|
|
الصفحة السابقةمعني الوزير في اللغة هو أحد المعاني الاربعة المستفادةوقال علاء الدين أبو المكارم السِّمنانيّ البياضيّ المكّيّ المتوفّي في سنة736ه في كتاب « العروة الوثقي »: وقال النبيّ صلّيالله علیه وآله وسلّم لعلیّ علیه السلام وسلام الملائكة الكرام: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي. وقال في غدير خمّ بعد حجّة الوداع علی ملا من المهاجرين والانصار آخذاً بكتفه: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلیٌّ مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. وهذا حديث متّفق علی صحّته. وعلی هذا صار سيّد الاولياء، وكان قلبه علی قلب محمّد علیه التحيّة والسلام. وإلی هذا المعني أشار... أبو بكر صاحب غار النبيّ صلّيالله علیه وآله حين بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلی علیّ لاستحضاره للبيعة بقوله: يَاأَبَاعُبَيْدَةَ! أَنْتَ أَمِينُ هَذِهِ الاُمَّةِ أَبْعَثُكَ إلی مَنْ هُوَ فِي مَرْتَبَةِ مَنْ فَقَدْنَاهُ بِالاَمْسِ، يَنْبَغِي أَنْ تَتَكَلَّمَ عِنْدَهُ بِحُسْنِ الاَدَبِ.[1] وقال أبو مشكور محمّد بن عبد السعيد بن محمّد الكشِّيّ السالميّ الحنفيّ في «التَّمهيد في بَيان التَّوحيدِ»: قالت الروافض: الإمامة منصوصة من قبل النبيّ لعلیّ بن أبي طالب بدليل أنّ النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم جعله وصيّاً لنفسه، وجعله خليفة من بعده حيث قال: أَمَا تَرْضَي أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي! ثمّ هارون علیه السلام كان خليفة موسي علیه السلام، فكذلك علیّ خليفة رسولالله. هذا من جهة، ومن جهة أُخري، إنّ النبيّ صلّي الله علیه وآله جعله وليّاً للناس لمّا رجع من مكّة ونزل في غدير خمّ؛ فأمر النبيّ أن يجمع رحال الإبل، فجعلها كالمنبر وصعد علیها فقال: أَلَسْتُ أَوْلَي بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟! فَقَالُوا: نَعَمْ! فَقَالَ علیهِ السَّلاَمُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ، فَعلیٌّ مَوْلاَهُ! اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ. والله جلّ جلاله يقول: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَو'ةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَو'ةَ وَهُمْ رَ ' كِعُونَ. وهذه الآية نزلت في شأن علیّ، وهي تدلّ علی أ نّه كان أولي الناس بعد رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم. وقال في الجواب عمّا ذكر بعد بيان أدلّة الشيعة: وأمّا قول الشيعة إنّ النبيّ جعله وليّاً، قلنا: أراد به في وقته، يعني بعد عثمان، وفي زمن معاوية، ونحن كذا نقول. وكذا الجواب عن قوله تعإلی: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا- الآية. فنقول: إنّ علیاً رضيّ الله عنه كان وليّاً وأميراً بهذا الدليل في أيّامه ووقته، وهو بعد عثمان. وأمّا قبل ذلك، فلا.[2] تلاحظون أنّ هذا الرجل لميستطع أن يشكّك في صحّة سند هذه الادلّة أو في دلالتها علی ولاية الإمام وإمامته قطّ، فحملها علی معني لو قيل للناشئين، لعرفوا بطلانه بوضوح. بيان بعض أعلام العامّة في حديث المنزلةوروي الشيخ سليمان القُنْدُوزيّ الحنفيّ عن كتاب « مودّة القربي »، عن أنسبن مالك مرفوعاً أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم قال: إنَّ اللَهَ اصْطَفَانِي علی الاَنْبِيَاءِ فاخْتَارَنِي وَاخْتَارَ لِي وَصِيَّاً، وَاخْتَرْتُ ابْنَ عَمِّي وَصِيِّي، يُشَدُّ عَضُدِي كَمَا يُشَدُّ مُوسَي بِأَخِيهِ هَارُونَ، وَهُوَ خَلِيفَتِي وَوَزِيرِي، وَلُو كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ علیٌّ نَبِيَّاً، وَلَكِنْ لاَنُبُوَّةَ بَعْدِي[3]. وكذلك نقل مير سيّد علیّ الهمدانيّ في كتاب « مَودّة القُرْبي » عن أبي موسي الحميديّ أ نّه قال: كنت مع رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم، وأبو بكر، ] وعمر [، وعثمان، وعلیّ. فالتفت ( رسول الله ) إلی أبي بكر، فقال: يا أبابكر! ( إنّ ) هذا الذي تراه وزيري في السماء؛ ووزيري في الارض؛ يعني: علیّبن أبي طالب. ( يا أبا بكر )، إن أحببتَ أن تلقي الله وهو عنك راضٍ، فأرضِ علیاً! فإنّ رضاه رضا الله وغضبه غضب الله.[4] وفي المودّة السابعة عن الإمام الصادق، عن آبائه علیهم السلام: لَقَدْ قَالَ النَبِيُّ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِعلیٍّ علیهِ السَّلاَمُ فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي.[5] وكذا في « ينابيع المودّة » عن أحمد بن حَنْبَل في مسنده، بسنده عن عَطِيَّة العَوْفيّ، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم قال لعلیّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي[6]. وأخرج أحمد بن حَنْبل أيضاً عن سعد بن أبي وقّاص، وعن أسماء بنت عُمَيْس، وعن سعيد بن زيد الترمذيّ، عن سعيد بن المسيِّب، عن سعدبن أبي وقّاص أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم قال لعلیّ علیه السلام: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي. وقال أحمد بن حنبل: هذا حديث صحيح.[7] وأخرج عن موفّق بن أحمد الخوارزميّ بسنده، عن مخدوجبن زيد الهاني، وبسند آخر عن يحيي، ومجاهد أ نّهما رويا عن رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم، قال: هَذَا علیٌّ لَحْمُهُ لَحْمِي وَدَمُهُ دَمِي وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي.[8] وروي عن أحمد بن حَنْبَل، وموفّق بن أحمد بسنديهما عن زيدبن أبي أوفي أ نّه قال: دخلتُ علی رسول الله صلّي الله علیه وآله في مسجده، وقد آخي بين أصحابه. فقال علیّ علیه السلام: يا رسول الله! فعلتَ بأصحابك! وما فعلتَ بي! فقال ] رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم [: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيَّاً أَخَّرْتُكَ لِنَفْسِي فإنَّكَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي، إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي! فَأَنْتَ أَخِي وَوَارِثِي! وَأَنْتَ مَعِي فِي قَصْرِي فِي الجَنَّةِ مَعَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ وَأَنْتَ رَفِيقِي! ثُمَّ قَرَأَ: «إِخْوَانًا علی' سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ» المُتَحَابُّونَ فِي اللَهِ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلی بَعْضٍ.[9] وأخرجها ابن المغازليّ والحمّوئيّ عن زيد بن أرقم.[10] وروي أبو المؤيّد موفّق بن أحمد الخوارزميّ المكّيّ بسنده عن جابربن عبدالله قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم: يَاعلیُّ! إنَّهُ يَحِلُّ لَكَ فِي المَسْجِدِ مَا يَحِلُّ لِي وَإنَّكَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّكَ تَذُودُ عَنْ حَوْضِي يَوْمَ القِيَامَةِ رِجَالاً، كَمَا يُذادُ البَعِيرُ الاَجْرَبُ عَنْ المَاءِ بِعَصَاً لَكَ مِنْ عَوْسَجٍ[11]؛ كَأَ نِّي أَنْظُرُ إلی مَقَامِكَ مِنْ حَوْضِي.[12] وفي « زوائد مسند عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل » عن يحييبن عيسي، عن الاعْمَش، عن عباية الاسديّ، عن ابن عبّاس أنّ رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم قال لاُمّ سَلَمَة رضي الله عنها: يَا أُمَّ سَلَمَة! علیٌّ مِنِّي وَأَنَا مَنْ علیٍّ! لَحْمُهُ مَنْ لَحْمِي، وَدَمُهُ مِنْ دَمِي؛ وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي! يَا أُمَّ سَلَمَة! اسْمَعِي وَاشْهَدِي! هَذَا علیٌّ سَيِّدُ المُسْلمِينَ.[13] الخصال المجتمعة في أمير المؤمنين علیه السلاموذكر في « المناقب » عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم يقول في علیّ خصالاً لو كانت واحدة منها في رجل اكتفي بها فضلاً وشرفاً. قوله صلّي الله علیه وآله وسلّم: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلیٌّ مَوْلاَهُ. وقوله صلّي الله علیه وآله وسلّم: علیٌّ مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَي. وقوله صلّي الله علیه وآله وسلّم: علیٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ. وقوله: علیٌّ مِنِّي كَنَفْسِي؛ طَاعَتُهُ طَاعَتِي، وَمَعْصِيَتُهُ مَعْصِيَتي. وقوله: حَرْبُ علیٍّ حَرْبُ اللَهِ، وَسِلْمُ علیٍّ سِلْمُ اللَهِ. وقوله: وَليُّ علیٍّ وَليُّ اللَهِ، وَعَدُوُّ علیٍّ عَدُوُّ اللَهِ. وقوله: علیٌّ حُجَّةُ اللَهِ علی عِبَادِهِ. وقوله: حُبُّ علیٍّ إيمَانٌ وَبُغْضُهُ كُفْرٌ. وقوله: حِزْبُ علیٍّ حِزْبُ اللَهِ، وَحِزْبُ أَعْدَائِهِ حِزْبُ الشَّيْطَانِ. وقوله: علیٌّ مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَهُ لاَ يَفْتَرِقَانِ. وقوله: علیٌّ قَسِيمُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ. وقوله: مَنْ فَارِقَ علیاً فَقَدْ فَارَقَنِي، وَمَنْ فَارَقَنِي فَقَدْ فَارَقَ اللَهِ. وقوله: شِيعَةُ علیٍّ هُمُ الفَائِزُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ.[14] وها نحن قد نقلنا هذا الحديث المبارك عن جابربن عبدالله الانصاريّ، كم نري من المناسب أن نذكر كلمات نطق بها رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم مصدّرة بلفظ: علیّ، ورواها السيوطيّ في « الجامع الصغير ». فقد أخرج السيوطيّ عن الطبرانيّ، عن عبد اللهبن عمر أنّ رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم قال: علیٌّ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. وعن الطبرانيّ، وضياء عن عبد الله بن جعفر، عن رسولالله، قال: علیٌّ أَصْلِي، وَجَعْفَرٌ فَرْعِي. وعن الحاكم في « المستدرك »، عن جابر بن عبد الله: علیٌّ إمَامُ البَرَرَةِ وَقَاتِلُ الفَجَرَةِ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ، مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ. وعن الدارقُطْنيّ في « الافراد »، عن عبد الله بن عبّاس، قال: قال رسولالله: علیٌّ بَابُ حِطَّةٍ، مَنْ دَخَلَ مِنْهُ كَانَ مُؤْمِنَاً، وَمَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِرَاً. وعن ابن عَديّ في « الكامل »، عن ابن عبّاس، قال: قال رسولالله: علیٌّ عَيْبَةُ عِلْمِي. وعن الطبرانيّ في « الاوْسَط »، وعن الحاكم في « المستدرك »، عن أمّ سَلَمَة، قالت: قال رسولالله: علیٌّ مَـعَ القُرْآنِ والقُرْآنُ مَـعَ علیٍّ، لَنْيَفْتَرِقَا حَتَّي يَـرِدَا علیَّ الحَوْضَ وعن مسند أحمد بن حَنْبَل، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجة، عن حُبشيبن جُنَادة: علیٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ علیٍّ وَلاَ يُؤَدِّي عَنِّي إلاَّ أَنَا أَوْ علیٌّ. وعن الخطيب في « تاريخ بغداد »، وعن الديلميّ في « مسندالفردوس » عن ابن عبّاس: علیٌّ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ رَأْسِي مِنْ بَدَنِي. وذكر أبو بكر المطيريّ في جزئه، عن أبي سعيد الخدريّ: علیٌّ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي. ونقل عن البيهقيّ في « فضائل الصحابة »، وعن الديلميّ في « مُسنَد الفردوس » عن أنس: علیٌّ يَزْهَرُ فِي الجَنَّةِ كَكَوْكَبِ الصُّبْحِ لاِهْلِ الدُّنْيَا. وروي عن المحامليّ في أمإلیه، عن ابن عبّاس: علیُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَوْلَي مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ. وعن ابن عديّ في « الكامل » عن علیّ بن أبي طالب: علیٌّ يَعْسُوبُ المُؤْمِنِينَ، وَالمَالُ يَعْسُوبُ المُنَافِقِينَ. وعن البزّاز، عن أنس: علیٌّ يَقْضِي دَيْنِي.[15] وذكر الإمام عبدالرؤوف المناويّ، عن عبد الرزّاق في « الجامع » أنّ رسولالله قال: أَبْشِرْ يَا علیُّ! حَيَاتُكَ وَمَوْتُكَ مَعِي.[16] قال المجلسيّ: ويؤيّد هذه الاخبار التي جعلته بمنزلة هارون من موسي مارواه السيّد الرضيّ رضي الله عنه في « نهج البلاغة » في باب اختصاصه بالرسول صلّي الله علیه وآله أ نّه قال: قال رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم له: إنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَتَرَي مَا أَرَي، إلاَّ أَ نَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ، وَلَكِنَّكَ وَزِيرٌ، وَإنَّكَ علی خَيْرٍ.[17] وقال ابن أبي الحديد في شرحه بعد نقل الاخبار المؤيّدة لذلك: ويدلّ علی أنّ علیّ بن أبي طالب علیه السلام وزير رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم من نصّ الكتاب والسنّة قول الله: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَـ'رُونَ أَخِي´ أشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي´ أَمْرِي. وقول رسول الله في الخبر المجمع علی روايته بين سائر فرق الإسلام: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَاروُنَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي! ذلك أ نّه أثبت لعلیّ جميع مراتب هارون ومنازله من موسي؛ فإذَن هو وزير رسولالله، وشادّ أزره. ولولا أ نّه خاتم النبيّين، لكان شريكاً في أمره.[18] وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر أيضاً: قال علیّ يوم الشوري: أَفِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي غَيْرِي ؟! قَالُوا: لاَ![19] حديث المنزلة ومناقب علیّ علی لسان رسول الله في فتح خيبروروي الكَراجكيّ في « كنز الفوائد » بسنده المتّصل عن جابربن عبدالله الانصاريّ قال: لمّا فتح علیّ علیه السلام خيبراً، وقدم عند رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم، قال له النبيّ: لَوْلاَ أَنْ تَقُولَ فِيكَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَي فِي المَسِيح ابْنِ مَرْيَمَ، لَقُلْتُ فِيكَ إلیوْمَ مَقَالاً لاَ تَمُرُّ بِمَلاٍ إلاَّ أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ وَمِنْ فَضْلِ طَهُورِكَ فَاسْتَشْفَوا بِهِ؛ وَلَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ! تَرِثُنِي وَأَرِثُكَ! وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي! وَإنَّكَ تُبْرِيءُ ذِمَّتِي، وَتُقَاتِلُ علی سُنَّتِي! وَإنَّكَ غَدَاً فِي الآخِرَةِ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّي! وَإنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ علیَّ الحَوْضَ وَإنَّكَ علی الحَوْضِ خَليفَتِي! وَإنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يُكْسَي مَعِي! وَإنَّكَ أَوَّلُ دَاخِلِ الجَنَّةِ مِنْ أُمَّتِي! وَإنَّ شِيعَتَكَ علی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي؛ أَشْفَعُ لَهُمْ وَيَكُونُونَ غَدَاً فِي الجَنَّةِ جِيِرَانِي! وَإنَّ حَرْبَكَ حَرْبِي! وَإنَّ سِلْمَكَ سِلْمِي! وَإنَّ سَرِيرَتَكَ سَرِيرَتِي! وَعَلاَنِيَتَكَ عَلاَنِيَتِي! وَإنَّ وُلْدَكَ وُلْدِي! وَإنَّكَ مُنْجِزٌ عِدَاتِي! وَإنَّكَ علیٌّ! وَلَيسَ أَحَدٌ مِنَ الاُمَّةِ يَعْدِلُكَ عِنْدِي! وَإنَّ الحَقَّ علی لِسَانِكَ، وَفِي قَلْبِكَ، وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ! وَإنَّ الإيمَانَ خَالَطَ لَحْمَكَ وَدَمَكَ، كَمَا خَالَطَ لَحْمِي وَدَمِي! وَإنَّهُ لاَ يَرِدُ الحَوْضَ مُبْغِضٌ لَكَ! وَلاَ يَغِيبُ مُحِبٌّ لَكَ غَدَاً عَنِّي حَتَّي يَرِدَ علیَّ الحَوْضَ مَعَكَ يَاعلیُّ! فَخَرَّ علیٌّ علیهِ السَّلاَمُ سَاجِدَاً؛ ثُمَّ قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ علیَّ بِالإسلام؛ وَعَلَّمَنِي القُرْآنَ؛ وَحَبَّبَنِي إلی خَيْرِ البَرِيَّة: خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَسَيِّدِ المُرْسَلِينَ، إحْسَانَاً مِنْهُ إلیَّ وَفَضْلاً مِنْهُ علیَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَا علیُّ! لَوْلاَ أَنْتَ لَمْيُعْرَفِ المُؤْمِنُونَ بَعْدِي.[20] إنّ الحديث النبويّ الشريف: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي المشهور بين علماء الشيعة والعامّة بحديث المنزلة هو من الاحاديث المسلّم صدورها عن رسول الله، وذهب الفريقان إلی تواتره. ويمكن أن نعتبره في مصافّ عدّة معدودة من الاحاديث المتواترة اللفظيّة لرسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم. ولا يلاحظ كتاب من الكتب، سواء في حقل التفسير، أو الحديث، أو التأريخ، أو السيرة، أو السنن، إلاّ وقد روي صاحبه هذا الحديث عن رسول الله في مواطن عديدة من كتابه. ونقل السيّد هاشم البَحْرانيّ في الباب الثالث والثمانين من كتاب « غاية المرام » أحد عشر حديثاً من طريق العامّة، وفي الباب الرابع والثمانين واحداً وعشرين حديثاً من طريق الخاصّة إنَّ علیاً علیهِ السَّلاَمُ وَزِيرُ رَسُولِاللَهِ وَوَارِثُهُ. كما نقل في الباب العشرين مائة حديث من العامّة، وفي الباب الحادي والعشرين سبعين حديثاً مع ذكر السند والمصدر واتّصال الرواة علی أنّ رسول الله قال لعلیٍّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي! أعيان العامّة يروون حديث المنزلةونكتفي فيما يأتي بذكر عدد من الاحاديث التي رواها العامّة، وعدداً من الاحاديث التي نقلها الخاصّة. روي عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده المتّصل عن موسي الجُهَنيّ قال: دخلت علی فاطمة علیها السلام ( بنت أمير المؤمنين علیه السلام )، فقال رفيقي أبو مهدي: كم لك ؟! فقلت: ستّ وثمانون سنة! قال موسي الجهنيّ: قال رفيقي: سمعتَ من أبيك شيئاً ؟! قلت: قال أبي: حدّثتني فاطمة أنّ أسماء بنت عُمَيْس حدّثتها أنّ رسول الله قال لعلیّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدي.[21] وروي عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده المتّصل عن سعيدبن المُسيِّب، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وَقّاص قال إنّه سمع رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم قال لعلیّ: أَمَا تَرْضَي أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي!؟ قال سَعيد بن المُسَيِّب: لمّا سمعت هذا الحديث من ابن سَعْد، أحببتُ أن أُشافه بذلك سعداً فلقيته، فذكرت له ماذكره لي عامر. قلت: هل أنت سمعت من رسول الله ؟! فوضع سعد إصبعيه في أُذنيه وقال: استكّتا إن لم أكن سمعته من النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم.[22] وروي البُخاريّ مضمون هذا الحديث في الربع الاخير من صحيحه، بسنده المتّصل عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقّاص.[23] وروي البخاريّ في صحيحه أيضاً، في الكرّاس السادس منه، وهو نصف الجزء، في الخبر الخامس، بسنده المتّصل عن مَصْعَب بن سَعْد، عن أبيه سعدبن أبي وقّاص أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم خرج إلی تبوك، واستخلف علیاً علی المدينة. فقال علیّ: أتخلفني في الصبيان والنساء ؟! فقال النبيّ: أَلاَ تَرضَي أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي![24] وفي « الجمع بين الصحاح الستّة » لمؤلّفه رزين، في الجزء الثالث من الثلث الاخير منه، في باب مناقب أمير المؤمنين علیه السلام، من « صحيح أبيداود » وهو كتاب « السُّنَن »؛ و « صحيح الترمذيّ » عن أبي سريحة، وزيدبن أرقم أنّ رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم قال: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلیٌّ مَوْلاَهُ. وعن سعد بن أبي وقّاص أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم قال لعلیّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي! قال ابن المسيِّب: أخبرني بهذا الحديث عامر بن سعد عن أبيه، فأحببتُ أن أُشافه به سعداً فلقيته، فقلتُ: أنت سمعتَ هذا من رسولالله ؟! فَوَضَعَ إصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ فَقَالَ: نَعَمْ! وَإلاَّ فَاسْتَكَّتَا.[25] ونقل عن ابن المغازليّ الشافعيّ بسنده المتّصل عن جابربن عبدالله أنّ رسولالله غزا غزاة وقال لعلیّ: اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي! فَقَالَ: يَارَسُولَاللَهِ! يَقُولُ النَّاسُ: خَذَلَ ابْنَ عَمِّهِ. فَرَدَّدَهَا علیهِ! فَقَالَ رَسُولُاللَهِ: أَمَا تَرْضَي أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي.[26] وروي عن ابن المغازليّ أيضاً بسنده المتّصل، عن مصعببن سعد، عن أبيه، قال: قال لي معاوية: أتحبُّ علیاً ؟! قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: وَكَيْفَ لاَ أُحِبُّهُ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُول َاللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلِّمَ يَقُولُ لَهُ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدي؛ وَلَقَدْ رَأيْتُهُ بَارِزَاً يَوْمَ بَدْرٍ وَجَعَلَ يُحَمْحِمُ الفَرَسُ وَيَقُولُ: بَازِلُ عَامَيْنِ حَديثُ سِنِّي سَنَحْنَحُ اللَّيْلِ كَأَ نَّي جِنِّي لِمِثْلِ هَذا وَلَدَتْني أُمِّي قَالَ: وَمَا رَجَعَ حَتَّي خُضِبَ دَماً [27]. وروي علیّ بن أحمد المالكيّ -وهو من أعيان علماء العامّة- في « الفصول المهمّة » عن كتاب « الخصائص »، عن العبّاس بن عبد المطّلب أ نّه قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: كفّوا عن علیّ بن أبي طالب إلاّ بخير! فإنّي سمعت رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم يقول: في علیّ ثلاث خصال؛ وددتُ أنّ لي واحدة منهنّ أحبّ إلیّ ممّا طلعت علیه الشمس؛ وذاك أ نّي كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجرّاح ونفر من أصحاب رسولالله، إذ ضرب النبيّ علی كتف علیّ وقال: يَا علیُّ! أَنْتَ أَوَّلُ المُسْلِمينَ إسْلاَمَاً وَأَنْتَ أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ إيمَانَاً وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي! كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَ نَّهُ يُحِبُّنِي وَهُوَ مُبْغِضُكَ! يَا علیُّ! مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي! وَمَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّهُ اللَهُ تَعَإلی؛ وَمَنْ أَحَبَّهُ اللَهُ أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ! وَمَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي! وَمَنْ أَبْغَضَنِي أَبْغَضَهُ اللَهُ تَعَإلی، وَأَدخَلَهُ النَّارَ.[28] وروي ابن المغازليّ الشافعيّ بسنده عن خالد بن قيس قال: سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال معاوية: سل عنها علیّ بن أبي طالب، فإنّه أعلم! قال ذلك الرجل: يا أمير المؤمنين قولك فيها أحبّ إلیّ من قول علیّ! فقال معاوية: بئس ما قلت؛ ولؤم ما جئت به! لَقَدْ كَرِهْتَ رَجُلاً كَانَ رَسُولُاللَهُ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَغُرُّهُ العِلْمَ غَرَّاً! وَلَقَدْ قَالَ لَهُ رسُولُاللَهِ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي! ولَقَدْ كَانَ عُمَرُبْنُ الخَطَّابِ يَسْأَلُهُ فَيَأْخُذُ عَنْهُ؛ وَلَقَدْ شَهِدْتُ عُمَرَ إذَا أَشْكَلَ علیهِ شَيءٌ قَالَ: هَا هُنَا علیٌّ. قُمْ! لاَ أَقَامَ اللَهُ رِجْلَيْكَ! وَمَحَي اسْمُهُ مِنَ الدِّيوانِ. وَمَنَاقِبٌ شَهِدَ العَدُوُّ بِفَضْلِهَا وَالفَضْلُ مِا شَهِدْتْ بِهِ الاَعْدَاءُ [29] [2] - «الغدير» ج 1، ص 397 و 398. [3] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 251، باب 56، طبعة إسلامبول، الطبعة الاُولي، في المودّة السادسة من كتاب «مودّة القربي» للسيّد عليّ الهمدانيّ. [4] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 251، باب 56، في المودّة السادسة. [5] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 251، باب 56، في المودّة السابعة. [6] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 50، باب 6؛ و «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 109، الحديث الاوّل. [7] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 50، باب 6؛ و «غاية المرام» ص 109، الحديث الثالث، وص 110، الحديث الحادي عشر؛ وفي مناقب ابن المغازليّ أحاديث عن سعيدبن المسيِّب، عن سعدبن أبي وقَّاص، ص 29 و 34 و 35 و 36، وأرقامها هي: 42، 51، 53، 54. [8] - «ينابيع المودّة» الباب 6، ص 50. [9] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 50، باب 6، طبعة إسلامبول. [10] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 51، باب 6، طبعة إسلامبول. [11] - العَوسَج خشب من شجر شائك. [12] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 51، باب 6؛ ورواه في «بحار الانوار»، ج 9، ص 238 عن «كشف الغمّة» عن «المناقب» للخوارزميّ، عن جابر بن عبد الله. [13] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 55، باب 7. [14] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 55 و 56، باب 7، طبعة إسلامبول؛ وذكر ابن عبدالبرّ في «الاستيعاب» ج 3، ص 1109 و 1110 عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن مطّلببن عبداللهبن حنطب قال: لمّا جاء وفد ثقيف عند رسول الله، قال لهم رسولالله: لَتَسْلَمُنَّ أَوْ لاَبْعَثَنَّ رَجُلاً مِنِّي -أَو قَالَ: مِثْلُ نَفْسِي- فليضربنّ أعناقكم ولَيسبَينَّ ذراريكم وليأخُذَنَّ أموالكم. قال عمر: فو الله ما تمنّيتُ الاءمارة إلاّ يومئذٍ وجعلت أنصب صدري له رجاءَ أن يقول: هو هذا. قال: فالتفت إلي عليّ رضي الله عنه فأخذ بيده ثمّ قال: هو هذا. [15] - «الجامع الصغير» ص 66، الطبعة الرابعة، مطبعة مصطفي البابي الحلبيّ وأولاده، باب عين. [16] - «كنوز الحقايق في حديث خير الخلايق» المطبوع في هامش «الجامع الصغير» للسيوطيّ، ص 6. [17] - الخطبة القاصعة: 190، في القسم الخامس منه، من طبعة عبده بمصر، ص 393. وقبله قوله: وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطانِ حينَ نَزَلَ الوَحْيُ عَلَيهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْت: يَارَسُولَ اللَهِ! مَا هَذِهِ الرَّنَّة ؟ فَقَال َ: هَذَا الشَّيْطَانُ أَيسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُـ إلي آخره. [18] - «شرح نهج البلاغة» لابن أبيالحديد،ج 13، ص 211، طبعة دار إحياء الكتب العربيّة. [19] - «بحار الانوار» ج 9، ص 241، طبعة الكمبانيّ. [20] - «بحار الانوار» ج 9، ص 241 و 242، طبعة الكمبانيّ؛ وروي البحرانيّ نصّ هذا الحديث المبارك في «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 115 و 116، تحت الرقم 60 عن الخوارزميّ في «الفضائل» بسنده المتّصل عن إبراهيم بن عبد الله بن العلا، عن أبيه، عن زيدبن عليّبن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السلام. وعباراته هي هذه العبارات نفسها. وفيها إضافة أيضاً: وَإنَّ أَعْدَاءَكَ غَدَاً ظَمَأ مُظْمَئين مُسْوَدَّة وُجُوهُهُمْ يَتَقَحَّمُونَ مُقْمَحُونَ! يُضْرَبُونَ بِالمَقَامِعِ وَهِيَ سِيَاطٌ مِن نَارٍ مُقْتَحَمِينَ! وَأَنْتَ بَابُ عِلْمِي! وكذلك روي البحرانيّ مختصر هذا الحديث في «غاية المرام» عن الخوارزميّ في مناقبه، عن ناصرالحقّ ضمن حديث طويل؛ ورواه أيضاً بطوله عن كتاب «المناقب الفاخرة» بسنده المتّصل عن جابر بن عبد الله، وأضاف الجمل الآتية في نهاية الحديث: يَاعَلِيُّ! لَقَدْ جَعَلَ اللَهُ نَسْلَ كُلِّ نَبِيٍّ مِنْ صُلْبِهِ، وَنَسْلِي مِنْ صُلْبِكَ! فَأَنْتَ أَعَزُّ الخَلْقِ لَدَيَّ، وَأَكْرَمُهُمْ لَدَيَّ! وَمُحِبُّوكَ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي. ونقله في «غاية المرام» أيضاً بهذه العبارات المذكورة عن طريق الخاصّة، عن الشيخ الصدوق بأسناده المتّصلة عن جابر بن عبد الله، وذلك في القسم الاوّل، ص 127، الحديث رقم 4. [21] - «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 110، الحديث 7، و ص 122، الحديث 83. و«بحار الانوار» ج 9، ص 239، طبعة الكمبانيّ. وهذا الحديث بالعبارة التي أوردناها مذكور في «غاية المرام»، و«بحار الانوار» عن «مسند أحمد بن حنبل»، ولكن يبدو أنّ سؤال رفيقه: سمعتَ من أبيك شيئاً؟ أُضيف سهواً، وهو متعلّق بحديث إبراهيم أو عامر أو مصعب أو عائشة أولاد سعدبن أبي وقّـاص. والراوي في هـذا الحديث هو موسي الجهنيّ نفسه مباشرة عن فاطمة بنت عليّ عليه السلام. وشاهد كلامنا رواية رواها المجلسيّ في «البحار» ج 9، ص 239 عن كتاب «العمدة» لابن بطريق، عن ابن المغازليّ، وفيها روي موسي الجهنيّ عن فاطمة بنت عليّ بلا واسطة؛ و«الاستيعاب» ج 3، ص 1097 و 1098؛ و«فرائد السمطين» ج 1، ص 122، حديث 85؛ ورُوي هذا الحديث بطرق كثيرة عن مصادر مختلفة ذكر ابن عساكر أكثرها في «تاريخ دمشق» كتاب أمير المؤمنين عليه السلام، ج 1، ص 354، وما بعدها تحت رقم 440 ومابعده؛ وورد أيضاً في «إحقاق الحقّ» ج 5، ص 180 فما بعدها. [22] - «غاية المرام» ص 110، الحديث التاسع. ونقله المجلسيّ في «بحار الانوار» ج 9، ص 239، عن كتاب «العمدة»، وكتاب «العمدة» و«المستدرك» و«المناقب» كلّها في الاحاديث التي روتها العامّة في باب الاءمامة، كما ذكر المجلسيّ ذلك في مقدّمة «البحار». ومؤلّفها هو الشيخ أبو الحسين يحيي بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن بِطْريق الاسديّ. وذكره البحرانيّ في «غاية المرام» ص 110، الحديث 15 و 18 عن «صحيح مسلم». و«البداية والنهاية» ج 5، ص 7. [23] - «غاية المرام» ص 110، الحديث 14؛ و «بحار الانوار» ج 9، ص 239 عن ابن بطريق في كتاب «العمدة»؛ وكذا في «غاية المرام» ص 110، الحديث 17 عن «صحيح مسلم»؛ و«البداية والنهاية» ج 5، ص 7. [24] - «غاية المرام» ص 110، الحديث 12 و 13؛ و «بحار الانوار» ج 9، ص 239؛ وكذا في «غاية المرام» ص 110، الحديث 16 عن «صحيح مسلم»؛ و«البداية والنهاية» ج 5، ص 7؛ وفي «بحار الانوار» ج 9، ص 240 و 241، طبعة الكمبانيّ بعد روايات كثيرة وبيان حديث من «كامل التواريخ»، و«الطرائف»؛ و «المصنّف»؛ للقاضي التنوخيّ، قال: روي التنوخيّ حديث المنزلة عن عمر بن الخطّاب، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه عليّبن أبي طالب، وسعدبن أبي وقّاص، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عبّاس، وجابربن عبدالله الانصاريّ، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدريّ، وجابر بن سمرة، ومالكبن الحويرث، والبراءبن عازب، وزيدبن أرقم، وأبي رافع مولي رسولالله، وعبداللهبن أبي أوفي، وأخيه زيد، وأبي سريحة، وحذيفة بن أُسيد، وأنس بن مالك، وأبي بريدة الاسلميّ، وأبي أيّوب الانصاريّ، وعقيل بن أبي طالب، وحُبَيْش بن جنادة السلوليّ، ومعاويةبن أبي سفيان، وأُمّ سلمة زوجة النبيّ، وأسماء بنت عميس، وسعيد بن المسيِّب، ومحمّدبن عليّبن الحسين، وحبيب بن أبي ثابت، وفاطمة بنت عليّ، وشرحبيل بن سعد. كلّهم رووه عن النبيّ، ثمّ شرح التنوخيّ الروايات بأسانيدها وطرقها. [25] - «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 111، الحديث 22. وروي مضمونه أيضاً في «غاية المرام» ص 130، الحديث 15، عن «أمالي الطوسيّ» بسلسلة سنده المتّصل عن سعيدبن المسيِّب، عن سعد بن أبي وقّاص. واستكّتا بتشديد الكاف اسْتَكَّ يَسْتَكُّ استكاكاً، أي: صُمَّ صَمَماً، وثلاثيه: سكّ يسكّ سكّاً؛ و «المناقب» لابن المغازليّ ص 27 و 28، الحديث 40، وص 33، الحديث 50؛ و«المناقب» للخوارزميّ، الطبعة الحجريّة، ص 95، وفي طبعة النجف ص 95 و 96؛ و«أُسد الغابة» ج 4، ص 26 و 27.
- «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 111، الحديث 22. وروي مضمونه أيضاً في «غاية المرام» ص 130، الحديث 15، عن «أمالي الطوسيّ» بسلسلة سنده المتّصل عن سعيدبن المسيِّب، عن سعد بن أبي وقّاص. واستكّتا بتشديد الكاف اسْتَكَّ يَسْتَكُّ استكاكاً، أي: صُمَّ صَمَماً، وثلاثيه: سكّ يسكّ سكّاً؛ و «المناقب» لابن المغازليّ ص 27 و 28، الحديث 40، وص 33، الحديث 50؛ و«المناقب» للخوارزميّ، الطبعة الحجريّة، ص 95، وفي طبعة النجف ص 95 و 96؛ و«أُسد الغابة» ج 4، ص 26 و 27. [26] - «غاية المرام» ص 111، الحديث 26؛ ورواه في «بحار الانوار» ج 9، ص 240 عن كتاب «العمدة» لابن بطريق؛ و «المناقب» لابن المغازليّ ص 29، الحديث 43. [27] - «غاية المرام» ص 111، الحديث 31؛ وأورده المجلسيّ في «بحارالانوار»، ج 9، ص 240، عن «العمدة» لابن بطريق؛ وجاء في «المناقب» لابن المغازليّ، ص 31 و 32؛ وورد ذيل هذا الحديث في «ينابيعالمودّة» ج 1، باب 6، ص 50. [28] - «الفصول المهمّة» ص 125؛ و «غاية المرام» القسم الاوّل، ص 124، الحديث 92 عن «الفصول المهمّة» عن كتاب «الخصائص»؛ وروي هذا الحديث أيضاً في «غاية المرام» ص 114، الحديث 55 عن موفّق بن أحمد الخوارزميّ في كتاب «فضائل أميرالمؤمنين عليهالسلام» بسنده المتّصل عن العلاّمة فخر خوارزم محمود بن عمر الزمخشريّ، عن أبي الحسن عليّبن الحسينبن مدرك الرازيّ، عن إسماعيل بن الحسن السمّان، عن محمّدبن عبدالواحد الخزاعيّ الغطّاء، عن عبد الله بن سعيد الانصاريّ، عن عبداللهبن أردان الخيّاط الشيرازيّ، عن إبراهيم بن سعيد الجوهريّ وصيّ المأمون، عن هارون الرشيد، عن أبيه، عن جدّه، عن عبداللهبن عبّاس قال: سمعتُ عمر بن الخطّاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلي الاءسلام فقال عمر -إلي آخر الحديث؛ ورواه المجلسيّ في «بحار الانوار» ج 9، ص 240، طبعة الكمبانيّ، عن كتاب «الفردوس». [29] - « غايةالمرام » ص 112، الحديث 35. وجاء مضمون هذا الحديث أيضاً في «غاية المرام » ص 123، الحديث 89، عن إبراهيم بن محمّد الحمّوئيّ بسنده المتّصل عن قيسبن أبي حازم؛ و«المناقب» لابن المغازليّ، ص 34 و 35، الحديث 52؛ ورواه في «الطرائف » عن ابن المغازليّ الشافعيّ، وعن أحمد بن حنبل بعبارة واحدة مرفوعاً عن إسماعيلبن أبي خالد، عن قيس، عن معاوية بن أبي سفيان؛ ورواه في « بحار الانوار» ج 9،ص 240 عن كتاب « العمدة » لابن بطريق؛ ورواه في « كنز العمّال » ج 15، ص 131 عن إبراهيمبن سعيد الجوهريّ قال: حدّثني المأمون، عن أبيه هارون الرشيد، عن المهدي العبّاسيّ قال: دخل عَلَيَّ سفيان الثوريّ، فقلت ] له [: حدّثني بأحسن فضيلة عندك لاميرالمؤمنين عليّ ] بن أبي طالب! [ فقال ] سفيان [: حدّثني سَلَمَةَبن كهيل، عن حجية، عن عليّبن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي. ( ابن النجّار ). |
|
|