بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة النکاحیة / القسم الثاني‌عشر / تعارض فلسفه الاسلام و روح الایمان مع الحد من عدد السکان / معتقد الیهود / آلایة القرآ...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

 

المطلب‌ الثالث‌ عشر:

 تعارض‌ فلسفة‌ الإسلام‌ و روح‌ الإيمان‌ مع‌ الحدّ من‌ عدد السكّان‌

 

الاعتقاد بأنّ الله‌ هو الرزّاق‌ من‌ مسلّمات‌ القرءان‌ و حكمة‌ الإسلام‌

انّ الحد من‌ عدد السكّان‌ بأيّ نحو كان‌ ، سوء الخوف‌ من‌ الفقر و مشاكل‌ العيش‌ هو ضدّ فلسفة‌ الاسلام‌ و روح‌ الإيمان‌.

 وَ فِي‌ السَّمَأءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَآءِ وَ الاْرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مّـِثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ [1].

 أي‌ انّ رزقكم‌ و جيمع‌ الوعود الالهيّة‌ موجود في‌ السماء يقيناً و حتماً ، لاشك‌ و لا ترديد في‌ مسلّميّة‌ ذلك‌ ، تماماً كهذا النطق‌ و كهذه‌ العبارات‌ التي‌ تجري‌ علی الالسنة‌! و كما لا يدع‌ أحدٌ منكم‌ الريبَ يتطرّق‌ إلی نفسه‌ في‌ نطقكم‌ و كلامكم‌ ، فانّه‌ يجب‌ كذلك‌ أن‌ لا يدع‌ أحدٌ الشكّ يتسرّب‌ إلی نفسه‌ أبداً في‌ أمر الرزق‌.

 وَ مَنْ يَتَّقِ اللَهَ يَجْعَل‌ لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ علی اللَهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَهَ بَـ'لِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَهُ لِكُلِّ شَيٍ قَدْرًا [2].

 و قد ذخر في‌ هذه‌ الآية‌ المباركة‌ علی اختصارها خمس‌ قوانين‌ فلسفيّة‌ الهيّة‌:

 الاوّل‌: انّ من‌ يسلك‌ سبيل‌ التقوي‌ لن‌ يواجه‌ عقبةً و طريقاً مسدوداً ، بل‌ سيكون‌ له‌ فسحةٌ و سبيلٌ من‌ أمره‌.

 الثاني‌: انّ الله‌ سيرزقه‌ من‌ حيثُ لا ينتظر و لا يحتسب‌.

 الثالث‌: انّ الله‌ سيكفي‌ من‌ يتوكّل‌ عليه‌ في‌ أموره‌ و ينوبُ عنه‌ في‌ قضائها.

 الرابع‌: انّ الله‌ ينال‌ مراده‌ و مرامه‌ دوماً ، و لا يستطيع‌ شي‌ء أن‌ يردعه‌ عمّا أراده‌.

 الخامس‌: انّ الله‌ قدّر كلّ شي‌ء فجعل‌ له‌ قدراً مقدوراً و حدّاً محدوداً لايزيد عليه‌ و لاينقص‌ عنه‌.

 وَ كَأَيِّن‌ مِّن‌ دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَهُ يَرْزُقُهَا وَ إيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [3]

  و توضّح‌ هذه‌ الآية‌ الشريفة‌ انّ رزق‌ جميع‌ الدوابّ و الإنسان‌ خارج‌ عن‌ طاقتهم‌ اللَهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ، يَرْزُقُ مَن‌ يَشَآءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ.[4]

 اللطيف‌ بمعني‌ النافذ في‌ الخصوصيّات‌ و الجزئيّات‌ ، اي‌ انّ الله‌ سبحانه‌ قريب‌ من‌ عباده‌ وجوداً و صفةً و فعلاً إلی الحدّ الذي‌ كأنّه‌ قد نفذ في‌ جميع‌ الهيكل‌ الوجودي‌ النفساني‌ و المثإلی و الطبيعي‌ لعباده‌. و ليس‌ الرزق‌ خارجاً عن‌ اختياره‌ ليعجز عن‌ الرزق‌ ، او ليرزق‌ الجميع‌ علی حدٍّ سواء جبراً أو اضطراراً ، بل‌ انّه‌ يرزق‌ باختياره‌ و إرادته‌ مَن‌ يشاء. و هو القويّ غير الضعيف‌ ، فلا يعتري‌ رزقه‌ فتور ، و هو صاحب‌ العزّة‌ و التمكين‌ و الاستقلال‌ لا الذلّة‌ و الانفعال‌ ، ليصبح‌ مغلوباً للحوادث‌ و مقهوراً لامر ما سواه‌.

 قُلْ مَن‌ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَآءِ وَالاْرْضِ أَمَّن‌ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالاْبْصَـ'رَ وَ مَنْ يُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ وَ مَنْ يُدَبِّرُ الاْمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمْ اللَهُ رَبُّكُمُ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلَـ'لُ فَأَنَّي‌ تُصْرَفُونَ * كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ علی الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ [5].

 و ما أقوي‌ المنطق‌ المتين‌ و البرهان‌ المستحسن‌ و الاحتجاج‌ القويّ الصائب‌ في‌ هذه‌ الآيات‌ المباركة‌ الذي‌ خاطب‌ فيها جميع‌ الخلائق‌: مَن‌ الرازق‌ من‌ السماء و الارض‌ و صاحب‌ الولاية‌ و التصرّف‌ في‌ الحواس‌ الظاهرة‌: السمع‌ و البصر ؟ و من‌ الممالك‌ لتدبير الامر في‌ عالم‌ الملكوت‌ و محيي‌ الموتي‌ و مميت‌ الاحياء ؟ و من‌ بيده‌ هذه‌ الامور جميعاً ؟ من‌ سيمكنه‌ الإجابة‌ بالنفي‌ ، حتّي‌ المشركين‌ و عبدة‌ الاصنام‌ و الاوثان‌ ؟

 لذا فانّهم‌ يجيبون‌ علی الفور: الله‌

 فقل‌ لهم‌ أيّها النبيّ ذول‌ القلب‌ المشرق‌ بالإيمان‌ و لمتحقّق‌ بالحقّ: أفلا يجدر بكم‌ أن‌ تضعوا أنفسكم‌ في‌ حراسة‌ إله‌ كهذا و في‌ صيانته‌ ؟!

 هذا هو الله‌ الحقّ ، و كلّ ما عداه‌ ـ أيّاً كان‌ ـ باطل‌ و ضلالة‌ و غيّ و ندم‌ و تحيّر و ضياع‌!

 فلايّ سبب‌ تصرفون‌ وجوهكم‌ عن‌ هذا الاله‌ الحق‌ المتحقّق‌ بالحقّ و الحقيقة‌ و الممتلك‌ للاصالة‌ و الواقع‌ و الواقعيّة‌ ، و توجّهوها نحو الباطل‌ و الضلال‌ الذي‌ ليس‌ الاّ (هَبَآءً مَّنْثُورًا) لا وزن‌ له‌ و لا قدر و لا قيمة‌ ؟!

 هذا هو الخسران‌ المبين‌ و الشقاء الكبير! في‌ أن‌ يُوصم‌ جبين‌ أهل‌ بلد تَوَجَّهَ اليهم‌ الخطابُ الالهي‌ ، بوصمة‌ الفسق‌ و العدول‌ عن‌ الحقّ ، و تصدر في‌ حقّهم‌ الكلمة‌ الالهيّة‌ باللعن‌ ، و أن‌ يقوم‌ هؤلاء بطلب‌ الرزق‌ من‌ غير الله‌ سبحانه‌ ، و أن‌ يقوموا عن‌ طريق‌ القضاء علی النسل‌ و عَقْم‌ الامّة‌ ، بإيكال‌ سبيل‌ الرزق‌ بيد الافكار التافهة‌ و الآراء الشيطانيّة‌ و وجهات‌ النظر التلبسيّة‌ من‌ خارج‌ الحدود!!!

 أُفٍّ لَكُمْ وَ لِمَا تَعْبُدونَ وَ تَتَّكِئونَ وَ تَسْتَنِدُونَ مِن‌ دُون‌ اللَهِ فَأَنَّي‌ تُصْرَفُونَ!

 الرجوع الي الفهرس

اليهود يقولون‌: يدالله‌ مغلولة‌ ، و لا يمكنه‌ أن‌ يرزق‌

 و لقد ورد في‌ مواضع‌ تسعة‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌ ، و بعبارات‌ مختلفة‌ و معني‌ واحد انّ بسط‌ الرزق‌ و تضييقه‌ كلاهما بيد الله‌ سبحانه‌ فقط‌. مثل‌ آية‌:

 قذلْ إِنَّ رَبِّي‌ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن‌ يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ ، وَ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِن‌ شَي‌ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [6]

 و هذا هو منطق‌ الدين‌ المبين‌ و الشرع‌ القويم‌ الذي‌ يربّي‌ الامّة‌ علی أساسه‌ ، أمّا منطق‌ اليهود فعلی العكس‌ منه‌ ، لانّهم‌ يعتبرون‌ يدالله‌ مغلولة‌ و أنّه‌ بخيل‌ يضنّ بعطائه‌ ، كما يعتقدون‌ بأن‌ لا قدرة‌ له‌ علی الإنفاق‌ و بسط‌ الرزق‌:

 وَ قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنهُمْ مَآ أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن‌ رَبِّكَ طُغْيَـ'نًا وَ كُفْرًا وَ أَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَآءَ إلی يَوْمِ الْقِيَمَةِ كُلَّمَا أُوقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَهُ وَ يَسْعَونَ فِي‌ الاْرْضِ فَسَادًا وَاللَهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [7]

 و قد عدّ القاضي‌ البيضاوي‌ ، في‌ تفسيره‌ لهذه‌ الآيات‌ ، جملة‌ (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا) جملة‌ إنشائيّة‌ للعنهم‌. و قال‌ في‌ (يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ):

 «ثني‌ اليد مبالغة‌ في‌ الردّ و نفي‌ البخل‌ عنه‌ تعإلی و اثباتاً لغاية‌ الجود، فانّ غاية‌ ما يبذله‌ السخي‌ من‌ ماله‌ أن‌ يُعطيه‌ بيديه‌ ، و تنبيهاً علی منح‌ الدنيا و الآخر ، و علی ما يُعطي‌ للإستدراج‌ و ما يُعطي‌ للإكرام‌.

 (يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ): تأكيدٌ لذلك‌؛ أي‌ هو مختارٌ في‌ إنفاقه‌ ، يوسع‌ تارةً و يضيّق‌ أخري‌ علی حسب‌ مشيئته‌ و مُقتضي‌ حكمته‌ ، لا علی تعاقب‌ سعةٍ و لا ضيقٍ في‌ ذات‌ يد.»

 الرجوع الي الفهرس

اليهود هم‌ أهل‌ الحقد القديم‌ و الحسد و العداء للمسلمين‌

 و قال‌ في‌ (لَيَزِيدَنَّ كَثَيرًا مِنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن‌ رَبِّكَ طُغْيَـ'نًا وَ كُفْرًا):

 «أي‌ هم[8] طاغون‌ كافرون‌ وي‌ زدادون‌ طغياناً و كفراً بما يسمعون‌ من‌ القرآن‌ كما يزداد المريض‌ مرضاً من‌ تناول‌ الغذاء الصالح‌ للاصحّاء.»

 و قال‌ في‌: (أَلْقِينَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إلی يَوْمِ الْقِيَمَـةِ): «فلا تنوافق‌ قلوبهم‌ و لا تتطابق‌ أقوالهم‌».

 و قال‌ في‌ (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَهُ): «كلّما أرادوا حرب‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ (وآله‌) و سلّم‌ و إثارة‌ شرّ عليه‌ ، ردّهم‌ الله‌ سبحانه‌ و تعإلی بأن‌ أوقع‌ بينهم‌ منازعة‌ كفّ بها عنه‌ شرّهم‌ ، أو كلّما أرادوا حرب‌ أحد غُلبوا ، فانّهم‌ لمّا خالفوا حكم‌ التوراة‌ سلّط‌ اللهُ عليهم‌ بُخْتُنَصَّر ، ثم‌ أفسدوا فسلّط‌ عليهم‌ فُطْرُس‌ الرومي‌ ، ثمّ أفسدوا فسلّط‌ عليهم‌ المجوس‌ ، ثم‌ أفسدوا فسلّط‌ عليهم‌ المسلمين‌.»[9].

 والخلاصة‌ فانّ هذه‌ في‌ الحقيقة‌ معجزة‌ للقرآن‌ في‌ قيامة‌ بإزالة‌ الستار عن‌ حقيقة‌ قُبح‌ نفوسهم‌ و آثار و تبعات‌ أفعالهم‌. فعدد سكّانهم‌ جميعاً الذين‌ يشكّلون‌ اليوم‌ دولة‌ اسرائيل‌ بغصبهم‌ أراضي‌ المسلمين‌ ، لا يتجاوز عدّة‌ ملايين‌ ، و الخلافات‌ الداخليّة‌ بينهم‌ كثيرة‌ فلا اتّفاق‌ و لا اتّحاد بينهم‌. و مع‌ انّ دولة‌ انجلترا ذات‌ العداء القديم‌ للإسلام‌ و المسلمين‌ و دولة‌ أمريكا الفتية‌ المغرورة‌ قد لجأتا إلی المكر و الخداع‌ بواسطة‌ الاعلام‌ و بتنصيب‌ العملاء العرب‌ في‌ طريق‌ المسلمين‌ ، من‌ أجل‌ منع‌ هلاك‌ اليهود و دمارهم‌ ، كما لجأوا إلی إنفاق‌ المبالغ‌ الخطيرة‌ لتشكيل‌ دولة‌ بإسمهم‌. الاّ انّهم‌ و مع‌ ذلك‌ كلّه‌ لا تحصل‌ فيهم‌ زيادة‌ سكّانية‌ ابداً ، كما انّ المهاجرين‌ اليهود الذين‌ يأتون‌ بهم‌ من‌ أقصي‌ نقاط‌ العالم‌ يندمون‌ و ينوون‌ الرجوع‌ من‌ حيث‌ أتوا.

 و لقد ساق‌ هؤلاء من‌ الاتحاد السوفيتي‌ مليون‌ يهودي‌ إلی هناك‌ ، فلجأت‌ خمسمسائة‌ امرأة‌ يهوديّة‌ منهم‌ إلی بيع‌ أنفسهنّ للآخرين‌ لعدم‌ امتلاكهنّ الطعام‌ و الكساء. و صار صفّ طويل‌ من‌ المهاجرين‌ يتشكلّ كلّ يوم‌ أمام‌ سفارة‌ الاتحاد السوفيتي‌ في‌ اسرائيل‌ لاخذ سمة‌ العودة‌ إلی هناك‌.

 و ينبغي‌ أن‌ يُعلم‌ انّ الكليميّين‌ هم‌ غير اليهود اسلوباً و هدفاً ، فالكليميّون‌ يخالفون‌ في‌ كثير من‌ هذه‌ الامور اليهود الذين‌ يؤيّدون‌ اليوم‌ غالباً دولة‌ اسرائيل‌ الغاصبة‌ ، و الذين‌ هم‌ جزء من‌ الحزب‌ الصهيونيّ. و الكليميّون‌ هم‌ متابعو دين‌ النبيّ موسي‌ علی نبيّنا و آله‌ و عليه‌ السلام‌ في‌ الاصل‌ ، أمّا اليهود فهم‌ حزب‌ انشقّ عنهم‌.

 امّا ما لدينا في‌ الاخبار و الروايات‌ فهو انّ حركة‌ اليهود و إقدامهم‌ لن‌ يدوم‌ لمعارضتهم‌ للحقّ و العدالة‌ و لكونهم‌ من‌ الظالمين‌ المعتدين‌ ، و سيأخذون‌ معهم‌ إلی القبر خيال‌ إسرائيل‌ الصغري‌ ثم‌ اسرائيل‌ الكبري‌ ، و ذلك‌ بسيف‌ إمامنا: إمام‌ الزمان‌ عجّل‌ الله‌ تعإلی فرجه‌ الشريف‌. و اذا ما مّدَّ في‌ أعمارنا لتكون‌ في‌ ركابه‌ سلام‌ الله‌ عليه‌ ، و الاّ فانّ من‌ المسلّم‌ انّ أبناءنا و ذريّاتنا سيتحركون‌ معه‌ ـ بعد إسقاط‌ هؤلاء المعتدين‌ المعاندين‌ ـ إلی انجلترا العجوز الخبيرة‌ في‌ فنون‌ الاستعمار و الشيطنة‌ ، فيلقون‌ إلی الهلاك‌ و الفناء بأتباع‌ نهج‌ مالتوس‌ الذين‌ اعتدوا علی الحقوق‌ الاولية‌ للبشريّة‌ ، و يغيّروا العالم‌ بنور العدل‌ و السخاء و الكرامة‌ و التجرّد و السرور و الحُبور و السعة‌ و الانفتاح‌ و المعرفة‌ و التوحيد.

 و لقد كان‌ والدي‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ السيد محمّد صادق‌ الحسيني‌ الطهراني‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌ يقول‌: لقد رأيتُ في‌ الاخبار انّ إمام‌ الزمان‌ عجّل‌ الله‌ تعإلی فرجه‌ الشريف‌ يقوم‌ بتخريب‌ (جزيرة‌ النسناس‌).

 و كان‌ يقول‌: المراد بجزيرة‌ النسناس‌ ، جزيرة‌ انجلترا التي‌ يشبه‌ جميع‌ سكّانها القرود ، ليس‌ في‌ لسيرة‌ فقط‌ ، بل‌ في‌ الهيئة‌ و الشمائل‌ أيضاً ، لانّ النسناس‌ بمعني‌ القرد.

 و ما ترونه‌ الآن‌ من‌ انّ أتباع‌ نهج‌ مالتوس‌ في‌ الداخل‌ و الخارج‌ قد تكاتفوا و بذلوا الجهود الواسعة‌ للقضاء علی البشريّة‌ و علی نطفة‌ الانسانيّة‌ و وجود الآدميّة‌ ، و انّهم‌ لا يلفظون‌ الاّ الشعارات‌ المكرورة‌ المثيرة‌ للسخرية‌ و الاستهزاء ، هو مقدّمة‌ ظهور نور الوجود ذلك‌ ، و طلوع‌ حقيقة‌ الولاية‌ الذي‌ يَمْلاَ الاْرْضَ قِسْطًا وَ عَدْلاً بَعْدَ مَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَ جَوْرًا.

 الرجوع الي الفهرس

اليهود عملاً مادّيّون‌ و مغمومون‌ و مُعرضون‌ عن‌ عالم‌ الغيب‌

 انّ الدين‌ الاسلامي‌ المقدّس‌ ليس‌ فقط‌ دين‌ التوحيد ، بل‌ انّه‌ قد وضع‌ جميع‌ آيات‌ و روايات‌ السنن‌ و فلسفة‌ الاسلام‌ علی أساس‌ الاخذ من‌ ذات‌ الخالق‌ تعإلی ، و اعتبر جميع‌ الامور و الافعال‌ و وقائع‌ و حوادث‌ عالم‌ الملك‌ و الملكوت‌ الاسفل‌ مستندة‌ إلی العالم‌ العلوي‌ المحض‌ الذي‌ هو نقطة‌ النور و التجرّد و البساطة‌.

 و علی هذا فانّ كلّ فعل‌ و كلّ عمل‌ و حادثة‌ تكوينيّة‌ هي‌ من‌ الله‌ تعإلی لا غير ، فالفيض‌ الذي‌ يصدر منه‌ سبحانه‌ يتوزّع‌ من‌ ثمّ إلی عالم‌ الكثرات‌ علی هيئة‌ مخروطيّة‌. و لذلك‌ فانّ كلّ ذرّة‌ توجد أو تعدم‌ مرتبطة‌ و منوطة‌ بشكل‌ مباشر بإرادته‌ تعإلی:

 و مَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَ لاَ حَبَّةٍ فِي‌ ظُلُمَـ'تِ الاَرْضِ وَ لاَ رَطْبٍ وَ لاَ يَابِسٍ إلاَّ فِي‌ كِتَـ'بٍ مُبِينٍ.[10]

 و هو سرّ جميع‌ الاديان‌ الالهيّة‌ و الانبياء المرسلين‌ من‌ نوح‌ و ابراهيم‌ و موسي‌ و عيسي‌ و نبيّنا محمّد عليهم‌ الصلاة‌ و السلام‌. و لقد دعت‌ جميعُ الشرايع‌ الالهية‌ الامم‌ المسالفة‌ إلی هذا النهج‌ ، لكنّ تشعبّاً و تفنّناً في‌ المسالك‌ و المقاصد حدث‌ في‌ الطريق‌ فأوجب‌ آراءً و وجهات‌ نظر خاصّة‌ شخصيّة‌ كثيراً ما أدّت‌ إلی أن‌ تصبح‌ روح‌ التوحيد و التوسل‌ و التوكّل‌ علی الله‌ تلك‌ ، مقرونةً بالشرك‌ و عبادة‌ المادّة‌ ، و الالتفات‌ إلی الكثرة‌ ، والغفلة‌ عن‌ الوحدة‌ ، و ظهرت‌ في‌ هذه‌ الموارد ملل‌ و نحل‌ مختلفة‌ و متباينة‌.

 و مذهب‌ اليهود و مرامهم‌ الفعلی علی هذا النحو ، إذ انّهم‌ يُسندون‌ جميع‌ الاشياء و يعزونها إلی المادّة‌ و الطبيعة‌ و القري‌ الطبيعيّة‌ الميّتة‌ ، و عليه‌ فليس‌ هناك‌ أساساً من‌ معني‌ في‌ هذه‌ المدارس‌ و الا تجّاهات‌ للإستعانة‌ بعالم‌ الغيب‌ و التجرّد و حقيقة‌ الحقائق‌.

 و لقد كان‌ مالتوس‌ ، و هو شخص‌ انجليزي‌ من‌ موظّفي‌ المستعمرات‌ الانجليزية‌ في‌ شرق‌ الهند رجلاً بهذه‌ الكيفية‌ و الوصف‌ مائة‌ في‌ المائة‌. و علی وجه‌ التحقيق‌ فقد كان‌ امّا يهوديّاً ينتمي‌ إلی أصل‌ يهودي‌ ، او ان‌ شأنه‌ ـ إن‌ كان‌ مسيحيّاً ـ فقد كان‌ كشأن‌ الكثير من‌ الانجليز الذين‌ يقيمون‌ وزناً للاهداف‌ و المقاصد الصهيونيّة‌ ، مثل‌ غلادستون‌ الذي‌ نفع‌ روحاً جديدة‌ في‌ الاستعمار الانجليزي‌ المعادي‌ للإسلام‌ ، و مثل‌ اللورد كرزون‌ وزير المستعمرات‌ الانجليزي‌ الذي‌ كان‌ مسيحيّاً ، الاّ انه‌ كان‌ مع‌ ذلك‌ في‌ اسلوبه‌ و عمله‌ صورةً طبق‌ الاصل‌ لليهودي‌ المهموم‌ المحتال‌ العابد للمادّة‌ في‌ سعيه‌ لتأمين‌ المنافع‌ الحياتية‌ لانجلترا و للإضرار بالمسلمين‌.

 انّ أحد صفات‌ الله‌ سبحانه‌ التي‌ تكرّرت‌ في‌ سبع‌ مواضع‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌ هي‌ صفة‌ الواسع‌؛ وَاللَهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ، عليمٌ بجميع‌ الوقائع‌ الممكنة‌ ، و الحقائق‌ الموجودة‌ ، و الحوادث‌ الواقعة‌.

 وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَهِ إِنَّ اللَهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.[11]

 و حقّاً! فما أعلی و أرقي‌ هذه‌ الصفة‌ ، أي‌ صفة‌ الواسع‌ ، و ما أكثر معانيها و أغزر محتواها! فالله‌ سبحانه‌ واسع‌ لكلّ أمر من‌ أمور الذات‌ و الوجود ، و لصفة‌ الحياة‌ و العلم‌ و القدرة‌ ، لا مجال‌ في‌ ذلك‌ للضيق‌. فكيف‌ يُتصوّر ـ والحال‌ هذه‌ ـ أن‌ تشكوا من‌ الفقر و الفاقة‌ و ضيق‌ المعيشة‌ و كثرة‌ الاولاد ، مع‌ انّه‌ هو الرازق‌ الرزّاق‌ الواسع‌ العليم‌ ؟!

 انّ الظاهرة‌ الوهمية‌ التي‌ تسللت‌ خلسةً إلی خيالكم‌ ليست‌ فكراً اسلاميّاً صائباً ، بل‌ هي‌ التفكير الضيّق‌ و النظر القصير المحدود و الخيال‌ الواهي‌ المتداعي‌ لاتباع‌ نهج‌ مالتوس‌ اليهودي‌ فكراً اليصهيوني‌ مسلكاً ، فأبعدوها فوراً عن‌ مخيّلتكم‌ ، و أوكلوها إلی محكمة‌ العقل‌ لتُحاكم‌ و يُقتصّ منها.

 أليس‌ من‌ الحيف‌ أن‌ يجري‌ علی ألسنتكم‌ ـ و أنتم‌ المسلمون‌ ـ شعار اليهود بإعلام‌ اليهود و ترويجهم‌ ؟!

 الرجوع الي الفهرس

الآية‌ القرآنية‌ الدالّة‌ علی الامر بالنكاح‌ و التحذير من‌ خوف‌ الافتقار و العَيْلة‌

 انّ الخوف‌ من‌ الفقر ليس‌ مذموماً فقط‌ ، بل‌ ينبغي‌ مواجهته‌ و الإقدام‌ علی النكاح‌ و التزويج‌ وفق‌ الآية‌ القرآنيّة‌ مَثْنَي‌ وَ ثُلَـ'ثَ وَ رُبـ'عَ ، لانّ نفس‌ وجود المرأة‌ و نكاحها موجب‌ للخير و البركة‌ و الرحمة‌. و بالنكاح‌ الاكثر ستزداد الرحمة‌؛ و بالاولاد الاكثر ستزداد الثروة‌ الوجوديّة‌ و البركة‌ ، و لقد كان‌ الكثير من‌ المسلمين‌ فقراء ، فأدّي‌ الزواج‌ إلی غِناهم‌.

 تأمّلوا في‌ هذه‌ الآية‌ كيف‌ انّ الخالق‌ يعدهم‌ بالتوسعة‌ عليهم‌ من‌ فضله‌:

 وَ أَنْكِحُوا الايَمـ'ي‌ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَ إمَائِكُمْ إن‌ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.[12]

 جاء في‌ تفسير (البيضاوي‌) «الخطاب‌ للاوليائ والسادة‌ ، و فيه‌ دليل‌ علی وجوب‌ تزويج‌ المولية‌ و المملوك‌ و ذلك‌ عند طلبهما. و أيامي‌ مقلوب‌ أيائم‌ كـ (پتامي‌) ، جمعُ أيِّم‌ و هو العزب‌ ذكراً كان‌ أو انثي‌ بكراً كان‌ أو ثيباً.

 و تخصيص‌ الصّالحين‌ لانّ إحصان‌ دينهم‌ و الإهتمام‌ بشأنهم‌ أهمّ ، و قيل‌: المراد الصالحون‌ للنكاح‌ و القيام‌ بحقوقه‌.»

 و قال‌ في‌ جملة‌: (إن‌ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهُمُ اللَهُ مِنْ فَضْلِهِ): «ردّ لما عسي‌ يمنع‌ من‌ النكاح‌ ، وا لمعني‌ لا يمنعنّ فقر الخاطب‌ أو المخطوبة‌ من‌ المناكحة‌ ، فانّ في‌ فضل‌ الله‌ غنية‌ عن‌ المال‌ فانّه‌ غادٍ و رائح‌ ، أو وعد من‌ الله‌ بالءغناء لقوله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ (وآله‌) و سلّم‌: اطْلُبُوا الْغِنَي‌ فِي‌ هَذِهِ الآيَةِ أي‌ ان‌ كنت‌ فقير و تريد أن‌ تصبح‌ غنياً فتزوج‌.

 (وَاللَهُ وَاسِعٌ): ذو سعة‌ لاتنفدُ نعمته‌ إذ لاتنتهي‌ قدرته‌.

 (عَلِيمٌ): يبسط‌ الرزق‌ و يقدر علی ما تقتضيه‌ حكمته‌.

 (وَلْيَسْتَعفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّي‌ يُغْنِيَهُمُ اللَهُ مِنْ فَضْلِهِ) [13].

 (وَلْيَسْتَعْفِفِ): و ليجتهد في‌ العفّة‌ و قمع‌ الشهوة‌.

 (الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا) أسبابه‌ ، و يجوز أن‌ يُراد بالنكاح‌ ما يُنكح‌ به‌ ، أو بالوجدان‌ التمكّن‌ منه‌.

 (حَتَّي‌ يُغْنِيَهُمُ اللَهُ مِنْ فِضْلِهِ): فَيجدوا ما يتزوّجون‌ به‌» [14].

 الرجوع الي الفهرس

 الاستدلال‌ بـ «قِلَّةُ العِيَالَ أحدُ اليَسارِين‌» علیقلّة‌ الاولاد استدلال‌ مرفوض‌

و قد لو حظ‌ انّ البعض‌ من‌ غير المطّلعين‌ قد استدلّ في‌ أمر ترجيح‌ قلّة‌ الاولاد برواية‌ نهج‌ البلاغة‌: قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَينِ [15]. غير عالمٍ بأنّ العيال‌ في‌ اللغة‌ العربية‌ ليس‌ بمعني‌ الولد. فما أكثر الاولاد الذين‌ لا يُعيلهم‌ المرء ، و ما أكثر العوائل‌ التي‌ لاتمتلك‌ أولاداً!

 بل‌ ان‌ العيان‌ بمعني‌ مَن‌ يُعيلهم‌ الانسان‌ و يُنفق‌ عليهم‌ ، كمثل‌ الخادم‌ و الخادمة‌ ، و التلميذ الذي‌ يُعينة‌ في‌ كسبه‌ ، و العدبد و الاَمَة‌ ، و الضيوف‌ الذين‌ يفدون‌ علی المرء ، و كمثل‌ تكفّل‌ نفقات‌ الكثير من‌ الاقارب‌ و المحارم‌ وا لزوجة‌ و اأمثالهم‌ الذين‌ يعيشون‌ في‌ كنف‌ المرء و تحت‌ إعالته‌.

 و عليه‌ فانّ نسبة‌ العيال‌ و الاولاد هي‌ نسبة‌ العموم‌ و الخصوص‌ من‌ وجه‌ ، و لا منافاه‌ بين‌ وجود ذلك‌ الحثّ علی زيادة‌ الاولاد و التوصية‌ بتقليل‌ الإنسان‌ ـ ما أمكنه‌ ـ من‌ الافراد الذين‌ يُعيلهم‌ ليحصل‌ علی نوع‌ من‌ القدرة‌ و التمكّن‌.

 هذا من‌ جهة‌ ، و من‌ جهة‌ اخري‌ فليس‌ في‌ تعبير أَحَدُ الْيَسَارَينِ حثّ و ترغيب‌ علی تقليل‌ عدد الاولاد ، بل‌ انّ يسار الانسان‌ و تمكّنه‌ يحصل‌ عن‌ طريقين‌: أحدهما كسب‌ المال‌ و إنفاقه‌ علی عائلة‌ كبيرة‌ ، و الآخر تحديد العائلة‌ في‌ إطار القلّة‌ مع‌ وجود قلّة‌ المال‌ و شحّته‌. فاختر ماتشاء! هذا أوّلاً.

 و امّا ثانياً: فانّهم‌ لم‌ يلتفتوا إلی القول‌ الآخر لمولي‌ الموحدّين‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ قبل‌ هذه‌ الحكمة‌ ، حيث‌ يقول‌:

 تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ علی قَدْرِ الْمَئُونَة‌ [16].

 و عليه‌ فانّ «هر كه‌ بامش‌ بيش‌ ، برفش‌ بيشتر» [17].

 انّ الله‌ الرازق‌ العليم‌ القادر الحكيم‌ ، الذي‌ يُنزل‌ الرزق‌ من‌ عوالم‌ الغيب‌ ، يرزق‌ كلّ فرد رزقاً معيّناً ، للواحد واحداً ، و للالف‌ ألفاً.

 و من‌ دواعي‌ العجب‌ الشديد كيف‌ انّ هذا الشرع‌ المبين‌ و دين‌ التوحيد و المعرفة‌ يربطنا بالله‌ تعإلی في‌ الفعل‌ و متن‌ العمل‌. و قد ورد في‌ (وسائل‌ الشيعة‌) روايات‌ أربع‌ في‌ كراهة‌ الاعراض‌ عن‌ النكاح‌ خوفاً من‌ الفقر و الفاقة‌ ، و روايات‌ خمس‌ في‌ استحباب‌ الإقدام‌ علی النكاح‌ مع‌ وجود الفقر و الفاقة‌.

 امّا تلك‌ الروايات‌ الاربع‌ ، فأوّلها:

 يروي‌ محمّد بن‌ يعقوب‌ ، عن‌ علی بن‌ ابراهيم‌ ، عن‌ أبيه‌ ، عن‌ ابن‌ أبي‌ عُمَير ، عن‌ أبان‌ بن‌ عثمان‌ ، عن‌ حَريز ، عن‌ وليد بن‌ صبيح‌ ، عن‌ أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: مَن‌ تَرَكَ التَّزوِيجَ مَخَافَةَ الْعِيَلةِ فَقَدْ أَسَآءَ بِاللَهِ الظَّنَّ.

 و امّا تلك‌ الروايات‌ الخمس‌ فأوّلها:

 محمّد بن‌ يعقوب‌ ، عن‌ محمّد بن‌ يحيي‌ عن‌ أحمد و عبدالله‌ ولدي‌ محمد بن‌ عيسي‌ عن‌ عليّ بن‌ الحَكَم‌ ، عن‌ هشام‌ بن‌ سالم‌ ، عن‌ أبي‌ عبدالله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: جَآءَ رَجُلٌ إلی النَّبِي‌ّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَ ءَالِهِ فَشَكَا إلَيْهِ الْحَاجَةَ. فَقَالَ (لَهُ ـ خ‌) تَزَوَّج‌! فَتَزَوَّجَ فَوُسِّعَ عَلَيْهِ.[18]

 الرجوع الي الفهرس

الكفّار مبتلون‌ علی الدوام‌ بآثار أعمالهم‌ ، إلی حين‌ فنائهم‌ و هلاكهم‌ الكامل‌

 و خلاصة‌ الامر ، فقد كانت‌ هذه‌ هي‌ النظريّة‌ الاسلاميّة‌ في‌ استحباب‌ كثرة‌ المسلمين‌ و الموحدّين‌ في‌ العالم‌. و قد ذكرنا ـ بحمدالله‌ و منّه‌ ـ ما بدا في‌ نظرنا في‌ هذا الامر طيّ هذه‌ المطالب‌ الثلاثة‌ عشر ، و لم‌ ندّخر وسعاً في‌ جمعها ، لعلّها تصبح‌ مورد نظر و عناية‌ القائم‌ بالحقّ وليّ الامر ، إمام‌ زماننا عجّل‌ الله‌ تعإلی فرجه‌ الشريف‌ ، فيأخذ بيد هذه‌ الاُمّة‌ بعناياته‌ الكاملة‌ و ينجيها من‌ ورطة‌ الهلاك‌ ، و يُعيد كيد الكائدين‌ و مكر الماكرين‌ إلی نُحورهم‌.

 و يجعل‌ أدعية‌ هؤلاء المساكين‌ مشفوعة‌ بالإجابة‌ ، سواءً في‌ لعن‌ أعداء الاسلام‌ ، او في‌ الدعاء بالخير للشيعة‌ و لاتباع‌ الاسلام‌ ، و يجعل‌ التبعات‌ السيّئة‌ لنفوس‌ الاعداء و قبائحهم‌ تعمّهم‌ و تشملهم‌ ، و يُلقي‌ بهم‌ إلی حيث‌ الهلاك‌ الظاهري‌ ، كما ألقي‌ بهم‌ إلی الهلاك‌ الابدي‌ و الشقاء النفساني‌ وا لاستكبار المحض‌ ، بحيث‌ تخبّطوا هذه‌ الايام‌ في‌ محنة‌ و شقاء و نكبة‌ و ذلّة‌ و مسكنة‌ لايجدون‌ عنها مفرّاً ، و حيث‌ صارت‌ النتائج‌ النفسية‌ الكريهة‌ القبيحة‌ تأخذ بأذيالهم‌.

 وَ لاَيَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن‌ دَارِهِمْ حَتَّي‌ يَأتِيَ وَعْدُ اللَهِ إنَّ اللَهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.[19]

 لقد ذهبت‌ أمس‌ لرؤية‌ الصديق‌ العزيز الدكتور الحاج‌ مهدي‌ عمادزاده‌ وفّقه‌ الله‌ ، و كان‌ قد ذهب‌ إلی انجلترا لإكمال‌ دورة‌ ما بعد التخصّص‌ في‌ مجال‌ القلب‌ التداخلي‌ ، فبقي‌ في‌ جامعة‌ مانجستر ستّة‌ أشهر ، و قد جري‌ تبادل‌ الحديث‌ في‌ كثير من‌ الامور؛ و كان‌ من‌ جملة‌ مطالبه‌ الشيّقة‌ أن‌ قال‌:

 «لم‌ أدّخر وسعاً خلال‌ هذه‌ المدّة‌ في‌ نشر و ترويج‌ دين‌ الاسلام‌ و نهج‌ الشيعة‌ و كان‌ لي‌ مناقشات‌ مع‌ الكاثوليكيين‌. و لقد تحيّر جميعاهإلی انجلترا عموماً ، و سكنة‌ لندن‌ و مانجستر من‌ كبار الاساتذة‌ ، العجوز منهم‌ و الفتي‌ ، و وصلوا إلی طريق‌ مسدود.

 و كان‌ الكثيرون‌ يقولون‌: انّنا لم‌ نشاهد الكنيسة‌ في‌ عمرنا ، حتّي‌ انّنا نجهل‌ مالونها. فليس‌ هناك‌ من‌ شي‌ء حاكمٍ فيها الاّ الشهوات‌ و التكبّر و عبادة‌ الثروة‌.

 و لانّ هؤلاء كانوا يلحظون‌ منّي‌ شيئاً من‌ الاخلاق‌ الاسلاميّة‌ ، و لانّهم‌ كانوا يسألونني‌ عن‌ سير الامور في‌ دولتنا فأشرح‌ لهم‌ ذلك‌ ، فقد كانوا يتحيّرون‌ و يُدهشون‌ و يقولون‌ بصراحة‌: هنيئاً لكم‌! انّكم‌ سعداء!

 و كان‌ هناك‌ شخص‌ انجليزي‌ طويل‌ القامة‌ ، يبدو حلو المحادثة‌ عميقها ، و كان‌ من‌ أهإلی اسكتلندا ، فقال‌ لي‌: يجب‌ ان‌ أقول‌ لكم‌ شيئين‌:

 الاوّل‌: ان‌ الانجليز قوم‌ سوء. و الثاني‌: ان‌ آية‌ الله‌ الخميني‌ كان‌ رجلاً طيّباً للغاية‌».

 اللهم‌ احفظ‌ المسلمين‌ في‌ كنف‌ حفظك‌ ، و ابعد عنهم‌ شرّ المنافقين‌ في‌ الداخل‌ ، و الكافرين‌ في‌ الخارج‌ ، و حصّن‌ ثغورهم‌ و حدودهم‌ لئلاّ تحصل‌ فيها تغزة‌ أخري‌ من‌ خارجها ، و لئلاّ يزلزل‌ الإعلام‌ الواهي‌ أسس‌ المسلمين‌ و أصولهم‌ ، و لئلا يعتري‌ الضعف‌ و الوهن‌. إيمانهم‌ و ثباتهم‌ ، أو يحصل‌ توقّف‌ و فتور في‌ تكاثرهم‌.

 اللَهُمَّ صَلِّ علی مُحَمَّدٍ وَ ءَالِهِ وَ حَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ ، وَ أَيِّدْ حُمَاتَها بِقُوَّتِكَ ، وَ أَسْبِـغْ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ...

 اللَهُمَّ افْلُلْ بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ ، وَ أَقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ ، وَ فَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ ، وَاخْلَعْ وَثَآئِقَ أَفْئِدَتِهِمْ ، وَ بَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ ، وَ حَيِّرْهُمْ فِي‌ سُبُلِهِمْ ، وَ ضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ ، وَاقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ ، وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ ، وَامْلا َ ْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ ، واقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنِ الْبَسْطِ...

 اللَهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَآئِهِمْ ، وَ يَبِّسْ أَصْلا َ بَ رِجَالِهِمْ ، وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَآبِّهِمْ وَ أَنْعَامِهِمْ لاَ تَأْذَنْ لِسَمَآئِهِمْ فِي‌ قَطْرٍ ، وَ لاَ لاِرْضِهِمْ فِي‌ نَبَاتٍ!

 اللَهُمَّ وَ قَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَ أَهْلِ الإسْلاَمِ ، وَ حَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ ، وَ ثَمِّرْ بِهِ أَمْوَالَهُمْ ، وَ فَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ ، وَ عَنْ مُنَا بَذَتِهِمْ لِلْخَلْوَةِ بِكَ؛ حَتَّي‌ لاَيُعْبَدَ فِي‌ بِقَاعِ الاْرْضِ غَيْرُكَ ، وَ لاَتُعَفَّرَ لاِحَدٍ مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ...

 اللَهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُشْرِكِينَ ، عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ خُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ ، وَ ثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الاِحْتِشَآدِ عَلَيْهِمْ ،

 اللَهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الاْمَنَةِ ، وَ أَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ ، وَ أَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الاِحْتِيَالِ ، وَ أَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ ، وَ جَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الاْبْطَالِ...

 اللَهُمَّ وَ أَيُّمَا مُسْلِمٍ أَهَمَّهُ أَمْرُ الإسْلا َ مِ ، وَ أَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ الشِّرْكِ عَلَيْهِمْ فَنَوَي‌ غَزْوًي‌ ، أَوْ هَمَّ بِجِهَادٍ فَقَعَدَ بِهِ ضَعْفٌ ، أَوْ أَبْطَأَتْ بِهِ فَاقَةٌ ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إرَادَتِهِ مَانِعٌ؛ فَاكْتُبِ اسْمَهُ فِي‌ الْعَابِدِينَ ، وَ أَوْجِبْ لَهُ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ ، وَاجْعَلْهُ فِي‌ نِظَامِ الشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ!

 اللَهُمَّ صَلِّ علی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ ءَالِ مُحَمَّدٍ صَلَوةً عَالِيَةً علی الصَّلَوَاتِ ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ ، صَلَوةً لاَيَنْتَهِي‌ أَمَدُهَا ، وَ لاَينْقَطِعُ عَدَدُهَا؛ كَأَتَمِّ مَامَضَي‌ مِنْ صَلَوَاتِكَ علی أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَآئِكَ؛ إنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِي‌ُ الْمُعِيدُ الْفَعَّالُ لِمَا تُرِيدُ! [20]

 و قد انتهت‌ هذه‌ التذييلات‌ علی (الرسالة‌ النكاحيّة‌) بحمدالله‌ و منّه‌ قبل‌ ضُحي‌ يوم‌ الاحد السابع‌ و العشرين‌ من‌ شهر صفر المظفّر ، ليلة‌ رحلة‌ الرسول‌ الاكرم‌ و النبيّ المكّرم‌: محمّد بن‌ عبدالله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ ، لسنة‌ ألف‌ و أربعمائة‌ و خمس‌ عشرة‌ هجريّة‌ قمريّة‌ علی مهاجرها آلاف‌ الصلوات‌ و السّلام‌ ، بقلم‌ الحقير الفقير السيّد محمّد حسين‌ الحسيني‌ الطهراني‌ وفّقه‌ الله‌ لمرضاته‌ ، في‌ الارض‌ المقدّسة‌ الرضويّة‌ علی ثاويها و ساكنها آلاف‌ التحيّة‌ و الاكرام‌ ، و استغرقت‌ ـ بحُسن‌ تفضّل‌ الله‌ و نعمه‌ ـ أربعينَ يوماً.

 اللَهُمَّ اجْعَلْ مَحْيانا مَحْيا مُحَمَّدٍ وَ ءَالِ مُحَمَّدٍ ، وَ مَماتَنا مَماتَ مُحَمَّدٍ وَ ءَالِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلِ اللَهُمَّ فَرَجَهُمْ ، وَ نَوِّرْ قُلوبَنا بِنورِ مَعْرِفَتِكَ وَ مَعْرِفَةِ مُحَمَّدٍ وَ ءَالِ مُحَمَّدٍ ، وَ أبْصارَنا بِظُهورِ قآئِمِهِمْ؛ يا رَبَّ الْعالَمينَ!

 الرجوع الي الفهرس

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

إرجاعات


[1] ـ الا´ية‌ 22 و 23 ، من‌ السورة‌ 51: الذاريات‌.

[2] ـ ذيل‌ الا´ية‌ 2 و الا´ية‌ 3 ، من‌ السورة‌ 65: الطّلاق‌.

[3] ـ الا´ية‌ 60 ، من‌ السورة‌ 29: العنكبوت‌.

[4] ـ الا´ية‌ 19 ، من‌ السورة‌ 42: الشّوري‌.

 [5] ـ الا´يات‌ 31 الي‌ 33 ، من‌ السورة‌ 10: يونس‌.

 [6] - الآیة 39 ، من السورة 34: سبأ.

 [7] ـ الا´ية‌ 64 ، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌.

[8] ـ أي‌ اليهود. (م‌)

 [9] ـ تفسير البيضاوي‌ طبع‌ مصر دارالطباعة‌ العامرة‌ ، ج‌ 1 ، ص‌ 347 و 348.

 [10] ـ قسم‌ من‌ الا´ية‌ 59 ، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌: وَ عِنْدَهُ مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ مَا فِي‌ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَ مَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا وَ لاَ حَبَّةٍ فِي‌ ظُلُمَـ'تِ الاَرْضِ وَ لاَ رَطْبٍ وَ لاَ يَابِسٍ إلاَّ فِي‌ كِتَـ'بٍ مُبِينٍ.

 [11] ـ الا´ية‌ 115 ، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

 [12] ـ الا´ية‌ 32 ، من‌ السورة‌ 24: النّور.

 [13] ـ صدر الا´ية‌ 33 ، من‌ السورة‌ 24: النور.

 [14] ـ (تفسير البيضاوي‌) ، طبع‌ مصر ، دار الكتب‌ العامرة‌ ، ج‌ 2 ، ص‌ 139 و 140.

 [15] ـ (نهج‌ البلاغة‌) طبع‌ الدكتور صبحي‌ الصالح‌ ، باب‌ الحكم‌ ، ص‌ 495 ، الحكمة‌ 141.

[16] ـ (نهج‌ البلاغة‌) ، طبع‌ الدكتور صبحي‌ الصالح‌ ، باب‌ الحكم‌ ، ص‌ 494 ، الحكمة‌ 139.

 [17] ـ و ترجمته‌ (مَن‌ كان‌ سطح‌ داره‌ أوسع‌ ، كان‌ الثلج‌ المتساقط‌ عليه‌ أكثر).

 [18] ـ (وسائل‌ الشيعة‌) للشيخ‌ محمّد بن‌ الحسن‌ الحرّ العامليّ ، طبع‌ (اسلاميّة‌) ، ج‌ 14 ، كتاب‌ النكاح‌ ، ص‌ 24 و 25 ، الباب‌ 10 و 11 ، الرواية‌ الاُولي‌ من‌ البابين‌.

 [19] ـ ذيل‌ الا´ية‌ 31 ، من‌ السورة‌ 13: الرعد.

 [20] ـ مختارات‌ من‌ الدعاء السابع‌ والعشرين‌ من‌ (الصحيحفة‌ المباركة‌ السجّادية‌) ، الذي‌ كان‌ يدعو به‌ عليه‌ السلام‌ لاهل‌ الثغور. نقلاً عن‌ الصحيحفة‌.

 الرجوع الي الفهرس

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com