|
|
الصفحة السابقةرواية خطيب خوارزم وبيان معني المناشدةوروي موفّق بن أحمد: خطيب خوارزم بسنده عن سعيدبن وهب، وعبدخير أ نّهما ذكرا مناشدة أمير المؤمنين علیه السلام وجواب الصحابة بلفظ: فَقَام عِدَّةٌ مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلّي الله علیه وآله، وحكاية حديث الموالاة. وقال بعد ذلك: يُقَالُ: نَشَدْتُكَ اللَهَ، وَنَاشَدْتُكَ اللَهَ، وَأَنْشُدْتُكَ بِاللَهِ، أيْ: سَأَلْتُكَ بِهِ وَطَلَبْتُ إلیكَ. وَهُوَ مَجَازُ قَوْلِهِمْ نَشَدَ الضَّالَةَ يَنْشُدُهَا إذَا طَلَبَهَا. وَأَنْشَدَهَا إذَا عَرَّفَهَا. [1] ونقل ابن الاثير في ترجمة عبد الرحمن بن مُدْلج أنّ ابن عُقْدة روي بإسناده عن أبي الغيلان: سعْد بن طَالِب، عن أبي إسحاق، عن عمروبن ذيمُرّ، ويزيدبن يثيع، وسعيد بن وهب، وهانيبن هاني ـوقال أبو إسحاق: حدّثني من لاأُحصيـ أنّ علیاً علیه السلام نشد الناس في الرُّحْبة: من سمع قول رسول الله: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. فقام نفر منهم وشهدوا أ نّهم سمعوا ذلك من رسولالله. وَكَتَمَ قَوْمٌ فَمَا خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا حَتَّي عَمُوا وَأَصَابَتْهُمْ آفَةٌ، مِنْهُمْ يَزِيدُبْنُ وَدِيعَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُدْلِجٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوْسَي.[2] ونصل إلی نهاية حديثنا عن الاحتجاج بحديث الغدير في الرُّحْبة. وقد ذكرنا هذا الاحتجاج بنحو مفصّل ومسهب، لا نّه أهمّ من جميع الاحتجاجات الاُخري، والتعويل علیه أضمن، وشيوعه في الكتب أكثر. ولانألف كتاباً في الحديث والتأريخ والسيرة إلاّ وتطرّق إلی احتجاج رحبة الكوفة. فلهذا يحظي بأهمّيّة خاصّة من حيث الاحتجاج به والاستناد إلیه مع ما يتمتّع به من الثبوت لدي أرباب التأريخ والسير. بخاصّة، أنّ ما نقلناه من الحديث كان مستلاّ من كتب العامّة ليطّلع إخواننا الشيعة علی ثبوت هذا الموضوع عند الخصم، ويعلم إخواننا العامّة أنّ هذه الاُمور موجودة في المدارك الموثوقة لكتبهم، ولاتخفي حقيقة الامر، وإن كان العامّة والاكثريّة علی خلاف ذلك. وهذا هو الحقّ، وَهُوَ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ. و علی الرغم من هذا السند وهذه الدلالة في حديث الغدير، كيف يقول عمر عند دنوّ أجله: لو كان أبو عبيدة بن الجرّاح حيّاً لاستخلفته، وقلت لربّي يوم القيامة: رسولك قال: هذا أمين الاُمّة. كيف نسي ذلك البحر الذي لا نفاد له من الفضائل والمناقب التي كان قد سمعها من رسول الله صلّي الله علیه وآله بحقّ أميرالمؤمنين علیه السلام؟ هل نسيها عمر أم تناساها؟ وكلّ واحدة من هذه الفضائل تعادل قول رسولالله: هذا أمينُ الاُمَّة [3] ـ علی فرض صحّة صدورهـ ألف مرّة، وهي أقوي وأمتن، وفي الاحتجاج والاستدلال أقطع وأدفع. ألا يستطيع عمر أن يقول لربّه يوم القيامة: استخلفتُ علیاً لا نّي سمعت بأُذنَيَّ هاتين، ورأيت بعينَيَّ هاتين أنّ نبيّك رفع علیاً علی المنبر آخذاً بيده، وهو يقول للمسلمين من المهاجرين والانصار: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علیٌّ مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَأعِنْ مَنْ أعَانَهُ، وَأحِبَّ مَنْ أحَبَّهُ وَأبْغِضْ مَنْ أبْغَضَهُ؟! ولمّا كنتُ قد اعترفت ذلك إلیوم بإمارته وولايته وحكومته وأولويّته في الاوامر والنواهي والاحكام والسياسات والمعاملات من خلال قولي له: بَخٍّبَخًّ لَكَ يَابْنَ أبي طَالِبٍ! أَصْبَحْتَ مَوْلاَيَ وَمَوْلَي كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، فليس لي نكث العهد، لذلك استخلفته، بل وأتوب إلی الله، وأعتذر إلیه من غصب الخلافة في الماضي! احتجاج أمير المؤمنين علیه السلام بحديث الغدير في معركة الجملالاحتجاج الخامس بحديث الغدير يتمثّل في ما استشهد به أميرالمؤمنين علیه السلام في حرب الجمل التي خاضها ضدّ طلحة والزبير. فلمّا نكث هذان البيعة، وتحرّكا تلقاء البصرة حبّاً للرئاسة، وآزرا عائشة زوجة النبيّ التي كانت تقود الجيش، واستجابا لتحريض ولديهما: محمّدبن طلحة، وعبداللهبن الزبير اللذين كانت عائشة خالتهما، أعدّا عدّتهما وجهّزا جيشاً للقتال، وتحرّكا صوب البصرة ومعهما اثنا عشر ألفاً بذريعة المطالبة بدم عثمان. ودخلوا البصرة وقتلوا وذبحوا، وقبضوا علی عثمانبن حنيف وإلی البصرة من قبل أميرالمؤمنين علیه السلام ونتفوا لحيته، وعذّبوه كثيراً، وأرادوا قتله، بَيدَ أ نّهم لميفعلوا خوفاً من بطش أخيه سهلبن حُنَيف الذي كان في المدينة. وعندما تواجه الجيشان وهما يستعدّان للقتال، فإنّ أميرالمؤمنين علیه السلام لميبدأ القوم بقتال، بل استدعي في البداية طلحة والزبير كلاّ علی انفراد، واجتمع بكلّ منهما في وسط الميدان، وأتمّ علیهما الحجّة. وهذه القصّة مفصّلة وهي ذاتُ سماعٍ للغاية. بَيدَ أ نّا نجتزي هنا بالاستشهاد بحديث الغدير في مقام الاحتجاج والمناشدة. فقد أخرج الحافظ الكبير: أبو عبد الله محمّد بن عبدالله المعروف بالحاكم النيسابوريّ المتوفّي سنة 405 ه في مستدركه بسنده عن رفاعةبن أياس الضبِّبيّ، عن أبيه، عن جدّه أنّه قَالَ: كُنَّا مَعَ علی يَوْمَ الجَمَلِ فَبَعَثَ إلی طَلْحَةَبْنِ عُبَيْدِاللَهِ أنِ الْقَنِي. فَأَتَاهُ طَلَحَة، فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللَهَ هَلْ سَمِعَتَ رَسُولَاللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلِمَ تُقَاتِلُنِي؟! قَالَ: لَمْأَذْكُرْ. قَالَ: فَانْصَرَفَ طَلْحَةُ. [4] وذكر هذه الرواية سنداً ومتناً أخطب خطباء خوارزم، موفّقبن أحمد بسنده عن الحاكم النيسابوريّ: الحافظ أبي عبدالله، وفي آخرها: فَانْصَرَفَ طَلْحَةُ وَلَمْ يَرُدَّ جَوَابَاً. [5] ونقلها سبط بن الجوزيّ بهذه العبارة: وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ علیاً علیهِ السَّلاَمُ قَالَ لِطَلْحَةَ: نَشَدْتُكَ اللَهَ! أَلَمْ تَسْمَعُ رَسُولَاللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ؟! فَقَالَ: بَلَي وَاللَهِ. ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ. [6] ورواها الهَيْثَميّ عن طريق البزَّار،[7] وابن حجر العسقلانيّ عن طريق النسائيّ. [8] وذكرها أبو الحسن علیّبن الحسين المسعوديّ المتوفّي سنة 346ه بقوله: لمّا تمّ احتجاجه مع الزبير ورجع الاخير، نَادَي علی رَضِيَاللَهُ عَنْهُ طَلْحَةَ حِينَ رَجَعَ الزُّبَيْرُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! مَا الَّذِي أَخْرَجَكَ؟! قَالَ: الطَّلَبُ بِدَمِ عُثْمَانَ! قَالَ علیٌّ: قَتَلَ اللَهُ أوْلاَنَا بِدَمِ عُثْمَانَ. أمَا سَمِعْتَ رَسُولَاللَهِ يَقُولُ: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ؟ وَأنْتَ أوَّلُ مَنْ بَايَعَنِي ثُمَّ نَكَثْتَ، وَقَدْ قَالَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ علی' نَفْسِهِ»؟[9] فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَهَ. ثُمَّ رَجَعَ. [10] وأمّا احتجاج أمير المؤمنين علیه السلام ورجوع الزبير بنحو آخر. فقد قال فيه المسعوديّ: ولمّا استعدّ الصفّان للقتال، خرج علیّ علیه السلام بنفسه حاسراً علی بغلة رسول الله صلّي الله علیه وآله لاسلاح علیه، فنادي: يازبير! اخرج إلیّ. فخرج إلیه الزبير شاكاً في سلاحه. فقيل ذلك لعائشة، فقالت: وَاثَكْلُكِ يَا أسْمَاءُ.[11] فقيل لها: إنّ علیاً حاسر لاسلاح معه، فاطمأنّت. واعتنق كلّ واحد منهما صاحبه. فقال له علیّ علیه السلام: ويحك يازبير! ما الذي أخرجك؟! قال: دم عثمان! فقال ] الاءمام [: قتل الله أولانا بدم عثمان. أما تذكر يوم لقيت رسولالله صلّيالله علیه وآله في بني بياضة وهو راكب حماره، فضحك إلیّ رسولالله، وضحكتُ إلیه، وأنت معه، فقلتَ: يَارَسُولَاللهِ! مَا يَدَعُ علی زَهْوَهُ، فقال لك: لَيْسَ بِهِ زَهْوٌ. أتُحِبُّهُ يَازُبَيْرُ؟ فقلت: إنّي والله لاحبّه! فقال لك: إنَّكَ وَاللَهِ سَتُقَاتِلُهُ وَأنْتَ لَهُ ظَالِمٌ! فقال الزبير: أستغفر الله، والله لو ذكرتها، ما خرجتُ! فقال ] له الاءمام [: يا زبير، ارْجِع! فقال: وكيف أرجع الآن وَقَدِ الْتَقَتْ حَلَقَتَا البِطَانِ.[12] هذا والله العار الذي لايُغْسَلُ. فقال: يَا زُبَيْرُ! ارجِعْ بِالعَارِ قَبْلَ أنْ تَجْمَعَ العَارَ وَالنَّارَ. فرجع الزبير وهو يقول: إخْتَرْتُ عَاراً علی نارٍ مُؤجَّجَةٍ مَا إنْ يَقومُ لَهَا خَلْقٌ مِنَ الطينِ نَادَي علیٌّ بِأمْرٍ لَسْتُ أَجْهَلُهُ عَارٌ لَعَمْرُكَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الدِّينِ فَقُلْتُ: حَسْبُكَ مِنْ عَذْلٍ أبا حَسَنٍ فَبَغْضُ هَذَا الَّذِي قَدْ قُلْتَ يَكْفِنِي [13] انصراف الزبير عن الحرب وقتله غيلةًيقول المسعوديّ: بعد الكلام الذي دار بين الزبير وبين ابنه عبدالله، وبعد الشجاعة التي أبداها في ساحة القتال، مضي الزبير منصرفاً، حتّي أتي وادي السِّباع والاحْنَفبن قَيْس معتزل في قومه من بني تميم. فأتاه آتٍ فقال له: هذا الزبير مارّاً. فقال الاحنف: ما أصنع بالزبير؟ وقد جمع بين فئتين عظيمتين من الناس يقتل بعضهم بعضاً، وهو مارّ إلی منزله سالماً. فلحقه نفر من بني تميم، فسبقهم إلیه عمرو بن جُرموز، وقد نزل الزبير إلی الصلاة. (فقال: أتؤمُّني أو أَؤُمُّكَ؟) فأَمَّه الزبير، فقتله عمرو في الصلاة، وله خمس وسبعون سنة. وقيل: إنّ الاحنفبن قيس قتله بإرساله من أرسل من قومه. وأتي عَمْرو بن جُرْمُوز أمير المؤمنين علیه السلام بسيف الزبير وخاتمه ورأسه، وقيل: إنّه لم يأت برأسه. فقال الاءمام: سَيْفٌ طَالَما جَلاَ الكَرْبَ عَنْ (وَجْهِ) رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ لَكِنَّهُ الحَيْنُ وَمَصَارِعُ السُّوءِ، وَقَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةِ فِي النَّارِ. [14] ذلك أنّ ابن جرموز قتل الزبير غيلةً وغَفْلةً، ولميرد الفتك في الإسلام، كما لايجوز القتل غيلة، وهو المعبَّر عنه إلیوم: الاغتيال. يضاف إلی ذلك أنّ ابن جرموز قد ركب هواه وقتل الزبير بلا إذن من الاءمام وكان الزبير قد اعتزل الحرب ومضي لوجهته، فما هو المبرّر الشرعيّ لابن جرموز حتّي يقوم بقتل الزبير، والاءمام لم يأذن بذلك؟ وأمّا مصير طلحة، فقد كان مشغولاً بالحرب مع جماعة من أصحابه، وكان يوصي الجيش بالصبر والصمود، حتّي رماه مَرْوانبن الحَكَم، وهو أحد أفراد جيشه، بسهم في أكحله، فنزف دمه حتّي مات. يقول مروان: كنت أعلم أنّ طلحة هو الذي كان يحرّض الناس علی قتل عثمان، وهو أحد مسبّبي قتله، فلمأَرَ أنسب من ذلك إلیوم للاخذ بثأر عثمان، فرميته بسهم، فقتلت أحد قاتلي عثمان. يقول إلیعقوبيّ: فقتل طلحة بن عبيد الله في المعركة. رماه مروانبن الحكم بسهم فصرعه، وقال: لا أطلب بعد إلیوم بثأر عثمان، وأنا قتلته. فقال طلحة لمّا سقط إلی الارض: تالله ما رأيت كإلیوم قطّ شيخاً من قريش أضيع منيّ. إنيّ والله ما وقفت موقفاً قطّ إلاّ عرفت موضع قدمي فيه إلاّ هذا الموقف. [15] يقول المسعوديّ: لمّا رأي مروان بن الحكم طلحة في ميدان القتال، قال: ما أُبإلی رميتُ ههنا أم ههنا: جيش علی أو جيش البصرة. فرماه في أكحله فقتله.[16] شهادة أبي أيُّوب الانصاريّ ومرافقيه بحديث الغديرالاحتجاج السادس: وهو الاستدلال الذي كان في الكوفة أيضاً سنة 36 أو 37ه. وتفسيره أنّ رهطاً جاءوا إلی أمير المؤمنين علیه السلام وقالوا: السلام علیك يَامَوْلاَنَا. قال: وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ (المولي: السيّد، وصاحب الغلام والجارية، وصاحب الاسير ونظير ذلك. ومع أ نّكم عرب، ولستم أسري أو عبيداً لي، فكيف ترونني مولي لكم؟) وتخاطبونني بكلمة مَوْلي؟ قالوا: سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خمّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. وروي علیّبن عيسي الاربليّ في «كشف الغُمَّة» أحاديث في منقبة أميرالمؤمنين علیه السلام عن الحافظ أبي بكر أحمدبن موسيبن مَرْدَوَيْه. يقول في أوّلها: وَأَمَّا مَا رَوَاهُ الحَافِظُ أَبُو بَكْر أَحْمَدَبنُ مُوسَيبن مَرْدَوَيْه فَأَ نَا أذْكُرُهُ علی سِيَاقَتِهِ، وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بِاللَهِ علیهِ تَوَكَّلْتُ وَإلیهِ أُنِيبُ.[17] ثمّ يبدأ بذكر الفضائل إلی أن يقول: في رواية عن رياحبن الحرث، قال: كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين علیه السلام إذ أقبل ركب يسيرٌ حتّي أناخوا بالرُّحْبَة، ثمّ أقبلوا يمشون حتّي أتوا علیا علیه السلام فقالوا: السَّلاَمُ علیكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ. قَالَ: مَنِ القوم؟ مَوَإلیكَ يَاأَمِيرَالمُؤْمِنِينَ. قال رياح: فنظرتُ إلی أمير المؤمنين وهو يضحك ويقول: مِنْ أيْنَ وَأنْتُمْ قَوْمٌ عَرَبٌ؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلّي الله علیه وآله يقول يوم غدير خمّ وهو آخذ بعضدك: أيُّهَا النَّاسُ! ألَسْتُ أوْلَي بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أنفُسِهِم؟! قُلْنَا: بَلَي يَا رَسُولَ اللَهِ! فَقَالَ: إنّ اللَهَ مَوْلاَيَ، وَأنَا مَوْلَي المُؤْمِنِينَ، وَ علیٌّ مَوْلَي مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. [18] فقال لهم أمير المؤمنين علیه السلام: أنتم تقولون ذلك؟ قالوا: نعم. قال: وتشهدون علیه؟ قالوا: نعم. قال: صَدَقْتُمْ. فانطلق القوم وتبعتهم فقلت لرجل منهم: مَن أنتم يا عبدالله؟ قالوا: نحن رهط من الانصار، وهذا أبو أيّوب صاحب منزل رسولالله صلّيالله علیه وآله. فأخذت بيده فسلّمت علیه وصافحته. [19] وروي عن حبيب بن يَسار عن أبي رُمَيْلة أنّ ركباً أربعة أتوا علیاً علیه السلام حتّي أناخوا بالرُّحبة. ثمّ أقبلوا إلیه فقالوا: السَّلاَمُ علیكَ يَاأَمِيرَالمُؤمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ. قال: وَ علیكُمْ السَّلاَمُ! أَ نَّي أَقبَل الرَّكْبُ؟ قالوا: أَقْبَلَ مَوَإلیكَ مِنْ أَرْضِ كَذَا وَكَذَا. قال: أَ نَّي أَنْتُمْ مَوَإلیَّ؟ قالوا: سمعنا رسولالله صلّيالله علیه وآله يوم غدير خمّ يقول: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. [20] وذكر ابن الاثير الجَزَريّ في ترجمة حبيب بن بُدَيْلبن ورقاء أنّ أبا العبّاسبن عُقْدَة روي بإسناده عن زِرِّبن حُبَيْش قال: خرج علی علیه السلام من القصر فاستقبله ركبان متقلّدي السيوف فقالوا: السَّلاَمُ علیكَ يَاأَمِيرَالمُؤْمِنِينَ! السَّلاَمُ علیكَ يَا مَوْلاَنَا وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ. فقال أمير المؤمنين علیه السلام: مَنْ هَهنا مِنْ أصحاب رسولالله صلّيالله علیه وآله؟ فقام اثنا عشر، منهم: قَيْسُبْنُ ثَابِتِبْنِ شماس، وهاشمبن عُتبة، وحَبيببن بُدَيل بن وَرْقاء، فشهدوا أ نّهم سمعوا النبيّ صلّيالله علیه وآله يقول: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. وأخرجه أبو موسي.[21] شهادة اثني عشر رجلاً من الصحابة بحديث الغدير عند أمير المؤمنينوقال شيخنا الاجلّ أبو عمرو محمّد الكشّيّ في رجاله بعد نقل مضمون هذا هذا الحديث عن المنهال بن عمرو، عن زِرِّبن حُبيش، وذكر الشهود التإلیة أسماؤهم: خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ وهو أَبُو أَيُّوب، و خُزَيْمَةُبْنُ ثَابِت ذُو الشَّهادَتَيْنِ، و قَيْسُ بْنُ سَعْد بن عُبَادَة، و عَبْدُاللَهِبنُ بُدَيْلبن وَرْقَاء: قال علی علیه السلام لانس بن مالك، والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا؟! فقد سمعتما كما سمع القوم! ثمّ قال: اللهمّ إن كانا كتماها معاندة فابتلهما! فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك. فحلف أنسبن مالك أن لايكتم منقبة ل علیّبن أبي طالب ولا فضلاً أبداً. أمّا البراءبن عازب فكان يسأل عن منزله فيقال: هو في موضع كذا وكذا. فيقول: كيف يرشد من أصابته دعوة علیّبن أبي طالب؟ [22] وذكر العلاّمة الامينيّ أسماء الذين شهدوا بالولاية، وعُرِفَ يومهم بيوم الركبان، وذكر بعد ذلك أسماء الذين كتموا علی النحو التإلی: أمّا الشهود فهم:
وأمّا الذين كتموا الشهادة. بناءً علی ما سجّلته كتب التأريخ، فهم:
كتاب معاوية إلی أمير المؤمنين في صفيّن مع أبي هريرة وأبي الدرداءأجوبة أمير المؤمنين علیه السلام علی أسئلة معاويةالاحتجاج السابع: ويتمثّل بمناشدة أمير المؤمنين علیه السلام في حرب صفّين أمام عسكره وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والانصار. وكان هذا الاحتجاج في وقت كان معاوية قد بعث فيه كتاباً إلی الاءمام مع أبي هُرَيْرة وأبي الدرداء، ووجّه إلیه أسئلة شفويّة بواسطتهما. ولمّا كان هذا الكتاب والاسئلة وأجوبتها رائعة جدّاً، فلهذا ننقل القصّة من أوّلها. ثمّ نعرّج علی استشهاد أمير المؤمنين علیه السلام بحديث الغدير. ووردت هذه القصّة مفصّلة في كتاب التابعيّ الجليل سُلَيمبن قَيْس الهِلإلی الكوفيّ الذي كان من أعاظم أصحاب الاءمام، ولامِراء عند الخاصّة والعامّة في جلالته ووثاقته وأمانته ونزاهته في النقل. روي أبانبن أبي عيّاش عن سُلَيم بن قيس أنّه قال: كنّا مع أميرالمؤمنين علیه السلام بصفّين: وزعم أبو هُريرة العَبْديّ أنّه سمع من عُمَربن أبي سَلَمَة أنّ معاوية دعا أبا الدرداء وأبا هريرة، وكانا من أصحابه، فقال لهما: انطلقا إلی علی فاقرآه منيّ السلام وقولا له: والله إنيّ لاعلم أ نّك أولي الناس بالخلافة وأحقّ بها منيّ لا نّك من المهاجرين الاوّلين وأنا من الطلقاء. وليس لي مثل سابقتك في الإسلام وقرابتك من رسولالله وعلمك بكتاب الله وسنّة نبيّة. ولقد بايعك المهاجرون والانصار بعد ما تشاوروا ثلاثة أيّام ثمّ أتوك فبايعوك طائعين غير مكرهين. وكان أوّل من بايعك طلحة والزبير، ثمّ نكثا بيعتك وظلما وطلبا ما ليس لهما. وبلغني أ نّك تعتذر من قتل عثمان وتتبرّأ من دمه! وتزعم أنّه قتل وأنت قاعد في بيتك! وأ نّك قلت حين قتل: اللهمّ لمأرض ولمأُمال. وقلت يوم الجمل حين نادوا: يَا لَثَارات عُثْمانَ! كُبَّ قَتَلَهُ عثمان إلیوْمَ لِوُجُوهِهِمْ إلی النّارِ! أنحن قتلناه؟ وإنّما قتله هما وصاحبتهما (طلحة، والزبير، وعائشة)، وأمروا بقتله وأنا قاعد في بيتي، وأنا ابن عمّ عثمان والمطالب بدمه. فإن كان الامر كما قلتَ، فأمكنا من قتلة عثمان وادفهم إلینا نقتلهم ـيابن عمّناـ ونبايعك ونسلّم إلیك الامر! هذه واحدة. وأمّا الثانية، فقد أنبأتني عيوني وأتتني الكتب من أولياء عثمان ممّن هو معك يقاتل ـونحسب أنّه علی رأيك وراض بأمرك وهواه معنا وقلبه عندنا، وجسده معكـ أ نّك تظهر ولاية أبي بكر وعمر، وتترحّم علیها، وتكفّ عن عثمان ولاتذكره ولاتترحّم علیه ولاتلعنه! (وفي رواية أُخري: ولاتسبّه ولاتتبرأ منه). وبلغنيّ أ نّك إذا خلوتَ ببطانتك الخبيثة وشيعتك وخاصّتك الضالّة الكاذبة، تبّرأت عندهم من أبي بكر، وعمر، وعثمان، ولعنتهم وادّعيت أ نّك وصيّ رسولالله في أُمّته وخليفته فيهم، وأنّ الله عزّ وجلّ فرض علی المؤمنين طاعتك وأمر بولايتك في كتابه وسنّة نبيّه، وأنّ الله أمر محمّداً أن يقوم بذلك في أُمّته، وأ نّه أنزل علیه: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.[24] فجمع قريشاً والانصار وبني أُميّة بغدير خمّ (وفي رواية أُخري: فجمع أُميّة بغدير خمّ) فبلّغ ما أُمر به فيك عن الله، وأَمَر أن يبلّغ الشاهد الغائب، وأخبرهم أَ نَّكَ أوْلَي بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَ نَّكَ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي. وبلغني أ نّك لاتخطب خطبة إلاّ قلت قبل أن تنزل عن منبرك: وَاللَهِ إنِّي لاَوْلَي النَّاسِ بِالنَّاسِ، وَمَا زِلْتُ مَظْلُومَاً مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُاللَهِ. لئن كان ما بلغني عنك حقّاً، فلظلم أبي بكر، وعمر إيّاك أعظم من ظلم عثمان، لا نّه بلغني أ نّك تقول: لقد قبض رسولالله ونحن شهود فانطلق عمر وبايع أبابكر، وما استأمرك ولاشاورك. ولقد خاصم الرجلان (أبوبكر وعمر) الانصار بحقّك وحجّتك وقرابتك من رسولالله، ولو سلّما لك وبايعاك كان عثمان أسرع الناس إلی ذلك لقرابتك منه وحقّك علیه، لا نّه ابن عمّك وابن عمّتك! ثمّ عمد أبوبكر فردّها إلی عمر عند موته، ما شاورك ولااستأمرك حين استخلفه، وبايع له، ثمّ جعلك عمر في الشوري بين ستّة منكم، وأخرج منها جميع المهاجرين والانصار وغيرهم. فولّيتم ابن عوف أمركم في إلیوم الثالث حين رأيتم الناس قد اجتمعوا واخترطوا سيوفهم وحلفوا بالله لئن غابت الشمس ولم تختاروا أحدكم ليضربنّ أعناقكم ولينفذنّ فيكم أمر عمر ووصيّته، فولّيتم أمركم ابن عوف، فبايع عثمان فبايعتموه، ثمّ حصر عثمان فاستنصركم فلم تنصروه ودعاكم فلم تجيبوه، وبيعته في أعناقكم. وأنتم يا معشر المهاجرين والانصار حضور شهود فخلّيتم عن أهل مصر حتّي قتلوه. وأعانه طوائف منكم علی قتله وخذله عامّكم، فصرتم في أمره بين قاتل وآمر وخاذل. ثمّ بايعك الناس، وأنت أحقّ بها منّي فأمكنّي من قتلة عثمان، حتّي أقتلهم أُسلّم الامر لك وأُبايعك أنا وجميع من قبلي من أهل الشام. فلمّا قرأ علیّ علیه السلام كتاب معاوية، وبلغه أبو الدرداء وأبو هُريرة رسالته ومقالته، قال علیّ علیه السلام لابي الدرداء: قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية! فاسمعا منّي ثمّ أبلغاه عنّي وقولا له: إنّ عثمان بن عفّان لا يعدو أن يكون أحد رجلين: إمّا إمام هدي حرام الدم، واجب النصرة، لا تحلّ معصيته، ولا يسع الاُمّة خذلانه. أو إمام ضلالة، حلال الدم، لاتحلّ ولايته ولا نصرته. فلايخلو من إحدي الخصلتين. والواجب في حكم الله وحكم الإسلام علی المسلمين، بعدما يموت إمامهم أو يقتل ضالاّ كان أو مهتدياً، مظلوماً كان أو ظالماً، حلال الدم أو حرام الدم، أن لايعملوا عملاً، ولا يحدثوا حدثاً، ولايقدّموا يداً ولارِجلاً، ولايبدأو بشيء قبل أن يختاروا لانفسهم إماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنّة يجمع أمرهم ويحكم بينهم ويأخذ للمظلوم من الظالم حقّه، ويحفظ أطرافهم، ويجبي فيئهم ويقيم حجّتهم ويجبي صدقاتهم، ثمّ يحتكمون إلیه في إمامهم المقتول ظلماً ليحكم بينهم بالحقّ. فإن كان إمامهم قتل مظلوماً، حكم لاوليائه بدمه، وإن كان قتل ظالماً نظر كيف الحكم في ذلك. هذا أوّل ما ينبغي أن يفعلوه، أن يختاروا إماماً يجمع أمرهم، إن كانت الخيرة لهم ويتابعوه ويطيعوه. وإن كانت الخيرة إلی الله عزّ وجلّ وإلی رسوله، فإنّ الله قد كفاهم النظر في ذلك والاختيار، ورسولالله قد رضي لهم إماماً وأمرهم بطاعته واتّباعه. وقد بايعني الناس بعد قتل عثمان وبايعني المهاجرون والانصار بعدما تشاوروا بي ثلاثة أيّام. وهم الذين بايعوا أبابكر، وعمر، وعثمان، وعقدوا إمامتهم. ولي ذلك أهل بدر والسابقة من المهاجرين والانصار، غير أ نّهم بايعوهم قبلي علی غير مشورة من العامّة، وأنّ بيعتي كانت بمشورة من العامّة. فإن كان الله جلّ اسمه جعل الاختيار إلی الاُمّة وهم الذين يختارون وينظرون لانفسهم واختيارهم لانفسهم ونظرهم لها خير لهم من اختيار الله ورسوله لهم، فكان من اختاروه وبايعوه بيعة هُديً، وكان إماماً واجباً علی الناس طاعته ونصرته، فقد تشاوروا فيّ واختارونيّ بإجماعٍ منهم. وإن كان الله عزّ وجلّ الذي يختار له الخيرة، فقد اختارني للاُمّة، واستخلفني علیهم وأمرهم بطاعتي ونصرتي في كتابه المنزل وسنّة نبيّه المرسل صلّيالله علیه وآله، فذلك أقوي لحجّتي وأوجب لحقّي. ولو أنّ عثمان قتل علی عهد أبي بكر وعمر، كان لمعاوية قتالهما والخروج علیهما للطلب؟! قال أبو هُرَيْرة وأبو الدرداء: لا. قال علیّ علیه السلام: فكذلك أنا. فإن قال معاوية: نعم، فقولا إذاً يجوز لكلّ من ظلم بمظلمة، أو قتل له قتيل أن يشقّ عصا المسلمين ويفرّق جماعتهم ويدعو إلی نفسه. مع أنّ ولد عثمان أولي بطلب دم أبيهم من معاوية. قال سليم: فسكت أبو الدرداء، وأبو هريره وقالا: لقد أنصفت من نفسك! قال علیّ علیه السلام: ولعمري لقد أنصفني معاوية إن تمّ علی قوله وصدق ما أعطاني. فهؤلاء بنو عثمان قد أدركوا ليسوا بأطفال ولامولي علیهم، فليأتوا أجمع بينهم وبين قتلة أبيهم. فإن عجزوا عن حجّتهم، فليشهدوا لمعاوية بأ نّه وليّهم ووكيلهم وحربهم في خصومتهم وليقعدوا وخصمائهم بين يَدَي مقعد الخصوم إلی الاءمام والوإلی الذي يقرّون بحكمه وينفّذون قضاءه. وأنظرُ في حجّتهم وحجّة خصمائهم. فإن كان أبوهم قتل ظالماً وكان حلال الدم، أبطلتُ دمه. (وفي رواية أُخري: أهدرتُ دمه). وإن كان مظلوماً حرام الدم، أفديتهم من قاتل أبيهم فإن شاءوا قتلوه وإن شاءوا عفوا وإن شاءوا قبلوا الدية. وهؤلاء قتلة عثمان في عسكري يقرّون بقتله ويرضون بحكمي علیهم. فليأتني ولد عثمان ومعاوية ـإن كان وليّهم ووكيلهمـ فليخاصموا قتلته وليحاكموهم حتّي أحكم بينكم بكتاب الله وسنّة نبيّه صلّيالله علیه وآله. وإن كان معاوية إنّما يتجنّي ويطلب الاعإلیل والاباطيل فليتجنّ ما بدا له، فسوف يعين الله علیه. شهادة رُسُل معاوية بإنصاف أمير المؤمنين علیه السلامقال أبو الدرداء، وأبو هريرة: قد والله أنصفت من نفسك وزدت علی النصفة وأزحت علّته وقطعت حجّته وجئت بحجّة قوّية صادقة ما علیها لوم! ثمّ خرج أبو هريرة وأبو الدرداء من عند علی علیه السلام. قال سُلَيم: فإذا نحو من عشرين ألف رجل مقنّعين بالحديد فقالوا: نحن قتله عثمان مقرّون راضون بحكم علیّ علیه السلام علینا ولنا، فليأتنا أولياء عثمان فليحاكمونا إلی أمير المؤمنين علیه السلام في دم أبيهم. فإن أوجب علینا القود أو الدية، اصطبرنا لحكمه وسلّمنا. فقال أبو الدرداء وأبو هريرة: قد أنصفتم، ولا يحلّ ل علیّ دفعكم ولاقتلكم حتّي يحاكموكم إلیه فيحكم بينكم وبين أصحابكم بكتابالله وسنّة نبيّه صلّيالله علیه وآله! وانطلق أبو الدرداء وأبو هريرة حتّي قدما علی معاوية فأخبراه بما قال علی علیه السلام وما قال قتلة عثمان، وما قال أبو النعمانبن ضمان. فقال معاوية: فما ردّ علی علیكما في ترحّمه علی أبي بكر، وعمر، وكفّه عن الترحّم علی عثمان وبراءته منه في السرّ، وما يدّعي من استخلاف رسولالله إيّاه وأ نّه لم يزل مظلوماً منذ قبض رسولالله؟! قالا: بلي قد ترحّم علی أبي بكر، وعمر، وعثمان عندنا ونحن نسمع، ثمّ قال لنا فيما يقول: إن كان الله جعل الخيار إلی الاُمّة فكانوا هم الذين يختارون وينظرون لانفسهم، وكان اختيارهم لانفسهم ونظرهم لها خيراً لهم وأرشد من اختيار الله واختيار رسول الله، فقد اختاروني وبايعوني، فبيعتي بيعة هدي، وأنا إمام واجب علی الناس نصرتي لا نّهم قد تشاوروا فيّ واختاروني. وإن كان اختيار الله واختيار رسول الله صلّي الله علیه وآله خيراً لهم وأرشد من اختيارهم لانفسهم ونظرهم لها، فقد اختارني الله ورسوله للاُمّة واستخلفاني علیهم وأمراهم بنصرتي وطاعتي في كتاب الله المنزل علی لسان نبيّه المرسل، وذلك أقوي لحجّتي وواجب لحقّي. شهادة أمير المؤمنين علیه السلام بحديث الغدير في صفّينثمّ صعد علیّ علیه السلام المنبر في عسكره وجمع الناس، ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والانصار، ثمّ حمد الله وأثني علیه، ثمّ قال: مَعَاشِرَ النَّاسِ! إنَّ مَنَاقِبي أكْثَرُ مِنْ أنْ تُحْصَي! وَبَعْدَمَا أنْزَلَ اللَهُ في كِتَابِهِ مِنْ ذَلِكَ وَمَا قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ أكْتَفِي بِهَا عَنْ جَمِيعِ مَنَاقِبِي وَفَضْلِي. (يتطرّق الاءمام علیه السلام هنا إلی كثير من مناقبه المنزَلَة في كتابالله أو المحكيّة علی لسان رسول الله صلّي الله علیه وآله بنحو مفصّل وصريح، ويحتجّ بها كلّها علی سبيل مناشدة الناس المستمعين، وهم يقولون: اللَهُمَّ نَعَمْ، «نحن نشهد علی ما يقوله علی وما قاله النبيّ بحقّه». هذه المناشدة مفصّلة ورائعة جدّاً. بَيدَ أ نّها لمّا كان أكثر عباراتها وموضوعاتها مماثلاً لما ورد في مناشدته واحتجاجه في مسجد رسولالله أيّام حكومة عثمان عندما كان المهاجرون والانصار يفتخرون بسوابقهم، وكنّا قد نقلنا ذلك نفسه في الاحتجاج الثالث المارّ ذكره والمأثور عن «فرائد السمطين» للحَمُّوئيّ بسنده عن سُلَيْم بن قَيْس، فلهذا نحجم عن ذكر نصّها ونكتفي بما يناسب استشهادنا واحتجاجنا في هذا البحث المتمثّل بالاحتجاج بحديث الغدير). فَأَمَرَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ أن يُعْلِمَهُمْ وَأنْ يُفَسِّرَ لَهُمْ مِنَ الوَلاَيَةِ مَا فَسَّرَ لَهُمْ مِنْ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ وَزَكَاتِهِمْ وَحَجِّهِمْ، فَنَصَبَنِي بِغَدِيرِ خُمٍّ وَقَالَ: إنَّ اللَهَ أَرْسَلَنِي بِرِسَالَةٍ ضَاقَ بِهَا صَدْرِي، وَظَنَنْتُ أنَّ النَّاسَ مُكَذِّبُونِي، فَأوْعَدَني لاِبَلِّغَنَّهَا أوْ يُعَذِّبَنِي! قُمْ يَا علیُّ! ثُمَّ نَادَي بِالصَّلاَةِ جَامِعَةً فَصَلَّي بِهِمُ الظُّهْرَ ثُمَّ قَالَ: أيُّهَا النَّاسُ! إنَّ اللَهَ مَوْلاَي وَأنَا مَوْلَي المُؤمِنِينَ وَأَوْلَي بِهِمْ مِنْ أنْفُسِهِم. مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ! فَقَامَ إلیهِ سَلْمَانُ الفَارِسيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ وَلاَؤُهُ كَمَاذَا؟! فَقَالَ: وَلاَؤُهُ كَوَلاَيَتِي. مَنْ كُنْتُ أَوْلَي بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَ علیٌّ أوْلَي بِهِ مِنْ نَفْسِهِ. وَأنْزَلَ اللَهُ: إلیوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلَـ'مَ دِينًا. فَقَالَ سَلْمَانُ الفَارِسيُّ: يَارَسُولَاللَهِ! أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَاتُ فِي علی خَاصَّةً؟! فَقَالَ: فِيهِ وَفِي أوْصِيَائِي إلی يَوْمِ القِيَامَةِ. فَقَالَ سَلْمَانُ الفَارِسيُّ: يَارَسُولَاللَهِ! بَيِّنْهُمْ لَنَا! فَقَالَ: علی أخِي وَوَزِيرِي وَوَصِيِّي وَوَارِثِي وَخَلِيفَتِي في أُمَّتي وَوَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي، وَأَحَدَ عَشَرَ إمَامَاً مِنْ وُلْدِهِ: الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ، وَاحِدَاً بَعْدَ وَاحِدٍ، القُرْآنُ مَعَهُمْ وَهُمْ مَعَ القُرْآنِ، لاَيُفَارِقُونَهُ حَتَّي يَرِدُوا علی الحَوْضَ. فَقَام اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً مِنَ البَدْرِيِّينَ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أ نَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِاللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ كَمَا قُلْتَ سَواءً لَمْ تَزِدْ حَرْفَاً وَلَمْتَنْقُصْ حَرْفَاً. وَقَالَ بَقِيَّةُ السَّبعِينَ[25] قَدْ سَمِعْنَا ذَلِكَ وَلَمْ نَحْفَظْهُ كُلَّهُ، وَهَؤْلاَءِ اثْنَا عَشَرَ خِيارُنَا وَأفْضَلُنَا. فَقَالَ: قَدْ صَدَقْتُمْ، لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَحْفَظُهُ... إلی آخر الخطبة. فلمّا حدّث أبو الدرداء، وأبو هريرة معاوية بخطبة أميرالمؤمنين علیه السلام مع أجوبة الناس وتصديقهم إيّاه، وجم من ذلك وقال: ياأبا الدرداء! ويا أبا هُريرة! لئن كان ما تحدّثاني عنه حقّاً لقد هلك المهاجرون والانصار غيره وغير أهل بيته وشيعته. [26] فهذه الاحتجاجـات السـبعة التي ذكـرناها، صـدرت كلّها عن أميرالمؤمنين علیه السلام في أعصار متنوّعة. احتجاج فاطمة الزهراء والاءمام الحسن علیهما السلام بحديث الغديرالاحتجاج الثامن: ويتمثّل في احتجاج شفيعة يوم الجزاء وخير النساء أُمّ أبيها فاطمة الزهراء سلام الله علیها، ذكره شمس الدِّين الجَزَريّ الدمشقيّ المقريُّ الشافعيّ في كتاب «أسني المطالب في مناقب علیّبن أبي طالب» قال: وألطف طريق وقع لهذا الحديث ـيعني حديث الغديرـ وأغربه ما حدّثنا به شيخنا خاتمة الحُفَّاظ أبوبكر محمّدبن عبداللهبن المحبّ المقدّسيّ مشافهةً. ثمّ ذكر السند بالترتيب حتّي بلغ به إلی بَكْربن أحمد القَصْري الذي روي الحديث عن فاطمة، و زينب، و أُمّ كلثوم. بنات الاءمام موسيبن جعفر علیهما السلام قلن: حدئثتنا فاطمة بنت جعفربن محمّد الصادق علیهما السلام، وقالت: حدّثتني فاطمة بنت محمّدبن علی علیهما السلام، وقالت: حدّثتنيّ فاطمة بنت علیّبن الحسين علیهما السلام، وقالت: حدّثتني سُكَينة و فاطمة ابنتا الحسينبن علی علیهما السلام عن أُمّ كُلْثُوم بِنْتِ فَاطِمَة بِنْت النَّبِيِّ صلّيالله علیه وآله عن فَاطِمَة بِنْت رَسُولِاللَهِ، قالت: أنَسِيتُمْ قَوْلَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ؟ وَقَوْلَهُ: أنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي علیهِمَا السَّلاَمُ؟ وهكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسي المدينيّ في كتابه المسلسل بالاسماء وقال: هذا الحديث مسلسلٌ من وجه، وهو أنّ كلّ واحدة من الفواطم تروي عن عمّة لها. فهو رواية خمس بنات أخ كلّ واحدة منهنّ عن عمّتها.[27] الاحتجاج التاسع: استشهاد الاءمام الحسن المجتبي علیه السلام بحديث الغدير. روي الشيخ الطوسيّ رضوان الله علیه بسنده عن أبي عُمَر زاذان أنّه قال: لمّا أجمع الحسنبن علی علیهما السلام علی صلح معاوية، صعد معاوية المنبر وجمع الناس فخطبهم وقال: إنّ الحسنبن علیّ رآني للخلافة أهلاً ولمير نفسه لها أهلاً. وكان الحسن علیه السلام أسفل منه بمرقاة. فلمّا فرغ من كلامه، قام الاءمام الحسن علیه السلام فحمد الله تعإلی بما هو أهله، وخطب خطبة بليغة جدّاً جاء فيها ذكر مناقب وفضائل أميرالمؤمنين علیه السلام وأهل البيت علیهم السلام، حتّي بلغ قوله: وَقَدْ رَأوْا رَسُولَاللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ نَصَبَ أَبِي يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَأمَرَهُمْ أنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ مِنْهُمُ الغَائِبَ.[28] وذكرها المحدّث البحرانيّ،[29] ونقل في رواية أُخري أكثر تفصيلاً ومناقب ما نصّه: وَقَدْ رَأَوْا رَسُولَ اللَهِ حِينَ نَصَبَهُ لَهُمْ بِغَدِيرِ خُمٍّ، وَسَمِعُوهُ وَنَادَي لَهُ بِالوَلاَيَةِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ مِنْهُمُ الغَائِبَ. [30] وأخرجها القندوزيّ الحنفيّ بهذه العبارة: وَقَدْ رَأَوْهُ وَسَمِعُوهُ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ حِينَ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي بِغَدِيرِ خُمٍّ وَقَالَ لَهُمْ: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ). اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ مِنْهُمُ الغَائِبَ. [31] الاحتجاج العاشر: مناشدة واستشهاد سيّد الشهداء علیه السلام بحديث الغدير، وذلك بمِني قبل موت معاوية بسنة أو سنتين. وتضمّ هذه المناشدة موضوعات جمّة. وجاءت في وقت قد بلغت فيه انتهاكات معاوية مبلغها. سلّط زيادبن أبيه علی الكوفة والبصرة، فكان يقتل شيعة أميرالمؤمنين علیه السلام تحت كلّ كوكب، بل كان الاتّهام بالتشيّع يكفي لهدر دم الشيعة. وكتب إلی جميع الامصار أن لاحقّ لاحد أن ينقل مناقب وفضائل علی وأهل البيت، بل له أن ينقل مناقب عثمان وفضائله للناس. وأمر بإذلال الشيعة ومحو أسمائهم من ديوان العطاء، و علی العكس، أمر باحترام شيعة عثمان وإعزازهم، إلی أن كتب ثانية بالكفّ عن ذكر فضائل عثمان، والانبراء إلی ذكر فضائل الشيخين: أبي بكر، وعمر، لانّ سوابقهما وفضائلهما أحبّ إلیه، وأقرّ لعينيه، وأقوي في دحر حجّة أهل البيت وبرهانهم، وأكثر تأثيراً في طمس اسم أهل البيت من ذكر مناقب عثمان وفضائله. وسار معاوية علی هذا النهج زهاء عشرين سنة. وكتب إلی جميع عمّاله أن يقرأوا نسخ هذه المناقب المجموعة، للناس علی المنابر وفي جميع المدن والقصبات والقري، وفي كلّ مسجد ومحفل، ويسبّوا علیّبن أبي طالب، ويأمروا المعلّمين في الكتاتيب أن يعلّموا الاطفال ذلك، وليتعلّموه كما يتعلّمون القرآن، وكذلك يعلّموا النساء والفتيات وحتّي الخَدَم والحَشَم. وتربّي الاطفال علی ذلك، وشاب علیه الصبيان، ومات علیه الشيوخ. ولمّا توفّي الاءمام الحسن المجتبي علیه السلام سنة 49ه بسمّ دسّه إلیه معاوية بواسطة زوجته بنت الاشعث بن قَيْس الكنديّ،[32] استقرَّت نار الفتنة، واشتدّ البلاء، وعظم الخطب علی الشيعة أكثر فأكثر حتّي لمتجد في أيّ بقعة من بقاع العالم الإسلاميّ وليّاً للّه إلاّ وهو خائف علی نفسه، مذعور، طريد، شريد، منبوذ. وعدوّ الله ظاهر بخيلائه متباهٍ ببدعه وضلالته جهراً وبلااستحياء. وحجّ الاءمام الحسين صلواتالله علیه قبل موت معاوية بسنة،[33] وكان معه عبد الله بن عبّاس، وعبد اللهئبن جعفر. ارجاعات [1] ـ «مناقب الخوارزميّ» ص 94، الطبعة حجريّة، و ص 95 في الطبعة الحديثة [2] ـ«أُسد الغابة» ج 3، ص 321. [3] ـ هذا الكلام موضوع مفتري لا صحّة له. وتخلو منه كتب الإماميّة كلّها سواء مصادرها ومجاميعها أم غيرها من الكتب. [4] ـ «مستدرك الحاكم» ج 3، ص 371. [5] ـ «مناقب الخوارزميّ» ص 112، الطبعة الحجريّة، وفي الطبعة الحديثة، ص 115. [6] ـ «تذكرة خواصّ الاُمّة» ص 42. [7] ـ «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» ج 9، ص 107. [8] ـ «تهذيب التهذيب» ج 1، ص 391. [9] ـ الآية 10، من السورة 48: الفتح: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَهَ يَدُ اللَهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَـا يَنكُثُ علی' نَفْسِـهِ وَمَنْ أوْفَـي' بِمَا عَـ'هَدَ علیهُ اللَهَ فَسَـيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا. [10] ـ «مروج الذهب» ج 2، ص 373 طبعة دار السعادة، ص 364 و 365، في طبعة دار الاندلس. [11] ـ أسماء بنت أبي بكر وأُخت عائشة، وهي زوجة الزبير. [12] ـ البِطان، الحزام الذي يجعل تحت بطن الفرس والبغل، له حلقتان متّصلتان تحت البطن. وإذا ما كانتا منفصلتين فإنّ الدابّة غير جاهزة للركوب والحركة. أمّا إذا اتّصلتا بعضهما ببعض، فإنّها جاهزة للحركة، وكلّ شي يكون قد تمّ وحان حِينُهُ. وقوله: اِلْتَقَتْ حَلْقَتَا البِطَانِ مَثَلُّ يضرب عند العرب إذا عظم الخطب واشتدّ الامر. [13] ـ «مروج الذهب» ج 2، ص 371 و 372، طبعة دار السعادة. [14] ـ «مروج الذهب» ص 372 و 373. [15] ـ «تاريخ إلیعقوبيّ» ج 2، ص 182. [16] ـ «مروج الذهب» ج 2، ص 373. [17] ـ «كشف الغمّة» ص 92، طبعة القطع الرحليّ. [18] ـ نقل ابن المغازليّ الجُلاّبيّ الشافعيّ حديث الركبان عن أحمدبن محمّد البزّاز بسنده عن رياحبن الحارث في ص 22 من مناقبه. وذكره العلاّمة الامينيّ في «الغدير» عن أحمدبن حنبل عن رياح بن الحارث، ج 1، ص 187، وكذلك جاء في «إحقاق الحقّ» ج 6، ص 326. [19] ـ جاء في النسخة البدل هنا أنّ الاربليّ يقول: ذكرنا هذه الرواية سابقاً بألفاظ مختصرة عن مسند أحمدبن حنبل ورياح بن الحارث؛ و «البداية والنهاية» ج 5، ص 212. [20] ـ «كشف الغمّة» ص 93 و 94. وجاء هذا الحديث مختصراً في كتاب «الرِّياض النَّضرة» ج 3، ص 161، طبعة شركة الطباعة المتّحدة الفنّيّة، عن رياحبن الحارث، عن أحمدبن حنبل، وعن البَغَويّ في معجمه. ورواه أحمد مختصراً في «الفضائل» كما نقل ذلك المجلسيّ في «بحار الانوار» ج 9، ص 209. [21] ـ «أُسد الغابة» ج 1، ص 368 و 369. [22] ـ «رجال الكشّيّ» ص 30 و 31، فيما روي من جهة العامّة. ونقل المجلسيّ في «بحار الانوار» ج 9، ص 223 عن ابن أبي الحديد أنّه قال: و قد ذكر ابن قُتَبة حديث البَرَص والدَّعوة التي دعا بها أمير المؤمنين علیه السلام علی أنس بن مالك في كتاب المعارف، وابن قتيبة غير متّهم في حقّ علیٍّ علی المشهور من انحرافه عنه. [23] ـ «الغدير» ج 1، ص 191 و 192. [24] ـ الآية 67، من السورة 5: المائدة. [25] ـ في بعض النسخ بدل ذلك: وقال بقيّة البدريّين الذين شهدوا مع علی صِفّين: قد حفظنا جلّ ما قلتَ ولم نحفظ كلّه، عن الهامش. [26] ـ «كتاب سُلَيم بن قيس» ص 179 إلی 190. وجاء في كتاب «الغدير» ج 1، ص 195 و 196، ما يناسب الاستشهاد بحديث الغدير فحسب. وروي صاحب «غاية المرام» هذا الحديث بتمامه عن «كتاب سليم بن قيس»، وذلك في الكتاب المذكور، القسم الاوّل، ص 139 و 140، الحديث 46. [27] ـ «أمإلی الطوسيّ» ج 2، ص 172 و 173، طبعة النجف. [28] ـ «أمإلی الطوسيّ» ج 2، ص 172 و 173، طبعة النجف. [29] ـ «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 298 و 299، الحديث السابع والعشرون. [30] ـ «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 297 و 298، الحديث السادس والعشرون. [31] ـ «ينابيع المودّة» الطبعة الاُولي، إسلامبول، ص 482. [32] ـ ونقل ابن الاثير الجَزَريّ في «الكامل في التأريخ» ج 3، ص 460 في حوادث سنة 49 ه أنّ الحسنبن علی علیهما السلام توفّي في هذه السنّة. سمّته جَعَدة بنت الاشعثبن قيس الكِنديّ |
|
|