بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة النکاحیة / القسم السادس / عدم الرجوع الی أعلام الشیعة و المراجع الحالیین فی امر الحد من عدد السکان / عدم جواز دخول...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

 

المطلب‌ الخامس‌:

 عدم‌ الرجوع‌ إلی‌ أعلام‌ الشيعة‌ والمراجع‌ الحإلیين‌ في‌ أمر الحدّ من‌ عدد السكّان‌

 

 ألم‌ يكن‌ من‌ الصائب‌ عند وقوع‌ هذا الامر الخطير أن‌ تجري‌ مراجعة‌ أعلام‌ الامّة‌ الشيعيّة‌ في‌ الزمن‌ الحاضر: ءايات‌ الله‌ العظام‌ و حجج‌ الإسلام‌ مثل‌: الحاج‌ السيد علی‌ بهشتي‌ المازندراني‌ ، و الحاج‌ السيد علی‌ السيستاني‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ ، و الحاج‌ السيد محمّد رضا الگلبايگاني‌، و الحاج‌ الشيخ‌ محمّد علی‌ الاراكي‌ ، و الشيخ‌ محمّد تقي‌ بهجت‌ فومني‌ ، و السيّد رضا بن‌ سيّد صَفيّ بهاء الديني‌ في‌ قم‌ ، و الحاج‌ السيّد عزّالدين‌ امام‌ بن‌ الحاج‌ السيد محمود الزنجاني‌ ، و الحاج‌ ميرزا علی‌ بن‌ الشيخ‌ محمّد رضا تنكابني‌الفلسفي‌ في‌ مشهد المقدّسة‌ و أمثالهم‌ من‌ العلماء المخلصين‌ للامّة‌ و الشعب‌ ، الذين‌ تحمّلوا المحن‌ و تجشّموا المشاق‌ ، والذين‌ يمثلون‌ المراجع‌ الفقهيّة‌ و سند الناس‌ الذي‌ يعتمدون‌ علیه‌ ، و أن‌ تشكّل‌ منهم‌ لجنة‌ ، او ان‌ يُستفاد من‌ ءارائهم‌ و فتاواهم‌ فيُعمل‌ بها عند تعذّر تشكيل‌ لجنة‌ ، شأنهم‌ شأن‌ لجنة‌ الفقهاء المجتمعين‌ في‌ مكّة‌ المكرّمة‌ ، والمجتمعين‌ في‌ القاهرة‌ الذين‌ عدّوا بشكل‌ قاطع‌ اقتراح‌ تحديد النسل‌ اقتراحاً استعمارياً و حكموا حكماً قطعياً بمخالفته‌ لاسس‌ الإسلام‌ مع‌ انّه‌ لم‌ يكن‌ فيهم‌ عالم‌ شيعي‌ّ واحد ، فأدّي‌ ذلك‌ إلی‌ عدم‌ تحقّق‌ ذلك‌ عمليّاً في‌ الحجاز و مصر بهذه‌ الكيفيّة‌ ، بالرغم‌ من‌ أنّ عمالة‌ فهد السعودي‌ و أنور السادات‌ و خدماتهم‌ لإسرائيل‌ و الصهيونيّة‌ و أمريكا أمر لا يخفي‌ حتّي‌ علی‌ الاطفال‌.

 اولئك‌ الذين‌ كانوا علی‌ ذلك‌ لم‌ يقبلوا بقطع‌ نسل‌ المسلمين‌ ، فلنا الويل‌ علی‌ ادّعاءآتنا الكبيرة‌ بانتماء البلد إلی‌ إمام‌ الزمان‌ عجّل‌ الله‌ فَرَجه‌ ، وعلی‌ نَشْرنا الاعلام‌ السوداء علی‌ أبواب‌ المنازل‌ في‌ عزاء سبط‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و ءاله‌ و سلّم‌!

 بلي‌ ، انّ عدم‌ الرجوع‌ و عدم‌ الاخذ بآراء أجلاّء كهؤلاء ، لم‌ يكن‌ فقط‌ غير مُستبعد ، بل‌ لو كان‌ خلافه‌ لكان‌ عجبا!

 و ذلك‌ لانّ هذه‌ الاموال‌ التي‌ تُنفق‌ في‌ هذه‌ المصارف‌ ، و هذه‌ اللجان‌، و هذه‌ الندوات‌ ، و هذه‌ الضجّة‌ ، و إيجاد الفزع‌ و الحيرة‌ لدي‌ الناس‌، كلّها من‌ صندوق‌ النقد العالمي‌ الذي‌ يضعونه‌ مجّاناً في‌ خدمة‌ الامّة‌.

 هذه‌ الامور من‌ اولئك‌ الصهانية‌ و إلیهود الذين‌ يحسبون‌ للشاهي‌ والقران‌ [1] الواحد حساباً ، لكنّهم‌ يُنفقون‌ هنا و لا يأبهون‌ و لا يهتمّون‌ أبداً حين‌ تكون‌ كُلفة‌ إبرة‌ تزريق‌ واحدة‌ فقط‌ 15 ـ 16 ألف‌ تومان‌ ، لانّهم‌ ينفقون‌ لاجل‌ نواياهم‌ لا لاجل‌ مصالحنا.

 يُنفقون‌ في‌ القضاء علی‌ الشعب‌ و البلد و قطع‌ النسل‌ و إعقام‌ بلد فدائي‌ّ ثوريّ ذي‌ خمسين‌ مليون‌ شخص‌ ، لا في‌ صلاح‌ المُلك‌ و البلد ، و لا إشفاقاً علی‌ قطرة‌ دمع‌ ليتيمٍ مسلم‌ ، و لا لقامةٍ مُنحنية‌ لارملة‌ عجوز فقدت‌ ولدها الشاب‌ في‌ ساحة‌ المعركة‌ ، و لا لمساعدة‌ المرضي‌ أو لامور الصحّة‌ أو لمصالح‌ تحسّن‌ وضع‌ الإيرانيّين‌ و نموّهم‌.

 انّهم‌ يُنفقون‌ هذه‌ النفقات‌ لاهدافهم‌ ، فهي‌ تصبّ في‌ خصوص‌ مجاري‌ تلك‌ الاهداف‌ ، لانّ هدفهم‌ هو إسقاط‌ هذه‌ الشجرة‌ الشامخة‌ ، فهم‌ يتحلّقون‌ حولها و ينهال‌ كلّ واحد منهم‌ بفأسه‌ علی‌ جذورها ، و ليس‌ هدفهم‌ سقي‌ هذه‌ الشجرة‌ لتبقي‌ خضراء يانعة‌ يتفيّأ المسلمون‌ بظلالها.

 و لهذا فانّ هؤلاء الاطباء و المهندسين‌ و المخرجين‌ المأجورين‌ لايفسحون‌ مجالاً في‌ نداوتهم‌ و جلساتهم‌ لشخص‌ واحد غيرهم‌ ، من‌ أجل‌ أنْ ينفّذ ما يُريدون‌ لا ما تتطلّبه‌ مصلحة‌ الناس‌ الحقيقيّة‌.

 الرجوع الي الفهرس

انّهم‌ يمنعون‌ غير أفرادهم‌ من‌ حضور الجلسات‌ والمؤتمرات‌ ليتحقّق‌ لهم‌ مايريدون‌

 أولم‌ نقرأ شكوي‌ الدكتور محمّد جوانفر التي‌ جاءت‌ في‌ جريدة‌ «جمهوري‌ اسلامي‌» في‌ قوله‌: أُوافق‌ علی‌ هذا الامر الذي‌ ورد في‌ مجلّة‌ «قراءآت‌ سياسيّة‌» بأنّهم‌ لا يجلسون‌ للتشاور في‌ هذا العالم‌ ، و لا يُصغون‌ إلی‌ النظريّات‌ المخالفة‌ لهم‌ ، حتّي‌ انّ أحد الاساتذة‌ من‌ الاخصّائيّين‌ السكّانيين‌ قال‌ مرّةً:

 ذهبتُ مرّةً إلی‌ احدي‌ الندوات‌ بدعوة‌ من‌ معاون‌ وزير الصحّة‌ والعلاج‌ ، فلمّا وقع‌ نظر رئيس‌ تلك‌ اللجنة‌ علی حتّي‌ قال‌: لماذا تسمحون‌ للاجانب‌ و الغرباء بدخول‌ هذه‌ الجلسة‌ ؟! لقد شكّلت‌ منظمة‌ الصحّة‌ والعلاج‌ الطبّي‌ هذه‌ الجلسة‌ لهدف‌ خاصّ!

 و في‌ هذه‌ الحال‌ فانّهم‌ لا يكتفون‌ بعدم‌ أخذ ءاراء الآيات‌ العظام‌ ، بل‌ انّهم‌ يُبعدون‌ أنفسهم‌ عنهم‌ حتّي‌ لا يشعر اولئك‌ الآيات‌ بوقع‌ أقدامهم‌.

 الرجوع الي الفهرس

لِمَمنع‌الاستكبارخيوط‌ عمليّات‌الجراحة‌زمن‌الحرب‌وصارالآن‌يدفع‌الدولارات‌مجّانًا

 أولم‌ تشاهدوا خلال‌ الحرب‌ المفروضة‌ كيف‌ سدّت‌ عالَم‌ الصهيونيّة‌ والاستكبار الامريكي‌ الابواب‌ في‌ وجه‌ إيران‌ بالمقاطعة‌ الاقتصاديّة‌ ، حتّي‌ انّهم‌ منعوا الادوية‌ و المستلزمات‌ الجراحية‌ لعلاج‌ مجروحي‌ الحرب‌ ، مع‌ انّ الهلال‌ الاحمر موظّف‌ في‌ جميع‌ الدنيا بنقل‌ الغذاء و الدواء للجرحي‌ ، و مع‌ انّ أيّ قوّة‌ عمليّة‌ لا يمكنها منعه‌ من‌ ذلك‌!

 لقد مرّت‌ شهور و سنوات‌ و جرحانا لا يمتلكون‌ الخيوط‌ الخاصّة‌ بخياطة‌ العمليات‌ الجراحية‌ و يموتون‌ بسبب‌ ذلك‌.

 حدث‌ يوماً أن‌ كنتُ أسير في‌ الشوارع‌ الممتدّة‌ الداخليّة‌ في‌ مستشفي‌ الإمام‌ الرضا علیه‌ السلام‌ ، فرأيتُ فجأة‌ ممرّضة‌ دُهشت‌ حالما رأتني‌ وهُرعت‌ نحوي‌ قائلة‌: «ماذا نفعل‌ ايّها السيّد ؟! ليس‌ لدينا خيوط‌ للعمليات‌ الجراحيّة‌ ، و مرضانا الذين‌ يمكن‌ علاجهم‌ يموتون‌ أمام‌ أعيننا لنقص‌ خيوط‌ العمليات‌» فأين‌ كان‌ صندوق‌ النقد العالمي‌ و السيّدة‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ الباكستانية‌ ـ الامريكية‌ ءانذاك‌ لتنادي‌ هذا الصندوق‌ ، ليس‌ لمساعدتنا ، بل‌ لتقول‌ له‌: اسمحوا بورود خيوط‌ العمليات‌ الجراحيّة‌ والادوات‌ الطبيّة‌ الجراحية‌ إلی‌ إيران‌!

 و ها هو (صندوق‌ النقد) قد تفضّل‌ بالقدوم‌ علی‌ الرحب‌ و السعة‌ ، ونوّر بلدنا إيران‌ بطلعته‌ ، فصار يوصل‌ معدّات‌ منع‌ الحمل‌ إلی‌ أقصي‌ نقاط‌ الارياف‌ ، من‌ أبر الزرق‌ الغإلیة‌ الثمن‌ ، و أجهزة‌ ءاي‌. يو. دي‌ ، و أنواع‌ الاقراص‌ ، و الكاندوم‌ و غيرها ، و صار يهب‌ المكافئات‌ الكثيرة‌ لكلّ عملية‌ اغلاق‌ أنابيب‌ النساء (تيوبكتومي‌) ، و لكلّ عملية‌ اغلاق‌ انابيب‌ الرجال‌ (فازكتومي‌) ، و يضعهم‌ في‌ الاولويّة‌ في‌ الامور المعيشيّة‌.

 صار يترحّم‌ بالاجر الجزيل‌ للاطبّاء الذين‌ يرتكبون‌ هذه‌ الجنايات‌ ويقومون‌ بعملية‌ غلق‌ الانابيب‌ ، مع‌ ارتفاع‌ أرقام‌ عملياتهم‌ ؟!؟!

 يقول‌ صديقنا العزيز الجليل‌ الدكتور اسماعيل‌ زاده‌:

 «نقل‌ أحد رفقائنا الجرّاحين‌ انّ أحد رفقاءه‌ قد كلّف‌ بمهمّة‌ لمدّة‌ شهر واحد في‌ احدي‌ المدن‌ ، و كانوا يدفعون‌ له‌ لكلّ عملية‌ تيوبكتومي‌ (اغلاق‌ انابيب‌ النساء) مبلغ‌ ثلاثة‌ ءالاف‌ و خمسمائة‌ تومان‌ ، و حين‌ فرغ‌ من‌ مهمّته‌ تلك‌ كان‌ قد أودع‌ جيبه‌ مبلغاً في‌ حدود 000/200 تومان‌».

 و قال‌ الفاضل‌ المحترم‌ السيّد أبوالقاسم‌ ءاقا ميري‌: «ذهبتُ في‌ شهر المحرّم‌ لسنة‌ 1415 إلی‌ قرية‌ (حاجي‌ كلاته‌) ، و هي‌ من‌ توابع‌ علی‌ ءاباد (كتول‌) (بين‌ جرجان‌ و ءازاد شهر) ، لتبليغ‌ الاحكام‌ الدينيّة‌ ، فقال‌ مسؤول‌ الصحّة‌ هناك‌: السيّد مصطفي‌ علمشاهي‌: انّ ابر الزرق‌ المضادّة‌ للحمل‌ التي‌ تمنع‌ حصوله‌ لمدّة‌ ثلاثة‌ أشهر ، والتي‌ يكلّف‌ كلّ واحد منها الدولة‌ 15 ـ16 ألف‌ تومان‌ توزّع‌ بشكل‌ مجّاني‌. و هكذا فانّ هناك‌ 70 امرأة‌ في‌ هذه‌ القرية‌ ذات‌ الـ (400) عائلة‌ قد قمن‌ باغلاق‌ الانابيب‌ و صارت‌ الباقيات‌ يمنعن‌ الحمل‌ باستخدام‌ الوسائل‌ الباقية‌. و يلزم‌ ذكر انّ السيد الحسيني‌ الشاهرودي‌ إمام‌ الجمعة‌ هناك‌ مخالف‌ لهذا الامر».

 الرجوع الي الفهرس

 

المطلب‌ السادس‌:

 رأي‌ سماحة‌ آية‌ الله‌ الخامنئي‌ في‌ أمر الحدّ من‌ عدد السكّان‌

 

قام‌ سماحة‌ حجّة‌ الاسلام‌ الحاج‌ الشيخ‌ حسين‌ الكرمي‌ الفاضل‌ المحترم‌ المقيم‌ في‌ بلدة‌ قم‌ الطيّبة‌ بالكتابة‌ إلی‌ الحقير يقول‌:

 «بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌. قال‌ لي‌ حجة‌ الإسلام‌ الخرّازي‌ مسؤول‌ حزب‌ الله‌ ، ابن‌ ءاية‌ الله‌ الخرّازي‌ ، ضمن‌ مكالمة‌ شفوية‌ معه‌ بشأن‌ استلام‌ مقالاته‌ في‌ أمر الحدّ من‌ عدد السكّان‌: لقد سلّمت‌ المقالات‌ إلی‌ حزب‌ الله‌، و خرجت‌ بذلك‌ من‌ يدي‌ بعد الآن‌. و هي‌ مقالات‌ جيّدة‌ جداً و مدوّنة‌ وفق‌ احصائيّات‌ و تحقيقات‌ دقيقة‌. و اعتقد انّ هذه‌ الاطروحة‌ تمثّل‌ خطّة‌ استعماريّة‌ و مؤامرة‌ للقوي‌ العظمي‌ ، و ليس‌ بمعزل‌ عن‌ الجلسة‌ التي‌ أُجريت‌ في‌ اسرائيل‌ من‌ اجل‌ الحد من‌ عدد سكّان‌ الدول‌ الاسلاميّة‌ ، خاصّة‌ و انّ هذه‌ الاطروحة‌ نفّذت‌ في‌ ايران‌ بعد أربعة‌ أشهر من‌ الخطّة‌ الاسرائيليّة‌ و مؤتمرها التي‌ عُقد هناك‌.

 كما قال‌ السيّد الخرّازي‌:

 لقد كان‌ لي‌ لقاء مع‌ سماحة‌ ءاية‌ الله‌ الخامنئي‌ ، فتفضّل‌ بالقول‌:

 اُخّمن‌ انّ هذه‌ خطّة‌ أجنبيّة‌ ، و لستُ موافقاً علی‌ هذا الامر ، و قد ذكّرت‌ حجة‌ الإسلام‌ و المسلمين‌ الرفسنجاني‌ بهذا الخطر في‌ لقائي‌ معه‌.

 فقال‌: إنّه‌ لرأي‌ ، و لم‌ يعقّب‌ شيئاً».

 الحاج‌ الشيخ‌ حسين‌ الكرمي‌ ـ 28 محرّم‌ الحرام‌ 1415

 الرجوع الي الفهرس

 

 المطلب‌ السابع‌:

 تأكيد الإسلام‌ و حثّه‌ علی زيادة‌ النسل‌ و حمل‌ النساء

 

 انّ تأكيد الإسلام‌ و ترغيبه‌ الشديد علی أمر زيادة‌ الاولاد و علی الحمل‌ المتعدّد للنساء و انجاب‌ الاولاد ، ليس‌ فقط‌ غير معارض‌ لكما لاتهنّ النفسيّة‌ و طيّهن‌ المعارج‌ و رقيّهن‌ المدارج‌ الروحيّة‌ ولواجباتهنّ العلميّة‌ والعمليّة‌ المختصّة‌ بهنّ ،بل‌ انّ له‌ غاية‌ الملائمة‌ والانسجام‌ مع‌ هذا الامر الخطير.

 فالمرأة‌ بالرغم‌ من‌ إنجاب‌ الاطفال‌ و تربيتهم‌ ، لها القدرة‌ الكاملة‌ علی تحصيل‌ العلم‌ و الكمال‌ ، و علی حيازة‌ المقام‌ الاعلی في‌ سير القافلة‌ الانسانيّة‌ ، و في‌ الاشتغال‌ بجميع‌ الاعمال‌ الملقاة‌ علی عاتقها من‌ قبل‌ المجتمع‌ الإنساني‌ ، والتي‌ تعدّ من‌ مختصّاتها.

 و لقد كان‌ للفقيه‌ الجليل‌ في‌ عصرنا: سماحة‌ ءاية‌ الله‌ العظمي‌ الحاج‌ السيد محسن‌ الطباطبائي‌ الحكيم‌ زاد الله‌ في‌ درجاته‌ و مقاماته‌ زوجتان‌ ، رزقه‌ الله‌ من‌ احداهنّ 9 أولاد و بنت‌ ، و من‌ الاخري‌ ولد واحد و 9 بنات‌.

 و قد صار كلّ واحد من‌ أولاده‌ و بناته‌ ءاية‌ مشهورة‌ في‌ طيّ المدارج‌ الكماليّة‌. و ما أكثر ما سمعتم‌ عن‌ علوم‌ أولاده‌ و درجاتهم‌ النفسيّة‌ الرفيعة‌ ، وجهادهم‌ في‌ سبيل‌ الله‌ و شهادة‌ عدد كبير منهم‌ في‌ طريق‌ مجاهدة‌ صدّام‌ الكافر ، و لَكَم‌ سجّل‌ لهم‌ التاريخ‌ من‌ القصص‌ في‌ ذلك‌!

 امّا الكمالات‌ النفسيّة‌ لبناته‌ ، فقد كان‌ لكلّ منهنّ دورها ، في‌ تدريس‌ و تعليم‌ و إرشاد النساء لا تزال‌ أصداؤه‌ تتردّد في‌ اوساط‌ النجف‌ الاشرف‌.

 و لقد كانت‌ زوجتاه‌ ، تلكما السيّدتان‌ العظيمتان‌ ، في‌ منتهي‌ العلم‌ والتقوي‌ و القدسيّة‌ ، و كانتا محلّ رجوع‌ نساء العرب‌ من‌ جميع‌ المناطق‌ العربيّة‌ ، يُجبن‌ علی احتياجاتهنّ ، و ينقلن‌ ءاراء و وجهات‌ نظر المرحوم‌ الحكيم‌؛ الذي‌ كان‌ قائداً و مقلَّداً؛ إلی أرجاء العالم‌. و لانّ ءاية‌ الله‌ الحكيم‌ كان‌ عربيّاً ، فقد كانت‌ اللغة‌ الاصلية‌ و القومية‌ لعائلته‌ و أولاده‌ و أزواجه‌ العربيّة‌ أيضاً.

 و لقد كانت‌ العالمة‌ الفاضلة‌ الحكيمة‌: فاطمة‌ بيگم‌ ابنة‌ العلاّمة‌ المجلسي‌ و جدّتنا العليا ، تمتلك‌ أولاداً كثيرين‌ ، و كانت‌ نفسها فقيهة‌ جليلة‌ و عالمة‌ نبيلة‌ ، و لها مجالس‌ تدريس‌ و تعليم‌ و حديث‌ و رواية‌ و تفسير مسطورة‌ في‌ الكتب‌.

 و العالمة‌ الفاضلة‌ الحكيمة‌ ءامنة‌ بيگم‌ ابنة‌ المجلسي‌ الاوّل‌؛ و هي‌ عمّة‌ هذه‌ المخدّرة‌ ، و تعدّ كذلك‌ عمّتنا العليا؛ فتعالَ وانظر في‌ كمالاتها وعلومها و نيلها لمقام‌ الاجتهاد ، و إلی بحوثها العلميّة‌ مع‌ زوجها الفقيه‌ الجليل‌ الملاّ محمّد صالح‌ المازندراني‌ صاحب‌ «شرح‌ الكافي‌» و «التعليقة‌ علی معالم‌ الاصول‌» حيث‌ وصلت‌ إلی حدٍّ راقٍ و رفيع‌ لا يزال‌ محطّ أنظار عالَم‌ الفضيلة‌ و العلم‌ و الادب‌ الإسلامي‌.

 و كان‌ لها أولاد و بنات‌ ، و من‌ أحفادها: الملاّ محمّد الاكمل‌ ، و ءاقا باقر البهباني‌ و جميع‌ أولادهما و أحفادهما ، حيث‌ عُدّ هذان‌ الإثنان‌ في‌ الكمالات‌ العلمية‌ من‌ مفاخر عالم‌ التشيّع‌ و من‌ مصابيح‌ الهدي‌ الساطعة‌ في‌ عالم‌ الإسلام‌.

 و لقد قدمت‌ السيّدة‌ بي‌ نظير بوتو رئيسة‌ وزراء الباكستان‌ إلی إيران‌ مرّتين‌ ، و كانت‌ في‌ كلتا المرّتين‌ حاملاً. [2]

 الرجوع الي الفهرس

انّهم‌ هذه‌ الايّام‌ لايفهمون‌ انّ الاعمال‌ الخاصّة‌ بالمرأة‌ لا تتعارض‌ مع‌ حملها أبداً!

 انّ القائلين‌ في‌ هذه‌ الايّام‌ بأن‌ المرأة‌ يجب‌ أن‌ تدخل‌ المجتمع‌ ، و انّ هذه‌ الامر يتعارض‌ مع‌ الحمل‌ ، لا يفهمون‌ انّ الاعمال‌ الخاصّة‌ بالمرأة‌ لا تتعارض‌ مع‌ حملها أبداً ، أما الاعمال‌ التي‌ لا تختصّ بها ، فهي‌ الاعمال‌ التي‌ لا تعود عليها بفائدة‌ ، بل‌ انّها مضرّة‌ بها و ليس‌ لها تأثير في‌ أمر كمالها. كما انّهم‌ لا يمكنهم‌ إدراك‌ انّ العلوم‌ الفيزياويّة‌ و الصناعات‌ لا تنفع‌ المرأة‌ ، فلا هي‌ من‌ اختصاصاتها و لا تعدّ في‌ حدّ ذاتها كمالاً لها.

 فما الضرر الذي‌ سيصيب‌ المرأة‌ لو لم‌ تعلم‌ انّ العثور علی القطع‌ في‌ سلك‌ التلغراف‌ في‌ الصحراء يحصل‌ بواسطة‌ إعمال‌ « جسر واتستون‌ » ، أو ان‌ لا تكون‌ أبداً عاملاً للتلغراف‌ أو مَن‌ يقوم‌ بوصل‌ القطع‌ في‌ سلك‌ ذلك‌ التيّار.

 الرجوع الي الفهرس

 كاتب‌ المقالة‌ الافتتاحيّة‌ لمجلّة‌ «حوزه‌» ينتقد كلام‌ المؤلّف‌ وفق‌ أسس‌ التأثّر بالغرب‌

هذا الامر المهمّ و السرّ الخطير عسر إدراكه‌ علی كاتب‌ المقالة‌ الافتتاحيّة‌ لمجلّة‌ «حوزه‌» رقم‌ 41 ، المؤرّخة‌ ءاذر و دي‌ لسنة‌ 1369 (هجرية‌ شمسيّة‌) فاشكل‌ علی كتابة‌ الحقير في‌ المجلّد الاوّل‌ من‌ «نور ملكوت‌ القرءان‌» من‌ سلسلة‌ «أنوار الملكوت‌» و الذي‌ طالعتموه‌ مفصّلاً في‌ هذا الكتاب‌ الشريف‌ «الرسالة‌ النكاحيّة‌».

 فمقالته‌ التي‌ جاءت‌ بعنوان‌ «أسس‌ التحقيق‌ في‌ حقوق‌ المرأة‌» تتصدّي‌ بعد ذكر المقدّمة‌ لبيان‌ «صعوبات‌ التحقيق‌ » و تقوم‌ بتعداد هذه‌ الصعوبات‌ الواحدة‌ تلو الاخري‌ ، حتي‌ تصل‌ إلی العامل‌ الخامس‌ الذي‌ تدعوه‌ «معرفة‌ المدنيّة‌ الحديثة‌» فتقول‌:

 «انّ التعرّف‌ علی المدنيّة‌ الحاليّة‌ و الوضع‌ الحإلی لحياة‌ البشر ، من‌ الضروريّات‌ و المبادي‌ء الاساسية‌ في‌ استنباط‌ حقوق‌ المرأة‌ في‌ الظروف‌ الراهنة‌ ، فدور الزمان‌ و المكان‌ في‌ الاستنباط‌ و الاجتهاد يمثّل‌ أمراً جديّاً وأساسيّاً لايمكن‌ بغير ادراكه‌ الصحيح‌ توقّع‌ سبيل‌ حلٍّ مفيد و ناجع‌ ومشروع‌.

 و لقد كان‌ لبعض‌ النظريّات‌ و الآراء ، من‌ خلال‌ عدم‌ تعرّفها علی الظروف‌ الجديدة‌ ، و جهات‌ نظر سطحيّة‌ و ضيّقة‌ لم‌ تتعدّ حدود أطرها، فخيّل‌ اليها انّ إجراء تلك‌ النظريّات‌ او حتّي‌ مجرّد طرحها أمر ميسور وممكن‌ في‌ زمن‌ تظهر فيه‌ مئات‌ و ءالاف‌ الاحتياجات‌ الجديدة‌.

 فمثلاً كتب‌ مولّف‌ محترم‌ في‌ كتابه‌ الذي‌ نُشر حديثاً يقول‌:

 «علی النساء أن‌ يكنّ دوماً امّا حوامل‌ أو مرضعاتٍ ليواكبنَ الرجال‌ في‌ قافلة‌ الانسانيّة‌...»[3].

 فهذه‌ النظرة‌ تتطلّع‌ إلی المرأة‌ بعنوان‌ معمل‌ انتاج‌ إنسانيّ ، لذا فانّها تعدّ أيّ اشتغال‌ و عمل‌ خارجي‌ للمرأة‌ أمراً غير مقبول‌. و تصرّح‌:

 «انّ انصراف‌ المرأة‌ إلی إنجاب‌ الاطفال‌ و تنشئتهم‌ و تقديمهم‌ إلی المجتمع‌ بدلاً من‌ دخولها و مشاركتها في‌ الاعمال‌ و الفنون‌ و النشاطات‌ الاجتماعيّة‌ سيرفع‌ من‌ خدماتها الوجوديّة‌ إلی درجة‌ أعلی بنسبة‌ عدد أولادها» [4].

 ثمّ أضاف‌: «و ليس‌ لهذا القلم‌ نيّة‌ توجيه‌ إهانة‌ إلی الكاتب‌ المحترم‌ للسطور المذكورة‌ ، كما انّه‌ يسعي‌ لان‌ تكون‌ ساحة‌ الفكر و الرأي‌ منزّهة‌ عن‌ الجسارة‌ و الإهانة‌؛ ولكن‌ هل‌ ان‌ وجود مجتمع‌ كهذا أمر ممكن‌ وميسور حقّاً في‌ التمدّن‌ الحديث‌ ؟! أو هل‌ هناك‌ إمكان‌ لتحديد مجال‌ العمل‌ وحصره‌ في‌ ملكيّة‌ الرجال‌ في‌ المدن‌ الكبيرة‌ و أعمالها المنهكة‌ للرجال‌ ، حيث‌ تُطرح‌ مئات‌ المقولات‌ للحاجة‌ إلی النساء ؟!

 حقّاً ، مَن‌ هم‌ الذين‌ ينتفعون‌ من‌ طرح‌ هذه‌ الامور ؟ اللهم‌ الاّ اولئك‌ الذين‌ تحدّثوا سنين‌ طوال‌ عن‌ التعارض‌ بين‌ الدين‌ و المدنيّة‌ ؟

 لقد أمكن‌ للرجال‌ أن‌ يؤمّنوا الاحتياجات‌ المحدودة‌ في‌ المجتمعات‌ التقليديّة‌ بواسطة‌ تحديد أنواع‌ الاعمال‌ و للطبيعة‌ التقليديّة‌ للمجتمع‌ و العدد القليل‌ لسكنة‌ المدينة‌. ولكن‌ أيّ اتّجاه‌ و أيّ مفهوم‌ يقتفي‌ ذلك‌ الذي‌ يوصي‌ الآن‌ بإدارة‌ شؤون‌ المنزل‌ و اجتناب‌ العمل‌ الإجتماعي‌ في‌ التعليم‌ العإلی و الجامعات‌ و في‌ أرجاء التربية‌ و التعليم‌ و الطبّ و التمريض‌ و مئات‌ الاعمال‌ الاخري‌ ؟!

 و بشكل‌ خاص‌ مَن‌ هم‌ الذين‌ سيكون‌ لهم‌ المستقبل‌ في‌ دولة‌ إيران‌ الإسلاميّة‌ ؟

 و اذا ما ابتعدت‌ النساء المتديّنات‌ و المتشرّعات‌ عن‌ مجال‌ الاعمال‌ الاجتماعيّة‌ الضروريّة‌ ، و انشغلن‌ بتربية‌ الاطفال‌ و بإدارة‌ أمور البيت‌ ، فمن‌ الذي‌ سيتصدّي‌ في‌ المستقبل‌ للمناصب‌ و الاعمال‌ النسويّة‌ الخاصّة‌ ؟ اللهم‌ الاّ اللاأباليّات‌ و المتهتّكات‌!

 لقد بقيت‌ النساء المتديّنات‌ في‌ مجتمعنا سنوات‌ طوال‌ حبيسات‌ البيوت‌ بسبب‌ أمثال‌ هذه‌ التوصيات‌ و تخلّفن‌ عن‌ الخروج‌ إلی فضاء الدراسة‌ و الرقيّ ، امّا الفتيات‌ و النساء اللاتي‌ توصّلن‌ إلی اشغال‌ هذا المجال‌ او ذاك‌، فأكثرهن‌ من‌ اللواتي‌ كانت‌ العلائق‌ الدينيّة‌ غير راسخة‌ لديهنّ.

 و ينبغي‌ الآن‌ مل‌ء ذلك‌ الفراغ‌ و سدّه‌ ليجد المجتمع‌ النسوي‌ المتديّن‌ سبيله‌ إلی المناصب‌ و الوظائف‌ المختلفة‌ ، و ليتّسع‌ مجال‌ التديّن‌ في‌ الاقسام‌ المختلفة‌.»

 ثمّ قام‌ كاتب‌ المقالة‌ هنا ببحث‌ في‌ «ضرورة‌ إعادة‌ النظر» في‌ أمر حقوق‌ المرأة‌ ، كتبَ بعده‌ تحت‌ عنوان‌ «ذوق‌ الشريعة‌» يقول‌:

 «و لقد اتّجه‌ جماعة‌ ، في‌ المقولة‌ التي‌ نبحثها ، للحديث‌ عن‌ ذوق‌ الشريعة‌ فيما يتعلّق‌ بالعلاقات‌ الجتماعيّة‌ للمرأة‌ ، و قد توصّلوا عموماً إلی انّ القاعدة‌ الاساسية‌ هي‌ في‌ نفي‌ أيّ ذهاب‌ و إياب‌ للمرأة‌ ، و وجدوا انّ الفضيلة‌ في‌ القرار في‌ البيوت‌. امّا الابتعاد عن‌ هذا القانون‌ فقد سمحوا به‌ عند الضرورة‌ ، أو سمّوه‌ ـ علی فرض‌ جوازه‌ ـ مكروهاً و غير مقبول‌ ورغّبوا في‌ اجتنابه‌ و الإبتعاد عنه‌.

 يقول‌ أحد مشاهير المعارف‌ الدينيّة‌:

 إِنَّ الطَّريقَةَ الْمَرْضِيَّةَ مِنْ حَيو'ةِ الْمَرْأَةِ فِي‌ الإسْلامِ أَنْ تَشْتَغِلَ بِتَدْبِيرِ أُمُورِ الْمَنْزِلِ الدَّاخِلِيَّةِ وَ تَربِيَةِ الاَوْلاَدِ. وَ هَذَا وَ إِنْ كَانَتْ سُنَّةً مَسْنُونَةً غَيْرَ مَفْرُوضَةٍ ، لَكِنَّ التَّرغِيبَ وَالتَّحْرِيصَ النَّدْبِي‌َّ... كَانَتْ تَحْفَظُ هَذِهِ السُنَّة‌ [5].

 و قد اتّجهت‌ وجهة‌ النظر هذه‌ نحو هذه‌ النتيجة‌ و الاستخلاص‌ اعتماداً علی ءايات‌ و روايات‌ معيّنة‌ ، منها انّهم‌ عدّوا التكليف‌ الالهي‌ في‌ ءاية‌ سورة‌ الاحزاب‌ «وَ قَرْنَ فِي‌ بُيُوتِكُنَّ» تكليفاً عامّاً ، و فسّروه‌ بمعني‌ القرار في‌ البيوت‌ ، و اعتبروا ان‌ جميع‌ النساء (و ليس‌ نساء النبي‌ّ فقط‌) مكلّفات‌ بالعمل‌ به‌». [6] و [7]

 و كانت‌ هذه‌ هي‌ عين‌ عباراته‌ في‌ إشكاله‌ علی كلام‌ الحقير و علی الاستاذ العلاّمة‌ صاحب‌ التفسير ، لم‌ ندّخر الوسع‌ في‌ نقلها بخوصيّاتها لإيضاح‌ الإجابة‌ عليها.

 الرجوع الي الفهرس

خطأ انتقاد كاتب‌ مقالة‌ لمجلّة‌ «حوزه‌» لكلام‌ الحقير في‌ أنوار الملكوت‌

 و سنجيب‌ علی اشكاله‌ علينا و علی استاذنا العلاّمة‌ في‌ مرحلتين‌ منفصلتين‌:

 امّا الردّ علی اشكاله‌ علی كلام‌ الحقير الوارد في‌ البحث‌ الاول‌ ، فهو انّه‌ لم‌ ينقل‌ جميع‌ عبارات‌ الحقير و كلامه‌ ، فقد ذكر بعضها و حذف‌ بعضها الآخر ثم‌ إِعترض‌ علی ذلك‌ الجزء الذي‌ استشهد به‌ و شرع‌ بمحاكمته‌.

 و يجب‌ القول‌ في‌ جوابه‌: كان‌ هناك‌ واعظ‌ يتحدّث‌ علی المنبر ، فقال‌ أوّل‌ خطبته‌: أشهد أن‌ لا إله‌ إلاّ الله‌ ، و في‌ تلك‌ الاثناء خرج‌ رجل‌ من‌ ناحية‌ المسجد المسقّفة‌ و سمع‌ المقطع‌ الاوّل‌ (أشهد أن‌ لا اله‌) فصرخ‌ في‌ ساحة‌ المسجد: لقد كفر هذا الخطيب‌ و شهد بعدم‌ وجود الله‌ ، و هكذا فقد أثار ضجّة‌ و وصل‌ الامر إلی رئيس‌ الحرس‌ ، ثم‌ وصل‌ إلی الحاكم‌ فأمر بإحضار الواعظ‌ للمحاكمة‌ و الإقرار أو البيّنة‌ ، و تحدّث‌ عن‌ صورة‌ الدعوي‌.

 قال‌ الواعظ‌: أنا مسلم‌ موحّد ، لكنني‌ قلت‌ في‌ خطبتي‌ علی المنبر أشهد أن‌ لا إله‌ إلاّ الله‌ ، فسمع‌ هذا الرجل‌ الشاكي‌ المقطع‌ الاوّل‌ خلال‌ خروجه‌ من‌ المسجد إلی الفِناء ، و لم‌ يصبر حتّي‌ يطرق‌ سمعه‌ المقطع‌ الثاني‌ إلاّ الله‌ ، لذا قام‌ بتكفيري‌ ، يشهدُ علی كلامي‌ جميعُ الحاضرين‌ في‌ المسجد.

 لكنّ الفارق‌ بين‌ ذلك‌ الرجل‌ المكفِّر و صاحب‌ المقالة‌ الافتتاحيّة‌ انّ ذلك‌ الرجل‌ كفَّر و لم‌ يسمع‌ ، و هذا قرأ و درس‌ ثم‌ بادر إلی الإشكال‌ والطعن‌.

 الرجوع الي الفهرس

نقل‌ عين‌ مطالب‌ الحقير في‌ «أنوار الملكوت‌»

 لقد كان‌ كلام‌ الحقير في‌ القسم‌ الاول‌ الذي‌ نقله‌ من‌ «أنوار الملكوت‌» هو:

 «لذا فانّ علی النساء ان‌ يكنّ دوماً امّا حوامل‌ أو مرضعات‌ ليواكبن‌ الرجال‌ في‌ قافلة‌ الإنسانيّة‌ و الحركة‌ نحو المعبود و قبلة‌ المشتاقين‌ و كعبة‌ العاشقين‌ و المنضميّن‌ إلی حرم‌ و حريم‌ أمنه‌ و أمانه‌. طمث‌ النساء يحصل‌ حين‌ يتخلّفن‌ عن‌ هذه‌ القافلة‌ و يعجزن‌ عن‌ المسير فيتوقّفن‌. فالقاعدة‌ والاصل‌ إذن‌ عند النساء هي‌ العبادة‌. اي‌ انّ القاعدة‌ و الاصل‌ عند النساء هي‌ الحمل‌ و الإرضاع‌ ، و الطمث‌ عندهن‌ ـ أي‌ عدم‌ الحمل‌ و عدم‌ الإرضاع‌ ـ يمثّل‌ خروجاً عن‌ الاصل‌ و خلافاً للقاعدة‌. فتأمّل‌ في‌ هذه‌ النكتة‌ الدقيقة‌.

 لقد قلتُ يوماً لاحد الاطبّاء الحاذقين‌ الماهرين‌ و الملتزمين‌ [8] حين‌ جري‌ ذكر هذا الموضوع‌: انّ سلامة‌ المرأة‌ و سعادتها في‌ أن‌ تكون‌ امّا حاملاً أو مرضعاً لطفل‌ علی صدرها.

 فتأمّل‌ قليلاً ثم‌ قال‌: أيّها السيّد ، انّ هذه‌ المقولة‌ تطابق‌ و توافق‌ ءاخر النتائج‌ للمؤتمرات‌ الطبيّة‌ التي‌ عُقدت‌ هذا العام‌ في‌ أمريكا. و قد قدّمت‌ بحث‌ شهادتي‌ للدكتوراه‌ في‌ هذا الموضوع‌.

 ثمّ قال‌: طبقاً لآخر الإحصائيّات‌ و الوثائق‌ ، فانّ الفتيات‌ اللاتي‌ يلدن‌ قبل‌ سنّ الثامنة‌ عشرة‌ لا يُصبن‌ بمرض‌ سرطان‌ الثدي‌ ، و كلّما تأخّرن‌ في‌ الولادة‌ عن‌ هذه‌ السنّ فانّ احتمال‌ اصابتهنّ بهذا المرض‌ سيزداد ، فإذا مرّ عليهنّ ثلاثون‌ سنة‌ لم‌ ينجبن‌ فيها طفلاً ، تصاعد احتمال‌ اصابتهنّ بهذا المرض‌ بشكل‌ مضاعف‌ ، اما النساء اللاتي‌ لم‌ يتزوّجن‌ أصلاً و لم‌ يُنجبن‌ ، فان‌ احتمال‌ الإصابة‌ بسرطان‌ الثدي‌ لديهنّ كبير جدّاً.»

 كانت‌ هذه‌ مطالب‌ الحقير التي‌ جئت‌ بها علی أساس‌ مسألة‌ عدم‌ طمث‌ المرأة‌ في‌ أيّام‌ الحمل‌ و في‌ أيّام‌ الرضاع‌ ، بعد بحث‌ مفصّل‌ في‌ الخواص‌ المهمّة‌ لدم‌ الطمث‌ الذي‌ سيتحوّل‌ في‌ بدن‌ المرأة‌ إلی غذاء للجنين‌ عند الحمل‌ ، و غذاء للطفل‌ عند الرضاعة‌ ، و لهذا السبب‌ فانّ المرأة‌ لا يصيبها الطمث‌ في‌ هذين‌ الحالين‌ ، امّا في‌ غيرهما فانّه‌ يُدفع‌ شهريّاً من‌ المجري‌ بصورة‌ دم‌ فيذهب‌ هدراً.

 الرجوع الي الفهرس

حذف‌ مقاطع‌ من‌عبارات‌ «نور ملكوت‌ القرءان‌» من‌قبل‌ كاتب‌ مقالة‌ مجلّة‌ «حوزه‌»

 و الإشكال‌ الموجّه‌ اليه‌ في‌ هذا القسم‌ انّه‌ حذف‌ جملة‌ «و الحركة‌ نحو المعبود و المحبوب‌ و قبلة‌ المشتاقين‌ و كعبة‌ العاشقين‌ و النضمّين‌ إلی حرم‌ و حريم‌ أمنه‌ و أمانه‌.» و أشار إلی حذفها بعدّة‌ نقاط‌؛ بينما كان‌ قصدنا من‌ هذه‌ الجملات‌ معلوم‌ ، و هو انّ مواكبة‌ المرأة‌ للرجل‌ في‌ مسير قافلة‌ الإنسانيّة‌، هو في‌ طيّ الطريق‌ إلی الله‌ و طيّ سبيل‌ الكمال‌ و العبوديّة‌ والوصول‌ إلی مقام‌ الإنسانيّة‌ ، لا مواكبته‌ في‌ الامور التخيليّة‌ و التصوّريّة‌ والتوهمية‌ كمثل‌ المظاهرات‌ و الاجتماعات‌ ، و في‌ الخروج‌ من‌ البيت‌ لإتلاف‌ العمر وإضاعة‌ الثروة‌ الوجودية‌ ، و لمشاركة‌ الرجل‌ في‌ أموره‌ المشتركة‌ التي‌ لا تختصّ بالنساء و لا تترك‌ في‌ وجودها أثراً الاّ فساد وجود المرأة‌ و موت‌ قابليّاتها الانثويّة‌.

 و ثانياً: حذفه‌ لباقي‌ العبارات‌ في‌ ذكر الحقير لهذا الامر المهم‌ للدكتور سجّادي‌ ، و هو من‌ الاطبّاء العالميين‌ الحاذقين‌ ، و من‌ أصحاب‌ الاختراعات‌ و الاكتشافات‌ الحديثة‌ في‌ مجال‌ طبّ العيون‌ ، و صاحب‌ العمليّات‌ في‌ أمريكا للاطفال‌ الذين‌ ولدوا عمياناً ، و التي‌ عجز عن‌ إجرائها جميع‌ الاطبّاء الحاذقين‌ هناك‌ و اعترفوا بعجزهم‌ و عدم‌ تمكّنهم‌ من‌ الإفادة‌ من‌ علومه‌ في‌ هذا المجال‌. و لقد طالعنا في‌ جريدة‌ «اطّلاعات‌» صور تلك‌ الطفلة‌ و شرح‌ حالها مع‌ صورة‌ الدكتور [9].

 و بالطبع‌ فانّ ذكر كلام‌ مثل‌ هذا الطبيب‌ و شهادته‌ علی كلام‌ الحقير؛ باعتباره‌ مستنداً إلی العلوم‌ الطبيّة‌ و ايراده‌ لشواهد كثيرة‌ عليه‌ ، من‌ بينها ابتلاء النساء تدريجاً و مضاعفاً بأخطار سرطان‌ الثدي‌؛ سيكون‌ شاهداً عظيماً علی مواكبة‌ قافلة‌ العلم‌ و المعرفة‌ البشريّة‌ للشريعة‌ المقدّسة‌ الاسلاميّة‌. ولقد كان‌ همّنا الوحيد و لايزال‌ هو إزاحة‌ الستار و إزالة‌ الصدأ والغبار عن‌ مرءاة‌ هذا الدين‌ لتعود صقيلة‌ ساطعة‌.

 هذا ما يخصّ إشكاله‌ الاوّل‌ علی الحقير في‌ أمر أهميّة‌ و عظمة‌ كثرة‌ إنجاب‌ المرأة‌ للاولاد في‌ الشريعة‌ الاسلاميّة‌ المقدّسة‌ ، و الذي‌ نقله‌ عن‌ «أنوار الملكوت‌».

 و أمّا بخصوص‌ الإشكال‌ الثاني‌ في‌ شأن‌ قيام‌ المخدّرات‌ بإدارة‌ أمور المنزل‌ ، الذي‌ اورده‌ علی الحقير في‌ «ترجمه‌ رساله‌ بديعه‌» بعد إشكاله‌ علی الاستاذ العلاّمة‌ في‌ التفسير ، فينبغي‌ القول‌ انّه‌ هو الآخر كان‌ رأياً من‌ جانب‌ واحد ، بلا مطالعة‌ لجميع‌ الجهات‌ و الجوانب‌.

 فقد أورد الحقير في‌ «ترجمه‌ رساله‌ بديعه‌» ، الصفحات‌ 121 ـ 123 في‌ ميزان‌ حدود مشاركة‌ المرأة‌ في‌ الجهاد:

 انّ ما ذكرناه‌ من‌ عدم‌ ترخيص‌ الجهاد علی النساء في‌ الاقسام‌ المذكورة‌ انّما هو تولّي‌ القتال‌ بمعني‌ المقارعة‌ لا مطلق‌ الحضور و الإعانة‌ علی الامور ، كمداواة‌ الجرحي‌ مثلاً. صرّح‌ به‌ العلاّمة‌ الاستاذ الطباطبائي‌ ـمدّ ظلّه‌ السامي‌ ـ في‌ تفسيره‌. [10]

 قال‌ العلاّمة‌ في‌ «التحرير»: يجوز اخراج‌ النساء للانتفاع‌ بهنّ ، ويُستحبّ اخراج‌ العجايز منهنّ و يُكره‌ الشوابّ. [11]

 و قال‌ في‌ «التذكرة‌»: و لو أخرج‌ الإمام‌ معه‌ العبيد بإذن‌ سادتهم‌ والنساء و الصبيان‌ ، جاز الانتفاع‌ بهم‌ في‌ سقي‌ الماء و الطبخ‌ و مداواة‌ الجرحي‌. و كان‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ و سلّم‌ يُخرج‌ معه‌ أمّ سليم‌ وغيرها من‌ نساء الانصار. و لا يُخرج‌ المجنون‌ لعدم‌ النفع‌ به‌. [12]

 و قال‌ الشيخ‌ في‌ «المبسوط‌»: و كان‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ يحمل‌ معه‌ النساء في‌ الغزوات‌. [13]

 فإذن‌ يلزم‌ علی النساء تعلّم‌ مداواةِ الجرحي‌ من‌ تجبير العظم‌ و علاج‌ الجرح‌ و التزريق‌ بالابرة‌ و تعيينِ صنف‌ الدّم‌ و بعض‌ أنحاء العمليّة‌ ، كي‌ يُعِنَّ المجروحين‌ علی مداواتهم‌ ، علی فرض‌ الكفاية‌.

 بل‌ عليهنّ تعلُّم‌ سائر الامور الفنيّة‌ الكهربائيّة‌ و المكانيكيّة‌ والمخابريّة‌ و الاستعلاميّة‌ و غيرها علی كثرتها و تشعبّها في‌ اليوم‌ ، ما عدا المُقارعة‌ و المقاتلة‌ ، حتّي‌ يُنتفع‌ بهنَّ في‌ الحروب‌ الاسلامية‌».

 و أوردتُ في‌ الهامش‌: «مع‌ رعاية‌ عدم‌ اختلاط‌ النساء بالرجال‌ ، ومع‌ تقييد مداواتهنّ الجرحي‌ الاجانب‌ فيما يلازم‌ ذلك‌ النظر إلی ما يحرم‌ النظر اليه‌ أو المسّ كذلك‌ بما اذا اقتضت‌ الضرورة‌».

 و أوردتُ أيضاً: «و ما ربّما يمكن‌ أن‌ يُتوهمّ أنّ نفس‌ تعلّمهن‌ فنون‌ الحرب‌ و المقارعة‌ مستلزمة‌ لدخولهنّ بين‌ الرجال‌ و الإختلاط‌ معهم‌ في‌ صفوفهم‌ مدفوع‌ بأنّ هذا الاستلزام‌ العاديّ انّما هو في‌ الحكومات‌ الجائرة‌ الكافرة‌ التي‌ ليس‌ بنائهم‌ رعاية‌ أصول‌ الإسلام‌ و موازينه‌ فيها ، و كلامنا انّما هو في‌ الدولة‌ الإسلاميّة‌.

 فعلی عهدة‌ هذه‌ الحكومة‌ أن‌ تقرّر لهنّ تعلّم‌ ءاداب‌ الحرب‌ و الدفاع‌ الواجب‌ عن‌ حريمهنّ بحيث‌ لا يلزم‌ المحاذير المذكورة‌؛ كما انّ علی عهدتها أن‌ تقرّر لهنّ تعلّم‌ ساير الفنون‌ من‌ الطّبابة‌ و الجراحة‌ و القبالة‌ ومداواة‌ المرضي‌ اللاتي‌ يحتجن‌ إلی عمليّة‌ الجرح‌ عند وضع‌ الوَلَد. بحيث‌ لا يلزم‌ الاختلاط‌ المنفيّ و المنهيّ عنه‌».

 و يُستنتج‌ من‌ هذا انّ الحقير لم‌ يكن‌ فقط‌ غير مُخالف‌ لدراسة‌ النساء و ارتقائهنّ في‌ الفنون‌ الضروريّة‌ لهنّ ، كالطبّ و الجراحة‌ بجميع‌ أقسامها ، والتخصّص‌ في‌ الطبّ النسائي‌ و أمثاله‌ ، بل‌ انّني‌ كنتُ و مازلتُ أُرغّب‌ وأحرّض‌ علی هذه‌ الامور ، بل‌ و فوق‌ ذلك‌: في‌ انّ بعض‌ الفنون‌ التي‌ يمكن‌ للنساء القيام‌ بها و استخدامها في‌ الحرب‌ ضدّ العدوّ يجب‌ تحصيلها عند الضرورة‌.

 أمّا ما تفضّل‌ به‌ «حقّاً ، مَنْ هم‌ المُنتفعون‌ من‌ طرح‌ هذه‌ المسائل‌ ؟ اللهم‌ الاّ الذين‌ تحدّثوا لسنين‌ طوال‌ عن‌ التعارض‌ بين‌ الدين‌ و التمدّن‌؟» ، وباقي‌ مطالبه‌ في‌ ان‌ «اذا ما إبتعدت‌ النساء في‌ الدولة‌ الاسلاميّة‌ عن‌ هذه‌ المناصب‌ ، فمن‌ الذي‌ سيتصدّي‌ لهذه‌ الامور ؟ اللهم‌ الاّ اللاأباليّات‌ والمتهتّكات‌؟» إلی ءاخر شرحه‌ المفصّل‌...

 فانظروا بالله‌: انّها نفس‌ المطالب‌ التي‌ اهتممنا بها سنوات‌ طويلة‌ وحاربنا عليها الطاغوت‌ و الطاغوتيّين‌ ، و ها قد جاءوا بإسم‌ الإخلاص‌ للشعب‌ و المجتمع‌ ، فصادروا كلامنا و صاروا يعترضون‌ علينا! صاروا يأخذون‌ منّا ثم‌ يناقشوننا!

 صارت‌ حالنا كحال‌ جدّنا الامام‌ السجّاد عليه‌ السلام‌ حين‌ قال‌ لذلك‌ الرجل‌ في‌ الشام‌: انّ حالنا كحال‌ الغريب‌ الذي‌ سلبوا منه‌ مقاماته‌ و مكانته‌ ثمّ وجّهوا اليه‌ حربته‌ فدعوه‌ خارجيّاً و صاروا يحكمون‌ عليه‌ بالحكم‌ الذي‌ أخذوه‌ عنه‌.

 فما هو التعارض‌ ـ يا تري‌ ـ بين‌ ما ورد في‌ «نور الملكوت‌» من‌ انّ إنجاب‌ المرأة‌ للطفل‌ هو أثمن‌ و أنفس‌ عمل‌ وجوديّ لها ، مع‌ تحصيلها الكمال‌ و اشتغالها بهذه‌ العلوم‌ و القيم‌؟!

 غاية‌ الامر انّ تلك‌ العبارة‌ وردت‌ في‌ «نور الملكوت‌» باعتبار ان‌ الحديث‌ كان‌ يدور فقط‌ عن‌ القيّم‌ الساميّة‌ و كثرة‌ الاولاد ، في‌ حين‌ جاءت‌ هذه‌ العبارة‌ في‌ «ترجمه‌ رساله‌ بديعه‌» لان‌ البحث‌ كان‌ يدور في‌ مقدار سعة‌ علوم‌ المرأة‌ المسلمة‌ و وظائفها.

 الرجوع الي الفهرس

لايُمكن‌ تضعيف‌ كلامٍ ما دون‌ الاخذ بنظر الإعتبار صدر الكلام‌ و ذيله‌ و قرائنه‌

 انّ علی الناقد ان‌ لا يتغاضي‌ عن‌ مجموع‌ الكلام‌ ، و لا يمزج‌ صدر الكلام‌ و ذيله‌ ، او يتجاهل‌ العبارات‌ و القرائن‌ و الشواهد الدالّة‌ علی المراد ، ثم‌ يحاول‌ استغلال‌ إطلاق‌ كلامٍ ما فينبري‌ فوراً لنقده‌ و تضعيفه‌ و تزييفه‌!

 و علی كلّ حال‌ ، فقد كان‌ هذا بحثنا في‌ الردّ علی كاتب‌ المقالة‌ في‌ إشكاله‌ الذي‌ أورده‌ علی الحقير.

 الرجوع الي الفهرس

علی ناقد كلام‌ العلاّمة‌ أن‌يخوض‌ خضمّ البحث‌ لا الاكتفاء بالقول‌: هذا غيرصحيح‌!

 و امّا البحث‌ الثاني‌ في‌ الإشكال‌ الذي‌ أورده‌ علی الاستاذ العلاّمة‌ قدّس‌ الله‌ سرّه‌ حيث‌ حكي‌ عبارته‌ في‌ التفسير:

 «انّ الطريقة‌ المرضيّة‌ من‌ حيوة‌ المرأة‌ في‌ الإسلام‌ أن‌ تشتغل‌ بتدبير أمور المنزل‌ الداخليّة‌ و تربية‌ الاولاد. و هذا و إن‌ كان‌ سُنّةً مسنونة‌ غير مفروضة‌ ، لكنّ الترغيب‌ و التحريص‌ النَّدبي‌... كانت‌ تحفظ‌ هذه‌ السُنّة‌» ثم‌ أشكل‌ عليه‌ بهذه‌ الكيفيّة‌ فقط‌ «و قد اتّجهت‌ وجهة‌ النظر هذه‌ نحو هذه‌ النتيجة‌ و الاستخلاص‌ اعتماداً علی ءايات‌ و روايات‌ معيّنة‌ ، منها انّهم‌ عدّوا التكليف‌ الالهي‌ في‌ ءاية‌ سورة‌ الاحزاب‌ «وَ قَرْنَ فِي‌ بُيُوتِكُنَّ» تكليفاً عامّاً ، وفسّروه‌ بمعني‌ القرار في‌ البيوت‌ ، واعتبروا ان‌ جميع‌ النساء ـ و ليس‌ نساء النبيّ فقط‌ ـ مكلّفات‌ بالعمل‌ به‌» (و هذه‌ هي‌ عبارات‌ الحقير في‌ «ترجمه‌ رساله‌ بديعه‌» ص‌ 175).

 و الجواب‌ علی إشكاله‌:

 بلي‌ ، انّ نظريّة‌ الإسلام‌ و القرءان‌ في‌ شأن‌ النساء هي‌ نفس‌ نظريّة‌ العلاّمة‌ ، كما ان‌ كلام‌ الحقير هو الآخر كان‌ مستمدّاً من‌ القرءان‌ و السُنّة‌. واذا كانت‌ لديكم‌ القدرة‌ فعليكم‌ الدخول‌ في‌ بحث‌ مفصّل‌ ، و كما قام‌ سماحة‌ العلاّمة‌ ببيان‌ مطالبه‌ و استنتاجاته‌ مفصّلاً من‌ أدلّتها ، فانّ عليكم‌ ان‌ تبطلوا أدلّته‌ الواحد تلو الآخر ، ثم‌ تقوموا ببناء أسس‌ اتجّاهكم‌ الحديث‌ المخالف‌ لآراء العلاّمة‌.

 كما انّ عليكم‌ في‌ ردّكم‌ علی كلام‌ الحقير في‌ الاستنباط‌ من‌ ءاية‌ (وَقَرْنَ فِي‌ بُيُوتِكُنّ) أن‌ توسّعوا البحث‌ في‌ المقدّمات‌ فتثبتوا خلافها ، فتلك‌ هي‌ الطريقة‌ الصحيحة‌ للبحث‌.

 امّا بيان‌ المطلب‌ عموماً ثم‌ تجاوزه‌ إلی غيره‌ ، و من‌ ثمّ الامتداح‌ الزائد للاستاذ الشهيد المطهّري‌ في‌ تحقيقه‌ القيّم‌ بشأن‌ «الحجاب‌» فانّه‌ ليس‌ عملاً صحيحاً.

 لقد كان‌ المرحوم‌ الشهيد الشيخ‌ مرتضي‌ المطهّري‌ صديقنا و صاحبنا القديم‌ منذ قديم‌ الايّام‌ [14] ، و كان‌ يقول‌: «لو جري‌ تدريس‌ تفسير «الميزان‌» بشكل‌ صحيح‌ في‌ الحوزات‌ العلميّة‌ ، لاكتشف‌ فضلاء الحوزة‌ قيمة‌ هذا الكتاب‌ بعد مائتيْ سنة‌ أخري‌».

 امّا رسالة‌ الحقير «نور ملكوت‌ القرءان‌» التي‌ طُبعت‌ منذ عدّة‌ سنوات‌، و التي‌ كنتُ قد أهديت‌ نسخاً منها إلی الكثير من‌ أصدقائي‌ من‌ الاطبّاء الاجلاّء نظراً لقيامي‌ بدرج‌ مطالب‌ تحقيقيّة‌ حسب‌ نظري‌ القاصر ، من‌ بينها مسألة‌ التكاثر و التناسل‌ و النكاح‌ ، و حُرمة‌ اغلاق‌ أنابيب‌ النساء ، و حرمة‌ استعمال‌ أقراص‌ ضدّ الحمل‌ و أمثال‌ ذلك‌ ، فقد كانت‌ محطّ إعجابهم‌ جميعاً، كما انّها أثارت‌ دهشتهم‌ لدقّة‌ نظر الإسلام‌ في‌ هذه‌ الامور من‌ دية‌ النطفة‌ إلی الجنين‌ و نمو الطفل‌... ، و تمجيدهم‌ لقانون‌ الإسلام‌ المُساير لعلم‌ و فكر الامس‌ و اليوم‌ و الغد.

 و من‌ بينهم‌ الصديق‌ المحترم‌ المكّرم‌ الدكتور الحاج‌ منوچهر اللاري‌ أيّده‌ الله‌ تعإلی رئيس‌ القسم‌ الداخلي‌ لمستشفي‌ القائم‌ في‌ مشهد ، حيث‌ قال‌: حالما طالعتُ الكتاب‌ ، قمتُ باستنساخ‌ نسخ‌ كثيرة‌ منه‌ بعثتُ بها إلی أصدقائي‌ من‌ الاطبّاء.

 الرجوع الي الفهرس

الإستدلال‌ بآية‌ «وَ قَرْنَ فِي‌ بُيُوتِكُنَّ» علی عدم‌ جواز دخول‌ النساء مجلس‌ الشوري‌

 و امّا استدلال‌ الحقير بالآية‌ المباركة‌ (وَ قَرْنَ فِي‌ بُيُوتِكُنّ) في‌ «رساله‌ بديعه‌» فقد كان‌ لعدم‌ جواز دخول‌ النساء إلی مجلس‌ الشوري‌.

 و توضيح‌ ذلك‌ مايلي‌: عند عودة‌ الفقيد العظيم‌ القائد الكبير للثورة‌ من‌ باريس‌ إلی طهران‌ و تشكيل‌ مجلس‌ الخبراء لتدوين‌ القانون‌ الاساسي‌ ، و كانت‌ هناك‌ زمزمة‌ في‌ مجلس‌ الخبراء للمصادقة‌ علی جواز دخول‌ النساء إلی مجلس‌ الشوري‌ الاسلامي‌ ، و لم‌ يكن‌ رأي‌ عدم‌ الجواز هذا رأياً خاصّاً بالحقير ، بل‌ كان‌ يمثّل‌ وجهة‌ نظر جميع‌ علماء الامّة‌ ، حتّي‌ سماحة‌ الفقيد المعظّم‌ قبل‌ هذه‌ الاحداث‌ و كان‌ هناك‌ بحث‌ في‌ مجلس‌ الخبراء في‌ أمر الجواز أو عدم‌ الجواز ، فكان‌ الذين‌ يُجيزون‌ ذلك‌ يقولون‌: انّ وكالة‌ المجلس‌ وكالة‌ من‌ قِبَل‌ الناس‌ ، و حقّ جواز الوكالة‌ للمرأة‌ أمرٌ مسلّم‌ في‌ الإسلام‌.

 و كان‌ الحقير يعتقد بأنّ هذا الامر ليس‌ وكالة‌ ، بل‌ ولاية‌ أُطلق‌ عليها إسم‌ الوكالة‌. لذا فقد ألّفتُ كتاباً مفصّلاً تحت‌ عنوان‌ «رسالة‌ بديعة‌ في‌ تفسير ءاية‌: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ علی النِّسَآءِ» خلال‌ أسابيع‌ خمسة‌ «من‌ النصف‌ من‌ شوّال‌ إلی 22 من‌ ذي‌ القعدة‌ لسنة‌ 1399) ، و أرسلتُ نسخاً مصوّرة‌ عنها للقائد العظيم‌ للثورة‌ و إلی جميع‌ أعضاء مجلس‌ الخبراء ، و من‌ ثم‌ أرسلتُ نسخاً مطبوعة‌ إلی مجلس‌ الشوري‌ الاسلامي‌ و إلی الكثير من‌ المسؤولين‌ من‌ ذوي‌ العلاقة‌. و قد برهنتُ في‌ تلك‌ الرسالة‌ انّ مجلس‌ الشوري‌ ليس‌ وكالة‌ بل‌ ولاية‌ ، و انّ المرأة‌ لا يمكنها التصدّي‌ لولاية‌ الناس‌.

 و باعتبار انّ البحث‌ في‌ مجموع‌ الكتاب‌ كان‌ عن‌ حكومة‌ و قضاء وجهاد المرأة‌ ، فقد استمرّ البحث‌ في‌ هذا المطلب‌ إلی 155 ـ 158 من‌ الكتاب‌ ، حيث‌ تعرّض‌ البحث‌ لمسألة‌ عدم‌ جواز دخول‌ النساء إلی مجلس‌ الشوري‌:

 الرجوع الي الفهرس

عدم‌ جواز دخول‌ النساء مجلس‌ الشوري‌

 «عدم‌ جواز دخول‌ النساء مجلس‌ الشوري‌»

 «و بما ذكرنا ظهر عدم‌ جواز دخولهنّ في‌ مجلس‌ الشوري‌ ، و إن‌ كنّ فقيهات‌ ذوات‌ اجتهاد و استنباط‌؛ لان‌ هذا المجلس‌ لا يكتفي‌ بالمشاورة‌ والبحث‌ عن‌ القوانين‌ و الاحكام‌ فقط‌ ، حتّي‌ يُقال‌: إنّ النساء كنّ باحثات‌ عن‌ العقائد و الاحكام‌ في‌ زمن‌ الصحابة‌ ، فما معني‌ لمنعهنّ من‌ العضويّة‌ في‌ الشوري‌ ؟

 و ذلك‌ لانّ مجلس‌ الشوري‌ في‌ زماننا هذا له‌ الرياسة‌ العامّة‌ في‌ جميع‌ الامور الولائيّة‌ ، له‌ الهداية‌ و الارشاد إلی النهضات‌ السياسيّة‌ ، و له‌ تعيين‌ خطّ مشي‌ الحكومة‌ في‌ الامور الاجتماعيّة‌ و الحضاريّة‌ من‌ الاقتصاديّة‌ والاخلاقيّة‌ و التعليميّة‌ ، و بإرادته‌ تحقّق‌ الصُلح‌ و الحرب‌ في‌ كلّ زمان‌ ، وإقامة‌ الوزارة‌ و تحكيم‌ الدولة‌ من‌ البداءة‌ و انحلالها من‌ البُنيان‌.

 فتسميته‌ بـ «مجلس‌ الريّاسة‌ العامّة‌» أولي‌ من‌ تسمية‌ بـ «مجلس‌ الشوري‌».

 فوِزانها في‌ الاجتماع‌ انّما هو وزان‌ القيّم‌ الكافل‌ بالامور ، و ليس‌ شأنه‌ شأن‌ الوكالة‌ من‌ قبل‌ العامّة‌ حتّي‌ يُقال‌ بعدم‌ الفرق‌ بين‌ أعضائه‌ بين‌ الرجال‌ والنِّساء».

 و يستمرّ الاستدلال‌ حتّي‌ يصل‌ إلی القول‌:

 «و قال‌ عزّ من‌ قائل‌: وَ قَرْنَ فِي‌ بُيُوتِكُنَّ وَ لاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَـ'هِلِيَّةِ الاْولَي‌ و هل‌ يمكن‌ التوفيق‌ بين‌ القرار في‌ البيوت‌ و بين‌ البُروز في‌ أندية‌ الرجال‌ و رفع‌ الصوت‌ و إيراد الخطب‌ و التنازع‌ و التخاصم‌ و المجادلة‌ والمحاجّة‌ اللازمة‌ لمن‌ تصدّي‌ الامور العامّة‌ ، خصوصاً اذا كان‌ الامر الدائر من‌ الامور التي‌ تحتاج‌ إلی البحث‌ كما كان‌ هو شأن‌ أعضاء مجلس‌ الشوري‌.

 لا يُقال‌: انّ الامر بالقرار مختصّ بنساء النبيّ صلي‌ الله‌ عليه‌ و ءاله‌ وسلّم‌.

 لانّه‌ يُقال‌: ما وجه‌ الاختصاص‌ بعد تشريك‌ ملاك‌ الخطاب‌ بينهنّ وبين‌ نساء المؤمنين‌ ؟ فهل‌ يمكن‌ أن‌ يتفوّه‌ بذلك‌ أحد بأن‌ الامر بعدم‌ التبرّج‌ مختصّ بهنّ ، و أمّا في‌ حقّ سائر النساء فالتبرّج‌ بنحو تبرّج‌ الجاهليّة‌ الاولي‌ ، و كذا الفقرات‌ المذكورة‌ فيما تقدّم‌ من‌ هذه‌ الآية‌ ، كالخضوع‌ بالقول‌ لمن‌ كان‌ في‌ قلبه‌ مرض‌ ، مُجازةٌ مرخّصٌ فيها ؟

 ثمّ انّ نساء النبيّ لم‌ يكنّ أضعف‌ من‌ سائر النساء في‌ العقل‌ و الدراية‌ حتي‌ يكون‌ حكم‌ القرار و عدم‌ الخروج‌ مختصّاً بهنّ ، و لم‌ تكن‌ سائر النساء أقوي‌ منهنّ حتي‌ يكون‌ حكم‌ عدم‌ القرار و التصدّي‌ و الولاية‌ و الخروج‌ مختصّاً بهنّ.

 علی أنا نري‌ أنّ القرار في‌ البيوت‌ ليس‌ مختصاً بهنّ (أي‌ بنساء النبي‌) في‌ موارد عديدة‌ كالجهاد و الجمعة‌ و الجماعة‌ و الحضور عند القبر مع‌ الجنازة‌ و غيرها كما لا يخفي‌.»

 بلي‌ ، كانت‌ هذه‌ المطالب‌ مفيدة‌ ءانذاك‌ للعلماء و المفكّرين‌ و أهل‌ الخبرة‌ ، الاّ انّ سماحة‌ القائد العظيم‌ أو كل‌ الامور بيد مجلس‌ الخبراء ، و كان‌ هناك‌ فيه‌ أفراد كثيرون‌ غير لائقين‌ من‌ أمثال‌ بني‌ صدر و غيره‌ ، لذا فانّهم‌ لم‌ يجدوا مجالاً للنظر في‌ الامور التي‌ طرحها الحقير ، او انّهم‌ لم‌ يجدوا من‌ صالحهم‌ النظر فيها.

 و علی كلّ حال‌ فقد جرت‌ المصادقة‌ علی جواز دخول‌ النساء في‌ مجلس‌ الشوري‌ و لم‌ يخالف‌ الحقير عملياً بشي‌ و لن‌ أخالف‌ ، بيد انّه‌ لا يمكن‌ الكفّ عن‌ إظهار الرأي‌ و عنونة‌ بعض‌ الحقائق‌ التي‌ تبدو في‌ النظر.

 لقد كانت‌ ردود الحقير هنا فيما يتعلّق‌ بي‌ و بالمرحوم‌ الاستاذ العلاّمة‌ تستند فقط‌ إلی محض‌ إظهار الحقيقة‌ ، لا الدفاع‌ عن‌ الشخصيّة‌. و ذلك‌ لانّ الابحاث‌ قد وردت‌ بشكل‌ مستدّل‌ و كانت‌ مورداً للبحث‌ و المناقشة‌ ، وصارت‌ في‌ معرض‌ أنظار عموم‌ المفكّرين‌ و الناقدين‌ ، و من‌ الظلم‌ أن‌ تصبح‌ محلاّ للتشكيك‌ و الشبهة‌ بدون‌ الإستناد إلی ركنٍ ركين‌.

 و يشهد الله‌ انّي‌ لم‌ أتعرّف‌ علی صاحب‌ المقالة‌ حتّي‌ الآن‌ ، و لم‌ اكن‌ في‌ صدر التعرّف‌ عليه‌ ، لكنّ هذه‌ المقالة‌ ـ علی أيّ حال‌ ـ كانت‌ صادرة‌ من‌ شخص‌ مرعوب‌ لدرجة‌ استثنائية‌ من‌ المدنيّة‌ و النهضة‌ الغربيّة‌ ، و كان‌ الصخب‌ و الضوضاء هناك‌ مقابل‌ هدوء و سكون‌ و متانة‌ الإسلام‌ والمسلمين‌ قد أدهشه‌ و حيّره‌ ، فكان‌ الهدف‌ من‌ مقالته‌ هذه‌ المتابعة‌ لامثال‌ تلك‌ الثورات‌ و النهضات‌ كما يقول‌ في‌ مقدّمته‌ ص‌ 4:

 «و قد حدثت‌ ضجّة‌ في‌ مرحلة‌ هجوم‌ التمدّن‌ الغربي‌ و صارت‌ مسألة‌ حقوق‌ المرأة‌ تتصدّر المسائل‌ الرئيسيّة‌. و لربّما مرّ أكثر من‌ ألف‌ عام‌ دون‌ أن‌ يجري‌ فيها الحديث‌ حتّي‌ عن‌ البحث‌ في‌ هذه‌ المسألة‌ و النظر فيها ، فلم‌ تدوّن‌ أي‌ رسالة‌ أو مؤلَّف‌ في‌ تبويب‌ و تنظيم‌ و مناقشة‌ حقوق‌ المرأة‌ في‌ الإسلام‌ ، لتعزف‌ النغمة‌ المحبوبة‌ للحريّة‌ المشروعة‌ للمرأة‌ في‌ عصر ظلام‌ الجاهليّة‌.

 و لقد أدّي‌ الهبوب‌ العاصف‌ للتمدّن‌ الغربي‌ إلی ايجاد خلل‌ في‌ الاسس‌ ، و أعاد إلی الاذهان‌ مسائل‌ كانت‌ طيّ النسيان‌ ، فجري‌ الحديث‌ عن‌ المقام‌ الواقعي‌ للمرأة‌ في‌ الشريعة‌ ، و تشكّلت‌ ردود و دفاعات‌ و كان‌ الناقدون‌ و الطاعنون‌ يتحدّثون‌ ـ بنيّة‌ الطعن‌ ـ عن‌ حقوق‌ المرأة‌ في‌ الإسلام‌ ، و انهمك‌ المتشرّعون‌ في‌ مقام‌ الردّ و الدفاع‌ بكتابة‌ الرسائل‌ و طرح‌ الابحاث‌ ـ إلی ءاخر كلامه‌.»

 الرجوع الي الفهرس

المدنيّة‌ الغربيّة‌ لم‌ تمنح‌ الحياة‌ للنساء ، بل‌ ألقت‌ بهن‌ إلی الهلاك‌

 و ينبغي‌ أن‌ يُقال‌ له‌: يا عزيزي‌! ليس‌ الامر كما تتصوّر ، فلقد سلبت‌ نهضة‌ النساء في‌ اوروبا منهنّ حيو'تهن‌ المقرونة‌ بالسكينة‌ و السعادة‌ ، وألقت‌ بهنّ في‌ النار ، سلبت‌ منهنّ الطمأنينة‌ و الراحة‌ و صحّة‌ المزاج‌ ، وأعطتهنّ بدلاً منها القلق‌ و الاضطراب‌ ففقدن‌ كلّ شي‌ مجّاناً و بلاعوض‌ باسم‌ التحرّر.

 و نُشير عليكم‌ من‌ أجل‌ الاطّلاع‌ علی هذا الامر بكتاب‌ واحد فقط‌ وهو «الإنسان‌ ذلك‌ المجهول‌» للدكتور الكسيس‌ كارل‌ الفرنسي‌ لتعلموا أنّ الغرب‌ قد خسر الكثير من‌ ثرواته‌ الثمينة‌ و القاها بنفسه‌ في‌ ورطة‌ البلاء ، ولقد سلك‌ سبيلاً لا رجعة‌ له‌ فيه‌ ، و تسمّر في‌ تلك‌ النكبات‌ و التعاسات‌.

 و لقد عاشت‌ النساء المسلمات‌ في‌ بلاد الشرق‌ الالف‌ سنة‌ في‌ صحّة‌ مزاج‌ و طول‌ عمر و تربية‌ أولاد أجلاّء ، و في‌ إدارة‌ شؤون‌ البيت‌ ، و راحة‌ بال‌ أزواجهنّ و عوائلهنّ ، و طوين‌ هذا الطريق‌ بإيمان‌ و تقوي‌ و علمٍ وعمل‌.

 و لقد تناقص‌ عدد المواليد في‌ أوروبا في‌ الستّينات‌ في‌ حدود 12ـ15% ، و تفككّت‌ عُري‌ العوائل‌ ، و كانت‌ الفتيات‌ يعقدن‌ الجلسات‌ والاجتماعات‌ لمطالبة‌ الدولة‌ بالسماح‌ بإسقاط‌ الجنين‌ ، ليمكنهن‌ اجراء عملية‌ اسقاط‌ الجنين‌ (كورتاج‌) بكلّ حريّة‌ و يُسر.

 أولم‌ نقرأ مقولة‌ (بريجنسكي‌) مستشار كارتر في‌ شؤون‌ الامن‌ القومي‌:

 «لقد جري‌ نسيان‌ القيم‌ الاخلاقيّة‌ في‌ الدول‌ الصناعيّة‌. انّ الشرقيّين‌ يتخيّلون‌ انّ الغربيّين‌ يتمتّعون‌ برفاه‌ كامل‌ و ينعمون‌ بكلّ أنواع‌ الحريّة‌ ، الاّ انّ الحقيقة‌ شي‌ء ءاخر».

 هذا و قد قال‌ بريجنسكي‌ في‌ مقابلة‌ أجرتها معه‌ أخيراً جريدة‌ (Tages AnZeiger) السويسريّة‌: «انّ العالم‌ يواجه‌ أخطاراً كثيرة‌ ، و قد قامت‌ الدول‌ الغربيّة‌ بإعلام‌ واسع‌ لمواجهة‌ الشيوعيّة‌ و لتفكيك‌ المعسكر الشرقي‌ و حلف‌ وارسو العسكري‌ ، حيث‌ افتعلوا أجواء كاذبة‌ أمام‌ أنظار مواطني‌ دول‌ المعسكر الشرقي‌ ، بحيث‌ خُيِّل‌ لاولئك‌ انّ الناس‌ يتمتّعون‌ في‌ الغرب‌ برفاه‌ كامل‌ و بجميع‌ أنواع‌ الحرّية‌ ، و انّ اولئكم‌ قد حلّوا مشكلة‌ البطالة‌ ، و أنّ بإمكان‌ الجميع‌ أن‌ يتقدّموا و يتطوّروا علی أساس‌ استعداداتهم‌ و قابليّاتهم‌. الاّ انّ واقع‌ الامر لم‌ يكن‌ كذلك‌ ، فانّ أكثر من‌ 30 في‌ المائة‌ من‌ سكّان‌ العالم‌ يعيشون‌ في‌ فقر مطلق‌ ، كما انّ أغلب‌ الناس‌ في‌ دول‌ العالم‌ الثالث‌ فقراء ، و انّ 10 في‌ المائة‌ فقط‌ من‌ الناس‌ في‌ المجتمعات‌ الصناعية‌ يتمتّعون‌ بالرفاه‌ ، و بجميع‌ أنواع‌ الإمكانات‌.

 لقد جري‌ نسيان‌ المبادي‌ و القيم‌ الاخلاقيّة‌ في‌ الدول‌ الصناعيّة‌ ،
 و لا يفكّر الناس‌ هناك‌ في‌ التضامن‌ مع‌ سائر الدول‌ الاّ نادراً. و هذا الوضع‌ لا يمكن‌ أن‌ يستمرّ ، و سنواجه‌ الازمات‌ مستقبلاً. و لقد أوجدت‌ أجهزة‌ الإعلام‌ وضعاً استثنائيّاً. فصار الناس‌ في‌ دول‌ العالم‌ الثالث‌ ـ خلافاً لما سبق‌ـ يطّلعون‌ علی ءاخر الاخبار و المعلومات‌ عن‌ طريق‌ الراديو والتلفزيون‌ والجرائد. و صار الناس‌ في‌ هذه‌ الدول‌ يُقارنون‌ أوضاعهم‌ مع‌ دول‌ أوربا الغربيّة‌ و يناقشون‌ دولهم‌.»

 و قد ادّعي‌ بريجنسكي‌: «انّ الصين‌ ، باعتبارها في‌ طليعة‌ دول‌ العالم‌ الثالث‌ ، لها دور خاص‌ في‌ تكوّن‌ هذه‌ الازمات‌. و أكّد علی انّ دول‌ العالم‌ الثالث‌ ليست‌ مستعدّة‌ لقبول‌ النظام‌ الجديد المطروح‌ من‌ قبل‌ أمريكا ، اليابان‌ و اوربا الغربيّة‌.» [15]

 الرجوع الي الفهرس

اساليب‌ الاوربيين‌ و الامريكان‌ و عواطفهم‌ جميعها فاسدة‌ و موبوءة‌

 أولم‌ نقرأ: انّ أقراص‌ اسقاط‌ الجنين‌ ستصبح‌ في‌ متناول‌ أيدي‌ الفتيات‌ الانجليزيّات‌ الصغيرات‌ بلا وصفة‌ طبيب‌ ؟![16]

 هذه‌ الاساليب‌ و هذه‌ العواطف‌ الاوربية‌ و الامريكية‌ هي‌ جميعاً فاسدة‌ تفوح‌ منها روائح‌ التعفّن‌ و ستسبب‌ هلاك‌ الحرث‌ و النسل‌. أفلا يكفينا الإعتبار من‌ أن‌ نشاهد في‌ بلدنا ءاثار شؤمهم‌ و نكبتهم‌ ؟!

 تأتي‌ السيّدة‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ ـ و هي‌ احدي‌ المسؤولين‌ البارزين‌ للاستعمار الكافر و رئيسة‌ الصندوق‌ العالمي‌ للسكّان‌ ـ إلی ايران‌ فتقول‌: «انّ زيادة‌ عدد السكّان‌ في‌ ايران‌ أمر غير معقول‌ أبداً» [17].

 و تقول‌: «انّ دور المرأة‌ لا ينحصر في‌ إنجاب‌ الاطفال‌ ، و انّ أي‌ بلد يسعي‌ ليخطو خطوات‌ في‌ طريق‌ النموّ لا يمكنه‌ ان‌ يطوي‌ هذا الطريق‌ بنصف‌ سكّانه‌ فقط‌» [18].

 لقد قامت‌ السيّدات‌ الاسبانيّات‌ بالهتاف‌ سويّاً في‌ مظاهراتهن‌ في‌ شعارات‌ يرفعنها إلی الدولة‌ «دور المرأة‌ ليس‌ فقط‌ في‌ إنجاب‌ الاطفال‌» ، وذلك‌ من‌ أجل‌ الزام‌ الدولة‌ لإصدار حكم‌ بجواز عملية‌ اسقاط‌ الجنين‌ غير القانونيّة‌.

 أفليست‌ هذه‌ الامور قد اصبحت‌ لا تشابه‌ عملنا فقط‌ ، بل‌ انّها صارت‌ قدوة‌ و نموذجاً يُقتدي‌ و يُحتذي‌ به‌؟؟

 الرجوع الي الفهرس

اختلاط‌ الفتيات‌ و الفتيان‌ أحرق‌ في‌ كليهما عصمة‌ الباطن‌ و الضمير

 صرنا نجرّ فتياتنا من‌ بيوتهنّ و أماكن‌ استقرارهنّ بعنوان‌ الترغيب‌ بالعلم‌ و الفنّ ، و نبعث‌ بهنّ بلا رعاية‌ إلی المدارس‌ التي‌ لم‌ يجرِ تصفيتها بعدُ، وصرنا نضع‌ لهنّ رجلاً كمعلّم‌ في‌ المدارس‌ المتوسّطة‌ ، و نرسل‌ الفتي‌ و الفتاة‌ معاً إلی الجامعات‌ ، كلّ ذلك‌ بإسم‌ الإسلام‌ و الترغيب‌ في‌ الثقافة‌ الاصيلة‌ في‌ وجوب‌ التعلّم‌ و اكتساب‌ العلم‌ و المعرفة‌ ، ثمّ ندعهم‌ حياري‌ مضطربين‌ مبهوتين‌ تلتهمهم‌ الحسرة‌ و الضياع‌ ، خالين‌ الوفاض‌[19] من‌ العلم‌ ، ملوّثي‌ الاذيال‌ بالذنوب‌ ، فمن‌ الذي‌ يتحمّل‌ ـ تري‌ ـ مسؤوليّة‌ ذنوب‌ هؤلاء الابرياء المعصومين‌ ؟!

 مَن‌ نحّاهم‌ عن‌ بيوتهم‌ و عن‌ أحضان‌ ءابائهم‌ و أمّهاتهم‌ و الازواج‌ في‌ اوائل‌ بلوغهم‌ و بروز غريزة‌ الرغبة‌ في‌ الجنس‌ و البحث‌ عن‌ الزوج‌ ؟ و مَن‌ تركهم‌ ضائعين‌ بالوعود الواهية‌ ، ليخسروا ثروتهم‌ الحياتية‌ دفعةً واحدة‌ بلا ذنب‌ (بل‌ بواسطة‌ غلبة‌ الشهوة‌ الجامحة‌ التي‌ لا تعرف‌ حدّاً و لا حُرمة‌ ، وبتشجيعٍ من‌ أولياء الامور الغافلين‌ الخاطئين‌) ، فمنهم‌ اولئك‌ الذين‌ فقدوا حرمة‌ عصمتهم‌ ، و منهم‌ الذين‌ امتلكوا عفّة‌ ذاتيّة‌ و مُكتسبة‌ ، فغاصوا في‌ حزنهم‌ إلی ءاخر العمر تحت‌ الضغوط‌ الشديدة‌ للعاطفة‌ والوجدان‌ ، واحترقوا بغلبة‌ مشاعر الشباب‌ و الرغبة‌ في‌ الاقتران‌ ، و صبروا عليها علی مضض‌ [20].

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

إرجاعات


[1] ـ الشاهي‌: عُملة‌ تعادل‌ 0 2 1 من‌ الريال‌ الإيراني‌؛ و القِران‌ عملة‌ تعادل‌ الريال‌ الإيراني‌. (م‌).

 [2] ـ و قد جاءت‌ في‌ احدي‌ سفراتها الي‌ مشهد المقدّسة‌ و تشرّفت‌ بزيارة‌ ثامن‌ الحجج‌ عليّ بن‌ موسي‌ عليه‌ السلام‌.

 [3] ـ «أنوار الملكوت‌» للسيّد محمّد حسين‌ الطهراني‌ ، دار نشر العلاّمة‌ الطباطبائي‌ ، ج‌ 1 ، ص‌ 178.

 [4] ـ المصدر السابق‌ ، ص‌ 182.

 [5] ـ «الميزان‌» للعلاّمة‌ الطباطبائي‌ ، ج‌ 2 ، ص‌ 351

 [6] ـ «رسالة‌ بديعه‌» للسيد محمد حسين‌ الطهراني‌ ، ص‌ 157 ، انتشارات‌ صدرا

 [7] ـ مجلّة‌ «حوزه‌» ، رقم‌ 41 ، ص‌ 13 ـ 17  

[8] ـ أوردتُ في‌ الهامش‌: الدكتور الحاج‌ السيّد حميد سجّادي‌ ، من‌ مفاخر أطباء العيون‌ المعاصرين‌ في‌ العالم‌. فعلاوةً علي‌ نبوغه‌ الالهيّ في‌ فنّ طبّ العيون‌ ، و حيازته‌ لشهادتين‌ في‌ التخصّص‌ العالي‌ في‌ مقدّم‌ و مؤخّر العين‌ (الشبكيّة‌ و القرنيّة‌) ، فهو من‌ الشباب‌ المسلم‌ المتفهّم‌ الغيور المخلص‌ و الملتزم‌ بخدمة‌ الاءسلام‌ و المسلمين‌. و كانت‌ عين‌ الحقير اليمني‌ مبتلاة‌ بتمزّق‌ الشبكيّة‌ (دِكُلْمان‌) و هو من‌ أصعب‌ أنواع‌ التمزّق‌ ، حيث‌ كان‌ التمزّق‌ مستديراً بشكل‌ صوة‌ بقيت‌ معه‌ نقطة‌ صغيرة‌ تمسك‌ الجزء المتمزّق‌ ، و كانت‌ نسبة‌ الخطورة‌ خمساً و تسعين‌ في‌ المائة‌ ، و يعدّ هذا النوع‌ من‌ العملية‌ من‌ أصعب‌ أقسام‌ العمليات‌ التي‌ تجري‌ في‌ العالم‌ و أعقدها. و قد أجري‌ العملية‌ فوراً ، حيث‌ دامت‌ سبع‌ ساعات‌ ، و لله‌ الحمد و له‌ الشكر فقد كانت‌ ناجحة‌ و موفّقة‌ ، شكر الله‌ مساعيه‌ الجميلة‌ ، و أبقاه‌ الله‌ ذُخراً للمسلمين‌ ، و ختم‌ له‌ بالحُسني‌ بمحمدٍ و ءاله‌ الطّاهرين‌.

 [9] ـ نشرت‌ جريدة‌ «اطّلاعات‌» 25 جمادي‌ الاول‌ 1413 (0 3 ءابان‌ 1371 ) العدد 19772 في‌ الملحق‌ ص‌ 1 تحت‌ عنوان‌: «إجراء عملية‌ جراحيّة‌ من‌ قبل‌ طبيب‌ ايراني‌ يُثير دهشة‌ الاوساط‌ الامريكية‌» قائلةً: قام‌ الدكتور سجّادي‌ ، باجرائه‌ لهذه‌ العمليّة‌ الجراحيّة‌ ، بمعالجة‌ عمي‌ طفلة‌ عمرها 11 شهراً وُلدت‌ عمياء. و طَبعت‌ الجريدة‌ صورة‌ لصفحة‌ من‌ جريدة‌ أمريكية‌ اوردت‌ شرحاً لعملية‌ هذه‌ الطفلة‌ و صورة‌ الطفلة‌ و أمّها. و قالت‌ في‌ تفاصيل‌ تلك‌ العمليّة‌: في‌ مركز كانزاس‌ سيتي‌ «قام‌ الدكتور السيّد حميدالسجّادي‌ ، الجرّاح‌ الاخصّائي‌ لامراض‌ العيون‌ الذي‌ يعيش‌ في‌ أمريكا منذ سنة‌ و نصف‌ لاءجراء تحقيقات‌ و تجارب‌ دورة‌ دراسيّة‌ عمليّة‌ و تحقيقيّة‌ هناك‌ ، بإجراء عملية‌ جراحية‌ لعينيْ طفلة‌ ذات‌ 11 شهراً مبتلاة‌ بمرض‌ وراثي‌ (مونوسومي‌ 21 ) ، حيث‌ قام‌ بلحم‌ القرنيّة‌ في‌ عينيها و أعاد اليها القدرة‌ علي‌ الاءبصار. و تبعاً لاقوال‌ الاطباء الامريكيّين‌ فانّ (مونوسومي‌ 21 ) هو نوع‌ من‌ الامراض‌ يُفقد فيه‌ نصف‌ كروموسوم‌ رقم‌ 21 ، فتصبح‌ قرنيّة‌ العين‌ بيضاء منذ الولادة‌. و تفقد اثر ذلك‌ عينا المريض‌ قابليّة‌ الاءبصار بشكل‌ كامل‌». ثم‌ تنقل‌ الجريدة‌ تفاصيل‌ العمليّة‌.

 [10] ـ تفسير «الميزان‌» ج‌ 2 ، ص‌ 284

 [11] ـ «التحرير» كتاب‌ الجهاد ، ءاخر ص‌ 134

 [12] ـ «التذكرة‌» كتاب‌ الجهاد ، ص‌ 1

 [13] ـ «المبسوط‌» كتاب‌ الجهاد ، ص‌ 5

 [14] ـ انظر كتاب‌ «سيري‌ در زندگاني‌ استاد مطهّري‌» الطبعة‌ الاولي‌ ، دار نشر صدرا ، ص‌ 55.

 [15] ـ جريدة‌ «جمهوري‌ اسلامي‌» المؤرّخة‌ 0 3 شعبان‌ 1414 هـ ق‌ ( 3 بهمن‌ 1372 هـش‌) العدد 4245 ، ص‌ 12.

 [16] ـ كتبت‌ مجلّة‌ «زن‌ روز» المرأة‌ المعاصرة‌ 21 اسفند 1372 ، رقم‌ 1451 تقول‌:

 الفاتيكان‌: النساء اللواتي‌ يستخدمن‌ أقراص‌ اسقاط‌ الجنين‌ سيصبحن‌ مُرتدّات‌.

 الفاتيكان‌: وكالة‌ الانباء الفرنسيّة‌: تواجه‌ النساء اللاتي‌ يستخدمن‌ اقراص‌ اسقاط‌ الجنين‌ خطر الطرد من‌ الكنيسة‌ المسحيّة‌. كتبت‌ جريدة‌ لوسرباتور طبع‌ الفاتيكان‌ تقول‌ ضمن‌ اعلانها لهذا الخبر: قام‌ (الابّ جينوكونشي‌) الاخصّائي‌ الديني‌ لهذه‌ الجريدة‌ ضمن‌ مقالة‌ له‌ بتقبيح‌ حقيقة‌ انّ هذه‌ الاقراص‌ ستوضع‌ يوماً ما في‌ متناول‌ أيدي‌ الفتيات‌ الانجليزيّات‌ الصغيرات‌ دون‌ الحاجة‌ الي‌ وصفة‌ طبيب‌ ، و أكّد علي‌ انّ قوانين‌ الكنيسة‌ الرومانيّة‌ الكاثوليكية‌ قد هيّئت‌ امكان‌ طرد النساء اللاتي‌ يقمن‌ بإسقاط‌ الجنين‌ بأيّ أسلوب‌ كان‌.

 و كتب‌ كونشي‌ في‌ مقالته‌: حتي‌ لو لم‌ تكن‌ هذه‌ الاقراص‌ مؤثّرة‌ فانّها ستعرّض‌ الحياة‌ الي‌ الخطر ، و سيكون‌ استخدامها مشيراً الي‌ عمل‌ غير قانوني‌ و غير أخلاقي‌.

 [17] ـ جريدة‌ «جمهوري‌ اسلامي‌» المؤرّخة‌ 14 ربيع‌ الا´خر 1411 ، رقم‌ 0 331 ، القسم‌ 29 ، مقالة‌ الحدّ من‌ عدد السكّان‌.

[18] ـ جريدة‌ «جمهوري‌ اسلامي‌» المؤرّخة‌ 16 ربيع‌ الا´خر ، العدد 3312 ، القسم‌ الاءخير من‌ مقالة‌ الحد من‌ عدد السكّان‌.

 [19] - الوفاض: یعنی جعبة الزاد.

[20] ـ كنتُ قد ذكّرت‌ المرحوم‌ الصديق‌ العزيز ءاية‌ الله‌ الشيخ‌ مرتضي‌ المطهّري‌ (رحمة‌الله‌ عليه‌) قبل‌ شهادته‌ بأسبوع‌ بعشرين‌ أمر مهمّ جداً ليقوم‌ بطرحها كاقتراحات‌ حين‌ يتشرّف‌ بلقاء القائد الكبير للثورة‌ ءاية‌ الله‌ الخميني‌ في‌ قم‌. و كان‌ من‌ بينها مسألة‌ زواج‌ الفتيان‌ والفتيات‌ الذي‌ أُشير اليه‌ أخيراً. و لم‌ يجد الشهيد مطهّري‌ عند تشرّفه‌ في‌ قم‌ مجالاً الاّ للحديث‌ في‌ شأن‌ صلاة‌ الجمعة‌ ، فتأخّر عرض‌ باقي‌ هذه‌ الاقتراحات‌ الي‌ المجلس‌ الذي‌ يليه‌، حيث‌ اغتيل‌ قبل‌ ذلك‌ المجلس‌. و قد جاءت‌ تسعة‌ من‌ هذه‌ الاقتراحات‌ في‌ كتاب‌ «وظيفه‌ فرد مسلمان‌ در حكومت‌ اسلام‌» واجب‌ الانسان‌ المسلم‌ في‌ حكومة‌ الاءسلام‌ ، من‌ ص‌ 119 ـ 132. و جري‌ تدوين‌ باقي‌ الاقتراحات‌ و إعدادها للطبع‌ كي‌ يتمّ طبعها بحول‌ الله‌ وقوّته‌ عند إعاة‌ طبع‌ هذه‌ الكتاب‌. امّا مسألة‌ زواج‌ الفتيان‌ و الفتيات‌ فقد وردت‌ في‌ الصفحة‌ 0 12 و 121 من‌ الكتاب‌ بهذه‌ الكيفيّة‌:

 المسألة‌ الثانية‌: كانت‌ مسألة‌ زواج‌ الفتيان‌ و الفتيات‌ ، فالفتي‌ الذي‌ يصل‌ الي‌ سنّ الخامسة‌ عشرة‌ ينبغي‌ أن‌ يزوّج‌ ، و هذا الامر يجب‌ اجراؤه‌ في‌ أرجاء المملكة‌ ، حيث‌ تقوم‌ الدولة‌ وفق‌ برنامج‌ واسع‌ و منظّم‌ بمنحه‌ غرفة‌ صغيرة‌ ليتزوّج‌ فيها ، سواءً كان‌ كاسباً أو زارعاً أو عاملاً أو تلميذاً. ثم‌ يستمرّ هؤلاء في‌ أعمالهم‌ ، الطالب‌ في‌ دراسته‌ ، و طالب‌ الجامعة‌ في‌ جامعته‌. فما الاءشكال‌ في‌ أن‌ يذهب‌ الشخص‌ الي‌ الجامعة‌ و في‌ بيته‌ زوجه‌ ؟! تماماً كما يأتي‌ طالب‌ الجامعة‌ الي‌ بيت‌ أمّه‌ و أبيه‌ فيتناول‌ طعامه‌ ثم‌ يذهب‌ الي‌ عمله‌. و هكذا فانّ جميع‌ الفتيات‌ و الفتيان‌ في‌ جميع‌ أرجاء المملكة‌ ينبغي‌ أن‌ يتزوّجوا أوائل‌ بلوغهم‌».

 جاء في‌ كتاب‌ «لمعاتي‌ أز شيخ‌ شهيد» دار صدرا للنشر ، ص‌ 41:

 «الموارد التي‌ كان‌ الاستاذ الشهيد ينوي‌ عرضها علي‌ سماحة‌ الاءمام‌ (ره‌) ، و كان‌ قد دوّنها علي‌ ورقة‌ وجدت‌ في‌ جيب‌ ملابسه‌ بعد شهادته‌:

 ـ اقتراح‌ السيّد الطهراني‌( 1 ) و الحجاب‌ المطابق‌ للمواصفات‌ المعيّنة‌.

 ـ تعليم‌ الفنون‌ القتالية‌ للافراد من‌ سنّ 18 سنة‌ ـ 0 4 سنة‌ بشكل‌ إجباري‌ أو تطوّعاً

 ـ تسهيلات‌ لزواج‌ الفتيان‌ و الفتيات‌ بعد البلوغ‌».

 و أورد في‌ الهامش‌: ( 1 ) ـ ءاية‌ الله‌ السيد محمّد حسين‌ الحسيني‌ الطهراني‌.

 و امّا اقتراح‌ الحقير لاية‌ الله‌ الخميني‌ (رضوان‌ الله‌ عليه‌) في‌ أمر الحجاب‌ ، و كما جاء في‌ مفكرّة‌ المرحوم‌ المطهّري‌ (ره‌) و في‌ كتاب‌ «وظيفة‌ فرد مسلمان‌ در حكومه‌ اسلام‌» ص‌ 121 و 122 فهو كالا´تي‌:

 «المسألة‌ الثالثة‌ كانت‌ بشأن‌ الحجاب‌ ، حيث‌ جاء بها كتحفة‌ الي‌ مملكة‌ ايران‌. وهي‌ أن‌  يُعمد الي‌ الحجاب‌ فيُجعل‌ حجاباً صحيحاً وفق‌ مواصفات‌ محدّدة‌. اي‌ ان‌ يكون‌ للنساء حجاب‌ صحيح‌ يمكّنهن‌؛ في‌ عين‌ حال‌ سترهنّ؛ من‌ الذهاب‌ للعمل‌ ، و من‌ حمل‌ أطفالهنّ ، و من‌ الذهاب‌ للسوق‌ ، و ركوب‌ سيّارة‌ الباص‌ ، بدون‌ أن‌ تسقط‌ العباءة‌ (الشادور) من‌ رؤسهنّ و لا أن‌ تتّضح‌ قسمات‌ أبدانهنّ. و هو لباس‌ ذوكمّ طويل‌ مع‌ بنطلون‌ طويل‌ و عريض‌. و له‌ لون‌ خاص‌ (محّدد: امّا أزرق‌ غامق‌ «كُحلي‌» أو رمادي‌) ، و بالطبع‌ فانّ بعض‌ الفقهاء يجيزون‌ ظهور الوجه‌ و الكفيّن‌ ، و هو جائز فعلاً ، الاّ انّ بعضهم‌ يحتاطون‌ ، و يتوجّب‌ علي‌ مقلّديهم‌ أن‌ يغطّين‌ وجوههنّ أيضاً ، و يضعن‌ علي‌ رؤسهنّ غطاء للرأس‌ طويل‌ في‌ حكم‌ الجلباب‌. وفي‌ هذه‌ الحال‌ فانّه‌ سيكون‌ افضل‌ بكثير من‌ لباس‌ الصلاة‌ الفعلي‌ الذي‌ اُستخدم‌ كشادور في‌ الخارج‌ ، و سيكون‌ بإمكانه‌ حفظ‌ حجاب‌ النساء.

 فهذا (الشادور) ليس‌ له‌ محزم‌ ، و مفتوح‌ من‌ الامام‌ ، لذا يتوجّب‌ علي‌ النساء أن‌ يمسكنه‌ بأيديهنّ باستمرار ، فاذا هبّت‌ الريح‌ أحياناً فانزاح‌ جانباً بدا قوامهنّ كاملاً للعيان‌ ، لذا فانّه‌ ليس‌ حجاباً صحيحاً ، علاوة‌ علي‌ انّه‌ يمنعهنّ من‌ العمل‌.

 و أخيراً فانّ هذا الباس‌ الفوقاني‌ (مانتو) و البنطلون‌ الطويل‌ الواسع‌ ينبغي‌ أن‌ يكون‌ مطابقاً لمواصفات‌ معيّنة‌ بحيث‌ يمكن‌ لاي‌ شخص‌ أن‌ يذهب‌ الي‌ صاحب‌ محلّ بيع‌ الملابس‌ فيقول‌ له‌: أريد ملابس‌ للخروج‌. و أن‌ يكون‌ مقدار القماش‌ اللازم‌ له‌ مشخصّاً ، شأن‌ العباءة‌ السوداء (الشادور) التي‌ هي‌ ستّة‌ أمتار من‌ القماش‌.

 و علي‌ جميع‌ نساء ايران‌ أن‌ يرتدين‌ هذا اللباس‌ ، و تكون‌ الاحذية‌ بسيطة‌ ذات‌ كعبٍ ليّن‌ و غير مرتفع‌. ثم‌ يؤتي‌ باحدي‌ النساء الطاغوتيّات‌ العاريات‌ في‌ التلفزيون‌ فتُعرض‌ وتُقارن‌ بإحدي‌ هذه‌ النساء أنْ: أيّها المسلمون‌! أيّ هذين‌ اللباسين‌ أفضل‌ لتحرّر المرأة‌ ، ولشرفها ، و لذهابها الي‌ عملها ، و حتّي‌ لراحتها ؟ أيمكن‌ للمرأة‌ أن‌ تذهب‌ بتلك‌ الملابس‌ الي‌ العمل‌ أم‌ بهذه‌ الملابس‌ ؟ و بالطبع‌ فانّ هذا إجمال‌ المسألة‌. و لقد قُلت‌ إنّ هذا المطلب‌ سيكون‌ قابلاً لاستقبال‌ عامّة‌ الناس‌ حين‌ يقوم‌ هو أوّلاً بتطبيق‌ ذلك‌ علي‌ عياله‌ ، لا أن‌ يطلب‌ من‌ النساء الاءيرانيّات‌ أن‌ يكون‌ حجابهنّ كذلك‌ بينما لا يطبّق‌ ذلك‌ بنفسه‌ ، و ذلك‌ لانّه‌ الا´ن‌ في‌ القيادة‌ و لان‌ تعاليمه‌ نافذة‌ ، فالكلّ يقبلونه‌ بعنون‌ رئيس‌ اما اذا قلتُ أنا و ألف‌ شخص‌ من‌ أمثالي‌ شيئاً فانّه‌ لن‌ يكون‌ ذا نفع‌ ، امّا قوله‌ فانّه‌ سيكون‌ مقبولاً و قابلاً للتنفيذ».

 و اجمالاً فانّ الحقير لم‌ يختر اللون‌ الاسود لانّه‌ مكروه‌ شرعاً ، سواءً للمرأة‌ أو للرجل‌ ، علاوةً علي‌ انّه‌ قد ثبت‌ طبيّاً انّه‌ مضرّ بالاعصاب‌.  و علي‌ كلّ حال‌ ، فيتّضح‌ ممّا قيل‌: اوّلاً انّ كتاب‌ صديقنا العزيز المرحوم‌ الشهيد المطهّري‌ (ره‌) في‌ شأن‌ الحجاب‌ ليس‌ خالياً من‌ الاءشكال‌ من‌ جهة‌ تعيين‌ نوعٍ معيّن‌ من‌ اللباس‌ كمعيار ، و بتعريف‌ مشخّصٍ له‌ بعنوان‌ الحجاب‌ الاءسلامي‌ ، و ذلك‌ لانّه‌ أوكل‌ أمر الاختيار بيد الافراد أنفسهم‌ ، و في‌ النتيجة‌ فانّ النفوس‌ المشحونة‌ بالهيجان‌ و المنحرفة‌ أحياناً ستقع‌ في‌ الاءفراط‌ و التفريط‌ في‌ تعيين‌ مصداق‌ عدم‌ التبرّج‌ ، و في‌ أمر سعة‌ اللباس‌ أو قصره‌ أو طوله‌، وستخرجه‌ تدريجاً عن‌ مصاديقه‌ بحيث‌ يصبح‌ عنوان‌ عدم‌ الحجاب‌ أليق‌ به‌ من‌ الحجاب‌ ، و قد نبّهته‌ بهذا الامر ، و كتابه‌ (حجاب‌) كان‌ قبل‌ أن‌ نرتبط‌ بثمانِ سنوات‌ ، و الاّ فانّ من‌ المسلم‌ انّه‌ لم‌ يكن‌ ليصبح‌ كذلك‌. و هذا هو المطلب‌ الذي‌ كنّا نرمي‌ اليه‌ في‌ اقتراحنا بعنوان‌ الحجاب‌ المطابق‌ للمواصفات‌ المعيّنة‌ و الذي‌ قدّم‌ لسماحة‌ ءاية‌ الله‌ الخميني‌ عن‌ طريقه‌ (ره‌).

 و ثانياً: انّ ما نبّه‌ عليه‌ كاتب‌ المقالة‌ الافتتاحيّة‌ ص‌ 18 بقوله‌ (و لقد كانت‌ الكتابات‌ التحيقيقية‌ في‌ هذا الشأن‌ ، منذ حدود 0 2 سنة‌ و حتي‌ الا´ن‌ هي‌ كتبه‌ (المطهّري‌) فقط‌. أوليس‌ من‌ دواعي‌ الاسف‌ أنّ أحداً لم‌ يقتفِ خطواته‌ في‌ مسألة‌ ذات‌ اهمية‌ و أساسيّة‌ كهذه‌ المسألة‌؟» سيكون‌ المطهّري‌ هو الذي‌ يُجيب‌ عليه‌: أفماتَ الشخص‌ الذي‌ كنتُ أحمل‌ رسالته‌ من‌ طهران‌ الي‌ قم‌ للقائد الكبير الفقيد ؟ انّه‌ الرجل‌ الذي‌ عددتُ نظريّته‌ من‌ أعلي‌ النظريّات‌ ، و دوّنتها في‌ مفكرّتي‌ و أودعتها جيبي‌ لعرضها مع‌ باقي‌ اقتراحاته‌ علي‌ القائد ، ولكن‌ مع‌ الاءسف‌ فقد نزل‌ القضاء الالهي‌ فاختطفني‌ ، و حان‌ رحيلي‌ قبل‌ وصولي‌ اليه‌.

 الرجوع الي الفهرس

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com