بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد الخامس عشر / القسم الخامس: روایات العامّة فی لزوم ذکر (( الآل )) فی الصلاة علی النبیّ

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

نقد المزايا المذكورة‌ لـ «الصحيفة‌» المكتشفة‌

 أمّا الذي‌ يتبيّن‌ لنا من‌ حديثه‌ حول‌ مواضع‌ الاختلاف‌ بين‌ النسخة‌ المشهورة‌ والنسخة‌ التي‌ عُثِرَ علیها، فهو أنّ عدد الفروق‌ بلغ‌ ثمانية‌، خمسة‌ منها تعدّ من‌ مزايا النسخة‌ التي‌ عُثِرَ علیها. وعندي‌ أنّ القول‌ بالمزايا غير سديد ولهذا رأيتُ لزاماً علی‌ نفسي‌ أن‌ أتحدّث‌ عن‌ الصحيفة‌ هنا، حيث‌ أحسب‌ أنّ هذه‌ الفرصة‌ هي‌ أفضل‌ فرصة‌ للتعريف‌ ب « الصحيفة‌ السجّاديّة‌ » .

 المزيّة‌ الاُولي‌: قِدَمُ النسخة‌، إذ إنّ تأريخ‌ كتابتها هو سنة‌ 416 ه، مع‌ أنّ تأريخ‌ كتابة‌ أقدم‌ النسـخ‌ الموجـودة‌ من‌ « الصحيفة‌ » في‌ العالـم‌ هو 694، و 695، و 697 . ناهيك‌ عن‌ وجود نسخة‌ منها بخطّ الشهيد الاوّل‌ المولود سنة‌ 724 ه والمُستشهد سنة‌ 784 ه.

 الجواب‌: أنّ قِدَمَ النسخة‌ نفسه‌ لا يدلّ علی‌ مزيّة‌ ما لم‌ نستند إلی‌ الاصل‌ الصحيح‌ والرواة‌ الثقات‌، ونعوّل‌ علیهم‌. وعندما يعترف‌ هو ذاته‌ بتواتر سند « الصحيفة‌ »، وأنّ هذه‌ الصحيفة‌ الحإلیة‌ المشهورة‌ قد حافظت‌ علی‌ تواترها في‌ أعلی‌ درجات‌ الإتقان‌ منذ عصر الإمام‌ علیه‌ السلام‌ وفي‌ كلّ عصر ومصر، فما هي‌ الحاجة‌ إلی‌ لزوم‌ قدم‌ النسخة‌ في‌ حدّ نفسها. ذلك‌ أنّ تواتر النسخة‌ المشهورة‌ يعود قِدَمه‌ إلی‌ سنة‌ 416 ه، سواء وجدت‌ مخطوطة‌ منها في‌ تلك‌ السنة‌، وبعدها أم‌ لم‌ توجد.

 بعبارة‌ أُخري‌: فإنّ معني‌ تواترها هو أ نّها مقطوع‌ بها بما تضمّه‌ من‌ الادعية‌ نفسها، وعددها، وألفاظها منذ عصر الإمام‌ زين‌ العابدين‌ علیه‌ السلام‌ حتّي‌ عصرنا هذا. أي‌: أ نّها كانت‌ موجودة‌ سنة‌ 416 ه، وعبّرت‌ عن‌ وجودها، وأثبتت‌ يقينيّتها ـوإن‌ لم‌ يُعثر علی‌ نسخة‌ منها يومئذٍ في‌ مقابل‌ تلك‌ الصحيفة‌ التي‌ تحمل‌ مثالب‌ مختلفة‌ من‌ حيث‌ نقصان‌ عدد أدعيتها، ومن‌ حيث‌ شرح‌ المقدّمة‌، ورواتها السُّنّة‌ المجهولين‌ الذين‌ لم‌ يثبت‌ وثوقهم‌ عندناـوتفوّقت‌ علی‌ تلك‌ الصحيفة‌، وتباهت‌ أمام‌ مواضع‌ اختلافها.

 مثلاً، لنفرض‌ أنّ مخطوطة‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌ لم‌ يعثر علیها في‌ العالم‌، ثمّ تمّ اكتشاف‌ مخطوطة‌ نفيسة‌ جدّاً تعود إلی‌ عصر هارون‌ الرشيد، وتخلو من‌ بعض‌ السور، أو يُلاحَظ‌ فيها ألفاظ‌ تختلف‌ عن‌ ألفاظ‌ بعض‌ الآيات‌ الموجودة‌، فماذا عسانا أن‌ نقول‌ في‌ مثل‌ هذه‌ الحالة‌ وهذا الفرض‌؟ هل‌ نقول‌ إنّ هذه‌ النسخة‌ مقدّمة‌ علی‌ المصاحف‌ الموجودة‌ المألوفة‌ لا نّها عريقة‌ ونفيسة‌ جدّاً؟! أم‌ أ نّنا سوف‌ لن‌ نعتني‌ بها في‌ مقابل‌ القرآن‌؟! ونتركها بسبب‌ تواتر القرآن‌، ولا نرجع‌ إلیها إلاّ بوصفها شاهداً علی‌ السور والآيات‌ القرآنيّة‌؟!

 وعندما تخلو تلك‌ النسخة‌ القديمة‌ المكتوبة‌ سنة‌ 416 ه من‌ الاعتبار اللازم‌ سـنداً، ويُلحَـظ‌ فيها نقـص‌، وحـذف‌ لرؤيا رسـول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وتعبيرها بحكـومة‌ بنـي‌ أُميّة‌، وتفسـير آية‌ القـدر وفقاً لآراء السُّنّة‌ ورواتهم‌، فحينئذٍ كيف‌ يتسنّي‌ للقِدَم‌ أن‌ يُضفي‌ علیها قيمة‌ علميّة‌ وتأريخيّة‌؟!

 في‌ ضوء ذلك‌ لا يتّسم‌ قِدَم‌ كلّ كتاب‌ بقيمة‌ علميّة‌ وتحقيقيّة‌ إلاّ إذا كان‌ مبتنياً علی‌ الاُصول‌ العلميّة‌ لذلك‌ الكتاب‌ أو ذلك‌ الفنّ، لا مخالفاً لها.

 وبلُغةٍ علميّة‌: فإنّ قيمة‌ اكتشاف‌ الاثريّات‌ تتّصل‌ اتّصالاً مباشراً بنحو الإلیة‌ والمرآتيّة‌ علی‌ تحقّق‌ وتثبيت‌ الفرضيّة‌ العلميّة‌ التي‌ تمثّلها، لاعلی‌ نحو الموضوعيّة‌.

 ونلحظ‌ إذن‌ أنّ كشف‌ صفحة‌ من‌ كلام‌ أفلاطون‌ الثابت‌ انتسابه‌ إلیه‌، هو أكثر قيمة‌ من‌ كشف‌ كتاب‌ ضخم‌ مشكوك‌ الانتساب‌ إلیه‌، وإن‌ كان‌ تأريخ‌ كتابته‌ قد سبق‌ تأريخ‌ الصفحة‌ المذكورة‌ بألف‌ سنة‌.

 المزيّة‌ الثانية‌: البلاغة‌ الباهرة‌ الملحوظة‌ في‌ معظم‌ مواضع‌ الاختلاف‌ مع‌ النسخة‌ المعروفة‌.

 والجواب‌ هو أنّ ما تحرّيناه‌ وما قابلناه‌ من‌ ألفاظ‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ وكلماتها مع‌ ألفاظ‌ الصحيفة‌ المعثور علیها وكلماتها، لا يدلّ علی‌ بلاغة‌ باهرة‌، ولا غير باهرة‌، مضافة‌ علی‌ الصحيفة‌ المشهورة‌. بل‌ هما علی‌ درجة‌ واحدة‌ من‌ البلاغة‌ بعد الجرح‌ والتعديل‌. ونذكر فيما يأتي‌ شرحاً موجزاً يرتبط‌ بدعاء يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ المَكَارِهِ، ونقايس‌ فيه‌ بين‌ الجمل‌ والكلمات‌ التي‌ تختلف‌ فيما بينها، وأخيراً نجمعها معاً ليستبين‌ أن‌ لامزيّة‌ في‌ بلاغة‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ علی‌ الصحيفة‌ المشهورة‌.

 عنوان‌ هذا الدعاء في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌: دُعَاؤُهُ فِي‌ المُهِمَّاتِ، وفي‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌: ومن‌ دعائه‌ إذا نَزَلَتْ بِه‌ مُهِمَّةٌ. [1]

 وفي‌ المشهورة‌: وَيَا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ.

 وفي‌ المكتشفة‌: وَيَا مَن‌ يُفْثَأُ بِهِ حَمْي‌ُ الشَّدَائِدِ.

 حدّ الشدائد ـحدّ الشراب‌: سَوْرَتَه‌. حدّ السيف‌: مَقْطعه‌. من‌ الإنسان‌: بأسه‌ وما يعتريه‌ من‌ الغَضَب‌. من‌ كلّ شي‌ء: شباته‌ وحِدَّتُه‌.

 حَمْي‌ُ الشَّدَائِدِ. و الصّحيح‌ حَمْيُ الشَّدَائد لا حَمَي‌ الشَّدَائِد، لانّ الحَمْي‌ هو الحرارة‌. حَمِي‌َ يَحْمَي‌ حَمْياً وَحُمْياً وَحُمُوّاً النَّارُ: اشتدَّ حَرُّهَا.

 فَثَأَ يَفْثَأ فَثَأً وَفُثُوءاً القِدْرَ: سَكَّنَ غَلَيَانَها، الغَضبَ: سَكَّنَ حِدَّتَهُ.

 فكلتا الكلمتين‌ حَسَنَةٌ، إذ إنّ فَثَأَ حَدَّهُ بمعني‌ سكّن‌ شدّته‌ وحدّته‌. و فَثَأَ حَمْيَهُ بمعني‌ سكّن‌ حرارته‌.

 وفي‌ المشهورة‌: وَيَا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ المَخْرَجُ إلَی‌ رَوْحِ الفَرَجِ.

 وفي‌ا لمكتشفة‌: وَيَا مَنْ يُلْتَمَسُ بِهِ المَخْرَجُ إلَی‌ مَحَلِّ الفَرَجِ.

 لا فرق‌ بين‌ مِنْهُ وبِهِ . وأمّا رَوح‌ الفَرَج‌ في‌ المشهورة‌، فهي‌ أبلغ‌ من‌ مَحَلِّ الفَرَج‌ في‌ المكتشفة‌، لانّ الرَّوح‌ هو الراحة‌، والنسيم‌، والعدالة‌ التي‌ تُريح‌ المتألّم‌ الشاكي‌، والنصرة‌، والفرح‌، والرحمة‌. ومن‌ الطبيعي‌ّ أ نّها أبلغ‌ من‌ محلّ الفرج‌، لا نّنا لا نحصل‌ منها علی‌ اللطائف‌ الموجودة‌ في‌ رَوح‌ الفرَج‌.

 وفي‌ المشهورة‌: ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعَابُ.

 وفي‌ المكتشفة‌: ذَلَّتْ بِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ.

 اللام‌ للتعدية‌، والباء للتسبيب‌، ولا فرق‌ بينهما.

 وفي‌ المشهورة‌: وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاَسْبَابُ.

 وفي‌ المكتشفة‌: وَتَشَبَّكَتْ بِلُطْفِكَ الاَسْبَابُ.

 تَسَبُّب‌ الاسباب‌ جعلها وسيلة‌ لتنفيذ أمرك‌! وتَشَبُّك‌ الاسباب‌ اختلاطها. اشتبك‌ وتشبّك‌، يعني‌ اختلط‌ وامتزج‌. تداخل‌ بعضه‌ في‌ بعض‌ وكلاهما رفيع‌ فصيح‌.

 وفي‌ المشهورة‌: وَجَرَي‌ بِقُدْرَتِكَ القَضَاءُ.

 وفي‌ المكتشفة‌: وَجَرَي‌ بِطَاعَتِكَ القَضَاءُ.

 جريان‌ الاُمور والقضاء وفقاً لقدرتك‌، أو طاعتك‌، وكلاهما صحيح‌.

 وفي‌ المشهورة‌: وَمَضَتْ عَلَی‌ إرَادَتِكَ الاَشْيَاءُ.

 وفي‌ المكتشفة‌: وَمَضَتْ عَلَی‌ ذِكْرِكَ الاَشْيَاءُ.

 الذِّكر هو التسبيح‌ والتمجيد والصِيت‌. وإرادته‌ بمعني‌ جريان‌ الاشياء حسب‌ إرادة‌ الله‌ تعإلی‌. ومن‌ الطبيعي‌ّ، فإنّ هذه‌ أبلغ‌ من‌ جريانها حسب‌ تسبيحه‌ وذِكره‌.

 وفي‌ المشهورة‌: وَقَدْ نَزَلَ بِي‌.

 وفي‌ المكتشفة‌: قَدْ نَزَلَ بِي‌.

 وهي‌ بالواو أحلي‌ وأكثر ملاحةً.

 في‌ المشهورة‌: مَا قَدْ تَكَأَّدَنِي‌ ثِقْلُهُ.

 وفي‌ المكتشفة‌: مَا قَدْ تَكَا أَدَنِي‌ ثِقْلُهُ.

 كِلاَ الفعلین‌ من‌ باب‌ كَأَدَ. تَكَادَّ وَتَكَاءَدَ الامرُ فلاناً: شَقَّ علیه‌، من‌ باب‌ تفعّل‌ وتفاعل‌. ومعناهما واحد لايختلف‌.

 في‌ المشهورة‌: وَأَلَمَّ بِي‌ مَا قَدْ بَهَظَنِي‌ حَمْلُهُ.

 وفي‌ المكتشفة‌: وَأَلَمَّ بِي‌ مَا قَدْ بَهَظَنِي‌ حِمْلُهُ.

 بَهَظَهُ يَبْهَظُهُ بَهْظاً. أَبْهَظَهُ الحمل‌ أو الامرُ: أَثْقَلَهُ وَسَبَّبَ له‌ مَشَقَّةً.

 الحمل‌ مصدر بمعني‌ الرفع‌، و الحِمل‌ اسم‌ مصدر بمعني‌ ما يُحْمَل‌. وكلاهما جيّد بلاتفاوت‌.

 في‌ المشهورة‌: وَلاَ فَاتِحَ لِمَا أَغْلَقْتَ وَلاَ مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ وَلاَ مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْتَحْ لِي‌ يَا رَبِّ بَابَ الفَرَجِ بِطَولِكَ!

 وفي‌ المكتشفة‌: وَلاَ فَاتِحَ لِمَا أَغْلَقْتَ فَافْتَحْ لِي‌ يَا إلَهي‌ أَبْوَابَ الفَرَجِ بِطَولِكَ!

 من‌ الواضح‌ أنّ ما جاء في‌ المشهورة‌ أفصح‌ وأبلغ‌. فإنّ ذِكر المغلق‌ في‌ مقابل‌ الفاتح‌، وجملَتَي‌: لا ميسِّرَ لما عَسَّرْتَ، وَلاَ ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ بما تحمله‌ من‌ معانٍ رفيعة‌، وذكر الصلوات‌ علی‌ محمّد وآله‌، كلّ أُولئك‌ أبلغ‌ في‌ إيصال‌ المعني‌ المتمثِّل‌ بانحصار أمر التدبير بالله‌ تعإلی‌. ويمكن‌ القول‌ هنا حقّاً: إنّ الصحيفة‌ المكتشفة‌ ناقصة‌ في‌ هذه‌ الفقرات‌.

 في‌ المشهورة‌: وَأَنِلْنِي‌ حُسْنَ النَّظَر فِيمَا شَكَوْتُ!

 وفي‌ المكتشفة‌: وَأَنِلْنِي‌ حُسْنَ النَّظَر فِيمَا شَكَوْتُ إلَیكَ!

 لا فرق‌ بينهما، لجواز حذف‌ ما يعلم‌.

 في‌ المشهورة‌: وَأَذِقْنِي‌ حَلاَوَةَ الصُّنْعِ فِيمَا سَأَلْتُ!

 وفي‌ المكتشفة‌: وَأَذِقْنِي‌ حَلاَوَةَ الصُّنْعِ فِيمَا سَأَلْتُكَ!

 وهذا بعينه‌ كالسابق‌ أيضاً.

 في‌ المشهورة‌: وَهَبْ لِي‌ مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً!

 وفي‌ المكتشفة‌: وَهَبْ لِي‌ إلَهي‌ مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً هَنِيَّاً!

 هَنِي‌ وهَنِي‌ّ كلاهما من‌ باب‌ واحد وصيغة‌ واحدة‌. وفيهما إعلالان‌. والمعني‌ طاب‌ من‌ غير مشقّةٍ ولا عناء من‌ مادّة‌ هَنَأ مهموز اللام‌، ويجوز إبدال‌ همزته‌ ياءً، وإدغام‌ إلیاءين‌ ليُصبح‌ الفعل‌ هنّي‌، وبلا اختلاف‌. وجاء في‌ الكاملة‌ لفظ‌ « رحمة‌ »، وهو ساقط‌ من‌ المكتشفة‌ الناقصة‌. والاصل‌ عدم‌الزيادة‌، لا عدم‌ النقيصة‌. وعطف‌ الفرج‌ علی‌ الرحمة‌ مُستحسَنٌ.

 في‌ المشهورة‌: وَلاَ تَشْغَلْنِي‌ بِالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ!

 وفي‌ المكتشفة‌: وَلاَ تَشْغَلْنِي‌ بالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَهُّدِ فُرُوضِكَ!

 تَعَاهَدَ وَتَعَهَّدَ وَاعْتَهَدَ الشَّيْءَ: تَحَفَّظَ بِهِ وَتَفَقَّدَهُ. جَدَّدَ العَهْدَ بِهِ. فلافرق‌ بينهما، لا نّهما ذَوَا معنيً واحدٍ مِن‌ بَابَيْن‌.

 في‌ المشهورة‌: وَاسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ!

 وفي‌ المكتشفة‌: وَاسْتِعْمَالِ سُنَنِكَ!

 لمّا كانت‌ سُنَن‌ جمع‌ سُنّة‌ فهي‌ أبلغ‌ في‌ مقابل‌ فروض‌ جمع‌ فرض‌.

 في‌ المشهورة‌: فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِي‌ يَا رَبِّ ذَرْعاً!

 في‌ المكتشفة‌: فَقَدْ ضِقْتُ بِمَا نَزَلَ بِي‌ يَا رَبِّ ذَرْعاً!

 لا فرق‌ بينهما، مثل‌ ذلّت‌ لقدرتك‌، وذلّت‌ بقدرتك‌ المارّ ذكرهما.

 في‌ المشهورة‌: فَافْعَلْ بِي‌ ذَلِكَ وَإنْ لَمْ أَسْتَوجِبْهُ مِنْكَ.

 في‌ المكتشـفة‌: فَافْعَلْ ذَلِـكَ بِي‌ إلهي‌ وَإنْ لَمْ أَسْـتَوْجِبْهُ مِنْـكَ! بلااختلاف‌.

 في‌ المشهورة‌: يَا ذَا العَرْشِ العَظِيمِ!

 في‌ المكتشفة‌: يَا ذَا العَرْشِ العَظِيمِ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَزْكَي‌ صَلاَةٍ وَأَتَمَّهَا وَأَنْمَاهَا وَأَكْمَلَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 جاءت‌ الصلوات‌ هنا، مضافاً إلی‌ ما ورد في‌ وسط‌ الدعاء من‌ الصلوات‌ أيضاً في‌المشهورة‌ والمكتشفة‌. وما سنجده‌ في‌ بحث‌ صلوات‌ « الصحيفة‌ »، فإنّ إنكاره‌ الصلوات‌ من‌ « الصحيفة‌ » المشهورة‌ بنحو مطلق‌ من‌ أغرب‌ الغرائب‌.

 الفرق‌ الثالث‌: في‌ ترتيب‌ ذِكر الادعية‌، إذ حصل‌ تقديم‌ وتأخير في‌ بعضها.

 صحيح‌ أنّ هناك‌ فرقاً بين‌ الصحيفتَين‌ في‌ ترتيب‌ الادعية‌، بَيدَ أ نّه‌ لايدلّ علی‌ مزيّة‌ للصحيفة‌ المكتشفة‌، كما أ نّه‌ نفسه‌ لم‌ يزعم‌ وجود مزيّة‌ هنا.

 الفرق‌ الرابع‌: في‌ عدد الادعية‌، إذ إنّ لبعضها عنواناً مستقلاّ في‌ النسخة‌ المعروفة‌. أمّا في‌ النسخة‌ القديمة‌ فقد وردت‌ متمّمة‌ للادعية‌ التي‌ تسبقها. كما أنّ الدعاء الاوّل‌ والثاني‌ في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ وردا دعاء واحداً فحسب‌ في‌ الصحيفة‌ القديمة‌.

 وجاء عنوان‌ تتميم‌ الدعاء في‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ في‌ موضعين‌ فقط‌، وقد بيّناهما بصراحة‌. ومن‌ هنا رفعنا عدد أدعيتها من‌ ( 38 ) إلی‌ ( 40 ) .

 بَيدَ أنّ الموضوع‌ المهمّ الذي‌ أشار إلیه‌ في‌ المقدّمة‌ أيضاً هو النقص‌ في‌ عدد الادعية‌ المتحصّلة‌، إذ تقلّ عن‌ الادعية‌ المعروفة‌ البالغ‌ عددها ( 54 ) دعاء، خمسة‌ عشر دعاء. وبانضمام‌ دعاء الشكوي‌ إلیها يصبح‌ العدد (14). وهذا نقص‌ فاحش‌ فيها، إذ يُقدَّر بـ1454 من‌ الصحيفة‌، وهو عدد يؤبه‌ به‌، حيث‌ يتراوح‌ بين‌ ثلث‌ الصحيفة‌ إلی‌ ربعها.

 وقد سقط‌ منها في‌ الحقيقة‌ بين‌ ثلث‌ أدعية‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ إلی‌ ربعها.

 وهذا النقص‌ في‌ العدد لا يعدّ مزيّة‌ علميّة‌ صحيحة‌ للصحيفة‌ المشهورة‌ فحسب‌، بل‌ ينبغي‌ أن‌ نطلق‌ عنوان‌ « الصحيفة‌ الناقصة‌ » علی‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ في‌ مقابل‌ « الكاملة » . ونحن‌ نشكره‌، إذ لم‌ يُضْفِ صفة‌ المزيّة‌ علی‌ هذا النقص‌ في‌ الادعية‌.

 الفرق‌ الخامس‌: في‌ عناوين‌ أدعية‌ النسختين‌، إذ إنّ بعض‌ عناوين‌ النسخة‌ المعروفة‌ غير موجود في‌ النسخة‌ القديمة‌ بتاتاً، كالدعاء الخامس‌ المُعَنْوَن‌ في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌: دُعاؤُهُ لِنَفْسِهِ وَخاصَّتِهِ، في‌ حين‌ هو بلاعنوان‌ في‌ النسخة‌ القديمة‌.

 صحيح‌ أنّ اختـلافاً يسـيراً ملحـوظاً في‌ عبارات‌ بعـض‌ العنـاوين‌ وكلماتها في‌ الصحيفتين‌. وليس‌ له‌ أهمّيّة‌ تُذكر، بَيدَ أنّ الإشکال يتمثّل‌ في‌ خلوّ النسخة‌ المكتشفة‌ من‌ بعض‌ العناوين‌، إذ كيف‌ تخلو هذه‌ الادعية‌ منها، مع‌ أنّ لكلّ دعاء عنواناً مستقلاّ به‌؟!

 هل‌ يمكن‌ أن‌ نجد مسوّغاً لهذا الامر غير السقوط‌؟! وحينئذٍ يتّخذ خلوّها من‌ العناوين‌ طابع‌ المثلبة‌ فلا يُعَدّ مزيّةً، بل‌ يعدّ وهناً وقلّة‌ اعتبار.

 الرجوع الي الفهرس

إشكالات‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ في‌ موضوع‌ الصلوات‌

 الفرق‌ السادس‌: في‌ ذكر الصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ وآله‌، إذ هي‌ جِدُّ قليلةٍ في‌ النسخة‌ القديمة‌، علی‌ عكس‌ النسخة‌ المعروفة‌ حيث‌ تُذكَر الصلاة‌ علی‌ محمّد وآل‌ محمّد غالباً في‌ كثير من‌ أدعيتها في‌ رأس‌ كلّ فصل‌ من‌ فصول‌ الادعية‌.

 بَيدَ أنّ دعاءً واحداً فقط‌ من‌ أدعية‌ الصحيفة‌ المعروفة‌ يخلو من‌ الصلاة‌، في‌ حين‌ هو مذكور في‌ النسخة‌ القديمة‌. هذا الدعاء هو الذي‌ يبدأ بقوله‌: يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ المَكَارِهِ، إذ ذُكرت‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد وآله‌ في‌ آخره‌، في‌ النسخة‌ القديمة‌ بينما لم‌ تَرِدْ في‌ النسخة‌ المشهورة‌. وكذلك‌ وردت‌ صلاة‌ مفصَّلة‌ علی‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ آخر النسخة‌ القديمة‌، وقد خلت‌ النسخة‌ المعروفة‌ منها.

 وهذان‌ الموضعان‌ يدلاّن‌ علی‌ أنّ خلوّها من‌ الصلاة‌ في‌ مواطن‌ أُخري‌ لاينطلق‌ من‌ وحي‌ التعصّب‌، ولا من‌ وحي‌ التقيّة‌، ونحتمل‌ أنّ الإكثار من‌ الصلاة‌ كان‌ من‌ باب‌ التيمّن‌ والتبرّك‌، وهو موجب‌ لاستجابة‌ الدعاء كما جاء في‌ الروايات‌ المأثورة‌... إلی‌ أن‌ قال‌: وكذلك‌ إضافة‌ ( آل‌ محمّد ) إلی‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد عملاً بالاحاديث‌ النبويّة‌ المأثورة‌ عن‌ طريق‌ العامّة‌، وفيها: لاَ تُصَلُّوا عليّصَلاَةً بَتْري‌ . وفُسِّرت‌ البتري‌ بعدم‌ ذكر آل‌ محمّد في‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ وعلیهم‌ أجمعين‌.

 لذا نجد في‌ بعض‌ المواضع‌ أنّ متعلّقات‌ الفعل‌ تناسب‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وحده‌ ] دون‌ آله‌ [ كالفقرة‌ الواردة‌ في‌ دعائه‌ عند الصباح‌ والمساء: اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَكْثَرَ مَا صَلَّيْتُ عَلَی‌ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَآتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا آتَيْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ، وَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ وَأَكْرَمَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ أَنْبِيائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ . فلو كانت‌ كلمة‌ وآله‌ جزءاً من‌ الصلاة‌، لكان‌ مناسباً أن‌ تأتي‌ الضمائر بصورة‌ الجمع‌ ولكانت‌ الجملة‌ الاخيرة‌: أحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ، ستبدو غير مناسبة‌.

 ويُشاهَد هذا النوع‌ المذكور في‌ مواضع‌ كثيرة‌ من‌ الصحيفة‌.

 ومحصّل‌ هذا الاختلاف‌ الذي‌ عُدَّ امتيازاً مهمّاً بحمل‌ الشائع‌ الصناعي‌ّ. وإن‌ لم‌ يُصَرَّح‌ بلفظ‌ الامتياز بحمل‌ الاوّلي‌ّ الذاتي‌ّ، يُلحَظ‌ سقوط‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد وآل‌ ومحمّد في‌ جميع‌ مواضع‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ إلاّ في‌ موضعين‌: الاوّل‌: آخر دعاء يا مَن‌ تُحَلُّ، والثاني‌: آخر الصحيفة‌ نفسها.

 ذلك‌ أنّ الصلاة‌ تبدو غير مناسبة‌ في‌ كثير من‌ مواضع‌ الصحيفة‌ المشهورة‌، لانّ اسم‌ محمّد قد ذُكر وحده‌، ولا مناسبة‌ لإضافة‌ كلمة‌ الآل‌ إلیه‌.

 ولكن‌ لمّا نهـي‌ الرسـول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ عن‌ الصـلاة‌ البتراء، فيمكن‌ أن‌ يكون‌ ذِكر هذه‌ الصلوات‌ في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ من‌ باب‌ التيمّن‌ والتبرّك‌، أي‌ أ نّه‌ ذُكرت‌ زائدة‌ علی‌ أصل‌ الدعاء لهذا السبب‌.

 ويدعم‌ هذه‌ الحقيقة‌ عدم‌ تعصّب‌ كاتب‌ الصحيفة‌ وعدم‌ تقيّته‌، لا نّه‌ في‌ مثل‌ تلك‌ الحالة‌ ينبغي‌ ألاّ يذكرها في‌ الموضعين‌ المشار إلیهما.

 ويعود الجواب‌ عن‌ هذا الكلام‌ إلی‌ عدّة‌ جهات‌:

 الجهة‌ الاُولي‌: أنّ دعاء يَا مَنْ تُحَلُّ يخلو من‌ الصلاة‌ في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌.

 الجواب‌: وردت‌ الصلاة‌ في‌ جميع‌ نسخ‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ بما فيها صحيفته‌ المطبوعة‌ نفسها في‌ ص‌ 163: وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ فَصَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْتَحْ لِي‌ يَا رَبِّ بَابَ الفَرَجِ بِطَوْلِكَ.

 الجَهة‌ الثانية‌: ذُكـرت‌ الصـلاة‌ علی‌ محمّـد وآل‌ محمّـد مرّتـيـن‌ لاغيرهما، في‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ ( القديمة‌ ) .

 الجواب‌: نظراً إلی‌ أنّ الصلاة‌ علی‌ محمّد وآل‌ محمّد وردت‌ ( 144 ) مرّة‌ في‌ أدعية‌ الصحيفة‌ المشهورة‌، التي‌ نقلتها الصحيفة‌ المكتشفة‌،[2] فإنّ ورودها في‌ موضعين‌ من‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ لايكفي‌ لرفع‌ تهمة‌ التعصّب‌ وفَرْض‌ ذوق‌ الكاتب‌، ويبقي‌ هذا الاحتمال‌ علی‌ حاله‌، وهو أ نّه‌ ذكرها فيهما لتحظي‌ صحيفته‌ المستنسخة‌ بالقبول‌ النسبي‌ّ، لا نّه‌ لو حذفها من‌ جميع‌ المواضع‌ لَبَانَ للجميع‌ تعصّبه‌ المذهبي‌ّ وفَرْض‌ رأيه‌ الخاصّ. ومن‌ هذا المنطلق‌ فقد حذف‌ ( 128 ) موضعاً بصورة‌ تامّة‌ ـوهذه‌ ضربة‌ قاصـمة‌ للصحيفة‌ـوذكرها بتـراء في‌ ( 14 ) موضعاً. ولم‌ يذكـرها كاملةً إلاّ في‌ موضعين‌. فالإشکال المهمّ هو أ نّه‌ أوّلاً: لماذا حذف‌ القسم‌ الاعظم‌ من‌ صلوات‌ الصحيفة‌ في‌ النسخة‌ المكتشفة‌ بنحوٍ تامٍّ؟ ثانياً: لماذا ذكر الصلاة‌ البتراء في‌ ( 14 ) موضـعاً؟[3] وما الذي‌ دعاه‌ إلی‌ عدم‌ عطـف‌ كلمة‌ آل‌ علی‌ الرسول‌، في‌ حين‌ أنّ الصلاة‌ بلا شكّ هي‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد وآل‌ محمّد؟ هي‌ واردة‌ في‌ الاحاديث‌ المأثورة‌ الكثيرة‌ التي‌ نقلها أهل‌ السنّة‌ في‌ كيفيّة‌ ذِكر الصلاة‌، وأوردوها في‌ صحاحهم‌ المعتبرة‌. وفيها أنّ النبي‌ّ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ أجاب‌ سؤال‌ من‌ سأله‌ عن‌ كيفيّة‌ الصلاة‌ ما مضمونه‌ أن‌ تُلْحق‌ الصلاة‌ علی‌ آل‌ محمّد بالصلاة‌ علیه‌.

 الرجوع الي الفهرس

روايات‌ العامّة‌ حول‌ لزوم‌ ذكر «الآل‌» في‌ الصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ

 روي‌ البخاري‌ّ عن‌ سعيد بن‌ يحيي‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ مِسْعَر، عن‌ الحكم‌، عن‌ ابن‌ أبي‌ ليلي‌، عن‌ كعب‌ بن‌ عُجرة‌ رضي‌ الله‌ عنه‌ قال‌: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! أَمَّا السَّلاَمُ عَلَیكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ. فَكَيْفَ الصَّلاَةُ؟

 قَالَ: قُولُوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبراهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! اللَهُمَّ بَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ!

 وذكر أيضاً حديثين‌ آخرين‌ بسندين‌ آخرين‌، ومضمونهما قريب‌ منه‌. [4]

 ورواه‌ مُسـلم‌ في‌ صحيحه‌، والترمـذي‌ّ، وأبو داود، والدارمي‌ّ، والنسائي‌ّ في‌ سننه‌، وأحمد بن‌ حنبل‌ في‌ مسنده‌، ومالك‌ في‌ موطّئه‌، في‌ مواضع‌ عديدة‌. [5]

 ورواه‌ المولي‌ جلال‌ الدين‌ السيوطي‌ّ في‌ تفسير « الدرّ المنثور » بأسناد كثيرة‌، منها:

 1 ـ قال‌: أخرج‌ سعيد بن‌ منصور، وعبد بن‌ حميد، وابن‌ أبي‌ حاتم‌، وابن‌ مردويه‌ عن‌ كعب‌ بن‌ عُجْرَة‌ قال‌: لَمَّا نَزَلَتْ «إِنَّ اللَهَ وَمَلَـ'ئكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَی‌ النَّبِيِّ يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَیهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» [6] قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَهِ! قَدْ عَلِمْنَا السَّلاَمُ عَلَیكَ! فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ؟!

 قَالَ: قُولُوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَعَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! وَبَارِك‌ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ علی‌ إبراهِيمَ وَآلِ إبرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. [7]

 2 ـ وقال‌ أيضاً: أخرج‌ ابن‌ جرير عن‌ يونس‌ بن‌ خَبَّاب‌ قال‌: خطبنا بفارس‌، فقال‌: إِنَّ اللَهَ وَمَلَـ'ئكَتَهُ ـالآية‌. قال‌: أنبأني‌ من‌ سمع‌ ابنَ عبّاس‌ يقول‌: هكذا أُنزل‌، فقالوا:

 يَا رَسُولَ اللَهِ! قَدْ عَلِمْنَا السَّلاَمُ عَلَیكَ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ؟!

 فَقَالَ النبي‌ّ: قولوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آل‌ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا رَحِمْتَ آلَ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَعَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. [8]

 3 ـ وقال‌ أيضا: أخرج‌ ابن‌ جـريـر، عن‌ إبراهيم‌ في‌ قوله‌: إِنَّ اللَهَ وَمَلَـ'ئكَتَهُ ـالآية‌، قالوا: يَا رَسُولَ اللَهِ! هَذَا السَّلاَمُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ؟!

 فقال‌: قولوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِ بَيْتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ بَيْتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ آل‌ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! [9]

 4 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ عبدالرزّاق‌، وابن‌ أبي‌ شـيبة‌، وأحمد، وعبدبن‌ حميد، والبخاري‌ّ، ومسلم‌، وأبوداود، والترمذي‌ّ، والنسائي‌ّ، وابن‌ ماجة‌، وابن‌ مردويه‌ عن‌ كعب‌ بن‌ عُجْرَة‌ قال‌: قال‌ رجل‌: يَا رَسُولَ اللَهِ! أَمَّا السَّلاَمُ عَلَیكَ فَقَدْ عَلِمْنَاهُ فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ؟!

 قال‌: قل‌: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! اللَهُمَّ بَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! [10]

 5 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ ابن‌ أبي‌ شيبة‌، وعبد بن‌ حميد، والنسـائي‌ّ، وابن‌ أبي‌ عاصم‌، والهيثم‌ بن‌ كليب‌ الشاشي‌ّ، وابن‌ مردويه‌، عن‌ طلحة‌بن‌ عبيدالله‌ قال‌: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ؟!

 قال‌: قُل‌: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَعَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. [11]

 6 ـ وقال‌ أيضاً: أخرج‌ ابن‌ جرير، عن‌ طلحة‌ بن‌ عبيد الله‌ قال‌: أتي‌ رجل‌ النبي‌َّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ فقال‌: سمعتُ الله‌ يقول‌: إِنَّ اللَهَ وَمَلَـ'ئكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَی‌ النَّبِيِّ، فكيف‌ الصلاة‌ علیك‌؟!

 قال‌: قل‌: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! [12]

 7 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ ابن‌ جرير، عن‌ كعب‌ بن‌ عُجْـرَة‌ قال‌: لمّا نزلت‌: إِنَّ اللَهَ وَمَلَـ'ئكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَی‌ النَّبِيِّ ـالآية‌، قمتُ إلیه‌ فقلتُ: السَّلاَمُ عَلَیكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ يَا رَسُولَ اللَهِ؟!

 قال‌: قُل‌: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! [13]

 8 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ ابن‌ أبي‌ شَـيبة‌، وأحمد، وعبد بن‌ حميد، والبخاري‌ّ، والنسائي‌ّ، وابن‌ ماجة‌، وابن‌ مردويه‌ عن‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌ّ قال‌: قلنا: يَا رَسُولَ اللَهِ! هَذَا السَّلاَمُ عَلَیكَ قَدْ عَلِمْنَاهُ! فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ؟

 قال‌: قولوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ![14]

 9 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ عبد بن‌ حميد، والنسـائي‌ّ، وابن‌ مردويه‌، عن‌أبي‌ هريرة‌ أ نّهم‌ سألوا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌: كَيْفَ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ؟!

 قال‌: قولوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ فِي‌ العَالَمِينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! وَالسَّلاَمُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ! [15]

 10 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ مالك‌، وعبدالرزّاق‌، وابن‌ أبي‌ شـيبة‌، وعبدبن‌ حميد، وأبو داود، والترمذي‌ّ، والنسائي‌ّ، وابن‌ مردويه‌ عن‌ أبي‌ مسعود الانصاري‌ّ أنّ بشير بن‌ سعد قال‌: يَا رَسُولَ اللَهِ! أَمَرَنَا اللَهُ أَن‌ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ! فَكَيْفَ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ؟!

 فسكت‌ حتّي‌ تمنّينا أ نّا لم‌ نسأله‌. ثمّ قال‌: قولوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ! وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ فِي‌ العَالَمِينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! وَالسَّلاَمُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ! [16]

 11 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ ابن‌ مردويه‌ عن‌ عليّ علیه‌ السـلام‌ قال‌: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! كَيْفَ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ؟!

 قال‌: قولوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! [17]

 12 ـ وقال‌ أيضـاً: وأخـرج‌ ابن‌ مردويه‌ عن‌ أبي‌ هريـرة‌ قال‌: قلنا: يَا رَسُولَ اللَهِ! قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلاَمُ عَلَیكَ! فَكَيْفَ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ؟!

 قال‌: قولوا: اللَهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. [18]

 13 ـ وقال‌ أيضاً: وأخرج‌ ابن‌ خزيمة‌، والحاكـم‌ وصحّحه‌، والبيهقي‌ّ في‌ سننه‌ عن‌ أبي‌ مسعود عقبة‌ بن‌ عمرو أنّ رجلاً قال‌: يَا رَسُولَ اللَهِ! أَمَّا السَّلاَمُ عَلَیكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْفَ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ إذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا عَلَیكَ فِي‌ صَلاَتِنَا؟! فَصَمَتَ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ (وَآلِهِ) وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ:

 إذَا أَنْتُمْ صَلَّيْتُمْ عليّفَقُولُوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ النَّبِي‌ِّ الاُمِّي‌ِّ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَعَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ! وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ النَّبِي‌ِّ الاُمِّي‌ِّ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَعَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! [19]

 14 ـ وقال‌ السيوطي‌ّ أيضاً: وأخرج‌ البخاري‌ّ في‌ « الادب‌ المفرد » عن‌ أبي‌ هريرة‌، عن‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌: مَنْ قَالَ: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ! وَبَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ! وَتَرَحَّمْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ، شَهِدْتُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِالشَّهَادَةِ وَشَفَعْتُ لَهُ. [20]

 15 ـ وقال‌ السـيوطي‌ّ أيضاً: وأخـرج‌ ابن‌ سعد، وأحمد، والنسـائي‌ّ، وابن‌ مردويه‌ عن‌ زيد بن‌ أبي‌ خارجة‌ قال‌: قلنا: يَا رَسُولَ اللَهِ! قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلاَمُ عَلَیكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ؟!

 فقال‌: صَلُّوا عليّوَاجْتَهِدُوا . ثمّ قولوا: اللَهُمَّ بَارِكْ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيم‌ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ! [21]

 16 ـ وقال‌ السـيوطي‌ّ أيضاً: وأخـرج‌ أحمد، وعبد بن‌ حميد، وابن‌ مردويه‌ عن‌ بُريدة‌، قال‌: قلنا: يَا رَسُولَ اللَهِ! قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَیكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي‌ عَلَیكَ؟!

 قال‌: قولوا: اللَهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَی‌ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.[22]

 أجل‌، كلّنا نعلم‌ أنّ السيوطي‌ّ من‌ أعاظم‌ أهل‌ السنّة‌، وأنّ تفسيره‌ « الدرّ المنثور » في‌ غاية‌ الشأن‌ والاعتبار عندهم‌. وقد نقلنا منه‌ تلك‌ الاحاديث‌ عن‌ صحابة‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ كأميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، وكعب‌ بن‌ عُجرة‌، وابن‌ عبّاس‌، وطلحة‌ بن‌ عبيدالله‌، وبشيربن‌ سعد، وأبي‌ هريرة‌، وأبي‌ مسعود الانصاري‌ّ: عقبة‌ بن‌ عمرو، وزيدبن‌ أبي‌ خارجة‌، وبُريدة‌، ليستبين‌ أنّ هؤلاء الرواة‌ موثّقون‌ عند العامّة‌، وكلامهم‌ حجّة‌. وتدلّ هذه‌ الاحاديث‌ كلّها بصراحة‌ علی‌ أنّ للفظ‌ آل‌ محمد مدخليّة‌ في‌ تحقّقها. وأنّ الصلاة‌ علی‌ محمّدٍ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بدون‌ عطف‌ آل‌ محمّد علیه‌ ساقطة‌ من‌ درجة‌ الاعتبار. [23]

 نقلنا عن‌ السيوطي‌ّ في‌ هذا المقام‌ ستّة‌ عشر حديثاً بأسناد متنوّعة‌ ورواة‌ متعدّدين‌ ليتعيّن‌ اعتبارها واستفاضتها وثبوتها عند أهل‌ السنّة‌، وإن‌ كان‌ متن‌ بعضها متباين‌ اللفظ‌ إجمالاً، لكنّ مفادها واحد.

 الرجوع الي الفهرس

اتّحاد نفوس‌ الائمّة‌ مع‌ رسول‌ الله‌ مقتضي‌ ذِكر الآل‌

 أمّا من‌ أحاديث‌ الخاصّة‌، فقد فتح‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ّ رضوان‌ الله‌ علیه‌ في‌ كتاب‌ الذِّكر والدعاء من‌ « بحار الانوار » باباً في‌ فضل‌ الصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ وآله‌، وهو زاخرٌ بأحاديث‌ صحيحة‌ وموثّقة‌ وحسنة‌ كثيرة‌. [24]

منها عن‌ كتاب‌ « عيون‌ أخبار الرضا علیه‌ السلام‌ » فيما احتجّ الإمام‌ الرضا علیه‌ السلام‌ علی‌ علماء المخالفين‌ بمحضر المأمون‌ في‌ تفضيل‌ العترة‌ الطاهرة‌ قال‌ علیه‌ السلام‌: وأمّا الآية‌ السابعة‌ فقول‌ الله‌ تعإلی‌:

 «إِنَّ اللَهَ وَمَلَـ'ئكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَی‌ النَّبِيِّ يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَیهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا». [25] وَقَدْ عَلِمَ المُعَانِدُونَ مِنْهُمْ أَ نَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! قَدْ عَرَفْنَا التَّسْلِيمَ عَلَیكَ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَیكَ؟!

 فَقَالَ: تَقُولُونَ: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ وَعَلَی‌ آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ!

 فَهَلْ بَيْنَكُمْ مَعَاشِرَ النَّاسِ فِي‌ هَذَا خِلاَفٌ؟! قَالُوا: لاَ!

 قَالَ المَأْمُونُ: هَذَا مَا لاَ خِلاَفَ فِيهَ أَصْلاً، وَعَلَیهِ إجْمَاعُ الاُمَّةِ. فَهَلْ عِنْدَكَ فِي‌ الآلِ شَي‌ءٌ أَوْضَحُ مِنْ هَذَا فِي‌ القُرْآنِ؟! إلی‌ آخر الحديث‌.

 يكمن‌ في‌ هذه‌ الآية‌ المباركة‌ سرٌّ في‌ غاية‌ العجب‌، لانّ الله‌ تعإلی‌ أمر فيها بالصلاة‌ علی‌ نبيّه‌، لا علیه‌ وعلی‌ آله‌، في‌ حين‌ وردت‌ الاحاديث‌ الكثيرة‌ وهي‌ تذكر أنّ الصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ هي‌ الصلاة‌ علیه‌ وآله‌.

 أي‌: أنّ النبي‌ّ هو النبي‌ّ وآله‌. ويعود هذا المعني‌ إلی‌ شدّة‌ اتّصال‌ نفوسهم‌ القدسيّة‌ به‌، بحيث‌ لا تُلحظ‌ بين‌ نفسه‌ ونفوسهم‌ بينونة‌ ومسافة‌ أبداً، وقد ارتقوا في‌ مراتب‌ التوحيد والمعرفة‌ وتبوّؤوا المقام‌ الذي‌ تبوّأه‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌، ولم‌ يتخلّفوا لحظة‌ واحدة‌ عن‌ هذا المعراج‌ المعنوي‌ّ والروحي‌ّ ووجدوا نفسه‌ المقدّسة‌ هو الهُويَّة‌.

 هذا هو الوصول‌ إلی‌ مقام‌ الفناء في‌ ذات‌ الله‌ تعإلی‌، وحقيقة‌ الواحديّة‌ والوحدانيّة‌ هي‌ مفاد الولاية‌ الإلهيّة‌ الكلّيّة‌ المطلقة‌ ومعناها، ويستحيل‌ تعدّدها وتجزّؤها، وأ نّها محض‌ التجرّد والنور الخالص‌ والبساطة‌ الكاملة‌.

 فالصلاة‌ علی‌ النبي‌ّ هي‌ الصلاة‌ علی‌ آله‌، والصلاة‌ علیهم‌ هي‌ الصلاة‌ علیه‌. ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن‌ بَعْضٍ وَاللَهُ سَمِيعٌ علیمٌ. [26]

 وهناك‌ يكون‌ عنوان‌ محمّد عين‌ عنوان‌ علی‌ّ، ونفس‌ عنوان‌ فاطمة‌، وحقيقة‌ عنوان‌ الحسن‌ والحسين‌. وواقعيّة‌ عنوان‌ عليّومحمّد وجعفر وموسي‌ وعليّومحمّد وعليّوالحسن‌ ومحمّد، أي‌: لا عنوان‌.

 هُنَالِكَ الْوَلَـ'يَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا. [27]

 ونحن‌ نعلم‌ أنّ الولاية‌ منحصرة‌ بالله‌ سبحانه‌ وحده‌.

 فهذه‌ الولايات‌ جميعها علی‌ نحو هُو الهُوِيَّة‌ الواقعيّة‌، وهي‌ ليست‌ أكثر من‌ ولاية‌ واحدة‌، لانّ هناك‌ واقعيّة‌ واحدة‌ واسماً أعظمَ وجوديّاً واحداً لا أكثر، ولا معني‌ لاكثر من‌ وجود أصيل‌ بحت‌ صِرف‌ واحد.

 فإذا قلتم‌: لماذا نجد في‌ تفسير هذه‌ الآية‌ التي‌ تُشعِر بهذا المعني‌ البسيط‌ المجرّد والذات‌ الوحدانيّة‌، وفيها خطاب‌ الله‌ تعإلی‌ للمؤمنين‌ أن‌ يصلّوا علی‌ النبي‌ّ وحده‌، أنّ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ فصل‌ الآل‌، وعطفهاعلیه‌؟!

 وكان‌ ينبغي‌ أن‌ يقول‌ أيضاً: قُولُوا: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ إبْرَاهِيمَ!

 والجواب‌ هو: هذا المعني‌ الدقيق‌ لا يدركه‌ إلاّ أُولو الولاية‌ وطلاّبُ هذه‌ المدرسة‌ الماهرون‌. وأمّا سائر الناس‌ فلا خلاق‌ لهم‌ منه‌. فلهذا أمر النبي‌ّ أن‌ تُلحق‌ الصلاة‌ علی‌ آله‌ بالصلاة‌ علیه‌ لئلاّ يُنسي‌ أصل‌ الصلاة‌ علی‌ آله‌ ويودَع‌ في‌ ملفّ الجهل‌ والغفلة‌ والإهمال‌، وإلاّ فالصلاة‌ علیه‌ دون‌ آله‌ ليست‌ في‌ الحقيقة‌ حقيقة‌ الصلاة‌ علیه‌ ولُبّها، ونكشف‌ إنّاً أ نّنا لم‌نُصَلِّ علی‌ نفسه‌ الواقعيّة‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، بل‌ صلّينا علی‌ رسولٍ مفصول‌ عن‌ آله‌. من‌ هنا لابدّ لنا أن‌ نعطف‌ آل‌ محمّد بعينها علی‌ محمّد لتتّخذ الصلاة‌ علیه‌ موقعها الحقيقي‌ّ.

 وهذا هو السـرّ في‌ النطق‌ بالصلاة‌ علی‌ محمّد وآل‌ محمّد مباشـرة‌ حيثما ذُكر اسم‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌.

 نقول‌ في‌ الصلاة‌: وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وبعدها مباشرة‌ اللَهُمَّ صَلَّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . ثمّ ندعو للنبي‌ّ فنقول‌: وَتَقَبَّلَ شَفَاعَتَهُ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَقَرِّبْ وَسِيلَتَهُ وَأَدْخِلْنَا فِي‌ زُمْرَتِهِ.

 جاء في‌ أمإلی‌ الصدوق‌ أنّ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ خطب‌ بعد وفاة‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ فقال‌: بالشَّهَادَتَيْنِ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، وَبِالصَّلاَةِ تَنَالُونَ الرَّحْمَةَ، فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلاَةِ عَلَی‌ نَبِيِّكُمْ وَآلِهِ «إِنَّ اللَهَ وَمَلَـ'ئكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَی‌ النَّبِيِّ يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَیهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا». [28]

 نجد هنا أنّ الإمام‌ علیه‌ السلام‌ استدلّ بهذه‌ الآية‌ المباركة‌ التي‌ ذُكِرَ فيها النبي‌ّ وحده‌ للاستشهاد بها علی‌ الصلاة‌ علی‌ آله‌.

 ونجد أنّ الإمام‌ السجّاد علیه‌ السلام‌ يصلّي‌ علی‌ النبي‌ّ وآله‌ بعد ذِكر اسم‌ النبي‌ّ كما جاء في‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌ »، قال‌ علیه‌ السلام‌: وَالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي‌ مَنَّ عَلَینَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ المَاضِيَةِ وَالقُرُونِ السَّالِفَةِ. [29]

 وقال‌ أيضاً: اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا شَرَّفْتَنَا بِهِ، وَصَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا أَوْجَبْتَ لَنَا الحَقَّ عَلَی‌ الخَلْقِ بِسَبَبِهِ. [30]

 ومن‌ هنا نستطيع‌ أن‌ ندخل‌ في‌ جواب‌ إشكاله‌ من‌ الجهة‌ الثالثة‌، إذ كان‌ قد قال‌: في‌ دعاء الصباح‌ والمساء الواردة‌ فيه‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد وآله‌:

 اللَهُمَّ فَصَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَكْثَرَ مَا صَلَّيْتَ عَلَی‌ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَآتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا آتَيْتَ أَحَدَاً مِنْ عِبَادِكَ، وَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ وَأَكْرَمَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ!

 ونلحظ‌ هنا أنّ كلمة‌ آله‌ لو كانت‌ جزءاً من‌ الاصل‌، لكان‌ مناسباً أن‌ تأتي‌ الضمائر بصورة‌ الجمع‌، أي‌: آتِهِمْ، وَاجْزِهِمْ عَنَّا، وتبدو الجملة‌ الاخيرة‌ غير مناسبة‌، وهي‌ قوله‌: أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ، فكان‌ مناسباً أن‌ تكون‌ كالآتي‌: أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَآلِهِ عَنْ أُمَّتِهِمْ.

 الجواب‌: لو كانت‌ الصلاة‌ علی‌ محمّد وآل‌ محمّد جملة‌ ابتدائيّة‌ استئنافيّة‌ بدون‌ عطفها علی‌ الجملة‌ التي‌ سبقتها، لكان‌ مناسباً أن‌ تأتي‌ الضمائر بصورة‌ الجمع‌. ولكنّ الطريف‌ هنا هو أنّ اسم‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ ذُكر وحده‌ في‌ الجملة‌ السابقة‌، وهذه‌ الضمائر تعود إلیه‌ بعد ذكر الصلاة‌ علی‌ محمّد وآله‌. فأنْعِم‌ النظر!

 وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ حَمَّلْتَهُ رِسَالتَكَ فَأَدَّاهَا وَأَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لاِمَّتِهِ فَنَصحَ لَهَا، اللَهُمَّ فَصَلِّ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ... إلی‌ آخره‌.

 ونلحظ‌ هنا أ نّه‌ قال‌ في‌ الدعاء للنبي‌ّ بعد النطق‌ بالصلاة‌ علیه‌: اللهمّ آته‌ عنّا أفضل‌ ما آتيت‌ أحداً من‌ عبادك‌!

 وحينئذٍ تكون‌ العبارة‌ في‌ غاية‌ الانسجام‌ والبلاغة‌، وأ نّي‌ لاحد أن‌ ينتقدها؟!

 الجهة‌ الرابعة‌: من‌ الإشکال الوارد علی‌ موضوع‌ صلواتها، فنقول‌ له‌: نجد ـ علی‌ أي‌ّ تقدير وبأي‌ّ توجيه‌ وتأويل‌ـأنّ مواضع‌ كثيرة‌ من‌ الصلاة‌ الموجودة‌ في‌ « الصحيفة‌ الكاملة‌ » المشهورة‌ غير موجودة‌ في‌ « الصحيفة‌ » المكتشفة‌.

 أو ينبغي‌ أن‌ نقول‌: إنّ الاصل‌ هو الصحيفة‌ المكتشفة‌ التي‌ تخلو من‌ الصلاة‌، وإنّ هذه‌ الصلاة‌ قد زيدت‌ في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌، وإن‌ لم‌تَعُدَّها جزءاً من‌ الدعاء، بل‌ حسبتها للتيمّن‌ والتبرّك‌، فالإشکال يظلّ قائماً، وعلامة‌ الاستفهام‌ تظلّ مُثارة‌: مَنِ الذي‌ أدخل‌ هذه‌ الإضافات‌ في‌ الصحيفة‌ الاصليّة‌ للتيمّن‌ والتبرّك‌؟!

 هل‌ فعل‌ الائمّة‌ المتأخّرون‌ ذلك‌ من‌ عند أنفسهم‌؟ أم‌ فعله‌ علماء الشيعة‌ في‌ وقت‌ متأخّر؟! متي‌ أُضيف‌ إلیها؟! ومَن‌ الذي‌ أضافه‌؟!

 إنّ الإضافة‌ إلی‌ عبارة‌ أحدٍ مهما كانت‌ النيّة‌ تعدّ دسّاً وتدليساً عند علماء الدراية‌، وهي‌ حرام‌ عقلاً وشرعاً.

 ولمّا كنّا لا نستطيع‌ أن‌ نجمع‌ بين‌ صحّة‌ حديث‌ الصلاة‌، وصحّة‌ عدمه‌، أي‌ نقول‌: الصحيفة‌ المشهورة‌ صحيحة‌ السند، والصحيفة‌ المكتشفة‌ كذلك‌، إذ نجمع‌ بين‌ المتناقضين‌، فلابدّ أن‌ نقول‌: إمّا حدث‌ دسّ وتدليس‌ في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ فأُضيفت‌ إلیها الصلاة‌؟! أو سقطت‌ الصلاة‌ من‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ فاعتراها نقص‌؟! ويُجمِع‌ علماء الدراية‌ علی‌ أرجحيّة‌ القول‌ بعدم‌ الزيادة‌، وتقديم‌ أصل‌ عدم‌ الزيادة‌ علی‌ أصل‌ عدم‌ النقيصة‌ عند التعارض‌ ولزوم‌ الالتزام‌ بأحدهما لامحالة‌.

 فاستبان‌ في‌ ضوء هذا البيان‌ أنّ خلوّ الصحيفة‌ المكتشفة‌ من‌ الصلاة‌ لايمكن‌ أن‌ يعدّ امتيازاً لها، بل‌ هو نقص‌ في‌ مقابل‌ الصحيفة‌ الكاملة‌، فلااعتبار لها حينئذٍ.

 الجهة‌ الخامسة‌: من‌ الإشکالات الواردة‌ علی‌ شارح‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌ وناشرها في‌ موضوع‌ الصلاة‌ هو أ نّه‌ قال‌: لمّا ذُكرت‌ الصلاة‌ في‌ موضعين‌ من‌ تلك‌ الصحيفة‌، لهذا لا يمكن‌ أن‌ يكون‌ خلوّها من‌ بقيّة‌ الصلوات‌ علی‌ سبيل‌ التقيّة‌ أو التعصّب‌. ولذا ينبغي‌ أن‌ نَعدّ تلك‌ الزيادات‌ علی‌ سبيل‌ التيمّن‌ والتبرّك‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌» ص‌ 162 و 163، الطبعة‌ الاُولي‌ من‌ دار طلاّس‌، مطبعة‌ الشام‌، نشر ومقدّمة‌ آية‌ الله‌ الفهري‌ّ.

[2] ـ جاء في‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ أربع‌ مرّات‌ الصلوات‌ علی‌ «محمّد وآل‌ محمّد» ومرّة‌ واحدة‌ «صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌»، و 139 مرّة‌ الصلوات‌ علی‌ «محمّد وآله‌». («المعجم‌ المفهرس‌ لالفاظ‌ الصحيفة‌ الكاملة‌» تحت‌ عنوان‌ «آل‌»).

[3] ـ الاوّل‌ في‌ دعاء يخلو من‌ عنوان‌ في‌ الصحيفة‌ المكتشفة‌، وذكر بعد الدعاء الاوّل‌ بعنوان‌ التحميد للّه‌ عزّ وجلّ. ص‌ 10 من‌ الصحيفة‌ المطبوعة‌ بدمشق‌: والحمد للّه‌ الذي‌ مَنّ علینا بمحمّدٍ نبيّه‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ دون‌ الاُمم‌ الماضية‌. وفي‌ الصحيفة‌ المشهورة‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ . الثاني‌ إلی‌ الرابع‌ في‌ الصحيفة‌ المطبوعة‌ بدمشق‌ حسب‌ النسخة‌ المكتشفة‌، في‌ ص‌ 74 منها: ومن‌ دعائه‌ في‌ التحميد . وفي‌المشهورة‌: دعاؤه‌ في‌ صلاة‌ الليل‌: وصلّ علی‌ محمّد إذا ذُكر الابرار. وصلّ علی‌ محمّد ما اختلف‌ الليل‌ والنهار. وصلّ علیه‌ بعد الرضا. الخامس‌: في‌ ص‌ 93: ومن‌ دعائه‌ لاهل‌ الثغور، وفي‌ المشهورة‌: دعاؤه‌ لاهل‌ الثغور: اللهمّ وصلِّ علی‌ محمّد عبدِكَ ورسولك‌. السادس‌ والسابع‌: في‌ ص‌ 98 و 103: ومن‌ دعائه‌ لرمضان‌ ودخول‌ شهره‌، وفي‌ المشهورة‌: دعاؤه‌ لدخول‌ شهر رمضان‌: اللهمّ وصلّ علی‌ محمّدٍ في‌ كلّ وقت‌. الثامن‌: في‌ ص‌ 122، ومن‌ دعائه‌ في‌ وداع‌ شهر رمضان‌، وفي‌ المشهورة‌: دعاؤه‌ لوداع‌ شهر رمضان‌: اللهمّ صلّ علی‌ محمّدٍ نبيّنا كما صلّيت‌، التاسع‌ إلی‌ الحادي‌ عشر: في‌ ص‌ 134 ومن‌ دعائه‌ في‌ التوبة‌ وذكرها، وفي‌ المشهورة‌: دعاؤه‌ بالتوبة‌: اللهمّ صلّي‌ علی‌ محمّد كما هَدَيْتَنَا به‌، وصلّ علی‌ محمّدٍ صلاةً تشفع‌ لنا يوم‌ القيامة‌ والفاقة‌ إلیك‌! وصلّ علی‌ محمّد كما أسعدتنا باتِّباعه‌ . الثاني‌ عشر في‌ ص‌ 139 ومن‌ دعائه‌ في‌ الحوائـج‌، وفي‌ المشـهورة‌: دعاؤه‌ في‌ طلب‌ الحوائـج‌: وصلّ علی‌ محمّد صلاة‌ دائمة‌ . الثالث‌ عشر: في‌ ص‌ 161، ومن‌ دعائه‌ إذا أصبح‌، وفي‌ المشهورة‌: دعاؤه‌ عند الصباح‌ والمساء: اللهمّ فصلّ علیه‌ كأتمّ ما صلّيت‌ . الرابع‌ عشر: في‌ ص‌ 208، ومن‌ دعائه‌ إذا خصّ نفسه‌، وفي‌ المشهورة‌: دعاؤه‌ في‌ مكارم‌ الاخلاق‌: وصلّ علی‌ محمّد كأفضل‌ ما صلّيت‌ علی‌ أحدٍ قبله‌.

[4] ـ «صحيح‌ البخاري‌ّ» كتاب‌ التفسير، ج‌ 6، ص‌ 120 و 121، طبعة‌ بولاق‌ سنة‌ 1312 ه .

[5] ـ «المعجم‌ المفهرس‌ لالفاظ‌ الحديث‌ النبوي‌ّ» ج‌ 3، ص‌ 382 .

[6] ـ الآية‌ 56، من‌ السورة‌ 33: الاحزاب‌ .

[7] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 215 .

[8] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 216 .

[9] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 216 .

[10] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 216 .

[11] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 216 .

[12] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 216 .

[13] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 216 .

[14] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 216 .

[15] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 217 .

[16] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 217 .

[17] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 217 .

[18] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 217 .

[19] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 217 .

[20] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 217 .

[21] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 218 .

[22] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 5، ص‌ 218 .

[23] ـ قال‌ المحقِّق‌ الفيض‌ الكاشاني‌ّ في‌ كتاب‌ «بشارة‌ الشيعة‌» ص‌ 133، الطبعة‌ الحجريّة‌، ما مضمونه‌: وثبت‌ مثله‌ في‌ الحديث‌ المتّفق‌ علیه‌ أيضاً أنّ النبي‌ّ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ جعله‌ بمنزلته‌ في‌ التعظيم‌ وأمر بالصلاة‌ علی‌ جميع‌ أهل‌ البيت‌، حتّي‌ العامّة‌ رووا في‌ صحاحهم‌ أ نّه‌ لمّا نزلت‌ الآية‌: صلّوا علیه‌ وسلّموا تسليماً، قالوا: يا رسول‌ الله‌! هذا السلام‌ علیك‌ قد عرفناه‌ فكيف‌ نصلّي‌ علیك‌؟! فقال‌: قولوا: اللهمّ صلّ علی‌ محمّدٍ وآل‌ محمّدٍ كما صلّيت‌ علی‌ إبراهيم‌ وآل‌ إبراهيم‌! رواه‌ الثعلبي‌ّ في‌ تفسيره‌، والبخاري‌ّ ومسلم‌ في‌ صحيحيهما.

[24] ـ كتاب‌ «بحار الانوار» ج‌ 94، ص‌ 47 إلی‌ 72، الباب‌ 29، طبعة‌ المكتبة‌ الإسلاميّة‌.

[25] ـ الآية‌ 56، من‌ السورة‌ 33: الاحزاب‌.

[26] ـ الآية‌ 34، من‌ السورة‌ 3: آل‌ عمران‌.

[27] ـ الآية‌ 44، من‌ السورة‌ 18: الكهف‌.

[28] ـ الآية‌ 56، من‌ السورة‌ 33: الاحزاب‌. وانظر: «بحار الانوار» ج‌ 94، ص‌ 48 .

[29] ـ الدعاء الثاني‌ من‌ «الصحيفة‌» بترجمة‌ آية‌ الله‌ الشعراني‌ّ، ص‌ 21 .

[30] ـ الدعاء الرابع‌ والعشرون‌ من‌ هذه‌ «الصحيفة‌» وكان‌ من‌ دعائه‌ علیه‌ السلام‌ لابويه‌ علیهما السلام‌، ص‌ 86 و 87 .

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com