بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد الثامن / القسم الاول: آیة اکمال الدین، زمان ورود آیة الاکمال

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الرجوع الی المجلد السابع

الدرس‌ السادس‌ بعد المائة‌ إلی‌ التاسع‌ بعد المائة‌

 في‌ تفسير الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ

وصلَّي‌ اللهُ علی‌ محمّد وآله‌ الطَّاهرين‌

ولعنة‌ اللَه‌ علی‌ أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلی‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

ولا حول‌ ولا قوّة‌ إلاّ باللَه‌ العلی‌ّ العظيم‌

 

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَونِ إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا. [1]

 قال‌ ابن‌ شهرآشوب‌: روي‌ أبو حاتم‌ الرازي‌ّ أنّ ]الإمام‌ ] جعفربن‌ محمّد ]علیهما السلام‌ ] قرأ: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، قال‌: فَإذَا فَرَغْتَ مِنْ إكْمَالِ الشَّرِيعَةِ فَانْصِبْ لَهُمْ علیاً إمَامَاً .

 الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي‌ كَوَّنَ الاَشْيَاءَ فَخَصَّ مِنْ بَينِهَا تَكْوِينَكُمْ . الرَّحْمَنِ الَّذِي‌ أَنْزَلَ علیهِ السَّكِينَةَ فَضَمَّنَ فِيهَا تَسْكِينَكُمْ . لَيَّنَ قُلُوبَكُمْ بِقَبُولِ مَعْرِفَتِهِ فَأَلْطَفَ تَلْيِينَكُمْ . وَلَقَّنَكُمْ كَلِمَةَ تَوْحِيدِهِ فَأَحْسَنَ تَلْقِينَكُمْ . وَعَلَّمَ أَذَانَ الشَّهَادَةِ فَأَذَّنَ بِلُطْفِهِ تَأْذِينَكُمْ . وَمَلَّكَكُمْ فِي‌ دَارِ الدِّينِ علی‌ سِرِّ (سَرِيرـظ‌) الإسلام فَأَتَمَّ دِينَكُمْ !

 أبو سعيد الخدري‌ّ وجابر الانصاري‌ّ قالا: لمّا نزلت‌ إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، قال‌ النبي‌ّصلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌: اللَهُ أَكْبَرُ علی‌ إكُمَالِ الدِّينِ وَإتْمَامِ النِّعْمَةِ وَرِضَي‌ الرَّبِّ بِرَسَالَتِي‌ وَوَلاَيَةِ علی‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ بَعْدِي‌.

 وروي‌ النطنزي‌ّ هذا الحديث‌ في‌ « الخصائص‌ » .

 ]وروي‌ ] العيّاشي‌ّ: عن‌ ]الإمام‌ ] الصادق‌ علیه‌ السلام‌ ]في‌ تفسير هذه‌ الآية‌ أنـّه‌ قال‌ ]: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بِإقَامَةِ حَافِظِهِ، وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ بِوِلاَيَتِنَا، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا، أَي‌ تَسْلِيمَ النَّفْسِ لاَِمْرِنَا.

 ]ونقل‌ عن‌ الإمامين‌ ]: الباقر، والصادق‌ علیهما السلام‌: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ يَومَ الغَدِيرِ . وَقَالَ يَهُودِي‌ٌّ لِعُمَرَ: لَوْ كَانَ هَذَا إلیومُ فِينَا لاَتَّخَذْنَاهُ عِيدَاً. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَي‌ُّ يَومٍ أَكْمَلُ مِنْ هَذَا العِيدِ ؟

 ]فقال‌ ] ابن‌ عبّاس‌: إنّ النبي‌ّ صلّي‌ علیه‌ وآله‌ توفّي‌ بعد هذه‌ الآية‌ بإحدي‌ وثمانين‌ يوماً . [2]

 ]وقال‌ ] السُّدّي‌ّ: لم‌ ينزل‌ الله‌ بعد هذه‌ الآية‌ حلالاً ولا حراماً ؛ وحجّ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ ذي‌ الحجّة‌ ومحرّم‌ وقبض‌ .

 وروي‌ أنـّه‌ لمّا نزل‌: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ، أمر الله‌ [نبيّه‌ ] أن‌ ينادي‌ بولاية‌ علی‌ّ [بن‌ أبي‌ طالب‌ ] . فضاق‌ النبي‌ّ بذلك‌ ذرعاً لمعرفته‌ بفساد قلوبهم‌. فأنزل‌ [الله‌ هذه‌ الآية‌ ]: يَآ أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن‌ رَّبِّكَ. ثمّ أنزل‌ [هذه‌ الآية‌ ]: نِعْمَةَ اللَهِ علیكُمْ . ثمّ نزل‌ [هذه‌ الآية‌ ]: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ . وفي‌ هذه‌ الآية‌ خمس‌ بشارات‌: إكمال‌ الدين‌، وإتمام‌ النعمة‌، ورضي‌ الرحمن‌، وإهانة‌ الشيطان‌، ويأس‌ الجاحدين‌. قوله‌ تعإلی‌: يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ .

 وعيد المؤمنين‌ [كما ] في‌ الخبر: الغدير عيد الله‌ الاكبر .

 [قال‌ ] العَودي‌ّ:

 أَمَا قَالَ إنَّ إلیومَ أَكْمَلْتُ دِينَكُمْ                وَأَتْمَمْتُ بِالنَّعْمَاءِ مِنِّي‌ علیكُمُ ؟

 وَقَالَ: أَطِيعُوا اللَهَ ثُمَّ رَسُولَهُ                  تَفُوزُوا وَلاَ تَعْصَوا أُولِي‌ الاْمْرِ مِنكُمُ ؟ [

 الرجوع الي الفهرس

أشعار الطاهر والحميري‌ّ في‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

 

وقال‌ ] الطاهر:

 عَيَّدَ فِي‌ عِيدِ الغَدِيرِ المُسْلِمُ                   وَأَنْكَرَ العِيدَ علیهِ المُجْرِمُ

 يَا جَاحِدِي‌ المَوضِعِ وَإلیومِ وَمَا                 فَاهَ بِهِ المُخْتَارُ تَبَّاً لَكُمُ

 فَأَنْزَلَ اللَهُ تَعَإلی‌ جَدَّهُ                            إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمُ

 إلیومَ أَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌                    وَإنَّ مِنْ نَصْبِ الإمَامِ المُنْعَمُ

 [وقال‌ ] الحميري‌ّ:

 بَعْدَمَا قَامَ خَطِيبَاً مُعْلِنَاً               يَومَ خُمٍّ بِاجْتِمَاعِ المَحْفِلِ

 قَالَ: إنَّ اللَهَ قَدْ أَخْبَرَنِي‌                         فِي‌ مَعَارِيضِ الكِتَابِ المُنْزَلِ

 إنَّهُ أَكْمَلَ دِينَاً قَيِّمَاً                     بِعلی‌ٍّ بَعْدَ أَنْ لَمْ يُكْمَلِ

 وَهْوَ مَولاَكُمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِي‌                         يَتَوَلَّي‌ غَيْرَ مَولاَهُ الوَلِي‌

 وَهْوَ سَيْفِي‌ وَلِسَانِي‌ وَيَدِي‌                    وَنَصِيرِي‌ أَبَدَاً لَمْ يَزَلِ

 وَوَصِيِّي‌ وَصَفِيِّي‌ وَالَّذِي‌             حُبُّهُ فِي‌ الحَشْرِ خَيْرُ العَمَلِ

 نُورُهُ نُورِي‌، وَنُورِي‌ نُورُهُ              وَهْوَ بِي‌ مُتَّصِلٌ لَمْ يَفْصِلِ

 وَهْوَ فِيكُمْ فِي‌ مَقَامِي‌ بَدَلٌ                    وَيْلٌ لِمَنْ بَدَّلَ عَهْدَ البَدَلِ

 [وقال‌ ] قائل‌:

 أَي‌ُّ عُذْرٍ لاُِنَاسٍ سَمِعُوا               مِنْ رَسُولِ اللَهِ مَا قَالَ بِخُم‌

 قَالَ: قَالَ اللَهُ فِي‌ تَنْزِلِهِ:                        إنَّ دِينَ اللَهِ فِي‌ ذِي‌ إلیومِ تَم‌ [3]

 وروي‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ بسنده‌ عن‌ أبي‌ هارون‌ العَبْدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ، قال‌: لمّا نزلت‌ هذه‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [علی‌ رسول‌الله‌ ]، قال‌: اللَهُ أَكْبَرُ [علی‌ ] إكْمَالِ الدِّينِ وَإتْمَامِ النِّعْمَةِ وَرِضَي‌ الرَّبِّ بِرِسَالَتِي‌ وَوَلاَيَةِ علی‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ مَنْ بَعْدِي‌ . ثُمَّ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ . اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ . [4]

 وروي‌ بسـند آخر عن‌ أبي‌ هارون‌ العبدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سـعيد الخُدري‌ّ، قال‌:

 إنَّ النَّبِي‌َّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَعَا النَّاسَ إلی‌ علی‌ٍّ فَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ فَرَفَعَهُمَا، ثُمَّ لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي‌ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ . فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: اللَهُ أُكْبَرُ علی‌ إكْمَالِ الدِّينِ وَ [إ ] تْمَامِ النِّعْمَةِ وَرِضَي‌ الرَّبِّ بِرِسَالَتِي‌ وَالوَلاَيَةِ لِعلی‌ٍّ . ثُمَّ قَالَ لِلْقَومِ: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ . [وَ ] الحَدِيثُ اخْتَصَرْتُهُ. [5]

 وروي‌ الحَمُّوئي‌ّ هذا المضمون‌ نفسه‌ بسنده‌ عن‌ أبي‌ هارون‌ العَبْدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌ّ . [6] ورواه‌ بسند آخر عن‌ أبي‌ هارون‌ العبدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌ّ بنحو مفصّل‌ مع‌ خمسة‌ أبيات‌ من‌ قصيدة‌ حسّان‌ بن‌ ثابت‌. [7]

 ورواه‌ ابن‌ عساكر بسنده‌ بهذا المضمون‌ . [8]

 الرجوع الي الفهرس

روايات‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ وابن‌ عساكر وابن‌ مردويه‌ في‌ آيه‌ إكمال‌ الدين‌

 وروي‌ السيوطي‌ّ في‌ « الدرّ المنثور » عن‌ ابن‌ عساكر، وابن‌ مردويه‌، وكلاهما عن‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌ّ، قال‌: لَمَّا نَصَبَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ [وَآلِهِ ] وَسَلَّمَ علیاً يَومَ غَدِيرِ خُمٍّ فَنَادَي‌ لَهُ بِالوَلاَيَةِ، هَبَطَ جَبْرَئيلُ علیهِ السَّلاَمُ بِهَذِهِ الآيَةِ: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . [9]

 وروي‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ أيضاً بسند آخر عن‌ أبي‌ هريرة‌، قال‌: مَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ [10] مِنْ ذِي‌ الحِجَّةِ كُتِبَ لَهُ صِيَامُ سِتِّينَ شَهْرَاً، وَهُوَ يَومُ غَدِيرِ خُمٍّ لَمَّا أَخَذَ النَّبِي‌ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ [وَآلِهِ ] وَسَلَّمَ بِيَدِ علی‌ٍّ فَقَالَ: أَلَسْتُ وَلِي‌َّ المُؤْمِنِينَ ؟ قَالُوا: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ ! فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ .

 فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: بَخٍّ بَخٍّ لَكَ يَا بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلاَي‌َ وَمَوْلَي‌ كُلِّ مُؤْمِنٍ . وَأَنْزَلَ اللَهُ: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ ] . [11]

 وروي‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ هذه‌ الرواية‌ بعينها مع‌ زيادة‌ حول‌ إلیوم‌ السابع‌ والعشرين‌ من‌ رجب‌، ضمن‌ ترجمة‌ أبي‌ نَصر حَبْشُون‌ بن‌ موسي‌بن‌ أيّوب‌ الخلاّل‌، وذلك‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ حَبْشُون‌، عن‌ ابن‌ سعيد الرَّمْلي‌ّ، عن‌ ضَّمْرَة‌ بن‌ ربيعة‌ القُرَشي‌ّ، عن‌ ابن‌ شَوْذَب‌، عن‌ مَطَر الورّاق‌، عن‌ شهربن‌ حَوْشَب‌، عن‌ أبي‌ هريرة‌ . وقال‌ في‌ ذيلها: اشتهر هذا الحديث‌ من‌ رواية‌ حبشون‌. [12]

 ونقل‌ ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ في‌ ترجمة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ هذه‌ الرواية‌ عن‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ بنفس‌ السند والالفاظ‌ . [13]

 وأخرج‌ السيوطي‌ّ ضمن‌ تفسير هذه‌ الآية‌ الكريمة‌ عن‌ ابن‌ مردويه‌، والخطيب‌، وابن‌ عساكر، عن‌ أبي‌ هريرة‌ أنـّه‌ قال‌: لَمَّا كَانَ يَومُ غَدِيرِ خُمٍّ ـوَهُوَ يَومُ ثَمَانِي‌َ عَشْرَةَ مِنْ ذِي‌ الحِجَّةِـ قَالَ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ [وَآلِهِ ] وَسَلَّمَ: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ . فَأَنْزَلَ اللَهُ: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [14]

 وروي‌ الحسكاني‌ّ أيضاً بسند آخر، عن‌ فُرات‌ بن‌ إبراهيم‌ مسنداً عن‌ ابن‌ عبّاس‌، قال‌: بَيْنَمَا النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ بِمَكَّةَ أَيَّامَ المَوْسِمِ إذِ الْتَفَتَ إلی‌ علی‌ٍّ فَقَالَ: هَنِيئَاً لَكَ يَا [أَ ] بَا الحَسَنِ، إنَّ اللَهَ قَدْ أَنْزَلَ علی‌َّ آيَةً مُحْكَمَةً غَيْرَ مُتَشَابِهَةِ ذِكْرِي‌ وَإيَّاكَ فِيهَا سَوَاءٌ: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْـ الآية‌. [15]

 وروي‌ الخطيب‌ الخوارزمي‌ّ عن‌ سيّد الحفّاظ‌: أبي‌ منصور شهرداربن‌ شيرويه‌بن‌ شهردار الديلمي‌ّ فيما كتب‌ إلیه‌ من‌ همدان‌، قال‌: أخبرني‌ أبو الفتح‌ عبدوس‌ بن‌ عبد الله‌ بن‌ عبدوس‌ الهمداني‌ّ كتابةً، حدّثني‌ عبدالله‌بن‌ إسحاق‌ البغوي‌ّ، عن‌ الحسن‌ بن‌ علیل‌ الغنوي‌ّ، عن‌ محمّد بن‌عبدالرحمن‌ الزرّاع‌، عن‌ قيس‌ بن‌ حفص‌، عن‌ علی‌ّ بن‌ الحسين‌، عن‌ أبي‌ الحسن‌ العبدي‌ّ، عن‌ أبي‌ هريرة‌، عن‌ السعيدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌ّ أنـّه‌ قال‌: إنَّ النبي‌ّ [الاكرم‌ ] يوم‌ دعا الناس‌ إلی‌ غدير خمّ أمر بما كان‌ تحت‌ الشجرة‌ من‌ الشوك‌ فَقُمَّ، وذلك‌ يوم‌ الخميس‌ [16] ثمّ دعا الناس‌ إلی‌ علی‌ّ فأخذ بضبعه‌ فرفعها حتّي‌ نظر الناس‌ إلی‌ بياض‌ إبطيه‌، حتّي‌ نزلت‌ هذه‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا . فقال‌ رسول‌ الله‌: اللَهُ أُكْبَرُ علی‌ إكُمَالِ الدِّينِ وَإتْمَامِ النِّعْمَةِ وَرِضَي‌ الرَّبِّ بِرَسَالَتِي‌ وَالوَلاَيَةِ لِعلی‌ِّ . ثمّ قال‌: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ .

 فقال‌ حسّان‌ بن‌ ثابت‌: يا رسول‌ الله‌ ! أتأذن‌ لي‌ أن‌ أقول‌ أبياتاً ؟

 فقال‌: قل‌ علی‌ بركة‌ الله‌ تعإلی‌ ! فقال‌ حسّان‌ بن‌ ثابت‌: يا معشر مشيخة‌ قريش‌ ! اسمعوا شهادة‌ رسول‌ الله‌ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ، ثمّ قال‌:

 يُنَادِيهِمُ يَومَ الغَدِيرِ نَبِيُّهُمْ                        بِخُمٍّ وَأَسْمِعْ بِالرَّسُولِ [17] مُنَادِيَا

 بَأَنـِّي‌ مَوْلاَكُمْ نَعَمْ وَوَلِيُّكُمْ                      فَقَالُوا وَلَمْ يُبْدُوا هُنَاكَ التَّعَامِيَا

 الَهُكَ مَوْلاَنَا وَأَنْتَ وَلِيُّنَا [18]                        وَلاَ تَجِدَنْ فِي‌ الخَلْقِ لِلاْمْرِ عَاصِيَا

 فَقَالَ لَهُ قُمْ يَا علی‌ُّ فَإنَّنِي‌                      رَضِيتُكَ مِنْ بَعْدِي‌ إمَامَاً وَهَادِيَا

 فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ                     فَكُونُوا لَهُ أَنْصَار صِدْقٍ مُوَإلیا

 هُنَاكَ دَعَا اللَهُمَّ وَالِ وَلِيَّهُ                       وَكُنْ لِلَّذِي‌ عَادَي‌ علیاً مَعَادِيَا [19]

 وروي‌ الخوارزمي‌ّ أيضاً بإسناده‌ عن‌ الحافظ‌ أحمد بن‌ الحسين‌ البيهقي‌ّ، عن‌ الحافظ‌ أبي‌ عبد الله‌ الحاكم‌، عن‌ أبي‌ يَعلی‌ الزبير بن‌ عبدالله‌ الثوري‌ّ، عن‌ أبي‌ جعفر البزّاز، عن‌ علی‌ّ بن‌ سعيد الرَّمْلي‌ّ، عن‌ ضَمْرَة‌، عن‌ ابن‌ شوذب‌، عن‌ مطر الورّاق‌، روي‌ نفس‌ الرواية‌ التي‌ نقلناها عن‌ الحاكم‌ الحسكاني‌ّ في‌ « شواهد التنزيل‌ » وعن‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ في‌ « تاريخ‌ بغداد » والتي‌ جاء فيها نزول‌ هذه‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا يوم‌ غدير خمّ . [20]

 الرجوع الي الفهرس

روايات‌ ابن‌ المغازلي‌ّ والحمّوئي‌ّ في‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌

 ورواها ابن‌ المغازلي‌ّ بالاسناد المذكورة‌ عن‌ أبي‌ بكر أحمد بن‌ محمّدبن‌ طاوان‌، عن‌ أبي‌ الحسين‌ أحمد بن‌ الحسين‌: ابن‌ السمّاك‌، عن‌ أبي‌ محمّد جعفر بن‌ محمّد بن‌ نصير الخُلْدي‌ّ، عن‌ علی‌ّ بن‌ سعيد بن‌ قُتيبة‌ الرملي‌ّ، عن‌ ضمرة‌، عن‌ أبي‌ هريرة‌، قال‌: من‌ صام‌ يوم‌ ثماني‌ عشرة‌ خلت‌ من‌ ذي‌ الحجّة‌ كتب‌ [الله‌ ] له‌ صيام‌ ستّين‌ شهراً، وهو يوم‌ غدير خمّ، لمّا أخذ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ بيد علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌، وقال‌: أَلَسْتُ أَوْلَي‌ بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟! قَالُوا: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ ! قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: بَخٍّ بَخٍّ لَكَ يَا بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ! أَصْبَحْتَ مَوْلاَي‌َ وَمَوْلَي‌ كُلِّ مُؤْمِنٍ . فَأَنْزَلَ اللَهُ: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ. [21]

 وروي‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ رضوان‌ الله‌ علیه‌ مثل‌ هذه‌ الرواية‌ المتقدّمة‌ عن‌ الخطيب‌ البغدادي‌ّ، الشاملة‌ لإذن‌ نزول‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وذلك‌ عن‌ كتاب‌ « المناقب‌ » لابن‌ مردويه‌، وكتاب‌ « شرقات‌ الشعر » للمرزباني‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ . [22]

 وروي‌ شيخ‌ الإسلام الحمُّوئي‌ّ هذه‌ الرواية‌ التي‌ نقلناها عن‌ الخوارزمي‌ّ بسندين‌: أحدهما: عن‌ الشيخ‌ تاج‌ الدين‌ أبي‌ طالب‌: علی‌ّ بن‌ أنجَب‌بن‌ عثمان‌بن‌ عبيد الله‌ الخازن‌، عن‌ الإمام‌ برهان‌ الدين‌: ناصر بن‌ أبي‌ المكارم‌ المُطَرَّزي‌ّ، عن‌ الخوارزمي‌ّ بسنده‌ عن‌ أبي‌ هارون‌ العبدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ، إلی‌ أن‌ قال‌: ثمّ لم‌ يتفرّقا حتّي‌ نزلت‌ هذه‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا . وبعد أن‌ يذكر استئذان‌ حسّان‌ رسول‌ الله‌ لإنشاد شعره‌، ينقل‌ أربعة‌ أبيات‌ من‌ أبياته‌.[23]

 والثاني‌ بهذا السند نفسه‌، عن‌ الخوارزمي‌ّ بسنده‌ الآخر نقلناه‌ عن‌ سيّد الحفّاظ‌: أبي‌ منصور شهردار بن‌ شيرويه‌، عن‌ أبي‌ هارون‌ العبدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ . نقل‌ قصّة‌ الغدير وقال‌: ثمّ لم‌ يتفرّقا حتّي‌ نزلت‌ هذه‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا . ثمّ ذكر استئذان‌ حسّان‌ وأبياته‌ التي‌ نقل‌ منها خمسة‌ أبيات‌، ثمّ قال‌: قال‌ المؤلّف‌: هذا هو حديث‌ الغدير، وله‌ طرق‌ كثيرة‌ إلی‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ: سعد بن‌ مالك‌ الخدري‌ّ الانصاري‌ّ . [24]

 وروي‌ أبو نعيم‌ الإصفهاني‌ّ في‌ كتابه‌ الموسوم‌ بـ « نُزُلُ القُرآنِ في‌ أميرالمؤمنين‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ » يرفعه‌ إلی‌ علی‌ّ بن‌ عامر، عن‌ أبي‌ الحَجَّاف‌، عن‌ الاعمش‌، عن‌ عطيّة‌، أنـّه‌ قال‌: « نزلت‌ هذه‌ الآية‌ علی‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌: يَآ أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن‌ رَّبِّكَ ؛ وقد قال‌ تعإلی‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا » . [25]

 وروي‌ أبو نعيم‌ أيضاً في‌ كتابه‌ « نزول‌ القرآن‌ » يرفعه‌ إلی‌ قيس‌بن‌ الربيع‌، عن‌ أبي‌ هارون‌ العبدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ قال‌: « إنّ رسول‌الله‌ دعا الناس‌ إلی‌ علی‌ّ [بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ ] في‌ غدير خمّ، وأمر بما تحت‌ الشجرة‌ من‌ شوك‌ فَقُمَّ، وذلك‌ في‌ يوم‌ الخميس‌ . فدعا علیاً علیه‌ السلام‌ فأخذ بضبعيه‌ فرفعهما حتّي‌ نظر الناس‌ إلی‌ بياض‌ إبطي‌ رسول‌الله‌، [26] ثمّ لم‌يفترقوا حتّي‌ نزلت‌ هذه‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا . فقال‌ رسول‌الله‌: اللَهُ أُكْبَرُ علی‌ إكُمَالِ الدِّينِ، وَإتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَرِضَي‌ الرَّبِّ بِرَسَالَتِي‌ وَالوَلاَيَةِ لِعلی‌ِّ علیهَِ السَّلاَمُ مِنْ بَعْدِي‌ . ثمّ قال‌: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ! وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ! وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ !

 ثمّ قام‌ حسّان‌ وأنشد أبياته‌، وذكر الابيات‌ التإلیة‌ بعد الابيات‌ التي‌ نقلناها سابقاً:

 فَقَالَ لَهُ قُمْ يَا علی‌ُّ فَإنَّنِي‌                      رَضِيتُكَ مِنْ بَعْدِي‌ إمَامَاً وَهَادِيَا

 فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ                     فَكُونُوا لَهُ أَنصَارَ صِدْقٍ مُوَإلیا

 هُنَاكَ دَعَا اللَهُمَّ وَالِ وَلِيَّهُ                       وَكُنْ لِلَّذِي‌ عَادَي‌ علیاً مَعَادِيَا [27]

 الرجوع الي الفهرس

روايات‌ سبط‌ بن‌ الجوزي‌ّ والسيّد الرضي‌ّ في‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ و ...

 قال‌ أبو المظفّر سبط‌ بن‌ الجوزي‌ّ: روي‌ أحمد بن‌ ثابت‌ الخطيب‌، عن‌ عبد الله‌ بن‌ علی‌ّ بن‌ محمّد بن‌ بشر، عن‌ علی‌ّ بن‌ عمر الدارقطني‌ّ، عن‌ أبي‌ النضر: حَبْشون‌ بن‌ موسي‌ بن‌ أيّوب‌ الخلاّل‌، مرفوعاً عن‌ أبي‌ هريرة‌، وقال‌ في‌ آخره‌: عندما قال‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ [وآله‌ ] وسلّم‌: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ، نزل‌ قوله‌ تعإلی‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ ـ الآية‌ . [28]

 وروي‌ السيّد الرضي‌ّ في‌ كتاب‌ « المناقب‌ الفاخرة‌ » عن‌ محمّدبن‌ إسحاق‌، عن‌ أبي‌ جعفر، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌ قال‌: لمّا انصرف‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ من‌ حجّة‌ الوداع‌، نزل‌ أرضاً يقال‌ لها: صَوْجان‌ . فنزلت‌ هذه‌ الآية‌: يَآ أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إلیكَ مِن‌ رَّبِّكَ وَإِن‌ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ .

 فلمّا نزلت‌ عصمته‌ من‌ الناس‌، نادي‌: الصَّلاَةَ جَامِعَةً . فاجتمع‌ الناس‌ إلیه‌، وقال‌: مَنَ أَولَي‌ بِكُمْ مِنْ أَنْفِسِكُمْ ؟! فضجّوا بأجمعهم‌، وقالوا: اللَهُ وَرَسُولُهُ! فأخذ بيد علی‌ّ وقال‌: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ . اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ! وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ! وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ! لاَنـَّهُ مِنِّي‌ وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أَنـَّهُ لاَ نَبِي‌َّ بَعْدِي‌.

 وكان‌ نصب‌ أمير المؤمنين‌ آخر فريضة‌ فرضها الله‌ تعإلی‌ علی‌ أُمّة‌ محمّد. ثمّ أنزل‌ الله‌ علی‌ نبيّه‌ هذه‌ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا .

 قال‌ أبو جعفر [الباقر علیه‌ السلام‌ ] فقبلوا من‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ كلّ ما أمرهم‌ الله‌ من‌ الفرائض‌ في‌ الصلاة‌، والصوم‌، والزكاة‌، والحجّ، وصدّقوه‌ علی‌ ذلك‌ ـ الحديث‌ . [29]

 وذكر ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ في‌ تفسيره‌ قائلاً: قال‌ ابن‌ جرير: وقد قيل‌ إنَّ هذه‌ الآية‌ نزلت‌ علی‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ [وآله‌ ] وسلّم‌ في‌ مسيره‌ إلی‌ حجّة‌ الوداع‌ . ثمّ رواة‌ من‌ طريق‌ أبي‌ جعفر الرازي‌ّ عن‌ الربيع‌ بن‌ أنس‌.

 ثمّ قال‌: وقد روي‌ ابن‌ مردويه‌ من‌ طريق‌ أبي‌ هارون‌ العبدي‌ّ، عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ: هذه‌ الآية‌ نزلت‌ علی‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ [وآله‌ ] وسلّم‌ يوم‌ غدير خمّ حين‌ قال‌ لعلی‌ّ: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ . ثمّ رواه‌ عن‌ أبي‌ هريرة‌ . وفيه‌ أنـّه‌ إلیوم‌ الثامن‌ عشر من‌ ذي‌ الحجّة‌، يعني‌ مرجعه‌ من‌ حجّة‌ الوداع‌ . [30]

 وذكر ابن‌ كثير في‌ تأريخه‌ أنَّ ضمرة‌ روي‌ عن‌ ابن‌ شَوْذَب‌، عن‌ مطر الورّاق‌، عن‌ شهر بن‌ حوشب‌، عن‌ أبي‌ هريرة‌ قال‌: لمّا أخذ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ [وآله‌ ] وسلّم‌ بيد علی‌ّ قال‌: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ، فأنزل‌ الله‌ عزّ وجلّ: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا . وقال‌ أبو هريرة‌: وهو يوم‌ غدير خمّ، وصومه‌ يعدل‌ صوم‌ ستّين‌ شهراً . [31]

 إنَّ الروايات‌ التي‌ أُثرت‌ عن‌ طريق‌ الشيعة‌ وثبّتها أعلامهم‌ في‌ كتب‌ التفسير والحديث‌ كعلی‌ّ بن‌ إبراهيم‌ القمّي‌ّ في‌ تفسيره‌، والشيخ‌ الصدوق‌ محمّدبن‌ علی‌ّ بن‌ بابويه‌ القمّي‌ّ في‌ « الامإلی‌ »، والشيخ‌ أبي‌ علی‌ّ الطبرسي‌ّ في‌ تفسير « مجمع‌ البيان‌ »، والشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ كتاب‌ « الامإلی‌ »، ومحمّدبن‌ مسعود العيّاشي‌ّ في‌ تفسيره‌، والشيخ‌ أبي‌ منصورر أحمد بن‌ أبي‌ طالب‌ الطبرسي‌ّ في‌ « الاحتجاج‌ » وأبي‌ علی‌ّ الفتّال‌ النيسابوري‌ّ في‌ « روضة‌ الواعظين‌ » وغيرهم‌، كثيرة‌ جدّاً، وكلّهم‌ اتّفقوا علی‌ نزول‌ هذه‌ الآية‌ في‌ غدير خمّ، بدون‌ أن‌ يذكروا أحداً من‌ الشيعة‌ خالف‌ ذلك‌ . ونقل‌ السيّد الاجلّ المحدّث‌ البحراني‌ّ، وهو من‌ العلماء الكبار خمس‌ عشرة‌ رواية‌ في‌ هذا الصدد. [32]

 وروي‌ علی‌ّ بن‌ عيسي‌ الإربلي‌ّ عن‌ صديقه‌ المعاصر له‌: البدخشاني‌ّ الحنبلي‌ّ الموصلي‌ّ في‌ كتاب‌ « مفتاح‌ النَّجَا في‌ مناقب‌ آل‌ العبا » الذي‌ ينقل‌ عنه‌ كثيراً من‌ مناقب‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ وشأن‌ نزول‌ الآيات‌ فيه‌، روي‌ عن‌ أبي‌ سعيد نزول‌ الآية‌ الشريفة‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا في‌ غدير خمّ. ثمّ قال‌: رفع‌ النبي‌ّ يد علی‌ّ علیه‌ السلام‌ فنزلت‌ [هذه‌ الآية‌ ] فقال‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌: اللَهُ أُكْبَرُ علی‌ إكُمَالِ الدِّينِ، وَإتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَرِضَي‌ الرَّبِّ بِرَسَالَتِي‌ وَالوَلاَيَةِ لِعلی‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ . [33]

 وبعد ذكر آيات‌ نزلت‌ في‌ الإمام‌ علیه‌ السلام‌، قال‌: هذا ما نقلته‌ ممّا نزل‌ فيه‌ علیه‌ السلام‌ من‌ طريق‌ الجمهور، فإنَّ الغرّ المحدّث‌ كان‌ صديقنا وكنّا نعرفه‌ وكان‌ حنبلي‌ّ المذهب‌، وابن‌ مردويه‌ وإن‌ كان‌ قد جمع‌ كتاباً في‌ مناقب‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ الصلاة‌ والسلام‌ اجتهد فيه‌ وبالغ‌ فيما أورده‌ ولم‌ يألُ جهداً، فقد أورد فيه‌ مواضع‌ لا يقو لها الشيعة‌ ولم‌ يوردوها [في‌ كتبهم‌ ]، [ولكنّي‌ ] لم‌ أذكر نزول‌ القرآن‌ في‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ من‌ طرق‌ أصحابنا، دفعاً للمكابرة‌، واستغناءً بما نقلوه‌ [العامّة‌ ] من‌ مناقب‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ [في‌ كتبهم‌ ] . [34]

 الرجوع الي الفهرس

عمل‌ الناس‌ بأربع‌، وتركوا الولاية‌

 وبعد أن‌ روي‌ شعر حسّان‌ بن‌ ثابت‌ ضمن‌ حديث‌ في‌ الغدير، قال‌: رُوي‌ عن‌ ابن‌ هارون‌ العبدي‌ّ ( الذي‌ روي‌ شأن‌ نزول‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ ) أنـّه‌ قال‌: « كنت‌ أري‌ رأي‌ الخوارج‌ لا رأي‌ لي‌ غيره‌ حتّي‌ جلست‌ إلی‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ، فسمعته‌ يقول‌: أُمر الناس‌ بخمس‌. فعملوابأربع‌ وتركوا واحدة‌ . فقال‌ له‌ رجل‌: يا أبا سعيد، ما هذه‌ الاربع‌ التي‌ عملوا بها ؟!

 قال‌ [أبو سعيد ]: الصلاة‌، والزكاة‌، والحجّ، والصوم‌ صوم‌ شهر رمضان‌. قال‌: فما الواحدة‌ التي‌ تركوها ؟! قال‌ [أبو سعيد ]: وَلاَيَةِ علی‌ِّبْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ ! قال‌ [الرجل‌ ]: وإنّها مفترضة‌ معهنّ ؟! قال‌ [أبو سعيد ]: نعم‌ . قال‌ [الرجل‌ ]: فقد كفر الناس‌ [الذين‌ لا ولاية‌ لهم‌ ] ! قال‌ [أبو سعيد ]: فما ذنبي‌ ؟! [35]

 أجل‌، كما قلنا فإنّ أيّاً من‌ علماء الشيعة‌ الاعلام‌ لم‌ يذكر نزول‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ في‌ غير يوم‌ الغدير، وهم‌ مجمعون‌ علی‌ شأن‌ نزولها في‌ الولاية‌ وعند خطبة‌ الرسول‌ الاعظم‌ .

 الرجوع الي الفهرس

العامّة‌ يقولون‌ غالباً: نزلت‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ في‌ يوم‌ عرفة‌

 أمّا علماء العامّة‌، فإنَّهم‌ رووا ذلك‌ عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ، وأبي‌ هريرة‌، وجابر بن‌ عبد الله‌، ومجاهد المكّي‌ّ، والإمام‌ محمّد الباقر، والإمام‌ جعفر الصادق‌ علیهما السلام‌ . وذكر كبارهم‌ الذين‌ نقلنا عن‌ كتبهم‌ بلا إشكال‌ يذكر، بيد أنَّ أغلبهم‌ يعتقد أنَّ الآية‌ نزلت‌ في‌ عصر يوم‌ عرفة‌ في‌ حجّة‌ الوداع‌ .

 قال‌ السيوطي‌ّ: ومن‌ الآيات‌ التي‌ نزلت‌ علی‌ رسول‌ الله‌ وهو في‌ السفر قوله‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . وفي‌ الصحيح‌ عن‌ عمر أنـّها نزلت‌ عشيّة‌ عرفة‌ يوم‌ الجمعة‌ عام‌ حجّة‌ الوداع‌ . وله‌ طرق‌ كثيرة‌، لكن‌ أخرج‌ ابن‌ مردويه‌ عن‌ أبي‌ سعيد الخدري‌ّ أنـّها نزلت‌ يوم‌ غدير خمّ .

 وأخرج‌ مثله‌ من‌ حديث‌ أبي‌ هريرة‌ . وفيه‌ أنـّه‌ إلیوم‌ الثامن‌ عشر من‌ ذي‌ الحجّة‌، مرجعه‌ من‌ حجّة‌ الوداع‌ . وكلاهما لا يصحّ . [36]

 وقال‌ ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ: لا يصحّ الحديثان‌ كلاهما، بل‌ الصواب‌ الذي‌ لا شكّ فيه‌ ولا مرية‌ أنـّها نزلت‌ يوم‌ عرفة‌، وكان‌ يوم‌ جمعة‌، كما روي‌ ذلك‌ عن‌ عمر بن‌ الخطّاب‌، وعلی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌، وأوّل‌ ملوك‌ الإسلام ‌: معاوية‌ بن‌ أبي‌ سفيان‌، وترجمان‌ القرآن‌: عبد الله‌ بن‌ عبّاس‌، وسَمُرة‌بن‌ جُنْدب‌ . وأرسله‌ الشعبي‌ّ وقتادة‌ بن‌ دعامة‌، وشهر بن‌ حوشب‌، وغير واحد من‌ الائمّة‌ والعلماء ؛ واختاره‌ ابن‌ جرير الطبري‌ّ أيضاً. [37]

 وقال‌ في‌ تأريخه‌ بعد عرض‌ حديث‌ ضمرة‌ عن‌ ابن‌ شوذب‌، عن‌ مطر الورّاق‌، عن‌ شهر بن‌ حوشب‌، عن‌ أبي‌ هريرة‌ لمّا أخذ رسول‌ الله‌ يد علی‌ّ وقال‌: مَنْ كُنْتُ مَولاَهُ فَعلی‌ٌّ مَولاَهُ، وأنزل‌ الله‌ عزّ وجلّ الآية‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌، وقال‌ أبو هريرة‌: وهو يوم‌ غدير خمّ، من‌ صام‌ يوم‌ ثمان‌ عشرة‌ من‌ ذي‌ الحجّة‌ كتب‌ له‌ صيام‌ شهراً: فإنّه‌ حديث‌ منكر جدّاً، بل‌ كذب‌ لمخالفته‌ ما ثبت‌ في‌ الصحيحين‌ ( صحيح‌ البخاري‌ّ، وصحيح‌ مسلم‌ ) عن‌ أمير المؤمنين‌ عمر بن‌ الخطّاب‌ أنَّ هذه‌ الآية‌ نزلت‌ في‌ يوم‌ الجمعة‌ يوم‌ عرفة‌، ورسول‌ الله‌ واقف‌ في‌ عرفات‌ . [38]

 وقال‌ في‌ تفسيره‌ أيضاً: ذكر الإمام‌ أحمد بسنده‌ عن‌ طارق‌ بن‌ شهاب‌ أنـّه‌ قال‌: جاء رجل‌ من‌ إلیهود إلی‌ عمر بن‌ الخطّاب‌ فقال‌: يا أمير المؤمنين‌ ! إنّكم‌ تقرأون‌ آية‌ في‌ كتابكم‌ لو علینا معشر إلیهود نزلت‌ لاتّخذنا ذلك‌ إلیوم‌ عيداً ! قال‌ عمر: وأي‌ّ آية‌ ؟ قال‌ إلیهودي‌ّ: قوله‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ . فقال‌ عمر: والله‌ إنّي‌ لاعلم‌ إلیوم‌ الذي‌ نزلت‌ علی‌ رسول‌الله‌، والساعة‌ التي‌ نزلت‌ فيها علی‌ رسول‌ الله‌: عشيّة‌ عرفة‌ في‌ يوم‌ الجمعة‌.

 ورواه‌ البخاري‌ّ عن‌ الحسن‌ بن‌ الصبّاح‌، عن‌ جعفر بن‌ عون‌، عن‌ عمر. ورواه‌ أيضاً مسلم‌، والترمذي‌ّ، والنسائي‌ّ من‌ طرق‌ عن‌ قيس‌بن‌ مسلم‌، عن‌ عمر . [39]

 الرجوع الي الفهرس

عدم‌ نزول‌ آية‌ الإكمال‌ في‌ يوم‌ عرفة‌

 ونحن‌ نتمسّك‌ فيما يلي‌ بوجهين‌ لإثبات‌ بطلان‌ هذه‌ الاحاديث‌، وتقرير نزول‌ الآية‌ في‌ الغدير .

 الاوّل‌: ما اتّفق‌ علیه‌ أهل‌ السير والآثار من‌ أهل‌ السنّة‌ أنَّ النبي‌ّ الاكرم‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ بقي‌ بعد نزول‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ أحداً وثمانين‌ يوماً أو اثنين‌ وثمانين‌ ثمّ رحل‌ إلی‌ دار البقاء ؛ وكذلك‌ يقول‌ مؤرّخوهم‌: إنَّ رحلته‌ كانت‌ في‌ إلیوم‌ الثاني‌ عشر من‌ شهر ربيع‌ الاوّل‌ .

 يقول‌ الفخر الرازي‌ّ في‌ تفسيره‌: قال‌ أصحاب‌ الآثار: لمّا نزلت‌ هذه‌ الآية‌ علی‌ النبي‌ّ [الاكرم‌ ] صلّي‌ الله‌ علیه‌ [وآله‌ ] وسلّم‌ لم‌ يعمر بعد نزولها إلاّ أحداً وثمانين‌ يوماً أو اثنين‌ وثمانين‌ يوماً . ولم‌ يحصل‌ في‌ الشريعة‌ بعدها زيادة‌ ولا نسخ‌ ولا تبديل‌ البتة‌ . وكانت‌ هذه‌ الآية‌ جارية‌ مجري‌ إخبار رسول‌الله‌ عن‌ قرب‌ وفاته‌ . وهذا إخبار عن‌ الغيب‌، فيكون‌ معجزاً. [40]

 ومن‌ الذين‌ ذهبوا إلی‌ أنَّ المدّة‌ كانت‌ أحداً وثمانين‌ يوماً: أبو السُّعُود في‌ تفسيره‌. [41]

 وقال‌ ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ في‌ ذكر وفيّات‌ السنة‌ الحادية‌ عشرة‌ من‌ الهجرة‌: توفّي‌ في‌ هذه‌ السنة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ [وآله‌ ] وسلّم‌ مُحَمَّدُبْنُ عَبْدِاللَهِ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ فِي‌ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . وذلك‌ في‌ ربيعها الاوّل‌ يوم‌ الاثنين‌ ثاني‌ عشره‌ علی‌ المشهور . [42]

 وهذا ينسجم‌ تماماً مع‌ الرأي‌ القائل‌: إنَّ آية‌ إكمال‌ الدين‌ نزلت‌ في‌ يوم‌ الغدير، لانـّنا إذا لم‌ نحسب‌ يوم‌ الغدير وحسبنا يوم‌ الوفاة‌ ـكما يفعلون‌ عادة‌ في‌ حساب‌ الايّام‌ إذ يُسقطون‌ إلیوم‌ الاوّل‌ أو الاخير منهاـ وكان‌ كلّ واحد من‌ الشهور الثلاثة‌ المتوإلیة‌: ذي‌ الحجّة‌، والمحرّم‌، وصفر تسعة‌ وعشرين‌ يوماً، [43]، فإنَّ بين‌ عيد الغدير ويوم‌ الوفاة‌ أحداً وثمانين‌ يوماً، وإذا كان‌ شهران‌ منهما كلّ واحد تسعة‌ وعشرين‌ يوماً، وشهر ثلاثين‌ يوماً، فستكون‌ المدّة‌ اثنين‌ وثمانين‌ يوماً .

 ومن‌ الواضح‌ أنَّ هذا الحساب‌ يستبين‌ عندما يكون‌ نزول‌ الآية‌ في‌ يوم‌ الغدير، أي‌: إلیوم‌ الثامن‌ عشر من‌ ذي‌ الحجّة‌، بيد أنـّنا إذا افترضنا أنـّها نزلت‌ في‌ يوم‌ عرفة‌، أي‌: إلیوم‌ التاسع‌، فإنَّ المدّة‌ بين‌ نزول‌ الآية‌ ووفاة‌ رسول‌ الله‌ ستكون‌ تسعين‌ يوماً أو واحد وتسعين‌ يوماً . وهذا خلاف‌ ما نصّ علیه‌ العامّة‌ أنفسهم‌، إذ لم‌ يذكر أحد منهم‌ هذه‌ المدّة‌ .

 الثاني‌: أنَّ الآية‌ الكريمة‌: أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ تدلّ علی‌ أنَّ الدين‌ كامل‌، وأنَّ جميع‌ الاحكام‌ والتعإلیم‌ قد نزلت‌ ولم‌ يبق‌ شي‌ء منها، لاحلال‌ ولاحرام‌ حتّي‌ انتقل‌ النبي‌ّ إلی‌ ربّه‌ . ووردت‌ أحاديث‌ تنسجم‌ مع‌ هذا المعني‌، ونحن‌ نعلم‌ أنَّ بعض‌ الاحكام‌ نزلت‌ بعد عرفة‌ كوجوب‌ الموالاة‌ في‌ يوم‌ الغدير، وإن‌ لم‌ يحملها العامّة‌ علی‌ الإمامة‌ والخلافة‌، وكآية‌ الربا، والدَّيْن‌، وإرث‌ الكلالة‌، [44] وبعامّة‌ الآيات‌ الواردة‌ في‌ سورة‌ المائدة‌ التي‌ نزلت‌ بين‌ يوم‌ عرفة‌ ويوم‌ الغدير . لانَّ العامّة‌ يتّفقون‌ معنا علی‌ أنَّ سورة‌ المائدة‌ نزلت‌ في‌ حجّة‌ الوداع‌ . [45]

 وقد التفت‌ السيوطي‌ّ في‌ كتاب‌ « الإتقان‌ » إلی‌ هذا الإشكال‌ المثار ضدّ أُولئك‌ الاشخاص‌، وقال‌ هذا: « من‌ المشكل‌ علی‌ ما تقدّم‌ قوله‌ تعإلی‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فإنّها نزلت‌ بعرفة‌ عام‌ حجّة‌ الوداع‌، وظاهرها إكمال‌ جميع‌ الفرائض‌ والاحكام‌ قبلها . وقد صرّح‌ بذلك‌ جماعة‌ منهم‌ السدّي‌ّ فقال‌: لم‌ ينزل‌ بعدها حلال‌ ولا حرام‌، مع‌ أنـّه‌ وارد في‌ آية‌ الربا والدَّين‌ والكلالة‌ أنـّها نزلت‌ بعد ذلك‌ . وقد استشكل‌ ذلك‌ ابن‌ جرير، وقال‌: الاولي‌ أن‌ يتأوّل‌ علی‌ أنـّه‌ أكمل‌ لهم‌ دينهم‌ بإقرارهم‌ بالبلد الحرام‌ وإجلاء المشركين‌ عنه‌ حتّي‌ حجّه‌ المسلمون‌ لا يخالطهم‌ المشركون‌ .

 ثمّ أيّد [ابن‌ جرير هذا التأويل‌ ] بما أخرجه‌ من‌ طريق‌ ابن‌ أبي‌ طلحة‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌، قال‌: كان‌ المشركون‌ والمسلمون‌ يحجّون‌ جميعاً فلمّا نزلت‌ سورة‌ براءة‌، نُفي‌ المشركون‌ عن‌ البيت‌ وحجّ المسلمون‌ لا يشاركهم‌ في‌ البيت‌ الحرام‌ أحد من‌ المشركين‌ . فكان‌ ذلك‌ من‌ تمام‌ النعمة‌ التي‌ أنعمها الله‌: وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ . » [46]

 ومن‌ الواضح‌ أنَّ تأويل‌ ابن‌ جرير لا يدفع‌ الإشكال‌، لانَّ الآية‌ ظهوراً في‌ كمال‌ الدين‌ وتمام‌ النعمة‌ بشكل‌ مطلق‌، ولا يتسنّي‌ تسمية‌ الدين‌ كاملاً وهو يحمل‌ نقصاً في‌ الاحكام‌ التي‌ تكتمل‌ فيما بعد . وعلی‌ الرغم‌ من‌ أنَّ نفي‌ المشركين‌ كان‌ نعمة‌ إجمالاً، إلاّ أنـّه‌ ليس‌ تمام‌ النعمة‌ بنحو مطلق‌، وكمال‌ الدين‌ بشكل‌ عام‌ . فلهذا اكتفي‌ السيوطي‌ّ بذكر تأويل‌ ابن‌ جرير وتبريره‌ فحسب‌، ولم‌ يقف‌ عند الموضوع‌، ولم‌ يذكر شيئاً من‌ عنده‌ لدفع‌ الإشكال‌ الوارد . يضاف‌ إلی‌ ذلك‌، أنـّنا نعلم‌ أنَّ سورة‌ براءة‌ ونفي‌ المشركين‌ من‌ المسجد الحرام‌ يختصّ بالسنة‌ التاسعة‌ من‌ الهجرة‌، فينبغي‌ أن‌ تكون‌ الآية‌ قد نزلت‌ في‌ ذلك‌ إلیوم‌، وكلمة‌ إلیومَ ظرف‌ زمان‌ لذلك‌ إلیوم‌ . وحينئذٍ فما معني‌ نزول‌ آية‌ إكمال‌ الدين‌ بلفظ‌ إلیوم‌ بعد مضي‌ّ سنة‌ علی‌ نزول‌ آية‌ البراءة‌ ؟

 الرجوع الي الفهرس

عرض‌ تفصيلي‌ّ حول‌ نزول‌ آية‌ الإكمال‌

 كان‌ هذا جواباً موجزاً ذكرناه‌ لإبطال‌ الاحاديث‌ الواردة‌ عن‌ العامّة‌. وأمّا الجواب‌ الشافي‌ والوافي‌ فهو يتمثّل‌ في‌ معارضة‌ هذه‌ الاحاديث‌ للقرآن‌ الكريم‌. وبناءً علی‌ عدم‌ حجّيّة‌ الاخبار المعارضة‌ للكتاب‌، فإنَّ هذا كلّه‌ باطل‌ ومُلغي‌ ومضروب‌ علی‌ الجدار .

 وبعبارة‌ أبسط‌، يعارض‌ مفاد الآية‌ نفسها: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وعلی‌ هذا فإنَّ معني‌ هذه‌ الآية‌ ومفادها يحكمان‌ ببطلان‌ تلك‌ الاحاديث‌. ولابدّ أن‌ نتعرّف‌ علی‌ تفسير الآية‌ المباركة‌ توضيحاً لهذا المعني‌:

 لا ريب‌ أنَّ جملة‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ، وجملة‌ إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ مترابطان‌ في‌ المفهوم‌ ومتقاربان‌ في‌ المضمون‌ . لظهور ما بين‌ يأس‌ الكفّار من‌ دين‌ المسلمين‌ وبين‌ إكمال‌ دين‌ المسلمين‌ من‌ الارتباط‌، وقبول‌ المضمونين‌ لان‌ يمتزجا فيتركّب‌ منهما جملة‌ واحدة‌ مرتبطة‌ الاجزاء، والمعني‌ بصورة‌ تامّة‌ وكاملة‌ . مضافاً إلی‌ ما نراه‌ من‌ الاتّحاد في‌ السياق‌ بين‌ الجملتين‌ .

 ويؤيّد ذلك‌ أنَّ السلف‌ والخلف‌ من‌ مفسّري‌ الصحابة‌ والتابعين‌ والمتأخّرين‌ إلی‌ يومنا هذا أخذوا الجملتين‌ متّصلتين‌ ومرتبطتين‌ يتمّ بعضهما بعضاً، وليس‌ ذلك‌ إلاّ لانـّهم‌ فهموا من‌ هاتين‌ الجملتين‌ معني‌ واحداً، وبنوا علی‌ نزولهما معاً، واجتماعهما من‌ حيث‌ الدلالة‌ علی‌ مدلول‌ واحد.

 وينتج‌ ذلك‌ أنَّ قوله‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن‌ دِينِكُمْ إلی‌ قوله‌: وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَـ'مَ دِينًا كلام‌ واحد متّصل‌ الاجزاء مسوق‌ لغرض‌ واحد، قائم‌ بمجموع‌ الجملتين‌ من‌ غير تشتّت‌ في‌ المفاد والمعني‌ سواء قلنا بارتباطه‌ بآية‌ محرّمات‌ الطعام‌ أو لم‌ نقل‌، فإنَّ ذلك‌ لا يؤثّر البتّة‌ في‌ كون‌ هذا المجموع‌ كلاماً واحداً له‌ معني‌ ومضمون‌ واحد وقد جاء بصورة‌ جملة‌ معترضة‌ لا كلامين‌ ذوي‌ غرضين‌ . وأنَّ إلیوم‌ المتكرّر في‌ قوله‌: إلیومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا، وقوله‌: إلیومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أُريد به‌ يوم‌ واحد يئس‌ فيه‌ الكفّار من‌ التسلّط‌ علی‌ دين‌ المسلمين‌ وإزالة‌ صورته‌ وأحكامه‌، وأُكمل‌ فيه‌ الدين‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ من‌ الآية‌ 3 ، من‌ سورة‌ المائدة‌ : 5 . 

[2] ـ قال‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» : هذا الكلام‌ يطابق‌ رواية‌ العامّة‌ الذين‌ ينقلون‌ أنّ رسول‌الله‌ توفّي‌ في‌ الثاني‌ عشر من‌ ربيع‌ الاوّل‌ . أقول‌ : جاء في‌ «تفسير ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ» طبعة‌ دار الفكر ، ج‌ 2 ، ص‌ 489 : قال‌ ابن‌ جرير وغير واحد : مات‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ [ وآله‌ [ وسلّم‌ بعد يوم‌ عرفة‌ بأحد وثمانين‌ يوماً . لذلك‌ يمكن‌ أيضاً أن‌ نطبّق‌ هذه‌ المدّة‌ علي‌ ما جاء في‌ روايات‌ الشيعة‌ . 

[3] ـ «مناقب‌ ابن‌ شهرآشوب‌» ج‌ 1 ، ص‌ 527 و 528 ، الطبعة‌ الحجريّة‌ . 

[4] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1 ، ص‌ 157 ، الحديث‌ 211 ، طبعة‌ مؤسّسة‌ الاعلمي‌ّـبيروت‌. 

[5] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1 ، ص‌ 158 ، الحديث‌ 212 . 

[6] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 73 ، الباب‌ 12 ، الحديث‌ 39 . 

[7] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 74 و 75 ، الحديث‌ 40 . 

[8] ـ « تاريخ‌ دمشـق‌ » تاريخ‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السـلام‌ ، ج‌ 2 ، ص‌ 85 و 86 ، الحديث‌ 585 . 

[9] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 2 ، ص‌ 259 . 

[10] ـ الصحيح‌ هو يوم‌ الثامن‌ عشر . 

[11] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1 ، ص‌ 158 ، الحديث‌ 213 . 

[12] ـ «تاريخ‌ بغداد» ج‌ 8 ، ص‌ 290 ، طبعة‌ مكتبة‌ الخانجي‌ ومطبعة‌ السعادة‌ سنة‌ 1349 ه. 

[13] ـ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 7 ، ص‌ 349 . 

[14] ـ «الدرّ المنثور» ج‌ 2 ، ص‌ 259 ، طبعة‌ دار المعرفة‌ ـ بيروت‌ . 

[15] ـ «شواهد التنزيل‌» ج‌ 1 ، ص‌ 160 ، الحديث‌ 215 . 

[16] ـ القول‌ بأنَّ الغدير كان‌ يوم‌ الخميس‌ مبني‌ّ علي‌ رواية‌ أُخري‌ جاءت‌ في‌ كثير من‌ الكتب‌؛ إلاّ أنَّ ما حلّلناه‌ سابقاً ، هو : أنَّ عيد الغدير كان‌ في‌ يوم‌ الاحد بناءً علي‌ أنَّ يوم‌ عرفة‌ كان‌ في‌ يوم‌ الجمعة‌ . 

[17] ـ في‌ النسخة‌ البدل‌ : بِالنَّبِي‌ِّ . 

[18] ـ في‌ النسخة‌ البدل‌ : نَبِيُّنَا . 

[19] ـ «مناقب‌ الخوارزمي‌ّ» الطبعة‌ الحجريّة‌ ، ص‌ 80 و 81 ، وطبعة‌ النجف‌ ص‌ 80 و 81 ؛ ونقل‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» القسـم‌ الاوّل‌ ، ص‌ 336 و 337 ، الباب‌ التاسـع‌ والعشـرون‌، ï ïالحديث‌ الاوّل‌ عن‌ الخوارزمي‌ّ بنفس‌ السند ، ولكنّه‌ ذكر أربعة‌ أبيات‌ من‌ أبيات‌ حسّان‌؛ ونقل‌ صاحب‌ «الميزان‌» ذلك‌ في‌ ج‌ 5 ، ص‌ 205 و 206 عن‌ «غاية‌ المرام‌» ؛ ورواه‌ في‌ «الغدير» أيضاً ج‌ 1 ، ص‌ 234 عن‌ الخوارزمي‌ّ ؛ ونقل‌ صاحب‌ «الغدير» نفس‌ مضمون‌ الحديث‌ في‌ ج‌ 1 ، ص‌ 231 و 232 بأنَّ الحافظ‌ أبا نُعَيم‌ الاءصفهاني‌ّ رواه‌ في‌ كتاب‌ «ما نزل‌ من‌ القرآن‌ في‌ علي‌ّ» بسنده‌ عن‌ أبي‌سعيد الخدري‌ّ ، وذكر في‌ ذيله‌ أبيات‌ حسّان‌ كاملة‌ ؛ وكذلك‌ ذكر صاحب‌ تفسير «الميزان‌» في‌ ج‌ 6 ، ص‌ 60 آية‌ التبليغ‌ وآية‌ إكمال‌ الدين‌ في‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ نقلاً عن‌ أبي‌نعيم‌ في‌ كتاب‌ «ما نزل‌ من‌ القرآن‌ في‌ علي‌ّ» . 

[20] ـ «مناقب‌ الخوارزمي‌ّ» الطبعة‌ الحجريّة‌ ، ص‌ 94 ، وطبعة‌ النجف‌ ، ص‌ 94 ؛ و«الغدير» ج‌ 1 ، ص‌ 234 نقلاً عن‌ الخوارزمي‌ّ في‌ «المناقب‌» . 

[21] ـ «مناقب‌ ابن‌ المغازلي‌ّ» الشافعي‌ّ ، ص‌ 18 و 19 ، الحديث‌ 24 ؛ وتفسير «الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌ 208 ، عن‌ «مناقب‌ ابن‌ المغازلي‌ّ» . 

[22] ـ تفسير «الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌ 208 . 

[23] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 72 و 73 ، الباب‌ 12 ، الحديث‌ 39 ؛ و «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ، ص‌ 337 ، الحديث‌ الثاني‌ ؛ و «الغدير» ج‌ 1 ، ص‌ 235 ، الحديث‌ 13 ؛ وتفسير «الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌ 206 و 207 . 

[24] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 74 و 75 ، الباب‌ 12 ، الحديث‌ 40 ؛ و «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ، ص‌ 337 الحديث‌ الثالث‌ ؛ و «الغدير» ج‌ 1 ، ص‌ 235 ؛ وتفسير «الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌، 206 و 207 . 

[25] ـ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ، ص‌ 337 ، الحديث‌ الرابع‌ ؛ وتفسير «الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌ 206 . 

[26] ـ ينبغي‌ أن‌ نعلم‌ أنَّ رفع‌ رسول‌ الله‌ أمير المؤمنين‌ تمّ برفع‌ ضبعيه‌ بواسطة‌ قبضتيه‌، إذ جاء في‌ العبارة‌ : فأخذ بضبعيه‌ فرفعهما حتّي‌ نظر الناس‌ بياض‌ إبطي‌ رسول‌ الله‌ .

 والضَبْع‌ في‌ اللغة‌ : العضد أو وسط‌ العضد . وجاء في‌ بعض‌ الروايات‌ : رأي‌ الناس‌ ï ïبياض‌ إبطي‌ رسول‌ الله‌ وأمير المؤمنين‌ كليهما . وفي‌ هذه‌ الحالة‌ صار أمير المؤمنين‌ أطول‌ من‌ رسول‌الله‌ بمقدار طول‌ يدي‌ أمير المؤمنين‌ من‌ أنامله‌ حتّي‌ نصف‌ عضده‌ . وكانت‌ قدماه‌ مواجِهة‌ لركبتي‌ النبي‌ّ أو أعلي‌ منهما قليلاً . وعلي‌ هذا فإنَّ رسول‌ الله‌ رفع‌ الاءمام‌ علي‌ يديه‌ بتلك‌ الطريقة‌ ، لا أنـّه‌ رفع‌ يديه‌ فحسب‌ بدون‌ أن‌ يُرْفَع‌ الجسم‌ نفسه‌ . 

[27] ـ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ، ص‌ 337 ، الحديث‌ الخامس‌ ؛ وتفسير «الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌ 206 . 

[28] ـ «تذكرة‌ خواصّ الاُمّة‌» ص‌ 18 . 

[29] ـ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ، ص‌ 337 ، الحديث‌ السادس‌ ؛ وتفسير «الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌ 207 . 

[30] ـ «تفسير ابن‌ كثير» ج‌ 2 ، ص‌ 491 ، طبعة‌ دار الفكر . 

[31] ـ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5 ، ص‌ 213 و 214 ، الطبعة‌ الاُولي‌ ، مطبعة‌ السعادة‌ـمصر. 

[32] ـ «غاية‌ المرام‌» القسم‌ الاوّل‌ ، ص‌ 338 إلي‌ 341 . 

[33] ـ «كشف‌ الغمّة‌» الطبعة‌ الحجريّة‌ ، ص‌ 95 . 

[34] ـ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 94 ، وذكر صديقه‌ الحنبلي‌ّ ، راوي‌ الحديث‌ في‌ ص‌ 25 و 92 و 96 . 

[35] ـ «كشف‌ الغمّة‌» ص‌ 94 . 

[36] ـ «الاءتقان‌» ج‌ 1 ، ص‌ 23 ، طبعة‌ مطبعة‌ الموسويّة‌ بالديار المصريّة‌ ، سنة‌ 1278 ه. 

[37] ـ «تفسير ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ» ج‌ 2 ، ص‌ 491 ، طبعة‌ دار الفكر . 

[38] ـ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5 ص‌ 213 و 214 . 

[39] ـ «تفسير ابن‌ كثير» ج‌ 2 ، ص‌ 489 . 

[40] ـ تفسير «مفاتيح‌ الغيب‌» ج‌ 3 ، ص‌ 529 ، طبعة‌ دار الطباعة‌ العامرة‌ . 

[41] ـ «تفسير أبي‌ السعود» في‌ حاشية‌ تفسير «مفاتيح‌ الغيب‌» ج‌ 3 ، ص‌ 523 ، وذكره في‌«تفسير المنار» ج‌ 6 ، ص‌ 154 عن‌ البيهقي‌ّ في‌ «شعب‌ الاءيمان‌» ؛ وجاء في‌ «تفسير ابن‌ كثير» ج‌ 2 ، ص‌ 489 : قال‌ ابن‌ جرير وكثيرون‌ غيره‌ : توفّي‌ رسول‌ الله‌ بعد أحد وثمانين‌ يوماً من‌ عرفة‌؛ و «الدرّ المنثور» ج‌ 2 ، ص‌ 257 ؛ ونقل‌ أبو الفتوح‌ الرازي‌ّ في‌ تفسيره‌ ، ج‌ 2 ، ص‌ 98 ، طبعة‌ مظفّري‌ ، عن‌ ابن‌ عبّاس‌ ، والسدّي‌ّ ، وجمع‌ من‌ المفسّرين‌ أنَّ رسول‌ الله‌ لم‌يبق‌ بعد نزول‌ الآية‌ أكثر من‌ سبعين‌ يوماً . 

[42] ـ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 6 ، ص‌ 332 ، ؛ و «السيرة‌ الحلبيّة‌» ج‌ 3 ، ص‌ 391 ؛ و«الكامل‌ في‌ء التاريخ‌» ج‌ 2 ، ص‌ 323 ، طبعة‌ بيروت‌ ، سنة‌ 1358 ه ؛ و «تفسير الطنطاوي‌ّ» ج‌ 3 ، ص‌ 146 . 

[43] ـ يمكن‌ أن‌ يكون‌ الحدّ الاعلي‌ لايّام‌ الشهور الثلاثة‌ المتوالية‌ تسعة‌ وعشرين‌ يوماً، والحدّ الاعلي‌ لايّام‌ الشهور الاربعة‌ المتوالية‌ ثلاثين‌ يوماً لا أكثر وفقاً لقواعد النجوم‌ وحساب‌ سير القمر . وقد تطرّقنا إلي‌ هذا الموضوع‌ في‌ رسالتنا المسمّاة‌ رسالة‌ «حول‌ مسألة‌ رؤية‌ الهلال‌ ولزوم‌ اشتراك‌ الآفاق‌ عند رؤية‌ الهلال‌ في‌ دخول‌ الشهور القمريّة‌» ص‌ 29 . 

[44] ـ روي‌ في‌ «تفسير الطبري‌ّ» ج‌ 6 ، ص‌ 80 ، عن‌ البراء بن‌ عازب‌ أنَّ آخر ما نزل‌ علي‌ النبي‌ّ قوله‌ : يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَهُ يفْتِيكُمْ فِي‌ الْكَلاَلَةِ ـ الآية‌ . 

[45] ـ قال‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ّ قدّس‌ سرّه‌ : المتسالم‌ عليه‌ عند المفسّرين‌ وأهل‌ النقل‌ أنَّ سورة‌ المائدة‌ نزلت‌ في‌ حجّة‌ الوداع‌ («الميزان‌» ج‌ 5 ، ص‌ 202 ) . 

[46] ـ «الاءتقان‌ في‌ علوم‌ القرآن‌» ج‌ 1 ، ص‌ 35 ، طبعة‌ المطبعة‌ الموسويّة‌ ، سنة‌ 1278 ه.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com