|
|
الصفحة السابقةالمسائل السبع للإمامة كانت متحقّقة في أميرالمؤمنين:انّ الاحاديث المرويّة عن رسول الله و الدالّة علی أفضليّة أميرالمؤمنين علیه السلام بعنوان خيرالوصييّن و سيّد ولد ءادم و أمثال ذلك كثيرة، و قد اكتفينا بهذه الروايات العدّة عن طريق العامّة كمثال، لذا وفقاً للمسائل السبع السابقة فانّ مقام الإمامة مختصٌّ به علیه السلام، و هو الذي كان يدعو الناس بقاطعيّة تامّة، لم يُشاهَد في فعله او قوله ندم أو شكّ أو حيرة أو جهل. و لانّ الإمام له إحاطة بالملكوت، فانّه لا يخطي أبداً، و لانّ فعله فعل الحقّ، فانّه لا يتردّد و لا يتحيّر و لا يندم في عمله، لانّ الله سبحانه لا يتحيّر و لا يندم في فعله. انّ الافراد الذين يندمون، انّما يندمون عند العمل لجهلهم، اذ تبدو لديهم جهة من الجهات بصورة مقبولة فيبادرون إلی فعلها، و حين تتّضح لهم نقاط الضعف و النقاط المبهمة التي خفيت علیه لدي العمل فانّهم يندمون. امّا رجل الحقّ فلا يندم، و لم يشاهد أبداً انّ الإمام أظهر ندمه من فعلٍ فعله، و هذه هي علامة صحّة العمل و إتقانه، إضافة إلی أنّ الإمام يعيّن وظيفة الناس في كلّ موضوع بشكل قطعيّ، و لا يؤجّل ذلك إلی إلیوم التإلی و لا تنكشف له الحقيقة بالمشاورة و المطالعة و التأني و التروّي، بل انّ الحقائق تظهر أمامه و تتجلّي كالمرءاة، فيجيب بلا تريّث و لا تأخير. لقد كان عُمر يعيي و يعجز في كثير من الامور عن الإجابة علی مسائل الاحكام العاديّة، بينما كانوا يسألون أميرالمؤمين عن بعض المسائل التي لا يستطيع علماء الرياضيات حلّها الاّ باستخدام القوانين الرياضيّة، فيُجيبهم علیها مباشرة. فهل كان له عقل الكتروني يا تري؟ إنّ الاجهزة الالكترونيّة هي الاخري لا تستطيع ان تتجاوز حلّ المسائل البسيطة، لكن الامام كان يجيب عن تلك المسائل بداهةً، لكأنّ الجواب كان واضحاً لديه كالشمس، كما انّه كان يُجيب فوراً علی الكثير من مسائل القضاء التي يحتاج حلّها إلی جهد رياضيّ. ندم أبي بكر علی الخلافة:ولقد أظهر أبوبكر ندمه علی تولّيه الخلافة مرّات عديدة ، وقال مراراً: أَقِيلُوني أَقِيلُوني وَ لَسْتُ بِخَيْرِكُمْ [353]. لكنه يجب ان يُقال له: اذا كانت الخلافة التي سلبتَها بأمرالله فكيف تريد تركها و التخلّي عنها؟ و إن لم تكن بأمرالله فيكف سلبتها؟ فهو يعيي هنا و يتحيّر فلا يميّز يمنةً عن يسرة، لانّهُ من جهة لا يمتلك القدرة علی تحمّل هذا العبء و المسؤوليّة، و من جهة اخري فانّ قلبه لا يطاوعه في أن يُعيد الامر إلی صاحبه. كَظُلُمَـ'تٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَـ'هُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَـ'تٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَب'هَا وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ [354]. لقد ارتقي أبوبكر منبر رسول الله في مسجد الرسول يوماً بعد بيعة السقيفة و قال في خطبته: أَيُّهَا النَّاسُ، فَإنِّي قَدْ وُلِّيتُ علیكُمْ، وَ لَستُ بِخَيْرِكُمْ، فَإن أَحْسَنتُ فَأَعِينُونِي، وَ إن أَسَأتُ فَقَوِّمُونِي[355]... أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَهَ، وَ إِذَا عَصَيْتُ اللهَ وَ رَسُولَهُ، فَلاَ طَاعَةَ لِي علیكُم [356]. يقول الطبري: و خطب أبوبكر الناس فقال: أَيُهَّا النَّاسُ إنَّمَا أَنَا مِثْلُكُمْ، وَ إِنِّي لاَ أَدْرِي لَعَلَّكُمْ سَتُكَلّفُوني مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلّي الله علیه ] وءاله [ يُطِيقُ، إِنَّ اللهَ اصْطَفَي مُحَمَّدًا علی الْعَالَمِينَ، وَ عَصَمَهُ مِنَ الاْفَاتِ، وَ إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ، وَ لَستُ بِمُبتَدِعٍ، فَإنِ اسْتَقَمْتُ فَتَابِعُونِي، وَ إن زُغتُ فَقَوِّمُونِي. إلی أن يقول: وَ إِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي، فَإذَا أَتَانِي فَاجْتَنِبُونِي [357]. الإشكالات الخمسة علی خطبة أبي بكر:الإشكال الاوّل: قوله: (وَ لَسْتُ بِخَيْرِكُمْ)؛ حيث يجب أن يُقال له: فلماذا تصدّيتَ للخلافة و لم تتخلّ عنها لخير الناس و مولي الموإلی مع كلّ تلك النصوص الصريحة من صاحب الشريعة علی أفضليّته؟ و لماذا أردت أن تكون إماماً لمن هو أفضل منك و أعلم؟ و كيف رضيت ان تدعو أميرالمؤمنين الناموس الاكبر الالهيّ و كنز الاسرار و معارف الحقّ و نفس الرسول لاتّباعك؟ و كيف أردت أن تأخذ بيعته لك و أن تجعله يسلّم لامرك و نهيك دون قيد أو شرط؟ و بأيّ معارف و فضائل أخلاقيّة أردتَ ايصال المؤمنين إلی المطلوب؟ و علی أيّ ملكوت كنت مسيطراً ومهيمناً؟ الإشكال الثاني: قولك (فَإن أَحسَنْتُ فَأَعِينُونِي! وَ إن أَسأتُ فَقَوِّمُونِي!) و بناءً علی هذا فانّك حين جعلتَ بأيدينا ميزان صحّة أو بُطلان عملك، و خيرّتنا في الجرح و التعديل، فقد كنّا نحن إمامك لا أنت إمامنا! و بغضّ النظر عن ذلك، فمن أين لنا أن نميّز الصحيح من السقيم؟ لو ميّزناه من عندنا لكنّا إذن لا نحتاج إلی خليفة، و إن توجّب ان يُفهمنا ايّاه إمامُ الحقّ لوجب علینا اتّباع ذلك الامام، و لوجب علیك أن تسلم أنت الاخر لامره. الإشكال الثالث: قولك: (لَعَلَّكُمْ سَتُكَلّفُوني مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يُطِيقُ). بلي، انّ مثل هذه التكإلیف ستأتي حتماً، ولكن من أجلسك مكان رسول الله لتحتار في النهوض بأعباء عمل و مهمة رسول الله؟ أو لم تسمع طوال المدّة المديدة رسولَ الله يقول كراراً ـ لا مرّةً أو مرّتين ـ علیٌّ يَقْضِي دَيْنِي؟ أو لم تسلّم يوم غدير خم علی أميرالمؤمنين بتحيّة الولاية؟! فبأيّ مجوّز جلستَ مكان رسول الله أنتَ العاجز عن تحمّل أعباء مسؤوليّته وعمله، و سلبتَ الحقّ المسلّم لمقام الخلافة و الوصاية؟! الإشكال الرابع: قولك: (أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَهَ، وَ إذَا عَصَيْتُ اللهَ وَ رَسُولَهُ فَلاَ طَاعَةَ لِي علیكُمْ). فبناءً علی ذلك فقد صرتَ أنت أيضاً رديفاً لنا لا رئيساً علینا، فلماذا نطيعك إذن؟ تعال أنت فأطعنا! و بأيّ قاعدة و سُنّة الهيّة صارت طاعتُك واجبةً علینا؟ و إضافة إلی ما تقدّم، فاننا نحتاج في معالم ديننا إلی معلّم ومربٍّ نتعلّم منه ما هي طاعة الله و رسوله، و ما هي مخالفة الله و رسوله، فمن أين لنا أن نعلم أنّ عملك هذا طاعة، و عملك ذاك معصية؟ الاّ ان يدلّنا معلم القرءان و العارف برسول الله، و المحيط بنواميس الاحكام والشرايع، فيفصل الطاعة عن المعصيته! و لو فرضنا انّنا شئنا تقويمك عند معصيتك، فهو ستتقوّم يا تري؟ فأنت الذي تأبي التخلّي عن الخلافة، ستقف عند مخالفتك لامر الله و الرسول و تصرّ علی موقفك، و مهما شاءت الامّة تقويمك فانّك ستقاوم أكثر، إذ ان نفس هذا التصدّي لمقام الخلافة يمثّل زيغك و انحرافك. ألم يؤاخذك أميرالمؤمنين لتقويمك و يوبخّك علی مبادرتك الخفيّة السريعة و جثمان رسول الله بعدُ لم يُدفن؟ ألم يتحدّث أميرالمؤمنين في المسجد عن فضائله و مقامه؟ ألم تبيّن الصديقة الطاهرة في خطبتها المُبينة تلك موارد انحرافك؟ ألم تقل (سلامُ الله علیها): يَا أَبَابَكْرٍ مَا أَسْرَعَ مَا أَغَرْتُمْ علی أَهلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَهِ؟ ألم يبيّن لك بنو هاشم و أصحاب رسول الله الكرام الذين تخلّفوا عن يبعتك مواضع خطأك؟ فلماذا لم ترتدع و لم تستقم؟ و لو أرادوا الإصرار علی هذا الامر لسُفكت الدماء و نُهبت الاموال و استُبيحت الاعراض والنواميس. ألم يخالف عثمانُ علناً أمرَ رسول الله؟ فَلِمَ لَمْ يرعوِ حين اعترض علیه المسلمون و نبهّوه علی ذلك؟ و لماذا أصرّ علی أفعاله؟ لقد قال له المسلمون: إمّا أن تتنحّي عن الخلافة أو تسير علی سُنّة رسول الله! لكنّه لم يرضَ بأحد الامرين، ثم قاومهم و استنصر بمعاوية وجيش الشام للوقوف في وجه المسلمين. و أنّي له أن يستقيم و يرعوي مَنْ أمسك بزمام الامور بيده و أبي عن التنازل عن مقامه و شخصيّته؟ أَوَ هل استقام معاوية؟ أَوَ هل استقام خلفاء بني أميّة و بني العبّاس؟ لقد سفكوا دم كلّ من أراد أن يذكّرهم أو حتّي أن ينصحهم، و لقد قتل مخالفو سُنّة رسول الله هؤلاء فيوضح النهار ابنَ بنت رسول الله و أهل بيته بشفاهٍ ظمأي عند شاطيء النهر؟ الإشكال الخامس: فاحذرْ يا أبابكر! ماذا تقول في خطبتك التي ألقيتها؟ لقد فتحت بكلماتك باباً لخلفاء الجور لجميع هذه الاعتداءآت. فأنت تقول خامساً: (وَإنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِيني، فَإذَا أَتَانِي فَاجْتَنبُونِي). ليتك لم تتفوّه بهذا الكلام! إنّ الإمام الذي يعترف بنفسه بوجود شيطان يتسلّط علیه هو إمام الشياطين لا إمام المؤمنين! انّ امام المؤمنين هو الذي أفني الشيطان و أهلكه: اعزُبِي عَنِيّ يَا دُنيَا، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثًا! و هو الذي يقدّم نفسه في قاطعيّة كالجبل الراسخ فيقول: يا أفراد البشر، تعالوا إلی فأنا وليّ الله، أنا من عبادالله المخلصين، أنا الذي نزلت ءاية التطهير فينا، أنا صاحب مقام العصمة، أنا صاحب مقام (سلوني قبل أن تفقدوني)، أنا باب مدينة العلم، و أنا حامل عبء الرسالة وقاضي ديْن رسول الله، أنا صاحب السيطرة علی ملكوت وحقائق الاشياء. ثم يعطي ءالاف النماذج الواضحة البيّنة: أنا نفس رسول الله، أنا وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة، أنا الوصيّ و الوزير و الوارث لاسرار النبوّة. هذا هو مقام الإمام، ذلك الذي لا يتحسّر عند الموت فيقول: الويل لي! وددتُ انّي لم أفعل الثلاث التي فعلتُها! تأسّف أبي بكر عند موته علی تسعة أمور:يقول المسعودي: وَ لَمَّا احتَضَرَ أَبُوبَكْرٍ قالَ: مَا ءاسَي علی شَيءٍ إلاَّ علی ثَلاَثٍ فَعَلْتُهَا، وَدَدْتُ أَنِيّ تَرَكْتُهَا، وَ ثَلاَثٍ تَرَكْتُهَا وَدَدْتُ أَنِّي فَعَلْتُهَا، وَثَلاَثٍ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلّي الله علیه ] وءاله [ و سلّم عَنْهَا، فَأَمَّا الثَّلاَثُ الَّتِي فَعَلْتُهَا وَ وَدَدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهَا، فَوَدَدْتُ أَنِيّ لَمْ أَكُنْ فَتَّشتُ بَيْتَ فَاطِمَةَ، وَ ذَكَرَ فِي ذَلِكَ كَلاَمَاً كَثِيرًا [358]. و قد أورد هذه الرواية علاوة علی المسعودي، الطبري في تأريخه، وابن قتيبة في(الإمامة و السياسة)، و ابن عبد ربّه في (العقد الفريد)[359]. و قد أرودها العلاّمة الاميني في (الغدير) إضافة إلی هذه المصادر، عن أبي عبيد في كتاب (الاموال)، ص 13، و يقول: الاسناد صحيح، رجاله كلّهم ثقات، أربعةٌ منهم من رجال الصحاح الستّ [360]. و من الامور التي كان أبوبكر يتأسّف منها، قتله الفجأة السُّلَمي حرقاً بالنار، و بيان ذلك كما ورد في (الكامل في التاريخ) لابن الاثير الجزري انّ الفجأة السُّلَمي، و اسمه إياس بن عبد يإلیل جاء إلی أبي بكر فقال له: أعنِّي بالسلاح أقاتلُ به أهل الردّة. فأعطاه سلاحاً و أمرّه إمرةً، فخالف إلی المسلمين و خرج حتي نزل بالجواء... فبلغ ذلك أبابكر فأرسل إلی طُرَيْفة بن حاجز فأمره أن يجمع له و يسير إلیه، فأُسر و بُعث به إلی أبي بكر، فلمّا قدم أمر أبوبكر أن توقد له نار في مصلّي المدينة، ثمّ رُمي فيها مقموطاً. و كان أبوبكر يقول عند موته:.... و وددتُ أنّي لم أكن حرقت الفجاة السلمي، و أنّي كنتُ قتلته سريحاً، أو خلّيته نجيحاً.... و قد أورد خطبة أبي بكر بعض المعاصرين من العامّة، مثل فريد وجدي في (دائرة المعارف)، و أحمد أمين المصري في كتبه، و عدّوها أساساً لحريّته، و حاولوا اظهار حكومة أبي بكر علی انّها حكومة ديمقراطيّة تدعو إلی الحريّة. و لقد أثبتنا في بحوثٍ ماضية، و سنُثبت في بحوث مفصّلة قادمة إن شاء الله تعإلی، أنّ اسلوب الحكومة الاسلاميّة قائم علی أساس الحقّ لا علی ءاراء ءاحاد الناس أو مجموعهم، و لا علی أساس الاكثريّة و الاقليّة، فالنصوص القرءانيّة الصريحة و السنّة الصحيحة لرسول الله، و السيرة المتّبعة للائمة الطاهرين علیهم السلام، و نهج الصحابة ذوي البصيرة والتابعين ذوي الدراية، تؤكّد كلها انّ مناط التبعيّة يجب أن يكون للواقعيّة و الحقّ، سواءً كان موافقاً لاراء الاكثريّة أم لا، و علی تجنّب اتّباع الاراء التي تخالف الحقيقة و الواقع، سواءً كان العالم كله يتبنّاها أم لا. و هذا أكبر موضع لبختلاف بين الشيعة و السنّة، و جميع مسائل الاختلاف تدور علی هذا المحور و ترجع إلی هذا الاساس. فالشيعة ينادون منذ صدر الاسلام إلی الان و يحتجّون و يأتون بالادلّة علی وجوب اتّباع الحقّ لا ءاراء الناس، و انّ الإمامة بالتعيين والنصّ لا بالانتخاب، و علی الناس ان يتبعوا الحقّ، و ان الإمام بالحقّ يجب أن يُعين من قبل الله تعإلی، تماماً كما انّ رسول الله يجب أن يأتي من قبل الله، وكما انّ الناس لا يمتلكون الحقّ في انتخاب النبيّ. و الشيعة يُثبتون انّ الرسالة و الإمامة ليس بينهما تفاوت من جهة الحكومة و الولاية علی الناس، أشبه بشجرتين تنموان من أصل واحد، أو بطفلين يرضعان من ثدي واحد. امّا العامّة فيقولون انّ الإمامة حكومة ظاهريّة، و انّ اتّباع الشخص الجاهل المخطيء أمرٌ لا إشكال فيه. وبالطبع فإنّ أبابكر ـ وفقاً لهذا المنطقـ يجب أن يُعدّ رمزاً للحريّة، كما انّ المتظاهرين بالتجديد من أهل السنّة يميليون إلی هذا الرأي. و بالطبع فانّ هناك إلیوم مفهوماً واسعاً و رائجاً عن الحريّة لا يتنافي أبداً مع المؤامرات الليليّة و عدم إطلاع بني هاشم و الكثير من المهاجرين والانصار للبيعة، و مع كسر ضلع الزهراء علیها السلام بنت رسول الله، ومع صرف النظر عن إقامة الحدّ علی خالد بن الوليد حين قتل مالك بن نويرة ذلك المؤمن الملتزم لا فْتتانه بجمال زوجته، ثم بني بها في نفس الليلة!! وكثير من المخالفات الواضحة الاخري التي لا يعتبرها مناصرو المدرسة الغربيّة مخالفةً للحريّة، فيعدّون الغاية تبرّر الوسيلة. غير انّ الشيعة تقطع أساس هذا المنطق و ذيله، و تهدم هذا البنيان، و تُثبت ضعف هذا التفكير و وهنه بالبراهين العقليّة و الفلسفيّة، ناهيك عن الادلّة النقليّة. و كما رأينا أخيراً في رواية أبي أيّوب الانصاري انّ رسول الله صلّي الله علیه و ءاله قال لعمّار: فَإن سَلَكَ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَادِيًا وَ سَلَكَ علیٌّ وَادِيًا، فَاسْلُك وَادِيَ علیٍّ علیه السَّلامُ وَ خَلِّ عَنِ النَّاسِ. وما أروع ما يُبرهن رسول الله علی هذه العبارات بهذه الجملة فيقول: إنَّ علیاً لاَ يَرُدُّكَ عَن هُدَيً وَ لاَ يَدُلُّكَ إلی رَدَيً. اي انه يجب اتّباع علی لانّه متحقّق بالحقّ، و لو خالفه العالم أجمع[361]. هذا هو منطق الشيعة، الذي هو منطق الإسلام! بسم اللَه الرحمن الرحيم و صلي اللَه علی محمد و ءاله الطاهرين و لعنة اللَه علی أعدآئهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين و لا حول و لا قوة إلاّ باللَه العلیّ العظيم
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَ إِذْ قَالَ إبْرَ هِيمُ لاِبِيهِ وَ قَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَ جَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[362]. بقاء منصب الإمامة في ذريّة إبراهيم علیه السلام إلی يوم القيامة: يمكن الاستفادة من هذه الاية المباركة أنّ منصب الإمامة و هداية الناس هو في ذريّة ابراهيم علیه السلام نسلاً بعد نسل إلی يوم القيامة. وبيان ذلك انّ لفظ (بَرآء) مصدر من الفعل بريء يَبْرَءُ وصفته بَرِيء، و (إنّني براء) إمّا علی تقدير محذوف تقديره (إنّني ذو براء) أو علی سبيل التأكيد والمبالغة مثل (زيدٌ عدلٌ)؛ وضمير الفاعل في (جعلها) يعود إلی الله سبحانه، وضمير المفعول امّا أن يعود إلی البراءة التي تكلّم عنها ابراهيم علیه السلام، أو يعود إلی الهداية التي تستنتج وتتّخذ من كلمة (سيهدين). امّا اذا قلنا انّه يرجع إلی لفظ البراءة، فانّ مفاده هو كلمة التوحيد، أي كلمة: لا إلَـ'ه الاّ الله؛ و ذلك لانّ (إِنَّنِي بَرَآءُ مِمَّا تَعْبُدُونَ إلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي) هو نفس مفاد كلمة التوحيد (لاَ إلَـ'ه إلاَّ اللَهُ)، و لها معني واحد هو مرجع ضمير المفعول في (وَ جَعَلَهَا). معني كلمة لا إلَـ'ه الاّ الله:فبناءً علی قواعد العربيّة، فانّ إعراب المستثني في الكلام المنفي في الاستثناء المتّصل سيكون اعراب المستثني منه و بدله، و في كلمة (لاَ إلَـ'هَ إلاَّ اللَهُ) فانّ لفظ الجلالة مرفوع بعنوان بدل من (إله) المرفوعة محلاّ، بملاحظة أنّ الإبدال لن يكون في أكثر من جملة واحدة، فيكون المعني هكذا (لاَ إلَـ'هَ غير اللهُ مَوجُودٌ). و لو كانت هذه الجملة تتضمّن النفي و الإثبات، فالواجب ان يكون لفظ الجلالة منصوباً، و في هذه الحال فانّ هناك جملتين كلاهما يتضمّن معنيً مستقلاّ. الاوّل الجملة المنفيّة: (لاَ إلَـ'هَ مَوْجُودٌ)، و الثاني الجملة المُثبتة: (أَسْتَثنِي اللهَ أو اللهُ مَوْجَودٌ)، و الامر ليس كذلك بالطبع. و علیه فانّ ما ورد علی لسان أهل الدعاء و الاوراد من أن كلمة (لاَ إله إلاَّ اللَهُ) وِرد نفي و اثبات المركّب، هو أمرٌ خالٍ من التحقيق، فهو فقط ذكر النفي دونَ سواه. و امّا اذا كان مرجعه إلی لفظ الهداية، فمن المعلوم انّ الهداية الالهيّة أولاً و بالذات مختصّة بالذات المقدّسة لربّ العالمين، ثم تسري من الذات المقدّسة إلی غيرها. فالهداية الالهيّة التامّة إذن مختصّة بالله تعإلی، ومادونها للموجودات و المخلوقات. و لانّ ابراهيم يُشير بكلمة (سَيَهْدِينِ) إلی الهداية المطلقة، فانّها قابلة للإنطباق علی أتمّ مراتب الهداية، و هي حظّ هداية الإمام و من لوازم الولاية الكليّة. و ذلك لانّه قد ذكر في تفسير قوله تعإلی (إِنِّي جَاعِلُكَ لَلنَّاسِ إمَامًا) [363]حيث الخطاب موّجه لابراهيم علیه السلام: انّ وظيفة الإمام هداية أفراد البشر من باطن و ملكوت أعمالهم إلی الله عزّوجل الذي أرشدهم و جعلهم في درجات القرب و في دركات البُعد كلاّ حسب منزلته، و سوف يجعلهم يُقيمون هناك و يُسكنهم في ما تقتضي أعمالهم و أفعالهم، و سيجذبهم إلی ذلك المنزل. فتكون هداية الله الباري تعإلی شأنُه ذاتيّة، و هداية الإمام بالتّبع و بالعرض. امّا اذا كان مرجع الضمير إلی (البراءة)، فانّ معناه انّنا قد جعلنا حقيقة التوحيد، اي الولاية ثابتة و باقية إلی الابد في ذريّة ابراهيم لعلّهم يرجعون إلی الحقّ و التوحيد. فيُستفاد أوّلاً انّ هذه الحقيقة ستبقي ثابتة إلی الابد في ذريّة ابراهيم، و أنّ ذريّته ـ إجمالاً ـ يمتلكون مثل هذا المنصب والمقام، وانّ الإمامة لن تزال أبداً و في أي زمن عن ذريّة ابراهيم. و ثانياً: انّ كلمة التوحيد و الولاية هذه في خصوص ذريّةٍ تدعو إلی الحقّ، و بقيّة الذريّة تُدعي إلی الحقّ، فيكون المراد من (فِي عَقِبِهِ) الذريّة باعتبار الإمامة و القيادة، و الضمير في (يَرْجِعُونَ) عائداً إلی الذريّة باعتبار الإهتداء و الإنقياد. و مع ذلك فانّ لكلّ فئة سيرٌ خاصّ و حركة خاصّة بها، فالفئة الاولي لها الإمامة و الثانية الائتمام. و يظهر من هذا البيان: أوّلاً: استجابة دعاء ابراهيم في دعائه إلی الله: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِيْنَ لَكَ وَ مِنْ ذِرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُسْلِمَةً لَّكَ [364]. و ثانياً: يتّضح سرّ قول الله عزّوجل: لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّـ'لِمِينَ [365]، بعد سؤال ابراهيم: وَ مِن ذُرِّيَّتِي، في انّ الفئة التي تصل إلی الإمامة هي التي لم تظلم نفسها و لا غيرها. و ثالثاً: انّها تبرهن معني سلسلة من الروايات الواردة في تفسير هذه الاية المباركة، و التي فسّرت الكلمة الباقية بالإمامة، و التي صرّح بعضها بانطباقها علی ذريّة الحسين بن علی سيد الشهداء علیه السلام. و قد روي في (مجمع البيان) عن الإمام الصادق علیه السلام انّ المقصود بالكلمة الباقية الإمامة إلی يوم القيامة. و اذا ما كان مرجع الضمير عائداً إلی (الهداية)، فمن المعلوم أنّ الهداية الالهيّة هي مقام الولاية و الإمامة التي يرجع الناس بوسيلتها من الشرك إلی التوحيد، و من غير الله إلی الله. و عموماً، و علی كلّ حال، وسواءً أكان الضمير عائداً إلی كلمة البراءة و التوحيد، أو عائداً إلی الإمامة والهداية، فانّ الاية المباركة سيكون لها دلالة علی بقاء منصب الإمامة في ذريّة ابراهيم. و هذا المقام بالطبع معلول لمقام التوحيد و الولاية، و مقام التوحيد والولاية يستلزم اندكاك الصفات البشريّة في الصفات الالهيّة، و من جملتها صفة القدرة و العلم. الإمام يجب أن يكون أعلم من جميع الامّة:و علی ذلك فإنّ الإمام يجب ان يكون صاحب مقام العلم الجامع الشامل في درجةٍ لم تصلها أمّته و لا أتباعه، و تلك الدرجة من العلم المنزّه الخالص من الشوائب و الاكدار، و تلك المرتبة من المعرفة الواسعة المطلقة ستستتبع وجوب انقياد الاخرين و تبعيّتهم. وعي هذا الاساس فانّ ابراهيم يخاطب وليّه ءاذر فيقول: يَـ ' ´أبَتِ إِنِّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيّاً [366]. لقد جاءني يا أبي من قبل الله من العلم ما لم يأتك، لذا فقد وجب علیك أن تتّبعني لاهديك، و قد عدّ في هذه الاية ـ كما هو مُلاحظ ـ وجوب تبعيّة ءاذر لافكاره و ءاراءه منوطاً و منحصراً فقط بعلمه هو و بفقدان ذلك العلم من قبل ءاذر. لذا فانّ لزوم تبعيّة الجاهل للعالم من القضايا التي لا تحتاج إلی برهان، بل من القضايا التي قياساتها معها. لزوم تبعيّة الجاهل للعالم في المراحل الثلاث: الفطريّة و العقليّة والشرعيّة: و علی أساس هذا الاصل المسلّم و هذه القاعدة الكليّة، فانّ ابراهيم قد نفّذ حكمه و أوصل مقام الإبلاغ إلی ءاذر دون ذكرٍ لهذه القاعدة، و لذا فقد أثبت العلماء الاعلام في أصول الفقه انّ لزوم تبعيّة الجاهل للعالم هو حكمٌ عقليّ قبل ان يكون حكماً شرعيّاً، و هو حكم فطريّ و وجدانيّ قبل أن يكون حكماً عقليّاً، و انّ هذا الحكم يتجلّي و يظهر في ثلاث مراحل هي الوجدان و العقل و الشرع، و استناداً لهذه القاعدة الكليّة فقد استفادوا لزوم اتّباع ءاراء الاعلم، و اعتبروا انّ سعادة المجتمع منوطة بحكومة ءاراء الاعلم في ذلك المجتمع. و ذلك لان العلم بمنزلة النور و الحياة، و بمثابة الروح و النفس، وكلّما زاد النور و الحياة في المجتمع، و قويت الروح و النفس فيه، فانّه سيصبح أكثر حياةً و تأثيراً و رقيّاً، كما انّه كلّما كانت الحياة و الروح والنفس أقوي في بدن الإنسان كلمّا كان ذلك الإنسان أقرب إلی العافية وطول العمر و التمتّع بالمواهب الالهيّة، و كلمّا كانت الحياة أضعف والروح أشدّ ذبولاً فانّ الادمي سيقترب من المرض و الهلاك و فقدان المواهب الالهيّة و سيكون له نصيب أقل من المواهب الإنسانيّة. و يُستفاد من هذه الاية المباركة في باب الإجتهاد و التقليد و استنتاج لزوم اتّباع أفراد الامّة للعالم بالشريعة الالهيّة، بل لزوم اتّباع أفراد الامّة لاعلم زمانه، و لو انّ هذا الحقير لم يُشاهد حتّي الان أحداً من العلماء الاعلام و كتبهم المدوّنة قد تمسّك بهذه الاية الكريمة. روي في كتاب (غاية المرام) عن الشيخ الطوسي في (الامإلی)، بسلسلة سنده المتّصل عن الإمام جعفر بن محمد الصادق علیه السلام، عن أبيه، عن جدّه علی بن الحسين علیهم السلام قال: لمّا أجمع الحسن بن علی علیه السلام علی صلح معاوية، خرج حتّي لقيه، فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيباً... إلی أن يقول: فقام الحسن علیه السلام فخطب فقال: ألْحَمدُ للِهِ الْمُستَحْمدر بِالاْلإ وَ تَتَابُعِ النَّعْمَاءِ... إلی ءاخر خطبته الجامعة الطويلة التي تحوي الكثير من المطالب الدقيقة و العميقة، و تظهر شرف أهل بيت رسول الله، و من جملة ذلك الاستشهاد بـ اية التطهير و ءايات و مطالب تاريخيّة أخري. عاقبة أمر كلّ أمّة توّلي أمرها رجلاً و فيهم أعلم منه سيؤول إلی السَفال والفساد:الرابع عشر و من جملتها قوله في خطبته: قال رسول الله ] صلّي الله علیه و ءاله [: مَا وَلَّتْ أُمَّةٌ أَمْرَهَا رَجُلاً قَطُّ وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ إِلاَّ لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ يَذْهَبُ سَفَالاً حَتَّي يَرْجِعُوا إلی مَا تَرَكُوا [367]. كما ذكر في (غاية المرام) أيضاً مختصر هذه الخطبة بسند ءاخر عن الشيخ في (الامإلی)؛ و روي عين هذه الجملة عن رسول الله صلّي الله علیه و ءاله حول لزوم قيادة أعلم الامّة[368]. كما روي المرحوم ابن إدريس في باب (مستطرفات السرائر) عن رواية أبي القاسم بن قولويه، عن الصادق علیه السلام مرفوعاً عن رسول الله صلّي الله علیه و ءاله قال: قال رسول الله صلّي الله علیه و ءاله: مَنْ أَمَّ قَوْمَاً وَ فِيهِمْ مَن هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ أَوْ أَفْقَهُ مِنْهُ، لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ فِي سَفَالٍ إلی يَوْمِ القِيامَةِ، وَ مَنْ دَعَي إلی إِضلاَلٍ لَمْ يَزل فِي سَخَطِ اللَهِ حَتَّي يَرْجِعَ مِنْهُ، وَ مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً [369]. و الخلاصة فانّ للعلماء استدلالات في لزوم إمامة أعلم الامّة، لانّه ـ و كما أُشير سابقاً ـ فانّ مسألة الإمامة و القيادة مسألة حياتية، فالإمام و القائد روح المجتمع و إرادته، و كلمّا كانت إرادة الإمام و القائد أنزه و أصحّ و أنفع لرشد الامّة و رقيّ المجتمع، كلمّا كان المجتمع أنزه و أقوم و أرقي بنفس ذلك القدر. انّ جميع أفراد المجتمع بمنزلة أعضاء الجسد الواحد، و كما انّ النفس الواحدة تُدير جسداً واحداً و تحرّكه باتّجاه الصلاح أو الفساد، فكذلك الامام القائد، فانّه يُدير المجتمع و يسوقهم باتّجاه الكمال والسعادة أو في مسير الشقاء و النقصان. أميرالمؤمنين علیه السلام كان أعلم الامّة:انّ الروايات التي وردت عن رسول الله في علم و أعلميّة أميرالمؤمنين علیه السلام تفوق الحصر و العدد، و قد ألّف علماء الخاصّة والعامّة كتباً في هذا الامر و ملاوا أسفارهم عن أعلميّته و أفقهيّته علیه السلام و تفوّقه في القضاء، بحيث يمكن اعتبار هذه المسألة من مسلّمات الإسلام. و تبيّن هذه الروايات هذا الامر بمضامين مختلفة، و نذكر هنا رواية أو روايتين كنموذج من كلّ سلسلة منها حفظاً للاختصار. امّا عن الروايات التي تشير إجمالاً إلی غزارة و سعة علمه، فيروي ابن بابويه بسنده المتّصل عن الامام الباقر علیه السلام عن أبيه عن جدّه علیهم السلام قال: لمّا نزلت هذه الاية علی رسول الله صلّي الله علیه و ءاله (وَ كُلَّ شَيءٍ أَحْصَيْنَـ'هُ فِي´ إمَامٍ مُبِينٍ) قام أبوبكر و عمر من مجلسهما فقالا: يا رسول الله هو التوراة؟ قال: لا. قالا: هو الإنجيل؟ قال: لا. قالا: فهو القرءان؟ قال: لا، فأقبل علی أميرالمؤمنين علیه السلام. فقال رسول الله: هَوَ هَذَا إنَّهُ الإمَامُ الَّذِي أَحْصَي اللَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَإلی فِيهِ عِلْمَ كلِّ شَيءٍ [370]. و امّا الروايات التي تدلّ علی انّ رسول الله قد فتح لعلی ألف باب من العلم يفتح له من كلّ باب ألف باب، فيقول السيد هاشم البحراني: لابي حامد الغزإلی ـ و هو من أعيان علماء العامّة ـ عبارات في كتاب (بيان العلم اللدني في وصف مولانا علی بن أبي طالب) نصّها: قَالَ أَمِيرُالمُؤمِنِينَ علیٌّ علیهِ السَّلامُ: (إنَّ رَسُولَ اللهِ صلّي اللهُ علیه ] و ءاله [ و سلّم أَدْخَلَ لِسَانَهُ فِي فَمِي، فَانفَتَحَ فِي قَلبِي أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ مَعَ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ؛ و قال صلوات الله علیه و ءاله: لَو ثُنِيَتْ لِي وِسَادَةٌ وَ جَلَسْتُ علیهَا، لَحَكَمْت لاِهْلِ التَّورَاةِ بِتَورَاتِهِمْ، وَ لاِهْلِ الإنْجِيلِ بِإنْجِيلِهِمْ، وَ لاِهْلِ الْقُرءانِ بِقُرءانِهِمْ) وَ هَذِهِ الْمَرتَبةُ لاَ تُنَالُ بِمُجَرَّدِ التَّعَلَّمِ، بَل يُتَمَكَّنُ فِي هَذِهِ الرّتبَة بِقُوَّةِ العِلْم [371]. و امّا الروايات الدالّة علی انّ رسول الله قال: أنا مدينة العلم و علی بابها، فقد روي في (غاية المرام)، عن كتاب (مناقب ابن المغازلي) بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: أخذ رسول الله صلّي الله علیه و ءاله بيد علی علیه السلام و قال: هَذَا أَمِيرُ الْبَرَرَةِ، وَ قَاتِلُ الْكَفَرَةِ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ، وَ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ، ثُمَّ مَدَّ بِهَا صَوْتَهُ، فَقَالَ: أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعلیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأتِ الْبَابَ [372]. و امّا الروايات التي تدلّ علی قوله (سَلُونِي قَبْلَ أَن تَفقِدُونِي) فقد قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: أجمع الناس كلُّهم علی أنّه لم يقل أحدٌ من الصّحابة و لا أحدٌ من العلماء سَلُونِي قَبْلَ أَن تَفقِدُونِي غير علی بن أبي طالب علیه السّلام [373]. و امّا الروايات التي تدلّ علی انّ أميرالمؤمنين كان أقضي أفراد الامّة و أحسنهم حُكْماً، فقد روي في (غاية المرام) عن الموفّق بن أحمد، و هو من أعيان علماء العامّة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم إِنَّ أَقْضَي أُمَّتِي علیُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ [374]. إعتراف عمر بأعلميّة أميرالمؤمنين علیه السّلامو امّا الروايات الدالّة علی أنّ أبابكر و عمر كانا يرجعان في الحكم والعلم إلی أميرالمؤمنين علیه السلام، فيروي في (غاية المرام) عن مسند أحمد بن حنبل بسلسلة اسناده عن يحيي بن سعيد بن المسيب قال: كَانَ عُمَرُ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ لَهَا أبُوالْحَسَنِ علیه السّلام [375]. كما يروي عن الموّفق بن أحمد، بسلسلة الاسناد المتّصلة عن زيد بن علی، عن أبيه، عن جدّه، عن علی بن أبي طالب علیه السلام قال: لمّا كان في ولاية عُمر، أُتِي بامرأة حامل، فسألها عمر فاعترفت بالفجور، فأمر بها عُمر أن تُرجَم، فلقيها علی بن أبي طالب علیه السلام فقال: ما بال هذه؟ فقالوا: أمر بها أميرالمؤمنين أن تُرجم، فردّها علی علیه السلام فقال لعمر: أمرتَ بها أن تُرجَم؟ قال: نعم، اعترفت عندي بالفجور. فقال ] علی [ : هَذَا سُلْطَانُكَ علیهَا فَمَا سُلْطَانُكَ علی الَّذِي فِي بَطْنِهَا؛ وَلَعَلَّكَ انْتَهَرتَهَا وَ أَخْفَتَهَا؟! فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ كَانَ ذَاكَ. قالَ: أَوَ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهُ صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم يقول: لاَ حَدَّ علی مُعْتَرِفٍ بَعْدَ بَلاءٍ إِنَّهُ مَنْ قُيّدَتْ أَو حُبِسَت أَو تُهدِّدَت فَلاَ إقرَارَ لَهُ، فَخَلاَّ سَبِيلَهَا. ثُمَّ قَالَ عُمَر: عَجَزَتِ النِّسَاءُ أَن تَلِدَ مِثْلَ علی بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لَولاَ علیٍّ لَهَلَكَ عُمَرُ [376]. كما يروي عن طريق الخاصّة عن محمّد بن يعقوب باسناده المتّصل عن الإمام الصادق قال: شرب رجلٌ الخمر علی عهد أبي بكر، فرُفِع إلی أبي بكر فقال له: أشربتَ خمراً؟ قال: نعم. قال له: و هي محرّمة؟! قال: فقال له الرجل: إنِيّ أسلمتُ و حَسُن إسلامي و منزلي بين ظهراني يشربون الخمر و يستحلّونَ، و لو علمتُ أنّها حرامٌ اجتنبتُها. فالتفت أبوبكر إلی عُمر فقال: ما تقول في أمر هذا الرجل؟ فقال عُمر: معضلةٌ و ليس لها الاّ أبوالحسن. ادعُ لنا علیاً. (ثمّ) قال عمر: يُؤتي الحكم في بيته. قال: فقاما و الرجل معهما و من حضرهما من الناس حتّي أتي أميرالمؤمنين علیه السلام فأخبره بقصّة الرجل، فقصّ الرجل قصّته. قال: فقال ] علیه السلام [: ابعثوا معه من يدور به علی مجالس المهاجرين و الانصار مَن كان تلا علیه ءاية التحريم فليشهد علیه. ففعلوا ذلك به فلم يشهد علیه أحد بأنه قرأ علیه ءاية التحريم، فخلّي عنه و قال له: إن شربتَ بعدها أقمنا علیك الحدّ [377]. و امّا الروايات التي تدلّ علی انّ الحقّ مع علی يدور معه حيث دار، فقد روي في الجزء الثالث من كتاب (الجمع بين الصحاح الستّة) تإلیف رزين إمام الحرمين، في مناقب أميرالمؤمنين علیه السلام عن صحيح البخاري قال: عن أميرالمؤمنين علی بن أبي طالب علیه السلام قال: سَمَعْتُ رَسُولَ اللهَ صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم يقول: رَحِمَ اللَهُ علیاً، اللَهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيثُ دَارَ [378]. و من العجيب انّ كثيراً من هذه الروايات رواها أبوبكر و عمر وعثمان و عائشة و عمرو بن العاص و غيرهم من الصحابة عن رسول الله صلّي الله علیه و ءاله. و روي في كتاب (مقام أميرالمؤمنين علی بن أبي طالب عند الخلفاء وأولادهم و الصحابة) [379] في فضائل أميرالمؤمنين خمسين حديثاً عن رسول الله برواية الخلفاء و أولادهم و الصحابة، نقلاً عن علماء أهل السنّة ومحدّثيهم، و ذكر شواهداً في ذيل كلّ حديث، و من جملتها رواية يقول عمر فيها لاعرابيّ: وَيْحَكَ مَا تَدرِي مَن هَذَا؟ هَذَا مَوْلاَي وَ مَوْلَي كُلِّ مُؤمِنٍ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَولاَهُ فَلَيْسَ بِمُؤمِنٍ [380]. تأسّف ابن عبّاس من منعهم المجيء بالصحيفة لرسول الله:و علی كلّ حال، فقد اهتمّ رسول الله صلّي الله علیه و ءاله علی هذا الاساس اهتماماً كبيراً في تقديم و نصب علی بن أبي طالب مكانه، حتّي انّه كان في مرضه الذي قبض فيه يوصي الناس باتّباعه علیه السلام، ووصل به الامر إلی أن طلب في تلك الساعات الاخيرة من حياته صحيفةً وقلماً ليكتب ما يجب كتابته في إمامته علیه السلام، ولكن و مع الاسف و ألف أسف، فقد منع عمر من تحقّق قصد رسول الله و قال: غلب علیه المرض وانّه ليهجر، حَسبُنا كتاب الله، فأغمض رسول الله عينيه عن هذه الدنيا ولا حدَّ لحزنه و غمّه. يروي ابن سعد في (الطبقات) بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال: اشتكي النبيُّ صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم يَوْمَ الخميسِ، فَجَعَلَ ـ يعني ابن عباس ـ يَبكي و يقولُ: يَومُ الْخَمِيسِ وَمَا يَومُ الخميس! اِشْتَدَّ بِالنَبيِّ صَلَّي الله علیه ] و ءاله [ وَجَعُهُ فَقَالَ: اِئتُونِي بِدَوَاةٍ وَ صَحِيفَةٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا. قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ، إنَّ نَبِيَّ اللَهِ لَيَهْجُرُ! قالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَلاَ نَأتِيكَ بِمَا طَلَبْتَ؟ قَالَ: أَوَ بَعْدَ مَاذَا؟ قالَ: فَلَمْ يَدْعُ بِهِ [381]. و يروي بسند ءاخر عن سعيد بن جبير انّ ابن عبّاس قال: يَومُ الخميس وَ مَا يَومُ الخميسِ! قال: إشتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم وَجَعُهُ فِي ذَلِكَ إلیومِ فَقَالَ: اِئتُونِي بِدَوَاةٍ وَ صَحِيفَةٍ أكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَتَنَازَعُوا وَ لاَ يَنْبَغِي عِندَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ. فَقَالوا: مَا شَأنُهُ أَهَجَرَ؟ اِسْتَفهِمُوهُ! فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ علیهِ فَقَالَ: دَعُوِني فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيرٌ مِمَّا تَدْعُونَني إلیهِ... الحديث [382]. منع عمر من الإتيان بصحيفة و دواة لرسول الله:و يروي بسند ءاخر عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: لَمَّا كَانَ فِي مَرَضِ رَسُولِ الله صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم الَّذِي تُوفِّي فِيه، دَعَا بِصَحِيفَةٍ لَيَكْتُبَ فِيهَا لاِمَّتِهِ كِتَابًا لاَ يُضِلُّونَ وَ لا يُضَلُّونَ. قالَ: فَكَانَ فِي الْبَيتِ لَغطٌ وَ كَلاَمٌ وَ تَكَلَّمَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ. قالَ فَرَفَضَهُ النَبيُّ. و يروي بسند ءاخر عن عمر بن الخطّاب قالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ وَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النِّسَاءِ حِجَابٌ، فقالَ رَسُولُ اللهِ صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم: إغسِلُونِي بِسَبْعِ قِرَبٍ، وَ أتُونِي بِصَحِيفَةٍ وَ دَوَاةٍ، أكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا. فقالَ النِّسْوَةُ: اِئْتُوا رَسُولَ اللهِ صلّي الله علیه ] و ءاله [ بِحَاجَتِهِ. قالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ: اُسْكُتْنَ فَإِنّكُنَّ صَوَاحِبُهُ، إذَا مَرِضَ عَصَرْتُنَّ أَعيَنَكُنَّ وَإذَا صَحَّ أَخَذْتُنَّ بِعُنُقِهِ! فقالَ رَسُولُ الله صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم: هُنَّ خَيرٌ مِنْكُمْ[383]. و يروي بسند ءاخر عن العبّاس قال: لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ الله صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم الوَفَاةُ، وَ فِي الْبَيتِ رِجَالٌ فِيهم عُمَرُ بنُ الخطّابِ. فقالَ رسولُ الله صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم: هَلُمَّ أكتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَن تَضِلُّوا بَعْدَهُ! فَقَالَ عُمَرُ، إِنَّ رَسُولَ اللَهِ قَد غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَ عِندَكُمْ القُرءانُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ؛ فأختَلَفُ أَهلُ الْبَيتِ وَ اختَصَمُوا، فَمِنهُم مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكتُب لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم، وَ مِنْهُم مَن يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ. فَلَمّا كَثُرَ اللَّغْطُ و الإخْتِلافُ وَ غَمُّوا رَسُولَ الله صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم فَقَالَ: قُومُوا عَنِّي! فَقال عُبيدالله بن عبدالله (بن عبّاس): فكانَ ابنُ عَبَّاس يقولُ: الرَّزِيَّةُ كُلُّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَينَ رَسُولِ اللهِ صلّي الله علیه ] و ءاله [ و سلّم وَبَيْنَ أَن يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اِخْتِلاَفِهِمْ وَ لَغْطِهِمْ [384]. ارجاعات [353] ـ سيأتي الكلام عن هذا الحديث في المجلّد الثاني لهذا الكتاب الدرس 17 ، كما ينقل في (الغدير) ج 5 ، ص 386 ، عين العبارة الواردة أعلاه عن (الصواعق المحرقة) . [354] ـ الاية 0 4 ، من السورة 24 : النور . [355] ـ (تاريخ الیعقوبي) ، ج 2 ، ص 127 ؛ و (شرح النهج) ، ج 2 ، ص 8 ، و زاد أيضاً : انّ لي شيطاناً يعتريني فايّاكم و إيّاي اذا غضبتُ لا أؤثر في اشعاركم و أبشاركم ؛ و اورده في (دائرة المعارف) فريد وجدي ، ج 2 ، ص 00 3 . [356] ـ (سيرة ابن هشام) ، ج 4 ، ص 75 0 1 . [357] ـ (تاريخ الامم و الملوك الطبري) ، ج 2 ، ص 0 46 ؛ و أورد أيضاً عن (الإمامة ï ïوالسياسة) نظير هذه الخطبة بتفصيل أكثر ، و قد أوردناها في المجلّد الثاني من هذا الكتاب وكذلك أوردناها في الدرس 18 من هذا الكتاب ، و أوردها كذلك القاضي عبد الجبار في (المغني) و ابن تيمية في (منهاج السنّة) ، و محبّ الدين الطبري في (الرياض النظرة) والسيوطي في (تاريخ الخلفاء) و ابن حجر في (الصواعق المحرقة) و ابن ابي الحديد في (شرح نهج البلاغة) . [358] ـ (مروج الذهب) ، ج 2 ، ص 8 0 3 ؛ و أورده (تاريخ الطبري) ، ج 2 ، ص 219 بهذا اللفظ : فوددتُ أنّي لم أكشف بيتَ فاطمة عن شيءٍ و إن كانوا قد غلّقوة علی الحرب ... الخ . [359] ـ (الإمامة و السياسة) ، ج 1 ، ص 18 ، و (العقد الفريد) ، ج 2 ، ص 254 . [360] ـ (الغدير) ، ج 7 ، ص 0 17 و 171 . [361] ـ و قد نُقلت هذه الرواية في هذا الكتاب في المجلس الثاني عشر ضمن الروايات الدالّة علی أفضليّته أميرالمؤمنين ، عن (غاية المرام) ، عن الموفّق بن أحمد الخوارزمي . [362] ـ الاية 26 ـ 28 ، من السورة 43 : الزخرف . [363] ـ الاية 124 ، من السورة 2 : البقرة . [364] ـ الاية 128 ، من السورة 2 : البقرة . [365] ـ الاية 124 ، من السورة 2 : البقرة . [366] ـ الاية 43 ، من السورة 19 : مريم . [367] ـ (غاية المرام) ، الطبعة الحجريّة ، ص 298 ، تحت عنوان : الحديث 36 . [368] ـ (غاية المرام) ، ص 299 ، تحت عنوان : الحديث 27 . [369] ـ (مستطرفات السرائر) ، ص 21 . [370] ـ (غاية المرام) ، ص 516 ، الحديث 18 . [371] ـ (غاية المرام) ، ص 517 و 518 ، الحديث 3 . [372] ـ (غاية المرام) ، ص 0 52 ، الحديث 1 . [373] ـ (غاية المرام) ، ص 524 ، الحديث 7 . [374] ـ (غاية المرام) ، 528 ، الحديث الاوّل من الباب 39 . [375] ـ (غاية المرام) ، ص 0 53 ، الحديث الاول من الباب 41 . [376] ـ (غاية المرام) ، ص 513 ، الحديث 7 ، من الباب 41 ، و يقول المرحوم الشريف العسكري في ص 27 من كتاب (مقام الإمام أميرالمؤمنين عند الخلفاء) : و علی ما جاء في كتاب (خواص الائمّة) ، ص 87 ، طبع ايران ، في قضيّة المرأة التي ولدت لستّة أشهر فأمر عمر برجمها ، فمنعه أميرالمؤمنين من إقامة الحدّ علیها و بيّن له السبب فقال عمر : اللهم لا تُبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب . و يروي المولي علی المتّقي في (كنز العمال) الجزء الثالث ، ص 53 نظير تلك الرواية بلفظ (اللهم لا تنزل بي شدّة الاّ و أبوالحسن الی جنبي) و يقول في (ذخائر العقبي) ص 82 : (اللهمَّ لا تنزلنّ بي شديدة الاّ و أبوالحسن الی جنبي) كما روي عن يحيي بن عقيل أن عمر كان يرجع في القضايا الصعبة الی علی بن أبي طالب فيحلّها له ، و كان يقول : (لا أبقاني الله بعدك يا علی) . و رُوي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعتُ عمر يقول لعلی و قد سأله فأجابه : (أعوذُ بالله أن أعيشَ في يومٍ لست فيه يا أبا الحسن) . [377] ـ (غاية المرام) ، ص 535 ، الحديث الخامس من الباب 42 . [378] ـ غاية المرام) ، ص 539 ، الحديث الرابع من الباب 45 . [379] ـ مؤلّفة الميرزا نجم الدين الشريف العسكري من علماء سامرّاء البارزين و ابن خال أب الحقير مؤلّف هذا الكتاب ، و أبوه المرحوم ءاية الله الميرزا محمّد الطهراني صاحب كتاب (مستدرك البحار) خال أب الحقير ، من علماء سامرّاء الاعلام و من التلامذة المبرّزين لاية الله الحاج الميرزا محمد حسن الشيرازي و ربيبه ، و كان مثالاً للسلف الصالح . [380] ـ (مقام الامام أميرالمؤمنين عند الخلفاء) ، ص 29 . [381] ـ (طبقات ابن سعد) ، ج 2 ، ص 242 ، طبعة بيروت ، 1376 هـ . [382] ـ (طبقات ابن سعد) ، ج 2 ، ص 242 . [383] ـ (طبقات ابن سعد) ، ج 1 ، ص 243 و 244 .
|
|
|