|
|
الصفحة السابقةعبارات مقالة «بسط وقبض نظريّة الشريعة» في رفض الفلسفة الإلهيّةويلزم الان ، وقد بانت الضرورة الاكيدة لتدريس وتعلّم الحكمة المتعالية والفلسفة السامية ، وتحصيل العرفان ، والارتباط بعالم الربوبيّةعالم ماوراء الطبيعة ، ولقاء الحضرة الاحديّة ، ولزوم المشاهدة والمعاينة والبرهان اليقينيّ علي ربط القديم بالحادث ، وإحاطة وهيمنة الله الخالق الحكيم العليم ، في الحوزات العلميّة المقدّسة التي تمثّل جامعات بناء الاءنسان وتربية البشر ، ومدرسة لتعليم القرآن وتعلّمه ، وإشاعة روح وسرّ النبيّ ومقام الولاية ؛ يلزمنا أن ننقل نصّ عبارات من كاتب مقالة «بسط و قبض تئوريك شريعت» ( = بسط وقبض نظريّة الشريعة » لتتّضح أكثر فأكثر مواضع الخطأ ومكامن الاشتباه فيها مضافاً الي ما ذكر ، فقد قال : هل يمكن الاعتقاد بعلم النفس القديم والاعتماد علي تلقينه وتكراره في الوقت الحاضر مع إهمال الطبيعيّات الحديثة (أي علوم وظائف الاعظاء والانسجة والكيمياء الحيويّة والاجنّة و...) ؟ هل يمكن تعريف موجود غير مادّيّ بدون معرفةٍ أفضل للمادّة ؟ إنّ كلّ القدرات التي كُشفت حاليّاً في المادّة وأنواع تركيباتها تدعونا لفهم جديد للاُمور غير المادّيّة ، ونتساءل : ألم يكن تضخيم القدماء لمسائل ما وراء الطبيعة في الحقيقة نابعاً من جهلهم ؟ ويمكن التوسّع أكثر في هذا السؤال ، فنسأل : ما الذي حصل هذه الايّام فدعا حوزات العلوم الدينيّة إلي إخراج الطبيعيّات القديمة في تكتّم وهدوء من ساحة الفلسفة والغاء تدريسها ، والقبول إلي حدّ ما ، بالعلوم الحديثة ، لكنّ غياب علوم الطبيعة القديمة تلك لم يضرّ ما بعد الطبيعة ولم يُحزنها بشيء ؟! أفيمكن فكّ ارتباط إلهيّات الفلسفة مع الطبيعيّات بشكل كامل ، كي تبقي الاءلهيّات محتفظة بهيئتها وقوامها السابق ؟ أفلم تكن مسائل ما بعد الطبيعة قد صُمّمت ليمكنها ضمّ تلك الطبيعيّات واحتوائها داخلها ؟ أو هل ولد ونشأ هذان الاثنان بلا ارتباط وتناسب بينهما ؟ أَوَ هَلْ يمكن اليوم أن يُقبل بالطبيعيّات الحديثة (العلوم التجريبيّة الحديثة) مع ترك الفلسفة محفوظةً يجري تدريسها بدون أن تمسّها يد ؟ لقد كانت تلك الاءلهيّات هي الموجّه والمكمّل والمبرّر لتلك الطبيعيّات ، وكان بناء المعرفة الشامخ ذاك ذا طابقينِ لا غرفتينِ ، أفيمكن لانهيار أحد الطابقين أن يترك الآخر بلا ضرر أو تأثّر ؟ إنّ الاضطراب والتشويش المشاهَد هذه الايّام في كلمات أعلام الدين في رفع تعارض العلوم البشريّة مع معارف الوحي ، ناشي من أنّ علمَي المعرفة والطبيعة القديمين لم يخليا مكانهما بشكل كامل لعلمَي المعرفة والطبيعة الحديثينِ ، ولا يزال علم الكلام الاءسلاميّ وفهم الشريعة غير منسجمَين بعدُ مع المعارف الجديدة ، ولم يحتلاّ بعدُ موقعهما المناسب في الهندسة الجديدة للمعرفة . لذا نجد العلماء المسلمين يجهدون أنفسهم ، اعتماداً علي علم المعرفة القديم (بدون لحاظ ظرائف الابحاث الجديدة في الفلسفة وأُسلوب المعرفة العلميّة) ليحكموا علي المكتسبات العلميّة الجديدة ويَزِنُوا معارضتها أو موافقتها للمعارف الدينيّة . حتّي يصل إلي القول : ويجب الاءذعان أنّ شيئاً لم يبق علي سابق عهده ، لا أدبنا ، ولا فلسفتنا ، ولا كلامنا ، ولا عرفاننا ، فلقد وقع فيها جميعاً الانبساط والانقباض ، فمن أين يتأتّي الادّعاء بأنّ فهم الشريعة يمكنه أن يبقي في منأيً عن رياح التغيير ، وأن لا يتضرّر أو يربح في معاملته معها أخذاً أو عطاءً ؟ [27] إلي قوله : ولهذا السبب فإنّ فلسفتنا لما وراء الطبيعة ، وقد انعزلت منذ القدم بعيداً عن المعرفة العلميّة الطبيعيّة ، لم تتضرّر بنفسها وتتضاءل ، بل إنّ الفلاسفة هم الذين تضرّروا لهذا السبب ، فلم يقدّر لهم أن يروا وجه الفلسفة كما ينبغي أن يكون عليه وضّاءً مشرقاً . [28] إلي قوله : ولا نظنّ أيضاً أ نّه يمكن تصديق أنّ علم النجوم القديم قد انفصل عن الفلسفة وأنّ فلسفة ما وراء الطبيعة بقيت علي حالها ، إذ إنّ تلك الفلسفة صمّمت لتضمّ علم النجوم ضمنها ، وإنّ الانقلاب والتحوّل الكامل لهذا العنصر ولعناصر أُخري غيره ـ مع بقاء الاءطار السابق سالماً أمرٌ لا يقرّه العقل ولا يتحمّله . لقد بدت علائم تحوّل ما وراء الطبيعة ، وعلي الفلاسفة اليقظين أن يكونوا جادّين في النظر إليها ، وعليهم أن يَزِنُوا منظومة المعرفة الفلسفيّة من جديد ، فالمعرفة التجريبيّة في العصر الجديد قد جاءت متحدية داعية للمنازلة ، أمّا ما وراء الطبيعة فليس لها فلسفة علميّة موزونة وراسخة ، وهي لا تستمدّ العون من بحث المعرفة ، فهي بمجموعة من الاقوال المتناثرة أشبه منها بمنظومة متّسقة من الآراء المرتبطة ببعضها .[29] لا علاقة ببحث الإلهيّات وفلسفة ما وراء الطبيعة ببحث الطبيعيّاتويُقال في الاءجابة علي هذه المطالب : ينبغي القول ردّاً علي جميع هذه الاحتمالات والاءشكالات التي وردت بصورة استفهام في المجموعة المذكورة بأ نّها ليست إلاّ مطالب لا دليل لها ، ومدّعيً خالياً من البرهان ، وخطابة نظّمت بلا مطالعة وتحقيق ، وشعراً قيل بلا فهم ولا تدقيق . فأوّلاً : ما هي علاقة فلسفة ما وراء الطبيعة والاءلهيّات بالمعني العامّ والخاصّ بالفلسفة والعلم الطبيعيّ ؟ ينبغي أن يكون ارتباط العلوم فيما بينها أو عدم ارتباطها إمّا في الموضوع أو في الحكم ، وبعبارة أشمل : من جهة المسائل أو من جهة الغاية والهدف . إنّ الحكمة الاءلهيّة وفلسفة ما وراء الطبيعة لا ترتبط أبداً في أيٍّ من هذه الجهات مع المسائل الطبيعيّة الواردة في العلوم التجريبيّة مع ملاحظة توسّعها . فهناك في الحكمة الاءلهيّة البحث عن العلّة والمعلول ، والتقدّم والتأخّر ، والوحدة والكثرة ، والوجود والماهيّة ، والجوهر والعرض وأمثال ذلك ، والبحث في إثبات القادر الحيّ الازليّ الابديّ السرمديّ الشاعر الحكيم العليم القدير المختار ذي المشيئة والاءرادة ، من الطرق المختلفة لاءبطال الدور والتسلسل ، وعينيّة العلّة مع المعلول في الوجود واختلافها حسب التنازل والتصاعد وغيرها . أمّا الطبيعيّات ، فيُبحث فيها عن الحركة والزمان والمكان والمادّة والقوّة وتكوّن الارض والسماء والانهار والاشجار والاحجار والشمس والقمر ، وعن ظهور المعادن ، وعن بدن الاءنسان ، والطبّ والهيئة والنجوم ومسائل الفيزياء والكيمياء وأمثالها . فقولوا لنا : أهناك اشتراك بين هذين العِلمَين في موضع معيّن ، ليسبّب ضمور أحدها تضخّم الآخر ونموّه ؟ في الموضوعات ، أو الاحكام ، أو الغايات ؟! إنّ الحكمة الاءلهيّة وفلسفة ما وراء الطبيعة تقوم بإثبات معيّة الذات القدسيّة للحيّ المتعال مع جميع الموجودات ، وتشاهد تجلّي الله العالم القدير في جميع الاشياء ، وتبرهن علي ربط الحادث بالقديم ، وتبحث في إثبات العلل المتوسّطة كالمُثل الافلاطونيّة مثلاً ، أو بتعبير القرآن عن الملائكة المجرّدة فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ، [30] سواء في ذلك دارت الارض حول الشمس ، أم دارت الشمس حول الارض ، وسواء كان القمر من أقمار الارض وتوابعها ، أم من المجموعة الشمسيّة ، وسواء تكوّن بدن الاءنسان من الاخلاط الاربعة ( الصفراء ، السوداء ، البلغم ، الدم ) أم من موادّ سمّيت بمسـمّيات أُخـري ، أم كانـت حقيقـتها خارجـة أيضاً عن هـذه الاربـعة ( كالاُوكسـجين والهيدروجـين والنتروجـين والكلور والفسـفور وغيرها ) ، ولا فرق عندئذٍ اعتبرت العناصر البسيطة منحصرةً في أربعة لا تتجاوزها ( التراب ، الهواء ، النار ، والماء ) ، أم اعتبرت البسائط متجاوزة لمائة وعشرين ، وقِسْ عليه فَعْلَلَ وتَفَعْلَلَ . ولقد كان عبدة المادّة في فلسفة الطبيعيّين يقولون : إنّ جميع هذه العناصر الاربعة ، والاخلاط الاربعة ، والافلاك لا معلولاً ولا علّة حيّة أزليّة ، وهم الآن يقولون : إنّ العناصر البسيطة ، وحركة الاءلكترونات ، وهذا الدوران للعالم الدوّار ، وحركة الامواج ، والنور والكهربائيّة ليست معلومة بعلّة أزليّة حيّة . وكان المادّيّون في كلا العصرَين ينكرون الصانع العليم القدير ، بينما كان الاءلهيّون ـ في المقابل علي نهج واحد يثبتون الصانع العليم القدير في كلا العصرَين . فحيثما يبدأ البحث الاءلهيّ في الفلسفة عن الماهيّة والوجود ، فماذا يضير أن نطلق اسم الماهيّة علي الجسم والعناصر التي تتشكّل منه ، أو علي الموجودات الحيّة الناشئة من الكيمياء الحياتيّة مثلاً ؟ فالماهيّة تمتلك في كلّ الاحوال معني يقابل معني الوجود ، ولا يمكن انكار هذا الكلام وردّه . ولو قلنا بأصالة الوجود فسيكون البحث واحداً عن كلا الطريقين ، في الطبيعيّات : الطبيعيّات القديمة أو العلوم التجريبيّة الحاليّة ؛ ولو قلنا بأصالة الماهيّة ، فسيكون البحث في كلا الطريقين واحداً أيضاً ، ولا فرق هناك أبداً . ولهذا فإنّ الكلام في أنّ إزالة بحث الطبيعيّات القديمة سيوجد خللاً في بحث الفلسفة الميتافيزيقيّة ( ما وراء الطبيعة ) هو قول مهزوز تماماً وليس له ما يعضده ويسنده . فلسفة ما وراء الطبیعة قائمة علی أساس القواعد المنطقیّة الثابتةويرجع ذلك إلي أنّ الاءلهيّات قد وضعت علي أساس قواعد منطقيّة يتكفّل علم الميزان بصحّتها واستقامتها ؛ وعلم الميزان كالقواعد الرياضيّة ثابت لا تغـيّر فيه ، ولا يمـكن إنكار القـياسات الاقتـرانيّة والاسـتثنائـيّة ، وإفادة الاشكال الاربعة بشروطها الخاصّة ، وترتيب الصغري والكبري ؛ فيبقي المطلب في فلسفة ماوراء الطبيعة غير مقبول ما لم يصل إلي مرحلة البرهان ، فالخطابة والجدل والشعر والمغالطة وجميع المسائل التي شكّلت إحدي مقدّماتها من هذه مِثل الاُمور غير مقبـولة ، والنتيجة تتبع أخـسّ المقدّمتين ، وينبغي لمقدّمتي القياس أن تكونا مبرهنتين . ولقد وضعوا لهذا الامر المهمّ علم المنطق ، وكَتَب ابن سينا منطق «الشفاء» الباهر ، وأ لّف الخواجة نصير الدين الطوسيّ كتاب «أساس الاقتباس» ، ذلك الكتاب الضخم في المنطق ، ولا تزال دراسة علم المنطق جارية ومعهودة في الحوزات العلميّة حتّي يومنا هذا . أمّا الطبيعيّات فهي بجميع شؤونها وجميع فروع مسائلها ، من الطبّ والنجوم والهيئة ، ومسائل الارض والسماء ، غير مرتكزة وغير معتمدة علي البرهان ، بل تعدّ مسائلها استقرائيّة ، حيث استبدلوا أخيراً كلمة الاستقراء ب التجربة . ولقد بيّن العلماء وأكثروا : أنّ المسائل الاستقرائيّة لا تورث القطع واليقين ، بل هي مسائل ظنّيّة تماثل المسائل الحدسيّة والفرضيّة الحاليّة ، عدا الاستقراء التامّ الذي يورث العلم واليقين . فنسبة المسائل الطبيعيّة الاستقرائيّة إلي الاءلهيّات البرهانيّة ، كنسبة فرضيّة حركات الافلاك والتداوير المفروضة ، وثبوت السيّارات داخل جرمها ، وفرضيّة حركة السيّارات في مداراتها الخاصّة بلا فلك قد سُمّرت في جُرمه ، إلي نتيجة حسابات عالم رياضيّ ومنجّم مختصّ قاس وأجري بصورة دقيقة حساب حركة وزمان أوج وانحطاط الشمس أو ما شاء من سيّارات ، وزمن خسوف القمر وكسوف الشمس وفق القواعد الرياضيّة . فحسابات المنجّم والعالم في الهيئة واحدة في كلّ الصور والحالات ، لا نّها استندت إلي قواعد رياضيّة ثابتة وغير متغيّرة ، سواء أخذنا الارض كمركز للعالم حسب هيئة بطليموس واعتبرنا الشمس وجميع الثوابت والسيّارات تدور حولها ، أم اعتبرنا الشمس مركزاً والسيّارات والارض تدور حولها حسب هيئة كوبرنيك . فمع أنّ هاتين الفرضيّتين مختلفتان بالطبع ، لكنّهما لا تؤثّران أبداً علي نتيجة حسابات المنجّم ، لانّ الاهتمام الرئيسيّ للمنجّم ونظره ليس لحركة هذه أو تلك ، بل بمقارنة البُعد والقُرب ، وهو أمر لا اختلاف فيه ولا تفاوت . فلو كانت الفاصلة بيننا وبينكم مائة فرسخ ، وكان لابدّ لنا من طيّ خمسـين ساعة لنصـل إلي بعضـنا ، فما الفرق للمحـاسـب الذي سيجـري الحساب فيقول إنّ كلّ فرسخينِ ينبغي طيّهما في ساعة واحدة ، أن نكون نحن ثابتين وأنتم المتحرّكون نحونا ، أو تكونوا أنتم الثابتين ونحن المتحرّكون نحوكم ، فالاساس هو صحّة المحاسبة وصوابها ، لا حركة هذا وسكون ذاك ؛ فإنّ ( 8 ) مضروبة في ( 2 ) تساوي ( 16 ) ؛ و( 2 ) مضروبة في ( 8 ) تساوي ( 16 ) أيضاً . فمسألتا الضرب هاتان مع اختلافهما في المحتوي ، أي في المضروب والمضروب فيه ، وبيانهما لمعنيين وكيفيّتين ، لكنّ نتيجة الضرب واحدة . كان هذا مثالاً لنعلم أنّ مسائل الاءلهيّات أيضاً غير قابلة للتغيّر والتبدّل ، لا نّها كالقواعد الرياضيّة والمثلّثات معتمدة علي أساس البرهان ، أمّا الطبيعيّات فتغيّرها ممكن ووارد طبقاً للفرضيّات المتفاوتة وتبعاً للاكتشافات المختلفة . ومن هنا فليست مسائل ما وراء الطبيعة مع الطبيعيّات كبناء ذي طابقين أو غرفتين ، بل كبناء خرسانيّ مسلَّح محكم ومتين مقابل بناء منفصل آخر يُقابله . الاعتراض علی المقالة في فصلها بین وظائف الطبیعة و ماوراء الطبیعةولربّما خُيّل لكاتب المقالة أنّ مسائل ما وراء الطبيعة وأحكامها ووظائف مهامّها ، وصولاً إلي الله الواحد القهّار ، في معزل عن مسائل الطبيعة ، بمعني أنّ أيّ أثر نعتبره للمادّة والطبيعة لن يكون لعالم ما وراء ذلك وآثار عالم الطبيعة منحصرة بآثار لا يد للطبيعة فيها ، لذا فإنّ هزال وتضخّم الطبيعة والمادّة هو علي العكس من العالم الذي وراءها ، أي عالم الحياة ؛ أي أنّ هزال الطبيعة يستتبع ضخامة عالم الحياة ، وضخامة عالم الحياة يستلزم هزال عالم الطبيعة . وهذا التصوّر خاطي ومخالف لاُصول التوحيد ومباين لمنطق القرآن والبرهان ، وما نُسب في كتاب « راه طي شده » ( = الطريق المطويّ ) إلي الموحّـدين والقائـلين بعالم الحياة من الفلاسفة خطأ ومجانبة للصـواب ، إلاّ إذا كان مراد الكاتب من الفلاسفة علماء الغرب الذين لم يتذوّقوا طعم التوحيد . فتبعاً للحكمة المتعالية فإنّ جميع أفعال المادّة والطبيعة هي أعمال ما وراءها ، فلا يمكن وجود ذرّة واحدة وآثارها ولوازمها في جميع عالم المادّة إلاّ وهي تحت سيطرة وهيمنة عالم الروح ، وإحاطة ومعيّة عالم ما وراءها ؛ وتفكيك الاعمال الطبيعيّة وغير الطبيعيّة ، والقول بقطب مستقلّ لكلّ منهما هو خلاف برهان التوحيد . ولعلّه ظنّ أنّ المراد من عالم النفس : الروح ، وما وراء الطبيعة : الملائكة ، وأخيراً فإنّ قدرة الواحد العليم الحكيم هي تلك الظاهرة الحاصلة من المادّة ونتيجة جهاز حركة المادّة في عالم الطبيعة ، أو النظام المتقن المتين الذي جري علم الطبيعة علي أساسه منذ الازل في مسير واحد ونهج مستقيم بلا أدني تخلّف ، وسيبقي في جريانه علي هذا المنوال أيضاً حتّي الابد ؛ وبالطبع فتبعاً لهذا التصوّر فإنّ ضعف الطبيعة يستلزم ضعف هذا المعني ، وقوّتها تستوجب قوّة هذه الحقيقة ، ولذا فإنّ تضخّم وهزال المادّة سيوجب تضـخّم وهزال ما وراءها مباشـرة في معادلة مستقـيمة طرديّة لا عكسيّة . وهذا التصوّر هو تصوّر خاطي أيضاً ، لانّ إتقان النظام والحياة الواحدة الحاكمة علي العالمين ، وعلي جميع عالم الوجود ، من فعل الربّ تعالي ، لا نفس ذاته القدسيّة . ففوق هذا الفعل ، وهذا النظام الواحد المتين الراسخ الحاكم علي العالم ، هناك ذات بسيطة ومجرّدة وواحد وقهّار وعليم وقدير ابتدع هذا العالم بإرادته الازليّة ، وأداره ويديره ، ويُفيض عليه ، ليس فقط في ابتداء الخلق ، بل كلّ لحظة وإلي الابد ؛ فإحاطته به ليست إحاطة علميّة فقط ، بل له معيّة معه في وجوده وذاته ، وجميع هذا العالم هو عِلمه الحضوريّ . فالاءله المتحرّك الجاري الذي له كلّ يوم ظهور وتجلٍّ جديد في المادّة ليس هو الله ، بل مأمور ومحكوم لحكم الله تعالي . وثانياً : إنّ علم الطبيعيّات لم يُلْغَ تدريسه في الحوزات العلميّة ، فهم الآن يدرسون مع الاءلهيّات مباحث الطبيعيّات أيضاً ، ولقد كان علماء الاءسلام الحقيقيّون هم واضعي الحجر الاساس للمدنيّة الغربية ، وامتلكوا في جميع الفنون الطبيعيّة المقام الشامخ الذي لا نشاهد له نظيراً وشبيهاً في الغرب . علماء الإسلام هم أبرز العلماء ، وآباء العلوم الطبیعیّةکلام عبد الحلیم الججندي حول تأسیس الإمام الصادق للعلوم الإسلامیّةجابر بن حیِان و ذوالنون المصريّ والرازيّ مؤسّسو علم الکیمیاءفأمّا بشأن علم الكيمياء : فهم يقولون اليوم إنّ اختلاف الاجسام والعناصر المادّيّة ، كالحديد والذهب والكاربون والاُوكسجين عن بعضها مسبّب عن اختلاف عدد الاءلكترونات الدائرة حول النواة ، ومرتبط بكيفيّة ترتيبها أيضاً ، فإذا أمكننا أن نغيّر هذا النظام في مادّة ما إلي نظام مادّة أُخري فسنكون قد أوجدنا تلك المادّة الثانية ؛ ومن جهة أُخري فإنّه يمكن إطلاق أشعة إكس والطيف الضوئيّ نتيجة تغيير الترتيب الاءلكترونيّ .وقد أجري رجلان إنجليزيّان هما والتون و كاسرافت هذا العمل لاوّل مرّة بشأن عنصر الليثيوم فقاما بتحويله إلي عنصر الهيليوم . وقد وصل قدماؤنا إلي مراحل أبعد من هذه ، ولم يزل العلم الحديث عاجزاً عن الوصول إلي اكتشافاتهم ؛ فلقد اعتبروا الفلزّات قابلة للحياة وممتلكة لنوع من الحياة والموت ( والفعّاليّة ) ، وقالوا بإمكان توليدها المثل ، فسعوا علي هذا الاساس إلي تبديل بعض الفلّزات إلي فلزّات أُخري وخاصّة إلي الذهب . ولم يختصّ هذا التفكير بالمسلمين فقط ، بل بقيت آثاره من قديم الايّام من زمن أفلاطون . [31] والنتيجة المستحصلة من هذه النظريّة هي أنّ الكيميائيّين والمحقّقين قد سعوا في مجال التحقيق . فقاموا في أبحاثهم باختراعات واكتشافات واختبارات كثيرة ، وظهر في هذا العلم أمثال جابر بن حيّان المعروف ب الصوفيّ وهو أحد تلامذة الاءمام جعفر الصادق عليه السلام ، [32] و ذو النون المصريّ ، و أبو زكريّا الرازيّ [33] وغيرهم . وقد اكتشف أبو زكريّا الرازيّ الكحول الذي يدعونه اليوم بنفس الاسم ( ALCOHOL ) من تقطير الموادّ السكّرية والنشاء ، وفتح ـ كما تعلمون بكشفه لهذه المادّة فصلاً جديداً في الطبّ والصيدلة . واكتشف كذلك جوهر الكبريت ـ أي حامض الكبريتيك من تجزئة الزاج الاخضر أي كبريتات الحديد المتبلورة ؛ وتعلمون أنّ هذه المادّة صارت أُمّ الصنائع ، وسميّت بزيت الزاج و أُمّ الصنائع . [34] ولقد حصل علماؤنا بأجهزة التقطير القرع والاءنبيق و بأحجار الكلس علي الكثير من الموادّ الكيميائيّة من قبيل نترات الفضّة ( حجر جهنّم ) و كلوريد الزئبق المشبّع ، و الپوتاس ، و أملاح النُّشادِر ، و جوهر الملح ( حامض الهيدرو كلوريك ) ، و الملح ، و كاربونات الصوديوم ( القلياء ) ، و الانتيمون وعشرات الموادّ الاُخري التي تعدّ في الكيمياء الحاليّة من الاُسس والموادّ المهمّة . [35] وقد عدّوا ـ عند اكتشافهم لهذه الموادّ ـ أنّ صنع الفضّة والذهب أمر ممكن ، وقد كتب محمّد بن زكريا الرازيّ كتاباً باسم : «إنّ صناعة الكيمياء إلي الوجوب أقربُ منها إلي الامتناع» . يقول ابن جُلجُل في «طبقات الاطبّاء والحكماء» : لقد أجري محمّد بن زكريّا الرازيّ تحقيقات في صناعة الكيمياء ، وأ لّف أربع عشرة مقالة في علم الكيمياء . ويشاهد في فهرس مصنّفات الرازيّ اسم ثلاثة كتب ردّ فيها علي عقيدة يعقوب بن إسحاق الكنديّ [36] في بطلان صنعة الكيمياء . وكان للكثير من المتصوّفة اشتغال بهذا العمل ، حيث يتكرّر ذكر أسماء : جابر بن حيّان [37] وذي النون ، والجنيد البغداديّ ، ومحيي الدين عربي ، وشمس التبريزيّ ، وجلال الدين الروميّ ، والسيّد نعمة الله ولي ، ونور علي شاه . هذه هي عظمة وتقدّم علم الكيمياء أحد فروع الطبيعيّات . وبالطبع فإنّ هذا العلم : علم الكيمياء هو عبارة عن تركيب موادّ خاصّة في شروط خاصّة لصناعة الذهب . وأمـّا الاءكسير الذي يقال له أيضاً : الكبريت الاحمر ، فهو علم يُحصل به علي شيء يمكنه تبديل النحاس والفضّة بالمسّ إلي ذهب ، وهو أهمّ كثيراً من الكيمياء . الارجاعات: [27] ـ مجلّة «كيهان فرهنگي» بالفارسيّة ، رقم 50 ، اُرديبهشت ماه 67 ، رقم 2 ، صفحة 13 ، العمود الاخير ، وكذلك صفحة 15 ، العمود الاوّل . [28] ـ مجلّة «كيهان فرهنگي» ، رقم 52 ، تيرماه 67 ، رقم 4 ، ص 13 ، العمود الاخير . [29] ـ مجلّة «كيهان فرهنگي» رقم 52 ، تيرماه 67 ، رقم 4 ، ص 16 ، العمود الاوّل . [30] ـ الآية 5 ، من السورة 79 : النازعات . [31] ـ إنّ ما توصّلوا اليه اليوم هو اكتشاف البناء الذرّيّ للاشياء وفهم علّة اختلاف خواصّ العناصر مع بعضها من جهة اختلاف عدد الاءلكترونات في المدار الخارجيّ ، وكذلك اكتشاف إمكان تبديل العناصر عن طريق القصف الذرّيّ في أجهزة خاصّة ، وهذه الاكتشافات تعطي بشارات أفضل وأحدث . [32] ـ يقول المستشار عبد الحليم الجنديّ عضو أركان المجلس الاعلي للشؤون الاءسلاميّة في جمهوريّة مصر العربيّة في كتابه القيّم : «الاءمام جعفر الصادق» ص 3 و 4 ، طبعة القاهرة سنة 1397 ، في مقدّمة الكتاب : والاءمام جعفر الصادق يقف شامخاً في قمّة فقه أهل بيت النبيّ عليه الصلاة والسلام . هو في الفقه إمام . وحياته للمسلمين إمام . والمسلمون اليوم يلتمسون في كنوزهم الذاتيّة مصادر أصيلة للنهضة ، مسلمة غير مخلطة ولامستوردة. هو الاءمام الوحيد من أهل البيت الذي أُتيحت له إمامة دامت أكثر من ثُلث قرن، تمحّض فيها مجلسه للعلم ، دون أن يمدّ عينيه إلي السلطة في أيدي الملوك ، وبهذا التخصّص سلّم الاُمّة مفاتح العلم النبويّ . ومنه يبدأ التأصيل الواضح لمنهج علميّ عامّ للفكر الاءسلاميّ، نقلته أُمم الغرب فبلغت به مبالغها الحاليّة ، وعمل به بين يديه ثمّ أعلنه تلميذه جابربن حيّان أوّل كيميائيّ ، كما تبايع له أُوروبّا الحديثة ، وهو منهج التجربة والاستخلاص، أي الاعتبار بالواقع وتحكيم العقل مع النزاهة العلميّة. فالاءمام الصادق هو فاتح العالم الفكريّ الجديد بالمنهج العقلانيّ والتجريبيّ، كأصحاب الكشوف الذين فتحوا أرض الله لعباده فدخلوها آمنين. والاءمام الصادق هو الاءمام الوحيد في التأريخ الاءسلاميّ ، والعالم الوحيد في التأريخ العالميّ الذي قامت علي أُسس مبادئه الدينيّة والفقهيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة دول عظمي. ثمّ يستمرّ في كلامه إلي ص 7 و 8 فيقول : والقسم الثاني من الكتاب يعرض تصوّر المؤلّف للعلم الذي علّمه الاءمام ، والمدرسة التي أنتجته ، والمنهج العلميّ العالميّ الذي أخذ به العلماء الدينيّون والفقهيّون والرياضيّون والفلكيّون والكيمائيّون وعلماء الطبيعة الاءسلاميّون ، ونقله عنهم رياضيّو العصور الوسيطة في أُوروبّا ليصير منهج التجربة والاستخلاص الذي يعمل به الفكر المعاصر ، بعد إذ تُرجم من العربيّة في جنوب فرنسا وأسبانيا وصقلية وسواها من جامعات أُوروبّا ، وسبق إلي التنويه به روجير بيكون ، ثمّ نسب إلي فرنسيس بيكون بعد ثلاثة قرون ، وكذلك المنهج السياسيّالاجتماعيّ والاقتصاديّ الذي أقام الدول العظمي والمجتمعات الاءسلاميّة التي يُباهي بها المسلمون في العصر الوسيط وفي العصور الحدثية. ثمّ يقول عبد الحليم الجنديّ في نفس الكتاب ، ص 223 و 224 بشأن عظمة جابربن حيّان: جابربن حيّان أوّل من استحقّ في التأريخ لقب كيميائيّ ، كما تسمّيه أُوروبّا المعاصرة، وهو الذي يشير إليه الرازيّ ( 240 ـ 320 ) ب «جالينوس العرب» ، فيقول : أُستاذنا أبوموسي جابر بن حيّان. والمؤرّخون ـ إلاّ بعضاً من غير المسلمين ـ متّفقون علي تلمذته للاءمام ، وعلي صلته أو تأثّـره به في العلم والعـقيدة ، وأكـثـرهم علي أ نّه صار بعد مـوت الاءمام مـن الشـيعة الاءسماعيليّة. يقول في كتابه «الحاصل» : لَيسَ في العَالَمِ شَيءٌ إلاَّ وَفِيهِ مِن جِمِيعِ الاَشْيَاءِ. وَاللَهِ لَقَدْ وَبَّخَنِي سَيِّدي (يَقْصِدُ الاءمامَ الصَّادِقَ) عَلَي عَمَلِي فَقَالَ : وَاللَهِ يَا جَابِرُ ! لَوْلاَ أَ نِّي أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا العِلْمَ لاَ يَأْخُذُهُ عَنْكَ إلاَّ مَن يَسْتَأْهِلُهُ ، وَأَعْلَمُ عِلْماً يَقِيناً أَ نَّهُ مِثْلُكَ ، لاَمَرْتُكَ بِإبْطَالِ هَذِهِ الكُتُبِ مِنَ العِلْمِ. وكانت كتب رياضة وكيمياء تسبق العصور بجدّتها ، قيل إنّه أخذ علمه عن خالدبن يزيد ثمّ عن الاءمام جعفر . وهو يشير إلي الاءمام دائماً بقوله «سيّدي» ، ويحلف به ويعتبره مصدر الاءلهام له. يقول في مقدّمة كتابه «الاحجار» : وحقّ سيّدي لولا أنّ هذه الكتب باسم سيّدي صلواتالله عليه لما وصلتُ إلي حرفٍ من ذلك إلي الابد. وذكر له المستشرق كراوس ( Kraus ) ناشر كتبه في العصر الحديث أربعين مؤلَّفاً، أضاف ابن النديم في القرن الرابع للهجرة عشرين كتاباً آخر له ونقل ابن النديم من قوله: أ لّفتُ ثلاثمائة كتاب في الفلسفة ، وألفاً وثلاثمائة رسالة في صنائع مجموعة وآلات الحرب، ثمّ أ لّفتُ في الطبّ كتاباً عظيماً ، ثمّ أ لّفتُ كتباً وكباراً ، وأ لّفت في الطبّ نحو خمسمائة كتاب . ثمّ أ لّفتُ في المنطق علي رأي أرسطاطاليس ، ثمّ أ لّفتُ كتاب «الزيج» أيضاً نحو ثلاثمائة ورقة ، ثمّ أ لّفت كتاباً في الزهد والمواعظ. وأ لّفتُ كتباً في العزايم كثيرة حسنة ، وأ لّفتُ في الاشياء التي يعمل بخواصّها كتباً كثيرة، ثمّ أ لّفتُ بعد ذلك نحو خمسمائة كتاب نقضاً علي الفلاسفة ، ثمّ أ لّفتُ كتاباً في الصنعة يُعرف بـ«كتاب الملك» وكتاباً يعرف بـ«الرياض». [33] ـ أبو زكريّا الرازيّ صاحب كتاب «الحاوي» ، من أعاظم أطبّاء وحكماء القرن الثالث الهجريّ ، وهو لشهرته غنيّ عن الوصف ، وقد ذكر كثيرٌ انّ ولادته كانت سنة 225 ووفاته في شهر شعبان سنة 313 ، أو 320 هجريّة . [34] ـ كتاب «شرح حال ومقام محمّد زكريّاي رازي ، پزشك نامي ايران» تأليف الدكتور محمود نجم آبادي ـ بالفارسيّة ، ص 55 و 57 . [35] ـ يعترف علماء الغرب أنّ المسلمين ـ مضافاً الي اكتشافاتهم ل لموادّ المذكورة قد اكتشفوا موادّاً أُخري مثل حامض النتريك ، والهيدروكلوريك ، وكلوريد السلفوريك ، والماء الملكيّ ، وجوهر النشادر وملح النشادر . ويستحصل الماء الملكيّ من خلط التيزاب (حامض النتريك) مع جوهر الملح (حامض الهيدروكلوريك) . يقول غوستاف لوبون في كتابه «حضارة الاءسلام» ص 626 و 627 ، الباب الخامس ، الفصل الثاني ، الكيمياء : والمعارف التي انتقلت من اليونان إلي العرب في الكيمياء ضعيفة ، ولم يكن لليونان علم بما اكتشفه العرب من المركّبات المهمّة كالكحول وزيت الزاج (الحامض الكبريتيّ) وماء الفضّة (الحامض النتريّ) وماء الذهب وما إلي ذلك . وقد اكتشف المسلمون أهمّ أُسس الكيمياء كالتقطير . وما ذكره البعض في كتب الكيمياء من أنّ لافوازيه هو واضع علم الكيمياء يظهر منه نسيانهم أ نّنا لا عهد لنا بعلم من العلوم ومنها علم الكيمياء صار ابتداعه دفعةً واحدة ، وأ نّه وجد عند المسلمين من المختبرات ما وصلوا به إلي اكتشافات لم يكن لافوازيه ليستطيع أن ينتهي إلي اكتشافاته بغيرها . ويقول في صفحة 629 : وقد اكتشف المسلمون أيضاً مركّبات أُخري لا غُنية للكيمياء والصناعة عنها ، كزيت الزاج (الحامض الكبريتيّ) ، والكحول ، وكان الرازيّ المتوفّي سنة 940 أوّل من وصفها ، فقال : إنّ زيت الزاج يستخرج بتقطير الزاج الاخضر ، وإنّ الكحول يستخرج بتقطير الموادّ اللبّيّة أو السكّريّة المختمرة . [36] ـ يعقوب بن إسحاق الكنديّ ، أعلي الفلاسفة العرب مقاماً في القرن الثالث الهجريّ ، لانّ تأريخ بعض مؤلّفاته في سنة 222 هجريّة . وذكر ابن النديم في «الفهرست» وابن أبي أُصَيبعة في «طبقات الاطبّاء» ترجمة أحواله . [37] ـ يقول غوستات لوبون في هامش صفحة 627 من «حضارة الاءسلام» : ويعتبر علماء كيمياء الشرق كالشيخ محمّد قمري وابن وحشيّة ومظفر علي شاه الكرمانيّ وغيرهم جابراً ربيباً للاءمام جعفر الصادق ؛ ولا شكّ في تلمذته علي يديه ، لا نّه يكرّر في مؤلّفاته القَسَم باسمه وعنوانه . |
|
|