|
|
الصفحة السابقةالمؤمنون في الامتحان كالجبل الراسخ لا تحرّكه العواصفإنّ الشيطان لا يظهر للإنسان اشمئزازه و نفوره في الوهلة الاُولي، لانّ الإنسان لا ينخدع به حينئذٍ، بل يقوم بإراءة الإنسان باب روضة غنّاء يانعة، و بإظهار الاخلاق و الفضائل و المعنويّات و طهارة الفكر و العدالة و عبوديّةالله كأمرٍ تافه غير ذي بال، و حين يخدع الإنسان فإنـّه يقول له آنذاك: أيـُّها العبد الطائش، أيـُّها الفرد الخإلی من الالتزام و المسؤوليّة، أيـُّها الإنسان المجرّد من الوجدان و الهابط عن مرتبة الإنسانيّة، لقد كنتَ إنساناً لك مقام الإنسانيّة و شرفها، فانخدعتَ بخداعي أنا الشيطان و كفرتَ بربّك الرحيم و الحيّ العليم القدير الذي أوجدك من العدم و ربّاك بيده الحانية، و تخيلتَ الموجودات الوهميّة و الاعتباريّة إل'هك، و وضعتَ محور أصالتك بناءً عليها، فاذهب فإنّ مكانك في الجحيم مأوي الكافرين؛ لكن اَلْمُؤمِنُ كَالْجَبَلِ الرَّاسِخِ لاَ تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ.يروي في تفسير العيّاشي عن صفوان بن مهران، عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: إنَّ الشَّيْطَانَ لَيَأتِي الرَّجُلَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا (فَيَأْتِيهِ) عِنْدَ مَوْتِهِ، يَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ يَسَارِهِ لِيَصُدَّهُ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ؛ فَيَأبَي' اللَهِ لَهُ ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ قَالَ اللَهِ «يُثَبِّتُ اللَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَو ' ةِ الدُّنْيَا وَ فِي الاْخِرَةِ».[1] و القول الثابت هو التوحيد و الولاية، يثبت الله الذين آمنوا بهذا القول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة. و مراد الإمام من قوله «عَنْ يَمِينِهِ» الجوانب الإيمانيّة و المعنويّة، و«عَنْ يَسَارِهِ» الجوانب المادّية و الدنيويّة؛ أي أنّ الشيطان يرد من كلا الجانبين فيوسوس للإنسان من طريق الله و من طريق المادّة. و بناءً علی هذا القول فهو حين يقول: ثُمَّ لاَتِيَنَّهُمْ مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمَـ'نِهِمْ وَ عَنْ شَمَائِلِهِمْ وَ لاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـ'كِرينَ. [2] فإنّ المراد أيضاً من جانب اليمين و جانب الشمال سيكون هذا المعني. إنّ الذين آمنوا و استقرّ في وجودهم التوحيد العمليّ، أي الولاية، فإنّ الله و رسوله و الائمّة سيكونون حافظيهم و صائنيهم، لذا فإنّ علی الإنسان أن يكون دوماً علی ثقة و أمل و رجاء، فلا لليأس إلی نفسه سبيلاً، و إذا ما بدر منه ذنب أحياناً غسله و طهّره بالتوبة و لم يترك ذلك الذنب يسري إلی باطنه، و إذا ما خالف لله أمراً تدارك عصيانه سريعاً، و إذا ما آذي أحداً أسرع بالاعتذار إليه، و إن أخذ مالاً لاحد أعاده إليه سريعاً، أو أجحف في حقّ أحد تدارك ذلك بلا تأخير، و هكذا في كلّ زلل يصدر منه فإنـّه يتلافاه و يصلحه، و لا يدع الذنوب تتراكم علی بعضها فتنفذ من الظاهر إلی الباطن فتدنّسه و تلوّثه، إذ سيعسر عند ذلك الامر و يصعب. يروي المرحوم الشيخ المفيد في «المجالس»، و الشيخ الطوسيّ في «الامالي»، و علی بن عيسي الاربليّ في «كشف الغمّة»، و أبوجعفر محمّد ابن أبي القاسم الطبريّ في كتاب «بشارة المصطفي لشيعة المرتضي» روايةً باختلاف يسير في اللفظ، و نورد هنا عين عبارة «مجالس المفيد» و نشير في الهامش إلی مواضع الاختلاف: قول أميرالمؤمنين عليه السلام للحارث الهمدانيّ: إنّ دين الله لا يُعرف بالرجاليروي الشيخ المفيد عن أبي الحسن علی بن محمّد بن الزبير، عن محمّد بن علی بن مهدي، عن محمّد بن علی بن عمرو، [3] عن أبيه، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابليّ، عن الاصبغ بن نباته أنـّه قال: دَخَلَ الْحَارِثُ الْهَمْدَانِيُّ علی' أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي نَفَرٍ مِنَ الشِّيعَةِ وَ كُنْتُ فِيهِمْ، فَجَعَلَ الْحَارِثُ يَتَئِدُّ [4] فِي مَشْيَتِهِ وَ يَخْبِطُ الاْرْضَ بِمِحْجَنِهِ وَ كَانَ مَرِيضَاً. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ وَ كَانَتْ لَهُ مِنْهُ مَنْزِلَةٌ ـ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا حَارِثُ؟ فَقَالَ: نَالَ الدَّهْرُ يَا أَميرَ الْمُؤمِنِينَ مِنِّي، وَ زَادَنِي أَوَارَاً [5] وَ غَلِيلاً اِخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ. قَالَ: وَ فِيمَ خُصُومَتُهُم؟ قَالَ: فِيكَ وَ فِي الثَّلاثَة [6] الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ؛ فَمِنْ مُفْرِطٍ مِنْهُمْ غَالٍ وَ مُقْتَصِدٍ[7] قالٍ وَ مِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ لاَ يَدْرِي أَيُقْدِمُ أَمْ يُحْجِمُ. فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا أَخَا هَمْدَانَ؛ أَلاَ إنَّ خَيْرَ شِيعَتِي النَّمَطُ الاْوْسَطُ، إلَيْهِمْ يَرْجِعُ الْغَإلی وَ بِهِمْ يَلْحَقُ التَّالِي. فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ: لَوْ كَشَفْتَ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّيْ الرَّيْنَ عَنْ قُلُوبِنَا وَ جَعَلْتَنَا فِي ذَلِكَ علی' بَصِيرَةٍ مِنْ أَمِْرنَا. قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: قَدْكَ [8] فَإنَّكَ امْرُءٌ مَلْبُوسٌ عَلَيْكَ؛ إنَّ دِينَ اللَهِ لاَ يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ بَلْ بِآيَةِ الْحَقِّ. فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ.[9] يَا حَارِثُ؟ إِنَّ الْحَقَّ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَالصَّادِعُ بِهِ مُجَاهِدٌ، وَ بِالْحَقِّ أُخْبِرُكَ فَأَرْعِنِي [10] سَمْعَكَ، ثُمَّ خَبِّرْ بِهِ مَنْ كَانَ لَهُ حَصَافَةٌ [11] مِنْ أَصْحَابِكَ. كلام أميرالمؤمنين للحارث الهمدانيّ في درجاته و مقاماته عليه السلامأَلاَ إنِّي عَبْدُ اللَهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ صِدِّيقُهُ الاْوَّلُ (الاكبر خ ل)، صَدَّقْتُهُ وَ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ؛ ثُمَّ إنِّي صِدِّيقُهُ الاْوَّلُ فِي أُمَّتِكُمْ حَقَّاً. فَنَحْنُ الاْوَّلُونَ وَ نَحْنُ الآخِرُونَ، وَ نَحْنُ خَاصَّتُهُ يَا حَارِثُ وَ خَالِصَتُهُ. وَ أَنَا صَفْوُهُ وَ وَصِيُّهُ وَ وَلِيُّهُ وَ صَاحِبُ نَجْوَاهُ وَ سِرِّهِ؛ أُوتِيتُ فَهْمَ الْكِتَابِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ عِلْمَ الْقُرونِ وَالاْسْبَابِ وَاسْتُودِعْتُ أَلْفَ مِفْتَاحٍ يَفْتَحُ كُلُّ مِفْتَاحٍ أَلْفَ بَابٍ يُفْضِي كُلُّ بَابٍ إلَي' أَلْفِ أَلْفِ عَهْدٍ. وَ أُيِّدْتُ [12] وَاتُّخِذْتُ وَ أُمْدِدْتُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ نَفْلاً؛ وَ أَنَّ ذَلِكَ يَجْرِي لِي وَ لِمَنْ اسْتُحْفِظَ [13] مِنْ ذُرِّيَّتِي مَا جَرَي' اللَّيْلُ وَ النَّهارُ، حَتَّي' يَرِثَ اللَهِ الاْرْضَ وَ مَنْ عَلَيْهَا. وَ أُبَشِّرُكَ يَا حَارِثُ! لَتَعْرِفَنِّي [14] عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْحَوْضِ وَ عِنْدَ الْمُقَاسَمَةِ. قَالَ الْحَارِثُ: وَ مَا الْمُقَاسَمَةُ؟ قَالَ: مُقَاسَمَةُ النَّارِ؛ أُقَاسِمُهَا قِسْمَةً صَحِيحَةً [15] أَقُولُ: هَذَا وَلِيِّي فَاتْرُكِيهِ، وَ هَذَا عَدُوِّي فُخُذِيهِ. ثُمَّ أَخَذَ أَمِيرُالْمُؤمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِيَدِ الْحَارِثِ فَقَالَ: يَا حَارِثُ! أَخَذْتُ بِيَدِكَ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللَهِ صَلّي اللَهُ عليه و آلهِ بِيَدِي؛ فَقَالَ لِي وَ قَدْ شَكَوْتُ [16] إلَيهِ حَسَدَ قُرَيْشٍ وَالْمُنَافِقِينَ لِي: اِنَّهُ إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَخَذْتُ بِحَبْلِ اللَهِ وَ بِحُجْزَتِهِ ـ يَعْنِي عِصْمَتِهِ مِن ذِي الْعَرْشِ تَعَالَي' ـ وَ أَخَذْتَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ بِحُجْزَتِي؛ وَ أَخَذَ ذُرِّيَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَ شِيعَتُكُمْ بِحُجْزَتِكُم.[17] فَمَاذَا يَصْنَعُ اللَهُ بِنَبِيِّهِ، وَ مَا ] ذَا [ يَصْنَعُ نَبِيُّهُ بِوَصِيِهِ؟[18] خُذْهَا إلَيْكَ يَا حَارِثُ قَصِيرَةً مِنْ طَوِيلَةٍ؛ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكَ مَا اكْتَسَبْتِ؛ [19] يَقُولُهَا ثَلاَ ثَاً.[20] فَقَامَ الْحَارِثُ يَجُرُّ رِدَاءَهُ [21] وَ هُوَ يَقُولُ: مَا أُبَإلی بَعْدَهَا مَتي' لَقِيتُ الْمَوْتَ أَوْ لَقِيَنِي. أشعار السيّد الحميري في قول أميرالمؤمنين عليه السلام للحارث الهمدانيقال جميل بن صالح: و أنشدني أبوهاشم السيّد الحِمَيريّ رحمه الله فيما تضمّنه هذا الخبر: قَوْلُ عَلَيٍّ لِحَارِثٍ عَجَبٌ كَمْ ثَمَّ أُعْجُوبَةً لَهُ حَمَلاَ [22] يَا حَارِ هَمْدَانَ مَنْ يَمُتْ يَرَنِي مِنْ مُؤمِنٍ أَوْ مُنَافِقٍ قُبُلاً يَعْرِفُني طَرْفُهُ وَ أَعْرِفُهُ بِنَعْتِهِ وَاسْمِهِ وَ مَا عَمِلاَ وَ أَنْتَ عِنْدَ الصِّراطِ تَعْرِفُنِي فَلاَ تَخَفْ عَثْرَةً وَ لاَ زَلَلاَ أَسْقِيكَ مِنْ بَارِدٍ علی ظَمَأٍ تَخَالُهُ فِي الْحَلاَوَةِ الْعَسَلاَ أَقُولُ لِلنَّارِ حِينَ تُوقَفُ[23] لِلْعَرْضِ دَعِيهِ لاَ تَقْرَبِي[24] الرَّجُلاَ
دَعِيهِ لاَ
تَقْرِبِيهِ إنَّ لَهُ
حَبْلاً بِحَبْلِ الْوَصِيِّ مُتَّصِلاً[25]و[26]
و غلب هذا الاسم عليه، فلم يكن علويّاً فإنّه بطريق تسميته السيّد يتوهّم ذلك و علی ذكره. قصّة موت السيّد الحِميريّ و إرسال الصّادق عليه السلام كفناً له بيد غلامهأحوال السيّد الحِميريّ عند موتهحدّث الحسين بن عون قال: دخلتُ علی السيّد بن محمّد الحِميريّ عايداً في علّته التي مات فيها، فوجدتُه يساق به، و وجدتُ عنده جماعة من جيرانه و كانوا عثمانيّة، و كان السيّد جميل الوجه رحب الجبهة عريض ما بين السالفين، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثمّ لم تزل تنمي و تزيد حتّي طبقت وجهه بسوادها، فاغتّم لذلك من حضره من الشيعة و ظهر من النّاصبة و العثمانيّة سرور و شماتة؛ فلم يلبث بذلك إلاّ قليلاً حتّي بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضاً و تنمي حتّي ابيضّ وجهه و أشرق و افتر السيّد ضاحكاً و قال: أشعار الحميريّ عند موته: كَذَبَ الزَّاعِمُونَ أَنَّ عَلِيَّاً لَنْ يُنَجِّي مُحِبَّهُ مِنْ هَنَاتِ قَدْ وَ رَبِّي دَخَلْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ وَ عَفَا لِي الإلَـ'هُ عَنْ سَيِّئاتِي فَابْشِرُوا الْيَومَ أَوْلِيَاءَ عَلِيٍّ وَ تَوَلُّوا علی حَتَّي' الْمَمَاتِ[30] ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ تَوَلَّوْا بَنِيهِ وَاحِدَاً بَعْدَ وَاحِدٍ بِالصِّفَاتِ ثمّ أتبع قوله هذا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاّ اللَهُ حَقَّاً حَقَّاً، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهِ حَقَّاً حَقَّاً؛ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّاً أَمِيرُالْمُؤمِنِينَ حَقَّاً حَقَّاً، أَشْهَدُ أَن لاَ إلَهَ إلاّ اللَهُ. ثمّ أغمض عينه لنفسه، فكأنـّما كانت روحه ذبالة طفيت أو حصاة سقطت. قال علی بن الحسين: قال لي أبي الحسين بن عون: و كان أُذينة حاضراً فقال: الله أكبر ما مَن شهدكمن لا يشهد، أخبرني ـ و إلاّ صُمَّتا ـ الفضيل بن يسار عن أبي جعفر الباقر و جعفر الصادق عليهما السلام أنـّهما قالا: حَرَامٌ علی' رُوحٍ أَنْ تُفَارِقَ جَسَدَهَا حَتَّي' تَرَي' الْخَمْسَةَ: مُحَمَّدَاً وَ عَلِيَّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنَاً وَ حُسَيْنَاً بِحَيْثُ تَقَرَّ عَيْنُهَا، أَوْ تَسْخَنَ عَيْنُهَا؛ فَانْتَشَرَ هَذا الْحَدِيثُ فِي النَّاسِ فَشَهِدَ جَنَازَتَهُ ـ وَاللَهِ ـ الْمُوَافِقُ وَالْمُفَارِقُ. [31] و يروي المرحوم المجلسيّ عن «أمإلی الطوسيّ»، عن الشيخ المفيد، عن محمّد بن عمران، عن عبيدالله بن الحسن، عن محمّد بن رشيد، قال: آخر شعرٍ قاله السيّد الحِميري قبل وفاته بساعة، و ذلك أنـّه أُغمي عليه و أسودّ لونه، ثمّ أفاق و قد ابيضّ وجهُه و هو يقول: أُحِبُّ الَّذِي مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ وُدِّهِ تَلَقَّاهُ [32] بِالْبُشْرَي' لَدَي' الْمَوْتِ يَضْحَكُ وَ مَنْ مَاتَ يَهْوي' غَيْرَهُ مِنْ عَدُوِّهِ فَلَيْسَ لَهُ إلاَّ إلَي' النَّارِ مَسْلَكُ أَبَا حَسَنٍ تَفْدِيكَ نَفْسِي وَ أُسْرَتِي وَ مَإلی وَ مَا أَصْبَحْتُ فِي الاْرْضِ أَمْلِكُ أَبَا حَسَنٍ إنِّي بِفَضْلِكَ عَارِفٌ وَ إنِّي بِحَبْلٍ مِنْ هَوَاكِ لَمُمْسِكُ وَ أَنْتَ وَصِيُّ الْمُصْطَفَي' وَابْنُ عَمِّهِ وَ إنَّا نُعَادِي مُبْغِضِيكَ وَ نَتْرُكُ مُواَلِيكَ نَاجٍ مُؤمِنٌ بَيِّنُ الْهُدَي' وَ قَالِيكَ مَعْرُوفُ الضَّلاَلَةِ مُشْرِكُ وَ لاَحٍ لَحَانِي فِي عَلِيٍّ وَ حِزْبِهِ فَقُلْتُ لَحَاكَ اللَهُ إِنَّكُ أَعْفَكُ[33] بلي، قيل إنّ سبب اسوداد وجه الحميريّ كان لشربه الخمر الذي كان يفعله في سالف الايّام. ينقل في «بحار الانوار» عن مناقب ابن شهرآشوب قال: قال عبّاد بن صهيب: كنتُ عند جعفر بن محمّد، فأتاه نعي السيّد، فدعا له و ترحمّ عليه. فقال له رجل، يا ابن رسول الله، و هو يشرب الخمر و يؤمن بالرّجعة؟[34] فقال عليه السلام: حدّثني أبي عن جدّي أنّ محبّي آل محمّد لا يموتون إلاّ تائبين، و قد تابَ، و رفعَ مصلّي كان تحته فأخرج كتاباً من السيّد يعرّفه أنـّه قد تاب و يسأله الدٌّعاء.[35] و حين توفّي السيّد تجمّع الشيعة الكوفيّون الذين كانوا في بغداد بأجمعهم فشيّعوا جنازته، و قيل إنـّهم أهدوا إليه قبل وفاته سبعين كفناً، فأنشد السيّد قصيدة و بعثها إليهم مع غلامه، و طلب إليهم أن يتكفّلوا أمر تشييعه و تكفينه و دفنه، و أن لا يُشارك في تشييع جنازته أعداء آل محمّد و الحكّام الظالمين و قضاتهم و عمّال دواوينهم. و مطلع تلك القصيدة: يَا أَهْلَ كُوفَانَ إنّي رَامِقٌ لَكُمُ مُذْ كُنتُ طِفْلاً إلَي' السَّبْعِينَ وَالْكِبَرِ[36] ولكن وفقاً لخبر نقله في «بحار الانوار» عن «المناقب» أنّ الإمام الصادق عليه السلام أرسل له كفناً وحنوطاً في يد غلام نوبيّ علی بغلة شهباء، فجاء بها إلی منزل السيّد و سلّمها لعثمان بن عمر الكوّاء و أخبره أنّ الإمام الصادق عليه السلام يأمره أن يضعها في جهاز السيّد.[37]
بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ (مطالب أُلقيت في اليوم الحادي عشر من شهر رمضان المبارك) الحمد لله ربّ العالمين و لا حول و لا قوّة إلاّ باللَه العليّ العظيم و صلَّي اللَهُ علی محمّد و آله الطَّاهرين و لعنة اللَه علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين
قال اللهُ الحكيم في كتابه الكريم: حَتَّي'´ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعلی´ أَعْمَلُ صَـ'لِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلآ إنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَانءِلُهَا وَ مِن وَرَآنءِهِم بَرْزَخٌ إلَي' يَوْمِ يُبْعَثُونَ.[38] خصائص عالم البرزخيرحل الإنسان عن هذه الدنيا حين يرحل، فيرد في عالم آخر يُدعي بالبرزخ، فيُقيم هناك حتّي يُنفخ في الصُّور، فيُنشر الناسُ من قبورهم آنذاك و يردون في عالم القيامة. و البرزخ بمعني الحاجز بين مائين أو أرضين أو بين شيئين آخرين؛ ولانّ العالم الذي يمكثُ فيه الإنسان بعد موته يمثّل الحاجز و الفاصل بين عالم الدنيا و القيامة، فإنـّهم لذلك يدعونه بعالم البرزخ. و لابدّ ـ من أجل إلقاء الضوء علی خصائص عالم البرزخ ـ أن يُصار إلی تقديم إيضاح أكثر في هذا المجال. إنّ هناك عالمين موجودين بين هذا العالم؛ أي عالم الجسم والجسمانيّات الذي نقضي فيه حياتنا الماديّة؛ و بين عالم الاسماء والصفات الإلـ'هيّة، أحدهما عالم المثال الذي يُدعي أيضاً بعالم البرزخ، والآخر عالم النفس الذي يُدعي أيضاً بعالم القيامة. و ما لم يعبر الإنسان من هذين العالمين و يجتازهما، فإنـّه لن يصل إلی مقام الاسماء و الصفات الإلهيّة؛ كما أنـّه ما لم يمرّ من عالم البرزخ فإنـّه لن يصل إلی عالم القيامة، و ما لم يعبر من عالم النفس و القيامة فإنـّه لن يصل إلی مقام الاسماء و الصفات الإلهيّة. و المراد بالقيامة هنا القيامة الكبري. و ذلك لانّ لدينا قيامتين: إحداهما القيامة الصغري، و هي عبارة عن الموت و الورود في عالم البرزخ، و إلی هذا الاصل يُشير قولُ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: مَنْ مَاتَ قَامَتْ قِيَامَتُهُ. و الاُخري القيامة الكبري، و هي عبارة عن الخروج من عالم البرزخ والمثال و الدخول في عالم النفس و القيامة. و حين يُنشر الناس فيخرجون من عالم القبر و يتّجهون إلی عالم ظهورات النفس الكلّيّة، فإنّ قيامتهم الكبري ستكون قد قامت. و بينما يمتلك عالم المادّة الهيولائيّة و الطبع و الجسم والجسمانيّات، فإنّ عالم النفس يمثّل التجرّد المطلق من المادّة و آثارها. ويبقي عالم البرزخ ممثّلاً للفاصل و الحاجز بين هَذين العالمين. و مع أنـّه ليس بمادّة، إلاّ أنّ له آثار المادّة من الكيْف و الكمّ و الايْن و غيرها. إنّ المادّة جوهر يقبل التشكّل، و يعرض عليه الجسم و تطرأ عليه آثار الجسم. و بواسطة قبول التشكّل و التجسّم فإنّ تلك الاعراض الانفعاليّة التي تظهر في الجسم ستظهر أيضاً في المادّة، و ستصبح كهذه المادّة الموجودة في العالم، و التي ظهرت في صور مختلفة يراها الناس، كالتراب و الصخور و الماء و الشجر و بدن الإنسان و بدن الحيوان و أمثال ذلك. و مع أنّ الموجودات التي في عالم البرزخ لا مادّة لها، إلاّ أنـّها تمتلك شكلاً و صورة وحدّاً و كمّاً و كيفاً و أعراضاً فعليّة، أي أنّ لها أبعاداً و حدوداً و لوناً و رائحة. و عليه فإنّ صور الاشخاص البرزخيّين ذات لونٍ و حدّ، كما أنّ هناك فرح و مسرّة و غضب و قلق، و هناك نور أيضاً. لذا فإنّ هذه الموجودات البرزخيّة تمتلك صوراً جسميّة إلاّ أنـّها بدون هيولي و بدون مادّة. و من جهة أُخري فإنّ عالم البرزخ يُدعي أيضاً بعالم الخيال. و يعني الخيال العالَم الذي تتواجد فيه الصور المحضة، و العالم الخإلی من المادّة، مع أنّ الصور الموجودة هناك أقوي بمراتب من موجودات عالم المادّة وأعظم و أسرع حركة، و أكثر إحساساً بالحزن و الغمّ و بالمسرّة و اللذّة، وذلك لانّ المادّة تمثّل حاجباً يحجب الكثير من هذه الخصائص. و لانّ عالم البرزخ مطلق من المادّة، فإنّ هذه المعاني موجودة هناك علی نحو الوفرة. و هناك عالم الخيال، أي الخيال المنفصل، لان عالم الخيال المتّصل هو قوي الإنسان المتخيّلة المجاورة لبدنه الترابي و المقترنة به، أمّا الخيال المنفصل فيمثّل تلك القوي حين تفارق البدن و تتّصل بعالم الصورة المحض، و لذلك فإنّ جميع موجودات عالم البرزخ تدعي بالخيال المنفصل. كما أنّ عالم البرزخ يُدعي أيضاً بالمثال المنفصل، لانّ المثال المتّصل هو ذلك البرزخ الموجود لدي الإنسان الترابي بين بدنه و طبعه وبين عالم نفسه، و هو مجموعة قواه الذهنيّة. و حين يرحل الإنسان عن الدنيا، فإنّ عالم ذهنه سيتّصل بعالم المثال الكلّيّ، لذا فإنـّهم يدعون هذا بالمثال المتّصل، كما يدعون ذاك بالمثال المنفصل. و جميع عالم البرزخ مثال منفصل. و اعلم أنّ عالم الخيال عالم واسع للغاية و أقوي بكثير من المادّة، لا ما نتوهّمه ـ نحن الناطقون بالفارسيّة ـ من أنّ الخيال بمعني الامر الموهوم المتخيّل، و هو توّهم خاطي ورد علی لغتنا. و لذلك فإنّ بعض أهل الظاهر حين شاهدوا من الحكماء الاعلام أمثال هذه العبارات ـ مثل عالم الخيال ـ فقد تصوّروا أنّ أُولئكم يرفضون الاعتقاد بعالم البرزخ الذي هو عالم المثال، و أنـّهم يعتقدون بأنـّه عالم وهميّ تصوّري ليس له حقيقة و واقع. و هو تصوّر خاطي لا محلّ له، وناشي من الجهل لمصطلحات الحكماء الاعلام. إنّ عالم الخيال هو عالم البرزخ و المثال بعينه، و موجوداته أقوي آلاف المرّات و أعجب و أهمّ أثراً من عالم الطبع و المادّة. و نأتي بمثال لاءيضاح هذا الامر: إنّ لدينا ـ أفراد البشر ـ بدناً، و هذا البدن محدود و مشخّص و معيّن، و لدينا قوي باطنيّة، كالحسّ المشترك، و قوّة الحافظة، و القوّة المفكّرة، والقوّة الواهمة، و القوّة المتخيّلة. و باستخدام هذه القوي الباطنيّة فإنـّنا نجترح الاعاجيب، فيمكننا ـ مثلاً ـ أن نشيد في ذهننا و بزمن قصير جدّاً عمارة ذات أربعين طابقاً بكلّ تجهيزاتها و مستلزماتها. و يمكننا أن نتحوّل من شرق العالم إلی غربه في لحظة واحدة، و أن نُنجز في زمن يسير أعمالاً يستلزم إنجازها المدّة المديدة. فما أكبر النسبة بين هذه السعة التي يمتلكها ذهننا بقواه و بين بدننا وقواه الطبيعيّة! فكذلك هي النسبة في السعة و العظمة بين عالم البرزخ وبين عالم الدنيا. و باعتبار أنّ عالم اليوم يمثّل أُنموذجاً من البرزخ المنفصل (فالاحلام التي يراها الإنسان في بعض الاوقات) و علی الرغم من أنّ النوم أضعف بكثير من الموت، و أنّ برزخ نوم الإنسان أضعف بكثير من برزخ موته؛ فإنّ الإنسان يري في هذه الاحلام موجودات أقوي و أعظم و أعجب، ويشهد نشاطاتٍ و حركات و سُرَع أشدّ، و يحسّ بلذّات و أفراح و هموم وغموم أكثر، كما يتملّكه الخوف و الفزع بشكل أكبر. و إذا ما شاء الإنسان في هذه الدنيا أن يجتاز شارعاً ما، فإنّ عليه أن ينظر بدقّة إلی هذه الجهة وتلك تلافياً لاصطدامه بسيّارة، ثمّ يتحرّك بهدوء ليجتاز عرض الشارع. أمّا في عالم النوم و البرزخ فالامر ليس كذلك، لانّك حين تشاء فإنّك تنهض علی الفور فتحلّق و تسير في السماء و تعلو الغيوم في حركتك بلا ريش ولاجناح مادّي، و تتفرّج علی جميع العالم ثمّ تهبط و تنقضّ كالبرق الخاطف فتسبح في البحار و المحيطات فتجتازها و تطويها في لحظة واحدة! نسبة سعة عالم البرزخ إلی الدنيا، و سعة عالم القيامة إلی البرزخإنّ عالم البرزخ أقوي و أعظم من هذا العالم بنفس نسبة شدّة و قوّة هذه الحركات و السرع قياساً إلی تلك الحركة في عرض الشارع. إنّ عالم البرزخ المتّصل و ذهننا، قياساً إلی نفسنا، مثل نسبة بدننا قياساً إلی برزخنا ضعيف و صغير؛ كما أنّ سعة و عظمة النفس التي تخطّت الحدود و الكيفيّات الصوريّة و صار لها التجرّد المحض بالنسبة إلی عالم الذهن، إذا ما قيست إلی عالم الذهن و المثال المتّصل، فإنّ نسبتها ستكون في عظمتها و سعتها عين نسبة عالم الذهن إلی البدن المادّي و الطبعي. وعليه فإنّ عالم القيامة الكبري، قياساً إلی عالم البرزخ، له نفس هذه النسبة في السعة و العظمة. و ذلك لانّ عالم البرزخ يمتاز بكيفيّة المادّة وآثارها من الكمّ و الكيف، أمّا عالم القيامة فقد تجرّد من الصورة أيضاً فصار إطلاقاً محضاً. علی أنّ هذا العالم مثال و أُنموذج لعالم البرزخ، و عالم البرزخ مثالٌ لعالم القيامة، و عالم القيامة مثال لعالم الاسماء و الصفات الكلّيّة الإلهيّة. وكذلك فإنّ البدن مثال و نموذج للقوي الذهنيّة، و القوي الذهنيّة مثال للنفس الناطقة، و النفس الناطقة بدورها مثال للروح الكلّيّة بوحدتها وكلّيّتها. و كلّما تخطّينا هذه العوالم المحدودة و نظرنا إلی الإطلاق، فإنّ العوالم ستصبح أكثر سعةً و عظمة؛ و علی العكس فإنـّنا كلّما هبطنا من عوالم الإطلاق و تنزّلنا إلی الاسفل، فإنّ العوالم ستصبح أضعف و أصغر. تماماً كمثل الصورة المنعكسة في المرآة و الحاكيّة عن شكل و أبعاد و لون الطلعة، لا عن حقيقة و واقع ذلك الشخص صاحب الصورة، كما أنـّها لا تُظهر عقله أو سخاءه أو شجاته أو سائر ملكاته المعنويّة، و فوق ذلك كلّه فهي لا تُظهر نفسه الناطقة التي لا تمتلك ـ أُصولاً ـ شكلاً و لا صورة. و لذلك فإنّ ما نشاهده في عالم المادّة هذا ليس إلاّ أُنموذجاً من عالم البرزخ لا نفس عالم البرزخ، ذلك العالم الواسع إلی الحدّ الذي لا يمكن مشاهدته بالاعين الظاهريّة، و لا إدراكه بالحواسّ الخمس الظاهريّة. فقد وجدت هذه الحواسّ لربط الإنسان بعالم الطبع و المادّة، و ليس فيها قوّة لربطه بما فوق عالم المادّة. و عليه فإنّ الحقائق البرزخيّة ليست ـ أُصولاً ـ قابلة للنزول و الإراءة في مرآة المادّة، و ما يُظهره عالم المادّة في نفسه من عالم البرزخ إنـّما هو بقدر سعة المادّة و ظرفيّتها فقط. كما أنّ عالم القيامة و الحقائق الظاهرة لعالم النفس ليست قابلة للنزول و الإراءة في مرآة البرزخ و الصورة المثاليّة، و ما يظهره البرزخ من عالم القيامة إنـّما هو بقدر سعته و ظرفيّته فقط. افرضوا أنفسكم الآن في هذا الفضاء الواسع لجوّ السماء، وانظروا كم يكون بدنكم صغيراً قياساً إلی هذا الجوّ المحيط بكم! إنّ عالم الطبيعة والدنيا قياساً إلی عالم المثال و البرزخ صغير بنفس النسبة. و إذا ما جعلنا عالَم النَفْس عرشَ الخالق، و جعلنا عالَم المثال عالَم الكرسيّ، فإنّ نسبة أحدهما إلی الآخر و إلی عالم الطبع و المادّة سيُشخّص جيّداً و فق الرواية الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام: يروي في «تفسير العيّاشيّ» عن محسن المثنّي (الميثميّ ظ)، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام: قالَ: قَالَ أَبوذَرٍّ، يَا رَسُولَ اللَهِ! مَا أفْضَلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ؛ مَا السَّمَواتُ السَّبْعُ وَالاْرَضُونَ السَّبْعُ فِي الْكُرسِيِّ إلاَّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ بَلاَقِع، وَ إنَّ فَضْلَهُ علی' الْعَرْشِ كَفَضْلِ الْفَلاَةِ علی' الْحَلْقَةِ. [39] و يعتبر الشيخ أبوعليّ بن سينا عالَم خيال الإنسان من آثار المادّة وخواصّها، و لذلك فإنـّه لا يعتقد أيضاً بعالم البرزخ، أي الخيال المنفصل، و ذلك لانّ البرزخ يجب أن يكون له تجرّد مادّي لينفصل عن عالم المادّة. و في اعتقاده فإنّ من غير المتصوّر أن يكون هناك عالم كهذا له صورة محضة، و فيه حدّ و كمّ و كيف إلاّ أنـّه ليس له مادّة. و لذا فإنـّه لم يعتقد و لم يقلْ بعالم البرزخ الواقع بين عالم المادّة و النفس. بَيْدَ أنـّه كان يقول بتجرّد النفس الناطقة، حيث أقام البراهين الساطعة علی تجرّدها، بالرغم من إمكان نسبة تجرّد الخيال و البرزخ إليه، استناداً إلی بعض عباراته التي يذكرها علی نحو التشكيك. أمّا صدر المتألّهين الشيرازيّ، فقد أقام أدلّة متينة علی تجرّد عالم الخيال المتّصل، و كان يقول في كتبه صراحةً بعالم البرزخ و المثال المنفصل، و يعدّ العبور من البرزخ للوصول إلی عالم القيامة من ضروريّات المسائل الحِكَمِيّة. و قد تابعة في نهجة سائرُ الحكماء المتأخرّين عنه، و أجمعوا علی القول بعالم البرزخ و القول بتجرّده. و قد سار المرحوم الحاج المولي هادي السبزواريّ علی هذا النهج وقام بإثبات تجرّد عالم الخيال؛ و لانـّه كان يعتبر المعاد الجسمانيّ ببقاء الصور في عالم الدَهر و عالم الكَون، فقد قال بأنّ إثبات تجرّد الخيال مفيد لاءثبات المعاد الجسمانيّ. هذا و قد أقام دليلين رئيسيّن في إثبات تجرّد الخيال، أحدهما برهان التحلّل، و الآخر بُرهان امتناع انطباع الشيء الكبير في الشيء الصغير. ونغضّ الطرف عن بيان كيفيّة هذين الاستدلالين، و نُرجع الراغبين في الإطلاع إلی كتب الحِكْمَة. يقول المرحوم السبزواريّ في منظومته: تَحَلُّلُ الرُّوحِ وَ أَنَّهُ امْتَنَعْ كَوْنُ الْعَظِيمِ فِي صَغيرٍ انْطَبَعْ دَلاَّ علی' تَجَرُّدِ الْخَيَالِ فَهُوَ مِثالُ عَالَمِ المِثَالِ[40] و اعلم أنّ البدن الذي يدخل القبر فيهُال عليه التراب هو غير الصورة المثاليّة التي تذهب إلی البرزخ، و أنّ السؤال و الحساب يوجّهان للبدن المثاليّ لا للبدن الترابيّ، فالاخير لا حركة له و لا عين و لا أُذن و لا إدراك، سواءً استحال رميماً في القبر أم لم يستحل. التعبير عن عالم البرزخ بعالم القبرأمّا البدن المثاليّ الذي هو عالم الصورة الإنسانيّة، فإنـّه حيّ لايموت، لا ينقص إدراكه أو تضعف بصيرته، بل يزدادان قوّةً و مضاءً وهو الذي يصبح مورداً للسؤال و المؤاخذة، و مورداً للثواب أو العقاب البرزخيّ. وعلّة ما ورد في كثير من الروايات من التعبير بعالم القبر، ومنكر و نكير في عالم القبر، و المؤاخذة في القبر؛ هو أنّ عالم البرزخ يعقب هذه الدنيا، كما أنّ القبر يعقب هذه الحياة الدنيويّة، و لهذه المناسبة فقد عبّروا بعالم القبر عن عالم البرزخ المتعلّق بعالم القبر. بلي، ستصبح الروح مع البدن الجسمانيّ في القيامة موردَ المؤاخذة والثواب و العقاب، و المعاد الجسمانيّ من ضروريّات المذهب، و هكذا فإنّ الله تبارك و تعإلی سيُحضر الروح و البدن معاً في المحشر فيجزيهما بأعمالهما خيراً أو شرّاً. و سنبحث إن شاء الله تعإلی مفصّلاً في بحث الحَشْر الذي سيأتي، عن كيفيّة المعاد الجسمانيّ و بيان الآراء و المذاهب فيه. و يشهد علی إثبات العوالم الثلاثة المذكورة، أي عالم الطبع و عالم البرزخ و عالم القيامة، وجدانُنا بنفسه، ناهيك عن البراهين التي أُقيمت في العلوم الإلهيّة و الحكمة المتعالية. ارجاعات [1] ـ «تفسير العيّاشيّ»، ج 2، ص 225، طبع المطبعة العلميّة. قم. [2] ـ الآية 17، من السورة 7: الاعراف. [3] ـ ورد في نسخة «بحارالانوار»، المجلّد السادس، ص 178، و نسخة «بشارة المطصفي» و نسخة «أمإلی الطوسيّ» بلفظ «عن أبيه عن جميل بن صالح»؛ إلاّ أنـّه أورده في «مجالس المفيد» بلفظ «عن أبي جميل بن صالح» بدلاً من «عن أبيه». [4] ـ ورد في نسخة المجلسيّ نقلاً عن «أمإلی المفيد»: «يتّئدُ في مشيته»؛ و في نسخة أمإلی الشيخ المفيد بنقل المجلسيّ «تيأوّد»، و في نسخة عندنا بلفظ «يتأوّذ» و في نسخة «بشارة المصطفي» بلفظ «يتلوّذ»، و في نسخة «أمإلی المفيد» الموجودة في «كشف الغمّة» بلفظ «يتأوّد». [5] ـ ورد في نسخة المجلسيّ حيث يروي عن «أمإلی الشيخ الطوسيّ» و في نسخة «أمإلی المفيد» و نسخة «كشف الغمّة» بلفظ «أواراً و غليلاً»؛ و في نسخة «البحار» نقلاً عن «أمإلی المفيد» بلفظ «أوباً غليلاً»؛ و في نسخة «أمإلی الشيخ» بلفظ «أوراً غليلاً»؛ و في نسخة «بشارة المصطفي» بلفظ «غليلاً» فقط. [6] ـ يقصد أبابكر و عمر و عثمان. [7] ـ ورد في «أمإلی الشيخ الطوسيّ» بنفس اللفظ، أمّا في «بشارة المصطفي» فقد ورد بلفظ «مقتصد والٍ»؛ و في «كشف الغمّة» بلفظ «مُبغضٍ قالٍ»؛ و في «بحار الانوار» نقلاً عن «مجالس المفيد» بلفظ «و مُقتَصِدٍ تالٍ». [8] ـ ورد في جميع النسخ بلفظ «قدك» إلاّ في «بشارة المصطفي» فقد جاء بلفظ «فذاك». [9] ـ يقول في كتاب «سيري در نهج البلاغة» (تُرجم باسم: في ظِلال نهج البلاغة) ما ترجمته: ينقل «طه حسين» الاديب و الكاتب المصريّ الشهير المعاصر في كتاب «علی و بنوه» خبر الرجل الذي تردّد يوم الجَمَل في أمر علی عليه السلام، فكان يقول في نفسه: كيف يمكن أن يكون مثل طلحة و الزبير علی' خطأ؟ ثمّ شكا شكّه ذلك إلی عليّ أميرالمؤمنين عليه السلام و سأله منه: أيمكن أن تجتمع علی' باطل شخصيّات عظيمة لم يصدر منها خطأ قبلاً؟ فالتفت إليه علی عليه السلام و قال له: إنَّكَ لَمَلْبُوسٌ عَلَيْكَ. إنَّ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ لاَ يُعْرَفَانِ بِأقْدَارِ الرِّجَالِ. إعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ. وَ اعْرِفِ الْبَاطِلَ تَعْرِفْ أَهْلَهُ. ثُم يقول (طه حسين) بعد نقله هذه الكلمات: ما أعرف جواباً أروع من هذا الجواب بعد أن سكت الوصيّ و انقطع خبر السماء. انتهي. و ينبغي العلم أنّ مطلب الدكتور طه حسين الذي نقله المؤلّف المحترم لكتاب «سيري در نهج البلاغة» ليس في شأن الحارث بن الاعور الهمدانيّ الذي نقلنا هنا تفصيل كلامه مع أميرالمؤمنين عليه السلام، بل يعود إلی الحارث بن حوت الذي كان يتحدّث مع أميرالمؤمنين في شأن أصحاب الجمل. و قد أورد السيّد الرضيّ في «نهج البلاغة»، باب الحِكَم، ص 199، طبع مصر شرح محمّد عبده: و قيل إنّ الحارث بن حوت أتاه فقال: أتراني أظنُّ أصحاب الجمل كانوا علی ضلالة؟ فقال عليه السلام: يا حارث إنّك نظرتَ تحتك و لم تنظر فوقك فَحِرْتَ. إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف أهله، و لم تعرف الباطل فتعرف من أتاه؛ فقال الحارث: فإنّي اعتزل مع سعيد بن مالك و عبدالله بن عمر؛ فقال عليه السلام: إنّ سعيداً و عبدالله بن عمر لم ينصرا الحقّ و لم يخذلا الباطل. و ينقل في «تفسير العيّاشيّ»، ج 1، ص 136 رواية شيقّة في هذا الشأن عن الاصبغ بن نباتة، ذيل الآية «تلك الرُّسل فَضَّلنا بعضهم علی بعضٍ»: قال الاصبغ: كنتُ واقفاً مع أميرالمؤمنين علی بن أبي طالب عليه السلام يوم الجمل، فجاء رجل حتّي وقف بين يديه، فقال: يا أميرالمؤمنين كبّر القومُ و كبّرنا، و هلّل القومُ و هللّنا، و صلّي القومُ وصلّينا، فعلامَ نقاتلهم؟ فقال: علی هذه الآية: تلك الرسل فضّلنا بعضهم علی منهم مَن كلّمَ اللَهُ و رفع بعضهم درجات و آتينا عيسي ابن مريم البيّنات و أيّدناه بروح القُدُس. و لو شاءالله ما اقتتل الذين من بعدهم (فنحنُ الذين مِن بعدهم) مِن بعدِ ما جاءتهم البيّنات ولكن اختلفوا فمنهم مَن آمن و منهم من كفر و لو شاءالله ما اقتتلوا ولكنّ الله يفعل ما يريد. «فنحنُ الذين آمنّا و هم الذين كفروا». فقال الرجل: كفر القومُ و ربِّ الكعبة ثمّ حمل فقاتل حتّي قُتل رحمه الله. و هذه الآية هي الآية 253 من سورة البقرة فلاحظْ و تأمّلْ! [10] ـ وردت في جميع النسخ بلفظ «فارعني»، إلاّ في نسخة «بشارة المصطفي» فقد جاءت بلفظ «فأعرني». [11] ـ في «أمإلی المفيد» و «بشارة المصطفي» بلفظ «حَصَافَةٌ»؛ و في «أمإلی الشيخ» وفي نسخة «بحار الانوار» نقلاً عن «أمإلی المفيد» بلفظ «حَصَافَةٌ»؛ و في «كشف الغمّة» بلفظ «حصاة.» * * يُقال: امروٌ ذو حصاة أي ذو عقلٍ و لبّ. (م) [12] ـ وردت في «مجالس المفيد» و محكيّ «البحار» عنه بلفظ «وَ أُيِّدْتُ وَاتُّخِذْتُ وأُمْدِدْتُ» إلاّ أنـّها وردت في «أَماليالشيخ» و «كشف الغمّة» و «بشارة المصطفي» بلفظ: «وَأُيِّدْتُ أو قَال أُمْدِدْتُ». [13] ـ في «أمإلی المفيد» و «أمإلی الشيخ» و «كشف الغمّة» بلفظ «من استُحفظ»؛ و في «بحار الانوار» نقلاً عن «أمإلی المفيد» بلفظ «لمن تحفظ»؛ و في «بشارة المصطفي» بلفظ «والمتحفظين». [14] ـ في نسخة «أمإلی المفيد» و «بشارة المصطفي» و حكاية «بحار الانوار» عنه بلفظ «لتعرفني»؛ أمّا في نسخة «أمإلی الشيخ» و «كشف الغمّة» فقد وردت بلفظ «ليعرفني ـ والذي فلق الحبّة و بريٌ النّسمة ـ و ليّي و عدوّي في مواطن شتّي'؛ ليعرفني عند الممات و عند الصراط و عند المقاسمة». [15] ـ في نسخة «أمإلی المفيد» و محكيّ «البحار» عنه بلفظ «قسمة صحيحة»؛ و في «أمإلی الشيخ» و «كشف الغمّة» و «بشارة المصطفي» بلفظ «قسمةً صحاحاً». [16] ـ في «أمإلی المفيد» و محكي «البحار» عنه بلفظ «و قد شكوتُ إليه حسد قريش»؛ و في «أمإلی الشيخ» و «كشف الغمّة» و «بشارة المصطفي» بلفظ (واشتكيتُ اليه حسدة قريش). [17] ـ في «مجالس المفيد» و «أمإلی الشيخ الطوسيّ» و «بشارة المصطفي» بلفظ «بِحُجرَتِكُم»؛ و في «كشف الغمّة» و «بحار الانوار» نقلاً عن «أمإلی المفيد» بلفظ الجمع «بحجزتكم». [18] ـ أورد في «كشف الغمّة» بعد هذه الفقرة (و ما يصنع وصيّه بأهل بيته و ما يصنع أهل بيته بشيعتهم). [19] ـ أوردها في «كشف الغمّة» بلفظ «و لَكَ ما احتسبتَ ـ أو قال ما اكتسبت». [20] ـ و ما أجمل ما نظم الشعراء الناطقين بالفارسيّة هذا المقطع من كلام المولي، كما في «أمثال و حكم» دهخدا، ص 1925، الذي أورده في المجلّد الرابع عن بابا أفضل: تا در طلب گوهر كاني كاني تا زنده به بوي وصل جاني جاني في الجمله حديث مطلق از من بشنو هر چيز كه در جستن آني آني ] يقول: ما دُمتَ في طلب معدن الجوهر فأنت جوهر، و ما دُمتَ تعيش برائحة وصل الحبيب فأنت حبيب [ ] فاسمع منّي حديثاً عأمّاً مُجملاً: كلّ شيء تبحث عنه هو أنت [ و نقل عن كمال إسماعيل: آدمي بر حسب خود همّت خويش افزايد هر چه انديشه در آن بندد چندان گردد ] يقول: إنّ البشر يرقي في همّته حسب قدر نفسه؛ فكلّما تعلّق الفكر في شيء صار مثله [ و أورد عن المولويّ: ميل تو با چيست ببين بي شك آني بيقين بنگر خود را كه چهاي زاغي يا باز و هما ] يقول: انظر في أيّ شيءٍ تنصبّ رغبتُك فأنتَ ذاك يقيناً؛ فتطلّع لنفسك ما أنت: غرابٌّ أم صقرٍ أو طائر اليُمن [ و أورد عن الاوحدي: هر چه ورزش كني هماني تو نيكوئي ورز اگر تواني تو ] يقول: أيّ شيء تمرّنت عليه كُنْتَهُ، فتمرّن علی الإحسان إن كنت تقدرُ [ و أورد عن عين القضاة الهَمَدَانيّ: جوياي هر چه هستي ميدان كه عين آني هر چه در بند آني بندة آني هر چه دلبند تست خداوند تست و هر چه هواي تو خداي تو ] يقول: إعلم أنـّك عين ما تبحث عنه، و أنـّك عبد ما يقيّدك [ ] و انّ ما يتولّه قلبك به إلـ'هك، و أنّ ما تهواه و ترغب فيه معبودك [ [21] ـ ورد في «كشف الغمّة» بلفظ «يجرّ رداءه جذلاً». [22] ـ في «كشف الغمّة» و «ديوان الحميريّ» بلفظ «جملا» بالجيم المعجمة. [23] ـ في «كشف الغمّة» و «أمإلی الشيخ» بلفظ (حين تُعرضُ للعرض)؛ و في الباقي بلفظ (حين تُوقفُ). [24] ـ في «أمإلی المفيد» و نقل «البحار» عنه بلفظ «لا تقربي»؛ و في «أمإلی الشيخ» بلفظ «لا تقبلي». كما ورد في بعض النسخ البديلة بلفظ «لا تقتلي»؛ أمّا في «بشارة المصطفي» فقد وردت بهذا اللفظ: «اقولُ للنار حين توقف للعرض ـ علی حرّها دعي الرّجلا». ثم أضاف بيتاً آخر. [25] ـ «مجالس المفيد»، طبع النجف الاشرف، ص 2 ـ 4؛ و «بحار الانوار» كتاب العدل و المعاد بهذا السند عن المفيد؛ و أورده في «بحارالانوار»، طبعة الآخوند، المجلّد السادس، ص 178 ـ 180 و في «كشف الغمّة»، الطبعة الحجريّة، ص 123 و 124 بدون ذكر السند. وأورده في «أمإلی الطوسيّ»، طبع النجف، مطبعة النعمان سنة 1384 هجريّة، المجلّد الثاني، ص 238 ـ 240 بهذا السند: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، عن محمّد بن علی بن مهديّ الكنديّ في الكوفة و غيره، عن محمّد بن عليّ بن عمرو بن ظريف الحجريّ، عن أبيه، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابليّ، عن الاصبغ بن نباتة. و ذكره في كتاب «بشارة المصطفي»، طبع المطبعة الحيدريّة في النجف سنة 1383 هجريّة، ص 4 و 5 بسند آخر، قال: أخبرنا الشيخ أبوالبقاء إبراهيم بن الحسين بن ابراهيم الرقا البصريّ بقراءتي عليه في مشهد مولانا أميرالمؤمنين علی بن أبي طالب عليه السلام في المحرّم سنة ستّ عشرة وخمسمائة قال: حدّثنا الشيخ أبوطالب محمّد بن الحسين بن عتبة في ربيع الاوّل سنة ثلاث و ستّين و أربعمائة بالبصرة في مسجد النخاسين علی صاحبه السلام، قال: حدّثنا الشيخ أبوالحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه، قال: حدّثنا حمويه أبوعبد الله بن عليّ بن حمويه، قال: أخبرنا محمّد بن عبدالله بن المطّلب الشيبانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن علی بن مهدي الكنديّ، قال: حدّثنا محمّد بن علی بن عمر بن ظريف الحجريّ، قال: حدّثني أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الاصبغ بن نباتة. [26] ـ أورد في «بشارة المصطفي» بيتاً آخر: هذا لنا شيعة و شيعتنا أعطاني اللَهُ فيهم الاملا و قد وردت هذه الابيات مع هذا البيت الاخير في ديوان الحميري ص 327 و 328. و قال جامع الديوان انّها منقولة في «أعيان الشيعة»، ج 12، ص 263؛ و «كشف الغمّة»، ص124؛ و «المناقب»، ج 3، ص 237؛ و «شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد»، ج 1، ص299. [27] ـ يقول ابن شهرآشوب في «معالم العلماء» في باب بعض شعراء أهل البيت عليهم السلام ص 134: كان السيّد في ابتداء أمره خارجيّاً، ثمّ صار من الكيسانيّة، ثمّ من الإماميّة. [28] ـ نقل هذه الحكاية في «معالم العلماء» ص 135، عن ابن المعتزّ في كتاب «طبقات الشعراء». [29] ـ الاشعار التي انشأها السيّد بحرف الميم، (القافية). [30] ـ أورده في «كشف الغمّة» بلفظ «و تولّوا علی...»؛ لكنّ المجلسيّ ضبطها في «بحار الانوار»، ج 6، ص 193، طبعة الآخوند، روايةً عن «كشف الغمّة» بلفظ «و توالوا الوصيَّ». [31] ـ «كشف الغمّة» الطبعة الحجريّة، ص 124؛ و نقله في «بحار الانوار»، الطبعة الكمباني، المجلّد الحادي عشر، ص 199 عن «أمإلی الشيخ الطوسيّ». [32] ـ يمكن أن يكون فاعل (تلّقاه) و (يضحك) راجعاً الي' (الذي)؛ اي انّ أميرالمؤمنين عليه السلام يتلقّاه ضاحكاً بالبشارة. [33] ـ «بحار الانوار»، الطبعة الكمباني، المجلّد الحادي عشر، ص 198 و 199. [34] ـ أي يقول برجعة محمّد بن الحنفيّة؛ و إلاّ فإنّ الاعتقاد برجعة الائمّة المعصومين هو من الاصول المسلّمة لدي الشيعة. [35] ـ «بحار الانوار»، الطبعة الكمباني، المجلّد 11، ص 201. [36] ـ مقدّمة «ديوان الحميريّ» بقلم السيّد محمّد تقي الحكيم، اقتباساً من كتابه «شاعر العقيدة»، ص 33. [37] ـ «بحار الانوار»، الطبعة الكمباني، المجلد 11، ص 201. [38] ـ الآيتان 99 و 100، من السورة 23: المؤمنون. [39] ـ وردت هذه الرواية في «تفسير العيّاشيّ»، طبع علميّة قم، المجلّد الاوّل، ص 137 بالعبارة التي نقلناها هنا، و يبدو أنّ هناك سهواً فيالعبارة، و أنّ تقديماً و تأخيراً قد حصل بين الكرسيّ والعرش، و أنّ العبارة كان ينبغي أن تكون و إنَّ فَضْلَ الْعَرْشَ عَلَيَ الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الفلاة علی الحلقة هكذا. و يشهد علی هذا الخطأ؛ إضافةً إلی الروايات العديدة التي تعتبر العرض أفضل من الكرسيّ، التي وردت في تفسير، «البرهان»، و «الميزان» و «الصافي» ذيل آية الكرسيّ؛ ما ورد في «تفسير الصافي»، الطعبة الحجريّة، في حاشية «مجمع البيان» ص 74، و في الطبعة الحروفيّة للمكتبة الإسلاميّة، المجلّد الاوّل ص 214، و في تفسير «الميزان»، المجلّد الثاني، ص 354. فقد رويا هذه الرواية عن «تفسير العيّاشيّ» علی النحو الذي صحّحناه. ويقول في تفسير «الصافي»: وَ فَضْلُ الْعَرشِ علی' الْكُرسيّ كَفَضْلِ تِلكَ الْفَلاَةِ علی' تِلكَ الْحَلْقَة. (رواه العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام) و يقول في تفسير «الميزان»: و قد ورد في «تفسير العيّاشي».... حتّي يصل إلی قوله: ثمّ قال: وَ إنَّ فَضْلَ الْعَرْشِ علی' الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلاَةِ علی' الْحَلْقَةِ. [40] ـ «شرح المنظومة السبزواريّة»، مبحث الطبيعيّات، مبحث النفس، غرر في النفس الباطنيّة، حيث شرح هذا الموضوع بشكل كامل من ص 286 إلی ص 288.
|
|
|