|
|
إحصائيّات المبالغ بالدولار التي تلقتها ايران من منظمة الامم المتحدّة مجّانااحصائيّات مساعدات الصندوق العالمي إلی ايران للحدّ من السكّان ، علی هيئة منح لا تُردّ أو علی هيئة قروض طويلة الامد: ليس لدينا في هذا الموضع اطّلاع كافٍ ، الاّ انّنا نشير اجمالاً إلی الموارد التي صادفناها حتي الآن: مساعدة بقيمة 4 ملايين دولار قدّمت أوّل الامر ، و خُصّص مليونان منها ـ حسب كلام الدكتورة نفيس صديق ـ للحدّ من السكّان ، بينما خُصّص المليونان الآخران للمشاريع التحقيقيّة المشتركة في سنوات 1990 و1991. [1] و قد تقرّر قبل سنتين أن يُصار إلی دفع 150 مليون دولار كمساعدات من اليونسكو و منظمة الامم المتّحدة في أمر التنمية الصحيّة في القري الايرانيّة ، يُضاف اليها 150 مليون دولار من قبل ايران نفسها ضمن مشروع ينفّذ بكلفة 300 مليون دولار. المصادقة علی تقديم 10 ملايين دولار من الصندوق السكّاني للامم المتّحدة لإيران و ذلك في «جنيف» ، و ضمن هذه الخطّة فانّ الصندوق السكّاني سيضع تحت تصرّف وزارة الصحّة ، العلاج و التعليم الصحّي وسائل منع الحمل ـ و قد خُصّص 50 في المائة تقريباً من الاعتبار المذكور إلی الامور المتعلّقة بصحّة الامهّات و الاطفال و تنظيم العائلة.[2] هذا و قد جاء في تقرير خبري لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية ، طهران ، بتاريخ 21/6/72 مايلي: «قالت المديرة التنفيذية للصندوق السكّاني للامم المتّحدة: قام المصرف الدولي بتخصيص 150 مليون دولار كقرض لامور الصحّة و تنظيم العائلة في ايران. و قالت الدكتورة نفيس صديق اليوم (الاحد) في حديث لها مع المراسلين: لقد جري تخصيص 30 مليون دولار من القرض المذكور لامور تنظيم العائلة ، و 20 مليون دولار لتهيئة وسائل منع الحمل. و أضافت تقول ضمن إشارتها إلی تقدّم ايران في مجال الحدّ من زيادة السكّان: لقد أُعتبرتْ جمهورية ايران الاسلامية كمركز لتعليم أمر الحدّ من السكّان لدول ءاسيا الوسطي.» [3] و جاء في تقرير خبريّ لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية ـ بندرعباس، بتاريخ 27/9/72: «وفقاً لقول المعاون الصحيّ لوزارة الصحّة، العلاج و التعليم الطبّي ، فقد جري في العام الحإلی تخصيص مبلغ 20 مليارد ريال لشراء وسائل منع الحمل و للمشاريع التحقيقيّة للحدّ من السكّان.» و في تقرير لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية من واشنطن ، بتاريخ 18/8/68: «قال باربر كونيل رئيس المصرف الدولي في تأييده الاهداف العالمية للحدّ من زيادة السكّان: من أجل تنفيذ خطط الحدّ من زيادة السكّان ، و زيادة الامور الصحية و التغذية المناسبة ، فقد زاد المصرف الدولي في قروضه التي يمنحها من مائة مليون دولار لمدّة خمس سنوات إلی 266 مليون دولار لمدّة ثلاث سنوات. و حسب نقل جريدة «واشنطن بوست» فقد أُعلن في مؤتمر اللجنة الدولية للتخطيط لتنظيم العائلة (و هي منظّمة خاصة): سيقوم المصرف الدولي بنشاطات مشتركة مع المنظمات الخاصّة الفعّالة في هذا المجال ، من أجل وضع برنامج لتنظيم العائلة في حدود مقبولة لنصف عدد الازواج في دول العالم الثالث علی الاقلّ إلی سنة الالفين الميلاديّة.» و جاء في تقرير لوكالة أنباء الجمهوريّة الاسلاميّة ـ طهران ، بتاريخ 16/12/71: «أعدّت جماعة بإسم (الجماعة الدولية للإقدام في أمر عدد السكّان) ، و التي تُشرف علی التغييرات في الامور السكّانية العالميّة ، فهرساً للدول الناجحة و غير الناجحة في مجال الحدّ من السكّان ، عدّت فيه ايرانَ في الدول الناجحة ، في حين عدّت روسيا في الدول غير الموفّقة في هذا المجال. و في تقرير لوكالة أنباء «الاسوشيتدپرس» من واشنطن ، فقد كانت أمريكا علی رأس الدول غير الموفّقة بسبب القيادة السياسيّة غير الناجحة في مجال السياسات السكّانيّة... و قد جري في هذا الفهرس امتداح كلّ من ايران و اندونيسيا ، بنغلادش ، پيرو ، و زيمبابوي لإيجادها إمكانات أكبر للحصول علی خدمات تنظيم العائلة؛ كما جري ذكر دول ، روسيا ، الباكستان ، بولونيا ، العراق و ايرلندا كموارد غير ناجحة. و قد ذُكر في هذا التقرير في شأن ايران انّ هذه الدولة التي يبلغ سكّانها 7/59 مليون نفر قد حصلت علی نجاحات هامّة في مجال تنظيم العائلة ، و هو أمر يُشير إلی النظرة الموضوعيّة لدي المستوي القيادي الايراني. و جاء فيهذا التقرير انّ قادة ايران ضاعفوا طيلة السنة الميلاديّة الماضية ميزانيّة تنظيم العائلة في هذا البلد و أوصلوها إلی أكثر من 15 مليون دولار.» و في تقرير لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية من مدينة ـ ساري ، بتاريخ 12/4/71: «سعياً للحدّ من الزيادة غير المدروسة للسكّان ، ولإجراء تنظيم العائلة في البلد ، فقد جري في السنة الحالية تخصيص مبلغ 12 مليار ريال لهذا الامر من قبل وزارة الصحة ، العلاج و التعليم الطبّي ، ويُشير هذا الرقم إلی زيادة قدرها مائة في المائة نسبةً إلی العام الفائت... و قد أعلنت «اليونيسيف» عن ميزانية خططها الخمسيّة الآتية من سنة 1993 إلی ءاخر سنة 1997 كمايلي:... 6 ـ مساعدة داخليّة لايران بمبلغ 81/1 مليون دولار.» و في تقرير وكالة أنباء الجمهوريّة الاسلاميّة ـ منظمة الامم المتحدة، بتاريخ 12/2/1369: «خصّصت منظّمة الامم المتّحدة مبلغ عشرين مليون دولار للمساعدة في الحدّ من زيادة السكّان في دول غانا و سوريا.» و جاء في تقرير وكالة انباء الجمهورية الاسلامية ـ اسلام ءاباد ، بتاريخ 8/11/71: «تضع المؤسّسة الامريكيّة «رايس» مساعدة قدرها 20 مليون دولار تحت تصرّف المنظّمات الاهليّة (غير الحكوميّة) في الباكستان ، من أجل تنفيذ برامج الحدّ من السكّان هناك.» و في تقرير لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية ـ طهران ، بتاريخ 11/9/1371: «قام الصندوق السكّاني لمنظمة الامم بتوظيف مبلغ 4 ملايين دولار لتنفيذ مشاريع الحدّ من السكّان و تعليم ذلك في الجمهورية الاسلاميّة الايرانيّة.» كان هذا شرحاً إجماليّاً لخطط و دسائس منظمة الامم المتحدة وصندوق النقد العالمي للقضاء علی النسل في العالم الاسلامي ، و خاصّة في ايران. فهم يقدّمون أوّلاً قدراً من المساعدات مجّاناً من جيوبهم الطافحة بالكرم و الفتوّة ، و يقومون ثانياً بتقديم قروض ذات نسب فائدة عالية وثقيلة ، فيُخضعون دول العالم الثالث لثقل الديون الذي لا يُحتمل ، ليجعلوا البلد راضخاً لثقل القروض سنين متمادية ، بعضّ النظر عن انقطاع قدرة البلد و شوكته المنوطة بالافراد العاملين السالمين (الذين يمثّلون أساس القدرة الحيويّة و الشوكة و العظمة) ، مع مليون امرأة مريضة متهالكة عقيمة و ثمانين ألف رجل مريض متهالك عنيّن مخصيّ ، و ليقوموا ـ بإسم المساعدات و بإسم حماية الامّهات و الاطفال و عنوان الصحّة و العلاج ـ بملء جيوبهم بأرباح تعادل 20%. يكفي بدننا ما تلقّاه قديماً من لسع الاستعمار و لذعه ، فلِم الآن ياتري ؟!و ليس هؤلاء الذين يمثّلون دور المرضعات و المربيّات الاشفق من الام الرؤم بالافراد المجهولين ، بل انّ اعتداءآتهم و مظالمهم تمتد إلی قرون عديدة ، فهم يقومون بمختلف الوسائل ، تحت غطاء سياسات مخفيّة مستورة ، بجعل الممالك الضعيفة لقمة دسمة سائغة لهم ، كما انّهم يعمدون في اعمالهم إلی استخدام الرمل و الاصطرلاب بحيث يسلبون اليقظة والانتباه ، ويتعبون العقول وينهكونها و يحيّرونها. و لقد لُدغنا كثيراً منهم، فَلِمَ نعرّض أنفسنا للدغهم مرّة أخري ؟! لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ.[4] يقول «دوكاسترو» في الصفحة الخامسة من مقدّمته التي كتبها في كتاب «العالم الثالث مقابل الدول الغنيّة» تأليف «انجلو ، انجلو بولوس»: «لم تكن العلاقات بين البشر ، في أي عصر من التاريخ البشري ، إلی هذا الحدّ من الحقد و العداء. فقد وصل النزاع و الجدل الاجتماعي بين الطبقات ، العناصر ، الفئات السياسية و العقائديّة ، بين الدول و بين فئات الممالك المختلفة إلی حدٍّ مخيف و شدّة تثير الفزع ، بحيث صارت تهدّد السلم العالمي ، و أمن الشعوب ، و حتّي أمر بقاء النوع الانساني ، و لذلك فانّنا نعيش في عصر أكبر أزمة للتاريخ البشري.
و أحد أخطر
جوانب هذه الازمة العالمية و أكثرها إثارة للغضب و قد ادّي هذا التفاوت إلی حدوث و دوام ظاهرة عالميّة «التخلّف» ظاهرة إن دعوناها أكبر عار و وصمة لهذا القرن ، لما قلنا شططاً.» و يقول في ص 41 و 42: «و كلّما مر الزمن ، صارت مسألة التخلّف مثيرة للقلق أكثر فأكثر ، لانّ الهوّة بين الدول الغنيّة و الفقيرة ـ علی الرغم من جميع الآمال ـ تتّسع باستمرار. و ليس فهم علل اتّساع هذه الهوّة بالامر العسير ، لانّنا اذا ما افترضنا ثبات الظروف الحالية ، و انّ اقتصاد جميع دول العالم يزداد بنسبة 5% ، فانّ الانتاج القومي غير الخالص سيزداد سنويّاً في الدول الغنيّة بمقدار 15 دولاراً لكلّ فرد ، بينما سيكون ميزان زيادة هذا الرقم في الدول الفقيرة 10 دولارات فقط. و لذلك ، و من أجل أن يصبح الدخل الفردي لشعوب الدول النامية مساوياً للدخل الفردي الحإلی لشعوب الدول الاوربيّة ، فانّ مدّة ثمانين سنة ستكون لازمة ، و هذه المدّة للدول الافقر و الاكثر تخلّفاً 200 سنة.» لاروش: خطّة امريكا للنظام العالمي الجديد ستجرأ مريكا للسقوط الدائميو من أجل اثبات مدّعانا ، يَجدر بنا الاشارة إلی مقالة نشرتها جريدة «جمهوري اسلامي» بتاريخ 10 ربيع الثاني 1412 (27 مهر 1370) العدد 3583 ، تحت عنوان: «النظام الجديد لبوش (القضاء علی النسل في العالم)» [5]، تأليف ليندون لاروش ، المرشّح لانتخابات رئاسة الجمهورية للسنة القادمة:[6] يقول لاروش: «انّ النجاح الآني للنظام العالمي الجديد لرئيس الجمهورية بوش يجب أن يُفزع المواطنين الامريكيين الملتزمين بالمعنويات و الاخلاقيّات ، لانّه اذا ما صارت القدرة العسكريّة للولايات المتّحدة ـ مع تأييد و دعم فرنسا و انجلترا ـ عاملَ تنفيذ الاوامر السياسية الامريكية في أرجاء العالم ، فانّنا سنسير إلی فاجعة أعظم من سقوط الامبراطوريّة الرومانيّة.» و قد ورد هنا شرح و تفصيل شيّق من قبل الجريدة في بيان هذه الكلام: «انّ النظام العالمي الجديد لبوش هو ملامح تحقّقت لمشروع جري طرحه علناً لاوّل مرّة اوائل السنوات العشرة (1349 ـ 1359) ، و ذلك من قبل نادي روما ، اللجنة الثلاثية ، و المجلس الاستشاري للعلاقات الخارجيّة في نيويورك. و قد اتّخذ هذا المشروع سنة 1359 من قبل دولة امريكا بصورة رسميّة تحت عنوان «العالم سنة 2000» ، ثم جري إكمال هذا المشروع في أواخر سنة 1367 ضمن اتّفاقات جرت بين دولة ريغان ـ بوش و الاتحاد السوفيتي في شأن فرض قرارات و إطار عالميّ للبيئة و الدراسات الاقليميّة عن طريق الامم المتّحدة. هذا وقد كان ليندون لاروش و من يوافقه في هذا التفكير يتصدّرون المخالفين للنظام العالميالجديد خلال السنوات العشرين الماضية ، و كانوا يؤكّدون بأنّ الاسس المالتوسيّة لهذا المشروع لن تقضي فقط علی الافراد من ذوي البشرة الغامقة في العالم ، و الذين يشكّلون الهدف المباشر ، بل انّها ستقضي كذلك علی ركائز و أسس الحضارة في الكرة الارضيّة. يقول لاروش: اذا ما دعم الامريكيّون الجنايات الفظيعة التي تحدث في هئية القضاء علی النسل «وصولاً إلی عالمٍ أقلّ سكّاناً» ، فانّهم سيشهدون فناء بلدهم هو الآخر. الهجوم علی السكّان بدأت المساعي لإقرار النظام العالمي الجديد في اوائل السنوات العشرة (1349 ـ 1359) بشكل ضمنيّ و غير علنيّ ، في حركة واسعة باتّجاه دعم مسألة البيئة و «تحديد زيادة السكّان». و بعد هذه المساعي التي دفعت تكاليفها في ذلك الوقت ، و لاتزال تدفعها في الوقت الحاضر العوائل الحاكمة و الثريّة بالدرجة الاولي ، من قبيل العائلة الملكية في انجلترا ، الشركات النفطيّة الكبري المتعدّدة الجنسيّة ، و مؤسّسة روكفلر؛ فقد استقرّت هذه الفرضيّة علی أنّ: عدد سكّان العالم يجب ان يتناقص. و كانت القوّة الرئيسيّة التي حرّكت هذه الحرب العقائديّة هي «الخدعة النفطيّة لسنة 1352» التي قضت علی ما يقارب 500 مليون شخص في العالم الثالث عن طريق القحط و الامراض التي اعترتهم خلال السنوات اللاحقة. هذا و لم يكن الاعلام و حده هو الوسيلة التي استُخدمتْ لإقناع العالم الثالث بضرورة الحدّ من السكّان ، بل كانت أيضاً هراوة صندوق النقد الدولي و المصرف الدولي التي كانت تنهال علی رؤسهم علی هيئة الشرائط التي تسعي اليها هذه المؤسسات لفتح الاعتبارات. و كان صندوق النقد الدولي الذي يقوم بما يُدعي بمنح القروض للبنوك الخاصّة يعيّن بدوره ـ اعتماداً علی قدرته ـ شروطاً معيّنة لمنع اعطاء الاعتبار للخلاّقيّات الفنيّة و المشاريع العظيمة الاساسيّة (الامّ) التي يمكنها الإسهام في تحسين اقتصاد دول العالم الثالث. خطّة بوش ستجرّ العالم الثالث إلی الهلاك و الفقر و القحطثم انّه قام ، بالإفادة من الربا و من الطلبات العلنيّة لتخفيض عدد السكّان ، بإحداث انكماش سريع في الكثير من اقتصاديّات دول العالم الثالث. و في الحقيقة فقد حذّر لاروش منذ السنوات (1349 ـ 1359) فما بعد، بأنّ الاوضاع التي يسعي اليها صندوق النقد العالمي ، و التي أدّت إلی «القضاء علی النسل» ضد التجمّعات السكّانيّة الافريقيّة و بعض المناطق ايبريا ـ الامريكية و ءاسيا ، يمكن طرحها في محاكم كمثل محكمة نورنبرگ. فقد سبّب الانهيار الاقتصادي في أفريقيا نشر المرض و القحط هناك إلی الحدّ الذي وضع فيه المجتمعات الانسانية هناك علی مشارف السقوط والهلاك... هذا و قد دقّق رئيس الجمهوريّة بوش ، باعتباره أحد مناصري صندوق دراپر (لجنة الازمة السكّانيّة) علی اعتبار هذه النظرة صحيحة وصائبة... و كان مشروع «العالم سنة 2000» يؤكّد علی انّ أساليب صندوق النقد العالمي مقابل العالم الثالث ، و أساليب أخذ الربا في العالم الصناعي (النسبة المئوية المقترحة للفائدة من قِبل والكر في ذلك الوقت + 20) ينبغي ان تستمر علی ذلك النحو. و هذا لا يعني إلاّ إفلاس الطاقة النووّية و جميع المصادر المهمّة الاخري التي كانت ضروريّة لتجنّب الاحداث الفظيعة في السنوات العشر 1360 ـ 1370 و في الحقيقة فقد تنبّأ برنامج «العالم 2000» بالامور التالية: 1 - تقليل 18 في المائة من مصرف المواد الغذائيّة في أقسام عظيمة من افريقيا و ءاسيا حتّي سنة 2000. 2 ـ زيادة عظيمة في الامراض المتعلّقة بالمدفوع في مناطق مدن العالم الثالث. 3 ـ هبوط قيمة المواد الخام المكمّلة للتصدير من المناطق ذات التنمية الاقلّ. 4 ـ استمرار العلاقات الاعتبارية لسنة 1359 بين دول العالم الثالث والدول الصناعيّة. 5 ـ هبوط ملحوظ في سرعة النمو في الدول المسمّاة بالمتقدّمة. 6 ـ قصر اعمار الاشخاص في العالم الثالث علی اختلافهم بمقدار 2ـ5/6 سنة. * انّ السعي لتخفيض عدد السكّان في العالم الثالث و الإعلام المتعلّق بذلك كانا من جملة أهداف مشروع «النظام العالمي الجديد» ، كما انّ الإعلام لم يكن وحده وسيلة اقناع العالم الثالث بضرورة تخفيض عدد السكّان ، بل اضيف اليه هراوة صندوق النقد العالمي و البنك الدولي بوصفها مؤسسات تمنح الاعتبارات للدول. و في النتيجة فقد توقّع برنامج «العالم سنة 2000» انّ عدد سكّان العالم سينخفض بمقدار 170 مليون نفر عن التوقّعات السابقة ، و أرواح هؤلاء الـ (170 مليون نفر) ثمن مقبول في مقابل إقرار نظام البيئة المبتني علی الدراسات الاقليمية التي يرتؤنها. و كما ترون فانّ القسم الاعظم لهذه التنبّؤات قد تحوّل إلی حقيقة بسبب الإعداد المسبق الذي عمل له. إنهاء الحاكمية انّ الحكّام الاثرياء المناصرين لنظريّات مالتوس في الشرق و الغرب لايمكنهم الاطمئنان بأنّ القادة الشعبيّين لجميع الدول سيطبّقون الشرائط اللازمة للقضاء علی النسل ، لذا فقد قرّروا وضع تراكيب و قوي تفوق التراكيب و القوي الشعبية ، من قبيل «الناتو» أو «منظمة الامم» كمسؤول عن تنفيذ النظام العالمي الجديد. و قد طرح ادوارد شفار نادزه وزير خارجية الاتحاد السوفيتي في خريف سنة 1367 في خطاباته في منظمة الامم المتّحدة عمليّاً أمر إيجاد قوّة بوليسيّة دوليّة للبيئة بهدف ضمان طاعة الجميع. و في الحقيقة فقد كانت الحرب ضد العرّاق أوّل إقدام لتلك القوّة البوليسيّة لمنظمة الامم ، أمنّت فيه منظمة الامم علی الإجراءآت الفرديّه الامريكيّة. النظام الجديد للقضاء علی اقتصاد و رشد الامم الضعيفة تحت ستار الحمايةووفقاً للنظام العالمي الجديد لبوش ، فانّ أي دولة ستخالف إرادة الدول الكبري الخمس الاعضاء في مجلس الامن ، يمكنها توقّع أعمال ردعٍ قد تصل إلی حدّ إلحاق الهزيمة ، أو الفناء الكامل. و ضمن هذه الخطّة ، فانّه ليس هناك من أثر بعدُ لحرية التنمية الاقتصاديّة ، و بعبارة أخري فانّ الدول ما لم توافق تطوّعاً علی تخفيض عدد السكّان عن طريق الركود و برامج تقشّف ، فانّ قويً تشبه عساكر الجنود الروميين القدماء سيقومون بهذا العمل بدلاً منهم.» و الحاصل من ذلك هو انّ هذا النوع من المساعدات و الشفقة الذي تبديه نحونا منظمة الامم المتحدة و المتسلّطون عليها ، من أعلی أقسام النصب و الاحتيال ، حيث يقوم هؤلاء في هيئة تقديم المعونة و المساعدة وإعطاء الحقّ ، ليس فقط بإفراغ جيوب الانسان ، بل بإهلاك الانسان نفسه بعد إفراغ جيوبه باسلوب ماكر خادع. انّ علينا ان لا نُخدع بعد هذه السنين المتمادية ، بل بعد القرون الكثيرة ، فنجعل من أنفسنا طعمة لهم. «به دام و دانه نگيرند مرغ دانا را»[7]. انّ تجربة الآخرين تكفينا ، و علينا أن لا نسعي لتجربتهم و امتحانهم لنعلم أحقّاً يقولون أم كذباً و باطلا ؟ مَنْ جَرَّبَ الْمُجَرَّب حَلَّتْ بِهِ النَّدَامَة. و علاوةً علی ذلك فانّ المطلب واضح بيّن ، فهم يعطون أموالاً لتُصرف مع أموالنا في هلاكنا و عَقْم رجالنا و نسائنا و استئصال نسلنا ، ثم يستعيدون منّا تلك القروض التي استخدمت في الحدّ من السكّان و لسائر الامور الاعتباريّة ، بفائدة و ربا يعادل عشرين في المائة. و عندئذٍ فلن يكون لذلك من أثر الاّ في سمنتهم و في هزالنا! و بغضّ النظر عن هذا كلّه ، أفليست المعاملة الربويّة و إعطاء الربح علی المال حراماً في الشريعة الاسلاميّة ؟ و كيف نستدين منهم بالربا ، ونسدّد اليهم فائدة و ربحاً فوق أصل المال ؟! انّ ما جاء في الشرع المقدّس هو عدم إشكال أخذ الشخص المسلم للربح و الربا من الكافر الذمّي ، لا الكافر المحارب من المسلم. افحصل هناك انقلاب في الامر ـ يا تري ـ فصاروا جميعاً من المسلمين ، و صرنا فجأة من الكفّار الذميّين لتكون هذه المعاملة صحيحة ؟ و الخلاصة انّ نتيجة جناياتهم و خياناتهم هذه ستظهر فيما بعد بشكل أوضح ، حين تمرّ أيّام عديدة فينظر أحدهم إلی شعبه و هو يرزح تحت نير ذلّ العبودية ، فتتصاعد من سويداء قلبه صرخة هَلْ مِن مَّحِيصٍ [8]، فلا مفرّ ولا منجي ، لان الله سبحانه يقول: ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَ أَنَّ اللَهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ.[9] اعتراف منظمة الامم بأخطائها في العمل الناشئة عن نفوذ الدول الاستعماريّةو علی كلّ حال ، فانّ من المناسب هنا و نحن نريد اختتام المطلب الحادي عشر في أمر مساعدات منظمة الامم المتّحدة لدولة ايران و لسائر الممالك الاسلامية ، أن نذكر مقالة أوردتها أخيراً جريدة «جمهوري اسلامي». و تشتمل هذه المقالة علی اعتراف منظمة الامم المتّحدة بأن احصائيات الزيادة السكّانية التي كانت تقدّمها ، و التوصية بالحدّ من السكّان التي كانت تقدّمها حتّي الآن ، قد كانت خطأً بأجمعها. و هذا الامر ناشيء من السياسات السيّئة لانجلترا و امريكا اللتين كانتا تقدّمان احصائيّات مُذهلة تخالف الحقيقة من أجل إبقاء تسلّطهما علی العالم الثالث، و اللتين كانتا توجّهان منظمة الامم المتّحدة توجيهاً خاطئاً. و باعتبار انّ هذه المقالة محكمة الاسناد و صحيحة و حاوية علی مطالب تؤكّد و تؤيد بأجمعها كلامَنا من أوّل الكتاب حتّي الآن ، فانّ من الاجدر أن نذكرها بتمامها: أوردت جريدة «جمهوري اسلامي» بتاريخ 15 صفر 1415 (3مرداد 1373) ، العدد 4387: «مشكلتنا اليوم اختلال «التوازن السكّاني» لا «الزيادة السكّانية» انّ نشر نتائج الدراسات الاقتصادية ـ الاجتماعية لمنظمة الامم المتّحدة في العام الحإلی قد حوي اعترافات مُذهلة مُثيرة للاهتمام. فقد صرّح في تقرير لهذه المناقشة انّ التوقّعات السابقة في أمر زيادة سكّان العالم و المسائل المتعلّقة به كانت خاطئة و غير صحيحة. حتّي انّ الاستنتاجات المتعلّقة به كانت قائمة علی أساس أحكام مسبقة خاطئة. ومن جملتها الادّعاء بأنّ الزيادة السكّانية ستؤدّي إلی تخفيض انتاج المواد الغذائيّة ، و هو استدلال مرفوض. و يصرّح هذا التقرير لمنظمة الامم انّ ميزان زيادة المواد الغذائية ، مع التقدّم التقني في ميدان انتاج المواد الغذائيّة ، سيكون أكبر من زيادة عدد السكّان. و مع انّ اعتراف أحد المراجع العالميّة بخطئه في حساباته واستنتاجاته السابقة أمر ممدوح و مقبول ، الاّ انّه يجب دراسة الاسباب والعوامل المؤثّرة في تلك الاخطاء في الحسابات و الاستنتاج ، من أجل تشخيص ماهيّة الايادي التي كانت تلقي هذه الشبهات من وراء الستار ، والاهداف التي كانت ترمي اليها. و يلزم في هذا المجال أن ننصرف قبل كلّ شي إلی دراسة دور الدول التي تمثّل المدير الاساس لامثال هذه المراكز ، و التي تسبّبت ، بتقديمها المعلومات و الإحصائيّات الخاطئة و المُبالَغ فيها ، في أن يصبح تقرير مرجع دولي مخدوشاً بهذا الشكل. انّ أمريكا و انجلترا و بعض الدول الاوربيّة تسعي ، باستخدامها نفوذها في هذا المجال ، إلی متابعة أهدافها و خططها الطويلة الامد ، و من بين ذلك قيامها ـ بإعمال سياساتها ضدّ العالم الثالث ـ بالإيحاء إلی انّ السبب الاساس للمعضلات الحاليّة للمجتمع البشري هو زيادة السكّان في العالم الثالث ، التيتجعل المصادر الغذائيّة محدودة ، و تقلّل إلی أقصي حدّ فرص الاشتغال ، و تجعل الرفاه صفراً ، و تجرّ البشر إلی تحت مستوي الفقر و الفاقة ، بينما يمكن اليوم الإدراك بشكل أفضل بأنّ هذا الإعلام كان معتمداً علی الاحصائيّات و المعلومات الخاطئة و المُبالَغ فيها ، و كان أحد أهدافه الرئيسية صرف الافكار العامّة للعالم عن ما يجري من نهب منابع وثروات العالم الثالث من قبل القدرات المتسلّطة ، و إلی زيادة سياسات التسلّح في العالم ، تلك السياسات التي ألجأت الشعوب إلی تخصيص قسم رئيس من ثرواتها و دخلها لتأمين احتياجاتها العسكريّة ليمكنها حفظها أمام الازمات غير المتوقّعة و في الظروف التي لا ترغب فيها. و من الافضل أن ننظر الآن قليلاً في أمر انعكاس المواضع والسياسات المعلنة من قبل منظمة الامم و سائر المراجع الدوليّة في مجال الحدّ من السكّان في قطرنا. ذلك لانّ تلك السياسات ، و تلك المواضع ، وتلك الشعارات تتكرّر اليوم في بلدنا أيضاً بدون أي تأمّل في أهداف وبواعث مؤسّسيها الاوائل و المنادين بها ، حتّي انّ هناك إصراراً مزعجاً للغاية علی تنفيذها اجباريّاً!
المشكل الرئيسي هو التوازن السكّاني لا زيادة السكّانهل يواجه بلدنا حقّاً مشكلة الإنفحار السكّاني بتلك الصورة المبالغة التي يجري رسم أبعادها ؟ و هل انّ الحدّ من السكّان هو السبيل لعلاج جميع المسائل و المشاكل الحاليّة في وضع الخطط و تنفيذها ؟ أو انّ مشكلتنا الحاليّة ، ناشئة بشكل رئيسي من اختلال «التوازن السكّاني» وتغيّر الكثافة السكّانيّة في النقاط المختلفة في المدن و الارياف ؟ انّنا نواجه هذه الايّام مشكلة الهجرة في الكثير من القري ، و حتي في المدن الصغيرة ، بينما تواجه بعض المدن بلحاظ امتلاكها لإمكانات نسبيّة من الخدمات الصحيّة ، خدمات المدينة ، دخل أكثر ، و... ، مشكلةَ الزيادة الجنونيّة لعدد السكّان. و تعود هذه المشكلة بشكل رئيسي إلی ضعف في التخطيط و التنفيذ ، حيث تسبّب في هجرة «السكّان المنتجين» إلی مراكز المدن و في تبديلهم إلی «سكّان عالة» و «غير منتجين». و بعبارة أخري فانّ ذلك القروي الذي كان يُعامل في القرية كقوّة عاملة ، صار يري نفسه مُجبراً علی الهجرة إلی المدينة علی اثر إعمال السياسات الخاطئة و القاصرة ، فيسبّب بهجرته هذه ضررين: الاوّل: تقليل القوي العاملة في القرية ، و الذي يمكن أن ينجرّ إلی جفاف الاراضي الصالحة للزراعة و بوارها. و الثاني: زيادة السكّان غير المنتجين في المدينة ، الذين يجعلون فرص العمل أكثر تحديداً ، ممّا يسبّب اتجاه القوي المهاجرة إلی الاشغال الكاذبة ، و حتّي إلی الإجرام و الإنحراف. و من الواضح تماماً اننا اذا ما نظرنا إلی هذه الازمة الناجمة من الهجرة من زاوية ضيّقة و محدودة ، فعزوناها بشكل مباشر إلی مسألة زيادة السكّان2، و كرّرنا صرفاً نفس الشيء الذي يقوله البنك العالمي و صندوق النقد الدولي و الامم المتّحدة و منظمة الصحّة العالميّة ، عندئذٍ سنكون ـبالاضافة إلی عدم إسهامنا في حل المسألة ـ قد سرنا في متاهة ، بتضليلنا الافكار العامّة و اتلافنا الثروات و الإمكانيات. انّ تكرار ما يقوله الآخرون خارج الحدود و الدعاية له لن يحلّ عقدة من عقد مشكلاتنا الحاليّة ، و لن يستطيع بالمرّة أن يغطّي المشكلة الاساسية الناشئة من الهجرة السكّانية العشوائيّة إلی المدن الكبيرة. و فوق ذلك فانّ ضعف التخطيط و الادارة و التنفيذ في مرحلة تقديم خدماتٍ جادّة و مؤثّرة بما يتناسب مع الابعاد العظمية للحوائج و النواقص سوف لن يغيب عن الانظار. و ما أكثر اولئك الذين ربّوا أولاداً صالحين ذائعي الصيت في أحضانهم ، و في المقابل فما أكثر اولئك الآخرين الذين لم يمتلكوا الجدارة و اللياقة حتي في تربية ولد واحد تربيةً صحيحة. و المعني الصريح لهذه العبارة انّه لايمكن اعتبار الناس كقطيع من الاغنام ، و لاالتجاهل الكامل للقابليّات و المهارات و الجدارة التي يمتلكها الافراد و العوائل في التربية السليمة للاولاد الصالحين الناجحين. لايمكن تجاهل هذه الامور جميعاً من أجل إسعاد مديري المراجع الدولية الذين اعترفوا بأنفسهم هذه الايّام بكذب كلامهم ، و الإيحاء بأنّ الانفجار السكّاني يبتلع في الظاهر جميع رساميل البلد و ثرواته و إمكاناته. كما انّه يُقال أيضاً بأنّ الإعلام الموظّف للحدّ من السكّان كان مؤثّراً ، و انّه قد أدّي إلی تخفيض عدد السكّان ، بينما تشير الإحصائيّات و الارقام الصحيحة الموثّقة إلی انّ هذا الامر هو الآخر ليس كما قيل ، و إلی انّ الاحصائيّات و الارقام المتعلّقة بالحدّ من عدد السكّان في ايران مُبالَغ فيها كثيراً.
الاستدلال بآية «فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَهِ» علی حُرمة إغلاق الانابيبالرجال والنساءفي حُرمة اغلاق الانابيب لدي الرجال و النساء ، و تعلّق الدية الكاملة به. امّا في حُرمته فيمكن الاستدلال عليها بالآية المباركة: فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَهِ. فقد جاء في القرءان الكريم في وجوب التوحيد و عدم غفران الشرك و متابعة الشيطان: إِنَّ اللَهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَ ' لِكَ لِمَن يَشَآءُ وَ مَن يُشْرِكْ بِاللَهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـ'لاً بَعِيدًا * إن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلآ إنَـ'ثًا وَ إِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَـ'نًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللَهُ وَ قَالَ لاَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَ لاَضِلَّنَّهُمْ وَلاَمَنِّيَنَّهُمْ وَ لآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الاْنْعَـ'مِ وَ لاَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَهِ وَ مَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَـ'نَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَ يُمَنِّيهِمْ وَ مَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَـ'نُ إلاَّ غُرُورًا * أُولَـ'´ئِكَ مَأْوَب'هُمْ جَهَنَّمُ وَ لاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا [10]. لقد كان مشركو عصر الجاهليّة يعتبرون الوسائط بين الله والمخلوقات موجودات إناثاً ، أي قابلة للإنفعال ، و كانوا يتخيّلون الملائكة بناتاً ، لذا فقد كانوا يُطلقون الاسماء المؤنّثة مثل مناة و اللات و العزّي علی أصنامهم التي كانت نماذج و ظهوراً لتلك الملائكة. و قد أبطل الله سبحانه هذه العقيدة في هذه الآية: وَ إن يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلآ إِنَـ'ثًا. كما كان من دأب مشركي العرب أن يشقّوا ءاذان بعض النوق ، ليكون ذلك علامة حرمة لحومها ، فيدعونها البَحِيرَة و جمعها البحائر والبُحرُ. كما كانوا يسيّبون بعض النوق لترتع في المراتع حتّي يحين موتها ، و لم يكونوا يذبحونها كما لم يكن لاحد أن يشرب من لبنها الاّ فصيلها أو الضيوف. وكانوا يفعلون ذلك لنذر ينذورنه ، او اذا تابعت الناقة بين عشرة إناث تلدهنّ ليس فيهنّ ذكر ، و تدعي ءانذاك بـ (السائِبَة) و جمعها السوائِب و السُيَّب. و هكذا فقد كانوا لايركبون هذه النوق و لا يأكلون لحمها ولايشربون لبنها ، بل يسيّبونها حرّةً ترتع حيث شاءت في الصحاري حتّي تموت. و قد حرّم الاسلام جميع هذه الاعمال ، من شقّ ءاذان الانعام و المنع من تناول لحومها ، و تسييب الانعام التي تلد عشرة إناث؛ و عدّها جميعاً حلالاً و اعتبر الاعتقاد بحرمتها بدعةً في الدين. و الخلاصة ، فقد كانت هذه الآيات مرتبطة ببعضها فلزم ذكرها وايراد شرح مختصر لبعض فقراتها ، بيد انّ هدفنا من ذكر هذه الآيات كان مُنحصراً بالاستشهاد بجملة فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَهِ ، التي عدّها تعإلی' من دسائس الشيطان و وساوسه ، و اعتبرها نتيجة إضلاله و إغوائه. اي انّ أحد مظاهر إضلال الشيطان و إغوائه هو دفعه الناس لتغيير خلق الله. أورد القاضي البيضاوي في تفسير هذه الآية المباركة: «وَ لاَضِلَّنَّهُمْ: عن الحقّ ، وَ لاَمَنِّيَنَّهُمْ: الاماني الباطلة كطول الحياة وأن لابعث و لا عقاب وَ لآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الاْنْعَـ'مِ: يشقّونها لتحريم ما أحلّ الله ، و هي عبارة عمّا كانت العرب تفعل بالبحائر والسوائب ، واشارة إلی تحريم كلّ ما أحل ، و نَقْص كلّ كاملاً بالفعل أو القوّة. وَ لآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَهِ: عن وجهه و صورته أو صفته ، يندرج فيه ما قيل عن فقء عين الحامي [11] و خصاء العبيد و الوشم و الوشر [12] و اللواط و السّحق و غير ذلك ، و عبادة الشمس و القمر ، و تغيير فطرة الله تعإلی التي هي الاسلام ، و استعمال الجوارح و القوي فيما لا يعود علی النفس كمالاً ولايوجب لها من الله سبحانه و تعإلی زلفي. و عموم اللفظ يمنع الخصاء مطلقاً ، لكنّ الفقهاء رخصّوا في خصاء البهائم للحاجة؛ و الجمل الاربع حكاية عمّا ذكره الشيطان نطقاً أو أتاه فعلاً.» [13] و قال سماحة استاذنا العلاّمة ءاية الله الفهّامة أعلی الله مقامه في التفسير: «قوله تعإلی: لَعَنَهُ اللَهُ؛ اللعن هو الإبعاد عن الرحمة ، و هو وصف ثانٍ للشيطان و بمنزلة التعليل الاوّل مَرِيدًا (شَيْطَـ'نًا مَّرِيدًا). قوله تعإلی: وَ قَالَ لاَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا كأنّه إشارة إلی ما حكاه الله عنه من قوله: فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( [ ذيل الآية 82 ] و الآية 83 ، من السورة 38: ص´). و في قوله: مِنْ عِبَادِكَ تقرير انّهم مع ذلك عباده لاينسلخون عن هذه الشأن ، و هو ربّهم يحكم فيهم بماشاء. قوله تعإلی: وَ لاَضِلَّنَّهُمْ وَ لاَمَنِّيَنَّهُمْ إلی ءاخر الآية ، التبتيك هو الشقّ، و ينطبق علی ما نقل: أنّ عرب الجاهليّة كانت تشقّ ءاذان البحائر والسوائب لتحريم لحومها. و هذه الامور المعدودة جميعها ضلال ، فذكر الضلال معها من قبيل ذكر العامّ ثم ذكر بعض أفراده لعناية خاصّة به ، يقول: لاَضِلَّنَّهُمْ بالاشتغال بعبادة غيرالله و اقتراف المعاصي ، و لاغرنّهم بالاشتغال بالآمال و الاماني التي تصرفهم عن الاشتغال بواجب شأنهم و ما يهمّهم من أمرهم ، ولآمرنّهم بشقّ ءاذان الانعام و تحريم ما أحلّ الله سبحانه ، و لآمرنّهم بتغيير خلق الله ، و ينطبق علی مثل الإخصاء و أنواع المثلة و اللواط و السحق.» [14] عمليّتا تيوبكتومي وفازكتومي من المصاديق الواضحة لآية «فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَهِ»و بناءً علی ما ذكرناه ، فانّ عَقْم النساء بغلق الانابيب لديهنّ ، و عَقْم الرجال بأغلاق الانابيب لديهم (التيوبكتومي و الفازكتومي) من المصاديق الواضحة لتغيير خلق الله ، و من أجلي مصاديق إضلال الشيطان و إغوائه ، حيث عدّ ذلك في هذه الآيات المباركة من النتائج و العواقب السئية لاتّباع الشيطان و اقتفاء اثر ذلك المَريد اللعين ، لذا فانّ من يلوّث يديه بهذين العملين سيكون بنفسه مَريداً و لعيناً. إجماع المسلمين ، و حتّي العامّة قائم علی حرمة احداث نقص الاعضاءو اجماع المسلمين ، حتّي من العامّة ، قائمٌ علی حرمة نقص جزء من أجزاء البدن ، و من البيّن أن إحداث نقص عضو من المرأة أو الرجل حرام. و لا يقولنّ أحد: لا إطلاق في الإجماع ، لانّه ليس له لسان؛ فالإجماع دليل لُبّي و شامل للقدر المتيقّن لا الموارد المشكوكة ، لذا فانّ شموله لامثال مقامنا الجائز عند العقلاء محلّ للإشكال و الترديد. لانّ جوابه هو: انّ اغلاق الانابيب و عَقْم الرجل و المرأة ليس من القدر المتيقّن فقط ، بل من أظهر مصاديقه. الاّ اذا عددنا عقلاء العالم منحصرين بأعداء المسلمين نظير مناحيم بيجن و اسحق شامير و اسحق رابين و شيمون بيريز و غيرهم من سياسيّي أمريكا و انجلترا المتعطّشين للدماء ، الذين أعدّوا لهدم البشريّة و قطع جذور الإنسانيّة و إهدار نطفة الآدميّة ، فعبّأوا جيوشهم الإعلاميّة ليسوقوها إلی بلدنا فيشرعوا بأمر القضاء علی النسل. بلي! هنا إجماعٌ قائم علی خلاف ذلك الإجماع ، و عندئذٍ فلن يكون في التمسّك بالإجماع فصلَ الخصام.[15] كلمات فقهاء الإسلام في تعلّق الدية الكاملة لعملية إغلاق الانابيبانّ دية اغلاق انبوب واحد لدي الرجل تعادل خمسمائة مثقال شرعي ذهباً (خمسمائة دينار) ، و دية إغلاق انبوبي الرجل ألف مثقال شرعيّ ذهباً (ألف دينار)؛ و دية إغلاق انبوب واحد للمرأة مائتان و خمسون مثقال شرعيّ ذهباً (مائتان و خمسون دينار) ، و دية اغلاق انبوبي المرأة خمسمائة مثقال شرعيّ ذهباً (خمسمائة دينار). و ذلك لانّ دية كلا الانبوبين بقدر دية إنسان كاملة ، و دية أحدهما نصف دية الانسان. و باعتبار انّ دية المرأة نصف مقدار دية الرجل ، فانّ دية اغلاق انبوبي الرجل ستكون الف دينار شرعيّ ، و دية اغلاق انبوبي المرأة ستكون خمسمائة دينار شرعيّ. أورد في كتاب «جواهر الكلام»: «و في الخصيتين معاً الدية ، اجماعاً بقسميه و نصوصاً ، عموماً و خصوصاً ، منها ما في الصحيح. وَ فِي الْبَيْضَتَيْنِ الدِّيَةُ ، و حينئذٍ ففي كلّ واحدة نصف الدية ، وفاقاً للمشهور؛ بل في «الرياض»: كافّة المتأخرّين ، بل عن ظاهر «الغنية» الإجماع عليه ، لانسياق التوزيع بالسويّة التي هي مقتضي الاصل كما عرفته سابقاً ، و لعموم ما دلّ علی كلّ ما كان منه في الانسان اثنان ففي كلّ واحد نصف الدية ، بل في كتاب «ظريف»: وفي خصيتيْ الرجل خمسمائة دينار.» [16] و أورد في كتاب «مفتاح الكرامة»: «قوله [ أي العلاّمة ] قدّس الله تعإلی روحه [ في القواعد ]: قوّة الإمناء و الإحبال فيهما الدية ، فإذا أصيب فتعذّر عليه الإنزال حالة الجماع وجب الدية.» ثم يقول الشارح في شرح كلام العلاّمة: «قد صرّح بأنّه اذا تعذّر عليه الإنزال للمني حالة الجماع كان فيه الدية ، في «المبسوط» و «الشرايع» و«النافع» و «التحرير» و «الارشاد» و «اللمعة» و «التبصرة» و «الروضة» و«كشف اللثام» و «مجمع البرهان» ، و هو المحكيّ عن «النزهة» لفوات الماء المقصود للنسل ، و لمثل ما مرّ في الذوق ، و لقول الصّادق عليه السلام في خبر سماعة في الظهر اذا كُسر حتّي لا ينزل صاحبه الماء الدية الكاملة ، فتأمّل في الدلالة! و لخبر ابراهيم بن عمر الذي فيه قضي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بستّ ديات ، واحدة منها لمن انقطع جماعه. و قد تقدّم فيما اذا كسر الظهر الاجماع عن «الخلاف» فليُراجَع! و امّا اذا أُصيب فتعذّر عليه الإحبال و إن أنزل فهو خيرة «التحرير» و«الإرشاد» و «الروضة» لانّه منفعة واحدة. و يُشعِر به ما يدلّ علی دية الجنين و النطفة و غيرها (هما خ´). قيل: و يُرشد اليه خبرُ سليمان بن خالد ، سأل الصادقَ عليه السلام عن رجل وقع علی جارية فأفضاها و كانت اذا نزلت بتلك المنزلة لم تلد ، قال: الدية.» [17] و يجب ان نري الآن علی عاتقِ مَن ستقع ديةُ هؤلاء المليون امرأة الذين قاموا بعَقْمهن ، و ديةُ هؤلاء الثمانين ألف رجل الذين قاموا بعَقْمهم؟! لاشكّ هناك في انّ هؤلاء لم يُقدموا علی هذا العمل عن علمٍ وبصيرةٍ و اختيار ، لانّ جميع الناس كانوا جاهلين بالموضوع و جاهلين بالحُكم ، و قد أقدموا علی هذا العمل لانخداعهم و انطلاء الحيلة عليهم. لذا ، و حسب أصل قاعدة الغرور في قول النبيّ صلي الله عليه وءاله: الْمَغْرُورُ يَرْجِعُ إلی مَنْ غَرَّهُ؛ ينبغي القول انّ المديون بهذا الدين العظيم مجموع المنظّمات التي كان لها اليد في هذا الامر و التي أعدّت أسباب الإعلام و الخداع. في عهدتهم جميعاً أن يدفعوا إلی النساء دية مليون امرأة، يعني: 000 , 000 , 1*500=000 , 000 , 500 (خمسمائة مليون دينار ذهباً) ، أي نصف مليار دينار ذهباً. و في عهدتهم أن يدفعوا دية ثمانين ألف رجل ، يعني: 000 , 80*1000=000 , 000 , 80 ، اي ثمانين مليون دينار ذهباً. و لاننا نعلم انّ المثقال الصيرفي من الذهب المسكوك يعادل في السوق اليوم ستة عشر ألف تومان ، و نعلم كذلك انّ مثقال الذهب الشرعي يعادل 34 المثقال الصيرفي ، فانّ دية رجل واحد تعادل: (34*000 , 16*1000) توماناً ، أي 000 , 000 , 12 توماناً ، و هذا المقدار هو دية الرجل المسلم. كما انّ دية المرأة الواحدة تعادل (34*000 , 16*500) توماناً ، أي 000 , 000 , 6 توماناً.
و اذا ما شئنا
الآن أن نحسب دية جميع الرجال الذين اغلقت اي انّ مقدارها للنساء يعادل 6 ءالاف مليار توماناً ، و للرجال 960 مليار توماناً. [1] ـ جريدة «جمهوري اسلامي» 16 ربيع الا´خر 1411 ، العدد 3312 ، ص 11 ، القسم الاخير لبحث « نظريّة كنترل جمعيّت و ديدگاهها » (= نظرية الحدّ من العدد السكّان و وجهات النظر المختلفة). [2] ـ جريدة «رسالت» 12 محرّم 1415 ، العدد 2441 [3] ـ بوصفي أحد خادمي علماء الشيعة في ايران ، أُعلنُ انّ شخصاً واحداً من العلماء ذوي الاصالة في بلد ايران و حوزاتها و مدنها لم يُفتِ بجواز مسألة الحدّ من السكّان (القضاء علي النسل و العَقْم) ، و انّ نسبة هذا الامر الي المراجع و العلماء كذب محض و افتعال إعلاميّ قام به العدوّ. و مع الاسف فانّ شيعة لبنان صاروا يقومون في الوقت الحاضر بعَقْم أنفسهم بعنوان متابعة الحكومة الاسلامية الايرانيّة ، بينما لم يبادر المسيحيّون هناك الي هذاالعمل و قالوا: ان القضاء علي النسل حرام في ديننا و عقيدتنا! [4] ـ لقد هاجم هؤلاء الظالمون شعبنا و أحدثوا مجزرَةَ شاملة ، بالشكل الذي أجروا معه خطّة تخفيض السكّان خلال سنتين فقط كان من المقرّر اجراؤها خلال عشرة سنوات بحيث تنتهي في سنة 0 138 و ها نحن في سنة 1373 حيث فرغوا منذ سنة ، اي منذ سنة 1372 من قتل و سلب النفوس و لابدان و صاروا يرسلون كلمات التهنئة و التبريك من أرجاء عالم الاستكبار الي شعب ايران المتفوّق في اجراءهذه الخطّة. تقول مجلّة «دانشمند» العدد 6 ، شهريور 1372 ، ص 59 ، تحت عنوان «لايزال سيل السكّان في الطريق»: «أعلنت وزارة الصحة ، العلاج و التعليم الطبّي اخيراً و في العشرين من شهر تير 0 137 مع حلول اليوم العالمي للسكّان ( 11 يوليو) ، أنّها في صدد اجراء برامج جديّة للحدّ من الزيادة غير المدروسة للسكّان ، ليصل معدل الزيادة السنوية للسكّان ـ الذي كان معدله بين السنوات 1355 الي 1365 يساوي 9 / 3 % و هو رقم مخيف ـ الي ما بعد عشرة سنوات ، اي في سنة 0 138 ، الي 3 / 2 في المائة. (مجلّة «دانشمند» شهريور 0 137 ص 115 ) «و هذه الزيادة السكّانيّة المطلقة العِنان ناشئة من ثلاث عوامل... و لحسن الحظّ فلم تمض علي تلك الوعود الاّ سنتان اثنتان ، حتّي بشّر مسؤولو وزارة الصحّة قبل عدّة أسابيع انّه ببركة التعليم العام للناس في مجال تنظيم العائلة ، و للعرض المجّاني لوسائل منع الحمل ، ولزيادة النسبة المئويّة للمتعلّمين ، خاصةً بين النساء فقد وصل ميزان زيادة السكّان في شهر فروردين من هذه السنة 3 / 2 في المائة؛ بدلاً من سنة 0 138. و قد أبدت المجامع الدوليّة في سنة 1371 تقديرها لاءيران كإحدي الدول الخمس الموفّقة في مجال الحدّ من السكّان و تنظيم العائلة...» الي ءاخر المقالة التي تحكي حقيقةً عن رغبة الاستكبار العالمي و الصهيونية العالميّة. [5] ـ أوردنا مقطعاً أو مقطعين من هذه المقالة في الصفحة 252 من هذه الرسالة. [6] ـ ايء السنة القادمة نسبة بتاريخ ربيع الثاني 1412 ، امّا في هذه الايّام ، اي سنة 1415 ، فانّ كلينتون هو رئيس جمهورية أمريكا. [7] ـ يقول: انّ الطائر الفطن لا يُقتنص بالحبّ المنثور و الفخّ المنصوب. [8] ـ ذيل الا´ية 36 ، من السورة 0 5: ق [9] ـ وردت هذه الا´ية في موضعين من القرءان الكريم ، الاوّل: الا´ية 182 ، من السورة 3: ءال عمران؛ و الثاني: الا´ية 51 ، من السورة 8: الانفال. [10] ـ الا´يات 116 الي 121 ، من السورة 4: النّسا´ء [11] ـ أي كلب الحراسة [12] ـ الوَشْرُ: أن تحدّد المرأة أسنانها و ترقّقها. تفعله المرأة الكبيرة لتتشبّه بالشوابّ ، «لسان العرب: و شر». [13] ـ «تفسير البيضاوي» طبع مصر ـ دار الطباعة العامرة ، المجلّد الاوّل ، ص 4 0 3 [14] ـ «الميزان في تفسير القرءان» الطبعة الاولي ، ج 5 ، ص 87 [15] ـ و يُستنتج من هذا انّ ما دوّنه و أمضاه بعض الزعماء العظام و الموالي ذوي الحُرمة و الاءكرام في فتواه في جواز عَقْم المرأة بشكل دائمي عند وجود غرض عقلائيّ لا يبدو كافياً في النظر ، و قد ورد هذا الاستفتاء و الفتوي في مجلّة «طب و تزكيه» (= الطب والتزكية) ، (و هي المجلة الخاصة للمجموعة الطبيّة) ، العدد 9 ، خريف سنة 1372 ، بهذه العبارة: مع الاخذ بنظر الاعتبار للسياسة المطروحة من قبل الحكومة الاسلامية فيما يتعلّق بالحدّ من عدد السكّان ، و مع الاخذ بنظر الاعتبار لفتاوي سماحة الا´يات العظام الاءمام الخميني قدّس سرّه ، الاراكي ، الگلبايگاني ، المبنية علي عدم جواز عَقْم المرأة دائميّاً ، نرجو بيان نظركم في المسألة المذكورة. بسمه تعالي عقيم كردن زن اگر براي غرض عقلائي باشد ، و هيچگونه مفسده وضرر جسمي وارد نسازد ، با اجازة شوهر و به دور از ارتكاب محرّمات خارجي جايز است. مهر شريف. و ترجمته: بسمه تعالي: عَقْم المرأة إن كان لغرض عقلائيّ و لم يسبّب أي مفسدة أو ضرر جسمي ، جائز بترخيص الزوج و مع الابتعاد عن ارتكاب المحرّمات الخارجيّة. الختم الشريف. و يُقال هنا: بأيّ دليلٍ جري ـ بعد ثبوت الحرمة الشرعيّة لعقم المرأة دائميّاً ـ استنباطتخصيص عمومه في حال الغرض العقلائي ، و تقييد إطلاقه بهذه الحالة ؟ أهذا التخصيص و التقييد بهذا القيد بغير ما دليل ، ام انه مستند الي دليلٍ ما ؟ و هل انّ هذا التقييد جارٍ بالنسبة الي جميع المحرّمات الالهية ، ام منحصر بخصوص هذا المورد ؟ إن قيل: انّ أيّ فعل محرّم ثبتت حرمتهُ في الشرع المبين سيصبح جائزاً عند تجويز العقلاء ، فانّ مرجع الكلام هو ان جميع الاحكام الشرعية منوطة بحكم العقل و التجويز العقلائي ، و سيكون هذا في الحقيقة نسخاًلحكم الشريعة و تحكيماً للاحكام العقليّة ، و هذا ما لا يلتزم به أحدٌ. و ذلك لان جميع العقلاء (غير المتشرّعين) يجيزون في مسألة حرمة الخمر شرب قدر قليل منها للجنود في ساحات القتال من أجل ان تبعث الدفء في أجسامهم و الحرارة في دمائهم فيهجمون بلا وعي ، و مثل تجويز الموسيقي للجندي التي يعدّونها واجبة له من اجل ان ينتشي و يسكر بموسيقاها فينسي نفسه ، ولكن لم يجر في الاسلام السماح للجندي بالسكر بالخمر او الموسيقي ، و يجب ان تكون أي حركة منه حركةً عقلائيّة ، و عليه أن يهجم أو يُحجم بوعي و شعور و إدراك. و مثل حرمة الربا التي يجيزها عقلاء العالم (غير المتشرّعين) و يعدّون اُصول المعاملات المصرفيّة لكنّ الشرع المبين ـ علي رغم انوفهم ـ قد نشر أَحَلَّ اللَهُ الْبَيْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبَو'ا. و مثل بطاقات اليانصيب التي تطرح في خاتمة المجالس المهمّة لنفع الصليب الاحمر و الهلال الاحمر ، لتعود فوائدها علي الفقراء ، و لكي يرتوي و يشبع اولئك الذي حُرموا من التمتّع بأمثال هذه المجالس المبهجة بلقمة من الخبز و جرعة من الماء علي الاقلّ. و انصافاً فانّ هذه الاعمال تعدّ في نظرهم أعمالاً مقبولة للغاية ، تماماً كما كان عرب الجاهلين يخصّصون قسماً من سهر الميسر (القمار) و قدراً من عوائد شرابهم الي الفقراء ، وحين وردت الا´ية بحرمتهما فانّها نزلت بتحريمهما مع التصديق بمنفعتهما بتلك الكيفيّة: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا´ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنَـ'فِعُ لِلنَّاسِ. كما جاء في التفاسير انّ الميسر و شرب الخمر ليس لهما نفع جسميّ ، بل المقصود النفع الي الفقراء ، لذا قال: إثمٌ كَبِيرٌ و إلاّ لوجب أن يقول: إثمٌ كَثِيرٌ. و مثل حرمة الانتحار حتّي في المواقع الصعبة التي يقع فيها المؤمن بيد الكفّار فيحاولون انتزاع اعتراف منه بالتعذيب ، فقد حرّم الانتحار الذي هو أسهل الطرق للفرار حسب ما يفعله العقلاء ، فهم يلجأون فوراً الي الاءنتحار كي لا يُعذَّبوا ثم يُقتَلوا ، لكنّ المؤمن لايفعل ذلك. و مثل سفينة اشتعلت فيها النيران ، فركّابها الا´لاف ينتظرون الاحتراق ، لكنّ القبطان يمكنه ان يفعل أمراً صغيراً فيُغرق السفينة و يُنجي جميع مسافريها من بلاء الاحتراق وعذابه، لكن هذه العمل سيكون حراماً. او ان يكون القبطان نفسه علي السفينة فيراها تحترق ، فيمكنه الالقاء بنفسه في البحر ليموت غرقاً ، لكن هذا العمل حرام. بلي ، ان نظير هذه الموارد المذكورة في الفقيه كثير و متعدّد. و إن قيل: انّ هذا التقييد لايشمل جميع المحرّمات ، و يخصّ مسألة العَقْم لوحدها ، وليس ذلك من باب التعارض ليدور البحث عن التخصيص و التقييد ، بل في باب التزاحم وملاحظة الاهم و المهمّ. فيجب القول: انّ الاهم من أمر عَقْم المرأة هو حفظ حياتها فقط ، بحيث انّه عند تزاحم أصل بقاء حياتها مع عقمها ، فانّه يمكن جعلها عقيمة للمحافظة علي حياتها. امّا في حال الامور الاعتباريّة الاخري ، كفقر العائلة و أمثال ذلك ، و مع وجود إمكان عدم الحمل بالعزل و غيره فانّ النوبة لن تصل الي أمر العَقْم. مضافاً الي ذلك انه لا فرق في هذه المسألة ـ حسب هذا القصد ـ بين عَقْم المرأة و بين إغلاق أنابيب الرجل ، و قد حرّم سماحته إغلاق الانابيب الرجل كما رأينا في مقالة الدكتور سيم فروش ص 65. و نتيجة الكلام ان موضوع جريان الدليل العقلي هو حيث لا وجود للدليل الشرعي ، امّا مع وجود الدليل الشرعي ، فانّ له الحكومة علي الدليل العقلي و سيُزيل موضوعه تعبّداً من البيْن. و قد علمنا ـ بغضّ النظر عن هذا كلّه ـ انّ عَقْم المرأة هو من الموضوعات المستنبطة الشرعيّة لا الخارجيّة ، وليس صحيحاً إحالته الي الحكم والتجويز العقلائي. كما انّ المفسدة والضرر الجسمي من اللوازم الحتمية لعَقْم المرأة ، و تعليق ذلك بعدمه تعليق بأمرٍ محال ، ولا دخل في هذه المسألة لاءذن الزوج و رخصته ، فالزوج سواء رخّص أو لم يرخّص ، فالامر حرام. علاوة علي انّ الزوج قد يموت أو يطلّق زوجته فتتزوّج ءاخر ، فيتوجّب عليها أن تحمل منه ، فبأيّ مجوّز شرعي سيكون للزوج السابق منع حصول الحمل من الزوج اللاحق؟ [16] ـ «جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام» تأليف الشيخ محمد حسن النجفي ، طبع المكتبة الاسلاميّة ، ج 42 ، كتاب الديّات ، في ديات الاعضاء ، ص 0 27 [17] ـ «مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلاّمة» تصنيف السيد محمد جواد العاملي ج0 1 ، كتاب «الديات» ، ص 475 و 476
|
|
|