكَالرَّعِيَّةُ وَ إنْ كَانَتْ ظَالِمَةً مُسِئَةً إذَا كَانَتِ الْوُلاَةُ هَادِيَةً مَهْدِيَّةً. أَلاَ تَري‌ كم‌ هو رائع‌ ما أنشده‌ الشاعر:

 تَلْقَي‌ الاَمَانَ علی حِياضِ مُحَمَّدٍ              ثَوْلاَءُ مُخْرِفَةٌ وَ ذِئبٌ أَطْلَسُ

 لاَ ذِي‌ يَخَافُ وَ لاَ لِذَلِكَ جُرْأَةٌ                    يَهْدِي‌ الرَّعِيَّةَ مَا اسْتَقامَ الرَّيْسُ [67]

 و هذان‌ البيتان‌ للكميت‌ بن‌ زيد الاسديّ شاعر أهل‌ البيت‌، و كان‌ شيعيّاً ونراه‌ هنا يتحسّر علی غصب‌ الآخرين‌ حقَّ آل‌ محمّد و استئثارهم‌ به‌، ويشير فيهما إلی ظهور قائم‌ آل‌ محمّد في‌ ذلك‌ العصر الذي‌ ينشر فيه‌ العدل‌ أجنحته‌ علی ربوع‌ المعمورة‌، فلا تخاف‌ الشاه‌ من‌ الذئب‌، ولاالذئب‌ يهاجم‌ الشاة‌.

 ومن‌ هذا المنطلق‌ نري‌ الزرقاء الكوفيّة‌ تصرّح‌ بعدل‌ أميرالمؤمنين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ بين‌ يدي‌ معاوية‌ بن‌ أبي‌ سفيان‌ مستشهدة‌ بالآية‌ الكريمة‌:

 «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ». فقد روي‌ الحاكم‌ الحسكانيّ بإسناده‌ عن‌ عبدالله‌ بن‌ عامر أنـّه‌ قال‌: أُزْعِجَتِ الزَّرْقَاءُ الْكُوفِيَّةُ إلی مُعَاوِيَةَ فَلَمّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ لَهَا مُعَاوِيَةُ: مَا تَقُولِينَ فِي‌ مَوْلَي‌ الْمُؤمِنِينَ علی؟ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:

 صَلَّي‌ إِلاَلَهُ علی قَبْرٍ تَضَمَّنَهُ                   نُورٌ فَأَصْبَحَ فِيهِ الْعَدْلُ مَدْفُوناً

 مَنْ حَالَفَ الْعَدْلَ وَالإيمَانَ مُقْتَرِنَا              فَصَارَ بِالْعَدْلِ وَالإيمَانِ مَقْرُونَا

 فَقَالَ لَهَا مُعَاوِيَةُ: كَيْفَ غَرَرْتِ فِيهِ هَذِهِ الْغَرِيرَةَ؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ اللَهَ يَقُولُ فِي‌ كِتَابِهِ لِنَبِيِّهِ: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» الْمُنْذِرُ رَسُولُ اللهِ وَالْهَادِي‌ علی وَلِيُّ اللَهِ. [68]

 و كذلك‌ عندما واجه‌ قيس‌ بن‌ سعد بن‌ عبادة‌ معاوية‌ في‌ المدينة‌ بعد استشهاد الإمام‌ الحسن‌ عليه‌ السلام‌ و جرت‌ بينهما مناقشات‌ حادّة‌، فإنّ من‌ المناقب‌ التي‌ ذكرها قيس‌ لمعاوية‌ في‌ أميرالمؤمنين‌ علی هي‌ استشهاده‌ بالآية‌ «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» قائلاً إنـّها نزلت‌ في‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌.[69]

 الرجوع الي الفهرس

فی لزوم إتّباع الإمام الحیّ من آل محمد علیهم السّلام

طائفة من الروایات الدالّة علی أنّ مصداق الهادی الأئمة الأطهار

 الطبقة‌ الثامنة‌: الروايات‌ التي‌ تدلّ علی أنّ الهادي‌ ليس‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ فحسب‌، بل‌ إنّ أئمّة‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ بالترتيب‌ هم‌ مصاديق‌ لهذا العنوان‌. و نقسم‌ هذه‌ الروايات‌ إلی قسمين‌:

 القسم‌ الاوّل‌: الروايات‌ التي‌ تُشعر أنّ القرآن‌ المجيد لم‌ ينزل‌ في‌ شخص‌ علی وجه‌ التعيين‌، لانـّه‌ لو كان‌ كذلك‌ لمات‌ القرآن‌ أو إحدي‌ آياته‌ بموت‌ ذلك‌ الشخص‌. و لمّا كان‌ القرآن‌ حيّاً أبداً، لذلك‌ لابدّ من‌ وجود مصداق‌ حيّ و معبِّر لآياته‌ دائماً. روي‌ السيّد البحرانيّ، والمجلسيّ عن‌ «تفسير العيّاشيّ» عن‌ عبدالرحيم‌ القصير أنـّه‌ قال‌: كُنْتُ يَوْماً بَيْنَ الاَيّامِ عِنْدَ أَبي‌ جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: قَوْلُهُ: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَنَا الْمُنْذِرُ وَ علی الْهَادِي‌، مَنِ الْهَادِي‌ إلی الْيَوْمِ؟ [70] فَسَكَتُّ طَويلاً ثُمَّ رَفَعْتُ رَأسِي‌ فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هِي‌َ فِيكُمْ تَوَارَثُونَهَا رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتَّي‌ انْتَهَتْ إِلَيْكَ فَأَنْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْهَادِي‌. قَالَ: صَدَقْتَ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ إِنَّ الْقُرْآنَ لاَ يَمُوتُ و الآيَةُ حَيَّةٌ لاَ تَمُوتُ، فَلَوْ كَانَتِ الآيَةُ فِي‌ الاَقْوَامِ مَا تُوا فَمَاتَ الْقُرْآنُ وَلَكِنْ هِيَ جَارِيَةٌ فِي‌ الْبَاقِينَ كَمَا جَرَتْ فِي‌ الْمَاضِينَ. وَ قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: قَالَ أَبُو عَبْدِاللهِ عَلَيهِ السَّلاَمُ: إِنَّ الْقُرآنَ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ وَ إِنـّهُ يَجْرِي‌ كَمَا يَجْرِي‌ الَّْيلُ وَالنَّهَارُ وَ كَمَا يَجْرِي‌ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَ يَجْرِي‌ علی آخِرِنَا كَمَا يَجْرِي‌ علی أَوَّلِنَا. [71]

 و روي‌ محمّد بن‌ يعقوب‌ الكلينيّ في‌ «الكافي‌» بسنده‌ عن‌ أبي‌ بصير أنـّه‌ قال‌: قُلْتُ لاِبي‌ عبْدِاللَهِ عَلَيهِ السَّلاَمُ «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» فَقَالَ: رَسُولُ اللَهِ الْمُنْذِرُ وَ علی الْهَادِي‌. يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ مِنْ هَادٍ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: بَلَي‌ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَازَالَ مِنْكُمْ هَادٍ بَعْدَ هَادٍ حَتَّي‌ دُفِعَتْ اِلَيْكَ. فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَتِ إِذَا نَزَلَتْ آَيَةٌ علی رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الآيةُ مَاتَ الْكِتَابُ، وَ لَكِنَّهُ حَيٌّ يَجْرِي‌ فِيمَنْ بَقَي‌ كَمَا جَرَي‌ فِيمَن‌ مَضَي‌. [72]

 القسم‌ الثاني‌: الروايات‌ التي‌ تجعل‌ الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ مصاديق‌ لعنوان‌ الهادي‌ بصورة‌ مباشرة‌ دون‌ الاستشهاد بتطبيق‌ الآية‌ «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» عليهم‌ من‌ باب‌ الجري‌ و التطبيق‌، و الاستدلال‌ بحياة‌ القرآن‌.

 فقد روي‌ أبوالحسن‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌ علی بن‌ شاذان‌ الفقيه‌ عن‌ طريق‌ العامّة‌ بإسناده‌ عن‌ عبدالله‌ بن‌ عمر أنـّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ ـ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌: بِي‌ أُنْذِرْتُمْ وَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبي‌ طَالِبٍ اهْتَدَيْتُمْ. وَ قَرَأَ: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ». وَ بِالْحَسَنِ أُعْطيتُمُ الإحْسَانَ وَ بِالْحُسَينِ تَسْعَدُونَ وَ بِهِ تَشْقُونَ. أَلاَ وَ إنَّ الْحُسَينَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مَنْ عَانَدَهُ حَرَّمَ اللَهُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ. [73]

 و روي‌ العيّاشيّ عن‌ مسعدة‌ بن‌ صدقة‌، عن‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌ عليهم‌ السلام‌ قال‌: قال‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: فِينَا نَزلَتْ هَذِهِ الآيةُ: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌: أَنَا الْمُنْذِرُ وَ أَنْتَ الْهَادي‌ يَا علی، فَمِنَّا الْهَادِي‌ وَالنَّجَاةُ وَالسَّعَادَةُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [74]

 الرجوع الي الفهرس

تصریح رسول الله بأسماء الأئمة الاثنی عشر

 و روي‌ الشيخ‌ الصدوق‌ محمّد بن‌ علی بن‌ بابويه‌ القمّيّ بإسناده‌ عن‌ الحسين‌ بن‌ يزيد بن‌ عبد علی، عن‌ عبدالله‌ بن‌ الحسن‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ الإمام‌ الحسن‌ عليه‌ السلام‌ أنـّه‌ قال‌: خطب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ يوماً، فقال‌ بعدما حمد الله‌ و أثني‌ عليه‌: مَعَاشِرَ النَّاسِ كَأَنّي‌ أُدْعَي‌ فأُجبي‌، وَ إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَهِ وَ عِتْرَتي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. أَمّا إنْ تَمَسَكْتُمْ بِهِما لَن‌ ْ تَضِلُّوا، فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمْ وَ لاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإنـَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ. لاَ تَخْلُو الاْرْضُ مِنْهُمْ وَ لَوْ خَلَتْ لاَنْسَاخَتْ بِأَهْلِهَا.

 ثُمّ قالَ ] صلوات‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ [: اللَهُمَّ إِنِّي‌ أَعْلَمُ أَنَّ الْعِلْمَ لاَيَبيدُ وَلاَيَنقَطِعُ وَ أَنَّكَ لاَ تُخْلِي‌ الاْرْضَ مِنْ حُجَّةٍ لَكَ علی خَلْقِكَ ظَاهِرٍ لَيْسَ بِالْمُطَاعِ أَوْ خَائِفٍ مَغْمُورٍ كَيْلاَ تَبْطُلَ حُجَّتِكَ وَ لاَ تَضِلَّ أُوْلِيَاءُكَ بَعْدَ إذْ هَدَيْتَهُمْ أُولَئِكَ اًلاَقَلُّونَ عَدَداً الاْعْظَمُونَ قَدْراً عِنْدَ اللَهِ.

 فلمّاً نزل‌ عن‌ منبره‌، قلت‌ له‌: يا رسول‌ الله‌ أمَا أنت‌ الحجّة‌ علی الخلق‌ كلّهم‌؟ قال‌: يا حسن‌، إنّ الله‌ يقول‌: «إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» فَأَنَا الْمُنْذِرُ وَ علی الْهَادي‌. قلتُ: يا رسول‌ الله‌ قولك‌: إنّ الارض‌ لاتخلو من‌ حجّة‌. قال‌: نعم‌، علی هو الإمام‌ و الحجّة‌ بعدي‌، و أنت‌ الإمام‌ و الحجّة‌ بعده‌، و الحسين‌ الإمام‌ والحجّة‌ و الخليفة‌ من‌ بعدك‌. و لقدنبّأني‌ اللطيف‌ الخبير أن‌ يخرج‌ من‌ صلب‌ الحسين‌ ولد يقال‌ له‌: علی سميّ جدّه‌، فإذا مضي‌ الحسين‌، قام‌ بعده‌ علی ابنه‌، و هو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌، و يُخرج‌ الله‌ من‌ صلب‌ علی ولداً سميّي‌ و أشبه‌ الناس‌ بي‌ علمه‌ علمي‌ و حكمه‌ حكمي‌ و هو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌. و يُخرج‌ الله‌ تعالي‌ من‌ صُلب‌ محمّد مولوداً يقال‌ له‌: جعفر، أصدق‌ الناس‌ قولاً و فعلاً، و هو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌. ويخرج‌ الله‌ تعالي‌ من‌ صلب‌ جعفر مولوداً يقال‌ له‌: موسي‌ سميّ موسي‌ بن‌ عمران‌ أشدّ الناس‌ تعبّداً، فهو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌. و يُخرج‌ الله‌ من‌ صلب‌ موسي‌ مولوداً يقال‌ له‌: علی معدن‌ علم‌ الله‌ و موضع‌ حكمه‌ و هو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌. و يُخرج‌ الله‌ من‌ صلب‌ علی مولوداً يقال‌ له‌: محمّد، فهو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌. و يُخرج‌ الله‌ من‌ صلب‌ محمّد ولداً يقال‌ له‌: علی، فهو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌. و يخرج‌ الله‌ من‌ صلب‌ علی مولوداً يقال‌ له‌: الحسن‌، فهو الإمام‌ و الحجّة‌ بعد أبيه‌. و يُخرج‌ الله‌ من‌ صلب‌ الحسن‌ الحجّة‌ القائم‌ إمام‌ شيعته‌ و منقذ أوليائه‌، يغيب‌ حتّي‌ لايري‌، يرجع‌ عن‌ أمره‌ قوم‌ و يثبت‌ عليه‌ آخرون‌، و يقولون‌: متي‌ هذا الوعد إن‌ كنتم‌ صادقين‌. وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الدُّنْيَا إِلاّ يَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَهُ عَزَّوَجَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتّي‌ يَخْرُجَ قَائِمُنَا فَيَمْلاَ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً، فَلاَ تَخْلَو الاَرضُ مِنْكُمْ أَعْطَاكُمُ اللَهُ عِلْمِي‌ وَ فَهْمِي‌ وَ لَقَدْ دَعَوْتُ اللَهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي‌ أَنْ يَجْعَلَ الْعِلْمَ وَالْفِقْهَ فِي‌ عَقِبِي‌ وَ عَقِبِ عَقِبِي‌ وَ فِي‌ زَرْعِي‌ وَ زَرْعِ زَرْعِي‌. [75]

 يضمّ هذا الحديث‌ الشريف‌ نقاطاً ينبغي‌ الإمعان‌ في‌ كلّ واحدة‌ منها بنحو مجمل‌.

 النقطة‌ الاولي‌: تبيان‌ الثقلين‌، أي‌: كتاب‌ الله‌، و أهل‌ البيت‌، الذينِ اعتبر رسول‌ الله‌ التمسّك‌ بهما تحصيناً ضدّ الضلال‌. و هذا الحديث‌ من‌ الاحاديث‌ المتواترة‌ التي‌ رواها ما يربو علی الثلاثين‌ من‌ صحابة‌ النبيّ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. و ناهيك‌ عن‌ علماء الشيعة‌ الكبار و مصنّفاتهم‌ الموثوقة‌، فقد رواه‌ أكثر من‌ مائتي‌ عالم‌ من‌ علماء السنّة‌ الكبار بألفاظ‌ متنوّعة‌، [76] و جاء في‌ ما يزيد علی خمسمائة‌ كتاب‌ من‌ كتبهم‌ المعتمدة‌. [77]

 و خصّص‌ العلاّمة‌ آية‌ الله‌ مير حامد حسين‌ اللكنهويّ الهنديّ النيسابوريّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ الجزء الثاني‌ عشر من‌ كتابه‌ «عقبات‌ الانوار» للبحث‌ حول‌ هذا الحديث‌، و قسّمة‌ إلی جزءين‌، خصّص‌ الاوّل‌ للبحث‌ في‌ سند الحديث‌، و الثاني‌ للبحث‌ في‌ دلالته‌. [78] و ألّف‌ الميرزا نجم‌الدين‌ شريف‌ العسكريّ كتاباً مستقلاًّ حول‌ هذا الحديث‌ و حديث‌ السفينة‌ من‌ مصادر العامّة‌ أسماه‌: «محمّد و علی و حديث‌ الثقلين‌ و حديث‌ السفينة‌». و سنتعرض‌ إلی هذا الحديث‌ مفصّلاً في‌ بحوثنا القادمة‌ إن‌ شاء الله‌ تعالي‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235، الحديث‌ الاوّل‌.

[2] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235، الحديث‌ الاوّل‌.

[3] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 567.

[4] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 567.

[5] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 567.

[6] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 567.

[7] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 567

[8] ـ «مجمع‌ البيان‌» ج‌ 3، ص‌ 278.

[9] ـ «تفسير الصافي‌» ج‌ 1، ص‌ 865.

[10] ـ «تفسير الصافي‌» ج‌ 1، ص‌ 865.

[11] ـ «تفسير الصافي‌» ج‌ 1، ص‌ 865.

[12] ـ «تفسير الصافي‌» ج‌ 1، ص‌ 865.

[13] ـ «تفسير الصافي‌» ج‌ 1، ص‌ 865.

[14] ـ«تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[15] ـ«تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[16] ـ«تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[17] ـ«تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[18] ـ«تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[19] ـ «تفسير الدّر المنثور» ج‌ 4، ص‌ 45.

[20] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 295.

[21] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 297.

[22] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 297.

[23] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 298.

[24] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 299.

[25] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 303.

[26] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 237، الحديث‌ الخامس‌ عشر.

[27] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 237، الحديث‌ التاسع‌ عشر.

[28] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 237، الحديث‌ الثالث‌ و العشرون‌.

[29] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76.

[30] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76.

[31] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76.

[32] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76.

[33] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76؛ و الطبعة‌ الحروفيّة‌ 35/402، عن‌ «تفسير القمّيّ».

[34] ـ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 192، ب‌ 68، منشورات‌ المكتبة‌ الإسلاميّة‌ بطهران‌. و«بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76.

[35] ـ «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 518. و روي‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235، الحديث‌ السابع‌ عن‌ إبن‌ صبّاغ‌ المالكيّ في‌ «الفصول‌ المهمّة‌» عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّه‌ قال‌: لمّا نزل‌ قوله‌ ـ تعالي‌: إِنـَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ. قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: أَنَا الْمُنْذِرُ وَ علِيٌّ الهادي‌، و بِكَ يا علي‌ُّ يَهتدي‌ المهتدون‌.

[36] ـ «أمالي‌ الصدوق‌» ص‌ 228، المجلس‌ السادس‌ و الاربعون‌ و «بحار الانوار» ج‌ 9 ص‌ 75، و «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235 الحديث‌ الخامس‌ مكرّراً، و «تفسير البرهان‌» ج‌ 1 ص‌ 518.

[37] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 327، الحديث‌ الحادي‌ و العشرون‌.

[38] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 4 ص‌ 45.

[39] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 300.

[40] ـ هامش‌ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 301.

[41] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 4، ص‌ 45، و «تفسير الميزان‌» ج‌ 11، ص‌ 360 نقلاً عن‌ «الدرّ المنثور».

[42] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235، الحديث‌ الخامس‌، و «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 567، و «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 26، ص‌ 99، و أخرج‌ هذه‌ الرواية‌ نفسها الحموينيّ أيضاً بسنده‌ عن‌ أبي‌ هريرة‌.

[43] ـ «مناقب‌» ج‌ 1، ص‌ 567.

[44] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 299.

[45] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 299.

[46] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 300.

[47] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 236 الحديث‌ التاسع‌، و «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 518.

[48] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76.

[49] ـ تفسير «الدرّ المنثور» ج‌ 4، ص‌ 45، و تفسير «الميزان‌» ج‌ 11، ص‌ 360 نقلاً عن‌ «الدرّ المنثور» و «تفسير الفخر الرازيّ» ج‌ 19 ص‌ 14. و يقول‌ صاحب‌ «شواهد التنزيل‌» في‌ هامش‌ الجزء الاوّل‌ ص‌ 295 من‌ كتابه‌: ذكره‌ في‌ «كنز العمّال‌» ج‌ 6، ص‌ 157 عن‌ الديلميّ عن‌ابن‌ عبّاس‌، و جاء في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 26، ص‌ 99 باختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌ عن‌ الثعلبيّ في‌ «الكشّاف‌»

[50] ـ «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519، و «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 75، و «تفسير أبي‌ الفتوح‌ الرازيّ» ج‌ 6، ص‌ 463، و تفسير «الميزان‌» ج‌ 11، ص‌ 360، و «مناقب‌» ابن‌شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 567.

[51] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، هامش‌ ص‌ 293.

[52] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1 ص‌ 293 إلی 296.

[53] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 567، و «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 75.

[54] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 567، و «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 75.

[55] ـ «تفسير أبي‌الفتوح‌ الرازيّ» ج‌ 3، ص‌ 278.

[56] ـ «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[57] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 237، الحديث‌ العشرون‌.

[58] ـ «تفسير الميزان‌» ج‌ 11، ص‌ 360.

[59] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 4، ص‌ 45.

[60] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 297 و 298.

[61] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235، الحديث‌ الثاني‌ و الثالث‌؛ و «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 75 عن‌ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌.

[62] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235، الحديث‌ الثاني‌ و الثالث‌؛ و «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 75 نقلاً عن‌ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌.

[63] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ص‌ 567، و «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[64] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[65] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 296.

[66] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 567؛ و «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 75؛ و الطبعة‌ الحروفيّة‌ ج‌ 35، ص‌ 398 نقلاً عن‌ «المناقب‌».

[67] ـ «تفسير أبي‌الفتوح‌ الرازيّ» ج‌ 6، ص‌ 463 (بالفارسيّة‌) و قد ترجمنا كلامه‌. (م‌)

[68] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1، ص‌ 302.

[69] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 236، الحديث‌ الرابع‌ عشر نقلاً عن‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ الكوفيّ، و «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519

[70] ـ جاءت‌ كلمة‌ «إلَي‌» في‌ «تفسير البرهان‌»، و في‌ «غاية‌ المرام‌» أيضاً، لكنّها لم‌ ترد في‌ «بحار الانوار».

[71] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 237، الحديث‌ السادس‌ عشر، و «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519 و «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 76.

[72] ـ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 192. و جاءت‌ متكرّرة‌ في‌ «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 518، و «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235، الحديث‌ الثالث‌.

[73] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 235 الحديث‌ السادس‌، و «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[74] ـ «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 519.

[75] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 236 الحديث‌ الحادي‌ عشر، و «تفسير البرهان‌» ج‌ 1، ص‌ 517 و 518.

[76] ـ جاءت‌ هذه‌ العبارة‌ في‌ مقدّمة‌ «العقبات‌» في‌ الجزء الاوّل‌ من‌ المجلّد الثاني‌ عشر، في‌ القسم‌ الاوّل‌ مقابل‌ الصفحة‌ الاُولي‌.

[77] ـ تجد الفهرس‌ الذي‌ يضمّ المصادر الخاصّة‌ بسند حديث‌ الثقلين‌ في‌ ملحق‌ الجزء الاخير من‌ المجلّد الثاني‌ عشر من‌ «عقبات‌ الانوار» من‌ ص‌ 1165 إلی 1188.

[78] ـ طبعت‌ المؤسّسة‌ الخاصّة‌ بنشر نفائس‌ المخطوطات‌ بأصفهان‌ هذين‌ الجزءين‌ الذين‌ يشكّلان‌ المجلّد الثاني‌ عشر في‌ ستّة‌ مجلّدات‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com