بسم الله الرحمن الرحيم

لمحة‌ خاطفة‌ عن‌ ترجمة‌ وآثار المؤلف

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

بسم ال‍له الرّحمن الرّحيم

لمحة‌ خاطفة‌ عن‌ ترجمة‌ وآثار

المرحوم‌ العلاّمة‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ‌ السيّد

محمّد الحسين‌ الحسينيّ‌ الطهرانيّ‌ قدّس‌ سرّه‌

 كحل‌ النور عيني‌ المرحوم‌ العلاّمة‌ الحسيني‌ الطهرانيّ‌ سنة‌ 1345 هجريّة‌ قمريّة من‌ عائلة‌ أصيلة ومتديّنة‌ في‌ طهران‌ . والده‌ الجليل‌ ، المرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاج‌ سيّد محمّد صادق‌ من‌ تلامذة‌ آية‌ الل‍ه‌ ميرزا محمّد تقيّ‌ الشيرازيّ‌ وأخو بحث‌ للمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ سيّد عبدالهادي الشيرازيّ‌ ، كان‌ رجلاً بصيراً وغيوراً وذابّاً ذائداً عن‌ الثقافة‌ الإلهيّة‌ والسنّة‌ النبويّة‌ وشؤون‌ الإسلام‌ الأصيلة‌ ، كما كان‌ من‌ البارزين‌ في‌ الحفاظ‌ علي‌ التديّن‌ مقابل‌ حكومة‌ رضا خان‌ البهلوي‌ ، حيث‌ كان‌ يُعَدُّ أحد علماء طهران‌ الاربعة‌ البارزين‌ .

 قضي‌ المرحوم‌ العلاّمة‌ الحسيني الطهراني تحت‌ ظلّ عناية‌ هكذا والد ، فترة‌ دراسته‌ الابتدائيّة‌ والثانويّة‌ في‌ فرع‌ المكانيك‌ وتصميم‌ المكائن‌ وصنعها .

 إثر إكمال‌ دراساته‌ ، وعلي‌ الرغم‌ من‌ اقتراحات‌ عديدة‌ لمواصلة‌ دراسته‌ في‌ خارج‌ القطر ، أوتولّيه‌ مناصب‌ هامّة‌ خطيرة‌ ومرتبطة‌ باختصاصه‌ ، فقد آثر دراسة‌ العلوم‌ التوحيديّة‌ ، والقرآنيّة باستمداد من الثقل الإلهيّ الأكبر ، فانتهج سبيل طلب العلوم الدينيّة‌ ، وتزيّي‌ بزي التقوي‌ والعلم‌ بمشهد المقدّسة‌ في‌ بيت‌ المرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ ميرزا محمّد الطهراني صاحب‌ «مستدرك‌ البحار» وهو من‌ أعاظم‌ عصره‌ ، وخال‌ والد‌ العلاّمة‌ المرحوم‌ . وفي‌ سنة‌ 1364 هجريّة‌ تشرّف‌ إلي‌ مدينة‌ قمّ‌ الطيّبة‌ ، حيث‌ اشتغل‌ بالدراسة‌ في‌ مدرسة‌ آية‌ الل‍ه‌ حجّت‌ .

 بعدها وتحت‌ ظلّ عنايات‌ سيّدتنا فاطمة‌ المعصومة‌ سلام‌ الل‍ه‌ عليها تعرّف‌ علي‌ سماحة‌ آية‌ الل‍ه‌ العلاّمة‌ سيّد محمّد حسين‌ الطباطبائي رحمة‌ الل‍ه‌ عليه‌ ، فانعقدت‌ بينهما أواصر المؤانسة‌ والموّدة‌ .

سلّم‌ المرحوم‌ العلاّمة‌ الحسيني الطهراني نفسه‌ قلباً وقالباً إلي‌ العقل‌ والقلب‌ السليمين‌ لهذا الخبير الحصيف‌ في‌ التفسير والعلم‌ والحكمة‌ ، فصار من‌ خاصّة‌ تلامذته‌ . فقد كتب‌ سماحته‌ عن‌ أهمّيّة‌ العلاّمة‌ الطباطبائي وعظمه‌ في‌ تعبير يقول‌ : «إن‌ لم‌ أكن‌ ألقي‌ مثل‌ هذا الإنسان‌ لخسرت‌ الدنيا والآخرة‌ حقّاً ولكنت‌ صفر اليدين‌ عن‌ كلّ شي‌ء ؛ فللّه‌ الحمد وله‌ المنّة‌ .»

 شمّر لفهم‌ الدين‌ ، والشريعة‌ المحمّديّة‌ الغرّاء في‌ قمّ سبع‌ سنوات‌ ، حيث‌ نال‌ حظوة‌ كبري‌ علي‌ مختلف‌ المستويات‌ من‌ أساتذة‌ بارزين‌ متحلّين‌ بالأخلاق‌ الإلهيّة‌ مثل‌ المرحوم‌ آية الل‍ه الحاجّ سيّد رضا بهاء الدينيّ‌ ، والمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ‌ الشيخ‌ عبدالجواد سده‌اي ، والمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ‌ الشيخ‌ مرتضي‌ الحائريّ ، كذلك‌ تمتّع‌ بأعلام‌ كالمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ السيّد محمّد حجّت‌ ، والمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ سيّد محمّد داماد ، والمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ العظمي‌ الحاجّ‌ حسين‌ البروجردي .

 في‌ سنة‌ 1370 هجريّة‌ وبتوجيه‌ وتوصية‌ من‌ بعض‌ الأعاظم‌ كالعلاّمة‌ الطباطبائيّ وآية‌ الل‍ه‌ الشهيد الشيخ‌ محمّد صدوقي اليزدي وفد إلي‌ بلد النور لمولي‌ الموالي‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ .

 يكتب‌ المرحوم‌ العلاّمة‌ الطباطبائي في رسالة‌ له‌ : «لو لم‌ يكن‌ هجرة‌ سماحتك‌ وفودك‌ علي‌ العتبة‌ الملائكيّة‌ لمولي‌ الموالي‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ واستفاضتكم‌ تلك‌ العتبة‌ الملكوتيّة‌ لما كنت‌ أرضي‌ بهجرتك‌ أبداً» .

في‌ الفقه‌ والأُصول حطّ رحاله‌ في‌ المحضر الزاخر بالدراية‌ للمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الشيخ‌ حسين‌ الحلّي عليه‌ الرحمة‌ ،كما حضر‌ دروس‌ كلّ من‌ المرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ‌ سيّد أبي‌ القاسم‌ الخوئي والمرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ سيّد محمود الشاهرودي رحمة‌ الل‍ه‌ عليهما واستفادة من المرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ الشيخ‌ آقا بزرك‌ الطهراني قدّس‌ سرّه‌ ، حيث‌ عُدَّ من‌ أبرز تلامذة‌ هؤلاء .

 وبتوصية‌ من‌ العلاّمة‌ الطباطبائيّ ، ومن‌ أجل‌ صفاء السريرة‌ وتطهير القلب‌ لازم‌ وخالط‌ سماحة‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ عبّاس‌ القوچاني ووصي المرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ‌ ميرزا علي القاضي ، كما زاده‌ تأييداً واستقامة‌ في‌ مسيرته‌ العرفانيّة‌ ، مخالطته‌ ومؤانسته‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ سيّد جمال‌ الدين‌ الكلبايكاني .

وخلال‌ فترة‌ إقامته‌ في‌ النجف‌ الأشرف‌ كان‌ يبيت‌ في‌ مسجد السهلة‌ في‌ كلّ ليلة‌ خميس‌ .

وأخيراً ، وبظلّ عنايات‌ صاحب‌ الولاية‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بلغت‌ به‌ مساعيه‌ المتواصلة‌ الدؤوبة‌ ومجاهداته‌ ورياضاته‌ الشرعيّة‌ إلي‌ الإنسان‌ الكامل‌ ، والروح‌ المجرّدة‌ ، ونادرة‌ دهره‌ المرحوم‌ الحاجّ سيّد هاشم‌ الموسويّ الحدّاد رضوان‌ الل‍ه‌ عليه‌ .

هكذا ، وبفضل‌ اتّصاله‌ بالمرحوم‌ الحدّاد ، لاح‌ منعطف‌ جديد في‌ حياته‌ ، حيث‌ آتت‌ المراقبات‌ السلوكيّة‌ والمساعي السابقة‌ ثمارها ، وأخذت‌ حقيقة‌ التوحيد تزدهر وتتنامي‌ في‌ نفس‌ رجل‌ الحقّ‌ وروحه‌ .

 وفي‌ سنة‌ 1377 هجريّة‌ عاد إلي‌ طهران‌ بعد إكمال‌ دراسته‌ وإتقانه‌ العلوم‌ العقليّة‌ والنقليّة‌ والمعارف‌ الإلهيّة‌ ، بغية‌ أداء الواجب‌ وإقامة‌ الشعائر الإلهيّة‌ ، فقام‌ بإحياء الشريعة‌ الغرّاء وتهذيب‌ النفوس‌ المستعدّة‌ وتربيتها في‌ مسجد القائم‌ بشارع‌ السعدي والذي‌ كان‌ مسجداً يقيم‌ فيه‌ والده‌ الشعائر الإلهيّة‌ ؛ وبأمر من‌ المرحوم‌ الحدّاد عقد عري‌ المودّة‌ والإرادة‌ مع‌ سماحة‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ‌ الشيخ‌ جواد الانصاري الهمداني .

 ولا تخفي‌ علي‌ الخبيرين‌ المطّلعين‌ مساعي حامي‌ ذمار الحقّ والحقيقة‌ والتي‌ ترمي‌ إلي‌ تعزيز قواعد حكم‌ الدين‌ والمعارف‌ الإلهيّة‌ وإحياء علوم‌ الإسلام‌، كما ليست‌ تخفي‌ جهوده‌ في‌ ترسيخ‌ محاور الشرع‌ الاساسة‌ من‌ قبيل‌ : مشروع‌ النظام‌ الإسلامي وولاية‌ الفقيه‌ ، صلاة‌ الجمعة‌ ، قوّات‌ المقاومة‌ الوطنيّة‌ ، تقديم‌ نماذج‌ الثقافة‌ الإسلاميّة‌ المتعلّقة‌ باللباس‌ والحجاب‌ والزواج‌ ، والتاريخ‌ والتقويم‌ والساعة‌ والتعليم وكيفيّة‌ النشاط‌ والحياة‌ اليومييّن‌ لجميع‌ أبناء الشعب‌ في‌ المجتمع‌ الإسلامي ؛ حيث‌ تعاضد في‌ هذا المجال‌ مع‌ رجال‌ عظام‌ كالحاجّ‌ سيّد صدر الدين‌ الجزائري ، الشيخ‌ محمّد باقر الآشتياني ، الحاجّ‌ الشيخ‌ محمّد تقي‌ الجعفريّ ، الحاجّ‌ الشيخ‌ جواد الفومني ، الحاجّ السيّد رضي الشيرازي ، الحاجّ الشيخ‌ محيي‌ الدين‌ الانواري ، الحاجّ الشيخ‌ بهاءالدين‌ المحلاّتي ، الحاجّ الشيخ‌ صدرالدين‌ الحائري ، الحاج‌ سيّد محمّد علي السبط‌ ، الحاجّ الشيخ‌ مرتضي‌ المطهّري . ورسالة‌ سماحته‌ إلي‌ قائد الثورة‌ المعظّم‌ ومؤسّس‌ الجمهوريّة‌ الإسلاميّة‌ قدّس‌ سرّه‌ إنّما هي‌ تعبير عن‌ حقائق‌ جمّة‌ . (راجع كتاب وظيفة فرد المسلم في احياء حكومة الاسلام)

 وبعد 24 سنة‌ من‌ الجهود والمساعي‌ الإلهيّة‌ بطهران‌ ، تشرّف‌ إلي‌ المقام‌ الملائكي لعلي بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ آلاف‌ التحيّة‌ والثناء في‌ عام‌ 1400 هجريّة‌ فحطّ رحاله‌ في‌ الحضرة‌ الفيّاضة‌ المعطاء لعالِم‌ آل‌ محمّد صلّي‌ الل‍ه‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم.

 فقد ألّف‌ طوال‌ 16 سنة‌ من‌ توطّنه‌ في‌ الأرض‌ الرضويّة‌ المقدّسة‌ ، دورة‌ علوم‌ الإسلام‌ ومعارفه‌ ضمن‌ 19 عنواناً في‌ 54 جزءاً تضمّ أكثر من‌ 20 ألف‌ صفحة‌ ، كما صبّ اهتمامه‌ في‌ إعداد الطلبة‌ المتحلّين‌ بالعلم‌ والعمل‌ وتربيتهم‌ ، رحمة‌ الل‍ه‌ عليه‌ رحمةً واسعةً .

 لقد كان‌ العلاّمة‌ آية الل‍ه الحسينيّ الطهراني يسعي‌ إلي‌ تمهيد الأرضيّة‌ لظهور الولاية‌ الإلهيّة‌ العظمي‌ والحقيقة‌ المخزونة‌ لآل‌ محمّد صلّي‌ الل‍ه‌ عليه‌ وآله‌ بتأليفه‌ الكتب‌ وإعداده‌ وتربيته‌ تلامذة‌ منوّرين‌ بنور التوحيد والولاية‌ .

 كان‌ المرحوم‌ آية‌ الل‍ه‌ الحاجّ السيّد أحمد الخوانساري رحمة‌ الل‍ه‌ عليه‌ يعبّر عنه‌ ب‍ـ «فخر العالم‌ الإسلاميّ» ، كذلك‌ سمّاه‌ العلاّمة‌ الطباطبائي «حارس‌ مدرسة‌ التشيّع‌» ، كما لقّبه‌ السيّد الحدّاد بـ «سيّد الطائفتين‌» .

 فالقلب‌ الذي‌ كان‌ ينبض‌ طيلة‌ عمره‌ لاعتلاء كلمة‌ التوحيد وإيضاح‌ منصب‌ الولاية‌ الإلهيّة‌ المطلقة‌ والدفاع‌ عن‌ حمي‌ التشيّع‌ والمباديî الأصيلة‌ للثقافة‌ الإسلاميّة‌ ، أخيراً توقّف‌ عن‌ الخفقان‌ قبل‌ ظهر يوم‌ السبت‌ 9 صفر الخير 1416 بساعتين‌ في‌ العتبة‌ المقدّسة‌ لثامن‌ الأئمّة‌ علي بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ آلاف‌ التحيّة‌ والثناء ،‌ وكلّ بنانه‌ الذي‌ نثر الحلي‌ عن‌ الجود باللاليî والدراري‌ الزاهية‌ للمعارف‌ الإلهيّة‌ الحقّة‌ .

 فلبّت‌ نفسه‌ القدسيّة‌ نداء «اَرْجِعِي‌» محلّقة‌ إلي‌ رياض‌ القدس‌ «فِي مِقْعَدِ صِدْقٍ‌ عِندَ مَلِيكٍ‌ مُقْتَدِر» منتشية‌ بحميّا وسَقَيهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ، فَوُرِيَ جثمانه‌ الطاهر الثري‌ بجوار مولاه‌ في‌ الضلع‌ الجنوبي الشرقيّ للصحن‌ العتيق‌ ليكون‌ زائراً مستودع‌ أحذية‌ مقامه‌ .

 وسلام‌ عليه‌ يوم‌ ولد ويوم‌ مات‌ ويوم‌ يبعث‌ حيّاً . 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com