|
|
الصفحة السابقةمنتخب من الاحاديث المأثورة في التمسّك بالثقلينألقوا نظرة مجملة علی الاحادث المنتخبة من المجموعة السبعة والتسعين لتروا كيف بلّغ النبيّ صلّي الله علیه وآله هذا المرام بأجلي نداء، وأعلی نغمة: 1 ـ إنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ رَبِّي وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ! أَلاَ وَهُمَا الخَلِيفَتَانِ مِنْ بَعْدِي، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَیَّ الحَوْضَ. [1] 2 ـ إنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ ! إنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَإنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَیَّ الحَوْضَ. [2] 3 ـ إنِّي خَلَّفْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ ! إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [3] 4 ـ إنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ ! إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [4] 5 ـ إنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمْ كِتَابَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [5] 6 ـ إنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [6] 7 ـ إنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [7] 8 ـ إنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدَهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي. [8] 9 ـ إنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ ؛ الثَّقْلَ الاَكْبَرَ، وَالثَّقَلَ الاَصْغَرَ، الثَّقْلُ الاَكْبَرُ كِتَابُ اللهِ، وَالثَّقَلُ الاصْغَرُ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [9] 10 ـ إنِّي تَارِكٌ فِيك ُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ! فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا. [10] 11 ـ إنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [11] 12 ـ إنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إن أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [12] 13 ـ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَداً: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [13] 14 ـ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا إنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. [14] عدم اقتصار الاحاديث الواردة في أهل البيت علی حديث الثقلينهذه الاحاديث التي تدعو إلی أهل البيت وأمير المؤمنين علیه السلام لا تتلخّص في حديث الثقلين. فقد ذكّر النبيّ صلّي الله علیه وآله في مواطن كثيرة وبألفاظ عديدة باتّحاد نفس أمير المؤمنين وآله الذين هم آل رسول الله، وأصرّ علی ذلك إصراراً وثيقاً، وأبرمه إبراماً أكيداً. وهذه الحقيقة كانت مشهودة ملحوظة. روي الحافظ جمال الدين الزرنديّ عن عبد الله بن زيد بن ثابت، عن أبيه أ نّه قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنْسَأَ لَهُ ـ أَي يُتَأَخَّرُ فِي أَجَلِهِ وَأَنْ يُمَتَّعَ بِمَا خَوَّلَهُ اللَهُ فَلْيُخْلُفْنِي فِي أَهْلِي خِلاَفَةً حَسَنَةً، فَمَنْ لَمْ يَخْلُفْنِي فِيهِمْ بَتَرَ عُمْرُهُ، وَوَرَدَ عَلَی يَوْمَ القِيَامَةِ مُسْوَدَّاً. [15] ورواه الطبرانيّ في مجمعه الاوسط عن ابن عمر أ نّه قال: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: أُخلُفُونِي فِي أَهْلِ بَيْتِي خَيْراً. [16] ( أي: اجعلوني واجعلوا حقّي في أهل بيتي خيراً، وارعوني وارعوا حقّي فيهم ). وذكر الملاّ علیّ المتّقي في « كنز العمّال » بتخريج الديلميّ عن أنس، وأبي سعيد الخُدريّ أنّ الرسول الاكرم صلّي الله علیه وآله قال: يَا علیُّ ! أَنْتَ تُبَيِّنُ لاِمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ بَعْدِي. [17] وفي « كنز العمّال » أيضاً بنصّ ابن عبّاس أنّ الرسول الاكرم صلّي الله علیه وآلـه قال: أَنَا المُنْـذِرُ، وَعلیٌّ الهَـادِي، وَبِـكَ يَا علیٌّ يَهْـتَـدِي المُهْتَدُونَ [18]. وروي الصفوريّ الشافعيّ عن رسول الله صلّي الله علیه وآله أ نّه قال لامير المؤمنين علیه السلام: أَنْتَ الصِّدِّيقُ الاَكْبَرُ، وَأَنْتَ الفَارُوقُ الَّذِي تُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقِ وَالبَاطِلُ [19]. وكذلك روي في « كنز العمّال » عن كعب بن عُجَرَة أ نّه قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: تَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ فُرْقَةٌ وَاخْتِلاَفٌ فَيَكُونُ هَذَا وَأَصْحَابُهُ عَلَی الحَقِّ. ـ يَعْنِي صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ علیاً. [20] وروي في « كنز العمّال » أيضاً أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله قال: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي، وَيَمُوتَ مِيتَتِي، وَيَدْخُلَ الجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَنِي رَبِّي قُضْبَاناً مِنْ قُضْبَانِهَا غَرَسَهُ بِيَدِهِ وَهِيَ جَنَّةُ الخُلْدِ، فَلْيَتَوَلَّ علیاً وَذُرِّيَّتَهُ مِنْ بَعْدِي، فَإنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدَيً وَلَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي بَابِ ضَلاَلَةٍ. [21] وفي ضوء هذه الروايات المتضافرة، والاحاديث المتكاثرة، وإجماع أهل اليقين والاوفياء لرسول الله والحفّاظ لميعاد الربّ الودود وميثاقه، علت صيحات الشيعة منذ عصر الرسول الاكرم حتّي يومنا هذا وهي تارةً مظفّرة. وأُخري مظلومة، وحيناً غالبة، وآخر مهجورة. والشيعة هم الذين تمسّكوا بالثقلين، والتزموا بكلام نبيّهم طائعين راغبين، إذ يعلمون أنّ من تقدّم علی أهل بيت نبيّه، فقد هلك، ومن تأخّر عنهم ولم يلحق بهم، فقد هوي. وليس لاحد أن يعلّمهم لا نّهم أعلم من كلّ أحد. اللَهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْعَمَلِ بِكِتَابِكَ الكَرِيمِ، وَلاِتِّبَاعِ علیٍّ وَذُرِّيَّتِهِ خَاتَمِ الوَصِيِّينَ وَأَوْصِيَاءِ النَّبِيِّ المُقَرَّبِينَ. الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَهُ. أشعار في أمير المؤمنين علیه السلاموَكَانَ هَوَانَا فِي عَلَیٍّ وَإنَّهُ لاَهْلٌ لَهَا مِنْ حَيْثُ تَدْرِي وَلاَ تَدْرِي فَذَاكَ بِعَونِ اللَهِ يَدْعُو إلَی الهُدُي وَيَنْهَي عَنِ الفَحْشَاءِ وَالبَغْيِ وَالنُّكْرِ وَصِيُّ النَّبِيِّ المُصْطَفَي وَابْنُ عَمِّهِ وَقَاتِلُ فَرْسَانِ الضَّلاَلَةِ وَالكُفْرِ [22] أَلاَ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ وَصِيُّ المُصْطَفَي عِنْدَ ذِي الذِّكْرِ وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّي وَصِنْوُ نَبِيِّهِ وَأَوَّلُ مَنْ أَرْدَي الغُوَاةَ لَدَي بَدْرِ [23]
هَذَا وَصِيُّ رَسُولِ اللَهِ قَائِدُكُمْ وَصِهْرُهُ وَكِتَابُ اللَهِ قَدْ نُشِرا [24] ومن أبيات حُجر بن عَدِيّ الكنديّ التي قالها يوم الجمل: يَا رَبَّنَا سَلِّم لَنَا علیا سَلِّمْ لَنَا المُبَارَكَ المُضِيَّا المُؤمِنَ المُوَحِّدَ التَّقِيَّا لاَ خَطِلَ الرَّأي وَلاَ غَوِيَّا بَلْ هَادِياً مُوَفَّقاً مَهْدِيَّا وَاحْفَظْهُ رَبِّي وَاحْفَظِ النَّبِيَّا فِيهِ فَقَدْ كَانَ لَهُ وَلِيَّا ثُمَّ ارْتَضَاهُ بَعْدَهُ وَصِيَّا [25]
اللهُمَّ صلِّ وَسلِّم وزِد وَبارك علی مولانا وإمامنا علیّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين. وأمير المؤمنين، وإمام الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المسلمين، وعلی ذرّيّته الانجبين الاكرمين، والعن أعداءَهم وظالميهم ومعانديهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم وغاصبي حقوقهم من الاوّلين والآخرين إلی قيام يوم الدين.
الدرس الحادي والتسعون بعد المائة إلی الخامس والتسعين بعد المائة :حديث الثقلين، موارد الصدور، ومواضع الاحتجاج، وبحثٌ كلاميّ
بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وصلَّي اللَهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ ولَعْنَةُ اللَهِ عَلَی أعْدَائهِمْ أجْمَعِينَ مِنَ الآنَ إلَی قِيامِ يَوْمِ الدِّينِ ولاَ حَولَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العلیِّ العَظِيمِ
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَهِ عَلَیكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَ لَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَ نًا وَكَنتُمْ عَلَی' شَفَا حُفْـرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَـذَكُـم مِّنْهَا كَذَ لِـكَ يُبَيِّـنُ اللَهُ لَكُـمْ ءَايَـ'تِهِ لَعَلَّكُـمْ تَهْتَدُونَ ! [26] والآية السابقة لها هي: يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. [27] والآيتان التاليتان لها هما: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَی الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ أُولَئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَـ'تُ وَ أُولَئكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. [28] وتستمرّ الآيات حتّي تصل إلی قوله تعالی: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَهِ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الْكِتَـ'بِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَـ'سِقُونَ. [29] تفسير آية الاعتصام عن العلاّمة الطباطبائيّ رضوان الله علیهقال أُستاذنا الاعظم سماحة العلاّمة آية الله الطباطبائيّ قدّس الله تربته الزكيّة في تفسير الآية: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا: ذكر سبحانه فيما مرّ من قوله: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَي' عَلَیكُمْ ءَايَـ'تُ اللَهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ و وَمَن يَعْتَصِم بِاللَهِ فَقَدْ هُدِيَ إلَی' صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ [30] إنّ التمسّك بآيات الله وبرسوله ( الكتاب والسنّة ) اعتصام بالله مأمون معه المتمسّك المعتصم، مضمون له الهدي. والتمسّك بذيل الرسول تمسّك بذيل الكتاب فإنّ الكتاب هو الذي يأمر بذلك في مثل قوله: وَمَآ ءَاتَب'كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَب'كُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا. [31] وقد بدّل في هذه الآية وَاعْتَصِمُوا... الاعتصام المندوب إليه في تلك الآية وَمَنْ يَعْتَصِمْ... بالاعتصام بحبل الله. فأنتج ذلك أنّ حبل الله هو الكتاب المنزل من عند الله، وهو الذي يصل ما بين العبد والربّ، ويربط السماء بالارض. وإن شئت قلتَ: إنّ حبل الله هو القرآن والنبيّ صلّي الله علیه وآله، فقد عرفت أنّ مآل الجميع واحد. والقرآن ] الكريم [ وإن لم يدع إلاّ إلی حقّ التقوي والإسلام الثابت، لكنّ غرض هذه الآية غير غرض الآية السابقة الآمرة بحقّ التقوي والموت علی الإسلام يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ، فإنّ الآية السابقة تتعرّض لحكم الفرد، وهذه الآية تتعرّض لحكم الجماعة المجتمعة ؛ والدليل علیه قوله: جَمِيعًا، وقوله: لاَ تَفَرَّقُوا، فالآيات تأمر المجتمع الإسلاميّ بالاعتصام بالكتاب والسنّة كما تأمر الفرد بذلك. [32] ويواصل العلاّمة هذا الموضوع إلی أن يصل إلی الآية الكريمة: وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَـ'تُ، فيقول: وقد نسب تعالی هذا الاختلاف في موارد من كلامه إلی البغي، قال تعالی: وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَـ'تُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [33]، مع أنّ ظهور الاختلاف في العقائد والآراء ضروريّ بين الافراد لاختلاف الافهام. لكن كما أنّ ظهور هذا الاختلاف ضروريّ كذلك دفع الاجتماع لذلك، وردّه المختلفين إلی ساحة الاتّحاد أيضاً ضروريّ. فرفع الاختلاف ممكن مقدور بالواسطة، وإعراض الاُمّة عن ذلك بغي منهم، وإلقاء لانفسهم في تهلكة الاختلاف. وقد أكّد القرآن الدعوة إلی الاتّحاد، وبالغ في النهي عن الاختلاف، وليس ذلك إلاّ لما كان يتفرّس من أمر هذه الاُمّة أ نّهم سيختلفون كالذين من قبلهم، بل يزيدون علیهم في ذلك. وقد تقدّم مراراً أنّ من دأب القرآن أ نّه إذا بالغ في التحذير عن شيء والنهي عن اقترافه، كان ذلك آية وقوعه وارتكابه. وهذا أمر أخبر به النبيّ صلّي الله علیه وآله أيضاً كما أخبر به القرآن، وأنّ الاختلاف سيدبّ في أُمّته، ثمّ يظهر في صورة الفرق المتنوّعة، وأنّ أُمّته ستختلف كما اختلفت اليهود والنصاري من قبل. وستجيء الرواية في البحث الروائيّ. وقد صدق جريان الحوادث هذه الملحمة القرآنيّة. فلم تلبث الاُمّة بعد رسول الله صلّي الله علیه وآله دون أن تفرّقوا شذر مدر، واختلفوا في مذاهب شتّي بعضهم يكفّر بعضاً من لدن عصر الصحابة إلی يومنا هذا. وكلّما رام أحد أن يوفِّق بين مختلفين منها، أولد ذلك مذهباً ثالثاً. والذي يهدينا إليه البحث بالتحليل والتجزية أنّ أصل هذا الاختلاف ينتهي إلی المنافقين الذين يغلظ القرآن التقوّل فيهم وعلیهم، ويستعظم مكرهم وكيدهم. فإنّك لو تدبّرت ما يذكره الله تعالی في حقّهم في سور البقرة. والتوبة، والاحزاب، والمنافقون، وغيرها لرأيت عجباً. وكان هذا حالهم في عهد رسول الله صلّي الله علیه وآله، ولمّا ينقطع الوحي. ثمّ لمّا توفّاه الله، غاب ذكرهم وسكنت أجراسهم دفعة. كَأَن لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الحَجُونِ إلَی الصَّفَا أَنِيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سَامِرُ ولم يلبث الناس دون أن وجدوا أنفسهم وقد تفرّقوا أيادي سبأ. وباعدت بينهم شتّي المذاهب، واستعبدتهم حكومات التحكّم والاستبداد، وأبدلوا سعادة الحياة بشقاء الضلال والغي، والله المستعان. والمرجوّ من فضل الله أن يوفّقنا لاستيفاء هذا البحث في سورة براءة إن شاء الله. [34] الاحاديث الواردة في الميزان في حفظ الثقلين وخلافتهماوقال سماحة العلاّمة آية الله الطباطبائيّ في البحث الروائيّ: وفي « الدرّ المنثور » في قوله تعالی: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا الآية: أخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن أبي سعيد الخُدريّ قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: كِتَابُ اللَهِ هُوَ حَبْلُ اللَهِ المَمْدُودُ مِنَ السَّمَاءِ إلَی الارْضِ. وفيه أخرج ابن أبي شيبة عن أبي شريح الخزاعيّ قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: إنّ هذا القرآن سبب طرفه بِيَدِ الله، وطرفه بأيديكم ؛ فتمسّكوا به فإنّكم لن تزالوا ولَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً. وفي « معاني الاخبار » عن السجّاد علیه السلام في حديث: وَحَبْلُ اللَهِ هُوَ القُرْآنُ. وفي هذا المعني روايات أُخري من طرق الفريقين. وفي « تفسير العيّاشيّ » عن الباقر علیه السلام: آلُ مُحَمَّدٍ هُمْ حَبْلُ اللَهِ الَّذِي أَمَرَ بِالإعْتِصَامِ بِهِ فَقَالَ: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا». قال العلاّمة: وفي هذا المعني روايات أُخر. وقد تقدّم في البيان ما يتأيّد به معناها. ويؤيّدها أيضاً ما يأتي من الروايات. الاحاديث المأثورة في افتراق الاُمّة الإسلاميّة ثلاثاً وسبعين فِرقةوفي « الدرّ المنثور » أخرج الطبرانيّ عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: إنِّي لَكُمْ فَرَطٌ وَإنَّكُمْ وَارِدُونَ عَلَیَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِي الثَّقَلَيْنِ ؟! قيلَ: وَمَا الثَّقَلاَنِ يَا رَسُولَ اللَهِ ؟! قَالَ: الاَكْبَرُ كِتَابُ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ لَنْ تَزَالُوا وَلَنْ تَضِلُّوا ؛ وَالاَصْغَرُ عِتْرَتِي، وَإنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي يَرِدَا عَلَیَّ الحَوْضَ، وَسَأَلْتُ لَهُمَا ذَاكَ رَبِّي، فَلاَ تَقَدَّمُوهُمَا فَتَهْلِكُوا، وَلاَ تُعَلِّمُوهُمَا فَإنَّهُمَا أَعْلَمُ مِنْكُمْ. قال العلاّمة: وحديث الثقلين من المتواترات التي أجمع علی روايتها الفريقان ( الشيعة والعامّة ) ؛ وقد تقدّم في أوّل السورة أنّ بعض علماء الحديث أنهي رواته من الصحابة إلی خمسة وثلاثين راوياً من الرجال والنساء ؛ وقد رواه عنهم جمّ غفير من الرواة وأهل الحديث. وفي تفسير « الدرّ المنثور » أيضاً أخرج ابن ماجة، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن أنس قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: افْتَرَقَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ عَلَی إحْدَي وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَی اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَهِ! وَمَا هَذِهِ الوَاحِدَةُ ؟! قَالَ: الجَمَاعَةُ. ثُمَّ قَالَ: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا». [35] قال العلاّمة: والرواية أيضاً من المشهورات. وقد روتها الشيعة بنحو آخر كما في « الخصال »، و « المعاني »، و « الاحتجاج »، و « الامإلی »، و « كتاب سُليم بن قيس »، و « تفسير العيّاشي ». [36] س واللفظ لما في « الخصال » بإسناده إلی سليمان بن مهران، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السلام قال: سمعت رسول الله صلّي الله علیه وآله يقول: إنّ أُمّة موسي افترقت بعده علی إحدي وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية وسبعون في النار. وافترقت أُمّة عيسي بعده علی اثنتين وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية، وإحدي وسبعون في النار. وإنّ أُمّتي ستفترق بعدي علی ثلاث وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية، واثنتان وسبعون في النار. وهي الموافقة لما يأتي من الروايات. وفي « الدرّ المنثور » أخرج أبو داود، والترمذيّ، وابن ماجة، والحاكم، وصحّحه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: افترقت اليهود علی إحدي وسبعين فرقة، وتفرّقت النصاري علی اثنتين وسبعين فرقة ؛ وتفترق أُمّتي علی ثلاث وسبعين فرقة. قال العلاّمة: وهذا المعني مرويّ بطرق أُخري عن معاوية وغيره. الاحاديث الواردة في مشابهة عمل هذه الاُمّة بالاُمم الماضيةوفي تفسير « الدرّ المنثور » أخرج الحاكم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: يأتي علی أُمّتي ما أتي علی بني إسرائيل حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حتّي لو كان فيهم من نكح أُمّهُ علانية كان في أُمّتي مثله. إنّ بني إسرائيل افترقوا علی إحدي وسبعين ملّة، وتفترق أُمّتي علی ثلاث وسبعين ملّة، كلّها في النار إلاّ ملّة واحدة، فقيل له: ما الواحدة ؟ قال: ما أنا علیه اليوم وأصحابي. قال العلاّمة: وعن « جامع الاصول » لابن الاثير عن الترمذيّ، عن عمرو بن العاص، عن الرسول الاكرم صلّي الله علیه وآله مثله. وفي « كمال الدين » بإسناده عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه علیهم السلام قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: كُلُّ مَا كَانَ فِي الاُمَمِ السَّالِفَةِ فَإنَّهُ يَكُونُ فِي هَذِهِ الاُمَّةِ مِثْلُهُ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، [37] وَالقُذَّةِ بِالقُذَّةِ. [38] وفي « تفسير القمّيّ » عن الرسول الاكرم صلّي الله علیه وآله أ نّه قال: لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَن كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَالقُذَّةِ بِالقُذَّةِ، لاَ تُخْطِؤُونَ طَرِيقَهُمْ وَلاَ يُخْطَي، شِبْرٌ بِشِبْرٍ وَذِرَاعٌ بِذِرَاعٍ، وَبَاعٌ بِبَاعٍ [39] حَتَّي أَن لَوْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ ! قَالُوا: اليَهُودَ وَالنَّصَارَي تَعْنِي يَا رَسُولَ اللَهِ ؟! قَالَ: فَمَنْ أَعْنِي ؟ لَتَنْقُضُنَّ عُرَي الإسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَيَكُونُ أَوَّلُ مَا تَنْقُضُونَ مِنْ دِينِكُمُ الاَمَانَةَ، وَآخِرُهُ الصَّلاَةَ. وعن « جامع الاُصول » فيما استخرجه من الصحاح، وعن « صحيح الترمذيّ »، عن النبيّ صلّي الله علیه وآله أ نّه قال: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَن كَانَ قَبْلَكُمْ. وزاد رزين [40]: حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَالقُذَّةِ بِالقُذَّةِ، حَتَّي إن كَانَ فِيهِمْ مَنْ أَتَي أُمَّهُ يَكُونُ فِيكُمْ فَلاَ أَدْرِي أَتَعْبُدُونَ العِجْلَ أَمْ لاَ ؟! [41] قال العلاّمة: وهذه الرواية أيضاً من المشهورات، رواها أهل السنّة في صحاحهم وغيرها ؛ وروتها الشيعة في جوامعهم. الاحاديث النبويّة التي تخبر بطرد بعض الصحابة عن حوض الكوثروفي الصحيحين (« صحيح البخاريّ » و « صحيح مسلم ») عن أنس أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله قال: لَيَرِدَنَّ عَلَی الحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّي إذَا رُفِعُوا، اخْتُلِجُوا [42] دُونِي، فَلاَقُولُنَّ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي ! فَلَيُقَالَنَّ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ! وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله قال: يَرِدُ عَلَیَّ يَوْمَ القِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي ـ أَوْ قَالَ: مِنْ أُمَّتِي فَيُحَلَّؤُونَ [43] عَنِ الحَوْضِ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي. فَيَقُولُ: لاَ عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، ارْتَدُّوا عَلَی أَعْقَابِهِمُ القَهْقَرَي فَيُحَلَّؤُونَ. [44] قال العلاّمة: وهذا الحديث أيضاً من المشهورات، رواه الفريقان في صحاحهم وجوامعهم عن عدّة من الصحابة كابن مسعود، وأَنَس، وسهل بن ساعد، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخُدريّ، وعائشة، وأُمّ سلمة، وأسماء ابنة أبي بكر، وغيرهم، وعن بعض أئمّة أهل البيت علیهم السلام. [45] والروايات علی كثرتها وتفنّنها تصدّق ما استفدناه من ظاهر الآيات الكريمة، وتوإلی الحوادث والفتن بعد وفاة الرسول الاكرم صلّي الله علیه وآله يصدّق الروايات. لزوم معرفة الإمام المعصوم واتّباعهوفي تفسير « الدرّ المنثور » أخرج الحاكم وصحّحه عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم قال: مَنْ خَرَجَ مِنَ الجَمَاعَةِ قَيْدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ حَتَّي يُرَاجِعَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ عَلَیهِ إمَامُ جَمَاعَةٍ فَإنَّ مَوْتَتَهُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. قال العلاّمة: والرواية أيضاً من المشهورات مضموناً، وقد روي الفريقان عنه صلّي الله علیه وآله أ نّه قال: مَن مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. وعن « جامع الاُصول » عن الترمذيّ و « سنن أبي داود » عن النبيّ صلّي الله علیه وآله قال: لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَی الحَقِّ. وفي تفسير « مجمع البيان » في قوله تعالی: أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: هُمْ أَهْلُ البِدَعِ وَالاَهْوَاءِ وَالآرَاءِ البَاطِلَةِ مِنْ هَذِهِ الاُمَّةِ. [46] وفيه، وفي « تفسير العيّاشيّ » في قوله تعالی: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، عن أبي عمرو الزبيريّ، عن الصادق علیه السلام قال: يَعْني الاُمّة الَّتي وَجَبَتْ لَهَا دَعْوَةُ إبْراهيمَ، وَهُمْ الاُمَّةُ الَّتي بَعَثَ اللَهُ فِيهَا وَمِنْهَا وَإلَيْهَا، وَهُمُ الاُمَّةُ الوُسْطَي، وَهُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ. قال العلاّمة: وقد مرّ الكلام في توضيح معني الرواية في تفسير قوله تعالی: وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ. [47] وفي تفسير « الدرّ المنثور » أخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر كُنتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قال: أَهْلُ بَيْتِ النَّبِيّ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ. [48] ارجاعات [1] ـ عن «فرائد السمطين» ج 2، ص 144، رقم 46، الباب 33، الحديث 437 ؛ و«مسند أحمد» ج 5، ص 181 ؛ والطبرانيّ في «المعجم الكبير» ؛ كما في «العبقات» ج 1، ص 280 و 281 ؛ ولكن ذكره بلفظ: إنِّي تَارِك فِيكُم خلِيفتين. [2] ـ رقم 58 من «العبقات»، عن الثعلبيّ في «الكشف والبيان». [3] ـ رقم 90، كما جاء بهذا اللفظ في رواية «ينابيع المودّة» عن أبي هريرة، ص 39، عن كتاب «الموالاة» لابن عقدة ؛ وورد في آخر اللفظ: و لن يتفرّقا حتّي يردا عَلَيَّ الحَوْضَ. [4] ـ رقم 32، بتخريج ابن عقدة عن جابر، بناءً علي نقل «ينابيع المودّة» ص 41. [5] ـ رقم 17، بناءً علي رواية «ينابيع المودّة» ص 40، بتخريج ابن عقدة، عن فاطمة الزهراء عليها السلام. [6] ـ رقم 2، عن كتاب «أرجح المطالب» ص 337، بتخريج البزّاز والدولابيّ ؛ و«ينابيع المودّة» ص 39، عن الجُعابيّ ؛ و«العبقات» ج 2، ص 581، عن الجعابيّ. [7] ـ رقم 34، عن كتاب «الشفا بتعريف حقوق المصطفي» للقاضي عياض اليحصبيّ، بناءً علي نقل «العبقات» ج 1، ص 378. [8] ـ رقم 69، عن «كنز العمّال» ج 1، ص 167، الحديث 954 ؛ و«العبقات» ج 1، ص 278، عن الطبرانيّ. [9] ـ رقم 40، بلفظ تركت فيكم الثقلين، عن «أرجح المطالب»، ص 337. [10] ـ رقم 14، عن «فرائد السمطين» للحمّوئيّ، ج 1، ص 317 و 318، الباب 58. [11] ـ رقم 30، «أرجح المطالب» ص 336. [12] ـ رقم 24، عن «ينابيع المودّة» ص 30، عن «جامع الترمذيّ» عن أبي ذرّ، وأيضاً في «العبقات» ج 1، ص 269، عن السخاويّ، عن الترمذيّ، بتخريج ابن عقدة. [13] ـ رقم 26، عن «ينابيع المودّة» ص 30، عن الترمذيّ في باب مناقب أهل البيت، عن جابر. [14] ـ رقم 35، عن «كنز العمّال» ج 1، ص 167، عن ابن أبي شيبة ؛ والخطيب في «المتّفق والمفترق» عن جابر. [15] ـ ذكره في «نظم درر السمطين» ص 231، عن عبد الله بن بدر عن أبيه، وبلفظ: من أحبّ أن يسأله في أجله. والحديث الذي أوردناه في المتن نقلناه عن «ينابيع المودّة»، ص 41. [16] ـ «ينابيع المودّة» ص 41، عن كتاب «جواهر العِقدين». [17] ـ «مناقب الخوارزميّ» ص 24، طبعة النجف ؛ والملاّ عليّ المتّقي في «كنز العمّال» ج 6، ص 156، الطبعة القديمة، وقال هناك: أخرجه الديلميّ عن أنس. [18] ـ «ميزان الاعتدال» ج 1، ص 255، طبعة دار السعادة ؛ وكذلك ذكره في «كنز العمّال» ج 6، ص 157، الطبعة القديمة، بتخريج الديلميّ في «فردوس الاخبار». [19] ـ «نزهة المجالس» للصفوريّ، ج 1، ص 205، طبعة القاهرة. [20] ـ الطبرانيّ في «المعجم الكبير» ؛ كما نقل صاحب «كنز العمّال» ج 6، ص 157. [21] ـ «مناقب الخوارزميّ» ص 34، طبعة النجف ؛ وكذلك ذكره الطبرانيّ في «المعجم الكبير»، والحاكم في «المستدرك»، وأبو نُعيم في «فضائل الصحابة» ؛ كما نقل ذلك المتّقي في «كنز العمّال» ج 6، ص 155. [22] ـ «المراجعات» ص 286، الطبعة الاُولي، وهذه الابيات للنعمان بن عجلان، أحد شعراء الانصار وكبارهم، وهي من قصيدة خاطب فيها ابن العاص. [23] ـ «المراجعات» ص 286، وهذان البيتان للفضل بن عبّاس، مع أبيات أُخري. [24] ـ «المراجعات» ص 282، وهذا البيت لابن عبد المطّلب المغيرة بن الحارث، ضمن أبيات أُخري يُحرِّض فيها أهل العراق علي القتال ضدّ معاوية يوم صفّين. [25] ـ «المراجعات» ص 282. [26] ـ الآية 103، من السورة 3: آل عمران. [27] ـ الآية 102، من السورة 3: آل عمران. [28] ـ الآيتان 104 و 105، من السورة 3: آل عمران. [29] ـ الآية 110، من السورة 3: آل عمران. [30] ـ الآية 101، من السورة 3: آل عمران. [31] ـ الآية 7، من السورة 59: الحشر. [32] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 3، ص 406 و 407. [33] ـ الآية 213، من السورة 2: البقرة. [34] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 3، ص 412 و 413. روي المحدّث العظيم السيّد هاشم البحرانيّ في «غاية المرام» ص 212، الحديث السابع عن العامّة، عن أبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبيّ في الجزء الثاني من تفسيره عند تفسير قوله تعالي في سورة آل عمران: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، بسنده المتّصل عن عطيّة العَوْفيّ، عن أبي سعيد الخُدريّ أ نّه قال: سمعت رسول الله صلّي الله عليه وآله يقول: أيّها الناس إنِّي تركت فيكم الثقلين خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء في الارض ـ أو قال: إلي الارض وعترتي أهل بيتي، ألا وإنَّهُما لن يفترقا حتّي يردا عَلَيَّ الحَوض. وقال الإمام الفخر الرازيّ في تفسير «مفاتيح الغيب» ج 3، ص 24، طبعة دار الطباعة العامرة، مصر، في سياق تفسير الآية: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَهِ...: روي عن أبي سعيد، عن النبيّ الاكرم صلّي الله عليه وآله قال: إنّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ تَعَالَي حبل ممدودٌ من السَّماء إلي الارضِ، وَعِترَتي أهل بيتي. [35] ـ ذكر العلاّمة البحرانيّ في «غاية المرام» ص 577 و 578، الباب 69 و 70، ثلاثة أحاديث عن العامّة وحديثاً عن الخاصّة في هذا الموضوع. أمّا الاوّل عن العامّة فقد رواه موفّق بن أحمد الخوارزميّ بسنده المتّصل عن زاذان، عن أمير المؤمنين عليه السلام أ نّه قال: تفترق هذه الاُمّة علي ثلاث وسبعين فرقة، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنّة. وهم الذين قال الله عزّ وجلّ في حقّهم: «وممّن خلقنا أُمَّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون». وهم أنا وشيعتي. وأمّا الثاني عنهم فقد رواه موفّق بن أحمد الخوارزميّ أيضاً بسنده المتّصل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال لي رسول الله: يا عليّ ! مَثَلك في أُمّتي مثل عيسي ابن مريم افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريّون ؛ وفرقة عادوه وهم اليهود ؛ وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان. وإنّ امّتي ستفترق فيك ثلاث فرق: شيعتك وهم المؤمنون ؛ وفرقة هم أعداؤك وهم الناكثون ؛ وفرقة غلوا فيك وهم الجاحدون وهم الضالّون. وأنت يا عليّ وشيعتك في الجنّة وعدوّك والغالي فيك في النار. وأمّا الثالث عن ابن مردويه وهو من ثقات العامّة إلي أبان بن تغلب عن مسلم قال: سمعت أبا ذرّ وسلمان والمقداد يقولون: كنّا قعوداً عند النبيّ صلّي الله عليه وآله إذ أقبل ثلاثة من المهاجرين، فقال: تفترق أُمّتي بعدي ثلاث فرق: أهل حقّ لا يشوبونه بباطل، مثلهم كالذهب كلّما فَتَنَتْهُ النار زاد جودةً وإمامهم هذا، وأشار إلي أحد الثلاثة وهو الذي أمر الله في كتابه إماماً ورحمة. وفرقة أهل باطل لا يشوبونه بحقّ مثلهم كمثل الحديد كلّما فَتَنَتْهُ النار زاد خبثاً وإمامهم هذا. فسألتهم عن أهل الحقّ وإمامهم فقالوا: عليّ بن أبي طالب عليه السلام. وأمسكوا عن الآخرين فجهدتُ في الآخرين أن يسمّوهما فلم يفعلوا ـ هذه رواية أهل المذهب. وأمّا حديث الخاصّة: فقد ذكر الشيخ الطوسيّ في أماليه بسنديه المتّصلَين عن المجاشعيّ، عن محمّد بن جعفر بن محمّد عليه السلام، عن الصادق عليه السلام، وعن المجاشعيّ، عن الإمام عليّ بن موسي الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال المجاشعيّ: سمعتُ عليّاً (الرضا) عليه السلام يقول لرأس اليهود: علي كم افترقتم ؟ فقال: علي كذا وكذا فرقة ! فقال الإمام: كذبتَ. ثمّ أقبل علي الناس وقال: وَالله لو ثنيت لي الوسادةُ لقضيتُ بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل القرآن بقرآنهم. افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقة: سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنّة، وهي التي اتّبعت يوشع بن نون وصيّ موسي. وافترقت النصاري علي اثنتين وسـبعين فرقة، إحدي وسـبعين فرقة في النار وواحـدة في الجنّة، وهي التي اتّبعـت شمعون وصيّ عيسي عليه السلام. وتفترق هذه الاُمّة علي ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنّة، وهي التي اتّبعت وصيّ محمّد صلّي الله عليه وآله وسلّم. وضرب عليه السلام بيده علي صدره (أي: أنا وصيّ محمّد صلّي الله عليه وآله) ثمّ قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث وسبعين (السبعين ـ ظ) فرقة كلّها تنتحل مودّتي وحبّي واحدة منها في الجنّة وهم النمط الاوسط واثنتا عشرة في النار. [36] ـ روي الشيخ المفيد في أماليه، طبعة جماعة المدرّسين، ص 212 و 213، بسنده المتّصل عن أبي هارون العبديّ، عن أبي عقيل قال: كنّا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام إذ قال: لتَفرقنَّ هذه الاُمّة علي ثلاث وسبعين فرقة. والذي نفسي بيده كلّها ضالّة إلاّ من اتّبعني وكان من شيعتي. [37] ـ النعل أو النعال ما وقيت بها القدم من الارض. وهي ما كانت لها قاعدة وليس لها غطاء كالحذاء. ويعود قوله: حذو النعل بالنعل إلي تقاربها وتماثلهما، لا نّك إذا تصوّرت زوجاً من النعال عرفت أنّ إحداهما لا تشبهها إلاّ اُختها. [38] ـ القُذّة عود السهم الذي كان يصنع سابقاً من الخشب أو القصب. وكانوا يضعون في أعلاه نصلاً، وفي أسفله ريشاً كي يقطع مسافة طويلة لخفّته. ويصيب نصله المصنوع من الحديد والفولاذ الهدف المرسوم فيُحدث جرحاً. ووجود الريش فيه من أجل أن يسير السهم قُدماً ولا ينحرف عن اتّجاهه. وكان صانعو السهام يقطعون عيدان السهم أوّلاً، ثمّ يجمعونها معاً، ويقطعون أعلاها وأسفلها بالتساوي كي تكون أحجامها متساوية. وحينئذٍ إذا تصوّرنا عود أحد السهام فلا يمكن أن يشبهه تماماً إلاّ عود السهم الآخر، إذ صُنعا معاً وقطعا معاً، فلهذا يقال: حَذْوَ النعل بالنعل والقُذّة بالقُذّة للشيئين المتماثلين من جميع الجهات. [39] ـ الشِّبْرُ ما بين طرف الإبهام وطرف الخنصر ممتدّين، والذراع من طرف المرفق إلي طرف الإصبع الوسطي، وطوله قرابة نصف متر. والباع قدر مدّ اليدين إذا تفتحان تماماً، احداهما نحو اليمين، والاُخري نحو اليسار. [40] ـ رزين بن معاوية العبدريّ صاحب كتاب «الجمع بين الصحاح الستّة». [41] ـ جاء في «النهاية» لابن الاثير، ج 2، ص 33، في مادّة ] خشرم [: في الخبر عن رسول الله صلّي الله عليه وآله أ نّه قال: لتركبنّ سنن من كان قبلكم ذراعاً بذراع، حتّي لو سلكوا خَشْرَمَ دَبْرٍ لسلكتموه. الخشرم مأوي النحل والزنابير. وقد يطلق عليهما أنفسهما. والدَّبْر: النحل. [42] ـ وجاء في «النهاية» ج 2، ص 59، مادّة ] خلج [: ورد في الحديث: «لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الحَوْضَ أَقْوَامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجنَّ دُونِي» أي: يجتذبون ويُقتَطَعونَ. [43] ـ جاء في «النهاية» لابن الاثير، ج 1، ص 421، مادّة ] حلا [، جاء في حديث رسول الله صلّي الله عليه وآله: يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ القِيَامَةِ رَهْطٌ فَيُحَلاَّونَ عَنِ الحَوْضِ، أي: يُصَدُّون ويُمْنَعون من وروده. [44] ـ اعترف كثير من الصحابة بما ارتكبوه من جنايات وما قاموا به من أعمال بعد رسول الله صلّي الله عليه وآله. قال البخاريّ في صحيحه: ج 2، ص 295، طبعة دار الإحياء، في باب مناقب عمر بن الخطّاب: لمّا طُعن عمر جعل يَأْلَمُ. فقال له ابن عبّاس وكأ نّه يجزّعه: يا أمير المؤمنين ! ولئن كان ذاك لقد صحبتَ رسول الله فأحسنتَ صحبته ثمّ فارقته وهو عنك راضٍ. ثمّ صحبتَ أبا بكر فأحسنت صحبته ثمّ فارقته وهو عنك راضٍ. ثمّ صحبتَ صَحَبَتَهُم فَأحسنتَ صُحْبَتَهُم ولئن فارقتهم لتفارقنّهم وهم عنك راضون. قال عمر: أمّا ما ذكرت من صحبة رسول الله صلّي الله عليه وآله ورضاه، فإنّما ذاك مَنٌّ مِن الله تعالي مَنَّ به عَلَيَّ. وأمّا ما ذكرتَ من صحبة أبي بكر ورضاه، فإنّما ذاك مَنٌّ مِن الله جلّ ذكره مَنَّ به عَلَيَّ. و أمّا ما تري من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك ! وَاللَه لو أنّ طِلاَع الارض ذهباً لافتديتُ به من عذاب الله عزّ وجلّ قبل أن أراه. يقصد عمر من أصحاب ابن عبّاس أمير المؤمنين عليه السلام. وكان طالما يواجه ابن عبّاس بهذا التعبير. ذكر أبو نُعيم في «حلية الاولياء» ج 1، ص 52، وابن تيميّة في «منهاج السُّنَّة» ج 3، ص 131، أنّ عمر كان يقول: لَيْتَني كنتُ كَبْشَ أهلي، يُسَمِّنُونِي ما بدا لهم حتّي إذا كنتُ أسْمَنَ ما أكونُ زارهم بعضُ ما يُحبُّون فجعلوا بعضي شوَاءً، ويعطونّي قَديداً ثمّ أكلوني وأخرجوني عَذَرَةً ولم أَكُنْ بَشَراً. وكذلك روي ابن تيميّة في «منهاج السنّة» ج 3، ص 120، ومحبّ الدين الطبريّ في «الرياض النضرة» ج 1، ص 134، بشأن أبي بكر أ نّه لمّا وقع نظره علي طائر علي شجرة قال: طُوبَي لك يا طائر، تأكل الثمر، وتقعُ علي الشَّجر، وما من حساب ولا عقاب عليك، لوددتُ أ نِّي شجرة علي جانب الطريق مرّ عَلَيَّ جَمَلٌ فَأكلني وأخرجني في بَعْره ولم أكُنْ مِنَ البَشَرِ. وروي ابن تيميّة ومحبّ الدين الطبريّ أيضاً في كتابيهما المذكورين، وفي هذين الموضعين بشأن أبي بكر أ نّه قال في وقت آخر: ليتَ أُمِّي لم تَلِدني، ليتني كنتُ تِبْنَةً في لِبْنَةٍ. وروي البخاريّ في صحيحه: ج 1، ص 54، عن أَنَس قال: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله للانصار: إنَّكم سَتَرَوْنَ بعدي أَثَرَةً شديدةً، فاصبروا حتّي تلقوا الله ورسوله علي الحوض. قال أَنَس: فلم نصبر. وفيه: ج 2، ص 135، عن العلاء بن المُسَيِّب، عن أبيه قال: رأيتُ البراء بن عازب فقلتُ له: طوبي لك صَحِبْتَ النبيّ صلّي الله عليه وآله وبايعتَه تحت الشجرة. فقال: يا بن أخي ! إنك لا تدري ما أحدثناه بَعْده ! و حينئذٍ نري أنّ هذا الصحابيّ الجليل الذي كان من السابقين الاوّلين الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة، ورضي الله عنهم، واطّلع علي قلوبهم، وأثابهم فتحاً قريباً يشهد علي نفسه وعلي أصحابه: أ نّهم أبدعوا في الدين بعد النبيّ، واجترحوا الاعمال المخالفة للسُّنّة. وهذه الشهادة مصداق الخبر النبويّ، إذ أنبأ صلّي الله عليه وآله أصحابه بأ نّهم سيُحدثون بعده ويأتون بأعمال مبتدعة، ويقترفون ما لا يُحْمَد ولا يُرغَبُ فيه، ويرتدّون إلي الجاهليّة القهقري. وفي هذه الحالة هل يتسنّي لِذي لُبّ أن يخال الصحابة كلّهم عدولاً أتقياء، كما يذهب أهل السنّة إلي ذلك ؟! إنّه كلام يخالف العقل ويوصد الطريق أمام المتتبّع الذي يروم بلوغ الحقيقة والواقع. روي الشيخ المفيد في أماليه ـ طبعة جماعة المدرّسين بقم، ص 50، 51 ـ بسنده المتّصل عن عثمان بن عفان أ نّه قال: أنا آخر الناس عهداً بعمر بن الخطّاب، دخلتُ عليه ورأسه في حجر ابنه عبد الله وهو مَلُول (في بعض النسخ: و هو يُوَلْوِل ). فقال له: ضَع خدّي بالارض، فأبي عبد الله. فقال له: ضع خدّي بالارض، لا أُمَّ لك. فوضع خدّه علي الارض. فجعل يقول: وَيْلَ أُمِّي، وَيْلَ أُمِّي إن لم تغفر لي، فلم يزل يقولها حتّي خرجت نفسه. [45] ـ ذكر السيّد ابن طاووس في كتاب «الطرائف» ص 376 و 377، طبعة خيّام بقم، أنّ عبد المحمود 1 قال: وما رأيتُ من تكذيب هؤلاء الاربعة المذاهب لانفسهم ودينهم ولكثير من صحابة نبيّهم جملة وتفصيلاً، وشهادتهم أنّ نبيّهم ذمّهم وشهد عليهم بالضلال ما رواه الحميديّ في «الجمع بين الصحيحين» أيضاً في «مسند سهل بن سعد» في الحديث الثامن والعشرين من المتّفق عليه، قال: سمعتُ النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم يقول: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَي الحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأ أَبَداً، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِّي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. يقول أبو حازم ] راوي هذا الحديث عن سهل بن سعد الساعديّ [: فسمع النعمان بن أبي عيّاش وأنا أحدّثهم هذا الحديث، فقال: هكذا سمعتَ سهلاً يقول ؟! قال، فقلتُ: نَعَم. قال: وأنا أشهد علي أبي سعيد الخدريّ لَسمعته يزيد فيقول: إنَّهُمْ أُمَّتي ! فَيُقَالَ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ؟! فَأَقُولُ: سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي وَغَيَّرَ. 2 ومن ذلك ما رواه الحميديّ في «الجمع بين الصحيحين» في الحديث الستّين من المتّفق عليه من «مسند ابن عبّاس» 3 قال: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله: أَلاَ إنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشَّمَالِ (كناية عن الشقاء وجهنّم)، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ؟! فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ، 4: «وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَي' كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ». 5 قَالَ: فَيُقَالُ لِي: إنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَي أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُم. 6 ومن ذلك ما رواه الحميديّ في «الجمع بين الصحيحين» في الحديث الحادي والثلاثين بعد المائة من المتّفق عليه من «مسند أنس» قال: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله: لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الحَوْضُ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي، حَتَّي إذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلاَقُولَنَّ: أَي رَبِّ أَصْحَابِي ! أَصْحَابِي ! فَلَيُقَالَنَّ لِي: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ؟ 7 ومن ذلك ما رواه الحميديّ في «الجمع بين الصحيحين» في الحديث السابع والستّين بعد المائتين من المتّفق عليه من «مسند أبي هريرة» عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله: بَيْنَمَا أَنَا قَائِمٌ فَإذَا زُمْرَةٌ، حَتَّي إذَا عَرَفْتَهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: إلَي أَيْنَ ؟ قَالَ: إلَي النَّارِ وَاللَهِ. قُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالَ: إنَّهُمُ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَي أَدْبَارِهِمُ القَهْقَرَي. ثُمَّ إذا زُمْرَةٌ حَتَّي إذا عَرَفْتَهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: إلَي أَيْنَ ؟! فَقَالَ: إلي النَّارِ وَاللَهِ. قُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالَ: إنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَي أَدْبَارِهِمُ القَهْقَرَي، فَلاَ أَرَاهُ يُخَلِّصُ مِنْهُمْ إلاَّ مِثْلَ هَمَلِ النَّعَمِ. 8 ورووا مثل ذلك من عدّة طرق من «مسند عائشة». ورووا نحو ذلك من عدّة طرق من «مسند أسماء بنت أبي بكر». ورووا نحو ذلك من عدّة طرق من «مسند أُمّ سلمة». ورووا نحو ذلك من «مسند سعيد بن المسيِّب». وجميع هذه الروايات في «الجمع بين الصحيحين» للحميديّ. ومن ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في «مسند عبد الله بن مسعود» قال: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَي الحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ إلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّي إذَا أَهْوَيْتُ إلَيْهِمْ لاِنَاوِلَهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي. فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي ! فَيُقَالُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ؟! 9 وروي نحوه الحميديّ في «مسند حُذيفة بن اليمان» في الحديث السابع من المتّفق عليه. 10، 11 قال الملاّ عليّ المتّقي في «كنز العمّال» ج 11، ص 176 و 177، طبعة بيروت، في الاحاديث من 31112 إلي 31115 بالترتيب: قال رسول الله: أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكْمْ أَقُولُ: اتَّقُوا النَّارَ ! اتَّقُوا الحُدُودَ ! فَإذَا مُتُّ تَركتكم، وَأَنَا فَرَطُكْمْ عَلَي الحَوْضِ، فمن ورد فقد أَفْلَحَ ! فيؤتي بِأَقوامٍ فَيُؤخَذُ بهم ذاتَ الشمال فأقول: يا ربّ أُمّتي، فيقول: إنَّهُمْ لم يزالوا بعدك يرتدّوا علي أعقابهم. (أحمد بن حنبل في «المسند»، والطبرانيّ في «المعجم الكبير»، وأبو نصر السجزيّ في «الإبانة» عن ابن عبّاس). أنَا آخذ بحُجَزكم عن النار. أقول: إيّاكم وجهنّم ! إيّاكم والحدودَ ؛ فإذا مُتُّ فأنا فرطكم، وموعدكم الحوض. فمن ورد فقد أفلح. ويأتي قوم فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا ربّ ! أُمّتي. فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك مرتدّين علي أعقابهم (الطبرانيّ في «المعجم الكبير» عن ابن عبّاس). أنا فرطكم علي الحوض أنتظر من يرد عَلَيّ منكم، فلا أُلفينَّ ما نوزعتُ في أحدكم فأقول: إنّه من أُمّتي فيقال: لا تدري ما أحدث بعدك. (طس، ق ـ عن أبي الدرداء). ألا ما بال أقوام يزعمون أنّ رحمي لا تنفع، والذي نفسي بيده إنّ رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة. ألا وإنّي فَرَطكم ـ أيّها الناس ـ علي الحوض، ألا وسيجيء أقوام يوم القيامة فيقول القائل منهم: يا رسول الله ! أنا فلان بن فلان، فأقول: أمّا النَسب فقد عرفتُ ولكنّكم ارتَددْتم بعدي ورجعتم القهقري (ط، حم وعبد بن حميد، ع، ل، ش ـ عن أبي سعيد). قال السيّد عبد الحسين شرف الدين العامليّ في «الفصول المهمّة» ص 191، الطبعة الثانية، بعد نقل عدد من الاخبار في هذا المعني: أخرج البخاريّ في باب الحوض عن أسماء ابنة أبي بكر قالت: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله: إنِّي عَلَي الحَوْضِ حَتَّي أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتي ! فَيُقَالُ: هَلْ شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ ؟! وَاللَهِ مَا بَرِحُوا يَرْجِعُونَ عَلَي أَعْقَابِهِم. قَالَ البُخَارِيُّ: فَكَانَ ابْنُ أَبِي مَلِيكَةَ يَقُولُ: اللَهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَي أَعْقَابِنَا وَنُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا انتهي. قال آية الله العامليّ رحمه الله هنا بعد نقل خبرين آخرين: ومن وقف علي ما أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي الطفيل في آخر الجزء الخامس من مسنده، يعلم أنّ فيهم قوماً دحرجوا الدبّاب 12 ليلة العقبة لينفروا برسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم ناقته وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُو´ا إِلآ أَنْ أَغْنَب'هُـمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ و مِن فَضْلِهِ. 13 ومن تلا سـورة التوبة، يعلم بأ نّهم ابتغوا الفتنة من قبل، وقلّبوا الاُمور لرسول الله صلّي الله عليه وآله حتّي جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون. 14 وَيَحْلِفُونَ بِاللَهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـ'كِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَـًا أَوْ مَغَـ'رَ تٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ 15 * وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَهُ وَرَسُـولُهُ و´ أَحَقُّ أَن يُرْضُـوهُ إِن كَانُـوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُـو´ا أَ نَّهُ و مَـن يُحَـادِدِ اللَهَ وَرَسُولَهُ و فَأَنَّ لَهُ و نَارَ جَهَنَّمَ خَـ'لِدًا فِيهَا ذَ لِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ 16 * وَلَنءِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَهِ وَءَايَـ'تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ 17 * وَمِنْهُم مَّنْ عَـ'هَدَ اللَهَ لَنءِنْ ءَاتَب'نَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّـ'لِحِينَ * فَلَمَّآ ءَاتَب'هُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَي' يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ و بِمَآ أَخْلَفُوا اللَهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 18 * الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَـ'تِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَهُ لَهُمْ ذَ لِكَ بِأَ نَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَهِ وَرَسُولِهِ وَاللَهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَـ'سِقِينَ 19 * وَلاَ تُصَلِّ عَلَي'´ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَي' قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَـ'سِقُونَ * وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَ لُهُمْ وَأَوْلَـ'دُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَـ'فِرُونَ * وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ ءَامِنُوا بِاللَهِ وَجَـ'هِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَئْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَـ'عِدِينَ * رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَي' قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ 20 * سَيَحْلِفُونَ بِاللَهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَب'هُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَهَ لاَ يَرْضَي' عَنِ الْقَوْمِ الْفَـ'سِقِينَ 21 * إلي آخر السورة الدالّة علي فشوّ النفاق فيهم. فما أدري كيف صار كلّ من كانت له صحبة ثقة عدلاً بمجرّد أن مات رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم ؟! وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِين مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَي'´ أَعْقَـ'بِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَي' عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَهَ شَيْـًا وَسَيَجْزِي اللَهُ الشَّـ'كِرِينَ. 22 الذين شكروا نعمة الرسالة فلم ينقلبوا، ولم يحدثوا بعد الرسول صلّي الله عليه وآله حدثاً، ولم يغيِّروا ولم يبدِّلوا واستقاموا علي ما أمرهم الله تعالي به ورسوله وَ أُولَئكَ لَهُمُ الْخَيْرَ تُ وَ أُولَئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَهُ لَهُمْ جَنَّـ'تٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاْنْهَـ'رُ خَـ'لِدِينَ فِيهَا ذَ لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. 23 وهم في غنيً عن مدحة المادحين، وتقريظ الواصفين، بما لهم من تأييد الدين، ونشر دعوة الحقّ المبين. فمودّتهم واجبة، والدعاء لهم فريضة. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَ نِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَـ'نِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ. 24 إلي هنا انتهي كلام العلاّمة السيّد شرف الدين في ص 194، من «الفصول المهمّة» وهو في آخر هذا الكتاب الثمين النفيس. وقال رحمه الله في ص 222 من كتابه الآخر: «الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء» الملحق بالكتاب السابق: وإنّما دخل البلاء باعتماد الجمهور علي كلّ من كان في الصدر الاوّل، وبنائهم علي عدالة كلّ فرد ممّن كانت له صحبة، مع ما يتلونه في الكتاب والسنّة من شؤون المنافقين، وتربّصهم الدوائر بسيّد الانبياء والمرسلين. وحسبهم من الكتاب سورتا التوبة والاحزاب، فإنّ فيهما الذكري لاُولي الالباب. وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَي النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ. 25 واشتدّ البلاء بالمنع من الخوض في تلك الاحوال، وسدّهم باب البحث عن حقائق أُولئك الرجال فضيّعوا علي أنفسهم كثيراً من الحقائق. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ) المقصود من عبد المحمود هو نفسه. وأنّي قال في طرائفه: عبد المحمود، فإنّما يريد نفسه. 2 ) «صحيح مسلم» ج 4، ص 1793 ؛ و«صحيح البخاريّ»: الجزء الثامن، ص 26، والجزء السابع، ص 208 ؛ وكذلك رواه آية الله السيّد شرف الدين العامليّ في «الفصول المهمّة» ص 191، الطبعة الثانية، عن «صحيح البخاريّ» في باب الحوض، عن سهل بن سعد، ووضع في آخره علامة (ا ه). 3 ) وأخرج البخاريّ مثل هذا الحديث في المفاد، في أوّل باب قوله تعالي: وَاتَّخَذَ اللَهُ إبرَاهِيمَ خَلِيلاً من كتاب بدء الخلق، من الجزء الثاني من صحيحه، عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم قال: إنّكم تحشرون حُفاةً عراةً غُرْلاً، ثمّ قرأ: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ. وأوّل من يُكسَي يوم القيامة إبراهيم، وَإنّ أُناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقال: إنّهم لم يزالوا مرتدّين علي أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ إلي قوله الْحَكِيمُ. («الفصول المهمّة» ص 192، الطبعة الثانية). 4 ) أي: عيسي ابن مريم عليه السلام. 5 ) الآيتان 117 و 118، من السورة 5: المائدة، ضمن الآيات الاخيرة في سورة المائدة. وهذا الجواب هو جواب عيسي ابن مريم للّه يوم القيامة، إذ يؤاخذه الله علي اتّخاذ أُمَّتِه إيّاه وأُمَّهُ مريم إلهين من دون الله. فيجيبه بهذا الجواب. والحقّ أ نّه جواب رصين قويم. وكلّما كان يتلو علينا سماحة أُستاذنا الفقيد العلاّمة الفذّ الفريد آية الله العظمي السـيّد محمّد حسين الطباطبائيّ التبريـزيّ أفاض الله علينا من بركات رمسـه هذه الآيات، كان يغرق في عالم من الوجد والسرور، ويتغيّر حاله حتّي يُري ذلك علي قسمات وجهه. وكان يقول: في هذه الآيات القرآنيّة من قوله: وَإِذْ قَالَ اللَهُ يَـ'عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـ'هَيْنِ مِن دُونِ اللَهِ إلي آخر السورة، نكات بديعة في أدب العبوديّة. وقد بلغ القرآن الكريم بالموضوع ذروته حقّاً. 6 ) «صحيح مسلم» ج 4، ص 2195، كتاب الجنّة. 7 ) «صحيح مسلم» ج 4، ص 1800 ؛ و«صحيح البخاريّ» ج 7، ص 207. 8 ) «صحيح البخاريّ»، ج 7، ص 208. 9 ) «مسند أحمد بن حنبل» ج 1، ص 253 و 258. 10 ) يُنظَر: «صحيح مسلم» ج 4، ص 1796. 11 ) كما قلنا في صدر التعليقة، فإنّ هذه الاحاديث كلّها نقلناها عن كتاب «الطرائف» للسيّد ابن طاووس رحمة الله عليه، طبعة مطبعة الخيّام، قم، ص 376 إلي 378. 12 ) الدبّاب المدرّعة سابقاً وكانت تصنع علي شكل حجيرة من الجلد الصلب القويّ. كان يدخل فيها الاشخاص كي لا تصلهم السهام والحِراب والاحجار. فإذا أرادوا فتح قلعة أو حصن، كانوا يجعلون الدبّاب إلي جانب القلعة أو الحصن متّصلاً بجدارهما فيثقبون الجدار ويدخلون القلعة أو الحصن دون أن يراهم أحد ويباغتونهم بالهجوم. 13 ) الآية 74، من السورة 9: التوبة. 14 ) اقتباس من الآية 48، من السورة 9: التوبة. 15 ) الآيتان 56 و 57، من السورة 9: التوبة. 16 ) الآيات 61 إلي 63، من السورة 9: التوبة. 17 ) الآية 65، من السورة 9: التوبة. 18 ) الآيات 75 إلي 77، من السورة 9: التوبة. 19 ) الآيتان 79 و 80، من السورة 9: التوبة. 20 ) الآيات 84 إلي 87، من السورة 9: التوبة. 21 ) الآيتان 95 و 96، من السورة 9:التوبة. 22 ) الآية 144، من السورة 3: آل عمران. 23 ) الآيتان 88 و 89، من السورة 9: التوبة. 24 ) الآية 10، من السورة 59: الحشر. 25 ) الآية 101، من السورة 9: التوبة. [46] ـ روي في «غاية المرام» ص 227، الحديث 38 عن الخاصّة، عن «تفسير عليّ بن إبراهيم» بسنده المتّصل عن أبي ذرّ الغفاريّ قال: لمّا نزلت الآية: يوم تَبْيَضُّ وجوه وتَسْوَدُّ وجوه. قال رسـول الله صلّي الله عليه وآله: ترد عَلَيَّ أُمَّتي يـوم القيامة علي خمـس رايات: فراية مع عجل هذه الاُمّة...، وراية مع فرعون هذه الاُمّة، وراية مع سامريّ هذه الاُمّة، وراية مع ذي الثديّة رأس الخوارج، وكلّهم يذهبون إلي جهنّم ظامئين حرّي الاكباد. وراية مع إمام المتّقين أمير المؤمنين. هذه الرواية رائعة ومفصّلة وقد ذكرناها هنا علي نحو الاختصار. وجاء في «كتاب سُليم بن قيس الهلاليّ الكوفيّ» ص 92 و 93، الطبعة الثالثة، النجف، أنّ عليّاً عليه السلام قال: إنّ الناس كلّهم ارتدّوا بعد رسول الله صلّي الله عليه وآله غير أربعة. إنّ الناس صاروا بعد رسول الله بمنزلة هارون ومن تبعه، ومنزلة العجل ومن تبعه. فعليّ في شبه هارون وعتيق في شبه العجل، وعمر في شبه السامريّ. وسمعت رسول الله صلّي الله عليه وآله يقول: ليجيئنّ قوم من أصحابي من أهل العلية والمكانة منّي ليمرّوا علي الصراط، فإذا رأيتهم ورأوني وعرفتهم وعرفوني اختلجوا دوني، فأقول: ربّ أصحابي أصحابي ! فيقال: ما تدري ما أحدثوا بعدك !! إنّهم ارتدّوا علي أدبارهم حيث فارقتهم فأقول: بُعداً وسحقاً. وسمعتُ رسول الله صلّي الله عليه وآله يقول: لتركبنّ أُمّتي سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القُذَّة بالقُذَّة، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، وباعاً بباع، حتّي لو دخلوا جُحراً لَدَخَلوا فيه معهم. إنّ التوراة والقرآن كَتَبه مَلَكٌ واحد في رقٍّ بقلم واحد وجرت الامثال والسنن سواء. [47] ـ دعاء إبراهيم عليه السلام عندما كان يبني قواعد بيت الله الحرام مع ابنه إسماعيل عليه السلام: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةٍ مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ. [48] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 3، ص 417 إلي 421. |
|
|