بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام/ المجلد الثالث/ القسم الثامن : احتجاجات الائمة المعصومین بآیة التطهیر

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

 الاحتجاج‌ الثالث‌ لاميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير في‌ مجلس‌ الشوري‌

 روي‌ الشيخ‌ الصدوق‌ في‌ «الامالي‌» بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عامر بن‌ واثلة‌ أنـّه‌ قال‌: كُنتُ فِي‌ البَيتِ يَومَ الشُّوري‌ فَسَمِعْتُ علیاً علیهِ السَّلامُ وَ هُوَ يَقُولُ: اسْتَخْلَفَ النّاسُ أَبا بَكرٍ وَ أَنَا وَاللَهِ أَحَقُّ بِالامرِ وَ أَولي‌ بِهِ مِنْهُ واسْتَخْلَفَ عُمَرَ وَ أَنَا وَاللهِ أَحَقُّ بِالامْرِ وَ أَولَي‌ مِنْهُ إلاّ أَنَّ عُمَرَ جَعَلَني‌ مَعَ خَمْسَةٍ أَنَا سادِسُهُمْ لايَعْرِفُ علی‌َّ فَضْلاً، وَ لَوْ أَشاءُ لاَحْتَجَجْتُ بِمَا لاَيَسْتَطِيعُ عَرَبْيُّهُمْ وَ لا عَجَمِيُّهُمُ الْمُعاهِدُ مِنْهُمْ وَالْمُشرِكُ تَغييرَ ذَلِكَ، ثُمَّ ذَكَرَ علیهِ السَّلامُ مَااحتَجَّ بِهِ علی‌ أهلِ الشُّوري‌، فَقَالَ فِي‌ ذَلِكَ: نَشَدتُكُمْ بِاللهِ هَل‌ فِيكُمْ أَحَدٌ أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ آيةَ التَّطْهِير علی‌ رَسُولِ اللهِ: «إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» ؟ فَأَخَذَ رَسُولَ اللهِ صَلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ كِساءً خَيبَريّاً فَضَمَّني‌ فِيهِ وَ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَينَ ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ إنَّ هَؤلاء أهْلُ بَيتِي‌ فَأذهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً ؟ قالُوا: اللّهُمَّ لاَ. [1]

 و كذلك‌ روي‌ الشيخ‌ الطوسيّ في‌ «الامالي‌» بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ أبي‌ذرّ الغفاريّ أنـّه‌ قال‌: إنَّ علیاً وَ عُثْمَانَ وَ طلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عُوفٍ وَ سَعْدَ بن‌ أبي‌ وَقّاصٍ أَمَرَهُم‌ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ أن‌ يَدخُلُوا بَيتاً وَيغْلِقُوا علیهِمْ بَابَهُ وَ يَتَشَاوَرُوا فِي‌ أَمرِهِمْ بَيْنَهُمْ ثَلاثَةَ أَيْامٍ، فَإن‌ تَوافَقَ خَمْسَةٌ علی‌ قَولٍ واحِدٍ وَ أَبي‌ رَجُلٌ مِنْهُمْ قُتِلَ: ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَ إنْ تَوافَقَ أربَعَةٌ وَ أَبي‌ اثنانِ قُتِلَ الاثنانِ. [2]فَلَمَّا تَوافَقُوا جَميعاً علی‌ رَأي‌ واحِدٍ قالَ لَهُمْ علی‌ُّ بنُ أبي‌ طالِبٍ علیه‌ السّلام‌ إنِّي‌ أُحِبُّ أَن‌ تَسْمَعُوا مِنيّ مَا أقُولُ لَكُمْ فَان‌ يَكُن‌ حَقّاً فَاقْبَلُوهُ، وَ إن‌ يَكُن‌ بَاطِلاً فَأنْكِرُوهُ، قَالُوا: قُلْ فَذَكَرَ فَضَائِلَهُ عَنِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَ عَن‌ رَسُولِهِ صَلّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَ هُمْ يُوافِقُونَهُ وَيُصَدِّقُونَهُ فِيمَا قَالَ: وَ كَانَ فِيمَا قَالَ علیهِ السَّلامُ: فَهَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ آيَةَ التَّطهير حَيثُ يَقُولُ الله‌ تعالي‌: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» غَيْرِي‌ وَ زَوجَتي‌ وَابْنَيَّ ؟ قَالُوا: لاَ. [3]

 و ذكر الشيخ‌ الطوسيّ في‌ «الامالي‌» حديثاً آخر بهذا المضمون‌ لكن‌ بسند آخر ينتهي‌ إلي‌ أبي‌ الاسود الدوليّ. [4]

 الرجوع الي الفهرس

 الاحتجاج‌ الرابع‌ لاميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير في‌ مسجد النبيّ

 روي‌ الحموينيّ في‌ كتاب‌ «فرائد السمطين‌ في‌ فضائل‌ المرتضي‌ والبتول‌ و السبطين‌» بسلسلة‌ سنده‌ المتّصل‌ عن‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ أنـّه‌ قال‌: رأيت‌ علیاً علیه‌ السلام‌ في‌ مسجد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ خلافة‌ عثمان‌ و جماعة‌ يتحدّثون‌ و يتذاكرون‌ العلم‌ و الفقه‌، فذكروا قريشاً و فضلها و سوابقها و هجرتها، و ما قال‌ فيها رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ من‌ الفضل‌... إلي‌ أن‌ قال‌ و علی بن‌ أبي‌طالب‌ علیه‌ السلام‌ ساكت‌ لاينطق‌ و لا أحد من‌ أهل‌ بيته‌، فأقبل‌ القوم‌ علیه‌ فقالوا: يا أباالحسن‌ ما يمنعك‌ أن‌ تتكلّم‌ ؟ فقال‌: ما من‌ الحيّين‌ يعني‌ المهاجرين‌ قريش‌ والانصار إلاّ و قد ذكر فضلاً و قال‌ حقّاً، فأنا أسألكم‌ يا معشر قريش‌ والانصار مَن‌ ] بمن‌ [ أعطاكم‌ الله‌ هذا الفضل‌ ؟ أبأنفسكم‌، و عشائركم‌، وأهل‌ بيوتاتكم‌ أم‌ بغيركم‌ ؟ قالوا: بل‌ أعطانا الله‌ و منّ به‌ علینا بمحمّد صلّي‌الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ و عشيرته‌، لا بأنفسنا و عشائرنا، و لا بأهل‌ بيوتاتنا. قال‌: صدقتم‌ يا معشر قريش‌ و الانصار. ألستم‌ تعلمون‌ أنّ الذي‌ نلتم‌ من‌ خير الدنيا و الآخرة‌ منّا أهل‌ البيت‌ خاصّة‌ دون‌ غيرهم‌ ؟ ] ثُمَّ بدأ علیه‌ السلام‌ يعدّد فضائله‌ و مناقبه‌ واحدة‌ تلو الاُخري‌، و يقرأ علیهم‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ النازلة‌ فيه‌، إلي‌ أن‌ قال‌ [: أيُّها النّاسُ أتَعْلَمونَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ فِي‌ كِتَابِهِ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» فَجَمَعَنِي‌ وَ فَاطِمَةَ وَابَْني‌َّ حَسَناً وَالْحُسَينَ ثُمَّ اَلْقَي‌ علینا كِساءً وَقَالَ: اللَهُمَّ هَؤلاءِ أَهْلُ بَيتي‌ وَ لُحْمَتي‌ يُؤلِمُني‌ ما يُؤلِمُهُمْ، وَ يَجْرَحُني‌ ما يَجْرَحُهُمْ [5]فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ: أَنْتَ إلَي‌ خَيْرٍ، فِي‌َّ وَ فِي‌ أَخِي‌ علی‌ِّ بنِ أَبي‌ طالِبٍ وَفِي‌ ابْنَي‌َّ وَفِي‌ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ ابْنَي‌ الْحُسيْنِ خاصَّةً لَيْسَ مَعَنا فِيها أَحَدٌ غَيْرُنَا ؟ فَقَالُوا كُلُّهُمْ: نَشْهَدُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْنَا بِذَلِكَ فَسَألْنَا رَسُولَ اللهِ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ و سلّم‌ فَحَدَّثَنا كَما حَدَّثَتنا أُمُّ سَلَمَة‌. [6]

 هذا الحديث‌ مفصّل‌ جدّاً و نحن‌ نقلنا هنا ما يهمّنا في‌ هذا الموضوع‌ من‌ نزول‌ آية‌ التطهير في‌ أهل‌ البيت‌.

 يقول‌ العلاّمة‌ نجم‌ الدين‌ الشريف‌ العسكريّ: هذا الحديث‌ الشريف‌ معروف‌ بحديث‌ المناشدة‌، أخرجه‌ جماعة‌ من‌ علماء إماميّة‌ و علماء السنّة‌، والذين‌ أخرجوه‌ من‌ علماء السنّة‌ كثيرون‌، منهم‌ الحموينيّ الشافعيّ في‌ «فرائد السمطين‌»، و الخوارزميّ الحنفيّ في‌ «المناقب‌» ص‌ 217 مع‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌، وا لشيخ‌ سليمان‌ القندوزيّ الحنفيّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 114، أخرجه‌ ناقصاً مع‌ اختلاف‌ في‌ بعض‌ ألفاظه‌، و منهم‌ مؤلّف‌ «المناقب‌ الفاخرة‌»، و ابن‌ حجر الهيثميّ في‌ «الصواعق‌ المحرقة‌» ص‌77، أخرج‌ بعض‌ ألفاظ‌ الحديث‌، و قد أخرجه‌ من‌ علماء إماميّة‌ العلاّمة‌ السيّد هاشم‌ البحراني‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 67. و أخرجه‌ أيضاً في‌ كتابه‌ الصغير المسمّي‌ ب «المناقب‌» بعدما علّقنا علیه‌ و ذكرنا مصادر أحاديثه‌ وذكرنا مستدركات‌ بعض‌ أحاديثه‌، و قد طبع‌ ببغداد تحت‌ عنوان‌: «علی‌ُّ والسُّنَّة‌». [7]

 الرجوع الي الفهرس

 الاحتجاج‌ الخامس‌ لاميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير قبل‌ نشوب‌ القتال‌ في‌ معركة‌ صفين‌

 لمّا كتب‌ معاوية‌ كتاباً مفصّلاً إلي‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ و أرسله‌ مع‌ أبي‌ الدرداء و أبي‌ هريرة‌، و مفاده‌ إن‌ كان‌ الامر كما قلت‌ أي‌ إن‌ كنتَ بريئاً من‌ دم‌ عثمان‌) فأمكنّا من‌ قتلة‌ عثمان‌ و ادفعهم‌ إلينا نقتلهم‌،و (عند ذلك‌) نسلّم‌ إليك‌ الامر، (و نبايعك‌ نحن‌ و من‌ يخصّنا و جميع‌ أهل‌ الشام‌). [8]

 أجاب‌ إمام‌ أباهريرة‌ و أبا الدرداء جواباً مفصّلاً، و بيّن‌ لهما خيانة‌ معاوية‌ مع‌ الدليل‌، إذا إنـّه‌ لا علاقة‌ له‌ بقتلة‌ عثمان‌، و قد بايعه‌ الناس‌ خليفة‌ علیهم‌ فهو الذي‌ يحكم‌ فيهم‌ و ليس‌ معاوية‌. لانّ معاوية‌ لا خليفة‌ ولاوليّ دم‌ و لا وريث‌ عثمان‌ بل‌ هو مثير للفتن‌ بذريعة‌ المطالبة‌ بثأر عثمان‌، ممّا أدّي‌ إلي‌ شقّ عصا المسلمين‌ و الحال‌ أنّ بيعة‌ معاوية‌ للإمام‌ واجبة‌ و مخالفته‌ حرام‌. بعد ذلك‌ ألقي‌ إمام‌ خطبة‌ مفصّلة‌ بحضور أبي‌ هريرة‌ و أبي‌ الدرداء و جماعة‌ من‌ المهاجرين‌ و الانصار بيّن‌ فيها ماضيه‌ المشرق‌ في‌ الإسلام‌ وأحقّيّته‌ بالامر مطعّماً ذلك‌ بالآيات‌ القرآنيّة‌ النازلة‌ بحقّه‌، والاحاديث‌ النبويّة‌ الصادرة‌ بشأنه‌ و مناقبه‌ و فضائله‌.

 و ممّا جاء فيها استشهاده‌ بآية‌ التطهير، فقال‌: أيُّهَا النَّاسُ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ تَبَاركَ وَ تَعالَي‌ أَنْزَلَ في‌ كِتَابِهِ «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»، فَجَمَعني‌ رَسُولُ اللهِ وَ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَينَ فِي‌ كِساءٍ وَ قَالَ: اللَهُمَّ هَؤلاء عِتْرَتِي‌ وَ خَاصَّتِي‌ وَ أَهْلُ بَيتِي‌ فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطهِيراً، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَ أَنَا ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ علی‌ خَيرٍ وَ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِيَّ وَفي‌ أخي‌ علی‌ٍّ وَابنَتي‌ فَاطِمَةَ وَابْنَي‌َّ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ صَلَواتُ اللهِ علیهم‌ خَاصَّةً لَيْسَ مَعَنا غَيْرُنا وَفِي‌ تِسعَةٍ مِن‌ وُلدِ الْحُسَيْنِ مِن‌ بَعْدي‌. فَقَامَ كُلُّهُمْ فَقَالُوا: نَشْهَدُ اَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتنا بِذَلِكَ، فَسَألْنَا عَن‌ ذَلِكَ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَنا بِهِ كَمَا حَدَّثَتنا أُمُّ سَلَمَةَ. [9]

 و كذلك‌ فإنّ للإمام‌ أميرالمؤمنين‌ علی علیه‌ السلام‌ في‌ هذا العصر احتجاجاً آخر يستشهد فيه‌ بآية‌ التطهير. و لمّا كان‌ مفصّلاً، لذلك‌ نكتفي‌ بنقل‌ طرف‌ منه‌.

 روي‌ في‌ كتاب‌ «المناقب‌ الفاخرة‌ في‌ العترة‌ الطاهرة‌» بسلسلة‌ سنده‌ المتصّل‌ عن‌ شريك‌ بن‌ عبدالله‌ (الاعور أنـّه‌) قال‌: «رأيت‌ أميرالمؤمنين‌ ذات‌ يوم‌ و هو قائم‌ و أصحاب‌ رسول‌ الله‌ جلوس‌ و هو يقول‌ لهم‌: أنشدكم‌ الذي‌ لا أعظم‌ منه‌، أفيكم‌ أخ‌ لرسول‌ الله‌ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: أُنشدكم‌ الله‌ أفيكم‌ من‌ آمن‌ بالله‌ و رسوله‌ قبلي‌ ؟ فقالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌ أفيكم‌ أحد صلّي‌ القبلتين‌ و بايع‌ البيعتين‌ قبلي‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌ أفيكم‌ أحد له‌ زوجة‌ تشبه‌ زوجتي‌ سليلة‌ المصطفي‌ و نبعة‌ العلی‌ و مريم‌ الكبري‌ و فاطمة‌ الزهراء سيّدة‌ نساء أهل‌ الجنّة‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌ أفيكم‌ أحد له‌ ولد يشبه‌ وَلَدي‌ الحسن‌ و الحسين‌ سيّدي‌ شباب‌ أهل‌ الجنّة‌ ؟ فقالوا: لا.

 فقال‌: فأُنشدكم‌ الله‌ أفيكم‌ أحد أقرب‌ محتداً من‌ رسول‌ الله‌ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، هل‌ فيكم‌ أحد غسّله‌ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، هل‌ فيكم‌ أحد غمّض‌ عينيْ رسول‌ الله‌ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، أفيكم‌ أحد فدي‌ رسولَ الله‌ بنفسه‌ و نام‌ علی‌ فراشه‌ و بذل‌ مهجته‌ دونه‌ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، أفيكم‌ أحد كان‌ إذا قاتل‌ كان‌ جبرائيل‌ عن‌ يمينه‌، و ميكائيلُ عن‌ شماله‌ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، هل‌ فيكم‌ أحدٌ أمرالله‌ بمودّته‌ حيث‌ قال‌: قُلْ لاَ أَسْأَلُكُم‌ علیهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي‌ الْقُرْبَي‌' غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، هل‌ فيكم‌ من‌ طهّره‌ الله‌ في‌ كتابه‌ حيث‌ قال‌: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» غيري‌ وأهل‌ بيتي‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، هل‌ فيكم‌ أحدٌ أخذ رسولُ الله‌ بيده‌ يوم‌ غدير خمّ، و قال‌: مَنْ كُنتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عادِ مَن‌ عَادَاهُ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، هل‌ فيكم‌ أحد كان‌ يأخذ ثلاثة‌ أسهم‌: سهم‌ القرابة‌، و سهم‌ الخاصّة‌، و سهم‌ الهجرة‌ غيري‌ ؟ قالوا: لا.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌، هل‌ فيكم‌ من‌ أمرالله‌ رسوله‌ فتح‌ بابه‌ حيث‌ سدّت‌ الابواب‌ غيري‌ ؟ حتّي‌ قام‌ عمّي‌ و قال‌: يا رسول‌ الله‌ أمرتَ بسدّ أبوابنا وفتحت‌ باب‌ علی‌ّ ؟ فقال‌: والله‌، ما أسكنت‌ علیاً بل‌ الله‌ أسكنه‌ وأخرجكم‌! فقالوا: صدقتَ. فقال‌: اللهُمَّ اشهدْ و كفي‌ بالله‌ شهيداً». [10]

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد السيّدة‌ فاطمة‌ علیها السلام‌ بآية‌ التطهير في‌ قضيّة‌ فدك‌

 الثالث‌: استشهاد السيّدة‌ فاطمة‌ الزهراء بآية‌ التطهير

 في‌ قضيّة‌ فدك‌

 يقول‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌: انتهيت‌ إلي‌ حلقة‌ في‌ مسجد رسول‌ الله‌ ليس‌ فيها الاّ هاشميّ غير سلمان‌، وأبي‌ذر، والمقداد، ومحمّد بن‌ أبي‌بكر وعمربن‌ أبي‌ سلمة‌، و قيس‌ بن‌ سعد بن‌ عبادة‌، فقال‌ العبّاس‌ لعلی صلوات‌ الله‌ علیه‌: ما تري‌ عمر منعه‌ من‌ أن‌ يغرم‌ قنفذاً كما أغرم‌ جميع‌ عمّاله‌ ؟ فنظر علی‌ّ علیه‌ السلام‌ إلي‌ من‌ حوله‌ ثمّ اغرورقت‌ عيناه‌، ثمّ قال‌: نشكو له‌ ضربة‌ ضربها فاطمة‌ بالسوط‌ فماتت‌ و في‌ عضدها أثره‌ كأنـّه‌ الدملج‌. ثمّ قال‌ علیه‌السلام‌ العجب‌ ممّا اشربت‌ قلوب‌ هذه‌ الاُمّة‌ من‌ حبّ هذا الرجل‌ وصاحبه‌ من‌ قبله‌ و التسليم‌ له‌ في‌ كلّ شي‌ء أحدثه‌. لئن‌ كان‌ عمّاله‌ خونة‌ وكان‌ هذا المال‌ في‌ أيديهم‌ خيانة‌، ما كان‌ حلّ له‌ تركه‌، و كان‌ له‌ أن‌ يأخذه‌ كلّه‌ فإنـّه‌ في‌ء للمسلمين‌، فما له‌ يأخذ نصفه‌ و يترك‌ نصفه‌. و لئن‌ كانوا غير خونة‌، فما حلّ له‌ أن‌ يأخذ أموالهم‌ و لا شيئاً منه‌ قليلاً و لا كثيراً، و إنـّما أخذ أنصافها ؛ و لو كانت‌ في‌ أيديهم‌ خيانة‌ ثمّ لم‌ يقرّوا بها و لم‌ تقم‌ علیهم‌ البيّنة‌، ما حلّ له‌ أن‌ يأخذ منهم‌ قليلاً و لا كثيراً. و أعجب‌ من‌ ذلك‌ إعادته‌ إيّاهم‌ إلي‌ أعمالهم‌، لئن‌ كانوا خونه‌ ما حلّ له‌ أن‌ يستعملهم‌.

 ] ثمّ تطرّق‌ أميرالمؤمنين‌ إلي‌ ما أحدثه‌ عمر، و ما أجراه‌ من‌ تغييرات‌ وتبديلات‌ في‌ سنّة‌ النبي‌ّ الاكرم‌، إلي‌ أن‌ وصل‌ إلي‌ قضيّة‌ فدك‌، فذكر ما قالته‌ فاطمة‌ علیها السلام‌ عندما أراد الشيخان‌ أن‌ يأخذا منها فدكاً. قالت‌: [ «أليست‌ في‌ يدي‌ و فيها وكيلي‌، و قد أكلت‌ غلّتها و رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ حيّ ؟ قالا: بلي‌. قالت‌: فلم‌ تسألاني‌ في‌ البيّنة‌ علی‌ ما في‌ يدي‌ ؟ قالا: لانـّها في‌ء المسلمين‌، فإن‌ قامت‌ بيّنة‌ و إلاّ لم‌ نمضها. قالت‌ لهما و الناس‌ حولهما يسمعون‌: أفتريدان‌ أن‌ تردّا ما صنع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ و تحكما فينا خاصّة‌ بما لم‌ تحكما في‌ سائر المسلمين‌. أيـّها الناس‌، اسمعوا ما ركب‌ هؤلاء من‌ الإثم‌. قالت‌: أرأيتما أن‌ ادّعيت‌ ما في‌ أيدي‌ المسلمين‌ من‌ أموالهم‌، تسألونني‌ البيّنة‌ أم‌ تسألونهم‌ ؟ قالا: بل‌ نسألك‌ (لانـّها ليست‌ في‌ يدك‌). قالت‌: فإن‌ ادّعي‌ جميع‌ المسلمين‌ ما في‌ يدي‌، تسألونهم‌ البيّنة‌ أم‌ تسألونني‌ ؟

 (لمّا كانت‌ حجّة‌ فاطمة‌ قاطعة‌ و عجزا عن‌ الجواب‌) فغضب‌ عمر وقال‌: إنّ هذا في‌ء للمسلمين‌ و أرضهم‌، و هي‌ في‌ يدي‌ فاطمة‌ تأكل‌ غلّتها، فإن‌ أقامت‌ بيّنة‌ علی‌ ما ادّعت‌ أنّ رسول‌ الله‌ وهبها لها من‌ بين‌ المسلمين‌ وهي‌ فيئهم‌ و حقّهم‌، نظرنا في‌ ذلك‌. فقالت‌: حسب‌، أُنشدكم‌ بالله‌ أيّها الناس‌، أما سمعتم‌ رسول‌ الله‌ يقول‌: إنّ ابنتي‌ سيّدة‌ نساء أهل‌ الجنّة‌ ؟ قالوا: اللَهُم‌ نعم‌ قد سمعناه‌ من‌ رسول‌ الله‌، قالت‌: أفسيّدة‌ نساء أهل‌ الجنّة‌ تدّعي‌ الباطل‌ وتأخذ ما ليس‌ لها ؟ أرأيتهم‌ لو أنّ أربعة‌ شهدوا علی‌ّ بفاحشة‌ أو رجلان‌ بسرقة‌، أكنتم‌ مصدّقين‌ علی‌ّ ؟ فأمّا أبوبكر فسكت‌، و أمّا عمر فقال‌: نعم‌ ونوقع‌ علیك‌ الحدّ. فقالت‌: كذبت‌ ولؤمت‌ إلاّ أن‌ تقرّ أنـّك‌ لست‌ علی‌ دين‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌، إنّ الذي‌ يجيز علی‌ سيّدة‌ نساء أهل‌ الجنّة‌ شهادة‌ أو يقيم‌ علیها حدّاً لملعون‌ كافر بما أنزل‌ الله‌ علی‌ محمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌. إنَّ مَن‌ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً لاَ تَجُوزُ علیهِم‌ شَهادَةٌ لاِنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مِن‌ كُلِّ سُوءٍ مُطهَّرُّونَ مِن‌ كُلِّ فَاحِشَةٍ.

 حدّثني‌ يا عمر من‌ أهل‌ هذه‌ الآية‌ لو أنّ قوماً شهدوا علیهم‌ أو علی‌ أحد منهم‌ بشرك‌ أو كفر أو فاحشة‌ كان‌ المسلمون‌ يتبرّؤون‌ منهم‌ ويحدّونهم‌؟

 قال‌: نعم‌، و ما هم‌ و سائر الناس‌ في‌ ذلك‌ إلاّ سواء. قالت‌: كذبتَ وكفرتَ، ما هُم‌ و سائرُ النَّاسِ سَواءً لاِنَّ اللهَ عَصَمَهُمْ وَ أَنزَلَ عِصْمَتَهُمْ وَتَطْهِيرَهُمْ وَ أَذْهَبَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، فَمَنْ صَدَّقَ علیهِمْ فَإنَّمَا يُكَذِّبُ اللهَ وَرَسُولَهُ. ] فلمّا بلغ‌ الامر حيث‌ بلغ‌ و أفحمهما احتجاجُ فاطمة‌ و استدلالها الرصين‌، [ قال‌ أبوبكر: أقسمتُ علیك‌ يا عمر، لما سكتَّ [11]ـ الحديث‌.

 الرجوع الي الفهرس

الاستشهاد الاوّل‌ للإمام‌ الحسن‌ علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

 الرابع‌: استشهاد إمام‌ الحسن‌ علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

 في‌ ثلاثة‌ مواضع‌

 الاوّل‌: بعد وفاة‌ إمام‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ إذ جاء إمام‌ الحسن‌ علیه‌ السلام‌ إلي‌ مسجد الكوفة‌ بعد دفن‌ أبيه‌، و كان‌ المسجد يغصّ بالناس‌ لكثرة‌ الزحام‌، فخطب‌ في‌ تلك‌ الجموع‌ الغفيرة‌ متطرّقاً إلي‌ شي‌ء من‌ سيرة‌ والده‌ المرتضي‌. و بعد الخطبة‌، بايعه‌ الناس‌ جميعهم‌ بالخلافة‌. و كان‌ ممّا ذكره‌ في‌ الخطبة‌ استشهاده‌ بآية‌ التطهير في‌ بيان‌ شأنه‌ و منزلته‌.

 روي‌ محمّد بن‌ العبّاس‌ بن‌ ماهيار ـ و هو من‌ الموثّقين‌ عند الشيعة‌ ـ في‌ تفسير القرآن‌ الذي‌ ألّفه‌ للحديث‌ عن‌ الآيات‌ النازلة‌ في‌ أهل‌ البيت‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عمربن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ أنـّه‌ قال‌: خَطَبَ الْحَسَنُ بنُ علی‌ٍّ علیهِمَا السَّلامُ النَّاسَ حِينَ قُتِلَ علی‌ٌّ علیهِ السَّلامُ فَقَالَ: قُبِضَ فِي‌ هذهِ اللَّيلَةِ رَجُلٌ لَم‌ يَسْبِقْهُ الاوَّلُونَ وَ لاَ يُدْرِكُهُ الآخِرُونَ. ما تَرَكَ علی‌ ظْهرِ الارضِ صَفْراءَ وَ لاَ بيضَاءَ إلاّ سَبْعَمِائَةِ دِرهَمٍ فَضَلَت‌ مِن‌ عَطائِهِ أرادَ أَن‌ يَبتَاعَ بِهَا خَادِماً لاِهْلِهِ. ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَن‌ عَرَفَني‌ فَقَدْ عَرَفَني‌ وَ مَن‌ لَم‌ يَعْرِفِني‌ فَأَنَا الْحَسَنُ بنُ علی‌ٍّ وَ أَنَا ابنُ البَشِيرِ وَالنَّذِيرِ وَالدّاعِي‌ إلَي‌ اللهِ بِاِذْنِهِ وِالسِّراجِ المُنِير. أَنا مِن‌ أهلِ الْبَيتِ الَّذِي‌ كان‌ يَنزِلُ فِيهِ جَبر'ئيلُ وَ يَصْعَدُ، وَأَنَا مِن‌ أَهْلِ الْبَيتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً. [12]

 و روي‌ الحاكم‌ في‌ «المستدرك‌» و الهيثميّ في‌ «مجمع‌ الزوائد» أنَّ الْحَسَنَ بنَ علی‌ٍّ خَطَبَ النَّاسَ حِينَ قُتِلَ علی‌ٌّ وَ قَالَ في‌ خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ مَن‌ عَرَفَني‌ فَقَدْ عَرَفَني‌، وَ مَن‌ لَمْ يَعْرِفِني‌ فَأَنَا الْحَسَنُ بنُ علی‌ٍّ، وَأَنا ابنُ النَّبِي‌ِّ، وَ أَنا ابنُ الوَصِي‌ِّ، وَ أَنَا ابنُ الْبَشيرِ، وَ أَنَا ابنُ النَّذِيرِ، وَ أَنَا ابنُ الدّاعي‌ اِلي‌ اللهِ بِإذنِهِ، وَ أَنَا ابنُ السِّراجِ الْمُنيرِ، وَ أَنا مِن‌ أَهْلِ الْبَيتِ الَّذِي‌ كان‌ جَبرَئيلُ يَنْزِلُ إلينَا وَ يَصْعَدُ مِن‌ عِندِنا، وَ أَنا مِن‌ أَهْلِ الْبَيتِ الَّذِي‌ أَذهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهيراً [13] ـ الخطبة‌.

 الرجوع الي الفهرس

 الاحتجاج‌ الثاني‌ للإمام‌ الحسن‌ بآية‌ التطهير

 بعد الصلح‌ مع‌ معاوية‌، حيث‌ صعد إمام‌ المنبر و ألقي‌ خطبة‌ بليغة‌ ومفصّلة‌ للغاية‌ ذكر فيها مناقبه‌ و فضائله‌ جميعها.

 نقل‌ الشيخ‌ الطوسيّ في‌ «الامالي‌» هذه‌ الخطبة‌ بسندين‌. الاوّل‌: عن‌ إمام‌ علی‌ّ بن‌ الحسين‌ زين‌ العابدين‌ علیهما السلام‌ و هذه‌ الخطبة‌ مفصّلة‌ للغاية‌، و قد بيّن‌ إمام‌ فيها فضائله‌، إلي‌ أن‌ قال‌:

 وَ أَقُولُ مَعاشِرَ الْخَلائِقِ فَاسْمَعُوا وَ لَكُمْ أَفْئِدةٌ وَ أَسْماعٌ فَعُوا: إنَّا أهْلُ بيتٍ أكرَمَنا اللهُ بِالإسلامِ وَاختَارَنا وَ اصطفانا وَ اجْتَبَانَا وَ أَذهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ وَ طَهَّرَنا تَطهيراً، والرِّجْسُ هُوَ الشَّكُّ فَلا نَشْكُّ في‌ اللهِ الْحَقِّ وَ دِينِهِ أَبَداً، وَ طَهَّرَنا مِن‌ كُلِّ أَفْنٍ وَ عَيبٍ مُخْلَصِينَ إلي‌ آدَمَ نِعْمَةً مِنهُ. لَم‌ تَفْتَرِقِ النَّاسُ فِرقَتَينِ إلاّ جَعَلَنَا اللهُ في‌ خَيرِهِمَا، فَأَدَّتِ الاُمورُ وَ أفضَتِ الدُّهُورُ.

 ثمَّ واصل‌ إمام‌ كلامه‌ فتطرّق‌ إلي‌ مناقبه‌ الاُخري‌ بالتفصيل‌، إلي‌ أن‌ قال‌: فَنَحْنُ أهْلُهُ وَ لَحْمُهُ وَ دَمُهُ وَ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ مِنْهُ وَ هُوَ مِنّا، وَ قَد قَالَ اللهُ تَعالي‌: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»، فَلَمّا أُنزِلَت‌ آيَةُ التَّطهيرِ جَمَعَنا رَسُولُ اللهِ صَلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ وسلّم‌ أَنَا وَ أَخي‌ وَ أُمّي‌ وَ أَبي‌، فَجَعَلَنا وَ نَفْسَهُ فِي‌ كِساءٍ لاِمِّ سَلَمَةَ خَيبَري‌ٍّ في‌ حُجْرَتِهَا وَ يَومِها فَقَالَ: اللَهُمَّ هَؤلاءِ أهْلُ بَيتِي‌ وَ هؤلاءِ أَهْلِي‌ و عِترَتِي‌ فَأَذهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرهُم‌ تَطْهِيراً. فَقَالَت‌ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِي‌ اللَهُ عَنْهَا أَنا أَدْخُلُ مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَهِ ؟ فَقَالَ لَها رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَرحَمُكِ اللهُ أنتِ علی‌ خَيرٍ وَ إِلي‌ خَيرٍ وَ ما أرضاني‌ عنكِ وَلكِنَّها خاصَّةٌ لي‌ وَ لَهُم‌، ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ بَقِيَّةَ عُمْرِهِ حَتّي‌ قَبَضَهُ اللهُ إلَيهِ يَأتِينا في‌ كُلِّ يَومٍ عِندَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَ يَقُولُ: الصَّلاةَ يَرْحَمْكُمُ اللهُ، «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» [14] ـالخطبة‌.

 أمّا السند الثاني‌ فهو عن‌ أبي‌ عمر زاذان‌ قال‌: لمّا صالح‌ إمام‌ الحسن‌ علیه‌ السلام‌ معاوية‌، صعد المنبر فخطب‌ الناس‌ مبيّناً مناقبه‌، إلي‌ أن‌ قال‌: وَ لَمّا نَزَلَتْ آيَة‌ التَّطهِيرِ جَمَعَنا رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في‌ كِساءٍ لاِمِّ سَلَمَةَ رَضِي‌ اللَهُ عَنْها خَيبَري‌ٍّ ثُمَّ قالَ: اللَهُمَّ هَولاءِ أَهْلُ بَيْتِي‌ وَعِترَتي‌ فَأَذْهِب‌ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً.[15]

 الثالث‌: بعد طعنه‌ بالخنجر في‌ فخذه‌ أثناء حربه‌ مع‌ معاوية‌. روي‌ أنـّه‌ خطب‌ الناس‌ بعد أن‌ تحسّنت‌ صحّته‌. و قد نقل‌ هذه‌ الخطبة‌ من‌ العامّة‌: الهيثميّ و ابن‌ كثير مع‌ اختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌. و نحن‌ ننقل‌ هنا كلمات‌ الهيثميّ:

 إنَّ الحَسَنَ بنَ علی‌ٍّ حِينَ قُتِلَ علی‌ٌّ استُخْلِفَ، فَبَيْنا هُوَ يُصلِّي‌ بِالنَّاسِ اِذ وَثَبَ رَجُلٌ فَطَعَنَهُ بِخَنْجَرٍ في‌ وَرِكِهِ فَتَمرَّضَ مِنها أشْهُراً ثُمَّ قامَ فَخَطَبَ علی‌ الْمِنبَرِ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ اتَّقُوا اللهَ فِينا فَإنّا أُمَراؤكُم‌ وَ ضِيفَانُكُمْ، وَنَحْنُ أَهلُ الْبَيتِ الَّذِي‌ قَالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»، فَمَا زالَ يَومَئِذٍ يَتَكلَّمُ حَتّي‌ ما نَري‌ في‌ المَسْجِدِ إلاّ بَاكِياً [16]. ثمّ قال‌ الهيثميّ: روي‌ الطبرانيّ هذا الحديث‌، ورواته‌ من‌ الموثّقين‌.

 الرجوع الي الفهرس

 استشهاد الإمام‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

الخامس‌: استشهاد إمام‌ الحسين‌ سيّد الشهداء علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

 في‌ الشعر المنسوب‌ إليه‌ الذي‌ أنشده‌ يوم‌ العاشر من‌ المحرّم‌ أمام‌ الجيش‌ الامويّ، و مطلعه‌:

 كَفَرَ الْقَومُ وَ قِدْماً رَغِبوا                          عَنْ ثَوابِ اللهِ رَبِّ الثَّقَلَين‌

 ثمّ تطرّق‌ فيه‌ إلي‌ مناقبه‌ و مفاخره‌، و بعد ذلك‌ قال‌:

 نَحنُ أصحابُ الكِسا خَمْسَتُنا                               قَد مَلَكْنَا شَرْقَها وَالْمَغْرِبَين‌

 ثُمَّ جَبريلُ لَنا سَادِسُنا                            وَ لَنا الْبَيتُ كَذا وَالمَشْعَرَين‌ [17]

 و في‌ مواطن‌ كثيرة‌ تحدّث‌ إمام‌ الحسين‌ عن‌ نفسه‌ المقدّسة‌ بوصفه‌ من‌ أهل‌ البيت‌، منها: عندما تردّد مسلم‌ بن‌ عقيل‌ في‌ الذهاب‌ إلي‌ العراق‌ وأرسل‌ إليه‌ كتاباً يخبره‌ فيه‌ بتطيُّره‌ من‌ هذه‌ المهمّة‌، أجابه‌ إمام‌ علیه‌ السلام‌ قائلاً: يَا ابنَ العَمِّ إنِّي‌ سَمِعتُ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ما مِنّا أهلَ الْبَيتِ مَن‌ يَتَطَيَّر وَ لاَ يُتَطَيَّرُ بِهِ، فَإذا قَرأتَ كِتابي‌ فَامضِ علی‌ ما أمَرتُكَ، و السَّلامُ علیكَ وَ رَحْمَةُ اللَهِ وَ بَرَكَاتُهُ. [18]

 و منها: عندما خطب‌ في‌ مكّة‌ قبل‌ تحرّكه‌ تلقاء كربلاء، فقال‌ فيها: رِضا اللهِ رِضانا أهلَ الْبَيتِ، نَصبِرُ علی‌ بَلائِهِ وَ يُوَفّينا أُجُورَ الصَّابِرينَ. [19]

 و منها: عندما خطب‌ ليلة‌ العاشر من‌ المحرّم‌ و أعلن‌ أمام‌ أصحابه‌ بأنّ من‌ أحبّ الانصراف‌، فلينصرف‌، و قال‌: وَ الآنَ لَم‌ يَكُن‌ لَهُمْ مَقْصَدٌ إلاّ قَتْلِي‌ وَ قَتلِ مَن‌ يُجاهِدُ بَينَ يَدَيَّ وَ سَبْيَ حَرِيمي‌ بَعدَ سَلْبِهمْ، وَ أخشي‌ أَنَّكُمْ ما تَعْلَمُونَ أو تَعْلَمُونَ وَ تَستَحيُونَ وَالْخَدْعُ عِندَنا أهلَ الْبَيتِ مُحَرَّمٌ، فَمَنْ كَرِهَ مِنكُمْ ذَلِكَ فَليَنصَرِف‌. [20] الخطبة‌.

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد الإمام‌ زين‌ العابدين‌ علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

 السادس‌: استشهاد إمام‌ السجّاد علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

 يقول‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ في‌ «اللهوف‌»: لمّا جاءوا بالسبايا إلي‌ الشام‌، و سُلِكَ بِهم‌ بين‌ النظّارة‌ علی‌ تلك‌ الصفة‌ حتّي‌ أُتي‌ بهم‌ باب‌ دمشق‌ فوقفوا علی‌ درج‌ باب‌ المسجد الجامع‌ حيث‌ يقام‌ السبي‌، و في‌ تلك‌ الحالة‌ دنا شيخ‌ من‌ عيال‌ الحسين‌ فقال‌: الْحَمدُ لِلَهِ الَّذِي‌ قَتَلَكُمْ وَ أَهْلَكَكُمْ وَ أَراحَ الْبِلادَ عَن‌ رِجَالِكُم‌ وَ أَمكَنَ أميرُالمؤمنين‌ مِنكُمْ، فَقَالَ لَهُ علی بنُ الْحُسَينِ علیهِمَا السَّلامُ: يَا شَيخُ هَلْ قَرَأتَ الْقُرآنَ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ: فَهَلْ قَرأتَ هَذِهِ الآيَةَ: قُلْ لاَأَسْأَلُكُمْ علیهِ أَجْراً إلاّ الْمَوَدَّةَ فِي‌ الْقُربَي‌' ؟ قَالَ الشَّيخُ: نَعَمْ قَدْ قَرَأتُ ذَلِكَ، فَقَالَ علی‌ٌّ علیهِ السَّلامُ: فَنَحْنُ القُربي‌ يَا شَيخُ، فَهَلْ قَرَأتَ فِي‌ بَني‌ إِسرائيلَ: «وَءَاتِ ذَاالْقُربَي‌' حَقَّهُ» ؟ فَقَالَ الشَّيخُ: قَدْ قَرَأتُ، فَقَالَ علی‌ُّ بنُ الْحُسَينِ علیهِمَا السَّلامُ: فَنَحنُ الْقُربَي‌ يا شَيخُ، فَهَلْ قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَ: «وَاعْلَمُو´ا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِن‌ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَلِذِي‌ الْقُرْبَي‌'»؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ علی‌ٌّ علیهِ السَّلامُ: فَنَحْنُ الْقُربَي‌ يَا شَيخُ، فَهَلْ قَرَأتَ هَذِهِ الآيَةَ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» ؟ قَالَ الشَّيخُ: قَدْ قَرَأتُ ذَلِكَ، فَقَالَ علی‌ٌّ علیهِ السَّلامُ فَنَحْنُ أهلُ الْبَيتِ الَّذينَ خَصَّصَنَا اللهُ بَآيَةِ الطَّهَارَةِ يا شَيخُ. قَالَ الرَّاوي‌: فَبَقِي‌ الشَّيخُ ساكِتاً نَادِماً علی مَا تَكَّلَمَّ بِهِ، وَ قَالَ: بِاللَهِ إنَّكُمْ هُمْ ؟ فَقَالَ علی‌ُّ بنُ الْحُسَينِ علیهِمَا السَّلامُ تَاللَهِ إنَّا لَنَحنُ هُم‌ مِن‌ غَيرِ شَكٍّ، وَ حَقِّ جَدِّنا رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إنّا لَنَحنُ هُمْ فَبَكي‌ الشَّيخُ وَ رَمَي‌ عِمَامَتَهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلي‌ السَّمَاءِ وَقَالَ: اللَهُمَّ إنَّا نَبرَأُ إِلَيكَ مِن‌ عَدُوِّ آلِ مُحَمدٍ علیهِمُ السَّلامُ مِن‌ جِنٍّ وَإِنسٍ. ثُمَّ قَالَ: هَل‌ لِي‌ مِن‌ تَوبَةٍ ؟ فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ إن‌ تُبتَ تَابَ اللهُ علیكَ وَأَنتَ عَنا، فَقَالَ: أَنا تائِبٌ. فَبَلَغَ يَزيدَ بنَ مَعاوِيَةَ حَديثُ الشَّيخِ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ. [21]

 و نقل‌ هذه‌ القضيّة‌ بالتفصيل‌ الخوارزميّ في‌ «المقتل‌» مع‌ اختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌. [22]والطبريّ في‌ تفسير آية‌ التطهير، [23]وابن‌ كثير [24]في‌ تفسير هذه‌ الآية‌ فقط‌ حيث‌ ذكروا استشهاد إمام‌ السجّاد بآية‌ التطهير عند حديثه‌ مع‌ ذلك‌ الرجل‌ الشاميّ.

 و نقل‌ الآلوسيّ [25]والسيّد شرف‌ الدين‌ [26]أيضاً استشهاد إمام‌ بآية‌ المودّة‌ «قُلْ لاَ أَسأَلُكُمْ علیهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي‌ الْقُرْبَي‌'» للشيخ‌ الشاميّ. ونقل‌ السيّد شرف‌ الدين‌ ذلك‌ عن‌ الطبرانيّ، و كتاب‌ «الصواعق‌ المحرقة‌».

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد الإمام‌ السجّاد و السيّدة‌ زينب‌ علیهما السلام‌ بآية‌ التطهير

 السابع‌: استشهاد السيّدة‌ زينب‌ علیها السلام‌ بآية‌ التطهير

 في‌ مجلس‌ ابن‌ زياد

 لمّا جاءوا بسبايا آل‌ محمّد علیهم‌ السلام‌ إلي‌ مجلس‌ عبيدالله‌ بن‌ زياد، و أُخبر إبن‌ زياد بزينب‌ علیها السلام‌ بعد أن‌ سأل‌ عنها، قال‌: الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي‌ فَضَحَكُمْ وَ قَتَلَكُمْ وَ أَكْذَبَ أُحْدُوثَتَكُمْ، فَقَالَت‌ زَينَبُ: الْحَمْدُ لِله‌ الَّذِي‌ أكْرَمَنا بِنَبيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَ طَهَّرَنا مِنَ الرِّجسِ تَطْهيراً، إنَّما يَفتَضِحُ الْفَاسِقُ وَ يَكذِبُ الْفَاجِرُ وَ هُوَ غَيرُنا والحَمدُ للّهِ. [27]

 و كذلك‌ عندما خطبت‌ سلام‌ الله‌ علیها في‌ مجلس‌ يزيد، فإنّها استحقرت‌ شأن‌ يزيد بهذه‌ الكلمات‌ البليغة‌ التي‌ قالت‌ في‌ بعضها: أمِنَ العَدلِ يَابْنَ الطُلَقَاءِ تَخديرُكَ حَرائِرَكَ وَ إماءَكَ، وَ سَوقُكَ بَناتِ رَسُولِ اللهِ سَبايا؟ قَد هَتَكتَ سُتُورَهُنَّ وَ أَبدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ، تَحْدُو بِهِنَّ الاعْدَاءُ مِن‌ بَلَدٍ إلي‌ بَلَدٍ، وَيَستشرِفُهُنَّ أَهلُ المَناهِلِ وَ المَناقِلِ، وَ يَتَصَفَّحُ وَجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعيدُ وَالدَّنِي‌ُّ وَ الشَّريفُ، لَيسَ مَعَهُنَّ مِن‌ رِجالِهِنَّ وَلِيٌّ وَ لاَ مِن‌ حُماتِهِنَّ حَمِيٌّ وَ كَيفَ يُرتَجَي‌ مُراقَبَةُ مَن‌ لَفَظَ فُوهُ أَكبَادَ الازكِياءِ، وَ نَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ، وَ كَيفَ يَستَبطِي‌ فِي‌ بُغضِنَا أَهلَ الْبَيتِ مَن‌ نَظَرَ اِلَينَا بِالشَّنَفِ وَالشَّنَانِ وَالإحَنِ وَالاَضغانِ [28]ـ الخطبة‌.

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد السيّدة‌ فاطمة‌ الصغري‌ بآية‌ التطهير في‌ مدينة‌ الكوفة‌

 الثامن‌: استشهاد السيّدة‌ فاطمة‌ الصغري‌ بآية‌ التطهير

 في‌ مدينة‌ الكوفة‌

 فبعد أن‌ حمدت‌ الله‌ و أثنت‌ علیه‌ و صلّت‌ علی‌ النبيّ و آله‌، وفصّلت‌ في‌ ذكر مصائب‌ أهل‌ البيت‌، قالت‌: وَافتَخَرَ بِذَلِكَ مُفتَخِرُكُمْ شِعراً:

 نَحنُ قَتَلنَا علیاً وَ بَني‌ علی‌ٍّ بِسُيُوفٍ هَندِيَّةٍ وَ رِماحِ

 وَ سَبَينا نِساءَهُم‌ سَبْيَ تُرْكٍ وَ طَعَنّاهُمْ فَأَي‌َّ نِطاحِ

 بِفِيكَ أيُّها الْقَائِلُ الْكَثكَثُ وَالاثلَبُ، افتَخَرتَ بِقَتلِ قَومٍ زَكّاهُمُ اللهُ وَطَهَّرَهُمْ وَ أَذهَبَ عَنْهُمْ الرِّجسَ ؟! [29]

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد عبدالله‌ بن‌ عفيف‌ الاَزديّ بآية‌ التطهير

 التاسع‌: استشهاد عبدالله‌ بن‌ عفيف‌ الاَزديّ بآية‌ التطهير

 لمّا فرغ‌ ابن‌ زياد بعد وقعة‌ كربلاء جاء إلي‌ المسجد و خطب‌ الناس‌ فقال‌ في‌ بعض‌ كلامه‌: الحمدلله‌ الذي‌ أظهر الحقّ و أهله‌، و نصر أميرالمؤمنين‌ ] يزيد [ و أشياعه‌، و قتل‌ الكذّاب‌ ابن‌ الكذّاب‌.

 فما زاد علی‌ هذا الكلام‌ شيئاً حتّي‌ قام‌ إليه‌ عبدالله‌ بن‌ عفيف‌ الازديّ وكان‌ من‌ خيار الشيعة‌ و زهّادها، و كانت‌ عينه‌ اليسري‌ ذهبت‌ في‌ يوم‌ الجمل‌، و الاُخري‌ في‌ يوم‌ صفّين‌، و كان‌ يلازم‌ المسجد الاعظم‌ بالكوفة‌ فيصلّي‌ فيه‌ إلي‌ الليل‌. ] قام‌ [ فقال‌ له‌: يا ابن‌ زياد إنّ الكذّابُ ابن‌ الكذّاب‌ هو أنت‌ و أبوك‌، و من‌ استعملك‌ و أبوه‌. يا عدوّ الله‌، أتقتلون‌ أبناء النبيّين‌، وتتكلّمون‌ بهذا الكلام‌ علی‌ منابر المؤمنين‌.

 قال‌ ] الرواي‌ [: فغضب‌ ابن‌ زياد لعنه‌ الله‌ من‌ كلامه‌ ثم‌ قال‌: من‌ هذا المتكلّم‌ ؟ فقال‌ عبدالله‌: أَنا الْمُتَكَلِّمُ يا عَدُّوَّ اللهِ: أَتَقْتُلُ الذُّرِّيَّةَ الطَّاهِرَةَ الَّتي‌ قَدْ أَذهَبَ اللَهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ تَزعَمُ أَنَّكَ علی‌ دِينِ الإسلامِ. واغَوثاهُ أينَ أَولادُ المُهَاجِريِنَ وَالانصارِ لايَنتَقِمُونَ مِن‌ طاغَيتِكَ الَّلعينِ ابنِ اللَّعينِ علی‌ لِسانِ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ. [30]

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد الإمام‌ الرضا علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

 العاشر: استشهاد إمام‌ الرضا علیه‌ السلام‌ بآية‌ التطهير

 أمام‌ المأمون‌

 روي‌ المرحوم‌ الصدوق‌ ابن‌ بابويه‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ الريّان‌ بن‌ الصّلت‌، عن‌ إمام‌ الرضا علیه‌ السلام‌ في‌ جوابه‌ علی‌ سؤال‌ المأمون‌ والعلماء عندما استفسروا منه‌ عن‌ الفرق‌ بين‌ آل‌ رسول‌ الله‌، و بين‌ الاُمّة‌، فقال‌:

 فَكَانَ الوِرَاثَةُ للعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لاَلِغَيرِهِمْ، فَقَالَ المَأمُونُ: مَنِ الْعِتْرَةُ الطَّاهِرَةُ؟ فَقَالَ الرِّضَا علیهِ السَّلامُ اَلَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَهُ فِي‌ كِتابِهِ، فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» [31] ـ الحديث‌.

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد سعدبن‌ أبي‌ وقّاص‌ بآية‌ التطهير عند معاوية‌

الحادي‌ عشر: استشهاد سعدبن‌ أبي‌ وقّاص‌ بآية‌ التطهير

 عند معاوية‌

 روي‌ الشيخ‌ الطوسيّ في‌ «الامالي‌» بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ قال‌: كنتُ عند معاوية‌ و قد نزل‌ بذي‌ طويً، فجاء سعدُ بن‌ أبي‌ وقّاص‌ فسلّم‌ علیه‌.

 فقال‌ معاوية‌: يا أهل‌ الشام‌، هذا سعد و هو صديق‌ علی، قال‌: فطأطأ القوم‌ رؤوسهم‌ و سبّوا علیاً علیه‌ السلام‌ فبكي‌ سعد، فقال‌ له‌ معاوية‌: ما الذي‌ أبكاك‌ ؟ قال‌: و لِمَ لا أبكي‌ لرجل‌ من‌ أصحاب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ و سلّم‌ يُسَبُّ عندك‌، و لا أستطيع‌ أن‌ أُغيّر.

 و قد كان‌ في‌ علی‌ّ خصال‌ لئن‌ تكون‌ فِيَّ واحدة‌ منهنّ أحبُّ إليَّ من‌ الدنيا و ما فيها.

 أحدها: أنّ رجلاً كان‌ باليمن‌ فجفاه‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌طالب‌، فقال‌: لاشكونّك‌ إلي‌ رسول‌ الله‌. فقدم‌ علی‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ فسأله‌ عن‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌.

 فـقـال‌: أُنشدك‌ الله‌ الذي‌ أنزل‌ علی‌ّ الكتاب‌ و اختصّني‌ بالرسالة‌، أعن‌ سخط‌ تقول‌ ما تقول‌ في‌ علی‌ّ. قال‌: نعم‌ يا رسول‌ الله‌. قال‌: ألا تعلم‌ أنـّي‌ أولي‌ بالمؤمنين‌ من‌ أنفسهم‌ ؟ قال‌: بلي‌. قال‌: من‌ كنتُ مَولاهُ فعلی‌ٌّ مولاه‌.

 والثانية‌: و أنـّه‌ بعث‌ يوم‌ خيبر عُمر بن‌ الخطّاب‌ إلي‌ القتال‌، فهُزم‌ وأصحابه‌، فقال‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ لاَعطينَّ الرايةَ إنساناً يحبُّ اللهَ و رسولَه‌، و يحبّه‌ اللهُ و رسولُه‌. فقعد المسلمون‌، و علی‌ٌّ أرمد، فدعاه‌ فقال‌: خذ الراية‌. فقال‌: يا رسول‌ الله‌، إنّ عيني‌ّ كما تري‌، فتفل‌ فيها، فقام‌ فأخذ الراية‌، ثمّ مضي‌ بها، ففتح‌ الله‌ علیه‌.

 و الثالثة‌: خلّفه‌ في‌ بعض‌ مغازيه‌. فقال‌ علی: يا رسول‌ الله‌ خلّفتني‌ مع‌ النساء و الصبيان‌ ؟ فقال‌ رسول‌ الله‌ ؟ أما ترضي‌ أن‌ تكون‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌، إلاّ أنـّه‌ لا نبي‌ّ بعدي‌ ؟

 و الرابعة‌: سدّ الابواب‌ في‌ المسجد إلاّ باب‌ علی‌ّ.

 و الخامسة‌: نزلت‌ هذه‌ الآية‌: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» فدعا النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ علیاً وحسناً و حسيناً و فاطمة‌ علیهم‌ السلام‌ فقال‌: اللَهمَّ هَؤلاء أهلي‌ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجسَ وَ طَهِّرهُمْ تَطْهِيراً. [32]

 و نقل‌ النسائيّ في‌ «الخصائص‌» عن‌ سعد ثلاث‌ مناقب‌ من‌ مناقب‌ أميرالمؤمنين‌ هي‌: إعطاؤه‌ الراية‌ يوم‌ خيبر ؛ وحديث‌ المنزلة‌، وآية‌ التطهير. و قال‌: أمر معاويةُ سعدَ بن‌ أبي‌ وقّاص‌ أن‌ يسبّ علیاً، فامتنع‌ سعدُ وأثني‌ علی‌ علی‌ّ بهذه‌ الفضائل‌ الثلاث‌. [33]

 و روي‌ الحاكم‌ [34] في‌ «المستدرك‌» و الطحاويّ، [35] و ابن‌ جرير الطبريّ، [36]و ابن‌ كثير،[37] عن‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌ في‌ تفسير آية‌ التطهير أنـّه‌ قال‌: قالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ حِينَ نَزَلَ علیهِ الْوَحْي‌ُ، فَأَخَذَ علیاً وَابنَيهِ وَ فاطِمَةَ وَ أَدْخَلَهُمْ تَحتَ ثَوبِهِ ثُمَّ قَالَ: هَؤلاءِ أَهْلِي‌ وَأَهْلُ بَيتِي‌.

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد ابن‌ عبّاس‌ بآية‌ التطهير عند معاوية‌

 الثاني‌ عشر: استشهاد إبن‌ عبّاس‌ بآية‌ التطهير

 عندما أتاه‌ تسعة‌ رهط‌

 نقل‌ أحمد بن‌ حنبل‌ بإسناده‌ عن‌ ابن‌ ميمون‌ أنـّه‌ قال‌: إنّي‌ لجالس‌ إلي‌ ابن‌ عبّاس‌ إذ أتاه‌ تسعة‌ رهط‌. (و لمّا كان‌ الخبر طويلاً، يقول‌ السيّد البحرانيّ: ذكرناه‌ بطوله‌ في‌ باب‌ خبر غدير خمّ، و ذكرنا عشر خصال‌ نقلها ابن‌ عبّاس‌ في‌ هذا الباب‌ بشأن‌ أميرالمؤمنين‌، في‌ باب‌ خبر الراية‌، ولذلك‌ نكتفي‌ في‌ هذا الباب‌، و هو باب‌ آية‌ التطهير بنقل‌ الكلمات‌ الخاصّة‌ بآية‌ التطهير).

 قالَ ابنُ عَبّاسٍ: وَ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ثَوبَهُ فَوَضَعَهُ علی‌ علی‌ٍّ وَ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَ قَالَ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا». [38]

 و نقل‌ الطبريّ في‌ تاريخه‌ نقاش‌ ابن‌ عبّاس‌ مع‌ عمر حول‌ النبوّة‌ والخلافة‌، و ذكر قول‌ عمر لابن‌ عبّاس‌ و هو أنّ قريشاً كرهت‌ أن‌ تجتمع‌ النبوّة‌ و الخلافة‌ في‌ بيت‌ واحد، و جواب‌ ابن‌ عبّاس‌ له‌: ذلك‌ الجواب‌ الرصين‌ الذي‌ أفحمه‌. قال‌ الطبريّ، قال‌ عُمر لابن‌ عبّاس‌: بَلَغَني‌ أَنـَّكَ تَقُولُ: إنَّمَا صَرَفوهَا عَنّا حَسَداً و ظُلْماً، فَقُلْتُ: أَمّا قَوْلُكَ يَا أميرالمؤمنين‌ ظُلْماً فَقَدْ تَبَيَّنَ لِلْجَاهِلِ وَالْحَلِيمَ. وَ أَمَّا قَوْلُكَ حَسَداً، فَاِنَّ إِبليسَ حَسَدَ آدَمَ فَنَحْنُ وُلْدُهُ الْمَحْسُودُونَ، فَقالَ عُمَرُ: هَيهاتَ أَبَتْ وَاللهِ قُلُوبُكُمْ يَا بَني‌ هاشمٍ إلاّ حَسَداً ما يَحُولُ، وَضِغناً وَ غِشّاً ما يَزُولُ: فَقُلتُ: مَهْلاً يَا أميرالمؤمنين‌ لاتُصِب‌ قُلُوبَ قَومٍ أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجسَ وَ طَهَّرَهُمْ تطَهيراً، فَقالَ: عُمَرُ: إِليكَ عَنّي‌ يا ابنَ عَبّاسٍ، فَقُلْتُ: أَفْعَلُ، فَلَمّا ذَهَبتُ لاِقُومَ، استَحيي‌ فَقُلتُ: يا أميرالمؤمنين‌ إنَّ لي‌ علیكَ حَقّاً وَ علی‌ كُلِّ مُسلِّمٍ: فَمَن‌ حَفِظَهُ فَحَظَّهُ أَصَابَ، وَ مَنْ أضَاعَهُ فَحَظَّهُ أَخْطَأَ، ثُمَّ قَامَ فَمَضَي‌. [39]

 و كذلك‌ روي‌ عن‌ أحمد بن‌ حنبل‌ بسنده‌ عن‌ عمرو بن‌ ميمون‌ أنـّه‌ قال‌: إنّي‌ لَجَالِسٌ إلي‌ ابنِ عَبّاسٍ إذ أَتَاهُ تِسعَةُ رَهطٍ فَقَالُوا: يا ابنَ عبّاسٍ: إمّا أن‌ تقومَ مَعَنا و إمّا أن‌ يُخَلُّونَا هؤلاء، قالَ: بل‌ أقومُ مَعَكُمْ، قالَ: وَ هُوَ يَومئِذٍ صحيحٌ قَبلَ أن‌ يَعمَي‌، قالَ: فَابتَدُؤا فَتَحَدَّثُوا فَلا نَدري‌ ما قالوا: قال‌: فجاء يَنْفُصُ ثَوبَهُ [40]وَ يَقُولُ: أُفٍّ تُفٍّ وَقَعُوا فِي‌ رَجُلٍ لَهُ عَشْرُ خِصالٍ ـ إلي‌ قَولِهِ ـ وَ أخَذَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثَوبَهُ فَوَضَعَهُ علی‌ علی‌ٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَينٍ، وَ قَالَ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا». [41]

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد اُمّ سلمة‌ بآية‌ التطهير

 الثالث‌ عشر: استشهاد أُمّ سلمة‌ بآية‌ التطهير

 الاوّل‌: استشهادها بهذه‌ الآية‌ في‌ عصمة‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ عندما أتتها عمرة‌ الهمدانيّة‌ و سألتها عن‌ أميرالمؤمنين‌ بعد استشهاده‌. قال‌ الطحاويّ في‌ كتاب‌ «مشكل‌ الآثار» قَالَت‌ عُمرَةُ الهَمدانِيَّةُ: أَتيتُ أُمَّ سَلَمَةَ فَسَلَّمتُ علیها فَقَالَت‌: مَن‌ أنتِ ؟ فَقُلتُ: عُمرَةُ الهَمدانِيَّةُ. فَقَالَت‌ عُمرَةُ: يا أُمَّ المؤمنينَ أخبرِيني‌ عَنْ هَذاَ الرَّجُلِ الَّذِي‌ قُتِلَ بَينَ أَظْهُرِنا فَمُحِبٌّ وَمُبغِضٌّ ـ تُريُد علی‌َّ بنَ أبي‌ طالِبٍ ـ قَالَت‌ أُمَّ سَلَمَةَ: أَتُحِبِّينَهُ أمْ تُبغِضينَهُ ؟ قَالَت‌: ما أُحِبُّهُ وَ لاَ أُبغِضُهُ [42]... قالتَ: فَأنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيةَ «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» و مَا فِي‌ البَيتِ إلاّ جِبريلُ وَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ وَ علی‌ٌّ وَ فَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَينُ علیهمُ السَّلامُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَهِ أَنا مِن‌ أهْلِ الْبَيتِ؟ فَقَالَ: إنَّ لَكِ عِندَاللهِ خَيْراً، فَوَدِدتُ أَنَّهُ قَالَ: نَعَمْ، فَكانَ أَحَبَّ إلَي‌َّ مِمَّا تَطلُعُ الشَّمسُ وَ تَغْرُبُ. [43]

 الثاني‌: استشهادها بهذه‌ الآية‌ في‌ عصمة‌ إمام‌ الحسين‌ علیه‌السلام‌

 عندما جاءها نعيه‌. فقد جاء في‌ «مسند» أحمد بن‌ حنبل‌ بسلسلة‌ سنده‌ عن‌ عبدالحميد بن‌ مهران‌، عن‌ سهل‌ أنـّه‌ قال‌: قَالَت‌ أُمُّ سَلَمَةَ زَوجَةُ النَّبِي‌ِّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ حِينَ جاءَ نَعي‌ُ الحُسَينِ بنِ علی‌ٍّ علیهِمَا السَّلامُ لَعَنَتْ أهلَ الْعِرَاقِ فَقَالَت‌: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَهُ: غَرُّوهُ وَ أَذَلَّوهُ لَعَنَهُمُ اللَهُ، فَإنِّي‌ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَ قَد جَاءَتهُ فَاطِمَةُ غُدَيَّةً بِبُرْمَةٍ قَد صَنَعَتْ فِيها عَصَيدَةً تَحْمِلُهَا فِي‌ طَبَقٍ لَهَا حَتَّي‌ وَضَعَتْها بَينَ يَدَيهِ ـ إلَي‌ أَن‌ قَالَت‌ ـ فَاجتَذَبَ كِسَاءً مِن‌ تَحتي‌ خَيبَرِيّاً كَانَ بِسَاطاً لَنا علی‌ مَنامَةٍ في‌ المدينَةِ فَلَفَّهُ رَسُولُ اللهِ وَ أَخَذَ طَرَفِي‌ الْكِساءِ وَألْوَي‌ بِيَدِهِ إلَي‌ رَبِّهِ عَزَّوَجَلَّ وَ قَالَ: اللَهُمَّ هَؤلاءِ أَهلُ بَيتي‌، أَذهِبْ عَنْهُمُ الرِّجسَ وَ طَهِّرهُمْ تَطهِيراً. [44]

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد واثلة‌ بن‌ الاسقع‌ بآية‌ التطهير

الرابع‌ عشر: استشهاد واثلة‌ بن‌ الاسقع‌ بآية‌ التطهير

 عندما جاؤا برأس‌ سيّد الشهداء علیه‌ السلام‌ إلي‌ الشام‌.

 روي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ شدّاد بن‌ عبدالله‌ أنـّه‌ قال‌: سَمِعْتُ واثِلَةَ بنَ الاسقَعِ وَ قَد جِي‌ءَ بِرَأسِ الحُسَينِ بنِ علی‌ٍّ علیهِمَا السّلامُ قالَ: فَلِقيَهُ رَجُلٌ مِن‌ أهلِ الشَّامِ فَأظْهَرَ سُروراً، فَغَضِبَ واثِلَةُ وَ قَالَ: واللهِ لاَ أَزالُ أُحِبُّ علیاً وَ حَسَناً وَ حُسَيناً أَبَداً بَعْدَ إذ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ في‌ مَنزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ يَقُولُ فِيهِم‌ مَا قَالَ. قَالَ واثِلَةُ: رَأَيتُني‌ ذاتَ يَومٍ وَ قَدْ جِئتُ رَسُولَ اللاهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ وَ هُوَ فِي‌ مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ قَد جَاءَ الْحَسَنُ فَأجْلَسَهُ علی‌ فَخِذِهِ الْيُمنَي‌، وَ قَبَّلَهُ، وَجاءَ الْحُسَينُ فَأجْلَسَهُ علی‌ فَخِذِهِ الْيُسري‌، وَ قَبَّلَهُ، ثُمَّ جَاءَتَ فَاطِمَةُ فَأَجْلَسَهَا بَيْنَ يَدَيهِ ثُمَّ دَعَا بِعلی‌ٍّ فَجاءَ ثُمَّ أرْدَفَ علیهِمْ كِساءً خَيبَرِيّاً كَأَنّي‌ أنظُرُ إِلَيهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»، قُلتُ لِواثِلَةَ: مَاالرِّجسُ ؟ فَقَالَ: الشَّكُ فِي‌ اللهِ عَزَّوَجَلَّ. [45]

 قال‌ أبو أحمد العَسكريّ: إنَّ الاوزاعِيَّ لَم‌ يَروِ فِي‌ الفَضَائِلِ حَديثاً غَيرَ هَذا، وَاللهُ أعْلَمُ. [46]

 إنَّ النَّبِي‌َّ مُحَمَّداً وَ وَصِيَّهُ                                    وَابنَيهِ وَابنَتَهُ البَتُول‌ الطَّاهِرَة‌

 اهْلُ الْعَباءِ فَإِنَّنِي‌ بِوِلاَئهِم‌                                   أرجُو السَّلامَةَ وَالنَّجا في‌ الآخِرة‌ [47]

 يقول‌ يعقوب‌ بن‌ حميد: وأنشد الشاعر في‌ هذه‌ القضيّة‌ قائلاً:

 بِأبي‌ خَمسَةٌ هُم‌ جُنِّبُوا الرِّجسَ                          كِراماً وَ طُهِّروا تَطْهِيرا

 أحمَدُ الْمُصَطَفي‌ وَ فاطِمٌ أَعْنِي                          ‌ وَ علیاً وَ شُبَّراً وَ شُبَيْرا

 من‌ تَوَلاّهُم‌ تَوَلاّهُ ذُوالعَرْشِ                                 وَلَقَّاهُ نَضْرَةَ وَ سُرُورَا

 وَ علی‌ مُبغِضِيهِمْ لَعنَةُ اللَهِ                                وَ أصلاهُمُ الْمَلِيكُ سَعِيرَا [48]

 و ذكر محمّد بن‌ طلحة‌ الشافعيّ الابيات‌ التالية‌ بعد نقله‌ الاحاديث‌ الخاصّة‌ بنزول‌ آية‌ التطهير في‌ الخمسة‌ البررة‌:

 هُمُ العُروَةُ الوُثقَي‌ لِمُعتَصِمٍ بِها                          مَناقِبُهُمْ جَاءت‌ بِوَحْي‌ٍ وَ إنزَالِ

 مَناقِبُ في‌ الشُّوري‌ وَ سُورَة‌ هَلْ أَتي‌                             وَ فِي‌ سُورَةِ الاحزابِ يَعرفُهَا التَّالي‌

 وَ هُمْ أهلُ بَيتِ المُصَطَفي‌ فَوِدَادُهُمْ                               علی‌ النّاسِ مَفرُوضٌ بِحُكمٍ وَاسْجَالِ

 فَضَائِلُهُمْ تَعلُو طِرِيقَةَ مُنْتَهَي‌                              رُواةٌ عَلَوْا فِيهَا بِشَدٍّ وَ تِرْحَالِ [49]

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ نفس‌ المصدر السابق‌. ص‌ 294، الحديث‌ 9، و نقل‌ هذا الحديث‌ مفصّلاً عن‌ الخوارزميّ في‌ كتاب‌ «علي‌ّ و الوصيّة‌» ص‌ 128، و ص‌ 129. و يقول‌ إمام‌ ضمن‌ مناشداته‌: أمِنكم‌ أحدٌ يُطهّره‌ كتابُ الله‌ غيري‌... قالوا: لا.

[2] ـ و إن‌ اتّفق‌ ثلاثه‌ منهم‌ علي‌ رجل‌ و ثلاثة‌ أُخري‌ علي‌ رجل‌ آخر، يقدّم‌ رأي‌ الثلاثة‌ الذين‌ فيهم‌ عبد الرحمن‌ بن‌ عوف‌.

[3] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 296، الحديث‌ 23.

[4] ـ نفس‌ المصدر السابق‌، الحديث‌ 24.

[5] ـ يبدو أنّ عبارة‌ و يجرحني‌ ما يجرحهم‌ غير صحيحة‌، و أنّ عبارة‌ يُحرّجني‌ ما يحرّجهم‌ هي‌ الصحيحة‌ و قد حدث‌ تصحيف‌ في‌ كتابتها.

[6] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 67 و ص‌ 68، الحديث‌ الثاني‌ عشر.

[7] ـ «عليٌّ و الوصيّة‌» ص‌ 77.

[8] ـ «كتاب‌ سُليم‌» ص‌ 179 إلی‌ ص‌ 182.

[9] ـ «كتاب‌ سليم‌» ص‌ 188.

[10] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 292، الحديث‌ الحادي‌ و الاربعون‌، و ص‌ 642، الحديث‌ السابع‌ و العشرون‌. و ذكر أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ أيضاً استشهاداً آخر بآية‌ التطهير ضمن‌ بيان‌ سبعين‌ منقبة‌ من‌ مناقبه‌، و جاء ذلك‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 295، تحت‌ عنوان‌: الحديث‌ الثاني‌ عشر.

[11] ـ «كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلإلی» ص‌ 134 إلی‌ ص‌ 137، و «بحار الانوار» ج‌ 8 ص‌ 233 و ص‌ 234 عن‌ سليم‌ بن‌ قيس‌.

[12] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 295، الحديث‌ السادس‌ عشر. و نقل‌ الحموينيّ ذلك‌ في‌ «فرائد السمطين‌» كما جاء في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 291، الحديث‌ الخامس‌ و الثلاثون‌. كما نقله‌ صاحب‌ «ينابيع‌ المودّة‌» الباب‌ التسعون‌، ص‌ 479 عن‌ الحافظ‌ جمال‌ الدين‌ الزرنديّ في‌ «نظم‌ درر السمطين‌».

[13] ـ «المستدرك‌» للحاكم‌ ج‌ 3، ص‌ 199، باب‌ فضائل‌ الحسن‌ بن‌ علي‌ عليهماالسلام‌ و«مجمع‌ الزوائد» للهيثميّ في‌ باب‌ فضائل‌ أهل‌ البيت‌، و «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 107 عن‌ ابن‌ سعد موجزاً.

[14] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 297، الحديث‌ السادس‌ و العشرون‌.

[15] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 298، الحديث‌ السابع‌ و العشرون‌؛ و «تفسير ابن‌ كثير» في‌ تفسير آية‌ التطهير ج‌ 3، ص‌ 486، و «شواهد التنزيل‌» ج‌ 2، ص‌ 17.

[16] ـ «مجمع‌ الزوائد» ج‌ 9، ص‌ 172. باب‌ فضائل‌ أهل‌ البيت‌، «شواهد التنزيل‌» ج‌ 72، ص‌ 18، و في‌ ص‌ 19 بسند آخر.

[17] ـ «ناسخ‌ التواريخ‌» الجزء الخاصّ بسيّد الشهداء، طبع‌ إسلاميّة‌ ج‌ 2، ص‌ 372، ونسب‌ صاحب‌ «ينابيع‌ المودّة‌» في‌ ص‌ 108 من‌ كتابه‌ هذا البيت‌ إلی‌ سيّد الشهداء:

 نَحُنُ وَ جَبريلُ غَداً سَادسُنَا وَ لَنا الْكَعْبَةُ ثُمَّ الْحَرَمَين‌

[18] ـ «ناسخ‌ التواريخ‌» ج‌ 2، ص‌ 41.

[19] ـ «ناسخ‌ التواريخ‌» ج‌ 2، ص‌ 121، و «جلاء العيون‌» لشُبّر ج‌ 2، ص‌ 143.

[20] ـ «ناسخ‌ التواريخ‌» الجزء الخاصّ بسيّد الشهداء، ج‌ 2، ص‌ 158.

[21] ـ «اللهوف‌» ص‌ 157.

[22] ـ «المقتل‌» للخوارزميّ، طبع‌ النجف‌، ج‌ 2، ص‌ 61.

[23] ـ «تفسير الطبريّ» ج‌ 22، ص‌ 7.

[24] ـ «تفسير ابن‌ كثير» ج‌ 3، ص‌ 486.

[25] ـ «روح‌ المعاني‌» ج‌ 25 ص‌ 31.

[26] ـ «الفصول‌ المهمّة‌» الطبعة‌ الخامسة‌ ص‌ 221.

[27] ـ «الإرشاد» للشيخ‌ المفيد، ص‌ 265، و «جلاء العيون‌» لشبّر ج‌ 2، ص‌ 241.

[28] ـ «اللهوف‌» ص‌ 162، و «جلاء العيون‌» لشبّر ج‌ 2، ص‌ 256.

[29] ـ «اللهوف‌» ص‌ 136، و «جلاء العيون‌» لشبّر ص‌ 235.

[30] ـ «اللهوف‌» ص‌ 146؛ و «جلاء العيون‌» لشبّر، ص‌ 242.

[31] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 293، الحديث‌ الثامن‌.

[32] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 298، الحديث‌ التاسع‌ و العشرون‌.

[33] ـ «الخصائص‌» للنسائيّ ص‌ 4، و روي‌ في‌ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 2، ص‌ 20، 21 ثلاث‌ خصال‌ عن‌ سعد.

[34] ـ «المستدرك‌» ج‌ 3، ص‌ 147

[35] ـ «مشكل‌ الا´ثار» ج‌ 1، ص‌ 336

[36] ـ «تفسير الطبريّ» ج‌ 22، ص‌ 7.

[37] ـ «تفسير ابن‌ كثير» ج‌ 3، ص‌ 485

[38] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 287، الحديث‌ السابع‌.

[39] ـ «تاريخ‌ الطبريّ» ج‌ 3، ص‌ 289، و «البداية‌ و النهاية‌».

[40] ـ كناية‌ عن‌ البرائة‌ عن‌ كلامهم‌.

[41] ـ «مسند» أحمد بن‌ حنبل‌ ج‌ 1، ص‌ 321، الطبع‌ الاوّل‌: و «الرياض‌ النضرة‌» للمحبّ الطبريّ ج‌ 2، ص‌ 269؛ و «مجمع‌ الزوائد» ج‌ 9 ص‌ 119.

[42] ـ قد أسقط‌ في‌ المصدر جملات‌ فأتي‌ بنقاط‌ إشارة‌ إلی‌ السقط‌.

[43] ـ «مشكل‌ الا´ثار» ج‌ 1، ص‌ 336.

[44] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 288، الحديث‌ الثامن‌: و روي‌ في‌ «مسند» أحمد، ص‌ 298، الجزء السادس‌، بمسند أُمّ سلمة‌، عن‌ شهر بن‌ حوشب‌. و كذلك‌ جاء في‌ «تفسير الطبريّ» ج‌ 22، ص‌ 6، و «مشكل‌ الا´ثار» ج‌ 1، ص‌ 335.

[45] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 287، الحديث‌ السادس‌، «شواهد التنزيل‌» ج‌ 2، ص‌ 43 و 44.

[46] ـ «أُسد الغابة‌» ج‌ 2 ص‌ 20.

[47] ـ يقول‌ ابن‌ الصبّاغ‌ المالكيّ في‌ «الفصول‌ المهمّة‌» ص‌ 8: أنشد بعضُهم‌ هذا الشعر في‌ طهارة‌ أهل‌ البيت‌.

[48] ـ «المناقب‌» لابن‌ المغازليّ ص‌ 307.

[49] ـ «مطالب‌ السؤل‌» ص‌ 8.

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com