بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب رسالة بدیعة / القسم الاول: المقدمة،‌ الفلسفة الاسلاميّة بالنسبة الي الرجل و المراة، نظام العالم و توازنه بالنسبة الي ...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

مقدَّمة‌ الكتاب‌

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي خلقنا من نفس واحده و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء[1] و اخرجنا من الظلمات البهيميه الي انوار الانسانيه و قرّب منازلنا خلقا بعد خلق فسوانا بايداع الصفات الالهيه و النور الاحدية؛ فتبارك الله احسن الخالقين.[2]

ثم شرفنا بالتكليف، و اضافنا بالتشريف و فضلنا بالتكريم؛ و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا.[3]

و سخر لنا ما في السموات و ما في الارض،[4] و سخر لنا الشمس و القمر دائبين و سخر لنا الليل و النهار،[5] و خلق لنا ما في الارض جميعا،[6] و آتانا من كل ما سالناه و ان نعد نعمة الله لانحصيها، - سبحانك اللهم- ان الانسان لظلوم كفار.[7]

والصلاه و السلام علي خير من اوتي جوامع الكلم و فصل الخطاب، صاحب الشريعه الالهيه و الدين القويم، الجائي من الله بنور و كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و بخرجهم من الظلمات الي النور باذنه و يهديهم الي صراط مستقيم،[8] آمرنا بالمعروف و ناهينا عن المنكر، و المُحِلّ لنا الطيبات و المحرِّم لنا الخبائث و الواضع عنا الاصر و الاغلال التي كانت علينا،[9] القائل بقوله الحق و كلامه الصدق: حلال محمد حلال الي يوم القيامة و حرام محمد حرام الي يوم القيامه؛[10] و علي آله الطاهرين الحافظين لدينه، القيمين لكتابه، الاولياء لامّته، صلاة لايقوي علي احصائها غيرك.

اللهم اجعلنا من الذين آمنوا به و عزّروه و نصروه و اتبعوا النور الذي انزل معه، و اجعلنا من المفلحين[11]به و بولاء اوصيائه و ذريّته الطيّبه انك سميع النداء، و العن الذين بدّلوا دينك و حرّفوا كلمتك و سخِروا بامامك، و لاتكلنا الي آرائنا و اهوائنا، ربنا و تقبل الدعاء.

 الرجوع الي الفهرس

سبب التاليف

ثم اني لمّا رايت هجوم الحضارة الكفريّة، الشرقيّة منها و الغربيّه علي الشريعه الاسلاميّه بنظامها الكامل و اساسها الكافل في حقوق الرجال و النساء و ما يُري فيها من الاختلاف حسب ما تستدعيه الفطرة و تستحقّه الغريزه، بانّ الاختلاف يوجب سلب حقوقهن الطبيعية في الاجتماع و طردهن من امكان اكتساب الكمالات النفسية الي زاوية الخمول و قعر البيت، ثم ما رايت في جواب طائفة بان هذا المنع و التحريم الهيٌّ لمراعات المصلحة العامة و هذا سلب ضروريٌّ لبقاء المدينة الفاضلة، و جواب طائفة اخري بمنع الاختلاف بتّا و ادعاء تساوي حقوقهم و حقوقهن في جميع مراحل الحياة و الحضارة حتي الجهاد و القضاء و الحكومة، خطر ببالي ان اكتب حول هذه المسالة موجزا مما يستفاد من الكتاب و السنة، مويدا بما حكم العقل بما يري شان الفطرة، و ابيّن فيها الحق في المقام و ضعف ما في كلا الجوابين.

فنقول- و بالله الاستعانة و عليه التكلان و لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم-: ان بحثنا ههنا يقع في مرحلتين:

الاولي: البحث الكليّ عمّا يستفاد من الفلسفة الاسلاميّة بالنسبة الي الرجل و المراة علي نهج عام.

و الثانيه: البحث الجزئي عما يستفاد من الادلة الشرعية بالنسبه الي تولّي الجهاد و القضاء و الحكومة في حقّ المراه علي نهج خاصّ.

اما المرحلة الاولي فكلامنا فيها يقع في طيّ جهات:  

 الرجوع الي الفهرس

المرحلة الاولي

 البحث الكليّ عمّا يستفاد من الفلسفة الاسلاميّة بالنسبة الي الرجل و المراة علي نهج عام.

 

الجهة الاولي:  نظام العالم مع ما فيه من الكثرات نظام واحد علي اساس الحق

الجهة الاولي: ان نظام العالم مع ما فيه من الكثرات، المجرّدات و الماديّات، و الملكوتيّات و الملكيّات، و البسائط و المركبات، نظام واحد علي اساس التوحيد الالهي مبنيّ علي قاعدة متينة وطرز بديع و بناء عظيم؛ كل جزء منه مرتبط بالآخر بكمال الارتباط و الاتقان: صنع الله الذي اتقن كل شيء[12]، لاينثلم بثلمة و لاينفطر بفطور: ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور[13]؛ و لايعرضه الباطل و لايعتريه لعب و لهو و عبث:

و ما خلقنا السماء و الارض و ما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا؛[14]

و ما خلقنا السماء و الارض و ما بينهما لاعبين- لو اردنا ان نتخذلهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين؛ افحسبتم انما خلقناكم عبثا و انكم الينا لاترجعون.[15]

بل اسسّه ربّة و اتقنه مدبّره علي بناء الحقّ:

و ما خلقنا السموات و الارض و ما بينهما الا بالحق.[16]

فاذن جميع ما في العالم الاعلي من العوالم و شوونها و ما يري فيها من العقول المفارقه و النفوس الروحانيّه الناطقة و الحيوانية و النّباتيّة و الجماديّة و غيرها حقّ صِرفٌ و حقيقة بحتة و واقعيّة بلامجاز، و صدق بلاهزء، متجليّات بجماله و جلاله و متدلّيات بعزّه و قوامه وظهورات لاسمائه و صفاته؛

ذلك بان الله هو الحق و ان ما يدعون من دونه الباطل و ان الله هو العلي الكبير[17]

افما حسْبُنا قوله عزّ من قائل: سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه علي كل شيء شهيد- الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط.[18]

 الرجوع الي الفهرس

الجهة الثانيه: البحث الكلي في لزوم هداية الله تعالي كل شيء

الجهة الثانیة: ان الله تبارك و تعالي لم‌يكن يهمل الخلق بعد ان خلق، و لم‌يتركه سُدي بل كان يسيره بعد الخلق من بدء القابلية و الاستعداد الي قصوي غاية الكمال من الفعلية و التمامية؛ كل شيء بحسبه، وهداه الي ما فطره و ركزه فيه من القوي الي نهاية مسيره بالتكوين و التشريع؛ و اعطي كل شيء مايحتاج اليه بحسب حاجته الفطرية و غريزته الطبيعية و يرزقه بلافتور و لاتعب في سبيل ما اودعه في جبلّته و هويّة وجوده و كينونة تحققه.

اما تنظر الي ما اجاب به موسي فرعون حين ساله و اخاه هارون عن ربهما بقوله: ربنا الذي اعطي كل شيء خلقه ثم هدي[19]

و هذا جواب تام كامل شامل قد اُدرج فيه لزوم الهداية بعد اعطاء كل هويّة ما يحققها من الوجود و افاضة كل ماهيّة ما تستحقها من الآثار.

و بهذه المثابة قوله عزّ من قائل: سبح اسم ربك الاعلي- الذي خلق فسوّي- و الذي قدّر فهدي[20]

فسبحان من يُتّم امرُه كلَ شيء و في كل شيء و سبحان من اطبق امره علي خلقه و تشريعه علي تكوينه.

كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و انزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه[21]

رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل.[22]

فسبحان من ارسل الرسل و انزل الكتب و الموازين كي لايتعدي الانسان قدره و لايتجاوز عن حده:

لقد ارسلنا رسلنا بالبينات و انزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط[23]

و لايقول احد: ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذل و نخزي.[24]

و المحصل من الكلام ان الدين القويم هو المتخذ من الفطرة الالهية و ما من قاعدة اوحكم كلي او جزئي الا مندرجة تحتها مصلحة كاملة بلاتضاد ولاتباين بين سنة التكوين و التشريع، بل التشريع مويِّد و مسدد للتكوين و موجب لتحريك الانسان الساذج من منازل الاستعداد و مراحل القابلية الي كماله الغائي و تمامه النهائي.

فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لكن اكثر الناس لايعلمون[25]

و علي الاخص شريعة سيدنا محمد صلي‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، النور المشرق و الروح المكمل، مزكّي النفوس و مطهرها و التالي لآيات الله و مبينها و معلم الكتاب و الحكمة و مخرج الناس من الظلمات الي النور باذن ربه و السراج المضيء.

انا ارسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا- و داعيا الي الله باذنه و سراجا منيرا.[26]

 الرجوع الي الفهرس

الجهة الثالثة: ان في نظام العالم لم‌يسلب عن كل ذي حق حقه

الجهة الثالثة: ان الله عزوجل لم‌يسلب عن ذي حق حقه و لو بقدر ذرة، بل اعطاه من الحقوق علي النهج الاوفر لانه تعالي عدل و يامر بالعدل و القسط و الوزن بالميزان المستقيم.

ان الله يامر بالعدل[27]؛ قل امر ربي بالقسط[28]؛ و زنوا بالقسطاس المستقيم[29]

و قد اورد في مواضع من كتابه بان الله ليس بظلام للعبيد[30]

و اخبر في موارد كثيرة بانه ما كان الله ليظلمهم،[31] بل اخبر بان الله لايظلم الناس شيئا[32] و قال: ان الله لايظلم مثقال ذرّة.[33]

و معلوم ان من العدل اعطاء كل ذي حق حقه بلا افراط ولا تفريط؛ فانه سبحانه يعطي كل شيء خلقه بحسب ما تستدعيه فطرته و تستجلبه غريزته.

فالافراط تحكّم و تكليف وراء التحمل و تحميل لمافوق القدرة و الطاقة؛ ولايكلف الله نفسا الا ماآتيها[34]؛ بل ولايكلف الله نفسا الا وسعها[35]. كما ان التفريط ظلم و موجب للمحروميه و التعطيل و لايظلم ربك احدا[36].

و حيث ان الخلق و منه الانسان لم‌يخلق علي وتيرة واحدة و نهج واحد، بل يوجد في نوعه القوي و الضعيف من جهة البنية البشريّة و القوّة المادية و من جهة الصفات الروحية و الغرائز الخُلقيّة و التفكير و الاحساس و العواطف فهو معجون من مواد مختلفة و صفات كثيرة، عجنه ربّه و ركّبه مدبّره علي مدارج الاستعداد و مراتب الاستحقاق. اعطي الانسان و منه الذكر و الانثي علي مقدار ما اودع جلّ و عزّ في وجوده من القابليّة و كلّف الذّكر و الانثي علي حسب ظرفه و سعة محلّه و الا لانقلب العدل ظلما و حاشاه ان يكون ظالما.

فما يُري من منع النساء عن جهات من الامور كالقضاء و الحكومة و الجهاد و البُروز الي اندية الرجال و كشف الحجاب و الجمعة و الجماعة و شهادة الجنائز و الحضور عند القبور مع الجنائز و رفع المشاقّ عنها، ليس فيها جهةُ سلبِ حقّ عنهنّ، بل اعطاء حقّ لهنّ بالنحو الاتمّ الاكمل.

و ذلك لانه تبارك و تعالي لمّا فطرهنّ من انواع الغرائز و شَكّلهنّ بشاكلة خاصّة راعي بالنسبة اليهنّ ما هو صالح‌ الامر في حقّهنّ و هو الكفّ عن الجهاد و القضاء و الحكومة و ماضاهيها.

و هذا الكفّ انما هو حقّ اوّليّ الهيّ اعطاهنّ العليم الخبير لا انّ حقّهنّ الاوّليّ هو الجهاد و امثاله و الله منعهنّ عنه و عن اشباهه.

ان الله تعالي لم‌يمنع ذاحقّ حقّه بل يعطي كلّ ذي حقّ حقّه و ايّاك و ان يشتبه عليك اعطاء حقّ من سلب حقّ.

انّ الحقّ الاوّليّ للمراة هو الكفّ عن مشاكل الامور لا انّ الحقّ الاوّليّ هو الترخيص فيها ثمّ عرض عارض الهيّ و هو المنع عن اعمال هذا الحق.

ان الحق لاوّليّ للمراة هو الحجاب و ستر بدنها عن انظار شهويّة موبقة، لا انّ حقّها الاوّليّ هو السُفور و الكشف و الله منعها عن هذا الحق و الزمها الحجاب و القرار في البيت.

اما والله لقد دخل التبديل و عرض التحريف، لا في مرحلة التكليم فقط بل في ساحة التفكير؛ حتي كانّ سفور المراة و كشفها و دخولها في جماعات الرجال و تصدّيها للقضاء و الحكومة و الجهاد حقوق اوليّة لها و الشارع سلبها عنها.

و هذا النحو من التحريف انما هو الاستعباديّ الاستيلائي الفكري و هو تبديل مواضع المعاني عن محالّها الاوليّة وجعلها فيما لايستحقها.

و هذا من اعظم المصائب الواردة علينا من الكفر الجاشم لانه بهذا التحريف كان قد اعمي بصائرنا عن ادراك واقع الامر لا انّه كان يكتفي باعماء ابصارنا عن ظاهر الامر.

و كم لهذه المسالة نظير في المعارف و الآداب، فكان الكفر الحاسم قد اوقع علينا اشدّ ضرباته بتحريف اللغات عن معانيها الواقعيّة و بتحريف المعاني مواضعها عن محالّها الائقة بها.

نسال الله تعالي ان لايبقينا في العمي بعد ان فتح عيوننا باحراز الرّويّة و لايطمس بصائرنا بتعمية الحقيقة بعد ان نوّرها بادراك البصيرة و لايكلنا الي آرائنا الزائفة او افكارنا الهالكة فنذوق وبال امرنا و يكون عاقبة امرنا خسرا[37] ولايجعلنا ممّن اغفل قلبه عن ذكره و اتبع هواه و كان امره فرطا.[38]

 الرجوع الي الفهرس

الجهة الرابعة: اختلاف الرجل و المراة في القوي الظاهرية و الباطنية

الجهة الرابعة: ان من البديهيّ اختلاف الرجل و المراة في جهات عديدة ظاهريّة و باطنيّة، جسميّة و روحيّة، خَلقيّة و خُلقيّة، فكريّة وعاطفيّة.

فالله سبحانه و تعالي درّ عليهما من خزائن رحمته و ملكوت بحار اسمائه ما هو اليق بشاكلتهما و احسن بتركيبهما.

و ان من شيء الا عندنا خزائنه و ما ننزّله الا بقدر معلوم.[39]

يكون الرجل شديد البطش، قويّ الاركان، متين البنيان، ذاقوة تعقل و تفكير حادّ و احساس متناسب؛ و المراة رقيق البنيان، لطيف الاركان، ذات احساس حادّ و عاطفة قويّة و تفكير مناسب، بعكس ما يكون للرجل.

قد اودع الله سبحانه في كل منهما بحسبه ما هو لازم له في الطريق الاحسن و النهج الاقرب الي كمال هويّتهما و صيرورة قابليّتهما فعليّة تامة،‌ حتي تكون اثمرت شجرة وجودهما و نضجت ثمرة حيوتهما بلاتعطيل و فتور.

و انت يا ايها العاقل! اذا فكّرت في كيفيّة ما اودع الله فيهما من عالم الخلقة، ثم ما يترقّب منهما في نظام الوجود، لَتري المراة ذات تحمّل في اعباء الحمل، و ايداع النطفة التي هي اعظم تجلّ الهيّ في رحمها التي هي من اعظم جهاز في البدن و المخاض و الولادة و الارضاع و التربية و قد احتاجت الي محبة شديدة و عاطفة قويّة و احساس لطيف و ذوق رقيق كي تتحمّل هذه المشاكل و ترتّبها بادق ترتيب و تنزّلها باحسن منزلة و تحتاج الي السكون و القرار و فراغ شغل عن تحصيل النفقة و ترميم المعاش، بخلاف الرجل فانه واقع في معزل عن هذه الامور و غير مصادم بها؛ و الفطرة لاينتظر منه في طيّ هذه السلسلة الطويلة الا الاستيلاد و لامؤونة فيه بالنسبة اليه؛ فلابدّ له من الكدّ و السعي في المعاش و تهيئة المسكن و الملبس و المأكل و المشرب و ترميم البيت من الآفات و العاهات و ترتيب المنزل الاجتماعيّ علي احسن صورة و اتمّ ترتيب.

فعليه الخروج في طلب المنافع و دفع المضارّ و الجهاد و الدفاع عن كينونة موجوديّتهما و موجوديّة المجتمع الذي يعيشان فيه و حلّ الامور و فسخها و الاخذ و البطش و الدفع و الطرد بجسمه و عقله و ذهنه.

فالله- سبحانه و تقدّس- اعطاه من قوّة الجسم و ضخم العظم، و من قوّة الفعل دون الانفعال و التفكير القويّ دون الاحساس و من خشونة الحيوة وجشوبة العيش مايستحقّه بحسب خلقته وعلي نهج ما اودعه فيه من فطرته و هذا هو التوزيع الصحيح و التقسيم السليم.

انا كل شيء خلقناه بقدر[40]؛ و كان امر الله قدرا مقدورا[41]؛ و كل شيء‌ عنده بمقدار[42].

و هذا هو الحق الذی وصف الله سبحانه نفسه به بقوله: بان الله هو الحق (الآیه 62 من سورة 22: الحج) و هی الحکمة التی تقتضی جعل کل شی فی موضعه، و إعطاء کل ذی حق حقه؛ و قد وصف الله سبحانه نفسه بأنه هو العلیم الحکیم و أنه هو العزیز الحکیم فی آیات کثیره.

و هذا من ناحية؛ و من ناحية اخري انّ بين نفس الرجل و المراة تجاذبا فعليّا مغناطيسيّا يجذب كلّ منهما صاحبه و يجلبه بلادافع و لامانع و استرسال هذا التجاذب يُخلّ بامر الزواج و يعطّل امر الاولاد و يهدم السُكون المنزليّ و يُهلك الحرث و النسل؛ و الله لايحب الفساد.[43]

فالله سبحانه عيّن مقدار التجاذب و حدّده علي اساس الزواج و الاستعفاف و غضِّ البصر و الحجاب و عدم التبرّج و عدم الخضوع في القول و القرار في البيت.

 الرجوع الي الفهرس

دفع اشكال

و ما ربما يسمع من سفاهات بعض من لاخبرة له من انّ تقرير النساء في البيوت و سَدْل الحجاب عليهن و عدم اشراكهنّ مع الرجال في المعارك و الامور الخطيرة بالتصديّ لامر الولادة و الحضانة، هي التي اورثت عليهنّ الضعف في القوي البدنيّة و التفكيريّة؛ فالضعف ثمرة اكتسابيّة من هذه الرياضة الاجتماعيّة، لا امر موهوبيّ غريزيّ فكان معلولا بها لا علّة لها.

يبطله اوّلا: انّ مايشاهد فيهنّ من الضعف ليس مختصا بالمجامع التي تكون النساء فيها محجّبة و غيرمداخلات في اعمال الرجال؛ بل مشترك فيهنّ و في غيرهنّ، مع انهنّ يحِضن في كل شهر بلاتفاوت منهنّ بين الحضريّة و البدويّة.

و ثانيا: انّ اختلاف القوي في الذكر و الانثي ليس في دائرة الانسان فقط، بل يسع اقسام الحيوان بانواعه، البريّ منه و البحريّ و الطيور، فالاختلاف مشهود في انواعه في ذكره و انثاه، فاين هذا من سنة الحجاب؟

و ما ربما يتوهم بانّه يمكن ان يكون في انواع انثي الحيوان حجاب ايضا اوجب عليها الضعف، مدفوع بانّه بناء عليه يعلم عندئذ انّ الحجاب لازم ضروريّ، اقرّه التكوين، فلايشذّ عنه حيوان؛ فلم لانلتزم به في الانسان و نحكم فيه بالسفور؟!

و ان لم يستند بناء الضعف الي الحجاب فلافرق في اصالة التفاوت في الحيوان و الانسان بين الذكر والانثي.

و ثالثا: انّ هذا التفاوت ناموس كليّ في جميع اعضاء عالم المادّة حتّي الجمادات؛ لانّ القوّة الفعليّة فيها اقوي من القوّة الانفعاليّة طُرّا؛ و قد ثبت في العلوم الفيزياويّة انّ مقدار قوّة البِرُوتون التي هي مرتكزة في مركز الذرّة و حاملة للقوّة الفعليّة المثبِتة علي وحدها تكون بقدر جميع قوي الالكترونات الانفعاليّة المنفيّة التي تدور حولها.

 الرجوع الي الفهرس

الجهة الخامسة: موارد تساوي الرجل و المراة و تفارقهما

الجهة الخامسة: اذا نظرنا الي الرجل و المراة من جهة اشتراكهما في الاجتماع المنزليّ في المدينة الفاضلة الانسانيّة نري لكل واحد منهما سهما مساويا للآخر في تنظيم المنزل و اشتراك الاجتماع من حيث نفس التنظيم و الاشراك.

و اذا قايسنا كل واحد منهما مجردا عن الآخر بحسب المواهب الطبيعيّة الالهيّة فلااشكال في تقديم الرجال علي النساء من جهة البُنية القويمة و القوّة العقلانيّة الحكيمة و سِعَة التفكير و قوّة التدبير.

الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة.[44]

و اما اذا لاحظنا كل واحد منهما في سلوكه الخاصّ الي الله تعالي و لقائه و سيره في النشئات الكماليّة و درجات الزُّلفي و القُربة، فالسبيل واضح و الطريق مشهود؛ فلاحاظرٌ يمنع و لادافع يدفع، بل لكل منهما تشمير الذيل و الحركة من الظاهر الي الباطن و من الاعتبار الي الحقيقة و من الاهواء الي الآراء و من الدنيا الي العّليا و ممّا سوي الله تعالي الي التبتّل اليه و النزول في حرم قدسه و حريم عزّه، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.[45]

انظر الي قول الله تبارك و تعالي كيف جعلهما في درجة واحدة في الغفران و العظيم من الاجر: انّ المسلمين و المسلمات و المومنين و المومنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات اعدّ الله لهم مغفرة و اجرا عظيما.[46]

و من اتمّ الايات في افادة هذا المعني قوله تعالي:

و من يعمل من الصالحات من ذكر او انثي و هو مومن فاولئك يدخلون الجنّة و لايظلمون نقيرا.[47]

و اتمّ منها قوله تعالي:

و من عمل صالحا من ذكر او انثي و هو مومن فاولئك يدخلون الجنّة يرزقون فيها بغير حساب.[48]

و اصرح منها معني و اكملها مفادا قوله تبارك و تعالي:

من عمل صالحا من ذكر او انثي و هو مومن فلنحيينّه حيوة طيّبة و لنجزينّهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون.[49]

حيث وعد الله سبحانه فيها بالحيوة الطيبة و جزاء الاجر باحسن الاعمال.

هذا كلّه ما اردنا بيانه في البحث عن المرحلة الاولي.

 الرجوع الي الفهرس

 

المرحلة الثانية:

الادلة الشرعيّة الفقهيّة حول مقام المراة في الجهاد و القضاء و الحكومة

 

الفصل الاول من المرحلة الثانية:

البحث حول آية "الرجال قوّامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض و بما انفقوا من اموالهم"

 

و اما المرحلة الثانية و هو البحث عما يستفاد من الادلة الشرعيّة الفقهيّة بالنسبة الي تصديّ المراة الجهاد و القضاء و الحكومة، فنقول فيها:

البحث يقع في مقامين:

الاول: الآيات الواردة في القرآن الكريم

الثاني: الروايات الواردة عن المعصومين عليهم‌السلام.

اما المقام الاول: فنبحث فيه عن آيتين:

الاولي: قوله جلّ و عزّ:

الرجال قوّامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض و بما انفقوا من اموالهم.[50]

و قبل الخوض في ما يستفاد منها نورد بعض ما اورده اللغويّون في معني "القوامون"، ثم نتبعه ببعض ما ذكره المفسرون في تفسير الآية، ثم نبحث عمّا يستفاد منها.

 الرجوع الي الفهرس

اقوال اللغوييّن:

اما اللغويّون: فقد اورد في "مجمع البحرين":

"قوله: الرجال قوّامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض- الاية. اي لهم عليهنّ قيام الولاء و السياسة. و عُلّل ذلك بامرين: احدهما موهبيّ من الله تعالي و هو انّ الله فضّل الرجال عليهنّ بامور كثيرة من كمال العقل و حسن التدبير و تزايد القوّة في الاعمال و الطاعات و لذلك خُصّوا بالنبوّة و الامامة و الولاية و اقامة الشعائر و الجهاد و قبول شهادتهم في كل الامور و مزيد النصيب في الارث و غيرذلك. و ثانيهما كسبيّ و هو انهم ينفقون عليهنّ و يعطونهنّ المّهور مع انّ فائدة النكاح مشتركة بينهما. و الباء في قوله "بما فضل الله" و في قوله "بما انفقوا" للسببيّة و ما مصدريّة اي بسبب تفضيل الله و بسبب انفاقهم."

و في "اقرب الموارد": "قام، يقوم، قَوْماً و قَومَةً و قياما و قامَةً: انتصب، ضد قعد. و الامر: اعتدل... وقام الرجل المراةَ و- عليها: مانها و قام بشانها. (و قال في مادّة مَوَنَ: مان، يمونه، موناً و مونةً: احتمل مونته و قام بكفايته فهو مائِن). –الي ان قال- القوّام كشدّاد: الحسن القامة، و القويّ عي القيام بالامر و – الامير؛ ج: قوّامون".

و في "صحاح اللغة": "قِوام الامر- بالكسر-: نظامه و عماده؛ يقال: فلان قوام اهل بيته و قيام اهل بيته، و هو الذي يقيم شانهم و منه قوله تعالي: ولاتؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما، و قوام الامر ايضا: ملاكه الذي يقوم به".

و في "اساس اللغة": "و قام الامير علي الرعيّة: وَلَيَها".

و في "نهاية" ابن الاثير في مادّة قيم: "في حديث الدعاء: لك الحمد انت قيّام السموات و الارض؛ و في روايةٍ قيّم و في اخري قيّوم و هي ابنية المبالغة، و هي من صفات الله تعالي، و معناها: القائم بامور الخلق و مدبّر العالم في جميع احواله. و اصلها من الواو: قَيْوام قَيْوِم و قَيْووم بوزن فيعال و فيعِل و فيعول- الي ان قال- و منه الحديث: ما افلح قوم قيّمهم امراة".

و في "لسان العرب": "عن ابن برّيّ انّه قال: و قد يجيء القيام بمعني المحافظة و الاصلاح و منه قوله تعالي: الرجال قوّامون علي النساء و قوله تعالي: الا مادمت عليه قائما اي ملازما محافظا".

و في "تاج العروس": " قال ابن الاثير: القوم في الاصل مصدر قام، ثم غُلب علي الرجال دون النساء؛ و سمّوا بذلك لانهّم قوّامون علي النساء بالامور التي ليس للنساء ان يَقُمْنَ بها؛ قال الجوهريّ:‌ و منه قوله تعالي: لايسخر قوم من قوم؛ ثم قال و لانساء من نساء، اي فلو كانت النساء من القوم لم‌يقل: و لانساء من نساء- الي ان قال- و القيّم: السيّد و سائس الامر و هي قيّمة. و قيّم المراة: زوجها في بعض اللغات، لانّه يقوم بامرها و ماتحتاج اليه. قال الفرّاء: اصل قيّم قَوْيِم علي فَعْيِل، اذ ليس في ابنية العرب فَيْعِل؛ و قال سيبويه: وزنه فَيْعِل و اصله قَيْوِم و القوّام: المتكفّل بالامر".

و نقل فيه ايضا عن ابن بريّ ما نقل عنه في "لسان العرب"؛ و قد نقلنا عنه آنفا.

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] اقتباس من الآيه  الاولي من سوره 4: النساء و هي قوله تعالي: يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء.

[2] الآيه  14 من سوره 23: المومنون

[3] الآيه  70 من سوره 17: الاسراء

[4] اقتباس من الآيه 20 سوره31: لقمان، و هي قوله تعالي: الم‌تروا ان الله سخر لكم ما في السموات و ما في الارض، و من الآيه 13 من سوره45: الجاثيه و هي قوله تعالي: و سخر لكم ما في السموات و ما في الارض جميعا منه.

[5] اقتباس من الآيه 33 من سوره14: ابراهيم و هي قوله تعالي: و سخر لكم الشمس و القمر دائبين و سخر لكم الليل و النهار.

[6] اقتباس من الآيه 29 من سوره2: البقره و هي قوله تعالي: و هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا.

[7] اقتباس من الآيه 34 من سوره14: ابراهيم و هي قوله تعالي: و آتيكم من كل ما سالتموه و ان تعدوا نعمة الله لاتحصوها ان الانسان لظلوم كفار.

[8] اقتباس من الآيه  15و 16 من سوره5: المائده و هي قوله تعالي: قد جائكم من الله نور و كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل‌السلام- الآيه

[9] اقتباس من الآيه  156من سوره7:الاعراف و هي قوله تعالي: الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الانجيل يامرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم اصرهم و الاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون.

[10] روي الحُرّ العاملي في "وسائل الشيعه" كتاب القضاء باب12: وجوب التوقف و الاحتياط في القضاء و الفتوي و العمل في كل مسالة نظريّة لم‌يعلم حكمها بنصّ منهم عليهم‌السلام، حديث الرقم 47 من طبع المطبعة الاسلاميّة، ج18، ص 124، و الرقم 53 من طبع البهادريّ، ج3، ص398 عن كتاب "كنز الفوائد" للكراجكيّ باسناده المتصل عن ابي‌جعفر الباقر عليه‌السلام: قال: قال جدّي رسول الله صلي‌الله‌عليه‌وآله و سلم: ايها الناس حلالي حلال الي يوم القيامة و حرامي حرام الي يوم القيامة، الا و قد بيّنهما الله عزوجل في الكتاب، و بيّنتهما لكما في سنّتي و سيرتي" الحديث. و روي الكلينيّ في " اصول الكافي" ج2، كتاب الايمان و الكفر، باب الشرايع، ص 17 من طبع الحيدريّ باسناده المتصل عن سماعة بن مهران قال: قلت لابي عبدالله عليه‌السلام: قول الله عزوجل: "فاصبر كما صبر اولواالعزم من الرسل"، كيف صاروا اولي العزم؟ قال: لان نوحا بعث بكتاب و شريعة – الي ان قال- حتي جاء محمد صلي‌الله عليه وآله، فجاء بالقرآن و بشريعته و منهاجه، فحلاله حلال الي يوم القيامة حرامه حرام الي يوم القيامة، فهولاء اولوالعزم من الرسل عليهم السلام. و روي ايضا فيه، ج1، كتاب فضل العلم، باب البدع و الراي و المقائيس ص 58، عن علي‌بن ابراهيم، عن محمدبن عيسي‌بن عبيد، عن يونس، عن حريز عن زرارة قال: سالت ابا عبدالله عليه‌السلام عن الحلال و الحرام، فقال: حلال محمد حلال ابدا الي يوم القيامة و حرامه حرام الي يوم القيامة، لايكون غيره و لايجيء غيره و قال: قال عليّ عليه‌السلام: ما احد ابتدع بدعة الا ترك بها سنة.

[11] اقتباس من الآيه  156من سوره7:الاعراف و هي قوله تعالي: الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الانجيل يامرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم اصرهم و الاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون.

[12] الآيه 88 من سوره 27: النمل

[13] الآيه 3 من سوره67: الملك

[14] الآيه 28 من سوره38: ص

[15] الآيه 115 من سورة 23: المومنون

[16] الآيه  85 من سوره15: الحجر

[17] الآيه  30 من سوره31: لقمان

[18] الآيه  53 و54 من سوره41: فصلت

[19] الآيه 50 من سوره20: طه

[20] الآيه 1و2و3من سوره 87: الاعلي

[21] الآيه 213 من سوره2: البقره

[22] الآيه 165 من سورة4: النساء

[23] الآيه 25 من سوره57: الحديد

[24] الآيه 134 من سوره20: طه

[25] الآيه 30 من سوره30: الروم

[26] الآيه 45 و46 من سوره33: الاحزاب

[27] الآيه 90 من سوره16: النحل

[28] الآيه  29 من سوره7: الاعراف

[29] الآيه 35 من سوره17: الاسراء

[30] الآيه 182 من سوره3: آل عمران و الآيه 51 من سوره8: انفال والآيه 10 من سوره22: الحجّ

[31] الآيه 70 من سوره9: التوبة و الاية40 من سوره29: العنكبوت والآيه 9 من سوره30: الروم

[32] الآيه 44 من سوره10: يونس

[33] الآيه 40 من سوره4: النساء

[34] الآيه 7 من سوره65: الطلاق

[35] الآيه 286 من سوره2: البقره

[36] الآيه 49 من سوره18: الكهف

[37] اقتباس من الاية9 من سورة65: الطلاق و هي قوله تعالي: فذاقت وبال امرها و كان عاقبة امرها خسرا.

[38] اقتباس من الاية28 من سورة18: الكهف و هي قوله تعالي: و لاتطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان امره فرطا.

[39] الآيه 21 من سوره15: الحجر

[40] الآيه 49 من سوره54: القمر

[41] الآيه 38 من سوره33: الاحزاب

[42] الآيه 38 من سوره13: الرعد

[43] الآيه 62 من سوره22: الحجّ

[44] الاية34 من سورة2: البقرة

[45] الآيه  55 من سوره54: القمر

[46] الآيه 35 من سوره33: الاحزاب

[47] الآيه 124 من سوره4: النساء

[48] الآيه 40 من سورة40: المومن

[49] الآيه 97 من سوره16: النحل

[50] الآيه 34 من سوره4: النساء

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com