بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد الرابع / القسم الثانی: معجزات علی علیه السلام، رد الشمس لعلی علیه السلام، تکلم اميرالمومنين علي...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

ذکر بعض معجزات و مناقب الإمام أمیر المؤمنین علیه السّلام

انقیاد الوحوش لأمیرالمؤمنین علیه السّلام

 قال‌ ابن‌ وهبان‌ و الفتّاك‌ عن‌ جماعة‌: مضينا مع‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌السلام‌ فوصلنا إلی غابة‌ فإذا أسد بارك‌ في‌ الطريق‌ و أشباله‌ خلفه‌. قال‌ جُوَيْريَةَ بن‌ مسهّر: فلوّيت‌ بدابّتي‌ لارجع‌، فقال‌ الإمام‌: إلی أين‌؟ اقدم‌ ياجويرية‌، إنـّما هو كلب‌ الله‌ ثمّ قرأ قوله‌ تعالي‌: وَ مَا مِنْ دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي‌ عَلَي‌' صِرَ ' طٍ مُسْتَقِيمٍ. فإذا قد أقبل‌ نحوه‌، وتبصبص‌ بذنبه‌ وهو يقول‌: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أميرالمؤمنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَهِ وَ بَرَكَاتُهُ يا ابْنَ عَمِّ رَسُولِاللهِ. فَقَالَ الإمام: وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا الْحَارِثِ، مَا تَسْبِيحَكَ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ ألْبَسَنِي‌ الْمَهَابَةَ وَ قَذَفَ فِي‌ قُلُوبِ عِبَادِهِ مِنّي‌ الْمَخَافَةَ.[1]

 و قال‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌: «قال‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ لجويرية‌ بن‌ مسهّر و قد عزم‌ علی الخروج‌: إمّا أنـّه‌ سيعرض‌ لك‌ في‌ طريقك‌ الاسد. قال‌: فما الحيلة‌؟ فقال‌: تقرئه‌ السلام‌، و تخبره‌ أنـّي‌ أعطيتك‌ منه‌ الامان‌. فبينما جويرية‌ يسير إذ أقبل‌ نحوه‌ أسد، فقال‌: يا أبا الحارث‌، إنّ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ يقرئك‌ السلام‌ و أنـّه‌ قد أمّنني‌ منك‌. قال‌: فولّي‌ وهمهم‌ خمساً. فلمّا رجع‌، حكي‌ ذلك‌ لاميرالمؤمنين‌، فقال‌ عليه‌ السلام‌ فإنـّه‌ قال‌ لك‌ فاقرأ وصيّ محمّد منّي‌ السلام‌ و عَقَدَ بيده‌ خمساً. [2] قال‌ عمرو بن‌ حمزة‌ العلويّ في‌ كتاب‌ «فضائل‌ الكوفة‌» إنـّه‌ كان‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ذات‌ يومٍ في‌ محراب‌ جامع‌ الكوفة‌، إذ قام‌ بين‌ يديه‌ رجل‌ للوضوء، فمضي‌ نحو رحبة‌ الكوفة‌ يتوضّأ فإذا أفعي‌ قد لقيه‌ في‌ طريقه‌ ليلتقمه‌، فهرب‌ من‌ بين‌ يديه‌ إلی أميرالمؤمنين‌، فحدّثه‌ بما لحقه‌ في‌ طريقه‌. فنهض‌ أميرالمؤمنين‌ حتّي‌ وقف‌ علی باب‌ الثقب‌ الذي‌ فيه‌ الافعي‌، فأخذ سيفه‌ و تركه‌ في‌ باب‌ الثقب‌، و قال‌: إن‌ كنت‌ معجزة‌ مثل‌ عصا موسي‌ فاخرج‌ الافعي‌. فما كان‌ إلاّ ساعة‌ حتّي‌ خرج‌ يسارّه‌ ثمّ رفع‌ رأسه‌ إلی الاعرابيّ و قال‌: إنّك‌ ظننت‌ أنّي‌ رابع‌ أربعة‌ لمّا قمت‌ بين‌ يدي‌؟ فقال‌: هو صحيح‌، ثمّ لطم‌ علی رأسه‌ و أسلم‌». [3]

 قال‌ عمّار بن‌ ياسر و جابر بن‌ عبدالله‌ الانصاريّ، كلاًّ علی حدة‌ «كنت‌ مع‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ البريّة‌، فرأيته‌ قد عدل‌ عن‌ الطريق‌ فتبعته‌ فرأيته‌ ينظر إلی السماء ثمّ تبسّم‌ ضاحكاً، فقال‌: أحسنت‌ أيّها الطير إذ صفرت‌ (و نجوت‌ من‌ الصيد) بفضله‌. فقلت‌ له‌: مولاي‌، أين‌ الطّير؟ فقال‌: في‌ الهواء، تحبّ أن‌ تراه‌ و تسمع‌ كلامه‌؟ فقلت‌: نعم‌ يا مولاي‌. فنظر إلی السماء و دعا بدعاء خفيّ، فإذا الطير يهوي‌ إلی الارض‌، فسقط‌ علی يد أميرالمؤمنين‌. فمسح‌ الإمام‌ يده‌ علی ظهره‌، فقال‌: انطق‌ بإذن‌ الله‌ أنا علی بن‌ أبي‌ طالب‌. فأنطق‌ الله‌ الطير بلسان‌ عربيّ مبين‌، فقال‌: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أميرَالْمُؤمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَهِ وَ بَرَكَاتُهُ. فردّ عليه‌، و قال‌ له‌: من‌ أين‌ مطعمك‌ و مشربك‌ في‌ هذه‌ الفلاة‌ القفراء التي‌ لانبات‌ فيها و لاماء؟ فقال‌: يا مولاي‌ إذا جعت‌ ذكرت‌ ولايتكم‌ أهل‌ البيت‌ فأشبع‌، و إذا عطشت‌ أتبرّأ من‌ أعدائكم‌ فأروي‌. فقال‌ الإمام‌: بورك‌ فيك‌، بورك‌ فيك‌، و طارت‌ مثل‌ قوله‌ تعالي‌: يَـ'أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ.» [4]

 و نقل‌ محمّد بن‌ وهبان‌ الازديّ الديبليّ في‌ «معجزات‌ النبوّة‌» ضمن‌ خبر في‌ أميرالمؤمنين‌ أنـّه‌ «عبر في‌ السماء خيط‌ من‌ الإوّز طائراً علی رأس‌ أميرالمؤمنين‌ فصرصرن‌ و صرخن‌، فقال‌ أميرالمؤمنين‌ لاصحابه‌: قد سلّمن‌ علی و عليكم‌، فتغامز أهل‌ النفاق‌ بينهم‌. فقال‌ أميرالمؤمنين‌: يا قنبر ناد بأعلي‌ صوتك‌ أيّها الإوّز أجيبوا أميرالمؤمنين‌ و أخا رسول‌ ربّ العالمين‌. فنادي‌ قنبر بذلك‌ فإذا الطير ترفرف‌ علی رأس‌ أميرالمؤمنين‌. فقال‌: قل‌ لها انزلن‌، فلمّا قال‌ لها، رأيت‌ الإوّز و قد ضربت‌ بصدورها إلی الارض‌ حتّي‌ صارت‌ في‌ صحن‌ المسجد علی أرض‌ واحدة‌. فجعل‌ أميرالمؤمنين‌ يخاطبها بلغة‌ لانعرفها، و هنّ يلززن‌ بأعناقهنّ إليه‌ ويصرصرن‌. ثمّ قال‌ لهنّ: انطقن‌ بإذن‌ الله‌ العزيز الجبّار، قال‌: فإذا هنّ ينطقن‌ بلسان‌ عربيّ مبين‌: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أميرَالْمُؤمِنِينَ وَ خَلَيفَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ـ الخبر. و هذا كقوله‌ تعالي‌ (في‌ داود عليه‌ السلام‌): يَـ'جِبَالُ أَوِّبِي‌ مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ.» [5]

 و جاء في‌ «علل‌ الشرائع‌» عن‌ علی بن‌ حاتم‌ القزوينيّ بإسناده‌ عن‌ الاعمش‌، عن‌ إبراهيم‌ بن‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌: «أنَّ أميرالمُؤْمِنينَ عَلَيهِالسَّلاَمُ خرج‌ ذات‌ يوم‌ فوقف‌ علی الفرات‌، و قال‌: يا هناش‌، فأطلع‌ الجرّيّ رأسه‌ (نوع‌ من‌ السمك‌ تسمّيه‌ العرب‌: الحَنكَلَيس‌، و ثعبان‌ الماء). فقال‌ له‌ علی عليه‌ السلام‌: من‌ أنت‌؟ قال‌: أنا من‌ أُمّة‌ بني‌ إسرائيل‌، عُرِضَتْ علی ولايتكم‌، فلم‌ أقبلها،فمُسخت‌جرّيّاً»[6].

 الرجوع الي الفهرس

رجوع الشمس لأمیرالمؤمنین علیه السّلام فی مواضع متعددة

 قال‌ ابن‌ شهرآشوب‌: روي‌ أبوبكر بن‌ مردويه‌ في‌ «المناقب‌» و أبو إسحاق‌ الثعلبيّ في‌ تفسيره‌، و أبو عبدالله‌ بن‌ منده‌ في‌ كتاب‌ «المعرفة‌» وأبو عبدالله‌ النطنزيّ في‌ كتاب‌ «الخصائص‌»، و الخطيب‌ في‌ «الاربعين‌» وأبوأحمد الجرجانيّ في‌ «تاريخ‌ جرجان‌» ردّ الشمس‌ لعليّ عليه‌ السلام‌ ولابي‌بكر الورّاق‌ كتاب‌ طرق‌ من‌ روي‌ ردّ الشمس‌، و لابي‌ عبدالله‌ الجعل‌ مصنّف‌ في‌ جواز ردّ الشمس‌، و لابي‌ القاسم‌ الحسكانيّ مسألة‌ في‌ تصحيح‌ ردّ الشمس‌ و ترغيم‌ النواصب‌ الشُّمُس‌، و لابي‌ الحسن‌ بن‌ شاذان‌ كتاب‌ بيان‌ ردّ الشمس‌ علی أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، و ذكر أبوبكر الشيرازيّ في‌ كتابه‌ بالإسناد عن‌ شعبة‌، عن‌ قَتادة‌، عن‌ الحسن‌ البصريّ، عن‌ أُمّ هاني‌ هذا الحديث‌ مستوفي‌، ثمّ قال‌: قال‌ الحسن‌ البصريّ عقيب‌ هذا الخبر: و أنزل‌ الله‌ عزّ وجلّ آيتين‌ في‌ ذلك‌: (الاُولي‌): قوله‌ تعالي‌: وَ هُوَ الَّذِي‌ جَعَلَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن‌ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [7] و أنزل‌ أيضاً (الثانية‌ قوله‌ تعالي‌): يُكَوِّرُ الَّيْلَ علی النَّهَارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهَارَ علی الَّيْلِ. [8] و ذكر أنّ الشمس‌ رُدّت‌ عليه‌ مراراً. الذي‌ رواه‌ سلمان‌، و يوم‌ البساط‌، و يوم‌ الخندق‌، و يوم‌ حنين‌، و يوم‌ خيبر، و يوم‌ قرقيساء،[9] و يوم‌ براثا، و يوم‌ الغاضريّة‌، و يوم‌ النّهروان‌، و يوم‌ بيعة‌ الرضوان‌، و يوم‌ صفّين‌، و في‌ النجف‌، و في‌ بني‌ مازر، و بوادي‌ العقيق‌، و بعد أُحُد.

 و روي‌ الكلينيّ في‌ «الكافي‌» أنـّها رجعت‌ بمسجد الفضيخ‌ في‌ المدينة‌. و أمّا المعروف‌ مرّتان‌ (الاُولي‌): في‌ حياة‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ ـ بكراع‌ الغميم‌، و (الثانية‌): بعد وفاته‌، ببابل‌.

 فأمّا في‌ حال‌ حياته‌ عليه‌ السلام‌ ما روت‌ اُّمّ سلمة‌، و أسماء بنت‌ عُمَيس‌، و جابر (بن‌ عبدالله‌) الانصاريّ، و أبوذرّ (الغفاريّ)، و ابن‌ عبّاس‌ و(أبوسعيد) الخُدريّ، و أبو هريرة‌، و (الإمام‌) الصادق‌ عليه‌ السلام‌: أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ صلّي‌ بكراع‌ الْغَميم‌؛ فلمّا سلّم‌ نزل‌ عليه‌ الوحي‌. و جاء علی (بن‌ أبي‌ طالب‌) عليه‌ السلام‌، و هو علی ذلك‌ الحال‌، فأسنده‌ إلی ظهره‌، فلم‌ يزل‌ علی تلك‌ الحال‌ حتّي‌ غابت‌ الشمس‌ والقرآن‌ ينزل‌ علی النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌. فلمّا تمّ الوحي‌، قال‌: ياعليّ! صلّيتَ؟ قال‌: لا، و قصّ عليه‌. فقال‌: ادع‌ ليردّ الله‌ عليك‌ الشمس‌. فسأل‌ الله‌، فردّت‌ عليه‌ بيضاء نقيّة‌».

 و في‌ رواية‌ أبي‌ جعفر الطحاويّ!: «أنّ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌: اللَهُمّ إنّ عليّاً كان‌ في‌ طاعتك‌، و طاعة‌ رسولك‌ فاردد عليه‌ الشمس‌، فردّت‌، فقام‌ علی عليه‌ السلام‌ و صلّي‌. فلمّا فرغ‌ من‌ صلاته‌ وقعت‌ الشمس‌ و بدر ] ت‌ [ الكواكب‌».

 و في‌ رواية‌ أبي‌ بكر مَهرويه‌: «قالت‌ أسماء: أمَا والله‌ لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً كصرير المنشار في‌ الخشب‌». قال‌ (أبوبكر مهرويه‌): وذلك‌ بالضهْيَاء [10] في‌ غزاة‌ خيبر. و روي‌ أنـّه‌ صلّي‌ أيماءً. فلمّا ردّت‌ الشمس‌ بأمر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌ أعاد الصلاة‌». [11]

 الرجوع الي الفهرس

عدة أشعار فی رد الشمس لأمیر المؤمنین علیه السّلام

 و سُئل‌ الصاحب‌ بن‌ عبّاد أن‌ ينشد في‌ ذلك‌ فأنشأ:

 لاَ تُقْبَلُ التَّوبَةُ مِنْ تَائِب‌               إِلاّ بِحُبِّ ابْنِ أبي‌ طالِبِ

 أخي‌ رَسُولِ اللهِ بَلْ صِهْرِهِ                     وَالصِّهْرُ لايُعْدَلُ بِالصّاحِبِ

 يَا قَوْمِ مَنْ مِثْلُ علی وَ قَدْ                      رُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ مِنْ غَائِبِ [12]

 و أنشد الحِمْيَرِيّ يقول‌:

 فَلَمّا قَضَي‌ وَحْيُ النَّبِيّ دَعا لَهُ               وَ لَمْ يَكُ صَلَّي‌ الْعَصْرَ وَالْشَّمْسُ تَنْزِعُ

 فَرُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ بَعْدَ غُرُوبِهِا             فَصَارَ لَهَا فِي‌ أَوَّلِ الَّلَيْلِ مَطْلَعُ[13]

 و أمّا المرّة‌ الثانية‌ فهي‌ [ بعد وفاته‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌. ما روي‌ جويرية‌ بن‌ مسهّر، و أبو رافع‌، و الحُسين‌ بن‌ علی عليهما السلام‌ «أنّ أميرالمؤمنين‌ لمّا عبر الفرات‌ ببابل‌، صلّي‌ بنفسه‌ في‌ طائفة‌ معه‌ العصر، ثمّ لم‌ يفرغ‌ الناس‌ من‌ عبورهم‌ حتّي‌ غربت‌ الشمس‌ وفاتت‌ صلاة‌ العصر الجمهور. فتكلّموا في‌ ذلك‌، فسأل‌ الله‌ تعالي‌ ردّ الشمس‌ عليه‌، فردّها عليه‌، فكانت‌ في‌ الاُفق‌، فلمّا سلّم‌ القوم‌، غابت‌، فسُمع‌ لها و جيب‌ شديد هال‌ الناس‌ ذلك‌ و أكثروا التهليل‌ و التسبيح‌ و التكبير». و مسجد ردّ الشمس‌ بالصاعديّة‌ من‌ أرض‌ بابل‌ شايع‌ ذايع‌.

 و عن‌ ابن‌ عبّاس‌ بطرق‌ كثيرة‌ أنـّه‌ لم‌ تردّ الشمس‌ إِلاّ لسليمان‌ وصيّ داود؛ و ليوشع‌ (بن‌ نون‌) وصيّ موسَي‌؛ و لعليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ وصيّ محمّد صلوات‌ الله‌ عليهم‌ أجمعين‌. [14]

 يقول‌ السيّد الحِميرَيّ:

 رُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَمَّا فَاتَهُ                   وَقْتُ الصَّلاةِ وَ قَدْ دَنَتْ لِلْمَغْرِبِ

 حَتّي‌ تَبَلَّجَ نُورُهَا فِي‌ أُفْقِهَا                     لِلْعَصْرِ ثُمَّ هَوَتْ هُوِيَّ الْكْوكَبِ

 وَ عَلَيْهِ قَدْ رُدَّتْ بِبَابِلَ مَرَّةً                       اُخْرَي‌ وَ مَا رُدَّدتْ لِخَلْقٍ مُعْرَبِ

 إِلاّ لِيُوشَعَ أَوْ لَهُ مِنْ بَعْدِه                        ِ وَ لِرَدِّهَا تَأْوِيلُ أَمْرٍ مُعجِبِ [15]

 و له‌ أيضاً:

 علی عَلَيْهِ رُدَّتِ الشَّمْسُ مَرَّةً                 بِطَيْبَهَ يَوْمَ الْوَحْي‌ بَعْدَ مُغَيَّبِ

 وَ رُدَّتْ لَهُ أُخْرَي‌ بِبَابِلَ بَعْدَ                       مَا أَفَتْ [16] وَ تَدَلَّتْ عَيْنُهَا لِغُرُوبِ [17]

 و أنشد ابن‌ حمّاد يقول‌:

 وَ رُدَّتْ لَكَ الشَّمْسُ فِي‌ بَابِلَ                  فَسَامَيْتَ يُوشَعَ لَمّا سَمَي‌

 وَ يَعْقُوبُ مَا كَانَ أَسْبَاطُهُ                        كَنَجْلَيْكَ سِبْطَي‌ْ نَبِيِّ الْهُدَي‌ [18]

 و له‌ أيضاً:

 قَرَنَ الإلَهُ وِلاَءَهُ بِوِلاَئِهِ                 لَمّا تَزَكّي‌ وَ هوَ حانٍ يَرْكَعُ

 سَمّاهُ رَبُّ الْعَرْشِ نَفْسَ مُحَمَّدٍ                 يَوْمَ الْبِهَالِ وَ ذَاكَ ما لاَ يُدْفَعُ

 فَالْشَّمْسُ قَدْ رُدَّتْ عَلَيْهِ بِخَيْبَرٍ                وَ قَدِ ابْتَدَتْ زَهْرُ الْكَواكِبِ تَطْلُعُ

 وَ بِبَابِلَ رُدَّتْ عَلَيْهِ وَ لَمْ يَكُنْ                    وَاللَهِ خَيْراً مِنْ علی يُوشَعُ [19]

 و قال‌ العونيّ:

 وَ لاَ تَنْسَ يَوْمَ الْشَّمْسِ إذْ رَجَعَتْ لَهُ                    بِمُنْتَشَرٍ وَارَي‌ مِنَ النُّورِ مُمتِع‌

 فَذَلِكَ بِالضَّهْيَا وَ قَدْ رَجَعَتْ لَهُ                  بِبَابِلَ أيضاً رَجْعَةُ الْمُتَطوِّعِ [20]

 و قال‌ السروجيّ:

 و الشَّمسُ لَمْ تَعْدِلْ بِيَوْمِ بَابِل‌                 وَ لاَ تَعَدَّتْ أَمْرَهُ حِينَ أَمَرْ

 جَاءَتْ صَلاَةُ الْعَصْرِ وَالْحَرْبُ عَلَي             ‌ ساقٍ فَأَوْمي‌ نَحْوَهَا رَدَّ النَّظَرْ

 فَلَمْ تَزَلْ وَاقِفَةً حَتّي‌ قَضَي                    ‌ صَلاَتَهُ ثُمَّ هَوَتْ نَحْوَ الْمَقَر[21]

 يقول‌ ابن‌ شهرآشوب‌: و حدّثني‌ ابن‌ شيرويه‌ الديلميّ، و عبدوس‌ الهمدانيّ، و الخطيب‌ الخوارزميّ من‌ كتبهم‌، و أجازني‌ جدّي‌ الكيا شهرآشوب‌، و محمّد الفتّال‌ من‌ كتب‌ أصحابنا نحو: ابن‌ قولويه‌، والكشيّ والعبدكي‌ عن‌ سلمان‌، و أبي‌ ذرّ، و ابن‌ عبّاس‌، و علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌السلام‌ أنـّه‌ «لمّا فتح‌ مكّة‌ و انتهينا إلی هوازن‌، قال‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: قم‌ يا عليّ! و انظر كرامتك‌ علی الله‌، كلّم‌ الشمس‌ إذا طلعت‌. فقام‌ علی فقال‌ ] للشمس‌ عند طلوعها [: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيـَّهَا الْعَبْدُ الدَّائِبُ فِي‌ طَاعَةِ اللهِ رَبـِّهِ. فَأجابته‌ الشمس‌ و هي‌ تقول‌: وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَخا رَسُولِ اللهِ وَوَصِيَّهُ وَحُجَّةَ اللَهِ علی خَلْقِهِ. فانكبَّ علی ساجداً شكراً لله‌، (و هو يبكي‌) فأخذ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌ يقيمه‌ و يمسح‌ وجهه‌ و قال‌: قم‌ يا حبيبي‌، فَقَدْ أبكَيْتَ أهلَ السَّماء من‌ بُكائِكَ وباهي‌ الله‌ بك‌ حملة‌ عرشه‌. ثمّ قال‌: الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي‌ فَضَّلَني‌ علی سَائِرِ الاَنْبِيَاءر وَ أَيَّدَني‌ بوصِيّي‌ سَيِّدِ الاَوْصِيَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ: «وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي‌ السَّمَوَ ' تِ وَالاْرْضِ طَوْعًا وَ كَرْهًا وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ». [22]

 قال‌ العونيّ:

 إمَامي‌ كَلِيمُ الشَّمْسِ رَاجَعَ نُورَهَا                       فَهَلْ بِكَليمِ الشَّمْسِ فِي‌ الْقَوْمِ مِنْ مِثْلِ[23]

 و قال‌ ابن‌ حمّاد:

 وَ رَجَعَتِ الشَّمْسُ حِينَ تَكَلَّمْتَ               وَ أَبْدَتْ مِنْ أَسْمَآءِ الإمام حَامَهَا [24]*

 و قال‌ ابن‌ هاني‌ المغربيّ:

 وَالشَّمْسُ حاسِرَةُ الْقِنَاعِ وَوُدُّهَا              لَوْ تَسْتَطِيعُ الاْرْض‌ و التَّقبيلا

 وَ علی أميرالمؤمِنِينَ غَمامَةٌ                  نَشَأتْ تُظَلِّلُ تَاجَهُ تَظْلِيلاَ

 وَ مُدْيرُهَا مِنْ حَيْثُ شَاءَ وَطالَما               زَاحَتْ تَحِتُّ ظِلاَلُهُ جِبْريلا [25]

و روي‌ الشيخ‌ الطوسيّ في‌ «الامالي‌» عن‌ أبي‌ الفحّام‌ بالإسناد عن‌ أبي‌ مريم‌، عن‌ سلمان‌ قال‌: كنّا جلوساً عند النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ إذ أقبل‌ عليّبن‌ أبي‌طالب‌ عليه‌ السلام‌ فناوله‌ النبيّ حصاة‌، فلمّا استقرّت‌ الحصاة‌ في‌ كفّه‌، نطقت‌؛ لاَ إلَهَ إلاّ اللَهُ. مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ. رَضيْتُ بِاللهِ رَبّاً وَ بِمُحَمَّدٍ نَبيّاً وَ بِعَلِيٍّ وَلِيّاً. فقال‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: مَنْ أَصْبَحَ رَاضِياً بِوِلاَيَةِ علی، فَقَدْ أَمِنَ خَوْفَ اللَهِ وَ عِقَابَهُ. [26]

 قال‌ العونيّ:

 مَنْ صَاحِبُ الْمِنْدِيلِ وَالسَّطْلِ وَ مَنْ                     فِي‌ كَفِّهِ سَبَّحَ لِلَهِ الْحَصي‌ [27]

و قال‌ ابن‌ حمّاد:

 مَنْ سَبَّحَتْ فِي‌ كَفِّهِ بِيضُ الْحَصي                     ‌ لِيَكُونَ ذَاكَ لِفَضْلِهِ تِبْيَانَا [28]

 الرجوع الي الفهرس

شفاء أمیرالمومین علیه السّلام العین العمیاء و الید المقطوعة

 و قال‌ عبدالواحد بن‌ زيد: «كنت‌ في‌ الطواف‌ إذ رأيت‌ جارية‌ تقول‌ لاُختها: لاَ وَ حَقِّ الْمُنتَجَبِ بِالْوَصِيَّةِ الْحَاكِمِ بِالسَّوِيَّةِ الْعَادِلِ فِي‌ الْقَضِيَّةِ الْعَالِي‌ الْبَيِّنَةُ زَوْجِ فَاطِمَةَ الْمَرْضِيَّةِ مَا كَانَ كَذَا. فقلت‌: أتعرفين‌ عليّاً؟ قالت‌: و كيف‌ لا أعرف‌ من‌ قُتل‌ أبي‌ بين‌ يديه‌ في‌ يوم‌ صفّين‌؟ و إنـّه‌ دخل‌ علی أُمّي‌ ذات‌ يوم‌ فقال‌ لها: كيف‌ أنت‌ يا أُمّ الايتام‌؟ فقالت‌: بخير. ثمّ أخرجتني‌ أنا و أُختي‌ هذه‌ إليه‌، و كان‌ قد ركبني‌ من‌ الجدريّ ما ذهب‌ له‌ بصري‌. فلمّا رآني‌ تأوّه‌ ثمّ قال‌:

 ما إن‌ تَأَوَّهْتُ مِنْ شَي‌ْء رُزيتُ بِهِ                         كَمَا تَأوَّهْتُ لِلاطْفَالِ فِي‌ الْصِّغَرِ

 قَدْ مَاتَ وَالِدُهُمْ مَنْ كَانَ يَكْفُلُهُمْ              فِي‌ النَّائِباتِ وَ فِي‌ الاَسْفَارِ وَالْحَضَرِ

 ثمّ أمرّ يده‌ المباركة‌ علی وجهي‌ فانفتحت‌ عيني‌ لوقتي‌ و إنّي‌ لانظر إلی الجمل‌ الشارد في‌ اللية‌ الظلماء». [29]

 و روي‌ الحاتميّ بإسناده‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌: «أنـّه‌ دخل‌ أسود إلی أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ و أقرّ أنـّه‌ سرق‌. فسأله‌ ثلاث‌ مرّات‌، قال‌: ياأميرالمؤمنين‌ طهّرني‌ فإنيّ سرقت‌، فأمر عليه‌ السلام‌ بقطع‌ يده‌، فاستقبله‌ ابن‌ الكَوّاء، فقال‌: من‌ قطع‌ يدك‌؟ قال‌: لَيْثُ الْحِجَازِ، وَ كَبْشُ الْعِرَاقِ، وَمُصَادِمُ الاْبْطَالِ، الْمُنْتَقَمُ مِنَ الْجُهَّالِ، كَريمُ الاْصْلِ، شَريفُ الْفَصْلِ، مُحِلَّ الْحَرَمينِ، وَارثِ الْمَشْعَرَيْنِ، أَبو السِّبْطَيْنِ، أَوَّلُ السّابِقِينَ، وَ آخِرُ الْوَصِيِّينَ مِنْ آلِ يَـ'س‌، الْمُؤَيَّدُ بِجَبْرَائِيلَ، الْمَنْصُورُ بِمِيكَائِيلَ، الْحَبْلُ الْمَتِينُ، الْمَحْفُوظُ بِجُنْدِ السَّمَاءِ أَجْمَعِينَ، ذَاكَ وَاللَهِ أَميرُ الْمُؤمِنِينَ، علی رَغْمِ الرَّاغِمِينَ. قال‌ ابن‌ الكوّاء: قطع‌ يدك‌ وتثني‌ عليه‌؟ قال‌: لو قطّعني‌ إرباً إرباً ما ازددتُ له‌ إِلاّ حبّا. فدخل‌ (ابن‌ الكوّاء) علی أميرالمؤمنين‌ و أخبره‌ بقصّة‌ الاسود. فقال‌ (الإمام‌): يا ابن‌ الكوّاء، إنّ محبّينا لو قطّعناهم‌ إرباً إرباً ما أزدادوا لنا إلاّ حبّاً. و إنّ فِي‌ أعدائنا من‌ لو ألعقناهم‌ السمنَ و العسل‌ ما ازدادوا لنا إِلاّ بغضاً. و قال‌ للحسن‌ عليه‌ السلام‌ عليك‌ بعمّك‌ الاسود، فأحضر الحسن‌ الاسود إلی أميرالمؤمنين‌، و أخذ يده‌ و نصبها في‌ موضعها و تغطّي‌ بردائه‌ و تكلّم‌ بكلمات‌ يخفيها، فاستوت‌ يده‌، و صار يقاتل‌ بين‌ يدي‌ أميرالمؤمنين‌ إلی أن‌ استشهد بالنهروان‌. و يقال‌ كان‌ اسم‌ هذا الاسود: أَفْلَح‌.[30]

 قال‌ ابن‌ مكّيّ:

 أَما رَدَّ كَفَّ الْعَبْدِ بَعْدَ انْقِطَاعِهَا                 أَما رَدَّ عَيْناً بَعْدَمَا انْطَمَسَتْ طَمْسَا [31]

 و أُبينت‌ إحدي‌ يدي‌ هشام‌ بن‌ عديّ الهَمْدَانِيّ في‌ حرب‌ صفّين‌ فأخذعليّ يده‌، و قرأ شيئاً و ألصقها. فقال‌ هشام‌: يا أميرالمؤمنين‌، ما قرأتَ؟ قال‌: فاتحة‌ الكتاب‌. ] ف [ كأنـّه‌ استقلّها فانفصلت‌ يده‌ بنصفين‌ فتركه‌عليّ عليه‌ السلام‌ و مضي‌. [32]

 قال‌ ابن‌ مكّيّ:

 رَدَدْتَ الْكَفَّ جَهْراً بَعْدَ قَطْعٍ                     كَرَدِّ الْعَيْنِ مِنْ بَعْدِ الذَّهَابِ

 وَ جُمْجُمَةُ الْجُلَنْدِي‌ وَ هْوَ عَظْمٌ               رَمِيمٌ جاوَبَتْكَ عَنِ الْخِطَابِ

 الرجوع الي الفهرس

عروج الإمام أمیرالمؤمنین علیه السّلام إلی السماء قاصداً أصحاب الکهف

حدیث الإمام علیّ علیه السلام مع أصحاب الکهف

 و جاء في‌ كتاب‌ ابن‌ بابويه‌، و أبي‌ القاسم‌ البُستيّ، و القاضي‌ أبي‌ عمرو بن‌ أحمد، عن‌ جابر (بن‌ عبدالله‌ الانصاريّ)، و أنس‌ (بن‌ مالك‌): «أنّ جماعة‌ تنقّصوا عليّاً عند عمر. فقال‌ سلمان‌: أوَ ما تذكر يا عمر اليوم‌ الذي‌ كنتَ فيه‌، و أبوبكر، وأنا، وأبوذر عند رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، و بسط‌ لنا شملة‌ و أجلس‌ كلّ واحد منّا علی طرف‌، و أخذ بيد علی و أجلسه‌ في‌ وسطها، ثمّ قال‌: قم‌ يا أبابكر وسلّم‌ علی عليّ بالإمامة‌ و خلافة‌ المسلمين‌، و هكذا كلّ واحد منّا، ثمّ قال‌: قم‌ يا علی و سلّم‌ علی هذا النور، يعني‌: الشمس‌، فقال‌ أميرالمؤمنين‌: أيَّتُها الآية‌ المشرقة‌، السَّلامُ عليكِ. فأجابت‌ القرصة‌ و ارتعدت‌ و قالت‌: و عليك‌ السلام‌. فقال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌: اَللَهُمَّ إنَّكَ أَعْطَيْتَ لاِخِي‌ سُلَيْمَانَ صَفِيِّكَ مُلْكاً وَ ريحاً «غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَ رَواحُهَا شَهْرٌ». [33] اللَهُمَّ أَرْسِلْ تِلْكَ لِتَحْمِلَهُمْ إلی أَصْحَابِ الْكَهْفِ... فقال‌ أميرالمؤمنين‌: يا ريح‌ احملينا، فإذا نحن‌ في‌ الهواء، فسرنا ما شاءالله‌، ثمّ قال‌: يا ريح‌ ضعينا، فوضعتنا عند الكهف‌. فقام‌ كلّ واحد منّا و سلّم‌، فلم‌ يردّوا الجواب‌. فقام‌ علی، فقال‌: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الْكَهْفِ. فسمعنا: وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يَا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ (ثمّ قالوا): إنّا قوم‌ محبوسون‌ هاهنا من‌ زمن‌ دقيانوس‌. فقال‌ لهم‌: لِمَ لا تردّوا سلام‌ القوم‌؟ فقالوا: نحن‌ فتية‌ لا نردّ إِلاّ علی نبيّ أو وصيّ نبيّ، و أنتَ وصيّ خاتم‌ النَّبِيِّين‌ و خليفة‌ رسول‌ ربّ العالمين‌. ثمّ قال‌ (لنا أميرالمؤمنين‌): خذوا مجالسكم‌، فأخذنا مجالسنا (فوق‌ الشملة‌). ثمّ قال‌: يا ريح‌ احملينا، فإذا نحن‌ في‌ الهواء، فسرنا ماشاءالله‌، ثمّ قال‌: يا ريح‌ ضعينا (فوضعتنا). ثمّ ركض‌ برجله‌ الارض‌، فنبعت‌ عين‌ ماء، فتوضّأ و توضّأنا، ثمّ قال‌: ستدركون‌ الصلاة‌ مع‌ النبيّ أو بعضها. ثمّ قال‌: يا ريح‌ احملينا، ثمّ قال‌: ضعينا، فوضعتنا، فإذا نحن‌ في‌ مسجد رسول‌ الله‌ و قد صلّي‌ من‌ الغداة‌ ركعة‌. فقال‌ أنس‌ فاستشهدني‌ علی و هو علی منبر الكوفة‌، فداهنتُ، فقال‌: إن‌ كنت‌ كتمتَها مداهنةً بعد وصيّة‌ رسول‌ الله‌ إيّاك‌، فرماك‌ الله‌ ببياض‌ في‌ جسمك‌، و لظي‌ في‌ جوفك‌، و عمي‌ في‌ عينيك‌. ] قال‌ أنس‌ [: فما برحت‌ حتّي‌ برصت‌ و عميت‌. فكان‌ أنس‌ لايطيق‌ الصيام‌ في‌ شهر رمضان‌ و لا في‌ غيره‌. و البساط‌ أهدوه‌ أهل‌ هربوق‌، و الكهف‌ في‌ بلاد الروم‌ في‌ موضع‌ يقال‌ له‌: أركدي‌، و كان‌ في‌ ملك‌ باهتدت‌ و هو اليوم‌ اسم‌ لضيعة‌. و في‌ خبر أنّ الكساء أتي‌ به‌ خُطَيّ بن‌ الاشرف‌ أخو كعب‌. فلمّا رأي‌ معجزات‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ أسلم‌، و سمّاه‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: محمّداً».[34]

 قال‌ خطيب‌ منيح‌:

 وَ مَنْ حَمَلَتْهُ رِيحُ اللَهِ حَتّي                    ‌ أَتي‌ أَهْلَ الرَّقِيمِ الرَّافِدينا

 وَ مَنْ نَادَي‌ بِأهْلِ الْكَهْفِ حَتّي‌                أَقَرُّوا بالْوِلاَيَةِ مُفَرِّحِينَا [35]

 و قال‌ العونيّ:

 علی كَلِيمُ الْقَوْمِ فِي‌ الْكَهْفِ فَاعْلَمَا                     وَ قَدْ صُمَّ مِنْ شَيْخَاكُمَا الصَّدْيَان‌ [36]

 و قال‌ أيضاً:

 وَ مَنْ حَمَلَتْهُ الرِّيحُ فَوْقَ بسَاطِهِ                         فَأَسْمَعَ أَهْلَ الْكَهْفِ حِينَ تَكَلَّمَا [37]

 و قال‌ الحِميريّ:

 لَهُ الْبَسَاطُ إذْ سَري                   ‌ وَ فِتْيَةَ الْكَهْفِ دَعَا

 فَمَا أَجَابُوا فِي‌ النِّدا                   سِوَي‌ الْوَصِيِّ الْمُرْتَضَي‌ [38]

 و قال‌ أيضاً:

 سَلْ فِتْيَةَ الْكَهْفِ الَّذِينَ أَتَاهُم‌                 فَأَيْقَظَ فِي‌ رَدِّ السَّلاَمِ مَنَامَهَا [39]

 و قال‌ البرقيّ:

 حَتّي‌ إذَا يَئِسُوا جَوابَ سَلاَمِهِمْ               قَامَ الْوَصِيُّ إِلَيْهِمُ اِبْدَاءا

 قَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ مِنْ فِتْيَةٍ                   عَبَدُوا الإلَهَ وَ تَابَعُوا السَّنَاءا

 قَالُوا عَلَيْكَ مِنَ الإلَهِ تَحِيَّةٌ                       تُهْدي‌ إلَيْكَ وَ رَحْمَةٌ وَ ضِيَاءا

 إنّا مُنِعْنَا أَنْ نُكَلِّمَ هَاتِفَاً               إلاّ نِبِيّاً كَانَ أَوْ مُوصَاءا [40]

 و قال‌ ابن‌ الاطيس‌:

 وَ طَارِقُ الْبَابِ علی كَهْفِهِمْ                     في‌ الْخَبَرِ الْمَشْهُورِ عَنْ جَابِرِ * [41]

 و قال‌ ابن‌ العضد:

 مَنْ كَلَّمَ الْفِتْيَةَ فِي‌ الْكَهْفِ وَ لَمْ              يُكَلِّمُوا حَقّاً سِواهُ إذْ دَعَا [42]

 و قال‌ أبو الفتح‌:

 وَ فِي‌ الْكَهْفِ مَنْقَبَةٌ حُسْنُها                   علی الرَّغْمِ مِنْ مَعْطَسِ الاْدْلَمِ

 غَداةً يُسَلِّمُ فِي‌ صَحْبِهِمْ                        سَلامَ الصُّحَاةِ علی النُّوَّمِ

 فَنَادَوهُ أَجْمَعْ عَلَيْكَ السَّلامُ                     فَذَاكَ عَظِيمٌ لِمُسْتَعْظِمِ [43]

 الرجوع الي الفهرس

إحیاء أمیرالمؤمنین للمیت

 و عن‌ سلمان‌ شلقان‌ [44] قال‌: سمعتُ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌: «إنّ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ كانت‌ له‌ خُؤولة‌ في‌ بني‌ مخزوم‌. و إنّ شاباً منهم‌ أتاه‌ فقال‌: يا خال‌، إنّ أخي‌ و تربي‌ مات‌ و قد حزنت‌ عليه‌ حزناً شديداً. فقال‌ له‌: أتشتهي‌ أن‌ تراه‌؟ قال‌: نعم‌. قال‌: فأرني‌ قبره‌، فخرج‌ و تقنّع‌ برداء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌ المستجاب‌. فلمّا انتهي‌ إلی القبر تكلّم‌ بشفتاه‌ ثمّ، ركضه‌ برجله‌، فخرج‌ أخي‌ من‌ قبره‌، و هو يقول‌: و ميكا بلسان‌ الفُرس‌. فقال‌ له‌ علی: ألم‌ تمت‌ و أنت‌ رجل‌ من‌ العرب‌؟ فقال‌: نعم‌ و لكنّا متنا علی سنّة‌ فلان‌ و فلان‌ فانقلبت‌ ألسنتنا». [45]

 و أنشد السيّد الحميريّ يقول‌:

 فَقَالَ لَهُ فَرْمَانُ: عِيسَي‌ ابْنُ مَرْيَمِ [46]                  بِزَعْمِكَ يُحْيَي‌ كُلَّ مَيْتٍ وَ مُقْبِرِ

 فَماذا الَّذِي‌ أُعْطِيتَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ                      لِمِثْلِ الَّذِي‌ أُعْطاهُ إن‌ شِئتَ فَانْظُرِ

 إلی مِثْلِ مَا أُعْطَي‌ فَقَالُو´ا لِكُفْرِهِم‌                             أَلاَ أَرِنَا مَا قُلْتَ غَيْرَ مُعَذَّرِ

 فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ قُمْ لِوَصِيِّهِ                                        فَقَامَ وَ قِدْماً كَانَ غَيْرَ مُقَصِّرِ

 وَ رَدّاهُ بِالْمَنْجَابِ وَاللَهُ خَصَّهُ                                        وَ قَالَ اتْبَعُوهُ بِالدُّعَاءِ الْمُبَرَّرِ

 فَلَمّا أتي‌ ظَهْرَ الْبَقيعِ دَعا بِهِ                               فَرُجَّتْ قُبُورٌ بِالْوَري‌ لَمْ تَغَيَّرِ

 فَقَالُو´ا لَهُ: يا وَارِثَ الْعِلْمِ اعْفِنا                                وَ مُنَّ عَلَيْنَا بِالرِّضَا مِنْكَ وَاغْفِرِ[47]

 ثمّ قال‌ ابن‌ شهرآشوب‌: إبراء المرضي‌ و أحياء الموتي‌ علی أيدي‌ الانبياء و الاوصياء عليهم‌ السلام‌ من‌ فعل‌ الله‌ تعالي‌. قال‌ عيسي‌ عليه‌ السلام‌: وَ أُبْرِي‌ُ الاْكْمَهَ وَ الاْبْرَصَ وَ أُحْيِي‌ الْمَوتَي‌ بِإِذْنِ اللَهِ. [48] و قوله‌ تعالي‌: وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي‌.... وَ إِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَي‌ بِإذْنِي‌. [49] و قال‌ إبراهيم‌: رَبِّ أَرِنِي‌ كَيْفَ تُحْيِي‌ الْمَوْتَي‌ * قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَي‌' وَلَـ'كِنْ لِيَطْمَنءِنَّ قَلْبِي‌ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ـ الآيات‌. [50] و قال‌ في‌ عُزَيْرَ و إرْمِيا: أَوْ كَالَّذِي‌ مَرَّ علی قَرِيَةٍ ـ إلی قوله‌: قَديرٌ. [51] و كذلك‌ في‌ قصّة‌ بني‌ إسرائيل‌: وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ. [52]

 الرجوع الي الفهرس

سلام ثلاثة آلاف من للملائکة علی أمیرالمؤمنین علیه السّلام فی لیلة واحدة

 روي‌ محمّد بن‌ ثابت‌ بإسناده‌ عن‌ ابن‌ مسعود و الفلكيّ المفسّر بإسناده‌ عن‌ محمّد بن‌ الحنفيّة‌ قال‌: «بعث‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ عليّاً في‌ غزوة‌ بدر أن‌ يأتيه‌ بالماء حين‌ سكت‌ أصحابه‌ عن‌ إيراده‌ فلمّا أتي‌ القليب‌ و ملا القربة‌ الماء فأخرجها، جاءت‌ ريح‌ فأهرقته‌، ثمّ عاد إلی القليب‌ و ملا القربة‌ فأخرجها، فجاءت‌ ريح‌ فأهرقته‌. و هكذا في‌ الثالثة‌. فلمّا كانت‌ الرابعة‌، ملاها فأتي‌ بها النبيّ، فأخبره‌ بخبره‌. فقال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: أمّا الريح‌ الاُولي‌ فجبرئيل‌ في‌ ألف‌ من‌ الملائكة‌ سلّموا عليك‌. و أمّا الريح‌ الثانية‌ ميكائيل‌ في‌ ألف‌ من‌ الملائكة‌ سلّموا عليك‌. و الريح‌ الثالثة‌ إسرافيل‌ في‌ ألف‌ من‌ الملائكة‌ سلّموا عليك‌. و في‌ رواية‌: ما أتوك‌ إلاّ ليحفظوك‌».

 و قد رواه‌ عبدالرحمن‌ بن‌ صالح‌ بإسناده‌ عن‌ اللّيث‌، و كان‌ يقول‌: «كان‌ لعليّ ] بن‌ أبي‌ طالب‌ [ عليه‌ السلام‌ في‌ ليلة‌ واحدة‌ ثلاثة‌ آلاف‌ منقبة‌ وثلاث‌ مناقب‌. ثمّ يروي‌ هذا الخبر». [53]

 يقول‌ السيّد الحِميريّ:

 أُقْسِمُ بِاللَهِ وَ آلاَئِهِ                    وَالْمَرْءُ عَمّا قَالَ مَسْؤولُ

 إِنَّ علی بْنَ أَبي‌ طالِبٍ               علی التُّقي‌ وَالْبِرِّ مِجْبُولُ

 كانَ إذَا الْحَرْبُ مَرَتْها الْقَنا                       وَأحْجَمَتْ عَنْها الْبَهاليلُ

 يَمْشي‌ إلی الْقِرْنَ وَ فِي‌ كَفِّهِ                 أَبْيَضُ ماضِي‌ الْحَدِّ مَصْقُولُ

 مَشْي‌َ الْعَفَرْنا بَيْنَ أَشْبَالِهِ                      أَبْرَزَهُ لِلْقَنَصِ الْغِيلُ

 ذَاكَ الَّذِي‌ سَلَّمَ فِي‌ لَيْلَةٍ                        عَلَيْهِ مِيكَالُ وَ جِبْرِيِلُ

 مِيكَالُ فِي‌ أَلْفٍ وَ جِبْريلُ فِي‌                  أَلْفٍ وَ يَتْلُوهُمْ سِرافِيلُ

لَيْلَةَ بَدْرٍ مَدَداً أُنزِلُوا         كَأَنـَّهُمْ طَيْرٌ أَبابيلُ [54]

و قال‌ السيّد الحِمَيريّ أيضاً:

 وَ سَلَّمَ جِبْرِيلُ وَ مِيكَالُ لَيْلَةً                    عَلَيْهِ وَ حَيّاهُ سِرافِيلُ مُعْرِبَا

 أَحَاطُوا بِهِ فِي‌ ] رَدْءِه‌ خ‌ ل‌ [ جَاءَ يَسْتَقِي‌                        وَ كَانَ علی أَلْفٍ بِهَا قَدْ تَخَزَّبَا

 ثَلاَثَةُّ آلاَفٍ مَلائِكَ سَلَّمُوا             عَلَيْهِ فَأدْنَاهُمْ وَ حَيّا وَ رَحَّبا [55]

 و روي‌ محبّ الدين‌ الطبريّ [56] عن‌ «مناقب‌ أحمد»، و القندوزيّ الشافعيّ [57] عن‌ «مسند» أحمد بن‌ حنبل‌ أنّ أميرالمؤمنين‌ علی عليه‌ السلام‌ قال‌: لَمّا كَانَتْ لَيْلَةٌ فِي‌ بَدْرٍ (و في‌ عبارة‌ الطّبريّ: لَيْلَةُ يَوْمِ بَدْرٍ) قَالَ رَسُولُاللهَ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌ مَنْ يَسْتَسْقَي‌ لَنَا مِنَ الْمَاءِ؟ فَمَا أَجَابَ النَّاسُ (و في‌ لفظ‌ الطبريّ: فَأحجَمَ النَّاسُ) فَقَالَ علی: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَاحتضَنَ قِرْبَةً ثُمَّ أَتي‌ بِئراً بَعيدَةَ الْقَعْرِ مُظْلِمَةً فَانحَدَرَ فِيها، فَأوْحَي‌ اللهُ عزَّوَجَلَّ إلی جِبرائيلَ وَ مِيكائيلَ وَ إِسْرَافِيلَ تَأهَّبُوا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ وَ حِزْبِهِ، فَهَبَطُوا مِنَ السَّمَاءِ (و في‌ لفظ‌ الطبريّ: لَهُمْ لَغْطٌ يَذْعَرُ مَنْ سَمِعَهُ) فَلَمّا حاذُوا الْبِئرَ سَلَّمُوا علی عَلِيٍّ مِنْ عِنْدِ رِبِّهِمْ (و في‌ لفظ‌ الطبريّ: سَلَّمُوا عَلَيْهِ مِنْ عِنْدَ آخِرِهِمْ إكْرَاماً وَ تَبْجِيلاً).

 و نقل‌ عن‌ «جمع‌ الفوائد»: قال‌ علی عليه‌ السلام‌: كُنْتُ علی قَليبِ بَدْرٍ أَميحُ وَ أَمْنَحُ مِنْهُ مَاءً جَاءَتْ رِيحٌ شَديدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَديدةٌ. فَكَانَتِ الاُولَي‌ مِيكَائِيلَ، وَالثَّانِيةُ إسْرافِيلَ، و الثّالِثَةُ جَبْرائِيلَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَلْفٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فَسَلَّموا علی. لاحمد والموصليّ. [58]

 و قال‌ الشاعر في‌ هذا:

 أعْنِي‌ الَّذِي‌ سَلَّمَ عَلَيْهِ جَبْرَائِيلُ              فِي‌ لَيْلَةِ بَدْرٍ وَ مِيكَائِيلُ وَ إسْرَافِيلُ [59]

 و عن‌ كتاب‌ «المناقب‌» لابن‌ شهرآشوب‌ بسنده‌ عن‌ الاعمش‌، عن‌ سالم‌ بن‌ أبي‌ الجهد، عن‌ أبي‌ ذرّ الغفاريّ أنّ عليّاً قال‌ لاصحاب‌ الشوري‌: هَلْ فِيكُمْ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فِي‌ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَ فِيهِمْ جَبْرائِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إسرافِيلُ لَيْلَةً فِي‌ قَلِيبِ بَدْرٍ مِثْلِي‌ لَمّا جِئْتُ بِالْمَاءِ إلی رَسُولِ اللهِ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌؟ قالوا: لاَ. نقله‌ أيضاً ابن‌ مسعود. [60]

 و في‌ كتاب‌ «الإصابة‌» عن‌ «فايْد» مولي‌ عبدالله‌ بن‌ سلام‌ قال‌: نزل‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ الجحفة‌ في‌ غزوة‌ الحديبيّة‌ فلم‌ يجد بها ماءً، فبعث‌ سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌، فرجع‌ بلا ماء، و اعتذر. و بعث‌ عليّاً فلم‌ يرجع‌ حتّي‌ ملا القربة‌ من‌ الماء. [61]

 الرجوع الي الفهرس

شق أمیرالمؤمنین علیه السّلام للحجر

 و ظهرت‌ لاميرالمؤمنين‌ أيضاً معجزة‌ شقّ الحجر كما شُقّ لموسي‌. ففي‌ طريق‌ صفّين‌ غلب‌ العطش‌ علی جيش‌ أميرالمؤمنين‌، فأمر بحفر بئر، فحفروا حتّي‌ وصلوا إلی حجر عظيم‌ عجزوا عن‌ شقّه‌ و عن‌ اقتلاعه‌، فجاء الإمام‌ فضربه‌ ضربة‌ واحدة‌ حتّي‌ شقّه‌ و هو الذي‌ لاتشقّه‌ ألف‌ ضربة‌، فنبع‌ الماء من‌ تحت‌ الحجر عذباً بارداً، و تدفّق‌ حتّي‌ بلع‌ أعلي‌ البئر. فشربوا و ارتووا جميعهم‌، و هم‌ مندهشون‌ من‌ هذه‌ المعجزة‌ و ما شاهدوه‌ من‌ هذا المنظر العجيب‌. و ذكر الخطيب‌ البغداديّ هذه‌ الرواية‌ في‌ «تاريخ‌ بغداد» ج‌ 12 ص‌ 305 بسلسلة‌ سنده‌ عن‌ أبي‌ سعيد المعروف‌ بعقيصا. قال‌: أقبلتُ من‌ الانبار علی عليه‌ السلام‌ نريد الكوفة‌، ] فغلب‌ العطش‌ علی الناس‌ [ فبينا نحن‌ نسير علی شاطي‌ الفرات‌ إذ لجج‌ في‌ الصحراء فتبعه‌ ناس‌ من‌ أصحابه‌ و أخذ ناس‌ علی شاطي‌ الماء قال‌ فكنتُ ممّن‌ أُخذ مع‌ علی عليه‌ السلام‌ حتّي‌ توسّط‌ الصحراء، فقال‌ الناس‌: يا أمير المؤمنين‌، إنّا نخاف‌ العطش‌، فقال‌: إنّ الله‌ سيسقيكم‌. قال‌: و راهب‌ قريب‌ منّا، قال‌: فجاء علی إلی مكان‌، فقال‌: احفروا هاهنا، قال‌: فحفرنا. قال‌: و كنت‌ فيمن‌ حفر، حتي‌ نزلنا ـ يعني‌ عرض‌ لنا حجر ـ قال‌: فقال‌ علی: ارفعوا هذا الحجر، قال‌: فأعانونا عليه‌ حتي‌ رفعناه‌، فإذا عين‌ باردة‌ طيّبة‌، قال‌: فشربنا، ثمّ سرنا ليلاً أو نحو ذلك‌ قال‌: فعطشنا. قال‌: فقال‌ بعض‌ القوم‌: لو رجعنا فشربنا، قال‌: فرجع‌ ناس‌ وكنت‌ فيمن‌ رجع‌، فالتمسناها، فلم‌ نقدر عليها، فأتينا الراهب‌، فقلنا: أين‌ العين‌ التي‌ هاهنا؟ قال‌: أيـّة‌ عين‌؟ قال‌: التي‌ شربنا منها و استقينا والتمسناها، فلم‌ نقدر عليها. فقال‌ الراهب‌: لا يستخرجها إِلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ.

 و ذكر العلاّمة‌ الامينيّ هذه‌ القضيّة‌ في‌ كتاب‌ «الغدير» ج‌ 3 ص‌ 393 عن‌ كتاب‌ «صفّين‌» لنصر بن‌ مزاحم‌ مع‌ اختلاف‌ يسير. و قال‌ في‌ آخرها: أخرجها الخطيب‌ في‌ «تاريخ‌ بغداد».

 يقول‌ السيّد الحميريّ في‌ هذا الموضوع‌:

 وَ مَنْ حَمَلَتْهُ الرِّيحُ فَوْقَ سَحَابَةٍ              بِقُدْرَةِ رَبٍّ قَدْرَ مَنْ شَاءَ يَرْفَعُ

 وَ مَرَّ بِأصْحَابِ الرَّقِيمِ مُسَلِّماً                   فَرَدُّوا مِنَ الْكَهْفِ السَّلاَمَ فَأَسْمَعُوا

 وَ مَنْ فَجَّرَ الصَّخرَ الاْصَمَّ لِجُنْدِهِ               فَفَاضَ مَعِيناً مِنْهُ لِلْقَومَ يَنْبَعُ

 وَ مَنْ لِصَلاَةِ الْعَصْرِ عِنْدَ غُرُوبِهَا               تُرَدُّ لَهُ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ تَلْمَحُ

 فَصَلّي‌ صَلآةَ الْعَصْرِ ثُمَّ انّثَنَتْ لَهُ             تَسيرُ كَسَيْرِ الْبَرْقِ وَالْبَرْقُ مُسْرِعُ

 فَيَا لائِمي‌ فِي‌ حُبِّهِمْ كُفَّ إنَّني               ‌ بِحُبِّ أَميرِالْمُؤمِنينَ لَمُولِعُ

 وَ لاَدِنْتُ إِلاّ حُبَّ آلِ مُحَمَّدٍ                       وَ لاَشِيْءَ مِنْهُ فِي‌ الْقِيَامَةِ أَنْفَعُ

 إِذَا الْعَدْلُ وَالتَّوْحيدُ كَانَا وَ حُبُّهُ                 بِقَلْبِي‌ فَإنِّي‌ الْعَابِدُ الْمُتَطَوِعُ

 أَنَا السَّيِدُ الْقَوّالُ فِيهِمْ مَدائِحاً                  تَمُرُّ بِقَلْبِ النَّاصِبينَ فَتَصْدَعُ [62]

 إنّ ما ذكرناه‌ كان‌ موجزاً لمعجزات‌ أميرالمؤمنين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ و قد جئنا به‌ هنا كنموذج‌ علی ما نقول‌، و لو قُدّر أن‌ نذكر معجزات‌ الانبياء واحدة‌ بعد الاُخري‌، و نقارنها مع‌ معجزات‌ علی كلّها فإنـّنا نحتاج‌ إلی كتاب‌ مستقلّ ليستوعبها، بَيدَ أنـّه‌ قد تبيّن‌ لنا إجمالاً أنّ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ كان‌ قادراً علی المعجزات‌ جميعها بإذن‌ الله‌ تعالي‌. وكان‌ كرسول‌ الله‌ له‌ مقام‌ الكمال‌ و الشمول‌، و لم‌ يكن‌ بمقدور أيّ نبيّ أن‌ يبلغ‌ ذلك‌ المقام‌ المنيع‌ و الذروة‌ الرفيعة‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 450

[2] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 450.

[3] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌»، ص‌ 451

[4] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌»، ص‌ 451.

[5] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ص‌ 452. و الآية‌ 10، من‌ السورة‌ 34: سبأ

[6] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 452.

[7] ـ الآية‌ 62، من‌ السورة‌ 25: الفرقان‌.

[8] ـ الآية‌ 5، من‌ السورة‌ 39: الزمر.

[9] ـ قرقيساء مدينة‌ علی ساحل‌ الفرات

[10] ـ يمكن‌ أن‌ تكون‌ الضهياء أرضاً قفراء بلا نبات‌ و لا ماء.

[11] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 459.

[12] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 459.

[13] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 460.

[14] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 460. و تحدّث‌ العلاّمة‌ الامينيّ في‌ الجزء الثالث‌ من‌ «الغدير» من‌ ص‌ 126 إلی 142 عن‌ موضوع‌ ردّ الشمس‌ و جواب‌ المنكرين‌، و بيان‌ رواته‌ من‌ أعلام‌ العلماء و قال‌: الكبار من‌ الاعلام‌ الذين‌ رووا هذا الحديث‌ ثلاثة‌ و أربعون‌. ومن‌ أراد التفصيل‌، فليراجع‌.

و قال‌ أيضاً في‌ ص‌ 393 من‌ ج‌ 3: حديث‌ ردّ الشمس‌ لعليّ عليه‌ السلام‌ ببابل‌ أخرجه‌ نصر بن‌ مزاحم‌ في‌ كتاب‌ «صفّيين‌» بإسناده‌ عن‌ عبد خير. و ينقل‌ عبد خير كيفيّة‌ صلاته‌ مع‌ عليّ. و تختلف‌ روايته‌ ـ طبعاً ـ عن‌ رواية‌ ابن‌ شهرآشوب‌.

[15] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 460.

[16] ـ و في‌ هامش‌ المناقب‌: أفا إفائة‌ الظلُّ: رجع‌، و نقله‌ العلاّمة‌ الامينيّ في‌ الغدير ج‌ 2، ص‌ 277 بلفظ‌ «عفت‌» بمعني‌ زالت‌ و محيت‌. (م‌)

[17] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 461، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[18] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 461.

[19] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 461، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[20] ـ اسم‌ موضع‌؛ و في‌ رواية‌ المناقب‌ ج‌ 2 طبع‌ المطبعة‌ العلميّة‌ بقم‌ «بالصَّهبا».

[21] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 461، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[22] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 464. و قال‌ العلاّمة‌ الامينيّ في‌ «الغدير» ج‌ 3 ص‌ 392: روي‌ الحموينيّ في‌ «فرائد السمطين‌»، و الخوارزميّ في‌ «المناقب‌» ص‌ 68، والقندوزيّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 140 عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ باب‌ 38 أنـّه‌ قال‌ لعلي‌ّ: يا أبا الحسن‌، كلّم‌ الشمس‌ فإنـّها تكلّمك‌. قال‌ عليّ عليه‌ السلام‌: السلام‌ عليك‌ أيّها العبد المطيع‌ لله‌ و لرسوله‌. فقالت‌ الشمس‌: السلام‌ عليك‌ يا أميرالمؤمنين‌ و إمام‌ المتّقين‌ و قائد الغرّ المحجّلين‌، يا عليّ أنت‌ و شيعتك‌ في‌ الجنّة‌. يا عليّ، أوّل‌ من‌ تنشقّ عنه‌ الارض‌ محمّد ثمّ أنت‌، و أوّل‌ من‌ يحيي‌ محمّد ثمّ أنت‌، و أوّل‌ من‌ يكسي‌ محمّد ثمّ أنت‌. فسجد عليّ عليه‌ السلام‌ لله‌ تعالي‌ و عيناه‌ تذرفان‌ بالدموع‌، فانكبّ عليه‌ النبيّ فقال‌: يا أخي‌ و حبيبي‌ ارفع‌ رأسك‌ فقد باهي‌ الله‌ بك‌ أهل‌ سبع‌ سماوات‌. (الآية‌ 83، من‌ السورة‌ 3: آل‌ عمران‌)

[23] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 464، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[24] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 464، الطبعة‌ الحجريّة‌.

* خامة‌ الشي‌ء باعجام‌ الخاء من‌ الزرع‌ أوّل‌ ما ينبت‌ علی ساق‌ و اللفظ‌ بالاءعجام‌ أولي‌ في‌ الشعر منها بالاءهمال‌ كما في‌ النسخ‌ المشهورة‌ لقلّة‌ مناسبة‌ ما ذكر من‌ معانيها فيكون‌ اللفظ‌ كناية‌ عن‌ ابتداء ظهور أسمائه‌ الكماليّة‌ و شؤونه‌ الجماليّة‌ صلوات‌ الله‌ عليه‌، (حاشية‌ المناقب‌).

[25] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 464، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[26] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 466.

[27] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 466.

[28] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 466.

[29] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 472، الطبعة‌ الحجريّة‌

[30] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 473.

[31] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 473.

[32] ـ نفس‌ المصدر السابق‌. و فيما يخصّ توضيح‌ معني‌ البيت‌ الثاني‌، فقد جاء في‌ «المناقب‌» عن‌ كتاب‌ «معرفة‌ الفضائل‌» و «علل‌ الشرائع‌» للشيخ‌ الصدوق‌، عن‌ سدير، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ «و قد سُئل‌: لِمَ أخّر أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ العصر في‌ بابل‌؟ قال‌: إنـّه‌ لمّا صلّي‌ الظهر، التفت‌ إلی جمجمة‌ ملقاة‌، فكلّمها أميرالمؤمنين‌، عليه‌ السلام‌ فقال‌: يا أيّتُها الجمجمة‌، من‌ أين‌ أنت‌؟ فقالت‌: أنا فلان‌ بن‌ فلان‌، ملك‌ بلد آل‌ فلان‌. قال‌ لها أميرالمؤمنين‌: فقصّي‌ عليّ الخبر، و ما كنتِ و ما كان‌ في‌ عصركِ. فأقبلت‌ الجمجمة‌ تقصّ خبرها، و ما كان‌ في‌ عصرها من‌ خير و من‌ شرّ، فاشتغل‌ بها حتّي‌ غابت‌ الشمس‌، فكلّمها بثلاثة‌ أحرف‌ من‌ الاءنجيل‌ لئلاّ يفقه‌ العرب‌ كلامه‌ القصّة‌. ] و هذه‌ الجمجمة‌ هي‌ جمجمة‌ جلندي‌ ملك‌ الحبشة‌ و اسمه‌ أبرهة‌، و كان‌ قد جاء علی فيل‌ لهدم‌ الكعبة‌ [. ابن‌ شهرآشوب‌، ص‌ 474

[33] ـ الآية‌ 12، من‌ السورة‌ 34: سبأ

[34] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 475.

[35] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 475. كناية‌ عن‌ انـّهما ماتا و هلكا.

[36] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 475.

[37] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 475.

[38] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 475.

[39] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 475.

[40] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 475.

[41] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 476.

* ـ اي‌ جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌.

[42] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 476.

[43] «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 476.

[44] ـ شلقان‌: قرية‌ في‌ مصر، و ربّما ذكرت‌ بعد سلمان‌ للتفريق‌ بين‌ سلمان‌ المذكور و سلمان‌ الفارسيّ، لانّ سلمان‌ شلقان‌ من‌ أصحاب‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، و قد روي‌ عنه‌.

[45] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 476. و «ديوان‌ الحِميريّ» ص‌ 242.

[46] ـ جاء في‌ «ديوان‌ الحِميريّ» ص‌ 242: فقال‌ له‌: قد كان‌ عيسَي‌ ابن‌ مريم‌.

[47] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 2، ص‌ 341.

[48] ـ الآية‌ 49، من‌ السورة‌ 3: آل‌ عمران‌.

[49] ـ الآية‌ 110، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌.

[50] ـ الآية‌ 260، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

[51] ـ الآية‌ 259، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

[52] ـ الآية‌ 243، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌

[53] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 406.

[54] ـ «ديوان‌ الحميريّ» ص‌ 322 و 323

[55] ـ «مناقب‌» ج‌ 1 ص‌ 407. و «ديوان‌ الحميريّ» ص‌ 77.

[56] ـ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 68.

[57] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 40، ص‌ 122.

[58] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 122، باب‌ 40.

[59] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 122، باب‌ 40.

[60] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 122، باب‌ 40.

[61] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 123، باب‌ 40

[62] ـ «ديوان‌ السيّد الحُميريّ» ص‌ 278.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com