|
|
الصفحة السابقةاستدلال أمير المؤمنين بحديث أنس المشهورو روي أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسيّ في كتاب «الاحتجاج» عن جابر بن عبدالله الانصاريّ، عنالإمام محمّد الباقر عليهالسلام أنّ عمربن الخطّاب لمّا دنا أجله جعل الخلافة شوري، و عيّن ستّة من قريش بينهم أميرالمؤمنين عليه السلام و أوصي أن لا تمرّ عليهم ثلاثة أيّام إلاّ و يختاروا منهم خليفة. و بعد مشاورات متواصلة، تمّ انتخاب عثمان بن عفّان. فَلَمَّا رَأَي أميرُالمؤمنينَ مَا هُمْ بِهِ مِنَ البَيْعَةِ لِعُثمانَ، قَامَ فيهِم لِيَتَّخِذَ عَلَيْهِمُ الحُجَّةَ، فَقَالَ لَهُمُ: اسمَعُوا مِنّي، فَإِن يَكُ مَا أَقُولُ حَقّاً فاقْبَلُوا، وَ إِن يَكُ بَاطِلاً فَـأنِكرُوا، ثُمَّ قَالَ لَهُم: أَنشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي يَعلَمُ صِدقَكُمْ إِن صَدَقتُم، وَ يَعلَمُ كِذبَكُمْ إن كَذَبْتُمْ، هَل فِيكُم أَحَدٌ صَلَّي الْقِبلَتَينِ كِلتَيهِمَا غَيْرِي؟ قَالُوا: لاَ. قالَ: فَهَل فِيكُم مَن بَايَعَ البَيعَتَينِ كِلتَيهِمَا بَيعَةَ الفَتحِ وَ بيَعَةَ الرِّضِوانِ غَيرِي؟ قَالُوا: لاَ ـ وَ ساقَ الحَدِيثَ بِذِكْرِهِ مَناقِبَةُ وَ فَضائِلَهُ فَيُصَدِّقُونَهُ فِي قَولِهِ لَهُمْ إلی أن قَالَ: فَأنشُدُكُمْ باللهِ هَل فِيكُمْ أَحَدٌ قالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلّي الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «أَوَّلُ طَالِعٍ يَطْلُعُ عَلَيكُمْ مِن هَذا الْبَابِ يَا أَنَسُ؛ فَإِنَّهُ أَميرُالمؤمِنينَ وَ سَيِّدُ المُسلِمِينَ وَخيرُ الوَصِيِّينَ وَ أَولَي بالنَّاسِ، فَقَالَ أَنَسُ: اللَهُمَّ! اجعَلهُ رَجُلاً مِنَ الانصَارِ، فَكُنتُ أَنَا الطَّالِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لاِنَسٍ: مَا أَنتَ يَا أَنَسُ؛ بِأَوَّلِ رَجُلٍ أَحَبَّ قَومَهُ» غيرِي؟ قَالُوا: لاَ.[1] نلاحظ هنا أنّ الإمام عليه السلام يستدّل بحديث أَنَس. و حديث أنَس من الاحاديث المشهورة و المعتبرة. و لا شبهة و لاشكّ في صدوره عن رسول لله صلّي الله عليه و آله و سلّم و قد ثبّته الكبار من محدّثي السنّة في كتبهم ناهيك عن محدّثي الشيعة. و عدّوه من المسلّمات القطعيّات كحديث الغدير، و حديث العشيرة. و قد عرف هذا الحديث بحديث أنَس. و قد روي أبونعيم الاصفهانيّ في «حلية الاولياء» ج 1، ص 63 ومحمّد بن طلحة الشافعيّ في «مطالب السئول» ص 21 عن أبي نعيم في «الحلية». و أحمد بن الموفّق الخوارزميّ في «المناقب» ص 51 وإبراهيمبن محمّد الحموينيّ الشافعيّ في «فرائد السمطين» ج 1 باب 27 والكنجيّ الشافعيّ في «كفاية الطالب» ص 92، تحت عنوان «تخصيص عليّ بكونه سيّد المسلمين»، و ابن أبي الحديد المعتزليّ الشافعيّ في «شرح نهج البلاغة» ج 2 ص 450، والقندوزيّ الحنفيّ في «ينابيع المودّة» ص313، عن أبي نعيم في «الحلية»، و ابن شهرآشوب في «المناقب» ج1 ص 543 عن حلية أبي نعيم و ولاية الطبريّ، و السيّد هاشم البحرانيّ في «غاية المرام» ص 619 عن الحموينيّ، و ابن عساكر في «تاريخ دمشق الكبير» الجزء الخاصّ بأميرالمؤمنين، ورقة 99[2]، روي هؤلاء بإسنادهم عن أنَس أنـّه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وسلّم: يَا أَنَس! اسْكُبْ لِي وَضُوءاً، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّي رَكْعَتَينِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَنَسُ! أَوَّلُ مَن يَدْخُلُ عَلَيْكَ مِن هَذَا البَابِ أَميرُالمؤمِنِينَ وَ سَيِّدُ المُسلِمِينَ وَ قَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ وَ خَاتَمُ الوَصِيّينَ. قَالَ أَنَسُ: قُلتُ: اللَهُمَّ اجْعَلهُ رَجُلاً مِنَ الاَنصَارِ، وَ كَتمتُهُ، إِذْ جَاءَ عَلِيُّ، فَقَالَ: مَن هَذَا يَا أَنَسُ؟ فَقُلتُ: عَلِيٌّ، فَقَامَ مُسْتَبشِراً فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ جَعَلَ يَمسَحُ عَرَقَ وَجهِهِ بِوَجهِهِ وَ يَمسَحُ عَرَقَ عَلِيٍّ بِوَجْهِهِ، قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَقَد رَأَيْتُكَ صَنَعتَ شَيئاً ماصَنَعْتَ لِي مِن قَبلُ؟ قَالَ: وَ مَا يَمْنَعُنِي وَ أَنتَ تُؤَدِّي عَنّي وَ تُسمِعُهُمْ صَوتِي وَ تُبَيِّنُ لَهُمْ مَااخْتَلَفُوا فِيهِ بَعْدِي. [3] بحث في سند حديث أنسنحن هنا ندرس هذا الحديث في مرحلتين: الاُولي: نبحث عن سنده متطرّقين أيضاً إلی المفردات الواردة فيه. الثانية: ندرس دلالته.
المرحلة الاُولي: تبيّن لنا أنّ كبار أئمّة الحديث رووا هذا الحديث بسلسلة
إسنادهم المتّصل. و نحن ذكرنا عشرة منهم بأسمائهم و كتبهم و ذكرنا أيضاً أنّ هذا الحديث من المشهورات و لم يقدح فيه أحد ولم يضعّفه، بل ذكره أمثال الحافظ أبي نعيم، والحموينيّ، و الطبريّ و هم من الاجلاّء في هذا الاختصاص، و من أعاظم أساتذة الحديث، فقد رووه بإسنادهم المتّصل عن أنَس، و ذكره ابن عساكر في «تاريخ دمشق الكبير». و ابن عساكر هذا هو المؤرّخ المشهور. و كان حافظاً و محدّثاً. و كان يسكن بلاد الشام و هو صاحب السمعانيّ مؤلّف كتاب «الانساب». ولد في دمشق سنة 499 هـ. و توفّي سنة 571 هـ. روي هذا الحديث بسلسلة سنده عن أبي عليّ المُقري، عن أنس. و ليس هناك من اختلاف في ألفاظ هذا الحديث إلاّ في بعض الجزئيّات التي أشرنا إلیها في الهامش. الوَضوء بفتح الواو هو الماء الذي يُتَوضَّأُ بِهِ. الامير بمعني الشخص الآمر و الرئيس. السيّد و هو الكبير و ذوالسيادة. معني «قائد الغرّ المحجّلين»و أمّا قائد الغُرِّ المُحَجَّلِينَ. يقول في «شرح القاموس»: الغُرّة والغُرغُرة بضمّهما بياضٌ في الجبهة. و فَرَسٌ أغَرّ علی وزن أحْمَر و غَرّاء علی وزن حَمراء وصف للفرس. و الاَغَرّ علی وزن الاحْمَر الابيض من كلّ شي. و يقول أيضاً: الحُجْلَة محرّكة كالقُبّة، و موضع يزيّن بالثياب والستور، و الاسِرَّة للعروس. إلی أن يقول: حَجَّلَها تَحْجيلاً من باب التفعيل اتّخذ لها حجلةً أو أدخلها فيها. ثمّ يقول: و التَحجيل من باب التفعيل بياض يكون في قوائم الفرس كلّها... و الفرس محجول علی وزن منصور، و مُحَجَّل علی وزن مُعَظَّم. و يقول في «مجمع البحرين»: و في حديث عليّ عليه السلام «قائدُ الغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ» أي: مواضع الوضوء من الايدي و الاقدام، إذا دُعوا علی رؤوس الاشهاد أو إلی الجنّة كانوا علی هذا النهج، استعار أثر الوضوء في الوجه و إلیدين و الرجلين ل لإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس و يديه و رِجليه. و يقول في «المصباح المنير» اَلْحَجْلُ: اَلَخِلخالُ بكسرالخاء و الفتح لغة. و يسمّي القيد حجلاً علی الاستعارة، و الجمع حُجول و أحجال مثل حَمل و حُمول و أَحمال. و فرسٌ مُحَجَّل و هو الذي ابيضّت قوائمه. وجاور البياض الارساغ إلی نصف الوظيف و نحو ذلك. و ذلك موضع التحجيل فيه. والتحجيل في الوضوء غسل بعض العضد و غسل بعض الساق مع غسل إلید و الرجل. و يقول ابن الاثير في «النهاية»: في صفة الخيل: «خَيرُ الْخَيلِ الاَقْرَحُ الْمُحَجَّلُ» هُوَ الذي يرتفع البياض في قوائمه إلی موضع القيد ويجاوز الاسارغ و لا يجاوز الركبتين لانـّهما مواضع الاحجال و هي الخلاخيل والقيود، و لا يكون التحجيل بإلید و إلیدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان. و منه الحديث: «أُمّتِيَ الْغُرُّ المُحَجَّلُونَ» أي: بيض مواضع الوضوء من الايدي و الوجه و الاقدام. استعار أثر الوضوء في الوجه وإلیدين و الرجلين ل لإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس و يديه و رِجليه. و يقول في «لسان العرب» أوّلاً: و الحُجلة مثل القُبّة، وَ حَجَلة العروس معروفة. و هي بيت يزيّن بالثياب، و الاَسِرَّة و الستُور، و منه «اعْرُوا النِّساءَ يَلزِمْنَ الْحِجَالَ»، و حَجَّلَ العروس: اتَّخَذَ لها حَجَلَةً. ثمّ نقل عبارة بن الاثير السابقة نفسها.
في ضوء ما تقدّم. فإنّ معني قائد الغُرِّ المُحَجَّلِينَ هو أحد
شيئين:أمّا الغُرّ بمعني أصحاب الجباه البيض. و المُحَجَّلونَ بمعني أصحاب
الايدي و الشاهد علی المعني الاوّل هو أنـّه ذكر لفظ المُحَجَّلِين مع لفظ الغُرّ ولمّا كان التَحجيل هو البياض في يَدَي الفرس و رجليه، و الغُرّة هي البياض في جبهته، فسيتّضح لنا تماماً تشبيه المتوضّئين الذين تضي مواضعهم الخمسة و هي الوجه و إلیدان و الرِجلان. بالخيول التي يكون البياض في وجوهها و أيديها و أرجلها. و أمّا الشاهد علی المعني الثاني فهو أنّ إحدي درجات الجنّة هي الغُرُفات الآمنة و الحجلات المطمئنّة، كما نلحظ ذلك في قوله تعإلی: وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّـ'لِحَـ'تِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً.[4] و قوله أيضاً: لَـ'كِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ. [5] و قوله كذلك: وَ هُمْ فِي الْغُرُفَـ'تِ ءَامِنُونَ. [6] و قوله بعد تعداده أربع عشرة صفة من صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان: أولَـ ' ´ئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَ يُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَ سَلَـ'ماً. [7] و أمّا معني خاتم الوصيّين فهو كمعني خاتم النبيّين؛ لانّ خاتَم وخاتِم بالفتح و الكسر هو ما تختم به الرسالة لكي تبقي محفوظة من التزوير. وجاء في «شرح القاموس»: و الخِتَام ككِتاب الطينُ يختمَ به علی الشيء، و الخاتِم علی وزن الكامِل ما يوضع علی الطينة ليختم به والخاتم حليّ ل لإصبع مثل الخاتَم بالفتح... إلی أن يقول: يقول المصنّف: الخاتِم ـ بكسر التاء ـ اسم فاعل بمعني الذي يختم، و الخاتَم ـ بفتح التاء ـ و الخاتام والخَيتام. اسم الحليّ و غيرها يختم بها، و تُلبس في إلید. و يقول ابن الاثير في «النهاية» «آمين، خاتَمُ رَبِّ الْعَالَمِينَ علی عِبَادِهِ الْمُؤمِنِينَ». قِيل: معناه طابَعُهُ و علامتُه التي تدفع عنهم الاعراض والعاهات؛ لانّ خاتم الكتاب يصونه و يمنع الناظرين عمّا في باطنه؛ وتفتح تاؤه و تكسر لُغَتان. و جاء مثل هذا المعني في «لسان العرب» أيضاً. و في ضَوُء ذلك فإنّ الخاتِمَ أو الخاتَمَ يعني الآخِر. و إذا قَرَأنا (خاتِم) بالكسر بمعني اسم الفاعل، فهو خاتِم أوصياء الانبياء. و إذا كان بالكسر أو بالفتح بمعني ما يُختَمُ بِهِ فَهو ذلك الختم الذي يضرب علی الطغراء الخاصّة بصحيفة الاوصياء، و قد ختمت بواسطة وجود الوصيّ المبارك. [8] و أمّا يَعسوب الدين الذي رواه ابن أبي الحديد أيضاً فهو كما ذكرنا سابقاً أميرالنحل و ذَكَرها الذي يتولّي رئاسة الخليّة، و يعسوب الدين كناية عن مقام الرئاسة و السيادة و الحكومة الذي كان لاميرالمؤمنين في جميع الشؤون الدينيّة. بحث في دلالة حديث أنسو أمّاالمرحلة الثانية: التي تخصّ دلالة الحديث. فقد صلّي رسولالله صلّي الله عليه و آله ركعتين، و ليس لنا علم بحالاته في تلك الصلاة، و نزول جبرئيل، و مشاهدته عوالم الملكوت و مقامات أميرالمؤمنين، و هو نفسه لم يصرّح لنا بشيء عن ذلك، بَيدَ أنّ كلّ ما نعلمه هو أنـّه قال لانس بعد الصلاة: أوّل من يدخل هو سيّد المسلمين وأميرالمؤمنين و خاتم الوصيّين. و لمّا دخل أميرالمؤمنين عليه السلام قام بذلك الوضع العجيب كشخص وجد ضالّته و ظفر بمعشوقة و محبوبه فاعتنقه و مسح وجهه بوجهه، ومسح عرقه بوجهه بحيث إنّ أميرالمؤمنين نفسه تعجّب ممّا صنعه رسولالله من عمل لم يعهده من قبل، فقال متحيّراً: يا رسول الله! لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت لي من قبل، فأشار صلّي الله عليه و آله إلی مقاماتالإمام. و قال: أنت تؤدّي عنّي و تنجز عداتي، و تُسمِعُ الناس صوت التوحيد و نداء الإسلام الصادر عنّي، و أنت الذي إذا نشبت نار الفتن و الاضطرابات بعدي، تشقّ للناس طريقهم من بين لجج الهوي و الهوس العميقة لتكون كموج النور المتألّق والحقيقة الساطعة في دياجير الجهل وغياهب الشهوات، فتوضّح لهم الحقيقة، وكأنّ رسول الله كان يري أنّ ما يحاك بعده من دسائس سيؤدّي بالإسلام وينسفه من الاساس، و ستعود الصنميّة الجاهليّة إلی الناس بشكل آخر. ويتّضح صدق كلامنا جيّداً من خلال سياسة الخلفاء الذين جاءوا بعد النبيّ صلّي الله عليه و آله و الاُسلوب الذي انتهجه معاوية و ولده يزيد. ويتبيّن لنا من خطب «نهج البلاغة» و خطبة سيّد الشهداء عليه السلام بمِنَي أواخر عصر معاوية. و كذلك بقيّة خطبه عليه السلام و كلماته، أنّ الخلفاء أفرغوا الإسلام من محتواه، و تركوه بلا رمق و لا روح.[9] و لمّا كان رسول الله يعلم بأنّ الشخص الوحيد الذي يدافع عن الحقّ ويؤدّي دَين الرسالة، و ينجز عهود الله و رسوله، و يقرع أسماع أهل العالم بنداء التوحيد المتمثّل بلا إله إلاَّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ و معني قُلْ هُوَ اللَهُ أَحَد، هو أميرالمؤمنين و حسب، و أنـّه الشخص الوحيد الذي انبثق عن أصل التوحيد مع رسول الله، و حاز علی أعلی الدرجات و أرفع المقامات في دَرْك الحقيقة و المعارف ا لإلهيّة و الفناء في الذات الاحديّة،[10] لذلك فهو يقول في جواب أميرالمؤمنين: لِمَ لا أُحبّكَ و لا أعتنقك، و لا أمسح عرق وجهك الجميل بوجهي؟ أنتَ روحي التي بين جنَبي، و أنت حقيقتي وأنت الرافع راية العدل و التوحيد. و الحارس الامين لدين الله و سنّتي وأنت ناصري و معيني في أحلك الظروف و أخطر العقبات، و أنت النتيجة المتولّدة عن رسالتي. و أنت الامتداد لنبوّتي و الحافظ لشريعة الله بين شرائح الناس المختلفة حتّي يوم القيامة، و أنت المرسّخ شجرة التوحيد وولايتي. صدر وذيل حديث أنس يدلاّن كلاهما علی وصاية و إمامة أمير المؤمنينأجل، فإنّ صدر هذا الحديث و ذيله معاً شاهدا صدقٍ صريح علی خلافة مولي المتّقين و إمارته و وصايته. أوّلاً: لفظ أميرالمؤمنين، و هو بمعني الحاكم و المهيمن علی جميع المؤمنين. و ثانياً: سيّد المسلمين. و ثالثاً: قائد الغرّ المُحجّلين و هو بمعني الإمام و الدليل و الرائد. و رابعاً: لفظ خاتم الوصيّين، و هو أكثر صراحة من جميع تلك الالقاب؛ إذ يدلّ علی مقام وصايته في جميع شؤون النبوّة وفقاً لوصاية أوصياء الانبياء السابقين، بل هو أعلی منهم و أشرف. و كذلك أداء العهود و ديون رسول الله، و إبلاغ صوته، و تبيين ا لإختلافات و المشاجرات بعده، كلّ أُولئك نابع عن مقام الولاية و حسب ولذلك عدّوا هذا الحديث ـ كما ذكرنا ـ من النصوص الصريحة علی وصاية أميرالمؤمنين و خلافته، و قد رووه بألفاظ متقاربة و أسانيد أُخري أيضاً. روي البحرانيّ في «غاية المرام» ص 19 [11] و كذلك في «المناقب الصغير» تحت عنوان «عليٌّ و السنّة»[12] عن «مناقب» ابن مردويه عن أنس أنـّه قَالَ: كَانَ النَبِيُّ في بَيْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنتِ أبي سُفيَانَ، فَقَالَ: يَا أُمَّ حَبِيبَةَ! اعْتَزِلينا فَأنَا علی حاجَةٍ، ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَأحسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ قالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَن يَدْخُلُ مِن هَذا البَابِ أميرُ المؤمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَ خَيْرُ الوَصِيّينَ وَأَولَي النَّاسِ بِالنَّاسِ. قَالَ أَنَسٌ: فَجَعَلتُ أَقُولُ: اللَهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلاً مِنَ الاَنصَارِ. قَالَ فَدَخَلَ علی فَجاءَ يَمشِي حَتّي جَلَسَ إلی جَنبِ النَّبِيِّ (رَسُولِ اللَهِ فِي نسخة المناقب ) فَجَعَلَ (رَسُولُ اللَهِ في نسخة المناقب ) يَمسَحُ وَجهَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ يَمسَحُ بِهَا وَجهَ عَلِيِّ بنِ أَبي طالِبٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَ مَا ذَاكَ يا رَسُولَ اللهِ!؟ قالَ: إِنَّكَ تُبَلِّغُ رِسَالَتِي مِن بَعْدِي وَ تُؤَدِّي عَنِّي وَتُسمِعُ النَّاسَ صَوتِي وَ تُعَلِّمُ النَّاسَ مِن كِتابِ اللَهِ مَا لاَ يَعْلَمُونَ. و روي البحرانيّ أيضاً في ص 20،[13] و في «المناقب الصغير»[14] كذلك بإسناده عن «مناقب» ابن مَردويه عن أنس أنـّه قَالَ بَينَا (بَينمَا في نسخة المناقب ) أَنَا عِندَ النَّبِيّ (رَسُولِ اللهِ، المناقب ) إذ قالَ: الآنَ يَدخُلُ سَيِّدُ الْمُسلِمِينَ وَ أَمِيرُالمؤمِنِينَ وَ خَيرُ الوَصِيِّينَ وَ أَولَي النَّاسِ بِالمؤمِنِينَ (بالنّاسِ، المناقب ) إذ طَلَعَ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ (فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ: اللَهُمَ! وَالِ مَن وَالاَهُ. وَ قَالَ: فَجَلَسَ بَينَ يَدي رَسُولِ اللَهِ، المناقب ) فَأَخَذَ يَمسَحُ الْعَرَقَ عَن جَبهَتِهِ وَ وَجهِهِ وَ يَمسَحُ بِهِ وَجْهَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، وَ يَمسَحُ الْعَرَقَ عَن وَجهِ علی وَ يَمسَحُ بِهِ وَجهَهُ. فَقَالَ لَهُ علی: يا رَسُولَ اللهِ! نَزَلَ فِيّ شَيءٌ؟ قالَ: أما تَرْضَي أن تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارونَ مِن مُوسَي إلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي؟ أَنتَ أَخِي وَ وَزيري وَ خَيْرُ مَن أُخَلِّفُهُ (أُخَلِّفُ، المناقب ) بَعْدِي تَقْضِي دَيْنِي وَ تُنجِزُ مَوعِدِي وَ تُبَيِّنُ لَهُمْ مَااخْتَلَفُوا فِيهِ بَعْدِي وَ تُعَلِّمُهُمْ مِن تَأوِيلِ القُرآنِ ما لَم يَعْلَمُوا، وَتُجَاهِدُهُمْ علی التَّأوِيلِ كمَا جاهَدتُهُمْ علی التَّنزِيلِ. و روي أيضاً في «غاية المرام» ص 19، عن ابن عبّاس عن أنس أنـّه [15] قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: يَا أنَسُ! اسكُب لِي وَضُوءاً أو ماءً، فَتَوضَّي ثُمَّ انصَرَفَ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ! مَن يَدخُلُ عَلَيَّ إلیوْمَ أَميرُالمُؤمِنِينَ وَ سَيِّدُ المُسلِمِينَ وَ خَاتَمُ الوَصِيّينَ وَ إمَامُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، فَجاءَ عَلِيٌّ حَتَّي ضَرَبَ البَابَ فَقَالَ: مَن هَذَا يَا أَنَسُ؛ فَقُلْتُ: هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ قَالَ: افتَحْ لَهُ البَابَ. و يقول في ص 20:[16] وَ من المنَاقِبِ عَن أَنَسٍ قَالَ: كُنتُ خَادِماً لِلنَّبِيِّ، فَبَيْنَما أنَا يَوْماً أَوَضِّيهِ إذْ قَالَ: يَدخُلُ رَجُلٌ وَ هُوَ أَميرُالمؤمِنِينَ وَسَيِّدُالوَصِيِّينَ وَ أَوْلَي النَّاسِ بِالمؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، قَالَ: اللَهُمَّ! اجْعَلهُ رَجُلاً مِنَ الانصارِ، فَإذَا هُوَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ. و يقول في الصفحة نفسها أيضاً: [17] عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ: قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إذ قَالَ: يَطْلُعُ الآنَ، قُلتُ: فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي مَن ذا؟ قال: سَيِّدُ الْمُسلِمِينَ وَ أَمِيرُالمؤمِنِينَ وَ خَيرُ الوَصِيِّينَ وَ أَولَي النَّاسِ بِالنَّبِيِّينَ، قالَ: فَطَلَعَ عَلِيٌّ، ثُمَّ قَالَ لِعَليٍّ: ] أَمَا تَرضَي [ أن تَكُونَ مِنِّي بِمَنزِلَةِ هَارون مِنْ مُوسَي. حديث كلام الله تعإلی مع رسوله في شأن أمير المؤمنينو من الاخبار الدالّة علی وصايته عليه السلام خبر كلام الله تعإلی مع رسوله عند سدرة المنتهي حول أميرالمؤمنين؛ إذ بيّن فيه الباري سبحانه مقاماتالإمامعليه السلام ثمّ قال النبيّ صلّي الله عليه و آله و سلّم:إنَّهُ سَيَخُصُّهُ بِالْبَلاءِ. نقل الرواية بسندينلقد نقلت هذه الرواية بسندين: أحدهما: عن أميرالمؤمنين عليهالسلام نفسه، و الثاني: عن أبي بَرزة الاَسلَميّ. و نحن هنا ننقل الروايتين بخصوصيّتهما عن طريق العامّة. أمّا الرواية الاُولي فقد نقلها الموفّق بن أحمد الخوارزميّ ] حسب نقل كتاب «عليّّ و الوصيّة» ص 19 [ في كتاب «المناقب» ص 240 طبع إيران بإسناده عن غالب الجُهَنِيّ عن أبي جعفر، عن أجداده، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: قَالَ النَّبِيُّ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلهِ وَ سَلّمَ: لَمَّا أُسرِيَ بِي إلی السَّمَاءِ ثُمَّ مِنَ السَّمَاءِ إلی سِدرَةِ المُنَتَهي، وَقَفْتُ بَينَ يَدَي رَبِّي عَزَّوَجلَّ فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ؛ قُلتُ: لَبَّيك وَسَعْدَيكَ، قَالَ: قَد بَلَوتُ خَلقِي فَأَيُّهُمْ رَأَيتَ أَطوَعَ لَكَ؟ قَالَ: قُلتُ: يَارَبِّي؛ عَلِيّاً، قَالَ: صَدَقتَ يَا مُحَمَّدُ؛ فَهَلِ اتَخَّذْتَ لِنَفسِكَ خَلِيفَةً يُؤَدِّي عَنكَ وَ يُعَلِّمُ عِبَادِي مِن كِتَابِي مَا لاَ يَعْلَمُونَ؟ قَالَ: قُلتُ: يَا رَبِّ؛ اختَر لِي فَإنَّ خِيَرَتَكَ خِيَرَتِي، قَالَ: اخْتَرْتُ عَلِيّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ خَلِيفَةً وَ وَصِيّاً، ونَحَلتُهُ عِلمِي وَ حِلمِي، وَ هُوَ أَميرُالمؤمِنِينَ حَقّاً، لَم يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبلَهُ وَلَيسَتْ لاِحَدٍ بَعدَهُ. يَا مُحَمَّدُ! عَلِيٌّ رايَةُ الهُدي وَ إمَامُ مَنْ أَطاعَنِي وَ نُورُ أَولِيائِي، وَ هُوَ الكَلِمَةُ الَّتِي أَلْزَمْتُهَا المُتَّقِينَ، مَن أَحَبَّهُ فَقَد أَحَبَّنِي، وَ مَن أَبغَضَهُ فَقَد أَبْغَضَنِي، فَبَشِّرهُ يَا مُحَمَّدُ بِذَلِكَ. فَقَالَ: أَنَا عَبدُ اللهِ وَ فِي قَبضَتِهِ، إن يُعاقِبنِي فَبِذُنُوبِي لَم يَظلِمَنِي شَيئاً، وَ إِن تَمَّمَ لِي وَ عْدِي فَإِنَّهُ مَولاَيَ، قَالَ: أَجَل، قالَ: قُلتُ: يَا رَبِّ! فَاجْلِ قَلبَهُ وَاجْعَلْ رَبيعَهُ الإيمَانَ. قَالَ: قَد فَعَلتُ ذَلِكَ بِهِ يَا مُحَمَّدُ غَيرَ أَنـِّي مُختَصٌّ لَهُ بِشَيْءٍ مِنَ البَلاءِ لَمْ أَخُصَّ بِهِ أَحَداً مِن أَولِيائِي. قَالَ قُلتُ يَا رَبِّ؛ أَخِي وَ صَاحِبي! قَالَ: قَد سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنـَّهُ مُبتَليً، لَوْلاَ عَلِيٌّ لَمْ يُعرَفْ حِزْبِي وَ لاَأَولِيائي وَ لاَ أَولِياءُ رُسُلِي. و ذكر البحرانيّ هذا الحديث أيضاً في «غاية المرام» ص 34 تحت عنوان: الحديث الثامن عشر عن الموفّق بن أحمد الخوارزميّ، و ليس هناك أيّ اختلاف بينه و بين حديث الخوارزميّ إلاّ في جملة غَيرَ أَنِّي مُختَصٌّ لَهُ بِشيءٍ مِنَ البَلاءِ، فَقد ذكرها كمايليّ: غَيْرَ أَنـّي مُشَخِّصُهُ بِشيْءٍ مِنَ البَلاءِ. وَ أمّا رواية أبي برزة الاسلميّ فهي نفس هذه الرواية باسقاط صدرها و ذيلها. و نحن هنا ننقلها عن «حلية الاولياء» للحافظ أبي نعيم الاصفهانيّ في الجزء الاوّل ص 66 ثمّ نتحدّث حولها. يروي أبونعيم بسنده عن أبي برزة أنـّه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللَهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: إنَّ اللهَ عَهِدَ إلیَّ عَهداً في عَلِيٍّ فَقُلْتُ: يَا رَبِّ! بَيِّنْهُ لِي. فَقَالَ: اسمَعْ، فَقُلتُ: سَمِعْتُ. فَقَالَ: إِنَّ عَلِيّاً رايَةُ الهُدي وَ إمامُ أوْلِيائي وَ نُورُ مَنْ أَطاعَنِي وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتي أَلزَمْتُها المُتَّقِينَ، مَن أَحَبَّهُ أَحَبَّنِي، وَ مَن أَبغَضَهُ أَبغَضَنِي، فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ. فَجَاءَ عَلِيٌّ فَبَشَّرْتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا عَبدُ اللهِ وَ فِي قَبضَتِهِ فَإنْ يُعَذِّبْنِي فَبِذَنْبِي. وَ إن يُتِمَّ لِيَ الَّذِي بَشَّرْتَنِي بِهِ فَاللهُ أَوْلَي بِي. قَالَ: قُلتُ: اللَهُمَّ! اجْلِ قَلبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِيعَهُ ا لإيمانَ. فَقَالَ اللَهُ: قَد فَعَلْتُ بِهِ ذَلِكَ. ثُمَّ إِنَّهُ رَفَعَ إلیَّ أَنـَّهُ سَيَخُصُّهُ مِنَ البَلاءِ بِشيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ أَحَداً مِنْ أَصحَابِي. فَقُلتُ: يا رَبِّ؛ أَخِي وَصاحِبي! فَقَالَ: إِنَّ هَذَا شَيءٌ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنَّهُ مُبْتَليً وَ مُبتَليً بِهِ. و نقل محمّد بن طلحة الشافعيّ في «مطالب السؤول» ص 21 هذه الرواية بنفس ألفاظها عن الحافظ أبي نعيم. و روي ابن أبي الحديد المعتزليّ في «شرح نهج البلاغه» ج 2 ص 449،[18] و في الحديث الثالث وعن الحافظ أبي نعيم أيضاً عند نقله أربعه و عشرين حديثاً في فضائل أميرالمؤمنين. في ذيل كلامه: قَد خَاضُوا بِحارَ الْفِتَنِ وَ أَخَذُوا بِالْبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ... إلخ. علماً أنّ عبارة ابن أبي الحديد في نقل الرواية هي نفس عبارة أبي نعيم الّتي نقلناها عن «حلية الاولياء». لكنّ الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ عندما ينقل هذه الرواية عن أبي نعيم في ثلاثة مواضع من كتابه «ينابيع المودّة» فإنـّه يذكر لفظ يا رَبِّ إنَّهُ أَخي وَ وَصِيِّي بدل لفظ يا رَبِّ إنَّهُ أَخي وَ صاحبِي في جميع تلك المواضع علی الصفحات 78 و 79 و 134 من كتابه. لذلك لايعلم علی وجه الحقيقة هل أنّ كلمة وَصِيّي كانت موجودة في «الحلية» و نقلها القندوزيّ نفسها، ثمّ حذفت من «الحلية» في طبعاتها المتأخّرة. أو أنّها نقلت عن «الحلية» بقسمين. أحدهما فيه كلمة صاحبي كما نقل ذلك عنها ابن أبي الحديد. و محمّد بن طلحة، و الثاني فيه كلمة وَصِيَّتِي كما نقلها القندوزيّ في المواضع الثلاثة جميعها من كتابه. و الشاهد علی الرواية الاُولي ما نقلناه بكلمة صاحبِي عن «مناقب» الخوارزميّ و «غاية المرام». الشاهد علی الرواية الثانية كلامه تعإلی: فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ خَلِيفَةً وَوَصِيّاً. كما جاءَ فِي صدر رواية «المناقب» للخوارزميّ، و «غاية المرام». جملة من الاخبار في وصاية أمير المؤمنين من قبل رسول اللهو منها الاحاديث التي تدلّ علی أنّ الإيمان متوقّف علی التوحيد والنبوّة، و الولاية، نحو الحديث الذي يرويه سليمان القندوزيّ في «ينابيع المودّة» ص 248 عن المير سيّد علی الهمدانيّ الشافعيّ في كتاب «مودّة القربيّ» ضمن المودّة الرابعة. عن عُتبة بن عامر الجُهَنيّ أنـّه قَال: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سلَّمَ علی قَوْلِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيُّهُ وَ عَلِيّاً وَصِيُّهُ، فَأَيٌ مِنَ الثَّلاثَةِ تَرَكْنَاهُ كَفَرْنا. وَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلّي اللهُ عَلَيْهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّمَ: أَحِبُّوا هَذَا يَعْنِي عَلِيّاً فَإنَّ اللَهُ يُحِبُّهُ، وَاسْتَحْيُوا مِنْهُ فَإنَّ اللهَ يَسْتَحْيي مِنْهُ. و يروي أيضاً في «ينابيع المودّة» ص 82 ضمن الباب الخامس عشر عن طلحة بن زيد، عن الإمام جعفر الصادق، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنـّه قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَ سَلَّمَ: ما قَبَضَ اللهُ نَبِيّاً حَتّي أَمَرَهُ اللهُ أن يُوصِي إلی أفضَلِ عَشِيرَتِهِ مِنْ عُصْبَتِهِ، وَ أَمَرَنِي أنْ أَوْص إلی ابْنِ عَمِّكَ علی، أَثبَتْتُهُ فِي الكُتُبِ السَّالِفَةِ وَ كَتَبْتُ فِيها أَنَّهُ وَصِيُّكَ، وَ علی ذَلِكَ أَخَذْتُ مِيثَاقَ الْخَلاَئِقِ وَ مِيثَاقَ أَنْبِيائِي وَ رُسُلِي، [19] وَ أَخَذتُ مَواثِيقَهُمْ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ لَكَ يَا مُحَمَّدُ بِالنُّبُوَّةِ، وَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ بالوِلاَيَةِ وَالْوَصِيَّةِ. و منها الاحاديث التي تدلّ علی أنّ لكلّ نبيّ وارثاً و وصيّاً، و أنّ وارث رسول الله و وصيّه هو عليّ بن أبي طالب. فقد روي الشيخ سليمان القندوزيّ في «ينابيع المودّة» ص 86 عن «مناقب» الخوارزميّ، عن مقاتل ابن سليمان عنالإمامجعفر الصادق. عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام أنـّه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّمَ: يَا عَلِيُّ؛ أَنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ شَيْثٍ مِن آدَمَ، وَ بِمَنزِلَةِ سامٍ مِن نُوحٍ، وَ بِمَنزِلَةِ إسحاق مِن إبراهيمَ كَما قَالَ تَعإلی: «وَ وَصَّيْ بِهَا إبْرَ ' هـِــمُ بَنِيهِ وَ يَعقُوبُ ـ الآية»،[20] وَ بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن مُوسي، وَ بِمَنزِلَةِ شَمعُونَ مِن عِيسَي، وَ أَنتَ وَصِيّي وَ وَارِثي، وَ أَنتَ أَقْدَمُهُمْ سِلماً وَ أَكثَرُهُمْ عِلماً، وَ أَوفَرُهُمْ حِلماً وَأشْجَعُهُمْ قَلباً، وَ أَسْخَاهُمْ كَفّاً، وَ أَنتَ إِمَامُ أُمَّتِي وَ قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَالنّارِ بِمَحَبَّتِكَ يُعْرَفُ الاَبْرَارُ مِنَ الْفُجَّارِ وَ يُمَيَّزُ بَيْنَ الْمُؤمِنِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَالْكُفَّارِ. يُبين رسول الله في هذا الحديث، أوّلاً: كان لكلّ نبيّ من الانبياء السابقين مثل آدم، و نوح، و إبراهيم، و موسي، عيسي وصيّاً من الاوصياء. و أنا أيضاً نبيّ الله فسيكون لي وصيّاً. و أنت وصيّي يا علی لذلك فإنّ مبدأ الوصاية سنّة إلهيّة ينبغي أن تجري عند جميع الانبياء، و أنا أيضاً لا أتخلّف عن هذه السنّة. و ثانياً: ينبغي أن يكون و صيّ النبيّ أقدم الناس جميعهم إسلاماً وإيماناً، و أكثرهم علماً، و أوفرهم حلماً، و أشجعهم قلباً، و أسخاهم كَفَّاً ولمّا كانت هذه الصفات كلّها مجتمعة فيك يا عليّ، و أنت أفضل الناس فيها، فقد جعلك الله إماماً لاُمّتي. و علی أساس هذا المعيار الصحيح تعرف الجنّة و النار حيث درجات المؤمنين من أتباعك، و المتمرّدين علی ولايتك، و سيكون لهم مأوي في أقسامها المختلفة وفقاً لاختلاف درجاتهم. و بمحبّتك يعرف الابرار من الفجّار، و يميّز بين المؤمنين والمنافقين و الكفّار. و في هذا الكتاب نفسه أيضاً ص 248 ضمن المودّة الرابعة من «مودّة القُربي» ينقل السيّد عليّ الشافعيّ الهمدانيّ أنّ أميرالمؤمنين عليهالسلام يروي عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قوله: إِنَّ اللهَ تَعإلی جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيّاً، جَعَلَ شَيْثاً وَصِيَّ آدَمَ، وَ يُوشَعَ وَصِييَّ مُوسي، وَ شَمْعُونَ وَصِييَّ عِيسي، وَ عَلِيّاً وَصِييِّ، وَ وَصِيِّي خَيرُ الاوصياءِ فِي البَداءِ، وَ أَنَا الدَّاعِي وَ هُوَ المُضِيءُ. و في ص 79 منه أيضاً بإسناده عن الموفّق بن أحمد الخوارزميّ بإسناده عن أُمّ سَلَمةَ أنّها قالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَسَلَّمَ: إنَّ اللهَ اختَارَ مِن كُلِّ نَبِيٍّ وَصِيّاً، وَ عَلِيٌّ وَصِييِّ فِي عِترَتِي وَ أَهلِ بَيتِي وَأُمَّتِي بَعدِي. يقول القندوزيّ بعد نقل هذا الحديث، روي الخوارزميّ مثل هذا الحديث أيضاً. و روي شيخ الإسلام الحموينيّ حديث الوصيّة عن عليّ بن موسي عليهما السلام. و منها ما جاء في كتاب «عليٌّ و الوصيّة» ص 226 عن كتاب «المناقب» للخوارزميّ بإسناده عن أبي القاسم عبدالله بن محمّد بن عبدالعزيز البغويّ [21] عن حميد الرازيّ، عن عليّ بن مجاهد، عن محمّد بن إسحاق، عن شريك بن عبدالله، عن أبي ربيعة ا لإياديّ، عن ابن بريدة، عن أبيه بريدة أنـّه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّمَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ و وارِثٌ، وَ إنَّ عَلِيّاً وَصِيِّي وَ وَارِثي. روي محبّ الدين الطبريّ هذا الحديث الشريف، في «ذخائر العقبي» ص 71 عن «معجم الصحابة» للحافظ أبي القاسم البغويّ عن بريدة. و في «الرياض النضرة» ج 2 ص 178 في باب «ذكر اختصاص أميرالمؤمنين بالولاية و الإرث» عن بريدة. و ذكره أيضاً الكنجيّ الشافعيّ في «كفاية الطالب» ص 131، و عبد الرَؤوف المناويّ المتوفّي سنة 1031ه في كتابه «كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق» المطبوع في حاشية الجزء الثاني من «الجامع الصغير» للسيوطيّ ص 69. و رواه الشيخ سليمان القندوزيّ في «ينابيع المودّة» ص 207 عن «معجم الصحابة» لابي القاسم البغويّ، و عن الديلميّ في ص 180، و في ص 232 أيضاً عن الديلميّ صاحب كتاب «فردوس الاخبار»، و في ص 79 عن الموفّق بن أحمد الخوارزميّ. و رواه أيضاً في ص 248 ضمن المودّة الرابعة من كتاب «مودّة القربي».
و منها: حديث ذكره الحموينيّ في «فرائد السمطين» في الجزء الثاني، الباب
الحادي والثلاثين، و ذكره العلاّمة البحرانيّ في ص 39 تحت من أحاديث الوصيّة: حديث سلمان الفارسيّو من أحاديث الوصيّة، حديث سلمان الفارسيّ عندما سأل النبيّ قائلاً له: مَن وصيّك؟ فأجابه: «يا سلمان؛ تعلمُ مَن وصيّ موسي؟ فقال: نعم، يوشع بن نون. فقال صلّي الله عليه و آله: اعلم يا سلمان؛ إنّ وصيّي ووارثي و أخي و وزيري و خير من أُخلّف بعدي، ينجز موعدي و يقضي دَيني، عليّ بن أبي طالب». و قد ذكر هذا الحديث كثير من علماء الشيعة و السنّة في كتبهم وصدّقه الكبار من علماء العامّة و شهدوا علی صحّته. و لمّا روي هذا الحديث بطرق مختلفة، و عباراته متباينة فيما بينها إجمالاً. لذلك ننقله هنا نصّاً من الكتب المعتبرة للجمهور. يروي العلاّمة البحرانيّ في مناقبه الصغير الموسومة ب «عليّ و السُنَّة» ص57 عن أبي سعيد الخُدريّ أنـّه قال: إِنَّ سَلمانَ قالَ: قُلتُ لِرَسُولِ الله صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ، فَمَن وَصِيُّكَ؟ فَسَكَتَ عَنِّي فَلَمّا كَانَ بَعدُ رَآنِي، فَقَالَ: يَا سَلمَانُ؛ فَأسْرَعْتُ إلیهِ وَ قُلتُ: لَبَّيكَ، فَقَالَ: تَعلَمُ مَن وَصِيُّ مُوسي؟ قُلتُ: نَعَمْ، يُوشَعُ بنُ نُونٍ، فَقَالَ: لِمَ؟ قُلتُ: لاِنَّهُ أَعلَمَهُمْ يُوْمَئذٍ، قَالَ: فَإِنَّ وَصِيِّي وَ مَوضِعَ سِرِّي وَ خَيرَ مَن أُخَلِّفُ بَعْدِي، يُنجِزُ مَوعِدي وَ يَقضِي دَينِي، عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ. يسأل الرسول سلمان في هذا الحديث عن السبب مِن جعل يوشع ابن نون وصيّاً لموسي، فيجيب: لانـّه كان أعلمهم يومئذٍ، إنـّه يريد هنا أن يوضّح للناس بأنّ وصيّ النبيّ ينبغي أن يكون أعلم الاُمّة جميعها و أفهمها في مسائل الدين و المعارف ا لإلهيّة و رموز الدين و أسراره. و لذلك يقول: وصيّي و موضع سِرّي و خير من أُخلّف بعدي، ينجز موعدي ويقضي دَيني، و يكون أهلاً للاضطلاع بهذه المهمّة الشاقّة، عليّ بن أبيطالب. و روي في هذا الكتاب نفسه أيضاً ص 58 عن «المناقب» عن ابن مردويه، عن أنس، أنّ سلمان قال: قُلتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: عَمَّن نَأخُذُ بَعْدَكَ وَ بِمَن نَثِقُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي حَتّي سَأَلتُ ذَلِكَ عَشْراً، ثُمَّ قَالَ: يا سَلمَانُ؛ إِنَّ وَصِيّي وَ خَلِيفَتِي وَ أَخِي وَ وَزيري وَخَيرَ مَن أُخَلِّفُهُ بَعْدِي عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ، يُؤَدّي عَنِّي وَ يُنجِزُ مَوعِدي. و يقول محبّ الدين الطبريّ أيضاً في «الرياض النضرة» ج2، ص178 بعد حديث بريدة: عَن أَنَسٍ قالَ: قُلنَا لِسَلمانَ: سَلِ النَّبِيَّ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: مَنْ وَصِيُّهُ؟ فَقَالَ سَلمَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَنْ وَصِيُّكَ؟ قَالَ: يَا سَلَمَانُ؛ مَنْ كانَ وَصِييَّ مُوسي؟ قالَ: يُوشَعُ بنُ نُونٍ قالَ: فَإَنَّ وَصِييِّ وَ وارِثِي، يَقْضِي دَينِي وَ يُنجِزُ مَوعِدي عَلِيُّ بنُ أَبِيطالِبٍ. ثمّ يقول: خرّج أحمد بن حنبل هذا الحديث في كتابه «المناقب». و ذكر سبط بن الجوزيّ هذا الحديث نفسه و بعبارة الطبريّ ذاتها في «التذكرة» ص 26، واعتبره حديثاً صحيحاً، و ردّ علی من عدّه حديثاً ضعيفاً. و ملخّص الكلام أنّ السبب الذي دفع البعض أن يضعّفوا هذا الحديث هو وجود إسماعيل بن زيادة في إسناده، و هو من الذين قدح فيهم الدار قطنيّ. و سبب هذا القدح هو وجود الزيادة في ذيله. هذه الزيادة متمثّلة في الجملة التإلیة: وَ هُوَ خَيرُ مَن أَترُكُ بَعدِي. ثمّ يقول: و أمّا الحديث الذي ذكرناه فليس فيه زيادة، و من نقلناه عن أحمد بن حنبل، و ليس في سلسلة رواته إسماعيل بن زيادة. و هذا الحديث غير ذلك الحديث. ولكن محبّ الدين الطبريّ في كتابه الآخر «ذخائر العقبي» ص 71 ذكر فقط ذيل حديث سلمان، فقال: قالَ: رَوي أَنَسٌ أنَّ النَّبِيَّ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: قالَ: وَصِيِّي وَ وارِثي يَقْضي دَيْنِي وَ يُنجِزُ مَوْعِدي عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ. ثمّ يقول: ذكر أحمد بن حنبل هذا الحديث في «المناقب». و ذكر ابن شهرآشوب هذا الحديث أيضاً بسندين في مناقبه ج1، ص542. الاوّل: روي عن الطبريّ بإسناده عن سلمان أنـّه قال: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ: يا رَسُولَ ا للهِ؛ إِنَّهُ لَم يَكُن نَبِيٌّ إلاّ وَ لَهُ وَصِيٌّ، فَمَنْ وَصِيُّكَ؟ قَالَ: وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي فِي أهْلِي وَ خَيرُ مَن أَترُكُ بَعْدِي، مُؤَدِّي دَينِي وَ مُنْجِزُ عِدَاتِي عَلِيُ بنُ أَبِي طَالِبٍ.
الثاني:
عن مطير بن خالد عن أنس، و قيس بن ماناه و عبادة بن عبدالله عن سلمان
أنّهما (أي؛ أنس و سلمان) قالا: قال النَّبِيّ: يَا سَلْمانُ؛ سَأَلتَنِي
مَن وَصِيِّي مِن أُمَّتِي، فَهَلْ تَدرِي لِمَن كانَ أَوْصَي إلیهِ مُوسَي و يروي الشيخ سليمان القندوزيّ كذلك في الباب الخامس عشر من «ينابيع المودّة» ص 78 عن «مسند» أحمد بن حنبل بإسناده عن أنس بن مالك أنـّهُ قالَ: قُلنا لِسَلمانَ: سَلِ النَّبيَّ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: عَن وَصِيِّهِ، فَقَالَ: سَلمانُ: يا رَسُولَ اللهِ؛ مَن وَصِيُّكَ؟ فَقَالَ: يا سَلمَانُ؛ مَن وَصِيُّ مُوسي؟ فَقَالَ: يُوشَعُ بنُ نُونٍ. قالَ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: وَصِيِّي وَ وارِثِي يَقضِي دَيْنِي وَ يُنجِزُ موَعْدي عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ. ثمَّ يقول: روي الثعلبيّ حديث الوصيّة بشأن عليّ بن أبي طالب عن البراء بن عازب، في تفسيره في ذيل الآية الكريمة: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ. [23] و روي ابن المغازليّ هذا الحديث بسنده عن ابن عبّاس، وجابربن عبدالله الانصاريّ، و بريدة، و أبي أيّوب الانصاريّ. و ذكر في ص 231 من «ينابيع المودّة» أيضاً، ضمن سبعين منقبة نقلها لاميرالمؤمنين هذا الحديث عن أحمد بن حنبل، عن أنس. لِكُلِّ نَبِيٍّ وصِيٌّ
و
ينقل أيضاً في ص 253 ضمن المودّة السابعة عن كتاب «مودّة و ينقل هذا الحديث نفسه في كتاب «عليّ و الوصيّة» في ص 366 عن كتاب «الكوكب الدرّي» للسيّد محمّد صالح الترمذيّ الحنفيّ ص 133 بإسناده عن عمربن الخطاب. بَيدَ أنـّه لم يذكر هذه الفقرة: «فَسُئِلَ سَلمانُ فَقَالَ: أمَا واللهِ لَو شِئتُ لاَنَبِّأتُكُمْ بِأفضَلَ مِن هَذِهِ الاُمَّةِ» و أضاف فقرة أُخري هي «وَ وَصِيُّ سُلَيمانَ آصِفُ بنُ بَرخِيا». و ذكر أيضاً أنّ وصيّ عيسي هو شمعون بن بَرخيا. كنتُ أنا و عليّ نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ قبل أن يخلق آدمو منها: الاخبار التي تدلّ علی أنّ الله جعل النبوّة في محمّد والوصاية في عليّ، نحو الحديث الوارد في «ينابيع المودّة» ص 256: عُثْمانُ رَفَعَهُ: خُلِقتُ أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ نُورٍ واحِدٍ قَبلَ أن يَخلُقَ اللهُ آدَمَ بِأربَعَةِ آلافِ عامٍ، فَلَمّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ رَكَّبَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلبِهِ فَلَمْ يَزَلْ شَيئاً واحِداً حَتَّي افتَرَقْنا فِي صُلبِ عَبدِالمُطّلِبِ، فَفِيَّ النُبُوَّةُ وَ فِي عَلِيٍّ الْوَصِيَّةُ. و يقول في هذه الصفحة نفسها أيضاً: عَن عَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلام قالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: يَا عَلِيُّ؛ خَلَقَنِيَ اللهُ وَ خَلَقَكَ مِن نُورِهِ، فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ عليه السّلامُ أودَعَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ فَلَمْ نَزَلْ أَنَا وَأَنتَ شَيئاً واحِداً، ثُمَّ افْتَرَقنا فِي صُلْبِ عَبدالمُطَّلِبِ، فَفِيَّ النُبُوَّةُ وَالرِّسَالةُ، وَ فِيكَ الوَصِيَّةُ وَا لإمَامَةُ. و يقول ابن أبي الحديد[24]في «شرح نهج البلاغة» ج2، ص450؛ الحديث الرابع عشر: قالَ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّم: كُنتُ أَنا وَ عَلِيٌّ نُوراً بَينَ يَدَي اللهِ عَزَّوَجَلَّ قَبلَ أن يَخْلُقَ آدَمَ بِأربَعَةَ عَشَرَ أَلفَ عامٍ، فَلَمّا خَلَقَ آدَمَ، قَسَّمَ ذَلِكَ فِيهِ وَ جَعَلَهُ جُزئَيْنِ فَجُزءٌ أَنَا وَ جُزءٌ عَلِيٌّ. ثمّ يقول: روي أحمدبن حنبل هذا الحديث في مسنده، و كذلك رواه في كتاب «فضائل عليّ». و ذكر صاحب «الفردوس» هذه الرواية أيضاً، و نقل فيها فقرة إضافيّة فقال: ثُمَّ انتَقَلْنا حَتَّي صِرْنَا فِي عَبدِ المُطَّلِبِ، فَكَانَ لِيَ النُبُوَّةُ وَلِعَلِيٍّ الوَصِيَّةُ. و منها: الاخبار التي مفادها أنّ جبرئيل أعلم النبيّ بخبر وصاية أميرالمؤمنين، كما روي الموفّق بن أحمد الخوارزميّ في «المناقب» ص228 في الفصل التاسع عشر عن محمّد بن أحمد بن شاذان، و محمّد بن عليّ بن فضل الزّيّات، عن عليّ بن بديع الماجشونيّ، عن إسماعيل بن أبان الورّاق، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عن أبيه عليهم السلام أنـّه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَ سَلَّم: نَزَلَ عَلَيَّ جَبْرِئيلُ عَلَيهِ السَّلامُ صَبيحَةَ يَوْمٍ فَرِحاً مَسرُوراً مُستَبْشِراً، فَقُلتُ: حَبيبي مإلی أراكَ فَرِحاً مُستَبْشِراً؟ فَقَالَ: يا مُحَمَّدُ! وَكَيفَ لاَ أَكُونُ فَرِحاً مُستَبشِراً وَ قَد قَرَّتَ عَينِي بِما أَكرَمَ اللهُ أَخاكَ وَوَصِيَّكَ وَ إمامَ أُمَّتِكَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طالِبٍ عَلَيهِ السَّلامُ. فَقُلتُ: وَ بِمَ أَكرَمَ اللهُ أَخي وَ وَصِيّي وَ إمَامَ أُمَّتِي؟ قالَ: بَاهَي اللهُ بِعِبادَتِهِ البارِحَةَ مَلاَئكَتَهُ وَحَمَلَةَ عَرشِهِ وَ قَالَ: مَلائكَتِي انْظُرُوا إلی حُجَّتِي فِي أَرضِي علی عِبَادي بَعدَ نَبِيِّي مُحَمَّدٍ فَقَدْ عَفَّرَ خَدَّهُ فِيالتُّرابِ تَواضُعاً لِعَظَمَتِي، أُشهِدُكُمْ أَنَّهُ إِمَامُ خَلقِي وَ مَولَي بَرِيَّتِي. و نقل القندوزيّ الحنفيّ هذا الحديث الشريف في «ينابيع المودّة» في ص 79،و ص 127 عن الخوارزميّ عن غياث بن إبراهيم بنفس السند السابق و باختلاف طفيف. و روي ابن شهرآشوب في «المناقب» ج 1، ص 543 عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم قال: إنَّ جَبرِئيلَ نَظَرَ إلی عَلِيٍّ فَقَالَ: هَذَا وَصِيُّكَ. و منها: الاحاديث المأثورة عن النبيّ التي تدلّ علی أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام وصيّ رسول الله و وزيره و منجز و عده و مؤدّي دينه و خيلفته في أُمّته. و لمّا كانت هذه الاحاديث قد نقلت أيضاً عن كبار العلماء بأسانيد مختلفة مضافاً إلی أنّ نصوصها ليست بعبارة واحدة، لذلك نحن نتقل كثيراً منها كلاّ علی حده مع ذكر مصادرها. ينقل الحموينيّ في «فرائد السمطين» ج 2 باب 8 حديثاً مفصّلاً بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن رسول الله. و ممّا جاء فيه: أَمّا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَإنَّهُ أَخي وَ شَقِيقي وَ صاحِبُ الامرِ بَعْدي وَ صاحِبُ لِوائي فِي الدُّنيا و الآخِرَةِ. وَ صاحِبُ حَوْضِي وَشَفَاعَتِي وَهُوَ مَوْلي كلِّ مُسلِمٍ وَ إمامُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ قائِدُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَ هُوَ وَصِيِّي وَخَلِيفَتِي علی أَهْلِي وَ أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَوتِي وَ مُحِبُّهُ مُحِبِّي وَمُبغِضُهُ مُبغِضِي، وَ بِوِلاَيَتِهِ صارَتُ أُمَّتِي مَرحُومَةً وَ بِعَداوَتِهِ صَارَتِ المُخالِفَةُ لَهُ مَلعُونَةً. و روي العلاّمة البحرانيّ في كتابه «المناقب الصغير» ص 58 عن كتاب «الوسيلة» المتعلّق بالعلاّمة الشيخ أحمد بن فضل بن محمّد بن باكثير المكّيّ الشافعيّ، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَسَلَّم أنـّه قالَ: إنَّ خَلِيلي وَ وَزِيرِي وَ خَلِيفَتِي وَ خَيرَ مَن أَتْرُكُ مِن بَعْدِي يَقضِي دَينِي وَ يُنجِزُ مَوعِدي عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ. أغلق رسول الله أبواب المسجد إلاّ باب أمير المؤمنين عليه السلامو روي صاحب كتاب «عليُّ و الوصيّة» ص 109 عن «مناقب» ابن المغازليّ الشافعيّ بإسناده عن نافع غلام عبدالله بن عمر أنـّه قالَ: قُلتُ لاِبْنِ عُمَرَ: مَنْ خَيرُ النَّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللهِ؟ قال: ما أنتَ وَ ذَا، لاَ أُمَّ لَكَ؟ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ وَ قَالَ: خَيْرُهُم بَعْدَهُ مَن كَانَ يَحِلُّ لَهُ مَا يَحِلُّ لَهُ، وَ يَحْرُمُ عَلَيهِ ما يَحْرُمُ عَلَيهِ. قُلتُ: مَن هُوَ؟ قَالَ: عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ، سَدَّ أبوابَ المَسجِدِ وَ تَرَكَ بابَ عَلِيٍّ وَ قالَ لَهُ: لَكَ فِي هَذا المَسجِدِ ما لِي وَ عَلَيكَ فيهِ مَا عَلَيّ، وَ أنتَ وارِثِي وَ وَصِيِّي تَقْضِي دَيْنِي وَ تُنْجِزُ عِدَاتِي وَ تقتُلُ علی سُنَّتِي، كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنـَّهُ يُبْغِضُكَ وَ يُحِبُّنِي. و روي إبراهيم بن محمّد الحموينيّ أيضاً في «فرائد السمطين» ج 1 الباب 29 بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس أنـّه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّم: هَذَا عَلِيٌّ أميرُالمؤمِنِينَ وَسَيِّدُ المُسلِمِينَ وَ وَصِيّي وَ عيَبَةُ عِلمي وَ بابيَ الَّذِي أوتي مِنهُ، أَخِي في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وَ مَعِي فِي السَّنامِ الاعلی، يَقتُلُ القاسِطينَ وَالناكِثِينَ والْمارِقِينَ. و ذكر سبط بن الجوزيّ في «تذكرة الخواصّ» ص 49 رسالة عمروبن العاص إلی معاوية. و قد فصّل كثيراً في ذكر فضائل عليّ بن أبي طالب. علماً بأنّ عمروبن العاص لم يكن مخالفاً لاميرالمؤمنين في البداية وكما هو واضح من رسالته، فقد ذكر فيها أُموراً ضدّ معاوية، لكنّه لم يثبت علی موقفه هذا، فعندما كتب إلیه معاوية رسالة أُخري يستعطفه فيها ويستعينه و ضمّها بوثيقة حكومة مصر، تجهّز لمساعدة معاوية، و كلّما حاول ولده و غلامه ردعه عن ذلك، لم ينفع معه حتّي تحرّك لقتال أميرالمؤمنين عليه السلام ملتحقاً بمعاوية. يقول سبط بن الجوزيّ في ص 49: قال أهل التواريخ و السِير: لمّا ولي عثمان الخلافة، لم يلتفت إلی عمروبن العاص و لا ولاّه، و عزله عن مصر. و لمّا حصر عثمان، خرج عمرو بن العاص إلی الشام فنزل فلسطين وكان يؤَلّب علی عثمان حتي قُتل. ذكر فضائل أميرالمؤمنين علی لسان عمروبن العاص
قيل
لمعاوية أن عمرو بن العاص دويهة العرب فإذا أردت الحكومة أمّا بَعدُ فَإنِّي قرَأْتُ كِتابَكَ وَ فَهمِتُهُ، فَأمّا ما دَعَوتَنِي إلیهِ مِن خَلعِ رَبْقَةِ ا لإسلامِ مِن عُنُقِي وَالتَّهَوُّنِ مَعَك فِي الضَّلاَلَةِ وَ إِعانَتِي إيَّاكَ علی البَاطِلِ وَاختِراطِ السَّيفِ فِي وَجهِ أَميرِالمُؤمِنِينَ عَلِيِّ بنِ أَبي طالِبٍ فَهُوَ أَخُو رَسُولِ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَوَلِيُّهُ وَ وَصِيُّهُ وَ وارِثُهُ وَقاضِي دَيْنِهِ وَ مُنجِزُ وَعْدِهِ وَ صِهرُهُ علی ابْنَتِهِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ وَ أَبُو السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدِي شَبابِ أَهلِ الجَنَّةِ. وَ أمّا قَولُكَ إنَّكَ خَلِيفَةُ عُثمَانَ فَقَدْ عُزِلْتَ بِمَوتِهِ وَ زالَتْ خِلاَفَتُكَ وَأَمّا قَولُكَ إنَّ أَميرَالمُؤمِنِينَ أشلَي الصَّحابَةَ علی قَتْلِ عُثْمَانَ فَهُوَ كَذِبٌ وَزُورٌ وَ غَوايَةٌ. وَيْحَكَ يَا مُعاوِيْةُ! أما عَلِمْتَ أَنَّ أَبَاالحَسَنِ بَذَلَ نَفسَهُ لِلَهِ تَعإلی وَ باتَ علی فِراشِ رَسُولِ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَ قالَ فِيهِ: مَن كُنتُ مَولاَهُ فَعلی مَولاهُ؟ فَكِتابُكَ لا يَخدَعُ ذا عَقلٍ وَ ذا دِينٍ والسَّلامُ. فلمّا قرأ كتابه، قال له عُتبة بن أبي سفيان: لا تيْأس منه و رغّبه في الولاية و أشركه في سلطانك. لذلك لمّا أرسل إلیه رسالة أُخري و معها عهده إلیه بحكومة مصر، و لمّا رأي عمرو أنـّه سيكون حاكماً لمصر، مال قلبه إلی معاوية فتحرّك تلقاء الشام لقتال عليِّ بن أبي طالب.[25] إنّ الباعث الذي دفعنا إلی ذكر رسالة عمروبن العاص هنا هو ما ورد فيها من اعترافه بفضل أميرالمؤمنين و اعتباره وصيّ رسول الله، و وارثه وقاضي دينه و منجز وعده. و وليّ كلّ مؤمن. ذكر بعض فضائل أمير المؤمنينو يروي ابن شهرآشوب أيضاً في «المناقب» ج 1 ص 542 عن سفيان الثوريّ، عن منصور، عن مجاهد، عن سلمان الفارسيّ أنـّه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ: إنَّ وَصِيِّي وَخَلِيفَتِي وَ خَيْرَ مَن أَتْرُكُ بَعْدِي يُنجِزُ مَوعِدِي وَ يَقضِي دَيْني عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ. و يروي محبّ الدين الطبريّ في «الرياض النضرة» ج 2 ص 178 وفي «ذخائر العقبي» ص 71 بإسناده عن أنس، و كذلك القندوزيّ الحنفيّ في «ينابيع المودّة» ص 208 عن أحمد بن حنبل في مناقبه عن أنس أنـّه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: وصِيِّي وَ وَارِثِي يَقْضِي دَينِي وَ يُنجِزُ مَوعِدِي عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ. و يروي القندوزيّ الحنفيّ في ص 133 من «ينابيع المودّة» ضمن حديث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، أنّ رسول الله قال: يَا عَلِيُّ؛ أنْتَ صَاحِبُ حَوْضي و صَاحِبُ لِوائِي وَ حَبِيبُ قَلبِي وَ وَصِييّ وَ وارِثُ عِلْمِي.
و
منها: الاحاديث التي سمّي فيها رسول الله صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ
وَسَلَّمَ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب خاتم الاوصياء، و خاتم الوصيّين منها: الحديث الذي نقلناه سابقاً عن «غاية المرام» ص 619 إذ يروي الحموينيّ بإسناده عن جابربن عبدالله الانصاريّ أنـّه كان يوماً مع النبيّ في بعض حيطان المدينة، إلی أن يقول: فمررنا بنخل، فصاح النخل: هَذا مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الانبِياءِ، وَ هَذا علی سَيِّدُ الاوصِياءِ وَ أَبُو الائِمَّةِ الطّاهِرِينَ. و ذكرنا أيضاً روايات كثيرة معروفة بحديث أنس جاء فيها أنّ رسولالله قال لانس: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيكَ مِن هَذَا البَابِ أَميرُالمُؤمنينَ و سَيِّدُ المُسْلِمِينَ وَ قائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ خَاتَمُ الوَصِيّينَ. و نقلنا أيضاً عن «غاية المرام» ص 621، الحديث الثالث والعشرين أنّ ابن شاذان روَي عن طريق العامّة، عنالإمامالرضا، عن آبائه، عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، أنـّهُ سئل ضمن ذلك الحديث: وَ مَا العُروَةُ الوُثْقَي؟ قالَ: وِلاَيَةُ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ. قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ وَ مَن سَيِّدُ الوَصِيّينَ؟ قَالَ: أَميرُالمؤمِنِينَ... أخِي عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ. و ذكرنا أيضاً ضمن حديث المناشدة الذي خاطب فيه أميرالمؤمنين، المسلمين في مسجد النبيّ أيّام عثمان، أنّ صاحب كتاب «عليٌّ و الوصيّة» ص 73 نقل عن الحموينيّ في«فرائد السمطين» بإسناده عن سليم بن قيس الهلإلی أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قال: قال رسولالله صلّي الله عليه و آله و سلّم: أَنَا أفضَلُ أنبياءِ اللهِ وَ رُسُلِهِ، وَعَلِيُّ ابنُ أَبيطالِبٍ وَصِيّي أفضَلُ الاوصِياء. و ذكر المناويّ عبدالرؤوف ابن تاج العارفين أيضاً في كتابه «كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق» المطبوع بمصر سنة 1321، و كذلك جاء في حاشية «الجامع الصغير» للسيوطيّ في ج 1، ص 71 حديث عن الديلميّ صاحب كتاب «فردوس الاخبار» في حرف الالف بإسناده عن أبيذرّ الغفاريّ رحمة الله عليه أنـّه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم وَ هُوَ يُخَاطِبُ أميرَالمؤمِنِينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السَّلامُ: أَنَا خاتَمُ الانبياءِ و أنْتَ يا عَلِيُّ؛ خاتَمُ الاوصِياءِ. و روي الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ في «ينابيع المودّة» ص 79 هذا الحديث الشريف بلفظ آخر عن الحموينيّ في «فرائد السمطين» إذ جاء فيه: قَالَ أَبُوذَرّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ و سَلَّم: أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَ أنتَ يا عَلِيُّ، خاتَمُ الوَصِيِّينَ إلی يِوْمِ الدِّينِ. و روي القندوزيّ أيضاً في «ينابيع المودّة» ص 80 عن «المناقب» عنالإمامجعفر بن محمّد الصادق عن آبائه عليهم السلام: قَالَ: كانَ علی عليه السلام يَريَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم قَبْلَ الرِّسَالَةِ الضَّوءَ وَ يَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ: لَولاَ أَنِّي خاتَمُ الاْنبِياءِ لَكُنْتَ شَرِيكاً فِي النُّبوَّةِ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ نَبِيّاً فَإنَّكَ وَصِيُّ نَبِيٍّ وَ وارِثُهُ، بَل أَنتَ سَيِّدُ الاوصِياءِ وَ إمامُ الاْتقِياءِ. وعندما يذكر الحموينيّ أيضاً في آخر الجزء الثاني الباب 61، ص313 من «فرائد السمطين» أحوالالإمامالمهديّ قائم آل محمّد عليهالسلام فإنـّه يقول: عَنْ أَبي مُعاويَةَ، عَنِ الاعْمَشِ، عَنْ عَبايَةَ ابنِ رَبْعِيٍّ، عَنْ عَبدِاللهِ بْنِ عَبّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم: أنَا سَيِّدُ النَّبِيّينَ وَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ سَيِّدُ الوَصِيِّينَ، و أَنَّ أَوصِيَائِي بَعْدِي اثنا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بنُ أَبي طَالِبٍ وَ آخِرُهُمُ القائمُ الْمَهْدِيُّ عَلَيهِمُ السَّلامُ. و روي القندوزيّ الحنفيّ هذا الحديث الشريف أيضاً في «ينابيع المودّة» ص 445، عن عَباية بن ربعيّ، عن جابر، عن رسول الله، و في ص 447، و ص 487 عن «فرائد السمطين» للحموينيّ بسنده عن عَباية بن ربعيّ، عن ابن عبّاس، عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم. و منها: الاحاديث المتعلّقة بكلام رسول الله مع الصدّيقة الكبري عند موته، إذ صرّح فيها بأنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب وصيّه، و أنـّه خير الاوصياء. و هذه الاحاديث مهمّة للغاية أيضاً، و هي تستحقّ ا لإمعان من وجهه نظر رجال الحديث و العلماء الذين ثبّتوها في كتبهم الموثوقة. ارجاعات [1] ـ «غاية المرام» ص 621: الحديث الخامس. [2] ـ إنَّ كثيراً من أجزاء كتاب تاريخ ابن عساكر لم يطبع بعدُ. و هي موجودة في مكتبات العالم المختلفة. و بينهما جزء كتبه المؤلّف عن أميرالمؤمنين عليه السلام و هو لم يطبع لحدّ الا´ن. و قد أمر المرحوم العلاّمة الامينيّ بعض فضلا´ء النجف أن يأخذوا نسخة ï ïمصوّرة علي تلك النسخة الموجودة في المكتبة الظاهريّة بدمشق. و ثبّتوها في مكتبةالإمام أميرالمؤمنين العامّة بالنجف. و نحن نقلنا تلك الرواية عن ابن عساكر عن تلك النسخة بناءً علي ما نقله صاحب كتاب «عليٌّ و الوصيّة» في ص 376، و قد ذكرها في استدراكات كتابه. [3] ـ يتّفق جميع العلماء الذين نقلنا عنهم علي ألفاظ هذا الحديث نفسها إلاّ في بعض الجزئيّات المشار إليها فيما يأتي، ( 1 ) يقول الخوارزميّ: ثُمَّ جَعَلَ يَمسَحُ عَرَقَ وَجهِهِ وَيَمْسَحُ وَجْهَ عَلِيٍّ عَلَي وَجهِهِ. ( 2 ) يقول ابن عساكر: ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ وَ يَمْسَحُ عَرَقَ عَلِيٌّ بِوَجْهِهِ. ( 3 ) يقول ابن شهرآشوب ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ بِوَجْهِهِ. فَلم يذكر الفقرة الثانية. ( 4 ) يقول القندوزيّ و ابن أبي الحديد: ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ. و لم يذكر الفقرة الاُخري أيضاً. ( 5 ) ذكر ابن أبي الحديد صدر الحديث بالشكل التالي: إمامُ الْمُتَّقِينَ وَسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ وَ يَعْسُوبُ الدينِ وَ خَاتَمُ الْوَصِيِّينَ و قَائِدُ الْغُرّ الْمُحَجَّلِينَ. [4] ـ الا´ية 58، من السورة 29: العنكبوت. [5] ـ الا´ية 0 2، من السورة 39: الزمر. [6] ـ الا´ية 37، من السورة 34: سبأ. [7] ـ الا´ية 75، من السورة 25: الفرقان. [8] ـ ربّما يقال: إنّ معني خاتم الاوصياء هو أنـّه وصيّ خاتم الانبياء، فلا يشكل إذَن مفهوماً مستقلاّ بالنسبة إلي قوله: «أنا خاتم الانبياء»، و إذا كان القصد هو أنّ الوصاية قد ختمت به، فالائمّة الا´خرون هم ليسوا أوصياء رسول الله، بل أوصياء وصيّه، بينما هم أوصياء رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم أيضاً. [9] ـ و قد سار سيّد الشهداء إلي مكّة للحجّ قبل وفاة معاوية بسنة، يصحبه عبدالله بن جعفر و عبدالله بن عباس و جمع من بني هاشم من النساء و الرجال، و جماعة من مواليهم و شيعتهم، فخطب عليه السلام في مني خطبة مفصّلة قال فيها: أمَّا بَعْدُ فَإنَّ هَذَا الطَّاغِيَةَ قَدْ فَعَلَ بِنَا وَ بِشِيعَتِنَا مَا قَدْ رَأَيْتُمْ وَ عَلِمْتُمْ وَ شَهِدْتُمْ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَإنْ ï ïصَدَقْتُ فَصَدِّقُونِي، وَ إِنْ كَذبْتُ فَكَذِّبُونِي، اسْمَعُوا مَقَالَتِي وَاكْتُبُوا قَوْلِي ثُمَّ ارْجِعُوا إلَي أَمْصَارِكُمْ وَ قَبَائِلُكُمْ فَمَنْ أمنتم مِنَ النَّاسِ وَ وَثقْتُمْ بِهِ فَادْعوهُمْ إلَي مَا تَعْلَمُونَ مِنْ حَقِّنَا فَإنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ يَدْرُسَ هَذَا الاْمْرُ وَ يَذْهَبَ الْحَقُّ وَ يُغْلَب وَاللَهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَـ'فِروُنَ ـالخطبة (كتاب «سليم بن قيس» ص 206 ). [10] ـ يقول أبونعيم في «الحلية» ج 1، ص 68: قَالَ النَّبِيٌّ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: لاَتَسُبّوُا عَلِيّاً فإنَّهُ ممسوسٌ فِي ذَاتِ اللَهِ تَعَالَي. [11] ـ الحديث الثامن و العشرون. [12] ـ «عليُّ و السنّة» ص 64. [13] ـ الحديث الثلاثون. [14] ـ «عليٌّ و السنّة» ص 66. [15] ـ الحديث الرابع و العشرون. [16] ـ الحديث التاسع و العشرون. [17] ـ الحديث الثاني والثلاثون. [18] ـ طبع مصر سنة 1329 ه الطبعة ذات المجلّدات الاربعة. [19] ـ و روي في «ينابيع المودّة» ص 238 أيضاً تحت عنوان الحديث 49 عن أبي هريرة أنـّه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّم: لَمّا أُسْرِيَ بِي فِي لَيلَةِ المِعْرَاج فَاجتَمَعَ عَلِيَّ الانْبِيَاءُ فِي السَّماءِ فَأوْحَي اللهُ تَعالَي إليَّ: سَلْهُمْ يَا مُحَمَّدُ؛ بِمَاذَا بُعِثْتُمْ، فَقَالُوا: بُعِثْنَا عَلَي شَهَادَةِ أن لاَ إلَهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ وَ عَلي ا لإقْرَارِ بِنُبوَّتِكَ وَالْوَلاَيةِ لِعَلِّي بنِ أَبي طَالِبٍ. رواه الحافظ أبو نعيم. [20] ـ الا´ية 132، من السورة 2: البقرة. [21] ـ البغويّ من مشاهير علماء العامّة. كنيته أبوالقاسم و اسمه عبدالله. له كتاب «معجم الصحابة» توفّي سنة 317 ه. [22] ـ جاء هذا الحديث في كتاب «عليّ و الوصيّة»، ص 26 و 27. [23] ـ الا´ية 214، من السورة 26: الشعراء. [24] ـ طبع مصر سنة 1329، الطبعة ذات المجلّدات الاربعة. [25] ـ «تذكرة الخواصّ» سبط ابن الجوزيّ ص 49 ـ 50. |
|
|