بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد الرابع / القسم الثالث: مصائب علی علیه السلام اکثر من جمیع الانبیاء، الائمة هم ورثة کتاب الله ، ...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

محن و مصائب أمیرالمؤمنین کانت أکثر من جمیع الأنبیاء

ولكن‌ ينبغي‌ أن‌ نعلم‌ بأنّ هذه‌ الصفات‌ الإلهيّة‌ و الكمالات‌ النفسانيّة‌، و القدرة‌ الربّانيّة‌ لم‌ تمنح‌ للإمام‌ مجّاناً، بل‌ منحت‌ له‌ مكافأة‌ لما مرّ به‌ من‌ مخاطر جسمية‌ و محن‌ عظيمة‌، و ما لاقاه‌ من‌ أذي‌ لم‌ يؤذ به‌ أيّ نبيّ من‌ الانبياء. إنّ كلّ ما عاناه‌ الانبياء و ما قاسوه‌ من‌ محن‌ كإرهاق‌ الاُمّة‌ لهم‌، و الشماتة‌، و الاستهزاء، و الطرد من‌ البلاد، و القتل‌، و الإبعاد، و ارتداد الناس‌ عن‌ الدين‌، و ابتلائهم‌ بالجهلاء، و غيرها من‌ ضروب‌ المعاناة‌، كلّها قد كابدها و قاساها رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ و لذلك‌ قال‌: مَا أُوذِي‌َ نَبِيُّ مِثْلَ ما أُوذيتُ. و ورث‌ ذلك‌ كلّه‌ سيّد المتّقين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ فلم‌ تتركه‌ المحن‌ يوماً منذ طفولته‌ حتّي‌ انفلاق‌ هامته‌ المقدّسة‌ و استشهاده‌ في‌ محراب‌ العبادة‌.

 لقد عاني‌ ذلك‌ الإمام‌ العظيم‌ أشدّ المعاناة‌، و تجرّع‌ الغصص‌ التي‌ لاتطاق‌ سواء في‌ مكّة‌ المكرّمة‌ أبان‌ البعثة‌ النبويّة‌، أو في‌ المدينة‌ بعد الهجرة‌ أو بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌ حيث‌ الفترة‌ المظلمة‌ السوداء التي‌ دامت‌ خمس‌ وعشرين‌ سنة‌، أو أبّان‌ حكومته‌ الظاهريّة‌. فلم‌ يسترح‌ ساعة‌ واحدة‌. و إن‌ كان‌ إسماعيل‌ الذبيح‌ قد مرّ ببلاء القتل‌، و لم‌ يتحقق‌ ذلك‌ عمليّاً، فإنّ عليّاً بات‌ علی فراش‌ النبيّ ليلة‌ الهجرة‌ مضحيّاً بنفسه‌ بعد توطينها علی مواجهة‌ صوارم‌ قريش‌ البتّارة‌. و كانت‌ كلّ لحظة‌ من‌ لحظات‌ تلك‌ الليلة‌ لحظة‌ قتل‌ واستشهاد. و إن‌ كان‌ إبراهيم‌ الخليل‌ قد مرّ بأربعة‌ و عشرين‌ بلاءً أشدّها قتل‌ ولده‌ العزيز إسماعيل‌، فإنّ رسول‌ الله‌ كان‌ يعلم‌ علم‌ اليقين‌ بما سيجري‌ علی ولد فاطمة‌ من‌ قتل‌ و تعذيب‌، و كان‌ يعلم‌ بقتل‌ الحسن‌، والحسين‌، عليهما السلام‌ و واقعة‌ الطفّ، و طالما كان‌ يتحدّث‌ عن‌ تلك‌ القضايا المروّعة‌ ويبكي‌، و لكنّه‌ عهد الله‌ و رسوله‌ له‌، و قد قبل‌ به‌ و أقرّه‌ إحياءً للدّين‌ وكذلك‌ المحن‌ الاُخري‌ التي‌ كابدها. و في‌ ضوء القول‌ المعروف‌: اَلْبَلاءُ بِقَدْرِ الْوِلاءِ فإنّ مصيبة‌ علی في‌ الدنيا كانت‌ أعظم‌ من‌ مصائب‌ جميع‌ الانبياء، و صبره‌ كان‌ أكثر من‌ صبرهم‌، و جهاده‌ أكبر من‌ جهادهم‌. صَلَّي‌ اللهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ.

 روي‌ أبو نعيم‌ الاصفهانيّ في‌ «حلية‌ الاولياء» [1] بإسناده‌ عن‌ أبي‌ بُرزة‌، قال‌: قالَ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌: إنَّ اللَهَ عَهِدَ إلَيَّ عَهْداً فِي‌ علی، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ بَيّنْهُ لِي‌، فَقَالَ: اسْمَعْ، فَقُلْتُ: سَمِعْتُ. فَقَالَ: إنَّ عَلِيّاً رَايَةُ الْهُدَي‌ وَ إمَامُ أَوْلِيائِي‌ وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِي‌، وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِي‌ أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِينَ، مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِي‌، وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِي‌، فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ. فَجَاءَ علی فَبَشَّرْتُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ أَنَا عَبْدُ اللَهِ وَ فِي‌ قَبْضَتِهِ، فَإنْ يُعَذِّبْنِي‌ فَبِذَنْبِي‌. وَ إنْ يُتِمَّ لِي‌ الَّذِي‌ بَشَّرْتَنِي‌ بِهِ فَاللَهُ أَولَي‌ بِي‌. قَالَ: قُلْتُ: اللَهُمَّ اجْلُ قَلْبَهُ وَاجْعَلْ رَبيعَهُ الإيمَانَ. فَقَالَ اللهُ: قَدْ فَعَلْتُ بِهِ ذَلِكَ. ثُمَّ إنـَّهُ رَفَعَ إلَيَّ أَنـَّهُ سَيَخُصُّهُ مِنَ الْبَلاءِ بِشَيْءِ لَمْ يَخُصَّ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي‌، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ أَخي‌ وَ صَاحِبي‌! فَقَالَ: إنَّ هَـذَا شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ أَنـَّهُ مُبْتَليً وَ مُبْتَليً بِهِ.

 نقل‌ ابن‌ شهرآشوب‌ [2] القصّة‌ المتعلّقة‌ بهجرة‌ رسول‌ الله‌ من‌ مكّة‌ إلی المدينة‌، و كذلك‌ نقلها المظفّر في‌ «دلائل‌ الصدق‌». [3] و نحن‌ هنا نذكرها بالالفاظ‌ التي‌ رواها ابن‌ شهرآشوب‌. قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ لاميرالمؤمنين‌ علی: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَي‌ أوْصي‌ إلَيَّ أنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِي‌ وَ أَنْ أَنْطَلِقَ إلی غَارِ ثُوْرٍ، فَارْقَدْ علی فِرَاشِي‌ وَاشْتَمِلْ بِبُرْدِيَ الْحَضرَمِي‌ِّ، وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَهَ يَمْتَحِنُ أَوْلِياءَهُ علی قَدْرِ إيمَانِهِمْ وَ مَنَازِلِهِمْ مِنْ دِينِهِ فَأَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الانْبِيَاءُ ثُمَّ الاَمْثَلُ فَالاَمْثَلُ. وَ قَدِ امْتَحَنَكَ يَا ابْنُ أُمَّ وَامْتَحَنِني‌ بِمِثْلِ ما امْتَحَنَ بِهِ خَلِيلَهُ إبْرَاهِيمَ وَ الذَّبيحَ إسْمَاعِيلَ، فَصَبْراً صَبْراً فَإنَّ رَحْمَةَ اللَهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. ثُمَّ ضَمَّهُ إلی صَدْرِهِ وَ أَوصَاهُ بِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَ إنْجَازِ عِدَاتِهِ وَ رَدِّ الْوَدائِعِ إلی أَهْلِهَا ثُمَّ خَرَجَ ـ الحديث‌. و من‌ خلال‌ المواضيع‌ التي‌ طرحناها آنفاً تمّ تحليل‌ ثلاثة‌ أشياء هي‌:

 أوّلاً: عظمة‌ رسول‌ الله‌ و سعة‌ علمه‌ بكتاب‌ الله‌، القرآن‌ الكريم‌. ثانياً: عظمته‌ و سعته‌ الروحيّة‌ فيما يتعلّق‌ بكتاب‌ التكوين‌ و ظهور المعجزات‌ و التصرّف‌ في‌ شؤون‌ الكائنات‌ و عناصرها. ثالثاً: عظمة‌ البلاءات‌ و المحن‌.

 الرجوع الي الفهرس

أمیرالمؤمنین الوارث لکمالات جمیع الأنبیاء

 و قد اتّضح‌ أنّ رسول‌ الله‌ كان‌ أقوي‌ من‌ كافّة‌ الانبياء و المرسلين‌ وأشدّ و أعظم‌ منهم‌ في‌ هذه‌ المراحل‌ الثلاث‌. و ورث‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌السلام‌ منه‌ تلك‌ العظمة‌ في‌ مراحلها الثلاث‌، و لذلك‌ فإنـّه‌ كان‌ أعلم‌ من‌ جميع‌ الانبياء و أوصيائهم‌ بكتاب‌ التشريع‌ و التكوين‌، و كان‌ أقوي‌ منهم‌ في‌ ذات‌ الله‌ و أنضج‌، و أكثر ذوباناً، و كان‌ ببقاء الحقّ أعظم‌ و أوسع‌. و هنا كشف‌ الشارح‌ المعتزليّ لنهج‌ البلاغة‌، ابن‌ أبي‌ الحديد الغطاء فاعترف‌ بأفضليّة‌ علی عليه‌ السلام‌ علی جميع‌ الملائكة‌ المقرّبين‌ و الانبياء و المرسلين‌ فأنشد في‌ بعض‌ أشعاره‌ يقول‌:

 قَدْ قُلْتُ لِلْبَرْقِ الَّذِي‌ شَقَّ الدُّجي                        ‌ فَكَأنَّ زَنْجِيّاً هُنَاكَ يُجدعُ [4]

 يَا بَرْقُ إنْ جِئْتَ الْغَرِيَّ فَقُلْ لَهُ                أَتُراكَ تَعْلَمُ مَنْ بَأَرْضِكَ مُودَعُ

 فِيكَ ابْنُ عِمْرَانَ الْكَلِيمُ وَ بَعْدَهُ                عيسَي‌ يُقَفِّيهِ وَ أَحْمَدُ يَتْبَعُ

 بَلْ فِيكَ جِبريلُ وَ مِيكالُ وَ اِسْـ                رَافِيلُ وَالْمَلاَ الْمُقَدَّسُ أَجْمَعُ

 بَلْ فِيكَ نُورُ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ                      لِذَوي‌ الْبَصَائِرِ تَستَشِفُّ وَ تَلْمَعُ

 فِيكَ الإمام الْمُرْتَضَي‌ فِيكَ الْوَصِيُّ                      الْمُجْتَبَي‌ فيكَ الْبَطِينُ الاَنْزَعُ *[5]

 لمّا كان‌ ابن‌ أبي‌ الحديد معتزليّاً، و المعتزلة‌ يفضّلون‌ الملائكة‌ علی الانبياء، لذلك‌ قدّم‌ موسي‌، و عيسي‌، و محمّداً، ثمّ تدرّج‌ فذكر جبرائيل‌ وميكائيل‌، و إسرافيل‌ و جميع‌ الملائكة‌ المقدّسين‌. فهذه‌ هي‌ منزلة‌ سيّدنا علی بن‌ أبي‌ طالب‌، الذي‌ ينوب‌ عن‌ نفس‌ الحبيب‌ المصطفي‌ محمّد صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ بل‌ هو عينه‌ و ذاته‌ في‌ عالم‌ المعني‌ و الحقيقة‌، أي‌ الولاية‌ الإلهيّة‌ المطلقة‌ الكبري‌، و هو الشاهد علی ناموس‌ الكون‌، و علی أحوال‌ الانبياء.

 الرجوع الي الفهرس

خطبةآمیر المؤمنین فی أنّ الأئمة فی أعلی درجات القرآن

 و نجد الإمام‌ في‌ إحدي‌ خطبه‌ التي‌ يحذّر الناس‌ فيها من‌ اتّباع‌ علماء السوء الذين‌ يخدعون‌ الناس‌ بظاهرهم‌، و يرغّبهم‌ في‌ اتّباع‌ عترة‌ الرسول‌ الاعظم‌، يصرّح‌ بأنـّه‌ الامتداد الطبيعيّ لرسول‌ الله‌، و يريد أن‌ يفهم‌ الناس‌ بأنّ النبيّ لم‌ يمت‌، و هو (الإمام‌) موجود بينهم‌. و بعد أن‌ يشرح‌ الصفات‌ التي‌ يتحلّي‌ بها أولياء الله‌، يقول‌: وَ آخَرُ قَدْ تَسَمّي‌ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ فَاقْتَبَسَ جَهائِلَ مِنْ جُهّالٍ وَ أَضَاليلَ مِنْ ضُلاّلٍ، وَ نَصَبَ لِلْنّاسِ شِرَكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ، قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ علی آرائِهِ وَ عَطَفَ الْحَقَّ علی أَهْوَائِهِ، يُؤَمِّنُ مِنَ الْعَظَائِمِ وَ يُهَوِّنُ كَبيرَ الْجَرائِمِ، يَقُولُ: أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ، وَ فِيهَا وَقَعَ، وَ أَعْتَزِلُ الْبِدَعَ، وَ بَيْنَها اضْطَجَعَ، فَالصُّورَةُ صُورَةُ إنسَانٍ وَالْقَلْبُ قَلْبُ حَيْوَانٍ، لاَيَعْرِفُ بَابَ الْهُدَي‌ فَيَتَّبِعَهُ، وَ لاَ بَابَ الْعَمي‌ فَيَصُدَّ عَنْهُ، فَذَلِكَ مَيِّتُ الاحْيَاءِ، فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ وَ أَنّي‌ تُؤْفَكُونَ؟ وَالاعْلامُ قَائِمَةٌ وَالآياتُ وَاضِحَةٌ وَالْمَنارُ مَنْصُوبَةٌ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ بَلْ كَيْفَ تَعْمَهُونَ؟ وَ بَيْنَكُمْ عِتْرَةُ نَبِيِّكُمْ [6] وَ هُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ وَ أَعْلاَمُ الدِّينِ وَأَلْسِنَةُ الصِّدْقِ، فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرآنِ، وَ رِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاشِ. أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: «إنـَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنّا وَ لَيْسَ بِمَيِّتٍ، وَ يَبْلَي‌ مَنْ بَلِي‌ مِنّا وَ لَيْسَ بِبَالٍ» فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَتَعْرِفُونَ فَإنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُونَ، وَأعْذِرُوا مَنْ لاَحُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ، وَ أَنَا هُوَ. [7]

 و قد ارتبك‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ معني‌ الفقرتين‌ الاخيرتين‌ من‌ الخطبة‌، فَشَطَّ في‌ شرحهما و ذهب‌ بعيداً عن‌ معناهما و حقيقتهما. إذ يقول‌: إنّ (كلام‌ رسول‌ الله‌) هذا يمكن‌ أن‌ يحمل‌ علی وجهين‌: الاوّل‌: أنّ أمواتنا لايموتون‌ بل‌ يرفعهم‌ الله‌ إلی ملكوت‌ سماواته‌. و علی هذا لو قدرنا أنّ محتفراً احتفر تلك‌ الاجداث‌ الطاهرة‌ عقب‌ دفنها، لم‌ يجد الابدان‌ في‌ الارض‌، إِلاّ أنّ هذا الاحتمال‌ لايتلاءم‌ مع‌ الفقرة‌ الثانية‌ من‌ كلام‌ النبيّ، إذ يقول‌: مَنْ بَلِيَ مِنّا، فلابدّ في‌ هذه‌ الجملة‌ من‌ تقدير، و هو: وَ يَبْلَي‌ كَفَنُ مَنْ بَلِي‌َ مِنّا.

 الثاني‌: أنّ في‌ وجود كلّ إنسان‌ ذرّات‌ أصليّة‌. و أنّ الله‌ تعالي‌ يأخذ تلك‌ الذرّات‌ الاصليّة‌ من‌ قبور النبيّ و الائمّة‌ تكريماً و تعظيماً لهم‌، فيرفعها إليه‌ بعد أن‌ يخلق‌ لها من‌ الاجزاء الفاضلة‌ عنها نظير ما كان‌ لها في‌ الدنيا فتصير إنساناً كاملاً، و هو نفس‌ ذلك‌ الإنسان‌ الميّت‌ من‌ أهل‌ البيت‌، لذلك‌ فهم‌ لم‌ يموتوا.[8] بَيدَ أنّ نظرة‌ عابرة‌ نلقيها علی هذا الكلام‌ تفيدنا أنّ الشارح‌ قد شَطَّ في‌ إدراك‌ معناه‌، فأميرالمؤمنين‌ لايريد في‌ هذه‌ الخطبة‌ أن‌ يبيّن‌ حديثاً من‌ أحاديث‌ الرسول‌ الاكرم‌، بل‌ إنـّه‌ لمّا طلب‌ من‌ الناس‌ الرجوع‌ إلی العترة‌ المتمثّلة‌ به‌ حينئذٍ، فقد ذكر ذلك‌ الحديث‌ شاهداً و دليلاً علی كلامه‌، فهو يريد أن‌ يقول‌ للناس‌: إن‌ لم‌ تقبلوا منّي‌، فاسمعوا كلام‌ النبيّ إذ يقول‌ ما مضمونه‌: نحن‌ لانموت‌ بل‌ نحن‌ أحياء دائماً، أي‌ كأنّ وجودي‌ (وجود الإمام‌) هو وجود النبيّ، و استمرار لحياته‌. أيّها الناس‌، إنّ النبيّ لم‌ يمت‌ وإن‌ كان‌ قد مات‌، لانـّني‌ أنا بنفسي‌ حيّ بينكم‌، و حياتي‌ هي‌ حياة‌ النبيّ. وبكلمة‌ بديلة‌، فإنـّه‌ يريد القول‌ بأنـّه‌ مرآة‌ تامّة‌ الظهور لتلك‌ الحقيقة‌ التي‌ كان‌ النبيّ مرآة‌ تامّة‌ الظهور لها من‌ جميع‌ الجهات‌، و تلك‌ الحقيقة‌ هي‌ الولاية‌ الإلهيّة‌ المطلقة‌ الكبري‌ التي‌ ظهرت‌ في‌ النبيّ أيّام‌ حياته‌ فكان‌. ظهراً تامّا للاسماء الإلهيّة‌، و اليوم‌ قد ظهرت‌ في‌ّ. فمعني‌ كلام‌ الرسول‌ الاكرم‌ هو أنّ موت‌ أبدانها و بِلاها تحت‌ الثري‌ لايفضي‌ إلی موت‌ و بِلي‌ تلك‌ المعارف‌ الإلهِيّة‌ و العلوم‌ الربّانيّة‌، و التصرّف‌ في‌ عالم‌ الكون‌ وبالتّالي‌تلك‌ الولاية‌. فهي‌ حيّة‌ و خالدة‌ دائماً لانّ روحنا حيّة‌، و أنّ تلك‌ الحياة‌ هي‌ روحنا التي‌ تجلّت‌ في‌ وصيّنا. و هذا في‌ الحقيقة‌ هو معني‌ الميراث‌ الذي‌ ورثه‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ من‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و سلّم‌. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـ'بِ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا.

 و الشاهد علی هذا هو أنّ الإمام‌ نفسه‌ قد صرّح‌، بعد ذكر هاتين‌ الجملتين‌، نقلاً عن‌ خاتم‌ المرسلين‌ فقال‌: فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ فَإِنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُونَ، وَ أعْذِرُوا مَنْ لاَ حُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ وَ أَنَا هُوَ.

 الرجوع الي الفهرس

فی کلام أمیرالمؤمنین: وإنما کنت جاراً جاورکم بدنی أیاّماً

 و الآخر هو تصريحه‌ في‌ وصيّته‌ بعدما أُصيبَ في‌ المسجد فقال‌ بأنّ جسمه‌ كان‌ مع‌ الناس‌ و ليس‌ روحه‌، و أنّ ذلك‌ الجسم‌ سيكون‌ خلاء من‌ الروح‌ ساكناً هامداً، و أنّ جميع‌ القدرات‌ التي‌ كانت‌ قد ظهرت‌ فيه‌ تخصّ الذات‌ الإلهيّة‌ المقدّسة‌، و أنّ كافّة‌ العلوم‌، و المعجزات‌، و الكمالات‌ ستعود إلی مرجع‌ الكمال‌، و هذا هو خير واعظ‌. يقول‌ عليه‌ السلام‌ وَ إنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَني‌ أَيّاماً، وَ سَتُعقَبُونَ مِنِّي‌ جُثَّةً خَلاَءً، سَاكِنَةً بَعْدَ حرَاكٍ، وَ صامِتَةً بَعْدَ نُطْقٍ، لِيَعْظِكُمْ هُدُوِّي‌ وَ خُفُوتُ إطْرَاقي‌، وَ سُكُونُ أَطْرَافِي‌، فَإنـَّهُ أَوْعَظُ لِلْمُعْتَبِرينَ مِنَ الْمَنْطِقِ الْبَليغِ وَالْقَولِ الْمَسْمُوعِ. [9]

 فما نستخلصه‌ من‌ هذا كلّه‌ هو أنّ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ وارث‌ جميع‌ الكمالات‌ النبويّة‌، و أنّ جميع‌ التَلاَلآت‌ و التألّقات‌ التي‌ سطعت‌ من‌ عوالم‌ الغيب‌ لتشرق‌ في‌ وجود خاتم‌ النبيّين‌، قد أشرقت‌ و تألّقت‌ كلّها في‌ مرآة‌ نفس‌ أميرالمؤمنين‌ الصافية‌، ماعدا النبوّة‌ التي‌ انقطت‌ برسول‌ الله‌. وهذه‌ هي‌ حقيقة‌ الإرث‌، كما جاء في‌ روايات‌ العامّة‌ ما نصّه‌: قَالَ علی عليه‌السلام‌: «ثُمَّ أَوْرْثَنَا الْكِتـ'بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا» نَحْنُ أُولَئِكَ. [10] و ما رواه‌ ابن‌ مردويه‌ بسنده‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ قوله‌ في‌ تفسير الآية‌ المباركة‌: نَحْنُ هُمْ.[11]

 الرجوع الي الفهرس

الأئمة علیهم السّلام هم ورثة کتاب الله

 و روي‌ الحاكم‌ الحسكانيّ عن‌ أبي‌ حمزة‌ الثماليّ، عن‌ الإمام‌ السجّاد عليه‌ السّلام‌ قال‌ أبوحمزة‌: إنِّي‌ جَالِسٌ عِنْدَهُ إذْ جَاءَهُ رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ الْعِراقِ فَقَالاَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَهِ جِئْنَاكَ (كَي‌ْ) تُخْبِرْنَا عَنْ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالاَ: قَوْلُ اللَهِ تَعَالَي‌: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـ'بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا» فقَالَ: يَا أهْلَ الْعِراقِ! وَ أَيِّشْ يَقُولُونَ؟ قَالاَ: يَقُولُونَ إنَّهَا نَزَلَتْ فِي‌ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ علی بْنُ الْحُسَيْنِ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ إذاً فِي‌ الْجَنَّةِ؟! قَالَ: فَقُلْتُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، فِيمَنْ نَزَلَت‌؟ فَقَالَ: نَزَلَتْ وَاللَهِ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ ـ ثَلاَثَ مَرّاتٍ ـ قُلْتُ: أَخْبِرنَا مَنْ فِيكُمْ الظّالِمُ لِنَفْسِهِ؟ قَالَ: الَّذي‌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَ سَيِّئاتُهُ ـ وَ هُوَ فِي‌ الْجَنَّةِ ـ فَقُلْتُ: وَالْمُقْتَصِدُ؟ قَالَ: الْعَابِدُ لِلَهِ فِي‌ بَيْتِهِ حَتّي‌ يَأتِيَهُ الْيَقِينُ. فَقُلْتُ: السّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ؟ قَالَ: مَنْ شَهَرَ سَيْفَهُ وَ دَعَا إلی سَبيلِ رَبـِّهِ. [12]

 و قد استدلّ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ للمأمون‌ بمثل‌ هذا الكلام‌ عندما ذكر له‌ أنّ المراد من‌ وارثي‌ الكتاب‌ هنا هم‌ عترة‌ النبيّ لاغير. و جاء هذا ضمن‌ رواية‌ مفصّلة‌ أثبت‌ فيها الإمام‌ الرضا في‌ مجلس‌ المأمون‌ اثنتي‌ عشرة‌ ميزة‌ للعترة‌ الطاهرة‌ مستلهماً ذلك‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌. و قد أخرج‌ الشيخ‌ الصدوق‌ هذه‌ الرواية‌ بالتفصيل‌ في‌ «عيون‌ أخبار الرضا»، [13] و كذلك‌ أخرج‌ السيّد البحرانيّ في‌ «غاية‌ المرام‌» قسماً موجزاً منها كشاهد لإثبات‌ الميراث‌، [14] و أخرج‌ المجلسيّ ملخّصاً لها عن‌ «تفسير علی بن‌ إبراهيم‌» عن‌أبان‌بن‌ الصلت‌.[15]

 يقول‌ المجلسيّ: يقول‌ السيّد علی بن‌ طاووس‌ في‌ كتاب‌ «سَعد السُّعود»: وجدت‌ كثيراً من‌ الاخبار قد ذكرت‌ بعضها في‌ كتاب‌ «البهجة‌ بثمرة‌ المُهجة‌» متضمّنة‌ أنّ قوله‌ جلّ جلاله‌ «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـ'بَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ـ الآية‌» أنّ المراد بهذه‌ الآية‌ جميع‌ ذرّيّة‌ النبيّ، و أنّ الظالم‌ لنفسه‌ هو الجاهل‌ بإمام‌ زمانه‌، و المقتصد هو العارف‌ به‌، و السابق‌ بالخيرات‌ هو إمام‌ الوقت‌ عليه‌ السلام‌.

 فمن‌ روينا ذلك‌ عنه‌ الشيخ‌ أبوجعفر محمّد بن‌ بابويه‌ من‌ كتاب‌ «الفرق‌» بإسناده‌ إلی الصادق‌ عليه‌ السلام‌، و رويناه‌ من‌ كتاب‌ «الواحدة‌» لابن‌ (أبي‌) جمهور فيما رواه‌ عن‌ أبي‌ محمّد الحسن‌ بن‌ علی العسكريّ عليهما السلام‌، و روينا من‌ كتاب‌ «الدلائل‌» لعبدالله‌ بن‌ جعفر الحِميريّ عن‌ مولانا الحسن‌ العسكريّ و رويناه‌ من‌ كتاب‌ محمّد بن‌ علی بن‌ رياح‌ بإسناده‌ عن‌ الصّادق‌ عليه‌ السلام‌، و رواه‌ من‌ كتاب‌ محمّد بن‌ مسعود بن‌ عيّاش‌ في‌ تفسير القرآن‌، و رويناه‌ من‌ «الجامع‌ الصغير» ليونس‌ بن‌ عبدالرحمن‌، و رويناه‌ من‌ كتاب‌ عبدالله‌ بن‌ حمّاد الانصاريّ، و رويناه‌ كتاب‌ إبراهيم‌ الخزّاز و غيرهم‌ رضوان‌ الله‌ عليهم‌ لم‌ يحضرني‌ ذكر أسمائهم‌ و الإشارة‌ إليهم‌. [16]

 هذه‌ مجموعة‌ من‌ الروايات‌ التي‌ ذكرناها آنفاً في‌ تفسير الآية‌ الكريمة‌ الشريفة‌، و قد ذكرنا توّاً عدداً منها. و قد اتّضح‌ من‌ هذا كلّه‌ أنّ أمير المؤمنين‌ كان‌ وحيد عصره‌ في‌ الصفات‌ الإنسانيّة‌ العليا، و كان‌ فريد دهره‌ والجوهرة‌ المتألّقة‌ في‌ عالم‌ الخلقة‌، و كان‌ معلّم‌ البشريّة‌ و قدوة‌ التعاليم‌ الصالحة‌، و منهل‌ الخيرات‌، و معدن‌ البركات‌، و فخر بني‌ آدم‌، و الملائكة‌ و الانبياء. و ما أروع‌ كلام‌ النبيّ الخضر عليه‌ السلام‌ عندما أثني‌ عليه‌ و مجدّه‌ بالصفات‌ السامقة‌، و بكي‌ علی مصيبته‌.

 الرجوع الي الفهرس

خطبة الخضر النبیّ بعد شهادة أمیرالمؤمنین علیه السّلام

 روي‌ الصفوانيّ في‌ كتاب‌ «الإحَنْ والمِحَنْ»، و الكلينيّ في‌ كتاب‌ «الكافي‌» أنـّه‌ لمّا استشهد أميرالمؤمنين‌ جَاءَ شَيْخٌ يَبْكِي‌ وَ هُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ عِلاَقَةُ النُّبُوَّةِ، حَتّي‌ وَقَفَ بِبَابِ الْبَيْتِ الَّذِي‌ فِيهِ أَميرُالْمُؤمِنِينَ وَ أَخَذَ بِعِضَادَتَي‌ الْبَابِ فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَهُ فَلَقَدْ كُنْتَ أَوَّلَ النَّاسِ إسْلاَماً، وَ أَخْلَصَهُمْ إيَمَاناً، وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَ أَخْوَفَهُمْ مِنَ اللَهِ، وَ أَطْوَعَهُمْ لِنَبِيِّ اللَهِ، وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَ أَكْثَرَهُمْ سَوابِقَ، وَ أَشْبَهَهُمْ بِهِ خَلْقَاً وَ سِيمَاءً وَ فَضْلاً. وَ كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْمَاً، وَ أَعْلاَهُمْ طَوْداً، وَ أَقْدَمَهُمْ كَلاَماً، وَ أَصْوَبَهُمْ مَنْطِقَاً وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَ أَقْوَاهُمْ يَقِيناً. حَفِظْتَ مَا ضَيِّعُوا وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَ شَمَّرْتَ إذِ اجْتَمَعُوا، وَ عَلَوْتَ إذْ هَلَعُوا، وَ وَقَفْتَ إذْ شَرَعُوا، وَ أَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا ظَلَمُوا. كُنْتَ علی الْكَافِرِينَ عَذَاباً وَاصِباً وَلِلْمُؤمِنِينَ كَهْفاً وَ حِصْناً، كُنْتَ كَالْجَبَلِ الرّاسِخِ لاَ تُحَرِّكُهُ الْعَواصِفُ، كُنْتَ لِلْطِّفْلِ كَالابِ الشَّفِيقِ وَ لِلاْرامِلِ كَالْبِعْلِ الْعَطُوفِ. قَسَمْتَ بِالسَّوِيَّةِ وَعَدَلْتَفِي‌ الرَّعِيَّةِ، وَ أَطْفَأتَ النِّيرانَ وَ كَسَرْتَ الاصْنَامَ، وَ أَذْلَلْتَ الاْوْثَانَ وَعَبَدْتَ الرَّحْمَنَ ـ فِي‌ كَلاَمٍ لَهُ كَثيرٍ ـ فَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَداً، فَسُئِلَ الْحَسَنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَنْ كَانَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: الْخِضْرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. [17] و أخرج‌ العلاّمة‌ المجلسيّ هذا الكلام‌ مفصّلاً في‌ البحار مع‌ اختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌. و رواه‌ عن‌ «كمال‌ الدين‌ و تمام‌ النعمة‌» للشيخ‌ الصدوق‌[18]

 و يقول‌ المحدّث‌ القمّيّ: وردت‌ هذه‌ الرواية‌ بأسناد معتبرة‌ عن‌ الكلينيّ، و الصدوق‌، و آخرين‌ غيرهم‌. و ذكرتها في‌ كتاب‌ «الهديّة‌» في‌ باب‌ زيارات‌ الإمام‌، لانّ كلمات‌ الخضر هي‌ بمنزلة‌ زيارة‌ أميرالمؤمنين‌. [19]

 و أقول‌: حقّاً إنّ كلمات‌ الخضر جامعة‌ لمقامات‌ أميرالمؤمنين‌ المعنويّة‌ و الروحيّة‌. و يجدر بها أنّ تشرح‌ و تفصّل‌ في‌ كتاب‌ مستقل‌. و نِعْمَ ما أنشد الشاعر الفارسيّ بقوله‌:

 كتاب‌ فضل‌ تو را آب‌ بحر كافي‌ نيست‌                       كه‌ تر كنم‌ سر انگشت‌ و صفحه‌ بشمارم‌ [20]

 الرجوع الي الفهرس

فضائل أمیرالمؤمنین تفوق العدّ و الإحصاء

 نقل‌ عن‌ موفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزميّ بإسناده‌ عن‌ محمّد بن‌ منصور أنـّه‌ قال‌: سمعت‌ أحمد بن‌ حنبل‌ يقول‌: ما جاء لاحد من‌ الصحابة‌ من‌ الفضائل‌ مثل‌ ما لعليّ بن‌ أبي‌ طالب‌. و قال‌ أحمد: قال‌ رجل‌ لابن‌ عبّاس‌: سبحان‌ الله‌، ما أكثر فضائل‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ و مناقبه‌، إنّي‌ لاحسبها ثلاثة‌ آلاف‌ منقبة‌! فقال‌ ابن‌ عبّاس‌: أو لا تقول‌ إنـّها إلی ثلاثين‌ ألفاً أقرب‌؟ [21]

 و روي‌ الخوارزميّ أيضاً بسنده‌ عن‌ حرب‌ بن‌ عبدالحميد أنـّه‌ قال‌: حدّثنا سليمان‌ الاعمش‌ بن‌ مهران‌ أنّ المنصور الدوانيقيّ حال‌ خلافته‌ قال‌: يا سليمان‌، أخبرني‌ كم‌ من‌ حديث‌ ترويه‌ في‌ فضائل‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌؟ قلت‌: يسيراً. قال‌: ويحك‌، كم‌ تحفظ‌؟ قلت‌: عشرة‌ آلاف‌ حديث‌ أو ألف‌ حديث‌. فلمّا قلت‌: ألف‌ حديث‌، استقلّها، فقال‌: ويحك‌ ياسليمان‌، بل‌ عشرة‌ آلاف‌ كما قلت‌ أوّلاً. [22] و كذلك‌ روي‌ الخوارزميّ بسنده‌ عن‌ مجاهد، عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌: لَوْ أَنَّ الاْشْجَارَ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرَ مِدَادٌ وَالْجِنَّ حُسَّابٌ وَالإنْسَ كُتَّابٌ ما أحْصَوا فَضَائِلَ علی بْنِ أَبي‌ طَالِبٍ. [23]

 و روي‌ بسنده‌ أيضاً عن‌ محمّد بن‌ عُماره‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ جعفر بن‌ محمّد بن‌ الصادق‌، عن‌ آبائه‌، عن‌ أميرالمؤمنين‌، عن‌ رسول‌ الله‌، قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ ـ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ و سلّم‌ ـ لِرَهْطٍ مِنْ أصحـ'ابِهِ: إِنَّ اللَهَ تَعَالَي‌ جَعَلَ لاخِي‌ علی فَضَائِلَ لاَ تُحْصَي‌ كَثْرَةً، فَمَنْ ذَكَرَ فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِهِ مُقِرّاً بِهَا، غَفَرَ اللَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأخَّرَ. وَ مَنْ كَتَبَ فَضِيلَةً مِنْ فَضَائِلِهِ، لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا بَقِيَ لِذَلِكَ الْكِتَابِ رَسْمٌ، وَ مَنِ اسْتَمَعَ إلی فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ، غَفَرَ اللَهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِي‌ اكْتَسَبَهَا بِالنَّظَرِ. ثُمَّ قَالَ: النَّظَرُ إلی علی عِبَادَةٌ، وَ ذِكْرُهُ عِبَادَةٌ، لاَ يَقْبَلُ اللَهُ إيمَانَ عَبْدٍ إلاَّ بِمُوالاَتِهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ. [24]

 و روي‌ الخوارزميّ أيضاً في‌ «المناقب‌» عن‌ سماك‌ بن‌ حرب‌، عن‌ سعيد بن‌ جبير أنـّه‌ قال‌: قلتُ لابن‌ عبّاس‌ رضي‌ الله‌ عنهما: أسألك‌ عن‌ اختلاف‌ الناس‌ في‌ علی رضي‌ الله‌ عنه‌، قال‌: يَابْنَ جُبَيْرٍ تَسْأَلُنِي‌ عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ ثَلاَثَةُ آلافِ مَنْقَبَةٍ فِي‌ لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هِي‌َ لَيْلَةُ الْقِرْبَةِ فِي‌ قَلِيبِ بَدْرٍ، سَلَّمَ عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ، وَ تَسْأَلُنِي‌ عَنْ وَصِيِّ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ و صَاحِبِ حَوْضِهِ وَ صَاحِبِ لِوائِهِ فِي‌ الْمَحْشَرِ. والَّذِي‌ نَفْسُ عَبْدِاللِهِ بْنِ الْعَبّاسِ بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ بِحَارُ الْدُنْيَا مِدَاداً، وَ أَشْجَارُهَا أقْلاَماً، وَ أَهْلُهَا كُتّاباً فَكَبَتُوا مَنَاقِبَ علی بْنِ أَبي‌ طَالِبٍ وَ فَضَائِلَهُ مَا أَحْصَوْهَا.[25]

 و روي‌ الخوارزميّ في‌ «المناقب‌» أيضاً عن‌ أبي‌ طفيل‌ أنـّه‌ قال‌: قال‌ بعض‌ الصحابة‌: لَقَدْ كَانَ لِعَليٍّ مِنَ السَّوابِقِ مَا لَوْ قُسِّمَتْ سَابِقَةٌ مِنْهَا بَيْنَ النّاسِ لَوَسِعتْهُمْ خَيْراً. [26]

 يقول‌ ابن‌ شهرآشوب‌: و من‌ المعجزات‌ بعد وفاة‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌ تسخير الجماعة‌ اضطراراً لنقل‌ فضائله‌ مع‌ ما فيها من‌ الحجّة‌ عليهم‌ حتّي‌ إن‌ أنكره‌ واحد، ردّ عليه‌ صاحبه‌، و قال‌: هذا في‌ التواريخ‌، و الصّحاح‌ والسّنن‌، والجوامع‌، و السير، و التفاسير، ممّا أجمعوا علی صحّته‌، فإن‌ لم‌ يكن‌ في‌ واحد، يكن‌ في‌ آخر.

 و من‌ جملة‌ ذلك‌ ما أجمعوا عليه‌ أو روي‌ مناقبه‌ خلق‌ كثير منهم‌ حتّي‌ صار علماً ضروريّاً. كما صنّف‌ ابن‌ جرير الطبريّ كتاب‌ «الغدير» و ابن‌شاهين‌ كتاب‌ «المناقب‌»، و كتاب‌ «فضائل‌ فاطمة‌ عليهما السلام‌» و يعقوب‌ بن‌ شيبة‌ كتاب‌ «تفضيل‌ الحسن‌ و الحسين‌ عليهما السلام‌» وكتاب‌«مسند أمير المؤمنين‌ و أخباره‌ و فضائله‌ عليه‌ السلام‌»، و الجاحظ‌ كتاب‌ «العلويّ»، و كتاب‌ «فضل‌ بني‌ هاشم‌ علی بني‌ أُميّة‌»، و أبونعيم‌ الاصفهانيّ كتاب‌ «منقبة‌ المطهّرين‌ في‌ فضائل‌ أميرالمؤمنين‌»، و «ما نزل‌ في‌ القرآن‌ في‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌»، و أبوالمحاسن‌ الرؤيانيّ كتاب‌ «الجعفريّات‌»، والموفّق‌ المكّي‌ كتاب‌ «قضايا أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ وكتاب‌ «ردّ الشمس‌ لاميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌»، و أبوبكر محمّدبن‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ كتاب‌ «نزول‌ القرآن‌ في‌ شأن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌» وأبوصالح‌ عبدالملك‌ المؤذّن‌ كتاب‌ «الاربعين‌ في‌ فضائل‌ الزهراء عليهاالسلام‌»، و أحمدبن‌ حنبل‌ كتاب‌ «مسند أهل‌ البيت‌ وفضائل‌ الصحابة‌»، و أبوعبدالله‌ محمّدبن‌ أحمد النطنزيّ كتاب‌ «الخصائص‌ العلويّة‌ علی سائر البريّة‌»، و ابن‌ المغازليّ كتاب‌ «المناقب‌»، و أبوالقاسم‌ البُسطيّ (البُستيّـخ‌ل‌) كتاب‌ «المراتب‌»، و أبوعبدالله‌ البصريّ كتاب‌ «الدّرجات‌» و الخطيب‌ أبو تراب‌ كتاب‌ «الحدائق‌»، مع‌ الكتمان‌ والميل‌ وذلك‌ خرق‌ العادة‌ شهد بفضائله‌ معادوه‌، و أقرّ بمناقبه‌ جاحدوه‌. [27]

 يقول‌ الشاعر:

 شَهِدَ الاْنَامُ بِفَضْلِهِ حَتّي‌ الْعِدي‌              وَالْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الاْعْدَاءُ [28]

 و يقول‌ شاعر آخر:

 يَرْوي‌ مَنَاقِبَهُمْ لَنَا أَعْدَاؤُهُمْ                     لاَفَضْلَ إلاَّ مَا رَواهُ حَسُودُ [29]

 طبيعيّ أنّ هؤلاء الاشخاص‌ الذين‌ عدّهم‌ ابن‌ شهرآشوب‌ مع‌ مصنّفاتهم‌ كانوا متقدّمين‌ عليه‌ زمنيّاً، لانـّه‌ توفّي‌ سنة‌ 588 ه. بَيدَ أنّ هناك‌ مصنّفات‌ أُخري‌ في‌ هذا المجال‌ أُلّفت‌ قبله‌ و بعده‌، و ذكرها السيّد محمّد مهدي‌ نجل‌ السيّد حسن‌ الخرسان‌ في‌ مقدّمة‌ الطبعة‌ السابقة‌ لكتاب‌ «ينابيع‌ المودّة‌»، و قد بلغ‌ عددها (183) كتاباً.

 يقول‌ ابن‌ شهرآشوب‌: و من‌ جملة‌ معجزاته‌ كثرة‌ ] الروايات‌ في‌ [ مناقبه‌ و فضائله‌ مع‌ ما كانوا يدفنونها و يتوعّدون‌ علی روايتها.

 روي‌ مسلم‌، و البخاريّ، و ابن‌ بطّة‌، وا لنطنزيّ عن‌ عائشة‌ في‌ حديثها بمرض‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ فقالت‌ في‌ جملة‌ ذلك‌: فَخَرَجَ النَّبِيُّ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ الْفَضْلِ وَ رَجُلٍ آخَرَ يَخُطُّ قَدَمَاهُ، عَاصِباً رَأسَهُ ـ تَعني‌ عَلِيّاً ـ عَلَيهِ السلام‌. (إمّا أنّ عائشة‌ لم‌ تذكره‌ حسداً، أو أنّ الرواة‌ كتموه‌).

 الرجوع الي الفهرس

منع معاویة من بیان فضائل أمیر المؤمنین

 و قال‌ معاوية‌ لابن‌ عبّاس‌: «إنّا كَتَبْنَا فِي‌ الآفاقِ نَنْهَي‌ عَنْ ذِكْرِ مَنَاقِبِ علی فَكُفَّ لِسَانَكَ. قَالَ: أَفَتَنْهَانَا عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرآنِ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: أَفَتَنْهَانا عَنْ تَأوِيلِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَفَنَقْرَأَهُ وَ لاَ نَسْأَلُ؟ قَالَ: سَلْ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ: إِنَّهُ مُنَزَّلٌ عَلَيْنا فَنَسأَلُ غَيْرِنَا؟ أَتَنْهَانا أَنْ نَعْبُدَ اللَهَ؟ فَإِذَاً

 تَهْلِكُ الاْمَّةُ. قَالَ: اقْرَأوا وَ لاَ تَرْوُوا مَا أَنْزَلَ اللَهُ فِيكُمْ. «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَهِ بِأَفْوَاهِهِمْ». ثُمَّ نَادَي‌ مُعَاوِيَةُ: أَنْ بَرِئَتِ [30] الذِّمَّةُ مِمَّنْ رَوي‌ حَديثاً مِنْ مَناقِبِ علی، حَتّي‌ قَالَ عَبْدُاللَهِ بْنُ الشَدَّادِ الَّليْثِيُّ: وَدَدْتُ أَنـِّي‌ أُتْرَكُ أَن‌ أُحَدِّثَ بِفَضَائِلِ علی بْنِ أَبي‌ طَالِبٍ يَوْماً إلی الَّلْيلِ وَ أَنَّ عُنُقِي‌ ضُرِبَتْ». [31]

 فكان‌ المحدّث‌ يحدّث‌ بحديث‌ في‌ الفقه‌ أو يأتي‌ بحديث‌ المبارزة‌ ] في‌ شأن‌ أميرالمؤمنين‌ [ فيقول‌: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ.

 و كان‌ عبدالرحمن‌ بن‌ أبي‌ ليلي‌ يقول‌: حدّثني‌ رجل‌ من‌ أصحاب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ و سلّم‌ (بدل‌ أن‌ يذكر اسم‌ عليّ)، و كان‌ الحسن‌ البصريّ يقول‌: قال‌ أبو زينب‌. [32] و سُئل‌ سعيد بن‌ جبير عن‌ حالم‌ اللواء ] يوم‌ القيامة‌ [، فقال‌: كأنـّك‌ رخيّ البال‌؟ [33] (أي‌: تريدني‌ أذكر عليّاً فنُقتل‌ أنا و إيّاك‌.)

 و قال‌ الشعبيّ: لقد كنت‌ أسمع‌ خطباء بني‌ أُميّة‌ يسبّون‌ عليّاً علی منابرهم‌ فكأنـّما يشال‌ بضبعه‌ [34] إلی السماء، و كنت‌ أسمعهم‌ يمدحون‌ أسلافهم‌، فكأنـّما يكشفون‌ عن‌ جيفة‌. [35]

 و رُؤيَ أعرابيّة‌ في‌ مسجد الكوفة‌ تقول‌: يا مَشْهُوراً فِي‌ السَّمَاوَاتِ وَ يَا مَشْهُوراً فِي‌ الاْرَضِينَ، يَا مَشْهُوراً فِي‌ الآخِرَةِ، جَهَدَتِ الْجِبَابَرَةُ وَالْمُلُوكُ علی إطْفَاءِ نُورِكَ وَ إِخْمَادِ ذِكْرِكَ، فَأَبَي‌ اللَهُ لِذِكْرِكَ إِلاَّ عُلُوّاً وَ لِنُورِكَ إِلاَّ ضِيَاءً وَ نَماءً وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. قيل‌ لها: لمن‌ تصفين‌؟ قالت‌: ذاك‌ أميرالمؤمنين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌. [36] فالتفت‌ (السائل‌)، فلم‌ ير أحداً.

 و يقول‌ ابن‌ نباتة‌: نشرت‌ حيلة‌ قريش‌ فزادته‌ إلی صيحة‌ القيامة‌ فتلاً ومن‌ ذلك‌ ما طبقت‌ الارض‌ بالمشاهد لاولاده‌ و فشت‌ المنامات‌ من‌ مناقبه‌ فيبرء الزمنيّ و يفرج‌ المبتلي‌. و ما سُمع‌ هذا لغيره‌ عليه‌ السلام‌. [37]

 الرجوع الي الفهرس

قصیدة الأُزری فی فضائل أمیرالمؤمنین

 يقول‌ الشيخ‌ الاُزريّ من‌ قصيدة‌ له‌ في‌ مدح‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌:

 مَا تَنَاهَتْ عَوَالِمُ الْعِلْمِ إِلاّ                        وَ إلی ذَاتِ أَحْمَدٍ مُنْتَهَاهَا

 أَي‌ُّ خَلْقٍ لِلهِ أَعْظَمُ مِنْهُ                          وَ هوَ الْغَايَةُ الَّتِي‌ اسْتَقْصَاهَا

 قَلَّبَ الْخَافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْنٍ                      فَرَأي‌ ذَاتَ أَحْمَدٍ فَاجْتَبَاهَا

 إلی أنْ يصل‌ إلی أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ فيقول‌ في‌ مقام‌ طهارتهم‌ وعظمتهم‌:

 سَادَةٌ لاَ تُريدُ إِلاّ رضا اللَهِ                        كَمَا لاَ يُريدُ إِلاّ رضَاهَا

 خَصَّها مِنْ كَمَالِهِ بِالْمَعانِي                     ‌ وَ بِأَعْلَي‌ أَسْمَائِهِ سَمّاها

 لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إِلاّ كُنُوزاً                      خَافِياتٍ سُبْحَانَ مَنْ أَبْدَاهَا

 كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللَهِ تُنبِي                  ‌ هِي‌ أَقْلاَمُ حِكْمَةٍ قَدْ بَرَاهَا

 وَ هُمُ الاْعْيُنُ الْصََّحِيحَاتُ تُهْدَي               ‌ كُلَّ نَفْسٍ مَكْفُوفُةٍ عَيْنَاهَا

 عُلَمَاءٌ أَئِمَّةٌ حُكَمَاءُ                     يَهْتَدِي‌ النَّجْمُ بِاِتّبَاعِ هُدَاها

 وَرِثُوا مِنْ مُحَمَّدٍ سَبْقَ أُولاَهَا                  وَ حَازُوا مَا لَمْ تَحُزْ أُخْرَاهَا

 و يقول‌ مرّة‌ أُخري‌ في‌ وصف‌ الرسول‌ الاعظم‌:

 آيةُ اللَهِ حِكْمَةُ اللَهِ سَيْفُ اللَهِ                وَالرَّحْمَةُ الَّتي‌ أَهْداهَا

 فَاضَ لِلْخَلقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَ حِلْمٌ                  أَخَذَتْ عَنْهُمَا الْعُقُولُ نُهَاهَا

 لَمْ يَكُنْ أَكْرَمُ النَّبِيِّينَ حَتَّي‌                      عَلِمَ اللَهُ أنـَّهُ أَزْكَاهَا

 إِنَّمَا الْكَائِنَاتُ نُقْطَةُ خَطٍّ               بِيَديْهِ نَعيمُهَا وَ شَقَاهَا

 كُلُّ مَادُونَ عَالَمِ اللَّوْحِ طَوْعٌ                     لِيَدَي‌ْ فَضْلِهِ الَّذي‌ لاَ يُضَاهَا

 حَازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ نَفْسَاً                  تاهَتِ الاْنْبِيَاءُ فِي‌ مَعْنَاهَا

 لاتُجِلْ فِي‌ صِفَاتِ أَحْمَدَ فِكْراً                  فَهِي‌َ الصُّورَةُ الَّتِي‌ لَنْ تَراهَا

 حازَ قُدسِيَّةَ الْعُلُومِ وَ إنْ لَمْ                     يُؤْتَهَا أَحْمَدُ فَمَنْ يُؤْتَاها

 وَ هُوَ الآيَةُ الْمُحيطَةُ فِي‌ الْكُو                 نِ ففي‌ عَيْنِ كُلِّ شَيْءٍ تَراهَا

 و يفصّل‌ الشاعر في‌ مقامات‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ فيقول‌:

 مَلِكٌ شَدَّ أَزْرَهُ بَأَخْيِهِ                   فَاسْتَقَامَتْ مِنَ الاْمورِ قَناهَا

 أَسَدِ اللَهِ مَا رأَتْ مُقْلَتَاهُ              نَارَ حَرْبٍ تَشُبُّ إِلاَّ اصْطَلاهَا

 و يواصل‌ الشاعر كلامه‌ مفصّلاً في‌ ذكر فضائل‌ الإمام‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ و مناقبه‌ في‌ بدر، و أُحد، و الاحزاب‌، و حنين‌، و خيبر وسائرمناقبه‌ من‌ قبيل‌ نزول‌ آية‌ التطهير، و المباهلة‌، و سورة‌ هَلْ أَتَي‌ وسدّالابواب‌، و حديث‌ المنزلة‌، و حديث‌ الغدير، و غيرها من‌ المناقب‌ التي‌ لاتحصي‌، إلی أن‌ يقول‌:

 أَيُّهَا الرّاكِبُ الْمُجِدُّ رُوَيْداً              بِقُلُوبٍ تَقَلَّبْتَ فِي‌ جَواهَا

 إنْ تَراءَتْ أَرْضُ الْغَرِيَّيْنِ فَاخْضَعْ               وَاخْلَعِ النَّعْلَ دُونَ وادي‌ طُواهَا

 وَ إذَا شِمْتَ قُبَّةَ الْعَالَمِ الاْعَلي               ‌ وَ أَنْوارَ رَبِّها تَغْشَاهَا

 فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْسٍ             تَتَمَنَّي‌ الاْفْلاكُ لَثْمَ ثَراهَا

 قُلْ لَهُ وَالدُّمُوعُ سَفْحَ عَقيقٍ                    وَالْجَوي‌ تَصْطَلي‌ بِنَارِ غَضَاهَا

 يَابْنَ عَمِّ الْمُصْطَفَي‌ أَنْتَ يَدُاللَهِ                الَّتِي‌ عَمَّ كُلَّ شَي‌ْءٍ نَدَاهَا

 أَنْتَ قُرْآنُهُ الْقَدِيمُ وَ أَوْصَا             فُكَ آياتُهُ الَّتِي‌ أَوحَاهَا

 حَسْبُكَ اللَهُ فِي‌ مَآثِرَ شَتِّي                   ‌ هِيَ مِثْلُ الاْعْدَادِ لاَتَتَنَاهَي‌

 أَنْتَ بَعْدَ النَّبِيِّ خَيْرُ الْبَرَايَا                       وَالسَّمَا خَيْرُ مَابِهَا قَمَراها

 لَكَ ذاتٌ كَذَاتِهِ حَيْثُ لَوْلا              أَنـَّها مِثْلُهَا لَما آخَاهَا

 قَدْ تَراضَعْتُما بِثَدْي‌ِ وِصَالٍ                        كَانَ مِنْ جَوْهَرِ التَّجَلّي‌ غَذَاهَا

 يَا علی الْمِقْدَارُ حَسْبُكَ لاهُو                   تِيَّةٌ لاَيُحَاطُ فِي‌ عُلْيَاهَا

 لَكَ نَفْسٌ مِنْ جَوْهَرِ الُّلطْفِ صِيغَتْ                      جَعَلَ اللَهُ كُلَّ نَفْسٍ فِدَاهَا

 كُلُّ مَا فِي‌ الْقَضَاءِ مِنْ كَائِنَاتٍ                  أَنْتَ مَوْلَي‌ بَقَائِهَا وَ فَنَاهَا

 يَا أَخَا الْمُصْطَفَي‌ لَدَيَّ ذُنُوبٌ                   هِي‌َ عَيْنُ الْقَذْي‌ وَ أَنْتَ جَلاَهَا

 يَا غِيَاثَ الْصَّرِيخِ دَعْوَةَ عَافٍ                     لَيْسَ إِلاَّكَ سَامِعٌ نَجْوَاهَا

 كَيْفَ تَخْشَي‌ الْعُصَاةُ بَلْوَي‌ الْمَعَا             صي‌ وَ بِكَ اللَهُ مُنْقِذٌ مُبْتَلاَهَا

 لَكَ فِي‌ مُرْتَقَي‌ الْعُلَي‌ وَ الْمَعَالِي                        ‌ دَرَجَاتٌ لاَ يُرْتَقَي‌ أَدْنَاهَا [38]

 و تطرّق‌ الشاعر بعد ذلك‌ إلی قضيّة‌ السقيفة‌ و غصب‌ الخلافة‌ مفصّلاً في‌ ذلك‌، و محاكماً الشيخين‌ علی ما اقترفاه‌. ثمّ عرّج‌ علی ذكر منزلة‌ السيّدة‌ الصدّيقة‌ فاطمة‌ الزهراء، و وصيّة‌ النبيّ بها، و الظلم‌ الذي‌ تعرّضت‌ له‌ علی يد ذينك‌ الرجلين‌، فجزاه‌ الله‌ عن‌ الرسول‌ و عن‌ أهل‌ بيته‌ خير الجزاء. و حقّاً فإنّ قصيدته‌ تستحقّ الترجمة‌ إلی اللغة‌ الفارسيّة‌ مشفوعة‌ بذكر الشواهد و مصادر الاستشهادات‌، و تطبع‌ في‌ كتاب‌ خاصّ لتكون‌ في‌ متناول‌ أيدي‌ الجميع‌.

 الرجوع الي الفهرس

أشعار للشعراء الفُرس فی فضائل أمیرالمؤمنین علیه السّلام

 و ما أورع‌ ما أنشد الشاعر الفارسيّ:

 حقّ را چو به‌ خلق‌ شد جلوه‌ گري‌               پوشيد علی را به‌ لباس‌ بشري‌

 از عالم‌ لامكان‌ به‌ امكان‌ آورد                      تا بي‌ خبران‌ را دهد از خود خبري‌ [39]

 و ما أجمل‌ ما قاله‌ شاعر آخر:

 سِرِّ ولايت‌ آموز مصباح‌ جان‌ برافروز               رو از علی بياموز يك‌ شيمة‌ عليّه‌

 روي‌ عليّ! أعلي‌ اشراق‌ نور بالا                  عَنْ وَجْهِهِ تَلاَلاَ نُورٌ مِنَ الْهُويّه‌

 سِرِّ هُويّت‌ آمد روح‌ مشيّت‌ آمد                   ايجادُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ مَبْدَأ الْمَشِيَّه‌

 چون‌ روح‌ جمله‌ أسماست‌ اين‌ نكته‌ پاي‌ برجاست           ‌ يا واهِبَ الْعَطَايا يا رازق‌ الْبَرِيَّه‌

 چون‌ نيست‌ رَه‌ بذاتش‌ يك‌ شمّه‌ از صفاتش‌               اَلرِّفْقُ بِالرَّعِيَّه‌ وَالْعَدْلذ فِي‌الْقَضِيَّه‌[40]

 و ما أورع‌ و أسمي‌ ما قاله‌ الروميّ:

 رومي‌ نشد از سرّ علی كس‌ آگاه                ‌ زيرا كه‌ نشد كس‌ آگه‌ از سرّ اِلَـ'ه‌

 يك‌ ممكن‌ و اين‌ همه‌ صفات‌ واجب               ‌ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاّ بِاللَه‌[41]

 و ما أحلي‌ ما أنشده‌ الاديب‌ الفاضل‌ عبدالباقي‌ أفَنْدي‌ العمريّ إذ قال‌:

 يَا أَبَا الاْوْصِياءِ أَنْتَ لِطَه‌               صِهْرُهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ أَخُوهُ

 إِنَّ لِلَهِ فِي‌ مَعاليكَ سِرّاً             أَكْثَرُ الْعَالَمينَ ما عَلِمُوهُ

 أَنْتَ ثَانِي‌ الآبَاء فِي‌ مُنْتَهَي                     ‌ الدَّوْرِ وَ آباؤُهُ تُعَدُّ بَنُوهُ

 خَلَقَ اللَهُ آَدَمُ مِنْ تُرَابٍ               فَهُوَ ابْنٌ لَهُ وَ أَنْتَ أَبُوهُ [42]و[43]

 و نظم‌ آية‌ الله‌ العلاّمة‌ الحاج‌ السيّد إسماعيل‌ الشيرازيّ ابن‌ عمّ آية‌ اللَه‌ سيّد الطّاعة‌ الحاج‌ الميرزا محمّد حسن‌ الشيرازيّ أعلي‌ الله‌ مقامهما قصيدة‌ عصماء في‌ مدح‌ أميرالمؤمنين‌ علی عليه‌ السلام‌ لمناسبة‌ ذكر مولده‌ الاغرّ ننقل‌ منها هنا عدداً من‌ أبياتها:

 إنْ يَكُنْ تُجْعَلُ لِلهِ الْبَنُونْ                        وَ تَعَالَي‌ اللَهُ عَمَّا يَصِفُونْ

 فَوَليدُ الْبَيْتِ أَحْري‌ أَنْ يَكُونْ                     لِوَلِي‌ِّ الْبَيْتِ حَقّاً وَلَدا

 هُوَ بَعْدَ الْمُصْطَفَي‌ خَيْرُ الْوَري                ‌ مِنْ ذُرَي‌ الْعَرْشِ إلی تَحْتَ الْثَّري‌

 قَدْ كَسَتْ عَلْيَاؤُهُ أُمَّ الْقُرَي                     ‌ عِزَّةً تَحْمَي‌ حِمَاهَا أَبَدا

 لاَ عُزَيْرٌ، لاَ؛ وَلاَ ابْنُ مَرْيَمِ                        حَيْثُ لاَ يَدْنُوهُ مَنْ لَمْ يُحْرِمِ

 سَبَقَ الْكَوْنَ جَمِيعاً فِي‌ الْوُجُود              وَ طَوي‌ عَالَمَ غَيْبٍ وَ شُهُوُد

 كُلُّ مَا فِي‌ الْكَوْنِ مِنْ يُمْنَاهُ جُوُد              إذْ هو الْكَائِنُ لِلَهِ يَدا

 سَيِّدٌ حازَتْ بِهِ الْفَضْلَ مُضَرْ                     بِفَخارٍ قَدْ سَماكُلَّ الْبَشَرْ

 وَجْهُهُ فِي‌ الْفَلَكِ الْعُلْيَا قَمَرْ                    فَبِهِ لاَ بِالنُّجُومِ يُهْتَدي‌

 وَ يَدُ اللَهِ مُدِرُّ الاْنْعُمِ                   نَحْوَ مَعْنَاهُ لِنَيْلِ الْمَغْنَمِ [44]

 و ما أحلي‌ و أبلغ‌ الشعر الذي‌ نظمه‌ الحكيم‌ الإلهيّ الميرزا جلوه‌ بالفارسيّة‌ إذ قال‌:

 غير علی كسي‌ نكرد خدمت‌ أحمد              غمخور موسي‌ نباشد الاّ هارون(‌1)

 صورت‌ انساني‌ و صفات‌ خدائي‌                  سبحان‌ الله‌ ازين‌ مركّب‌ و معجون(2)

 كرد جهاني‌ زتيغ‌ زنده‌ به‌ معني‌                   از دم‌ تيغش‌ اگر چه‌ ريخت‌ همي‌ خون(‌3)

 ساحت‌ جاهش‌ به‌ عقل‌ پي‌ نتوان‌ برد                      نتوان‌ با موزه‌ درگذشت‌ ز جيحون‌(4)

 سوي‌ شريعت‌ گراي‌ و مهر علی جوي                      ‌ از بن‌ دندان‌ اگر نه‌ قلبي‌ووارون(5)[45]

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «حلية‌ الاولياء» ج‌ 1، ص‌ 66 و 67.

[2] ـ «المناقب‌» ج‌ 1، ص‌ 127.

[3] ـ «دلائل‌ الصدق‌» ج‌ 2، ص‌ 80

[4] ـ هنا شبّه‌ الليل‌ المظلم‌ بغلام‌ زنجيّ؛ و كأنّ البرق‌ الذي‌ يشقّ ظلام‌ الليل‌ يجدع‌ أنف‌ الغلام‌ الزنجيّ.

[5] ـ هذه‌ الابيات‌ من‌ قصيدة‌ عينيّة‌ له‌، و هي‌ إحدي‌ القصائد السبع‌ المعروفة‌ ب «العلويّات‌ السبع‌». و قد طبعت‌ ضمن‌ «المعلّقات‌ السبع‌». و صفحات‌ الكتاب‌ غير مرقّمة‌ لكنّها في‌ أوّل‌ الربع‌ الاخير من‌ الكتاب‌. و ما اروع‌ الشعر الذي‌ أنشده‌ الملاّ الروميّ.

 هم‌ آدم‌ و هم‌ شيث‌ و هم‌ ايّوب‌ و هم‌ ادريس‌ هم‌ يوسف‌ و هم‌ يونس‌ و هم‌ هود علی بود

 هم‌ موسي‌ و هم‌ عيسي‌ و هم‌ خضر و هم‌ الياس‌ هم‌ صالح‌ پيغمبر و داود علی بود

 آن‌ كاشف‌ قرآن‌ كه‌ خدا در همه‌ قرآن‌ كردش‌ صفت‌ عصمت‌ و بستود علی بود

 و ترجمته‌:

 لقد كان‌ عليّ خلاصة‌ الانبياء، فكان‌ آدم‌، و شيثاً، و ايّوب‌، و ادريس‌، و يوسف‌، و يونس‌، و هوداً، و موسي‌، و عيسي‌، و الخضر، و الياس‌، و صالحاً، و داود. هو الذي‌ كشف‌ عن‌ أسرار القرآن‌، و أثني‌ عليه‌ الله‌ و وصفه‌ بالعصمة‌ في‌ كتابه‌ كلّه‌.

 * ـ أي‌ فيك‌ الانسان‌ الكامل‌ المنزّه‌ و المطهّر من‌ الشرك‌ و الذنب‌، و الطافح‌ بمعادن‌ الخير و جواهر حقائق‌ العلوم‌.

[6] ـ و مراده‌ من‌ عترة‌ النبيّ نفسه‌ المقدّسة‌، فهو يريد القول‌ إنـّهم‌ لابدّ و أن‌ يرجعوا إليه‌ لحلّ الازمات‌ و المشاكل‌ الدنيويّة‌ و الاُخرويّة‌ و لفتح‌ أبواب‌ السعادة‌ و التمتّع‌ بالمواهب‌ الاءلهيّة‌.

[7] ـ الخطبة‌ 85، من‌ «نهج‌ البلاغة‌» ص‌ 153 و 154، طبع‌ عبدة‌، مصر.

[8] ـ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 6 ص‌ 377 و 378. و بالطبع‌ فقد نقلنا كلامه‌ هنا موجزاً.

[9] ـ «نهج‌ البلاغة‌» خطبة‌ 147، ص‌ 269.

[10] ـ «غاية‌ المرام‌» الحديث‌ الاوّل‌ و الثاني‌، ص‌ 351.

[11] ـ «غاية‌ المرام‌» الحديث‌ الاوّل‌ و الثاني‌، ص‌ 351.

[12] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 2، ص‌ 104.

[13] ـ «عيون‌ أخبار الرضا» ص‌ 149.

[14] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 352، الحديث‌ العاشر.

[15] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 45.

[16] ـ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 45؛ و في‌ الطبعة‌ الحروفيّة‌ ج‌ 23، ص‌ 219 و 220

[17] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1 ص‌ 481.

[18] ـ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 677.

[19] ـ «منتهي‌ الآمال‌» ج‌ 1، ص‌ 134 (بالفارسيّة‌).

[20] ـ و ترجمته‌: «إنّ ماء البحر لايكفي‌ للكتاب‌ فضلك‌ حتّي‌ أُرطّب‌ أناملي‌ و أعدّ الصفحات‌.»

[21] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 40، ص‌ 121.

[22] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 40، ص‌ 121.

[23] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 40، ص‌ 121.

[24] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 40، ص‌ 123.

[25] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 40، ص‌ 123.

[26] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» باب‌ 40، ص‌ 123

[27] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 484.

[28] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 484.

[29] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1، ص‌ 484.

[30] ـ في‌ نسخة‌ البدل‌: إنّي‌ بَرِئتُ الذِّقّةَ

[31] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1 ص‌، 484. و نقل‌ لقاء معاوية‌ مع‌ ابن‌ عبّاس‌ مفصّلاً في‌ «قاموس‌ الرجال‌» ج‌ 6 ص‌، 41 عن‌ كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌»، و هو موجود في‌ كتاب‌ سليم‌ علی ص‌ 202 و 203.

[32] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 485.

[33] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 485.

[34] ـ الضبع‌: العضد كلّها أو وسطها.

[35]ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 485.

[36] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 485

[37] ـ «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌ ج‌ 1، ص‌ 485.

[38] ـ ديوان‌ الاُزريّ.

[39] ـ يقول‌ الشاعر هنا: «لمّا أراد الحقّ أن‌ يتجلّي‌ للخلق‌، فقد ألبس‌ عليّاً رداء البشر. وجاء بهاً من‌ عالم‌ اللا مكان‌ إلی عالم‌ الاءمكان‌ ليخبر الناس‌ الغافلين‌، عن‌ الله‌ تعالي‌».

[40] ـ يقول‌ الشاعر: «تعلّم‌ سرّ الولاية‌ و أنز مصباح‌ روحك‌ و اذهب‌ و تعلّم‌ من‌ عليّ شيماً عليّة‌. فوجه‌ عليّ النورانيّ هو من‌ نورانيّة‌ العالم‌ العلويّ، و قد تلالا عن‌ وجهه‌ نورٌ من‌ الهويّة‌. و أصبح‌ عليّ سرّ الهويّة‌ و حلّت‌ روح‌ المشيئة‌ الاءلهيّة‌ فيه‌ و إيجاد كلّ شي‌ءٍ من‌ مبدأ المشيّة‌. لانّ عليّاً هو روح‌ جميع‌ الاسماء الاءلهيّة‌، و هي‌ مسألة‌ لانقاش‌ فيها. يا واهب‌ العطايا يا رازق‌ البريّة‌». و يقول‌ في‌ البيت‌ الاخير: «لمّا لم‌ يكن‌ لنا سبيل‌ إلی ذاته‌، فإنّ عندنا عبقة‌ من‌ صفاته‌ و هي‌ الرفق‌ بالرعيّة‌، و العدل‌ في‌ القضيّة‌».

[41] ـ يخاطب‌ الشاعر نفسه‌ فيقول‌: «أيّها الروميّ: لم‌ يعرف‌ أحد سرّ عليّ، لانّ أحداً من‌ الناس‌ لم‌ يعرف‌ سرّ الله‌. أممكنٌ يتحلّي‌ بكلّ صفات‌ الواجب‌ هذه‌؟! لا حول‌ و لا قوّة‌ إلاّ بالله‌.

[42] ـ «سفينة‌ البحار» ج‌ 2، ص‌ 231.

[43] ـ المقصود أنّ آدم ابن التراب و انت أبو تراب.

[44] ـ «سفينة‌ البحار» ج‌ 2، ص‌ 230.

[45] ـ يقول‌ الشاعر هنا:

 ( 1 ) ـ لم‌ يخدم‌ رسول‌ الله‌ غير عليّ كما لم‌ يشارك‌ موسي‌ في‌ غمّة‌ غير هارون‌.

 ( 2 ) ـ و عليّ في‌ صورة‌ إنسانيّة‌ و صفاتٍ إلهيّة‌، فسبحان‌ الله‌ ما أورع‌ هذا المزيج‌ والمعجون‌

 ( 3 ) ـ إنّ عليّاً في‌ الحقيقة‌ أحيا العالم‌ بسيفه‌، و إن‌ كان‌ حدّ سيفه‌ ما برح‌ يقطر دماً.

 ( 4 ) ـ لايمكن‌ إدراك‌ مقام‌ عليّ بالعقل‌، إذ لا يمكن‌ عبور نهر جيحون‌ بحذاء صغير ] يريد الشاعر هنا أنـّه‌ لايمكن‌ عبور نهر جيحون‌ إِلاّ بسفينة‌ أو زورق‌. و كذلك‌ حقيقة‌ عليّ فإنّ العقل‌ قاصر عن‌ إدراك‌ كنهها. المترجم‌ [.

 ( 5 ) ـ اتّجه‌ نحو الشريعة‌ أيـّها الإنسان‌ و دع‌ حبّ عليّ يملا قلبك‌ وليكن‌ ذلك‌ من‌ صميم‌ القلب‌ و أعمامة‌، إذا كنتَ سائراً علی الصراط‌ السويّ، معرضاً عن‌ الاعوجاج‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com