|
|
مشابهة قانون إسقاط الجنين في الدول الكافرة لفعل العرب في عصر الجاهليّةو نُلاحظ ممّا قيل سابقاً إلی أيّ حدّ انغمرت الدول الكافرة في الضلالة و الغيّ و نهج الذلّ و الحياة التعيسة البائسة ، بحيث اعتبروا إسقاط الجنين في محاكمهم و قوانينهم عملاً مشروعاً فأقرّوا بذلك علناً حكم قتل البشر. فهم يعدمون ـ رأي العين ـ الطفل المعصوم ، أي زينة حياتهم وعيشهم ، و أحلي ثمار عالم وجودهم ، ثم يسمّون أنفسهم بالبلاد المتمدّنة المُتقدّمة ، بل وصلوا إلی ادّعاء حمل لواء المدنيّة و الرقيّ ، في حين انّ أعمالهم هذه لا تتفاوت أبداً مع أعمال عرب الجاهليّة ، فاولئك كانوا يقتلون أطفالهم و يئدونهم أحياءً ، و هؤلاء يقومون بالعمل نفسه بأسلوب ءاخر ، لكنّهم في النهاية يمتدحون أعمالهم و يباركونها و يلعنون أعمال عرب الجاهليّة و يتنفرّون منها ، تَبًّا لَهُمْ وَ لِمَا عَمِلَتْ لَهُمْ أَيْدِيَهُمْ وَ لُعِنُوا بِمَا فَعَلُوا وَ بِمَا قَالُوا. و نستخلص هنا أيضاً انّ نوع التمدّن هذا ، و كلمة التمدّن هذه ، ليسا الاّ بربريّة و وحشيّة و همجيّة ، لكنّها احتلّت في كتب اللّغة مكان كلمات التمدّن و الحضارة و المدنيّة و المدينة ، ثم وضعت بالتزوير و الخداع أقنعةً برّاقة جميلة لاعمالها المنكرة القبيحة ، و حاولت فرض همجيّتها علی العالم بالتزوير و بالاضواء التي تخطف أبصار العوام الغافلين. نعم ، لا استبعاد أن يصبح إسقاط الجنين ما شابهه قانونياً في بلد كانجلترا يُعتبر عمل اللّواط فيه مشروعاً ، تجيزه المحاكم و تقرّ قانونيّته في مجلس العموم و مجلس الشيوخ ، فهي جميعاً أمور يشبه بعضها البعض تستند علی أساس برنامج الحيوانيّة ، بل أضلّ سبيلاً و أكثر تخريباً و أشدّ ظلمة ، فلم يشاهد أبداً عمل اللّواط أو اسقاط الجنين العمدي بين الحيوانات؛ و يتّضح هنا جيداً معني ا لآية القرءانية الشريفة: بَلْ هُمْ أَضَلُّ [1]، أو أَعْمَي' وَ أَضَلُّ سَبِيلاً.[2] حرمة سقط الجنين من نطفة الزنا في الاسلامانّ إسقاط الجنين محرّم في الإسلام حتي لو انعقدت نطفته عن طريق الزنا؛ فلو زنت امرأة أو وُطئت بشبهة[3] فحملت فلا حقّ لها في اسقاط جنينها ، و لو شهد الشهود عند الحاكم علی انّها زنت فعلی الحاكم الصبر حتي تضع حملها ثم اجراء حكم الزنا علیها من حدٍّ أو رجم ، لانّ اجراء الحدّ علیها حال حملها سيؤدي إلی تضرّر الجنين أو إسقاطه ، و هو أمر غير جائز. لا ريب ان الانسان حين يمعن في هذه الاحكام المتقنة المحكمة سينكشف لديه معني يَهْدِي بِهِ اللَهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَ ' نَهُ و سُبُلَ السَّلَـ'مِ. انظروا أيّ طرق سلام و سلامة و عافية مطلقة و اجتنابٍ لكلّ فساد و ضياع قد أشار القرءان إلیها و قاد أتباعه نحوها. انّ النطفة اذا استقرّت في الرحم لايمكن اخراجها لايّ سبب ، إذ يعدّ اخراجها بأيّ وسيلة سِقطاً يستلزم أداء عشرين ديناراً ، و العزل [4]يمنع استقرار النطفة في الرحم ، لا إخراجها بعد الاستقرار ، لكنّه يبقي مع ذلك محلّ إشكال ، و علی فرض الحرمة فهو يوجب أداء ديته عشرة دنانير. و ا لإ شكال في العزل انّ الزوجة بالعقد الدائمي هي صاحبة الحقّ في النطفة ، فلا يمكن للرجل العزل بغير رضاها ، و علیه أن يدفع لها كلمّا عزل عنها دية ذلك. و كما رأينا فانّ اراقة النطفة في الرحم حقّ للرجل أيضاً ، فليس للمرأة ـ دائمّيةً كانت أو منقطعة ـ أن تجبر الرجل بأيّ وجهٍ من الوجوه علی العزل. النطفة في الحقيقة هيالمادة الاوليّة لاصل ا لإ نسان وطينته ، كما هو الامر في بيضة الدجاجة أو في بذور التفّاح بالنسبة إلی الدجاجة أو شجرة التفّاح ، فبعد ان تطوي المراحل و المنازل المختلفة نشوءاً من التراب ، تُمزج بعدها بالماء و تطوي الدرجات و المراتب في سير استعدادها الطبعي و الطبيعي حتّي تتمّ لها قابليّتها لتكون مبدأ تكوين ا لإ نسان ، و بعد سير مدارج الحركة الجوهرية في الرحم تتبدّل إلی إنسان كامل. العزل ـ إذن ـ يعني إهدار و تضييع هذا الاستعداد و القابلية قريبة الوصول من مرحلة الفعلیة ، و إفساد و اتلاف مبدأ خلقة و طينة إنسان وايداعها في بوتقة الإعدام؛ و قد رأينا في هذا الامر وفق الرواية الواردة في «مجمع البيان» عن الرسول الاكرم صلّي الله علیه و ءاله انّه قال: اَلْعَزْلُ هُوَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ.[5] اي انّ العزل في الحكم و الاسلوب هو نفس وأد الطفل ، غاية الامر ان النتيجة في العزل خفيّة مستورة ، و في الوأد ظاهرة بيّنة. مفاسد العزل و تناول أدوية منع الطمث و منع الحملانّ للعزل ضررين رئيسيّين للرجل و المرأة ، و بالطبع فانّ الكلام حول الاضرار البدنية و المزاجيّة ، و هي غير الاضرار الاخري الروحيّة التي يسبّبها؛ فهو بالنسبة للرجل يؤدي إلی ضعف الاعصاب و خمولها الذي يصل بالتكرار إلی الحدّ الذي يصبح علاجه صعباً و مستعصياً. امّا بالنسبة للمرأة فيسبّب تهييج الرحم إلی غذائه ، اي النطفة ، ثم تركه بلا إشباع من الغذاء ، و هذا التهيّج سيؤدي إلی نشوء مرض في الرحم بإسم «غدّة فِيْبُرم» و ربّما سبّب أحياناً مرض سرطان الرحم. كما انّ تناول الدواء لمنع الرحم من قبول النطفة و منع حمل النساء ، الذي يتداول هذه الايّام بشكل اقراص منع الحمل ، له أضرار بالغة علی مزاج المرأة ، و يُعقب ضعف الاعصاب ، و ينجرّ بعض الاحيان إلی الجنون و الهستيريا. و علاوة علی ذلك ، فهو يؤدي إلی ضعف القلب [6]، و سرطان الرحم ، و اختلالات في الدورة الدموية ، و فقدان انتظام العمل الطبيعي للغدد ، وإلی ا لإ فرازات الزائدة ، و إلی أمراض كثيرة أخري أصبحت تمسك تبلابيب المجتمعات البشرية الفقيرة. ان تناول هذه الادوية بأيّ شكل و كيفيّة ، و بأي تركيب صنعت ، سيؤدي إلی قطع جريان الحيض في أوقات معينة و محدّدة ، و يؤدّي ذلك لعدم تقبّل الرحم للنطفة ، لكنّه يمتلك عواقب وخيمة ، لذا فقد كانت دائرة الصحّة زمن الطاغوت؛ لعدم مراعاتها حال الضعفاء و مصالحهم؛ تضع مقادير كبيرة من هذا الدواء في المستوصفات الحكوميّة العامّة في متناول أيدي النساء بشكل مجّاني لتشجيع الناس و تحريضهم علی منع الحمل والعقم. و كانت النساء المسكينات يراجعن تلك المستوصفات فيأخذن من ذلك الدواء و يستعملنه فيصبحن أسري مفاسده و تبعاته ، امّا النساء الثريّات من الاشراف فلا يقربن هذا الدواء أبداً ، و خير مصداقٍ يوضّح هذا الامر هو مَثَل: الموتُ حقّ... ولكنْ للجار. يعمد الكثير من النساء المؤمنات إلی استعمال هذه الاقراص عند زيارة المشاهد المشرّفة ، و في موسم حجّ بيت الله الحرام لإ جتناب الطمث الذي يحصل لهنّ في كل شهر و التمكّن من أداء الاعمال التي يُشترط فيها الطهارة ، فيُصبن ـ من ثمّ ـ بالضعف و الامراض الجسميّة ، و تنتابهن أحياناً الامراض النفسيّة ، علاوة علی احتمال حدوث اضطراب في أيّام طمثهنّ ، فيصبحن حسب القول المعروف (مُبعدات هنا... و قاعدات هناك) ، قد أحبطن عملهن من جهة ، و حُرمن نيل المكتسبات الروحية و المعنوية في هذه الزيارة و هذه المناسك. لقد وضع الشارع المقدّس الإسلام تكليفاً خاصاً للنساء الحوائض يصحّ باتّباعه حجّهن و تصحّ عمرتهنّ أيضاً ، فلماذا نتدخّل في تدبيره ؟ ذلك التدخّل الذي كثيراً ما يُبطل العمل و يُحبطه. و لقد أمر النبيّ بعض زوجاته بأعمال الحجّ و العمرة الصحيحة المطلوبة ، فقمن بها حسب تعلیمه ، فلماذا نُقحم في ذلك الشُبهات و نلّوثه بأيدينا و تصرّفاتنا ، فنأتي بالعمل المتيقّن بشكل عمل مشكوك لا يقين فيه ؟! سلامة المرأة في أن تكون امّا حاملاً أو مرضعاًانّ سلامة بدن المرأة و روحها انّما هي في الإنجاب ، في الحمل وا لإ رضاع ، فطوبي للنساء اللواتي ينشّئن الاطفال في بطونهنّ ، و اللاتي يحملنهم علی صدروهن ليُرضعنهم ، فهذه هي الجنّة ، و هذه هي سبل السلام. لقد خلق الله خالق الوجود مزاج المرأة بشكلٍ يعدّ معه في بدنها دوماً ـ من زمن البلوغ إلی مرحلة إلیأس ـ غذاءً خاصاً يناسب مزاج الطفل ويلائمه ، و هو دم الحيض الذي يصبح في زمن الحمل غذاء الطفل في رحم الام ، و السبب في انّ النساء لايعهدن غالباً الطمث زمن الحمل هو انّ هذا الدم يُصرف في تغذية الجنين في الرحم. و حين تضع النساء حملهّن فانّ هذا الدم يتبدل إلی حليب أبيض لذيذ سائغ ، مريح و ملائم لمزاج الطفل الوليد ، ثرّاً متدفّقاً من الاثداء؛ لذا فانّ النساء لايرين ـ غالباً ـ الطمث ايّام الرضاع أيضاً ، امّا عند عدم الحمل و الإرضاع فسيبقي هذا الغذاء بلا صرف ، فيُبعد عن الرحم خارجاً. اي انّ المرأة ستسبب ـ بعدم الحمل و الإرضاع ـ بإهدار و تضييع جزء من قواها البدنيّة التي جعلها الله في هيئة الدم ، لذا فهي بعيدة عن رحمة الله ، لن يمنحها خالقها في هذا الحال رخصة العبادة و الخشوع والخضوع ، الحاصلة بالصلاة و الصيام و الطواف. انّ علی المرأة؛ شأنها شأن الرجل؛ أن تطوي دوماً طريق التقرّب إلی الله تعإلی ، و ذلك يحصل حين تشترك مع الرجل فتصلّي و تصوم وتطوف ، و هذا يتأتّي لها فقط حين تكون حاملة او مرضعة ، فهي في هذه الحال قرينة رحمة الله ، فهي غير حائضة ، و قد مُنحت رخصة الركوع والسجود و القيام و الطهارة ، و منحت اجازة الصيّام ، و أعطيت الرخصة في الطواف بالكعبة. لذا فانّ علی النساء ان يكنّ دوماً امّا حوامل أو مرضعات ليواكبن الرجال في قافلة الإنسانيّة و الحركة نحو المعبود و المحبوب و قبلة المشتاقين و كعبة العاشقين و المنضمّين إلی حرم و حريم أمنه و أمانه. طمث النساء يحصل حين يتخلّفن عن هذه القافلة ، و يعجزن عن المسير فيتوقّفن ، فالقاعدة و الاصل عند النساء اذن هي العبادة ، اي ان القاعدة والاصل عند النساء هي الحمل و الإرضاع ، و الطمث عندهن؛ اي عدم الحمل و عدم الإرضاع؛ يمثّل خروجاً عن الاصل و خلافاً للقاعدة ، فتأمّل في هذه النكتة الدقيقة. لقد قلتُ يوماً لاحد الاطبّاء الحاذقين الماهرين و الملتزمين[7] حين جري ذكر هذا الموضوع: انّ سلامة المرأة و سعادتها في ان تكون امّا حاملاً أو مرضعاً لطفل علی صدرها. فتأمّل قليلاً ثمّ قال: ايّها السيّد ، انّ هذه المقولة تطابق و توافق ءاخر النتائج للمؤتمرات الطبيّة التي عقدت هذا العام في امريكا ، و قد قدّمتُ بحث شهادتي للدكتوراه في هذا الموضوع. ثم قال: طبقاً لآخر الإحصائيات و الوثائق ، فانّ الفتيات اللاّ تي يلدن قبل سنّ الثامنة عشرة لا يُصبن بمرض سرطان الثدي ، و كلّما تأخّرن في الولادة عن هذه السنّ فانّ احتمال اصابتهن بهذا المرض سيصبح أكثر ، بحيث اذا مرّ علیهنّ ثلاثون سنة لم ينجبن فيها طفلاً فانّ احتمال اصابتهنّ بهذا المرض سيتصاعد بشكل مضاعف ، امّا النساء اللاتي لم يتزوّجن أصلاً و لم يُنجبن ، فانّ احتمال الإصابة بسرطان الثدي لديهنّ كبير جداً. هذه المطالب تمثّل عين الحقيقة ، فقس ذلك بدعايات و إعلام الإستعمار الكافر الذي يكتب علی الجدران و الابواب: حياةٌ أجمل مع أولاد أقلّ ، أو أولاد: واحد فقط أو اثنان ، و فيصفحة الإعلانات أو الملصقات الجدارية يرسمون صورة لرجل يجرّ امرأةً و في أيديهما بنت واحدة و ولد واحد ، و هم يسيرون في بهجة و مرح ، و هو رافعٌ يده الميني مشيراً بالاصبع السبّابة و الوسطي بشكلٍ مفتوح إلی الاعلی ، ليشيروا أوّلاً إلی انّ الاطفال يجب ان يكونوا اثنان فقط ، و ليشيروا ثانياً إلی ذلك بحرف V الذي يعدّ رمزاً النجاح والموفقيّة. ملصقات V هذه توضع في كلّ ادارة و مركز ، و خصوصاً في قاعات المستشفيات و المستوصفات و الاماكن العموميّة ، فيراها الناس ، ويصدّقها المساكين بالطبع فيعمدون إلی تحديد النسل ، و تذهب النساء فرحاتٍ أفواجاً إلی المستوصفات ليأخذن أقراص منع الحمل كهديّة ، غافلاتٍ عن انّ هذه الاقراص ، كقرص الاستركنين ، انّما هي سمّ قاتل طُلي بطلاء حلو لذيذ. و يساهم الاطبّاء غير الملتزمين ، و المأجورون في اثارة الدعاية لهذا الموضوع أيضاً في الصحف و الراديو و التلفزيون ، و قد قال أحدهم يوماً لسيّدة ذهبت إلیه للعلاج: ايتها السيّدة ، ان رحم المرأة له حكم الشجرة ، فكم ستستطيع الشجرة ـ تُري ـ أن تعطي ثمراً ؟! فعادت هذه السيّدة إلی بيتها و بدأت في وضع العقبات أمام حملها من زوجها. و قد جاءني الزوج إلی المسجد و شكاها و نقل كلام الدكتور لها ، فقلتُ: لقد غالط هذا الدكتور في كلامه هذا ، و باصطلاح العامّة فقد استعمل الاحتيال و الخديعة في كلامه. اذهب إلی منزلك و قل لاهلك: انّ الشجرة المثمرة تهب الثمر مادامت حيّة و بمجرد ان تصل إلی مرحلة البلوغ؛ بعض الاشجار تبدأ بالعطاء في السنة الثانية ، و شوهد في بعضها انّها تبدأ باعطاء الثمر من السنة الاولي! انّ الاشجار المثمرة تعطي الثمار بشكل منتظم كلّ سنة ، لاتنقطع ثمارها أبداً الاّ حين تصاب بأفة فتنخر الديدان جذورها ، و هي في هذه الحال لم تعد شجرة مثمرة بل صارت قطعة من الخشب مصيرها القطع ليس الاّ. بسوزند چوب درختان بي بر سزا خود همين است مر بي بري را [8] فوائد لا تُحصي لحمل النساء ، و أضرار لا تُحصي لترك ا لإنجابانّ الطفل هو أطري و أجمل ثمار الحياة و أفضلها ، و أعلی ثمار الحياة في روض ا لإ نسانية ، و أعطر اوراد حديقة البشريّة. فكم قد تخلّفت عن قافلة التقدّم و الرقّي تلكم النساء اللواتي أعرضن عن تربية الاطفال و تنمية براعم الريحان ا لآدمي هذه ، و انصرفن عن هذا العمل الجميل السليم إلی العمل خارج البيت ؟ فالعمل الذي سيُنجزنه ، والمقام الذي سيشغلنه ، و الفن و الحرفة التي سيتعلّمنها ، وشهادات الطبّ والهندسة و سائر الفنون التي سيجمعنها ـ فرضاً ـ فيزيّنَّ بها غرفهنّ ، والسعي الذي سيسعينه إلی ءاخر عمرهنّ بنوايات صادقة فعلاً لخدمة المجتمع ، هذا كلّه لن يعادل قيمةً و أهميةً إنجاب طفل واحد وإرضاعه وتنشئته و تربيته و تقديمه إلی المجتمع[9] ، لدليلين و سببين: الاوّل: انّ هذه السيّدة التي ملات غرفتها بشهادات الديبلوم والليسانس و الدكتوراه ، مهما كان المقام الذي تشغله ، و لو فرضنا انّها زادت ذلك مائة ضعف ، هذه السيّدة نفسها لو خُيِّرت بين فقدانها لولدها مع حفظها لشهاداتها و مقاماتها ، و بين فقدانها لذلك كلّه و احتفاظها بولدها ، لكان جوابها الفوري: كلّ ذلك فداءٌ لولدي ، فهو عندي أغلي منها جميعاً. ايّتها السيّدة التي اكتفت بواحد أو اثنين من الاولاد و أشغلت نفسها بالاعمال الاخري! اعلمي انّ الاولاد الذين كان يُفترض ان تأتي بهم ـ فلم تأتِ بهم ـ هم كولدك الحإلی و قد فقدتِهم و خسرتهم و لم تحظي و تفوزي بهم ، و أيّ فوزٍ عظيم! لقد ضحيّتِ بأولادك اللطيفين الرائعين فداء هذه الاعمال و المشاغل ، بل فداء هذه الشواغل و الامور البسيطة باعترافك انتِ ، فما أعظمه من خسران ، و أشدها من فاقةٍ و فقر. و علّة هذا اللّغز و مفتاحه هو انّ الولد له حياة و وجود تشبهك ، فهو في الحقيقة يمثّل امتداد بقائك ، لم يكن لايّ من الاموال و التجارات والصناعات و المقامات قيمة كقيمته ، و لن يكون لها ذلك ، لانّ أساس حياتك و عيشك يمثل عندك قيمة أعلی من كلّ مقامٍ و رصيد و وجاهة. ترغيب ا لإسلام للنساء بزيادة الاطفال بدلاً من الخوض في الفنون و النشاطاتو الثاني: انّ إنجاب الاطفال هو تكثير المثل ، أي أنْ تأتي المرأة بموجودات تماثلها و تشابهها من بنين و بنات ، فلو ولدت ستّة أطفال فقد جاءت في الخارج بستّة أشباه لها ، و لو ولدت عشرة صار لها عشرة أشباه وأمثال ، هذا ان كان ولدها بناتاً ، امّا اذا ولدت بعضهم بنيناً فقد أتت في الخارج بموجودات أقوي و أكثر طاقة و قدرة. كلٌّ من هؤلاء الاولاد سيصبح بدوره ، إثر جهود الام و تعبها في تربيتهم و إكمال رشدهم ، انساناً شبيهاً بالام يماثلها من جميع الجوانب ، وربّما أقوي منها و أكثر فاعلیة ، و سيكونون في مجال الخدمة و الفاعلیة والتأثير في المجتمع الاسلامي نظير امّهم ، و ربّما كانوا أفضل و أكثر فاعلیة و تأثيراً. فانصرافُ المرأة إلی إنجاب الاطفال و تربيتهم و تقديهم إلی المجتمع ، بدلاً من دخولها و مشاركتها في الاعمال و الفنون و النشاطات الاجتماعية ، سيرفع من خدماتها الوجوديّة إلی درجةٍ أعلی بنسبة عدد أولادها؛ فلو انجبت ثمانية أولاد فقد ضاعفت خدمتها للمجتمع ثمانية مرّات ، و لو امتنعت ـ اختياراً ـ عن ا لإ نجاب و التربية فقد أنزلت و أسقطت مستوي خدماتها بتلك النسبة. و في الحقيقة فانّ السيّدات من هذا النوع حين يدخلن المجتمع فيعتبرن أنفسهن خادمات مخلصات له ، فانّهن بهذه النسبة قد أبعدن أنفسهن عن المجتمع و أزحن عب مسؤولية خدمته عن أكتافهنّ. لا منافاة بين كسب التحصيلات المفيدة للنساء و مسألة تربية الاطفالو بغضّ النظر عن هذا كلّه ، فانّ كسب الكمالات المعنويّة و العلوم الالهيّة و التحصيلات الجامعيّة التي تفيد النساء ، كتعلیم ادارة أمور البيت ، والخياطة ، و فنون الطبخ ، و حفظ الصحّة و المسائل الصحيّة ، و الطبّ النسائي و التوليد ، و علوم تربية الاولاد ، و كثير غيرها لا منافاة بينها و بين مسألة تربية الاطفال ، بل انّ لها منتهي الإنسجام و الملائمة. و يمكننا الاستنتاج ممّا قيل انّ النساء اللاتي يعمدن إلی إغلاق انابيب الرحم لديهنّ بعملية جراحيّة يُتلفن و يُفسدن في الحقيقة أهم أجهزة وجودهنّ ، اي الانوثة. انّ رحم المرأة؛ شأنه شأن العين و إلید و الرجل و القلب؛ واحدٌ من أعضاء البدن ، بل من الاعضاء بالغة الاهميّة ، يُحفظ بحفظه و سلامته وجود الامرأة و انوثتها ، و تتبدد و تتلف بفنائه و إتلافه و مرضه أنوثة المرأة. و ليس للطبيب و الجرّاح الحقّ في اغلاق انابيب الرحم ، و لو كان ذلك بطلب الزوجين أو موافقتهما ، لانّه يستتبع نقصان عضو ، و تسبيب نقصان العضو حرامٌ شرعاً و عقلاً. فكما انّه ليس لاحد الحقّ أن يقول للجرّاح: اقطع يدي ، أو أذُني أو رجلي ، فليس له الحقّ كذلك ان يقول: اغلق أنابيب الرحم. نعم ، ان الانسان لا يمتلك حريّة التصرّف بأجزاء و أعضاء بدنه ، وليس له الحقّ في اتلافها و إفسادها ، فمالك الإنسان هو الله ، و هو لم يجز له عقلاً و لا شرعاً بهذه التصرّفات. علی انّ المرأة التي تغلق أنابيب رحمها تصبح عقيماً غير ولود بالمرّة ، و بفرض إمكان اعادة فتح هذه الانابيب بعملية جراحية أخري فانّ إمكان حصول حمل مجدّد لديها سيكون ضئيلاً للغاية ، ولكن إن اعتقدت النساء اللاّتي قمن باغلاق الانابيب بجهالة منهن أو من أزواجهنّ ، بإمكان فتحها مجدّداً بعملية جراحية جديدة ، فانّ الواجب الشرعي يحتمّ علیهن ـ عند إمكان ذلك و عدم وجود محذور ـ أن يُبادرن إلی اجراء تلك العملية وإعادة فتح أنابيب الرحم. لقد أصبح اغلاق الانابيب في زمن الطاغوت اسلوباً و تقليداً بين الطبقات الغنيّة المرفّهة ، و قد أفاق بعضهم علی عاقبة خطأه بعد فوات الاوان ، فعاشوا بقيّة أعمارهم يحلمون بالحصول علی طفل. قيل انّ الكلام كان يدور حول إعقام و إخصاء الرجال الفقراء المعدمين الذين غالباً ما يكونون كثيري الاولاد ، بحيث يصبح هذا العمل قانونيّاً ، كما هي حال رجال الهند الذين كانت حكومتهم تجبرهم علی الإخصاء.[10] عندئذٍ لن يتبقّي في البلد رجلٌ و لا امرأة! فالنساء يعمدن إلی ابتلاع الاقراص و إلی سدّ أنابيب الرحم ، و الرجال يلجأون إلی سحق الخصيتين (البيضتين) و إعقام أنفسهم ، و هذا هو معني الذلّ و الاسر و الإستعباد ، هذا هو معني الاستثمار الحقيقي ، و هذا هو مفهوم الاستحمار و الاستعباد الواقعي ، فهم يفعلون بنا ما لم يُفعل بالعبيد زمن الجاهليّة. ضمن الله سبحانه كفاية الارض للاحياء و الامواتيقولون: انّ الارض لا تتّسع لكلّ هؤلاء الافراد ، و اذا ما استمرّ سيل الموإلید في الزيادة فسيأتي الوقت الذي تغصّ الارض بهم و تضيق؛ أُفٍّ لَكُمْ وَ لاِ وْهَامِكُمُ الْخَإلیةِ وَ ءَآرَآئِكُمْ الْبَإلیةِ وَ أَهْوَآئِكُمْ الْكَاسِدَةِ! لقد ضمن الله تعإلی في قرءانه سعة الارض لعيش الاحياء و لدفن الاموات ، أفتشعرون بالاسي لله و تخشون أن تثقل أرضه فلا تتّسع لحمل الاحياء و دفن الاموات ؟ أَلَمْ نَجْعَلِ الاْ رْضَ كِفَاتًا * أَحْيَآءً وَ أَمْوَ ' تًا.[11] يقرب عدد نفوس انجلترا من ستّ و خمسين مليوناً ، و يقربون في فرنسا من خمس و خمسين مليوناً ، و في ألمانيا يقربون من سبع و سبعين ونصف مليوناً ، و تعادل مساحة ايران مجموع مساحة هذه الدول الثلاث ، فكيف ـ تُري ـ خرج سهم قرعة البؤس و عدم السّعة و الاستيعاب هنا ، في الوقت الذي بلغ عدد السكان بعد زيادتهم خمسين مليونا [12]؟! هذا ، مع انّه يُعدّ من أفضل بلاد العالم في معدنه و ذخائره الدفينة ، وفي ملائمة أراضيه للزارعة و تربية الدواجن ، في حين ان تلكم البلاد لا تمتلك معدناً و لا زراعة ، للحدّ الذي صارت البطاطس غذاءهم الرئيسيّ؛ لكن القُرعة حادت عنهم و لم تخرج بإسمهم!! بل كان سهم الحظّ والمواتاة دوماً في جانبهم ، و ما خرج بإسمهم كان سهم الحياة و السلامة و الصحّة؛ وهذا سرٌّ مستور و لغزٌ خفيّ لا يُظَّنُّ انّ أحداً سيطّلع علی حقيقته مادام الكفّار يسيّرون أمورنا و يوجّهونها. راز درون پرده ز رندان مَست پُرس كاين حال نيست زاهد عإلیمقام را [13] فلتقارنوا هذه الحياة المتناقصة المقرونة بالمصيبة و الذلّة ، المطبوعة بالعبودية ، مع تعلیم القرءان و هدايته إلی سبل السلام و طرق العزّة والكرامة و العافية ، حين يأمر المالكين و المتمكّنين أن لا يتزوّجوا لوحدهم زوجات دائميّة مَثْنَي و ثُلَـ'ثَ وَ رُبَـ'عَ [14]فينجبوا الكثير من الاولاد ، بل انّ علیهم تهيئة أسباب و مستلزمات زواج الايتام و الفقراء والمستضعفين كذلك: وَ أَنكِحُوا الاْ يَـ'مَي' مِنكُمْ وَالصَّـ'لِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآنءِكُمْ إن يَكُونُوا فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللَهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَهُ وَ ' سِعٌ علیمٌ.[15] يروي الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، و عن الشيخ الطوسي ، و عن الشيخ الصدوق في توحيد ، باسناده عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قال رسول الله صلّي الله علیه و ءاله وسلّم: تَزَوَّجُوا الاْ بْكَارَ! فَإنَّهُنَّ أَطْيَبُ شَيْءٍ أَفْوَاهًا؛ قَالَ: (وَ في حَديثٍ ءاخَرَ) وَ أَنْشَفُهُ أَرْحَامًا ، وَ أَدَرُّ شَيْءٍ أَخْلاَفًا (أَحْلاَمًا) وَ أَفْتَحُ شَيءٍ أَرْحَامًا. أَمَا عَلِمْتُمْ أَنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الاُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّي بِالسِّقْطِ يَظَلُّ مُحْبَنْطِيَاً عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ اللَهُ عَزَّوَجَلَّ: ادخُلْ! فَيَقُولُ: لاَ أَدْخُلُ حَتَّي يَدْخَلُ أَبَوَايَ قَبْلِي! فَيَقُولُ اللَهُ تَعَإلَی لِمَلَكٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ: ائتِنِي بَأَبَوَيهِ ، فَيَأمُرُ بِهِمَا إلَی الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ: هَذَا بِفَضْلِ رَحْمَتِي لَكَ.[16] و لم ترد في رواية الصدوق جملة: «وَ في حَديثٍ ءَاخَرَ: وَ أَنْشَفُهُ أَرْحَامًا». و روي كذلك الشيخ الحرّ العاملي ، عن الكليني ، بسنده المتّصل عن الإمام الباقر علیه السلام انّ رسول الله صلّي الله علیه و ءاله قال: تَزَوَّجُوا بِكْرًا وَلُودًا ، وَ لاَ تَزَوَّجُوا حَسْنَآءَ جَمِيلَةً عَاقِرًا! فَإنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الاُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.[17] و روي كذلك عن الكليني باسناده عن الامام الرضا علیه السلام انّ رسول الله صلّي الله علیه و ءاله و سلمّ قال: تَزَوَّجْهَا سَوْءَآءَ وَلُودًا! وَ لاَ تَزَوَّجْهَا جَمِيلَةً حَسْنَآءَ عَاقِرًا! فَإنِّي مُبَاهٍ بِكُمُ الاُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْوِلْدَانَ تَحْتَ الْعَرشِ يَسْتَغْفِرُونَ لاِ ´بَآئِهِمْ يَحْضِنُهُمْ إبْرَاهِيمُ؛ وَ تُرَبِّيهِمْ سَارَةٌ فِي جَبَلٍ مِنْ مِسْكٍ وَعَنْبَرٍ وَ زَعْفِرانٍ.[18] و روي علی الكليني أيضاً ، بسنده المتّصل ، عن خالد بن نجيح انّهم تذاكروا الشؤم عند الإمام الصادق علیه السلام فقال: الشُّومُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَ الدَّابَّةِ وَ الدَّارِ ، فَأمَّا شُومُ الْمَرْأَةِ فَكَثْرَةُ مَهْرِهَا وَ عُقْمُ رَحِمِهَا.[19] و روي كذلك عن الكليني ، بسنده المتّصل ، عن جابر بن عبدالله الانصاري انّه قال: كنّا حضوراً عند رسول الله صلّي الله علیه و ءاله و سلّم فقال: إنَّ خَيْرَ نِسَآئِكُمُ الْوَلُودُ الْوَدُودُ الْعَفِيفَةُ ـ الحديث.[20] و روي أيضاً عن الصدوق ، باسناده ، عن الامام الباقر علیه السلام انّ رسول الله صلّي الله علیه و ءاله قال: مَا يَمْنَعُ الْمُؤمِنُ أَنْ يَتَّخِذَ أَهْلاً لَعَلَّ اللَهَ يَرْزُقُهُ نَسَمَةً تَثْقُلُ الاَرْضَ بِلاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ.[21] ما بُنيَ بناءٌ في الاسلام أحبّ إلی الله عزّوجلّ من التزويجو يروي عن الصدوق أيضاً ، باسناده ، عن الامام محمّد الباقر علیه السلام انّ رسول الله صلّي الله علیه و ءاله قال: ما بُنِيَ بِنَاءٌ فِي ا لإ سْلاَ مِ أَحَبُّ إلَی اللَهِ عَزَّوَجَلَّ مِنَ الْتَزْوِيجِ.[22] و ورد عن الصدوق أيضاً ، في الخصال ، في حديث الاربعمائة عن أميرالمؤمنين علیه السلام أنّه قال: تَزَوَّجُوا فَإنَّ الْتَزْوِيجَ سُنَّةُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَ ءالِهِ فَإنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَن يَتَّبِعَ سُنَّتِي فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِي التَّزوِيجِ. وَاطْلُبُوا الْوَلَد! فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الاْ مَمَ غَدًا وَ تَوَقُّوا عَلَی أَوْلاَدَكُمْ مِنْ لَبَنِ الْبَغِيِّ مِنَ النِّسَاءِ وَ الْمَجْنُونَةِ فَإنَّ اللَبَنَ يُعَدِّي[23] و [24]. و الخلاصة ، فانّ هذه المطالب تظهر الاهمية البالغة التي يوليها الدين الاسلامي لامر التزويج و النكاح ، و شدّة ترغيبه و تحريضه علی زيادة النسل و انجاب الاولاد و الاكثار منهم. انّ علی حكومة الإسلام ان تفتح أبواب الزواج أمام الناس ، و أن تحلّ مشاكل الشباب من الجنسيْن في هذا الامر وفق برامج صحيحة تمكّن أيّ فتيً و فتاة الزواج في بداية البلوغ ليُنجبا الاولاد و يشرعا ، في الوقت نفسه ، بتحصيل العلوم الضرورية أيضاً ، بالشكل الذي لا يصبح الزواج فيه معيقاً للتقدّم و الرقيّ ، و تصبح مسألة امتلاك الاطفال أمراً طبيعياً و عُرفاً متداولاً لا يتعارض مع الصناعة و الفن و الحرفة و العلم. واجب الدولة الاسلاميّة في توفير تسهيلات الزواجو في حكومة الاسلام رجالٌ نالوا درجة الشهادة في معركة الجهاد والحرب ، و ينبغي تنظيم برنامج صحيح لتزويج نسائهم فور انقضاء عدّتهنّ ، كي لا يبقين بلا زوج و معيل ، و لينجبن أطفالاً يشغلون محل المجاهدين الخإلی. فالرغبة الجنسيّة من الغرائز التي لا يمكن تجاهلها و الوقوف بوجهها بأيّ شكل ، غاية الامر انّ اشباعها يجب ان يحصل بالطريق الصحيح والنكاح المشروع ، و الاّ فان عواقب غير محمودة ستنجم عن ذلك ـ لا سمح الله ـ و سيكون امام الفتاة الشابة التي استشهد زوجها ان تبقي تتحمّل ـ مع رغبتها بالزواج ـ المحنَ والحياة العسيرة بلا زوج؛ أو أن ينجرّ الامر ـ طوعاً أو كرهاً ـ إلی اتِّخاذِ الاخْدَانِ في مسيرة مخالفة للشريعة. پري رخ تاب مهجوري ندارد چو در بستي ز روزن سر برآرد[25] و وفقاً لتقرير إدارة الإحصاء ، فانّ في إيران حإلیاً ما يقرب من أربعة ملايين و سبعمائة ألف امرأة بدون زوج ، و يجب التفكير بحال هؤلاء الابرياء و تنظيم برنامج زواجهم بأحسن وجه ، ليُصبح لهذا الامر؛ كما هو الحال في إدارة التعبئة و الحرس الثوري و دائرة رعاية عوائل الشهداء مإلیا؛ إدارةً مستقلّة و واسعة و مهمّة لتنظيم و تهيئة أمر زواجهنّ بلا مشقّات أو عراقيل. نسألك اللّهم أن تُسيّر أمّة الإسلام علی نهج قانون قرءانك و سنّة نبيّك في أفضل سبل السلام و الصراط المستقيم من الرشد و الإرتقاء في مسير الرضا و القّربة إلیك ، و أن تجعل رجالهم و نساءهم ملتزمين ناجحين سالمين سُعداء ، و أن يصبح أطفالهم علماء مجدّين أتقياء ، و أن تجعل نسلهم نامياً طيّباً مليئاً بالبركة ، و تجعلهم مؤمنين عارفين سالكين لسبيلك وسبيل إمام زمانك إلی يوم الجزاء. و أن تجعل أعداءهم مخذولين منكوبين ، و أن تجازيهم علی حيلهم الماكرة و خططهم الخادعة معيشة ضنكاً و حياةً طافحة بالبلاء و الشدّة علی أيدي المسلمين الاغيار ذوي الحميّة ، و أن تبتليهم يوم القيامة بأشدّ عذاب أعداء المجتمع البشري وسلامة الناس. «اللَهُمَّ أَعِزَّهُ وَ أَعْزِزْ بِهِ ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ ، وَانْصُرْهُ نَصْرًا عَزِيزًا ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحًا يَسِيرًا ، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا. اللَهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَ سُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّي لاَ يَسْتَخْفِي بِشَيءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ. اللَهُمَّ إنَّا نَرْغَبُ إلَیكَ فِي دُولَةٍ كَرِيمَةٍ تُعِزُّ بِهَا ا لإ سْلاَمَ وَ أَهْلَهُ ، وَ تُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وَ أَهْلَهُ ، وَ تَجْعَلُنَا فِيهَا مِنَ الدُّعَاةِ إلَی طَاعَتِكَ وَ الْقَادَةِ إلَی سَبِيلِكَ وَ تَرْزُقُنَا بِهَا كَرَامَةَ الدُّنْيَا وَا لآخِرَةِ!»[26]. لله الحمد و له الشكر علی اختتام استخراج و تحرير هذه الرسالة الكريمة من «نور ملكوت القرءان» بحول الله و قوّته ، و تسميتها «الرسالة النكاحيّة» المفسّرة بـ: الحدّ من عدد السكّان ضربة قاصمة لكيان المسلمين. رَبَّنَا عَلَیكَ تَوَكَّلْنَا وَ إلَیكَ أَنَبْنَا وَ إلَیكَ الْمَصِيرُ.[27] رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعلیمُ.[28] السابع عشر من شهر محرّم الحرام 1415 هجريّة قمريّة ، في البلدة الطيّبة للمشهد الرضويّ المقدّس علی ثاويه الآف التّحيّة و الإكرام و الصّلو'ة و السلام. عبده الفقير: السيد محمّد الحسين الحسينيّ الطّهرانيّ [1] ـ قسم من ا لآية 179 ، من السورة 7: الاعراف: وَ لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالاْ ء نسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَ لَهُمْ ءَاذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَـ'ئِكَ كَالاْ نْعَـ'مِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَـ'ئِكَ هُمُ الْغَـ'فِلُونَ. [2] ـ ا لآية 72 ، من السورة 17: الإ سرآء: وَ مَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَي فَهُوَ فِي الاْ خِرَةِ أَعْمَي وَ أَضَلُّ سَبِيلاً. [3] ـ و هو الجماع الحرام بدون عقد شرعي بظنّ الحلّيّة في الشبهة الموضوعية ، كأن يجامع أحدٌ في الليل أو في الظلام أو في سكرة النوم أو الغيبوبة امرأةً أجنبيّة علي أنّها زوجته ، ثم يظهر أنّها لم تكن زوجته بل كانت حراماً عليه. [4] ـ و هو إراقة الرجل ماءه خارج رحم زوجته. [5] ـ ذكرنا سابقاً ان الحاكم قد روي هذا الحديث في «المستدرك» ج 4 ، ص 69 باسناده ، عن بنت وهب الاسدية قالَتْ: وَ سُئِلَ رَسولُ اللَهِ صلَّي اللَهُ عَلَيه وَ ءَالِهِ وَ سلَّم عَنِ الْعَزْلِ ، فَقالَ: هُوَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ. روي في كتاب «أحياء العلوم» ج 4 ص 242 عن رسول الله صلي الله عليه و ءاله و سلّم حول من ترك العزل فاستقرالماء في محّله «أَنَّ لَهُ أَجْرَ غُلاَمٍ وُلِدَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ الْجِمَاعِ وَ عَاشَ فَقُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَهِ تَعَالَي ، وَ إنْ لَمْ يُولَدْ لَهُ.». [6] ـ يقول البرفسور سيف الدين نبوي التفرشي في كتاب «درمان رايگان با ورزش» (= المداواة المجانية بالرياضة) ، ص 54: هناك أنزيم في بدن النساء بإسم (ألفاليبوبروتين كولسترول) يوجد ايضاً في أبدان الرجال بنسب اقلّ بكثير ، و نتيجة لهذا الانزيم فانّ النساء في الاعمار الثانية و الثالثة ، أي قبل سنّ اليأس ، يندر أن يُصبن بأمراض عروق القلب والسكتة القلبيّة (انفاركتوس) ، اللهم الاّ اللاتي يستعملن أقراص منع الحمل في الاوقات المعينّة و اللاتي يُسرفن في تدخين السجائر ، حيث يزداد خطر الإ صابة بأمراض العروق والسكتة القلبية لديهنّ بنفس النسبة التي لدي الرجال. [7] ـ الدكتور الحاج السيّد حميد سجّادي ، من مفاخر أطباء العيون المعاصرين في العالم ، فعلاوةً علي نبوغه الالهي في فن طبّ العيون ، و حيازته لشهادتين في التخصّص العالي في مقدّم و مؤخّر العين (الشبكيّة و القرنيّة) ، فهو من الشباب المسلم المتفهّم الغيور المخلص و الملتزم بخدمة الاسلام و المسلمين. و كانت عين الحقير اليمني مبتلاة بتمزّق الشبكيّة (دِكُلْمَان) ، و هو من أصعب انواع التمزّق ، حيث كان التمزق مستديراً بشكل حدوة بقيت معه نقطة صغيرة تمسك الجزء المتمزّق ، و كانت نسبة الخطورة خمساً و تسعين في الماءة ، و يعدّ هذا النوع من العمليّة من أصعب أقسام العمليات التي تجري في العالم وأعقدها ، و قد أجري العمليّة فوراً حيث دامت سبع ساعات ، و لله الحمد و له الشكر فقد كانت ناجحة و موفّقة ، شَكَّرَ اللَهُ مَساعيَهُ الْجَميلَة؛ و أبْقاهُ الله ذُخرًا لِلْمُسْلِمين ، و خَتَمَ لَهُ بِالْحُسْنَي بِمُحَمَّدٍ و ءالِهِ الطّاهِرين. [8] ـ انّ خشب الاشجار التي لا تُثمر يجري إحراقه ، فجزاء عدم تقديم الاشجار الثمار أن يُفعل بها ذلك. [9] ـ و ما أصدق ما قالته امرأة موظّفة: ان هذا المجتمع حرمنا من تعاهد و تربية أولادنا في البيت ، و شغلنا بتعاهد أبناء ا لآخرين! [10] ـ حدّدت دولة الصين حالياً مسألة إنجاب الاطفال بطفل واحد لكلّ عائلة ، فاذا ما تجاوزت عائلةٌ ما الحدّ ضُيِّق عليهم في مسائل الرفاه و الخدمات الاجتماعية ، كالمدرسة والمسكن و الصحّة و التغذية و الضرائب ، للحدّ الذي يُصبح مسألة ثقيلة غير محتملة. لذا تعمد العوائل التي لها بنت و ترغب كثيراً بإنجاب ولد الي قتل ابنتهم كي يبقوا عند إنجاب ولد ضمن الحدود القانونيّة. لكنّ هذه القيود لا تطبّق علي مسلمي الصين الذين تعدّ مسألة زيادة النسل ضمن عقائدهم ، و قد أفسحت لهم حكومة الصين المجال لزيادة النسل. [11] ـ ا لآية 25 و 26 ، من السورة 77: المرسلات [12] ـ وفقاً لآخر الاحصائيات التي حصل عليها عن ايران سنة 4 0 14 هـ.ق ، فانّ عدد نفوس ايران 0 1 0/ 445 / 49 تسع و أربعون مليوناً و أربعمائة و خمس و أربعون ألفاً و عشرة نسمات؛ و بناءً علي ما جاء في كتاب السنة «يِربُوك» الخاصّ بسنوات 1983 و 1984 ميلادية التي تقارن سنة 4 0 14 هـ. ق ، فانّه طبقاً لآخر الاحصائيات فانّ عدد سكّان ألمانيا الغربيّة 000/00 7 /0 6 ستون مليوناً و سبعمائة ألف نسمة ، و ألمانيا الشرقية 000/00 7 / 16 ستّ عشرة مليوناً و سبعمائة الف نسمة ، و فرنسا 000/00 3 / 54 أربع وخمسون مليوناً وثلاثمائة الف نسمة ، و انجلترا 000/00 2 / 49 تسع و أربعون مليونا ومائتا ألف نسمة ، وايرلندا الشمالية 000/00 5 / 1 مليوناً واحداً و خمسمائة ألف نسمة ، واسكتلندا 000/000/ 5 خمس ملايين نسمة. و علي هذا فانّ مجموع هذه الارقام التي تمثّل دول انجلترا و فرنسا و المانيا يقرب من 000/00 5 / 188 مائة و ثمانية و ثمانون مليوناً و خمسمائة ألف نسمة ، أي قريباً من أربعة أضعاف سكّان ايران. ويجب القول أيضاً انّ عدد سكّان اليابان يبلغ مائة و ثلاثين مليون مع انّ مساحته تبلغ خُمس مساحة إيران ، فتكون الكثافة السكّانيّة فيه مقارنةً بايران ثلاثة عشر ضِعفاً. [13] ـ سَل المتكتّم الثمل عن اللّغز المستور ، لانّ هذا ليس حال زاهدٍ ذي مقامٍ شريف! [14] ـ ا لآية 3 ، من السورة 4: النساء: وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَـ'مَي فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَا´ءِ مَثْنَي وَ ثُلَـ'ثَ وَ رُبَـ'عَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَ 'حِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـ'نُكُمْ ذَ 'لِكَ أَدْنَي أَلاَّ تَعُولُوا. [15] ـ ا لآية 32 ، من السورة 24: النّور [16] ـ «وسائل الشيعة» الطبعة الحروفية ، المطبعة الاسلامية ، ج 14 ، الباب 17 ، ص 34 35 ، و قد أورد القاضي القُضاعي في الشرح الفارسي «شهاب الاخبار» ضمن الكلمات القصيرة لرسول الله صلي الله عليه و ءاله و سلم في الصفحة 315 رقم 492 «تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ فإنّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الاْ نْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». [17] - المصدر السابق. [18] ـ ـ «وسائل الشيعة» الطبعة الحروفية ، المطبعة الاسلامية ، ج 14 ، الباب 16 ، ص33 ـ 34 [19] - المصدر السابق ، الباب 15 ، ص 33 [20] ـ المصدر السابق ، الباب 6 ، ص 14 [21] ـ المصدر السابق ، الباب 1 ، ص 3 [24] ـ و قد أورد القاضي القضاعي في الشرح الفارسي «لشهاب الاخبار» ضمن بيان وشرح الكلمات القصار لرسول الله صلي الله عليه و ءاله ص 14 ، الرقم 29 «الرِّضَاعُ يُغَيِّرُ الطِّبَاعَ». [25] ـ لا صبر لذات الوجه الملائكي علي الهجر ، فلو أغلقتَ في وجهها الباب ، لعادت من كوة الجدار. |
|
|