|
|
الصفحة السابقةمنع أمير المؤمنين رجم المرأة التي ولدت لستّة أشهرروي الشيخ المفيد في « الإرشاد » عن يونس بن الحسن أنّ عمر أُتي بامرأة قد ولدت لستّة أشهر، فهمّ برجمها. فقال له أميرالمؤمنين علیه السلام: إنْ خَاصَمَتْكَ بِكِتَابِ اللَهِ خَصَمَتْكَ! إنَّ اللَهَ تَعَإلی يَقُولُ: «وَحَمْلُهُ و وَفِصَـ'لُهُ و ثَلَـ'ثُونَ شَهْرًا». [1] وَيَقُولُ جَلَّ قَائِلاً: «وَالْوَ ' لِدَ'تُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـ'دَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ». [2] فَإِذَا تَمَّمَتِ المَرْأَةُ الرَّضَاعَةَ سَنَتَيْنِ وَكَانَ حَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثِينَ شَهْراً، كَانَ الحَمْلُ مِنْهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ. ولمّا سمع عمر هذا الكلام من أمير المؤمنين علیه السلام، خلّي سبيل المرأة، وثبّت الحكم بذلك، فعمل به الصحابة والتابعون ومن أخذ عن علیّ علیه السلام إلی يومنا هذا. [3] وذكر ابن شهرآشوب أنّ الهيثم كان في جيش. فلمّا رجع، ولدت امرأته بعد قدومه بستّة أشهر ولداً، فأنكر ذلك منها، وجاء بها إلی عمر، وقصّ علیه. فأمر برجمها، فأدركها علیّ بن أبي طالب علیه السلام من قبل أن ترجم؛ ثمّ قال لعمر: أربع علی نفسك! إنّها صدقت. إنّ الله تعإلی يقول: وَحَمْلُهُ و وَفِصَـ'لُهُ و ثَلَـ'ثُونَ شَهْرًا. وكذلك يقول: وَالْوَ ' لِدَ ' تُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـ'دَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ. فالحمل والرضاع ثلاثون شهراً. فقال عمر: لَوْلاَ علیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ. وخلّي سبيلها. وأُلحق الولد بالرجل. وأُقرّ النسب. ثمّ قال ابن شهرآشوب بعد هذا المطلب: شرح ذلك: أقلّ الحمل أربعون يوماً وهو زمن انعقاد النطفة. وأقلّه لخروج الولد حيّاً ستّة أشهر. وذلك أنّ النطفة تبقي في الرحم أربعين يوماً، ثمّ تصير علقة أربعين يوماً، ثمّ تصير مضغة أربعين يوماً، ثمّ تتصوّر في أربعين يوماً، وتلجها الروح في عشرين يوماً، فذلك ستّة أشهر، فيكون الفصال في أربعة وعشرين شهراً، فيكون الحمل في ستّة أشهر. [4] وثبت إلیوم طبّيّاً أنّ الجنين يتمّ في بطن أُمّه لستّة أشهر، فيستطيع أن يواصل حياته، غاية الامر أنّ الاشهر الثلاثة الاُخري قد عُيّنت للنموّ في جوّ مناسب وتغذية أفضل. وفي ضوء ما ورد في كتب التأريخ، فإنّ سيّد الشهداء علیه السلام، ويحييبن زكريّا علی نبيّنا وآله وعلیهما الصلاة والسلام قد ولدا لستّة أشهر. فلمتكن هذه الحقيقة خارجة عن القواعد والقوانين الطبيعيّة. قال النيسابوريّ في تفسيره، في ذيل الآية: وَالْوَ ' لِدَ ' تُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـ'دَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ: إنّ مدّة الحمل ستّة أشهر. وعن عمر أنّ امرأة ولدت لستّة أشهر، فرفعت إلیه، فأمر برجمها، فأخبر علیاً رضيالله عنه بذلك فمنعه محتجّاً بالآية، فصدّقه عمر، وقال لَوْلاَ علیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ. وقال جإلینوس: إنّي كنت شديد الفحص عن مقادير أزمنة الحمل، فرأيت امرأة ولدت في المائة والاربع والثمانين ليلة. وزعم ابن سينا أ نّه شاهد ذلك. وذكر أهل التجارب قاعدة كلّيّة، قالوا: إنّ لتكوّن الجنين زماناً مقدّراً، فإذا تضاعف ذلك الزمان، تحرّك الجنين. ثمّ إذا أُضيف إلی المجموع مثلاه، انفصل الجنين. وعلی هذا، فلو تمّت خلقة الجنين في ثلاثين يوماً، وأتي علیه مثل ذلك، أي: إذا بلغ علوقه ستّين يوماً فقد تحرّك. وإذا أُضيف إلی هذا المقدار مثلاه ـ أي مائة وعشرون يوماًـ فبلغ مدّة مائة وثمانين فسينفصل. ولو تمّت خلقته في خمسة وثلاثين يوماً، فقد تحرّك في سبعين وانفصل في مائتين وعشرة، وهو سبعة أشهر. ولو تمّت خلقته في أربعين فقد تحرّك في ثمانين وانفصل في مائتين وأربعين، وهو ثمانية أشهر. وقلّما يعيش هذا المولود، إلاّ في بلاد معيّنة مثل: مصر، وقد مرّ هذا المعني في هذا الكتاب. ولو تمّت في خمسة وأربعين فقد تحرّك في تسعين وانفصل في مائتين وسبعين، وهي تسعة أشهر، وهو الاكثر. أمّا أكثر مدّة الحمل، فليس يعرف له دليل من القرآن الكريم. [5] وروي البيهقيّ في سننه مرسلاً، في باب مَا جَاءَ فِي أَقَلِّ الحَمْلِ بسندين متّصلين عن أبي الحرب بن الاسود الدؤليّ، وعن الحسن البصـريّ، أمـر عمـر بـرجم المـرأة التي ولدت لسـتّة أشـهـر، ومنع أميرالمؤمنين علیه السلام إيّاه. [6] وروي السيوطيّ هذا الحديث في «الدرّ المنثور» عن عبدالرزّاق، وعبدبن حميد، وابن منذر، عن طريق قُتادة، عن أبيالاسود الدؤليّ. [7] ونقله العلاّمة الفقيد آية الله الطباطبائيّ رضوانالله علیه في « الميزان » عن السيوطيّ في « الدرّ المنثور » والشيخ المفيد في « الإرشاد ». [8] وروي مضمون هذه الرواية أيضاً كلّ من: الخـوارزميّ،[9] ومحبّ الدين الطبـريّ؛[10] وسـبط ابن الجـوزيّ، [11] وابنعبدالبرّ، [12] والملاّ علیّ المتّقي الهنديّ. [13] وورد في آخر حديث الخوارزميّ أنّ هذه المرأة ولدت مرّة أُخري لستّة أشهر أيضاً. وذكره السيّد ابن طاووس عن مصادر العامّة ردّاً علی مذهبهم. [14] ورواه الملاّ علیّ المتّقي الهنديّ بسند آخر عن قتادة عنأبي الحرب ابنالاسودالدؤليّ، عن أبيه، وهو كما يأتي: رُفع إلی عمر امرأة ولدت لستّة أشهر، فأراد عمر أن يرجمها، فجاءت أُختها إلی علیّ بن أبي طالب علیه السلام، فقالت: إنّ عمر يرجم أُختي، فأُنشدك الله إن كنت تعلم أنّ لها عذراً لما أخبرتني به! فقال علیّ بن أبي طالب: إنّ لها عذراً. فكبّرت تكبيرة سمعها عمر ومَن عنده. فانطلقت إلی عمر، فقالت: إنّ علیاً زعم أنّ لاُختي عذراً. فأرسل عمر إلی علیّ: ما عذرها؟ قال علیه السلام: قال الله عزّ وجلّ: وَالوَ ' لِدَ ' تُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـ'دَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ. وقال: وَحَمْلُهُ و وَفِصَـ'لُهُ و ثَلَـ'ثُونَ شَهْرًا. فالحمل ستّة أشهر، والفصل أربعة وعشرون شهراً. فخلّي عمر سبيلها. قال: ثمّ إنّها ولدت بعد ذلك لستّة أشهر. [15] وحدث مثلها في عهد عثمان، وقضي عثمان برجم امرأة بريئة. وعندما بلغ عثمان احتجاج أمير المؤمنين علیه السلام، كان قد رجم تلك المرأة المسكينة، ولات حين لوم، إذ سبق السيف العذل. رجم عثمان امرأة مظلومة بسبب عدم عِلمه بالحكموقال السـيوطيّ في «الدرّ المنثور»: أخـرج ابن المنـذر، وابن أبيحاتم عن بعجةبن عبدالله الجهنيّ، قال: تزوّج رجل منّا امرأة من جهينة، فولدت له تماماً لستّة أشهر، فانطلق زوجها إلی عثمانبن عفّان، فأمر برجمها. فبلغ ذلك علیاً رضي الله عنه فأتاه، فقال: ماتصنع؟ قال عثمان: ولدت تماماً لستّة أشهر؛ وهل يكون ذلك؟ قال علیّ رضي الله عنه: أما سمعت الله تعإلی يقول: وَحَمْلُهُ و وَفِصَـ'لُهُ و ثَلَـ'ثُونَ شَهْرًا. وقال: حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ، فكم تجده بقي إلاّ ستّة أشهر؟! فقال عثمان: والله ما فطنتُ لهذا. علیَّ بالمرأة! فوجدوها قد فُرغ منها. وكان من قولها لاُختها: يَا أُخَيَّة! لاَ تَحْزَنِي فَوَاللَهِ مَا كَشَفَ فَرْجِي أَحَدٌ قَطُّ غَيْرُهُ! ( وسيكشف الله الغطاء، ويبيّن أ نّني كنت مظلومة وبريئة ). قال راوي الرواية: بعجة بن عبد الله الجُهَنيّ: فشبّ الغلام بعد، فاعترف الرجل به، وكان أشبه الناس به. قال: فرأيت الرجل بعد يَتَسَاقَطُ عُضْواً عُضْواً علی فِرَاشِهِ، لما جناه بقذف زوجته البريئة بالزنا. [16] وروي ذلك مالك، [17] والبيهقيّ،[18] وابن كثير الدمشقيّ، [19] والعينيّ.[20] وحكاه العلاّمة الفقيد آية الله الطباطبائيّ نقلاً عن السيوطيّ في « الدرّ المنثور ».[21] وذكره السيّد محسن الامين العامليّ في كتاب « عجائب الاحكام ».[22] ونقله العلاّمة الامينيّ في « الغدير » عن مصادره.[23] هذا هو دأب حكّام الجور إذ يشمرّون عن سواعدهم من أجل سفك دماء المظلومين والابرياء، ويعتذرون من ذلك بعدم العلم بالكتاب والسنّة، ويقسمون أ نّهم لم يعلموا، ألم يكن هناك من يقول لهؤلاء الذين ينطبق علیهم المثل القائل: أظئر أعطف من أُمّ؟ من الذي سمّاكم خليفة المسلمين، وأميرالمؤمنين، وخليفة رسول الله؟ وأمام أيّ أُمّة ألصقتم بأنفسكم هذه الالقاب؟ أأنتم خلفاء رسول الله، وتقيلون أميرالمؤمنين من مقامه ليذهب إلی خارج المدينة فيعمل في بستان هناك، ويحرث، ويزرع، ويسقي، وتضفون علی أنفسكم لقب الخليفة والامير، وترون أ نّكم خلفاء رسولالله، بينما تعترفون وتقرّون بجهلكم؟ إنّ النتيجة التي يتركها تسلّم الاشخاص غير المؤهّلين لمقام الولاية منصبَ الحكومة والولاية هي: أنّ أعراضه تظهر واحدة تلو الاُخري، ويظلّ الناس إلی قيام القائم بالحقّ في الضلال والحيرة والظلم، ويأتون إلی الدنيا ويرحلون عنها محرومين من الفيوضات الإلهيّة والآلاء الربّانيّة. وأيمُ الله عندما كنت مشغولاً أمس بكتابة قصّة هذه المرأة المظلومة التي رُجمت بوابل أحجار عثمان، كنت أبكي، ودموعي تسيل إلی درجة أ نّي أمسكتُ عن الكتابة أسيً علی مظلوميّة هذه المرأة فحسب، لاعلی مظلوميّة علیّ والزهراء وولدهما محسن! أجل، علی مظلوميّة هذه المرأة التي تزوّجت وفقاً للشرع الإسلاميّ وطبقاً للسنّة النبويّة، وتحمّلت فترة الحمل ومصاعبها، إلی أن ولدت، فجازوها، ولكن أيّ جزاء! لقد فصلوها عن وليدها بلا جرم ولا ذنب، ذلك الوليد الذي كانت تتمنّي أن ترضعه، وتضع صدرها علی صدره، وتنسي آلام الحمل والمخاض والولادة عندما تنظر إلی وجهه. ساقوها ورجموها حتّي زهقت روحها بتهمة الزنا! والزعم أنّ وليدها هو ابن زنا! وماذا تقول هذه المرأة في قرارة نفسها ووجدانها ومركز تفكيرها ودرايتها؟! إنّها الجملة الخفيّة التي قالتها لاُختها: ( ما كشف أحد فرجي غير زوجي، ولميطّلع علی سرّي غير الله ) هذا الطفل ابني، حملته في بطني علی سنّة رسولالله، وطويتُ فترة الحمل، وها أ نّي ألد، وتبدأ فترة الرضاع، ويرجمني غاصب الخلافة! لقد سجن يوسف لعصمته وطهارته. وكان بريئاً وعفيفاً. أجل، لا فرق بين قضيّة عثمان، وقضيّة عمر الذي كان قد أمر بالرجم، ولكن بلغه خبر أمير المؤمنين علیه السلام، والمرأة لمترجم بعد. كلتاهما تستقي من مصدر واحد وعين واحدة. حَكَمَ عثمان بالرجم، فرجمت المرأة. أمّا عمر فقد حكم به، فاتّفق بلوغ حكم علیّ والمرأة لم ترجم، فمُنع الرجم. كِلاَ الحكمين خاطي وناتج عن الجهل، بَيدَ أنّ حكم عثمان قد نُفِّذ، وحكم عمر لم ينفّذ. ولافرق بينهما أبداً في إصدار الحكم الظالم. ولكن عندما رجمت المرأة الجهينيّة، فإنّ كتب التأريخ والكلام ذكرت اسم عثمان بالسوء، وعُدّ هذا الرجم من النقم التي أسخطت الناس علیه، وأمّا عمر فلمّا لمينفّذ حكمه، ورفع صوته بقوله: لَوْلاَ علیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ. فإنّ أنصاره عدّوا ذلك دليلاً علی صدقه، وقالوا: سلّم بالحقّ. بَيدَ أنّا ذكرنا أ نّه لا فرق بين هاتين المسألتين من حيث ملاك القضيّة وروحها. واعترف عثمان أيضاً بعد لقائه أميرالمؤمنين علیه السلام واحتجاج الإمام علیه، أ نّه لم يعلم. وصدر الحكم من كلا المصدرين. ثمّ إذا كان كلام عمر الذي قاله في ثلاثة وعشرين موضعاً: لَوْلاَ علیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ يعني الهلاك الحقيقيّ والاُخرويّ والعذاب الإلهيّ، فلماذا نهض ولبس لامته أمام سلطان الولاية، فغضب حقّه الثابت عالماً عامداً؟! يستبين ـ إذَنـ أنّ مراده من هذا الكلام الهلاك الظاهريّ، وتشويه السمعة، وحطّ الشأن والمنصب الدنيويّ، إذ يذكر اسمه في المجالس والمحافل بسوء. وهذا ممّا لا قيمة له. كما أنّ كلامه ـ لا أبقانيالله لمعضلة ليس فيها أبوالحسن؛ لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبوالحسنـ لامفهوم له غير المفهوم المذكور آنفاً. فهو محتاج إلی علیّ لترسيخ أوتاد حكومته، وإلاّ فهو لايري نفسه سرّاً وواقعاً محتاجاً إلیه. وإنّما كان احتياجه إلیه في كونه دعامة من دعائم الخلافة التي لا تدور عجلة حكومته بغيرها. أشعار خزيمة بن ثابت الانصاريّ إبّان بيعة أمير المؤمنين علیه السلامقال الخوارزميّ: وبهذا الإسناد ( أي: سلسلة السند المذكور في الخبر السابق ) أخبرني أبوالعلاء الحافظ، عن الحسن بن أحمد الهمدانيّ إجازة في الحديث علی منبر رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم، أنشد خُزَيْمَةَبْنُ ثابِتِ الانصاريّ، وهو واقف بين يدي المنبر قائلاً: إذَا نَحْـنُ بَـايَعْـنَـا علیـاً فَحَـسْـبُـنَـا أَبُـوحَـسَـنٍ مِـمَّـا نَخَـافُ مِـنَ الفِتَنْ وَجَـدْنَـاهُ أَوْلَـي النَّـاسِ بِالنَّـاسِ إنَّـهُ أَطَـبُّ قُـرَيْـشٍ بِالكِتَـابِ وَبالـسُّـنَن وَإنَّ قُـرَيْـشــاً مَـا تَـشُــقُّ غُـبَـارَهُ إذَا مَا جَـرَي يَوْمـاً علی الضُّمُرِالبَـدَنْ وَفِيـهِ الَّـذِي فِيهِـمْ مِـنَ الخَيْـرِ كُلِّـهِ وَمَا فِيهِـمُ بَعْضُ الَّذِي فِيهِ مِنْ حَسَن [24] وكذلك روي الخوارزميّ بسنده المتّصل عن مهذّب الائمّة أبي المُظَفَّر، عبدالملكبن علیّ بن محمّد الهمدانيّ باتّصال السند إلی عمروبن ميمون عن ابنعبّاس قال: ولبعض أهل الكوفة في أميرالمؤمنين علیه السلام أيّام صفّين: أَنْتَ الإمام الَّذِي نَرْجُو بِطَاعَتِهِ يَوْمَ النُّشُورِ مِنَ الرَّحْمَنِ غُفْرَانَا أَوْضَحْتَ مِنْ دِينِنَا مَا كَانَ مُشْتَبِهاً جَزَاكَ رَبُّكَ عَنَّا فِيهِ حُسْنَانَا نَفْسِي الفِدَاءُ لِخَيْرِ النَّاسِ كُلِّهِمُ بَعْدَ النَبِّيِ علیِّ الخَيْرِ مَوْلاَنَا أَخِي النَّبِيِّ وَمَوْلَي المُؤْمِنِينَ مَعاً وَأَوَّلُ النَّاسِ تَصْدِيقاً وَإيمَانَا [25] وجملة القول أنّ جهل الحكّام الغاصبين لم يقتصر علی حقل وحقلين، بل كان في حقول كثيرة. فقد أُدير بهم ( أخذهم الدوار ) في المسائل الشرعيّة والآيات القرآنيّة واللغة والمعارف الإلهيّة حتّي أنّ علماء الكلام قد ضبطوا ذلك في احتجاجاتهم أمام المناوئين. عدم معرفة أبي بكر وعمر معني الابّذكر الشيخ المفيد قائلاً: سئل أبو بكر عن قوله تعإلی: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، فلميعرف معني الابّ من القرآن، فقال: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي أَمْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي أَمْ كَيْفَ أَصْنَعُ إنْ قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَهِ تَعَإلی بِمَا لاَ أَعْلَمُ؟! أَمَّا الفَاكِهَةُ فَنَعْرِفُهَا. وَأَمَّا الاَبُّ فَاللَهُ أَعْلَمُ بِهِ. فبلغ أمير المؤمنين علیه السلام مقاله في ذلك، فقال: يَا سُبْحَانَ اللَهِ! أَمَا عَلِمَ أَنَّ الاَبَّ هُوَ الكلاَءُ وَالمَرْعَي؛ وَأَنَّ قَوْلَهُ تَعَإلی: «وَفَاكِهَةً وَأَبًّا» اعْتَدادٌ مِنَ اللَهِ تَعَإلی بِإنْعَامِهِ علی خَلْقِهِ بِمَا غَذَّاهُمْ بِهِ وَخَلَقَهُ لَهُمْ وَلاِنْعَامِهِمْ مِمَّا تَحْيَي بِهِ أَنْفُسُهُمْ وَتَقُومُ بِهِ أَجْسَادُهُمْ. [26] وذكر ابن شهرآشوب صدر هذا الحديث المأثور بشأن أبيبكر، عن «فتاوي الجاحظ »، و « تفسير الثعلبيّ » ونقل ذيله المتمثّل بكلام أميرالمؤمنين علیه السلام، وذلك عن روايات أهل البيت علیهم السلام. [27] وروي كبار علماء التفسير من الخاصّة والعامّة عدم فهم أبيبكر معني الابّ الوارد في سورة عبس، منهم: الزمخشريّ [28] وابن كثير[29] والخازن [30] وأبوالسعود [31] والسيوطيّ. [32] فقد روي هؤلاء أنّ أبابكر لميعرف معني الابّ، وقد صرّح بذلك. ويضاف إلیه أنّ عمر لميعرفه أيضاً، حيث اعترف بجهله لمّا تلا الآية المذكورة علی المنبر، ونصّ علی أنّ البحث عن معني الابّ تكلّف في القرآن، وليس علینا أن نعرف معناه. فاعملوا بما عرفتم معناه من القرآن، وَكِلوا ما لا تعرفونه إلی الله! وفيما يأتي نصّ ما قاله السيوطيّ: أخرج أبو عبيدة في فضائله، وعبد بن حميد عن إبراهيم التميميّ قال: سئل أبوبكر عن قوله: وَأَبًّا، فقال: أَيُّ سَماءٍ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَهِ مَا لاَ أَعْلَمُ؟ وأخرج سعيدبن منصور، و ابنجرير، و ابنسعد، و عبد بن حميد، و ابن المنذر، و ابن مردويه، و البيهقيّ في «شعب الإیمان»، و الخطيب، و الحاكم، وصحّحه عن أنس أنّ عمر قرأ علی المنبر: «فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا...» إلی قَوْلِهِ: «وَأَبًّا»، قَالَ: كُلُّ هَذَا قَدْ عَرَفْنَاهُ؛ فَمَا الاَبُّ؟ ثُمَ رَفَضَ عَصاً كَانَتْ فِي يَدِهِ؛ فَقَالَ: هَذَا لَعَمْرُ اللَهِ هُوَ التَّكَلُّفُ فَمَا علیكَ أَن لاَتَدْرِي مَا الاَبُّ؛ اتَّبِعُوا مَا بُيِّنَ لَكُمْ هُدَاهُ مِنَ الكِتَابِ فَاعْمَلُوا بِهِ؛ وَمَا لَمْتَعْرِفُوهُ فَكِلُوهُ إلی رَبِّهِ! ( فلينظر الإنسان إلی طعامه. أ نّا صببنا الماء صبّاً. ثمّ شققنا الارض شقّاً، فأنْبَتْنا فيها حبّاً. وعنباً وقضباً، وخُضَراً طريّة طازجة تقطف، ثمّ تنمو ثانية، وأنبتنا شجر الزيتون، والتمر، وحدائق مملوءة بأشجار كثيفة، وفواكه، وأعشاب للبهائم متاعاً لكم ولانعامكم ). [33] واكتفي الحاكم في مسـتدركه بذكـر الروايـة الواردة عن عمر في عدممعرفة معني الابّ، والنهي عن التكلّف في القرآن. وروي ذلك عن عمر بسنده المتّصل عن أنس بن مالك؛ ثمّ قال بعد ذلك: هذا حديث صحيح علی شرط الشيخين، ولميخرجاه. [34] وروي السيوطيّ أيضاً ـ بعد هذين الحديثين المذكورين عن أبيبكر وعمرـ عن عبدبن حميد، وابن الانباريّ في « المصاحف »، عن أنس قال: قرأ عمر وَفَاكِهَةً وَأَبًّا، قال: هذا الفاكهة قد عرفناها، فما الابّ؟ ثمّ قال: مَهْ نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ. [35] وأخرج السيوطيّ أيضاً عن عبد بن حميد، عن عبدالرحمنبن يزيد أنّ رجلاً سأل عمر عن قوله: وَأَبًّا، فلمّا رآهم يقولون، أقبل علیهم بالدرّة. [36] وقال العلاّمة الفقيد آية الله الطباطبائيّ رضوان الله علیه في ذيل الحديث الاخير بعد نقل هذه الاحاديث عن تفسير « الدرّ المنثور »: هو مبنيّ علی منعهم عن البحث عن معارف الكتاب حتّي تفسير ألفاظه. [37] ويستبين من تفريع قوله: مَتَـ'عًا لَّكُمْ وَلاِنْعَـ'مِكُم علی الآيات السابقة أنّ الابّ هو كلا الماشية من غنم وبقر وإبل، نحو العلف والعشب الخاصّ بالبهائم كالتبن، والبرسيم، والعلف الصحراويّ والنبات الطبيعيّ. ذلك أ نّه بعد أن عدّد النباتات علی الارض كالحبّ، والعنب، والخضر المقطوفة ( مثل الكرّاث والبقدونس والشبت وغيرها ) والزيتون والتمر وأنواع الفواكه ـ وهي كلّها للإنسانـ ذكر الابّ، ثمّ إنّه جعل المجموعة التي عدّدها متاعاً للإنسان والانعام، فيستبين أنّ معني الابّ هو العلف النابت في المراتع والمروج، والصحاري، وهو طعام الحيوانات. وتحدّث ابن حجر العسقلانيّ في كتابه «فتح الباري» دفاعاً عن حرمة الشيخين، وتنزيهاً لساحتهما عن لوث الجهل بكتاب الله بما فيه ألفاظه، مع زعمه أ نّهما خليفتا رسول الله الذي أتي بالقرآن. وذكر عبارة تدلّ علی أ نّه لايعرف الالف من الباء. قيل: سئل ابنٌ لبستانيّ: كم مرّة في إلیوم يسقي أبوك الازهار؟ ولمّا لميعلم، وأراد أن يتملّص من الجواب، قال: ليس في بستان أبي أزهار فتحتاج إلی الماء. [38] وابن حجر يقول أيضاً: وقيل: إنّ الابّ ليس بعربيّ، ويؤيّده خفاؤه علی مثل أبيبكر وعمر. [39] وهذا كلام عجيب بلغ من الوهي والوهن أ نّه هو ذاته خجل منه، فنسب إلی نفسه هذا الاحتمال، وقال رجماً بالغيب: قيل! وذلك: أوّلاً: لماذا استعمل القرآن الكريم الذي أتي بأفصح الالفاظ وأبلغها كلمة غريبة هنا في غير سَدَد، حتّي غابت عن الاذهان، وظلّ معناها غامضاً علی الخليفتين؟ ثانياً: إذا كانت هذه الكلمة غير عربيّة، فلماذا ذكرها أصحاب اللغة والمصنّفون والمؤلّفون الكبار في هذا الفنّ كسائر المفردات العربيّة في كتبهم، ولميشيروا إلی عجمتها وغرابتها؟ ثالثاً: وردت روايات جمّة في معني الابّ من طرق العامّة، وذلك في تفسير « الدرّ المنثور »، و « تفسير ابن كثير » وفيهما أنّ معناه هو العلف الذي تأكله الحيوانات. نحو: رواية ابن المنذر، عن السدّيّ أ نّه قال: الحدائق: البَسَاتين ] والقَضْب: ما قدُم من الاشجار [ والابّ العشب. وقال في معني قوله تعإلی: «مَتَـ'عًا لَّكُمْ وَلاِنْعَـ'مِكُمْ»: الفاكهة لكم، و العشب لانعامكم ( الإبل والبقر والغنم ). [40] ورواية عبد بن حميد عن الضّحاك، قال: الفاكهة التي يأكلها بنو آدم. و الابّ المرعي. [41] ورواية عبد بن حميد عن عكرمة، قال: الفاكهة ما تأكل الناس. و الابّ ما تأكل الدوابّ. [42] وروايتـه عـن الحسـن، قـال: مـا طـاب واحلـولي فلكـم. والابّ لانعامكم. [43] وروايته عن سعيد بن جبير، قال: وَأَبًّا الكلا. [44] وروايته عن أبي مالك، قال: الابّ: الكلا. [45] وروايته عن عطاء، قال: كلّ شيء ينبت علی الارض، فهو الابّ. [46] رابعاً: للابّ جذر عربيّ، وقد ورد في أشعار العرب، كما قال السيوطيّ: وأخرج الطستيّ في مسائله عن ابن عبّاس أنّ نافعبن الازرق سأله عن قوله: وَأَبًّا. فقال ابن عبّاس: الابّ ما يعتلف منه الدوابّ. قال نافع: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم! أما سمعت قول الشاعر: تَـرَي بِـهِ الاَبَّ وَإلیـقْـطِـيـنَ مُخْتَلِطـاً علی الشَّـرِيعَةِ يَجْـرِي تَحْتَهَا العَذبُ [47] وذكر الزمخشريّ في تفسير « الكشّاف »، ونقل عنه الفخر الرازيّ أيضاً أنّ: الاَبُّ المَرْعَي؛ لاِ نَّهُ يُؤَبُّ أَيْ يَؤَمّ وَيُنْتَجَعُ؛ وَالاَبُّ وَالاَمُّ أَخَوانِ؛ قَالَ: جِذْمُنَا قَيْسٌ وَنَجْدٌ دَارُنَا وَلَنَا الاَبُّ بِهِ وَالمَكْرَعُ[48] يفتخر الشاعر هنا علی غيره بالشـرف والشـجاعة، لانّ أصله من قَيْس، وله المرعي ومورد الماء. وقال ابن الاثير في مادّة أبَبَ بعد عرض حديث عمر، واعترافه بجهله، ونهيه عن التكلّف في القرآن: الابّ المرعي المتهيّي للرعي والقطع. وقيل: الابّ من المرعي للدوابّ كالفاكهة للإنسان. ومنه قول قُسِّ بن ساعدة:[49] فَجَعَلَ يَرْتَعُ أَبَّاً وَأَصِيدُ ضَبَّاً.[50] وأمّا البخاريّ فقد أسقط في صحيحه صدرالحديث المتمثّل بسؤال أبيبكر وعمر عن الابّ، وعدم علمهما به، واقتصر علی ذيل حديث عمر إذ روي عنه أنس فقال: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ. [51] وحاول الزمخشريّ أيضاً أن يدافع عن حرمة الشيخين، وأراد تنزيه ساحتهما بفلسفة مبتورة واهية. فقد ذكر في تفسيره ـ كما قلناـ الروايتين كلتيهما في عدمفهم الشيخين معني الابّ، ونهي عمر عن التكلّف في القرآن؛ ثمّ قال: إن قلت: فهذا يشبه النهي عن تتبّع معاني القرآن والبحث عن مشكلاته. قلتُ: لم يذهب إلی ذلك، ولكنّ القوم كانت أكبر همّتهم عاكفة علی العمل، وكان التشاغل بشيء من العلم لا يعمل به تكلّفاً عندهم. فأراد أنّ الآية مسوقة في الامتنان علی الإنسان بمطعمه واستدعاء شكره؛ وقد عُلم من فحوي الآية أنّ الابّ بعض ما أنبته الله للإنسان متاعاً له أو لانعامه ( الإبل والبقر والغنم ). ] يقول عمر إذَن [: فعلیك بما هو أهمّ من النهوض بالشكر للّه ـ علی ما تبيّن لك ولم يشكلـ ممّا عدّد من نعمه! ولا تتشاغل عنه بطلب معني الابّ ومعرفة النبات الخاصّ الذي هو اسم له! واكتفِ بالمعرفة الجمليّة إلی أن يتبيّن لك في غير هذا الوقت. ثمّ وصّي الناس بأن يجروا علی هذا السنن فيما أشبه ذلك من مشكلات القرآن.[52] ولا يصّح هذا الجواب أيضاً، لا نّه علی الرغم من أ نّه لمينف جهل الشيخين معني الابّ، فلم يُعْلَم كيف يكون السؤال عن معني ظاهر وبسيط للفظ من ألفاظ القرآن تكلّفاً؟! إلیس للناس بما فيهم العرب أن يسألوا عن معناه الظاهر وألفاظه، وهو الذي جاء للتدبّر والتأمّل والتفكّر؟ وسنناقش فيما بعد إن شاء الله وبحوله وقوّته سبب منع الشيخين نقل الاحاديث النبويّة، بخاصّة نهي عمر الشديد المقرون بالعقوبة والتعذيب عن البحث في الآيات القرآنيّة، ومعرفة شأن نزولها، والتأمّل والتفكّر فيها، وكذلك نهيه عن تدوين الحديث. وسنبيّن أ نّه لميهدف إلاّ إلی ترك الاذهان فجّة غير ناضجة، وإبقائها غريبة عن الولاية والآيات الواردة بشأن مولي الموإلی أميرالمؤمنين علیه أفضل صلوات المصلّين. عدم معرفة أبي بكر معني الكلالة في القرآنذكر الشيخ المفيد في « الإرشاد » أنّ أبا بكر سئل عن الكلالة، فقال: أَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِي؛ فَإنْ أَصَبْتُ فَمِنَ اللَهِ؛ وَإنْ أَخْطَأَتُ فَمِنْ نَفْسِي وَمِنَ الشَّيْطَانِ. فبلغ ذلك أمير المؤمنين علیه السلام فقال: مَا أَغْنَاهُ عَنِ الرَّأْيِ فِي هَذَا المَكَانِ! أَمَا عَلِمَ أَنَّ الكَلاَلَةَ هُمُ الإخْوَةُ وَالاَخَواتُ مِنْ قِبَلِ الاَبِ وَالاُمِّ؛ وَمِنْ قِبَلِ الاَبِ علی انفِرَادِهِ؛ وَمِنْ قِبَلِ الاُمِّ أَيْضاً علی حِدَتِهَا (في النسخة البدل: انفرادها )؟! قَالَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَـ'لَةِ إِنِ امْرُؤٌا هَلَكَ لَيْسَ لَهُ و وَلَدٌ وَلَهُ و´ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ» [53]؛ وَقَالَ عَزَّ قَائِلاً: «وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَـ'لَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ و أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَ ' حِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُو´ا أَكْثَرَ مِن ذَ ' لِكَ فَهُمْ شُرَكَآءُ فِي الثُّلُثِ». [54] ولذلك نري أنّ الله تعإلی ورّث الكلالة التي تشمل الاُخت من الاب والاُمّ، والاُخت من الاب، في الآية الاُولي نصف ما ترك الميّت. وقرّر لها في الآية الثانية ـ التي تخصّ الاخ أو الاُخت من الاُمّ ـ السُّدس أو الثلث في فرض الانفراد أو الاجتماع. فعلی هذا يلاحظ للكلالة في القرآن معني معيّن. فهو يطلق أوّلاً علی الاخوات والإخوة من الاب والاُمّ، وثانياً علیهم من الاب، وثالثاً علیهم من الاُمّ. وهذا الحكم منصوص علیه في القرآن لهذا الموضوع. ويستعمل الرأي في المواضع التي ليس فيها نصّ. ولذلك قال علیه السلام: ما أغناه عن الرأي في هذا المكان! وهذه المسألة ليست مسألة نظريّة، فتحتاج إلی الرأي. وإنّما هي مسألة لغويّة، بيّنت الآية القرآنيّة حكمها بصراحة. وذكر الملاّ علیّ المتّقي في « كنز العمّال » روايات جاء فيها أنّ أبابكر وعمر لم يعرفا معني الكلالة، منها: روي عن الشعبيّ مثل صدر الرواية التي نقلناها عن « الإرشاد » للمفيد، وفيها أنّ أبابكر قال: لا أعلم، وبعد ذلك أضاف جملة قالها أبوبكر، ونصّها: أرَاهُ مَا خَلاَ الوَالِدِ وَالوَلَدِ. ولمّا استخلف عمر، قال الكَلاَلَةُ مَا عَدَا الوَلَد. وفي لفظ آخر: مَن لاَوَلَدَ لَهُ. فلمّا طعن ( بخنجر أبي لؤلؤة )، قال: إنّي أستحي من الله أن أُخالف أبابكر. أري أنّ الكلالة هم ما عدا الوالد والولد.[55] وكذلك روي الملاّ علیّ المتّقيّ عن سعيد بن المسيّب أنّ عمر سأل رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم كيف يورث الكلالة. فقال صلّيالله علیه وآله: أَوَ لَيْسَ قَدْ بَيَّنَ اللَهُ ذَلِكَ؟ ثمّ قرأ ] الآية الكريمة [: وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَـ'لَةً أَوِْ امْرَأَةٌ... إلی آخر الآية. فكان عمر لم يفهم، فقال لحفصة: إذا رأيتِ من رسول الله صلّيالله علیه وآله وسلّم طيب نفس فاسإلیه عنها! ( ولمّا سألته حفصة )، قال: أبوكِ ذكر لك هذا! مَا أَرَي أَبَاكِ يَعْلَمُهَا أَبَداً. فكان عمر يقول: مَا أَرَانِـي أَعْلَمُهَا أَبَـداً وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ مَا قَالَ. [56] وروي مسلم وأحمد وابن ماجة والبيهقيّ والطبريّ والقرطبيّ جميعاً عن معدانبن أبي طلحة إلیعمريّ أ نّه قال: إنّ عمر بن الخطّاب خطب يوم جمعة، وذكر نبيّ الله صلّي الله علیه وآله، وذكر أبابكر، ثمّ قال: إنّي لا أدع بعدي شيئاً أهمّ عندي من الكلالة. ] و [ ما راجعت رسولالله في شيء ما راجعته في الكلالة. وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتّي طعن بإصبعه في صدري وقال: يَا عُمَرُ! أَلاَ تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ؟[57] ] وقال عمر [: وإنّي إن أعش أقض فيها بقضيّة يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لايقرأ القرآن. [58] قال السيوطيّ: قال مسروق: سألت عمر ] بن الخطّاب [ عن ذي قرابة لي ورث كلالة: فقال الكَلاَلَة، الكَلاَلَة، وأخذ بلحيته، ثمّ قال: والله لان أعلمها أحبّ إلی من أن يكون لي ما علی الارض من شيء. سألت عنها رسولالله صلّيالله علیه ] وآله [، فقال: ألم تسمع الآية التي أُنزلت في الصيف؟ فأعادها ثلاث مرّات. وروي الحاكم في « المستدرك » عن محمّد بن طلحة، عن عمربن الخطّاب أ نّه قال: لاَنْ أَكُونَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ عَنْ ثَلاَثٍ أَحَبُّ إلیَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ: مَنِ الخَلِيفَةُ بَعْدَهُ؟ وَعَن قَوْمٍ قَالُوا: نُقِرُّ بِالزَّكَاةِ فِي أَمْوَالِنَا وَلاَ نُؤَدِّيهَا إلیكَ، أَيَحِلُّ قِتَالُهُمْ؟ وَعَنِ الكَلاَلَةِ. [59] وكذلك روي ضمن رواية عن حذيفة بن إلیمان قال: لمّا نزلت الآية: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَـ'لَةِ، علّمها رسولالله صلّيالله علیه وآله حذيفة، وعلّمها حذيفة عمر، ثمّ سأل عمر حذيفة عنها، فقال: وَاللَهِ إنَّكَ لاَحْمَقُ إن كُنْتُ ظَنَنْتُ إنَّهُ لَقَّانِيهَا رَسُولُ اللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ فَلَقَّيتُكَهَا كَمَا لَقَّانِيهَا رَسُولُ اللَهِ! وَاللَهِ لاَ أَزِيدُكَ علیهَا شَيْئَاً أَبَدَاً. اعتراض يهوديّ علی أبي بكر حول مكان الله، وجواب الإمام علیّوذكر الشيخ المفيد في «الإرشاد» أ نّه جاءت الرواية أنّ بعض أحبار إلیهود جاء إلی أبي بكر فقال له: أنتَ خليفة نبيّ هذه الاُ مّة؟! فقال له: نعم! فقال: إنّا نجد في التوراة أنّ خلفاء الانبياء أعلم أُممهم! فأخبرني عن الله تعإلی أين هو؟ أفي السماء أم في الارض؟ فقال أبو بكر: هو في السماء علی العرش. فقال إلیهوديّ: فأري الارض خإلیة منه. وأراه علی هذا القول في مكان دون مكان! فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة؛ اغرب عنّي، وإلاّ قتلتك! فولّي الحبر متعجبّاً يستهزي بالإسلام. فاستقبله أميرالمؤمنين علیه السلام فقال: يا يهوديّ! قد عرفتُ ما سألتَ عنه وما أُجبت به. وإنّا نقول: إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَيَّنَ الاَيْنَ، فَلاَ أَيْنَ لَهُ، وَجَلَّ أَنْ يَحْوِيَهُ مَكانٌ؛ وَهُوَ فِي كُلِّ مَكَانٍ بِغَيْرِ مُمَاسَّةٍ، وَلاَ مُجَاوَرَةٍ يُحِيطُ عِلْمَاً بِمَا فِيهَا؛ وَلاَيَخْلُو شَيءٌ مِنْهَا مِنْ تَدْبِيرِهِ. ] ثمّ قال له أمير المؤمنين [: وإنّي مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم يصدّق ما ذكرته لك. فإن عرفته، أتؤمن به؟ فقال إلیهوديّ: نعم! فقال ] أميرالمؤمنين علیه السلام [: ألستم تجدون في بعض كتبكم أنّ موسيبن عمران علی نبيّنا وآله وعلیه السلام كان ذات يوم جالساً إذ جاءه مَلَك من المشرق، فقال له موسي: من أين أقبلتَ؟! قال: من عند الله عزّ وجلّ! ثمّ جاءه مَلَك من المغرب، فقال له: من أين جئتَ؟! فقال: من عند الله عزّ وجلّ! ثمّ جاءه ملك، فقال: قد جئتك من السماء السابعة، من عند الله عزّ وجلّ. وجاءه ملك آخر، فقال له: قد جئتك من الارض السفلي السابعة من عند الله تعإلی! فَقَالَ مُوسَي علی نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَعلیهِ السَّلاَمُ: سُبْحَانَ مَنْ لاَيَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ وَلاَيَكُونُ مِنْ ( في النسخة البدل: إلی ) مَكَانٍ أَقْرَبُ مِنْ مَكَانٍ. فقال إلیهوديّ: أشهد أنّ هذا هو الحقّ؛ وأ نّك أحقّ بمقام نبيّك ممّن استولي علیه. [60] وأمثال هذه الاخبار كثيرة، وفيها أنّ أبا بكر عجز عن جواب علماء إلیهود والنصاري. ولولا أمير المؤمنين علیه السلام وإغاثته بالجواب، لسوّي إلیهود والنصاري أبا بكر وأمثاله مع الارض، ولقطعوا دابر الإسلام والمسلمين. وما أحسن وأروع ما أنشده الشاعر الكبير في قياس وإلی مقام الولاية والإمامة بأبي بكر؛ الحاكم الغاصب المفروض علی الاُ مّة، إذ قال: تَـبَّـاً لِـنُـصَّـابَـةِ الاَنَـامِ وَقَـدْ تَـهَـافَـتُـوا بِالَّـذِي بِـهِ فَـاهُـوا قَـاسُـوا عَـتِـيـقَـاً بِحَـيْـدَرٍ عَـمَـيَـتْ عُـيُــونُـهُــمْ بِـالَّـذِي بِـهِ تَـاهُـوا كَـمْ بَـيْـنَ مَـنْ شَـكَّ فِـي هِـدَايَـتِـهِ وَبَـيْـنَ مَـنْ قَـالَ: إنَّـهُ الـلَـهُ أَهْلُ الوَرَي عَجَزُوا عَنْ وَصْفِ حَيْدَرَةً وَالعَارِفُـونَ بِمَعْـنَـي وَصْـفِـهِ تَـاهُـوا إنْ أَدْعُـهُ بَـشَـراً فَالْعَـقْـلُ يَمْنَـعـنِـي وَأَخْتَـشِـي اللَهَ فِي قَـوْلِـي هُـوَ الـلَـهُ وبلغ أبو بكر من الحمق والجهل درجة أنّ عمر سمّاه: أُحَيْمقُ بَنِي تَيْمٍ، وسمّي ابنه عبدالرحمن دُوَيْبَّةُ سُوءٍ، وكان يري أ نّه أفضل من أبيه. وتحدّث ابن أبي الحديد في « شرح نهج البلاغة » مفصلاً، نقلاً عن الشريف المرتضي في « الشافي »، فذكر رضا عمر في ظاهره بخلافة أبيبكر، وكرهه لها في باطنه، ثمّ نقل الرواية الآتية دليلاً علی هذه الحقيقة، فقال: روي هَيْثَمُ بْنُ عَدِيّ عن عبد الله بن عبّاس الهَمْدانيّ، عن سعيدبن جبير أ نّه قال: ذكر أبو بكر وعمر عند عبد الله بن عمر. فقال رجل: كَانَا وَاللَهِ شَمْسَي هَذِهِ الاُ مَّةِ وَنُوْرَيْهَا. فقال ابن عمر: وما يدريك؟! قال الرجل: أو ليس قد ائتلفا؟! قال ابن عمر: بل اختلفا لو كنتم تعلمون! أشهد أ نّي كنت عند أبي يوماً، وقد أمرني أن أحبس الناس عنه! فاستأذن علیه عبد الرحمن بن أبيبكر، فقال عمر: دُوَيْبَّةُ سُوءٍ وَلَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ. فأوحشني ذلك منه، فقلت: يا أبت! عبد الرحمن خير من أبيه؟! فقال: ومن ليس بخير من أبيه لا أُمّ لك! ائذن لعبد الرحمن. فدخل علیه، فكلّمه في الحُطَيْئَة الشاعر أن يرضي عنه ـ وقد كان عمر حبسه في شعر قالهـ فقال عمر: إنّ في الحطيئة أوداً، فدعني أُقوّمه بطول حبسه! فألحّ علیه عبد الرحمن، وأبي عمر، فخرج عبدالرحمن، فأقبل علیَّ أبي وقال: أَفِي غَفْلَةٍ أَنْتَ إلی يَوْمِكَ هَذَا عَمَّا كَانَ مِنْ تَقَدُّمِ أُحَيْمِقِ بَنِي تَيْمٍ وَظُلْمِهِ لِي؟! فقلتُ: لا علم لي بما كان من ذلك! قال: يا بُنيَّ! فما عسيت أن تعلم! فقلتُ: والله لهو أحبّ إلی الناس من ضياء أبصارهم! قال: إنّ ذلك لكذلك علی رغم أبيك وسخطه! قلتُ: يا أَبَتِ! أفلا تجلّي عن فعله بموقف في الناس تبيّن ذلك لهم؟! قال: وكيف لي بذلك مع ما ذكرت أ نّه أحبّ إلی الناس من ضياء أبصارهم؟ إذَنْ يرضخ رأس أبيك بالجندل! قال ابن عمر: ثمّ تجاسر ] أبي [ والله فجسر. فما دارت الجمعة حتّي قام خطبياً في الناس، فقال: أَيُّهَا النَّاسُ! إنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً وَقَي اللَهُ شَرَّهَا. فَمَنْ دَعَاكُمْ إلی مِثْلِهَا فَاقْتُلُوهُ! [61] جهل الشيخين بالمسائل الشرعيّةقال ابن شهرآشوب: سأل رجل أبا بكر عن رجل تزوّج بامرأة عند الصبح، فولدت عشيّة، فحاز ميراثه الابن والاُمّ، فلميعرف. فقال علیّ علیه السلام: هَذَا رَجُلٌ لَهُ جَارِيةٌ حُبْلَي مِنْهُ فَلَمَّا تَمَخَّضَت مَاتَ الرَّجُلُ. [62] والمراد أنّ هذا الرجل كانت له جارية، حملت منه، ثمّ أعتقها، وبعد ذلك تزوّجها صباحاً، فولدت عشيّة، ثمّ مات الرجل، فورثته المرأة والولد. يقول الفضل بن شاذان في احتجاجاته علی العامّة: رويتم عن عبدالاعلی، عن سعيد بن قتادة أنّ عمر بن الخطّاب خطب للناس، فقال: ألا لا أعلم رجلاً تزوّج علی أكثر من أربعمائة درهم، إلاّ أنهكته عقوبةً! قال ] ابن قتادة [: فأتته امرأة، فقالت: مَا لَنَا وَلَكَ يَا عُمَرُ؟ قَوْلُ اللَهِ أَعْدَلُ مِنْ قَوْلِكَ وَأُوْلَي أَنْ يُتَّبَعَ، فقال عمر: ما قال الله تعإلی؟! قالت: قال الله عزّ وجلّ: وَإِنْ أَرَدتُّمُ وَاسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَب'هُنَّ قِنطَاراً فَلاَتَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأخُذُونَهُ و بُهْتَـ'نًا وَإِثْمًا مُّبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ و وَقَدْ أَفْضَي' بَعْضَكُمْ إلی' بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُمْ مِّيثَـ'قًا غَلِيظًا. [63] ] ثمّ قالت المرأة لعمر [: القنطار بمقدار دية الإنسان، [64] وهو أكثر من أربعمائة درهم فقال عمر: كُلُّ أَحَدٍ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ. ثمّ عاد إلی المنبر، فخطب، فقال: أَيُّهَا النَّاسُ! إنِّي كُنْتُ نَهَيْتُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ علی أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعْمائَةِ دِرْهَمٍ وَإنَّ امْرَأَةً أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ جَاءَتَنِي فَحَاجَّتْني بِكِتَابِ اللَهِ فَحَجَّتْ وَفَلَجَتْ؛ وَإنَّ المَهْرَ مَا تَرَاضَي بِهِ المُسْلِمُونَ. [65] ونقل أُستاذنا الكريم العلاّمة الطباطبائيّ رضوان الله علیه عنتفسير«الدرّ المنثور » أنّ السيوطيّ حكاه عن عبد الرزّاق، وابن المنذر عن عبدالرحمن السُّلَميّ، وأيضاً عن سعيد بن منصور، وأبي يعلی بسند جيّد عن مَسْرُوق، وكذلك عن سعيد بن منصور وعبد بن حميد، عن بكربن عبدالله المُزْنيّ. [66] وروي عن الزبيـر بن بكّـار في «الموفّقيّات» عن عبداللهبن مصعب قال: قال عمر: لاَ يَزِيدُوا فِي مُهُورِ النِّسَاءِ علی أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة فَمَنْ زَادَ أَلْقَيْتُ الزِيَادَةَ فِي بَيْتِ المَالِ ـ الرواية. [67] وذكر العلاّمة الامينيّ هذه القصّة بتسع صور نقلاً عن المصادر التأريخيّة المهمّة، ومشايخ الحديث والتفسير. وجاء في بعضها أنّ عمر قال: لاتزيدوا في مهور النساء علی أربعين أُوقيّة، وإن كانت بنت ذي الفضّة، ] يعني يزيد بن الحصين الحارثيّ [ [68] فقامت امرأة من صفّ النساء طويلة في أنفها فَطَس، فقالت: ما ذاك لك. فقال عمر: امرأة أصابت ورجل أخطأ. وورد في بعضها أنّ عمر قال: كُلُّ أَحَدٍ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ. وكرّرها مرّتين أو ثلاثاً. وجاء في بعضها أ نّه قال لاصحابه بعد هذا الكلام: تَسْمَعُونَنِي أَقُولُ مِثْلَ القَوْلِ فَلاَتُنْكِرُونَهُ علیَّ حَتَّي تَرُدَّ علیَّ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ أَعْلَمِ النِّسَاءِ! وقال عمر في بعضها: إنَّ امْرَأةً خَاصَمَتْ عُمَرَ فَخَصَمَتْهُ. وفي بعضها: كُلُّ أَحَدٍ أَعْلَمُ مِنْ عُمَرَ. وفي بعضها: وَكُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ.[69] وفي بعضها: كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ حَتَّي رَبَّاتِ الحِجَالِ؛ أَلاَ تَعْجَبُونَ مِنْ إمَامٍ أَخْطَأَ وَامْرَأَةٍ أَصَابَتْ؛ فَاضَلَتْ إمَامَكُمْ فَنَضَلَتْهُ! وفي بعضها: كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ حَتَّي المُخَدَّراتِ فِي البُيُوتِ. جمع الحاكم النيسابوريّ طرق هذه الرواية لعمر في جزء كبير كما قاله في مستدركه، ج 2، ص 177، وقال: تواترت الاسانيد الصحيحة بصحّة خطبة عمربن الخطّاب بذلك. وأقرّه الذهبيّ في « تلخيص المستدرك ». وأخرجه الخطيب البغداديّ في تاريخه ج3، ص257 بعدّة طرق، وصحّحها. [70] ارجاعات [1] ـ الآية 15، من السورة 46: الاحقاف. وتمام الآية: وَوَصَّيْنَا الاْءِنسَـ'نَ بِوَ 'لِدَيْهِ إِحْسَـ'نًا حَمَلْتُهُ أُمُّهُ و كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ و وَفِصَـ'لُهُ و ثَلَـ'ثُونَ شَهْرًا حَتَّي'´ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ و وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي´ أَن أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي´ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَي' وَ 'لِدَيَّ وَأَن أَعْمَلَ صَـ'لِحًا تَرضَب'هُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي´ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. [2] ـ الآية 233، من السورة 2: البقرة. وتمام الآية وَالْوَ ' لِدَ ' تُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـ'دَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَي الْمَوْلُودِ لَهُ و رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَتُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَ ' لِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ و بِوَلَدِهِ وَعَلَي الْوَارِثِ مِثْلُ ذَ ' لِكَ فَإِنْ أَرَادَ فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُو´ا أَوْلَـ'دَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتٌم مَّآ ءَاتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَهَ وَاعْلَمُو´ا أَنَّ اللَهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. (الفصال لمرض الاُمّ أو لسفر، أو عند العثور علي مرضعة أفضل أو الطلاق أحياناً وغير ذلك). [3] ـ «الإرشاد» ص 113 و 114، الطبعة الحجريّة؛ و«الإیضاح» للفضل بن شاذان بتعليق الاُرمويّ، ص 190 و 191. وفيه. ومن الاحاديث التي تذكرونها، ولاينكرها المخالف والموافق هذا الحديث... إلي آخره. ورواه المجلسيّ رضوان الله عليه في الجزء التاسع من «بحار الانوار» ص 483، طبعة الكمبانيّ، عن «بشارة المصطفي» للطبريّ، عن يونسبن الحسن بعينه. [4] ـ «المناقب» ص 496، الطبعة الحجريّة. [5] ـ «تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان» لنظام الدين حسن بن محمّد القمّيّ النيسابوريّ المتوفّي سنة 728 ه، ج 26، ص 10، طبعة مطبعة الحلّيّ بمصر. [6] ـ «السنن الكبري» ج 7، ص 442. [7] ـ تفسير «الدرّ المنثور» ج 6، ص 40. [8] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 18، ص 224. [9] ـ «مناقب الخوارزميّ» ص 57 من الطبعة الحجريّة، وص 49 و 50 من الطبعة الحديثة بالنجف؛ ونقله البحرانيّ في «غاية المرام» ص 531، الحديث 8 عن العامّة، عن الخوارزميّ، عن الزمخشريّ. [10] ـ «ذخائر العقبي» ص 82. ثمّ قال: أخرجه القلعيّ، وابن السمّان. وأخرج أحمد، وأبوعمر عن سعيدبن المسيّب ما نصّه: كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن؛ وكتاب «الرياض النضرة» ج 3، ص 205، طبعة مكتبة لبندة. وقال: أخرجه العقيليّ وابنالسمّان عنأبي حزم، عن أبي الاسود. [11] ـ «تذكرة خواصّ الاُ مّة» ص 87. [12] ـ «الاستيعاب» ج 3، ص 1103. [13] ـ «كنز العمّال» ج 6، ص 106، الحديث 785 عن عبد الرزّاق في جامعه، الطبعة الثانية، حيدرآباد. [14] ـ «الطرائف في معرفة مذهب الطوائف» ص 472، طبعة مطبعة الخيّام، 1400 ه. وقال ما نصّه: ومن طرائف ما شهدوا به علي خليفتهم عمر أيضاً من إقدامه علي قتل النفوس وتغيير شريعة نبيّهم وتبديله لاحكامه ما ذكره الحميديّ في كتاب «الجمع بين الصحيحين» في فصل منفرد في آخر الكتاب المذكور. قال: إنّ عمر أمر برجم امرأة ولدت لستّة أشهر... إلي آخر الرواية. [15] ـ «كنز العمّال» ج 6، ص 106، الحديث 784، الطبعة الثانية، حيدرآباد، عن عبدالرزّاق وعبدبن حميد، وابن المنذر. [16] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 40 في تفسير الآية: وَوَصَّيْنَا الاْءِنسَـ'نَ بِوَ ' لِدَيْهِ إِحْسَـ'نًا. [17] ـ «الموطّأ» لمالك، تصحيح وتعليق محمّد فؤاد عبد الباقي، ج 2، ص 825، الحديث 11 من كتاب حدود ما جاء في الرجم. [18] ـ «السنن الكبري» ج 7، ص 442 و 443. [19] ـ «تفسير القرآن الكريم» ج 6، ص 281، طبعة دار الفكر، تفسير الآية وَوَصَّيْنَا الإْنـسَـ'نَ. وقال الراوي معمر بن عبد الله الجهنيّ الذي حفظ الرواية: لمّا رآه أبوه، قال: ابني والله لا أشكّ فيه. قال معمر: وابتلاه الله تعالي بهذه القرحة بوجهه الآكلة. فما زالت تأكله حتّي مات. قال معمر: فو الله ما الغراب بالغراب ولا البيضة بالبيضة بأشبه منه بأبيه. [20] ـ «عمدة القاري» ج 9، ص 642. [21] ـ «الميزان» ج 18، ص 224. [22] ـ «عجائب الاحكام» ص 52. قال: وقد روي مثل هذه القصّة لعثمان مع ابنعبّاس، وعن عليّ عليه السلام أخذها. [23] ـ «الغدير» ج 6، ص 94؛ وكذلك روي ابن شهرآشوب في مناقبه ج 1، ص 500 و 501، الطبعة الحجريّة، عن كشّاف الثعلبيّ، وأربعين الخطيب، وموطّأ مالك بأسانيدهم عن بعجة الجهنيّ، وذكر في ذيله أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا أدان عثمان، قال عثمان: ردّوها! ثمّ قال: ما عند عثمان بعد أن بعث إليها. ورواه أيضاً صاحب «غاية المرام» ص 531، القسم الثاني، الحديث الرابع عن العامّة، عن «صحيح مسلم» في تفسير سورة الزخرف. [24] ـ «المناقب» ص 29 و 30 من الطبعة الحجريّة، وص 16 من طبعة النجف الحديثة. [25] ـ «المناقب» ص 34 من الطبعة الحجريّة، وص 22 من طبعة النجف الحديثة. [26] ـ «الإرشاد» ص 110، الطبعة الحجريّة. [27] ـ «المناقب» ج 1، ص 490 و 491، الطبعة الحجريّة. [28] ـ تفسير «الكشّاف» ج 2، ص 525، الطبعة الاُولي، المطبعة الشرقيّة. [29] ـ «تفسير ابن كثير» ج 7، ص 216 و 217، طبعة دار الفكر. [30] ـ تفسير «الخازن» ج 7، ص 176، طبعة مطبعة مصطفي محمّد بمصر. [31] ـ «تفسير أبو السعود» ج 5، ص 482، طبعة مكتبة الرياض بالرياض. [32] ـ تفسير «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [33] ـ ذكرنا ما بين القوسين إتماماً للموضوع. وهو مضمون الآيات الثلاث التي تسبق الآيتين المشار إليها في النصّ. وكذلك نقلنا الآية التي تليها. فَلْيَنظُرِ الاْءِنسَـ'نُ إِلَي طَعَامِهِ أَ نَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الاْرْضَ شَقًّا. وهي الآيات 24 إلي 26، من السورة 80: عبس. والآية مَتَاعًا لَكُمْ وَلاِنْعَـ'مِكُمْ هي الآية 32، من السورة 80: عبس. [34] ـ «المستدرك» للحاكم، ج 2، ص 514، تفسير سورة عبس وتولّي. [35] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317؛ ورواها الطبريّ والطبرانيّ في «مسند» الشاميّين إلي هنا عن طريق ابن وهب، عن يونس وعمرو بن الحارث؛ وكذلك رواها الحاكم والبيهقيّ في «شعب الإیمان» في الفصل 19 عن طريق صالح بن كيسان، وأيضاً ابن مردويه عن رواية شعيب، وكلّ هؤلاء رووها عن الزهريّ أنّ رجلاً قال له: سمعتُ عمر... ثمّ عرض الموضوع. ولهذه الرواية أيضاً طريق آخر عن رواية حميد، عن أنس، وأخرجها الحاكم. وذكر ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» أنّ عمر ذهب ذات يوم إلي المسجد وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ حتّي انتهي إلي قوله: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا. فقال: ما الابّ؟ إنّ هذا لهو التكلّف وما عليك يا بن الخطّاب أن لا تدري ما الابّ! [36] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [37] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 20، ص 319. [38] ـ جاء في الامثال الفارسيّة قولهم: ليس لحمارنا ذيلٌ من صغره. وورد في «أمثال وحكم» لدهخدا، ج 2، ص 734: أنّ معناه: لا أُطالب بالخسارة السابقة خوفاً من أن يلحقني ضرر أكبر. ] أي: أُلغي الموضوع من أساسه [. [39] ـ «فتح الباري في شرح صحيح البخاريّ» ج 13، ص 230. [40] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [41] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [42] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [43] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [44] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [45] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 317. [46] ـ روي ابن كثير في تفسـيره ج 7، ص 216، طبعة دار الفكر، روايـات بهذا المضمونوالمفاد عن ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عبّاس. وبثلاثة طرق أُخري عن ابن جرير، وعن أبي كريب وأبي السائب وعن العوفيّ ومجاهد والحسن وقتادة وابن زيد وغير واحد، عن ابن عبّاس. [47] ـ «الدرّ المنثور» ج 6، ص 316. [48] ـ تفسير «الكشّاف» ج 2، ص 525، الطبعة الاُولي؛ و«تفسير الفخر الرازيّ» ج 8، ص 477. وأبُّ وأمَّ كلاهما ماض مضاعف، وأصلهما أَبَب وَأَمَمَ. وأَبٌّ وأمٌّ كلاهما بفتح الهمزة وتشديد الباء والميم بمعني العلف النابت في المرعي. وجِذْم بكسر الجيم وسكون الذال بمعني الاصل. [49] ـ قال المامقانيّ في «تنقيح المقال» ج 2، ص 28: قُسّ بضمّ القاف وتشديد السين المهملة. [50] ـ «النهاية في غريب الحديث والاثر» ج 1، ص 13. [51] ـ «صحيح البخاريّ» ج 9، ص 95، طبعة المطبعة الاميريّة، بولاق، كتاب الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلّف ما لايعنيه. وروي هذا الحديث عن سليمانبن حرب، عن حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس. [52] ـ تفسير «الكشّاف» ج 2، ص 525، الطبعة الاُولي. [53] ـ الآية 176، من السورة 4: النساء. [54] ـ الآية 12، من السورة 4: النساء. [55] ـ «كنز العمّال» ج 11، ص 75 و 76، الحديث 323، كتاب الفرائض، طبعة حيدرآباد، سنة 1346، رواه عن سعيد بن منصور في سننه، وعن عبدالرزّاق في جامعه، وعن ابن أبي شيبة، وعن الدارميّ، وعن ابن جرير، وعن ابن المنذر، وعن البيهقيّ في سننه. وروي البيهقيّ في سننه صدر هذه الرواية التي تتعلّق بأبي بكر في ج 6، ص 223، وروي ذيلها الخاصّ بعمر في ص 224 عن الشعبيّ؛ وذكر الدارميّ صدرها في سننه، ج 3، ص 365. [56] ـ روا ه في «كنز العمّال» ج 11، ص 73 و 74، الحديث 320 عن ابن راهويه، وابن مردويه، وقال: هذا حديث صحيح؛ وتفسير «الدرّ المنثور» ج 2، ص 249؛ وذكره الفضلبن شاذان في إيضاحه، ص 325. [57] ـ تسمّي آية الكلالة: آية الصيف، لا نّها نزلت في حجّة الوداع التي صادفت في فصل الصيف، وهي الآية 176، من السورة 4: النساء: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَـ'لَةِ إنِ امْرُؤٌا هْلَكَ لَيْسَ لَهُ و وَلَدٌ وَلَهُ و´ أُخْتٌ فَلَهَا نِصفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإن كَانُو´ا إخوَةً رِجَالاً وَنِسَآءً فَلِذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا وَاللَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. [58] ـ «صحيح مسلم» ج 3، ص 1236، الحديث 9، كتاب الفرائض، طبعة دار إحياء التراث العربيّ، وتعليقة محمّد فؤاد عبدالباقي؛ و«سنن ابن ماجه» نفس الطبعة والتعليقة، ج 2، ص 910، باب الكلالة، الحديث رقم 2726؛ والبيهقيّ في سننه، ج 6، ص 224، وأضاف في ذيله أنّ عمر قال: وهو ما خلا الاب كذا احتسب؛ و«مسند أحمدبن حنبل» ج 1، ص 48؛ و«تفسير القرطبيّ» ج 6، ص 29، طبعة دار الكاتب العربيّ سنة 1387 ه؛ و«تفسيرالطبريّ» ج 6، ص 43، طبعة مصطفي البابي، سنة 1373. [59] ـ «المستدرك» ج 2، ص 303؛ والدرّ المنثور» ج 2، ص 249؛ و«تفسير ابن كثير» ج 2، ص 464، طبعة دار الفكر؛ و«تفسير القرطبيّ» ج 6، ص 29. [60] ـ «الإرشاد» ص 111، الطبعة الحجريّة. [61] ـ «شرح نهج البلاغة» لابن أبي الحديد، ج 1، ص 124، الطبعة ذات أربعة أجزاء من طبعة الاُوفسيت، بيروت، دار المعرفة، دار الكاتب العربيّ، دار إحياء التراث العربيّ. [62] ـ «المناقب» ج 1، ص 489، الطبعة الحجريّة. [63] ـ الآيتان 20 و 21، من السورة 4: النساء. [64] ـ دية الرجل المسلم ألف دينار ذهب، أو عشرة آلاف درهم فضّة، أو مائة بعير أومائتي بقرة، أو ألف نعجة. [65] ـ «الإیضاح» للفضل بن شاذان بتعليق السيّد جلال الدين الاُرمويّ الحسينيّ المحدّث، ص 194 و 195. وكان الفضل بن شاذان الازديّ النيسابوريّ من أعاظم الاصحاب ومشايخ الطائفة الشيعيّة الاثني عشريّة الحقّة المحقّة. أزديّ الاصل، نيسابوريّ الموطن. توفّيّ سنة 260 ه. وكانت له جلالة وشأن عظيم حتّي قال فيه الإمام أبومحمّد الحسن العسكريّ عليه السلام: أَغبِطُ أَهْلَ خُرَاسَانَ بِمَكَانِ الفَضْلِبْنِ شَاذَان وَكَوْنِهِ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، وكتابه «الإیضاح» من أنفس الكتب والذخائر العلميّة للشيعة. [66] ـ تفسير «الميزان» ج 4، ص 277؛ و تفسير «الدرّ المنثور» ج 2، ص 133. [67] ـ تفسير «الميزان» ج 4، ص 277؛ و تفسير «الدرّ المنثور» ج 2، ص 133. [68] ـ هكذا جاء في «الغدير» ج 6، ص 96. ولكنّ العلاّمة الشيخ محمّدتقي الشوشتريّ ذكر في كتاب «قضاء أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام» ص 295 أ نّها بنت ذيالغصّة. وأضاف: لانّ ذا الغصّة كان رئيساً لبني حارس مائة سنة، واسمه الحصينبن يزيد، لايزيدبن الحصين. [69] ـ روي السيّد ابن طاووس في «الطرائف» ص 471 عن الحميديّ في كتاب «الجمع بين الصحيحين» قال إنَّ عمر بن الخطّاب أمر علي المنبر أن لا يزاد في مهور النساء علي قدرٍ ذكره؛ فذكّرته امرأة من جانب المسجد بقول الله تعالي: «وإن أردتم»ـالآية، فقال: كلّ الناس أفقه من عمر حتّي النساء. وذكره الزمخشريّ في كشّافه بهذا اللفظ: قام عمر خطيباً فقال: أيّها الناس! لاتغلوا بصداق النساء؛ فلو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوي عند الله لكان أولاكم بها رسولالله صلّيالله عليه وآله ما صداق امرأة أكثر من اثني عشر أُوقيّة. فقامت إليه امرأة فقالت له: ياأميرالمؤمنين! لِمَ تمنعنا حقّاً جعله الله لنا! والله يقول: «وءَاتَيْتُمْ إحد ' هُنَّ قَنطارًا» فقال عمر: كلّ أحد أعلم من عمر ثمّ قال لاصحابه: تسمعونني أقول مثل هذا القول فلاتنكرونه عَلَيَّ حتّي تردّ عَلَيّ امرأة ليست من أعلم النساء. [70] ـ «الغدير» ج 6، ص 95 إلي 99، رقم 5، باب نوادر الاثر في علم عمر. هذا البحث متواصل لثبوت هذه القضيّة بين الشيعة والعامّة منذ القديم إلي يومنا هذا. وذكر في كتب الحديث والكلام بخاصّة في بحث الإمامة. وعدّ المرحوم العلاّمة المجلسيّ ذلك الطعنَ السادس من مطاعن عمر، وذلك في الجزء الثامن من «بحار الانوار» طبعة الكمبانيّ، ص 294، وخاض في هذا البحث. وذكر أقوال كثير من علماء العامّة كالفخر الرازيّ، وابن أبي الحديد. وكذلك ورد بحث تامّ في كتاب «تشييد المطاعن» ص 700 إلي 814.
|
|
|