|
|
الصفحة السابقةضرورة إرشاد الاُستاذ الكامل للسير في العوالم الربوبيّةوالحصول علی هذه المعاني متوقّف علی عدة أسباب، هي: الاوّل: طلب الإرشاد في سلوك طريق الحقّ، كما هو واجب أرباب الطريقة، والوصول إلی الكمالات المعنويّة، والتي ذُكرت بصورة إجمإلیة، يمكن لهذا الكامل، وبإذنٍ إلهيّ، إرشاد طلاّب الحقّ، وهذا الكامل بدوره، يكون مأذوناً من قبل كاملٍ آخر، وهكذا،[1] حتّي تنتهي بخاتم الانبياء صلوات الله وسلامه عليه وآله. شعر: راه دور است و پر آفت اي پسر راهرو را ميببايد راهبر گر تو بيرهبر فرود آيي به راه گر همه شيري، فرو افتي به چاه كور هرگز كي تواند رفت راست؟ بي عصاكش كور را رفتن خطاست گر تو گوئي نيست پيري آشكار تو طلب كن تا بيابي صد هزار زانكه گر پيري نباشد در جهان نه زمين در جاي ماند نه مكان گر نباشد در جهان قطب زمان كي تواند گشت بيقطب آسمان [2] گر ترا درد است پير آيد پديد قفل در دست را پديد آيد كليد [3] وكما أ نّنا فوّضنا أمرنا إلی شيخ كهذا، فعلينا أن ندفن إرادتنا في إرادته، ونكون له كَالمَيِّتِ فِي يَدَيِ الغَسَّالِ، وأن نتوجّه إلی الحقّ تعإلی كما يأمرنا هذا الشيخ، وأن نعوّد أنفسنا صدق الاقوال والافعال، والإعراض عن الاهواء واللذّات النفسانيّة، وأن نُزَكِّي النفس من رذائل الاخلاق، ونقائص الاعمال، وترويض البدن علی الطاعات والعبادات علی حسب ما تأمرنا به السنّة المطهّرة لخاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه وعلي آله، وأن نتجنّب الإفراط والتفريط، وأن نولّي الوجه عمّا يشغلنا عن الحقّ تعإلی، وأن نجعل شعارنا قلّة الكلام والمنام، والانشغال بالذكر علی الدوام، والاقتصاد بالطعام، وأن لا نحيد قيد أنملة عن أمر الشيخ. وبتهيئة هذه الاسباب، تضيء مرآة قلب السالك، التي هي البلّورة المسحورة بنور القدس والطهارة، وتُصَفَّي من أدران الطبيعة. وأ نّه بقطع رابطته بهذا العالم السفليّ الحالك المظلم، تحلّق روحه في العالم العُلويّ، وتعرج فوق السماوات، وفوق العرش، وترتبط مع الملائكة والروحانيّات، وتتوهّج الانوار الإلهيّة في قلبه الطاهر، فيحظي برؤية السرّ، سرّ لقاء الله، الذي هو غاية المقاصد، ونهاية المرام. شعر: چون تو ديدي پرتو آن آفتاب تو نماندي باز شد آبي به آب [4] قطره بودي گم شدي در بحر راز مي نيابي اين زمان آن قطره باز گرچه گم گشتن نه كار هر كسي است در فنا گم گشتگان چون من بسي است [5] ينبغي اللجوء إلی السلوك وسبيل العرفان مادامت الفرصة موجودةيقول الشيخ: اعلم حيث إنّك الا´ن تقدر علی الفعل، أي إلیوم وقد تهيّأت لك أسباب السير والسلوك والعمر الثمين، اعلم بأنّ الإنسان يمكنه أن يستحصل هذه الكمالات، بل إنّه مخلوق لهذه الغاية. إذاً، هيّي هذه الاسباب التي يتوقّف عليها حصول الكمالات، وتحرّك نحو الهدف الذي من أجله خلق الكون، فعندما يدبّ الوهن في البدن بعد القوّة، هذه القوّة التي هي وسيلة نيل هذا المطلوب، فستتقاعس عن السلوك والتريّض، وتضيع منك هذه الفرصة، وعندها، فانّ علمك بيُسر تحصيل هذه الكمالات التي لم تكتسب منها شيئاً لن يعود عليك إلاّ بالحسرة والندامة. شعر: بود در اوّل همه بي حاصلي كودكيّ و بي دليّ و غافلي باز در اوسط همه بيگانگي وز جواني شعبة ديوانگي [6] باز در آخر كه پيري بود كار تن خرف درمانده و جان گشته زار چون ز اوّل تا به آخر غافليست حاصل ما لاجرم بيحاصلي است [7] ويمكن لهذه المقولة «إذا كنت لا تقدر فما فائدة أن تعلم» أن تحمل هذا المعني، وهو أنّ الروح الإنسانيّة لمّا تفارق البدن، فلا تعد هناك وسيلة لتحصيل الكمال، وتتيقّن أنّ ما كان مطلوباً منها، لم يحصل، وراح يستغرق في التمنّي: فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَـ'لِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ[8]، عندها لا تنفع هذه المعرفة، بل تزيد من ندمه، وهو عذاب مضاعف. وبما أنّ منشأ هذه المشاهدات والمكاشفات التي مرّ ذكرها، هي القلب الإنسانيّ، يقول في هذا الشأن: چه ميگويم حديث عالم دل ترا اي سر نشيب و پاي در گل [9] ما الذي أقوله لك عن حديث عالَم القلب، وهو العروج إلی العوالم اللطيفة، ومشاهدة الانوار والتجلّيات الإلهيّة، وأنت تنزل إلی قعر الهاوية، من أعإلی مراتب الكمالات القلبيّة والروحيّة، إلی أسفل السافلين، وقد غاصت قدما السير والسلوك في وحْل اللذّات الجسمانيّة، والشهوات النفسانيّة، وأضحي الهارب مطلوباً، والمطلوب هارباً، وتحمّل النفس عناء الركض وراء المال والجاه، وتبقي محروماً عن إدراك الكمالات المعنويّة، التي هي اللذّة الحقيقيّة الباقية. شعر: اهل دل شو يا كه بندة اهل دل ورنه همچون خر فروماني به گل هركه را دل نيست او بيبهره است در جهان از بينوائي شهره است رو به اسفل دارد او چون گاو و خر نيستش كاري بجز از خواب و خور حقّ همي گويد كه ايشان في المثل همچو گاوند و چو خر بل هُم أضَلّ [10] مَن لا يبحث عن نفسه هو أكثر الخلائق خسراناًولانّ الهدف من إيجاد العالم، هو المعرفة، ولا يقدر علی تحصيل المعرفة الحقيقيّة إلاّ الإنسان الكامل، فإنّ العالم مخلوق للإنسان. ولهذا قال الشاعر: جهان آنِ تو و تو مانده عاجز ز تو محروم تر كس ديد هرگز؟ [11] فالعالم هو لك، ومن أجلك وجد، والوجود كلّه أداة طيّعة في يدك، وأنت بدورك خلقت من أجل المعرفة، ففي الحديث القدسيّ يَا بْنَ آدَمَ ! خَلَقْتُ الاَشْيَاءَ كُلَّهَا لاِجْلِكَ وَخَلَقْتُكَ لاِجْلِي.[12] أمّا أنت فغارق في ملذّات الطبيعة، مشغول عن تحصيل المعرفة التي من أجلها خُلقت، مُتّبع هوي النفس الامّارة بالسوء، أفلا تستطيع أن تترك اللذّات الفانية أيّاماً قلائل وتغنم الكمالات الازليّة من فيض المعرفة الإلهيّة، وتنجو بنفسك من الحرمان الابديّ؟ فبسبب دناءة الهمّة، وعدم الانقياد، جعلت من نفسك الاكثر شقاءً، والاتعس حظّاً من بين كلّ الموجودات. إنّ بقيّة المخلوقات، لا يسمون لاعلي ممّا خلقوا لاجله، فهم لا يرون كمالاً غير الذي هم فيه، وبسبب عدم الاهليّة، فليس عليهم بلوغ الكمال كما هو مطلوب من الإنسان، أمّا أنت، فتعرف كلّ هذا، ولاجل هذا كانت خلقتك، فلا تكن عبداً للذات البهيميّة، والشهوات النفسانيّة، وتتخلّف عن مقصود العالمين. شعر: اين چه ناداني است يك دم با خود آي سود ميخواهي از اين سودا برآي [13] گنج عالم داري و كَدّ ميكني خود كه كرد آنچه تو با خود ميكني؟ پادشاهي، از چه ميگردي گدا؟ گنجها داري، چرائي بينوا؟ [14] ولا نّه لا راحة من اللذّات الشهوانيّة، والاطماع النفسانيّة، يقول: چو محبوسان به يك منزل نشسته بدست عجز، پاي خويش بسته [15] فهو كالسجين المكبّل الرِّجلَينِ، جالس، لا يقوي علی الخروج، وقد حُصِر في منزل التقليد والطبيعة والاهواء النفسانيّة لا يتجاوزه، وقد قيّد بِيَدِ العجز قَدَمي السير والسلوك عنده، ولا مهرب له للخلاص من هذه القيود، من شدّة الكآبة، وبسبب برودة التقليد وهوي النفس التي تركت أثرها فيه، وأصبح كالميّت، لا يمتلك حرارة الشوق ولا ذوق العشق. شعر: زنده شو اين مردگي از خود ببر گرم شو افسردگي از خود ببر آتشي از عشق او در دل فروز خرمن تقليد را يكسر بسوز [16] طریق معرفة الله یتمثل فی تخطی عبادة النفسولانّ برودة الطبع والهوي غالبة علی أمزجة النساء، فهو يقول: نشستي چون زنان در كوي إدبار نميداري ز جهل خويشتن عار [17] فكنت كالنساء، أدرت ظهرك للمعرفة، واتجهت لمقتضيات الطبيعة وهوي النفس، وسلكتَ سبيل الشقاء والإدبار، واغتررت بمباهج الدنيا وظاهرها البرّاق، ولم ترفع قَدَماً في طريق نيل الكمال المعنويّ، ولم تخجل من جهلك. شعر: تا به كي همچون زنان اين راه و رسم و رنگ و بو؟ راه مردان گير و با صاحبدلان دمساز شو چون زغن تا چند باشي بستة مردار تن در هواي سير جان يك لحظه در پرواز شو [18] وحيث إنّ حصول الكمالات، مقرون بمخالفة النفس وهواها، يقول: دليران جهان آغشته در خون تو سر پوشيده ننهي پاي بيرون [19] أي أنّ طالبي قرب المولي عزّ وجلّ، وهم سالكو الدرب بما يملكون من شجاعة خارقة، في صراع دائم مع النفس الامّارة بالسوء، حيث يقول الحديث الشريف: أَعْدَي عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ[20]، التي هي عدوّة الدين، فهم لا يكفّون عن محاربتها باستمرار، يقول الحديث القدسيّ: أَوْحَي اللَهُ تَعَإلی إلی مُوسَي عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إنْ أَرَدْتَ رِضَائِي فَخَالِفْ نَفْسَكَ؛ إنِّي لَمْ أَخْلُقْ خَلْقاً يُنَازِعُنِي غَيْرَهَا، هؤلاء هم راسخو الاقدام، انبروا إلی مخالفتها ومجادلتها، ولم يركنوا إلی مكرها لحظة واحدة، فقلوبهم كلمي من غضبها وقهرها، أمّا أنت، فقد وضعت حجاب التقليد علی وجهك، وأقمت في دار الطبع والهوي كالحريم، ولم تتقدّم في طريق الطلب، ولم تنج بنفسك من مستنقع الطبيعة هذا. شعر: نفس دون را زيردستي تا به كي؟ شو مسلمان، بت پرستي تا به كي؟ همچو يوسف خوش برآ از قعر چاه تا شوي در مصر عزّت پادشاه [21] مقولة «عليكم بدين العجائز» تعني الامر بالانقياد المحض لا النهي عن...ولانّ التقليد في طريق معرفة الله، الذي هو أساس جميع العقائد الدينيّة، غير مستحسن، فهو يقول: چه كردي فهم از اين دين العجايز كه برخود جهل ميداري تو جايز؟ [22] ويشير إلی الحديث الشريف: وَعَلَيْكُمْ بِدِينِ العَجَائِزِ[23]، أي ماذا استنبطت من هذا الحديث حتّي تبيح لنفسك الجهل، ولا تسعي وتجتهد وتكدح في طريق المعرفة الإلهيّة؟ إلاّ اللهمّ، إذا اعتقدت بأنّ التفكّر في معرفة الله ممنوعة، وأنّ هدف النبيّ الاكرم صلّي الله عليه وآله من هذا الحديث هو كما أن لا قدرة للعجائز علی التفكّر والاستدلال، فكونوا أنتم أيضاً كذلك. أي أن لا تسعوا في طلب المعرفة إلیقينيّة، واكتفوا بمجرّد التقليد، وبهذا الاستنباط العقيم، قد سري الخذلان والجهل إلی نفسك، ولم تسع في طريق الطلب؟ واعلم، أنّ حقيقة مضمون هذا الحديث الشريف، هو) أنّه يجب علينا وفي جميع الاحكام الشرعيّة، بدءاً من الاوامر، حتّي النواهي التي تشكّل هيكل الدين، أن نتقيّد بتنفيذها، كما تفعل العجائز، وأن لا نشرك العقل أو هوي النفس فيها. وأن لا نفسّر الاُمور علی خلاف ظاهرها، إلاّ إذا دعت الضرورة إلی ذلك، لانّ تأويل الاحكام الشرعيّة ليس مرجعها العقل وحده، وليس معني ذلك ترك التفكّر في معرفة الله، والكفّ عن الطلب، والقبوع في بيت التقليد المحض مثلما تفعل العجائز. شعر: آن دلي كو هست خإلی از طلب دائماً بادا پر از رنج و تعب آن سري كو را هواي دوست نيست زو مجو مغزي كه او جز پوست نيست جان كه جويايت نباشد كو به كو مردة بيجان بود جانش مگو جان ندارد هر كه جوياي تو نيست دل ندارد هر كه شيداي تو نيست [24] فالمراد من الحديث، هو ليس الاقتصار علی التقليد، ويقول هنا: زنان چون ناقصات عقل و دينند چرا مردان ره ايشان گزينند؟ [25] ففي الحديث الشريف للرسول الاكرم صلّي الله عليه وآله: هُنَّ نَاقِصَاتُ العَقْلِ وَالدِّينِ. [26] كما أنّ المقصود بـ عَلَيْكُمْ بِدِينِ العَجَائِزِ، ليس أن تكونوا في الدين تابعي العجائز، بسبب أ نّهن ناقصات دين، كما أخبر الرسول صلّي الله عليه وآله عنهنّ، فلهذا يكون المراد منه، الانقياد للاوامر، وترك النواهي، وعدم التأويل علی حسب الاهواء النفسانيّة، تماماً كما تفعل العجائز. وكلّ ما لا يدركه عقلك، دع حقيقة تأويله، واعترف بقصورك، فإنّ كمال النبوّة أعلي من أن يبلغ أيّ فرد حقائق أحكامها الشامخة. شعر: چشم تو ادراك غيب آموخته چشمهاي ديگران بر دوخته آن يكي ماهي همي بيند عيان و آن يكي تاريك ميبيند جهان سالها گر ظنّ دوَد با پاي خويش نگذرد زاشكاف بينيهاي خويش[27] مادام السالك لم يتخطّ كلّ شيء، فإنّه لن يصل إلی مرادهكما ذُكر آنفاً، فإنّ النساء ناقصات دين، ومن غير المناسب، تقليد الرجال لطريقتهن، ولا أن يضربوا حولهم حجاب التقليد، وهو الا´ن يقول: اگر مردي برون آي و نظر كن هر آنچ آيد به پيشت زان گذر كن [28] أي إذا كنت رجلاً، فاعلم أنّ التواري وراء جدار التقليد والطبع هو من صفات النساء وطباعهنّ، وليس من طباعك، فتهيّأ للسفر إلی عالم المعني والقرب من المولي جلّ وعلا، وأخرج نفسك من حالة التقليد والطبع وهوي النفس الّتي تولّد السكون وإلیأس، وتقدّم في طريق طلب منازل الدنيا والعقبي، واطلب من الحقّ تعإلی أن يشغلك، وتخلّ عن كلّ شيء، ولا تتوقّف عند مرتبة أو منزلة من المنازل، حيث يقول متجرّدو النهج، وعشّاق الحقيقة: إنّ همّة السالك، في طريق الطلب، من العلوّ بحيث إذا عرضت عليه كلّ المقامات والمراتب، نظر إلیها بازدراء، ووجّه جلّ اهتمامه إلی المطلوب الحقيقيّ. شعر: زانكه گر جائي نظر خواهي فكند در كنار خويش سر خواهي فكند چيست زو بهتر، بگو اي هيچ كس تا بر او دلشاد باشي يك نفس؟ من نه شاهي خواهم و نه خسروي آنچه ميخواهم من از تو هم توئي مرگ جان بادا دل درويش را گر گزيند بر تو هرگز خويش را [29] إِنَّ اللَهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَ لِكَ لِمَن يَشَآءُ. [30] لانّ الانشغال بالاسباب، والالتفات لغير المطلوب، يورث البعد والحرمان، يقول هنا: مياسا يك زمان اندر مراحل مشو موقوف همراه رواحل [31] فالشوق والعشق للسالك الطالب والصادق، يجب أن يكون من السمو بحيث لا يتوقّف العبد عند أيّة منزلة من المنازل في مسيره الذي يقطعه إلی الحقّ تعإلی، وأن لا يريح النفس عند أيّة منزلة من هذه المنازل، ولا يتوقّف مع من توقّف من القوافل، إلاّ مع مربّيه، وهو الشيخ الكامل، الذي لا يتيسّر بدونه سلوك الطريق، وأن يهيم ويحنّ للقاء المحبوب، فلا قرار له ولا راحة، ولا في قافلة يرغب ولا رفيق، ولا عن وداع يبحث ولا دليل. شعر: پابرهنه ميروم در خار و سنگ زانكه من حيرانم و بيخويش و دنگ تو مبين اين گامها را بر زمين زانكه بر دل ميرود عاشق يقين يك دمِ هجران برِ عاشق چو سال وصلِ سإلی متّصل، پيشش خيال [32] وكطالب الحقّ الذي يمضي علی خُطي النبيّ، يقول: خليل آسا برو حقّ را طلب كن شبي را روز و روزي را به شب كن [33] فكن كإبراهيم الخليل عليه السلام، الذي حرّر نفسه من إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا،[34] وفي سبيل طلب الحقّ وذكره صل الليل بالنهار، والنهار بالليل. أي لا تغفل، ولا ترقد جفونك عن طلب الحقّ لحظة واحدة. شعر: مرد بايد كز طلب وز انتظار هر زمان صد جان كند بر وي نثار ني زماني از طلب ساكن شود ني دمي آسودنش ممكن شود گر فرو استد زماني از طلب مرتدي باشد در اين ره بيادب [35] فإنّ حجاب النور كحجاب الظلمة، مانع من الوصول، فيقول: ستاره با مه و خورشيد اكبر بود حسّ و خيال و عقل انور [36] لانّ الترغيب والتشويق، جعل الطالب السالك صادقاً، يقول، يجب أن نخطو خطوات أكبر من التقليد، ونمضي إلی مصاحبة الانبياء عليهم السلام، في سلوك الطريق إلی الله، لينال كلٌّ حظّه ـ وحسب استعداده الفطريّ من مكاشفات الانبياء، وذلك بحسن المصاحبة. وبفضل العناية الإلهيّة التي تحيط بالانبياء عليهم السلام، والانفاس القدسيّة التي يحوون، فقد جُعِل ظاهرهم عين باطنهم، ففي حين يبذل الاولياء أقصي سعيهم واجتهادهم، ليروا فيض الولاية بعين البصيرة، يري الانبياء هذا الفيض جليّاً وبأُمّ أعينهم، وبيان حالاتهم ومكاشفتهم هو فوق فهمنا وإدراكنا. وفي بيان مقامات ومكاشفات وتجلّيات السالكين والمكاشفين، وهم أولياء الله، في متابعتهم الانبياء عليهم السلام، التي تحصل عن طريق الرياضة والسلوك، فإنّه يورد مقدمة، لتيسير فهم المعاني التي يشير إلیها الشيخ في هذه الابيات حول طريقة كلّ نبيّ، ويقول: شرائط وآداب سلوك الطريق إلی الله تعإلیاعلم، أنّ الولاية الخاصّة هي كمال القرب إلی الحقّ تعإلی، لدرجة أن تمّحي الثنائيّة بينهما، ويذوب الوليّ في الحقّ تعإلی بعد فناء الـ «أنا» فيه، وهذا لا يتمّ بغير التصفية، وذلك عن طريق ترويض النفس علی المجاهدات، والتجرّد من العلائق والكدورات البشريّة والعوائق الجسمانيّة، والتوجّه نحو الحقّ تعإلی، والتزام الخلوة، والمواظبة علی الذِّكر والطاعة والعزيمة والانقطاع والتبتّل عن الخلق. والانبياء عليهم السلام بحكم قدسيّتهم ونزاهتهم، وفائق العناية الإلهيّة التي تحيط بهم، فإنّهم في مسألة الإرشاد، لا يحتاجون أحداً غير الحقّ تعإلی، إن استثنينا توسّط الملائكة في بعض الاحيان. وأمّا اتّفاق أصحاب الطريقة، فهو أنّ باقي أصناف الاولياء، عدا المجذوبين منهم لا يمكنهم الوصول للهدف الحقيقيّ، وهو مقام الولاية، بدون إرشاد صاحب الكمال الذي يتولّي إرشادهم. شعر: پير، ما لابدّ به راه آمد ترا در همه كاري پناه آمد ترا [37] اي خنك آن مرده كز خود رسته شد در وجود زندهاي پيوسته شد هركه شد در ظلّ صاحب دولتي نَبوَدش در راه، هرگز حاجتي [38] الإنسان هو عصارة جميع المراتب، فإذا عمل بطريقة التصفية كما ينبغي ونوّر قلبه ـ الذي هو بالحقيقة البرزخ الجامع للوجوب والإمكان بالذِّكر والتوجّه الكلّيّ للمبدأ، ورفع الموانع عن الطريق إلی نور القدس، فإنّه سيحصل علی الصفاء التامّ، وينعكس كلّ موجود فيه، وتنكشف صور كلّ الاشياء، من مادّيّات ومجرّدات، في قلبه، وبهذا الصفاء والانسجام الذي ابتدع مع عالم المعاني، تتجسّم المجرّدات له، وهي التي ليس لها صور حسّيّة في العالم الجسمانيّ، وتتشكّل بأشكال محسوسة، علی حسب النسبة الموجودة بينها وبين تلك الصورة، فعلي سبيل المثال، كان جبرئيل عليه السلام يظهر بصورة دحيّة، وغير ذلك من الصور، للرسول الامين صلّي الله عليه وآله وسلّم وحتّي الباري جلّ وعلا، أحياناً، يظهر له في عالم المثال، متلبّساً بلباس المظاهر الحسّيّة، وهو ما يطلق عليه اصطلاحاً، التأنيس، وهو عبارة عن تجلّي الحقّ تعإلی علی صورة المظاهر الحسّيّة، لغرض تأنيس المريد المؤيّد، بالتزكية والتصفية، وهو بداية تجلّيات القلوب. ارجاعات ينقل الفاضل جناب الحاجّ السيّد محمّد حسن الطباطبائيّ القاضي أدام الله ظلّه، عن والده المرحوم آية الله القاضي الكبير ما يلي: سألت أبي ذات يوم: عمّن أخذت العرفان؟ فأجاب: عن المرحوم السيّد أحمد الكربلائيّ الطهرانيّ. فقلت: وهو، عمّن أخذه؟ فقال: عن المرحوم الا´خوند الملاّ حسين قلي الهمدانيّ. فقلت: وهذا، عمّن أخذه؟ فقال: عن السيّد علی الشوشتريّ. فقلت: وهذا، عمّن أخذه؟ فقال: عن النسّاج. فتابعت: وهذا، عمّن؟ فأجابني بغضب: وما أدراني؟! أتريد أن تسطّر لي سلسلة؟! [2] ـ يقول: «إنّ الطريق طويل ومليء بالمهالك أيّها الصبي، فاتّخِذ لكَ دليلاً. ولو سِرتَ في ظُلمة ذلك الطريق دون دليل، فإنّكَ لا محالة ستقع في الحفرة وإن كنت أسداً هصوراً. أ نّي للاعمي أن يسير بدقّة واستقامة؟ إنّ سير الاعمي دون أحد يمسك عصاه ويهديه لهو الهلاك المبين والاشتباه المهلك. فإن زعمت أن ليس هناك من شيخ ومرشد، فابحثْ وستجد مائة ألف شيخ ومرشد. ولولا الدليل في هذا العالَم لما كانت هناك أرضٌ مَدحيّة ولا مكان مُقام. ولولا وجود قطب للزمان في الكون وعالمنا هذا لما تمكّنت السماء أو الافلاك من التحرّك والدوران». [3] ـ يقول: «إن طرأ عليك الالم بسبب المرشد، فاعلم أنّ مفتاح قفل ألَمِكَ قد وُجِد». [4] ـ يقول: «وما أن رأيتَ ضوء الشمس حتّي تزلزلتْ أركانكَ واختلطت أعضاءك». [5] ـ يقول: «كنت قطرة فتُهتَ في بحر الاسرار، ولن تعثر علی تلك القطرة في هذا الزمان أبداً. إنّ الضياع والفَناء وإن لم يكن دَيدن كلّ أحد، لكنّ هناك في عالم الفناء الكثير من أمثإلی». [6] ـ يقول: «في البدء كان العَبَثُ هو كلّ شيء: الطفولة والطيش والغفلة. وفي وسط الامر كانت الغُربة والضياع، وكان الجنون الذي هو من صفات الشباب. [7] ـ يقول: «وفي النهاية، لما لاح الشيبُ وبَدت الشيخوخة، صار البدن خَرِفاً ومخبولاً، فتألّمت الروح. ولانّ الغفلة والإهمال كانتا الصفتَيْن البارزتَيْن من أوّل العُمر إلی آخره، فإنّنا لم نحصد إلاّ العبث والضياع». [8] ـ الآية 12، من السورة 32: السجدة. [9] ـ يقول «فأين أنت وحديث القلب يا مسكين، يا مَن شمخت برأسك لكنّ رجليك في الطين». ـ يقول: «كُنْ من أصحاب القلوب العاشقة أو كن عبداً لهم، وإلاّ فإنّكَ ستبقي كالحمار المُتوغّل في الوحل. إنّ من لا يتعامل بالحبّ والعشق فلا خَلاق له (مِن الحياة) وسيكون أشهر من نار علی عَلَم في البؤس والشقاء. إنّ شخصاً كهذا ينكّس رأسه دوماً إلی الاسفل كالبقر والحمير، ولا عمل يُلهيه أو شغل يشغله إلاّ النوم والاكل. فالحقّ تعإلی قد شَبَّهَ أمثال هؤلاء قائلاً: أُولئكَ كالانعامِ بَلْ هُم أضَلّ». [10] ـ يقول: «كُنْ من أصحاب القلوب العاشقة أو كن عبداً لهم، وإلاّ فإنّكَ ستبقي كالحمار المُتوغّل في الوحل. إنّ من لا يتعامل بالحبّ والعشق فلا خَلاق له (مِن الحياة) وسيكون أشهر من نار علی عَلَم في البؤس والشقاء. إنّ شخصاً كهذا ينكّس رأسه دوماً إلی الاسفل كالبقر والحمير، ولا عمل يُلهيه أو شغل يشغله إلاّ النوم والاكل. فالحقّ تعإلی قد شَبَّهَ أمثال هؤلاء قائلاً: أُولئكَ كالانعامِ بَلْ هُم أضَلّ».
[11]
ـ يقول:
«لك الدنيا وأنت فيها
عاجز فهل رأي الدهر مثلك
خسرانا؟» [12] ـ «الجواهر السنيّة في الاحاديث القدسية» للشيخ الحرّ العامليّ، ص 361، طبعة النجف الاشرف: قال ] أي الحافظ رجب البرسيّ [: وجاء في الاحاديث القدسيّات: أَنَّ اللَهَ يَقُولُ: عَبْدِي ! خَلَقْتُ الاَشْيَاءَ لاِجْلِكَ وَخَلَقْتُكَ لاِجْلِي؛ وَهَبْتُكَ الدُّنْيَا بِالإحْسَانِ وَالا´خِرَةَ بِالإيمَانِ. وجاء في تفسير «حدائق الحقائق» تإلیف معين الدين الفَراهيّ الهَرويّ المشهور بالمَولي مسكين، ص 378 و 379، الطبعة الثالثة، ما يلي: «لطيفة جليلة: لمّا غَلَّقت زُليخا الابواب، لاحظ يوسف أ نّها قد زيّنت نفسها وتبرّجت علی أفضل ما يكون. فسلمّ عليها ثمّ دار بوجهه نحو الحائط فرأي صورته وصورة زُليخا مُنعكسة علی ذلك الحائط. فرفع رأسه ودار ببصره نحو السقف. فرأي صورتيهما منقوشة علی السقف كذلك. فنكّس رأسه إلی الارض فلاحت له الصورة نفسها علی الارض ! فتحيّر في الامر. فكذلك، أيّها الدرويش ! فإنّ مجموع أطباق السماوات والارضين من سقف فلك الاطلس إلی سطح الارض المسدّسة الشكل مبنيّة علی محبّة جلاله الاقدس جلّ وعلا. وكان غرض زليخا من تصميم البناء علی تلك الشاكلة وتصوير القصر علی تلك الهيئة، أن لا يري يوسف عند دخوله عليها إلاّ صورتها مُنعكسة في أطراف القصر وجوانبه، ولا يشاهد إلاّ جمالها هي وحدها فتدخل سلسلة العشق والمحبّة في دائرة وحلقة مسدودة. وكذا الهدف من خَلق كلّ تلك الاجرام العُلويّة والاجسام السفليّة، وهو توجّه هذه الحفنة من التراب إلی جناب الاقدس تعإلی؛ يَا بْنَ آدَمَ ! خَلَقْتُ الاَشْيَاءَ كُلَّهَا لَكَ وَخَلَقْتُكَ لاِجْلي. ومهما أخفوا وجوده بالحُلل والخِلَع فإنّهم جميعاً شربوا من كأس شهوده وأصبحوا مرآة جمال مظهر ذاته وصفاته، حتّي لا يجد العارف غير حُسن محبوبه وجماله، أ نّي نظر وإلی أيّ جانب أبصر؛ كما يقول الفقير إلیك: گر گشائي ديدة دل، حسن او بيني همه ور ببندي ديدة بدبين، نكو بيني همه آفتابي را كه اندر روزن دل تافته است با همه ذرّات عالم روبرو بيني همه ناظر حقّ باش در مرآت ذرّات وجود تا در اين آئينهها ديدار او بيني همه عكس روي است آنكه ميتابد ز آئينه نه روي آينه بردار تا خود جمله رو بيني همه يك سر مو گر شود از عالم وحدت پديد هر دو عالم كمتر از يك تار مو بيني همه از گلستان معاني يك گلت نآمد بدست بس كه در گلزار صورت رنگ و بو بيني همه بادة وحدت به هر ظرفي نميگنجد معين نيست اين زان مي كه در خمّ و سبو بيني همه» يقول: «لو فتحتَ بصيرتك لرأيتَ في كلّ شيء حُسنه وجماله، ولو أغلقتَ عين التشاؤم لرأيت الاشياء كلّها جميلة وحسنة. وستري أنّ ضوء الشمس المُتألّق في أعماق القلب لا يختلف عن باقي الذرّات في العالَم. كُن ناظراً للحقّ في مرآة ذرّات الوجود، حتّي يتسنّي لك رؤية صورته ومُحيّاه في هذه المرايا. إنّ ما تراه في المرآة إنّما هي صورة مُنعكسة وليس الوجه نفسه، فأزِل المرآة لتري وجهه في كلّ شيء. إن ظهرَ لكَ عالَم الوحدة ولو بقدر شعرة واحدة، لرأيت كِلا العالمَيْن وكأ نّهما لا يتجاوزان شعرة واحدة. ما حصلتَ إلی الا´ن حتّي علی زَهرة واحدة من بستان المعاني، وذلك لا نّك تري الجميع في بستان الصورة ذاك علی هيئة لون ورائحة. إنّ صهباء الوحدة لا يحويها كلّ ظرف ولا يسعها كلّ إناء، إذ إنّ هذه الصهباء ليست كالتي عهدتَ محفوظة في الازوار والدِّنان». وافتتح الشيخ محيي الدين بن عربي في «الفتوحات المكّيّة» ص 123، الباب 333، القسم الثالث، الطبعة القديمة، بما يلي: فِي مَعْرِفَةِ مَنْزِلِ «خَلَقْتُ الاَشْيَاءَ مِنْ أَجْلِكَ وَخَلَقْتُكَ مِنْ أَجْلِي؛ فَلاَ تَهْتِكْ مَا خَلَقْتُ مِنْ أَجْلِي فِيمَا خَلَقْتُ مِنْ أَجْلِكَ». وقال في طبعة 1395 ه، الجزء السابع والعشرون، باب الستّون، ص 358: وَأَنْزَلَ فِي التَّوْرَاة: «يَا بْنَ آدَمَ ! خَلَقْتُ الاَشْيَاءَ مِنْ أَجْلِكَ وَخَلَقْتُكَ مِنْ أَجْلي». [13] ـ يقول: «ما هذا الجَهل اصحَ وتدبّر أتُريد منفعة؟ خذ من ذا وأدبِرْ» [14] ـ يقول: «تملك الدنيا وتُجهد نفسك من ذا قد فعل الذي عليه تصرْ أنت سلطان، لماذا تكتدي؟ تملك الكنز، علامَ تسهرْ؟» [15] ـ يقول: «كما المسجون الذي جلس في منزل من المنازل وقد قيّد بالعجز قدميه». [16] ـ يقول: «إحيَ وأزِلْ عنكَ هذا إلیأس والتهالُك، وانشَط وتفاعل، واهجُر الكآبة والهَمّ. اشعلْ في قلبك شعلة من نيران حبّه، واحرِق أكداس ورُكام التقليد برمتها». [17] ـ يقول: «جلستَ ـ كفعل النساء ـ في درب الإدبار، وما أدراك أنّ في ذلك عارُ». [18] ـ يقول: «حتّي مَ كالنسوة تبغي السُّبلا خُذ سبيلاً للرجال الكُمّلا كالحَدَأة لا تبرح المُستَنقَعا طِرْ لحظة واطلب لنفسكَ النفعا» [19] ـ يقول: «فالاشاوس في العالم مخضّبون بدمائهم، في حين أ نّك متخفٍّ لا تجرؤ علی الخطو خارج منزلك». [20] ـ نُقِلَ هذا الحديث في «بحار الانوار» ج 15، ص 40، في الجزء الثاني المتعلّق بالاخلاق، طبعة الكمبانيّ، نقلاً عن «عُدّة الداعي». وأوردها كذلك المرحوم آية الله ï ïبحر العلوم في الرسالة المنسوبة إلیه، ص 94. وذكرتها أنا الحقير في رسالة «لبّ اللباب» وهي مجموعة دروس وتقريرات الاُستاذ العلاّمة، ص 73. وجاء ذكره أيضاً في «حدائق الحقائق» ص 711. [21] ـ يقول: «إلی متي ترزح نفسك في الحضيض؟ كُن مسلماً، فحتّي مَ عبادتك الاصنام؟ كُن كيوسف؛ أخرج بنفسكَ من غيابة الجبّ، حتّي تصبح العزيز في مصر».
[22]
ـ يقول:
«ما الذي استوعبتَ من دين العجائز
فقبلتَ الجهل حكماً ما بجائز؟» [23] ـ قال صاحب ديوان «أحاديث مثنوي» ص 225 و 226 برقم 742، الطبعة الثانية: هم در اوّل عجز خود را او بديد مرده شد دين عجائز برگزيد يقول: «لقد رأي عَجزه في البداية فمات وسار علی دين العجائز». وهو إشارة إلی الحديث المذكور: عليكم بدين العجائز. («إحياء العلوم» ج 3، ص 57؛ واعتبره مؤلّف «اللؤلؤ المرصوع» ص 51 موضوعاً مستقلاّ. راجع «اتحاف السادة المتّقين» ج 7، ص 376، ففيه بحث مفيد حول هذا الحديث وشواهد علی صحّته)». وذكر آية الله الحاجّ الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء رحمه الله في كتاب «الفردوس الاعلي» ص 224، الطبعة الثالثة، ما يلي: ولعلّ هذا المراد من الكلمة المأثورة: «عليكم بدين العجائز». وقال آية الله السيّد محمّد علی القاضي الشهيد رحمه الله معلّقاً علی ذلك بقوله: «مُراد شيخنا الإمام دام ظلّه من كون تلك الكلمة مأثورة، هو كونها مأثورة عن بعض السلف، لا أ نّها مأثورة بهذه العبارة عن أحد المعصومين عليهم السلام؛ لا نّها ليست من المأثورات عن النبيّ أو أهل بيته عليهم الصلاة والسلام، ولم يروها أحد من المحدّثين بطرق أصحابنا الإماميّة أو بطرق أهل السنّة في الجوامع الحديثيّة عنهم صلوات الله عليهم كما حقّقنا ذلك تفصيلاً في بعض مجاميعنا. وقال الحافظ أبو الفضل محمّد بن طاهر بن أحمد المقدسيّ في كتابه: «تذكرة الموضوعات» ص 40، ط 2، مصر، سنة 1354 ه: عليكم بدين العجائز. ليس له أصل من رواية صحيحة ولا سقيمة إلاّ لمحمّد بن عبد الرحمن البيلمانيّ بغير هذه العبارة له نسخة، كان يُتَّهم». وذهب جماعة من العلماء كالشيخ البهائيّ وتلميذه الفاضل الجواد والفاضل المازندرانيّ إلی أنّ تلك الكلمة من كلام سفيان الثوريّ من متصوّفة العامّة. وقال القوشجيّ في «شرح التجريد»: إنّ عمرو بن عبيدة لمّا أثبت منزلة بين الكفر والإيمان، فقالت عجوزة: قال الله تعإلی: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ، فلم يجعل الله من عباده إلاّ الكافر والمؤمن؛ فقال سفيان: عليكم بدين العجائز !. وقال المحقّق القمّيّ قدّس سرّه صاحب «القوانين»: المذكور في الالسنة والمستفاد من كلام المحقّق البهائيّ قدّس سرّه في حاشية «الزبدة» أنّ هذا هو حكاية دولابها وكفّ إلید عن تحريكها لإظهار اعتقادها بوجود الصانع المحرِّك للافلاك، المدبِّر للعالم. وحكي سيّد الحكماء السيد الداماد قدّس سرّه في «الرواشح السماويّة» ص 202، ط طهران، عن بعض العلماء أنّ عليكم بدين العجائز من الموضوعات. وعن كتاب «البدر المنير»:) أنّه لا أصل له بهذا اللفظ. ولكن روي الديلميّ مرفوعاً: إذا كان في آخر الزمان واختلفت الاهواء، فَعَلَيْكُمْ بِدِينِ أَهْلِ البَادِيَةِ وَالنِّسَاءِ ! قِفُوا علی ظَوَاهِرِ الشَّرِيعَةِ وَإيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ إلی المَعانِي الدَّقِيقَةِ ! أَي فَإنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَفْهَمَهَا انتهي. [24] ـ يقول: «إنّ القلب الفارغ من الطلب والبحث مليء دائماً بالمتاعب واللغوب. ولا تبحث عن المخّ في الرأسالذي لا يشغله هوي الصديق والرفيق، فليس ذلك الرأس سوي قشراً وحسب. إنّ النفس التي لا تقطع الجبال والوديان بحثاً عنك، ليست نفساً بل مجرّد جسد بلا روح. إنّ مَن لا يبحث عنك ولا يطلبك لا يملك روحاً علی الإطلاق، ولا قلب لِمَن لا يُتَيَّمُ بك». [25] ـ يقول: «إنَّ النساء ناقصات العقل والدين، فَلِمَ يختار الرجال طريقهنّ ونهجهنّ؟». [26] ـ وجاء في «نهج البلاغة» في الرسالة 14، من باب الرسائل، وطبعة مصر، مطبعة عيس البابيّ الحلبيّ، شرح الشيخ محمّد عبده، ج 2، ص 15: وَلاَ تَهِيجُوا النِّسَاءَ بِأَذيً وَإنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ وَسَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ ! فَإنَّهُنَّ ضَعِيفَاتُ القُوَي وَالاَنْفُسِ وَالعُقُولِ. إنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالكَفِّ عَنْهُنَّ وَإنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ. وذُكر في «فروع الكافي» ج 1، ص 338، في كتاب الجهاد، الطبعة الحجريّة، بلفظ فَإنَّهُنَّ ضِعَافُ القُوَي وَالاَنْفُسِ وَالعُقُولِ، في رواية مفصّلة والتي ذكر السيّد الرضيّ موجزاً لها في «نهج البلاغة»، عن حديث مالك بن أعين) أنّه قال: حَرَّضَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلَواتُ اللَهِ عَلَيْهِ النَّاسَ بِصِفِّينَ فَقَالَ: إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ دَلَّكُمْ علی تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ إلیمٍ إلی آخر وصيّته وتحريضه علی الجهاد. وجاء في «شرح نهج البلاغة» للخوئيّ، ج 18، ص 166،) أنّه جاء لفظ: فَإنَّهُنَّ ضِعَافُ القُوَي وَالاَنْفُسِ وَالعُقُولِ في كلتا الروايتين لـ «الكافي» ونصر بن مزاحم، إلاّ أنّ تلك اللفظة وردت في رواية الطبريّ بشكل: فَإنَّهُنَّ ضِعَافُ القُوَي وَالاَنْفُسِ دون ذكر كلمة وَالعُقُولِ. وجاء في الخطبة (78) من «نهج البلاغة»: ومن خطبة له عليه السلام بعد حرب الجمل في ذمّ النساء: مَعَاشِرَ النَّاسِ ! إنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الإيمَانِ، نَوَاقِصُ الحُظُوظِ، نَوَاقِصُ العُقُولِ؛ فَأَمَّا نُقْصَانُ إيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ، وَأَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوارِيثِهِنَّ علی الاَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ، وَأَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الوَاحِدِ؛ فَاتَّقُوا شِرَارَ النِّسَاءِ وَكُونُوا مِنْ خِيَارِهِنَّ علی حَذَرٍ، وَلاَ تُطِيعُوهُنَّ فِي المَعْرُوفِ حَتَّي لاَ يَطْمَعْنَ فِي المُنْكَرِ. وأورد هذه الخطبة في «نهج البلاغة» ج 1، ص 129، طبعة مصر بتعليق الشيخ محمّد عبده؛ وكذا في «سفينة البحار» ج 2، ص 587، مادة نَسَأَ، في (كج نط 53) ج 23، طبعة الكمبانيّ، الباب 59، ص 53. وذكر ذلك أيضاً الا´قا جمال الدين الخونساريّ في شرح «غرر الحكم ودرر الكلم» للا´مديّ، ج 6، ص 2811 و 2812 برقم 9877. وقال الملاّ مسكين في «حدائق الحقائق» ص 438، الطبعة الثالثة: «وقد اعتبر كيد النساء عظيماً لانّ المرأة من مصائد الشيطان وحَبائِله: النِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطانِ. وناقصات العقول نَاقِصَاتُ العُقُولِ وَالدِّينِ، ومع هذا نجد كثيراً من الرجال مع كمال عقولهم وتمام نباهتهم يقعون أسري في شِراك النساء وكيدهنّ ومكرهنّ». [27] ـ يقول: «أُغشيت عين الرجال وأنت وحدك من بينهم باصرٌ وحَصيف. فعينٌ تري البدر كلّ حين، وأُخري لا تري العالَم إلاّ ظلاماً وعُتمة. ولو سعي الظنُّ سنين راكضاً علی قدمَيه، لم يُبصر أبعد من أنفه». [28] ـ يقول: «إن كنت رجلاً فاخرج وانظر، وتجاوز كلّ ما يعترضك». [29] ـ يقول: «إذا التَفَتَّ أو نَظرتَ هنا وهناك (وأنت في طريقك نحو الحقّ)، فإنّك ستظلّ مكانك وتركد في محلّك دون حراك. مَن ذا أفضل وأغلي منه حتّي تسرَّ قلبك به وتبحث عنه باستمرار؟ قل ! بالتأكيد لا يوجد أحد (أفضل وأغلي منه). أنا لا أطلب أن أكون مَلكاً أو سلطاناً، أبداً، إنّ ما أُريده منك هو أنت نفسك. إنّ الدرويش (والسالك إلی الله) يتمنّي موت نفسه علی أن يفضّلها عليك أو يرجّحها في مقابلك». [30] ـ صدر الآية 48، من السورة 4: النساء. [31] ـ يقول: «لاتقفنّ في منزل دونه منازلُ، ولا تكن موقوفاً في صفّ الرواحل». [32] ـ يقول:«أسير فوق الحصي والاشواك، أنا حَيران بدونك تائه دون مُعين. أنتَ المُبين لخَطونا فوق التراب، كلّ مَن يعشق وجهك واثقٌ غير ظَنين. كلّ لحظة هَجر تعدل لدي العاشق سنيناً، ووصال لعامٍ عنده كالخيال». [33] ـ يقول: «كن كالخليل وابتغ الحقّ، وصِلْ في بحثك الليل بالنهار». [34] ـ مقطع من الآية 23، من السورة 43: الزخرف. [35] ـ يقول: «علي المرء أن يُضحّيَ نفسه مائة مرّة من أجل الوصول إلی طَلبه ونيل مراده. وعليه أن لا يستكنّ لحظة واحدة عن الطلب ولا يستقرّ عن الهدف. وإن توقّفَ لحظة عن ذلك صار أشبه ما يكون بالمُرتَدّ وقليل الادب». [36] ـ يقول: «كانت الشمس والقمر والنجم لا محال، عقلاً منيراً وحسّاً وخيال». [37] ـ يقول: «أيّها الشيخ ! لقد جاءك ما لابدّ منه ولا مفرّ، وهو ملاقيك في كلّ أعمالك». [38] ـ يقول: «فيا أيّها السعيد ! إنّ ذلك الميّت الذي تحرّر من (قيود) نفسه، قد التحقَ بالوجود الحيّ. فمَن استظلَّ بظلّ صاحب الحكومة والسلطان لم يَحْتَجْ إلی شيء خلال سيره في ذلك الطريق».
|
|
|