|
|
شأن نزول الآية: سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍيقول أبو الفتوح الرازيّ في تفسيره: نقل أبو إسحاق الثَعْلَبي المُفَسِّر إمام أصحاب الحديث في تفسيره الذي سمّاه «الكَشف والبيان» أنّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَة سُئل عن شأن نزول الآية: سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ [1] فيمن نزلت؟! فقال سفيان للسائل: سألتي عن مسألة ما سألني أحد عنها قبلك! حدّثني أبي، [2] عن أبي جعفر: محمّد بن علی، عن أبائه صلواتالله عليهم أنّه لمّا بلغ رسول الله غدير خمّ، أخبر الناس؛ فاجتمعوا، وأخذ بِيَدِ علی وقال: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ. فشاع هذا الخبر وطار في الامصار، ومَن بلغهم هذا الخبر: الحَارِثُ بنُ النُّعْمَان الفَهْرِيّ. فركب ناقته، وتوجّه إلی رسول الله، فجاء حتّي وصل إلی العسكر؛ نزل من ناقته ثمّ عقلها؛ ووجّه وجهه نحو خيمة رسول الله؛ وكان رسولالله جالساً مع المهاجرين والانصار. فقال: يا محمّد! جئتنا وقلت لنا: اتركوا آلهتكم الثلاثمائة والستّين؛ وقولوا: الله واحد! فقلنا. وقلت: قولوا: أنا رسول الله! ونحن قلنا أيضاً. وأمرتنا أن نصلّي في إلیوم والليلة خمس صلوات! فقبلنا ذلك. وأمرتنا أن نصوم! فقبلنا. وأمرتنا أن نزكّي أموالنا فقبلنا! وأمرتنا أن نحجّ البيت؛ فرضينا؛ وأمرتنا بالجهاد؛ فقبلنا. ثمّ لم ترض بذلك كلّه حتّي رَفَعْتَ بِضَبْعِ [3] ابْنِ عَمِّكَ فَرَفَعْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلَيْنَا، فَقُلْتَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ! فَهَذَا شيءٌ مِنكَ أمْ مِنَ اللَهِ؟! فقال رسول الله: وَاللَهِ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ إنَّ هَذَا مِنَ اللَهِ. ولمّا سمع الحارث ذلك، ولّي نحو ناقته وهو يقول: اللَهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَآءِ أوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ إلیمٍ. [4] فما إن أتمّ كلامه حتّي نزل حجر من السماء، فوقع علی رأسه، فقتله في مكانه، وأنزل الله تعإلی هذه الآية: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَ ' قِعٍ* لِلْكَـ'فِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَ ' فِعٌ * مِنَ اللَهِ ذِي الْمَعَارِجِ. [5] فقد أرسل الله رحمته، وهذا الرجل طلب العذاب؛ فقيل له: لمّا كانت الرحمة لاتنفعك، فليس لاحد أن يدفع عنك العذاب. مِنَ اللَهِ ذِي الْمَعَارِجِ. ولقد أرسلتُ ولاَية جعلتُ فيها كمال الدين وتمام النعمة إلیوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ. وذكر الشيخ الطبرسيّ هذا الحديث وشأن نزول الآية في ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام بنفس الطريقة مع اختلاف وذلك في تفسير « مجمع البيان » بسنده المتّصل عن الحاكم أبي القاسم الحَسْكَانِيّ حتّي يصل إلی سُفْيَانَبْنِ عُيَيْنَة. إلاّ أنـّه أولاً: يسند الحديث إلی الإمام جعفربن محمّد الصادق؛ لا الإمام أبي جعفر محمّد بن علی الباقر عليه السلام. وثانياً: إن السائل عنده هو النُعْمَانُ بْنُ الحَرْثِ الفَهْرِيّ لا الحَارِثبْن النُّعْمَان. غير أنـّه قال في بداية حديثه: وقيل: إنّ القائل هو النَّضْرُبْنُ الحَارِثِ بْنُ كَلْدَةَ.[6] وذكر المجلسيّ هذه الرواية في « البحار » عن « تفسير فراتبن إبراهيم »؛ وكذلك عن « طرائف السيّد بن طاووس »، عن الثعلبيّ، وعن كتاب « كَنْز جَامِعِ الفَوَائِد » عن محمّد بن عبّاس بسنده عن سفيان بن عيينه أيضاً؛ ثمّ قال ] صاحب « الكنز » أروي هذا الحديث بسند آخر عن أبي بصير، عن الإمام الصادق عليه السلام هكذا[: تلا الإمام الصادق عليه السلام هذه الآية: سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَ ' قِعٍ لِلْكَـ'فِرِينَ «بِوَلاَيَةِ علی» لَيَْسَ لَهُ دَ ' فِعٌ. ثمّ قال: هكذا في مصحف فاطمة. وروي البرقيّ عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله ( الصادق ) أنـّه قال: هَكَذَا وَاللَهِ أَنْزَلَهَا جَبْرَئِيلُ علی النَّبِيِّ، وَهَكَذَا هُوَ مُثْبَتٌ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ. [7] وأخرج المجلسيّ أيضاً حديثين آخرين عن « تفسير فُرَاتبنِ إبراهيم » في شأن نزول الآية: سَأَلَ سَائِلٌ، إذ نزلت في الاعرابيّ الذي طلب العذاب لِما سمعه من ولاية علی بن أبي طالب؛ الاوّل: ذكر الحديث مُعَنعناً عن أبي هريرة؛ والثاني: عن جعفر بن محمّد بن بشرويه القطّان مُعَنعناً عن الاوزاعيّ، عن صَعْصَعَة بن صُوحان، والاحنف بن قيس، قالا جميعاً: سمعنا عن ابن عبّاس يقول: كنّا مع رسول الله إذ دخل علينا ذلك السائل؛ ثمّ ذكر القضيّة كلّها.[8] وفي كتاب « الغدير » عندما ينقل هذه الرواية عن أبي إسحاق الثَّعْلَبيّ، فإنّه ينقلها بنفس الالفاظ التي أتينا بها عن « تفسير أبي الفتوح » تقريباً؛ مع هذا الفارق وهو أنـّه أوّلاً: ينقل الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام، وثانياً يقول: توجّه الحَرْثُ بْنُ النُّعْمَان نحو رسول الله حتّي أتي الابطح. [9] وكلمة الابطح غير موجودة في رواية أبي الفتوح. يضاف إلی هذه الرواية أنـّه يذكر ثلاثين نصّاً في شأن نزول الآية عن تفاسير أهل السنّة وكتب تراجمهم ومناقبهم. [10] ومن ذلك يقول بأنّ السائل في رواية الحافظ أبي عُبَيْد الهَرَويّ في تفسير « غريب القرآن » هو جابربن النَّضْر بن الحارث بن كلدة العبدريّ. ويقول في الهامش: لايبعد أن يكون السائل جابر بن النَّضْر ] بن الحارث [ وإن ذكر الثعلبيّ الذي نقل عنه أكثر العلماء أنـّه الحَارِثُبن النُّعْمَان الفَهْرِيّ ـ حيث إنّ جابراً قتل أميرُ المؤمنين عليه السلام والده النَّضْر ] بن الحارث [، صَبْرَاً بأمر من رسول الله صلّي الله عليه وآله لمّا أُسر يوم بدر الكبري. وكان الناس حديثي عهد بالكفر، ] ولم يتمكّن الإيمان من قلوبهم [؛ ومن جرّاء ذلك كانت البغضاء محتدمةً بينهم علی الاوتار الجاهليّة، ] وهي التي دفعت جابراً أن يقول ما قاله ثأراً لدم أبيه [. [11] أقول: يؤيّد هذا الكلام أنّ الشخص في « تفسير أبي الفتوح » هو النضربن الحارث بن كَلدة كما رأينا. ومن المؤكّد أنـّه ليس النضر نفسه، بل جابراً. ولمّا كانوا يدعون الابناء بأسماء آبائهم غالباً، فلهذا ذكروا علی أنـّه النضر. وفيمايلي نتحدّث عن قوله تعإلی: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إلیكَ مِنْ رَبِّكَ من حيث شأن النزول، ومن حيث الدلالة؛ ثمّ نعرّج علی حديث غدير خُمّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی مَوْلاَهُ من حيث السند والدلالة. ذلك أنّ هذين البحثين: أعني: شأن نزول الآية بَلِّغْ، وحديث الولاية مستقلاّن بعضهما عن بعض ولا ترابط بينهما. أمّا في شأن نزول آية التبليغ، فقد روي صاحب كتاب « غاية المرام » ثمانية أحاديث عن طريق الخاصّة، وتسعة أحاديث عن طريق العامّة.[12] ومنحيثالكتب الروائيّة والتفسيريّةوالتأريخيّةلاصحابناالإماميّةرضوانالله عليهم فلا خلاف بينهم في أنّ الآية نزلت في ولاية علیبن أبي طالب عليه السلام وهو أمر متسالمٌ عليه فيما بينهم؛ وننقل هنا عدداً من الروايات عن بعض مصادرهم الحديثيّة؛ يتلو ذلك الروايات الواردة في كتب العامّة. روايةالإمام الباقر عليه السلام في شأن نزول آية التبليغفقد روي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوب الكُلَيْنِيّ عن محمّد بن يحيي، عن أحمدبن محمّد، ومحمّد بن الحسين جميعاً؛ عن محمّدبن إسماعيلبن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام ] أنّ أبا الجارود[قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: فرض الله عزّ وجلّ علی العباد خمساً، أخذوا أربعاً؛ وتركوا واحداً! قلتُ: أتسمّيهنّ لي جعلت فداك؟! فقال: الصلاة وكان الناس لايدرون كيف يصلّون؛ فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد أخبرهم بمواقيت صلاتهم! ثمّ نزلت الزكاة؛ فقال: يا محمّد! أخبرهم من زكاتهم! ما أخبرتهم من صلاتهم! ثمّ نزل الصوم، فكان رسول الله صلّي الله عليه وآله إذا كان يوم عاشوراء، بعث إلی ما حوله من القري، فصاموا ذلك إلیوم، فنزل الصوم في شهر رمضان بين شعبان وشوّال. ثمّ نزل الحجّ؛ فنزل جبرئيل عليه السلام، فقال: أخبرهم من حجّهم! ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم! ثمّ نزلت الولاية وإنّما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية: إلیوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي؛ وكان كمال الدين بولاية علی بن أبي طالب عليه السلام. فقال عند ذلك رسول الله صلّي الله عليه وآله ] وهو يتحدّث مع نفسه [: أُمَّتي حديثو عهد بالجاهليّة. ومتي أخبرتهم بهذا في ابن عمّي ] علی [، يقول قائل؛ ويقول قائل آخر ـ فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لسانيـ. فأتتني عزيمة من الله عزّ وجلّ بتلة[13]، أوعدني إن لم أُبلّغ أن يعذّبني؛ فنزلت ] هذه الآية [: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وَاللَهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَـ'فِرِينَ. [14] فأخذ رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم بِيَدِ علی عليه السلام، فقال: أيُّهَا النَّاسُ! إنَّه لم يكن نبيّ من الانبياء ممّن كان قبلي إلاّ وقد عمّره الله، ثمّ دعاه فأجابه، فأُوشك أن أُدعي فأجيب! وأنا مسؤول ] أمام الله في الموقف [؛ وأنتم مسؤولون أيضاً! فماذا أنتم قائلون؟! فقالوا: نشهد أنـّك قد بلّغت! ونصحتَ، وأدّيتَ ما عليك! فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين. فقال ] النبيّ [: اللَهُمَّ اشْهَدْ ثلاث مرّات، ثمّ قال: يَا مَعْشَرَ المُسلِمِينَ! هَذَا وَلِيُّكُمْ بَعْدِي، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ! قال أبو جعفر عليه السلام: كان والله علی عليه السلام أمين الله علی خلقه، وغيبه، ودينه الذي ارتضاه لنفسه. ثمّ إنَّ رسول الله صلّي الله عليه وآله حضره الذي حضر؛ فدعا عليّاً، فقال: يا علی! إنّي أُريد أن أئتمنك علی ما ائتمنني الله عليه من غيبه، وعلمه، ومن خلقه، ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه. فلم يشرك والله فيها يا زياد ( أبو الجارود ) أحداً من الخلق. ( رسول الله لم يُشرك فيها أحداً ). ثمّ إنّ عليّاً عليه السلام حضره الذي حضره، فدعا ولده، وكانوا اثني عشر ذكراً؛ فقال لهم: يا بَنيَّ! إنّ الله عزوّ جلّ قد أبي إلاّ أن يجعل فِيَّ سنّة من يعقوب. وإنّ يعقوب دعا ولده، وكانوا اثني عشر ذكراً، فأخبرهم بصاحبهم. ألا وإنّي أُخبركم بصاحبكم، ] وآمرهم بطاعته وليّاً وموليً لهم [. ألا إنّ هذين ابنا رسول الله: الحسن، والحسين عليهما السلام. فاسمعوا لهما وأطيعوا؛ ووازروهما! فإنّي قد ائتمنتهما علی ما ائتمنني عليه رسولالله صلّيالله عليه وآله ممّا ائتمنه الله عليه من خلقه، ومن غيبه، ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه. فأوجب الله لهما من علی ما أوجب لعلی من رسول الله صلّيالله عليه وآله وسلّم؛ فلم يكن لاحد منهما ( الحسنين ) فضل علی صاحبه إلاّ بكبره. وإنّ الحسين عليه السلام كان إذا حضر الحسن عليه السلام لمينطق في ذلك المجلس حتّي يقوم. ثمّ إنّ الحسن عليه السلام حضره الذي حضره فسلّم ذلك إلی الحسين عليه السلام. ثمّ إنّ الحسين عليه السلام حضره الذي حضره، فدعا بنته الكبري: فَاطِمَةَ بِنْتَ الحُسَيْنِ عليه السلام، فدفع إلیها كتاباً ملفوفاً ووصيّة ظاهرة. وكان علی بن الحسين عند استشهاد أبيه الحسين عليه السلام مبطوناً لايرون إلاّ أنـّه لما به. فدفعت فَاطِمَةُ بِنْتُ الحُسَيْنِ الكتاب والوصيّة إلی علی بْنِ الحُسَيْنُ؛ ثمّ صار والله ذلك الكتاب إلینا. [15] وروي الكلينيّ هذه الرواية بسند آخر، عن الحسين بن محمّد، عن معلیبن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن محمّد بن إسماعيلبن بَزيع، عن منصوربن يونس، عن أبي الجارود، عن الإمام الباقر عليه السلام مثلها. [16] وروي الكلينيّ أيضاً عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، وأحمدبن محمّد، عن ابن محبوب، عن محمّد بن فُضَيل، عن أبي حمزة الثُّمإلیّ، عن أبي جعفر ] الباقر [ عليه السلام قال ] أبو حمزة [: سمعته يقول: لمّا أن قضي محمّد نبوّته، واستكمل أيّامه، أوحي الله تعالـ إلیه أن يامُحَمَّد! قد قضيتَ نبوّتك واستكملت أيّامك. فاجعل العلم الذي عندك، والإيمان، والاسم الاكبر، وميراث العلم وآثار علم النبوّة في أهل بيتك عند علی بنِ أَبي طالِبٍ! فإنّي لن أقطع العلم والإيمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة من العقب من ذرّيّتك كما لم أقطعها من ذرّيّات الانبياء. [17] وروي الكلينيّ كذلك عن محمّد بن الحسين وغيره، عن سهل، عن محمّدبن عيسي، ومحمّد بن يحيي، ومحمّد بن الحسين جميعاً عن محمّدبن سِنان، عن إسماعيل بن جابر، وعبد الكريم بن عمرو، عن عبدالحميدبن أبي الديلم، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنـّه قال: أوصي موسي إلی يُوشَع بن نُون، وأوصي يوشع بن نون إلی ولد هارون؛ ولم يوص إلی ولده ولا إلی ولد موسي. إنّ الله تعإلی له الخيرة، يختار من يشاء، ممّن يشاء، وبشّر موسي ويوشع بالمسيح. فلمّا أن بعث الله المسيح، قال المسيح لهم: إنّه سوف يأتي من بعدي نبيّ اسمه أحمد من ولد إسماعيل؛ يجيء بتصديقي ( في الرسالة وصحّة الولادة )؛ وتصديقكم ( في الإيمان وحسن المتابعة )، وعذري وعذركم. وجرت تلك الوصيّة والسنّة والخيرة من بعده في الحواريّين من المُسْتَحْفَظين. [18] وإنّما سمّاهم الله المُسْتَحْفَظين لانـّهم استحفظوا الاسم الاكبر، وهو الكتاب الذي يعلّم به علم كلّ شيء. قال الله تعإلی: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَـ'بَ وَالْمِيزَانَ. [19] والكتاب الاسم الاكبر، وإنّما عرف ممّا يدَّعي الكتاب: التَّوْرَاة، وَالإنْجِيل، وَالْفُرْقَان؛ فيها: كتاب نُوح، وكتاب صَالِح، وكتاب شُعَيب وإبراهيم، فأخبر الله عزّ وجلّ: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الاْولَي* صُحُفِ إبْرَ ' هِيمَ وَمُوسَي. [20] فأين صُحف إبراهيم؟ إنّما صحف إبراهيم الاسم الاكبر؛ وصحف موسي الاسم الاكبر. فلم تزل الوصيّة في عالم بعد عالم حتّي دفعوها إلی مُحَمَّد صلّي الله عليه وآله وسلّم. فلمّا بعث الله عزّ وجلّ محمّداً، أسلم له العقب من المُسْتَحْفِظين. وكذّبه بنو إسرائيل. ودعا إلی الله عزّ وجلّ، وجاهد في سبيله. ثمّ أنزل الله جلّ ذكره عليه أن أعلن فضل وصيّك! فقال: ربّ! إنّ العرب قوم جفاة؛ فظّين في المعاشرة والمعاملة، وليسوا من أهل الرفق والمداراة! لم يكن فيهم كتاب، ولم يبعث إلیهم نبيٌّ؛ ولايعرفون فضل نبوّات الانبياء عليهم السلام، ولا شرفهم. ولا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي، فقال الله جَلَّ ذِكْرُهُ: وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوفَ تَعْلَمُونَ. [21] فذكر من فضل وصيّه ذكراً، فوقع النفاق في قلوبهم. فعلم رسولالله صلّيالله عليه وآله ذلك وما يقولون، فقال الله جَلَّ ذِكْرُهُ: يَا مُحَمَّدُ! وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُّ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَإِنـَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّـ'لِمِينَ بِآيَاتِ اللَهِ يَجْحَدُونَ. [22] ولكنّهم يجحدون بغير حجّة لهم. وكان رسول الله يتأ لّفهم ويستعين ببعضهم علی بعض، ولا يزال يخرج لهم شيئاً في فضل وصيّه حتّي نزلت سورة الانشراح: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وهنا قال تعإلی: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإلی رَبِّكَ فَارْغَبْ. [23] يقول: إذا فرغت فانصب علمك! [24] وأعلن وصيّك، فأعلهم فضله علانية! فقال رسول الله: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ! ثَلاث مرّات. ثمّ قال: لاَبْعَثَنَّ رَجُلاً يُحِبُّ اللَهَ وَرَسُولَهُ؛ وَيُحِبُّهُ اللَهُ وَرَسُولُهُ، لَيْسَبِفَرَّارٍ. يعرّض بمن رجع، يجبّن أصحابه ويجبّنونه. ( إشارة إلی فرار أبي بكر وعمر من الحرب؛ بعد أن كلّفهما رسول الله بذلك قبل يومين من تكليف أميرالمؤمنين عليه السلام بالفتح، ففرّا ). وقال أيضاً: علی سَيِّدُ المُؤمِنِينَ. وقال أيضاً: علی عَمُودُ الدِّينِ. وقال أيضاً: هَذَا الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ علی الحَقِّ بَعْدِي. وقال أيضاً: الحَقُّ مَعَ علی أَيْنَمَا مَالَ. وقال أيضاً: إنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ؛ إن أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْتَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي؛ أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَقَدْ بَلَّغْتُ: إنَّكُمْ سَتَرِدُونَ علی الْحَوْضَ! فَأَسْأَلُكُمْ عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ. وَالثَّقَلاَنِ كِتَابُ اللَهِ جَلَّ ذِكْرُهُ وَأَهْلُ بَيْتِي! فَلاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَهْلِكُوا! وَلاَتُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ! وعلی هذا وقعت الحجّة بقول النبيّ صلّي الله عليه وآله وبالكتاب الذي يقرأه الناس. فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام ويبيّن لهم بالقرآن: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. [25] وقال عزّ ذكره: وَاعْلَمُوا أَنـَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءِ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي. [26] ثمّ قال: وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ. [27] فكان علی عليه السلام. وكان حقّه الوصيّة التي جعلت له، والاسم الاكبر، وميراث العلم، وآثار علم النبوّة. وقال: قُلْ لآ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي'. [28] وقال: وَإِذَا الْمَوْءُ و دَةُ سُنءِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ. [29] يقول: أسألكم عن المودّة التي أُنزلت عليكم فضلها: مودّة القربي بأيّ ذنب قتلتموهم؟! وقال جلّ ذكره أيضاً: فَسْـَلُو´ا أهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لاَتَعْلَمُونَ. [30] قال الإمام: المراد من الذكر هو الكتاب، أي: القرآن الكريم. وأهله آل محمّد صلّي الله عليه وآله؛ أمر الله بسؤالهم، ولم يؤمروا بسؤال الجهّال. وسمّي الله عزّ وجلّ القرآن ذكراً، فقال: وَأَنزَلْنَآ إلیكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلیهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. [31] وقال أيضاً: وَإِنَّهُ و لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ. [32] وقال كذلك: أَطِيعُوا اللَهَ وَاطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاْمْرِ مِنكُمْ. [33] وقال أيضاً: وَلَوْ رَدُّوهُ (إلی اللَهِ) إلی الرَّسُولِ وَإلی أُولِي الاْمْرِ مِنْهُمْ لَعِلَمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ و مِنْهُمْ. [34] ونري هنا أنـّه ردّ الامر ـ أمر الناسـ إلی أُولي الامر منهم، الذين أمرالله الناس بطاعتهم وبالردّ إلیهم. ولمّا رجع رسول الله صلّي الله عليه وآله من حجّة الوداع، نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ وَإنْ لَمْتَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ وَاللَهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَـ'فِرِينَ. [35] وبعد نزول هذه الآية، نادي رسول الله الناس فاجتمعوا. وأمر بسَمُرات فكُنِس ما تحتهنّ؛ وألقي خطبته فقال فيها: ] يَا [ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ وَلِيُّكُمْ وَأَولَي بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟! فَقَالُوا: اللَهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی مَوْلاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَن وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم، وقالوا: ما أنزل الله هذا علی مُحَمَّدٍ قَطُّ، وَمَا يُريدُ إلاَّ أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ عَمِّهِ. ولمّا قدم المدينة، أتاه الانصار فقالوا: يَا رَسُولَ اللَهِ! إنّ الله قد أحْسَن إلینا وشرّفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا. فقد فرّح الله صديقنا وكبّت عدوّنا. وقد يأتيك وفود، فلا تجد ما تعطيهم افيشمت بك العدوّ. فنحبّ أن تأخذ ثلث أموالنا، حتّي إذا قدم عليك وفد مكّة؛ وجدتَ ما تعطيهم. فلم يردّ النبيّ عليهم شيئاً، وكان ينتظر ما يأتيه من ربّه. فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: قُلْ لآ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي'. [36] ولم يقبل رسول الله صلّي الله عليه وآله أموالهم، فقال المنافقون: ما أنزل الله هذا علی مُحَمَّدٍ أيضا. وما يريد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه؛ ويحمل علينا أهل بيته؛ يقول أمس: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ. ويقول إلیوم: قُلْ لآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيِهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي. ثمّ نزلت عليه آية الخمس، فقالوا: يريد أن يعطيهم أموالنا وفيئنا. وبعد هذه الاحداث، أتاه جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّك قد قضيت نبوّتك، واستكملت أيّامك؛ فاجعل الاسم الاكبر، وميراث العلم، وآثار علم النبوّة عند علی عليه السلام! فإنّي لم أترك الارض إلاّ ولي فيها عالم تعرف به طاعتي، وتعرف به ولايتي؛ ويكون حجّة لمن يولد بين قبض النبيّ إلی خروج النبيّ الآخر. قال الإمام الباقر عليه السلام:...فأوصي ] النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم [ إلیه ] أمير المؤمنين علی بن أبي طالب عليه السلام [ بالاسم الاكبر، وميراث علم ] الانبياء [، وآثار علم النبوّة؛ وأوصي إلیه بألف كلمة وألف باب، تفتح كلّ كلمة وكلّ باب ألف كلمة وألف باب. [37] وروي العيّاشيّ في تفسيره مضمون هذه الرواية بنحو موجز نوعاً ما، وذلك عن راويها أبي الجارود، عن الإمام الباقر عليه السلام [38]مع هذه الزيادة. وهي أنّ الإمام الباقر عليه السلام لمّا كان يحدّث الناس ب الابطح، قام إلیه رجل من أهل البصرة يقال له: عُثْمَان الاعشَي؛ وقال له: ياابن رسولالله! جعلت فداك؛ إنّ الحسن البصريّ حدّثنا حديثاً يزعم أنّ هذه الآية نزلت في رجل؛ ويخبرنا من الرجل؟! ] فقال الإمام [: مَا لَهُ لاَ قَضَي اللَهُ دَيْنَهُ ـ يَعْنِي صَلاَتَهُ ـ أَمَا أَنْ لَوْ شَاءَ أَنْ يُخْبِرَ بِهِ لاَخْبَرَ بِهِ. [39] رواية الفيض بن المختار في آية التبليغوروي عن الشيخ الصدوق بسلسلة سنده المتّصل عن مُحَمَّدِبنِ الفَيْضِ بنِ المُخْتَارِ، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علی الباقر، عن أبيه، عن جدّه قال: خرج رسول الله صلّي الله عليه وآله ذات يوم وهو راكب؛ وخرج ] أميرالمؤمنين [ عليه السلام وهو يمشي. فقال: ياأباالحسن! إمّا أن تركب؛ وإمّا أن تنصرف! فإنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن تركب إذا ركبتُ! وتمشي إذا مشيتُ! وتجلس إذا جلستُ! إلاّ أن يكون حدّ من حدود الله لابدّ لك من القيام ] به [! وما أكرمني بكرامة؛ إلاّ وأكرمك بمثلها! وخصّني الله بالنبوّة والرسالة؛ وجعلك ولِيّي في ذلك: تقوم في حدوده! وفي أصعب أُموره! والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً؛ ما آمن بي من أنكرك! ولا أقرّ بي، من جحدك! ولا أَمَرَ بي من كفر بك! وإنّ فضلك من فضلي؛ وإنّ فضلي لفضل الله؛ وهو قول الله عزّ وجلّ: قُلْ بِفَضْلِ اللَهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ ' لِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ. [40] يعني فضل الله نبوّة نبيّكم! ورحمة الله ولاية علی بن أبي طالب. فَبِذَ ' لِكَ قال بالنبوّة والولاية. فَلْيَفْرَحُوا يعني الشيعة؛ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ يعني مخالفيهم من الاهل والمال والولد في دار الدنيا. والله يا علی! ما خُلِفْتَ، إلاّ لتعبد ربّك! وليعرف بك معالم الدين! وتصلح بك دارس السبيل! ولقد ضلّ من ضلّ عنك! ولن يهتدي إلی الله من لم يهتد إلیك وإلی ولايتك؛ قال الله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَي. [41] يعني: اهتدي إلی ولايتك. ولقد أمرني تبارك وتعإلی أن أفترض من حقّك ما افترضه من حقّي؛ وإنّ حقّك لمفروض علی من آمن بي. ولولاك لم يُعْرَف حزب الله! وبكَ يُعْرَف عدوّ الله. ومن لم يلقه بولايتك؛ لم يلقه بشيء! وقد أنزل الله عزّ وجلّ إلیّ: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ يعني في ولايتك يا علی! وإن لمتفعل، فما بلّغت رسالته! ولو لم أُبلّغ ما أُمرت به من ولايتك؛ لحبط عملي! ومن لقي الله عزّ وجلّ بغير ولايتك، فقد حبط عمله! وغداً ينجز لي الله ما وعدني! وما أقول إلاّ قول ربّي تبارك وتعإلی؛ إنّ الذي أقول لمن الله عزّ وجلّ أنزله فيك. [42] روايات العيّاشيّ في آية التبليغوأخرج العيّاشيّ عن المُفَضّل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما ] الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهما السلام [ قال: إنّه لمّا نزلت هذه الآية: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلو ' ةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَو ' ةَ وَهُمْ رَ ' كِعُونَ.[43] شقّ ذلك علی النبيّ صلّي الله عليه وآله، وخشي أن تكذّبه قريش، فأنزل الله هذه الآية: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ. فقام بذلك يوم غدير خمّ. [44] وروي العيّاشيّ أيضاً عن صفوان الجمّال قال: قال أبو عبدالله ( الصادق) عليه السلام: لمّا نزلت هذه الآية بالولاية، أمر رسول الله صلّيالله عليه وآله بالدَّوْحَات دوحات غدير خمّ فقمّت ( الدوحات جمع دَوْحَه، وهي الشجرة الكبيرة التي تظلّل بسبب كثرة أغصانها؛ والمراد السمرات الخمس ) ثمّ، نودي: الصَّلاَةَ جَامِعَةَ، ثمّ قال: أَيُّهَا النَّاسُ ألَسْتُ أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ قالوا: بلي! قال: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی مَوْلاَهُ؛ رَبِّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ! ثمّ أمر الناس ببيعة أمير المؤمنين عليه السلام وبايعه الناس كلّهم، لايجيء أحد إلاّ بايعه؛ لا يتكلّم حتّي جاء أبو بكر، فقال النبيّ: ياأبابكر بايع عليّاً بالولاية! فقال ] أبو بكر [: مِنَ اللَهِ (أ) ومِنْ رَسُولِهِ؟! فقال ] النبيّ [: مِنَ اللَهِ وَمِنْ رَسُولِهِ. ثمّ جاء عمر؛ فقال ] له النبيّ [: بايع عليّاً بالولاية! فقال ] عمر [: مِنَ الله (أ) ومِنْ رَسُولِهِ؟! فقال ] النبيّ [: مِنَ اللَهِ وَمِنْ رَسُولِهِ. ثمّ ثني ] عمر [ عطفيه والتقيا، فقال لابي بكر: تَشَدَّ مَا يَرْفَعُ بِضَبْعَي ابْنِ عَمِّهِ. ويعرض الإمام الصادق عليه السلام هنا قضيّة لقاء عمر بذلك الرجل الحسن الطيّب الريح. ثمّ قال: لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلیبن أبي طالب عليه السلام ] بالولاية [؛ فما قدر علی علی أخذ حقّه. وإنّ أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ حقّه. فَإِنَّ حِزْبَ اللَهِ هُمُ الْغَـ'الِبُونَ.[45] في علی عليه السلام.[46] وروي العيّاشيّ أيضاً عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، وجابربن عبدالله، قالا: أمر الله تعإلی نبيّه أن ينصب عليّاً عَلَماً للناس، ليخبرهم بولايته. فتخوّف رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم أن يقولوا: حامي ابن عمّه، وأن يطغوا في ذلك عليه. فأوحي الله إلیه: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ؛ فقام رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم بولايته يوم غدير خمّ. [47] وأخرج العيّاشيّ أيضاً عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لمّا نزل جبرئيل علی رسول الله صلّي الله عليه وآله في حجّة الوداع بإعلان أمر علی بن أبي طالب بقوله تعإلی: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ، مكث النبيّ ثلاثة أيّام حتّي أتي الجحفة؛ فلميأخذ بِيَدِ علی فَرقاً من الناس. فلمّا نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له: مَهْيَعَة، ونادي: الصَّلاَةَ جَامِعَةً، فاجتمع الناس؛ فقال رسول الله: مَنْ أَولَي بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُم؟! فجهروا وقالوا: اللَهُ وَرَسُولُهُ. ثمّ قال لهم الثانية؛ فقالوا: اللَهُ وَرَسُولُهُ. ثمّ قال لهم الثالثة، فقالوا: اللهُ وَرَسُولُهُ. فأخذ ] النبيّ [ بِيَدِ علی عليه السلام، فقال: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی مَوْلاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، فَإنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاّ أَنـَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي. [48] وجاء عن العيّاشيّ أيضاً، عن عُمَر بن يزيد قال أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السلام ابتداءً منه: العَجَب يا أبا حَفص، لما لقي علیبن أبي طالب إنّه كان له عشرة آلاف شاهد، ولم يقدر علی أخذ حقّة؛ والرجل يأخذ حقّه بشاهدين. إنّ رسول الله صلّي الله عليه وآله خرج من المدينة حاجّاً؛ وتبعه خمسة آلاف؛ ورجع من مكّة، وقد شيّعه خمسة آلاف من أهل مكّة؛ فلمّا انتهي إلی الجحفة، نزل جبرئيل بولاية علی ـوقد كانت نزلت ولايته بمني؛ وامتنع رسول الله صلّي الله عليه وآله من القيام بها لمكان الناسـ فقال ] جبرئيل وحياً من الله [: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. ] والله يعصمك من الناس [ ممّا كرهت بمني. فأمر رسول الله فقمّت السَّـمُرات. فقال رجـل من الناس: أما والله ليأتينّكم بداهيـة ] وأمـر منكر [. فقلتُ لعُمَر ] بن يزيد راوي هذه الرواية [: مَنِ الرجل؟ قال: الحَبَشيّ. [49] وجاء في « غاية المرام »: الَحَبَشِيُّ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ. [50] ويقول في « بحار الانوار » في ذيل هذه الرواية: الَحَبَشِيُّ هُوَ عُمَرُ لاِنْتِسَابِهِ إلی الصَّهَّاكَةِ الحَبَشِيَّةِ.[51] وروي العيّاشيّ أيضاً عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لمّا أنزل الله علی نبيّه: يَـ'´أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مآ أُنزِلَ إلیكَ مِن رَّبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رَسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ؛ فأخذ رسولالله بِيَدِ علی؛ فقال: أيّها الناس، إنّه لم يكن نبيّ من الانبياء ممّن كان قبلي إلاّ وقد عمّر؛ ثمّ دعاه الله؛ فأجابه؛ وأوشك أن أُدعي، فأُجيب؛ وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون! فما أنتم قائلون؟! قالوا: نشهد أنـّك قد بلّغت ونصحت وأدّيت ما عليك! فجزاك الله أفضل ما جزي المرسلين. فقال رسول الله: اللَهُمَّ اشْهَدْ! ثم قال: يَا مَعْشَرِ المُسْلِمِينَ! ليبلّغ الشَاهِدُ الغَائِب. ] قال الله لي [ وأوصي: من آمن بي، وصدّقني؛ ] فعليه [ بولاية علی. ألا إنّ ولاية علی ولايتي (وولايتي ولاية ربّي) ولايدري ] ولاتدرونـظ [ عهداً عهده إلیّ ربّي وأمرني أن أُبلّغكموه. ثمّ قال: هَلْ سَمِعْتُمْ؟! ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يقولها. فقال قائل: قَد سَمِعْنَا يَا رَسُولُ اللَهِ. [52] فهذه بعض الروايات التي عرضناها نقلاً عن طريق الشيعة. ارجاعات [1] ـ الا´ية 1، من السورة 70: المعارج. [2] ـ في نسخة «فرائد السمطين» ج 1، ص 82، باب 15، إذ تنقل هذه الرواية عن الثعلبيّ، يُسند هذه الرواية إلي سفيان بن عُيَينة عن الإمام الصادق عليه السلام بدون ذكر أبيه: عُيَينة. ويبدو أنّ هذا هو الصحيح، لانّ المجلسيّ رضوان الله عليه الذي أخرج هذه الرواية في «بحار الانوار» طبعة كمباني، ج 9، ص 216 و 217 عن «تفسير فرات بن إبراهيم» عن «تفسير الثعلبيّ»، أخرجها عن سفيان، عن الإمام الصادق عليه السلام. ولو قال أحد: فما هو الاءشكال الذي يترتّب علي ذلك سواء رواها سفيان عن الصادق عليه السلام بلا واسطة، أو رواها عن الباقر عليه السلام بواسطة أبيه؟ فهما روايتان لا تنافي بينهما؛ وقد رويت في «تفسير أبي الفتوح» بسند، وفي «تفسير فرات بن إبراهيم» بسند آخر. ونقول في الجواب: لم يرد في كتب الرجال ومنها: «معجم رجال الحديث» ج 8، ï ïص 159،رقم 5237؛ وج 13، ص 239، رقم 9251 و 9252؛ و«تنقيح المقال» للمامقانيّ ج 2، ص 39 و 40؛ وكذلك في ص 364 أنّ أبا سفيان: عُيَيْنَة بن ميمون أبو عمران من أصحاب الباقر عليه السلام. يضاف إلي ذلك أنّ رجال العلم رووا هذه الرواية في تفاسيرهم عن تفسير الثعلبيّ لا عن مصادر مختلفة، وهي ليست أكثر من رواية واحدة. واحتمال الرواية عن الباقر عليه السلام ليس أكثر من مجرّد فرض، ولا يبعث هذا علي تعدّد الرواية. ومصدر هذه الرواية الذي ذكره كثير من علماء الشيعة والعامّة في تفاسيرهم وكتبهم في المناقب هو «تفسير الثعلبيّ» فقط كما جاء في تفسير «مجمع البيان» الذي سنتعرّض له لاحقاً، والرواية الواردة فيه رواية واحدة لا غير. [3] ـ الضَّبْع: ما بين الاءبط إلي نصف العضد من أعلاها. [4] ـ الا´ية 32، من السورة 8: الانفال. [5] ـ «تفسير أبي الفتوح الرازيّ» ج 2، ص 194، طبعة مظفّري؛ و«تفسير القرطبيّ» ج 18، ص 278 و 288؛ و«تذكرة خواصّ الاُمّة» ص 19؛ و«فرائد السمطين» ج 1، الباب 15، ص 82 و 83؛ و«نظم درر السمطين» ص 93؛ و«السيرة الحلبيّة» طبعة سنة 1353 ه، ج 3، ص 308 و 309؛ و«تفسير المنار»، ج 6، ص 464؛ وتفسير «الميزان» ج 19، ص 79؛ و«غاية المرام» ج 2، ص 397، الباب 117، حديثان عن طريق العامّة، وفي ص 398 الباب 118 ستّة أحاديث عن طريق الخاصّة؛ و«الفصول المهمّة» لابن صبّاغ المالكيّ، الطبعة الحجريّة ص 26 و 27، وطبعة النجف، ص 24. [6] ـ «مجمع البيان» طبعة صيدا، ج 5، ص 325. [7] ـ «بحار الانوار» ج 9، ص 216 و 217. [8] ـ «بحار الانوار» ج 9، ص 216. [9] ـ «الغدير» ج 1، ص 240 طبعة الا´خونديّ. مطبعة الحيدريّ، طهران. [10] ـ «الغدير» ج 1، ص 239 إلي 246. [11] ـ «الغدير» ج 1، ص 239. [12] ـ «غاية المرام»، ص 334 إلي 336. [13] ـ قاطعة لا ترد. [14] ـ الا´ية 67، من السورة 5: المائدة. [15] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 290 و 291، طبعة الا´خونديّ، مطبعة الحيدريّ بطهران، كتاب الحجّة، باب ما نصّ الله ورسوله علي الائمّة عليهم السلام واحداً فواحداً؛ و«غاية المرام» ج 1، ص 335، الباب 38، الحديث الاوّل. [16] ـ «أُصول الكافي»، ج 1، ص 291. [17] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 292 و 293. كتاب الحجّة ح 2، باب الإشارة والنصّ علي أميرالمؤمنين عليه السلام. [18] ـ كأنّ في تسمية الله لهم: المُسْتَحْفَظين إشارة إلي قوله تعالي بشأن التوراة: فِيهَا هُدًي وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّـ'نِيُّونَ وَالاْحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَـ'بِ اللَهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَآءَ. (الا´ية 44، من السورة 5: المائدة). [19] ـ جاءت بهذا الشكل في نسخ «الكافي» و«مرآة العقول»؛ إلاّ أنّ الا´ية في القرآن وردت كما يأتي: لَقَدْ ارْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَات وَأَنزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَـ'بَ وَالْمِيزَانِ. (الا´ية 25، من السورة 57: الحديد). [20] ـ الا´يتان 18 و 19، من السورة 87: الاعلي. [21] ـ يقول المجلسيّ في «مرآة العقول»: هذه الا´ية بهذا الوجه ليست في المصاحف المشهورة، لانّ الذي في سورة الحِجْر هو: لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيكَ إِلَي مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَ ' جًا مِنْهُمْ وَلاَتَحْزَن عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ. وفي سورة النحل: وَاصْبِرِ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ باللَهِ وَلاَتَحْزَن عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ. وفي سورة الزخرف: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوفَ يَعْلَمُونَ. فيحتمل أنّ يكون عليه السلام ذكر الا´يتين: إحدي السوابق مع الاخيرة، فسقط من الرواة أو النسّاخ. أو أشار ] الإمام [ عليه السلام إلي الا´يتين بذكر صدر إحداهما وعجز الاُخري؛ أو يكون نقلاً لهما بالمعني؛ أو يكون في مصحفهم كذلك. (مرآة العقول، الطبعة الحديثة، ج 3، ص 273 و 274 ). [22] ـ يقول المجلسيّ في «مرآة العقول»: في المصاحف المشهورة هذه الا´ية في سورة الحِجْر: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّـ'جِدِينَ. وفي سورة الانعام: قَدْ نَعْلَمُ لِيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ. و الكلام في هذه الا´ية كالكلام في الا´ية المتقدّمة: وَلاَ تَحْزَن عَلَيْهِمْ وَقُلْ سَلاَمٌ. (مرآة العقول، ج 3، ص 274). باب الإشارة والنصّ علي أمير المؤمنين. [23] ـ الا´يتان 7 و 8، من السورة 94: الانشراح. [24] ـ نَصَبَهُ يَنْصِبُ نَصْباً بكسر صاد المضارع وضمّها، وهو من باب ضَرَبَ يَضْرِبُ، وَقَتَلَ يَقْتُلُ، وبتسكين المصدر بمعني نصب الشيء بمعني أقامه ورفعه ووضعه وضعاً ثابتاً. ونَصِب يَنصَب نَصَباً من باب عَلِمَ يَعْلَم، وبفتح صاد المصدر بمعني تحمّل المشقّة والتعب والجدّ والجهد. ولمّا وردت في المصاحف المشهورة بفتح الصاد في المضارع، فهي تعني: جدّ واجهد في العبادة أو في الجهاد. وأمّا في ضوء هذه الرواية إذ وردت «فانصب» بمعني: انصب علمك وآيتك، أي: أميرالمؤمنين عليه السلام فيمكن أنـّها قُرئت في مصحف أهل البيت عليهم السلام بكسر الصاد «فانْصِب». ويمكن أن تكون بفتح الصاد أيضاً. ويحتمل أن يكون تفسير الإمام الباقر عليه السلام في هذه الرواية بياناً لحاصل المعني؛ ويكون المقصود: أتعب نفسك في نصب وصيّك بما تسمع من المنافقين في ذلك! [25] ـ الا´ية 33، من السورة 33: الاحزاب. [26] ـ الا´ية 41، من السورة 8: الانفال. [27] ـ الا´ية 16، من السورة 17: الاءسراء. [28] ـ الا´ية 23، من السورة 42: الشوري. [29] ـ قال المجلسيّ في «مرآة العقول»: القراءة المشهورة: الْمَوْؤُدَةُ بالهمزة؛ قال الطبرسيّ: الموؤدة هي الجارية المدفونة ] حيّاً [ وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام: إِذَا الْمَوَدَّةُ سُئِلَتْ بفتح الميم والواو. وروي عن ابن عبّاس أنـّه قال: هو من قتل في مودّتنا أهل البيت. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يعني قرابة رسول الله صلّيالله عليه وآله ومن قتل في جهاد. وفي رواية أُخري: هو من قتل في مودّتنا وولايتناـ انتهي كلام الطبرسيّ. ثمّ قال المجلسيّ: الظاهر أنّ أكثر تلك الاخبار مبنيّة علي تلك القراءة الثانية، إمّا بحذف المضاف، أي: أهل المودّة يسئلون بأيّ ذنب قُتلوا؛ أو بإسناد القتل إلي المودّة مجازاً، والمراد قتل أهل المودّة، أو بالتجوّز في القتل، والمراد تضييع مودّة أهل البيت وإبطالها. و بعضها ] مبنيّة [ علي القراءة الاُولي المشهورة بأن يكون المراد بالموؤدة: النفس المدفونة في التراب مطلقا أو حيّة، إشارة إلي أنـّهم لكونهم مقتولين في سبيل الله ليسوا بأموات بل أحياء عند ربّهم يرزقون. فكأنـّهم دفنوا أحياء. وفيه من اللطف ما لايخفي. «مرآة العقول»، ج 3 ص 281، و 282 ). باب الإشارة والنصّ علي أميرالمؤمنين. [30] ـ الا´ية 43، من السورة 16: النحل. [31] ـ الا´ية 44، من السورة 16: النحل. [32] ـ الا´ية 44، من السورة 43: الزخرف. [33] ـ الا´ية 59، من السورة 4: النساء. [34] ـ الا´ية 82، من السورة 4: النساء. «إلي الله» غير موجودة في القرآن الكريم. [35] ـ الا´ية 67، من السورة 5: المائدة. [36] ـ الا´ية 23، من السورة 43: الشوري. [37] ـ «أُصول الكافي»، ج 1، ص 293 إلي 296. كتاب الحجّة ج 3، باب الإشارة والنصّ علي أميرالمؤمنين عليه السلام. [38] ـ «تفسير العيّاشيّ» ج 1، ص 333 و 334، طبعة قم؛ و «غاية المرام» ج 1، ص 336، الحديث السابع، الطبعة الحجريّة؛ و «بحار الانوار» ج 9، ص 307، طبعة الكمباني؛ و «تفسير البرهان» ج 1، ص 490؛ وتفسير «الميزان» ج 6، ص 56. [39] ـ المصادر المتقدّمة نفسها. [40] ـ الا´ية 58، من السورة 10: يونس. [41] ـ الا´ية 82، من السورة 20: طه. [42] ـ «غاية المرام» ج 1، ص 335 و 336 الحديث الثاني، الطبعة الحجريّة؛ وتفسير «الميزان» ج 6، ص 56. [43] ـ الا´ية 55، من السورة 5: المائدة. [44] ـ «تفسير العيّاشيّ» ج 1: ص 328؛ «بحار الانوار» ج 9، ص 35، طبعة الكمباني؛ و«تفسير البرهان» ج 1، ص 483. [45] ـ الا´ية 56، من السورة 55: المائدة. [46] ـ «تفسير العيّاشيّ» ج 1، ص 329؛ و«بحار الانوار» ج 9، ص 206 و 207، طبعة الكمباني؛ و«تفسير البرهان»، ج 1، ص 485. [47] ـ «تفسير العيّاشيّ» ج 1، ص 331 و 332؛ و«بحار الانوار» ج 9، ص 207؛ و«تفسير البرهان» ج 1، ص 489. و «غاية المرام»، ج 1، ص 336، الحديث الرابع، الطبعة الحجريّة؛ و«الميزان» ج 6، ص 54 و 55؛ وتفسير «مجمع البيان» طبعة صيدا، ج 2، ص 223. ونقل في «كشف الغمّة» ص 94، حديث الغدير مع شأن نزول آية التبليغ وأبيات حسّانبن ثابت، مسنداً إلي ابن عبّاس. [48] ـ «تفسير العيّاشيّ» ج 1، ص 332؛ و«غاية المرام» ج 1، ص 336 الحديث الخامس الطبعة الحجريّة؛ و«بحار الانوار» ج 9، ص 207، الطبعة الكمباني؛ و«تفسير البرهان»، ج 1، ص 498؛ وتفسير «الميزان»، ج 6، ص 55. [49] ـ «تفسير العيّاشيّ» ج 1، ص 332؛ و «غاية المرام» ج 1، ص 336، الحديث السادس، الطبعة الحجريّة؛ و «تفسير البرهان» ج 1، ص 489؛ و «بحار الانوار» ج 9، ص 207. [50] ـ «غاية المرام» ج 1، ص 336. [51] ـ «بحار الانوار» ج 9، ص 207. [52] ـ «تفسير العيّاشيّ» ج 1، ص 334؛ و«غاية المرام» ج 1، ص 336 الحديث الثامن؛ و«تفسير البرهان» ج 1، ص 490؛ و«بحار الانوار» ج 9، ص 207؛ وتفسير «الميزان» ج 6، ص 55. |
|
|