أعوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـ'نِ الرَّحِيم
وَ صَلَّي اللَهُ علی سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ ءَالِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ
وَ لَعْنَةُ اللَهِ علی أعْدَآئِهِمْ أجْمَعِينَ مِنَ الآنَ إلَی قِيَامِ يَوْمِ الدِّينِ
وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ الْعلی‌ِّ الْعَظِيمِ
تذييلات علی الرسالة النكاحيّة:
الحدّ من عَددِ السكّانِ ، ضَربةٌ قاصمةٌ لكيان المُسلمِين
تمرّ خمس سنوات علی ارتحال الفقيد المعظّم القائد الكبير للثورة الاسلاميّة حين تطبع هذه الرسالة النكاحيّة ، حيث وقعت خلال هذه المدة نشاطات ملحوظة و خطيرة في مسألة قطع نسل الشعب الإيراني و البلد الشيعي تحت اسم تنظيم و اصلاح أمور العائلة حيث هاجموا هذا الشعب المسكين لدرجة أنهم لم يدّخروا وسعاً في استغفاله و نشر العُقم في رجاله ونسائه ، و قد قاموا بهذه الاعمال بإسم الاسلام و موافقة الدين المحمّدي والمذهب الجعفري ، و بإسم موافقة العلماء.
لهذا ، و من أجل اطلاع و تنبيه الشيعة ، فقد رأي الحقير علی نفسه لزاماً ان يذكر هذه المطالب تحت عنوان تذييلات ، ليعلم هذا الشعب الاصيل الصبور الممُتحن واجباته في أمر النكاح أمام الله سبحانه.
كان من الاجدر أن يجري توضيح و شرح ءاراء العلماء بالنسبة إلی هذه المسألة ، بما فيهم الموافق و المخالف ، و كذلك ءاراء الاخصائيين وأهل الخبرة و الاطبّاء ، بما فيهم الموافق و المخالف ، وذلك بواسطة المجلاّت و الجرائد و أجهزة الإعلام ، و اللقاءات والمقابلات مع بيان النتائج الايجابيّة و السلبيّة لهذا الامر ، ليختار الشعب طريقه بين هاتين النظريّتين.
بيد أنّ الامر كان علی العكس ، فما كان في معرض اطلاع العموم كان بأسره بياناً و اعلاماً و ترويجاً و تشجيعاً و تحريصاً و تحريضاً و ترغيباً علی قطع النسل و العقم ، حتي صار المسلمون يقدمون علیه و هم يتخّيلونه واجباً شرعيّاً و مساعدة للنهضة الإسلامية ، كما أنّ النظام لم يُقَصّر في تقديم الدعم المإلی لهذا الامر.
يُضاف إلی ذلك أنّ الموافقون لهذا الامر كانوا وحدهم الذين توجّه لهم الدعوة للحضور في الندوات و الجلسات ، أمّا المخالفون فلم يكونوا يُدعون للحضور. و فوق ذلك فقد كانوا يتحاشون اعلامهم بذلك ، او ادخالهم في جوانب ما يجري في تلك الندوات المغلقة الخاصّة. و في النتيجة فقد كانت ءاراء الموافقين الذين يشكلّون المجموع الكلّي للحاضرين في تلك الندوات هي التي يجري تنفيذها.
و قد ندر أن تذكر جريدةٌ ما مقالة انتقاديّة وفق الاسس و الموازين العلميّة ، و تبيّن الحقائق في مستوي فهم الناس و إدراكهم ، الاّ مرّات معدودة نشير إلیها.
مقالة الدكتور سيم فروش في‌إبطال إغلاق أنابيب الرجال و النساء من الوجهة الطبيّة
المورد الاوّل: مقالتان للطبيب المحترم و المحقّق و العالم الاخصّائي المشهور و صديق الحقير الذي تمتدّ روابط المودّة بيننا لسنوات طويلة: الدكتور ناصر سيم فروش أيّده الله تعإلی رئيس قسم المجاري البوليّة (يورولوجي) في المركز الطبيّ للشهيد لبّافي نژاد في طهران ، و هو من مشاهير الاساتذة الجرّاحين في مجال الكلية و المثانة و الخصية ، و من معلّمي زرع الكلّية ، و له طلاب كثيرون يعملون تحت إشرافه و تعلیمه.
المقالة الاولي في جريدة «جمهوري اسلامي» رقم 3902 بتاريخ 23 جمادي الاول 1413 هـ ق ، المصادف 28 ءابان لسنة 1371 هـ ش ، و هي بعنوان: «ينبغي عدم صرف بيت المال علی قطع نسل الشعب» ، وتتقّدمها سطور للجريدة تقول فيها:
«... علی انّ عدداً من الطرق المذكورة غير قابلة للتطبيق في بلدنا ، نظراً لامتلاك الثقافة الاسلاميّة الرفيعة ، و للسعي في تطبيق القوانين والتعإلیم الاسلاميّة ، و هذا الموضوع ناشي‌ء من الاهميّة التي يقيمها الإسلام للإنسان. و ذلك لانّ بعض هذه الطرق يبعث علی ايجاد نقص عضو من الاعضاء أو بروز إشكالات أخري. حيث انّ أحد موارد الشبهة الذي تقوم وزارة الصحة و التعلیم الطبّي بتطبيقه دون الاخذ بنظر الاعتبار عواقبه وءاثاره النفسيّة و الاجتماعية ، أمر اغلاق الانابيب للرجال و النساء.
و يلزم هنا تحذير المسؤولين في هذه الوزارة بأن صيانة حياة الإنسان واجب الهيّ ، كما انّ إقامة هذا الواجب وظيفة و واجب شرعيّ.
و لهذا فانّ الخدمات الطبيّة ينبغي استخدامها و توضيفها باتّجاه حفظ سلامة الإنسان و صحّة بدنه ، كما أنّ العاملين في المجال الطبيّ مسؤولون شرعاً و ضامنون تجاه عواقب الصدمات و الاضرار الواردة علی سلامة الإنسان ، و الناشئة عن الجهل و التساهل و عدم الدقّة.
و المقالة الحإلیة قُدّمت من قبل الدكتور ناصر سيم فروش ، الطبيب الملتزم المعروف ، و ذلك في ندوة تنظيم العائلة التي أُقيمت منذ مدّة في مشهد المقدّسة. و قد انتقد الدكتور سيم فروش في هذه المقالة الاسإلیب الموجودة لتنظيم العائلة ، و خاصّة اغلاق الانابيب لدي النساء و الرجال ، متقرحاً استخدام الاسإلیب التي يمكن الرجوع عنها متي ما اقتضي الامر لتحقيق هذا الغرض. و نقرأ سويّاً خلاصة هذه المقالة»
يقول الدكتور سيم فروش بعد البحث عن أضرار العَقْم و إغلاق الانابيب:
* ينبغي ان لا نقارن شعبنا الشيعي الاصيل بالمجتمعات الاخري، و علینا أن نعرف قدر هذا الشعب. كما أنّ من صالحنا أن نفيد في أمر تنظيم العائلة من الاسإلیب التي يمكن الرجوع عنها ، و ليس من اسلوب اغلاق الانابيب الذي يجرّ إلی العقم الدائمي.
ثم يقول في نهاية المقالة:
* و هذه المسألة سيمكن حلّها بيُسر عن طريق رفع مستوي التعلیم العام ، و التفكير الاستقلإلی في هذا السبيل و النهج ، اي بالاستفادة من الوسائل المناسبة في‌الدولة عن طريق التعلیم الصحيح والمستمرّ ، و ليس هناك من داعٍ إلی إيجاد جوّ من الضغط و الخوف الطّبي الموجود. و ينبغي الاّ يُنفق بيت مال المسلمين في قطع النسل الدائمي لهذا الشعب.
مقالة الدكتور سيم فروش في العواقب الوخيمة لإغلاق أنابيب الرجال
امّا المقالة الثانية له فقد نشرت أيضاً في جريدة «جمهوري إسلامي» رقم 4182 بتاريخ 22 جمادي الاوّل 1414 هـ ق ، المصادف 16 ءابان 1372 هـ ش ، و يتصدّر المقالة عنوان: «الاسإلیب الحإلیة للسيطرة علی عدد السكّان في دولتنا مغايرة للثقافة الاسلامية».
و هنا أيضاً تصدّر الجريدة مقالته بكلامٍ لها تقول فيه:
«إشارة: انّ بحث الحدّ من عدد السكّان من الابحاث المهمّة التي تتابعها فئة معيّنة في الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ عدّة سنوات بنفقات باهضة و نظرة من جانب واحد بشكل كامل تستتبع خلفها جميع قنوات التقنين و التنفيذ و قسماً رئيسيّاً من إعلام الدولة.
و يسعي المتصدّون لهذا الامر ، من خلال حصرهم هذه المقولة في نطاق قدرتهم ، و بارائتهم الارقام و المعلومات القابلة للتشكيك؛ لِسَوق الافكار العامّة إلی تلك الجهة التي يريدونها. و قد احرزوا ـ للاسف ـ نجاحات في هذا المجال حتّي الآن.
كما انّ ءاثار هذه النظرة من جانب واحد سيادتها علی جميع الشؤون في طريقها إلی الظهور تدريجاً ، و اذا لم يجرِ مواجهتها فانّها ستؤدّي إلی مشكلات جمّة.
و للدكتور ناصر سيم فروش رئيس قسم المجاري البولية (يورولوجي) في المركز الطبّي للشهيد لبّافي نژاد ، و هو من الوجوه المعروفة في المجال الطبّي في بلدنا ، نظرات في أمر عدم انطباق الاسإلیب المُستخدمة علی أمر الحدّ من السكّان نشرنا مقتطفات منها في جريدة «جمهوري اسلامي» و نقدّم للقّراء الاغّراء بحثاً له علی نحوٍ أكمل ليُشير إلی عُمق الاخطار الناجمة من الاسإلیب الحإلیة الخاطئة.» ثمّ قدّمت الجريدة مقالة مفصّلة للدكتور ، و باعتبار انّها مقالة شاملة نسبيّاً ، و حاوية لبعض المطالب المذكورة في المقالة الاولي ، لذا نجد من الاجدر أن نوردها بعينها هنا من أجل تبصير المجتمع:
«انّ مسألة السيطرة علی الموإلید و تحديدها من المسائل التي صارت مورداً للبحث في الاوساط العلمية و التنفيذيّة لمجتمعنا ، فمعظم المسؤولين متّفقون علی أساس موضوع تنظيم العائلة ، الاّ أنّ موضوع البحث هو في أسلوب الوصول إلی هذا الهدف. و بالنظر إلی أنّ دولتنا قد اختيرت في الوقت الحاضر كمسؤول عن التخطيط للحد من عدد الموإلید في المنطقة ، فانّ الامر يكتسب لذلك أهميّةً خاصة ، كما انّ الحيثيّة الاجتماعية للجمهورية الاسلامية قد صارت محطّ النظر و الإهتمام ، كما انّ حركتنا في هذا المجال ستكون قدوةً لسائر الدول الاسلاميّة. لذا فانّ ايّ خطأ سيمكن ان تكون له ـ لا سمح الله ـ ءاثار سيّئة علی هذا الإقتداء من قِبل الدول الاسلاميّة في المنطقة.
لذا فانّني ـ باعتباري مواطناً طبيباً ـ أقدّم خبرتي و اقتراحاتي للمجتمع و لواضعي البرامج لتكون مورد عنايتهم إن شاء الله تعإلی.
و في الاساس ، و حسب توصيات منظمة الصحّة العالمية ، فانّ الاسإلیب المستخدمة في كلّ مجتمع ستكون ناجعة حين تتلائم و تنسجم مع ثقاقة ذلك المجتمع. و باعتبار انّ مجتمعنا مجتمع اسلامي‌ّ ، فانّ من الجليّ انّ وجهة نظر العلماء المسلمين في هذا الامر يجب ملاحظتها لتكون البرامج قرينة النجاح و التوفيق. و سنذكر لاحقاً الفتاوي المرتبطة بمجال إغلاق الانابيب لدي الرجال ، و سنري بقليلٍ من التفحّص و التحقيق ، انّ اكثر العلماء الذي يقرب من الإجماع مخالف لامر اغلاق الانابيب لدي الرجال.
و من أجل التعرّف علی الامر ، فاننا نناقشة من جوانبه المختلفة ، وهي عبارة عن:
ألف: الاعراض الطبيّة ، نقص العضو و العواقب المترتّبة علیه.
ب: بلحاظ وجهة النظر الشرعي تبعاً للفتاوي الموجودة.
ج: باللحاظ الاجتماع و الروحي.
د: مرور علی التعامل غير المناسب (السابق ، خلافاً للاخلاق الطبيّة).
هـ: الاسإلیب المناسبة المقترحة لتنظيم العائلة في بلدنا بدلاً من الاسإلیب التي تنجرّ إلی النقص العضوي و قطع نسل المجتمع.
الاعراض الطبيّة الخطيرة إثر اغلاق الانابيب لدي الرجال
ألف: الاعراض الطبيّة ، و النقص العضوي الحاصل من اغلاق الانابيب لدي الرجال: لقد جري الإيحاء كثيراً إلی الناس خطأً ـ من أجل بلوغ الهدف ـ انّ أمر اغلاق الانابيب أمر يمكن لغوه و الرجوع عنه ، و انّه لايستتبع أيّ عارض.
و مع ذكرنا لعدد من الاعراض المهمّة التي تنجم عنه ، فاننا نوصي القّراء الاعزّاء بمراجعة المصادر التي نذكرها فيما بعد ، و هذا حقّ لمواطنينا في أن يعرفوا كاملاً العواقب المترتّبة علی أيّ عمل طبيّ قبل ان يُقدموا علیه ، كما هو المتعارف علیه في الخارج؛ و سيجري شرح هذه الاعراض باختصار:
1 ـ العقم الحاصل لا عودة فيه
انّ أوّل و أهمّ عرض اغلاق الانابيب لدي الرجال ، هو انّ العقم الحاصل سيكون في نصف الحالات علی الاقلّ عقماً دائميّاً لا عودة فيه ، وسيمثّل بعد وصل الانابيب ـ في حال نجاحه فقط ـ 70 في المائة. و الاهمّ من ذلك فانّه مع فتح الانابيب (في حال النجاح) فانّ الحمل سيحصل في 47 في المائة من الحالات ، اي أقلّ من النصف ، اي انّ نصف الرجال سيصبحون مُصابين بالعقم الدائمي. (مجموعة مطالعات ثلاث دول: ألمانيا، النمسا و سويسرا المنشورة في مجلّة يورولوجي امريكا ، سنة 1990).
و علّة هذا الامر انّ الانابيب حتّي في حال انفتاحها ، فانّ الخلايا المولّدة في الخصية و انتاج مادة انتي كور المضادّة لها ستفقد خاصيّتها للتوليد بشكل دائمي و ذلك لاسباب الوقاية في زمن اغلاق الانابيب.
و بالنظر للامور السابقة فانّهم في الدول الغربيّة يعمدون ليس فقط لإبلاغ الافراد بعدم امكان الرجوع عن هذا الامر مستقبلاً ، بل انّهم يأخذون منهم إمضاءً بموافقتهم علی ذلك. أمّا في بلدنا ، و حيث ينبغي ان تكتسب هذه الامور أهميّته اكبر بسبب اتّخاذ هذا الصدق و الصراحة و الاخلاق الطبيّة طابعاً اسلاميّاً ، فانّ ذلك لم يحصل في السنوات السابقة ، و قد جري الحديث مع الناس؛ و خاصةً في القري و الارياف؛ عن أمر الوصل المجدّد للانابيب فقط ، و لم يجرِ ذكر باقي الاعراض الاخري ، و هو أمر يؤسف له. (و قد قدّمت موارد بذلك مدعومة بوثائق إلی المسؤولين الجدد لوزارة الصحّة و التعلیم الطبّي).
2 ـ النزف الدموي و تجمّع الدم المتخثّر في مكان إجراء العملية (الورم الدموي: هيوماتوما):
و هو 2 في المائة ، و يشاهد حتّي بنسبة 29 في المائة في بعض التقارير.
(و قد شاهدتُ بنفسي مريضاً أُجريت له علميّة علی يد جرّاح مجرّب في أمريكا و أصيب بالورم الدموي ، و قد تحمّل الاذي بسبب ذلك مدّة).
3 ـ التهاب محلّ العملية: أثار ارتفاعُ ميزان التهاب العملية المثبّت في التقارير الواردة في الخارج دهشةَ الاطباء ، فقد ورد في التقارير بين 12ـ38 في المائة: (بمعدّل متوسطّ 4/3 في المائة) [1].
4 ـ نشوء ألم في الخصية و ورم مُزمن لموضع اغلاق الانابيب (جرانولوم) عند قليل من المرضي ، ممّا كان يبعث علی اختلال فكر المريض و يقلّل من كفاءته في العمل.
5 ـ العجز الجنسي: أحد الاعراض المشاهدة لدي الرجال بعد ربط الانابيب هو العجز الجنسي الذي يعود إلی منشأ روحي ، و بشكل نادر إلی منشأ هرموني (و قد ذكر و أيّد حصول اختلال خلايا ليديج في عدد من المقالات).
و العلّة الرئيسية لذلك تغيّر تصوّر المريض عن بدنه و عند عدم القابليّة علی الإنجاب ( Body Image ) ، أي تغيّر الانطباع الذهني للشخص عن نفسه. و هذا النوع من العجز الجنسي قد لا تُفلح معه المعالجات المعهودة. و علی الرغم من عدم شيوع هذا العرض المرضي ، لكنّه يكتسب أهميّة خاصّة باللحاظ العائلي و أمر حفظ العائلة.
6 ـ الاعراض العامّة الاخري المطروحة بعد اغلاق الانابيب ، وبالرغم من عدم حتميّتها و ثبوتها ، الاّ ان هذه الامور تدوّن في سائر الدُوَل وخاصّة الغربيّة منها و يُستحصل موافقة المريض و إمضاءه بشأنها.
و قد ادّعي في احدي المقالات في دولة انجلترا ان اغلاق الانابيب لدي الرجال يزيد من شيوع سرطان الپروستات ، كما تشير مقالة اخري إلی خطر بروز الاعراض القلبيّة و تصلّب الشرايين بعد اغلاق الانابيب. وبالرغم من أنّ الاطّباء لا يقبلون بهذين الامرين المذكورين ، الاّ انّهم يدوّنون ذلك و يأخذون به موافقة و إمضاء الاشخاص الذين تُجري لهم العملية.
و نري الآن الدقّة الكبيرة التي تُوضح بها جميع الامور قبل اغلاق الانابيب؛ أفيتمّ ذلك في بلدنا ؟! الجواب هو النفي ـ للاسف ـ في أكثر الحالات ، بل انّهم يُخفون عن المريض أمر عدم إمكان العودة القطعي عن هذا الامر لنصف الحالات ، و يذكرون في الاوساط أمر انفتاح الانابيب. كما انهم يمتنعون عن ذكر أرقام حصول الحمل بعد فتح الانابيب مجدّداً. وهذا النوع من التعامل مع الامور ، و الوصول إلی الغاية و الهدف ، ليس من شأن بلدنا الاسلامي.
الدكتور سيم‌فروش: لقدقاموا بأغلاق أنابيب الرجال مع كتمانهم لرأي مراجع التقليد
ب: أكثر مراجع التقليد [2] مخالفون للاسإلیب المنجرّة إلی نقص عضو في الرجال (اغلاق الانابيب أي فازكتومي ) ، و من بينهم سماحة الآيات: قائد الثورة الفقيد سماحة الإمام الخميني (قُدّس سرُّه) ، ءاية الله العظمي الاراكي ، و القائدالمعظّم للثورة سماحة ءاية الله الخامنئي ، الذين يعتبرون ربط الانابيب لدي الرجال ـ عند احتمال عدم إمكان العودة ـ أمراً غير جائز.
و لان عدم حصول الإنجاب أمر قطعي في نصف الحالات ، لذا فانّ هذا العمل يعدّ فعلاً محرّماً ، كما انّ انفاق بيت المال من أجل فعلٍ حرام أمر غير شرعي و يمكن ان تكون له تبعات سيّئة في المجتمع.
و لقد كان الكثير من المرضي الذين اغلقت الانابيب لديهم لا يمتلكون ـ للاسف ـ اطّلاعاً علی الفتاوي المذكورة ، و قد تعجّبوا و تأثّروا بعد إدراك الامر.
موارد بروز خطر جسمي أو روحي نتيجة لاغلاق الانابيب لدي الرجال
ج: الاعراض الاجتماعيّة و الروحية:
انّ اغلاق الانابيب لدي الرجال يمكن أن يؤدّي إلی مشكلات اجتماعيّة و إلی صور و أدوار عائليّة ثقيلة بسبب العقم الدائمي الحاصل في نصف الحالات ، و قد شاهدتُ بنفسي كثيراً من تلك الحالات في الخارج ، كما نشاهد تلك الحالات في إيران بعد إجراء اغلاق الانابيب.
ففي الحالات التي تنفصل فيها زوجة المريض عنه لاسبابٍ ما ، أو تتوفّي ـ لا سمح الله ـ فانّ الزواج سيُمني بالفشل و الإحباط بسبب عدم امكان الانجاب في هذا الزواج ، و ستصبح الاعراض الروحيّة و خيمة للغاية...
د: الحالات العملية الواقعيّة:
و اذا ما جلسنا لنتحّدث مع الكثير من الزملاء ، فاننا سنجد الحالات العديدة من المشاكل الناجمة من اغلاق الانابيب. و سأذكر شرحاً لحالات واقعيّة لعددٍ من مرضاي.» ثم يذكر الدكتور سيم فروش بالتفصيل عدداً من الحالات التي أصيب حياة أصحابها بالتفكّك و عانوا من الحرمان. ثم يقول: «و سنشاهد عدداً أكبر من هذه الحالات يوماً بعد ءاخر ، الاّ اذا أصغينا لنصائح علمائنا المسلمين الذين يريدون صلاحنا أكثر من الآخرين.»
ثم يذكر الدكتور هنا اقتراحاته ، و من جملتها:
«عدم حذف او تجاهل الاطبّاء الذين يمتلكون وجهات نظر في أمر السيطرة علی عدد السكّان في الجلسات العلمية و التنفيذية لبرامج تنظيم العائلة» ثمّ يقول: «و من المسلّم ان البعض يسعون ـ بإيجاد الرعب في المجتمع ـ للإفادة من جميع جوانب الحد من عدد السكّان بدون الالتفات إلی جوانبها الاخلاقيّة و الطبيّة و الاسلاميّة. و اذا ما تُركت أيدي عدد معدود من هذه الفئة حرّة طليقة ، فانّهم سيصلون حتّي إلی إسقاط الجنين الجنائي و يُطالبون بجعله أمراً قانونيّاً ، و هو أمر سيمحو البركة من مجتمعنا وسيستتبع الغضب الالهيّ ، عسي أن لا يأتي الله بيومٍ نري فيه ما نشاهده في الغرب حإلیاً و كيف صار اسقاط الجنين الجنائي أمراً يوميّاً معهوداً علی الرغم من مخالفة عددٍ كبير من الناس له ، و علی الرغم من الجدال و الخصام الحاصل كلّ يوم بين الفئة المؤيّدة له و المخالفة.
و قد نُشر أخيراً في احدي المجلات الطبيّة جملة لكاتبٍ ما يقول فيها:
«إنّ اختتام الحمل غير المرغوب ، سواءً كان لاسباب طبيّة أو لاسباب اجتماعيّة ـ إقتصاديّة ، قد صار أمراً مقبولاً» حيث انّ من المسلّم إن العمل علی انهاء الحمل للاسباب الاجتماعيّة ـ الاقتصاديّة سيُحسب اسقاطٍ جنائيّاً و أمراً مذموماً ، ليس عند شعبنا فقط ، بل عند الكثير من الاحرار المتخلّقين بالاخلاق الإنسانيّة. بلي ، اننا ما لم نمتلك برنامجاً و نظاماً لتنظيم عدد السكّان فاننا سنشهد أمثال هذه الامور.
و إن شاءالله تعإلی سيتمكّن المسؤولون الجدد لوزارة الصحّة والتعلیم الطبّي من تحكيم النظام الاسلامي اللازم و الموفّق لهذه لمسألة ، وباطلاع المجتمع أكثر علی جريان تفاصيل البرامج التي يُقام بتنفيذها ، وبإشراك نظر الجميع في التخطيط لها ، لا أن يعملوا خلافاً لما قيل فيفيدوا من ايّ أسلوب ، مهما كان غير منسجم أو متناسب مع الاخلاق الطبيّة من اجل الوصول إلی هدفهم المنشود.
المصادر التي أفيدَ منها:
1 - U. H. Engelamann et. al. Vasectomy Reversal in Central Europe Journal Of Urology 143: 64 - 67 , 1990.
. h. Fisch Detection Of Testicular Endocrine Abnormalities Following Vasectomy G. Urology 141: 1129 - 32, 1989 - 2
3 ـ الدكتور ناصر سيم فروش ، مؤتمر أسإلیب الحد من الإنجاب لدي الرجال في مشهد المقدّسة ، سنة 1370 هـ ش.
4 - Campell ,S Urology. W. B. Saunders , 1992P - 3124 - 25
الاشارة إلی بعض المطالب التي تمتلك أهمية فائقة في المقالة المذكورة
هذا و قد أُشير في المقالة المذكورة إلی بعض المطالب التي تمتلك أهميّة فائقة بالخطّ العريض و وُضعت ضمن إطار مميّز ، و نأتي بها هنا لنفس السبب:
* للاسف لم يكن للكثير من الرمضي الذين اغلقت الانابيب لديهم علم بفتاوي العلماء ، و قد تأثّر هؤلاء و تعجّبوا بعد إدراك الامر.
* في الحالات التي تنفصل فيها زوجة المريض عنه لاسبابٍ ما ، أو تتوفّي ـ لا سمح الله ـ فان المريض سيُصاب بالفشل و الإحباط في زواجه بسبب عدم إمكان الإنجاب ، و ستكون الاعراض الروحيّة و خيمة للغاية.
* أوّل و أهم أعراض اغلاق الانابيب لدي الرجال هو انّ العقم الحاصل في نصف الحالات علی الاقلّ سيكون ـ تبعاً للإحصائيّات ـ دائميّاً لا عودةَ فيه.
* أكثر مراجع التقليد مخالفون للاسإلیب التي تنجرّ إلی حدوث نقص عضو في الرجال ، و من بينهم سماحة الامام الخميني (ره) ، ءاية الله العظمي الاراكي ، القائد المعظّم للثورة سماحة ءاية الله الخامنئي؛ حيث يعتبرون مسألة اغلاق الانابيب لدي الرجال ـ عند احتمال عدم امكان العودة إلی الإنجاب ـ أمراً غير جائز ، لذا فانّ هذا العمل يعدّ محرّماً ، كما انّ انفاق بيت المال من أجل فعل عمل محرّم ، أمر غير شرعي و يمكن ان يكون له تبعات سيّئة في المجتمع.
* من المسلّم انّ هناك عدّة يسعون ـ بإيجاد الرعب في المجتمع ـ إلی الإفادة من جميع سبل الحد من عدد السكّان بدون الالتفات إلی الجوانب الاخلاقيّة الطبيّة و الاسلاميّة ، و اذا ما تركت أيدي البعض من هذه الفئة حرّة طليقة فانّهم سيجرّون الامر إلی الإسقاط الجنائي للحمل و سيطالبون بجعله قانونيّاً.
* انّ الاطبّاء الذين يمتلكون وجهات نظر في كيفيّة الحد من عدد السكّان قد جري تجاهلهم في الجلسات العلمية و التنفيذيّة لبرامج تنظيم العائلة ، بينما كان يمكن إزالة الإشكال الموجود بالإفادة من ءارائهم.
* انّ الاسإلیب المناسبة المقترحة لتنظيم العائلة في بلدنا قد تركت مكانها للاسإلیب المنجرّة إلی نقص عضو وإلی قطع نسل المجتمع.
* لقد قام الكثير خطأً؛ من اجل بلوغ الهدف؛ إلی تلقين الناس والإيحاء إلیهم إنّ اغلاق الانابيب أمرٌ يمكن العودة عنه ، و أنّه ليس له أيّة أعراض جانبيّة ، في حين انّ العقم كان غير قابل للعودة عنه ، و كان باعثاً علی النزف الدموي و الورم الدموي في محلّ اجراء العمليّة ، وعلی الالتهاب ، و ألم الخصية ، و العجز الجنسي ، و علی كثير من الاعراض المؤذية الآخري.
* انّهم في الدول الغربية لا يصارحون الناس فقط بأمر عدم إمكان العودة (عند اغلاق الانابيب) ، بل انّهم كذلك يأخذون إمضاء الشخص في هذا المورد و في سائر الاعراض الاخري ، بينما لم يُطبّق هذا الاسلوب في بلدنا و هو ممّا يبعث علی الاسف.
* قيل في المقالات المنشورة في دولة انجلترا ، إنّ اغلاق الانابيب لدي الرجال يزيد من شيوع سرطان الپروستات.
مقالة (ف. م. هاشمي) في الاخطار و الامراض الناشئة من اغلاق أنابيب النساء
المورد الثاني: نظريّات و ءاراء (ف. م. هاشمي) التي نشرت في جريدة «طوس» طبع مشهد ، بتاريخ السادس من محرّم سنة 1415 هـ ق (26 خرداد سنة 1373 هـ ش). و نورد هنا عين ءاراءه و نظريّاته:
«مَا لَمْ يُقال للنساء:
عرض المسألة: إنّ اغلاق الانابيب هو أحد أكثر أسإلیب عَقْم[3] النساء رواجاً ، حيث اعتبر هذا الاسلوب أحد اكثر أسإلیب الحد من عدد السكّان والموإلید في العالم تأثيراً و أقلّها خطورة. و مع ذلك فقد نشرت تقارير متعدّدة في الادبيات الطبيّة العالمية منذ الثلاثينات (1930) ، تحكي عن أخطار هذا الاسلوب بالنسبة إلی سلامة النساء. و بعكس الاعلام المنتشر حإلیاً في العالم ، فإن هذا الاسلوب المذكور ، يُعَرّض صحة المرأة إلی خطرٍ جدي.
و من جملة هذه الاخطار ما يُدعي بـ «هيدرو سإلیبنكس ، ءاندومتريت» Endometriosis ، [ ءاندومتريوز ] و عدم انتظام افرازات الغدد الداخليّة في البدن. و قد صار واضحاً الآن انّ اغلاق أنابيب المبيض ليس أسلوباً فعالاً وعديم الخطورة. و يُسعي في المقالة التإلیة لبحث الجوانب المختلفة لهذا الاسلوب ، و عرض نكات جديدة ، خاصةً للمرأة الايرانيّة.
إنّ العَقْم عن طريق العملية الجراحيّة من اكثر أسإلیب الحدّ من عدد السكّان شيوعاً في العالم ، و هو الآن أكثر شيوعاً منه في أي زمن ءاخر ، وأكثر رواجاً من أي شكل ءاخر ، فمثلاً علی الرغم من انّ تعقيم الرجال كان أسهل بدرجات من النساء ، و كانت نسبة نجاحه أيضاً تزيد علی 95 في المائة ، الاّ انّ النساء في استرإلیا لا زلن يشكّلن أكثر من نصف المراجعين لإجراء عملية العَقْم ، و كان نجاح هذه العملية أكثر لدي النساء اللاتي بلغن العمر المتوسّط.
و يقدّر الآن انّ أكثر من 130 مليون امرأة في أرجاء العالم قد صرن عقيمات عن طريق اغلاق الانابيب لديهنّ ، و قد لاقي هذا الاسلوب رواجاً كثيراً في دول العالم الثالث أيضاً خلال السنوات الاخيرة. و تمتلك البرازيل أعلی نسبة بين هذه الدول ، حيث انّ 44 في المائة من كلّ نساء البرازيل يقمن بَعقْم انفسهن حين يصلن إلی سنّ الإنجاب.
انّهم يتكتّمون عمداً علی أعراض و أخطار إغلاق الانابيب لدي النساء
لقد مضي أكثر من نصف قرن علی إشارة الاخصّائيين إلی مخاطر اغلاق الانابيب ، كما انّ التقارير و التحقيقات الاخيرة حاكية هي الاخري عن الاعراض الوخيمة لاغلاق الانابيب ، و انّها أمر لا عودةَ فيه بالنسبة لاغلب النساء ، بيد انّ هذه المعلومات لم توضع بأيّ وجه في متناول أيدي النساء ، و أُبقيت بشكلٍ ما طيّ الكتمان.
و علی الرغم من الاعراض التي لا يمكن استدراكها في هذا الاسلوب، فانّ النقص الوحيد الذي قد يُشار إلیه أحياناً هو عجزه عن منع الحمل في بعض الحالات الخاصّة ، و كان الاخصّائيون يقومون في الحالات التي كان هذا الاسلوب مُخفقاً فيها ، بإلقاء الذنب علی الإمكانات الفنيّة بدلاً من مناقشة السبب الاصلي.
و هناك في الوقت الحاضر المرأتان أو ثلاث يحصل لهنّ الحمل مجدّداً من كلّ ألف امرأة أعقمت نفسها ، بيد أنّ هذا الاسلوب عموماً يسلب احتمال الحمل المجدّد من الاكثريّة الساحقة من النساء.
انّ تزايد عدد النساء اللواتي يقمن بعَقْم أنفسهنّ ، بالنظر إلی ماهيّة الاختيار و التطوّع لهذا العمل ، يُثير أسئلة متعدّدة:
هل تعلم النساء انّ إجراء العَقْم يمكن أن يستتبع خطر الموت ؟
هل قيل للنساء انّ هذا العمل يسبب بروز الامراض النسائيّة المزمنة ، كالآلام الموضعيّة المتطاولة الامد ، أو ظهور نتوءات في الغشاء المخاطي للرحم ؟ هل يُقترح علی النساء أيّ بديل ءاخر للعقم ؟ و أخيراً: هل يمتلك أسلوب العَقْم أي مزيّة قياساً إلی الاسإلیب الاخري لمنع الحمل ؟
سيُسعي في السطور اللاحقة؛ من خلال مراجعة التحقيقات الواسعة التي أُجريت أخيراً في أرجاء العالم؛ إلی مناقشة أعراض و عواقب عَقْم النساء بشكل مختصر ، و ذلك من وجهة النظر الطبيّة البحتة.
من المسلّم في الوقت الحاضر انّ وعي النساء لعواقب العَقْم قليل وناقص و مضلّل ، و يمكن القول عموماً: انّ النساء اللواتي يُقبلن علی هذا الاسلوب لا يملكن إطّلاعاً علی أخطاره و عواقبه السيّئة.
الخسائر: إنّ احصائيّات الخسائر لدي النساء في اُسلوب العَقْم يستحقّ التأمّل ، فالإحصائيّات و الارقام الموجودة في هذا المجال تُغاير بشكل كامل إسطورة عدم خطورة أسلوب العَقْم. فهناك ـ مثلاً ـ في انجلترا امرأة واحدة من كلّ عشرة الآف تموت إثر العواقب المباشرة لاغلاق الانابيب ، و هذا الرقم يمثّل في الولايات المتحدة واحدة من كلّ 25 الفاً ، امّا في الدول النامية مثل بنغلادش فانّه يصبح واحدة من كلّ خمسة الآف.
و تقول بعض الاوساط لتبرير هذا الخطر: انّ مخاطر اسلوب العَقْم أقلّ بمراتب من مخاطر الولادة ، لكنّ هذا الإستدلال هو الآخر لا يمكن ان يبرّر إجراء العَقْم بالنظر إلی ماهيّة التطوّع لإجراء العملية ، فلا يبدو انّ النساء يرجحنّ خطر الموت تطوّعاً تحت مبضع الجرّاح علی المخاطر الإحتمإلیة للولادة. و في الحقيقة فانّه لم يجرِ أيّ استشارة للمرأة لإجراء هذا العمل المصيري ، و لم يُوضع تحت تصرّفها أيّ معلومات صحيحة. واذا ما افترضنا انّ العَقْم أمر مؤثّر لحد من الموإلید ، فهل ستكون الخسائر الناجمة منه مقبولة بأيّ شكلٍ كانت ؟
الاعراض الجراحيّة:
وفقاً للابحاث التي أجريت من قبل المعهد الملكي في لندن ، فانّ 14 في المائة [4] من النساء اللواتي يقمن بعَقْم أنفسهنّ يُعانين من الاعراض السيّئة للعملية الجراحيّة. و يعني هذا الامر انّ امرأة واحدة من كلّ 25 تصاب بمثل هذه الاعراض ، و هذه الاعراض عبارة عن:
النقص في اجراء العمليّة ( و هو أكثر الاعراض شيوعاً).
النزف الدموي (Haemorrhage )
فقدان الحساسيّة الموضعية (anaesthesia )
الانتفاحْ الدائمي للبطن
الحروق
الخسائر الواردة في الحوض و الاوردة الدمويّة ، و أخيراً الإلتهاب
و اعتياديّاً فانّ القسم الاعظم من هذه الاعراض يعود إلی الحوادث وإلی التساهل عند إجراء العمليّة.
الحروق الواسعة ، ثقب في المعي أو جدار البطن أو المثانة أو الرحم.
و ما يُثير القلق هو: كم من هذه الحوادث التي لا يمكن تلافيها قد بقي مخفيّاً فلم يُشَر إلیه في التقارير ؟
كما انّ الموارد الاخري التي أُشير إلیها في التقارير هي:
إنسداد المعي ، و هو أحد هذه الموارد.
حيث ان حصول فتق في الامعاء الدقيقة نتيجة حصول ثقب في العضلات الرابطه هو سبب هذا الانسداد ، حيث دام ذلك لسنتين بعد العملية الجراحيّة ممّا ءاذي المريض و عذّبه. علی انّ الكثير من النساء لا يمكنهن العثور علی أي علاقة بين أمراضهن الحإلیة و العملية الجراحية ألتي أجرينها قبل عدّة سنوات.
الحمل المجدّد لبعض هؤلاء النساء ، و يحصل غالباً لإنسداد انبوب ءاخر بدل الانبوب الاصلي ، مثلاً إغلاق عضلات الجهة إلیسري بدلاً من الانبوب الاصلي. و علی الرغم من المشقّات و النواقص الموجودة في العملية الجراحيّة التي تصل أحياناً إلی رقم يُثير الحذر و هو 8/19 في المائة، فانّ بعض المحقّقين لايزالون يعتقدون انّ اجراء العَقْم أسلوب عمل مؤثّر و غير خطر!
الاعراض الخطيرة لعملية العَقْم و المسبّبة عن انقطاع عمل أحد أعضاء البدن
أعراض بعد العمليّة:
انّ الحديث عن العواقب المضرّة للعَقْم ليس بحثاً مبالغاً مُغرقاً فيه ، وذلك لانّ «عمل عضو من أعضاء البدن سينقطع بهذا الاسلوب».
و يُصار في أسلوب العَقْم إلی إغلاق أنابيب مبيض المرأة عن طريق الضغط ، الإحراق ، بوساطة الكهرباء ، بالقطع ، بالخياطة أو الاغلاق بخيوط العملية الجراحيّة (Catgut) ، أو بالاربطة الخاصّة بنحو تُغلق فيه بحيث لايمكن للبويضة أن تدخل الرحم بَعدُ. لكن هذا بداية الامر فقط ، فقد وجد ضمن مطالعة للامر انّ هناك 2/3 في المائة من 256 إمرأة صرن عقيمات عن طريق إغلاق الانابيب ، قد خضعن خلال سنتين بعد هذه العمليّة إلی عمليّة جراحية أخري علی الاقلّ في ناحية الحوض.
و يعتقد أصحاب النظر انّ فترة الإستدارة إلتواء قناة فالوب (Fallopian tube) و هايدروسالبينكس (تراكم السائل في قناة فالوب) سيستغرق عند النساء بين 2 ـ 8 سنوات.
و بناءً علی بعض التقارير ، فانّ استدارة مجري الرحم و تشكّل الهايدرو سالبينكس (الذي يقترن أحياناً بالغانغرينا gangerene )هو نتيجة مباشرة لقطع قناة فالوب عن طريق العملية الجراحيّة.
عواقب المناعة (إميونولوجي immunology):
بعض أعراض اغلاق الانابيب فوري ، و البعض الآخر يظهر تدريجاً
و ما يحتاج إلی مطالعة أكثر ، مسألة الإفادة من السيليكون (Silicon)في الادوات المستخدمة لسدّ الانابيب ، فقد كان العلماء يتصوّرون سابقاً انّ السيليكون من الناحية إلیولوجيّة يعتبر عنصراً خاملاً لكن التحقيقات الاخيرة تُظهر أن الافادة من الإلاستومرات السيليكونيّة. Elastomer): وهي وسيلة لقياس القدرة الرجعيّة للانسجة) يقترن في بعض الحالات مع ردّ فعل النظام الدفاعي للبدن. لذا يبدو انّ الشخص يصبح بمرور الوقت حسّاساً تجاه السيليكون ، و هذا الامر يمكن أن ينجرّ إلی ردّ فعل علی شكل إلتهاب حادّ.
انّ التركيب الكيميائي للمواد المصنوعة من السيليكون صار معروفاً للبشر: (پولي دين مثيل سايلوكزان) ، و هي المادة التي تستخدم في أكثر الادوات و التجهيزات الطبيّة. كما ان الكثير من النساء يبدين حسّاسيّة تجاه هذه المادّة المستخدمة في الحلقات و الخيوط الخاصّة المستخدمة لسدّ أنابيب الرحم. و يستفاد من هذه الادوات بكثرة ، و خاصّة في الدول النامية كالهند. و هناك 4 ـ 5 ملايين امرأة يصبحن عقيمات كلّ سنة عن طريق اغلاق الانابيب ، و هذا العمل يجري عادة في الدول النامية بصورة سريعة ، و يحصل غالباً من قبل الافراد الذين لم يتلقّوا تعلیماً كافياً ، فيبقي المريض في المستشفي 3 ـ 4 ساعات كحّدٍ أقصي ، و يخضعون لعملية جراحية لخمس دقائق علی أكثر تقدير.
النتيجة: انّ للعَقْم من الآثار الاخري الممتدّة ، منها إلتهاب المخاط الداخلي للرحم (اندومتريت) ، أدوار طمث مؤلمة (Dyimenorroea) ، وأخيراً عدم الإنسجام في الجدار المخاطي للرحم.
و مع كلّ هذه الاعراض الجانبيّة ، فانّ من البديهي انّ العَقْم لا يمكن عدّه بعد هذا أسلوبا مؤثّراً ، بل ان هذا الاسلوب يستتبع أخطاراً لا تُحصي تهدّد سلامة المرأة.
إن إدراك هذا الامر سيجعل النساء ـ بلا شكّ ـ في صدد العثور علی أسإلیب أقلّ خطورة لمنع الحمل.
المصادر:
Population Reports , No. 28 - 1.
People , No. 4 - 2.
Reportd , Oct. 1990 - 3.
Finance and Development , Dec. 1990 - 4.
Women's Studies Internatoinal Forum , Vol. 16. No. 5 - 5.
6 ـ ف. م. هاشمي تنظيم العائلة ، يضمن سلامة الام و الطفل. «تنظيم خانواده ، ضامن سلامت مادر و فرزند». جريدة «خراسان» ، الاوّل من شهر مرداد لسنة 1370 هـ.
الهوامش:
Hydrosalpinx: تجمّع السائل «سروزي» في أنابيب الرحم.
Endometriosis: حالة توجد فيها الانسجة المخاطيّة للرحم في غير محلّها في المواقع الختلفة لحفرة الحوض.
هذا و قد طبعت المطالب المهمّة في المقالة السابقة بخطّ عريض داخل إطار معيّن ، و نأتي بها بنفس الشكل للغرض نفسه:
* انّ الآثار و الاعراض الوخيمة و امر اللاعودة بعد اغلاق الانابيب لم توضع في متناول أيدي النساء بأي شكل ، و أُبقيت ـ بشكلٍ ما ـ طيّ الكتمان.
* انّ العمل الطبيعي لاحد أعضاء ا لبدن سيتوقف في أسلوب العَقْم.
* اسلوب اغلاق الانابيب ـ خلافاً للإعلام و الضجيج الحإلی في العالم ـ يضع سلامة و صحّة النساء في معرض الخطر بشكل جدّي.
المورد الثالث: مقالة في مجلّة «القراءآت السياسيّة» ترجمتها السيّدة المخدّرة عظيمة ريحاني دام توفيقها من العربيّة إلی الفارسيّة [5] ، و قد طُبعت هذه المقالة في عددين متتإلین من جريدة «جمهوري اسلامي» بتأريخ ، 29 جمادي الاول 1414 هـ ق( 23 ءابان 1372 هـ ش) برقم 4188 ، و 30 جمادي الاول 1414 هـ ق( 24 ءابان 1372 هـ ش) برقم 4189. و قد عمدت الجريدة في عدديها إلی شرح المقالة و تعريفها أوّلاً بصورة متماثلة، ثم شرعت بذكر ما أدرج فيها بالترتيب. و نذكر بدورنا كلام نفس الجريدة ، ثم نذكر مقالتها بالترتيب.
امّا شرح الجريدة و تعريفها فقد كان:
«إشارة: لقد طبعت و نشرت أجهزةُ الإعلام الجماهيريّة في بلدنا في السنوات الاخيرة ، اتّباعاً لسياسة ضرورة الحد من عدد السكّان ، مطالب كثيرة تنسجم و هذه السياسة و تتناغم معها. و نتيجة لهذا الإعلام المكثّف من جانب واحد ، فقد استقرّ هذه الرأي بصورة أصل بديهيّ في أذهان العموم ، حتّي انّه أثّر علی أكثريّة ممثّلي مجلس الشوري الاسلامي بحيث وصل الامر ـ بالرغم من تحذير عددٍ لا يُستهان به من أعضاء المجلس ـ إلی المصادقة علی قانون حرمان الطفل الرابع من الامتيازات التي تمنحها الدولة.
إصرار مناصري الحدّ من السكّان علی عدم إطلاع أهل البلد علی أخطار ذلك
و النكتة ذات الاهميّة البالغة هي أنّ سيطرة مناصري سياسة الحد من عدد السكّان علی أجهزة الإعلام الجماهيريّة قويّة إلی حدّ انّ كثيراً من أجهزة الإعلام لم يقبل حتّي الآن بنشر وجهات نظر مخالفي هذه السياسة. انّ ما يُنشر عادةً في المطبوعات ، أو من الراديو و التلفزيون ، يمثّل بصورة محضة رأياً منفرداً يقوم المشرفون علی برنامج الحد من عدد السكّان بإعداده و تدوينه و وضعه في يد أجهزة الإعلام ، حتّي انّ مخالفي هذه السياسة لا يجدون طريقاً للمشاركة في الجلسات أو الاجتماعات في مجال الحد من عدد السكّان عند انعقادها.
و قد استمرّ هذا الوضع غير الصحيح حتّي اضطرّ أخيراً أحد أطبّاء بلدنا المعروفين إلی التنبيه إلی أخطار هذه السياسة و عدم انطباق أسإلیبها المستعملة مع الثقافة الإسلاميّة ، في مقالة نُشرت في جريدة «جمهوري اسلامي» الاحد 16/8/1372 هـ ش. [6]
«القراءآت السياسيّة»: الحاكمية السياسية هي‌الهدف من تحديد عدد السكّان
و قد نشرت أخيراً إحدي المجلاّت العربيّة مقالة مفصّلة في هذه المقولة أزاحت فيها الستار عن الخطط الامريكيّة للحدّ من عدد سكّان العالم الثالث و الإسلامي ، و شرحت الابعاد المختلفة لهذه الخطّة الإستعماريّة و تسعي جريدة «جمهوري اسلامي» بطبع و ترجمة هذه المقالة ، إلی تحذير جميع الذين يتجاهلون هذا الامر المهمّ. و تأمل أن يلتفت المسؤولون إلی عمق ما يحدث بعناية و اهتمام أكبر. و تطالعون هذه المقالة في عددين من الصحيفة.»
ثم تفتتح المطلب في العدد الاوّل بعنوان: «الخطط الاستعمارية في قالب سياسات الحدّ من عدد السكّان في الدول الاسلاميّة» ثم تقول: (قبل الحديث عن سياسات الحد من عدد السكّان ، يلزمنا الإشارة إلی كيفيّة نشوء هذه السياسة:
انّ سياسات الحد من عدد السكّان تمثّل مجموعة أهداف ترتبط بزيادة عدد السكّان ، و تظهر هذه الاهداف في مجموعة من الخطط واللوائح التنفيذيّة للدولة. و الهدف من هذه الخطط تحكيم الإرادة السياسيّة علی ميزان نمو السكّان.
و الاخصّائيّون السكّانيّون الجدد هم الذين يقودون عملية تنفيذ قرارات سياسة الحد من عدد السكّان بهدف التحكّم و التسلّط علی الزيادة البشريّة.
و ما سيتّضح لنا في هذا البحث هو: لماذا يجري التأكيد علی الحدّ من زيادة السكّان ؟
لقد اهتمّ الخبراء و الاخصّائيّون الغربيّون بعد الحرب العالمية الثانية بشكل بارز بمفاهيم سياسات الحد من عدد السكّان ، و يصف هؤلاء الافراد ثقافتهم بهذه الممّيزات و المشخصّات:
1 ـ حاكميّة الإلحاد بمثابة إطار الثقافة.
2 ـ توسيع سيطرة النزعة الفرديّة.
3 ـ إضعاف دور الاخلاق العامّة.
4 ـ إضعاف القيم الاساسيّة الاجتماعيّة.
5 ـ التأكيد علی احترام و تعزيز المنافع الشخصيّة.
كما يُظهرون إلی جانب ذلك بأنّ المنطلقات الفلسفيّة لسياسات الدراسات السكّانيّة التي وضعت علی أساس الإلحاد تتعارض مع الدين الإسلامي.
و قد قامت الدول الغربيّة بترويج هذه النماذج الاجتماعيّة مقرونة بخطط خارجيّة للتغييرات الثقافيّة في البلدان الاسلاميّة ، و قد ترسّخت هذه النماذج في وجود بعض المسلمين الذين تربّوا في أحضان الثقافة و المدنيّة الغربيّة و الذين حصلوا علی التعلیم الغربي.
و لهذا السبب فقد سارت التغييرات الثقافيّة في المجتمعات الاسلامية بسرعة باتجاه النماذج الثقافيّة الغربيّة ، ممّا أدي إلی اتّساع ظاهرة الإلحاد و النزعات الفرديّة ، و أضعف ذلك الاخلاق العامّة و القيم الإجتماعيّة المستمدّة من الدين الإسلامي. و بهذا الترتيب فقد وجدت أسس اخلاقيّة ثانويّة كانت تبعث علی احترام المنافع الشخصيّة للافراد.
و يمكن من هنا فهم أبعاد سياسة الحد من عدد السكّان التي تؤدي إلی الحدّ من تزايد عدد السكّان ، و من هنا فقد عُزفت نغمة: انّ التزايد غير المدروس للسكّان يخالف حريّة المرأة و استقلالها ، و انّ زيادة عدد السكّان يتعارض مع تحقّق جمالها.
كما انّ السعي لإقناع العوائل بأن زيادة عدد أطفالها يضع منافع الاشخاص في معرض الخطر؛ سواءً باللحاظ الإقتصادي أو باللحاظ الاجتماعي؛ يعود إلی نفس إطار هذه السياسة الإستعماريّة.
[1] ـ هكذا ورد في المتن. (م)
[2] ـ ليس هذا قول الاكثرية ، بل فتوي و قول جميع مراجع التقليد.
[3] ـ استفدنا من كلمة العَقْم بدلاً من الإعقام أو التعقيم أو ما يشابهها ، انظر «اللسان» مادة عقم. (م)
[4] ـ ينبغي ان تكون 4 % ، لانّه بنفسه يفسّره بأنّه واحد من كلّ خمسة و عشرين نفراً.
[5] ـ لعدم عثورنا علي المتن العربي ، فقد لجأنا الي اعادة ترجمتها الي العربيّة (م).
[6] ـ المقصود هو الدكتور المحترم ناصر سيم فروش الطبيب الاخصّائي الملتزم الذي يقلّ نظيره في بلدنا ، حيث أوردنا مقالته في هذا الكتاب ص 58 نقلاً عن جريدة «جمهوري اسلامي» رقم 4182 ، المؤرّخة 22 جمادي الاول لسنة 1414 هـ ق. ( 16 ءابان 1372 ه. ش) و هذه المطالب هي تلخيص مقالته التي كانت قد طُبعت في نفس الجريدة قبل عدّة أعداد.