بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة النکاحیة / القسم السابع / لزوم تشکیل منظّمة بإسم الحسبة فی الحکومة الاسلامیة/ مضار اختلاط الفتیان و الفتیات فی الج...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

.ذكر بعض‌ مشاكل‌ الفتيان‌ في‌ رسالة‌ بعثتها ءانسة‌ إلی المؤلّف‌

 و قد وصلت‌ رسالة‌ للحقير قبل‌ عدّة‌ أشهر بإسم‌... من‌ المدينة‌...؛ وبعد تقديم‌ السلام‌ و طلب‌ الدعاء لحلّ مشكلتها ، فقد قدّمت‌ مرسلة‌ الرسالة‌ نفسها علی هذا النحو:

 «أنا فتاة‌ في‌ الحادية‌ و العشرين‌ ، كنتُ في‌ الحوزة‌ خمس‌ سنوات‌ تقريباً و أعيش‌ الآن‌ في‌ مدينتي‌. تعرّفت‌ علی سماحتكم‌ عن‌ طريق‌ أحد أقاربي‌ و إلی حدٍّ ما عن‌ طريق‌ مطالعة‌ كتبكم‌.

 ثم‌ طرحتْ عدّة‌ أسئلة‌ في‌ باب‌ الحشر و كيفيّة‌ المعاد الجسماني‌ وبشأن‌ حديث‌ من‌ الصدّيقة‌ الكبري‌ سلام‌ الله‌ عليها ، و عن‌ الحدود الكاملة‌ للحجاب‌ الاسلامي‌ ، ثم‌ طرحت‌ سؤالها الرابع‌ علی هذا النحو:

 «جاء في‌ القرءان‌ بشأن‌ الرجال‌ انّهم‌ ، عند الحاجة‌ إلی الزواج‌ ، يمكنهم‌ الزواج‌ المؤقّت‌ بالنساء الارامل‌ ، أو أن‌ يصبروا حتّي‌ يغنيهم‌ الله‌ من‌ فضله‌ [1] ، و حتّي‌ بالنسبة‌ إلی الارامل‌ حيث‌ ان‌ هناك‌ ـ إلی حدّ ما ـ سبيل‌ لهن‌ لرفع‌ حاجاتهنّ الجنسيّة‌ ، مثلاً بمراجعة‌ مراكز مثل‌ مؤسّسة‌ «كوثر» أو بالتشاور مع‌ السادة‌ رجال‌ الدين‌ المعتمدين‌.

 لكنني‌ كثيراً ما أري‌ و ألمس‌ مسألةً و لا أجد لها في‌ الحقيقة‌ جواباً ، وهي‌: ما هو الحلّ بالنسبة‌ إلی الفتيات‌ ؟ مع‌ الالتفات‌ إلی انّ الحياء والخجل‌ الخاصّ الموجود فيهنّ يمنعهنّ من‌ ابراز أحاسيسهنّ ، و من‌ جهة‌ أخري‌ فانّ بعضهنّ ـ باعتبار التزامهنّ بالاسس‌ و القواعد الاخلاقيّة‌ و الاسلاميّة‌ ـ يحترزن‌ من‌ المعاشرة‌ غير الصحيحة‌ مع‌ الاجانب‌ و يلتزمن‌ بحفظ‌ الحجاب‌ الكامل‌.

 بيد انّه‌ لا يُقام‌ في‌ الضع‌ الحإلی لمجتمعنا كثيرُ وزنٍ للفتيات‌ العفيفات‌ المحجّبات‌ ، كما انّ اكثر الشباب‌ المشرفين‌ علی الزواج‌ يرغبون‌ في‌ الزواج‌ بزوجة‌ تفتقد الحجاب‌ الاسلامي‌. و يشاهد من‌ الجانب‌ الآخر انّ اولئكم‌ الفتيات‌ لا يواجهن‌ فيما بعد مسألة‌ ما تعترض‌ حياتهنّ ، بل‌ ربّما صرن‌ فيما بعد في‌ مصافّ المؤمنات‌. كما انّ عامّة‌ الناس‌ يختارون‌ و يقبلون‌ في‌ اكثر الاحيان‌ علی الفتيات‌ اللاتي‌ يقمن‌ بعرض‌ جمال‌ طلعتهنّ و قوامهنّ ، فتصبح‌ تلكم‌ الفتيات‌ قادرات‌ علی الزواج‌ بسهولة‌ اكثر ، و أقصد بالطبع‌ الزواج‌ الموفّق‌ الناجح‌.

 امّا في‌ المقابل‌ فانّ هناك‌ فتيات‌ لَسنَ مستعدّات‌ أبداً للتخلّي‌ عن‌ عفافهنّ و حجابهنّ بأيّ حال‌ من‌ الاحوال‌ ، و هؤلاء يدفعن‌ ثمن‌ طُهرهنّ. وبالالتفات‌ إلی الحياء و الخجل‌ الفطريّ الموجود لديهنّ ، فانّ من‌ الممكن‌ ان‌ لا يتمكن‌ هؤلاء من‌ رفع‌ هذه‌ الحاجة‌ الحيويّة‌ لمدّة‌ طويلة‌ ، فيُصبن‌ بأزمات‌ روحيّة‌ و عصبيّة‌ شديدة‌ بسبب‌ عدم‌ نيل‌ الظرف‌ المناسب‌ للزواج‌ ، و تُشاهد لديهنّ ءانذاك‌ حالات‌ كمثل‌ الإنزواء و الكآبة‌ و العُقد النفسيّة‌ المختلفة‌.

 و للاسف‌ فانّني‌ قد أصبحت‌ عرضة‌ للسؤال‌ ، و باعتبار عدم‌ عثوري‌ علی حلّ في‌ الكتب‌ الدينيّة‌ في‌ هذا الشأن‌ ، لذا أرجو من‌ سماحتكم‌ أن‌ تكتبوا بطريقٍ للحلّ. مع‌ الشكر و نسألكم‌ الدعاء.

 الإمضاء...»

 الرجوع الي الفهرس

لزوم‌ تشكيل‌ منظمّة‌ بإسم‌ «الحِسبة‌» في‌ الحكومة‌ الإسلاميّة‌

 ينبغي‌ أن‌ يكون‌ هناك‌ منظمّة‌ في‌ الحكومة‌ الاسلاميّة‌ بإسم‌ «الحِسْبَة‌» ، تقوم‌ بتوفير جميع‌ احتياجات‌ الناس‌ نظير هذه‌ المسألة‌ و أمثالها. و في‌ عاتق‌ الحكومة‌ أن‌ توفّر مستلزمات‌ زواج‌ الفتيان‌ و الفتيات‌ أوائل‌ بلوغهم‌ ، و أن‌ تدفع‌ من‌ بيت‌ المال‌ نفقاتهم‌ و مصارفهم‌ في‌ حدّ الكفاف‌ ، فيكون‌ زواجاً حسناً و مناسباً لا يعرقل‌ أمر دراستهم‌ و كسبهم‌ لكمالاتهم‌ ، ويستطيع‌ الاثنان‌ إكمال‌ مراحل‌ الدراسة‌ و الاستغناء عن‌ بيت‌ المال‌.

 و هذا الطلب‌ ليس‌ حاجة‌ خاصّة‌ لهذه‌ الآنسة‌ المعصومة‌ ، بل‌ انّ جميع‌ الآنسات‌ يمتلكن‌ حاجة‌ فطريّة‌ و الهيّة‌ و طبيعيّة‌ مماثلة‌ ينبغي‌ تأديتها علی أحسن‌ وجه‌.

 و لقد سُمع‌ انّ ذهاب‌ الفتيات‌ إلی الجامعات‌ كان‌ يحصل‌ بداية‌ الثورة‌ علی نفس‌ المنهج‌ السابق‌ ، فاقترح‌ بعض‌ أهل‌ الخبرة‌ وضع‌ ستار في‌ الصفوف‌ الدراسيّة‌ بين‌ الفتيان‌ و الفتيات‌ ، كما هي‌ الحال‌ فعلاً في‌ الباكستان‌ فردّ أحد الكبار ممّن‌ له‌ دور في‌ الثورة‌: (لا حاجة‌ هناك‌ إلی ستار، فلقد قمنا بالثورة‌ بهذه‌ الفتيات‌ و هؤلاء الفتيان‌ المختلطين‌. هذه‌ الإفراطات‌ ستجرّ إلی تفريطات‌ ) و هذا الكلام‌ ليس‌ صحيحاً ؟ لماذا ؟ و لايّ سبب‌ ؟ و بأيّ حكمة‌ ؟

 بسبب‌ ان‌ مقصود الفتاة‌ و الفتي‌ عند الثورة‌ من‌ المظاهرات‌ والاجتماعات‌ كان‌ تحقيق‌ الهدف‌ و اقتلاع‌ الكفر و ءاثاره‌ ، وصولاً إلی إسقاط‌ صنم‌ الطاغوت‌ و أمثاله‌. و لم‌ يكن‌ للفتي‌ إلتفات‌ إلی الفتاة‌ ، و لا للفتاة‌ التفات‌ إلی الفتي‌ ، لا ايّ فتاة‌ و فتي‌ بل‌ اولئك‌ الفتيات‌ و الفتيان‌ المؤمنون‌ المتّقون‌ ذوو القلوب‌ الطاهرة‌. مَثَل‌ ذلك‌ كمثل‌ اجتماعهم‌ في‌ المساجد و في‌ الطواف‌ بالكعبة‌ و في‌ السعي‌ بين‌ الصفا و المروة‌ ، حيث‌ يجتمع‌ الرجال‌ والنساء فينادون‌ و يصرخون‌ و يلتهبون‌ ، و كلّهم‌ ملتفتٌ ومنصرفٌ إلی الله‌ و لا شي‌ء سواه‌.

 لذا تري‌ انّ الرجال‌ قد يصطدمون‌ بالنساء أحياناً ، أو يمسّون‌ أبدانهنّ بأبدانهم‌ العارية‌ حال‌ الطواف‌ فلا يشعرون‌ أبداً أأصابوا جسد امرأة‌ أم‌ جسد رجل‌ ؟ و لا يشعرون‌ ءأصابوا أحداً أم‌ لا ؟ فلا الرجل‌ يلتفت‌ إلی وجوده‌ ءانذاك‌ و لا المرأة‌ ، بل‌ كلاهما ملتفت‌ إلی حقيقة‌ الوجود الواحدة‌ و إلی الله‌ المعبود.

 و لقد كانت‌ تلك‌ الاجتماعات‌ و تلك‌ الصرخات‌ و تلك‌ التداخلات‌ من‌ هذا القبيل‌.

 الرجوع الي الفهرس

اختلاط‌ الفتيان‌ و الفتيات‌ في‌الجامعة‌ سبب‌ لتشتّت‌ أفكارهم‌ و لجهلهم‌ في‌ النتيجة‌

 امّا الجامعة‌ فهي‌ محلّ للخلوة‌ ، و الصفّ الدراسي‌ هو الآخر محلّ للخلوة‌ ، و في‌ هذه‌ الحال‌ فليس‌ هناك‌ بعدُ من‌ وجهة‌ للفهم‌ المشترك‌ ، فقد تبدلّت‌ إلی الاختصاص‌. و لقد غاص‌ كلّ من‌ الطالب‌ الجامعي‌ الفتي‌ و الفتاة‌ في‌ وجوده‌ ، و أيّ وجود ، غاص‌ في‌ عشقه‌ اللاهب‌ ، و أي‌ عشق‌!

 لم‌ تعد للفتي‌ رغبة‌ في‌ ا لمطالعة‌ ليلاً ، فقد صار يفكّر في‌ الفتاة‌ ، و لم‌ تعد للفتاة‌ رغبة‌ في‌ الحديث‌ مع‌ الامّ و الابّ ، فقد صارت‌ تفكّر في‌ الفتي‌. أأدركتم‌ ما أرمي‌ اليه‌ في‌ كلامي‌؟!

 انّ عمر الالتحاق‌ بالجامعة‌ هو عمر أقوي‌ الشهوات‌ و الرغبات‌ الجنسيّة‌ ، و علی الفتي‌ و الفتاة‌ امّا ان‌ يضغطوا علی فكرهم‌ ، فلا يفهمون‌ درساً و لا بحثاً ، و لا يميّزون‌ استاذاً عن‌ مُستخدم‌ ، ثم‌ تنقضي‌ مدّة‌ فنجد أحدهم‌ قد أصيب‌ بأمراض‌ نفسيّة‌ و غادر الجامعة‌ أمّيّاً سفيهاً ، أو نجده‌ قد جازف‌ بنفسه‌ و أعرض‌ عن‌ جميع‌ المقدّسات‌ الدينية‌ ، واعتبر انّ الدين‌ هو سدّ الحريّة‌ و سبيل‌ الرقّي‌ و التعإلی ، فملا الفراغ‌ الذي‌ يحسّه‌ بالمعاشرات‌ السريّة‌.

 يجلس‌ الطالب‌ الجامعي‌ ليحلّ المسألة‌ الفلانيّة‌ بفراغ‌ بال‌ ، فاذا بالفتاة‌ ( x ) تتجّسد في‌ نظره‌ ، فأين‌ صار حلّ المسألة‌ يا تري‌ ؟! لقد كان‌ ينبغي‌ عليه‌ أن‌ يضع‌ محلّ الآنسة‌ ( x ) التركيب‌ ( mm'r ) ليحصل‌ علی النتيجة‌ ، ولكنّ جلوات‌ الآنسة‌ ( x ) بالتأكيد لم‌ تدع‌ مجالاً في‌ ذهنه‌ للتفكير.

 و هكذا الامر للفتاة‌ الجامعيّة‌ التي‌ هي‌ في‌ خلوة‌ في‌ الجامعة‌ ، فهي‌ لا تستطيع‌ أبداً أن‌ تُبعد السيّد ( y ) عن‌ ذهنها ، و كلّما تخيّلت‌ شيئاً فهو ( y ) ، ( y ) في‌ الاض‌ ، ( y ) في‌ الزمان‌ ، ( y ) في‌ الاعلی و الاسفل‌.

 قيل‌ انّ شخصين‌ جلسا يتباحثان‌ إلی الصباح‌ في‌ حقّانيّة‌ عليّ أو حقّانيّة‌ عمر ، فأخليا ما في‌ جعبتهما من‌ الادلّة‌ ، ثم‌ قالا صباحاً لمجنون‌ ليلي‌: لقد سمعتَ جميع‌ المطالب‌ من‌ اوّل‌ الليل‌ حتّي‌ الفجر ، فقل‌ أنت‌: مَعَ مَنْ منهما الحقّ ؟!

 قال‌: الحقّ مع‌ ليلي‌! فكلّ ما قلتماه‌ من‌ الليل‌ إلی الصباح‌ كان‌ بحثاً في‌ شأن‌ ليلي‌ ، و الحقّ مع‌ ليلي‌!

 و ها هم‌ الآن‌ يدركون‌ بعد مرور ستة‌ عشر عاماً من‌ الثورة‌ أيّ خطأ ارتكبوا ، فلقد كانوا يتفرّجون‌ كيف‌ تذهب‌ الفتاة‌ إلی الجامعة‌ مزيّنة‌ بالحجاب‌ ، و كانوا فرحين‌ انّ مسألة‌ الفتاة‌ و الفتي‌ قد حُلّت‌ بحمد الله‌ ، و انّ الحكومة‌ الاسلاميّة‌ قد جعلت‌ الجميع‌ معصومين‌؛ ثمّ تبدر شرارة‌ من‌ تحت‌ الرماد تجعلهم‌ يعجبون‌ أن‌: ما هذا الامر الذي‌ لم‌ نعلم‌ به‌ ؟!

 الرجوع الي الفهرس

يجب‌ لزوماً فصل‌ كليّات‌ الطلاّب‌ و الطالبات‌

 انّ المسألة‌ ليست‌ مسألة‌ وضع‌ ستار ، و ليست‌ مسألة‌ جلوس‌ الفتيان‌ في‌ المقدّمة‌ ، او جلوس‌ الفتيان‌ إلی جانب‌ و الفتيات‌ إلی الجانب‌ الآخر ، ولا بجعل‌ صفّ مستقلّ للفتيات‌ وصف‌ مستقلّ للفتيان‌ في‌ جامعة‌ مختلطة‌.

 ان‌ الاساس‌ هو فصل‌ جامعة‌ او كليّة‌ الفتيات‌ عن‌ جامعة‌ أو كليّة‌ الفتيان‌، و ليس‌ هناك‌ من‌ سبيل‌ غير هذا.

 نشرت‌ مجلّة‌ «كلمة‌ دانشجو» (= كلمة‌ الطالب‌ الجامعي‌) رقم‌ 8 و 9 ، ص‌ 77 ـ 80 مقالاً بعنوان‌ «اختلاط‌» (= الاختلاط‌) قالت‌ في‌ مقدّمته‌:

 «جري‌ منذ مدّة‌ قصيرة‌ استفتاء لـ(500) طالب‌ جامعي‌ لاحدي‌ جامعات‌ البلد فذكر 90% منهم‌ انّ الاختلاط‌ غير المشروع‌ بين‌ الرجل‌ والمرأة‌ يمثّل‌ عامل‌ فقدان‌ الامان‌ و توسيع‌ رقعة‌ الفساد الاخلاقي‌ والإنحرافات‌ الجنسيّة‌».

 ثم‌ أجرت‌ المجلّة‌ مقابلة‌ مع‌ السيّد جواد المنصوري‌ المعاون‌ الثقافي‌ المحترم‌ للجامعة‌ الاسلاميّة‌ الحرّة‌ ، و مع‌ أحد الطلبة‌ الجامعيين‌ ، فكانت‌ إجابات‌ الاثنين‌ منصبّة‌ في‌ مسير واحد ، و نكتفي‌ هنا ـ احترازاً عن‌ الإطالة‌ ـ بذكر المقابلة‌ مع‌ المعاون‌ الثقافي‌ المحترم‌:

 مجلّة‌ «كلمة‌ دانشجو»: السيّد المنصوري‌ المحترم‌: نظراً لمسألة‌ الاختلاط‌ بين‌ المرأة‌ و الرجل‌ في‌ الجامعات‌ ، فهل‌ ينبغي‌ في‌ اعتقادكم‌ ان‌ يكون‌ لدينا جامعة‌ منفصلة‌ لهذين‌ الصنفين‌ ؟

 ـ بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌. انّ أمر الدراسة‌ و التحصيل‌ يعد ضرورة‌ وحاجة‌ ملحّة‌ لجميع‌ طبقات‌ المجتمع‌. و عليه‌ فلا اختلاف‌ بين‌ المرأة‌ والرجل‌ في‌ أمر الدرس‌ و التحصيل‌ ، بيد انّه‌ يجب‌ ان‌ تكون‌ جميع‌ أعمالنا موافقة‌ للموازين‌ الشرعيّة‌. ففي‌ أمر الصلاة‌ ـ فرضاً ـ ينبغي‌ علی المرأة‌ والرجل‌ أن‌ يؤدّيا صلاتهما ، الاّ انّه‌ قد قيل‌ انّ عليهما أن‌ يقفا منفصلين‌ ، ويحتاط‌ البعض‌ فيضعون‌ ستاراً بينهما ، حتّي‌ انّكم‌ تعلمون‌ انّ ورود الرجال‌ و النساء إلی المساجد الموجودة‌ في‌ المحلاّت‌ منفصل‌ و مجزّأ.

 و عليه‌ فانّ أمر فصل‌ مكان‌ التعليم‌ أو نطاق‌ العمل‌ لا ارتباط‌ له‌ بمسألة‌ الدراسة‌ و التحصيل‌ ، بل‌ انّ علينا فعل‌ ذلك‌ من‌ أجل‌ موافقة‌ الموازين‌ الشرعيّة‌.

 لذا فانّ في‌ تصوّري‌ انّ هذا الامر يجب‌ ان‌ ينفّذ حتماً في‌ بلدنا. امّا أنّه‌ لم‌ ينفّذ حتّي‌ الآن‌ ، فلربّما لتصوّر عدم‌ وجود الإمكانيات‌ لذلك‌ ، أو لتصوّر انّ مشكلات‌ لن‌ تحدث‌ ، بينما ينبغي‌ أوّلاً ايجاد هذه‌ الإمكانيات‌ ، وللاسف‌ قد شوهد كذلك‌ حصول‌ بعض‌ المشاكل‌ في‌ موارد معيّنة‌.

 و أتصوّر انّه‌ يجب‌ ان‌ يكون‌ لدينا في‌ المستقبل‌ جامعات‌ في‌ مجتمعنا (مثل‌ بعض‌ الدول‌ الإسلامية‌) خاصّة‌ بالنساء. حتّي‌ اننا نري‌ انموذجاً في‌ الباكستان‌ في‌ امتلاكهم‌ مصرفاً خاصّاً بالنساء ، اي‌ مصرفاً جميع‌ العاملين‌ فيه‌ من‌ النساء ، و هو أمر لا يسبّب‌ أي‌ مشكلة‌.

 مجلّة‌ «كلمة‌ دانشجو»: السيّد المنصوري‌! ما هي‌ عيوب‌ النظام‌ المختلط‌ الموجود حسب‌ نظركم‌ ؟

 ـ من‌ أقلّ واجباتنا تنفيذ هذا الامر (الفصل‌) لمنع‌ حملة‌ من‌ المشاكل‌. فلدينا في‌ الشرع‌ انّكم‌ اذا كنتم‌ في‌ بيتٍ ما و أردتم‌ الصلاة‌ ، و كان‌ في‌ ذلك‌ البيت‌ امرأة‌ اجنبيّة‌ عنكم‌ ، فعليكم‌ ان‌ تتركوا باب‌ البيت‌ مفتوحاً ثم‌ ّ تصلّوا! و في‌ هذا إشارة‌ إلی انّ الدين‌ الاسلامي‌ قد توقّع‌ أموراً معيّنة‌ استناداً إلی مجموعة‌ من‌ الامور الواقعيّة‌.

 و السؤال‌ الذي‌ يتبادر للذهن‌ هو: إذا تحرّكنا في‌ هذا المسار لتأسيس‌ جامعة‌ نسويّة‌ خاصّة‌ ، أفعلينا أن‌ نفيد من‌ الاخوات‌ السيّدات‌ بشكل‌ محض‌ للكادر الإداري‌ و التعليمي‌ لتلك‌ الجامعة‌ أم‌ لا ؟

 الظاهر انّه‌ اذا كان‌ هناك‌ كلامٌ ما ، فانّه‌ سيكون‌ فيما يتعلّق‌ بالاساتذة‌ ، اذ انّ من‌ المسلّم‌ انّ مشكلة‌ لن‌ توجد في‌ أمر الكادر الإداري‌. و نشاهد في‌ مورد الاساتذة‌ أيضاً أنّ لدينا استاذات‌ و أساتذة‌ في‌ جميع‌ الاختصاصات‌ ، واذا خُطّط‌ للامر فانّنا سنستطيع‌ تلافي‌ النقص‌ في‌ ذلك‌ مستقبلاً.

 و بالطبع‌ اذا ما شعرنا يوماً بأنّ الاساتذة‌ الذكور يصلحون‌ لوحدهم‌ للتدريس‌ في‌ اختصاصٍ معيّن‌ ، فلن‌ يكون‌ هناك‌ مشكلة‌ في‌ أن‌ يذهب‌ للصفّ بعنوان‌ اُستاذ.

 و تلاحظون‌ أن‌ لدينا ثلاث‌ جامعات‌ للعلوم‌ الطبيّة‌ في‌ طهران‌؛ جامعة‌ طهران‌ للعلوم‌ الطبيّة‌ ، جامعة‌ العلوم‌ الطبيّة‌ الايرانيّة‌ ، و جامعة‌ الشهيد بهشتي‌ للعلوم‌ الطبيّة‌ ، و هناك‌ 35% تقريباً من‌ مجموع‌ الطلبة‌ الجامعيّين‌ لهذه‌ الجامعات‌ الثلاث‌ من‌ الفتيات‌ الطالبات‌ ، إذاً سيمكن‌ بدون‌ أي‌ مشكلة‌ للبلد أن‌ تخصّص‌ احدي‌ هذه‌ الجامعات‌ الثلاث‌ للطالبات‌ و الجامعتين‌ الاُخريين‌ للطلاّب‌. كما يمكننا خلال‌ برنامج‌ لعدّة‌ سنوات‌ من‌ فصل‌ الاساتذة‌ ، و اذا ما شاءوا فعل‌ ذلك‌ فلن‌ يكون‌ هناك‌ من‌ داعٍ لنقل‌ الكادر و لا لنقل‌ ميزانيّة‌ من‌ مكان‌ إلی ءاخر. و يبدو في‌ الظاهر انّهم‌ لم‌ يتعاملوا بجديّة‌ مع‌ هذه‌ المسألة‌ ، لا أن‌ هناك‌ مشكلة‌ في‌ الامر.

 انّ حقيقة‌ الامر أنّنا لسنا مصمّمين‌ علی اجراء الضوابط‌ الاسلاميّة‌ في‌ بعض‌ مسائل‌ المملكة‌ ، و لو تحّقق‌ ذلك‌ فلربّما كان‌ الوضع‌ يختلف‌ الآن‌.

 و لو فرضنا ـ مثلاً ـ انّنا كنّا نخطّط‌ من‌ بداية‌ الثورة‌ و بشكلٍ جادّ لإعداد طبيبات‌ ، لما صرنا اليوم‌ نواجه‌ هذه‌ المحنة‌ في‌ أن‌ تقوم‌ النساء المتديّنات‌ في‌ محنة‌ عصيبة‌ شديدة‌ بمراجعة‌ طبيب‌ من‌ الرجال‌ ، الاّ انّنا في‌ الحقيقة‌ لم‌ نكن‌ نتابع‌ هذا الامر الواقع‌ كما يجب‌».

 و علی كلّ حال‌ ، فانّني‌ أرجو من‌ كاتب‌ المقالة‌ الافتتاحيّة‌ المحترم‌ أن‌ لا يعجّل‌ في‌ جرّ الفتيات‌ من‌ البيت‌ و في‌ دخولهنّ في‌ الاوساط‌ و المجالس‌ والصناعات‌ الثقيلة‌ و العلوم‌ التي‌ لا ترتبط‌ باحتياجاتهنّ في‌ إطار الفتيان‌ والاخوة‌ ، حيث‌ ستكون‌ العاقبة‌ هي‌ هذه‌ النتيجة‌ المستخلصة‌ من‌ العدد الاخير لمجلّة‌ «كلمة‌ دانشجو».

 و قد نقلت‌ عامداً هذه‌ المطالب‌ هنا عن‌ تلك‌ المجلّة‌ لتعلموا انّ الحكومة‌ الاسلاميّة‌ في‌ ايران‌ لاأنها لم‌ تحلّ حتّي‌ الآن‌ مشكلة‌ الفتيات‌ قط‌ ، بل‌ انّها أهدت‌ اليهنّ مشاكل‌ أخري‌ كالمشاكل‌ المذكورة‌. و لو انّهم‌ عملوا منذ البداية‌ علی مثل‌ قول‌ المعاون‌ الثقافي‌ المحترم‌ للجامعة‌ ، لكانت‌ المسألة‌ قد حُلّت‌ علی أيسر وجه‌ ، لكنّهم‌ تخيّلوا انّ السبيل‌ غير هذا السبيل‌ ، فساروا و وصلوا إلی طريق‌ مسدود. لقد كانوا يبحثون‌ عن‌ الماء ، فوصلوا إلی السراب‌.

 الرجوع الي الفهرس

لوكانوا قدعملوا منذ البدء بمقولة‌ العلاّمة‌ ، لكنّا قد اكتفينا اليوم‌ في‌جميع‌ المجالات‌

 لقد أجريت‌ مقابلة‌ للمرحوم‌ العلاّمة‌ الفقيد الاستاذ الطباطبائي‌ رفع‌ اللهُ في‌ الجنان‌ مقامه‌ من‌ قِبل‌ الإذاعة‌ و التلفزيون‌ ، و ذلك‌ بعد شهادة‌ رفيقنا العزيز و أخينا الغإلی الشهيد الشيخ‌ مرتضي‌ المطهّري‌ غفرالله‌ له‌ ، فبكي‌ كثيراً في‌ تلك‌ المقابلة‌ علی المرحوم‌ الشهيد ، و حين‌ طلبوا منه‌ في‌ نهاية‌ المقابلة‌ أن‌ يقدّم‌ توصيةً إلی الناس‌ فقال‌:

 «وصيّتي‌ أن‌ لا تقوموا في‌ هذه‌ الحكومة‌ الإسلاميّة‌ بعملٍ ما بإسم‌ الإسلام‌ يكون‌ و صمة‌ عار علی الإسلام‌ أمام‌ الاجانب‌».

 قيل‌ انّهم‌ نقلوا هذا المقطع‌ الاخير لتوصية‌ العلاّمة‌ في‌ المرّة‌ الاولي‌ التي‌ بث‌ فيها الراديو و التلفزيون‌ هذه‌ المقابلة‌ ، ثم‌ حذفوه‌ في‌ المرّة‌ الثانية‌ للعرض‌ ، و التي‌ لم‌ يفصلها عن‌ الاُولي‌ الاّ ساعات‌ قلائل‌.

 أفكان‌ متصوّراً لو أنّهم‌ تعاملوا مع‌ الفتيات‌ ، و مع‌ النساء بشكل‌ عامّ، وفق‌ الجملتين‌ القصيرتين‌ للعلاّمة‌ التي‌ تمثّل‌ نظريّة‌ الإسلام‌ في‌ هذا الشأن‌ ، انّ مشكلةً كانت‌ ستبقي‌ في‌ مجتمعنا حتّي‌ الآن‌ ؟!

 الرجوع الي الفهرس

 علی النساء أن‌ يخترن‌ الفنون‌ المناسبة‌ و العلوم‌ اللائقة‌ بهنّ و بالمجتمع‌

و لو أنّهم‌ اختاروا للفتيات‌ الفنون‌ المناسبة‌ و العلوم‌ اللائقة‌ بهنّ وبجميع‌ المجتمع‌ ، لصار لدينا اليوم‌ من‌ بين‌ هؤلاء الفتيات‌ مجموعة‌ كاملة‌ في‌ جميع‌ العلوم‌ الطبيّة‌ ، من‌ طبّ العيون‌ و جراحة‌ الاذن‌ و الحلق‌ و الانف‌ ، إلی التوليد وانواع‌ العمليّات‌ الجراحية‌ الخاصّة‌ بالنساء. الاّ انهم‌ ـ مع‌ الاسف‌ـ لم‌ يضعوا هذا الطريق‌ المستقيم‌ أمام‌ أقدام‌ الفتيات‌ ، بل‌ قيل‌ لهن‌: اخترنَ أيّ علمٍ تشئنه‌!

 و هكذا فقد اختارت‌ احدي‌ الفتيات‌ الحائرات‌ التائهات‌ لنفسها فرع‌ الفيزياء ، و اختارت‌ الاخري‌ علم‌ الاجتماع‌ ، و الثالثة‌ الفلسفة‌ ، و الرابعة‌ الادب‌ ، و الخامسة‌ الكيمياء الآليّة‌ ، و السادسة‌ الالكترونيك‌ ، و السابعة‌ الصناعات‌ الثقيلة‌ ، و... فذهبت‌ الميزانيّات‌ الضخمة‌ للبلد من‌ بيت‌ المال‌ هدراً ، و لن‌ تصبح‌ هؤلاء الآنسات‌ معلّمات‌ و مهندسات‌ و من‌ حملة‌ الشهادات‌ النافعين‌ لانفسهم‌ و للامّة‌ الإسلامية‌ ، كما انّهن‌ شغلن‌ المقاعد الدراسيّة‌ الخاصّة‌ بالفتيان‌ و حرمنهم‌ منها ، إضافة‌ إلی انّهن‌ أضعن‌ وقتهنّ وعمرهنّ و أتلفنه‌ ، و يشمل‌ هذا القول‌ حسب‌ قول‌ السيّد المنصوري‌ ثُلْث‌ عدد طلبة‌ الجامعات‌ تقريباً.

 و لقد صرنا لا نمتلك‌ اليوم‌ في‌ مشهد طبيبة‌ ماهرة‌ أخصّائيّة‌ في‌ الامراض‌ النسوية‌ [2] ، فهنّ يعمدن‌ فوراً إلی إجراء عمليّة‌ قيصرية‌ للمرأة‌ التي‌ توشك‌ علی الوضع‌ ، كما انهنّ يقمن‌ بالعملية‌ الجراحيّة‌ علی نحوٍ سيّء ، فيسبّب‌ النقص‌ في‌ العمليّة‌ في‌ انّ المرأة‌ التي‌ اعتمدت‌ علی كلام‌ هذه‌ الدكتورة‌ و أوكلت‌ نفسها اليها ، فأصيبت‌ بأمراض‌ يعسر علاجها ، و صار عليها ان‌ تتحمّل‌ بشكل‌ دائمي‌ التبعات‌ السيّئة‌ لذلك‌.

 و لقد شاهدتُ خلال‌ السنين‌ الخمس‌ عشرة‌ التي‌ سكنتُ فيها ارض‌ مشهد المقدّسة‌ الكثير من‌ هذه‌ النماذج‌ و الشواهد من‌ المبتلين‌ بهذه‌ الامور ، لا يزالون‌ حتّي‌ الآن‌ أمام‌ ناظري‌.

 ولكن‌ ، أنّي‌ لامثال‌ هذه‌ الارضيّات‌ ان‌ تحصل‌ لو عُمل‌ وفق‌ مقولة‌ العلاّمة‌ فقيد العلم‌ و فقيد الإتقان‌ و النظريّات‌ الصائبة‌ ؟ تأمّلوا فقط‌ في‌ عبارته‌ التي‌ نقلها عنه‌ صاحب‌ المقالة‌ الافتتاحيّة‌ المحترم‌:

 إنَّ الطَّريقَةَ الْمَرْضِيَّةَ مِنْ حَيو'ةِ الْمَرأَةِ فِي‌ الإسلاَمِ أَن‌ تَشْتَغِلَ بِتَدْبِيرِ أُمورِ الْمَنْزِلِ الدَّاخِلِيَّةِ وَ تَرْبِيَةِ الاْولاَدِ وَ هَذَا وَ إن‌ كَانَتْ سُنَّةً غَيْرَ مَفْرُوضَةً لكنَّ التَّرْغِيبَ وَ التَّحْرِيصَ النَّدْبِيّ... كَانَتْ تَحْفَظُ هَذِهِ السُّنَّة‌.[3]

 أو كانت‌ مشاكل‌ الدراسة‌ الجامعيّة‌ لاختلاط‌ الطلاّب‌ و الطالبات‌ التي‌ يعدّها 90% من‌ الطلبة‌ الجامعيين‌ لهذه‌ المدرسة‌ ناشئة‌ من‌ علاقاتهم‌ غير المشروعة‌ ستوجد لو انّنا عملنا بهذا المقدار؟!

 أَوَ كُنا سنحتاج‌ لطبيب‌ و مولّد رجل‌ للإشراف‌ علی وضع‌ نسائنا ؟!

 كلاّ ، لا و اللهِ ، لا باللهِ ، لا تاللهِ!

 و لذا يا عزيزي‌:

 نظر ز روي‌ تكبّر به‌ اهل‌ راز مكن‌                   كه‌ بار يافتگان‌ حريم‌ پادشهند [4]

 لا يخيّل‌ لكم‌ حين‌ رأيتم‌ انّ العلاّمة‌ لم‌ يُبجّل‌ و لم‌ يُعظّم‌ في‌ هذه‌ الدنيا انّ حقيقة‌ الامر كذلك‌! كي‌ تأتوا و تذكروا كلامه‌ بعبارة‌ (قال‌ أحد مشاهير المعارف‌ الدينيّة‌) ، ثمّ تخلطوه‌ بعبارات‌ الحقير الفقير الذي‌ هو بمنزلة‌ التراب‌ الذي‌ يطؤه‌ ، و ربيب‌ بيت‌ ذلك‌ الرجل‌ ذي‌ المرتبة‌ المنيعة‌ و المنزلة‌ الرفيعة‌ ، ثمّ تحكّمون‌ أنفسكم‌ في‌ الامر ، فتضيّعونه‌ بفكركم‌ و تعقّلكم‌ بلا دليل‌ تُقيموه‌ و لا بُرهان‌ تظهروه‌ ، بل‌ بمصادركم‌ كلام‌ المقابل‌ بمجرّد الصخب‌ و الشعارات‌ ، و تخرجون‌ الفتيات‌ المعصومات‌ من‌ بيوتهنّ وخدرهنّ ، و ترجعونهنّ من‌ السراب‌ خاسرات‌ خاليات‌ الوفاض‌! انّني‌ أنصحكم‌ ، لا نصيحة‌ أبويّة‌ ، بل‌ نصحية‌ أخويّة‌ متواضعة‌ ، بأن‌ كلام‌ أمثال‌ هؤلاء المفكّرين‌ الذين‌ يُحقّون‌ الحقّ و يُبطلون‌ الباطل‌ ، و الذين‌ يوظّفون‌ كلّ ذرّة‌ و خليّة‌ في‌ جسمهم‌ للفكر و التأمّل‌ ، و من‌ أمثال‌ هؤلاء الفلاسفة‌ الاجلاّء و العلماء القيّمين‌ في‌ مجال‌ دراسة‌ الإسلام‌ و معرفته‌ ، ينبغي‌ الاّ يُنظر اليه‌ نظر استصغارٍ و احتقار.

 و مهما قيل‌ انّ الإنسان‌ حرّ في‌ النقد و التحليل‌ ، و انّه‌ لا ينبغي‌ فرض‌ أي‌ فكرة‌ أو نظريّة‌ ، الاّ انّ ذلك‌ أمر و هذا أمرٌ ءاخر ، و الاّ لوجب‌ للإنسان‌ التأسّف‌ ، الاّ انّه‌ تأسّف‌ في‌ محلّه‌ ، لا كمثل‌ تأسّف‌ رجل‌ عاد من‌ سفره‌ فوجد حليلته‌ مريضة‌ و والدته‌ ميّتة‌. و حالما قام‌ بمضاجعة‌ حليلته‌ وجدها شُفيت‌ علی الفور ، فتأسّف‌ أنْ: لو كنتُ وصلتُ مُبكّراً لشفيتُ الوالدةَ أيضاً!!

 الرجوع الي الفهرس

 

 المطلب‌ الثامن‌:

 القتل‌ العام‌ للمسلمين‌ و الشيعة‌ هو الهدف‌ الاصلي‌ لمساعدات‌ المنظّمات‌ الدوليّة‌

 

انّ هذا الاقتراح‌ و المساعدة‌ و المساعي‌ و الجهود الدؤبة‌ التي‌ لا تعرف‌ التعب‌ ، و عطف‌ الاب‌ و حنان‌ الامّ الذي‌ تبديه‌ منظّمة‌ الامم‌ المتّحدة‌ و الصندوق‌ العالمي‌ للسكّان‌ من‌ أجل‌ القتل‌ العام‌ لنفوس‌ المسلمين‌ ، وخاصّة‌ شيعة‌ أرض‌ ايران‌ اليقظين‌ ليس‌ أمراً اعتباطيّاً غير خاضع‌ لتخطيط‌ دقيق‌ و حساب‌ عميق‌ ، كما انّه‌ لم‌ يكن‌ كذلك‌ سابقاً. فهم‌ أينما نثروا بذوراً نصبوا مصيدة‌ ، و أينما اعمروا بُستاناً حفروا فيها بئراً ، ولقد خدّرونا الآن‌ فنمنا نوماً ثقيلاً كذلك‌ الذي‌ يغلب‌ علی الضّبع‌ فتنام‌ في‌ وِجارها.

 أو لم‌ يقل‌ القائد الفقيد: «إنّ يوماً تمدحنا فيه‌ أمريكا ينبغي‌ أن‌ يكون‌ يوم‌ عزاءٍ و حزنٍ لنا» [5] ؟!

 ألم‌ يقل‌: «لا نريد أن‌ تصبح‌ أمريكا قيّماً علينا ، و لا نريد أن‌ تنهب‌ أمريكا جميع‌ ثروات‌ الامّة‌» [6] ؟!

 ألم‌ يقل‌: «عارٌ علی البلد الإسلامي‌ أن‌ يمدّ يده‌ إلی أمريكا ليستجدي‌ منها الخبز»[7] ؟!

 ألم‌ يقل‌: «بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌. انّ أيّ منظّمات‌ تشترك‌ فيها الدول‌ العظمي‌ ينبغي‌ أساساً أن‌ تكون‌ لصالحها هي‌ في‌ النهاية‌. و انّ منظمة‌ الامم‌ المتّحدة‌ و مجلس‌ الامن‌ هي‌ في‌ خدمة‌ الدول‌ العظمي‌ ، و من‌ أجل‌ خداع‌ باقي‌ الدول‌.

 و لذلك‌ فقد وضعوا لانفسهم‌ حقّ النقض‌ (القيتو) ليقوموا بتنحية‌ كلّ أمر يخالف‌ رأيهم‌. و أساساً فانّ هاتين‌ المنظّمتين‌ هما في‌ خدمة‌ الدول‌ العظمي‌ ، كما انّ المنظّمات‌ التي‌ يؤسّسونها ـ بأيّ إسم‌ كانت‌ ـ انّما يريدون‌ بها جرّ الجميع‌ نحو منافعهم‌ الخاصّة‌. انّنا نُسي‌ء الظنّ بالدول‌ العظمي‌ ، فهم‌ إذا ما قالوا أمراً صحيحاً و صائباً ، فانّ اعتقادنا انّهم‌ يقولون‌ ذلك‌ لمصلحةٍ ما من‌ أجل‌ استغفال‌ الناس‌؟!»[8].

 انّ ما رأيناه‌ وسمعناه‌ و قرأناه‌ عن‌ انجلترا لم‌ يكن‌ الاّ المكر والخداع‌، و كذلك‌ الامر بالنسبة‌ إلی أمريكا التي‌ جميع‌ سكّانها من‌ أصل‌ انجليزي‌ ، حيث‌ انثالوا [9]علی تلك‌ الارض‌ الواسعة‌ بلؤمهم‌ و شؤمهم‌ ذلك‌ ، فقاموا بقتل‌ عامّ للنهود الحمر الابرياء و استقرّوا مكانهم‌ فيها ، و كذلك‌ عن‌ اسرائيل‌ الوليد اللاشرعي‌ لهذين‌ الوغدين‌ ، وبعبارة‌ مختصرة‌: عن‌ الحزب‌ الصهيوني‌ و مناصريه‌ (لا مُطلق‌ طائفة‌ اليهود و المسيحيّين‌ المحترمين‌ لدينا).

 الرجوع الي الفهرس

أمريكا تجري‌ عمليّة‌ (تيوبكتومي‌) لملايين‌ النساء من‌ الهنود الحمر لاستئصال‌ نسلهم‌

 «منذ السنوات‌ الاولي‌ لهجوم‌ الاوربيّين‌ علی قارّة‌ أمريكا في‌ القرن‌ الخامس‌ عشر و حتي‌ الآن‌ ، فقد كان‌ الهنود الحمر سكنة‌ هذه‌ الارض‌ وأصحابها الاصليّون‌ معرّضين‌ إلی قتلٍ عام‌ و تعذيب‌ ، و هذه‌ الجنايات‌ مستمرّة‌ إلی يومنا هذا.

 هذا و قد جري‌ فضح‌ مؤامرة‌ كبيرة‌ و مخيفة‌ من‌ قِبل‌ طبيبة‌ جرّاحة‌ من‌ الهنود الحمر في‌ أمريكا ، بحيث‌ يعسر حتّي‌ تصوّر كلّ هذه‌ السبعية‌ والنزعة‌ الجنائيّة‌.

 و القصّة‌ تبدأ حين‌ تمرض‌ احدي‌ النساء من‌ الهنود الحمر ، فتراجع‌ طبيبة‌ من‌ نفس‌ عرقها و تشرح‌ لها سوابق‌ مرضها و انّها خضعت‌ من‌ قبل‌ لعملية‌ جراحيّة‌ و صارت‌ عقيمة‌.

 و تعجب‌ الطبيبة‌ من‌ انّ مريض‌ المريضة‌ لا علاقة‌ له‌ بعقمها ، فتتابع‌ الامر و تراجع‌ الملفّ الطبّي‌ للمريضة‌ و الحالات‌ المشابهة‌ لها ، و يتّضح‌ بعد تحقيقٍ واسع‌ انّ ذلك‌ كان‌ خاضعاً لبرنامج‌ دقيق‌ محسوب‌ و خفيّ تُشرف‌ عليه ‌  (CIA) وكالة‌ المخابرات‌ المركزيّة‌ الامريكيّة‌ في‌ جميع‌ أرجاء أمريكا، حيث‌ قامت‌ أكثر من‌ عشرة‌ ءالاف‌ إمرأة‌ من‌ الهنود الحمر بمراجعة‌ الطبيب‌ لايّ سبب‌ كان‌ ، فكانوا يقنعونها انّ علاج‌ مرضها في‌ إجراء عملية‌ للعقم‌ ، محاولين‌ بهذه‌ الطريقة‌ استئصال‌ نسل‌ الهنود الحمر.

 هؤلاء الهنود الحمر الذين‌ كانوا يُظهرون‌ في‌ الساحة‌ الاعلاميّة‌ من‌ قبل‌ ا لسينما الصهيونيّة‌ الامريكيّة‌ طيلة‌ سنين‌ متمادية‌ كأفراد متوحّشين‌ متعطّشين‌ للدماء ، و كانوا يكرّرون‌ هذا الكذب‌ المحض‌ و يثبّتونه‌ لتبرير تصفيتهم‌ الوحشيّة‌ لهم‌ و إيداعها في‌ زاوية‌ النسيان‌.

 و هذه‌ الجرائم‌ مقرونة‌ بأنواع‌ التدبير لإخراج‌ الهنود الحمر من‌ أراضي‌ ءابائهم‌ و أجدادهم‌ لاتزال‌ مستمرّة‌ ، ليس‌ في‌ أمريكا فقط‌ ، بل‌ و في‌ كندا أيضاً.

 و يلزم‌ ان‌ نذكّر بأنّ هناك‌ ملايين‌ الفتيات‌ من‌ الهنود الحمر قد جري‌ إعقامهنّ من‌ قبل‌ الاطبّاء في‌ كندا و أمريكا... فهاتان‌ الدولتان‌ تريدان‌ الإبادة‌ الكاملة‌ للهنود الحمر» [10].

 الرجوع الي الفهرس

 نشر مرض‌ الايدز في‌ مصر من‌ قِبل‌ أمريكا ، انجلترا و اسرائيل‌

كيف‌ تسعي‌ أمريكا و اسرائيل‌ ، من‌ خلال‌ نشر مرض‌ (الايدز) [11] في‌ مصر ، إلی نشر المرض‌ الشعب‌ المصري‌ و سَوْقه‌ إلی الهلاك‌ و الفناء ؟

 كتبت‌ جريدة‌ «اطّلاعات‌» تقول‌:

 «كان‌ خبراً مقتضباً يقبع‌ في‌ زاوية‌ لا تستلفت‌ الانظار في‌ صفحة‌ الحوادث‌ للجرائد المصريّة‌ ، لكن‌ هذا الخبر المقتضب‌ تحوّل‌ فجأة‌ إلی قنبلة‌ قويّة‌ هزّت‌ المجتمع‌ المصريّ ، و شملت‌ الهزّة‌ الاوساط‌ الحكومية‌ ، وزارات‌ الصحّة‌ و العلاج‌ الوطني‌ ، و الخارجيّة‌ ، و المؤسّسات‌ الصحيّة‌ لحماية‌ الاطفال‌ و الفتيان‌ و غيرها ، كما أثارت‌ ضجّة‌ كبيرة‌ و أصل‌ الخبر قصير لا يتجاوز أسطراً عشراً ، فقد جاء فيه‌:

 الرجوع الي الفهرس

امريكا تهدف‌ بارسال‌ الجواسيس‌ المصابين‌ بالايدز إلیالقضاء علی النسل‌ في‌مصر

 أُلقي‌ القبض‌ علی سائح‌ أمريكي‌ يدعي‌ تشارلز مصاب‌ بمرض‌ الايدز بينما كان‌ يمارس‌ أعمالاً منافية‌ للعفّة‌ في‌ شقّته‌ بمنطقة‌ الدقّي‌ بالقاهرة‌ مع‌ سبعة‌ أطفال‌ مصريّين‌. و كان‌ يستغفل‌ هؤلاء الاطفال‌ من‌ الشارع‌ فيأخذهم‌ إلی شقّته‌ و يُعطي‌ كلاًّ منهم‌ جنيهاً مصريّاً واحداً للقيام‌ بهذا العمل‌.

 و بالطبع‌ فان‌ تشارلز ليس‌ الوحيد الذي‌ بادر إلی القيام‌ بهذا العمل‌ في‌ مصر ، بل‌ ان‌ هناك‌ الكثير من‌ الاجانب‌ الذين‌ يُحتمل‌ قويّاً إصابتهم‌ بالإيدز ، يُمارسون‌ مثل‌ هذا العمل‌. و يمثل‌ للمحاكمة‌ حالياً في‌ محكمة‌ الجنح‌ بالعجوزة‌ في‌ مصر بيل‌ ديترسايتون‌ من‌ اتباع‌ انجلترا ، و عمره‌ 39 سنة‌ ، وهو أخصّائي‌ في‌ الكومبيوتر ، بجرم‌ الإقدام‌ علی أعمال‌ منافية‌ للعفّة‌ مع‌ ثلاثة‌ أطفال‌ مصريّين‌... و قد اكتُشفت‌ في‌ سنة‌ 1988 شبكةٌ للفحشاء في‌ القاهرة‌ تديرها خمس‌ نساء اسرائيليّات‌. و قد انتشرت‌ أخبار في‌ نفس‌ الوقت‌ أنّ هاتيك‌ النسوة‌ أعضاء في‌ (نادي‌ الايدز العالمي‌).

 و قد أُلقي‌ القبض‌ في‌ مدينة‌ الاسماعيليّة‌ المصريّة‌ علی بغيّ اسرائيليّة‌ تدير شبكة‌ سيّارة‌ للدعارة‌... كما انّ هناك‌ أخصّائي‌ انجليزي‌ يقوم‌ بإغواء الشباب‌ مقابل‌ المال‌ ليُمارسوا معه‌ الاعمال‌ المنحرفة‌. و قد ادّعت‌ بغيّ اسرائيليّة‌ مصابة‌ بالايدز انّ أحد ضبّاط‌ الشرطة‌ المصريّين‌ حاول‌ الاعتداء عليها لانها لم‌ تستجب‌ لمراودته‌».

 و علی كلّ حال‌ فهذه‌ المقابلة‌ و الخبر مفصّلة‌ كثيراً ، و اجمالها انّ تشارلز ، كان‌ يتلقّي‌ مالاً من‌ السفارة‌ الامريكيّة‌ في‌ القاهرة‌ ، ثم‌ سافر بطائرة‌ أمريكيّة‌ من‌ مصر إلی أمريكا ، أمّا رفيقته‌ السيّدة‌ سارا الانجليزية‌ الجنسيّة‌ ، فقد سافرت‌ إلی انجلترا.

 و كان‌ عنوان‌ ذلك‌ الحادث‌ في‌الجريدة‌:

 «نقل‌ الايدز هو الحرب‌ الجديدة‌ للامبرياليّة‌ و الصهيونيّة‌ مع‌ العالم‌ الثالث‌»

 المواطنون‌ الامريكيون‌ و الاسرائيليّون‌ الملوّثون‌ بمرض‌ الايدز والموجودون‌ في‌ مصر ينشرون‌ الفايروس‌ القاتل‌ للايدز من‌ خلال‌ استغفالهم‌ الاطفال‌ و الصبيان‌ و ممارستهم‌ الاعمال‌ المنافية‌ للعفّة‌ معهم‌.

 و قد طبعت‌ صفحة‌ تضمّ صور الاطفال‌ الذين‌ كانوا ضحيّة‌ اعتداء تشارلز من‌ التصوير العربي‌ لجريدة‌ «الموقف‌ العربي‌» رقم‌ 414 ـ 19 مارس‌ 1990 مع‌ عبارة‌:

 ضحايا المجرم‌ الامريكي‌ و ليام‌ تشارلز هاركات‌ ، جريمة‌ الامريكي‌ القذر.

 و كتبت‌: «تقرير مُثير عن‌ مؤامرة‌ كبيرة‌».

 كما جاء في‌ هذا التقرير: «انّ ظاهرة‌ الانحراف‌ الجنسي‌ ظاهرة‌ شائعة‌ عند الاجانب‌ ، و خاصّة‌ في‌ أمريكا حيث‌ يوجد عدد كبير من‌ المصابين‌ بفايروس‌ الايدز. كما انّ تزايد نسبة‌ المصابين‌ بهذا المرض‌ بين‌ مواطني‌ هذه‌ الدولة‌ بسبب‌ العلاقات‌ المنحرفة‌ مما يجعل‌ هذا الامر يُعدّ ـطبقاً لاقوال‌ الاطبّاء الاخصّائييّن‌ ـ أحد أسباب‌ الإصابة‌ بهذا المرض‌.

 لكنّ هذا الامر يمتلك‌ مغزيً ءاخر في‌ مورد السائح‌ الامريكي‌ المذكور، فقد عاش‌ في‌ مصر مدّة‌ طويلة‌ دون‌ أن‌ يمتلك‌ عملاً معيّناً. و كان‌ وجوده‌ أيضاً يعد غير قانوني‌. ثم‌ انّه‌ ذهب‌ إلی اسرائيل‌ مرّات‌ و عاد بعدها إلی مصر. و كان‌ يستلم‌ مساعدات‌ مالية‌ من‌ سفارة‌ أمريكا في‌ مصر دون‌ أن‌ يكون‌ له‌ عمل‌ معيّن‌. و جميع‌ هذه‌ المؤشرّات‌ تحكي‌ فاتحة‌ شكل‌ جديد للحرب‌ الاسرائيليّة‌ ، بل‌ و الامريكيّة‌ ضدّ العرب‌. فهم‌ يسعون‌ في‌ هذه‌ الحرب‌؛ بتصدير أمراض‌ وبائيّة‌ مد مرّة‌ عن‌ طريق‌ المبيدات‌ الحشريّة‌ الملوّثة‌ المهرّبة‌ ، و كذلك‌ عن‌ طريق‌ أخطر أمراض‌ القرن‌ (الايدز) ، لتلويث‌ شباب‌ و صبيان‌ و أطفال‌ هذا البلد الذين‌ يعدّون‌ ثرواته‌ المستقبليّة‌.

 أو لا تُشير جميع‌ المشاريع‌ المنفّذة‌ من‌ قبل‌ الاوربيين‌ و الامريكيّين‌ إلی انّ زيادة‌ عدد السكّان‌ ، و خاصّةً اذا جري‌ تعليمهم‌ بصورة‌ صائبة‌ ، هم‌ الثروة‌ المستقبليّة‌ للنموّ و التقدّم‌ ؟

 لذا فانّ اسرائيل‌ تسعي‌ علی هذا الاساس‌ لجذب‌ و استقدام‌ عدد أكبر من‌ اليهود من‌ الاتحاد السوفيتي‌ [ السابق‌ ] ، كما تسعي‌ في‌ المقابل‌ لمنع‌ السكّان‌ العرب‌ من‌ أن‌ يكون‌ لهم‌ زيادة‌ سليمة‌ في‌ عدد السكّان‌ ، لئلاّ يتحوّل‌ هذا العدد السكّاني‌ إلی رساميل‌ للنمو مستقبلاً...

 و قد نُشر في‌ احدي‌ الجرائد المصريّة‌ في‌ شهر مارس‌ للسنة‌ الماضية‌ اعلان‌ للاستخدام‌ في‌ أمريكا في‌ مجال‌ دفن‌ النفايات‌ الذريّة‌ و تمريض‌ مرضي‌ (الايدز).

 و لم‌ يذكر في‌ هذا الإعلان‌ انّ بعض‌ المصريّين‌ سيُستفاد منهم‌ أيضاً كفئرانٍ للتجارب‌ من‌ أجل‌ تقدّم‌ التحقيقات‌ الامريكيّة‌ حول‌ زرع‌ الاعضاء والانسجة‌!!

 نَشَرَ أحد مكاتب‌ ايجاد العمل‌ في‌ أمريكا في‌ شهر نوفمبر 1987 م‌ إعلاناً ذكر فيه‌ الحاجة‌ إلی استخدام‌ خمسمائة‌ ممرّضة‌ مصريّة‌ للعناية‌ بمرضي‌ الايدز في‌ المدن‌ الامريكيّة‌ المختلفة‌ بعد امتناع‌ نظيراتهنّ الامريكيّات‌ عن‌ القيام‌ بهذا العمل‌. بيد انّه‌ حين‌ قامت‌ المطبوعات‌ المصريّة‌ بالإنذار عن‌ هذا الخطر ، فقد صرف‌ مكتب‌ العمل‌ المذكور النظر عن‌ الاستمرار في‌ الاستخدام‌.»[12]

 الرجوع الي الفهرس

 

المطلب‌ التاسع‌:

 احصائيّات‌ خسائر الرجال‌ و النساء في‌ خصوص‌ اغلاق‌ الانابيب‌

 

 بلغت‌ احصائيّات‌ خسائر النساء و الرجال‌ في‌ خصوص‌ اغلاق‌ الانابيب‌ (تیوبكتومي‌ و فازكتومي‌) في‌ ايران‌ لوحدها مليوناً واحداً من‌ النساء و ثمانين‌ ألف‌ من‌ الرجال‌. ولا نقصد بالخسائر موت‌ هؤلاء بعد إجراء العمليّة‌ ، بل‌ نقصد به‌ العمل‌ نفسه‌ الذي‌ يُعدّ في‌ حكم‌ الخسائر والتلفات‌.

 انّ قيمة‌ أنابيب‌ الرجل‌ ، أي‌ ديتها في‌ الشرع‌ الاسلامي‌ المقدّس‌ ، هي‌ قيمة‌ الدية‌ الكاملة‌ للرجل‌ ، أي‌ ألف‌ دينار؛ و دية‌ أنابيب‌ المرأة‌ هي‌ دية‌ امرأة‌ كاملة‌ ، أي‌ خمسمائة‌ دينار ، كمثل‌ دية‌ فق‌ء عيني‌ رجل‌ أو فق‌ء عيني‌ امرأة‌ ، و عليه‌ فانّنا سنكون‌ ـ بإعقام‌ هؤلاء و قطع‌ نسلهم‌ ـ قد أوقعنا خسائر كبيرة‌ فادحة‌ بهذا الحجم‌.

 علی انّ بحثنا الفعلی لا يتطرّق‌ إلی سائر أنواع‌ و أقسام‌ منع‌ الحمل‌ ، من‌ الكاندوم‌ ، الاقراص‌ ، أبر الزرق‌ ، و اللوالب‌ ءاي‌. يو. دي‌؛ بل‌ انّه‌ يتناول‌ فقط‌ خصوص‌ أمر الخسائر التي‌ تُعدّ في‌ حكم‌ قتل‌ النفس‌ المحترمة‌ ، و هو عبارة‌ عن‌ عملية‌ (فازكتومي‌) و (تيوبكتومي‌) ، بحثنا عن‌ عَقْم‌ مليون‌ امرأة‌ و قطع‌ نسل‌ ثمانين‌ ألف‌ رجل‌.

 الرجوع الي الفهرس

الرضا بإغلاق‌ الانابيب‌ كان‌ عن‌ طريق‌ الخداع‌ و كتمان‌ نظريّات‌ العلماء

 يقولون‌: لقد منحناهم‌ جوائز! أعطيناهم‌ تلفزيوناً بقيد القرعة‌ [13]! منحنا المستضعفين‌ خمسة‌ ءالاف‌ توماناً!

 و الجواب‌: انّ هذا المقدار هو عيناً بمثابة‌ اللوز و البندق‌ الذي‌ يُعطونه‌ إلی الطفل‌ كي‌ يسرقوه‌ و يمتصّون‌ دمه‌! و علاوة‌ علی ذلك‌ فانّكم‌ قد قُمتم‌ بهذا العمل‌ عن‌ طريق‌ الحيلة‌ و المكر ، فلم‌ تُطلعوا حتّي‌ شخصاً واحداً عن‌ الحُكم‌ الشرعي‌ ، أو عن‌ العواقب‌ الوخيمة‌ و المهلكة‌ لهذا العمل‌.

 فإن‌ قُلتم‌: لقد قُمنا بذلك‌ برضا نفس‌ الرجل‌ أو المرأة‌.

 فيجب‌ القول‌: انّ رضا هؤلاء ، مع‌ هذا الاعلام‌ الواسع‌ المستند إلی الخديعة‌ و المكر ، كرضا بائع‌ الاكفان‌ الذي‌ انتزعه‌ منه‌ اللّص‌...

 قيل‌ انّ امرأةً أشرفت‌ علی الموت‌ ، و كان‌ لها ابنٌ لصّ يُنفق‌ عليها طيلة‌ حياتها ممّا كان‌ يسرقه‌. فقالت‌ له‌: يا ولدي‌ الغإلی! لقد أتيتني‌ بطعامي‌ طيلة‌ عمري‌ عن‌ طريق‌ السرقة‌ ، فأرجو منك‌ الآن‌ أن‌ تأتيني‌ بكفن‌ حلال‌ فقط‌! فردّ الإبن‌: سمعاً و طاعة‌! و هُرع‌ راكضاً صوب‌ دكّان‌ بائع‌ الاكفان‌ ، فتناول‌ كفناً وضعه‌ تحت‌ ابطه‌ ليجلبه‌ إلی البيت‌.

 فقال‌ بائع‌ الاكفان‌: أعطني‌ثمنه‌!

 ردّ الابن‌: قُلْ إنّه‌ حلال‌!

 فتساءل‌ البائع‌: و كيف‌ أقول‌ ذلك‌ ؟!

 فأمسك‌ الابنُ بائعَ الاكفان‌ و ألقاه‌ تحت‌ قدميه‌ و انهال‌ عليه‌ ضرباً وهو يقول‌: قُل‌ انّه‌ حلال‌! حلال‌!

 فقال‌ البائع‌: انّه‌ حلال‌! حلال‌! حلال‌! حلال‌ ألف‌ مرّة‌! حلالٌ لك‌ أكثر من‌ اللبن‌ الذي‌ أرضعتكه‌ اُمّك‌!

 و هكذا جلب‌ الإبن‌ الكفن‌ إلی أمّة‌ فعجبت‌ و سألت‌: من‌ أين‌ جئت‌ بهذا الكفن‌ الحلال‌ بهذه‌ السرعة‌ ؟ فشرح‌ لها الامر.

 فقالت‌: تُعساً لي‌ إذ تريد إيداعي‌ في‌ قبري‌ في‌ كفن‌ صار حلالاً بلكماتك‌ و رفساتك‌!

 و بغضّ النظر عن‌ هذا كلّه‌ ، فانّ الإنسان‌ لا يمكنه‌ أن‌ يمنح‌ رضاه‌ بنقص‌ عضو فيه‌ ، أو أن‌ يقول‌ عن‌ رضاً كامل‌ أيضاً: يُمكنكم‌ اغلاق‌ الانابيب‌ لديّ و جعلی عقيماً! كما لا يُمكنه‌ القول‌: انني‌ اقول‌ لكم‌ برضاً كامل‌: أَمِرُّوا المِيل‌ علی عيني‌ّ و أطفئوهما! أو: إقطعوا يديّ!

 لقد انكشفت‌ جريمة‌ عَقْم‌ مليون‌ امرأة‌ شيعيّة‌ مُسلمة‌ و ثمانين‌ ألف‌ رجل‌ شيعيّ مسلم‌ في‌ ايران‌ يوم‌ الاحد 30 محرّم‌ الحرام‌ 1415 هـ ق‌ حين‌ نظرتُ في‌ مشهد المقدّسة‌ في‌ جريدة‌ «قدس‌» فكان‌ فيها:

 «معاون‌ وزير الصحّة‌ و العلاج‌ يقول‌:

 «التزايد السكّاني‌ في‌ الدولة‌ يتناقص‌ إلی 8/1 في‌ المائة‌».

 * المعدّل‌ المتوسط‌ للنمو السكّاني‌ العالمي‌ 7/1 في‌ المائة‌.

 * اعلن‌ انّ عدد المواليد في‌ أرجاء القطر كان‌ في‌ السنة‌ الماضية‌ مليوناً واحداً و 385 ألف‌ نفر.

 * 78 في‌ المائة‌ من‌ الازواج‌ في‌ سنين‌ الإنجاب‌ في‌ مُدن‌ القطر يتبعون‌ برامج‌ تنظيم‌ العائلة‌.

 أعلن‌ الدكتور حسين‌ ملك‌ أفضلي‌ وفق‌ تحقيقات‌ قامت‌ بها وزارة‌ الصحة‌ و العلاج‌ و التعليم‌ الطبيّ في‌ شهر خرداد من‌ السنة‌ الحاليّة‌ انّ عدد المواليد في‌ أرجاء القطر كان‌ في‌ السنة‌ الماضية‌ في‌ حدود مليون‌ واحد و385 ألف‌ نفر؛ و قال‌:كان‌ المعدّل‌ المتوسط‌ لهذا الرقم‌ في‌ السنين‌ التي‌ سبقت‌ سنة‌ 72 أكثر من‌ مليونين‌ و 200 ألف‌ نفر.

 الرجوع الي الفهرس

مسؤول‌ يقول‌: 80 ألف‌ رجل‌ و مليون‌ إمرأة‌ قاموا بعملية‌ فازكتومي‌ و تيوبكتومي‌

 و أضاف‌ معاون‌ وزارة‌ الصحّة‌ للامور الصحيّة‌: لقد أقدم‌ ثمانون‌ ألف‌ رجل‌ و مليون‌ امرأة‌ في‌ أعمار الإنجاب‌ في‌ داخل‌ القطر علی إجراء عملية‌ فازكتومي‌ و تيوبكتومي‌ الجراحية‌ خلال‌ السنين‌ الاربعة‌ الماضية‌.» [14]

 هذا و كانت‌ جريدة‌ «خراسان‌» قد نقلت‌ قبل‌ ذلك‌ بسنة‌ تقريباً عن‌ الدكتور سعيد النمكي‌ معاون‌ وزارة‌ الصحّة‌ للامور الصحيّة‌ قوله‌ بشأن‌ عدم‌ استقبال‌ الرجال‌ بعض‌ أساليب‌ الحد من‌ المواليد: «لقد أُجريت‌ خلال‌ السنة‌ و النصف‌ الماضية‌ اكثر من‌ 650 ألف‌ عملية‌ تيوبكتومي‌ (اغلاق‌ الانابيب‌ للنساء) ، بينما أُجريت‌ خلال‌ تلك‌ المدّة‌ 50 ألف‌ عملية‌ فازكتومي‌ (اغلاق‌ الانابيب‌ للرجال‌) فقط‌.

 و قال‌: لقد جري‌ صراحةً في‌ لائحة‌ تنظيم‌ العائلة‌ توظيف‌ أجهزة‌ الإعلام‌ ، كالراديو و التلفزيون‌ ، بإعداد و بث‌ برامج‌ في‌ هذا المجال‌ ، الاّ انه‌ ـو مع‌ الاسف‌ ـ فانّ مخالفة‌ الهيئة‌ الاستشارية‌ لوضع‌ سياسات‌ الراديو والتلفزيون‌ قد منعت‌ من‌ بثّ الكثير من‌ البرامج‌ في‌ هذا المجال‌.

 و أضاف‌ قائلاً: ان‌ الاستفادة‌ من‌ الـ «كاندوم‌»[15] هي‌ احدي‌ أكثر أساليب‌ الحدّ من‌ المواليد رواجاً و ملائمة‌ ، بينما يُمنع‌ ذكر اسم‌ هذه‌ الوسيلة‌ في‌ بعض‌ أجهزة‌ الإعلام‌ العامّة‌.» [16]

 و كتبت‌ جريدة‌ «خراسان‌» أيضاً تقول‌: «بدأ المؤتمر الإقليمي‌ لتنظيم‌ العائلة‌ أعماله‌ في‌ طهران‌ صباح‌ يوم‌ أمس‌ (السبت‌) بكلمة‌ الدكتور حبيبي‌ المعاون‌ الاوّل‌ لرئيس‌ الجمهوريّة‌...

 و أضاف‌ الدكتور المرندي‌ وزير الصحة‌ و العلاج‌ و التعليم‌ الطبّي‌: لقد بلغ‌ ميزان‌ التزايد السكّاني‌ في‌ ايران‌ بعد انتصار الثورة‌ الاسلامية‌ ، خلال‌ السنوات‌ العشرة‌ بين‌ 1976 ـ 1986 أعلی حدٍّ له‌ في‌ تاريخ‌ الدولة‌ ، فقد بلغ‌ 9/3 في‌ المائة‌ ، كما انّ التناقص‌ الشديد لموت‌ الاطفال‌ الذين‌ تقلّ أعمارهم‌ عن‌ السنة‌ الواحدة‌ ، مُضافاً اليه‌ الهجرة‌ إلی القطر من‌ دولتي‌ أفغانستان‌ و العراق‌ خلال‌ السنوات‌ العشرة‌ بين‌ 1976 ـ 1986 قد أدّي‌ إلی تسريع‌ نغمة‌ النمو السكّاني‌...

 هذا و قد أبدي‌ أمله‌ في‌ أن‌ يتناقص‌ النمو السكّاني‌ في‌ ايران‌ حتّي‌ نهاية‌ الخطّة‌ الثانية‌ للتنمية‌ الاجتماعية‌ و الاقتصادية‌ للدولة‌ إلی 8/1 في‌ المائة‌ ، و ذلك‌ بتوسيع‌ برامج‌ تنظيم‌ العائلة‌ و التعاون‌ الدولي‌...

 و قد قال‌ الدكتور حبيبي‌ في‌ إشارته‌ إلی اتّخاذ سياسات‌ سكّانيّة‌ ولتنظيم‌ العائلة‌ من‌ قبل‌ دولة‌ الجمهورية‌ الإسلامية‌: جري‌ أخيراً بدعمٍ من‌ مجلس‌ الشوري‌ و مجلس‌ صيانة‌ الدستور في‌ المصادقة‌ علی قانون‌ السكّان‌ و تنظيم‌ العائلة‌ ، منح‌ المبرّرات‌ السابقة‌ أبعاداً واسعة‌...

 و كان‌ المتحدّث‌ التإلی في‌ المؤتمر الاقليمي‌ لتنظيم‌ العائلة‌ هو الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ المدير التنفيذي‌ لصندوق‌ السكّان‌ في‌ منظمّة‌ الامم‌ المتّحدة‌ ، حيث‌ قيّمت‌ هذا المؤتمر و قالت‌: انّ دولنا تمتلك‌ تجارب‌ اقتصاديّة‌ و ثقافية‌ و اجتماعية‌ و تاريخيّة‌ مشتركة‌ ، كما انّ بعض‌ هذه‌ الدول‌ تمتلك‌ تجارب‌ ممتدة‌ ، و ناجحة‌ في‌ تطبيق‌ برنامج‌ شامل‌ صحّي‌ للامّهات‌ والاطفال‌ و لتنظيم‌ العائلة‌.

 ثم‌ قالت‌ ضمن‌ إشارتها إلی تجارب‌ إيران‌ القيمّة‌ في‌ مجال‌ الحد من‌ عدد السكّان‌: لقد جرت‌ مباحثات‌ بعد الإحصاء السكّاني‌ لسنة‌ 1365 مع‌ دولة‌ ايران‌ ، و ذلك‌ في‌ سنة‌ 1988 ، حيث‌ أدّت‌ إلی قيام‌ الدولة‌ في‌ خطّتها الخمسيّة‌ الاولي‌ للتنمية‌ الاقتصادية‌ و الاجتماعية‌ و الثقافية‌ إلی الإعلان‌ عن‌ تقليل‌ الرقم‌ الكلّي‌ للحمل‌ من‌ 4/6 طفل‌ لكلّ امرأة‌ إلی رقم‌ 4 أطفال‌ كهدف‌ منظور.» [17]

 و عموماً فانّ هذه‌ الاحصائيّات‌ قد أُعطيت‌ لإيضاح‌ مستوي‌ العمليات‌ في‌ أرجاء القطر ، و امّا الخسائر الواردة‌ في‌ خصوص‌ محافظة‌ خراسان‌ ، والتي‌ بدأت‌ بشكل‌ جادّ منذ سنة‌ 70 شمسيّة‌ إلی انتهاء سنة‌ 72 فهي‌ كالآتي‌:

 عدد السكّان‌ المشمولين‌: 192735 نفر.

7099      نفر

V

(فازكتومي‌)

38965   نفر

T

(تيوبكتومي‌)

31934   نفر

كاندوم‌

 

41543   نفر

I. U. D

(ءاي‌. يو. دي‌)

73260   نفر

أقراص‌

 

289     نفر

نورپلانت

 

  345 نفر

مجسترول‌

 

  و هذه‌ الاحصائيّات‌ الدقيقة‌ هي‌ التي‌ حُصل‌ عليها بخصوص‌ محافظة‌ خراسان‌. كما حُصل‌ بنفس‌ الاسلوب‌ من‌ كلّ محافظة‌ من‌ محافظات‌ ايران‌ علی ما يُماثل‌ هذه‌ الاحصائيّات‌ الدقيقة‌ الحاكية‌ حتّي‌ عن‌ خصوصيّات‌ وواقع‌ كلّ واحد من‌ الافراد.

 الرجوع الي الفهرس

امتداح‌ مجلّة‌ «دانشمند» للدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ العميلة‌ المنفذّة‌ الامبرياليّة‌

 امّا بداية‌ ما حدث‌ ، فهو كما جاء في‌ تقرير لمجلّة‌ «دانشمند» حيث‌ طبعت‌ صورتين‌ للدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ و كتبت‌ عنوان‌ التقرير بحروف‌ كبيرة‌:

 «مسؤولية‌ الحد من‌ عدد سكّان‌ العالم‌ تقع‌ علی عاتق‌ امرأة‌ شرقيّة‌»

 «... أضف‌ إلی ذلك‌ الدراسة‌ الجامعيّة‌ و الاكاديميّة‌ اللامعة‌ ، و عدّة‌ شهادات‌ للدكتوراه‌ ، و معلومات‌ و اطّلاعات‌ واسعة‌ تنفع‌ للقرن‌ الحادي‌ والعشرين‌ ، يُضاف‌ اليها سنوات‌ من‌ النشاطات‌ الواسعة‌ في‌ المجالات‌ الاجتماعيّة‌ و العلميّة‌ و السياسيّة‌. و هذه‌ المرأة‌ الشرقيّة‌ هي‌ الآن‌ معاون‌ الامين‌ العام‌ لمنظّمة‌ الامم‌ المتّحدة‌ ، و اسمها الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ ، و تبلغ‌ من‌ العمر 60 عاماً ، باكستانيّة‌ الاصل‌ ، و هي‌ معاونة‌ السيّد خاوير بيريز دوكوئيار و المديرة‌ العامّة‌ لصندوق‌ الامم‌ المتّحدة‌ لشؤون‌ السكّان‌.

 و قد حلّت‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ ضيفةً علی بلدنا في‌ أواخر شهر ءابان‌ بدعوة‌ رسمية‌ من‌ وزيري‌ الخارجيّة‌ و الصحّة‌ و العلاج‌ ، ضمن‌ برنامج‌ مكثّف‌ التقت‌ فيه‌ مع‌ كلّ من‌ وزير الخارجيّة‌ ، وزير الصحّة‌ و العلاج‌ ، وزير التربية‌ و التعليم‌ ، و مع‌ رئيس‌ منظمة‌ التخطيط‌ و الميزانيّة‌ ، و تبادلت‌ معهم‌ وجهات‌ النظر في‌ شأن‌ برامج‌ دولة‌ ايران‌ القادمة‌ للحدّ من‌ عدد السكّان‌.

 هذا و قد أجابت‌ معاونة‌ الامين‌ العام‌ لمنظّمة‌ الامم‌ المتحدة‌ في‌ مؤتمر صحفي‌ عقدته‌ في‌ ختام‌ سفرها بالتفصيل‌ علی أسئلة‌ عدد من‌ ممثّلي‌ الجرائد الإيرانيّة‌.

 و لقد كنّا بدورنا في‌ هذا المؤتمر ، فطرحنا بعض‌ الاسئلة‌ علی الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ ، و قد أشارت‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ في‌ بداية‌ المقابلة‌ إلی التزايد السكّاني‌ السريع‌ في‌ ايران‌ و قالت‌:

 انّ دولة‌ ايران‌ مصمّمة‌ اليوم‌ علی وضع‌ مسألة‌ السكّان‌ أيضاً في‌ حسابها في‌ خطّة‌ تنمية‌ القطر. لقد قدمنا إلی ايران‌ لنساعدها في‌ تنظيم‌ خطّة‌ سكّانيّة‌ خطّة‌ قصيرة‌ الامد لمدّة‌ سنتين‌ ، و ستكون‌ الكلفة‌ اللازمة‌ لها 4 ملايين‌ دولار... و قالت‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ في‌ تقييم‌ نتائج‌ لقاءآتها مع‌ المسؤولين‌ الرسميّين‌ في‌ إيران‌: إنّ جميع‌ هؤلاء المسؤولين‌ يدركون‌ أهميّة‌ أمر الحدّ من‌ عدد السكّان‌ ، و يعتقدون‌ جميعاً انّ عملاً ما ينبغي‌ فعله‌ لمنع‌ التزايد السكّاني‌ اللا معقول‌ في‌ إيران‌... و ينبغي‌ علی النساء أن‌ لا يُنجبن‌ قبل‌ سنّ العشرين‌ و لا بعد سنّ الخامسة‌ و الثلاثين‌...

 و في‌ اشارتها إلی دور الثقافات‌ والاديان‌ المختلفة‌ في‌ أمر الحدّ من‌ زيادة‌ السكّان‌ قالت‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌:

 ليس‌ هناك‌ ـ لحسن‌ الحظّ ـ مخالفة‌ منظّمة‌ في‌ الدين‌ الاسلامي‌ لتنظيم‌ العائلة‌. و بالطبع‌ فانّ وجهات‌ النظر متفاوتة‌، الاّ انّ لدينا برامج‌ لتنظيم‌ العائلة‌ في‌ جميع‌ الدول‌ الاسلاميّة‌ ـ عدا واحدة‌ منها ـ أي‌ الاّ في‌ العربيّة‌ السعوديّة‌ حيث‌ مُنع‌ رسميّاً استخدام‌ وسائل‌ منع‌ الحمل‌. الاّ انّ من‌ الشيّق‌ ذكر انّ وسائل‌ منع‌ الحمل‌ تُباع‌ في‌ تلك‌ الدولة‌ في‌ جميع‌ الدكاكين‌. و يمكنك‌ ان‌ تشتري‌ هذه‌ الاقراص‌ من‌ أيّ دكان‌ تذهب‌ اليه‌.

 نعم‌ انّ المذهب‌ الكاثوليكي‌ فقط‌ يستخدم‌ الجزميات‌ المذهبيّة‌ في‌ مورد تنظيم‌ العائلة‌ ، و بالطبع‌ فانّ الكاثوليكيّين‌ ليسوا مخالفين‌ لمفهوم‌ منع‌ الحمل‌ ، بل‌ مع‌ الاساليب‌ التي‌ يصطلح‌ عليها بالحديثة‌ (مثل‌ أقراص‌ منع‌ الحمل‌ و اللوالب‌ ءاي‌. يو. دي‌ و...) ، الاّ انّ برامج‌ تنظيم‌ العائلة‌ تُجري‌ هناك‌ في‌ جميع‌ الدول‌ الكاثوليكيّة‌ ، حيث‌ كانت‌ هذه‌ البرامج‌ موفّقة‌ توفيقاً كبيراً في‌ دول‌ كمثل‌ المكسيك‌ ، البرازيل‌ ، كولومبيا ، پيرو و عدد ءاخر من‌ دول‌ أمريكا اللاتينيّة‌.

 كما انّ أمر قبول‌ برامج‌ تنظيم‌ العائلة‌ أو رفضها يرتبط‌ بمقام‌ المرأة‌ ومنزلتها في‌ المجتمعات‌ المختلفة‌ ، ففي‌ بعض‌ المجتمعات‌ البشرية‌ يشيع‌ هذا التصوّر الخاطي‌ء و هو انّ المرأة‌ قد خُلقت‌ من‌ أجل‌ إنجاب‌ الاطفال‌ فقط‌ ، و تعدّ بعض‌ قبائل‌ أفريقيا قيمة‌ المرأة‌ بعدد اطفال‌ الذين‌ تُنجبهم‌ ، وكلّما قامت‌ المرأة‌ بإنجاب‌ طفل‌ توجّب‌ علی عائلة‌ الزوج‌ ان‌ تدفع‌ لها مبلغاً من‌ المال‌ ، بيد ان‌ مثل‌ هذه‌ التصوّرات‌ ستزول‌ بالطبع‌ عاجلاً أم‌ ءاجلاً.

 لقد صار الكثير من‌ النساء اليوم‌ يعملن‌ خارج‌ البيت‌ ، و لا ينحصر دور المرأة‌ في‌ إنجاب‌ الاطفال‌ فقط‌. و كلّما أرادت‌ دولة‌ ما أن‌ تخطو في‌ طريق‌ التنمية‌ فانّها لا يمكنها ان‌ تفعل‌ بنصف‌ مجموع‌ أفرادها.

 و قالت‌ السيّدة‌ نفيس‌ صديق‌: لقد كانت‌ خطط‌ الحدّ من‌ زيادة‌ السكّان‌ و تنظيم‌ العائلة‌ موفّقة‌ ، و خاصّة‌ في‌ دول‌ اندونيسيا ، المكسيك‌ ، تونس‌ ، ماليزيا ، سريلانكا ، و تايلندا. و قد انخفض‌ ميزان‌ زيادة‌ السكّان‌ في‌ اندونيسيا منذ سنة‌ 1969 إلی الوقت‌ الحاضر من‌ 3% إلی 3/2% ، كما انّهم‌ قاموا في‌ المكسيك‌ بخفض‌ ميزان‌ إنجاب‌ الاطفال‌ خلال‌ السنوات‌ العشر الماضية‌ بمقدار 33 في‌ المائة‌ و يعدّ أمر التوظيف‌ الواسع‌ للرساميل‌ في‌ مجالات‌ التعليم‌ و الصحّة‌ ، و خاصّة‌ في‌ المشاكة‌ الاوسع‌ للنساء في‌ الامور الإجتماعيّة‌ و تنيمية‌ البلد ، أحد عوامل‌ نجاح‌ هذه‌ الدول‌ في‌ مجال‌ الحدّ من‌ زيادة‌ السكان‌ و تنظيم‌ العائلة‌...».

 الرجوع الي الفهرس

ابتهاج‌ الدكتور حاتمي‌ لموافقة‌ ايران‌ علی تقليل‌ السكّان‌ و تأسّفه‌ لامتناع‌ أمريكا

 ثم‌ قامت‌ المجلّة‌ في‌ نهاية‌ تقريرها بنقل‌ مطالب‌ عن‌ بعض‌ الاطباء ، من‌ بينهم‌ الدكتور حاتمي‌ ، فنقلت‌ عنه‌ إشارته‌ في‌ ختام‌ كلامه‌ إلی خطر الزيادة‌ السريعة‌ لعدد سكّان‌ العالم‌ و لضرورة‌ المتابعة‌ الجديّة‌ لبرنامج‌ تنظيم‌ العائلة‌ ، قال‌ فيها: «انّني‌ سعيد من‌ موافقة‌ المسؤولين‌ الايرانيين‌ علی هذه‌ الخطّة‌ و سعيهم‌ في‌ المضيّ بها قُدماً ، علی انّ الامر لا يجري‌ بهذه‌ السهولة‌ في‌ كثير من‌ الدول‌ الاخري‌. و انني‌ ءاسف‌ لقدومي‌ من‌ بلدٍ يخالف‌ حتّي‌ رئيس‌ جمهوريّته‌ ـ أي‌ بوش‌ ـ برنامج‌ الصحّة‌ العائليّة‌ و تنظيم‌ العائلة‌.»...إلی ءاخر التقرير الذي‌ تطرّق‌ أيضاً إلی مسألة‌ إسقاط‌ الجنين‌.[18]

 الرجوع الي الفهرس

تقديم‌ شخصية‌ المدير و المخطط‌ لمشروع‌ قطع‌ النسل‌: الدكتورة‌ صديق‌

 و قد كتبت‌ مجلّة‌ (دانشمند) نفسها في‌ تعريف‌ و تقديم‌ شخصيّة‌ هذه‌ السيّدة‌ تقول‌: «المرأة‌ التي‌ تفكرّ في‌ جميع‌ أطفال‌ العالم‌»

 الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ التي‌ انتخبت‌ يوم‌ 2 ابريل‌ 1987 من‌ قبل‌ الامين‌ العام‌ لمنظمة‌ الامم‌ المتّحدة‌ لتشغل‌ عنوان‌ مساعد الامين‌ العام‌ والمدير العام‌ التنفيذي‌ لصندوق‌ الامم‌ المتّحدة‌ في‌ أمور السكّان‌. و هي‌ المرأة‌ الاولي‌ التي‌ وصلت‌ إلی مثل‌ هذا المنصب‌ في‌تاريخ‌ منظمة‌ الامم‌ المتّحدة‌.

 و في‌ الحقيقة‌ فانّ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ صارت‌ تحسّ الآن‌ بثقل‌ مسؤولية‌ الزيادة‌ اللامدروسة‌ و الخطرة‌ لسكّان‌ الكرة‌ الارضيّة‌ علی عاتقها ، فهي‌ موظّفة‌ بتحقيق‌ احد أهم‌ الاهداف‌ و الخطط‌ المستقبليّة‌ لمنظمة‌ الامم‌ المتّحدة‌ ، أي‌ الحدّ من‌ زيادة‌ سكّان‌ العالم‌.

 هذا و قد تمكّن‌ صندوق‌ الامم‌ المتّحدة‌ لامور السكّان‌ في‌ سنة‌ 1988، بميزانيّته‌ السنويّة‌ (200 مليون‌ دولار) ، و بملايين‌ الدولارات‌ التي‌ تتطوّع‌ الدول‌ بتقديهما كمساعدات‌ للصندوق‌ ، من‌ تنفيذ 3266 مشروعاً مرتبطة‌ بالحدّ من‌ عدد السكّان‌ و تنظيم‌ العائلة‌ في‌ أكثر من‌ 147 دولة‌ في‌ العالم‌.

 و الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ التي‌ تُشرف‌ علی هذه‌ النشاطات‌ ، في‌ جميع‌ انحاء العالم‌ سيّدة‌ باكستانيّة‌ وُلدت‌ يوم‌ 18 ءاب‌ (أغسطس‌) 1929 م‌ في‌ جونپور (الهند) ، و تُدعي‌ أمّها (عفّت‌ ءارا) و يُدعي‌ أبوها (محمّد شعيب‌). و قد شغل‌ السيّد شُعيب‌ مدّةً منصبَ وزير المالية‌ في‌ الباكستان‌ و معاون‌ رئيس‌ البنك‌ العالمي‌ للإعمار و التنمية‌ (المصرف‌ الدولي‌).

 و قد أنهت‌ الدكتورة‌ صديق‌ دراستها الجامعيّة‌ أولاّ في‌ كالج‌ لورتو (كلكتا) ثم‌ حصلت‌ علی شهادة‌ الدكتوراه‌ في‌ الطبّ من‌ جامعة‌ كراچي‌. وقضت‌ فترة‌ دراستها التخصّصيّة‌ في‌ الفرع‌ النسوي‌ و الولادة‌ في‌ سيتي‌ هاسپيتل‌ (بالتيمور ، مريلندا) في‌ أمريكا. و نجحت‌ في‌ الحصول‌ علی درجة‌ ما فوق‌ التخصّص‌ في‌ مجال‌ الجراحة‌ النسوية‌ من‌ الجامعة‌ المعروفة‌ (جونزهابكينز).

 و قد انصرفت‌ الدكتورة‌ صديق‌ إلی التحقيق‌ و التدريس‌ سنيناً في‌ جامعة‌ كوين‌ (كندا) كمحقّقة‌ في‌ مجال‌ الفلسجة‌ ، ثم‌ قامت‌ بتقديم‌ خدماتها كطبيبة‌ للنساء و الاطفال‌ في‌ نقاط‌ باكستان‌ المختلفة‌ من‌ سنة‌ 1954 إلی 1963 ، ثم‌ عُيّنت‌ سنة‌ 1964 رئيسة‌ القسم‌ الصحّي‌ في‌ اللجنة‌ الحكومية‌ والتخطيط‌ في‌ الباكستان‌ ، و أعدّت‌ خطّة‌ خمسيّة‌ للصحّة‌ و تنظيم‌ العائلة‌ في‌ الباكستان‌ ، ثم‌ وصلت‌ سنة‌ 1966 إلی رئاسة‌ الشوري‌ المركزيّة‌ لتنظيم‌ العائلة‌ في‌ الباكستان‌.

 و قد التحقت‌ في‌ اكتوبر لسنة‌ 1971 بصندوق‌ الامم‌ المتّحدة‌ لامور السكّان‌ و تحمّلت‌ مسؤوليّة‌ قسم‌ التخطيط‌ فيه‌. ثم‌ قامت‌ بتقديم‌ خدماتها من‌ سنة‌ 1977 إلی ابريل‌ لسنة‌ 1987 في‌ منصب‌ معاون‌ المدير العام‌ التنفيذي‌ لهذه‌ المنظّمة‌ ، ثمّ حازت‌ أخيراً في‌ سنة‌ 1987 عنوان‌ المدير العام‌ التنفيذي‌ لصندوق‌ الامم‌ المتحدة‌ لامور السكّان‌ ، حيث‌ تعمل‌ حاليّاً في‌ هذا المنصب‌ كأحد معاوني‌ الامين‌ العام‌.

 و الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ هي‌ أحد أعضاء هيئة‌ الشوري‌ العليا للإتحاد الدولي‌ للتحقيقات‌ العلميّة‌ في‌ أمور السكّان‌ ، كما انّها عضو في‌ اللجنة‌ الاستشاريّة‌ الدولية‌ لتنظيم‌ العائلة‌.

 و قد كتبت‌ الدكتورة‌ صديق‌ مقالات‌ و رسائل‌ متعدّدة‌ في‌ مواضيع‌ الصحّة‌ و تنظيم‌ العائلة‌ و التخطيط‌ السكّاني‌ ، و لها كتاب‌ مشهور بإسم‌:

 «التجمّع‌ السكّاني‌: تجارب‌ صندوق‌ الامم‌ المتّحدة‌ في‌ أمور السكّان‌» (UNFPA) ، و قد نشرته‌ مؤسّسة‌ نشر جامعة‌ نيويورك‌ سنة‌ 1984.

 و الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ هي‌ المرأة‌ الاولي‌ التي‌ نالت‌ الجائزة‌ المشهورة‌: (Hugh Moore Memorial) سنة‌ 1976 ، و تُمنح‌ هذه‌ الجائزة‌ للذين‌ يقدّمون‌ خدمات‌ قيّمة‌ في‌ مجال‌ لفت‌ أنظار سكّان‌ العالم‌ إلی الازمة‌ السكّانيّة‌.

 هذا و قد اقترنت‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ قبل‌ سنين‌ بالسيّد أزهر صديق‌ الذي‌ يمتلك‌ نشاطاً تجاريّاً ، فأنجبا ثلاثة‌ أولاد ، كما تبنّيا طفلين‌ ءاخرين‌. و تحظي‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ ، بالنظر لدراستها و شهاداتها ، ولمعلوماتها و اطّلاعاتها العميقة‌ و الدقيقة‌ في‌ مجال‌ المسائل‌ المرتبطة‌ بالسكّان‌؛ باحترامٍ زائد يليق‌ بها من‌ قبل‌ الاوساط‌ السياسيّة‌ ، الاجتماعيّة‌ ، والعلميّة‌ العالميّة‌.» [19]

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

إرجاعات


[1] ـ اعلم‌ انّه‌ لم‌ يورد في‌ القرءان‌ الكريم‌ عبارة‌ بهذا الشكل‌ ولكن‌ يوجد ما يشابهها ، لكنّنا حكينا عبارتها كما جاءت‌ لعدم‌ رغبتنا في‌ التصرّف‌ بعبارتها.

 [2] ـ باستثناء طبيبة‌ واحدة‌ او اثنتان‌ ، كان‌ من‌ بينهنّ الدكتورة‌ علوي‌ ، و هي‌ طبيبة‌ وجرّاحة‌ نسويّة‌ ماهرة‌ جداً ، و كانت‌ في‌ مشهد المقدّسة‌ لا تلجأ الي‌ العملية‌ الجراحية‌ الاّ عند الاضطرار ، و كانت‌ تبدي‌ تعقلاً و صبراً و تحمّلاً فائقاً عند قيامها بتوليد المخدّرات‌. و كان‌ احد الاصدقاء و هو طالبٌ دينيّ يقول‌: لقد أبدت‌ صبراً زائداً عند ولادة‌ زوجتي‌ حتي‌ وضعت‌ بصورة‌ طبيعيّة‌ ، في‌ حين‌ اُجري‌ لها من‌ قبل‌ عمليّة‌ قيصريّة‌ في‌ ولادتيها السابقتين‌. و كان‌ صديقنا يقول‌: لقد كانت‌ في‌ غاية‌ التحمّل‌ بحيث‌ كانت‌ زوجتي‌ ترفسها في‌ بطنها من‌ شدّة‌ الالم‌ الاّ انّها لم‌ تكن‌ تُبالي‌ بذلك‌. الاّ انّ من‌ دواعي‌ الاسف‌ انّها رشّحت‌ لنيابة‌ المجلس‌ فانتهت‌ جميع‌ تلك‌ الخدمات‌ القيّمة‌ العمليّة‌. أَوَ هناك‌ شخص‌ ءاخر يقوم‌ بمحلّها ؟!

 [3] ـ «الميزان‌» الطبعة‌ الاولي‌ ، ج‌ 2 ، ص‌ 351

 [4] ـ لا تنظر لاهل‌ الاسرار نظر تكبّر ، فهم‌ الذين‌ تشرّفوا بورود حريم‌ الملك‌! 

[5] ـ (كلمات‌ قصار ، پندها و حكمت‌ها «نصائح‌ و حِكم‌») الاءمام‌ الخميني‌ ، الطبعة‌ الاولي‌ ، ربيع‌ 1372 ، ص‌ 157. 

[6] - نفس المصدر السابق.

[7] - نفس المصدر السابق.

[8] ـ «كوثر» المجلّد الثاني‌ ، خلاصة‌ أقوال‌ الامام‌ الخميني‌ 1359 الي‌ 1367 ، ص‌ 122 بيانات‌ الامام‌ الخميني‌ في‌ جمع‌ المشاركين‌ الايرانيين‌ في‌ مؤتمر (النصف‌ من‌ الايام‌ العشرة‌ الخاصّة‌ بالمرأة‌) في‌ كوبنهاگن‌.

 [9] - انصبوا.

[10] ـ كتاب‌ (الجرائم‌ العالميّة‌ «جنايات‌ جهاني‌») لشمس‌ الدين‌ رحماني‌ ، ص‌ 29
 و 0 3 ، نقلاً عن‌ جريدة‌ «جمهوري‌ السلامي‌» المؤرّخة‌ 7 / 6 /0 136.

 [11] ـ جاء في‌ خلاصة‌ لمقالة‌ للصديق‌ العزيز الجليل‌ الدكتور الحاج‌ السيد رضا فريد الحسيني‌ ، استاذ الكليّة‌ الطبيّة‌ لجامعة‌ العلوم‌ الطبيّة‌ في‌ مشهد المقدّسة‌ ، نقلها الدكتور السيد حسين‌ فتّاحي‌ معصوم‌ في‌ كتابه‌ «مجموعة‌ مقالات‌ سمينار ديدگاههاي‌ اسلام‌» ص‌ 467 و 468:

 «بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌. حكم‌ الاءسلام‌ بشأن‌ الشدوذ الجنسي‌ و علاقة‌ ذلك‌ مع‌ مرض‌ الايدز Aids » اكتشف‌ مرض‌ الايدز أو مرض‌ نقص‌ المناعة‌ المكتسبة‌ سنة‌ 1981. وموضوع‌ الايدز لا يُطرح‌ اليوم‌ بعنوان‌ مرض‌ يتعلّق‌ بالمناعة‌ ، بل‌ انّ الجوانب‌ الاجتماعية‌ والسياسيّة‌ له‌ صارت‌ حديث‌ أجهزة‌ الاعلام‌. فقد أصيب‌ في‌ أمريكا اكثر من‌ 0 6 ألف‌ شخص‌ بهذا المرض‌ ، و كانت‌ نسب‌ حالات‌ الوفاة‌ الناجمة‌ عنه‌ تقرب‌ من‌ مائة‌ في‌ المائة‌. و عامل‌ هذا المرض‌ فايروس‌ يدعي‌ اختصاراً بـ (HIV) جري‌ اكتشافه‌ سنة‌ 1983.

 لقد ظهر التحلّل‌ و الانحراف‌ في‌ العلاقات‌ الجنسية‌ بشكل‌ مفرط‌ في‌ المجتمعات‌ الصناعية‌ ، و في‌ أمريكا علي‌ الخصوص‌ ، حتي‌ ان‌ الشذوذ الجنسي‌ (Haemosexuality) صار قانونيّآً في‌ انجلترا و في‌ بعض‌ الولايات‌ الامريكيّة‌ ، و صارت‌ تلك‌ المجموعات‌ تمارس‌ نشاطاتها تحت‌ رعاية‌ القانون‌.

 و يشكلّ ] عامل‌ الخطورة‌ [ لهذا المرض‌ نسبة‌ مرتفعة‌ في‌ الافراد الشاذّين‌ جنسياً بالرغم‌ من‌ كلّ المساعي‌ التي‌ بُذلت‌ لعدم‌ عزوه‌ الي‌ التفسّخ‌ الاخلاقي‌ ، بحيث‌ انّ نسبته‌ في‌ الشاذّين‌ جنسياً 78 في‌ المائة‌ ، و في‌ المصابين‌ بمرض‌ الهيموفيليا  * اكثر من‌ واحد في‌ المائة‌ بقليل‌. والمسؤول‌ عن‌ الشيوع‌ المفرط‌ لهذا المرض‌ هم‌ جماعة‌ الشاذّين‌ جنسيّاً من‌ خلال‌ ممارساتهم‌ المنحرفة‌.

 و بالالتفات‌ الي‌ انّ الشذوذ الجنسي‌ قد أشير اليه‌ في‌ القرءان‌ الكريم‌ بعنوان‌ المُنكر ، والي‌ شدّة‌ حكم‌ الاسلام‌ في‌ هذا المورد ، فانّنا ندرك‌ اليوم‌ أهميّة‌ حكم‌ الاسلام‌ في‌ شأن‌ هذه‌ الجماعة‌ حين‌ نشاهد حاليّاً ظهور مرض‌ الايدز و انّ الافراد الشاذّين‌ هم‌ المسؤولون‌ عن‌ شيوع‌ هذا المرض‌ في‌ المجتمعات‌ البشريّة‌.

 و نذكر الا´ن‌ حكم‌ الاسلام‌ في‌ شأن‌ الشذوذ الجنسي‌ كما ورد في‌ الرسالة‌ العملية‌ لسماحة‌ الاءمام‌ الخميني‌ قدّس‌ سرّه‌:   **

 1 ) الشذوذ الجنسي‌ بين‌ رجلين‌ يُقال‌ له‌ (اللواط‌) و هذا العمل‌ الشنيع‌ يمكن‌ اثباته‌ بطريقين‌:

 الف‌: اقرار أحدهما و اعترافه‌ أربع‌ مرّات‌ حال‌ كونه‌ بالغاً و عاقلاً و مختاراً.

 ب‌: بشهادة‌ أربع‌ رجال‌ بمشاهدته‌. و الحكم‌ للبالغ‌ العاقل‌ هو الاءعدام‌ للفاعل‌ والمفعول‌ به‌.

 2 ) الشذوذ الجنسي‌ بين‌ امرأتين‌ يُدعي‌ بـ (السُحق‌). و عقوبتهما مائة‌ جلدة‌.

 و لو كان‌ حكم‌ الاءسلام‌ في‌ أمر الشذوذ الجنسي‌ للرجال‌ مطبّقاً بين‌ الناس‌ ، لما شهدت‌ البشريّة‌ شيوع‌ هذا المرض‌ المخيف‌ ، أو بتعبير ءاخر: طاعون‌ الشاذّين‌ جنسياً هذا.

 و ثانياً انّ مرض‌ الايدز لم‌ يسجّل‌ وجوده‌ في‌ امرأتين‌ شاذّتين‌ حتّي‌ الا´ن‌. و نلحظ‌ انّ حكم‌ و الاسلام‌ في‌ شأن‌ النساء الشاذّات‌ جنسيّاً كان‌ مائة‌ جلدة‌. و عليه‌ فيمكن‌ اليوم‌ إدراك‌ الحكمة‌ العلميّة‌ و العمليّة‌ لحكم‌ الاسلام‌ في‌ مورد الشاذّين‌ جنسيّاً من‌ الرجال‌ بعد مرور أربعة‌ عشر قرناً.»

  * اورد في‌ «فرهنگ‌ فارسي‌ معين‌» ما ترجمته‌: الهيموفيليا: حالة‌ تحصل‌ بسبب‌ اختلال‌ وراثي‌ ، بحيث‌ يعاني‌ المريض‌ بسببها من‌ النزف‌ الدموي‌ لعدم‌ تخثّر العدم‌. و يظهر مرض‌ الهيموفيليا غالباً لدي‌ الاولاد الذكور ، و غالباً ما يموت‌ المصابون‌ بهذا المرض‌ في‌ سنين‌ الطفولة‌ بسبب‌ النزيف‌ الدموي‌ المستمر علي‌ أثر خدش‌ بسيط‌ ، ويندر أن‌ يصلوا الي‌ أعمار كبيرة‌. و يبقي‌ الجنين‌ الوراثي‌ للهيموفيليا كامناً عند البنات‌ ، فينقلنه‌ بالوراثة‌ الي‌ أعقابهنّ من‌ الذكور ، حيث‌ يظهر لديهم‌ ، كما ينقلنه‌ الي‌ أعقابهنّ من‌ الاءناث‌ الاّ انّه‌ يبقي‌ كامناً لديهنّ.

  ** نورد هنا الترجمة‌ العربية‌ للفتوي‌.

 [12] ـ جريدة‌ «اطّلاعات‌» 0 2 رمضان‌ 0 141 ه ق‌ ( 27 فروردين‌ 1369 هـ ش‌) العدد 19 0 19

 [13] ـ قبل‌ عدّة‌ أيام‌ كتبت‌ جريدة‌ «خراسان‌» المؤرّخة‌ السبت‌ 6 صفر 1415 ( 25 / 2 / 73 ) العدد 0 2 0 13 تقول‌:

 «إعلان‌: أطفال‌ أقل‌ ، حياة‌ أفضل‌ مع‌ استلام‌ جائزة‌؛ بمناسبة‌ تجليل‌ اسبوع‌ الحدّ من‌ عدد السكّان‌ ، تقوم‌ مستشفي‌ و دار الولادة‌ (عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌) الخيريّة‌ بإهداء عدد من‌ أجهزة‌ التلفزيون‌ بقيد القرعة‌ الي‌ الرجال‌ و النساء الذين‌ يراجعون‌ هذه‌ المستشفي‌ لاجراء عمليّة‌ فازكتومي‌ أو تيوبكتومي‌ (و ذلك‌ منعاً للتراكم‌ و الانفجار السكّاني‌) ، علاوةً علي‌ مجّانيّة‌ العمليات‌ المذكورة‌.

 [14] ـ جريدة‌ «قدس‌» 0 3 محرّم‌ 1415 هـ ق‌ ( 19 تير 1373 هـ ش‌) ، العدد 1891

 [15] - الکاندم: العازل الرجالی.

[16] ـ جريدة‌ «خراسان‌» 6 صفر 1414 هـ ق‌ ( 4 مرداد 1372 هـ ش‌) ، العدد 12737

 [17] ـ جريدة‌ «خراسان‌» المؤرّخة‌ 24 ربيع‌ الاوّل‌ 1414 هـ ق‌ ( 21 شهريور 1372 هـش‌) العدد رقم‌ 12774

 [18] ـ مجلّة‌ «دانشمند» شهر (دي‌) لسنة‌ 1368 هـ ش‌ ، رقم‌ التسلسل‌ 315 ، السنة‌ السابعة‌ و العشرون‌ ، العدد الخاصّ للسنة‌ العاشرة‌ ، ص‌ 8 ـ 15.

[19] ـ مجلّة‌ «دانشمند» شهر (دي‌) لسنة‌ 1368 هـ ش‌ ، رقم‌ التسلسل‌: 315 ، السنة‌ السابعة‌ و العشرون‌ ، العدد الخاصّ للسنة‌ العاشرة‌ ، ص‌ 0 1 و 11

 الرجوع الي الفهرس

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com