|
|
الصفحة السابقةكلام رسول الله مخاطباً فاطمة الزهراء في شأن أهل البيتيقول الكنجيّ الشافعيّ في الباب الاوّل ص 55 من كتاب «البيان في أخبار صاحب الزّمان» طبع النجف: أخبرنا السيّد النقيب الكامل مستحضر الدّولة، سفير الخلافة المعظّمة، عَلَمُ الهدي، تاج أُمراء آل رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، أبوالفتوح المرتضي بن أحمد بن محمّدبن محمّدبن جعفر بن زيد بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإما م زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن أبي الفرج يحيي بن محمود الثقفيّ، عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد عن الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبدالله الاصفهانيّ، عن الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبرانيّ. و (بسند آخر) أخبرنا الحافظ أبوالحجّاج يوسف بن خليل في حلب عن أبي عبدالله محمّد بن أبي زيد الكرانيّ في أصفهان، عن فاطمة بنت عبدالله الجوزدانيّة، عن أبي بكر بن بريدة، عن الحافظ أبي القاسم الطبرانيّ (الذي تنتهي سلسلة السندين به)، عن محمّدبن زريق بن جامع المصريّ، عن هيثم بن حبيب، عن سفيان بن عيينة، عن عليّ الهلإلی، عن أبيه، أنـّه قال: دَخَلتُ علی رَسُولِ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم في شَكاتِهِ الَّتي قُبِضَ فِيها فَإذا فاطِمَةُ عليها السَّلامُ عِندَ رَأسِهِ. قالَ: فَبَكَتْ حَتَّي ارتَفَعَ صَوتُها فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ طَرْفَهُ إلیها قالَ: حَبِيبَتِي فاطِمَةُ! مَا الَّذِي يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: أخْشَي الضَيْعَةَ مِن بَعْدِكَ. فَقالَ: يَا حَبِيبَتِي! أَمَا عَلِمَتْ أَنَّ اللهَ اطَّلَعَ إلی الاْرْضِ اطّلاعَةً فَاخْتَارَ مِنْها أَباكِ فَبَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ اطَّلَعَ اطّلاعَةً فَاختَارَ مِنها بَعْلَكِ وَ أوْحَي إلی أن أُنكِحَكِ إيّاهُ! يا فاطِمَةُ! وَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ قَد أَعْطانَا اللهُ سَبْعَ خِصالٍ لَم يُعْطِ أَحَداً قَبْلَنا وَلاَ يُعطِي أَحَداً بَعْدَنَا، أَنَا خاتَمُ النَّبِيِّينَ وَ أَكْرَمُ النَّبِيّينَ علی اللهِ وَأَحَبُّ الْمَخلُوقِينَ إلی اللهِ وَ أَنا أَبُوكِ. وَ وَصِيِّي خَيرُ الاْوصِياءِ وَ أَحَبُّهُمْ إلی اللهِ وَهُوَ بَعلُكِ، وَ مِنّا مَن لَهُ جَناحانِ أخْضَرانِ يَطِيرُ ] بِهِما [ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الملائكةِ حَيثُ يَشَاءَ وَ هُوَ ابنُ عَمِّ أَبِيكِ وَ أَخُو بَعْلِكِ، وَ مِنّا سِبطا هَذِهِ الاْمَّةِ وَ هُمَا ابْناكِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَ هُمَا سَيِّدا شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُما وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ خَيرٌ مِنهما. يا فَاطِمَةُ وَالَّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ اِنَّ مِنْهُما مَهْدِيُّ [1] هَذِهِ الاُمّةِ إذا صارَتِ الدُّنيا هَرْجاً وَ مَرْجاً، وَ تَظاهَرَتِ الفِتَنُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَ أغارَ بَعضُهُمْ علی بَعْضٍ، فَلا كَبِيرٌ يَرحَمُ صَغِيراً، وَ لاَ صَغيرٌ يُؤَقِّرُ كَبيراً. يَبعَثُ اللهُ عِندَ ذَلِكَ مِنْهُمَا [2] مَن يَفتَحُ حُصُونَ الضَّلاَلَةِ وَقُلُوباً غُلْفاً، يَقُومُ بِالدِّينِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَما قُمْتُ بِهِ فِي أَوّلِ الزَّمَانِ، وَيَمْلاَ الدُّنيَا عَدْلاً كَما مُلِئَت جَوْراً. يا فَاطِمَةُ لاَ تَحْزَنِي وَلاَ تَبكي فَإنَّ اللهَ أَرحَمُ بِكِ وَ أَرأَفُ عَلَيكِ مِنِّي وَ ذَلِكَ لِمكَانِكِ مِنِّي وَ مَوقِعِكِ مِن قَلبِي، وَزَوَّجَكِ اللهُ زَوجَكِ وَ هُوَ أَشْرَفُ أَهلِ بَيتِكِ حَسَباً وَ أَكرَمُهُمْ مَنْصَباً وَأَرحَمُهُمْ بِالرَّعيَّةِ وَ أَعْدَلُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَأَبصَرُهُمْ بِالقَضِيَّةِ. وَ قَدْ سَأَلتُ رَبِّي أَن تَكُوني أَوَّلَ مَن يَلْحَقُنِي مِن أَهلِ بَيْتِي. قالَ علی عَلَيه ِ السَّلامُ فَلَمّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّي اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، لَمْ تَبقَ فاطِمَةُ بَعْدَهُ إلاّ خَمسَةً وَسَبعِينَ يَوماً حَتّي ألحَقَها اللهُ بِهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. [3] ثمّ يقول الكنجيّ: ذكر صاحب «حلية الاولياء» هذا الحديث بنفس الشكل و الكيفيّة في كتابه المترجم بذكر نعت المهديّ. و ذكره الطبرانيّ شيخ أهل الصنعة أيضاً في معجمه الكبير. دلالة هذا الحديث الشريف علی وصاية أمير المؤمنينأجل، فقد ذكر ابن حجر الهيثميّ هذا الحديث في «مجمع الزوائد» ج9 ص 165. و ينبغي أن نعلم بأنّ هذا الحديث الشريف حديث صحيح وفقاً لاصطلاح أهل العلم و أهل الجرح و التعديل، لانّ الطبرانيّ ذكره في «المعجم الكبير» و هذا أمر معلوم و واضح، و صرّح الطبرانيّ أيضاً في معجمه الكبير بأنـّه لم يجمع إلاّ الاحاديث الصحيحة كما يسمّيها، لذلك فإنّ وصاية أميرالمؤمنين عليه السلام تثبت من خلال هذا الحديث وحده. ولو فرضنا عدم وجود نصّ علی الوصاية غير هذا الحديث، فإنـّه هو فقط يكفي لإثبات الوصاية؛ لانّ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يصرّح في هذا الحديث أنّ عليّ بن أبي طالب وصيّه، و أنـّه خير الاوصياء الذين كانوا للانبياء السابقين من لدن آدم أبي البشر حتّي عيسي ابن مريم. و من الثابت أنّ هذه الوصاية لاتحوم حول الشؤون الشخصيّة بل تحوم حول شؤون النبوّة و الخلافة و حكومة المسلمين من كافّة الجهات. و في ضوء ما تقدّم، فإنّ هذا الحديث الشريف، من حيث نصّه الصريح علی الوصاية، و من حيث سنده القويّ جدّاً، يعتبر من الادلّة علی وصاية عليّ بن أبي طالب. و روي الخوارزميّ أيضاً في مناقبه ] نقلاً عن «عليّ و الوصيّة» ص218 [، ص 67 بسنده عن الاعمش، عنابن ربعيّ، عن أبي أيّوب الانصاريّ أنـّه قال: إنَّ النَّبِيَّ مَرِضَ مَرَضَهُ فَأتَتْهُفاطِمَةُ الزَّهرَاء عَلَيْهَاالسّلامُ تَعُودُهُ فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم مِنَ الْجَهْدِ والضَّعفِ استَعبَرَتْ فَبَكَتْ حَتَّي سَالَ دَمعُها علی خَدَّيْهَا، فَقَالَ لَها رَسُولُ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم: يا فاطِمَةُ؛ إنَّ لِكَرامَةِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ إيّاكِ زَوَّجَكِ مَن أَقْدَمُهُمْ سِلماً، وَ أَكثَرُهُمْ عِلماً، وَ أَعظَمُهُمْ حِلماً، إنَّ اللهَ اطَّلَعَ إلی أهْلِ الارْضِ اطِّلاعَةً فَاختَارَني مِنهُم فَبَعَثَنِي نَبِيّاً مُرسَلاً، ثُمَّ اطَّلَعَ اطِّلاعَةً فَاختَارَ مِنهُمْ بَعْلَكِ، فَأوحيَ إلی أن أُزَوِّجَكِ إِيَّاهُ وَاتَّخِذُهُ وَصِيّاً وَأَخاً. و نقل هذا الحديث في «ينابيع المودّة» ص 81 عن الخوارزميّ باختلاف يسير، ثمّ قال: وَ زادَ ابنُ المَغازِلِيّ: يا فاطمِةُ إنّا أهلُ البَيْتِ أُعْطِينا سَبْعَ خِصالٍ لَم يُعْطَها أَحَدٌ مِنَ الاوَّلِينَ وَ لا يُدرِكُها أَحَدٌ مِنَ الآخِرِينَ. مِنّا أفضَلُ الانبياءِ وَ هُوَ أَبُوكِ، وَ وَصِيُّنا خَيرُ الاوصِياءِ وَ هُوَ بَعلُكِ، وَ شَهيدُنا خَيرُ الشُّهَداءِ وَ هُوَ حَمْزَةُ عَمُّكِ، وَ مِنّا مَن لَهُ جَناحانِ يَطيرُ بِهِما فِي الجَنَّةِ حَيثُ يَشاءُ وَ هُوَ جَعفَرٌ ابنُ عَمِّكِ، وَ مِنّا سِبطانِ وَسَيِّدا شُبّانِ أَهلِ الجَنَّةِ ابْناكِ. والَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ إنَّ مَهدِيَّ هَذِهِ الاُمَّةِ يُصَلِّي عِيسي ابنُ مَريَمَ خَلْفَهُ فَهُوَ مِنْ وُلدِكِ. ثمّ قالَ: وَ زادَ الحموينيُّ: يَمْلاَ الاَرضَ عَدْلاً وَ قِسطاً بَعدَما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلماً. يا فاطِمةُ! لاَتَحْزَنِي وَلا تَبكي فَإنَّ اللهَ عَزَّوَجَلَّ أَرْحَمُ بِكِ وَأَرأفُ عَلَيكِ مِنِّي وَ ذَلِكِ لِمَكانِكِ وَ مَوْقِعِكِ مِن قَلْبي. قَد زَوَّجَكِ اللهُ زَوجاً وَ هُوَ أَعظَمُهُمْ حَسَباً، وَ أَكْرَمُهُمْ نَسَباً، وَ أرحَمُهُمْ بِالرَّعِيَّةِ، وَ أَعدَلُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وَ أَبصَرُهُمْ بِالقَضِيَّةِ. و لا يخفي فإنّ مجموع مضامين الفقرات الواردة في رواية الخوارزميّ، و ابن المغازليّ، و الحموينيّ الذي نقلنا روايته توّ اً، هي نفس المضامين الواردة في رواية الكنجيّ الشافعيّ التي رواها بسندَيه عن علی الهلإلی،عن أبيه (عليّ) باختلاف يسير. و ذكرها الطبرانيّ فيمعجمه الكبير. و لا يخفي أيضاً أنّ ابن المغازليّ روي حديثاً آخر قريباً من هذه المضامين. يقول في «ينابيع المودّة» ص 436: وَ نَذْكُرُ ما فِي «المناقب» لابنِ المَغازِلِيّ عَن أَبِي أيّوبِ الانصاريِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إنَّ النَبِيَّ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم مَرِضَ فَأتَتْهُ فاطِمَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عنها ـ وَ بَكَتْ فَقالَ: يا فاطِمَةُ! إنَّ لِكَرامَةِ اللهِ إيَّاكِ زَوَّجَكِ مَن هُوَ أقْدَمُهُمْ سِلْماً وَأَكْثَرُهُمْ عِلْماً. إنَّ اللهَ تَعإلی اطَّلَعَ إلی أَهلِ الارضِ اطّلاعَةً فَاخْتَارَنِي مِنهُمْ فَجَعَلَني نَبِيّاً مُرسَلاً، ثُمَّ اطَّلَعَ اطِّلاعَةً ثانِيَةً فَاخْتارَ مِنهُمْ بَعْلَكِ فَأوحي إلی أن أُزَوِّجَهُ إيّاكِ وَاتَّخِذَهُ وَصِيّاً. يا فَاطِمَةُ! مِنّا خيرُ الانبِياءِ وَ هُوَ أَبُوكِ، وَ مِنّا خَيرُ الاُوصِياءِ وَ هُوَ بَعلُكِ، وَ مِنّا خَيرُ الشُّهَداءِ وَ هُوَ حَمزَةُ عَمُّ أَبيكِ، وَمِنّا مَن لَهُ جَناحانِ يَطيرُ بِهِما فِي الجَنَّةِ حَيثُ شاءَ وَ هُوَ جَعفَرٌ ابنُ عَمِّ أبيكِ وَمِنّا سِبْطا هَذِهِ الاُمَّةِ وَ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنُ وَالْحُسَينُ وَ هُما ابناكِ. وَالَّذِي نَفسي بِيَدِهِ مِنّا مَهدِيُّ هَذِهِ الاُمَّةِ وَ هُوَ مِن وُلدِكِ. و بعد أن ينقل القندوزيّ هذه الرواية عن ابن المغازليّ، يقول: خرّج الحموينيّ كذلك هذا الحديث في «فرائد السمطين». و في «ينابيع المودّة» ص 434 أيضاً يروي القندوزيّ الحنفيّ عن عَباية بن ربعيّ، عن أبي أيّوب الانصاريّ أنـّه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ لِفاطَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها: مِنّا خَيرُ الانبياءِ وَ هُوَ أبُوكِ، وَ مِنّا خيرُ الاوصياءِ وَ هُوَ بَعلُكِ، وَ مِنّا خيرُ الشُّهَداءِ وَ هُوَ عَمُّ أبيكِ حَمزَةُ، وَ مِنّا مَن لَهُ جَنَاحانِ يَطيرُ بِهِما فِي الجَنَّةِ حَيْثُ يَشاءُ وَ هُوَ ابنُ عَمِّ أبيكِ جَعفَرٌ، وَ مِنّا سِبْطا هَذِهِ الاْمَّةِ وَ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ الحَسَنُ وَالحُسَينُ وَ هُما ابْنَاكِ، وَ مِنّا المَهْدِيُّ وَهُوَ منْ وُلْدِكِ. ثمّ يقول: و خرّج الطبرانيّ هذا الحديث في «الاوسط». و يذكر ابن صبّاغ المالكيّ أيضاً في«الفصول المهمّة» ص 278 طبع النجف رواية مفصّلة يماثل أغلب عباراتها الرواية المفصّلة التي نقلناها عن الكنجيّ الشافعيّ، و جاء فيها أنّ رسول الله قال لفاطمة: وَ وَصِيُّنا خَيرُ الاوْصياءِ وَ هُوَ بَعْلُكِ. و يقول المولي علی المتّقيّ الحنفيّ أيضاً في «كنز العمّال» ج 6 ص153، الحديث المرقّم 2541: أَخرَجَ الطَّبَرانِيُّ فِي «المُعْجَمِ الكَبِير»: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ و سَلَّم: قَالَ لاِبنَتِهِ فَاطِمَةَ: أَمَا عَلِمْتِ أنَّ اللهَ عَزَّوجَلَّ اطَّلَعَ علی أهلِ الارْضِ فَاخْتارَ مِنهُم أَباكِ فَبَعَثَهُ نَبِيّاً، ثُمَّ اطَّلَعَ الثّانِيَةَ فَاخْتارَ بَعلَكِ فَأوْحَي إلی فَأَنكَحْتُهُ إِيَّاكِ وَاتَّخَذْتُهُ وَصِيّاً؟! و هذا الحديث عينه كالحديث الذي نقله الكنجيّ الشافعيّ في «كفاية الطالب» ص 161 تحت عنوان «تخصيص عليّ بكونه من المختارين عند ربّ العالمين» بإسناده عن الاعمش، عن عباية بن رَبعيّ، عن أبي أيّوب الانصاريّ، ولا فرق بينه و بين ذلك الحديث إلاّ في كلمة واحدة موجودة فيه و غير موجودة في ذلك الحديث و هي: لابنَتِهِ. فقد جاء فيه: قالَ لاِبنَتِهِ فاطِمَةَ، و جاء هناك: قالَ لِفَاطِمَةَ. و قصاري القول: إنّ هذا الحديث الشريف الذي نقلناه عن كبار علماء السنّة، مع ما في فقراته من الاختلاف فيما بينها بَيدَ أنّها تتّفق جميعها علی أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام وصيّ رسول الله أو أنـّه خيرالاوصياء وأنّ مقام وصايته منصوص عليه صراحة في هذه الروايات كلّها. و لمّا ذكره الطبرانيّ في معجمه الكبير، و قال بأنـّه لا يذكر إلاّ الاحاديث الصحيحة، لذلك لايبقي أيّ مجال للشبهة و التشكيك في صحّة سنده. و في ضوء ذلك ينبغي عدم الاكتراث بكلام السيوطيّ أو المولي عليّ المتّقيّ في تضعيف عَباية بن ربعيّ علی أنـّه شيعيّ غالٍ في تشيّعه، و بالتّإلی عدم الاخذ بكلامه؛ لانّ عَباية بن ربعيّ كان شيعيّاً معتدلاً غير مغالٍ في تشيّعه، ومن الموإلین لاهل البيت،و كان رجلاً عظيماً للغاية، و كانت له إمامة الحَرَم وورد مدحه و الثناء عليه في كتب الرجال، لكنّه و بسبب نقله غالباً الروايات الخاصّة بفضائل أهل البيت و خلافة أميرالمؤمنين ووصايته عليهالسلام و هذا يتنافي مع أُصول المذهب السنّيّ، لذلك يتّهمه أمثال المولي عليّ المتّقيّ و جلال الدين السيوطيّ بالغلوّ في تشيّعه، فلا يأخذوا بأحاديثه. بينما لا تشمّ منه رائحة الغلوّ في أيّ رواية من الروايات التي نقلها. و هذه تهمة باطلة لا مبرّر لها، و مصدرها واضح لاغبار عليه. أجل، فهذه إضمامة من الاحاديث المأثورة عن رسول الله وهيتخصّ كلامه ـ عند مرضه الذي مات فيه ـ لابنته فاطمة بشأن وصاية عليّ بن أبي طالب. و أمّا في غير ذلك المرض، فقد نقل الخوارزميّ أيضاً رواية في كتاب «مقتل الحسين» طبع النجف ج 1، ص 67، جاء فيها: فَاخْتَارَ مِنهُم زَوجَكِ عَلِيّاً فَجَعَلَهَ لِي أَخاً وَ وَصِيّاً. و جاء في هذا الكتاب في الجزء الاوّل ص 96 منه أيضاً ضمن حديث المعراج أنّ رسول الله قال لابي سعيد الخدريّ: خاطبني الله بقوله: يا مُحَمَّدُ إِنَّكَ أفْضَلُ النَبِيّينَ وَ عَلِيّاً أفْضَلُ الوَصِيِّينَ. نزول النجم الدالّ علی الوصاية في بيت أمير المؤمنينو منها: الاحاديث التي نقلوها عن رسول الله صلّي الله عليه و آله وسلّم إذ قال: كلّ من انقضّ هذا النجم في داره، فهو وصيّي، فكان كلّ واحد يتوقّع أنّ ينقضّ ذلك النجم في داره، لاسيّما العبّاس بن عبدالمطّلب إذ كان يتوقّع ذلك أكثر من الآخرين. لكنّ ذلك النجم انقضّ في منزل عليّ ابن أبي طالب. و ينبغي أن نعرف بأنّ المقصود من النجم نور خاصّ علی شكل نجم يراه الجميع، كما أنّ بعض أرباب السلوك يشاهدون في بداية أمرهم أنواراً علی شكل نجوم. لقد نقل جمع غفير من علماء ا لإماميّة هذه الروايات عن علماء العامّة في كتبهم المؤلّفة في التفسير و الحديث و التاريخ. و من بين هؤلاء: العلاّمة البحرانيّ في «غاية المرام» إذ نقل في ص 409 منه حديثين عن العامّة، و في ص 409 حتّي ص 411 نقل أحد عشر حديثاً عن الخاصّة في هذا الموضوع. ذكر ابن المغازليّ عليّ بن محمّد الشافعيّ حديثين في هذا المجال. الاوّل: و هو الحديث الذي ذكره في «المناقب» بإسناده عن أنسبن مالك. و رواه العلاّمة البحرانيّ عنه أيضاً في «غاية المرام» ص 409.[4] عَن أنَسٍ قالَ: انقَضَّ كَوكَبٌ علی عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّم: فَقَالَ رَسُولُ اللهَ صلّي اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّم: مَنِ انْقَضَّ هَذَا النَّجْمُ فِي دارِهِ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ مِن بَعْدِي، فَنَظَرُوا فَإذا هُوَ قَدِ انقَضَّ فِي مَنزِلِ علی، فَأنزَلَ اللهُ تَعإلی: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي' * مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَي'* وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي'´ * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَي'.»[5] الثاني: و هو الحديث الذي رواه ابن المغازليّ أيضاً في «المناقب» بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس. و روي الكنجيّ الشافعيّ في «كفاية الطالب» ص 131 هذا الحديث نفسه و بإسناده و عباراته ذاتها. ورواه أيضاً ابن عساكر في «تاريخ دمشق الكبير» في الجزء الخاصّ بفضائل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب. و هذه النسخة لم تطبع بعد وهي موجودة في مكتبات العالم المختلفة. و قد تمّ تصوير النسخة المخطوطة الموجودة في المكتبة الظاهريّة بدمشق. و هذه النسخة المصوّرة مثبتة فعلاً في مكتبة أميرالمؤمنين بالنجف الاشرف في الورقة101. رواه ابن عساكر بإسناده عن أبي غالب بن البنّاء، عن ابنعبّاس. و رواه أيضاً العلاّمة البحرانيّ في ص 409 من «غاية المرام» عن ابن المغازليّ. عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كُنْتُ جالِساً مَعَ فِتيَةٍ مِن بَني هاشِمٍ عِندَ النَّبِيِّ صلّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم إذَا انْقَضَّ كَوكَبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: مَنِ انقَضّ هَذَا النَّجمُ فِي مَنزِلِهِ فَهُوَ الوَصِيُّ مِن بَعْدِي. فَقَامَ فِتْيَةٌ مِن بَني هاشِمٍ فَنَظَرُوا فَإذا الكَوكَبُ قَدِ انْقَضَّ فِي مَنزِلِ عَلِيِّ بنِ أَبي طالِبٍ. قالُوا: يا رَسولَ اللَهِ غَوَيتَ فِي حُبِّ علی، فَأنزَلَ اللهُ: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي' * مَا ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَي' * إلی قَولِهِ: ـ بِـالاْفُقِ الاْعلی. [6] و هذه الآيات في شأن نزول الكوكب في بيت عليٍّ تعريف غيبيّ بوصايته و خلافته.
و روي الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ أيضاً في «ينابيع الموّدة» ص 239، و
كذلك الشيخ عبيدالله الحنفيّ في كتابه «أرجح المطالب» طبع باكستان
الغربيّة ص 72، عن ابن عبّاس أنـّه قالَ: كُنّا جُلُوساً بِمَكَّةَ مَعَ
طَائِفَةٍ مِن شُبّانِ قُرَيشٍ وَ فِينا رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ
وَآلِهِ وَسَلَّم إذَا و منها بالاحاديث التي تدلّ علی أنّ أوصياء رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم وخلفاءه اثنا عشر شخصاً. أوّلهم عليٍّ بن أبي طالب، وآخرهم المهديّ قائم آل محمّد. هذه الاحاديث كثيرة للغاية و قد نقلت بأسانيد مختلفة و ثبّتها الكبار من محدّثي الشيعة و السنّة في كتبهم. و نحن ننقل هنا عدداً منها عن طريق العامّة كمثال علی ما نقول. الاحاديث الدالّة علی وصاية أميرالمؤمنين و أبنائه
الاوّل:
روي الحموينيّ الشافعيّ في أواخر الجزء الثاني من «فرائد الثاني: روي العلاّمة الحموينيّ الشافعيّ في «فرائد السمطين» ج 1 الباب الخامس بإسناده عن الحسن بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا. عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام و كذلك ذكر العلاّمة البحرانيّ في «غاية المرام» ص 35 هذا الحديث ذاته بنفس السند و المتن.
قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم: مَن أَحَبَّ
أَن يَتَمَسَّكَ بِدِيني وَ يَرْكَبَ سَفِينَةَ النَّجَاةِ بَعدْي فَليَقتَدِ
بِعَلِيِّ بنِ أَبي طالِبٍ، وَليُعادِ عَدُوَّهُ، وَ لْيُوالِ وَلِيَّهُ، فَإنَّهُ
وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي علی أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ وَفَاتِي، وَ
هُوَ إمامُ كُلِّ مُسلِمٍ، وَ أَمِيرُ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي، قَولُهُ قَولِي،
وَ أَمْرُهُ أَمْرِي، وَ نَهْيُهُ نَهْيي، وَ تابِعُهُ تابِعِي، وَ ناصِرُهُ
ناصِري، وَ خاذِلُهُ خاذِلِي الثالث: الحديث الذي رواه الحموينيّ أيضاً في آخر الجزء الثاني من «فرائد السمطين» بإسناده عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عبّاس، عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، و رواه عنه العلاّمة البحرانيّ أيضاً في ص 43 و ص 692 من «غاية المرام» قَالَ ابنُ عَبّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللَهِ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: إنّ خُلَفَائِي وَ أوصِيائي لاثنا عَشَرَ، أوَّلُهُمْ أخِي وَ آخِرُهُمْ وَلَدي، قِيلَ: يَا رَسُولَ الله؛ وَ مَن أخوكَ؟ قالَ: عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ. قِيلَ: فَمَنْ وَلَدُكَ؟ قالَ: الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلاُها قِسْطاً وَ عَدْلاً كَما مُلِئَت جَوْراً وَ ظُلماً. وَالَّذِي بَعَثَني بِالحَقِّ بَشيراً لَو لَمْ يَبقَ مِنَ الدُّنيَا إلاَّ يَوْمٌ واحِدٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ إلیومَ حَتَّي يَخرُجَ فِيهِ وَلَدي المَهدِيُّ فَيَنْزِلُ رُوحُ اللهِ عِيسَي ابنُ مَريَمَ فَيُصَلّي خَلفَهُ، وَ تُشْرِقُ الاْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا، وَ يَبلُغُ سُلطَانُهُ المَشرِقَ و المَغْرِبَ. الرابع: الحديث الذي رواه الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ في «ينابيع المودّة» ص 447 عن الحموينيّ الشافعيّ في «فرائد السمطين» يقول: وَ فِي هَذَا الكِتابِ يعنِي في«فرائد السمطين» عَن سَعِيدٍ بنِ جُبَيرٍ، عَن ابنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهِ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّم: إنَّ خُلَفائِي وَ أوصِيائِي وَ حُجَجَ اللهِ علی الْخَلْقِ بَعْدِي لاثْنَا عَشَرَ، أَوَّلُهُم عَلِيٌّ وَ آخِرُهُم ْ وَلَدِيَ الْمَهْدِيُّ، فَيَنْزِلُ رُوحُ اللهِ عِيسَي ابنُ مَرْيَمَ فَيُصَلّي خَلفَ المَهدِيِّ، وَ تُشْرِقُ الاْرْضُ بِنُورِ رَبِّها، وَ يَبلُغُ سُلطانُهُ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ. الخامس: ما رواه الحموينيّ في «فرائد السمطين» بإسناده عن أبانبن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلإلی، عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنـّه كان يوماً في مسجد المدينة أيام عثمام يتحدّث عن فضائله ومناقبه أمام جمع كثير من المهاجرين و الانصار و كان ينشدهم بها و يأخذ اعترافهم علی ذلك. و ممّا جاء فيها قوله: فَأنشُدُكُمُ اللهَ أتَعْلَمُونَ حَيثُ نَزَلَت، «وَالسَّـ'بِقُونَ الاْوَّلُونَ مِنَ المُهَـ'جِرِينَ وَالاْنصَارِ»[9] ـ «السَّـ'بِقُونَ السَّـ'بِقُونَ أُولَـ ' ´ئِكَ الْمُقَّرَّبوُنَ»،[10] سُئِلَ عَنْها رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم: فَقَالَ: أنزَلَها اللهُ تعإلی ذِكرُهُ فَخراً لاِنْبِيائِهِ وَ أوْصِيائِهِم، فَأنَا أفْضَلُ أنبِياءِ اللهِ وَ رُسُلِهِ وَ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ وَصِيِّي أفضَلُ الاوصِياءِ؟ قَالُوا: اللهُمَّ! نَعَم. و قوله: هل تعلمون أنّ رسول الله خطب يوم الغدير. فقال: أَيُّهَا النّاسُ! أتَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ عَزَّوَجَلَّ مَولايَ وَ أَنا مَولَي الْمُؤمِنِينَ وَ أوْلَي بِهِمْ مِن ْ أَنفُسِهِم؟ قَالُوا: بَلَي يا رَسُولَ اللهِ؛ قالَ: قُمْ يا عَلِيُّ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، اللهُمَّ وَالِ مَن وَالاهُ، وَ عادِ مَن عَادَاهُ، فَقَامَ سَلْمانُ فَقَالَ: يا رَسُولَ الله؛ وِلاَؤُهُ مَاذا؟ فَقَالَ: وِلاءٌ كَوِلاَئي، مَن كُنتُ أوْلَي بِهِ مِنْ نَفسِهِ فَعلی أوْلَي بِهِ مِنْ نفسِهِ. فَأَنزَلَ اللهُ تَعإلی ذِكرَهُ: «إلیوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أتَمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَ رَضِيتُ لَكُمُ ا لإسْلاَمَ دِيناً». فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلّي اللهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سَلَّم: اللهُ أكبَرُ علی تَمامِ نُبُوَّتِي وَتَمامِ دِينِ اللهِ وَوِلاَيَةِ عَلِيٍّ بَعدِي. فَقَامَ أبُوبَكرٍ وَ عُمَرُ. فَقَالاَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ هَذِهِ الآياتُ خَاصَّةٌ فِي عَلِيٍّ؟ قالَ:بَلَي، فِيهِ وَ فِي أوصِيائي إلی يَومِ القِيَامَةِ، قَالا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ بَيِّنْهُم لَنَا، قَالَ: عَلِيٌّ أخي وَ وَزِيرِي، وَوَارِثِي وَ وصيِّي وَ خَليفَتِي فِي أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي، ثُمَّ ابْنِيَ الْحَسَنُ، ثُمَّ الحُسَيْنُ، ثُمَّ تِسْعَةٌ مِن وُلدِ ابنِيَ الحُسَيْنِ، واحِداً بَعدَ واحِدٍ، القُرآنُ مَعَهُم، وَ هُمْ مَعَ القُرآنِ، لاَ يُفارِقُونَهُ وَلاَ يُفارِقُهُمْ حَتَّي يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ؟ فَقَالُوا كُلُّهُمُ: اللهُمَّ نَعَمْ قَد سَمِعْنَا ذَلِكَ وَ شَهِدْنا كَمَا قُلتَ سَواءً، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ: قَد حَفِظْنَا جُلَّ ما قُلْتَ وَ لَمْ نَحْفَظْ كُلَّهُ وَ هَؤْلاءِ الَّذِينَ حَفِظُوا أخيَارُنَا وَ أفاضِلُنا، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَسْتَوُونَ فِي الحِفظِ. و قوله: أَنْشُدُكُمُ اللهَ أتَعلَمُونَ أنَّ رَسُولَ الله صَلّي اللهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ وسَلَّم: قامَ خَطِيباً لَم يَخطُب بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا أَيُّها النَّاسُ! إنِّي تارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَينِ كِتَابَ اللهِ وَ عِترَتِي أهلَ بَيْتِي، فَتَمَسَّكُوا بِهِما لَن تَضِلُّوا، فَإنَّ اللَطِيفَ الخَبِيرَ أخبَرَنِي وَ عَهِدَإلی أَنـَّهُمَا لَن يَفتَرِقا حَتَّي يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ. فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ شِبْهَ المُغضِبِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَكُلُّ أهلِ بَيتِكَ؟ فَقالَ: لاَ، وَلَكِنْ أوْصِيائي مِنهُمْ، أَوَّلُهُّمْ أَخِي وَوَزِيرِي وَوَارِثِي وَ خَليِفَتِي في أُمَّتِي وَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي، هُوَ أَوَّلُهُمْ ثُمَّ الحَسَنُ ثُمَّ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَينِ، واحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّي يَرِدُوا عَلَيَّ الحَوْضَ، شُهَداءُ اللَهِ فِي أَرضِهِ وَ حُجَجُهُ علی خَلقِهِ وَخُزَّانُ عِلْمِهِ وَمَعادِنُ حِكْمَتِهِ، مَن أَطَاعَهُمْ فَقَد أَطَاعَ اللهَ، وَ مَن عَصاهُمْ فَقَدْ عَصَي اللهَ؟ فَقَالُوا كُلُّهُمْ: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم قَالَ ذَلِكَ. أجل، لقد نقلنا هذه الفقرات من حديث المُناشَدةَ من كتاب «عَلِيٌّ والوصيّة». و ذكر هذا الكتاب جميع فقراته من الصفحة 157 حتّي الصفحة163. و ينبغي أن نعلم بأنّ أميرالمؤمنين عليه السلام ناشد القوم عدّة مرّات: الاُولي: بعد وفاة الرسول العظيم في مسجد النبيّ. الثانية: بعد وفاة عمر بن الخطّاب عندما احتجّ بمقاماته و فضائله لاسيّما مقام الوصاية والوزارة و الخلافة أمام أصحاب الشوري الستّة. الثالثة: في مسجد النبيّ أيّام حكومة عثمان حينما كان عدد كبير من المهاجرين و الانصار مجتمعين في المسجد قبل الظهر، و كلّ واحد منهم كان يتحدّث بفضيلة أحد، و كانالإمام صامتاً فقالوا: يا عليّ بن أبي طالب! لم تقل شيئاً. فطفقالإماميناشدهم مبيّناً فضائله و مناقبه مستشهداً عليها بآيات الكتاب الحكيم والاحداث التي وقعت في عصر النبيّ، و خطب النبيّ و كلماته. و أثبت بمناشدته هذه أنّ الخلافة له لا لغيره، و أنّ الخلفاء السابقين اغتصبوا هذا المقام منه. و بشأن مناشدته في عصر عثمان، وردت عدّة أحاديث يختلف أحدهما عن الآخر في المتن. و أهمّها مارواه العلاّمة البحرانيّ في «غاية المرام» الباب الرابع والخمسين من ص 549 إلی ص 553 عن سليم بن قيس الكوفيّ، عن سلمان الفارسيّ، و قد قسّم هذا الحديث كلّه إلی قسمين في أصل الكتاب طبع النجف بدون نقصان. ورد القسم الاوّل علی الصفحة 69 فما بعدها حتّي الصفحه 73. و القسم الثاني علی ص 79 فما بعدها حتّي ص 92. وورد هذا الحديث أيضاً في كتاب «عليٌّ و الوصيّة» تحت عنوان الحديث الثالث و الثلاثين. و نصّه يبدأ من ص 72، و حوله شرح و تفصيل حتّي ص130. و روي الحديث أيضاً في «غاية المرام» في الباب الرابع عشر تحت عنوان: الحديث الثاني عشر، في ص 67 و ص 68، و ذكر موجزاً أيضاً في الكتاب نفسه في ص 642 منه.
لقد نقل كثير من علماء الشيعة و السنّة بأسانيدهم هذا الحديث المشهور بحديث
المناشدة بسند متّصل، و دوّنوه في كتبهم، منهم الحموينيّ الشافعيّ في «فرائد
السمطين». و الخوارزميّ الحنفيّ في مناقبه ص 217، والشيخ سليمان القندوزيّ
الحنفيّ في «ينابيع المودّة» ص114. و ابن حجر الهيثميّ في «الصواعق
المحرقة» ص 77. و ذكره العلاّمة البحرانيّ. مضافاً إلی الموارد التي أُشير
إلیها في «غاية المرام»، في كتابه الآخر المعروف بالمناقب، و طبع هذا
الكتاب مع تعليقات العلاّمة الجليل العسكريّ المسمّاة: «عليٌّ و السُّنّة».
و قد فصّل ابن شهرآشوب و أمّا مناشدته عليه السلام أصحاب الشوري بعد موت عمر، فقد جاءت في كتاب «علِيٌّ و الوصيّة» من ص 126 إلی ص 130. و منها: الاحاديث التي أمر رسول الله فيها الناس باتّباع أميرالمؤمنين عليه السلام و قدّمه إلیهم بوصفه وصيّاً مفروض الطّاعة. وهذه ا لإضمامة من الاحاديث كثيرة للغاية، نذكر فيمايلي عدداً منها كأمثلة علی ما نقول: روي ابن عساكر في «تاريخ دمشق الكبير» الجزء الخاصّ بفضائل أميرالمؤمنين عليه السلام الذي تمّ تصويره من المخطوطة الموجودة في المكتبة الظاهريّة بدمشق و هو موجود الآن في مكتبةالإمامأميرالمؤمنين العامّة بالنجف الاشرف في الورقة رقم 11، [11] روي بإسناده عن ابن عبّاس أنـّه قال: سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَإنْ أدْرَكَها أَحَدٌ مِنكُمْ فَعَلَيْهِ بِخَصْلَتَيْنِ كِتابِ اللهِ وَعَليِّ بْنِ أبي طَالِبٍ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم يقولُ ـ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ ـ هَذا أوَّلُ مَن آمَنَ بِي وَ أوَّلُ مَن يُصافِحُني يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الاُمَّةِ يُفَرِّقُ بَينَ الحَقِّ وَالْباطِلِ، وَهُوَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَالْمَالُ يَعسُوبُ الظَّالِمِينَ، وَ هُوَ الصِّدِّيقُ الاكبَرُ، وَهُوَ بابِيَ الَّذِي أُوتَي مِنْهُ، وَ هُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي. و روي ابن شهرآشوب في «المناقب» ج 1 ص 543 عن أبي رافع أنـّه قَالَ: لَمّا كانَ إلیوْمُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَهُ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم غُشِيَ عَلَيهِ فَأخَذْتُ بِقَدَمَيْهِ أُقَبِّلُهُما وَ أَبكِي، فَأفَاقَ وَ أَنا أَقُولُ: مَنْ لِي وَلِوُلدِي بَعْدَكَ يا رَسُولَ اللهِ؟! فَرَفَعَ إلی رَأسَهُ وَ قَالَ: اللهُ بَعْدِي وَوَصِيَّي صالِحُ المؤمِنِينَ.
و
في «ينابيع المودّة» ص 248 حديث عن ابن عبّاس أنـّه قال: دَعَاني
رَسُولُ اللهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: فَقالَ لِي: أُبَشِّرُكَ
أَنَّ اللهَ تَعإلی أَيَّدنِي بِسَيِّدِ الاَوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ
وَالوَصِيِّينَ علی فَجَعَلَهُ كُفوَ ابْنَتَي و فيه أيضاً، ص 239 حديث عن أنس بن مالك أنـّه قال: رَأيْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: جالِساً مَعَ عَلِيٍّ فَقَالَ: أَنَا وَهَذا حُجَّةُ اللَهِ علی خَلقِهِ. رَواهُ صاحِبُ «الفردوس» وَا لإمامُ أَحمَدُ. أجل، فقد طال بنا المقام في بيان الاحاديث المأثورة في الوصاية مع أنـّنا لم نذكر هنا عُشر الاحاديث الواردة. و نختم كلامنا بحديث عن سيّد الشهداء عليه السلام يضمّ فضائل جمّة. فقد جاء في «ينابيع المودّة» الباب 41 ص 123 عن «مناقب الخوارزميّ»، عن أبي سعيد عَقيصا، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليهما السلام عن أبيه أنـّه قال: قالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ: يَا علی؛ أنتَ أَخي وَ أنا أخوكَ، أنَا المُصطَفي لِلنُّبُوَّةِ وَ أنتَ المُجتَبي لِلإمَامَةِ. أَنا وَ أنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الاُمَّةِ، وَ أنْتَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي وَأَبُووُلْدِي، أَتباعُكَ أتباعي وَ أوْلياؤُكَ أولِيائي وَ أعْدَاؤُكَ أعْدَائي، وَ أَنْتَ صَاحِبي علی الحَوْضِ وَ صاحِبي فِي المَقامِ المَحْمُودِ وَ صاحِبُ لِوائِي فِي الآخِرَةِ كَما أَنْتَ صاحِبُ لِوائي فِي الدُّنْيا. لَقَدْ سَعِدَ مَنْ تَوَلاّكَ وَ شَقِيَ مَنْ عَادَاكَ. وَ إنَّ الملائكَة لَتَتَقَرَّبُ إلی اللهِ بِمَحَبَّتِكَ وَ وِلاَيَتِكَ وَ إِنَّ أهْلَ مَوَدَّتِكَ فِي السَّماءِ أَكثَرُ مِن أَهلِ الارضِ. يَا علی؛ أنتَ حُجَّةُ اللهِ علی النَّاسِ بَعدْي، قَولُكَ قَولِي، أَمرُكَ أَمرِي، نَهيُكَ نَهْيِي، وَ طَاعَتُكَ طاعَتي وَمَعْصِيَتُكَ مَعصِيَتي، وَ حِزْبُكَ حِزْبِي، وَ حِزْبي حِزْبُ اللهِ، ثُمَّ قَرَأَ: «وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَهَ وَ رَسُولَهُ والَّذِينَ ءامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَهِ هُمُ الغَـ'لِبُونَ». فقد بيّن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم ـ في هذا الحديث المبارك مقام الإمامة والوصاية والخلافة والابوّة لاميرالمؤمنين عليهالسلام. و اعتبره قريناً ومعادلاً له من جميع الجهات، بحيث إنّ مخالفة عليٍّواتّباعه وأمره ونهيه، هي كمخالفة النبيّ واتّباعه وأمره ونهيه. وقدّمه بوصفه حجّة علی الارض كنفسه. وجعل السعادة والشقاء في تولّيه والتبرّي منه. و بصورة عامّة، فإنـّه اعتبر أميرالمؤمنين الشخص الوحيد والنموذج الفريد للتّأسّي به و اتّباعه، و جعل ا لإعراض عنه عَينَ البؤس والشقاء و الهلاك. أشعار المرحوم السيّد إسماعيل الحِميريّيقول المرحوم السيّد إسماعيل الحِميريّ: مَنْ ذَا الَّذي أوْصَي إلیهِ مُحَمَّدٌ يَقضِي العِدَاتِ فَأَنفَذَ ا لإيصَاءا [12] و يقول أيضاً: وَصِيُّ مُحَمَّدٍ وَ أبُو بَنِيهِ وَ أَوَّلُ ساجِدٍ لِلّهِ صَلَّي [13] و يقول كذلك: وَ كَأنَّ قَلْبِي حِينَ يَذْكُرُ أحْمَدا وَ وَصِيَّ أحْمَدَ نِيطَ مِنْ ذِي مِخْلَبِ بِذُرَي الْقَوادِمِ مِنْ جَناحِ مُصَعَّدٍ فِي الجَوِّ أو بِذُرَي جَناحِ مُصَوَّبِ حَتَّي يَكادَ مِنَ النِّزاعِ إلیهِمَا يُفْرِي الْحِجَابَ عَنِ الضَّلُوعِ الصُلَّبِ [14] و يقول: مُحَمَّدٌ خَيْرُ بني غَالِبِ وَ بَعْدَهُ ابْنُ أبي طَالِبِ هَذا نَبِيٌّ وَ وَصِيٌّ لَهُ وَ يُعزلُ العَالَمُ فِي جَانِبِ[15] و يقول أيضاً: فَيَقُولُ فِيهِ مُعْلِناً خَيْرُ الوَري جَهْراً وَ ما ناجَي بِهِ إِسْرَارَا هَذَا وَصِيِّي فِيكُمُ وَ خَلِيفَتِي لاَ تَجْهَلُوهُ فَتَرْجِعُوا كُفّارا [16] و له كذلك: فَطُوبَي لِمَنْ أَمسَي لآلِ مُحَمَّدِ وَلِيَّاً إمامَاهُ شُبَيْرٌ وَ شُبَّرُ وَ قَبْلَهُما الهَادي وَصِيُّ مُحَمَّدِ عَلِيُّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الْمُطَهَّرُ [17] و له أيضاً: عَلِيُّ إمامٌ وَصِيُّ النَّبِيّ بِمَحْضَرِهِ قَدْ دَعَاهُ أميرَا وَ كَانَ الْخَصِيصَ بِهِ فِي الحَياة فَصَاهَرَهُ وَاجْتَبَاهُ عَشِيرَا [18] و يقول: هَذَا أخي وَ وَصِيِّي فِي الاَمْرِ وَ مَن يَقُومُ فِيكُمْ مَقَامِي عِندَ تَذْكارِي [19] و له: عَلِيٌّ وَصِيُّ المُصْطَفي وَ وَزيرُهُ وَ ناصِرُهُ وَالبِيضُ بِالْبِيضِ تُقرَعُ وَ أَكْرَمُ خَلقِ اللهِ صِنْوُ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ لَيسَ عَن فَضلٍ إذا عُدَّ يُدْفَعُ [20] و له أيضاً: أشْهَدُ بِاللهِ وَ آلاَئِهِ وَالمَرْءُ عَمَّا قالَهُ يُسْئَلُ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ خَلِيفَةُ اللهِ الَّذِي يَعْدِلُ وَ إنَّهُ قَدْ كانَ مِن أحْمَد كَمِثلِ هَارون وَ لا مُرسَلُ لَكِنْ وَصِيٌّ خازِنٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ اللهِ بِهِ يَعْمَلُ [21] أشعار بعض الشعراء في شأن أمير المؤمنين عليه السلامو قال عتبة بن أبي لهب مخاطباً عائشة: أعَايِشُ! خَلِّي عَن عَلِيٍّ وَ عَتْبِهِ بِما لَيسَ فِيهِ إِنَّمَا أنتِ والِدَة وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ مِن دُونِ أهلِهِ فَأنتِ علی ماكَانَ مِنْ ذَاكِ شاهِدَة[22] وكتب الاَشعَث بن قيس الكندي في جوابه علی كتاب أميرالمؤمنين: أتَانَا الرَّسُولُ رَسُولُ الوَصِيِّ عَلِيٍّ المَهَذَّبِ مِن هَاشِمِ وَصِيُّ النَّبِيِّ وَ ذُوصِهْرِهِ وَخَيْرُ البَرِيَّةِ فِي العالَمِ [23] و يقول كُثير عزّه: وَصِيُّ النَّبِيِّ المُصْطَفَي وَابْنُ عَمِّهِ وَفَكّاكُ أَغْلاَلٍ وَقاضِي مَغَارِمِ [24] و يقول الصاحب بن عبّاد: إِنَّ الْمَحَبَّةَ لِلوَصِيِّ فَرِيضَةٌ أعْنِي أَميرَالمؤمنينَ عَلِيّا قَد كَلَّفَ اللهُ البَرِيَّةَ كُلَّهَا واختَارَهُ لِلْمُؤمِنِينَ وَلِيّا [25] و يقول فضل بن عبّاس: وَ كَانَ وَلِيَّ الامْرِ بَعدَ مُحَمَّدٍ عَلِيٌّ وَ فِي كُلِّ المَواطِنِ صاحِبَهْ وَصِيَّ رَسُولِ اللهِ حَقّاً وَ صِهْرَهُ وَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّي وَماذَمَّ جانِبَهْ [26] و يقول الكُمَيت: وَنِعْمَ وَلِيُّ الاْمْرِ بَعْدَ نَبِيِّهِ وَ مُنتَجَعُ الْتَّقوي وَنِعْمَ المُؤَدِّبُ [27] و [28] يتّضح جيّداً بملاحظة ما ذكرناه في هذا الفصل أنّ خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام و وصايته في عصر رسول الله صلّي الله عليه وآله و سلّم، لم تحتمل الشبهة و الترديد. و كانت واضحة و ثابتة عند الجميع، و كلّهم أذعنوا لهذه الحقيقة. لقد أكّد رسول الله في مواطن كثيرة، في السفر والحضر، و في الحرب و السلم، و في الجلسات الخاصّة و العامّة، و عند الصديق و العدو سواء سألوه، أو هو ابتدأهم، أكّد علی أميرالمؤمنين بوصفه وارثاً لمواهب الرسالة، ووصيّاً علی أعباءِ النبوّة، و خليفة علی جميع الاُمّة. و كثر ما سمّاه وليّاً لكلّ مسلم، و إماماً لكلّ مؤمن، و قائداً لكلّ تَقِيّ «وَلِيُّ كُلِّ مُسلِمٍ وَ إمامُ كُلِّ مُؤمِنٍ وَ قائِدُ كُلِّ تَقِيٍّ» و وصفه مراراً بأنـّه «سَيِّدُ المُسلِمِينَ وَ إمامُ المُتَّقِينَ وَ يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ سَيِّدُ الاوصِياءِ وَ سَيِّدُ الوَصِيِّينَ وَ خَيْرُ الاوصِياءِ وَ خَيْرُ الوَصِيِّينَ وَ أَفضَلُ الوَصِيِّينَ». ليست وصاية أميرالمؤمنين في الشؤون الشخصيّة لرسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّمإنّ الوصاية الواردة لاميرالمؤمنين من قبل النبيّ لاتتعلّق بشؤونه الشخصيّةبل تتعلّق بشؤون النبوّة و والولاية العامّة للمسلمين. و دليلنا علی ذلك هو أنـّه جعله في مصافِّ أوصياء الانبياء، مثل شيث بالنسبة إلی آدم، و سام بالنسبة إلی نوح، و يوشَع بالنسبة إلی موسي، و شمعون بالنسبة إلی عيسي، و آصِف بن بَرخيا بالنسبة إلی سليمان. ثمّ إنـّه جعله وصيّاً لمقام نبوّته، و اعتبره أشرف الجميع و أفضلهم و أعلمهم، و شرّفه بلقب سيّد الوصيّين و خير الوصيّين. و حتّي في بعض المواطن التي سئل فيها، أجاب بأنّ سبب وصاية شمعون و يوشع و آصف أعلميّتهم بالنسبة إلی جميع الاُمّة، و علی هذا الاساس جعل وصاية أميرالمؤمنين مترتّبة علی أعلميّته، و عدّه مع نفسه أبوَي هذه الاُمّة، و حجّتي الله علی عباده، و وصفه مراراً بأنـّه خليفته في حياته و بعد مماته. و مضافاً إلی ذلك، فإنـّه صلّي الله عليه و آله و سلّم قال بأنـّه هو و عليّ بن أبي طالب من شجرة واحدة، و من نور واحد، و غصنان متفرّعان من أصل واحد. و ذكر في بعض الاوقات مجملاً أنّ عدد أوصيائه إثنا عشر: كُلُّهُمْ مِن قُرَيشٍ. و قال في أوقات أُخري: كُلُّهُمْ مِنْ بَني هاشِمٍ. و قال في بعض الآونة: أوصيائي إثنا عشر أوّلهم أخي و وزيري، و وارثي و وصيّي عليّبن أبيطالب، و آخرهم المهديّ القائم من ولدي، و في آونة أُخري ذكرهم واحداً بعد الآخر، و أوّلهم عليّ بن أبي طالب، و بعده الحسن، ثُمّ الحسين، و بعده تسعة من ولده، و عدّهم واحداً واحداً، و آخرهم قائمهم رافع راية التوحيد و العدل، و هادم صرح الشرك و الظلم. و بيّن في بعض الاحايين أسماء الائمّة واحداً بعد الآخر بالتفصيل. وأمر الاُمّة جميعها في أوقات كثيرة بلزوم اتّباع عليّ بن أبي طالب واعتبر إطاعة عليّ إطاعته، و مخالفة عليّ مخالفته، و أمر عليّ أمره، و نهي عليّ نهيه، و قول عليّ قوله، و حبّ عليّ حبّه، و بغض عليّ بغضه. و حزب عليّ و أنصاره حزبه و أنصاره، و حزبه حزب الله. و قال في بعض المواطن ما مضمونه: ستظهر بعدي فتن، فعليكم بكتاب الله و وصيّي عليّ بن أبي طالب، فهما لايفترقان. و ذكّر المسلمين في جميع المراحل بالرجوع إلیالإمامبوصفه وصيّاً، و سيّد الاوصياء وإمام المسلمين، و أميرالمؤمنين، و خليفة الناس، و اعتبر السعادة والنجاة في ولايته، والشقاء و الهلاك في ا لإعراض عنه. و رتّب وصايته علی أساس تفرّده في العلم، و الحلم و السبق إلی الإسلام. و وصفه بأنـّه قاضي ديونه و منجز عداته و وارثه. و من المعلوم أنّ الديون الظاهريّة لرسول الله لم تمثّل شيئاً. والمقصود بها هنا هي مسؤوليّته و اشتغال ذمّته بالنسبة إلی جميع الناس من حيث هدايتهم و الاخذ بأيديهم نحو مقام ا لإنسانيّة الشامخ، و إيصالهم إلی أعلی درجة من درجات القرب و التوحيد. و عهوده صلّي الله عليه وآله وسلّم هي تلك المواثيق التي أخذها الله عليه بتبليغ الناس المعارف والاحكام، و توجيههم نحو السعادة، و لذلك قال له: وَ أنتَ تُسْمِعُهُمْ صَوتي. و من الطبيعيّ، فإنّ هذا العمل يصدر عن شخص هو في درجة رسول الله وَ كَالصِّنْوِ مِنَ الصِّنْوِ، وَالذَّراعِ مِنَ الْعَضُدِ. و الإرث المقصود في وصفه علی أنـّه وارثه، هو ذلك الإرث الذي وصل إلی عليّ بن أبي طالب في الشؤون المتعلّقة برسول الله.
فهو وارث مقام العلم، و وارث مقام التوحيد و المعارف الإلهيّة و لذلك قال صلّي الله عليه و آله ما مضمونه، لو لم أكن خاتم النبيّين لكنتَ شريكي في النبوّة، و لكنّك وصِيِّي و خليفتي، و لكي يأتي بشاهد من عالم الغيب حتّي لا يظنّ أصحاب الاُفق الضيّق أنّ خلافة عليّ و وصايته كلام شخصيّ صدر عن الهوي و المحاباة و علاقة القربي و المصاهرة استلهم من نزول النجم في بيت عليّ دليلاً بوصفه شاهداً غيبيّاً، أو استشهد بدخول عليّ من الباب علی أنس بن مالك كأوّل داخل عليه. أجل، فإنّ رسول الله قد ذكّر بجميع هذه المواضيع التي كانت فهرساً لهذا الفصل، و ذلك من خلال تأكيداته الشديدة و ترغيباته الاكيدة. عناد و إنكار علماء أهل السنّة مع الاعترافات الموجودة في كتبهموالعجب بل كلّ العجب من جحود و إنكار البعض من متعصّبي العامّة، إذ إنّهم ـ تقليداً لآبائهم ـ لم يتركوا الجمود و التعصّب، علی الرغم من وجود الاحاديث الصحيحة و الصريحة التي بلغت حدّ التواتر و البداهة فحملوا الاحاديث التي ورد فيها قضاء الدين و الوفاء بالعهد علی الديون الشخصيّة و العدّات الجزئيّة لرسول الله. و حملوا عنوان الوارث علی الإرث في بعض المجالات الجزئيّة، مثل إرث السيف، و الدرع، و المغفر والفَرَس، و سوّغوا لانفسهم أن يفهموا الوصاية علی أنّها وصاية في غسل رسول الله و تكفينه، أووصايته صلّي الله عليه و آله بالعرب، و ما إلی ذلك من التأوّلات و التعسّفات. و هذا ما نلمسه في كلام محبّ الدين الطبريّ في كتابه «ذخائر العقبي» ص 72، و في «الرياض النضرة» ج 3، ص 178، و كذلك في كلام غيره من متعصّبي العامّة. فهل يمكننا أن نحمل الاحاديث الكثيرة التي ورد فيها عنوان سيّد الوصيّين، و خير الاوصياء علی ا لإيصاء بالشؤون الجزئيّة الخاصّة كالغسل والتكفين و الدفن؟ و هل ينبغي لنا أن نعرض كلّيّاً عن هذه التأكيدات والتشديدات في لزوم اتّباع أميرالمؤمنين، و نصدف عنها؟ و هل ينبغي لنا أن نطوي كلّ تلك التذكيرات المتتابعة و التوصيات الاكيدة في ملفّ النسيان؟ و هل من ا لإنصاف أن نتعسّف فَنأوِّل معني الوافي بالعهود و القاضي للديون، و هما صفتان متألّقتان و علامتان خاصّتان جعلهما رسول الله لاميرالمؤمنين في مواطن مختلفة و أماكن متنوّعة و مقامات عديدة، بالوفاء ببعض العدّات التافهة و أداء بعض الدراهم المعدودة؟ إنّ جميع هذه التأوّلات تهكّم و استهزاء بكلام رسول الله، بل بشخص رسول الله، بل بمُرسِلِهِ، و الباعث عليها هو تبرئة الحكّام الغاصبين و محرّفي الشريعة عن محورها الاصلي. و لو وطّن هؤلاء العلماء الكبار من أهل السنّة أنفسهم علی أن ينسبوا اللهو و اللعب إلی كبارهم من أرباب السقيفة، لكان خيراً لهم من أن يسخروا برسول الله من خلال التلاعب بمثل هذه الالفاظ، و يُؤَوّلوا وصاياه في الرجل ا لإلهيّ الفريد الذي يمثّل رمز بزوغ التوحيد في مظاهر الصفات و الاسماء ا لإلهيّة، أعني: مولي الموحّدين و أميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب عليه السلام يُؤوّلوها تأويلات واهية باهتة لاتصدر حتّي عن الإنسان البسيط العامّيّ. و لو نسبوا الذنب و الخطأ إلی رُؤَسائهم لكان خيراً لهم من أن ينسبوهما بصورة غير مباشرة إلی رسول الله. إنّ هؤلاء قد حرفوا الطريق المستقيم. و ذلك لإسدال الستار علی جرائم الحكّام الغاصبين، و تبرير حبّهم للجاه و الرئاسة و التحكّم في رقاب المسلمين بعناوين متنوّعة. وبالتإلی فإنّهم أوّلوا الاحاديث الصادرة عن النبيّ التي لايرتاب فيها أحد وولاية أميرالمؤمنين و حكومته الظاهريّة و الباطنيّة الّتي تَتَلالا بإشراقها علی جميع الناس كالشمس. أوّلوا ذلك كلّه تأويلات باهتة خائرة يأباها العقل السليم، و هبطوا بقيمة صاحب الرسالة و مقامه إلی أسفل سافلين.
أيّ شخص يعرف سيرة الرسول الاكرم و مقامات أميرالمؤمنين نحن لاننتظر من عوامّ أهل السنّة شيئاً. فكلّ ما يُلقي إلی أُولئك المساكين المستضعفين، يلقفوه، فيكون إكسيراً لارواحهم، و كلّ موضوع يلقّنهم به كبارهم، يقبلوه و يتربّوا عليه، فليس لنامع هؤلاء كلام، بل كلامنا مع من له اطّلاع علی الاحاديث المأثورة. و كلامنا مع الّذين ذكروا الفضائل و المناقب الفذّة لاميرالمؤمنين في كتب مستقلّة أو في ثنايا أحاديث أُخري. و مع الذين يلمّون بالعربيّة وآدابها، ويفهمون المراد من كلام الله و رسوله حَسَناً، لكنّهم حرّفوا الاحاديث معنويّاً بدهاء و مكر عجيبين، و اتّبعوا سبيلاً بعيداً و خاطئاً وحجبوا عقولهم و أفكارهم عن أداءدورها. إنّهم يعرفون أميرالمؤمنين جيّداً ولكنّ الانانيّة و العناد يصّدانهم عن أن يصموا ما فعله أسلافهم بالبطلان والخيانة، فيصفوا حاملي لواء السقيفة بالخيانة و ا لإجرام بكلّ صراحة. وَ جَحَدُوا بِها وَاستَيْقَنَتْهآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَ عُلُوًّا[29] فقد أنكروا ولاية عليّ و هم علی يقين بأنّ الحقّ معه، و لم يقرّوا بها و لم يتواضعوا أمام الحقّ؛ لانّ رَين الظلم و العصيان قد تَراكم علی نفوسهم الامّارة بالسوء. الَّذِينَ ءَاتَيْنَـ'هُمُ الْكِتَـ'بَ يَعْرِفُونَهُ و كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ. [30] فإنّ أُولئك الاشخاص يعرفون ولاية أميرالمؤمنين و فضائله و مناقبه كما يعرفون أبناءهم. و العجيب هو ما يلاحَظ في كثير من أحاديث العامّة أنّ أبابكر، وعمر وعثمان، ومعاوية، وعمروبن العاص، و المُغيرة بن شُعبة، وأباعُبَيدَة بن الجَرّاح أنفسهم يعترفون بفضائل عليّ، و يرونه أهلاً للخلافة من جميع الجهات، و يعتبرون أنفسهم غاصبين و مضيّعين لحقّه الثابت، ويصفون أميرالمؤمنين بأنـّه مظلوم. و هذه اعترافات ذكرها كبار العامّة في كتبهم!! نَسْأَلُ اللهَ تَعَإلی أَنْ يَعْصِمَنَا مِنَ الزَّلَلِ وَ لاَ يَكِلْنَا إلی أَنْفُسِنا طَرْفَةَ عَينٍ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهرِينَ، وَ صَلَواتُهُ وَ تَسلِيماتُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ. ارجاعات [1] ـ جاء في بعض الاخبار كلمة «منّا» بدل «منهما». و أمّا لو كان الصحيح هو كلمة «منهما» فلعلّ السبب هو أنّ الإمام المهديّ ينتهي من جهة الاب إلي الحسين بن عليّ سيّد الشهداء عليه السلام و من جهة الاُم إلي الحسن المجتبي عليه السلام و ذلك أنّ الإمام السجّاد تزوّج بنت الإمام الحسن فأولدها الباقر لذلك فإنّ نسب الإمام المهديّ إذا انتهي بالإمام الباقر فإنـّه من جهة الاُم سينتهي بالإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام. [2] ـ كما مضي في هامش الصفحة المتقدّمة. [3] ـ «عليّ و الوصيّة» ص 215 ـ 217. [4] ـ نقلاً عن كتاب «عليّ و الوصيّة» ص 50. [5] ـ الا´يات 1 ـ 4، من السورة 53: النجم. [6] ـ الا´يات 1 ـ 7، من السورة 53: النجم. [7] ـ نقلاً عن كتاب «عليّ و الوصيّة» ص 28. [8] ـ و قد وردت كلمة «العلّة» في كتب اللغة مثل نهاية ابن الاثير و «لسان العرب» بمعني السبب. و بالطبع فقد أورد الحموينيّ في كتاب «فرائد السمطين» عبارة «علمه مطويّ» بدلاً من عبارة «علّته مطويّة». [9] ـ الا´ية 100، من السورة 9: التوبة. [10] ـ الا´ية 10، من السورة 56: الواقعة. [11] ـ نقلاً عن كتاب «عليّ و الوصيّة» ص 372. [12] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 59 عن «أعيان الشيعة» ج 12، ص 212، و قد تمّ تخريج سبع حالات عن كتاب «المناقب». [13] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 63 عن «أعيان الشيعة» ج 12، ص 214، و تمّ تخريجه من المناقب ج 2، ص 13 و ج 3، ص 58. [14] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 114 ضمن القصيدة المعروفة بالمُذهّبة و قدتمّ تخريجها عن «أعيان الشيعة» و «الكني و الالقاب» و «طبقات الشعراء» و «المناقب» و «الحيوان» للجاحظ، و «كشف الغمّة» و كثير من المصادر الاُخري. ذُرَي جمع ذِروَةَ و هي أعلي الشيء. قَوادم جمع قادِمة، و القوادم هي أربع ريشات في مقدّم جناح الطائر. و خلفها المَناكِب، ثمّ الاباهِر، و بعدها الخَوافي، تتلوها الذَّنابي. أربعاً أربعاً، و مجموعها عشرون ريشة. [15] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 128 تخريجها من «أعيان الشيعة» ج 2، ص 217 و«المناقب» ج 2، ص 36 و ج 3، ص 0 5. [16] ـ نفسه ص 216، و تمّ تخريجهما من «أعيان الشيعة» ج 12، ص 248 و «الغدير» ج 2، ص 196 «المناقب» ج 2 و 3 في عدّة صفحات. [17] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 201 و تمّ تخريجهما من «أعيان الشيعة» ج 12، ص 251. [18] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 224، و تمّ تخريجهما من «أعيان الشيعة» ج 12، ص 247 و«المناقب» ج 3، ص 56. [19] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 232، و تمّ تخريجه من «الغدير» ج 2، ص 219 و«الاغاني» ج 7، ص 269، و «المناقب» ج 3، ص 33. [20] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 275، و تمّ تخريجهما من «مجموعة المكتبة الظاهريّة» ص 195. [21] ـ «ديوان الحِميريّ» ص 304، و تمّ تخريجها من «الغدير» ج 2، ص 205. [22] ـ «المناقب» لابن شهرآشوب الطبعة الحجريّة ج 1، ص 544 و 545. [23] ـ «المناقب»، ابن شهرآشوب ج 1، ص 545. [24] ـ نفس المصدر السابق ج 1، ص 545. [25] ـ نفس المصدر السابق ج 1، ص 546. [26] ـ نفس المصدر السابق ج 1، ص 546. [27] ـ نفس المصدر السابق ج 1، ص 546. [28] ـ و يقول ابن أبي الحديد أيضاً في شرح النهج» ح 11: ص 0 12 (عشرون جزءاً): و خَيرُ خَلْقِ اللهِ بَعْدَ المُصْطَفي أعظَمُهُمْ يَوْمَ الْفِخارِ شَرَفا السّيِّدُ المُعَظَّمُ الوَصِيُّ بَعلُ البَتُولِ المُرْتَضي عَلِيُّ [29] ـ الا´ية 14، من السورة 27: النمل. [30] ـ الا´ية 20، من السورة 6: الانعام. |
|
|