|
|
الصفحة السابقةالروايات الواردة حول مدينة الفقهوالآخر، من التعابير التي رويت عن رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم، قوله: أَنَا مَدِينَةُ الفِقْهِ وَعلی بَابُهَا. وقال سبط ابن الجوزيّ بعد أن روي حديث: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا عن أحمدبن حنبل في كتاب « الفضائل »: وورد في حديث: أَنَا دَارُ الحِكْمَةِ وَعلی بَابُهَا.[1] وفي حديث آخر: أَنَا مَدِينَةُ الفِقْهِ وَعلی بَابُهَا، فَمَن أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ. وذكر عبدالرزّاق ذيل هذا الحديث بقوله: فَمَنْ أَرَادَ الحِكَمَ فَلْيَأْتِ البَابَ. [2] وقال السيوطيّ: وبالسند المتقدّم حتّي ابن بطّة، حدّثنا محمّدبن قاسم النحويّ، عن عبدالله بن ناجية، عن أبي منصوربن شجاع، عن عبدالحميدبن بحر البصريّ، عن شريك، عن سَلَمةبن كهيل، عن الصنابجيّ، عن علیّبن أبي طالب علیه السلام أ نّه قال: قال رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم: أَنَا مَدِينَةُ الفِقْهِ وَعلی بَابُهَا. وجاء عن الحسنبن علیّ، عن أبيه مرفوعاً: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ. ورواه ابن مَرْدَوَيه. [3] وقال السيوطيّ: قال الدَيْلَميّ: أخبرني أبي عن المَيْدانيّ، عن أبي محمّد الحلاّج، عن أبي الفضل محمّد بن عبد الله، عن أحمدبن عبيدالثقفيّ، عن محمّد بن علی بن خلف العطّار، عن موسيبن جعفربن إبراهيمبن محمّد بن علی بن عبد الله بن جعفر بن أبيطالب، عن عبدالمهينبن عبّاس، عن أبيه، عن جدّه: سَهْل بن سعد، عن أبي ذرّ أ نّه قال: قال رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم: علی بَابُ عِلْمِي وَمُبَيِّنٌ لاِ مَّتِي مَا أُرْسِلْتُ بِهِ مِنْ بَعْدِي، حُبُّهُ إيمانٌ وَبُغْضُهُ نِفَاقٌ وَالنَّظَرُ إلیهِ رَأْفَةٌ. [4] أجل، لاشكّ ولا تردّد عند علماء الشيعة وكتبهم في هذا الحديث المأثور: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا، فقد رووه في كتبهم ومجاميعهم الموثّقة عن رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم، وعدّوه من الاحاديث المستفيضة، ونسبوه إلی رسولالله وأرسلوه إرسال المسلّمات بلا أدني شبهة. وأمّا من طرق العامّة، فإنّ نسبة هذا الحديث إلی رسولالله قد بلغت حدّاً جعل العلاّمة آية الله الاكبر، فخر الشيعة، وسليل آل الرسول، الصمصام القاطع علی الملحدين والمنكرين في العصر القريب من عصرنا: المرحوم السيّد مير حامد حسين الموسويّ النيسابوريّ اللكهنويّ الهنديّ المتوفّي سنة 1306ه يخصّص الجزء الخامس من كتابه الشريف «عبقات الانوار» في البحث حول هذا الحديث المبارك، والحديث عن طرق روايته وبيان مشايخ أهل السنّة وأعاظمهم الذين رووه، واعترفوا وأقرّوا بصحّته: فَشَكَرَ اللَهُ مَسَاعِيَهُ الجَمِيلَةَ وَجَزَاهُ اللَهُ عَنِ الإسلام وَأَهْلِهِ خَيْرَ الجَزَاءِ وَجَعَلَنَا مِنَ المُقْتَبِسينَ مِنْ آثَارِهِ، وَرَشَحَاتَ قَلَمِهِ، وَخَالِصِ وَلاَئِهِ وَالنَّهْجِ علی مَنْهِجِهِ القَوِيمِ. وكذلك أ لّف السيّد أحمد بن محمّد الحسنيّ في الفترة القريبة من عصرنا كتاباً مستقلاّ في هذا الباب، سمّاه «فَتْحُ المَلِكِ العلیِّ» وتحدّث المرحوم العلاّمة الشيخ عبد الحسين الامينيّ عن هذا الحديث في ثلاثة مواضع من كتاب «الغدير».[5] وعلی الرغم من أنّ الذي ذكره هذان العلمان العظيمان في هذا المجال مبثوث في تضاعيف مباحث « عبقات الانوار » وأنّ سعيهما مشكور، وخدمتها للشرع والشريعة والولاء والإمامة ـ من خلال تدوين كتابيهما باللغة العربيّة، وبأُسلوب بديع لطيفـ محمودة من قبل صاحب الشريعة، وهي موضع ثنائه وشكره. وتحدّث العلاّمة الامينيّ في كتاب «الغدير» حديثاً وافياً في سياق بحثه حول القصيدة الغديريّة لشمس الدين المالكيّ،[6] وقارن بين علم الإمام أميرالمؤمنين وعلم عمر في موضوع عنوانه نَوادِرُ الاَثَر فِي عِلْمِ عُمَرَ، وأبان أنّ مولي الموحّدين وأمير المؤمنين هو حامل لواء العلم، والبقيّة من عإلیهم إلی دانيهم يعترفون بجهلهم، وبحاجتهم إلیه في المعارف والاحكام والتفسير والحديث والتأريخ وغيرها. مشايخ العامّة الذين رووا الحديث المأثور: أنا مدينة العلم وعلیٌّ بابُهاويقول شمس الدين المالكيّ في قصيدته، بخصوص الحديث الشريف المذكور: وَقَـالَ رَسُــولُ الـلَـهِ: إنِّـي مَـدِيـنَـةٌ مِنَ العِلْمِ وَهُـوَ البَابُ وَالبَـابَ فَاقْصِدِ وَمَـنْ كُـنْـتُ مَـوْلاَهُ علی وَلِـيُّــهُ وَمَوْلاَكَ فَاقْصِـدْ حُـبَّ مَوْلاَكَ تَرْشُـدِ وَإنَّـكَ مِـنِّــي خَـإلیــاً مِـنْ نُـبُــوَّةٍ كَهَارُونَ مِنْ مُوسَي وَحَسْـبُكَ فَاحْمَدِ [7] ثمّ قال: صحّح هذا الحديث عدد من أعلام العامّة، منهم الطَّبَريُّ، وابْنُ مُعِين، و الحَاكِمُ، والخَطِيبُ، والسُّيُوطِيُّ. ثمّ أحصي أسماء مائة وثلاثة وأربعين شخصاً من أعلام العامّة وشيوخهم الذين ذكروا هذا الحديث في كتبهم، ورووه لتلامذتهم في الحديث. ونقتصر فيما يأتي علی ذكر بعضهم: منهم: الحافظ أبو بكر عبد الرزّاق بن هَمّام الصنعانيّ المتوفّي سنة 211ه، حكاه عنه الحاكم في « المستدرك » ج3، ص127. ومنهم: الحافظ يحيي بن مُعين المتوفّي سنة 233ه، كما في « المستدرك » و « تاريخ بغداد » للخطيب البغداديّ. ومنهم: أبو عبد الله (أبو جعفر) محمّد بن جعفر الفيديّ المتوفّي سنة 236ه. رواه عنه يحيي بن معين. ومنهم: أبو محمّد سُوَيد بن سعيد الهَرَويّ المتوفّي سنة 240ه. وهو أحد مشايخ مسلم وابن ماجه؛ نقله عنه ابن كثير في تاريخه ج7، ص358. ومنهم: إمام الحنابلة، أحمد بن حَنْبل المتوفّي سنة241ه. أخرجه في « المناقب ». ومنهم: عبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ الاسديّ، أحد مشايخ البخاريّ والترمذيّ وابن ماجه، يروي عنه الحافظ الكنجيّ الشافعيّ في كتاب «كِفاية الطالب» من طريق الخطيب البغداديّ. ومنهم: أبو عيسي محمّد التِّرمذيّ المتوفّي سنة 279هفي «الجامع الصحيح». ومنهم: صاحب «المسند الكبير» الحافظ أبو بكر أحمدبن عمر البَصْريّ المتوفّي سنة 292ه. ومنهم: الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ المتوفّي في 310ه في «تهذيب الآثار»؛ رواه عنه كثير من الاعلام. ومنهم: أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد التميميّ البغداديّ ابن الجعابيّ المتوفّي في سنة 355 ه؛ أخرجه بخمسة طرق كما في « المناقب » لابن شهرآشوب، ج1، ص261. ومنهم: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبرانيّ المتوفّي سنة 360ه؛ أخرجه في «المعجم الكبير» و «المعجم الاوسط». ومنهم: الحافظ أبو عبد الله بن محمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوريّ المتوفّي سنة 405 ه؛ أخرجه في «المستدرك». ومنهم: الحافظ أبو عبد الله عُبَيْد الله بن محمّد الشهير بابن بَطّة العُكْبَريّ المتوفّي سنة 387ه؛ أخرجه من ستّة طرق. ومنهم: الحافظ أبو بكر أحمد بن علی الخطيب البغداديّ المتوفّي سنة463ه؛ أخرجه في كتابه «المُتَّفِقُ والمُفْتَرِقُ»، وكتابه «تاريخ بغداد» ج4، ص348؛ و ج 2، ص 377؛ و ج 7، ص 173؛ و ج11، ص204. ومنهم: الحافظ أبو عمرو يوسف بن عبد الله بن عبد البّر المتوفّي سنة463ه في «الاستيعاب» ج2، ص461. ومنهم: الفقيه أبو الحسن علی بن محمّد بن الطيّب الجلاّبيّ ابن المغازليّ المتوفّي سنة 483ه، أخرجه في مناقبه بسبعة طرق. ومنهم: الحافظ أبو محمّد الحسن بن أحمد السمرقنديّ المتوفّي سنة491ه؛ أخرجه في كتابه «بحر الاسانيد في صحيح الاسانيد». والحديث صحيح عنده كما في «التذكرة» للذهبيّ، ج4، ص28. ومنهم: أبو القاسم الزمخشريّ المتوفّي سنة 538ه، سمّي في «الفائق» ج1، ص28 بَابُ مَدِينَةِ العِلْمِ. ومنهم: أبو سعيد عبد الكريم بن محمّد بن منصور التميميّ السمعانيّ المتوفّي سنة 562ه. قال في «الانساب» في «الشهيد»: اشتهر بهذا الاسم جماعة من العلماء المعروفين قتلوا فعرفوا بالشهيد. أوّلهم: باب مدينة العلم علیّبن أبي طالب علیه السلام... إلی آخر كلامه. وينمّ كلامه هذا عن كون الحديث من المتَسالَم علیه عند حفّاظ الحديث. ومنهم: الحافظ أخطب خوارزم أبو المؤيّد موفّق بن أحمد المكّيّ الحنفيّ المتوفّي سنة 568 ه؛ أخرجه في مناقبه، ص 49، وفي « مقتل الإمام السِّبط» ج1، ص43. ومنهم: الحافظ أبو القاسم علی بن حسن الشهير بـ ابن عساكر الدمشقيّ المتوفّي سنة 571 ه؛ أخرجه بعدّة طرق. ومنهم: أبو السعادات مبارك بن محمّد بن الاثير الجَزَريّ الشافعيّ المتوفّي سنة 606 ه، ذكره في «جامع الاُصول» نقلاً عن التِّرمذيّ. ومنهم: الحافظ أبو الحسن علی بن محمّد ابن الاثير الجَزَريّ المتوفّي سنة630ه في «أُسد الغابة» ج4، ص22. ومنهم: محيي الدين محمّد بن علی ابن العَرَبيّ الطائيّ الاندلسيّ المتوفّي سنة638ه في «الدرّ المكنون والجوهر المصون» كما في «ينابيع المودّة» ص419. ومنهم: الحافظ محبّ الدين محمّد بن محمود بن النجّار البغداديّ المتوفّي سنة 643ه. أخرجه في ذيل «تاريخ بغداد» مسنداً. ومنهم: أبو سالم محمّد بن طلحة الشافعيّ المتوفّي سنة 652ه في كتاب «مطالب السؤول» ص22، و «الدرّ المنظّم»، كما نقل صاحب « ينابيع المودّة » ص65. ومنهم: شمس الدين أبو المظفّر يوسف بن قزأُوغليّ سبط ابن الجوزيّ الحنفيّ المتوفّي سنة 654 ه في كتاب «تذكرة الخواصّ» ص29. ومنهم: الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف الكنجيّ الشافعيّ المتوفّي سنة 658ه؛ أخرجه في كتاب «الكفاية» ص 98 إلی102. وقال بعد إخراجه بعدّة طرق: هذا حديث حسن عال. وقال بعد أن ذكر مطالب في هذا المجال: ومع هذا الحديث، فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين، وأهل بيت رسولالله بتفضيل علیّ علیه السلام، وزيادة علمه وغزارته، وحدّة فهمه، ووفور حكمته، وحسن قضاياه، وصحّة فتواه. وقد كان أبو بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الاحكام؛ ويأخذون بقوله في النقض والإبرام اعترافاً منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحّة حكمه ورأيه، ولذلك كانوا يرجعون إلیه. وليس هذا الحديث: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا في حقّه بكثير، لانّ رتبته ودرجته عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين من عباده أجلّ وأعلی من ذلك. ومنهم: الحافظ محبّ الدين أحمد بن عبد الله الطبريّ الشافعيّ المكّيّ المتوفّي سنة 694 ه، رواه في «الرياض النضرة» ج1، ص192، و «ذخائر العقبي» ص77. ومنهم: سعيد الدين محمّد بن أحمد الفَرْغَانيّ المتوفّي سنة 699ه، ذكره في الشرح العربي لـ«تائيّة ابن الفارض»[8] في شرح قوله: كَرَاماتُهُمْ مِنْ بَعْضِ مَا خَصَّهُمْ بِهِ بِمَا خَصَّهُمْ مِنْ إرْثِ كُلِّ فَضْيلَةِ وكذلك ذكر الحديث: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا في شرحه الفارسيّ علی هذه القصيدة عند قول ابن الفارض فيها: وَأَوْضَحَ بِالتَّأْويلِ مَا كَانَ مُشْكِلاً علیٌّ بِعِـلْـمٍ نَـالَـهُ بِالوصِـيَّـةِ ومنهم: شيخ الإسلام إبراهيم بن محمّد الحَمّوئيّ الجوينيّ المتوفّي سنة 722ه. ذكره في «فرائد السمطين في فضائل المرتضي والبتول والسبطين». ومنهم: الحافظ شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبيّ الشافعيّ المتوفّي سنة 747ه، ذكره في «تذكرة الحفّاظ» ج4، ص28 عن صحيح الحافظ السمرقنديّ؛ وقال: هذا الحديث صحيح. ومنهم: الحافظ جمال الدين محمّد بن يوسف الزرنديّ الانصاريّ المتوفّي سنة سبعمائة وبضع وخمسين: ذكره في «نظم دُرر السِّمطين في فضائل المصطفي والمرتضي والبتول والسِّبطين». ومنهم: الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل العلائيّ الدمشقيّ الشافعيّ المتوفّي سنة 761 ه. حكاه عنه كثير من أعلام العامّة. وصحّحه من طريق ابنمعين، ثمّ قال: وأيّ استحالة في أن يقول النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم مثل هذا في حقّ علیّ رضيالله عنه؟ ولم يأت كلّ من تكلّم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجواب عن هذا الروايات الصحيحة، عن ابن معين. ومع ذلك فله شاهد رواه الترمذيّ في جامعه... إلی آخره. ومنهم: السيّد علی بن شهاب الدين الهمدانيّ. ذكره في «مودّة القُربي» من طريق جابر بن عبد الله الانصاريّ، ثمّ قال: وعن ابنمسعود، وأنسبن مالك مثل هذا الحديث. ومنهم: مجد الدين محمّد بن يعقوب الفيروزآباديّ المتوفّي سنة 816 أو 716، في كتابه «النقد الصحيح». وقال في كلام له طويل حول الحديث بعد روايته من طريق ابن معين: ولم يأت من تكلّم علی حديث أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحييبن معين؛ والحكم بالوضع علیه باطل قطعاً. إلی أن قال: والحاصل أنّ الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلی درجة الحسن المحتجّ به، ولايكون ضعيفاً فضلاً عن أن يكون موضوعاً. ومنهم: شمس الدين محمّد بن محمّد الجَزَريّ المتوفّي سنة 833ه. أخرجه في «أسني المطالب في مناقب علی بن أبي طالب» ص14 من طريق الحاكم، وذكر تصحيحه. وقد اشترط في أوّل كتابه أن يذكر فيه ما تواتر وصحّ وحسن من مناقب أميرالمؤمنين علیه السلام. ومنهم: شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علی الشهير بابنحجر العَسْقَلانيّ المتوفّي سنة 852ه. ذكره في «تهذيب التهذيب» ج7، ص337. قال في «لسان الميزان»: هذا الحديث له طرق كثيرة في «مستدرك الحاكم» أقلّ أحوالها أن يكون للحديث أصل؛ فلاينبغي أن يطلق القول علیه بالوضع. ومنهم: نور الدين علی بن محمّد بن الصبّاغ المالكيّ المكّيّ المتوفّي سنة 855ه. ذكره في كتاب «الفصول المهمّة» ص18. ومنهم: شـمـس الديـن محمّـد بن يحيـي الجيلانـيّ اللاهيجـيّ نوربخش، ذكره في «مفاتيح الإعجاز» شرح كتاب « گلشن راز » المؤ لَّف سنة 877ه. ومنهم: الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين السيوطيّ المتوفّي سنة 911ه، ذكره في «الجامع الصغير» ج1، ص374، وفي غيرواحد من تإلیفه؛ وحسّنه في كثير منها، ثمّ حكم بصحّته في «جمع الجوامع» كما في ترتيبه ج 6، ص 401، فقال هناك: كنت أُحسّن هذا الحديث وأعدّه حسـناً. وكنت أُجيب بحسـن الحديث دهـراً، إلی أن وقفتعلی تصحيح ابن جرير لحديث علیّ، مع تصحيح الحاكم لحديث ابنعبّاس. فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلی مرتبة الصحّة؛ والله أعلم. ومنهم: فضل بن روزبهان، ذكره في الردّ علی «نهج الحقّ» للعلاّمة الحلّيّ متسالماً علیه بلا أيّ غمز في سنده. وقال في ردّ احتجاج العلاّمة بأعلميّة أمير المؤمنين بحديثَي: أَقْضَاكُمْ علیّ، و أَنا مَدِينَةُ العِلْمِ من طريق الترمذيّ، وأمّا ما ذكره المصنّف من علم أميرالمؤمنين؛ فلاشكّ في أ نّه من علماء الاُ مّة والناس محتاجون إلیه فيه، وكيف لا؟ وهو وصيّ النبيّ صلّي الله علیه وآله في إبلاغ العلم وودائع حقائق المعارف. فلانزاع لاحد فيه. وأمّا ما ذكره من صحيح الترمذيّ، فصحيح. ومنهم: الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمّد القَسْطَلانيّ المصريّ الشافعيّ المتوفّي سنة 923ه. عدّ في «المواهب اللدنِّيَّة» في أسماء النبيّ الاعظم صلّيالله علیه وآله وسلّم: مَدِينَةَ العِلْمِ أخذاً بالحديث كما قاله الزرقانيّ في شرحه، ج3، ص143. ومنهم: شهاب الدين أحمد بن محمّد بن حَجَر الهَيْتَميّ المَكّيّ المتوفّي سنة 974ه، ذكره في «الصواعق المحرقة» ص73، وفي شرح « همزيّة البوصيري »[9] عند شرح قوله: كَمْ أَبَانَـتْ آيَاتُـهُ مِـنْ عُلُـومٍ عَنْ حُرُوفٍ أَبَانَ عَنْهُا الهِجَاءُ وفي شرح قوله: وَوَزِيرُ ابْنِ عَمِّهِ فِي المَعَإلی وَمِـنَ الاَهْلِ تَسْـعَدُ الوُزَرَاءُ وفي شرح قوله: لَمْ يَزِدْهُ كَشْـفُ الغِطَـاءِ يَقِيناً بَلْ هُوَ الشَّمْسُ مَا علیهِ غِشَاءُ وذكر ابن حجر هذا الحديث في شرح أبيات البوصيريّ وحسّنه. وأخرجه في كتاب «تطهير الجنان» المطبوع في حاشية «الصواعق» ص74 وعدّه حسناً. وكذلك رواه في كتاب «الفتاوي الحديثة» ص128 علی هذا المنوال. وقال في ص197: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، بل قال الحاكم: حَدِيثٌ صَحِيحٌ. ومنهم: الحافظ الشيخ عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناويّ الشافعيّ المتوفّي سنة 1031 ه. ذكره في «فيض القدير» شرح «الجامع الصغير» ج3، ص46، وفي «التيسير» شرح «الجامع الصغير»؛ وقال في الاوّل: إنّ المصطفي صلّي الله علیه وآله وسلّم المدينة الجامعة لمعاني الديانـات كلّها؛ ولابدّ للمدينة من باب، فأخبـر أنّ بابها علیّ كرّمالله وجهـه؛ فمن أخذ طريقـه، دخل المدينة؛ ومن أخطـأه، أخطـأ طريق الهدي. وقد شهد بأعلميّة علی الموافق والمخالف، والمعادي والمحالف. وخرّج الكَلاَبَاذِيّ في الحديث أنّ رجلاً سأل معاوية عن مسألة فقال: سل علیاً! هو أعلم منّي! فقال الرجل: أُريد جوابك! قال معاوية: وَيْحَكَ! كَرِهْتَ رَجُلاً كَانَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَغُرُّهُ بِالعِلْمِ غَرَّاً. وكان كبار الصحابة يعترفون له بذلك، وكان عمر يسأله عمّا أشكل علیه؛ جاءه رجل فسأله، فقال: هاهنا علی فاسأله! قال الرجل: أُريد أن أسمع منك يا أمير المؤمنين! قال عمر: قم! لا أقام الله رجليك! ومحي اسمه من الديوان. وصحّ عن عمر من طرق عديدة أ نّه كان يتعوّذ من قوم ليس هو فيهم حتّي أمسكه عنده ولم ير له شيئاً من البعوث لمشاورته في المشكل. وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال: ذُكر لعطاء: أكان أحد من صحابة رسولالله أفقه من علی؟ قال: لاوالله! قال الحرإلیّ: قد علم الاوّلون والآخرون أنّ فهم كتاب الله منحصر في علم علیّ؛ ومن جهل ذلك، فقد ضلّ عن الباب الذي هو أمامه. يرفع الله عن القلوب الحجاب حتّي يتحقّق إلیقين الذي لايتغيّر بكشف الغطاء... إلی آخر كلامه. ومنهم: الشيخ محمود بن محمّد بن علی الشيخانيّ القادريّ، ذكره في تإلیفه: «الصراط السويّ في مناقب آل النبيّ» نقلاً عن أحمد، والترمذيّ بصورة إرسال المسلّم، ثمّ قال: ولهذا كان ابن عبّاس يقول: مَنْ أَتَي العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ، وَهُوَ علی رَضِيَ اللَهُ عَنْهُ. ومنهم: عبد الحقّ الدهلويّ المتوفّي سنة 1052، ذكره في «اللَّمَعات في شرح المِشْكَاة»؛ وحكي كلمات كثير من الحفّاظ حول الحديث نفياً وإثباتاً. واختار أخيراً ما ذهب إلیه جمع من متأخّري الحفّاظ من القول بثبوته وحُسْـنِه. وعدّ أيضاً في «مدارج النبوّة» من أسـماء رسـولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم: مَدِينَة العِلْمِ، أخذاً بالحديث. ومنهم: الامير محمّد بن إسماعيل بن صلاح إلیمنيّ الصنعانيّ المتوفّي سنة 1182ه. ذكره في «الروضة النديّة في شرح التحفة العلويّة»؛ وحكم بصحّة الحديث تبعاً للحاكم، وابن جرير، والسيوطيّ. وقال بعد نقل تصحيح المصحّحين وتحسين مَن حسّنه: فظهر لك بطلان دعوي الوضع وصحّة القول بالصحّة، كما اختاره السيوطيّ. وهو قول الحاكم، وابن جرير. ومنهم: عمر بن أحمد الخربوتيّ الحنفيّ في كتاب «عصيدة الشَّهدة في شرح قصيدة البردة». قال في شرح قوله: فاقَ النَّبيِّينَ فِي خَلْقٍ وَفِي خُلُقٍ وَلَمْ يُدَانُـوهُ فِـي عِلْـمٍ وَلاَ كَرَمِ اعلم أنّ بيان علمه ثابت بقوله تعإلی: وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ.[10] وبقوله صلّيالله علیه وآله وسلّم: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا ـالحديث، وغير ذلك. ومنهم: شهاب الدين السيّد محمود عبد الله الآلوسيّ البغداديّ المتوفيّ سنة 1293ه في تفسيره «روح المعاني» يسمّي علیاً علیه السلام بِبَابِ مَدِينَةِ العِلْمِ عند البحث عن رؤية اللوح في ج27، ص3، الطبعة المنيريّة. ومنهم: الشيخ سليمان بن إبراهيم الحسينيّ البلخيّ القندوزيّ المتوفّي سنة 1293ه ذكره بطرق كثيرة في « ينابيع المودّة » ص65 و72 و73 و400 و419 نقلاً عن جمع من الحفّاظ والاعلام تنتهي أسنادهم إلی أميرالمؤمنين علیه السلام، و ابن عبّاس، و جابر بن عبدالله، و حذيفةبن إلیمان، و الحسنبن علیّ، و ابن مسعود، و أنس بن مالك، و عبداللهبن عمر. ومنهم: المولوي حَسَن الزمان، ذكره في «القول المستحسن في فخر الحسن». وعدّ هذا الحديث من الاحاديث المشهورة والصحيحة، وقال: صحّحه جماعة من أئمّة الحديث، كابن معين، والخطيب، وابن جرير، والحاكم، والفيروزآباديّ في «النقد الصحيح». ثمّ قال: واقتصر علی تحسينه العلائيّ، والزركشيّ، وابن حجر، وأقوام أُخر، ردّاً علی ابن الجوزيّ. [11] ثمّ ذكر المرحوم العلاّمة الامينيّ بعد هذا البحث أسماء عشرة من أعلام العامّة الذين نصّوا علی صحّة الحديث، ذكرهم بإيجاز، وهم: يحيي ابنمعين و محمّدبن جرير الطبريّ و الحاكم النيسابوريّ و الخطيب البغداديّ و الحسن السمرقنديّ و مجد الدين الفيروزآباديّ و جلالالدين السيوطيّ و السيّد محمّد البخاريّ و الامير محمّد الصنعانيّ و حَسَن الزمان. ثمّ ذكر عشرة آخرين يظهر من كلامهم اختيار صحّته، وهم: محمّد ابنطلحةالقُرَشيّ و يوسف بن قُزْأُوغلي و صلاحالدين العلائيّ و محمّد الجَزَريّ و محمّد السخاويّ و روزبهان الشيرازيّ و المتّقي الهنديّ و الميرزا محمّد البدخشانيّ و الميرزا محمّد صدر العالم و ثناءالله باني بتي الهنديّ. أحاديث تشابه مضمون الحديث: أنا مدينة العلم وعلیّ بابهاوبعد ذلك بيّن الالفاظ المختلفة التي ورد فيها الحديث بأحد عشر شكلاً كما يأتي: 1 ـ عن الحارث وعاصم، عن علی علیه السلام مرفوعاً: إنَّ اللَهَ خَلَقَنِي وَعلیاً مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ؛ أَنَا أَصْلُهَا، وَعلی فَرْعُهَا، وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ ثَمَرَتُهَا، وَالشِّيعَةُ وَرَقُهَا، فَهَلْ يَخْرُجُ مِنَ الطَّيِّبِ إلاَّ الطيِّبُ؟ أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ المَدِينَةُ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا. وفي لفظ آخر عن حذيفة عن علی علیه السلام: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا: وَلاَ تُؤْتَي البُيُوتُ إلاَّ مِنْ أَبْوَابِهَا. وجاء في لفظ آخر: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَأَنْتَ بَابُهَا! كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَ نَّهُ يَصِلُ إلی المَدِينَةِ إلاَّ مِنْ قِبَلِ البَابِ. وورد في لفظ آخر: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَأَنْتَ بَابُهَا! كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَ نَّهُ يَدْخُلُ المَدِينَةَ بِغَيْرِ البَابِ. قَالَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»! 2 ـ عن ابن عبّاس: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ بَابَهُ «البَابَ». وفي لفظٍ عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس: يَا علی! أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَأَنْتَ بَابُهَا! وَلَنْ تُؤْتَي المَدِينَةُ إلاَّ مِنْ قِبَلِ البَابِ. 3 ـ وروي عن جابر بن عبد الله أ نّه قال: سمعتُ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم يوم الحُدَيْبِيَّةِ، وهو آخذ بِيد علی، يقول: هَذَا أَميرُ البَرَرَةِ، وَقَاتِلُ الفَجَرَةِ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ، مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ. ثمّ مدّ بها صوته فقال: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ. وفي لفظ آخر: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا؛ فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ. وفي كتب الاحاديث أحاديث أُخري أخرجها الاعلام في تإلیفاتهم القيّمة تعاضد صحّة هذا الحديث، منها: 1 ـ أَنَا دَارُ الحِكْمَةِ وَعلیٌّ بَابُهَا. [12] 2 ـ أَنَا دَارُ العِلْمِ وَعلیٌّ بَابُهَا. [13] 3 ـ أَنَا مِيزَانُ العِلْمِ وَعلیٌّ كَفَّتَاهُ.[14] 4 ـ أَنَا مِيزَانُ الحِكْمَةِ وَعلیٌّ لِسَانُهُ.[15] 5 ـ أَنَا المَدِينَةُ وَأَنْتَ البَابُ، وَلاَ يُؤْتَي المَدِينَةُ إلاَّ مِنْ بَابِهَا. [16] 6 ـ وجاء في حديث: فَهُوَ بَابُ «مَدِينَةِ» عِلْمِي. [17] 7 ـ علی أَخِي وَمِنِّي، وَأَنَا مِنْ علیٍّ فَهُوَ بَابُ عِلْمِي وَوَصِيِّي. 8 ـ علی بَابُ عِلْمِي وَمُبَيِّنٌ لاِ مَّتِي مَا أُرْسِلْتُ بِهِ مِنْ بَعْدِي. [18] 9 ـ أَنْتَ بَابُ عِلْمِي. قاله رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم لعلی علیه السـلام في حديـث أخـرجه الخركوشـيّ وأبو نعيـم والديلمـيّ والخوارزميّ وأبو العلاء الهمدانيّ، وأبو حامد الصالحات وأبوعبدالله الكنجيّ والسيّد شهاب الدين صاحب «توضيح الدلائل»، والقندوزيّ. 10 ـ يَا أُمَّ سَلَمَةَ اشْهَدِي وَاسْمَعِي! هَذَا علی أَمِيرُالمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدُ المُسْلِمِينَ، وَعَيْبَةُ عِلْمِي «وِعَاءُ عِلْمِي» وَبَابِيَ الَّذِي أُوتَي مِنْهُ. أخرجه أبو نعيم، و الخوارزميّ في « المناقب »، و الرافعيّ في « التدوين »، و الكنجيّ في « المناقب »، و الحمّوئيّ في « فرائد السِّمطين »، و حسام الدين المحلّي، و شهاب الدين في « توضيح الدلائل »، و الشيخ محمّد الحنفيّ في شرح « الجامع الصغير ». وقال في حاشية « شرح العزيزيّ » ج2، ص417: حديث العَيْبَة، أي: وعاء علمي الحافظ له، فإنّ النبيّ مدينة العلم، ولذا كانت الصحابة تحتاج إلی علیّبن أبي طالب في تلك المشكلات. ولذا كان يسأله معاوية في زمن الواقعة عن المشكلات، فيجيبه. فيقول له أصحابه: مَا لَكَ تُجِيبُ عَدُوّنَا؟ فَيَقُولُ: أَمَا يَكْفِيكُمْ أَ نَّهُ يَحْتَاجُ إلینَا؟ ووقع لعلی فكّ مشكلات مع عمر، فقال عمر: مَا أَبْقَانِيَ اللَهُ إلی أَنْ أُدْرِكَ قَوْماً لَيْسَ فِيهِمْ أَبُو الحَسَنِ. أو كما قال في حاشية « شرح العزيزيّ » أيضاً: كان عمر يطلب أن لايعيش بعده؛ ثمّ ذكر قضايا منها: حديث اللطم،[19] وحديث أمر عمر برجم زانية؛[20] وقال عمر في ذلك كلّه: لَولاَ علیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ. وقال المناويّ في « فيض القدير » ج 4، ص 356: علیٌّ عَيْبةُ عِلْمِي. أي: مظنَّة استفصاحي وخاصّتي، وموضع سرّي، ومعدن نفائسي، إذ إنّ العيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه. قال ابن دريد: وهذا من كلام رسولالله الموجز الذي لميسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاص علیّ بأُموره الباطنة التي لايطّلع علیه أحد غيره. وذلك غاية في مدح علیّ. وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية علی اعتقاد تعظيمه، وفي شرح «الهمزيّة»: إنّ معاوية كان يرسل من يسأل علیاً من المشكلات فيجيبه. فقال أحد بنيه: تجيب عدوّك؟ قال: أَمَا يَكْفِينَا أَنِ احْتَاجَنَا وَسَأَلَنَا؟ 11 ـ أَنَا مَدِينَةُ الفِقْهِ وَعلی بَابُهَا. ذكره أبو المظفّر سبط ابن الجوزيّ في «التذكرة» ص29. وأخرجه ابنبطّة العكبريّ بإسناده عن سَلَمة بن كهيل، عن عبدالرحمن، عن علیّ، وأخرجه أيضاً أبو الحسن علی بن محمّد الشهير بابن عِرَاق في «تنزيه الشريعة». [21] إصرار الحاكم في «المستدرك» علی صحّة الحديث المذكورأبو الصلت الهرويّ من كبار المشايخ الثقاتأجل، ومن الذين أصرّوا علی صحّة هذا الحديث: الحاكم في « المستدرك ». وننقل فيما يأتي كلامه نصّاً لئلاّ تبقي شبهة عالقة في أذهان القرّاء؛ قال الحاكم: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب،[22] قال: حدّثنا محمّدبن عبدالرحيم بالرملة، قال: حدّثنا أبوالصَّلْت عبدالسلام بن صالح، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الاعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس رضيالله عنه قال: قال رسولالله صلّي الله علیه وآله: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلیٌّ بَابُهَا. فَمَنْ أَرَادَ المَدِينَةَ فَلْيَأْتِ البَابَ. هذا حديث صحيح الإسناد؛ ولم يخرجه الشيخان: البخاريّ ومسلم. و أبو الصُّلَت ثقة مأمون؛ فإنّي سمعت أبا العبّاس محمّدبن يعقوب ( راوي الحديث ) في ذلك التأريخ يقول: سمعت العبّاسبن محمّد الدَّوْريّ يقول: سألت يحييبن مُعِين عن أبي الصلت الهرويّ فقال: ثقة. فقلت له: إلیس قد حدّث عن أبي معاوية، عن الاعمش حديث أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ؟ قال: قد حدّث به محمّد بن جعفر الفيديّ، وهو ثقة مأمون. وسمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القبّانيّ فقيه عصره ببخاري يقول: سمعت صالحبن محمّد بن حبيب الحافظ يقول، وقد سئل عن أبيالصلت: دخل يحييبن معين ونحن معه علی أبي الصلت، فسلّم علیه. فلمّا خرج، تبعته فقلت له: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟ فقال: هُوَ صَدُوقٌ. فقلت له: إنّه يروي حديث الاعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، عن رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلیٌّ بَابُهَا. فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا. قال: قد روي هذا الفيديّ أيضاً عن أبي معاوية، عن الاعمش، كما رواه أبوالصَّلْت. ثمّ ذكر الحاكم حديثاً آخر بسند آخر فقال: حدّثنا بصحّة ما ذكره الإمام أبو زكريّا، فقال: حدّثنا يحييبن معين، قال: حدّثنا أبوالحسين محمّد بن أحمد بن تميم القنطريّ، قال حدّثنا الحسينبن فهم، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي بن الضريس، قال: حدّثنا محمّدبن جعفر الفيديّ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الاعمش، عن مجاهد، عن ابنعبّاس رضيالله عنهما، قال: قال رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلیٌّ بَابُهَا. فَمَنْ أَرَادَ المَدِينَةَ فَلْيَأْتِ البَابَ. قال الحسين بن فهم: هذا الحديث حدّثناه أبوالصلت الهرويّ، عن أبي معاوية. قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم أنّ الحسينبن فهمبن عبدالرحمن ثقة مأمون حافظ. ثمّ قال: ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوريّ بإسناد صحيح: حدّثني أبوبكر محمّد بن علی الفقيه الإمام الشاشيّ القفّال ببخاري عندما سألته، قال: حدّثني النعمان بن هارون البَلَديّ ببلد من أصل كتابه، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحرّانيّ، قال: حدّثنا عبدالرزّاق، قال: حدّثنا سفيان الثوريّ عن عبد الله بن عثمانبن خُثَيم، عن عبدالرحمنبن عثمان التيميّ، قال: سمعت جابر بن عبدالله يقول: سمعت رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم يقول: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلیٌّ بَابُهَا؛ فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ. [23] وذكر الخطيب البغداديّ في « تاريخ بغداد » مطالب في ترجمة عبدالسلامبن صالح بن سليمان: أبي الصلت الهرويّ، ننقل فيما يأتي موجزاً منها ممّا يرتبط بموضوعنا هذا: روي عن أحمد بن سيّار بن أيّوب يقول: أبو الصلت عبدالسلامبن صالح الهرويّ ذكر لنا أ نّه من موإلی[24] عبد الرحمن بن سمرة. وقد لقي الناس وجالسهم، ورحل في الحديث. وكان صاحب قشافة ] معيشته في ضيق، ولباسه مندرس، ووضعه مشوَّش [ وهو من آحاد المعدودين في الزهد. قدم مرو أيّام المأمون، يريد التوجّه إلی الغزو. فأُدخل علی المأمون؛ فلمّا سمع كلامه، جعله من الخاصّة من إخوانه، وحبسه عنده إلی أن خرج معه إلی الغزو. فلم يزل عنده مكرّماً إلی أن أراد إظهار كلام جَهْم والقول بخلق القرآن. وجمع بينه وبين بِشْر المَرِيسيّ، وسأله أن يكلّمه. وكان أبو الصلت يردّ علی أهل الاهواء من المُرْجِئَة، و الجَهْمِيَّة، و الزنادقة، و القَدَرَيَّة. وكلّم بشر المريسيّ غير مرّة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام؛ كلّ ذلك كان الظفر له؛ وكان يعرف بكلام الشيعة. وكان يروي أحاديث في مثالب بعض الصحابة والطعن علیهم. وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الاحاديث، وهي أحاديث مرويّة نحو ما جاء في أبي موسي، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت. قلتُ: فتكره كتابتها وروايتها، والرواية عمّن يرويها؟! فقال: أمّا من يرويها علی طريق المعرفة، فلا أكره ذلك. وأمّا من يرويها ديانة ويريد عيب القوم، فإنّي لا أروي الرواية عنه. أخبرنا محمّد بن القاسم النِّرسِيّ، أخبرنا محمّد بن عبدالله الشافعيّ، حَدّثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربيّ، حدّثنا عبدالسلامبن صالح ـأبوالصلت الهرويّـ حدّثنا أبو معاوية، عن الاعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: قال رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا. وروي عن أبي بكر أحمـد بن محمّـد بن الحجّـاج المـروزيّ أنّ أباعبدالله سئل عن أبي الصلت، فقال: رَوَي أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ. ذنب أبي الصلت عند مشايخ العامّة تشيّعهوعن عمر بن الحسن بن علی بن مالك أ نّه سمع أباه يقول: سألت يحييبن معين عن أبي الصلت الهرويّ، فقال: ثِقَةٌ صَدُوقٌ إلاَّ أَ نَّهُ يَتَشَيَّعُ. وعن عبد الله بن الجنيد، قال: سألت يحيي بن معين عن أبي الصلت الهرويّ، فقال: قَدْ سَمِعَ وَمَا أَعْرَفُهُ بِالكِذْبِ. وقال مرّة أُخري: سمعت يحيي بن مُعين ـ وذكر أبا الصلت الهرويّ ـ فقال: لَمْ يَكُنْ أَبُو الصَّلْتِ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الكِذْبِ؛ وَهَذِهِ الاَحَادِيثُ الَّتِي يَروِيها مَا نَعْرِفَهَا. وروي عن القاسم بن عبد الرحمن الانباريّ أ نّه قال: حدّثنا أبوالصلت الهرويّ، حدّثنا أبو معاوية، عن الاعمش، عن مجاهد، عن ابنعبّاس، قال: قال رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ بَابَهُ، قال القاسم: سألت يحييبن معين عن هذا الحديث فقال: هو صحيح. وهنا قال الخطيب: أقول: أراد أ نّه صحيح من حديث أبي معاوية، وليسبباطل، إذ رواه غير واحد عنه. وقال محمّد بن علی المُقري: أخبرنا محمّد بن عبدالله النيسابوريّ، قال: سمعت أبا العباّس محمّد بن يعقوب الاصمّ يقول: سمعت العبّاسبن محمّد الدوريّ يقول: سمعت يحيي بن معين يوثق أبا الصلت الهرويّ عبدالسلامبن صالح. فقلت ـ أو قيل له ـ إنّه حدّث عن أبي معاوية، عن الاعمش حديث: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا! فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟! إلیس قد حدّث به محمّدبن جعفر الفيديّ عن أبي معاوية هذا، أو نحوه؟! وجاء عن محمّد بن القاسم بن محرز أ نّه سأل يحييبن مُعين عن أبيالصَّلْت عبدالسلام بن صالح الهرويّ. فقال: لَيْسَ مِمَّنْ يَكْذِبُ. فقيل له في حديث أبي معاوية، عن الاعمـش، عن مجاهـد، عن ابنعبّاس: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا. فقال: هو من حديث أبيمعاوية. أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً، ثمّ كفّ عنه. وكان أبوالصلت رجلاً موسراً؛ يكرّم المشايخ، ويطلب هذه الاحاديث، وكانوا يحدّثونه بها. وعن عبد المؤمن بن خلف النَّسَفِيّ قال: سألت أبا علی صالحبن محمّد عن أبي الصلت الهرويّ، فقال: رأيتُ يحيي بن معين يحسن القول فيه. ورأيت يحييبن معين عند أبي الصلت وسئل عن هذا الحديث الذي روي عن أبي معاوية في علی: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا، فقال: رواه أيضاً الفيديّ! قلت: ما اسمه؟ قال: محمّدبن جعفر! وهنا قال الخطيب أيضاً: أقول: وقد ضعّف جماعة من أئمّة الحديث ( العامّة وأهل السنّة ) أبا الصلت، وتكلمّوا فيه بغير هذا الحديث. وعن إبراهيمبن يعقوب الجوزجانيّ قال: كَانَ أَبُو الصَّلْتِ الهَرَويّ زَائِغاً عَنِ الحَقِّ، مَائلاً عَنِ القَصْدِ، سَمِعْتُ مَنْ حَدَّثَنِي عَنْ بَعْضِ الاَئِمَّةِ أَ نَّهُ قَالَ فِيهِ: هُوَ أَكْذَبُ مِنْ رَوْثِ حِمَارِ الدَّجَّالِ وَكَانَ قَدِيمَاً مُتَلَوِّثاً بِالاقْذَارِ. وعن زكريّا بن يحيي الساجيّ قال: أبو الصلت الهرويّ يحدّث بمناكير، وهو عند مشايخ السنّة ضعيف. وأخبرني البرقانيّ قال: ذُكر أبو الصلت عبد السلامبن صالح الهرويّ عند أبيالحسن الدارقطنيّ. فقال أبو الحسن ـوأنا أسمعـ كَانَ خَبيثاً رَافِضِيَّاً. وقال لي دعلج: إنّه سمع أبا سعد الزاهد الهرويّ، وقيل له: ما تقول في عبدالسلامبن صالح؟ فقال: نعيم بن الهيصم ثقة. فقيل له: إنّما سألناك عن عبدالسلامبن صالح! فقال: نعيم ثقة؛ لميزد علی هذا. وحكي لنا أبو الحسن أ نّه سمعه يقول: كَلْبٌ لِلعَلَويَّةِ خَيْرٌ مِنْ جَمِيعِ بَنِي أُمَيَّةَ؛ فِقِيلَ: فِيهِمْ عُثْمَانُ؟ فَقَالَ: فِيهِمْ عُثْمَانُ! ومات عبد السلام أبو الصلت يوم الاربعاء ] يوم الرابع والعشرين [ من شوّال سنة 236ه. [25] ونقل السيوطيّ عن خطّ الحافظ صلاح الدين العلائيّ في جواب الاحاديث التي تعقّبها سراج الدين القزوينيّ علی «مصابيح البغويّ»، وادّعي أ نّها موضوعة وأنّ منها حديث: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا وقد ذكره أبوالفرجبن الجوزيّ في الموضوعات من طرق عدّة، وجزم ببطلان الكلّ. وكذلك تبعه بعده جماعة منهم الذهبيّ في « ميزان الاعتدال » وغيره. [26] ارجاعات [1] ـ رواه «كنز العمّال» ج 15، ص 129، طبعة حيدرآباد، في مسند عليّ عن الترمذيّ، وابن جرير، وكلاهما رواه عن إسماعيل بن موسي، عن محمّد بن عمر الروميّ، عن شريك، عن سَلَمَةبن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابجيّ، عن عليّ عليه السلام. [2] ـ «تذكرة خواصّ الاُ مّة» ص 29. [3] ـ «اللآلي المصنوعة» ج 1، ص 329، طبعة بيروت. [4] ـ «اللآلي المصنوعة» ج 1، ص 335؛ وأخرجه في «كنز العمّال» ج 6، ص 156، الطبعة الاُولي، عن الديلميّ، عن أبي ذرّ الغفاريّ؛ ورواه أيضاً مؤلّف «كشف الخفاء» ج 1، ص 204. [5] ـ «الغدير» ج 3، ص 92 إلي 101؛ وفي ج 6، ص 58 إلي 355؛ وفي ج 7، ص 197 إلي 199. [6] ـ أبو عبد الله شمس الدين محمّد بن أحمد بن عليّ الهواريّ المالكيّ الاندلسيّ النحويّ المعروف بابن جابر الاعمي، من أهل المريّة. ولد سنة 698، وتوفّي سنة 780. هو أحد رجالات الشعر والادب والسيرة والتأريخ والنحو والحديث. جاءت ترجمته وتفصيل تعلّمه وكتبه المصنّفة في كتاب «الغدير» ج 6، ص 350 فما بعدها. [7] ـ «الغدير»، ج 6، ص 58. [8] ـ ابن الفارض من عرفاء الإسلام الشامخين. عاش في القرن السابع الهجريّ معاصراً لمحيي الدينبن عربي، وكان تلميذه. له ديوان في المعارف الإسلاميّة والسير والسلوك والمقامات الروحانيّة والكمالات الإنسانيّة. وليس لتأئيّته مثيل بين القصائد العربيّة. وعلي ديوانه شروح كثيرة، منها: شرح الشيخين: حسن البورينيّ وعبد الغني النابلسيّ، المطبوع. وخُصّت تائيّته الكبري المعروفة بـ«نظم السلوك» بشروح معيّنة. منها: شرح الملاّ عبدالرزّاق القاسانيّ وعنوانه «كشف الوجوه الحرّ لمعاني نظم الدُّرّ» كما في «كشف الظنون» باب التاء «التائية في التصوّف». وثمّة شرح آخر بعنوان «كشف الوجوه الغُرّ لمعاني الدُّرّ» للشيخ شرفالدين داودبن محمود القيصريّ، وليس للملاّ عبد الرزّاق كما ذهب البعض إلي ذلك. بَيدَ أنّ العنوان المطبوع في مقدّمة كتاب «شرح التائيّة» للملاّ عبدالرزّاق ص 8 هو: «كشف الوجوه الغُرّ لمعاني نظم الدرّ». وهذا سهو. ومنها: شرحان لابي عبدالله محمّدبن أحمدبن محمّد المعروف والمشتهر بسعيد الدين الفرغانيّ، أحدهما عربي وعنوانه: «منتهي المدارك» والآخر فارسيّ وعنوانه: «مَشارق الدراري»، وجميع هذه الشروح مطبوعة. [9] ـ شرف الدين أبو عبد الله محمّد بن سعيد الدِّلاصيّ المصريّ البوصيريّ المتوفّي سنة 694 ه. وهو من أعلام الشعراء في عصره؛ تبدأ ميميّته بقوله: أَمِـنْ تَـذَكُّـرِ جِـيـرانٍ بِـذِي سَـلَمٍ مَزَجْـتَ دَمْعـاً جَـرَي مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ أَمْ هَـبَّـت الرِّيـحُ تَـلـقــاءِ كَاظِـمَـةٍ وَأَوْمَضَ البَرْقُ فِي الظَّلْمَاءِ مِنْ إضَمِ وهي من القصائد المشهورة القليلة المثيل في مدح رسول الله خاتم النبيّين؛ وعليها شرح مفيد طبع في مجموعة واحدة مع المعلّقات السبع. [10] ـ الآية 113، من السورة 4: النساء: وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ و لَهَمَّت طَّآنءِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلآ أنفُسَهُم وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَهُ عَلَيكَ الْكِتَـ'بَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضلُ اللَهُ عَلَيْكَ عَظِيمًا. [11] ـ منتخب من «الغدير» ج 6، ص 58 إلي 81. [12] ـ أخرجه الترمذيّ في جامعه الصحيح ج 2 ص 214؛ وأبو نعيم في «حلية الاولياء» ج 1، ص 64؛ والبغويّ في «مصابيح السنّة» ج 2 ص 275؛ وجمع آخر تربو عدّتهم علي ستّين من الحفّاظ وأئمّة الحديث. (نقلنا هذه التعليقة والتعليقات الستّ القادمة من كتاب «الغدير»). [13] ـ أخرجه البغويّ في «مصابيح السنّة»؛ كما ذكره الطبريّ في «ذخائر العقبي» ص 77؛ وآخرون. [14] ـ أخرجه الديلميّ في «فردوس الاخبار» مسنداً عن ابن عبّاس مرفوعاً، وتبعه جمع، ونقلوه عنه كالعجلونيّ في «كشف الخفاء» ج 1، ص 204، وغيره. [15] ـ ذكره الغزّاليّ في «الرسالة العقليّة»؛ وحكاه عنه الميبديّ في شرح «الديوان المنسوب إلي أميرالمؤمنين عليه السلام». [16] ـ أخرجه أبو محمّد العاصميّ في كتابه «زين الفتي في شرح سورة هل أتي». [17] ـ أخرجه الفقيه ابن المغازليّ؛ وكذلك أبو المؤيّد الخوارزميّ؛ وذكره القندوزيّ في «ينابيع المودّة» ص 71. [18] ـ «كنز العمّال» ج 6، ص 156؛ وذكره السيوطيّ في كتاب «القول الجليّ في فضائل عليّ» في الحديث 38. [19] ـ روي أبو جعفر أحمد محبّ الدين الطبريّ في كتاب «الرياض النضرة في مناقب العشرة» ج 3، ص 210، طبعة مكتبة اللبندة بمصر، تحقيق وتعليق الشيخ محمّدمصطفي أبوالعلاء، روي عن محمّد بن زياد أ نّه قال: كان عمر حاجّاً، فجاءه رجل قد لطمت عينه. فقال عمر: من لطم عينك؟ قال: عليّبن أبي طالب. فقال: لقد وقعت عليك عين الله. ولم يسأل ما جري منه ولِمَ لطمه. فجاء عليّ والرجل عند عمر. فقال عليّ: هذا الرجل رأيته يطوف وهو ينظر إلي الحرم في الطواف. فقال عمر (لعليّ): لقد نظرت بنور الله! وفي رواية (أُخري) كان عمر يطوف بالبيت، وعليّ يطوف أمامه، إذ عرض رجل لعمر، فقال: يا أميرالمؤمنين! خذ حقّي من عليّ بن أبي طالب! قال عمر: وما باله؟ قال: لطم عيني. قـال (الراوي): فوقف عمـر حتّي لحـق به عليّ. فقـال: ألطمتَ عين هـذا يا أباالحسن!؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين! قال: ولِمَ؟ قال: لا نّي رأيته يتأمّل حرم المؤمنين في الطواف. فقال عمر: أحسنتَ يا أبا الحسن. ثمّ أقبل (عمر) علي الرجل فقال: وقعت عليك عين من عيون الله عزّ وجلّ، فلا حقّ لك! فقال: وبينما كان عمر يقلب (وجه عليّ نحو جهة الطواف)، قال: من جواهر الله وليٌّ من أولياء الله. [20] ـ ستأتي هذه القصّة في دروس أُخري. [21] ـ «الغدير» ج 6، ص 78 إلي 81. [22] ـ جاء في «الاعلام» للزركليّ، ج 8، ص 17: محمّد بن يعقوب بن معقلبن سنان، الامويّ بالولاء. من أهل نيسـابور. كنيته أبو العبّاس الاصم. ولد سـنة 247 ه وتوفّي سنة 346 ه. مات بنيسابور. رحل رِحلة واسعة فأخذ عن رجال الحديث بمكّة ومصر ودمشق والموصل والكوفة وبغداد. أُصيب بالصمم بعد إيابه. قال ابن الجوزيّ: كان يورّق ويأكل من كسـب يده. وحدّث سـتّاً وسبعين سنة. سمع منه الآباء والابناء والاحفاد. وقال ابنالاثير: كان ثقة أميناً. [23] ـ «المستدرك علي الصحيحين في الحديث» للحافظ الكبير أبي عبدالله محمّد ابن عبدالله المعروف بالحاكم النيسابوريّ المتوفّي في صفر 405 ه، ج 3، ص 126 و 127؛ و«اللآلي المصنوعة» ج 1، ص 331، الطبعة الثانية، 1395 ه. [24] ـ أي: من عبيده، لانّ المولي إذا نسب إلي شخص فهو عبده كمولي عليّ، ومولي الحسن، وقال المحدّث النوريّ في كتاب «لؤلؤ ومرجان در شرط پلة أوّل ودوّم منبر روضه خوانان» (=اللؤلؤ والمرجان في شرط ارتقاء الدرجتين الاُولتين للمنبر الحسينيّ) ص 165: إذا نسبوا المولي إلي قبيلة من القبائل كقولهم: مولي بني أسد، ومولي الازد، ومولي ثقيف، فإنّهم يريدون به أحد معنيين: 1 ـ الحليف. 2 ـ المهاجر والنزيل علي تلك القبيلة. ويتّفق أهل اللغة كافّة علي هذا المعني. ولهذا لمّا ورد في تأريخ الإمام الحسين عليه السلام أنّ عابسبن شبيب الشاكريّ قدم كربلاء، مع شوذب مولي شاكر، وقُتِلا فيها، فلايعني هذا أنّ شوذباً كان عبداً لشاكر، إذ إنّ شاكراً قبيلة في اليمن من هَمْدان، أولاد شاكربن ربيعةبن مالك، وكان عابس من تلك القبيلة، وشوذب مولي شاكر، إمّا كان حليفاً لشاكر أو نزيلاً عندها، فلهذا توجّه الاثنان إلي كربلاء وتشرّفا بالشهادة؛ فلايعني إذن أنّ شوذباً كان عبداً لعابس، ولعلّ منزلته تفوق منزلة عابس، إذ قيل في حقّه: وَكَانَ مُتَقدِّماً فِي الشِّيعَةِ. وأمّا إذا نُسب المولي إلي شخص، فقيل مثلاً: مولي زيد، فهو يعني: عبده. ولميرد في التأريخ أنّ شوذباً مولي لعابس، بل مولي لشاكر (القبيلة). [25] ـ «تاريخ بغداد» ج 11، ص 46 إلي 51. وذكر السيوطيّ بعض ما نقلناه عن الخطيب في «اللآلي المصنوعة» ج 1، ص 331 و 332؛ وكذلك ذكره ابن حجر العسقلانيّ في «تهذيب التهذيب» ج 6، ص 319 إلي 322 في ترجمة أبي الصلت الهرويّ. [26] ـ «تلخيص المستدرك» ج 3، ص 127. مطبوع في ذيل «المستدرك».
|
|
|