|
|
الصفحة السابقةينبغي معرفة الله بالله تعإلی؛ «جاءت الشمس علی الشمس دليلاً»الله سبحانه وتعإلی شأنه نور، وهو ظاهر، وهو الذي أظهر جميع المخلوقات؛ والإنسان يريد أن يصل إلی الله، فكيف له إدراك الظاهر وهو المخلوق الذي يمثّل ظهوراً؟ فعندما يكفّ عن الظهور، فإنّه سيلتحم بالشعاع ويرجع إلی أصل النور. يرجع إلی الشمس ويخترق ذاتها، وهناك لن يكون ثمّة شعاع، فالشمس هي الشمس ولا يمكن لاحد أن يعرف ذاتاً للشمس غير الشمس نفسها. ومهما تكلّمنا عن الشمس وتحدّثنا عن عظمتها و خصائصها وصفاتها، فمن أين لنا أن نعرف كنه حقيقتها لنتحدث عنها؟ وأين سنراها؟ أ نّي سندرك حرارتها؟ بل كيف سنلمّ كمّها وكيفها؟ ملايين الفراسخ تفصلنا عنها، وما يصلنا من حرارتها هو نزر يسير ليس إلاّ، ومتي ما أردنا رؤيتها وضعنا زجاجة سوداء علی أعيننا ومن وراء حجاب أسود ومظلم نستطيع فقط رؤية قرصها. هذا مبلغ علمنا عن الشمس، فمن ذا الذي عرف الشمس كما هي؟ الذي عرف كُنه الشمس وحقيقتها، هو الذي انطلق من الارض ودخل في أعماقها، وذاب وانمحي في ذراتها، ولم يبق له أيّ أثر، وللاسف عندها لن يكون هو موجوداً فيها، بل إنّ كلمة (هو) لن تجد لها مكانا في بطن الشمس. مدح تو حيف است با زندانيان گويم اندر مجمع روحانيان مدح، تعريف است و تخريق حجاب فارغ است از مدح و تعريف آفتاب مادح خورشيد مدّاح خود است كه دو چشمم روشن و نامُرمَد[1] است ذمّ خورشيد جهان ذمّ خود است كه دو چشمم كور و تاريك و بد است [2] العشّاق هم ضحايا المعشوقينوقال في مكان آخر: عاشقي پيداست از زاريّ دل نيست بيماري چو بيماريّ دل علّت عاشق ز علّتها جداست عشق، اُصطرلاب اسرار خداست [3] * * * آفتاب آمد دليل آفتاب [4] گر دليلت بايد از وي رو متاب از وي ار سايه نشاني ميدهد شمس هر دم نور جاني ميدهد سايه خواب آرد ترا همچون سمر چون بزايد شمس، انشقّ القَمر [5] خود غريبي در جهان چون شمس نيست شمس جان باقئي كش أمس نيست [6] يقول الشيخ مصلح الدين سعدي الشيرازيّ: «الطوّافون حول كعبة جلاله قد اعترفوا بتقصيرهم في عبادته وينادون: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبادَتِكَ، وتحيّر العارفون في وصف جماله قائلين: مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ ! [7] گر كسي وصف او ز من پرسد بيدل از بينشان چه گويد باز عاشقان، كشتگان معشوقند برنيايد ز كشتگان آواز[8] نكّسَ أحد العارفين رأسه في مراقبته واستغرق في بحر المكاشفة، وعندما أفاق سأله بعض الاصحاب: ماذا هيّأت لنا من البستان إيّاه؟ فأجاب العارف: شغفني زهر هذا البستان، فوقفت عنده أقطف لاصحابي بعضها، فأسكرني عطره وغيّبني سحره. اي مرغ سحر عشق ز پروانه بياموز كان سوخته را جان شد و آواز نيامد اين مدّعيان در طلبش بيخبرانند كانرا كه خبر شد خبري باز نيامد [9] * * * اي برتر از خيال و قياس و گمان و وهم و ز هرچه گفتهاند و شنيديم و خواندهايم مجلس تمام گشت و به آخر رسيد عمر ما همچنان در اوّل وصف تو ماندهايم [10] وَكُـلٌّ يَـدَّعِـي وَصْـلاً بِلَيْـلَـي وَلَيْـلَـي لاَ تُـقِـرُّ لَـهُـمْ بِـذَاكَا إذَا جَرَتِ الدُّمُوعُ علی الخُدُودِ تَبَيَّـنَ مَـنْ بَكَـي مِـمَّـنْ تَـبَـاكَا ذُكرت الرباعيّة التإلیة بالمناسبة في «مفاتيح الإعجاز»: رخ دلدار را نقاب توئي چهرة يار را حجاب توئي به تو پوشيده است مهر رخش ابر بر روي آفتاب توئي [11] وعلي العموم، فهذا النوع من معرفة الله، الذي هو عبارة عن اقتفاء الاثر للوصول إلی المؤثّر، وبحث سرّ الخلق للوصول إلی الخالق هي معرفة إجمإلیة وليست مفصّلة. معرفة عن بعد ومن وراء حجاب، وليست عن قرب وبدون حجاب، وهي معرفة الضعفاء والعاجزين لا معرفة الرجال قويّي الإرادة وعإلی الهمة. هذه المعرفة، معرفة البعرة التي تدلّ علی البعير، والروثة تدلّ علی الحمير. أين هذا من المعرفة بعد مجاهدة طويلة وعذاب مرير طوال عمر مديد؟ كلام الإمام عليّ: البَعْرَةُ تَدُلُّ علی البَعِيرِ، وَالرَّوْثَةُ تَدُلُّ علی الحَمِيرِيروي المجلسيّ رضوان الله تعإلی عليه عن «جامع الاخبار»: سُئِلَ أَمِيرُ المُوْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ إثْبَاتِ الصَّانِعِ، فَقَالَ: البَعْرَةُ تَدُلُّ علی البَعِيرِ، وَالرَّوْثَةُ تَدُلُّ علی الحَمِيرِ، وَآثَارُ القَدَمِ تَدُلُّ علی المَسِيرِ. (بهذا الاتّجاه أو ذاك) فَهَيْكَلٌ عِلْوِيٌّ بِهَذِهِ اللَّطَافَةِ وَمَرْكَزٌ سِفْلِيٌّ بِهَذِهِ الكَثَافَةِ كَيْفَ لاَ يَدُلاَّنِ علی اللَّطِيفِ الخَبِيرِ؟! [12] وكذلك روي عن «جامع الاخبار»: سُئِلَ أَمِيرُ المُوْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَيْهِ: مَا الدَّلِيلُ علی إثْبَاتِ الصَّانِعِ؟! قَالَ: ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ: تَحْوِيلُ الحَالِ، وَضَعْفُ الاَرْكَانِ، وَنَقْضُ الهِمَّةِ.[13] وفي «التوحيد» للصدوق عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقِيلَ لَهُ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟! قَالَ: بِفَسْخِ العَزْمِ وَنَقْضِ الهَمِّ؛ عَزَمْتُ فَفَسَخَ عَزْمِي وَهَمَمْتُ فَنَقَضَ هَمِّي ! [14] ومثل هذه المعرفة، وهي التي يطلق عليها في المنطق البرهان «الإنّيّ»؛ معرفة من المعلول إلی العلّة، من المخلوق إلی الخالق، ومن المصنوع إلی الصانع. سُئِلَتْ عجوز: كيف عرفتِ الله؟ أجابت: من آلة النسيج هذه، فعندما أمسك مقبضها وأدوّره بهذا الدوران ينسج الحبل، وحيث أرفعُ يدي وأتوقف عن التدوير تتوقّف ويبقي الصوف والقطن علی حاله، عندها لا نسيج ينسج، ولا ليف يبرم. من هنا أيقنت أنّ للافلاك والنجوم والكواكب السيّارة والشمس والقمر والارض ونظام الخلق بأجمعه خالقاً مقتدراً، متي شاء عطّل الوجود ورماه في هوّة العدم. وإن شاء أمدّه بأسباب الحياة وأدار عجلة استمراره. خبر داري كه سيّاحان افلاك چرا گردند گرد مركز خاك در اين محرابگه معبودشان كيست وزين آمد شدن مقصودشان چيست چه ميخواهند از اين محمل كشيدن چه ميجويند ازين منزل بريدن چرا اين ثابت است آن منقلب نام كه گفت اين را بجُنب آن را بيارام مرا بر سرّ گردون رهبري نيست جز آن كاين نقش دانم سرسري نيست [15] از اين گردنده گنبدهاي پر نور بجز گردش چه شايد ديدن از دور بلي در طبع هر دانندهاي هست كه با گردنده گردانندهاي هست از آن چرخه كه گرداند زن پير قياس چرخ گردنده از آن گير [16] ولهذا قيل: وَعَلَيْكُمْ بِدِينِ العَجِائِزِ ! ولكن مهما يكن من أمر، عليك أن لا تنسي بأ نّك رجل، بل رجل يافع تملك إرادة، فإذا اقتصرت علی دين العجائز كان مصيرك الحزن والندامة في الحياة الدنيا، والحسرة والخذلان في الا´خرة. أشعار الشبستريّ الرائعة في ضرورة الحركة صوب الله تعإلیيقول فخر الشيعة الاثني عشريّة العالم الجليل الشيخ محمود بن عبد الكريم نجم الدين الشبستريّ، وهو من علماء القرن السابع الهجريّ تغمده الله بأعلي درجات رضوانه، في هذا الشأن: تو از عالم همين لفظي شنيدي بيا بر گو كه از عالم چه ديدي؟ [17] چه دانستي ز صورت يا ز معني؟ چه باشد آخرت چونست دُنيي؟ بگو سيمرغ و كوه قاف چبود؟ بهشت و دوزخ و أعراف چبود؟ كدام است آن جهان كو نيست پيدا كه يك روزش بود يك سال اينجا؟ همين نبود جهان آخر كه ديدي نه ما لا تُبْصِرونْ آخر شنيدي؟ بيا بنما كه جابُلقا كدام است جهان شهر جابُلسا كدام است مشارق با مغارب هم بينديش چه اين عالم ندارد جز يكي بيش بيان مِثْلَهُنَّ ز ابن عبّاس شنو پس خويشتن را نيك بشناس [18] تو در خوابيّ و اين ديدن خيال است هر آنچه ديدهاي از وي مثال است به صبح حشر چون گردي تو بيدار بداني كان همه وهم است و پندار چه برخيزد خيال چشم أحوَل زمين و آسمان گردد مبدّل چه خورشيد جهان بنمايدت چهر نماند نور ناهيد و مه و مهر فتد يك تاب از آن بر سنگ خاره شود چون پشم رنگين پاره پاره بدان اكنون كه كردن ميتواني چه نتواني چه سود آنگه كه داني چه ميگويم حديث عالم دل ترا سر در نشيب و پاي در گل [19] جهان آنِ تو و تو مانده عاجز ز تو محروم تر كس ديد هرگز؟ چو محبوسان به يك منزل نشسته بدست عجز، پاي خويش بسته نشستي چون زنان در كوي ادبار نميداري ز جهل خويشتن عار دليران جهان آغشته در خون تو سر پوشيده ننهي پاي بيرون چه كردي فهم از اين «دين العجايز» كه بر خود جهل ميداري تو جايز؟ زنان چون ناقصات عقل و دينند چرا مردان ره ايشان گزينند؟ اگر مردي برون آي و نظر كن هر آنچ آيد به پيشت زان گذر كن [20] مياسا يك زمان اندر مراحل مشو موقوف همراه رواحل خليل آسا برو حقّ را طلب كن شبي را روز و روزي را به شب كن ستاره با مه و خورشيد اكبر بود حسّ و خيال و عقل انور بگردان زان همه اي راهرو روي هميشه لا اُحِبُّ الاْ´فِلينْ گوي و يا چون موسي عمران در اين راه برو تا بشنوي إنّي أنَا اللَهْ ترا تا كوه هستي پيش باقي است جواب لفظ أرْني، لَنْ تَراني است حقيقت كهربا، ذات تو كاه است اگر كوه توئيّ نبود چه راه است؟ [21] تجلّي گر رسد بر كوه هستي شود چون خاك ره، هستي ز پستي گدائي گردد از يك جذبه شاهي به يك لحظه دهد كوهي به كاهي برو اندر پي خواجه به أسْرَي تفرّج كن همه آيات كُبري برون آي از سراي اُمّ هاني بگو مطلق حديث مَن رَءاني گذاري كن ز كاف كُنج كونين نشين بر قاف قرب قابَ قوسَين دهد حقّ مر ترا از آنچه خواهي نمايندت همه أشيا كَما هيْ [22] «مفاتيح الإعجاز» في شرح أشعار «گلشن راز»لقد أغلق الشيخ رحمه الله، في الابيات المختصرة التي مرّت آنفاً، كلّ أبواب عبادة النفس ودلّ علی الطريق إلی الله، وبما أنّ كتابنا هو في (معرفة الله) فقد رأينا من المناسب ذكرها هنا. بَيدَ أنّ بعض هذه الابيات تحتاج إلی شرح وتوضيح، ومنذ عصر الشيخ وحتّي الا´ن، لم يظهر شرح أحسن ولا أوضح ولا أقرب إلی القلب من شرح العالم الجليل: الشيخ محمّد بن يحيي بن علی الجيلانيّ اللاهيجيّ، وعلي الرغم من مضي خمسمائة وثمانية وثلاثين عاماً منذ ذلك الوقت وحتّي هذه السنة، وهي سنة (1415 ه) [23] علی هذا الشرح، فهو لا يزال مرجعاً لاعلام الفنّ، وارتأي أن تورَد نفس عباراته لتوضيح مفاهيم الشيخ. كما أن متانة الكلام وقوّة البرهان وسلاسة الإنشاء وعذوبته ورقَّة الشِّعْر وسحره جعلته يتربّع علی عرش البيان. وها نحن نشرع بالشرح، وحيثما كانت الحاجة إلی الملاحظات الضروريّة قمنا بتسجيلها، بِحَوْلِ اللَهِ وَقُوَّتِهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العَليِّ العَظِيمِ. يقول الشيخ محمّد اللاهيجيّ: «لانّ الحقّ تعإلی متجلٍّ بجميع الاشياء والاعيان، وأنّ العلم والحياة لازمتا الذات الإلهيّة، وبالطبع أينما كان الملزوم، كان اللازم، فلهذا، أينما وُجِد الوجود، وُجِد العِلم والحياة. وغاية ما في هذا الباب،) أنّه إذا كان مكان ظهور التجلّي لا يحوي الاعتدال الموجب لظهور الحياة والعلم، عندئذٍ ستبقي تلك الصفات كامنة فيه، كالشخص المغمي عليه. إذاً جميع الاشياء هي ذات علم وحياة، وكلّ شيء له حياة، فبالقطع له نفس أيضاً، وكلّ نفس موجودة ـ بالقوّة أو بالفعل تكون بالضرورة مدركة لوجودها. وحريّاً بها أن تدرك الوجود المطلق، حيث العامّ يكون أوضح من الخاصّ، أي أنّ كلّ ما في الكون يدرك ذاته ـ بالقوّة أو بالفعل وهذا الإدراك يفتح الطريق إلی ساحة الله تعإلی، لانّ ذات الحقّ تعإلی متجلّية وظاهرة في جميع الاشياء. نطق آب و نطق خاك و نطق گل هست محسوس حواس اهل دل فلسفي كآن منكر حَنّانه است از حواس اوليا بيگانه است [24] فكلّ موجود مظهر لوجه الله تعإلی ومرآة له، وهو متجلٍّ بجميع الاشياء، ولكنّه تواري في حجاب التعيّنات. ويقول أيضاً: به زير پردة هر ذرّه پنهان جمال جانفزاي روي جانان [25] وأمّا من عجائب السرّ الإلهيّ،) أنّه جلّت قدرته في أوج ظهوره محتجب، وفي أوج احتجابه ظاهر، وعلي الرغم من) أنّه لا موجود كائن بدونه، وأ نّه عين كلّ شيء، وأضحي التعيّن والتشخّص حلّة جماله، فإنّ جمال ذلك المحبوب الحقيقيّ الاخّاذ قد كمن وفي ضمير كلّ ذرّة من ذرّات العالمين، بدا بكلّ صورة ولون. بَدَتْ بِاحْتِجَابٍ وَاخْتَفَتْ بِمَظَاهِرٍ علی صِبَغِ التَّلْوِينِ فِي كُلِّ بَرْزَةٍ [26] خورشيد به ذرّه چون نهان است چون ذرّه به نور خود عيان است حيف است كه مهر روي جانان مستور به پردة جهان است از بهر چه نور عالم آرا در ظلمت اين و آن نهان است خورشيد رُخش به جلوه آمد ذرّات جهان نمودِ آن است [27] فَسُبْحانَهُ وَتَعإلی؛ مَا ظَهَرَ فِي مَظْهَرٍ إلاَّ وَاحْتَجَبَ بِهِ. قاعِدَةٌ فِي أَنَّ مَرَاتِبَ ظُهُورِ الحَقِّ غَيْرُ مُتَناهِيَةٍ: وبعد أن أشار ضمن تفكّره في الا´لاء والنِّعَم إلی بيان صدور الكثرة من الوحدة، وظهور الوحدة في الكثرة، تطرّق إلی ترتيب مقدّمة من جهة تنبيه الغافلين وترغيب الطالبين، حيث تحدّثت تلك المقدّمة عمّا تتوقّف عليه المعرفة التامّة، وقال تحت عنوان قاعدة: إنّ هذه القاعدة تشير إلی أنّ مراتب الظهور الإلهيّ لا متناهية، وإنّما نحصل علی المعرفة الحقيقيّة، عند حصولنا علی الاطّلاع الكشفيّ علی هذه المراتب الكلّيّة. درجات ظهور الله تعإلی في العوالم لامتناهيةواعلم أنّ العالم لا يقتصر علی عالم الشهادة هذا، وأنّ هذا العالم، إنّما هو انعكاس بالقياس إلی العوالم الغيبيّة المعنويّة، وأنّ للحقّ تعإلی ظهوراً مختلفاً في كلٍّ من عوالم التجلّي والظهور، وعلي هذا قال: تو از عالم همين لفظي شنيدي بيا بر گو كه از عالم چه ديدي؟! [28] حيث يقول: إنّك من هذا العالم الذي تعرفه إنّما سمعت لفظاً، وما دريت أنّ العالم أكبر من ذلك. لا نّه قيل: إنّ العالَم، هو ذلك الذي يُتَوَصَّل به إلی معرفة شيءٍ ما، وبهذا المعني، يكون اشتقاق كلمة العالم أظهر من كلمة العلم. لذا، فإنّ تسمية الموجودات بالعالم، هي بواسطة) أنّه وسيلة وآلة لإدراك الحقّ تعإلی. مثله كمثل الخاتم، الذي يدلّ علی الشيء الذي يختم به. وعلي هذا المعني أمكن إطلاق كلمة العالم علی مجموع الاشياء الموجودة، وكذا أمكن إطلاقه علی كلّ مرتبة بل وكلّ فرد، ولهذا فهو يقول، هلمّ وأخبرني عمّا رأيت من هذا العالم؟ وإلی أيٍّ من هذه العوالم وصلت؟ ذلك أنّ العوالم غير المحسوسة كثيرة، وقد ورد في الاخبار، أنّ العوالم كثيرة، وقد أشار بالتفصيل إلی ذلك: چه دانستي ز صورت يا ز معني؟ چه باشد آخرت چونست دنيا؟! [29] يقول ماذا علمت عمّا قيل من عالم الصورة والمعني؟ اعلم، أنّ ما يمكن إدراكه بالحواسّ الظاهرة، إنّما هو الصورة، وأنّ ما لا تدركه الحواسّ الظاهرة، هو المعني أو ما يسمّي بالغيب والشهادة. وأمّا الدنيا، فهي عبارة عن هذا العالم، الذي تتعلّق فيه النفس الإنسانيّة بالبدن، وبواسطة الا´لات البدنيّة، يمكنها اكتساب الاخلاق والاعمال من سيّئات وحسنات. ويعبّر عن ذلك، بالنشأة الاُولي؛ وأمّا الا´خرة، فهي العالم الذي تُقاضي فيه النفس بعد مفارقتها البدن، وتجزي علی أخلاقها وأعمالها، إنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وَإنْ شَرَّاً فَشَرٌّ. [30] وسوف نشير إلی حقيقة معني كَلِّمُوا النَّاسَ علی قَدْرِ عُقُولِهِمْ [31] باختصار أثناء شرحنا للابيات إن شاء الله تعإلی. «العنقاء» هي الذات الواحدة المطلقة؛ و«جبل قاف» هو الحقيقة الإنسانيّةولمّا كان الهدف وهو معرفة الطالب لما لا يُدرك بالحسّ والعقل حقّ إدراكه، ليس بسهل، وإنّما يستند علی تنقية الفؤاد: فقد قال: بگو سيمرغ و كوه قاف چبود؟ بهشت و دوزخ و أعراف چبود؟ [32] واعلم) أنّه قد رويت وقيلت الكثير من الحكايات حول طائر العنقاء كلٌّ حسب تأويله، وأمّا ما يخطر ببال الحقير الفقير فهو أنّ العنقاء رمز للذات الواحدة المطلقة، وأنّ القاف، وهو مقرّها، يرمز إلی الحقيقة الإنسانيّة التي هي مظهر تامّ لتلك الحقيقة، وأنّ الحقّ بكامل أسمائه وصفاته، متجلٍّ وظاهر بها. وأمّا ما قيل من أنّ جبل قاف محيط بالعالم من كلّ جوانبه لعظمته، فإنّ هذا المعني ظاهر في الحقيقة الإنسانيّة، لانّ تلك الحقيقة كما مرّ بيانها، تشتمل علی جميع حقائق العالم، ولانّ الإنسان يمثّل أحديّة الجمع ظاهراً وباطناً، وهو منتخب كلّ العالم وخلاصته. وكلّ من وصل إلی معرفة الحقيقة الإنسانيّة، اعتماداً علی قاعدة أنّ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ،[33] تيسّرت له رؤية الحقّ تعإلی ومعرفته، حيث إنّ: مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَي الحَقَّ؛ [34] وعلي هذا، فإنّ من وصل إلی جبل قاف، فقد وصل إلی العنقاء. شعر: گرنه آن حسن در تجلّي بود آن أنا الحقّ كه گفت: سُبحاني [35] كه تواند به غير او گفتن لَيْسَ في جُبَّتي[36] كه ميخواني [37] هر چه هستي است در تو موجود است خويشتن را مگر نميداني [38] ارجاعات [2] ـ يقول: «إنّ مدحي لك مع السجناء مدعاة للاسف، إذ يجب مدحك ضمن جماعة الروحانيّين.نّ المدح تعريف وخرق للحجاب، والشمس غنيّة عن المدح والتعريف. إنّ مدّاح الشمس في الواقع يمدح نفسه، وكأ نّه يقول: إنّ عينيَّ مفتوحتان وسالمتان، غير مُرمدتين. وإنّ من يذمّ الشمـس إنّما يذمّ نفسـه، فهو كمن يقول: عيناي لا تبصـران شـيئاً، ولا أري سوي الظلمة والشرّ». ديوان «المثنوي» ص 429، السطر 4 و 5، بداية (الكتاب الاوّل)، طبعة آقا ميرزا المحموديّ [3] ـ يقول: «إنّ العشق ظاهر من خلال شكاوي القلب والفؤاد، ولا داء كالعشق أبداً. إنّ علّة العاشق لا تشبه العلل الاُخري، فمثل العشق كمثل إسطرلاب أسرار الله». [4] ـ إشارة إلی الحديث عَرَفْتُ رَبِّي بِرَبِّي، وكذلك يَا مَنْ دَلَّ علی ذَاتِهِ بِذَاتِهِ. (التعليقة). [5] ـ يقول: «إذا كانت الشمس لكَ دليلاً للشمس فلا تُشِحْ بوجهك عنها. إنّها وإن كانت تُظهر الظلّ إلاّ أ نّها تشعّ علی العالم بالنور والضياء. إنّ الظلّ يغريك علی النوم كالقصّة (التي تقال عند رأس من يريد النوم)، فلو ولدت الشمس، انشقّ القمر» [6] ـ يقول: «لا غريب كالشمس في هذا العالم، فمع انقضاء يوم أمس يبدو وكأنّ الشمس لم يكُن لها وجود إلاّ إلیوم». ديوان «المثنوي» ج 1، ص 4، سطر 12 و 16 و 17، طبعة ميرزا المحموديّ. [7] ـ يقول السمعانيّ في كتاب «روح الارواح في شرح أسماء الملك الفتّاح» ص 54: «فتأتي ملائكة الملوك إلی صوامع العبادة وتشعل ناراً فيها، وتبعثر أكداس التقديس والتسبيح قائلةً: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ. ثمّ يأتي العرفاء والموحّدون ناشرين أيديهم قائلين: مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ ». وقال في ص 596: «إنّ قول الملائكة: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، إنّما هو إضاعة وتبديد للجهد؛ وقول الإنس: مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ، معناه إشعال النار في الاكداس وإحراقها». وكتب نجيب مائل الهرويّ في تعليقه في ص 697: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ». كتب علاء الدولة السمنانيّ يقول: إنّ إحدي مسائل الاُصول موضع الخلاف بين الإمام أبي حنيفة والإمام الشافعيّ هي أنّ أبا حنيفة يقول: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ وَلَكِنْ عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ، في حين يقول الشافعيّ: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ أَي مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ. (المجلس الاربعون، ص 156 إلی 157)». ويقول علاء الدولة السمنانيّ في كتابه «العروة» ص 83 و 84: «وكذلك قال جميع العرفاء. أمّا ما قاله الإمام الاعظم أبو حنيفة الكوفيّ فهو: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ وَمَا شَكَرْنَاكَ حَقَّ شُكْرِكَ، وَلَكِنْ عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ؛ يحمل هذا المعني». [8] ـ يقول: «أيّها السائل عن وصف الحبيب ما يقول الواله ما عسي أن يجيب إنّما العشّاق قتلي للحبيب كيف للموتي بقول أو نحيب» [9] ـ يقول: «يا طائر فجر العشق ! تعلّم من الفراشة كيف تحترق بصمت. إنّ هؤلاء الباحثين عنه غافلون عن أنّ مَن صار خبراً لم يأت منه خبر». [10] ـ يقول: «يا من هو أسمي من الخيال والقياس والظنّ والوهم، وأعلي من كلّ ما قلنا وسمعنا وقرأنا. لقد انقضي المجلس وتصرّم العمر، ونحن حائرون في أوّل صفتك». نقلاً عن نسختين، الاُولي نسخة قديمة مطبوعة كُتبت مع «بوستان» بخطّ علی أكبر التفرشيّ في شهر شعبان المعظّم 1260 ه في عهد محمّد شاه القاجاريّ. وصفحات هذه النسخة غير مرقّمة. الثانية: عن «كلّيّات سعدي ـ ديوان سعدي» والتي جمعت تحت إشراف محمّد علی فروغي ومن جملتها ديوان «گلستان». وقد ذكرنا هنا هذا الكلام نقلاً عن ص 3 منها. [11] ـ يقول: «أنت حجاب وجه المحبوب أنت ستار طلعة المحبوب بك مستور مُحيّاه ووجهه أنتَ غَيمٌ بك ضوء الشمس محجوب» «مفاتيح الإعجاز» في شرح «گلشن راز» (= بستان الاسرار) للشيخ محمّد اللاهيجيّ، ص 110. [12] ـ «بحار الانوار» للعلاّمة شيخ الإسلام: الملاّ محمّد باقر المجلسيّ رضوان الله عليه، ج 3، ص 55، كتاب التوحيد، الرواية 27، طبعة المطبعة الحيدريّة [13] ـ «بحار الانوار» ج 3، ص 55، كتاب التوحيد، الرواية 29، طبعة المطبعة الحيدريّة. [14] ـ «بحار الانوار» ج 3، ص 49، باب 3: «إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه علی وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته»، الحديث 21، طبعة مطبعة الحيدريّ [15] ـ يقول: «هل تعلم لماذا تسبح الكواكب والاجرام في الافلاك حول مركز التراب. مَن هو معبودهم في هذا المحراب؟ وما مرادهم من هذا الدوران؟ ماذا يبغون من حملهم هذا الهودج؟ وما هو هدفهم من ترك هذا المنزل؟ لِمَ نسمّي هذا ثابتاً منقلباً؟ ولِمَ يُقال لهذا متحرّكاً ولذاك ساكناً؟ أنا لا أملك دليلاً علی سرّ هذا الدوران لكنّي أعلم أنّ هذا النظام ليس عبثاً». [16] ـ يقول: «ماذا يمكن أن يُري من محرِّك هذه الاجسام المنيرة الدائرة سوي الدوران؟ نعم فكلّ لبيب يفهم أنّ لكلّ دائر مُدوّر. فقس الفلك الدائر بمغزل العجوز وخذ عبرة منه». «كلّيّات حكيم نظامي گنجوي» (= الديوان الكامل للحكيم النظاميّ الكنجويّ) ص 123 و 124، طبعة منشورات أمير كبير، القسم الخاصّ بـ (خسرو و شيرين) تحت عنوان «استدلال نظر وتوفيق شناخت» (= استدلال الرأي والتوفيق للمعرفة)، وهي قصيدة مفصّلة انتخبنا منها الابيات المذكورة. [17] ـ يقول: «أنت لا تعرف من هذا العالم إلاّ اسمه، وإذا كنت قد رأيت شيئاً منه، فقلْ إذن ماذا رأيتَ؟». [18] ـ يقول: «ماذا عرفت عن الصورة أو المعني؟ أم ما هي الا´خرة وما هي الدنيا؟ قل ما هي العنقاء أو جبل قاف؟ أم ما هي الجنّة والنار والاعراف؟ أين ذلك العالَم، لِمَ لا يَبين؟ أين ذلك العالَم الخفيّ الذي يعادل يومه سنة من هذا العالم؟ لم يكن هذا العالَم الذي رأيتَه هو العالم الا´خر، أما سمعت عن (ما لا تُبصرون)؟ تعال وقل أيّ المدن هي جابُلقا وأيّها هي حابُلسا؟:وتَفَكَّرْ كذلك بالمشارق والمغارب، لانّ هذا العالَم لا يملك إلاّ مشرقاً واحداً ومغرباً واحداً. اسمع بيان (مِثْلَهُنَّ) من ابن عبّاس، ثمّ اعرِفْ نفسكَ جيّداً». [19] ـ يقول: «أنت غاطّ في النوم ونظرك خيال، وكلّ ما رأيته ليس إلاّ مثالاً. لكن عندما تصحو يوم الحشر وتنتبه ستعلم حينئذٍ أنّ ذلك لَم يكن إلاّ وهماً وظنّاً. إذا فتح الاحول عينيه بدت السماء والارض في عينيه علی غير ما هما عليه وخلافاً لحقيقتهما. لو ظهرت لك شمس العالم وطلعت ما أبقتْ للزُّهرة نوراً ولا للقمر ضياءً. ولو سقط شعاع منها علی حجر الصوَّان لاحاله إلی عِهنٍ منفوش. اعلم مادمتَ قادراً علی عمل شيء ما الا´ن، فلا فائدة من علمكَ إن كنت عاجزاً عن فعل شيء. ماذا أقول عن حديث عالَم القلب، فرأسُكَ مُنَكَّسٌ في غور وقدماك في الوحل». [20] ـ يقول: «العالم بيدك وأنت حائر عاجز، فلا أظنّ أنّ أحداً حرم تلك النعمة كما هو الحال معك. فأنت جالس كالسجين في البيت، مقيّداً قدميك بالعجز. جلستَ كالنساء مُدبراً وحيداً، جاهلاً أنّ ذلك إنّما هو عارٌ. فالاشاوس في العالم مخضّبون بدمائهم، في حين أ نّك متخفٍّ لا تجرؤ علی الخطو خارج منزلك. ماذا فهمتَ من «دين العجائز» هذا، حتّي أجزت الجهل علی نفسك؟ النساء ناقصات عقل ودين، فكيف يتّبعهم الرجال؟ فلو كنت رجلاً اخرج وألقِ نظرة، وتجاوز عمّا يقف في طريقك». [21] ـ يقول: «لا تتوقّف في أيّة مرحلة من المراحل في أيّ وقت كان، ولا تحطّ رحلك متي حطّت الرواحل رحلها. اتّكلْ علی الخليل وابحثْ عن الحقّ، وصل من أجل ذلك الليل بالنهار. إنّ النجم بالاشتراك مع القمر والشمس، كلّها تُمثّل الحسَّ والخيال والعقل الانور. ملْ عن كلّ ذلك يا عابر السبيل، وردّد دوماً عبارة «لا أُحبُّ الا´فِلينَ». أو كن في مسيرك هذا كموسي بن عمران حتّي تسمع نداء «إنّي أنا الله». ما بقيَ أمامك للوصول إلی جبل الوجود إلاّ سماعك نداء «لَن تَراني» جواباً لـ «أرِني». إنّ الكهرباء هي الحقيقة وما ذاتك إلاّ تبناً، ولو لَم يكن جبل الـ «أنت» موجوداً، لما بقي أمامك من طريق تطويه». [22] ـ يقول: «لو طال التجلّي جبل الوجود لاحال الوجود إلی كومة تراب لتفاهته وصغره. قد يتحوّل المسكين إلی سلطان بجذبة واحدة ولاستبدل جبلاً بكومة من تِبن. رافق الخواجة في رحلة الإسراء (المعراج) وتَطلّعْ إلی جميع الا´يات الكبري. اخرُجْ من قصر أُمّ هاني، واتل حديث «منْ رآني» كاملاً. اجتزْ الـ «كاف» في الـ «كَونَيْن» واعبُر إلی الـ «قافَ» في «قاب قَوْسَيْن». سيُعطيك الحقّ حينها كلّ ما تَرغبْ وتتمنّي وسيُريكَ جميع الاشياء كما هي علی حقيقتها». «گلشن راز» ص 16 إلی 19، بخطّ النستعليق، للعماد الاردبيليّ، منشورات مكتبة الاحمديّ، شيراز. [23] ـ كما علمنا فإنّ المرحوم الشيخ قام بنظم «گلشن راز» سنة 717 ه وقد شرحه المرحوم اللاهيجيّ كما في «مفاتيح الإعجاز» المطبوع مع مقدّمة السيّد كيوان سميعي، منشورات المحموديّ، ص 2، وكان قد بدأ بشرحه سنة (877)، وعلي هذا تكون قد مضت (698) سنة علی نظم «گلشن راز» و( 538) سنة علی شرحه. وجاء في «الذريعة إلی تصانيف الشيعة» ج 21، ص 301: «إنّ «مفاتيح الإعجاز في شرح گلشن راز» هو كتاب من تإلیف شمس الدين محمّد المعروف بـ (أسيري) اللاهيجيّ النوربخشيّ وهو حائز علی إجازة من السيّد محمّد نوربخش (المذكور في ج 9، ص 76). وقد أشرنا إلی بعض الشرح من «گلشن راز» في ج 13، ص 268 إلی 271. بدأ اللاهيجيّ بتإلیف هذا الكتاب في يوم الاثنين 19 ذي الحجّة من سنة 877، وقد طُبِعَ الكتاب المذكور مراراً وتكراراً، ومن ضمن تلك الطبعات طبعة بومباي سنة 1301، وتبدأ هذه الطبعة بالعبارات التإلیة: «باسمِك الاعظمِ الشَّاملِ فيضُه المُقدّسُ لكُلّ موجودٍ... اي محمود به هر شأني و اي معبود به هر مكاني». والنسخ الخطّيّة لهذا الكتاب متوفّرة ومنتشرة. وأقدم تلك النسخ، حسب علمي، هي النسخة الموجودة في القاهرة (دار الكتب 7 م تصوّف فارسي) كُتبتْ في سنة 885، والاُخري موجودة في طهران (المجلس 1117) كُتبت في سنة 900، ونسخة أُخري عند سلطان القرائيّ في طهران وهي مكتوبة سنة 901 ». [24] ـ يقول: «إنّ أهل العشق هم الذين يفهمون منطق الماء والتراب والطين. إنّ الفيلسوف الذي لا يؤمن بالحنّانة فهو بعيد كلّ البعد عن الاولياء وأحاسيسهم». [25] ـ يقول: «إنّ في كلّ ذرّة جمال مخفيّ يشعّ علی الارواح». [26] ـ هذا هو البيت السادس والاربعون بعد المائتين من تائيّة ابن الفارض الكبري والتي يبلغ مجموع أبياتها (761) بيتاً وتعرف بـ «نظم السلوك»، وهذه الابيات توجد في ص 70 من مجموعة «ديوان ابن الفارض الكامل» طبعة دار صادر، دار بيروت، سنة 1382 ه. وأمّا البيتان اللذان يسبقان هذا البيت فهما: فكلٌّ صَبا منهم إلی وصف لبسِها بصورةِ حُسنٍ لاحَ في حُسْنِ صورةٍ وما ذاك إلاّ أن بَدتْ بمظاهرٍ فظنّوا سواها وهي فيها تجلّت [27] ـ يقول: «ليست الشمس إلاّ كذرّة، لكنّ هذه الذرّة تشعّ بنورها. أسفاً أن تكون هذه الشمس الساطعة علی الخلائق محجوبة بحجاب الدنيا. لِمَ يُحْبَس هذا النور المشرق علی هذا العالم في ظلمة هذا وذاك. لقد تجلّي وجه الشمس ومحيّاها وأضحت ذرّات العالم مظاهر لها». [28] ـ يقول: «أنتَ لا تعرف من هذا العالَم إلاّ اسمه، وإذا كنتَ قد رأيت شيئاً منه، فقل إذن ماذا رأيت؟» [29] ـ يقول: «ما الذي علمتَهُ من صورة أو معني؟ وما هي الا´خرة، كيف حال الدنيا؟» [30] ـ قال ابن مالك في ألفيّته في باب كان: ويَحذِفونها ويبقون الخبر وبعدَ إنْ ولَو كثيراً ذا اشتهر ويقول الملاّ جلال السيوطيّ، شارح الالفيّة،: ومثله قول: «المَرْءُ مَجْزِيٌّ بِعَمَلِهِ، إنْ خَيْراً فَخَيْرٌ». أَيْ: إنْ كَانَ عَمَلُهُ خَيْراً. ويقول أبو طالب في حاشيته: «وورد في بعض الكتب «النَّاسُ مَجْزِيِّونَ بِأَعْمَالِهِمْ»، وقيل إنّ هذا القول هو حديث». («البهجة المرضيّة» بخطّ عبد الرحيم، ص 55). [31] ـ لم يرد حديث بهذا الشكل في كتب الشيعة، وأمّا ما ورد فهو بالشكل التإلی: نَحْنُ ـ إنَّا ـ مَعَاشِرَ الاَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ علی قَدْرِ عُقولِهِمْ. («المحجّة البيضاء» ج 1، ص 122؛ «تحف العقول» ص 37؛ «بحار الانوار» الروضة، ج 17، ص 41، طبعة الكمبانيّ؛ وقد وردت الرواية كاملة في «أُصول الكافي» ج 1، ص 23). نعم، قد وردت أحاديث نبويّة مرسلة عن طريق العامّة في كتاب «مرصاد العباد» ص 15، طبعة بُنگاه ترجمه ونشر كتاب. ووردت كذلك في كتاب «أحاديث مثنوي» (= أحاديث المثنويّ) في موضعَيْن: الاوّل في ص 37، رقم 93: پست ميگويم به اندازة عقول عيب نبود اين بود كار رسول يقول: «أتكلّم كلاماً بسيطاً تطيقه العقول، وليس هذا عيباً، لا نّه كان فعل الرسول». والثاني في ص 129، رقم 393: رنگ و بو در پيش ما بس كاسد است ليك تو پستي، سخن كرديم پست يقول: «إنّ اللون والرائحة كاسدان لدينا، ولكنّك بسيط فتكلّمنا كلاماً بسيطاً». [32] ـ يقول: «أتعرف ما العنقاء أو طود قاف؟ أو الجنّة وجهنّم والاعراف؟» [33] ـ جاء في تفسير «الميزان» ج 6، ص 182، في (بحث روائيّ) في ذيل الآية الشريفة يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ، نقلاً عن «الغرر والدُّرر» للا´مديّ، عن أمير المؤمنين عليه السلام) أنّه قال: مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ. وروي كلّ من الشيعة والسنّة ذلك أيضاً، وهو حديث مشهور. وقال بعض العلماء: هذا الحديث يُشير إلی التعليق بالمحال ومفاده استحالة معرفة النفس باستحالة الإحاطة العِلميّة بالله سبحانه؛ وهذا القول مرفوض أوّلاً لقول النبيّ صلّي الله عليه وآله في رواية أُخري: أَعْرَفُكُمْ بِنَفْسِهِ أَعْرَفُكُمْ بِرَبِّهِ. وثانياً أنّ هذا الحديث مُناقضٌ لقول الله تعإلی: وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَهَ فَأَنسَب'هُمْ أَنفُسَهُمْ. وقد أفاض العلاّمة في بحث مفصّل حول هذا الحديث واستشهد بكثير من الروايات حول ذلك في ص 186. هذا وقد ورد الحديث المذكور كذلك في «مرصاد العباد» ص: 3، 174، 185، 413، و 535، طبعة بنگاه ترجمه ونشر كتاب. [34] ـ جاء في كتاب «أحاديث المثنويّ» ص 62، و 63، الطبعة الثانية: چون مرا ديدي خدا را ديدهيي گرد كعبة صدق بر گرديدهيي مقتبساً معناه من الحديث القائل: مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَي الحَقَّ. («البخاريّ» ج 4، ص 135؛ «صحيح مسلم» ج 7، ص 54؛ «كنوز الحقائق» ص 125؛ مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَي الحَقَّ، فَإنَّ الشَّيْطانَ يُتَرَاءَي بِي. («الجامع الصغير» ج 2، ص 170). [35] ـ قال السمعانيّ في كتاب «رَوح الارواح في شرح أسماء الملك الفتّاح» ص 129 و 132: «كان بايزيد يصيح: سُبحاني ما أعظمَ شأني. وهو القائل: سُبحاني سُبحاني ». وقال علاء الدولة السمنانيّ في «العروة لاهل الخلوة والجلوة» ص 94: «لكن اعلم) أنّه إذا انتهي التجلّي الصوريّ والذي لا يري بعده تجلٍّ آخر، فإنّه سيري ختامه علی صورته وسيكون مصدراً للفناء لاهجاً بلسانه عبارة: أنا الحقّ، و سبحاني دون إرادته». ويقول الشيخ نجم الدين الرازيّ في كتاب «العشق والعقل» ص 89: «وإذا خرج الجسم من بيضة الوجود، صرخ قائلاً: سبحاني ما أعظم شأني؛ بينما لا تزال قدمه داخل البيضة». [36] ـ قال سعيد الدين الفرغانيّ في كتاب «مشارق الدراريّ» ص 634: «إلاّ إذا كان كالشخص الذي يصل بكمال التخلّق والتحقّق بالاسماء الإلهيّة إلی مقام الجمع الوجوديّ ويغرق في بحره اللجّيّ. حينئذٍ سيصرخ بلسان الجمع الإلهيّ قائلين: أنا الحقّ و سبحاني و ليس في الجنّة سوي الله. وقال في «السيرة الحلبيّة» ج 1، ص 290: «ومن ثمّ ذكر القاضي عياض في «الشفاء»: أنّ مَن ادّعي حلول الباري في أحد الاشخاص كان كافراً بإجماع المسلمين. وقول بعض العارفين وهو أبو يزيد البسطاميّ: سبحاني ما أعظم شأني، وقوله: إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني، وقوله: وأنا ربيّ الاعلي، وقوله: أنا الحقّ وهو أنا وأنا هو؛ ليس من دعوي الحلول في شيء». [37] ـ يقول: «لولا وجـود ذلـك الجمـال المتجلّـي، لما قال من قال أنا الحـقّ، أو سـبحاني. من يجرؤ غيره علی قول (العبارة التي تردّدها): ليس في جبّتي؟». [38] ـ يقول: «إنّ كلّ ما هو موجود من وجود يكمن فيك أنت؛ عجباً، ألا تعرف نفسك؟».
|
|
|