|
|
الصفحة السابقةاستدلال قُدامة علی حلّيّة الخمر للمؤمن، وقبول عمروقال الفضل بن شاذان في احتجاجه علی العامّة أيضاً: ورويتم أ نّه أُوتيَ بقُدَامَةبن مَظْعُون، [1] وقد شرب الخمر، فأمر عمر بجلده، فقال ] له [ قدامة: يا أميرالمومنين! ليس علیّ جلد. إنّما أنا من أهل هذه الآية: لَيْسَعلی الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـ'لِحَـ'تِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُو´ا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـ'لِحَـ'تِ ثُمَّ اتَّقُوا وَّءَامَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. [2] فأراد عمر تركه، فقال علیّ علیه السلام: إنّ أهل هذه الآية لايأكلون ولايشربون إلاّ ما أحلّ الله لهم؛ وهم إخواننا الماضون. فإن أقام علی أ نّها حلال، فاقتله. وإن أقرّ أ نّها حرام، فاجلده. قال عمر: وكم جلدةً؟! قال علیّ علیه السلام: إنّ الشارب إذا شرب، سكر. وإذا سكر هذي. وإذا هذي افتري. فاجلده حَدَّ المُفْتَرِي! قال: فجلد ثمانين جلدة. [3] وقال الشيخ المفيد في « الإرشاد »، وابن شهرآشوب في « المناقب »: نقل العامّة والخاصّة شرب قدامة بن مظعون الخمر، واستدلاله بالآية الكريمة: نَفي الجُنَاح، وتبرئة عمر إيّاه. وقالوا: لمّا بلغ ذلك أميرالمؤمنين علیه السلام، مشي إلی عمر، فقال له: لِمَ تركت إقامة الحدّ علی قُدامة في شرب الخمر؟! فقال: إنّه تلا علیَّ الآية، وتلاها عمر. فقال له أميرالمؤمنين علیه السلام: لَيْسَ قُدَامَةُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيةِ، وَلاَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُ فِي ارْتِكَابِ مَا حَرَّمَ اللَهُ، إنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَيَسْتَحِلُّونَ حَرَاماً. فاردد قُدامةَ، واستتبه ممّا قال! فإن تاب، فأقم علیه الحدّ. وإن لم يتب فاقتله! فقد خرج عن الملّة! فاستيقظ عمر لذلك، وعرّف قدامة الخبر. فأظهر التوبة والإقلاع. فأدرأ عمر عنه القتل. ولم يدر كيف يحدّه، فقال لاميرالمومنين علیه السلام: أَشِرْ علیَّ فِي حَدِّهِ. فقال أمير المؤمنين علیه السلام: حدّه ثمانين. إنّ شارب الخمر إذا شربها سكر، وإذا سكر هذي، وإذا هذي افتري. فجلده عمر ثمانين، وصار إلی قوله في ذلك. [4] وروي المجلسيّ هذه القضيّة في « بحار الانوار » بنفس الالفاظ التي ذكرناها، وذلك عن « المناقب » لابن شهرآشوب و « بشارة المصطفي » للطبريّ، ثمّ رواها باختلاف يسير عن « الكافي » للكلينيّ، عن علیّبن إبراهيم، عن محمّدبن عيسي، عن يونس، عن عبدالله بن سنان، عن الإمام الصادق علیه السلام. [5] وعدّ ذلك من مطاعن عمر، وجعلها الطعن التاسع من مطاعنه. [6] دية الجنين وقطع رأس الميّت بعد الموتومن قضاء أمير المؤمنين علیه السلام: حكمه بأربعين ديناراً دية للجنين الذي كان علقة في بطن أُمّه. ذكر الشيخ المفيد في « الإرشاد » أنّ رجلاً ضرب امرأة، فألقت علقة. فقضي أميرالمؤمنين علیه السلام أنّ علیه ديتها أربعين ديناراً. وتلا قوله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَـ'نَ مِن سُلَـ'لَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَـ'هُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَـ'مًا فَكَسَوْنَا الْعِظَـ'مَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَـ'هُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَهُ أَحْسَنُ الْخَـ'لِقِينَ. [7] ثمّ قال علیه السلام: في النطفة عشرون ديناراً؛ وفي العلقة أربعون ديناراً؛ وفي المضغة ستّون ديناراً؛ وفي العظم قبل أن يستوي خلقاً ثمانون ديناراً؛ وفي الصورة قبل أن تلجها الروح مائة دينار. فإذا ولجتها الروح كان فيها ألف دينار. ( دية إنسان كامل ). وقال الشـيخ المفيد بعد نقل هذا الحكم: فهذا طـرف من قضايا أميرالمؤمنين علیه السلام وأحكامه الغريبة التي لم يقض بها أحد قبله؛ ولاعرفها من العامّة والخاصّة أحد إلاّ عنه. واتّفقت عترته علی العمل بها؛ ولو مُني غيره بالقول فيها، لظهر عجزه عن الحقّ في ذلك كما ظهر فيما هو أوضح منه.[8] ولعلّ مراد الشيخ المفيد من عمل عترة أمير المؤمنين علیه السلام بهذا النهج هو الروايات المأثورة عن الائمّة الطاهرين سلام الله علیهم أجمعين في دية الجنين خلال مراحله المختلفة إذ عيّنوها علی هذا المنوال. منها: رواية رواها الكلينيّ بسنده المتّصل عن سعيدبن المسيّب، عن علیّبن الحسين علیه السلام. وتعيّن فيها أنّ حدّ النطفة أربعون يوماً في الرحم، وحدّ العلقة ثمانون يوماً، وحدّ المضغة مائة وعشرون يوماً. [9] ومنها رواية رواها الكلينيّ، والشيخ الطوسيّ عن علیّبن إبراهيم عن أبيه، عن الحسنبن موسي، عن محمّد بن الصباح، عن بعض أصحابنا، قال: أتي الربيع أبا جعفر المنصور ـوهو خليفةـ في الطواف فقال له: يا أمير المؤمنين! مات فلان مولاك البارحة، فقطع فلان مولاك رأسه بعد موته! فاستشاط ] المنصور [ وغضب، قال: فقال لابن شِبْرَمة وابن أَبيلَيْلَي وعدّة معه من القضاة والفقهاء: ما تقولون في هذا؟! فكلٌّ قال: ما عندنا في هذا شيء! فجعل ] المنصور [ يردّد المسألة في هذا، ويقول: أقتله أم لا؟! فقالوا: ما عندنا في هذا شيء! فقال له بعضهم: قد قدم رجل الساعة. فإن كان عند أحد شيء، فعنده الجواب في هذا، وهو جعفر بن محمّد؛ وقد دخل المَسعَي! فقال ] المنصور [ للربيع: اذهب إلیه فقل له: لولا معرفتنا بشغل ما أنت فيه ( السعي بين الصفا والمروة ) لسألناك أن تأتينا، ولكن أجبنا في كذا وكذا! فأتاه الربيع، وهو علی المروة، فأبلغه الرسالة. فقال له أبو عبد الله علیه السلام: قد تري شغل ما أنا فيه. وقبلك الفقهاء والعلماء فسلهم! قال فقال له: قد سألهم ] المنصور [ ولم يكن عندهم فيه شيء! فردّه ] الإمام علیه السلام [ إلی المنصور. فقال ] الربيع [: أسألك إلاّ أجبتنا فيه فليس عند القوم في هذا شيء! فقال له أبو عبد الله علیه السلام: حتّي أفرغ ممّا أنا فيه! ولمّا فرغ، جاء فجلس في جانب المسجد الحرام. فقال للربيع: اذهب فقل له: علیه مائة دينار! فأبلغه ذلك. فقال له: فسله كيف صار علیه مائة دينار؟ فقال أبو عبد الله علیه السلام: في النطفة عشرون. وفي العلقة عشرون، وفي المضغة عشرون، وفي العظم عشرون، وفي اللحم عشرون، ثُمَّ أَنشأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ. وهذا هو ميّت بمنزلته قبل أن ينفخ فيه الروح في بطن أُمّه جنيناً. فرجع ] الربيع [، فأخبره بالجواب، فأعجب الفقهاء ذلك، وقالوا ] للربيع [: ارجع إلیه فسله الدنانير لمن هي، لورثته أم لا؟! فقال أبو عبد الله علیه السلام: ليس لورثته فيها شيء، إنّما هذا شيء أُتي إلیه في بدنه بعد موته يُحَجُّ بها عنه، أو يُتَصَدَّقُ بها عنه، أو تصير في سبيل من سبل الخير. قال الراوي: فزعم الرجل أ نّهم ردّوا الرسول إلیه، فأجاب فيها أبوعبدالله علیه السلام بستّ وثلاثين مسألة، ولميحفظ الرجل إلاّ قدر هذا الجواب. [10] حول حلي مكّة المكرّمة وحكم أمير المؤمنين علیه السلام بإبقائهاومن قضايا الإمام أمير المؤمنين علیه السلام: حكمه بإبقاء الحلي التي كانت قد جمعت في بيت الله، وكان عمر يقول، وكذلك قيل له: ما تصنع الكعبة بالحلي؟ لو تصرف في تجهيز الجيوش. فاستشار عمر الإمام، فمنعه من ذلك. ذكر ذلك الشريف الرضي في حِكَم « نهج البلاغة » فقال: وَرُوِيَ أَ نَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ حَلْيُ الكَعْبَةِ [11] وَكَثْرَتُهُ؛ فَقَالَ قَوْمٌ: لَوْ أَخَذْتَهُ فَجَهَّزْتَ بِهِ جُيُوشَ المُسْلِمِينَ كَانَ أَعْظَمَ لِلاْجْرِ؛ وَمَا تَصْنَعُ الكَعْبَةُ بِالحَلْيِ؟! فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ وَسَأَلَ أَمِيرَالمُؤْمِنِينَ علیهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ علیهِ السَّلاَمُ: إنَّ القُرآنَ أُنْزِلَ علی النَبِيِّ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَالاَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ: أَمْوَالُ المُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الوَرَثَةِ فِي الفَرَائِضِ؛ وَالفَيءُ فَقَسَّمَهُ علی مُسْتَحَقِّيهِ؛ وَالخُمْسُ فَوَضَعَهُ اللَهُ حَيْثُ وَضَعَهُ؛ وَالصَّدَقَاتُ فَجَعَلَها اللَهُ حَيْثُ جَعَلَهَا. وَكَانَ حَلْيُ الكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمِئِذٍ؛ فَتَرَكَهُ اللَهُ علی حَالِهِ؛ وَلَمْيَتْرُكْهُ نِسْيَاناً، وَلَمْيَخْفَ علیهِ مَكَاناً، فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللَهُ وَرَسُولُهُ! فَقَالَ عُمَرُ: لَوْلاَكَ لاَفَتْضَحْنَا، وَتَرَكَ الحَلِيَ بِحَالِهِ.[12] وذكر ابن شهرآشوب عين هذا الموضوع في مناقبه. [13] كما ذكره بهذه الالفاظ المولي مير محمّد قلي الهنديّ النيسابوريّ والد المير حامد حسين الهنديّ في كتاب « تشييد المطاعن » عن الباب الخامس والسبعين من كتاب «ربيع الابرار» للزمخشريّ. وذكره أيضاً البخاريّ في صحيحه، في باب كِسْوَةُ الكَعْبَةِ من كتاب الحجّ، وكذلك في كتاب « الاعتصام »؛ ولكنّه لفرط نصبه العداء لاهل البيت، نسب ذلك إلی شيبة بن عثمان، وصرفه عن أمير المؤمنين علیه السلام. [14] ونقله ابن أبي الحديد في « شرح نهج البلاغة » وذكر بعده وجهين لتأييد مضمون الحديث وصحّة الاستدلال به. أحدهما: أن يقال: أصل الاشياء الحظر والتحريم. فلايجوز التصرّف في شيء من الاموال والمنافع إلاّ بإذن شرعيّ. ولميوجد إذن شرعيّ في حلي الكعبة فَبقينا فيه علی حكم الاصل ] وهو الحظر والتحريم [. الوجه الثاني: أن يقال: حلي الكعبة مال مختصّ بالكعبة هو جار مجري ستور الكعبة، ومجري باب الكعبة. فكما لايجوز التصرّف في ستور الكعبة وبابها إلاّ بنصّ ] شرعيّ [، فكذلك حلي الكعبة. والجامع بينهما الاختصاص الجاعل كلّ واحد من ذلك كالجزء من الكعبة. فعلی هذا الوجه ينبغي أن يكون الاستدلال. [15] وروي العلاّمة الامينيّ ثلاث روايات في هذا الموضوع في كتاب « الغدير » عن البخاريّ و « أخبار مكّة » للازرقيّ و « سنن أبي داود » و « سنن ابن ماجه » و « سنن البيهقيّ » و « فتوح البلدان » للبلاذريّ و « نهج البلاغة » و « الرياض النضرة » و « ربيع الابرار » و « تيسير الوصول » و « فتح الباري » و « كنز العمّال ». [16] وروي جلال الدين السيوطيّ في كتاب «عَرْفُ الوَرْدِيّ فِي أَخْبَارِ المَهْدِيِّ» عن أبي نعيم بن حمّاد أنّ عمر بن الخطّاب دخل الكعبة وقال: لا أدري والله هل أترك هذه الاموال والاسلحة علی حالها أو أتصدّق بها في سبيل الله؟! فقال علیّ بن أبي طالب: أنت لست صاحب هذه الاموال! إنّما صـاحبها فتي من قريـش منّا بني هاشـم يقسّـمها آخر الزمان في سبيلالله. موضوع تُبّع وعدم اعتدائه علی مجوهرات الكعبةوذكر الطبريّ في تاريخه ضمن وقائع أيّام قبّاد وعصر انوشيروان أنّ: تُبَّع وهو تُبَّانُ أَسْعَد أَبُو كَرِب[17] حين أقبل ] في حروبه [ من المشرق، جعل طريقه علی المدينة، وبدأ حربه علیها. وحين وصل إلیها كان جازماً علی تخريبها وتدميرها، واستئصال أهلها. فجاءه حبران من أحبار يهود بني قريظة وهما عالمان راسخان حين سمعا منه ما يريد من إهلاك المدينة وأهلها، فقالا له: أ يّها الملك! لاتفعل! فإنّك إن أبيتَ إلاّ ما تريد، حيل بينك وبينها، ولمنأمن علیك عاجل العقوبة! فقال ] تبّع [ لهما وهما كعب وأسد، وهما ابنا عمّ، وكانا أعلم أهل زمانهما: ولِمَ ذاك؟! فقالا: هي مهاجـر نبيّ يخـرج من هذا الحيّ من قريـش في آخر الزمان، تكون داره وقراره! فتناهي عند ذلك من قولهما عمّا كان يريد بالمدينة، ورأي أنّ لهما عِلماً، وأعجبه ما سمع منهما. فانصرف عن المدينة، وخرج بهما معه إلی إلیمن، واتّبعهما علی دينهما. لا نّه وقومه أصحاب أوثان يعبدونها. ولمّا توجّه إلی إلیمن، جعل طريقه علی مكّة التي كانت منزلاً في الطريق. حتّي إذا كان بالدُّف من جُمدان بين عسفان و أمَج، في طريقه بين مكّة والمدينة، أتاه نفر من هُذَيل، فقالوا له: أيّها الملك! ألا ندلّك علی بيت مال داثر، قد أغفلته الملوك قبلك، فيه اللؤلؤ والزبرجد، وإلیاقوت والذهب والفضّة؟! قال: بلي! قالوا: بيت بمكّة يعبده أهله، ويصلّون عنده. وإنّما أراد الهُذَليُّون بذلك هلاكه لما عرفوا من هلاك من أراده من الملوك وبغي عنده. فلمّا أجمع لما قالوا، أرسل إلی الحبرين، فسألهما عن ذلك، فقالا له: ما أراد القوم إلاّ هلاكك وهلاك جندك! ولئن فعلت ما دعوك إلیه، لتهلكنّ وليهلكنّ من معك جميعاً! قال: فماذا تأمرانني أن أصنع إذا قدمتُ علیه؟! قالا: تصنع عنده ما يصنع أهله: تطوف به وتعظّمه وتكرّمه! وتحلق عنده رأسك، وتتذلّل له حتّي تخرج من عنده. قال: فما يمنعكما أنتما من ذلك؟! قالا: أما والله إنّه لبيت أبينا إبراهيم؛ وإنّه لكما أخبرناك؛ ولكنّ أهله حالوا بيننا وبينه بالاوثان التي نصبوا حوله؛ وبالدماء التي يهريقون عنده، وهم نجس أهل شرك. فعرف نصحهما وصدق حديثهما، فقرّب النفر من هُذَيل، فقطّع أيديهم وأرجلهم، ثمّ مضي حتّي قدم مكّة. [18] وذكر ابن شهرآشوب أنّ المسترشد العبّاسيّ أخذ من مال الحائر وكربلاء والنجف ( ظ ) وقال: إنّ القبر لا يحتاج إلی الخزانة وأنفق علی العسكر، فلمّا خرج، قُتل هو وابنه الراشد. [19] وفي عصر قريب من عصرنا، حاول السلطان عبد الحميد العثمانيّ أن يأخذ حلي بيت الله التي كانت داخل الكعبة، ويستولي علیها. فاستفتي علماء العامّة. فلميجيبوه جواباً صريحاً مراعاة للسلطان. فاستفتي المرجع الإماميّ الكبير الملاّ محمّد كاظم الخراسانيّ رحمه الله، وهو المعروف بالآخُونْد، وكان أحد الاساتذة العظام في حوزة النجف الاشرف. فمنعه، وكتب إلیه رسالة ذكر فيها بعض الاخبار الواردة في هذا الموضوع، فتراجع السلطان وانصرف عمّا عزم علیه. ومن المؤسف حقّاً، بل من عظيم الاسف أنّ الوهّابيّين خذلهمالله جميعاً قد سلبوا الكعبة في عصرنا هذا ونهبوا منها نفائس الاموال والمجوهرات والاشياء القديمة والثمينة. ثمّ أغاروا منها علی المدينة المنوّرة. ونهبوا كلّ ما كان داخل الروضة النبويّة المطهرّة وأطراف قبر الرسول الاعظم والسيّدة الصديقة فاطمة سلام الله علیها. وهي من الاشياء التي لايُظْفَر بمثلها في العالم. وكان سلاطين العالم وحكّامه وأُمراؤه قد وضعوها هناك وأهدوها خلال ما يربو علی ألف سنة. منها أربع ثُريّات من الزمرّد لاتقدّر بثمن، و أربعة صناديق من الذهب المزيّن بالمجوهرات والمرصّع بإلیاقوت والالماس. وهذه كانت تنير في الليلة الظلماء كالكوكب المتألّق. وكذلك نهبوا مائة سيف مقابضها من الزمرّد وقد كتب اسم صاحبها علیها، وأغمادها كلّها من الذهب الخالص المزيّن بالالماس. أين أخذوا هذه الاشياء؟ وكيف صرفوها؟ هل أنفقوها في سبيل الإسلام وعظمته وكسر شوكة الكفر ومعالمه؟ أو بالعكس، حملوها جميعها لتكون في خزائن الدول الاجنبيّة والكفّار المعادين للإسلام مجّاناً عملاً بما تمليه علیهم العمالة والخدمة، فامتلات خزائن الدول الكافرة بالذهب والاحجار الكريمة والنفائس والاعلاق بسبب هذه الغارات وغارات أُخري مماثلة لها، وافتقرت بلداننا بأسرها وخلت خزائنها، وجُرِّدت من كلّ شيء. وهذا هو سرّ استيلائهم علی العالم. وليس السرّ في علمهم وثقافتهم. علماً أ نّهم سرقوا العلم والثقافة منّا أيضاً. ولذلك إذا تركنا التعبير الناقص القاصر عن بلدانهم أ نّها البلدان المتحضّرة المتقدّمة الكبري، وقلنا إنّها البلدان الناهبة، وبلداننا هي البلدان المنهوبة، فقد وضعنا الكلام في موضعه. قيل: إنّ الزعيم الهنديّ غاندي، عندما سافر إلی لندن، ودخلها بهيئة خاصّة، قال: أنا أتعجّب إذ أري الجزيرة الإنجليزيّة لمتغطس في الماء إلی الآن! فقيل له: وهل تغطس الجزيرة في الماء؟ قال: ولِمَ لا؟ فإنّ الحكومة الإنجليزيّة أتت بذهب الشعب الهنديّ إلی هنا، فأضحت الهند قطراً فقيراً جائعاً منكوباً، وهي من أكبر الاقطار وأغناها وأكثرها نفوساً، فحسبت أنّ هذه الجزيرة تغرق لثقل الذهب الذي نهب من الهند، وأُتي به إلی هنا. غارة الوهّابيّين علی كربلاء، وهدم قبور أئمّة البقيعوارتكب الوهّابيّون مذابح عظيمة بحقّ المسلمين. ومن لميكن وهّابيّاً، فهو مشرك بزعمهم، ويباح دمه وماله وعرضه. وتجاوز عدد القتلي في كلّ مدينة استباحوها عشرة آلاف نسمة. وأغاروا علی كربلاء المقدّسة، وطوّقوا أهلها، وقتلوا في يوم واحد ما يزيد علی خمسة آلاف، ونهبوا الاشياء الثمينة من الحرم الحسينيّ الشريف. ثمّ دخلوه واقتلعوا الشبّاك الخشبيّ الذي كان من النفائس، وحطّموه. وأوقدوا النار من أخشابه علی القبر المطهّر. وصنعوا القهوة وشربوها. وقاموا في إلیوم الثامن من شهر شوّال سنة 1345ه بتدمير جميع المراقد المقدّسة لائمّة البقيع: الإمام الحسن المجتبي، والإمام زينالعابدين، والإمام محمّد الباقر، والإمام جعفر الصادق علیهم السلام، وكذلك مراقد بنات رسول الله: زينب وأُمّ كلثوم ورقيّة، وقبور صفيّة وعاتكة عمّتي رسول الله، وأُمّ البنين، وإسماعيلبن جعفر الصادق، وإبراهيم ابن رسول الله، وقبور كافّة الصحابة والتابعين وأرحام النبيّ وأزواجه، والصلحاء والابرار، وهي ممّا لايحصي. دمّروها برمّتها وسوّوها مع الارض. وكانوا يعتزمون تدمير قبر رسول الله، والكعبة متذرّعين بأنّ التقبيل والطواف حول الاحجار شرك، لكنّهم لم يجرأوا علی ذلك خوفاً من سائر المسلمين من فرق العامّة، وإلاّ فإنّ هدم هذين المكانين المقدّسين كان مرسوماً في خطّتهم. وإذا ما اطمأنّوا من جانب الاقطار الإسلاميّة، فإنّهم يرتكبون هذه الجريمة. تقول الوهّابيّة: إنّ تقبيل الضريح المقدّس المطّهر لرسول الله شرك. فهو من الحديد، وتقبيل الحديد شرك. وكان الناس أحراراً في تقبيل الكعبة إلی ما قبل عدد من السنين، بَيدَ أ نّهم مُنِعوا في السنين الاخيرة. إذ يقف الشرطة في كلّ جانب من جوانب الكعبة، وعددهم في كلّ مكان يزيد علی خمسة أو ستّة. ويتراوح مجموعهم بين عشرين وثلاثين شرطيّاً. وهؤلاء أداروا ظهورهم إلی الكعبة بكلّ وقاحة وبأيديهم هراوات وسياط، وينظرون إلی الطائفين، حتّي إذا أراد أحد الحجّاج أن يقبّل الكعبة، يزعقون به: هذا حَجَر! هذا حَجَر! والآمرون بالمعروف منهم يديرون ظهورهم إلی الكعبة أيضاً، ويقفون في الركن العراقيّ والشاميّ وإلیمانيّ، ويقولون: تقبيل الحجر شرك. وإذا ما حاول أحد الطائفين أن يلثم الحجر الذي لثمه رسول الله، ينهالون علیه بسياطهم، ويقولون: شرك. ولا يُستبعد أن يمنعوا الناس من تقبيل الحجر الاسود، ويعتبروا الطواف الذي يمثّل أقدس حالة للخضوع والتذلّل أمام صاحب البيت شركاً. ويرفعوا الطواف حول الاحجار الجامدة. إنّ مكّة والمدينة حاضرتان إسلاميّتان متّفق علیهما بين جميع المذاهب الإسلاميّة، وهما مهد نشأة النبيّ ومهجره وداره وقراره. وكلّ نقطة فيهما مسجد ومعبد ومكان يذكّر بتأريخ الإسلام الحيّ وسِيَر الصالحين، وآثار النبوّة، ومعالم ولاية أمير المؤمنين علیه السلام، لكنّ الوهّابيّين بدّلوهما إلی مدينتين أُوروبّيّتين، وطمسوا جميع معالم النبيّ وأهل بيته سواء في مكّة أم في المدينة، وبنوا مكانها العمارات الشاهقة ذات الطوابق العشرة، وقطعوا نخيل المدينة واجتثّوا جذوره بعدما كانت تزهي بخضرته، وشيّدوا مكانه عمارات علی طراز غربيّ تماماً. ولا نجد في المدينة الطيبّة اسماً لمحلّة بني هاشم، وبيت الإمام السجّاد، وبيت الإمام الصادق، وبيت أبي أيّوب الانصاريّ. ودمّروا بيت الاحزان وغطّوا جدار مسجد علیّ بصفائح وألواح، وختموا علی بابه. وماذا أقول عن مشربة أُمّ إبراهيم؟ ذلك المحلّ الشريف والمقدّس، وذلك المكان النورانيّ والمبارك، وقد أضحي إلیوم أشبه بمزبلة منه بمسكن رسولالله وأهل بيته! وهو مهجور مغلق. أمّا مسجد الفضيخ، وهو مسجد ردّ الشمس لاميرالمؤمنين علیه السلام، فهو متروك مهجور، حتّي لا يعرف اسمه أحد. ولا يذكر اسم علیّبن أبي طالب في الخطب علی المنابر، بَيدَ أنّ عبارة: سيّدنا عمر تتكرّر عشرات، بل مئات المرّات. آه وا حسرتاه ما أغرب المدينة وما أكثر هجرها! إنّ المدينة التي كان كلّ شبر منها ينبي عن علم أميرالمؤمنين علیه السلام وعرفانه وقضائه ودرايته وولايته وحماسته وإيثاره، وهو الحامي الوحيد لرسولالله، أضحت إلیوم مظلمة وغريبة. ويُذكَر المخالفون في كلّ نقطة منها، أمّا علیّ فهو غريب علیها، وذكره محظور فيها. البقيع أرض خإلیة، لا حَجَر، ولا مصباح، ولا اسم، ولا ذِكر لها. وقد شيّدت حوله عمارات شاهقة بشكل دائريّ وهي تتأ لّف من عدّة طوابق، وتكثر البنايات ذات الطوابق العشرة هناك. كما تكثر معارض البيع والفنادق والداوئر والدكاكين التي تبيع أنواع البضائع، من دجاج وسمك وشطائر وجوارب وأحذية، كما نجد محلاّت بيع الذهب، وكلّ هذه المعارض والدكاكين علیها لوحات مضيئة برّاقة بصور مختلفة، وأشكال عجيبة، وألوان متباينة مومضة تدور، حتّي إذا كان أحد عند قبور الائمّة المعصومين، فإنّه يشاهد العمارات الشاهقة واللوحات. أمّا قبور أئمّتنا، فلا مصباح فيها ولا حجر، حتّي أنّ أحداً لايستطيع أن يكتب علیها بإصبعه مثلاً: هذا قبر الإمام جعفر الصادق. وهل تعلم ماذا يعني هذا؟! يعني أنّ اسم جعفر الصادق غريب ومحظور. وكذلك اسم محمّدالباقر. أي: أنّ حقيقتهم وروحهم وولايتهم وتفسيرهم وحديثهم ورسالتهم، كلّ ذلك محظور. وتري الوهّابيّة أنّ وجودها في حظر هذا المذهب وهذه الرسالة، ويسعي أصحابها من أجل المحافظة علی وجودها الذي يمثّل هدم الإسلام حقّاً. ولِمَ ذاك؟ لانّ التشيّع ليس إلاّ تجسيد روح الإسلام وتبلور معني النبوّة والقرآن. تشرّفتُ بحجّ بيت الله الحرام سنة 1407 ه، ورأيت ما وقع عصر يوم الجمعة السادس من ذي الحجّة، إذ حوصر الناس في شارع المسجد الحرام، أي البلد الحرام، في الشهر الحرام، وفي حرم الله بين العمرة والحجّ، لالذنب إلاّ لانّ الشيعة الإيرانيّين أعلنوا البراءة من المشركين، ونادوا باتّحاد المسلمين، وهتفوا للتخلّص من نَير الجبّارين والجائرين الكافرين في العالم. فهجم علیهم الجلاوزة، وضربوهم وجرحوهم. وكان عدد الجرحي أكثر من أربعة آلاف، وعدد القتلي ثلاثمائة واثنين وعشرين بلاشكّ، بينهم مائتان وثماني نساء، ومائة وأربعة عشر رجلاً، وفُقِد أربعة عشر رجلاً آخر، لايعلم هل سيقوا إلی السجن أم ماتوا ولميعرفوا لكثرة جروحهم، ولميسلّم الوهّابيّون أجسادهم. والانكي من هذه الجريمة أنّ الوهّابيّين يتّهمون الحكومة الإسلاميّة في إيران أ نّها تريد الفساد والإفساد وتدمير بيت الله والتآمر، ويرون أنّ هجمتهم القبيحة الوقحة الظالمة معلَم علی إقرار الهدوء والمحافظة علی النظم. ونُقل أ نّهم صرّحوا في إذاعتهم المرئيّة، ومذياعهم، وصحفهم بأ نّهم حالوا دون أعمال الشغب والاضطرابات، وإلاّ لدمّر الإيرانيّون ـ بزعمهمـ بيت الله، لا نّهم مجوس ويهود ولا علم لهم بالإسلام ولايفدون إلی مكّة من أجل الحجّ، بل من أجل إثارة الشغب، والإخلال، والتفريق بين المسلمين، وبثّ الشبهات والشكوك في الإسلام، ويتظاهرون بإقامة الحجّ بين المسلمين. إنّ الفرقة الوهّابيّة كالفرقة البهائيّة، فتلك قد ظهرت بين أهل العامّة وهي حنبليّة المذهب، وهذه ظهرت بين الشيعة، وهي جعفريّة المذهب. وكلتاهما منفصلة عن الإسلام، بعيدة عنه، وقد تقمّصت الاُولي غلالة الإسلام الحقيقيّ ـبزعمهاـ والكفاح ضدّ الشرك، أمّا الثانية فقد تقمّصت لباس التشيّع الحقيقيّ ـبظنّهاـ وزعمت ظهور الإمام المهديّ عجلّالله فرجه. وقتلت كلّ منهما أُناساً أبرياء بذلك الزعم والظنّ، وأفسدتا في الارض وسوّدتا وجه التأريخ. آل سعود كالاُسرة البهلويّة قد شدّوا عقد مآزرهم لهدمالإسلاموقد علمنا في الجزء الخامس من كتابنا هذا أنّ الوهّابيّة ظهرت قبل مائتي سنة بتخطيط الإنجليز وإشرافهم. وتزامن ظهور البابيّة والبهائيّة في إيران مع ظهور الوهّابيّة علی التحديد. وكان ظهور آل سعود وتدمير المشاهد المشرّفة في البقيع بعد انتصار الإنجليز علی الدولة العثمانيّة الإسلاميّة المترامية الاطراف في الحرب العالميّة الاُولي وتقسيمها إلی تسع عشرة دولة. وأقالوا الشريف حسين حاكم مكّة يومئذٍ، ونصبوا مكانه الملك سعود. وأنتم تعلمون وترون ماذا فعل هو وأُسرته من الافاعيل بالإسلام! وأنزلوا به وبالمسلمين من المصائب ما لميدر في خلد أحد، وذلك في صورة الإسلام، وقالب الدعوة إلی التوحيد، وقناع الدين والقرآن. وتجرّأوا علی الشـعائر والاُسـس والمبادي الدِينيّة بما لمتعهده أيّة أُمّة أو دين. إنّ إلیهود المتعصّبين بما فيهم الصهاينة، وجميع النصاري والبوذيّين وأتباع مذهب كونفوشيوس والوثنيّين، وبعامّة، كافّة الطوائف والفرق أحرار في الذهاب إلی معابدهم، ويهتمّون في مناسكهم باحترام أنبيائهم وحفظ آثارهم من قبر ودار ومولد ومنزل ومصدر ومورد، وغير ذلك، ويعظّمون مقدّساتهم. أمّا لو جاء مسلم من الصين أو من جنوب الهند، أو من إفريقيا وآسيا وأُوروبّا لاداء فريضة الحجّ، وأراد التأسّي بسنّة نبيّه الاعظم في تقبيل أركان الكعبة الاربعة ( ركن الحجر الاسود، الركن العراقيّ، الركن الشاميّ، الركن إلیمانيّ )، وتقبيل المستجار ( مدخل بيتالله الذي ولد فيه أمير المؤمنين علیه السلام )، وتقبيل الحطيم ( بين ركن الحجر الاسود وباب الكعبة ) وتقبيل المُلْتَزَم ( بين باب الكعبة والركن العراقيّ ) وتقبيل الضلع الواقع في حجر إسماعيل، بخاصّة تحت الميزاب، فسيواجه بالمنع والزجر والضرب بالسياط، ولعلّه يعود إلی وطنه محروماً من نيل أُمنيّة التقبيل. فليس بإمكانه تقبيل ضريح نبيّه وقبور الاوصياء والائمّة العظام الذين تقرّ مذاهبهم الاربعة بتقدّمهم علی غيرهم في الطهارة والسيادة والعلم والعرفان والوصاية والولاية، ولا يحقّ لذلك المسلم تكريمهم وتعظيمهم! ولاينطلق هذا العمل إلاّ من وحي تخطيط مكشوف ومدروس للدول الاستعماريّة الكافرة في سبقها إلی هدم القواعد الدينيّة وكسر صولة الحقّ، وطمس معالم أولياء الإسلام إلی هذه الدرجة. وتمّ تدمير قبور الائمّة العظام وأوصياء رسول الله في البقيع علی يد آل سعود في وقت نصب فيه المستعمرون علی كلّ قطر من الاقطار الإسلاميّة حاكماً مستبدّاً عبداً عميلاً بائعاً لشرفه. ففي إيران كان رضاخان قائداً عسكريّاً، فجعلوه وزيراً للدفاع، ثمّ رئيساً للوزارء، ثمّ نصبوه ملكاً. وفي تركية مصطفي كمال باشا ( أتاتورك ) وفي العراق الملك فيصل والد الملك غازي، وفي مصر الملك فؤاد والد الملك فاروق، وكذلك الامر في سائر الاقطار. وعندما بلغ إيران خبر تدمير قبور أئمّة البقيع لم يكن بإمكان الشيعة التحرّك بسبب ظروفهم الداخليّة والضغوط الشديدة التي كان يمارسها المستبدّ الجديد ضدّهم. فأنّي لهم أن يفكّروا بالبقيع؟ هذا من حيث الشعب. أمّا من حيث الحكومة، فقد كان يربطها مع آل سعود قاسم مشترك في التعهّد للاجانب بهدم الدين. وكلّ ما كان بإمكان الناس أن يفعلوه هو إقامة مجالس العزاء والتجمّع في بيوت العلماء وإرسال برقيّات إلی علماء النجف وكربلاء يعربون فيها عن أسفهم الشديد. ولم يتوان رضا خان لحظة واحدة عن هدم أركان الإسلام. ولميدّخر وسعاً في سبيل ذلك. فارتكب مذبحة جماعيّة في مسجد گوهرشاد ( =جوهرة السرور ) المقدّس وقتل الجرحي وكشف حجاب النساء واستبدال الزي المتعارف بالزي الاجنبيّ ولبس ربطة العنق ( الصليب )، والقبّعة، وملاحقة العلماء بالقتل والسجن وسرقة مجوهرات الروضة الرضويّة المقدّسة، وتدمير قبور أبناء الائمّة وهدم المدارس الدينيّة. وقامت مديريّة الاوقاف بصرف الاموال الموقوفة ـالتي أوقفها أصحابها علی طلاّب المدارس العلميّةـ علی الثقافة الغربيّة والمدارس الاُوروبّيّة وأحواض السباحة المختلطة ومجالس الرقص والموسيقي المشتركة، وغيرها. وأصبحت المدارس الدينيّة في أرجاء إيران محلاّ للقمامة، مهدّمة الجدران والسقوف، وأضحت غرفها مخازناً لبضائع الدكاكين المجاورة لها! وقام إسماعيل مِرآت ـوزير التربية يومذاكـ بتدمير قبر السيّد يحيي بطهران، وهو أشراف وكبار أبناء الائمّة ومن علماء أهل البيت علیهم السلام ورواة الحديث. وكان رجلاً يستحقّ التعظيم والتبجيل، ولمحلّ دفنه قبّة وصحن، فقام الوزير المذكور بهدم البناء وهدّه من القواعد، وحوّله إلی ملعب رياضيّ بعد نهب مجوهراته التي كان فيها طاووس مرصّع ثمين عريق. وحاول أحد المستشرقين آنذاك أن يردعه عن عمله بالتحدّث إلیه وتذكيره بأنّ مرقد هذا السيّد من الاماكن التأريخيّة التي مضي علیها أكثر من ثمانمائة سنة، وقال له: دعه علی حاله ولاتخرّبه! ولك في طهران ملاعب رياضيّة كثيرة، وسأقوم بترميمه وتَعميره علی حسابي، دع هذا السند التليد قائماً، وهذا الاثر الثمين العريق شامخاً، فلميلق أُذناً صاغية قطّ. فقام الوزير بتخريب ذلك الاثر ولميبق له أثراً يذكر! وكانت هناك شجرة دُلب معمّرة تقع في الزقاق قريباً من مرقد السيّد وتعرف باسم ] چنار امام زاده يحيي [ ( =دُلب السيّد يحيي ). وقد انفصل قسم من جذعها عن القسم الآخر، وكادت أن تسقط كلّها علی الارض لثقلها. فدفع الوزير المذكور ثمانمائة تومان من الميزانيّة الخاصّة للاماكن الاثريّة ـوهي تعادل يومذاك أربعين مثقالاً من الذهبـ من أجل أن يقوم الحدّادون بصنع حلقة كبيرة، ويلحموا القسم المفصول بصاحبه. وبالنتيجة فقد ظلّ الاثر المذكور قائماً، فعُدَّ من إنجازات ذلك الوزير! وفي الليلة التي هرب رضا خان في صبيحتها من بندر عبّاس ( =ميناء العبّاس )، وركب الباخرة الإنجليزيّة، فقد اجتمع رهط من أهإلی تلك المحلّة ( محلّة امام زاده يحيي ) ومعهم معاولهم ومساحيهم وطابوقهم وما إلی ذلك من أجل إعادة بناء المرقد المدمّر بتصميم معماريّ جديد. لمّا علمت وزارة التربية بذلك، قامت بإعادة البناء بنفسها. فجدّدته تجديداً يسيراً ـكما هو علیه الآنـ وخصّصت قسماً صغيراً من الصحن للسيّد يحيي، وقامت بتشييد مدرسة علی القسم المتبقّي من أرض الملعب. ودمّر البهلويّ دروازه قرآن ( = بوّابة القرآن ) في شيراز وسوّاها مع الارض. وهي من البوّابات الاثريّة القديمة في المدينة. وفي أعلاها قرآن يمرّ من تحته الداخلون والخارجون يقال: إنّه يزن سبعة عشر منّاً. وكان علی كلّ من أراد الخروج من شيراز من الاهإلی والجنود والحكّام أن يمرّ من تحت البوّابة. للدلالة علی أ نّهم في حفظ القرآن والالتزام به، والاستمداد من روحه، كما هو معهود عندنا، حيث يمرّ مَن يروم السفر من تحت نسخة من القرآن. وقد أمر البهلويّ بتدمير البوّابة المشار إلیها في إحدي سفراته إلی شيراز لا نّه قد كبر علیه أن يمرّ من تحتها، فغطرسته وجبروته وغروره وأنانيّته قد منعاه من أن يكون في حفظ القرآن! وعلی رغم تأكيد المستشرقين من أنّ لهذه البوّابة قيمة عالميّة من الوجهة التأريخيّة، وعلی ضرورة المحافظة علیها، إلاّ أنّ تأكيدهم راح هباءً، حيث قد دمّرت البوّابة، ولم يبقوا منها أيّ أثر. وقد تمّ أخيراً بناء بوّابة أُخري علی نسق ما كانت علیه السابقة. ونهب البهلويّ المجوهرات التي كانت في مرقد الإمام علیّبن موسي الرضا علیه السلام، ونهب كلّ ما كان في متحف الإمام وحرمه المطهّر وضريحه المقدّس، ممّا أهداه الملوك والاُمراء خلال ألف سنة. ولم يسلم ذلك الصندوق الذي كان عند قدمي الإمام علیه السلام من نهب البهلويّ، فقد سبكه علی شكل مزهريّتين مرصّعتين بلغ وزنهما سبعة وعشرين منّاً، وأهداهما إلی ولده محمّدرضا بمناسبة زواجه من فوزيّة المصريّة باعتبارهما هديّة من الإمام الرضا والروضة المقدّسة إلی العروسين! وجمع البهلويّ المصاحف النفيسة والكتب الخطّيّة القديمة الثمينة، وأرسل ما ينبغي له أن يرسله إلی الخارج وترك الباقي في مكتبة البلاط. وأخيراً، فقد حمل معه مجوهرات القصر الملكيّ ـ عند فراره من هذا البلد المتضرّر المنكوبـ ووضعها في حقيبة حملها بيده، ولميفارقها، حتّي إذا ركب في الباخرة الإنجليزيّة في ميناء عبّاس أخذها منه أحد أعضاء الحرس الإنجليزيّ بالقوّة وألحقها ببقيّة المجوهرات التي قد أُرسلت من قبل وادّخرت في المصارف والبلاط الملكيّ لذلك الحرس. أجل، فمن خلال ما بيّناه إلی هنا، يتوضّح مدي قبح كلام عملاء الوهّابيّة الجدد في بلدنا؛ أفراخ ماكنة التفقيس السعوديّة والوهّابيّة التي تتغذّي من تلك العفونة والقباحة. إنّهم يقولون: لا تجوز الصلاة عند قبور الائمّة. وإنّ تقبيل باب الضريح وجداره عبارة عن تقبيل الخشب والحجارة والحديد. وما هي الفائدة التي يحصل علیها الإمام من هذه القباب والابواب الذهبيّة، وصناديق الخاتم؟ ولو صرفت هذه الاموال علی الفقراء والشؤون الخيريّة والتعلیم لكان أفضل. وإنّ التوسّل بالإمام شرك. وزيارة الإمام زيارة لإنسان ميّت. ولايختلف الإمام عن سائر الناس. ولمّا رحل النبيّ عن الدنيا، فهو ليس أكثر من إنسان ميّت! والجواب هو أنّ عصر هذه الترّهات والاباطيل قد انقضي بحمدالله ومنّه. وأنّ خيانتكم في هذه المغالطات واضحة ظاهرة. ولمّا كنتم كذّابين خرّاصين وانكشفت للناس صور من خياناتكم، فقد أصبح الطالب الجامعيّ لايسمع كلامكم، وكذا الحال بالنسبة لطالب المدرسة والسوقيّ والزبّال! إنّ تقبيل قبـر الإمام كتقبيل القرآن ويد العالِـم. إنّه تقبيل روح الإمام، والتواضع أمام عظمة مقامه. [20] وإنّ الصلاة عند قبور الائمّة خاصّة ليستجائزة فحسب، بل فيها ثواب عظيم لايعادله أيّ ثواب. جواز بناء قبور الائمّة علیهم السلام وإهداء السجّاد والمصابيحإنّ هذه القباب الذهبيّة والابواب النفيسة هي كمجوهرات الكعبة، فلاهي من مال المسلمين الذي يورَّث لاهله، ولا هي من الخمس [21] الذي يصرف في مواضعه، ولا هي من الزكاة والصدقات التي ينبغي أن تصرف في مواردها الثمانية، [22] ولا هي من الغنائم والفيء المعيّن مورده. إنّها ملك خاصّ لاشخاص وقفوه للكعبة، وللإمام، ولابن الإمام. وقد اعتبر الشرع المقدّس الوقف صحيحاً وأمضاه وقبل الهديّة. فإذا أراد شخص أن يعبّر عن حبّه فيكدّ في نسج سجّادة، أو إذا حاكت امرأة ـ إصفهانيّة، أو يزديّة، أو قاسانيّة أو أيّة امرأة كانتـ لاحد المراقد المطهّرة غطاءً مشبّكاً، أو قطعة مزركشة وما شاكل ذلك من الاعمال إلیدويّة، فإنّ ذلك الرجل وتلك المرأة إنّما يقومان بذلك تعبيراً عن مودّتهما لمن يحبّان. وتراهما يكتبان علیها الآيات القرآنيّة النازلة بشأن أهل البيت علیهم السلام، والاشعار العربيّة والفارسيّة بأجمل خطّ ـ ولو عرضت هذه النتاجات في معارض عالميّة لبهرت العيون، ولقيت الترحيب حتّي ليتقاطر الناس لشرائها بأسعار خيإلیةـ ويهديانها إلی أعظم معشوق روحيّ ومعنويّ، وهو إمامهما، الذي وإن لم تصل إلیه أيديهما فهما يبسطانها علی مرقده. تقولون: لاتقدّموا الهدية، ماذا يصنع الإمام بالهديّة؟! أو قدّموا الهدايا إلی الملك الفلانيّ أو الرئيس الفلانيّ أو بيعوا ما تنتجون لامثالكم؟ فأنتم ـأيّها القائلونـ ترضون بهذا، ولا ترضون بذاك! إنّ مراقد الائمّة الطاهرين ملاذ الناس وملجأهم. وكما يقبل علیها الناس في ملمّات الحياة وخطوب الدهر، فإنّهم يحبّون أن يهدوا إلیها أفضل وأزكي ثمرتهم. لهذا يقدّمون ذهبهم، ويهدون كتبهم النفيسة، ويعرضون عصيّهم وسيوفهم. وسينتفع بهذه الاشياء جميع الزائرين ـ شئنا أم أبيناـ بل المؤمنين وستبقي محفوظة ـ من جهة أُخريـ ومصونة من أيدي ذئاب في صورة شياه كأمثالكم. ثمّ لا تستطيعون إرسالها إلی الخارج لتزيّنوا بها متاحف الدول الكافرة ومكتباتها! وعلی كلّ تقدير، لمّا كان التصرّف بها حراماً، فلابدّ أن تبقي علی هذا المنوال؛ ولا يحقّ لاحد أن يتصرّف بها. وإذا تصرّف بها فهو سارق؛ كالذي يسرق ستائر باب الحرم، أو يقلع الطابوق والفسيفساء المنصوب علی الجدران. وإنّما الذي لا يجوز هو تزيين المساجد لامراقد الائمّة علیهم السلام. وإذا كان مسجد ما مجاوراً لاحد المراقد، وأُطلق علیه المسجد شرعاً، فينبغي أن يكون بسيطاً. ولا ضير في كتابة الآيات القرآنيّة في المساجد بخطوط غير ذهبيّة، لا نّه ممّا لايعدّ زينة. يكره الصلاة في المقبرة وبين القبور، إلاّ أن تكون المسافة عن القبر من كلّ طرف من أطرافه عشرة أذرع ( قرابة خمسة أمتار ). ويحرم السجود علی القبر. ويستثني من هذه القاعدة العامّة قبور الائمّة المعصومين صلواتالله علیهم أجمعين. هذا مع أن السجود علی قبر الإمام غيرجائز، ولكن يستحبّ وضع الخدّ الايمن علیه. وتعتبر الصلاة عند قبر الإمام من أفضل الطاعات خاصّة في أعلی جهة الرأس المتّصلة بالقبر؛ ولابأس بها عند أسفل جهة القدم وخلفه؛ أمّا التقدّم علی القبر في أثناء الصلاة بحيث يكون القبر وراء المصلّي فهو خلاف الادب. وهذه كلّها مسائل فقهيّة مأثورة في الروايات. أُرجوزة بحر العلوم في فضيلة الصلاة في مشاهد الائمّة علیهم السلاموما أورع ما أنشده المرحوم السيّد بحرالعلوم رضوانالله علیه في منظومته، حيث قال: أَكْثِرْ مِنَ الصَّلاَةِ فِي المَشَاهِدِ خَيْرِ البَقاعِ أَفْضَلِ المَعَابِدِ لِفَضْلِهَا اخْتِيرَتْ لِمَنْ بِهِنَّ حَلّ ثُمَّ بِمَنْ قَدْ حَلَّهَا سَمَا المَحَلّ وَالسِّرُّ فِي فَضْلِ صَلاَةِ المَسْجِدِ قَبْرٌ لِمَعْصُومٍ بِهِ مُسْتَشْهَدِ بِرَشَّةٍ مِنْ دَمِهِ المُطَّهَرَّة طَهَّرَهُ اللَهُ لِعَبْدٍ ذَكَرَه وَهِيَ بُيُوتٌ أَذِنَ اللَهُ بِأَنْ تُرْفَعَ حَتَّي يُذْكَرَ اسْمُهُ الحَسَنْ وَمِنْ حَدِيثِ كَرْبَلاَ وَالكَعْبَه لِكَرْبَلاَ بَانَ عُلُوُّ الرُّتْبَه وَغَيْرُهَا مِنْ سَائِرِ المَشَاهِدْ أَمْثَالُهَا بِالنَّقْلِ ذِي الشَّوَاهِدْ فَأَدِّ فِي جَمِيعَهَا المُفْتَرضَا وَالنَّفْلَ وَاقْضِ مَا علیكَ مِنْ قَضَا وَرَاعِ فِيهِنَّ اقْتِرَابَ الرَّمْسِ وَآثِرِ الصَّلاَةَ عِنْدَ الرَّأْسِ وَالنَّهْيُ عَنْ تَقَدُّمٍ فِيهَا أَدَبْ وَالنَّصُّ فِي حُكْمِالمُسَاوَاةِ اضْطَرَبْ وَصَلِّ خَلْفَ القَبْرِ فالصَّحِيحُ كَغَيْرِهِ فِي نَدْبِهَا صَرِيحُ وَالفَرْقُ بَيْنَ هَذِهِ القُبُورِ وَغَيْرِهَا كَالنُّورِ فَوْقَ الطُّورِ فَالسَّعْي لِلصَّلاَةِ عِنْدَهَا نُدِبْ وَقُرْبُها بَلِ اللُّصُوقُ قَدْ طُلِبْ والاتَّخَاذُ قِبْلَةً وَإنْ مُنِعْ فَلَيْسَ بِالدَّافِع إذْناً قَدْ سُمِعْ [23] وفي ضوء ذلك فإنّ لقبور الائمّة حكم المساجد، بل هي أفضل المساجد، لا نّنا كما رأينا البيتين الثالث والرابع أنّ شرف كلّ مسجد يُبني في العالم هو بفضل دم المعصوم الذي أُريق هناك، ونال صاحبه وسام الشهادة. وقد وقع هذا الامر علی تواتر القرون وكرور الازمان. وقد جعلالله ذلك المكان معبداً طاهراً مطهّراً لذكره ببركة الدم المذكور. وإن كان بناء المسجد بعد انطواء السنين المتمادية. ولمّا كانت هذه القاعدة العامّة جارية في كلّ مسجد، حتّي لو لمنعرف صاحب ذلك الدم، فانظروا إلی مدي ميزة المراقد المقدّسة للائمّة علیهم السلام وعِظم فضيلتها، فأصحابها معروفون معيّنون، وهم في منزلة أعلی وأسمي من منزلة جميع المعصومين الذين كانوا في العصور الخإلیة والازمان السالفة. أمّا قوله في البيت السادس: وَمِنْ حَدِيثِ كَرْبَلاَ وَالكَعْبَه لِكَرْبَلاَ بَانَ عُلوُّ الرُّتْبَه فيبدو أ نّه إشارة إلی الحديث الذي رواه ابن قُولَوَيْه في كتابه الجليل والنفيس: «كامل الزيارات» عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أبي عبدالله الرازيّ، عن الحسن بن علیّ بن حمزة، عن الحسنبن محمّدبن عبدالكريم أبي علیّ، عن المفضّل بن عمر، عن جابر الجُعفيّ أ نّه قال: قال أبوعبدالله علیه السلام للمفضّل: كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ قَبْرِ الحُسَيْنِ علیهِ السَّلاَمُ؟ قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! يَوْمٌ وَبَعْضُ يَوْمٍ آخَرَ! قَالَ: فَتَزُورُهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ! قَالَ: فَقَالَ: أَلاَ أُبَشِّرُكَ؟ أَلاَ أُفَرِّحُكَ بِبَعْضِ ثَوَابِهِ؟ قلت: بلي جعلتُ فداك! فقال: إنّ الرجل منكم ليأخذ في جهازه، ويتهيّأ لزيارته، فيتباشر به أهل السماء. فإذا خرج من باب منزله راكباً أو ماشياً، وكلّ الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلّون علیه حتّي يوافي قبر الحسين علیه السلام. ثمّ بيّن الإمام علیه السلام كيفيّة الدخول، ومتن الزيارة، وقال بعد إكمال الزيارة: ثُمَّ تَمْضِي إلی صَلاَتِكَ. وَلَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَها عِنْدَهُ كَثَوابِ مَنْ حَجَّ أَلْفَ حِجَّةٍ وَاعْتَمَرَ أَلْفَ عُمْرَةٍ، وَأَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبةٍ، وَكَأَ نَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ اللَهِ أَلْفَ مَرَّةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ـ الحديث. [24] والشيء العجاب هو أنّ العامّة يقيمون أُمورهم ويقتدون بأعمالهم بسنّة عمر وعمله. ويتّخذون أفعاله مبادي عمليّة لافعالهم، حتّي لو كان رسولالله قد نهاه عن عمل قام به، أو كان أمير المؤمنين قد أوقفه علی خطأه. وكأنّ العامّة يقدّمون سنّة عمر وعمله علی سنّة رسولالله وعمله. وهذه هي الطامّة الكبري التي لا تُسَوَّغ بمنطق وبرهان، ولابطريقة تفكير معيّنة، ولاتعبّر إلاّ عن جمود وركود وتعصّب أعمي وحميّة جاهليّة علی حدّ تعبير القرآن الكريم. وهذه حقيقة ملموسة في تضاعيف كثير من الاحكام في فقه العامّة. منها: البكاء علی الميّت، وقد أذِن به رسول الله، وعدّه رحمة، إلاّ أ نّه لميجز الشكوي والجزع والتأفّف من الله. أمّا عمر، فقد كان ينهي عنه، ويضرب بدرّته من كان يبكي من النساء والاقارب علی عزيز فقدوه. ومنها: متعة النساء ومتعة الحجّ. قول عمر للحجر الاسود: لا تضرّ ولا تنفعروي الحاكم في مستدركه بسنده المتّصل عن أبي هارون العَبْديّ، عن أبي سعيد الخُدْريّ قال: حججنا مع عمر ] بن الخطّاب [ فلمّا دخل الطواف استقبل الحَجَرَ ] الاَسْوَد [ فقال: إنِّي أَعْلَمُ أَ نَّكَ حَجَرٌ لاَتَضُرُّ وَلاَتَنْفَعُ! ولَوْلاَ أَ نِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ! ثُمَّ قَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ علیُّ ] بْنُ أَبِي طَالِبٍ [: بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! إنَّهُ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ! قال ] عمر [ قلت: بم ] قلت [؟ فقال ] علیّ بن أبي طالب [: بكتاب الله تبارك وتعإلی! ] قال عمر: وأين ذلك من كتاب الله؟ فقال علیّ بن أبي طالب [: قال الله عزّ وجلّ: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي´ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ علی'´ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَي'»[25] خَلَقَ اللَهُ آدَمَ وَمَسَحَ علی ظَهْرِهِ فَقَرَّرَهُمْ بِأَ نَّهُ الرَّبُّ وَأَ نَّهُمُ العَبِيدُ وَأَخَذَ عُهُودَهُمْ وَمَوَاثِيقَهُمْ وَكَتَبَ ذَلِكَ فِي رِقٍّ وَكَانَ لِهَذَا عَيْنَانِ وَلِسَانٌ. فَقَالَ لَهُ: افْتَحْ فَاكَ! قَالَ: فَفَتَحَ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ ذَلِكَ الرَّقَّ؛ وَقَالَ: اشْهَدْ لِمَنْ وَافَاكَ بِالمُوَافَاةِ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ وَإنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُول اللَه صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَقُولُ: يُؤْتَي يَوْمَ القِيَامَةِ بِالحَجَرِ الاَسْوَدِ لَهُ لِسَانٌ ذَلِقٌ يَشْهَدُ لِمَنْ يَسْتَلِمُهُ بِالتَّوْحِيدِ. فَهُوَ يَا أَمِيِرَ المُؤْمِنِينَ! يَضُرُّ وَيَنْفَعُ! فَقَالَ عُمَرُ: أَعُوذُ بِاللَهِ أَنْ أَعِيشَ فِي قَوْمٍ لَسْتَ فِيهِمْ يَا أَبَا حَسَنٍ! [26] وروي صاحب كتاب « تشييد المطاعن » العلاّمة مير محمّد قلي هذا الحديث عن كتاب «البدور السافرة في الاُمور الآخرة» [27] لجلالالدين السيوطيّ، في باب شهادة الامكنة، عن أبي سعيد الخُدري. ثمّ قال: رواه الفقيه أبوالليث في كتاب «تنبيه الغافلين» عن أبي هارون العبديّ، عن أبيسعيد الخُدريّ رضي الله عنهما، قال: حججنا مع عمربن الخطّاب في أوّل خلافته. ثمّ نقل قصّة دخول عمر في الطواف ومكالمة عمر وجواب أميرالمؤمنين، وذكر بعد ذلك أنّ أمير المؤمنين قال لعمر: وَلَوْ أَ نَّكَ قَرَأْتَ القُرْآنَ وَعَلِمْتَ مَا فِيهِ مَا أَنْكَرْتَ علیَّ! فقال له عمر يا أبا الحسن! ما تأويل هذه الآية من كتاب الله عزّ وجلّ؟ قال: يقول الله عزّ وجلّ: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي´ ءَادَمَ... إلی آخره. ثمّ قال له: لمّا أقرّ بنو آدم بالعبوديّة، كتب الله إقرارهم في رقّ، ثمّ دعا هذا الحجر، فألقمه ذلك الرقّ، فَهُوَ أَمِينُ اللَهِ فِي هَذَا المَكَانِ يَشْهَدُ لِمَنْ وَافَاهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. قال له عمر: يَا أَبَا الحَسَنِ! لَقَدْ جُعِلَ بَيْنَ ظُهْرَانِكُمْ مِنَ العِلْمِ غَيْرُ قَلِيلٍ! وكذلك روي محمّد بن يوسف الشاميّ عين ألفاظ هذا الحديث الذي نقلناه عن الحاكم، وذلك في كتاب «سبيل الهدي والرشاد» المشهور بـ«السـيرة الشـاميّة» عن الخُجَنديّ في كتـاب «فضائل مكّة»، وعن أبيالحسن القطّان في كتاب «الطُّوَالات»، وعن الحاكم، والبيهقيّ في «الشُّعَب» عن أبي سعيد الخُدريّ رضي الله تعإلی عنه. [28] ورواه أيضاً ابن أبي الحديد، [29] والسيّد هاشم البحرانيّ عنه،[30] والبيهقيّ.[31] ورواه العلاّمة الامينيّ في « الغدير » ـ مضافاً إلی المصادر المذكورةـ عن ابن الجوزيّ في « سيرة عمر » ص 106، وعن الازرقيّ في «تاريخ مكّة» كما في « العُمدة »، و القسطلانيّ في « إرشاد الساري » ج 3، ص195، و العينيّ في «عُمدة القاري» ج4، ص 606 بلفظيه، والسيوطيّ في « الجامع الكبير » كما في ترتيبه، ج3، ص 35 نقلاً عن الخجنديّ في « فضائل مكّة »، وأبيالحسن القطّان في « الطوالات »، و ابن حبّان، و أحمد زيني دحلان في « الفتوحات الإسلاميّة » ج2، ص486. [32] ورواه البخاريّ بسند واحد، و مسلم بأربعة أسانيد، لكنّهما حذفا ذيله الذي فيه اعتراض أمير المؤمنين علیه السلام علی عمر، وجواب الإمام نفسه، وذلك لفرط عنادهما ومكابرتهما.[33] ونحن نري في مواطن كثيرة في الفقه والسيرة أنّ هذين وأمثالهما يقطعون من الحديث ما فيه فضيلة ومنقبة لاميرالمؤمنين علیه السلام أو لاهل البيت، ويذكرون ما يتعلّق بالفقه، ويحذفون ما يثبت المناقب. ومن هنا نعرف أنّ هذين الشخصين وضعا أساس كتابيهما علی التمويه والخداع والدجل والحيلة والحذف، ولم يعرضا حقيقة الاُمور. فلهذا يتميّزان ويترجّحان عند الحكّام والاُمراء الجائرين من العامّة، وعند العوامّ الذين هم كالانعام. ارجاعات [1] ـ قُدامة بضمّ القاف وفتح الميم كثمامة. ومظعون علي زنة مفعول صحابيّ معروف. قال ابن الاثير في «أُسد الغابة» ج 4، ص 198: قدامة بن مظعون بن حبيببن وهببن حذافةبن جمع القرشيّ الجمحيّ يكنّي أبا عَمرو أو أبا عُمر. هو أخو عثمانبن مظعون وخال حفصة وعبدالله ابني عمر بن الخطّاب. وزوجته صفيّة بنت الخطّاب. وهو من السابقين إلي الإسلام. هاجر إلي الحبشة مع أخويه عثمان وعبد الله ابني مظعون. وشهدبدراً وأُحُداً وسائر المشاهد مع رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم. قاله عروة، وابنشهاب، وموسي، وابن إسحاق. [2] ـ الآية 93، من السورة 5: المائدة. [3] ـ ـ «الإیضاح» ص 195 و 196. [4] ـ «الإرشاد» ص 111 و 112، الطبعة الحجريّة؛ و«المناقب» ج 1، ص 497، الطبعة الحجريّة. [5]ـ «بحار الانوار» ج 9، ص 483، طبعة الكمبانيّ. [6] ـ «بحار الانوار» ج 8، ص 296؛ ونقلها أيضاً ابن تيميّة في «منهاج السنّة»، ولكنّه ذكر أنّ المجيب هو عبد الله بن عبّاس. أقول: علي فرض صـدق ذلك، فإنّ عبدالله كان تلميذ أميرالمؤمنين أيضاً. وكذلك ذكرها شاه ولي الله الدهلويّ في كتاب «قرّة العين»، والملاّ عليّ المتّقي في كتاب «كنز العرفان في فقه القرآن». وروي العلاّمة الكبير مير محمّد قلي والد العلاّمة مير حامد حسين في كتاب «تشييد المطاعن» عن كتاب «تنبيه الغافلين» لابيالليث، عن العطّار، عن السائب، عن عبد الرحمن السلميّ أنّ ثلاثة شربوا الخمر بالشام أيّام حكومة يزيد بن أبي سفيان، واستدلّوا علي حلّيّته بهذه الآية. فكتب يزيد إلي عمر يسأله. وكتب إليه عمر أن يشخصهم إليه قبل أن يحدث شيء. ولمّا جيء بهم جمع أصحاب رسولالله وسألهم. فاختلفوا. فمنهم من قال له: اضرب أعناقهم. وكان أميرالمؤمنين عليه السلام جالساً فسكت. فقال له عمر: لِمَ لا تتكلّم يا أبا الحسن؟ ماذا تقول فيها! فقال الإمام:استتبهم! فإن تابوا، اجلدهم! وإن لم يتوبوا، اقتلهم! فعمل عمر بما أشار عليه الإمام عليه السلام. [7] ـ الآيات 12 إلي 14، من السورة 23: المؤمنون. [8] ـ «الإرشاد» للشيخ المفيد، ص 124، الطبعة الحجريّة. [9] ـ «فروع الكافي» ج 7، ص 349، الحديث رقم 4، طبعة المطبعة الحيدريّة. [10] ـ «فروع الكافي» ج 7، ص 347 و 348، الحديث رقم 1؛ و«تهذيب الاحكام» ج 10، ص 270 و 271، الحديث رقم 1065، طبعة النجف، سنة 1382 ه. [11] ـ الحَلْي بفتح الحاء وسكون اللام، وجمعها حُلِيّ وحِلِيّ، وأيضاً حِلْيَة بكسر الحاء وسكون اللام، وجمعها حِليً وحُليً. وهي عبارة عن آلات الزينة المصنوعة من الذهب والفضّة أو من الاحجار الكريمة كالالماس والفيروز والياقوت وغيرها. [12] ـ «نهج البلاغة» ج 2، باب الحكم، الحكمة 270، وفي طبعة محمّد عبده بمصر، ص 201؛ و«غاية المرام» ص 534، الحديث 29، عن ابن أبي الحديد. [13] ـ «المناقب» ج 1، ص 498، الطبعة الحجريّة. [14] ـ «صحيح البخاريّ» ج 2، ص 149، كتاب الحجّ، طبعة بولاق، بمصر، وج 9، ص 92، كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلّي الله عليه وآله. [15] ـ «شرح نهج البلاغة» بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، ج 19، ص 158 و 159، رقم 276. [16] ـ «الغدير» ج 6، ص 177 و 178، الحديث 60. [17] ـ وليعلم أنّ اسم تبّع يطلق علي عدد من الاشخاص. أحدهما: تبّع الاوّل وهو زيدبن عمرو، لقبه ذو الاذعار؛ والآخر: تبّع تُبّان أسعد أبو كَرِب، ويُدعي: تبّع الاصغر. وهو الذي نذكر ترجمته هنا؛ والثالث: تُبّع بن تُبّع تُبّان أسعد أبو كَرِب، وهو ابن تبّع الثاني؛ والرابع: تُبّعبن حسّان بن تُبّع تُبان بنَ مَلْكِيكَرِببن تُبّع الاقرن. [18] ـ «تاريخ الرسل والملوك» للطبريّ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، ج 2، ص 105 إلي 107، طبعة دار المعارف بمصر. [19] ـ «المناقب» ج 1، ص 482، الطبعة الحجريّة. [20] ـ كما جاء في قول الشاعر: گر ميسّر نشود بوسه زنم پايش را هر كجا پاي نهد بوسه زنم جايش را بر زميني كه نشان كف پاي تو بود سالها بوسهگه أهل نظر خواهد بود يقول: «إن لم يتيسّر لي أن أُقبّل قدمه، فإنّي أُقبّل الموضع الذي تطأه قدمه. وإذا كان علي الارض أثر قدمك، فسيبقي موضعاً لتقبيل أهل العلم والمعرفة علي امتداد السنين». [21] ـ النصف الاوّل من الآية 41، من السورة 8: الانفال: وَاعْلَمُو´ا أَ نَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي' وَاليَتَـ'مَي' وَالْمَسَـ'كِينِ وَابْنَ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ ءَامَنتُمْ بِاللَهِ. [22] ـ الآية 60، من السورة 9: التوبة: إِنَّمَا الصَّدَقَـ'تُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَـ'كِينِ وَالْعَـ'مِلِينَ عَلَيهَا وَالْمُؤْلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَـ'رِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مّـِنَ اللَهِ وَاللَهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. [23] ـ «ألفيّة بحر العلوم» وقد جلّدت علي شكل كرّاسة مع فوائده النجفيّة، وألفيّة السيّد محسن الكاظميّ. [24] ـ «كامل الزيارات»، ص 205 إلي 207؛ ورواه المجلسيّ رضوان الله عليه في «بحار الانوار»؛ كتاب «المزار» عن ابن قولويه، في طبعة الكمبانيّ: ج 21، ص 146 و 147، وفي الطبعة الحديثة: ج 101، ص 82؛ وقال المرحوم الشيخ عبد الحسين الامينيّ التبريزيّ صاحب «الغدير» في تعليقته: الظاهر أنّ كلمة «للمفضّل» اشتباه إمّا من الراوي أو من المستنسخين، والصحيح: «لجابر» كما في «المزار الكبير» للمشهديّ، رواه بإسناده، وليسفيه المفضّل أصلاً؛ وكما في رواية السيّد ابن طاووس في مزاره. [25] ـ «الآية 172، من السورة 7: الاعراف» وتتمّتها: شَهِدْنَآ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـ'ذَا غَـ'فِلِينَ. [26] ـ «المستدرك» ج 1، ص 457 و 458؛ وورد هذا الكلام أيضاً في «تاريخ دمشق»، كتاب أميرالمؤمنين، ج 2، ص 39، الحديث 1070؛ وذكر ابن عساكر هذا الحديث كلّه في «تاريخ دمشق» كتاب أميرالمؤمنين عليه السلام، ج 2، ص 40، الحديث 1073، وفي آخره: قال عمر: لاَبقيتُ في قَوْمٍ لستَ فيهم أبا حسن! أو أ نّه قال: لاعشتُ في قوم لستَ فيهم أباحَسَن! ونقل ابن شهرآشوب هذه الرواية في مناقبه ج 2، ص 494، الطبعة الحجريّة، بالنسق المذكور عن «إحياء العلوم» للغزّاليّ، وفي آخرها قال أمير المؤمنين عليه السلام: فهو يشهد للمؤمن بالوفاء ويشهد علي الكافر بالجحود، قيل فذلك قول الناس عند الاستسلام: اللهُمَّ! إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك. وروي أبو سعيد الخدريّ هذا الخبر. وجاء في رواية شعبة عن قتادة، عن أنس أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لعمر: لاَتَقُلْ ذلك! فإنّ رسولالله صلّيالله عليه وآله وسلّم ما فعل فعلاً ولا سنّ سنّة إلاّ عن أمرالله، نزّل علي حُكمه. [27] ـ ذكر في هامش الكتاب أنّ نسخة «البدور السافرة» موجودة في مكتبة المصنّف أعليالله مقامه، ولوحظت منه أيضاً ثلاث نسخ أُخري. [28] ـ «تشييد المطاعن» ج 2، ص 556 إلي 558 من طبعة الاُوفسيت، الهند. [29] ـ «شرح نهج البلاغة» طبعة بيروت بالاُوفسيت، أربعة أجزاء دار المعرفة، دار الكاتب العربيّ، دار إحياء التراث العربيّ، ج 3، ص 122. [30] ـ «غاية المرام» القسم الثاني، ص 533، الحديث 23 عن طريق العامّة. [31] ـ «السـنن الكبري» ج 5، ص 75، كتاب الحجّ، باب تقبيل الحجر؛ ذكر صدر الرواية. [32] ـ «الغدير» ج 6، ص 103، رقم 8. [33] ـ «صحيح البخاريّ» ج 2، ص 151، كتاب الحجّ، باب تقبيل الحجر، طبعة بولاق؛ و«صحيح مسلم» ج 2، ص 925، باب 41 من كتاب الحجّ، الحديث 248 إلي 251، طبعة دار إحياء التراث العربيّ، بيروت، تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي.
|
|
|