|
|
و جاء في العدد العاشر من المقالة: توصية النبيّ بزيادة النسل لم تكن زمن رفاه المسلمين* انّ تشجيع و توصية النبيّ صلّي الله علیه و ءاله بزيادة النسل لم تكن زمن رفاه المسلمين ، بل كانت حينما كان الانصار و المهاجرين يفيدون معاً من إمكانات معيشيّة يسيرة ، و كانت الحروب المتواصلة قد هدّت اقتصاد الناس بشدّة.
* بينما تتجّه الدول الإسلاميّة نحو سياسة الحدّ من عدد السكّان، يقوم الصهاينة بالحيلة و المكر بجلب إلیهود و حتي غير إلیهود واستقدامهم من الدول الاخري بإسم إلیهود إلی اسرائيل ، و ذلك لزيادة عدد سكّانها الاسميّين و لجعل المسلمين الفلسطينييّن أقليّة هناك.
* ينبغي الاّ يؤدي الامر إلی قيامنا ـ من خلال متابعتنا العمياء لتوصيات الغرب ـ حتّي لتقديم قيمنا الاخلاقيّة و الدينيّة فداءً لاهواء الآخرين. و جاء في العدد الحادي عشر من المقالة: * صارت أورُبا و أمريكا إلیوم دعاة القيمومة علی جميع العالم ، فهم قلقون من مواجهتهم قلّة عدد السكّان العاملين فيها من جهة ، وزيادة عدد السكّان العاملين في سائر نقاط العالم المحرومة ، و لذلك يسعون بالطرق المختلفة لتغيير هذا التوازن.
* انّ إزالة جميع الازمات في العالم تحتاج إلی 25 مليارد دولار، بينما يُصرف في حإلیاً 50 مليارد دولار سنويّاً في نفقات السجائر ، كما يُصرف في اروُبا سنويّاً 31 مليارد دولار لتأمين المشروبات الكحوليّة.
* تؤكّد الدول الغنيّة علی قلّة المواد الغذائيّة ، و تظهر قلقها وشفقتها علی الاطفال الذين سيولدون ، بينما هم في نفس الوقت مستهلكو المواد الغذائيّة ، بل و أعظم المسرفين في ذلك. المورد الخامس: مقالة لسماحة حجّة الإسلام السيد محمّد باقر الخرّازي دام عزّه تمثّل بمجموعها واحداً و ثلاثين قسماً بادرت جريدة «جمهوري اسلامي» إلی نقلها بانتظام ، ابتداءً من تأريخ 8 ربيع الاول 1411هـ ق (7 مهر 1369 هـ ش) رقم 3281 ، حتّي تأريخ 16 ربيع الآخر 1411 هـ ق (14 ابان 1369 هـ ش) رقم 3312. و هذه المقالة هي أسبق المقالات التي ذكرناها ، و تضمّ بحثاً وتحليلاً لجميع مراحل الحديث من الناحية الفكريّة ، الثقافيّة ، التعلیمية ، الاقتصادية و السياسية بشأن موضوع البحث هذا. و نكتفي هنا بذكر مقدّمتها و قسميها الاخيرين في العوامل السياسية ، الاجتماعية والاقتصاديّة. يقول في مقدّمة المقالة: مقدّمة: انّ سلسلة المقالات التي ستلاحظونها هي مجموعة كاملة و جامعة ذات هويّة نافذة لجميع الآراء النظريّة و التحليليّة للخبراء و الاخصّائيين السكّانييّن فيالدولة ، و التي جري بثها في المجتمع بطرق و وسائل مختلفة و بأكبر حجم ممكن خلال الاشهر المعدودة الاخيرة. و سلسلة المقالات هذه؛ و التي دوّنت بناءً علی اقتراح أوّلي من وزارة الصحّة ، العلاج و التعلیم الطبيّ (المعاونية الثقافيّة) ، بالرغم من احتوائها لآراء تخالف تماماً أسلوب التفكير الحاكم علی تلك الوزارة ، الاّ انّها؛ بتشجيع و تأييد و تكميل ستّة من أساطين الحوزة العلميّة ، و بدقّة نظر أعضاء اللجنة الاقتصادية في جلسة البحث و المناقشة الاسبوعية لحزب اللهـ قم؛ قد أوجدت مجموعةً غنيّة في أمر الحد من زيادة السكّان يؤمل أن تصبح مورد استفادة المتعطّشين للحقيقة. و اننا ، في هذه السلسلة من المقالات ، في صدد بيان هذه النكتة ، وهي انّ زيادة السكّان ليست أساس المشاكل الاقتصاديّة و غير الاقتصاديّة للمجتمع ، و انّ السيطرة علی تلك الزيادة لن تحلّ هذه المشاكل ، بل انّها ستولّد مشاكل و مخاطر جديدة للنظام و الثورة». لماذا تُبدي الدول الغربيّة كلّ هذا التعاطف للحدّ من زيادة عدد السكّان لدينا؟!و تقول في القسم الثلاثين و القسم الاخير: «العوامل و البواعث السياسيّة » يمكن القول مقدّمةً انّ طرح مسألة الحد من عدد السكّان من جانب الغربيّين و الاستكبار السياسي و الاقتصادي للعالم ، و تردّد عناصرهم الفاسدة علی بلدنا بشأن هذه المسألة ، و تخصيص الميزانيّات الضخمة لتأمين احتياجات الحد من سكّان البلد من قبل المنظمة الامم المتحدة و... يدلّل في الاساس علی وجود مجموعة من البواعث السياسيّة و الاقتصاديّة لعالم الغرب من طرح هذه المسألة. و بعبارة أخري فانّ مجرّد قيام أغنياء العالم و الاستكبار الاقتصادي بإظهار المحبّة إلی هذه المستوي للشعوب و لسكّان دول العالم الثالث ، وخاصّة لبلدنا الثوري ، من اجل القيام للحدّ من عدد السكان و اجراء الدراسات اللازمة له في البلد ، و وضعهم المال والإمكانيات في متناول أيدينا ، يثير بنفسه شكّنا في السبب الذي يجعل عاطفة المستكبرين الاقتصاديين ينعطف إلی مسألة الحدّ من عدد السكّان في بلدنا بدلاً من اشباعها في أمور الرساميل و النمو التقني لبلدنا ؟! ألا يمكن أن تكون هناك أهداف و بواعث مُستترة من قبل الاستكبار الاقتصادي العالمي ؟ و إذا ما تقرّر أن تُنفق هذه المساعدات المإلیة و في الإمكانات في مناقشة التوزيع الغذائي العادل و انتقال التقنية العلمية و تطويرها و... بدل انفاقها في التحقيقات في مجال الحدّ من السكان ، فهل ستستمر هذه الواردات و الإمكانات و الاموال المُهداة من الخارج أم لا ؟ ألا يخطر في الاذهان هذا الإبهام حين نري كندي رئيس جمهورية أمريكا السابق ينهال بملايين الاطنان من القنابل علی رؤس الملايين من الفيتناميين ، بينما يسعي لمساعدة الدول المتخلّفة للتحقيق و التخطيط في شأن الحدّ من عدد السكّان و النمو الاقتصادي ، فنتساءل: ألا تقوم دول العالم الغنيّة بهذه السياسات و المساعدات من أجل نهب دول العالم الثالث و منعها من التقدم و النموّ الاقتصادي ؟! و حين تقول السيّدة الدكتورة نفيس صديق الامريكية ـ الباكستانيّة في ايران: «... انّ الجميع يعتقدون أنّ شيئاً ما يجب فعله للحدّ من الزيادة غير المعقولة للسكّان في ايران. لقد جئنا إلی ايران لنساعدها علی تنظيم برنامج سكّاني ، حيث ستكون كلفة هذه الخطّة القصيرة الامد ذات السنتين 4 ملايين دولار» ، و بينما يرفض الرئيس الامريكي الفعلی (بوش) خطّة الحدّ من عدد السكّان في أمريكا؛ فلماذا لا ينشأ هذا السؤال و هذا التفكير: ما هي الاهداف التي دعت سفير منظمة الامم المتّحدة للقدوم إلی بلدنا ؟! إن قيل: انّ أفضل دليل علی حبّ الدول الغربيّة لخير بلدنا هو انّهم قد أجروا بأنفسهم خطّة الحد من عدد السكّان فصاروا بسبب ذلك يتمتّعون بالتقدّم الاقتصادي ، فانّه يجب القول في الإجابة: انّهم ـ أوّلاً ـ لم يمتلكوا و لا يمتلكون أيّ اطروحة مدوّنة للحدّ من عدد السكّان ، بل انّهم بإيجادهم قيماً مادّية اجتماعية جديدة من قبيل: النزعة إلی الرفاهيّة ، النزعة الفرديّة ، اشتغال النساء ، اطلاق العلاقات الجنسيّة غير المشروعة بكلّ معني الكلمة ، و القوانين المتعلّقة بمساعدة الاطفال غير الشرعييّن و تفضيلهم علی الاطفال الشرعييّن ، و... فانّه لم يعد هناك حاجة إلی برنامج للحدّ من عدد السكّان كي يوضع سكّان تلك الدول ضمن إطار السياسات الموضوعة للسيطرة علی عدد السكّان. و علی هذا فانّ شعار «الحدّ من عدد السكّان عن طريق الحرية لإسقاط الجنين» ليس الاّ سعياً ظاهريّا لتغطية فساد العلاقان الجنسية غير المشروعة للمجتمع الاورُبي و الامريكي. و ثانياً: انّ الازمة السكّانيّة للدول المتقدّمة بسبب تناقص مستوي النمو السكّاني إلی حدود سلبيّة قد أدّي إلی الشروع ببذل جهود شاملة وواسعة لزيادة النسل في اورُبا ، حيث انّ تخفيض ثمن تذاكر القطارات والمساعدات النقدية للعوائل التي تمتلك أكثر من طفلين في فرنسا أفضل مؤيّد لذلك. و علی أيّ حال ، أفليس هناك من داعٍ للشكّ و الارتياب في انّ هناك أهدافاً و بواعثَ سياسيّة ينبغي وجودها تبعاً لهذه المسألة ؟! اضطراب الدول الاستعماريّة من تزايد عدد سكّاننا الثوريين من الطبقة الفقيرةو حسب رأينا فانّ البواعث التإلیة يمكن أن تكون من جملة أهدافهم: 1 ـ تحديد النسل الثوري للمجتمع بالنظر إلی انّ الدور الاكبر في بداية الثورة و ترسيخها و تحكيمها وتصديرها يتحمّله الطبقات الاجتماعية الضعيفة اقتصاديّاً ، و التي تمتاز غالباً بتزايد سكّاني كبير نسبيّاً ، لذا فانّ نجاح الخطّة المذكورة سيجعلنا نشاهد انخفاض عدد الافراد الثوريين في مجتمعنا مستقبلاً! و في الحقيقة ، فاذا كان مناصرو السيطرة علی عدد السكّان من المتعاطفين مع الطبقات الضعيفة في المجتمع ، فلم لا يظهرون إلی جانب هذه النظريّة تحليلاً لتشجيع زيادة النسل في الطبقات المتوسّطة أو الغنيّد للمجتمع تلافياً للنقص في الاطفال لدي الطبقة الاجتماعية الضعيفة ؟! تشكيل دولة مقتدرة بدون زيادة السكان من سكّان البلد و المهاجرين أمر محال2 ـ دور العامل الكمّي لافراد شعبٍ ما في القدرة السياسية ـ العسكرية للدولة: إذا كان عالم إلیوم هو عالم القوة ، و كانت كلّ دولة أو جناح يمتلك قوة أكبر يمتلك أرضيّة أوسع للسلطة السياسيّة و الاقتصاديّة ، و اذا ما كان عدد السكّان هو أحد العناصر العاملة علی تشكيل القوة ، فينبغي الاستنتاج بأنّ الاستكبار الاقتصادي و السياسي للعالم ـ من اجل منع زيادة قدرة مجتمعٍ ما في اللحاظ السياسي و الاقتصادي ـ فانّه في صدد تقليل القوي الكمّية لتلك الدولة. خاصةً بعد أن أثبتت الحرب المفروضة و الجهود الخارقة للنسل الثوري في مجتمعنا ، للاستكبار السياسي و الاقتصادي أنّ قدرة الانسان هي التي تحكم التكنولوجيا والمدنية الغربية و تتفوّق علیهما، لذا فانّه ينبغي بأيّ طريقٍ ممكن الحدّ من ازدياد هذا النسل الثوري. و لهذا السبب فانّهم ـ بطرح نظريّات مُضحكة مثل الحدّ من عدد السكّان ـ قد أصبحوا في صدد نيل هذه الاهداف السياسيّة. و في هذه الحال فاننا اذا ما كنّا في صدد إيجاد ايرانٍ اسلاميّة قويّة ومقتدرة من الناحية السياسيّة ، الاقتصاديّة والعسكريّة ، و اذا ما كنّا نسعي لإيجاد قدرة عظمي سياسيّة من الدول الإسلامية ، و اذا ما كنّا في صدد فتح العالم و إيجاد حكومة عالميّة واحدة ، فهل سيكون ذلك ممكناً بدون عدد سكّاني كبير ، و بدون توازن في العدد ؟! أو يمكن صدّ الهجوم و الضغوط السياسيّة و العسكرية و الاقتصادية لعالم الاستكبار علی الثورة و البلد بدون قدرة و قوّة فرديّة و سكّانيّة ؟! أو هل يمكن أن يتبدّل بلدٌ ما ذو عدد محدود إلی دولة عظمي سياسيّة و اقتصاديّة و عسكريّة ؟! 3 ـ طرد و إخراج المهاجرين الثوريين المسلمين من البلد باعتبار انّ أحد العوامل المهمّة في زيادة عدد سكّان دولة ما يمكن أن يكون زيادة هجرة الاتباع الخارجيين إلی تلك الدولة ، فان من المتيقّن انّ أحد الخطط الموضوعة للسيطرة علی عدد السكّان هو منع ورود أولئك المهاجرين ، و اخراجهم من البلد دون قيد أو شرط ، أو حصرهم في المعسكرات و ـ و من الواضح أنّ هذا الهدف و الاُسلوب لا يمتلك من أثر الاّ القضاء علی هدف تصدير الثورة ، و تأطيرها ضمن أطار الحدود المسمّاة بالدولية ، في حين أنّ هذه النظريّة لا تنسجم مطلقاً مع أهداف وشعارات الثورة و واجبها. سيسقط الشعب عن أصوله العقائديّة و العمليّة بتقليل عدد السكّان4 ـ حرف أفكار المجتمع نحو المسائل الثانوية و الكاذبة و إبعادها عن المسائل الحيوية للمجتمع من البيّن ـ مع وجود طرح هذه المسألة داخل البلد ـ انّ الارضيّة لايّ التفات و اهتمام و دقّة نظر بالنسبة إلی مناقشة و متابعة المسائل السياسيّة والحيويّة للمجتمع ستزول و تمّحي. و في رأينا ان طرح امثال هذه المسائل كان يصادف في الكثير من الاحيان امّا مناقشة و طرح أعقد مناقشات مشاكل المجتمع في الاوساط الخاصّة ، أو لطرح مسألة ما داخل البلد و تحقيقها بالفعل!! و من الجلّي انّ مسألة الحدّ من عدد السكّان ليست مستثناة من هذه القاعدة. 5 ـ تحديد نسل المسلمين و العالم الثالث في العالم باعتبار انّ هناك من بين ما يقرب من 4 مليارات و 586 الف شخص في العالم ، ما يقرب من مليار واحد و 187 ألف نفر منهم في الدول المتقدّمة ، و ما يقرب من مليارين و 389 ألف شخص في دول العالم الثالث، و هناك ما يقرب من 5/1 مليار نفر يمثّلون عدد المسلمين في العالم. و علیه فانّه ينبغي من وجهة نظر المستكبرين السياسيّين والعقائديّين في العالم أن يُحدّد أمر التفوّق العددي للمسلمين بأي وسيلة كانت و مهما كان الثمن و خاصة للشيعة الثوريّين في العالم نسبةً لسكّان دول العالم. وذلك لان كلاّ منهم يمتلك دوراً كبيراً في تهديد منافع الاستكبار السياسي و الاقتصادي. و ربّما يمكن القول انّ نظريّة الحد من عدد السكّان يمكن أن تكون سعياً نظريّاً لتحقيق الاهداف المذكورة ، حيث يستدعي هذا الامر حذراً ويقظة أكثر من مسؤولي النظام. 6 ـ طرح و تضخيم مشاكل المجتمع من أجل توجيه ضربة للثورة وانجازاتها انّ أحد ءاثار و أهداف طرح هذه المسألة ، تضخيم مشاكل المجتمع و ايجاد ضربة نفسيّة و إعلاميّة إلی الوضع المتصاعد للثورة و المجتمع. أَوَ هناك هدف و نتيجة للطرح الكاذب و الماكر لكثير من العوامل السلبيّة للمجتمع بالقوّة و بالفعل في الظروف الحإلیة ، غير توفير دواعي يأس حزب الله و إعداد الارضيّات اللازمة للاستكبار الاقصادي لوضع اسس مؤامراته ؟! ألا يسبّب طرح أمثال هذه الامور في ايجاد التفكير في مجتمعنا بأنّ مسؤوليّة عدم النموّ الاقتصادي للبلد يقع علی عاتق الطبقات الفقيرة ذات الكثافة السكّانيّة العإلیة في قيامها بدخلها المتدنّي بتحميل المجتمع أعباءً سلبيّة ضخمه من الناحية الاقتصاديّة!! و أن ليس هناك من حلّ ـ في النتيجةـ لمشاكل المجتمع الاقتصاديّة إلاّ بالقضاء علی هذه الطبقات ؟! وكما بَيّن مالتوس ؟! 7 ـ إفشاء و بيع الاخبار و المعلومات الاقتصاديّة و السياسيّة و... للبلد دون قيد أو شرط كي يستثمرها الاستكبار العالمي نظراً لتدمير قوي الاستكبار العالمي و شبكاته الجاسوسيّة علی يد الجنود المجهولين لـ «إمام العصر عجّل الله تعإلی فَرَجَه الشريف» ، فلم يعد هناك من سبيلٍ أمام الاستكبار السياسي و الاقتصادي و الخبري الاّ ان يقوم بمساعٍ كبيرة لسدّ هذا النقص في الاحتياجات و المعلومات التي يحتاجها ، و ذلك بإيجاد أجواء مثيرة كاذبة داخل البلد عن طريق طرح أمثال هذه المسائل التي يستلزم اثباتها أو نفيها نشر أخبار و معلومات قيّمة، و خاصّة انّ بعض هذه المسائل لها صبغة ظاهريّة مقبولة و جوانب خيريّة ، مما يجعل الشبكات و طالبي الخير و الجواسيس في الدنيا يحصلون علی أرضيّة واسعة للمناورات الإعلاميّة و الخبريّة. و من الجليّ انّ بعض المغرضين او البسطاء السذّج في المجتمع سيعمدون عند طرح أمثال هذه المسائل ، إلی إمساك اقلامهم و إفشاء معلومات قيّمة كثيرة في بحثهم و مناقشتهم لها. انّ مسألة الحدّ من عدد السكّان هي إحدي المسائل التي يحتاج اثباتها إلی طرح أكثر المعلومات الفنيّة و العلميّة سريّةً في البلد ، كما انّ التحليل علی أساس القابليّات و القدرات الاقتصاديّة للمجتمع سيؤمّن بسهولة الكثير من المعلومات الناقصة لدي الغرب و الشرق. و افضل استدلال لنا علی هذا الامر مقولة الدكتورة نفيس صديق ، وهي أحد مسؤولي منظمة الامم المتّحدة ، حيث تقول: «إنّ هناك مليوني دولار من مجموع أربعة ملايين دولار دفعتها منظّمة الامم المتّحدة في ايران في مجال الحد من عدد السكّان ، مخصّصة لإجراء خطط تحقيقات مشتركة في السنوات (1990 ـ 1991). و أحد اهداف هذا البرنامج جمع الإحصائات و المعلومات و التحقيقات في المسائل المرتبطة بالسكّان و بتنظيم العائلة». فانّ تصريحها و النسبة المئويّة لتكإلیف التحقيقات و المعلومات للخطّة المذكورة مقارنة بكلفة تنفيذها تحكي عن انّ جمع المعلومات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة و... هو من أهمّ أهداف ، بل هو الهدف الوحيد لمساعدة الاربعة ملايين دولار التي قدّمتها منظّمة الامم المتّحدة! الدكتورة نفيس تقدّم تايلندا المليئة بالفواحش انموذجاً لتقتدي ايران بهاالاهداف و البواعث الإجتماعيّة اذا ما كان أحد أهداف الحد من عدد السكّان هو إطلاق المرأة من العائلة إلی المجتمع و الاجتماع كما يقول لينين ، و اذا كان انخفاض عدد السكّان و الموإلید هو الحلّ للحد من التعارض الموجود بين الدور الاقتصادي للمرأة و دورها العائلي؛ و اذا كانت السيدة الدكتورة نفيس صديق تقول: «انّ دور المرأة لا ينحصر في إنجاب الاولاد ، و انّ أي بلد يرغب في ان يخطو علی طريق التنمية لا يمكن أن يفعل ذلك بنصف عدد سكّانه ، كما أنّ أحد مؤشّرات موفقيّة دولة تايلندا واندونيسيا في مجال زيادة السكّان و تنظيم العائلة هو في التخصيص الواسع للرساميل في مجال مشاركة المرأة في الامور الاجتماعيّة و التنمية في الدولة». و اذا ما كان الزواج في نظر أخصّائيّي السكّان الغربييّن و الخبراء الداخليين سبباً لتغيّر المتغيّرات السكّانيّة ، باعتبار انّ من أهمّ نتائجه التأثير المباشر علی أمر الحمل و الإسهام في زيادة السكّان ، و ينبغي لذلك الوقوف في وجهه بوسيلةٍ ما ، و... ، فانّها جميعاً تشير إلی انّ أحد الاهداف الاجتماعيّة لنظرية الحدّ من عدد السكّان هو تحديد الزواج و الجرّ العشوائي للنساء إلی الساحة الاجتماعيّة و النشاطات الاقتصاديّة ، و في عبارة واحدة: القضاء علی مركز العائلة و إيجاد الفساد الإجتماعي! لقد بيّنا في نقدنا و مناقشتنا لهذه النظريّة من وجهة نظر علم الإجتماع نكات مهمة ، و نشير هنا فقط إلی هذه النكتة الإضافيّة ، و هي انّ تأثير هذا التفكير يتمثّل في إيجاد الارضيّة لتزايد الفساد و الانحرافات الإجتماعيّة وفي القضاء علی جميع أهداف الثورة و الإسلام. ذلك لانّ الانفعالات الجنسيّة لدي الشباب (الفتيات و الفتيان) ينبغي أن تطفا علی نحوٍ ما ، فاذا لم يجرِ تشكيل العوائل ، و اذا ما ارتفع سنّ الزواج ، فانّ إطفاء الشهوات هذا سيُظهر نفسه في المجتمع علی شكل علاقات غير مشروعة ، و يقيناً فانّ المجتمع سيُساق ـ بانتشار و اتّساع هذه العلاقات غير المشروعة ـ نحو الفساد و الفناء. و ممّا يستلفت الانتباه انّ الدكتورة نفيس صديق تقترح علی ايران الثوريّة الإقتداء بنموذج تايلندا التي تعدّ إلیوم احدي الدول الثلاث المكتظّة بالفواحش في العالم ، و بعبارة أفضل فانّهم ـ بشعار الحدّ من عدد السكّان ـ في صدد تربية الفواحش في بلدنا. و حقّاً! فَلِمَ لا تكون تربية الاولاد و الاطفال هدفاً كبيراً للمرأة ؟ و لماذا لا ينبغي أن يكون ذلك ؟ أو ليست المرأة بنفسها غايةً و هدفاً للنشاطات الاقتصاديّة للرجال قبل أن تكون وسيلة و أداةً للاهداف الاقتصاديّة ؟ و بتعبير أفضل: هل ينبغي أن يكون الاقتصاد في خدمة المرأة و العائلة ، او ان تكون المرأة والعائلة في خدمة الإقتصاد ؟ ألا يمكن أن تكون النماذج المقدّمة من قبل عملاء الاستكبار الاقتصادي للنموّ و التقدّم الاقتصادي بواسطة استخدام النساء الفواحش موفّقة في أسلوبها ؟ في رأينا انّ التزايد الحادّ للفساد الفنّي في البلد خلال السنة أو السنتين الاخيرتين يمثّل بنفسه حلقة من الحلقات المستهدفة للاستكبار السياسي و الاقتصادي العالمي بالاستعانة بنظريّة الحدّ من عدد السكّان ذات الظاهر المقبول ، و ذلك من إجل ايجاد الفساد و الفحشاء و تحطيم القيم الالهيّة و الثوريّة لمجتمعنا ، و ينبغي مواجهة ذلك بشدّة. ألا يعتمد علی هذه النظريّة الاستكباريّة للحدّ من السكّان اولئك الذين يتّبعون أمر ترويج الفحشاء و زيادة انتشار النموذج الاستهلاكي الغربي في برامجهم الملوّثة بالفساد في المسرحيّات و المسلسلات والافلام و الاناشيد و الكتابات و... ، من أجل القضاء علی قيم الثورة و الاسلام ؟ ألا ينبغي ان يتيقّظ مسؤولو نظامنا و يلتفتوا إلی انّ استراتيجية إفساد البلد و جرّه إلی الاضمحلال و الفناء بكلّ سهولة ، يجري تنفيذها من قبل العناصر و الاخصّائيين الفاسدين و المتسلّلين إلی أوساطنا ، أو بواسطة البسطاء المخدوعين ، بسرعة و بلا إثارة للضجّة و ذلك بالاستعانة بالاجواء الإعلاميّة من جانب ، و بالإفادة من النظريّات ذات الظاهر المقبول للحدّ من زيادة السكّان من طرف ءاخر و الاسإلیب الاخلاقية المعوجة لاصحاب الحجاب السي و لمن لا حجاب لهم ، و انّ هذه الاستراتيجيّة في طريقها إلی النجاح و التوفيق ، و انّ حلاًّ جذريّاً ينبغي إعداده لموجهتها ؟! الاهداف و البواعث الإقتصاديّة يمكن بشكلٍ عام حصر الاهداف و البواعث الاقتصاديّة للحد من عدد السكان في عدّة أمور: ألف: إيجاد الجوّ و الزمن والإمكانات اللازمة لاقتصاد الاستكبار و نكتفي هنا في اثبات صحّة و صواب كلامنا السابق بذكر جملة واحدة عن (بل ارسنج) من جامعة استانفورد الامريكيّة. فهو يقول في توصيته لدولة أمريكا: «انّ علی أمريكا ان تحدّ من زيادة السكّان في الدول الاخري بجميع قواها و بالإفادة من الضغوط المإلیة و السياسية ، حتّي في دول افريقيا الشرقيّة القليلة السكّان ، لانّ تلك الاراضي البكر ذات الصفاء ينبغي المحافظة علیها كمتنزّهات لسكّان مدننا التي لوّثتها الصناعة». ب: التصنيع المحض للبلد و زيادة سكّان المدن و القضاء علی الزراعة باعتبار ان أحد عوامل تقليل الحمل وجود و اتّساع سكني المدن ، وذلك لانّ الإحصائيّات تشير إلی وجود تفاوت 5/1 إلی 2 طفل بين العوائل الساكنة في المدن عن مثيلاتها في الارياف. لذا بناءً علی وجهة نظر مناصري الحدّ من عدد السكّان فانّ ازدياد سكني المدن هو أحد عوامل أنخفاض نسبة الحمل في المجتمع. و من البديهي انّ ازدياد ساكني المدن في بلدنا له تلازم لا ينفكّ عنه مع القضاء علی الزراعة و النمو الصناعي غير المدروس للدولة ، ممّا سينجم عنه ءاثار خطرة لمجتمعنا. ج: حرمان المجتمع من الآثار النافعة للتزايد السكّاني ، مثل نمو وتفتّح الابتكارات و الإبداعات ، نموّ و اتّساع سوق الانتاج ، و... ، حيث جري إلی حدٍّ ما بيان هذه الآثار الايجابيّة في المباحث السابقة» نهاية كلام حجّة الإسلام الخرّازي زِيدَ عزّه. و علی كلّ حال ، فانّ الموارد الخمسة التي ذكرناها كانت أهم الموارد التي ذُكرت في الجرائد ، و التي كانت تتحدّث عن مفاسد مسألة العَقم و قطع نسل الشيعة في ايران ، و هو موضوعنا الاوّل في هذا البحث.
هجوم الشيطان الاستعماري علی الشعب المسلم بعد ارتحال ءاية الله الخمينيلم يكن ماء الغسل قد جفّ بعدُ علی بدن و كفن القائد العظيم الشأن و الموجّه الكبير و المعظّم للثورة الاسلاميّة سماحة ءاية الله الخميني قُدّس سرّه الشريف ، حين أظهر شيطان الاستكبار العالمي والشيطان العظيم المُحتال العام صورته القبيحة لهذا الشعب ، و تسلّط ببراثن حيله و مكره و خداعه و كذبه القويّة المكينة علی هذا الشعب الذي نهض لتوّه من أعباء الحرب المفروضة محاولاً التقاط أنفاس الراحة ، و قال له: أيّها الحفاة التابعون لحاكمكم و وليّكم الفقيه! يا من لا ثروة لهم و لا شوكة أيها الاحرار الطليقون الذين صببتم علی اللعنات و شعارات الموت عشر سنين! ها أنذا أقطع نسلكم بأيديكم بهدوء و دون أي ضجيج ، لتتيبّس و تجفّ مظاهر حياتكم إلی قرون عديدة ، و لئلاّ يظهر فيكم رجل ، أو يمكنه المجيء إلی ساحة الحياة لينهض و يثور و ينادي بنداء لبّيك! أو لينادي بشعارٍ ضدّ المستكبرين و المتكبّرين ، و ليُعلن عن وجوده و حياته ، إنّني سأجعل جذور الشجرة تجفّ بمكر و خدعة صارت واضحة لجميع أهل العالم! و بينما كان يتوجّب علی انفاق الملياردات من الدولارات كلّ عام علی إعداد الادوات و الوسائل الحربيّة كي لا أدع عدوّي يقف في مواجهتي، فها أنذا أقوم بمبلغ بسيط من تلك النفقات و الميزانيّة بإعقام مليون إمرأة و ثمانين ألف رجل منكم؛ أقوم بإخصاء رجالكم ، و أدع نساءكم بلا ثمر و فائدة كأشجار غابات أتلفتها الآفات و أصابتها الصواعق. انّني أدفع من صندوق النقد العالمي خمسة ءالاف ، عشرة ءالاف ، وحتّي عشرين ألف تومان لكلّ رجل و امرأة منكم يقوم باغلاق الانابيب ، فيبيعني روحه و وجوده و حياته و معيشته. لقد كان سماحة ءاية الله الخميني قدّس الله سرّه نفسه حامي الضعفاء و المحتاجين و ذوي العوائل ، و لقد قام بهذه الثورة من أجل إنقاذ هذه الامّة المظلومة ، و كان يريد أن يجعل الماء و الكهرباء و الخبز و أجرة الطبيب وسائر الضرورات التي يحتاجها العموم مجّاناً للفقراء ، كما كان يريد جعل الصفوف الدراسيّة و الارتقاء إلی الكمالات العلميّة و العمليّة مجّانيّة للجميع، حتّي انّه قال بأنّ تذكرة الباصات يجب ان تكون مجّانيّة للمستضعفين؛ أمّا الآن فإن هجوماً ينبغي شنّه علی هذا الصنف بشكل يُفسد أساسه و جذوره و يُضيع بذوره. الآن و في هذا الظرف ينبغي استخدام هذا الهجوم و الخداع. لقد كان شعار «أطفال أقلّ ، حياة أفضل» شعاراً شكليّاً لا أكثر في زمن الطاغوت محمد رضا ءاريامهر ، و لم يصبح عمليّاً قطّ ، ذلك لان محمد رضا بهلوي كان خاضعاً للحكومة الامريكية ، و كان أفراده و جيشه ورعيّته محسوبين أفراد و جيش و رعايا أمريكا ، و لم يكن قطع نسلهم في صالح أمريكا ، و ذلك لانّ وجود دولة قويّة في مواجهة روسيا و في مقابل شيوعيّة الاتحاد السوفيتي كان الهدف الرئيسي لسياسة انجلترا في المجيء بأبيه رضاخان بهلوي ، ثم كانت هذه هي سياستهم المشتركة مع أمريكا. لذا فقد رأينا في زمن ءاريامهر انّهم كانوا يرسلون الجنود الايرانيين للحرب لصالح أمريكا في بعض المناطق مثل ظفار و غيرها بدون علم أهليهم ، و كان قطع نسل جيش ايران و رعاياها أمراً لا يعود علیهم بفائدة (خاصّة و انّ عدد السكّان لم يكن بالحجم الحإلی مثيراً لخوف الاستكبار وفزعه). امّا في عصر حكومة الوليّ الفقيه ، حيث اتّجه الايرانيّون إلی الإسلام بعشقهم و حرّيتهم و جهادهم للخصم ، و في قدرتهم الفائقة في العِدّة والعُدّة: وَ أَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّنْ قُوَّةٍ فقد زاد مستوي الزواج و إنجاب الاطفال علی سنّة رسول الله ، و قام الرجال بالزواج المتعدّد من المخدّرات اللاتي فقدن أزواجهنّ في الحرب وغيرها ، كما كان الفتيان و الفتيات يتزوّجون في سنّ البلوغ ، فزاد النسل وأُعلن عن تشكيل جيش العشرين مليوناً. و بناءً علی هذه الجهات فقد كانت نار الحسد و الحقد تلتهب يوماً بعد يوم في قلوب مخالفي الإسلام و أعداء هذه النهضة القويمة ، حتّي شرعوا فجأة بالقضاء علی شبابنا بإسم الإسلام بمبرّرات واهية و أقوال غير منطقيّة مستندة إلی أساس كلام «مالتوس» المتوفّي قبل مائتي سنة. قلتُ يوماً للدكتور الحاج عبّاس علی أُميدي وفّقه الله ، و هو الاخصّائي الوحيد و المبرّز في علم الامراض و التشريح و العلاج السريري «ءاناتوميكال و كلينيكال پاتالوجيست» في محافظة خراسان و رئيس مصرف الدم في المحافظة ، و له مختبر للتشخيص الطبّي و تشخيص الاضرار يقدّم خدمات في مجال مبحث الدم «هيماتولوجي» ، الكيمياء الحياتية ، علم الطفيليّات «بارازيتولوجي» ، علم الاحياء المجهريّة «ميكروبايولوجي» ، علم المصول «سرولوجي» ، علم أمراض الانسجة «هستوپاتولوجي» و علم أمراض التغذية «سيتوپاتولوجي» كما انّه من المسلمين المصلّين الملتزمين ذوي الخدمة إلی عالم الإسلام و الثورة ، وخدماته القيّمة مشهودة للقاصي والداني ، كما انّ سوابق المحبّة و المودّة ممتدّة منذ قديم الايّام بينه و بين الحقير؛ قلتُ له: لماذا لا تقومون ـ مع علومكم التي تنفردون بها ـ بالإشتراك في هذه الندوات و المجالس التي تُعقد لقطع الارحام و إعقامها و استئصال نطف الرجال فتدلون بآرائكم الطبيّة فيها ؟! فردّ في غاية التأسّف: أيّها السيّد ، انّهم لا يُفسحون لنا مجالاً للحضور في هذه الندوات و الجلسات! ثم قال: جاءني يوماً شابّ موفق قويّ البُنية ضخم الجثّة في حدود الثلاثين من العمر كي أعالجة من عرض مرضي ظهر لديه ، و كان قد أجري عمليةً لاغلاق الانابيب. و لقد تأسّفت حقّاً علی إنسانيّته و قوّته واستعداده و سلامة مزاجه و وسامة طلعته و هيكله الحسن ، و كان ذلك الشاب يقول: لقد قمتُ بعملية اغلاق الانابيب من أجل الإسلام و لدعم ولاية الفقيه ، فأصابتني هذه الآلام و الاعراض و المشاكل! و ذلك لانّهم يطرحون مسائل من كلّ جانب ، في صلاة الجمعة والجماعة ، و في الجرائد ، و في الراديو و التلفزيون ، و يشيرون إلی انّ: الجهاد الوحيد للرجال في سبيل الله هو أن يقوموا باغلاق الانابيب لديهم (عملية فازكتومي)
حديث رئيس منظمة المحافظة علی البيئة بعد
ثلاثة أشهر من ارتحالالقائدالكبيرللثورة
|
|
|