|
|
الصفحة السابقةمائة من مشايخ الشيعة كانوا من شيوخ العامّة في الروايةحرف الهمزة (أ) 1 ـ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ بْنِ رِبَاحِ القَارِي الكُوفِيِّ. احتجّ به مسلم في صحيحه وأصحاب السنن الاربعة ( أبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجة ). مات سنة 141. 2 ـ إبراهيم بن يزيد بن عمرو بن الاسود بن عمرو النخعيّ الكوفيّ الفقيه. احتجّ به البخاريّ ومسلم. ولد سنة 50، ومات سنة ستّ أو خمس وتسعين بعد موت الحجّاج بأربعة أشهر. 3 ـ أحمد بن المُفَضَّل ابن الكوفيّ الحفريّ. احتجّ به أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائيّ. 4 ـ إسماعيل بن أبان الازديّ الكوفيّ الورّاق. شيخ البخاريّ في صحيحه. احتجّ به البخاريّ والترمذيّ ويحيي وأحمد. مات سنة 286 لكن القيسرانيّ ذكر أنّ وفاته كانت سنة 216. 5 ـ إسماعيل بن خليفة الملاّئيّ الكوفيّ أبو إسرائيل. احتجّ به الترمذيّ وكثير من أرباب السنن. 6 ـ إسماعيل بن زكريّا الاسديّ الخَلْقَانِيّ الكوفيّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة. 7 ـ إسماعيل بن عَبَّاد بن العبّاس الطالقانيّ أبو القاسم المعروف بالصاحب بن عبّاد. احتجّ بن أبو داود الترمذيّ. [1] توفّي ليلة الجمعة 24 من صفر سنة 385 بالري عن 59 سنة. 8 ـ إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة الكوفيّ المفسّر المشهور بالسُّدِّيّ. احتجّ به مسلم وأصحاب السنن الاربعة، ووثّقه أحمد، وأخذ عنه الثوريّ وأبو بكر بن عيّاش. مات سنة 127. 9 ـ إسماعيل بن موسي الفَزاريّ الكوفيّ. احتجّ به الترمذيّ وأبو داود. مات سنة 245.
حرف التاء (ت) 10 ـ تَلِيدُ بْنُ سُلَيمَان الكُوفِيّ الاَعْرَج. احتجّ به أحمد وابن نمير.
حرف الثاء (ث) 11 ـ ثابت بن دينار المعروف بأبي حمزة الثمإلی. احتجّ به الترمذيّ ووكيع وأبو نُعيم. مات سنة 150. 12 ـ تُوَيْر بن أبي فَاخِتَة أبو الجهم الكوفيّ مولي أُمّ هاني ابنة أبي طالب، أخذ عنه سفيان الثوريّ وشعبة، وأخرج له الترمذيّ في صحيحه.
حرف الجيم (ج) 13 ـ جابر بن يزيد بن الحارث الجُعفيّ الكوفيّ. أخذ عنه شعبة وأبو عوانة، واحتجّ به النسائيّ وأبو داود والترمذيّ. مات سنة 127 أو 128. 14 ـ جرير بن عبدالحميد الضبّيّ الكوفيّ. احتجّ به جميع أهل الصحاح السّتة. مات سنة 187. 15 ـ جعفر بن زياد الاحمر الكوفيّ. احتجّ به الترمذيّ والنسائيّ. مات سنة 167. 16 ـ جعفر بن سليمان الضَّبُعيّ البَصْريّ. أبو سليمان. احتجّ به مسلم والنسائيّ. مات سنة 178. 17 ـ جَمِيعُ بن عُمَيْرَة بن ثَعْلَبَة الكوفيّ التيميّ. له في السنن ثلاثة أحاديث، وحسّن الترمذيّ له.
حرف الحاء (ح) 18 ـ الحارث بن حصيرة، أبو النُّعْمَان الازديّ الكوفيّ. احتجّ به النسائيّ. 19 ـ الحارث بن عبدالله الهَمْدَانيّ صاحب أميرالمؤمنين وخاصّته. احتجّ به النسائيّ. 20 ـ حبيب بن أبي ثابت الاسديّ الكوفيّ الكاهليّ التابعيّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة. مات سنة 119. 21 ـ الحسن بن حيّ، واسم حيّ صالح بن صالح الهَمْدَانيّ. احتجّ به مسلم وأصحاب السنن. ولد سنة 100، وما سنة 169. 22 ـ الحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةِ الكوفيّ. احتجّ به البخاريّ ومسلم. مات سنة 115 عن خمس وستين سنة. 23 ـ حَمَّاد بن عيسي الجُهَنِيّ، غريق الجُحْفَة. احتجّ به الترمذيّ، وابن ماجة القزوينيّ. مات سنة 209. 24 ـ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَن أخو زُرارة. احتجّ به الدار قطنيّ. ـ سالم بن أبي الجَعْد الاشجعيّ الكوفيّ. احتجّ به البخاريّ ومسلم والنسائيّ وأبو داود. توفّي 97 أو 98، وقيل: في سنة 100 أو 101.
حرف الخاء (خ) 25 ـ خالدُ بنُ مخلَّد القطوانيّ أبو الهثيم الكوفيّ. احتجّ به البخاريّ ومسلم وجميع أصحاب السُّنن.
حرف الدال (د) 26 ـ داود بن أبي عَوْف أبو الحجاف. احتجّ به أبو داود والنسائيّ.
حرف الزاي (ز) 27 ـ زبيد بن الحارث بن عبدالكريم إلیاميّ الكوفيّ أبو عبدالرحمن. احتجّ به أصحاب الصحاح وأرباب السنن كافّة. مات سنة 124. 28 ـ زيد بن الحباب أبو الحسين الكوفيّ التميميّ. احتجّ به مسلم.
حرف السين (س) 29 ـ سالم بن أبي الجَعْد الاشجعيّ الكوفيّ. احتجّ به البخاريّ ومسلم والنسائيّ وأبو داود. توفّي 97 أو 98 وقيل: في سنة 100 أو 101. 30 ـ سالم بن أبي حَفْصَة العِجْليّ الكوفيّ. احتجّ به الترمذيّ، وأخذ عنه السفيانان: سفيان الثوريّ وسفيان بن عُيَيْنة، كما أخذ عنه محمّد بن فضيل. مات سنة 137 و 31 ـ سعد بن طريف الإسكاف الحنظليّ الكوفيّ. احتجّ به الترمذيّ وابن ماجة القزوينيّ. 32 ـ سعيد بن أَشْوَع. احتجّ به البخاريّ ومسلم. توفّي في ولاية خالد بن عبدالله. 33 ـ سعيد بن خثيم الهلإلی. احتجّ به النسائيّ والترمذيّ. 34 ـ سَلِمَة بن الفَضْل الاَبَرش، قاضي الري. احتجّ به أبو داود والترمذيّ. مات سنة 191. 35 ـ سَلِمَة بن كُهَيْل بن حَصِين بن كادح بن أسد الحضرميّ أبو يحيي. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات يوم عاشوراء سنة 121. 36 ـ سليمان بن صُرَد الخزاعيّ الكوفيّ. احتجّ به البخاريّ ومسلم. قُتل مستهلّ ربيع الثاني سنة 65 عن 93 سنة بينما كان يقود جيش التوّابين ( الذين ثأروا لدم الحسين عليه السلام ). 37 ـ سليمان بن طاخان التيميّ البصريّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات سنة 143. 37 ـ سليمان بن قرم بن معاذ أبو داود الضبِّيّ الكوفيّ. احتجّ به مسلم والنسائيّ والترمذيّ وأبو داود. 39 ـ سليمان بن مهران الكاهليّ الكوفيّ الاعمش. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات سنة 148.
حرف الشين (ش) 40 ـ شَريك بن عبدالله بن سِنان بن أنس النَّخَعيّ الكوفيّ. القاضي. احتجّ به مسلم وأصحاب السنن الاربعة. مات سنة 177 أو 178. 41 ـ شُعبة بن الحجّاج أبو الوَرْد العتكيّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. ولد سنة 83، ومات سنة 160.
حرف الصاد (ص) 42 ـ صَعْصَعَة بن صُوحان بن حُجْر بن الحارث العَبْديّ. احتجّ به النسائيّ.
حرف الطاء (ط) 43 ـ طاووس بن كيسان الخَوْلانيّ الهَمْدَانيّ أبو عبدالرحن. احتجّ به أرباب الصحاح الستّة وغيرهم. توفّي حاجّاً بمكّة قبل يوم التروية بيوم، وذلك في سنة 104 أو 106.
حرف الظاء (ظ) 44 ـ ظالم بن عمرو بن سفيان، أبو الاسود الدؤليّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة. مات سنة 99 وعمره 85 سنة.
حرف العين (ع) 45 ـ عامر بن واثلة بن عبدالله بن عمرو الليثيّ أبو الطُّفَيل. احتجّ به مسلم. وُلدَ عام أُحد. مات سنة 100، وقيل: سنة 102، أو 107، أو 110. وأرسل ابن القيسرانيّ! أ نّه مات سنة 120. 46 ـ عَبَّاد بن يعقوب الاسديّ الرَّواجِنيّ الكوفيّ. أخذ عنه الائمّة الستّة البخاريّ والترمذيّ وابن ماجة وابن خزيمة وابن أبي داود. فهو شيخهم ومحلّ ثقتهم. ومات في شوّال سنة 250. 47 ـ عبدالله بن داود أبو عبدالرحمن الهَمْدَانيّ الكوفيّ. احتجّ به البخاريّ. مات في سنة 212. 48 ـ عبدالله بن شَدَّاد بن الهاد. احتجّ به أصحاب الصحاح كلّهم وسائر الائمّة. 49 ـ عبدالله بن عمر بن محمّد بن أبان بن صالح بن عُمَير القُرَشيّ الكوفيّ الملقّب مُشْكَدَانَة، شيخ مسلم وأبي داود والبغويّ، وخلق من طبقتهم أخذوا عنه، احتجّ به مسلم وأبو داود. مات في سنة 237 أو 238 أو 239. 50 ـ عبدالله بن لُهَيْعَد بن عَقَبَة الحضرميّ قاضي مصر وعالمها، احتجّ به الترمذيّ وأبو داود وابن ماجة القزوينيّ. مات منتصف ربيع الثاني سنة 174. 51 ـ عبدالله بن ميمون القدّاح المكّيّ. من أصحاب الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام. احتجّ به الترمذيّ. 52 ـ عبدالرحمن بن صالح الازديّ أبو محمّد الكوفيّ. احتجّ به النسائيّ وعبّاس الدوريّ والإمام البغويّ. مات سنة 235. 53 ـ عبدالرزّاق بن همّام بن نافع الحِمْيَريّ الصنعانيّ. كان من أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين. وهو مصنّف « الجامع الكبير ». احتجّ به أصحاب الصحاح والمسانيد جميعهم. أدرك من أيّام الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام اثنتين وعشرين سنة عاصره فيها. ومات في أيّام الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام قبل وفاته بتسع سنين. لا نّه ولد سنة 126 ومات سنة 211. 54 ـ عبدالملك بن أعْيَن أخو زُرارة وحُمران وبُكَير وعبدالرحمن، ومَلِك وموسي وضُرَيس، وأُمّ الاسود بني أعين، حدّث عنه السفيانان ( الثوريّ وابن عُيَيْنَة ). وقال ابن القيسرانيّ: كان شيعيّاً. وسمع أبا وائل في التوحيد عند البخاريّ، وفي الإيمان عند مسلم، وروي عنه سفيان بن عُيَيْنَة. 55 ـ عبيد الله بن موسي العَبْسيّ الكوفيّ. شيخ البخاريّ في صحيحه. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. كانت وفاته مستهلّ ذيالقعدة سنة 213. 56 ـ عثمان بن عُمَير أبو إلیقظان الثقفيّ الكوفيّ البَجَليّ. يقال له: عثمان بن أبي زرعة. احتجّ به أبو داود والترمذيّ وغيرهما. 57 ـ عَديّ بن ثابت الكوفيّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة، وأجمعوا علی الإخراج عنه. 58 ـ عَطِيَّة بن سَعْد بن جُنَادَة العَوْفيّ الكوفيّ أبو الحسن التابعيّ الشهير. احتجّ به أبو داود والترمذيّ. توفّي سنة 111. 59 ـ العلاء بن صالح التيميّ الكوفيّ. احتجّ بن أبو داود والترمذيّ. 60 ـ عَلْقَمَة بن قيس بن عبدالله النَّخَعيّ أبو شبل. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات سنة 62. 61 ـ عليّ بن بَديمَة. أخرج عنه أصحاب السنن. 62 ـ عَليّ بن الجَعْد أبو الحسن الجوهريّ البغداديّ. مولي بني هاشم، أحد شيوخ البخاريّ واحتجّ بن. توفّي سنة 230 وهو ابن 96 سنة. 63 ـ عليّ بن زيد بن عبدالله بن زهير بن أبي مليكة بن جَذْعان أبو الحسن القُرشيّ إلیتميّ البصريّ. احتجّ به مسلم. توفّي سنة 131. 64 ـ عليّ بن صالح أخو الحسن بن صالح. احتجّ به مسلم. ولد سنة 100، ومات سنة 151. 65 ـ عليّ بن غُراب أبو يحيي الفَزَاريّ الكوفيّ. احتجّ به النسائيّ وابن ماجة القزوينيّ. مات سنة 184 أيّام هارون. 66 ـ عليّ بن قادِم أبو الحسن الخُزاعيّ الكوفيّ. احتجّ به الترمذيّ وأبو داود. مات سنة 213. 67 ـ عليّ بن المنذر الطرائفيّ. شيخ الترمذيّ والنسائيّ وابن صاعد وعبدالرحمن بن أبي حاتم، وغيرهم من طبقتهم أخذوا عنه واحتجّوا به، واحتجّ به الترمذيّ والنسائيّ وابن ماجة القزوينيّ في سننهم. مات سنة 256. 68 ـ عليّ بن هاشم بن البريد أبو الحسن الكوفيّ الخزّاز العائذيّ. أحد مشائخ الإمام أحمد. احتجّ به الخمسة ( أصحاب الصحاح والسنن ماعدا البخاريّ ). مات سنة 181. 69 ـ عمّار بن زُرَيق الكوفيّ. احتجّ به مسلم، وأبو داود والنسائيّ. 70 ـ عمّار بن معاوية أو ابن أبي معاوية. احتجّ به مسلم وأصحاب السنن الاربعة. توفّي سنة 133. 71 ـ عمرو بن عبدالله أبو إسحاق السبيعيّ الهمدانيّ الكوفيّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفّي سنة 127، أو 128، أو 129، أو 132. 72 ـ عوف بن أبي جميلة البصريّ أبو سهل، يُعرَف بالاعرابيّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات سنة 146.
حرف الفاء (ف) 73 ـ الفضل بن دُكَين المُلائيّ الكوفيّ أبو نعيم. شيخ البخاريّ في صحيحه. احتجّ به أرباب الصحاح الستّة. كان مولده سنة 130، ووفاته سنة 220 أيّام المعتصم. 74 ـ فُضيل بن مرزوق الاغرّ الرواسيّ الكوفيّ أبو عبدالرحمن. احتجّ به مسلم. مات سنة 158. 75 ـ فطر بن خليفة الحَنَّاط الكوفيّ. احتجّ به البخاريّ وأرباب السنن الاربعة وغيرهم. مات سنة 153.
حرف الميم (م) 76 ـ مالك بن إسماعيل بن زياد بن دِرْهم أبو غسّان الكوفيّ النهديّ. شيخ البخاريّ في صحيحه. احتجّ به مسلم. مات سنة 219. 77 ـ محمّد بن خازم أبو معاوية الضَّرير التميميّ الكوفيّ. احتجّ به أرباب الصحاح الستّة. مات سنة 195. 78 ـ محمّد بن عبدالله الضبِّيّ الطَّهَانيّ النيسابوريّ أبو عبدالله الحاكم. إمام الحفّاظ والمحدِّثين. ولد سنة 321، ومات سنة 405. [2] 79 ـ محمّد بن عبيدالله بن أبي رافع المَدَنيّ. احتجّ به الترمذيّ وابن ماجة القزوينيّ والطبرانيّ. 80 ـ محمّد بن فُضيل بن غزوان أبو عبدالرحمن الكوفيّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات سنة 195، وقيل: سنة 194. 81 ـ محمّد بن مسلم بن الطائفيّ. كان من البارزين في أصحاب الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام. احتجّ به مسلم. مات سنة 177. وفي تلك السنة مات سميّه محمّد بن مسلم بن جمّاز بالمدينة. 82 ـ محمّد بن موسي بن عبدالله الفِطْريّ المدنيّ. احتجّ به مسلم وأصحاب السنن. 83 ـ معاوية بن عمّار الدُّهْنِيّ البَجَليّ الكوفيّ. احتجّ به مسلم والنسائيّ. مات سنة 175. 84 ـ معروف بن خَرَّبوذ الكرخيّ. احتجّ به البخاريّ ومسلم وأبو داود. توفّي ببغداد سنة 200، وقبره معروف يزار. وكان سَريّ السَّقَطي من تلامذته. [3] 85 ـ منصور بن المُعْتَمِر بن عبدالله بن ربيعة السَّلْمِيّ الكوفيّ. كان من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. احتجّ بن أصحاب الصحاح السّتة وغيرهم. مات سنة 132. 86 ـ المِنْهَال بن عمرو الكوفيّ التابعيّ. احتجّ به البخاريّ ومسلم. 87 ـ موسي بن قيس الحضرميّ أبو محمّد. جاء حديثه في السنن. مات أيّام المنصور.
حرف النون (ن) 88 ـ نفيع بن الحارث أبو داود النَّخَعيّ الكوفيّ الهمدانيّ السَّبِيعيّ. احتجّ به الترمذيّ، وأخرج له أصحاب المسانيد. 89 ـ نوح بن قيس بن رِباح الحدانيّ، ويقال: الطاحيّ البصريّ. احتجّ به مسلم وأصحاب السنن.
حرف الهاء (ه) 90 ـ هارون بن سعد العِجْليّ الكوفيّ. احتجّ به مسلم. 91 ـ هاشم بن البريد بن زيد أبو عليّ الكوفيّ. احتجّ به أبو داود والنسائيّ. 92 ـ هُبَيْرة بن بريم الحِمْيَريّ. صاحب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام. نظير الحارث في ولائه واختصاصه. احتجّ به أصحاب السنن. 93 ـ هشام بن زياد أبو المِقْدَام البصريّ. احتجّ به الترمذيّ وابن ماجة القزوينيّ. 94 ـ هشام بن عمّار بن نصير بن مَيْسَرة أبو الوليد، ويقال: الظفريّ الدمشقيّ. شيخ البخاريّ في صحيحه. ولد سنة 153، ومات في آخر المحرّم سنة 245. 95 ـ هُشَيم بن بشير بن قاسم بن دينار السَّلْميّ الواسطيّ أبو معاويه. كان حافظاً. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة. مات سنة 183، وله 79 عاماً.
حرف الواو (و) 96 ـ وكيع بن الجَرَّاح بن مَليح بن عَدي أبو سفيان الرَّواسيّ الكوفيّ، من قيس غيلان. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات بفيد قافلاً من الحجّ في المحرّم سنة 197، وله من العمر 68 سنة. حرفالیاء (ي) 97 ـ يحيي بن الجَزَّار العَرَنيّ الكوفيّ. صاحب أميرالمؤمنين عليه السلام. احتجّ به مسلم وأرباب السنن. 98 ـ يحيي بن سعيد القَطَّان أبو سعيد مولي بني تميم البصريّ. احتجّ به أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم. مات سنة 198، عن 78 سنة. 99 ـ يزيد بن أبي زياد الكوفيّ أبو عبدالله مولي بني هاشم. احتجّ به أصحاب السنن الاربعة. مات سنة 136، وله 90 سنة تقريباً. [4] 100 ـ ابو عبد الله الجدلیّ، احتجّ به أبو داود و الترمذیّ. أجل، إذا لاحظنا هؤلاء الاشخاص، وآخرين كثيرين غيرهم ـوقد قال آية الله شرف الدين في صدر هذا المقال:... مقتصراً علی ثلّة... علی شرط أن لا أكلّف بالاستقصاء فإنّه ممّا يضيق عنه الوسع في هذا الإملاءـ استبان لنا أنّ أُصول فقه العامّة وحديثهم ورجالهم هم الشيعة. وإذا أنعمنا النظر، عرفنا أنّ أكثر الرجال المذكورين في سند الروايات التي تنقلها هذه الكتب الضخمة هم من الشيعة، ومشهورون بالصدق والامانة في الحديث. وهذه نقطة في غاية الدقّة. وعندما ندرك أ نّنا إذا أسقطنا رجال الشيعد من سند رواياتهم، فحينئذٍ يسقط كثير من رواياتهم، ومن ثمّ يصغر حجم كتبهم وتتغيّر أشكالها، ويمكن أن يتحوّل الكتاب الضخم إلی رسالة وكرّاسة. ذنب المحدِّثين من الشيعة تشيّعهم!إذا نظرنا في أحوال رواة الشيعد واحداً واحداً، وجدناهم أُولي ضبط وثبت ووثوق وورع. وذنبهم الوحيد الذي لايُغْفَر عند العامّة هو أ نّهم شيعد عليّ بن أبي طالب. وبه يُسقطون مزاياهم كلّها. علی سبيل المثال، الحارث الهمدانيّ! الجدّ الاعلی للشيخ البهائيّ، نراهم يحطّون من شأنه لتشيّعه الصحيح، مع أ نّهم لا يمترون في فقهه وعلمه ودرايته لكنّهم لايرعوون عن اتّهامه بالغلوّ، والرفض، وأحياناً الكذب، ليُسقطوا مقامه ومنزلته عند العامّة. ثمّ ذكر المرحوم السيّد شرف الدين ترجمته بما نصّه: ( الحَارِثُ بْنُ عَبْدِاللَهِ ) الهَمْدَانيّ صاحب أميرالمؤمنين وخاصّته. كان من أفضل التابعين، وأمره في التشيّع غنيّ عن البيان. وهو أوّل من عدّهم ابن قُتيبة في معارفه مِن رجال الشيعة. وقد ذكره الذهبيّ في ميزانه فاعترف بأنّه من كبار علماء التابعين، ثمّ نقل عن ابن حبّان القول بكَونه غإلیاً في التشيّع، ثمّ أورد من تحامل القوم عليه ـ بسبب ذلك ـ شيئاً كثيراً. ومع هذا فقد نقل إقرارهم بأنّه كان من أفقه الناس، وأفرض الناس، وأحسب الناس لعلم الفرائض، واعترف بأنّ حديث الحارث موجود في السنن الاربعة. وصرّح بأنّ النسائيّ مع تعنّته في الرجال قد احتجّ بالحارث، وقوّي أمره. وأنّ الجمهور مع توهينهم أمره يوون حديثه في الابواب كلّها، وأنّ الشعبيّ كان يكذبه، ثمّ يروي عنه. قال في « الميزان »: والظاهر أ نّه يكذّبه في لهجته وحكاياته، وأمّا في الحديث النبويّ، فلا. قال في « الميزان »: وكان الحارث من أوعية العلم. ثمّ روي في « الميزان » عن محمّد بن سيرين أ نّه قال: كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم، أدركتُ منهم أربعة، وفاتني الحارث، فلم أره، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم. قال: ويختلف في هولاء الثلاثة أيّهم أفضل، علقمة ومسروق وعبيدة، إلی آخر كلامه. قلتُ: وقد سلّط الله علی الشعبيّ من الثقات الاثبات من كذّبه واستخفّ به جَزَاءً وِفَاقاً، كما نبّه علی ذلك ابن عبدالبَرّ في كتابه « جامع بيان العلم » حيث أورد كلمة ا،براهيم النخعيّ! الصريحة في تكذيب الشعبيّ. [5] ثمّ قال: وأظنّ الشعبيّ عوقب لقوله في الحارث الهمدانيّ: حَدَّثَنِي الحَارِثُ وَكَانَ أَحَدَ الكَذَّابِينَ. قال ابن عبدالبرّ: ولم يبن من الحارث كذب، وإنّما نقم عليه إفراطه في حبّ عليّ، وتفضيله له علی غيره. ( قال: ) ومن ها هنا كذّبه الشعبيّ، لانّ الشعبيّ يذهب إلی تفضيل أبي بكر، وإلی أ نّه أوّل من أسلم، وتفضيل عمر... إلی آخره كلامه. قلتُ: وأنّ ممّن تحامل علی الحارث محمّد بن سعد، حيث ترجمه في ] الجزء السادس من [ « الطبقات »، فقال: إنّ له قول سوء. وبخسه حقّه، كما جرت عادته مع رجال الشيعة، إذ لم يُنصفهم في علم، ولا عمل. والقول السيّي الذي نقله ابن سعد عن الحارث إنّما هو الولاء لآل محمّد، والاستبصار بشأنهم، كما أشار إلیه ابن عبدالبرّ فيما نقلناه من كلامه. كانت وفاة الحارث سنة خمس وستّين رحمه الله تعإلی. [6] ونقل أبو إسحاق الجوزجانيّ! عبارة فيها من الفظاظة ماجرت به عادة الجوزجانيّ! وسائر النواصب، قال: وكان من أهل الكوفة قوم لايحمد الناس مذاهبهم، هم رؤوس محدِّثي الكوفة، مثل أبي إسحاق ومنصور، زُبَيْد إلیاميّ والاعمش وغيرهم من أقرانهم. احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث، وتوقّفوا عندما أرسلوا، إلی آخر كلامه الذي أنطقه الحقّ به. وَالحَقد يُنْطِقُ مُنْصِفاً وَعَنِيداً. إذَا رَضِيَتْ عَنِّي كِرَامُ عَسْيِرَتِي فَلاَ زَالَ غَضْبَاناً عَلَيَّ لِئَامُهَا [7] * * * وخصّص المرحوم الصدر الصحيفة السادسة من كتابه في عدد ما صنّفه الشيعة الإماميّة في الحديث من طريق أهل البيت من عهد أميرالمؤمنين عليه السلام إلی عهد أبي محمّد الحسن العسكريّ عليهالسلام. قال: فاعلم أ نّها تزيد علی ستّة آلاف وسئمائة كتاب، علی ما ضبطها الشيخ الحافظ محمّد بن الحسن الحرّ صاحب « الوسائل »، ونصّ علی ذلك في آخر الفائدة الرابعة من كتابه الجامع الكبير في الحديث المسمّي بـ « وسائل الشيعة إلی أحكام الشريعة ». وقد ذكرتُ أنا في كتابي « نهاية الدراية في أُصول علم الحديث » ما يؤيّد هذا العدد. [8] تقدّم الشيعة في تأسيس العلوم الإسلاميّةتوسّع المرحوم الصدر في كتاب « تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام » في حديث عن تقدّم الشيعة في تدوين جميع العلوم وتصنيفها، وذكر أدلّة كثيرة علی كلامه. واختصر ذلك في كتاب « الشيعة وفنون الإسلام »، واكتفي برؤوس المطالب. وننقل فيما يأتي منتخباً من هذا الكتاب المختصر ليطّلع القرّاء الكرام علی شأن الشيعد ومنزلتهم البالغة الاهمّيّة في تقدّمهم وسبقهم. ارجاعات [1] ـ قال السيّد شرف الدين في الطبعة الاُولي من «المراجعات» ص 44، عند ترجمة إسماعيل بن عبّاد بن عبّاس الطالقانيّ المعروف بالصاحب بن عبّاد: ذكره الذهبيّ في ميزانه، فوضع علی اسمه (دت) رمزاً إلی احتجاج أبي داود والترمذيّ به في صحيحيهما إلی آخر كلامه. وقال في الهامش: خالف الذهبيّ طريقته في الميزان عند ذكره لاءسماعيل بن عبّاد حيث ذكره بين إسماعيل بن أبان الغنويّ، وإسماعيل بن أبان الازديّ. وقد اهتضمنه فلم يوفه شيئاً من حقوقه. أقول: قال الذهبيّ في «ميزان الاعتدال» ج 1، ص 212: 826 ـ إسماعيل بن عَبَّاد ] د، ت [ أبو القاسم الصاحب أديبٌ بارع شيعيٌّ معتزليٌّ!. وله رواية قليلة. ونظمه لا بأس به. وشعره حَسَن جدّاً. وبتشبيهاته يضرب المثل. انتهي. سها الذهبيّ هنا، إذ عدّ أبا داود والترمذيّ ممّن روي من الصحاب بن عبّاد. وحكاه المرحوم السيّد شرف الدين في كتابه بلا تحقيق فيه. لانّ ابن خلّكان ذكر في وفيّاته في ج 1، ص 382 من الطبعة القديمة: أنّ ولادة أبي داود سليمان بن الاشعث بن إسحاق الازديّ السجستانيّ كانت في سنة 202، ووفاته في يوم الجمعة منتصف شوّال سنة 275. ويري الذهبيّ في «ميزان الاعتدال» ج 3، ص 678: أنّ ولادة أبي عيسي محمّد بن عيسي بن سورة الترمذيّ كانت في سنة 209، ذلك أ نّه يذهب إلی أنّ وفاته كانت في سنة 279، وهو ابن سبعين. لهذا كان ميلاده سنة 209. من هنا فإنّ الصاحب بن عبّاد ولد بعد وفاة أبي داود والترمذيّ. فكيف يصتوّر أحد أ نّهما رويا عنه؟! وكانت ولادته علی ما نقلت كتب التأريخ وأورده السيّد شرف الدين في ص 45 من مراجعاته في سنة 326 ه. لا نّنا نعلم أنّ وفاته كانت في ليلة الجمعة 24 صفر سنة 385 وله من العمر تسع وخمسون سنة. فمولده حينئذٍ كان في سنة 326. بناء علی هذا فإنّه ولد بعد وفاة الترمذيّ بسبع وأربعين سنة، وبعد وفاة أبي داود بإحدي وخمسين سنة. 326 ولادة الصاحب ـ 279 وفاة الترمذيّ = 47 الفرق. 326 ولادة الصاحب ـ 275 وفاة أبي داود = 51 الفرق. من هنا يتّضح أ نّه علینا ألاّ نركن إلی كلام منقول بمجرّد نقله من قبل صاحبه. وما لم يرجع المرء نفسه إلی المصادر الاصليّة، فلا يقرّ له قرار! وأمّا بخس الذهبيّ حقّ الصاحب العبّاد مع جلالته العلميّة وعظمته في النثر والنظم والادب العربيّ وتإلیفاته كالمحيط في اللغة وغيره، ووزراته، وتأسيسه المدارس العظيمد ومكتبته التي لا نظير لها بالري، وتربيته للطلاّب، وعطاياه الجزيلة الوافرة، فهو أمر عجيب، إذ علی الذهبيّ أن يؤلّف كتاباً مستقلاّ في ذلك. بَيدَ أ نّه أجحف وجانب الصواب، إذ اكتفي بسطرين عنه كما نقلناه آنفاً. سُبْحَانَ اللَهِ مَا هَذَا إلاَّ ذَنْبٌ عَظِيمٌ. وهذا كلّه يعود إلی تشيّع الصاحب وصلابته وشجاعته في تشيّعه. فلابدّ للذهبيّ وأمثاله أن يكابروه، ويُخسروا إذا كالوه، بل يتركوا وفاضه خإلیاً. [2] ـ ذكر السيّد شرف الدين في كتاب «المراجعات» بعض الاعلام والاساطين، ولاءثبات تشيّعهم فقد استشهد بكلام أهل السنّة الذين عبّروا عنهم بالرافضة، أو الرافضة الخبثاء، أو الشيعة، أو أنّ لهم ميلاً إلی التشيّع. في حين إذا رجعنا إلی ترجمتهم وكتبهم وجدناهم من العامّة في الاُصول والفروع ولا يمكن أن نسمّيهم شيعة. وسار المرحوم آية الله السيّد حسن الصدر علی نفس المنوال أيضاً في كتاب «تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام» وكتاب «الشيعة وفنون الإسلام» فعدّ بعض العامّة شيعة كالحاكم النيسابوريّ صاحب «المستدرك»، الذي قالت عنه كتب التراجم إنّه شافعيّ. أمّا صاحب «المراجعات» فقد عدّه في ص 92، تحت الرقم 78 من علماء الشيعة وذكره بما نصّه: محمّد بن عبدالله الضبّيّ الطهانيّ النيسابوريّ أبو عبدالله الحاكم إمام الحفّاظ والمحدِّثين، وصاحب التصانيف التي لعلّها تبلغ ألف جزء. وأمّا صاحب «تأسيس الشيعة...» فقد عدّه إماميّاً أيضاً في ص 260 و 294 من كتابه المذكور، وفي ص 75 من كتابه «الشيعة وفنون الإسلام»، إذ قال فيه: والحاكم من الشيعة باتّفاق الفريقَين. فقد نصّ السمعانيّ في «الانساب»، والشيخ أحمد بن تيميّة، والحافظ الذهبيّ في «تذكرة الحفّاظ» علی تشيّعه. بل حكي الذهبيّ في «تذكرة الحفّاظ» عن ابن طاهر أ نّه قال: سألت أبا إسماعيل الانصاريّ عن الحاكم فقال: ثقة في الحديث، رافضيّ خبيث. قال الذهبيّ: ثمّ قال ابن طاهر: كان الحاكم شديد التعصّب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنّن في التقديم والخلافة. وكان منحرفاً عن معاوية وآله متظاهراً بذلك ولا يعتذر منه، إلی آخر ما ذكره الذهبيّ. قال المرحوم الصدر: وقد نصّ أصحابنا علی تشيّعه كالشيخ محمّد بن الحسن الحرّ في آخر «الوسائل»، وحُكي عن ابن شهرآشوب في «معالم العلماء» في باب الكني أ نّه عدّه في مصنّفي الشيعة، وأنّ له «الامالی» وكتاباً في «مناقب الرضا»، وذكروا له كتاب «فضائل فاطمة الزهراء علیها السلام» وقد عقوله المولي عبدالله أفندي في كتابه «رياض العلماء» ترجمة مفصّلة في القسم الاوّل من كتابه المختصّ بذكر الشيعة الإماميّة، وذكره في باب الالقاب، وباب الكني، ونصّ علیه، وذكر له كتاب «أُصول علم الحديث»، وكتاب «المدخل إلی علم الصحيح». قال: واستدرك علی البخاريّ في صحيحه أحاديث منها في أهل البيت حديث الطير المشويّ، وحديث مَن كنت مولاه. انتهي كلام الصدر رحمه الله. علماً أنّ الحاكم عدّ الشيخين في كتبه خليفتَين، وفي الفروع مثلاً في كتاب الطهارة، باب الوضوء يتعبّد بفقه العامّة ويتّبع آراءهم وأخبارهم بدون تقيّة. ويجدر بنا أن نقول هنا: لقد عدّ هؤلاء العظماء الحاكم وأمثاله من الشيعة لتقديمه أميرالمؤمنين علیه السلام علی عثمان، وكثرة رواياته في مناقب أهل البيت، حتّي لُقِّب بالرافضيّ وأمثاله، وهذا لا يكفي في التشيّع. فأصل التشيّع القول بخلافة مولي الموإلی علیه السلام بلا فصل، وتقديمه علی الشيخين في الولاية الظاهريّة والباطنيّة والاُصول والفروع. ولن يكون المرء شيعيّاً إلاّ أن يعتقد بأنّهما غاصبان للخلافة، وأنّ التبريّ عِدل التوليّ. كما نلحظ أنّ البعض يقدّم أميرالمؤمنين علیه السلام علی معاوية ويسبّ معاوية ويلعنه لكنّه يري عثمان خليفة كابن أبي الحديد. ولنا أن نعدّ هؤلاء شيعة لاميرالمؤمنين علیه السلام في مقابل حزب معاوية وتكتّله، لا شيعد في مقابل عثمان، ولا شيعة في مقابل الشيخين وعثمان، فافهم فإنّه دقيق. أجل، يستبين من العبارات المنقولة عن الحاكم أنّ تشيّعه بمعني تقديم أميرالمؤمنين علیه السلام علی عثمان ومعاوية إلاّ أن تدلّ العبارة المأثورة أ نّه شديد التعصّب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنّن في التقديم والخلافة علی رفض الشيخين في الباطن لمصالح ومحاذير أملتها التقيّة فاعتقد بتقدّمهما في الظهار وحينئذٍ فهو شيعيّ، أمّا لفظ الذهبيّ الذي أورده السيّد حسن الصدر في «تأسيس الشيعة» ص 294 بعد هذا الكلام: وكان منحرفاً عن معاوية وآله متظاهراً بذلك ولا يعتذر منه، قال الذهبيّ: قلتُ: أمّا انحرافه عن خصوم علی فظاهر. أمّا أمر الشيخين فمظِّم لهما بكلّ حال فهو شيعيّ لا رافضيّ. انتهي كلامه في «تذكرة الحفّاظ». فلا يستفاد منه رفض الشيخين، ولم يُشمّ منه كلام يصرّح بغصبهما لحقّ أميرالمؤمنين علیه السلام الثابت. فالحكم بتشيّعه بالمعني الصحيح مشكل. والله العالم بسرائر عباده وهو اللطيف الخبير. إلاّ أ نّه ـ كما أشرنا ـ إذا استبان من كتبه وكلماته أ نّه كان يرفض الشيخين في الباطن لكنّه لم يصرّح بذلك تقيّة، فهو شيعيّ صحيح التشيّع. [3] ـ ظنّ آية السيّد عبدالحسين شرف الدين العامليّ رضوان الله علیه أنّ معروف بن خرّبوذ هو معروف الكرخيّ نفسه، فقال في ترجمته: معروف بن خرّبوذ * الكرخيّ. أورده الذهبيّ في ميزانه فوصفه بأنّه صدوق شيعيّ، ووضع علی اسمه رمز البخاريّ ومسلم وأبي داود إشارة إلی إخراجهم له. وذكر أ نّه يروي عن أبي الطفيل، قال: هو مُقلّ، حدَّث عنه أبو عاصم وأبو داود وعبيد الله بن موسي وآخرون. ونقل عن أبي حاتم أ نّه قال: يكتب حديثه. قلتُ: وذكره ابن خلّكان في «الوفيّات» فقال: هو من موإلی علی بن موسي الرضا. ثمّ استرسل في الثناء علیه، فنقل عنه حكاية قال فيها: وأقبلت علی الله تعإلی وتركت جميع ما كنت علیه إلاّ خدمة مولاي علی بن موسي الرضا علیه السلام... إلی آخره. وابن قتيبة حين أورد رجال الشيعة في كتابه «المعارف» عدّ معروفاً منهم احتجّ مسلم بمعروف. ودونك حديثه في الحجّ من الصحيح عن أبي الطفيل. توفّي ببغداد 200 **، وقبره معروف يزار، وكان سَريّ السَّقَطي من تلامذته. انتهي. ترجمة معروف الكرخيّ وتوثيقهأقول: معروف بن خَرَّبوذ ومعروف الكرخيّ شخصان لا شخص واحد. أوّلاً: لا يصحّ وصف ابن خرّبوذ بالكرخيّ. ثانياً: كلامه: أنّ الذهبيّ أورده في ميزانه إلی قوله: ونقل عن أبي حاتم أ نّه قال: يكتب حديثه، ينطبق علی ابن خرّبوذ. ثالثاً: كلامه: قلتُ: وذكره ابن خلّكان في «الوفيات»، إلی كملاه: وابن قتيبة حين أورد رجال الشيعة في كتابه «المعارف» عدّ معروفاً منهم، ينطبق علی معروف الكرخيّ. رابعا: كلامه: احتجّ مسلم بمعروف، ودونك حديثه في الحجّ من الصحيح عن أبي الطفيل، ينطبق علی معروف بن خرّبوذ. خامساً: كلامه: توفّي ببغداد سنة 200، وقبره معروف يزار، وكان سريّ السقطيّ من تلامذته، ينطبق علی معروف الكرخيّ. وفيما يأتي حديث موجز يحوم حول ترجمتهما: أمّا معروف بن خرّبوذ فقد جاءت ترجمته في جميع كتب الرجال، ومنها «تنقيح المقال» للمامقانيّ، ج 3، ص 227 و 228؛ ومجملها: معروف بن خرّبوذ المكّيّ. وقد عدّ الشيخ الرجل في رجاله تارة من أصحاب السجّاد علیه السلام، وأُخري من أصحاب الباقر علیه السلام بالعنوان المذكور، وثالثة من أصحاب الصادق علیه السلام... وفي «الوجيزة» و«البُلْغَة» أ نّه: ثقة اجْتَمَعَتِ العِصَابَةُ علی تَصْحِيحِ مَا يَصِحُّ عَنْهُ ـ انتهي. وأشارا بذلك إلی قول الكشيّ في عبارته... اجتمعت العصابة علی تصديق هؤلاء الاوّلين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبدالله علیهما السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الاوّلين ستّة: زرارة ومعروف بن خرّبوذ وبُرَيد... إلی آخره. فمن الاخبار المادحة ما رواه (الكشّيّ) بقوله: ذكر أبو القاسم نصر بن الصَّبَاح عن الفضل قال: دخلتُ علی محمّد بن أبي عمير وهو ساجد، فأطال السجود، فلمّا رفع رأسه وذكر له طول سجوده، فقال له: كيف لو رأيت جميل بن دُرّاج؟! ثمّ حدّثه أ نّه دخل علی جميل بن دُرّاج فوجده ساجداً، فأطال السجود جدّاً. فلمّا رفع رأسه، قال له محمّد بن أبي عمير: أطلتَ السجود! فقال له: لو رأيت معروف بن خرّبوذ! ومنها: ما رواه هو رحمه الله عن طاهر بن عيسي قال: وجدتُ في بعض الكتب عن محمّد بن الحسين، عن إسماعيل بن قُتَيبة، عن أبي العلاء الخفّاف، عن أبي جعفر علیه السلام قال: قال أميرالمؤمنين علیه السلام: أَنَا وَجْهُ اللَهِ! وَأَنَا جَنُْ اللَهِ، وَأَنَا الاَوَّلُ! وَأَنَا الآخِرُ! وَأَنَا الظَّاهِرُ! وَأَنَا البَاطِنُ! وَأَنَا وَارِثُ الاَرْضِ. وَأَنَا سَبِيلُ اللَهِ! وَبِهِ عَزَمْتُ علیهِ. فَقَالَ مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذُ: وَلَهَا تَفْسِيرٌ غَيْرُ مَا يَذْهَبُ فِيهَا أَهْلُ الغُلُّوِّ. ومنها: ما رواه هو رحمه الله عن طاهر قال: حدّثني جعفر، قال: حدّثنا الشجاعيّ عن محمّد بن الحسين، عن سلام بن بشر الرمّانيّ! وعلی بن إبراهيم التيميّ، عن محمّد الاءصفهانيّ قال: كنت قاعداً مع معروف بن خرّبوذ بمكّة ونحن جماعة، فمرّ بنا قوم علی حمير معتمرون من أهل المدينة. فقال لنا معروف: فاسألوهم ما كان بها؟! فسألناهم، فقالوا: مات عبدالله بن الحسن! فأخبرناه بما قالوا. فلمّا جاوزوا، مرّ بنا قوم آخرون. فقال لنا معروف: فاسألوهم ما كان بها؟! فسألناهم، فقالوا: كان عبدالله بن الحسن بن الحسن أصابته غشية، وقد أفاق، فأخبرناه بما قالوا. فقال: ما أدري ما يقول هؤلاء وأُولئك؟! أخبرني ابن المُكَرَّمة،*** يعني أبا عبدالله علیه السلام أنّ قبر عبدالله بن الحسن وأهل بيته علی شاطي الفرات، قال: فحملهم أبو الدوانيق فقُبروا علی شاطي الفرات. وجه دلالته علی مدحه أنّ جزمه بما أخبره به الصادق علیه السلام يكشف عن قوّة إيمانه. ثمّ نقل المرحوم المامقانيّ! عدداً من الاخبار الذامّة له، وقام بتوجيهها، وأثبت جلالة مقامه، وأثني علیه، ووثّقه. وأورد الشيخ محمّد تقي التُّستَريّ! في الجزء التاسع من «قاموس الرجال»، ص 51 إلی 53 عدداً من الروايات في مدحه، محتذياً حذو المامقانيّ. وذكر ابن خلّكان ترجمة معروف الكرخيّ في «وفيّات الاعيان» ج 2، ص 551 إلی 553 من الطبعة القديمة، فقال: (أبو محفوظ معروف بن فيروز، وقيل: الفيروزان، وقيل: علی، الكرخيّ الصالح المشهور) وهو من موإلی علی بن موسي الرضا، وقد تقدّم ذكره. وكان أبواه نصرانيَّين، فأسلماه إلی مؤدّبهم وهو صبيّ. فكان المؤدِّب يقول له: قل: ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ، فيقول معروف: بَلْ هُوَ الوَاحِدُ. فضربه المعلّم علی ذلك ضرباً مبرحاً، فهرب منه. وكان أبواه يقولان: ليته يرجع إلینا علی أيّ دين شاء فنوا فقه علیه! ثمّ إنّه أسلم علی يد علی بن موسي الرضا. ورجع إلی أبويه، فدقّ الباب، فقيله له: من بالباب؟ فثقال: معروف، فقيل له: علی أيّ دين؟ فقال: علی الإسلام! فأسلم أبواه. وكان مشهوراً بإجابة الدعوة، وأهل بغداد يستسقون بقبره، ويقولون: قَبْرُ مَعْرُوفٍ تِرْيَاقٌ مُجَرَّبٌ. وكان سريّ السَّقَطيّ تلميذه. وقال له يوماً: إذا كانت لك حاجة إلی الله تعإلی فأقسم علیه بي! وقال سريّ السَّقَطيّ: رأيتُ معروفاً الكرخيّ في النوم كأنّه تحت العرش، والباري جلّت قدرته يقول لملائكته: من هذا؟ وهم يقولون: أنت أعلم يا ربّنا منّا! فقال: هَذَا مَعْرُوفٌ الكَرْخِيّ سَكَرَ مِنْ حُبِّي فَلاَ يَفِيقُ إلاَّ بِلِقَائِي. وقال معروف: قال لي بعض أصحاب داود الطائيّ: إيّاك أن تترك العمل! فإنّ ذلك الذي يقرّبك إلی رضا مولاك. فقلتُ: وما ذلك العمل؟ قال: دوام الطاعة لمولاك، وحرمة المسلمين، والنصيحة لهم. وقال محمّد بن الحسين: سمعت أبي يقول: رأيتُ معروفاً الكرخيّ في النوم بعد موته، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي! فقلتُ: بزهدك وورعك؟ فقال: لا، بل بقبول موعظة ابن السَّمّاك، ولزومي الفقر، ومحبّتي للفقراء. وكانت موعظة ابن السمّاك ما رواه معروف قال: كنتُ مارّاً بالكوفة، فوقفتُ علی رجل يقال له: ابن السَّمَّاك، وهو يعظ الناس. فقال في خلال كلامه: مَن أعرض عن الله كليّيّة، أعرض عنه الله جملة. ومن أقبل علی الله تعإلی بقلبه، أقبل الله تعإلی برحمته علیه، وأقبل بوجوه الخلق إلیه. ومن كان مرّة ومرّةً فالله تعإلی يرحمه وقتاً ما. فوقع كلامه في قلبي، وأقبلت علی الله تعإلی وتركت جميع ما كنت علیه إلاّ خدمة مولاي علی بن موسي الرضا وذكرتُ هذا الكلام لمولاي، فقال: يكفيك هذا موعظة إن اتّعظت. وقيل لمعروف في مرض موته: أوصِ! فقال: إذا متُّ فتصدّقوا بقميصي، فإنّي أُريد أن أخرج من الدنيا عرياناً كما دخلتها عرياناً! ومرّ معروف بسقّاء، وهو يقول: رحم الله من يشرب. فتقدّم وشرب، وكان صائماً، فقيل له: ألم تك صائماً؟ قال: بلي، ولكن رجوتُ دعاءه! وأخبار معروف ومحاسنه أكثر من أن تعدّ. وتوفّي سنة 200، وقيل: 201، وقيل: 204 ببغداد. وقبره مشهور بها يزار رحمه الله تعإلی والكرخيّ بفتح الكاف وسكون الراء وبعدها خاء معجمة. هذه النسبة إلی الكرخ، وهو اسم تسعة مواضع ذكرها ياقوت الحمويّ في كتابه. وأشهرها كرخ بغداد. والصحيح أنّ معروفاً الكرخيّ منه. وقيل: إنّه من كرخ جُدّان بضمّ الجيم وتشديد الدال المهملة وبعد الالف نون. وهي بُليدة بالعراق تفصل بين ولاية خانقين وشهر زور، والله تعإلی أعلم بالصواب. انتهي كلام صاحب «وفيّات الاعيان» في ترجمة معروف هنا. وذكر الشيخ محمّد تقي التستريّ في «قاموس الرجال» ج 9، ص 54، ترجمة معروف بإيجازٍ وبأُسلوب مستهجَن، كما هو دأبه في الاستخفاف بالمطالب العرفانيّة والاءزراء بالعرفاء العظام، فقد قال فيه: ] معروف [ الكرخيّ. قال: وفي أربعين البهائيّ»، و«شرح النخبة»، و«مجمع البحرين» أ نّه روي عن الصادق علیه السلام. ويعارضه رواية «المناقب» إسلامه علی يد الرضا علیه السلام. أقول: وفي «فهرست» ابن النديم: أخذ الخلديّ عن جُنيد، وجُنيد عن السَّريّ، والسَّريّ عن معروف الكرخيّ، ومعروف عن داود فَرْقَد، وفرقد عن الحسن البصريّ، والحسن عن أنس. وفي «تاريخ بغداد»: (قال ابن المنادي: كان بالجانب الغربيّ من بغداد أبو محفوظ معروف بن الفيروزان، ويُعرف بالكرخيّ، توفّي سنة 200 ) ونقل عنه كرامات مجعولة. انتهي ما جاء في «القاموس». لاحظوا إلی أيّ مدي حطّ من شأن الرجل! أوّلاً: أسقط رواية «الاربعين»، و«شرح النُّخبة»، و«مجمع البحرين» لتعارضها فحسب، ولم يتوفّر علی دراسة هذا الموضوع. ثانياً: أوصل سلسلة معروف إلی فرقد، والحسن البصريّ، وأنس. ولم يذكر أقوال رجال آخرين غير ابن النديم، وهم عدوّه من شيعة الإمام الرضا علیه السلام وخدّامه، ولميذكر أيضاً حتّي كلام العلاّمة الحلّيّ الذي قال في بحث الإمامة من «شرح التجريد»: فَأَبُو يَزِيدَ البَسْطَامِيّ كَانَ يَفْتَخِرُ بِأَنَّهُ يَسْقِي المَاءَ لِدَارِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیهِ السَّلاَمُ وَمَعْرُوفٌ الكَرْخِيُّ أَسْلَمَ علی يَدَيِ الرِّضَا علیهِ السَّلاَمُ، وَكَانَ بَوَّابَ دَاررهِ إلی أَنْ مَاتَ.**** ثالثاً: لمّا ذكر كلام ابن المنادي الذي نقله الخطيب في «تاريخ بغداد» قال: ونُقل عنه كرامات مجعولة. علی أيّ! أساسٍ تعدّ الكرامات المنقولة عنه مزوّرة موضوعة بلا دليل ولا برهان، وبدون مشاهدة وعيان!! وماذا تقول يوم القيامة إذا اعترضك الشيخ معروف، أو تصدّي لك في بعض العقبات، وآخذك علی هذه التهم والتقوّلات المرسَلة بلا مصدر يُعتمَد علیه؟! أمّا الشيخ عبدالله المامقانيّ فقد أنصف في «تنقيح المقال» ج 3، ص 228 و 229. وبعد كلام مفصّل له يذهب فيه إلی أنّ الشيخ معروفاً لا يمكن أن يكون من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام، قال: وعلی كلّ حال، فالاظهر كون الرجل إماميّاً لتسالم أهل السير علی أ نّه أسلم علی يد الرضا علیه السلام، ولم يكن زمان الرضا علیه السلام زمان تقيّة. فلابدّ وأن يكون مَنْ يسلم علی يده إماميّاً اثني عشريّاً. مضافاً إلی تسالم أهل السير علی أ نّه كان من موإلی الرضا علیه السلام حتّي قيل إنّه كان بوّاباً له، بل عن الجاميّ أ نّه مات علی باب الرضا علیه السلام بازدحام الناس وقد وطئوه، وإن كان يردّ ذلك أنّ الرضا علیه السلام يومئذٍ، أعني سنة وفاة معروف، وهي سنة مائتين أو مائتين وواحدة، كان بخراسان. فلو كان موته علی بابه لم يكن قبره ببغداد لعدم تعارف النقل يومئذٍ سيّما من دون مقتضٍ ولا داعٍ. وممّا يشهد بكونه إماميّاً ما حُكي عنه من أ نّه قال: كنتُ مارّاً بالكوفة، فوقفتُ علی رجل يقال له: ابن السَّمَّاك وهو يعظ الناس. (ثمّ نقل المامقانيّ هنا قصّة الموعظة وتشرّفه بخدمة الإمام الرضا علیه السلام. وهذا دليل علی أ نّه كان متلقياً أمراً من الإمام الرضا علیه السلام). وحكي عنه أ نّه كان يقول: أَقْسِمُوا علی اللَهِ بِرَأْسِي وَاطْلُبُوا حَوَائِجَكُمْ، فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مَنْ تَزْكِيَةِ نَفْسِهِ! فَقَالَ: إنِّي قُلْتُ ذَلِكَ لاِنِّي وَضَعْتُ رَأْسِي علی بَابِ الرِّضَا علیهِ السَّلاَمُ مُدَّةً! وجاء رجل إلی الرضا علیه السلام ليعلمّه دعاءً يسكن البحر به عند الطوفان فلم يتمكّن من الوصول إلیه. فكتب معروف شيئاً وأعطاه، وقال له: إذا اضطرب البحر فاقرأ ما في الكتاب، يسكن! فأخذ الرجل ثمّ سافر إلی البحر. فلمّا رأي آثار الطوفان، فتح الكتاب ليقرأ الدعاء ظنّاً منه أنّ فيه دعاءً قد تعلّمه معروف من الرضا علیه السلام، فرأي فيه مكتوباً: أَيُّهَا البَحْرُ! اسْكُنْ بِحَقِّ مَعْرُوفٍ صَاحِبِ الرِّضَا علیهِ السَّلاَمُ! فتغيّر الرجل من ذلك وطرحه في البحر فسكن بإذن الله تعإلی. فعرفوا أ نّه من بركاته. وصار ذلك عادة لاهل البحر بعد ذلك. فإنّ ذلك كلّه يكشف عن يقينه بالرضا علیه السلام وخلوص عقيدته فيه، وجزمه بأنّ جلالته علیه السلام عندالله تعإلی تقضي قضاء حاجة من توسّل برأسه ببركة مولاه علیه السلام. وحيث كان إماميّاً، كان زهده وكونه بوّاباً للرضا علیه السلام مدرجاً له في الحِسان إن لم نستفد من غاية زهده وثاقته. وهنا أجاب آية الله المامقانيّ عن عددٍ من الاءشكالات المثارة علی إماميّته، فقال: فمنها: ميل العامّة إلیه وتكريمهم لقبره، حتّي قال في «القاموس»: إِنَّ مَعُرُوفَ بْنَ فِيرُوزانَ الكَرْخِيَّ قَبْرُهُ التِّرْيَاقُ المُجَرَّبُ بِبَغْدَادَ. انتهي. ونقل في «التاج» في شرح العبارة عن الصاغانيّ أ نّه قال: عَرَضَتْ لي حاجة وحيّرتني في سنة خمس عشرد وستمائة، فأتيتُ قبره، وذكرت له حاجتي كما تذكر للاوصياء معتقداً أنّ أولياء الله لا يموتون، ولكن ينتقلون من دار إلی دار، وانصرفت، فَقُضِيَتِ الحاجة قبل أن أصل إلی مسكني. وقال القشيريّ في رسالته المعروفة: إنَّ مَعْرُوفَ بْنَ فِيرُوزَ الكَرْخِيَّ كَانَ مِنَ المَشَايِخِ الكِبَارِ، مُجَابَ الدَّعْوَةِ، يُسْتَشْفَي بِقَبْرِهِ، يَقُولُ البَغْدَادِيُّونَ: قَبْرُ مَعْرُوفٍ تِرْيَاقٌ مُجَرَّبٌ. انتهي. ومنها: أنّ خلوّ كتب الرجال طرّاً عن ذكره مدحاً وذمّاً ممّا يريب الفطن في اختصاصه بالرضا علیه السلام، سيّما خلوّ كتاب «عيون أخبار الرضا علیه السلام» عن ذكره. بل جزم الفاضل المجلسيّ رحمه بعدم كونه بوّاباً لمولانا الرضا علیه السلام معلِّلاً بأنّه لو كان كذلك، لكان ينقله أصحاب كتب الرجال من الشيعة، مع أ نّهم لم يدعوا رطباً ولا يابساً من أصحاب الائمّة وخواصّهم وخدّامهم وموإلیهم من الممدوحين والمذمومين والمشهورين والمجهولين إلاّ وقد تعرّضوا لبيانه وذكره، ولم يكونوا ليهملوا ذكر ما ورد في شأنه. لا نّا نقول: إنّ من المقرّر المعلوم أنّ الفعل مجمل لكونه ذا جهات، وما لم تتبيَّن جهة الفعل لم يمكن الاحتجاج به. وميل العامّة إلیه وتبرّكهم بقبره إنّما هو باعتبار زهده وتركه للدنيا، فإنّهم يميلون إلی كلّ مَن اتّصف بذلك، وإن لم يكن مسلماً، فضلاً عمّا لو كان رافضيّاً. ويؤيّد ما ذكرنا أنّ جمعاً من العامّة، منهم: القُشَيريّ، مع تصريحهم بأنّه مجاب الدعوة، وأنّ قبره ترياق، نصّوا علی أ نّه من موإلی الرضا علیه السلام. 6 وأمّا خلّوا الكتب عن ذكره، فلعلّه لانّ الصوفيّة لمّا انتسبوا إلیه وادّعوا كونه منهم اقتضت المصلحة السكوت عنه، نظير تجويز الشارع قتل المسلم الذي تترّس به الكفّار. ويشهد بما قلناه إنّه لو كان مذموماً لرووا فيه الذمّ. فسكوتهم عن ذمّه يكشف عن أنّ عدم تعرّضهم لمدحه لاءخمال ذكره حتّي لا يحتجّ المتصوّفون بمدحنا إيّاه علی طريقتهم لانتسابهم الكاذب إلیه، وإلاّ فلم ينقل عنه ما يقضي بالتصوّف. 7 وإنّما نسب المتصوّفون إلیه التصوّف رواجاً لطريقتهم الفاسدة. وهذه عادة أهل المذاهب الفاسدة، ينسبون إلی مؤمن تقيّ مذهبهم كذباً وبهتاناً لترويج مذهبهم الفاسد. إلیس ينسبون التصوّف إلی أميرالمؤمنين علیه السلام البريء منهم ومن مسلكهم؟ ومن أغلاط المقام ما صدر من بعضهم من زعم نسبته إلی خدمة جعفر الثاني الشهير بالكذّاب المعروف بابن الرضا، ابن علی الهاديّ. وأنّ الرضا في نسبة الخدمة تصحيف ابن الرضا. وأنّ روايته عن جعفر الصادق علیه السلام اشتباه بجعفر الكذّاب. فإنّ فيه أوّلاً: أنّ الرجل مات قبل ] استشهاد [ الرضا علیه السلام فكيف يدرك زمان جعفر الكذّاب؟ وثانياً: أنّ صريح كلماتهم روايته عن جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام، وجعفر الثاني ليس ابن محمّد، ولا متّصفاً بالصدق ولا ملقّباً به كما هو صريح. ثمّ إنّ منهم من أرّخ موت الرجل بسنة المائتين، ومنهم من أرّخه بسنة المائتين وواحدة، ومنهم من أرّخه بسنة المائتين وأربع. والعِلْم عندالله تعإلی. (انتهي كلام «تنقيح المقال»). استبان ممّا ذكرنا أنّ معروفاً الكرخيّ كان من الاعلام المتحرّكين في سبيل الله والمنقطعين إلیه. وعدم ذكر أصحابنا له في كتب الرجال يعود إلی ما أورده المامقانيّ، أو إلی عدم اهتمام علماء الظاهر بالعلوم الباطنيّة، ولم يُثَمَّن الرجل كما ينبغي، حتّي أنّ المامقانيّ عدّه من الحِسَان، لا من الصِّحاح، مع أ نّه يجب علیه أن يعدّه من أعاظم أصحاب العدل والثبت وإلیقين. وأعجب من تلك الاُسطورة الموضوعة والافتراء البيِّن إذ تفنّنوا ـ نظير أمرٍ دُبِّرَ باللَّيْلِ ـ فجعلوه من أصحاب جعفر الكذّاب! سُبْحَانَ اللَهَ لَيْسَ هَذَا إلاَّ بُهْتَاناً عَظِيماً وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. واتّضح من بياننا أيضاً أنّ معروف بن خرّبوذ مَكِّيٌّ، ومعروف بن فيروز كرخيّ بغداديّ وكلاهما من الاجلّة والاعلام. رحمه الله علیهما رحمة واسعة. * ـ وقيل: ابن فيروز، وقيل: ابن الفيروزان، وقيل: ابن علی. 2 ـ وقيل: سنة 201، وقيل: سنة 204. 3 ـ قال الشيخ عبّاس القمّيّ في «منتهي الآمال» ج 2، ص 81، عند ترجمة الإمام الصادق علیه السلام (ما تعريبه): قال المؤلِّف: كانت أُمّ فروة جليلة مكرَّمة إلی درجة أنّ ولدها الإمام الصادق علیه السلام كان يقال له أحياناً: ابن المكَّرمة. 4 ـ في «كشف المراد» ص 249، طبعة صيدا، سنة 1353، مطبعة العرفان، بحث الإمامة، في شرح قول الخواجة نصيرالدين: وتميّزه بالكمالات النفسانيّة والبدنيّة والخارجيّة، الذي عدّه الوجه الخامس والعشرين من وجوه الخواجة في الاستدلال علی الإمامة، قال في أواخر البحث: وقد نشروا من العلم والفضل والزهد والترك للدنيا شيئاً عظماً حتّي أنّ الفضلاء من المشايخ كانوا يفتخرون بخدمتهم علیهم السلام. فأبو يزيد البسطاميّ! كان يفتخر بأنّه يسقي الماء لدار جعفر الصادق علیه السلام، ومعروف الكرخيّ أسلم علی يد الرضا علیه السلام، وكان بوّاب داره إلی أن مات. وكان أكثر الفضلاء يفتخرون بالانتساب إلیهم، إلی آخر ما ذكره العلاّمة الحلّيّ. 5 ـ يعني لقضاء الحوائج (المامقانيّ). 6 ـ عدّ المستشار عبدالحليم الجنديّ! في كتاب «الإمام جعفر الصادق»، ص 217، معروفاً الكرخيّ من الشيعة. قال: معروف الكرخيّ ( 200 ) زعيم الصوفيّة. وصف ابن حنبل معروفاً لابنه عبدالله عندما سأله: هل عنده علم؟ فقال: كان عهنده رأس الامر كلّه. تقوي الله. 7 ـ يستبين هنا جيّداً أنّ أنّ معروفاً كان ممدوحاً مدحاً كثيراً لكنّ البعض تجنّب ذكر اسمه ومحامده لعدم ذكره علی الالسن. وهذا يشبه تماماً عمل من يريد المحافظة علی المسلمين في الحرب، فيقتل عدد منهم ممّن يكون في الصفّ الاوّل حيث يتترَّس بهم الكفّاس. جواب المامقانيّ! هو تترّس الكفّار بالمسلمين وجواز قلت المسلمين في الصفّ الاوّل لضرورة ألجأ الكفّارُ المسلمين إلیها، ولكن ما هي الضرورة في إخمال ا سم معروف الكرخيّ غير أ نّنا حسبناه ضرورة بظنّنَا ووهمنا؟! ولو كنّا قد ذكرنا معروفاً في الكتب الرجإلیة وعددناه منّا وعددنا أنفسنا منه، فإنّ هذا الامر لا يثبت طريقة التصوّف الباطلة ولا يوجبها، بل يوجب طريقتها الحقّة. كما قسّم العلاّمة المجلسيّ رضوان الله علیه التصوّف إلی حقّ وباطل. من هنا فإنّنا، بعدم ذكرنا معروفاً وطريقه ومنهجه، عزلنا أنفسنا عن التصوّف الحقّ واتّباع الولاية الباطنيّة للإمام علی بن موسي الرضا علیه السلام. فيا للاسف بهذا الخسران المبين والهلاك العظيم! [4] ـ من الجدير دكره أنّ معظم الاشخاص الذين ذُكروا من الشيعة كانوا من أعلامهم ومصنّفيهم في القرن الثاني. وذكرهم آية الله السيّد حسن الصدر في كتاب «الشيعة وفنون الإسلام» ص 70، 71 بإيجاز وقال: الصحيفة الرابعة فيمن جمع الحديث في أثناء المائة الثانية من الشيعة، وصنّفوا الكتب والاُصول والاجزاء من طريق أهل البيت. كانوا في عصر من ذكر في أوّل من جمع الآثار من أهل السنّة. رووا عن الإمام زين العابدين، وابنه الإمام الباقر علیهما السلام، كأبان بن تغلب، فإنّه روي عن أبي عبدالله الصادق علیه السلام ثلاثين ألف حديث، وجابر بن يزيد الجعفيّ. روي عن أبي جعفر الباقر سبعين ألف حديث عنه، عن آبائه، عن رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم. وعن جابر أ نّه قال: عندي خمسون ألف حديث ما حدّثت منها بشيء، كلّها عن النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم من طريق أهل البيت. ومثلهما في كثرة الجمع وكثرة الرواية، أبو حمزة الثمإلی، وزرارة بن أعين، ومحمّد بن مسلم الطائفيّ، وأبو بصير يحيي بن القاسم الاسديّ، وعبدالمؤمن بن القاسم بن قيس بن محمّد الانصاريّ، وبسّام بن عبدالله الصيرفيّ، وأبو عبيدة الحذّاة، وزياد بن عيسي، وأبو الرجاء الكوفيّ، وزكريّا بن عبدالله الفيّاض أبو يحيي، وثور بن أبي فاخته أبو جهم ـ روي عن جماعة من الصحابة، وله عن الباقر علیه السلام كتاب مفرد ـ وجحدر بنا لمغيرة الطائيّ، وحجر بن زائدة الحضرميّ أبو عبدالله، ومعاوية بن عمّار بن أبي معاوية خبّاب بن عبدالله، والمطّلب الزهريّ القرشيّ المدنيّ، وعبدالله بن ميمون بن الاسود القدّاح. وقد ذكرت كتبهم وتواريخهم في الاصل «تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام». [5] ـ «المراجعات» ص 52، الطبعة الاُولي. وقال في الهامش: كما في ص 196 من مختصر كتاب «جامع بيان العلم وفضله» لشيخنا العلاّمة أحمد بن عمر المحمصانيّ البيروتيّ المعاصر. [6] ـ «المراجعات» ص 52 و 53، الرقم 19، الطبعة الاُولي، ترجمة الحارث بن عبدالله. [7] ـ «المراجعات»، ص 58.
|
|
|