بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة النکاحیة / القسم الثامن / اسئلة المؤلف من الدکتورة النفیس صدیق / اسرائیل المکان الوحید الذی لا وجود فیه لشعار: اطف...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

خمسة‌ أسئلة‌ للمؤلّف‌ يجب‌ ان‌ تجيب‌ عليها الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ حتماً

 انّنا لم‌ ندخّر وسعاً عن‌ ذكر المطالب‌ الضروريّة‌ في‌ مسألة‌ قطع‌ النسل‌ و عَقْم‌ النساء و الرجال‌ المُنجبين‌ في‌ البلد ، كما ذكرنا ذيلاً جميع‌ أحوال‌ وترجمة‌ شخصيّة‌ المدير و المخطّط‌ لهذا العمل‌: الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ ، وذلك‌ كي‌ لا يبقي‌ هناك‌ جانب‌ مُبهم‌ في‌ بحثنا في‌ هذه‌ المطالب‌.

 و لدينا الآن‌ عدّة‌ اسئلة‌ نطرحها علی هذه‌ السيّدة‌:

 الرجوع الي الفهرس

هل‌تجري‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ أمر السيطرة‌ علی عدد السكّان‌ في‌اسرائيل‌ أيضاً ؟

 السؤال‌ الاوّل‌: هل‌ انّ دائرة‌ خدماتكم‌ الواسعة‌ ، و خدمات‌ صندوق‌ السكّان‌ و منظمة‌ الامم‌ المتّحدة‌ التي‌ تشمل‌ (147) دولة‌ في‌ العالم‌ و تخطّط‌ لها ، و لا تبخل‌ بمساعيها الجميلة‌ عنها ، تشمل‌ دولة‌ اسرائيل‌ أيضاً أم‌ لا ؟! أي‌: هل‌ تجرون‌ برنامج‌ الحدّ من‌ السكّان‌ و تنظيم‌ العائلة‌ و ءالاف‌ النتائج‌ الوديّة‌ من‌ الاعمال‌ التي‌ تقدّمونها مجّاناً ، مثل‌ الفازكتومي‌ و التيوبكتومي‌ ، ونصب‌ أجهزة‌ ءاي‌. يو. دي‌ و سائر أنواع‌ وسائل‌ العقم‌ و منع‌ تكوّن‌ الطفل‌ للاسرائيليّين‌ أيضاً ؟ او انّ تلك‌ الدولة‌ خارج‌ إطار برامج‌ الصداقة‌ و الرفقة‌ والعلاقات‌ الصميميّة‌ هذه‌ ، و انّ تلك‌ الدول‌ الموجودة‌ في‌ جميع‌ أرجاء الدنيا هي‌ غير دولة‌ اسرائيل‌ ؟!

 من‌ المسلّم‌ انّكم‌ ستقولون‌: انّنا ، ليس‌ فقط‌ لا نمتلك‌ برنامجاً للتنظيم‌ وللحدّ من‌ السكّان‌ في‌ ذلك‌ البلد ، بل‌ ان‌ الامبرياليّة‌ العالمية‌ و الصهيونية‌ الدوليّة‌ تبذل‌ قصاري‌ وسعها في‌ زيادة‌ و تكثير هذا الحزب‌ و الدولة‌ ، سواءً في‌ أمر إنجاب‌ الاطفال‌ ، أو من‌ جهة‌ تشجيع‌ الهجرة‌.

 فأمّا من‌ جهة‌ أهميّة‌ الزواج‌ و انجاب‌ الاولاد ، و كما ورد في‌ كتاب‌ «فرماسونري‌ و يهود» (= الماسونية‌ و اليهود) في‌ أمر الزواج‌: «انّ الزواج‌ هو أحد المراسم‌ و الآداب‌ ذات‌ الاهميّة‌ البالغة‌ في‌ نظر الدين‌ اليهودي‌. و قد ذكرت‌ أحكام‌ مختلفة‌ في‌ «التلمود» عن‌ الزواج‌ ، و صاروا يلتزمون‌ بآداب‌ وطقوس‌ خاصّة‌ فيه‌.

 و قد عُدّ الزواج‌ من‌ أهم‌ عوامل‌ زيادة‌ نسل‌ بني‌ اسرائيل‌ ، و عُدّت‌ الاستجابة‌ له‌ أمراً واجباً علی كلّ يهودي‌. كما عُبّر عنه‌ في‌ التوراة‌ بهذا التعبير و الكيفيّة‌: «غطّوا وجه‌ الارض‌ بالنسل‌ و الاولاد».

 كما انّ العزوبة‌ و عدم‌ الإنجاب‌ ، مع‌ وجود الإمكانية‌ المالية‌ والجسميّة‌، يُعدّان‌ من‌ الذنوب‌ في‌ مذهب‌ اليهود.

 الرجوع الي الفهرس

اسرائيل‌ المكان‌ الوحيد الذي‌ لا وجود فيه‌ لشعار «أطفال‌ أقلّ ، حياة‌ أفضل‌»

 انّ المكان‌ الوحيد في‌ العالم‌ الذي‌ لا يتحقّق‌ فيه‌ ، و لن‌ يتحقّق‌ ، الحدّ من‌ زيادة‌ النسل‌ و لا شعارات‌ «أولاد أقل‌ ، حياة‌ أفضل‌» هو إسرائيل‌. وأساساً فقد حظي‌ بالقبول‌ أمر امتلاك‌ كلّ عائلة‌ لاربعة‌ أطفال‌ علی الاقلّ ، كما انّ ميزان‌ المخصّصات‌ التي‌ تُدفع‌ للموظّفين‌ عند امتلاكهم‌ اطفالاً مرتفع‌ ، كما انّ زيادة‌ الاولاد تؤدي‌ إلی تخفيض‌ أنواع‌ الضرائب‌ ، و حتّي‌ انّ الموظفين‌ المتقاعدين‌ يستلمون‌ رواتب‌ تقاعديّة‌ أعلی اذا ما كان‌ لهم‌ أولاد أكثر وحسب‌ العقائد المذهبيّة‌ فانّ الزواج‌ سبب‌ استمرار نسل‌ بني‌ اسرائيل‌ ومانع‌ لإنعدامهم‌ و انقراضهم‌. و هكذا فحين‌ يُخطب‌ الفتي‌ و الفتاة‌ لبعضهما فانّهما يذهبان‌ قبل‌ الزواج‌ لمقابلة‌ الحاخام‌ الذي‌ يتحمّل‌ مسؤوليّة‌ إجراء عقد زواجها. فيعمد الحاخام‌ ـ قبل‌ أيّ شي‌ ءاخر ـ إلی تذكيرها بأساس‌ الدين‌ اليهودي‌ و أهميّة‌ الحياة‌ الزوجيّة‌ في‌ المجتمع‌ اليهودي‌ ، و يأخذ منهما تعهّداً برعاية‌ الآداب‌ و الاصول‌ الدينيّة‌ و بالقيام‌ بجميع‌ الواجبات‌ الملقاة‌ علی عاقتهما.

 و مسؤوليّة‌ الحاخامات‌ في‌ أمر الزواج‌ غير محدودة‌ ، فالحاخام‌ يمكنه‌ حسب‌ تشخيصه‌ أن‌ يُعيق‌ أمر الزواج‌ غير المناسب‌ و غير المنسجم‌ و يمنع‌ انعقاده‌ ، كما يقوم‌ بإجراء صيغة‌ العقد بعد استماع‌ كلام‌ الشهود والمعارف‌ والاطمئنان‌ من‌ صحّة‌ كلامهم‌ ، ثم‌ يُبارك‌ للزوجين‌ و يقرأ الادعية‌ المناسبة‌» [1].

 و أمّا من‌ جهة‌ الهجرة‌ ، فنحن‌ نعلم‌ انّ عدد يهود حزب‌ اسرائيل‌ كان‌ في‌ بداية‌ الامر في‌ حدود ألفي‌ نفر ، و ها هم‌ قد بلغوا؛ إثر الاهتمام‌ الشديد والتأكيد البليغ‌ علی الهجرة‌ إلی دولة‌ اسرائيل‌ من‌ جميع‌ نقاط‌ العالم‌؛ خمسة‌ ملايين‌ و مائتين‌ و ثمانين‌ ألف‌ نفر ، حيث‌ هاجر إلی هناك‌ من‌ دولة‌ الاتحاد السو فيتي‌ لوحدها مليون‌ شخص‌.

 و قد أوردت‌ وكالة‌ أنباء الجمهورية‌ الاسلامية‌ تقريراً يوم‌ 24/6/72 قالت‌ فيه‌: «كتبت‌ الصحف‌ الاسرائيليّة‌ اليوم‌ تقول‌: بلغ‌ عدد سكّان‌ اسرائيل‌ 28/5 مليون‌ نفر».

 و جاء في‌ تقرير لوكالة‌ الانباء السابقة‌ في‌ 25/12/72 (هـ. ش‌): «انّ عدد سكّان‌ اسرائيل‌ سيزداد إلی سنة‌ الالفين‌ ـ حسب‌ ءاخر احصائيّات‌ البنك‌ الدولي‌ ـ بمعدّل‌ 8/2 في‌ المائة‌ ، و هو أعلی ميزان‌ للزيادة‌ في‌ العالم‌.» وارجعْ إلی الوراء حسب‌ تقارير هذه‌ الوكالة‌ و تفرّج‌ علی الاخبار: فقد جاء في‌ تاريخ‌ 12/10/71: «ازداد عدد سكّان‌ اسرائيل‌ في‌ سنة‌ 1992 بنسبة‌ 6/2 في‌ المائة‌ و بلغ‌ 5 ملايين‌ و 200 ألف‌ نفر ، لكنّ هذه‌ الرقم‌ أقلّ بمراتب‌ من‌ التوقّعات‌ الاوليّة‌.»

 و في‌ تاريخ‌ 21/7/71: «أعلن‌ أمس‌ اسحق‌ رابين‌ رئيس‌ وزراء اسرائيل‌ عن‌ أمله‌ أمس‌ في‌ مراسم‌ أحد الاعياد اليهوديّة‌ في‌ أن‌ يصبح‌ عدد سكّان‌ فلسطين‌ المحتلّة‌ حتّي‌ سنة‌ (2000) 7 ملايين‌ يهودي‌.»

 و في‌ تاريخ‌ 3/7/71: «وصل‌ عدد سكّان‌ اسرائيل‌ إلی 1/5 مليون‌ نفر، و هذا الرقم‌ اقلّ بكثير من‌ 4/5 مليون‌ نفر الذي‌ كان‌ متوقّعاً قبل‌ سنة‌ في‌ أوج‌ هجرة‌ اليهود من‌ الاتحاد السوفيتي‌ السابق‌».

 و في‌ تاريخ‌ 17/2/71: «أعلنت‌ الإدارة‌ المركزيّة‌ للإحصاء في‌ اسرائيل‌ يوم‌ أمس‌: تخطّي‌ عدد سكّان‌ اسرائيل‌ حدود 5 ملايين‌ نفر لاوّل‌ مرّة‌ بعد تأسيسها سنة‌ 1948.»

 و في‌ تأريخ‌ 11/10/70: «عدد سكّان‌ اسرائيل‌ يتخطّي‌ لاوّل‌ مرّة‌ حدود 5 ملايين‌ نفر ، و هذه‌ الزيادة‌ مديونة‌ بشكل‌ رئيسي‌ إلی هجرة‌ اليهود من‌ الاتحاد السوفيتي‌.»

 و في‌ تاريخ‌ 14/8/70: أعلنت‌ إذاعة‌ اسرائيل‌ انّ عدد سكّان‌ اسرائيل‌ تجاوز حدود 5 ملايين‌ نفر بنسبة‌ زيادة‌ 80 في‌ المائة‌.

 و في‌ تاريخ‌ 17/12/69: «ادّعت‌ إذاعة‌ اسرائيل‌ اليوم‌ انّ 25 ألف‌ نفر من‌ مهاجري‌ الاتحاد السوفيتي‌ قد دخلوا اسرائيل‌ خلال‌ الشهرين‌ الماضيين‌ علی الرغم‌ من‌ حرب‌ خليج‌ فارس‌.»

 و في‌ تاريخ‌ 12/10/69: «سبّب‌ موج‌ هجرة‌ يهود الاتحاد السوفيتي‌ إلی اسرائيل‌ سنة‌ 1990 في‌ رفع‌ الزيادة‌ السكّانية‌ في‌ اسرائيل‌ لهذه‌ السنة‌ إلی أعلی ميزان‌ لها طيلة‌ السنوات‌ التسعة‌ و الثلاثين‌ الماضية‌.»

 و في‌ تاريخ‌ 26/8/69: «شكّلت‌ انتفاضة‌ الفلسطينين‌ مصدر الخطر الاصلي‌ لمستقبل‌ الصهيونيّة‌ و استقرارها.»

 و في‌ تاريخ‌ 28/6/69: «أعلنت‌ الادارة‌ المركزية‌ في‌ اسرائيل‌ انّ عدد سكّان‌ البلد وصل‌ إلی (000/705/4) نفر ، منهم‌ (000/842/3) يهودي‌ والباقي‌ من‌ العرب‌.»

 و في‌ تاريخ‌ 16/3/69: «كتبت‌ احدي‌ المجلاّت‌ المطبوعة‌ في‌ أمريكا تقول‌: انّ ما يقرب‌ من‌ مليون‌ يهودي‌ سيتركون‌ الاتحاد السوفيتي‌ مستقبلاً.»

 و في‌ تاريخ‌ 6/2/69: «أعلنت‌ ادارة‌ الاحصاء في‌ اسرائيل‌ اليوم‌ انّ عدد سكّان‌ اسرائيل‌ قد وصل‌ السنة‌ الماضية‌ بزيادة‌ سكّانية‌ معدّلها4/2 في‌ المائة‌ ، إلی أعلی ميزان‌ للزيادة‌ منذ سنة‌ 1979.»

 و في‌ تاريخ‌ 6/7/68: «بلغ‌ عدد سكّان‌ اسرائيل‌ حسب‌ تقرير منشور إلی 4 ملايين‌ و خمسمائة‌ و ثلاثين‌ ألف‌ نفر.»

 و يتضّح‌ من‌ هذا كيف‌ تمّ؛ بخطّةٍ دقيقة‌ و عميقة‌ نفّذت‌ يوماً بعد ءاخر بالتناسل‌ و التكاثر و بدفع‌ الاتباع‌ اليهود للهجرة‌ إلی دولة‌ اسرائيل‌ الغاصبة‌؛ مل‌ء مكان‌ السكّان‌ المشرّدين‌ و المبعدين‌ من‌ المسلمين‌ الذين‌ نصبوا خيامهم‌ فعلاً فوق‌ الجبال‌ ، و صار الملايين‌ منهم‌ يعيشون‌ بلا بيت‌ ولا مأوي‌.

 هذا ما يرجع‌ إلی دولة‌ اسرائيل‌. أمّا المسلمون‌ الذين‌ يشكّلون‌ غالبيّة‌ هذه‌ الدول‌ الـ (147) ، و الذين‌ طُبّق‌ عليهم‌ برنامج‌ الحدّ من‌ السكّان‌ (والذين‌ تقف‌ اسرائيل‌ في‌ مواجهتهم‌ في‌ الاهداف‌ و في‌ العداء ، و لا تهدأ لحظة‌عن‌ نصب‌ العداوة‌ لهم‌) ، فينبغي‌ أن‌ يصبحوا عقيمين‌ مقطوعي‌ النسل‌!

 و هذه‌ الخطّة‌ يجري‌ تنفيذها في‌ جميع‌ الدول‌ الاسلاميّة‌ ، و خاصّة‌ في‌ الاردن‌ الذي‌ يمتلك‌ حدوداً مشتركة‌ مع‌ هذه‌ الدولة‌ الغاصبة‌.

 أي‌ انّ علی الاردن‌ ان‌ لا يُنجب‌ أولاداً بعد الآن‌ ، و علی سوريا و بلاد الشام‌ و سائر الاراضي‌ الواقعة‌ في‌ أطراف‌ فلسطين‌ أن‌ تصبح‌ عقيمة‌ ، وصولاً إلی أرض‌ تونس‌ حيث‌ يقوم‌ زين‌ العابدين‌ بن‌ علی الحاكم‌ المنصّب‌ من‌ قبل‌ الظالمين‌ بتصفيتها كي‌ يصبح‌ محطّ امتداح‌ و تمجيد الهيئة‌ الدوليّة‌.

 هل‌ يُجري‌ برنامج‌ السيطرة‌ في‌ أمريكا أيضاً ؟! أم‌ أنّهم‌ لا يقومون‌ بعمل‌ كهذا ؟! أو لم‌ نقرأ الآن‌ في‌ نهاية‌ هذا التقرير انّ الدكتور حاتمي‌ يقول‌: انّ الاسراع‌ بهذا الامر و تقبّله‌ من‌ قِبَل‌ دولة‌ ايران‌ أمرٌ يبعث‌ علی السرور ، و انني‌ أقدم‌ من‌ بلدٍ يخالف‌ رئيس‌ جمهوريّته‌ «بوش‌» ـ للاسف‌ ـ أمر الحدّ من‌ زيادة‌ السكّان‌ ؟

 لماذا يمتدحون‌ ايران‌ حالياً؟ و كما جاء في‌ الخبر الذي‌ نقلته‌ وكالة‌ أنباء الجمهوريّة‌ الاسلاميّة‌ الايرانيّة‌ بتاريخ‌ 28/7/71: «احتّلت‌ ايران‌ المرتبة‌ العليا في‌ مجال‌ الحدّ من‌ عدد السكّان‌ بين‌ الدول‌ النامية‌ الخمسة‌ والسبعين‌» ؟!

 و جاء بتاريخ‌ 2/8/71: «اعتبر معاون‌ الامين‌ العام‌ للاتّحاد العالمي‌ لتنظيم‌ العائلة‌ التدابير المتّخذة‌ من‌ قبل‌ ايران‌ للحدّ من‌ عدد السكّان‌ و توسيع‌ برامج‌ رفاه‌ العائلة‌ بأنّها تبعث‌ علی الامل‌.»

 و جاء بتاريخ‌ 16/12/71: «عدّت‌ الهيئة‌ الدولية‌ للاجراءآت‌ المتّخذة‌ في‌ أمر الحدّ من‌ عدد السكّان‌ ، ايرانَ من‌ بين‌ الدول‌ الناجحة‌ في‌ مجال‌ الحدّ من‌ عدد السكّان‌ ، كما عدّت‌ روسيا من‌ بين‌ الدول‌ الفاشلة‌ في‌ ذلك‌ ، إذ تقوم‌ كلّ 11 سنة‌ بإضافة‌ مليار نفر إلی سكّان‌ العالم‌.»

 و جاء بتاريخ‌ 23/3/73: «رئيس‌ الاتحاد الدولي‌ للعائلة‌ المبرمجة‌ (اي‌. ءار. پي‌. أف‌) يدعو الدول‌ الإسلاميّة‌ للإقتداء بنموذج‌ الحدّ من‌ عدد السكّان‌ المطبّق‌ في‌ ايران‌.»

 أجل‌! فقد كان‌ هذا هو المورد الاول‌ الذي‌ كان‌ مثيراً للتساؤل‌ لدي‌ الحقير في‌ أمر إصرار و إبرام‌ هذه‌ الدكتورة‌ في‌ أمر الحدّ من‌ عدد السكّان‌ في‌ العالم‌ الثالث‌ ، و خاصّة‌ في‌ الدول‌ الاسلامية‌ ، و علی الاخصّ في‌ دولة‌ ايران‌ الاسلاميّة‌. واذا ما كان‌ يبدو هناك‌ جواب‌ في‌ نظر سيادتها ، مع‌ سعة‌ معلوماتها في‌ مجال‌ المواليد ، فلتتفضّل‌ ببيانه‌!

 الرجوع الي الفهرس

لو كان‌ الهدف‌ تقديم‌ الخدمة‌ ، لكانوا أمروا الطبقات‌ المرفهة‌ بزيادة‌ أطفالهم‌

 السؤال‌ الثاني‌: إن‌ لم‌ يكن‌ الهدف‌ من‌ أمثال‌ هذه‌ الخدمات‌ قطع‌ نسل‌ العموم‌ ، لكان‌ ينبغي‌ التفرقة‌ بين‌ طبقة‌ الاغنياء و المرفّهين‌ القادرين‌ علی الزواج‌ من‌ أربع‌ حرائر مخدّرات‌ ، و علی إنجاب‌ اولاد كثيرين‌ من‌ كلّ منهنّ؛ و بين‌ طبقة‌ الفقراء و العاملين‌ و الرعيّة‌ الذين‌ لا يتمكّنون‌ الاّ من‌ الزواج‌ بامرأة‌ واحدة‌؛ و من‌ إعالة‌ أولاد قليلين‌ ؟

 فالرجال‌ المقتدرون‌ ـ مثلاً ـ الذين‌ يتمكّنون‌ بيُسر من‌ تأمين‌ نفقات‌ عشرين‌ ولد ، يجب‌ أن‌ يكلّفوا بذلك‌ ، لئلاّ تنقلب‌ كفّة‌ الميزان‌ ، و لكي‌ تبقي‌ العدالة‌ محفوظة‌ في‌ جميع‌ الاحوال‌ و في‌ جميع‌ الطبقات‌.

 كما أنّ هنك‌ الكثير من‌ طبقة‌ المهندسين‌ و الاطباء ممّن‌ يمتلك‌ كلّ منهم‌ بيتاً واسعاً ذا طوابق‌ متعدّدة‌ كبيرة‌ ، و مع‌ ذلك‌ فهي‌ جميعها خالية‌ ، لانّ هؤلاء لا يمتلكون‌ الاّ 2ـ 3 أولاد ، فلقد تحاشي‌ هؤلاء الزيادة‌ بمنعهم‌ من‌ تكثير هذه‌ الرحمة‌ الالهيّة‌ ، ثم‌ كبر أولادهم‌ فوصلوا إلی مرحلة‌ الدراسة‌ الاعداية‌ و الجامعيّة‌ ، أو صاروا يعيشون‌ في‌ الخارج‌.

 و قد بذل‌ بعض‌ أمثال‌ هؤلاء الاطباء جهوداً مضنية‌ و صاروا علماء ، وقضوا عمرهم‌ في‌ مجال‌ من‌ مجالات‌ الطبّ الذي‌ يتخصّصون‌ فيه‌ ، ثمّ تزوجوا في‌ سنّ الكهولة‌ بدكتورة‌ مسنّة‌ (شارفت‌ هي‌ الاخري‌ علی سنّ اليأس‌ و عدم‌ الإنجاب‌) ، فاكتفيا بطفل‌ أو طفلين‌ أو ثلاثة‌.

 أو ليس‌ ظلماً أن‌ تُدفن‌ هذه‌ الثروات‌ العلميّة‌ للاخصّائيين‌ تحت‌ التراب‌!

 لقدكان‌ يتوجّب‌ عليهم‌ أن‌ ينفقوا كلّ هذه‌ الموارد المادية‌ التي‌ يُحارون‌ في‌ صرفها. في‌ تعليم‌ و تربية‌ أطباء من‌ أولادهم‌ يجعلونهم‌ في‌ اختصاصهم‌ ، لا أن‌ يتركوهم‌ و شأنهم‌ أحراراً فيتفرّقوا أيادي‌ سبأ في‌ فروع‌ ومجالات‌ مغايرة‌ لعلوم‌ و مجال‌ تخصّص‌ أبيهم‌. علی ولد الطبيب‌ أن‌ يسعي‌ ليكون‌ طبيباً ، و علی ولد المهندس‌ أن‌ يكون‌ مهندساً ، و ولد المعمار معماراً.

 لماذا ؟ لانّ هذا الولد سيتعلّم‌ مجّانيّاً تحت‌ مظلّة‌ علوم‌ أبيه‌ أشياءَ يستحيل‌ عليه‌ تعلّمها من‌ الاجانب‌ ، فأسلوب‌ نفخ‌ صانع‌ الفخار يُفضي‌ به‌ ذلك‌ الصانع‌ إلی قرّة‌ عينه‌ و يبوح‌ له‌ به‌ لا إلی كلّ غريب‌ و أجنبي‌ّ.

 و علی أيّ حال‌ ، فلقد كان‌ يجدر بأمثال‌ هؤلاء العلماء ـ عند امتلاك‌ الفرصة‌ الكافية‌ ـ أن‌ يقوموا بزيادة‌ طبقة‌ أولادهم‌ و بمساعدتهم‌ ، و أن‌ يقوموا بمل‌ء بيوتهم‌ بأولاد متديّنين‌ يصبحون‌ بأجمعهم‌ متخصّصين‌ علماء من‌ ذوي‌ الخبرة‌ ، و ستكتسب‌ ءانذاك‌ جميع‌ العلوم‌ و الاختصاصات‌ ـ لا علم‌ الطبّ وحده‌ ـ سيادة‌ زائدةً كبيرةً.

 لكنّ أمثال‌ ذلك‌ العمل‌ كان‌ نابعاً بالاصل‌ من‌ شعار زمن‌ الشاه‌ ، ذلك‌ الشعار القائل‌: أولاد اثنان‌ فقط‌: أحدهما دكتور ، و الآخر مهندس‌!

 و إن‌ لم‌ يكن‌ إتلاف‌ النفوس‌ هو الهدف‌ ، لتوجّب‌ ان‌ يكون‌ هناك‌ قانون‌ و قاعدة‌ بين‌ هاتين‌ الطبقتين‌: المقتدرة‌ و الضعيفة‌ ، كي‌ تملا كثرة‌ اولاد المقتدرة‌ فراغ‌ غياب‌ أولاد الطبقة‌ المستضعفة‌.

 ولكن‌ ، و مع‌ الاسف‌ ، فقد كان‌ الضغط‌ مسلّطاً بأجمعه‌ علی الطبقة‌ الضعيفة‌ و الفقيرة‌ ، فمجلس‌ الشوري‌ الإسلامي‌ يمنع‌ البؤساء و الخاضعين‌ للتأمين‌ ، و لجان‌ الامام‌ الخميني‌ للإغاثة‌ تبخل‌ عن‌ مساعدة‌ الضعفاء والفقراء.

 و قد حدث‌ أمس‌ في‌ مشهد المقدّسة‌ هذه‌ أن‌ ذهبت‌ امرأة‌ فقيرة‌ من‌ الخاضعين‌ لرعاية‌ لجنة‌ الامام‌ الخميني‌ للإغاثة‌ ، و هي‌ تحتضن‌ طفلها الرضيع‌ لتستلم‌ من‌ لجنة‌ الإغاثة‌ حصّتها من‌ علب‌ الحليب‌ المجفّف‌ ، فقيل‌ لها: إذهبي‌ أوّلاً فأغلقي‌ الانابيب‌ لديك‌ ، ثم‌ تعإلی لنعطي‌ علب‌ الحليب‌ المجفّف‌ لطفلك‌! [2] و [3]

 علبة‌ حليب‌ مجفّف‌ واحدة‌ = قيمة‌ إنسان‌ كامل‌

 و هذا هو المورد الثاني‌ الذي‌ كان‌ يثير التساؤل‌ لدي‌ الحقير أن‌: كيف‌ يصبح‌ الفقراء و الضعفاء ـ عند طرح‌ هذه‌ المسائل‌ ـ حصاداً للسيف‌ ؟ أو ليس‌ هذا النهج‌ نهج‌ الاسرائيليّين‌ و الامبرياليّين‌ ؟!

 الرجوع الي الفهرس

من‌ المؤسف‌ قيام‌ طبيبة‌ نسائية‌ بإجراء عملية‌ تيوبكتومي‌ في‌ الدول‌ الاسلامية‌

 السؤال‌ الثالث‌: انّ عرض‌ مثل‌ هذه‌ الخطط‌ من‌ قبل‌ الدكتورة‌ لم‌ يكن‌ ليثير العجب‌ و الاستغراب‌ لو كان‌ تخصّصها في‌ مجال‌ علم‌ الاجتماع‌ ، او الدراسات‌ السكّانيّة‌ ، السياسيّة‌ ، و الإدارة‌ و التخطيط‌ و أمثال‌ ذلك‌؛ أمّا و قد كان‌ تخصّصها في‌ خصوص‌ الطب‌ ، و في‌ الطبّ النسائي‌ خاصّة‌ ، فقد كان‌ هذا الإقدام‌ من‌ قِبلها مثيراً للدهشة‌!

 لقد نالت‌ ـ حسب‌ تعريف‌ المجلّة‌ و شرحها ـ شهادة‌ الدكتوراة‌ في‌ الطبّ من‌ جامعة‌ كراچي‌ ، ثم‌ أنهت‌ دراستها التخصّصيّة‌ في‌ مجال‌ «النساء والولادة‌» في‌ سيتي‌ هاسبيتل‌ (بالتيمور ـ مريلندا) أمريكا ، ثمّ وفّقت‌ أنذاك‌ لنيل‌ درجة‌ فوق‌ التخصّص‌ في‌ مجال‌ الجراحة‌ النسائية‌ من‌ الجامعة‌ المعروفة‌ «جونز هابكينز». و من‌ ثمّ عملت‌ تسع‌ سنوات‌ ، من‌ سنة‌ 1954 إلی 1963 في‌ نقاط‌ باكستان‌ المختلفة‌ بعنوان‌ طبيبة‌ أخصّائيّة‌ للنساء و الاطفال‌.

 أفلم‌ يطرق‌ سمعها أو لم‌ تسمع‌ في‌ الجامعة‌ ، و لم‌ تدرك‌ في‌ تجاربها الشخصيّة‌ لتسع‌ سنوات‌ أن‌ «سلامة‌ المرأة‌ في‌ الإنجاب‌ و في‌ الرضاعة‌» ؟!

 فهذا الامر بدرجةٍ من‌ الوضوح‌ بحيث‌ لو سألتم‌ عنه‌ القابلات‌ القديمات‌ من‌ أمثال‌ «زوجة‌ مشهدي‌ مهدي‌» [4] ، لاجبنَ عنه‌ فوراً. و مع‌ هذا كلّه‌ ، فأوّلاً كيف‌ تقول‌: يجب‌ علی المرأة‌ أن‌ لا تصبح‌ حاملاً في‌ عمر أقل‌ من‌ عشرين‌ سنة‌ و أكثر من‌ خمس‌ و ثلاثين‌ سنة‌ ؟

 و ثانياً: كيف‌ ينصبون‌ اللوالب‌ (ءاي‌. يو. دي‌) لملايين‌ النساء بأمرها فيسقطوهنّ عن‌ الإنجاب‌ مؤقّتاً ؟! كيف‌ يقومون‌ بعملية‌ تيوبكتومي‌ لمليون‌ امرأة‌ فيغلقون‌ أنابيبهنّ و يجعلوهنّ عقيمات‌ إلی الابد؟! في‌ أي‌ جامعة‌ طبيّة‌ في‌ الدنيا شوهد بأنّ المرأة‌ التي‌ اغلقت‌ أنابيبها صار لها حمل‌ مجدّداً ، اللهم‌ الاّ 2 ـ 3 من‌ كلّ ألف‌ ؟!

 اي‌ انّ لكل‌ امرأة‌ تقدم‌ علی اغلاق‌ الانابيب‌ احتمالاً واحداً من‌ كلّ خمسمائة‌ احتمال‌ ، او احتمالاً واحداً من‌ كل‌ 333 علی الاقل‌ في‌ أن‌ تفتح‌ الانابيب‌ لديها مجدّداً فتحمل‌.

 و مع‌ ذلك‌ فان‌ جميع‌ الاطبّاء و الجرّاحين‌ و المساعدين‌ و رئيسات‌ الممرّضات‌ و الممرّضات‌ و جميع‌ العاملين‌ في‌ التوليد المنسوبين‌ والمرتبطين‌ بهذه‌ الجماعة‌ خاصّة‌ يقولون‌: أيّتها السيدة‌! اغلقي‌ الانابيب‌ ، وسنقوم‌ بفتحها متي‌ شئتِ! فَلِمَ هذه‌ الخدعة‌ المفضوحة‌ و هذه‌ الحيلة‌ المكشوفة‌؟!

 لقد كان‌ الدكتور المعروف‌ المحترم‌ ، و الاخصّائي‌ النسائي‌ الذي‌ يربطه‌ بالحقير سابق‌ المودّة‌ لما يزيد علی عشرة‌ سنين‌: الدكتور مهدي‌ يغمائي‌ سلّمه‌ الله‌ يقول‌: انّنا لم‌ نشاهد امرأة‌ واحدة‌ انفتحت‌ الانابيب‌ لديها. لقد قال‌ إمام‌ جمعة‌ مشهد لإمرأة‌ ما: اذا اغلقوا الانابيب‌ بسلك‌ ـ لا بالخيوط‌ ـ فذلك‌ جائز ، لان‌ الإغلاق‌ بالخيوط‌ لا عودة‌ فيه‌ ، خلافاً للسلك‌!

 و كان‌ الدكتور يقول‌: ما هذا القول‌ ؟! انّ الانابيب‌ تلتصق‌ ببعضها بمجرّد اغلاقها بحيث‌ تستحيل‌ قطعةً واحدة‌ ، سواءً اغلقت‌ بالخيوط‌ أم‌ بالسلك‌.

 فيا أيّتها الدكتورة‌ المحترمة‌! من‌ المسلّم‌ انّك‌ كنتِ ـ بمعلوماتك‌ الواسعة‌ ـ مطّلعة‌ حتماً وبلا شكّ علی أعراض‌ التيوبكتومي‌ و الفازكتومي‌ وتناول‌ أقراص‌ منع‌ الحمل‌ و سائر أنواع‌ وسائل‌ منع‌ الحمل‌ ، من‌ سرطان‌ الرحم‌، و سرطان‌ الثدي‌ ، و السكتة‌ القلبيّة‌ ، و اضطراب‌ عمل‌ نظام‌ الدورة‌ الدمويّة‌، و توقّف‌ عمل‌ عضو رسمي‌ من‌ الركائز الاساسيّة‌ للبدن‌ ، والاعراض‌ الاخري‌ التي‌ لا تحصي‌!!! فَلِمَ لم‌ توضّحي‌ ذلك‌ لنساء ايران‌ ؟!

 انّ منظمتكم‌ بإسم‌ و عنوان‌ منظمة‌ الصحّة‌ العالمية‌ للامهّات‌ والاطفال‌، أفهذا هو معني‌ الصحّة‌ ؟! أهذا هو معني‌ حفظ‌ السلامة‌ البدنيّة‌ ؟! أهذا هو معني‌ السعي‌ لسلامة‌ البشر ؟!

 قالت‌ المخدّرة‌ المجلّلة‌ ، الاخت‌ المحترمة‌ للسيد عبدالرحيم‌ جلاليان‌ القزويني‌ لاهل‌ بيتنا: كنتُ حاملاً للمرّة‌ الخامسة‌ ، فذهبتُ مرّة‌ ـلحادثٍ ما ـ إلی طبيبة‌ نسائية‌ لها شهرة‌ كبيرة‌ في‌ مدينة‌ قزوين‌ ، فسلّمتُ وأطرقتُ برأسي‌ و قلتُ في‌ استحياء: هذا هو حملي‌ الخامس‌.

 فردّت‌ تلك‌ الدكتورة‌ علی الفور: «و لماذا تخجلين‌؟! انّنا لم‌ ندرك‌ من‌ أين‌ تتصاعد هذه‌ الضجّة‌ ، و إلی أين‌ يريدون‌ سوق‌ شعبنا ؟! إذا شاءت‌ المرأة‌ أن‌ تكون‌ سلامتها محفوظة‌ فعليها أن‌ تكون‌ حاملاً.»

 الرجوع الي الفهرس

لو قامت‌ المرأة‌ بإنجاب‌ الاطفال‌ و السعي‌ للكمال‌ لبعثت‌ الحياة‌ في‌ جميع‌ شعبها

 السؤال‌ الرابع‌: انّ ما تفضّلتِ به‌ في‌ «انّ دور المرأة‌ لا ينحصر في‌ إنجاب‌ الاطفال‌ ، و انّ كلّ بلد يريد الخطو علی طريق‌ التنمية‌ ، فانّه‌ لايمكنه‌ أن‌ يطوي‌ هذا الطريق‌ بنصف‌ عدد سكّانه‌» هو كلام‌ غير صائب‌ و لاينطبق‌ علی الموازين‌ العلميّة‌. فالموازين‌ العلميّة‌ تقول‌ بأنّ علی المرأة‌ و الرجل‌ في‌أي‌ مجتمع‌ أن‌ يفكّرا في‌ الوهلة‌الاولي‌ بسلامتهما ، و أن‌ يقدّماها علی أيّ أمرٍ ءاخر. فإن‌ لم‌ تنجب‌ المرأة‌ طفلاً و فقدت‌ سلامتها ، فما النفع‌ الذي‌ سيعوده‌ عليها ألف‌ عمل‌ خارجي‌ ، و لو كانت‌ أعمالاً مفيدة‌ ؟! اننا نعتقد بأن‌ المرأة‌ إنْ لم‌ تنجب‌ طفلاً ـ طبقاً للعمل‌ بشعاركم‌ ـ فانّها ستكون‌ قد خانت‌ نصف‌ عدد سكّان‌ البلد ، و انّها ـ علاوة‌ علی ذلك‌ ـ اذا شاركت‌ في‌ مشاغل‌ الرجال‌ فلن‌ تكون‌ قد عملت‌ من‌ شي‌ء غير اشغالها تلك‌ المناصب‌ ، وستكون‌ بذلك‌ قد خانت‌ النصف‌ الآخر أيضاً ، و بالنتيجة‌ فانّها ستكون‌ قد أفسدت‌ جميع‌ سكّان‌ البلد.

 و وفق‌ اعتقادنا فان‌ المرأة‌ اذا ما أنجبت‌ فانّها ستكون‌ قد ضمنت‌ ـبسلامتها البدنيّة‌ ـ نصف‌ حياة‌ سكّان‌ بلدها؛ و اذا ما سارت‌ بتلك‌ السلامة‌ ساعيةً خلف‌ كمالها الروحي‌ فانّها ستحصل‌ علی سعادتها الابديّة‌ ، وتكون‌ ـبذلك‌ ـ قد خطت‌ بقدمٍ صادقة‌ في‌ مسار مصالح‌ جميع‌ سكّان‌ بلدها.

 الرجوع الي الفهرس

السياسات‌ الدولية‌ للحدّ من‌ السكّان‌ تابعة‌ للخطط‌ الانجليزية‌

 السؤال‌ الخامس‌: كيف‌ يمكن‌ ان‌ يكون‌ متيناً قولك‌ «لحسن‌ الحظّ ليس‌ هناك‌ في‌ الدين‌ الاسلامي‌ مخالفة‌ منظّمة‌ لتنظيم‌ العائلة‌... الكاثوليكيّون‌ هم‌ وحدهم‌ الذين‌ يتوسّلون‌ في‌ مورد تنظيم‌ العائلة‌ بالجزميّات‌»؟

 أولم‌ نشاهد الآن‌ في‌ الديانة‌اليهوديّة‌ ذلك‌ الإصرار و الإبرام‌ من‌ «التلمود» و من‌ الخاخامات‌ اليهود في‌ عقد النكاح‌ و تكثير نسل‌ بني‌ إسرائيل‌؟!

 امّا حقيقة‌ المسيحيّة‌ الواقعيّة‌ فليست‌ شيئاً غير المذهب‌ الكاثوليكي‌ ، فالبروتساتانت‌ لا دين‌ لهم‌ ، لانّهم‌ ركلوا جميع‌ مقدّساتهم‌ ، كما انّهم‌ يفعلون‌ جميع‌ الاعمال‌ و التعاليم‌ الخارجة‌ من‌ مذهبهم‌ بعنوان‌ دين‌ ومذهب‌، و في‌ الحقيقة‌ فليس‌ لهم‌ من‌ الدين‌ المسيحي‌ الاّ إسمه‌.

 امّا الدين‌ الاسلامي‌ فانّ الحثّ علی النكاح‌ و تكثير النسل‌ و الترغيب‌ فيهما من‌ أهمّ قوانينه‌ و تعاليمه‌. أولم‌ تشعروا بهذا الموضوع‌ علی انّه‌ من‌ ضرورات‌ التاريخ‌ الإسلامي‌ ، و لو كان‌ ذلك‌ التأريخ‌ مدوّناً من‌ قبل‌ الاجانب‌؟!

 أيّ فقيهٍ من‌ فقهاء الإسلام‌ ، من‌ الشيعة‌ الإمامية‌ و الشيعة‌ الزيديّة‌ ومن‌ الحنفيّة‌ و الحنابلة‌ و الشافعيّة‌ و المالكيّة‌ عدّ قطع‌ النسل‌ و العقم‌ جائزاً؟!

 حتّي‌ انّ فقهاء الخوارج‌ المنتحلين‌ إسم‌ الإسلام‌ ، من‌ الاباضيّة‌ وغيرهم‌، يؤكدّون‌ علی هذا الامر ، ليس‌ فقط‌ في‌ أمر العقم‌ ، بل‌ انّهم‌ متّفقون‌ جميعاً علی أنّ كثرة‌ النكاح‌ و تعدّد الاولاد من‌ أعظم‌ السنن‌ الالهية‌ والمثوبات‌ الاخرويّة‌. و لربّما عددتم‌ فقدان‌ المخالفة‌ المنّظمة‌ لتنظيم‌ العائلة‌ في‌ الإسلام‌ في‌ حكومات‌ من‌ أمثال‌ الملك‌ حسين‌ و الملك‌ الحسن‌ و نواز شريف‌ (رئيس‌ وزراء الباكستان‌) ، فتخيّلتم‌ ءانذاك‌ انّ أحداً لايُخالف‌ هذا البرنامج‌! انّ جميع‌ الفقهاء بلا استثناء قد عقدوا العزم‌ علی إبطال‌ هذه‌ النظريّة‌.

 و قد صرح‌ بهذا الامر في‌ عدة‌ مواضع‌ من‌ «مذكّرات‌ المستر همفر ، الجاسوس‌ الانجليزي‌ في‌ الممالك‌ الاسلاميّة‌» في‌ كتاب‌ يُعطيه‌ له‌ وزير المستعمرات‌ ليُطالعه‌ ، فردّه‌ اليه‌ فيما بعد ، و هو عبارة‌ عن‌ الاوامر التي‌ يجب‌ عليه‌ تنفيذها في‌ مأموريّته‌ لهدم‌ الاسلام‌. فقد أورد في‌ ص‌ 79:

 و قد جاء الفصل‌ الآخر من‌ الكتاب‌ ـ و هو فصل‌ يستحقّ التأمّل‌ ـ في‌ التوصيات‌ التي‌ تهدف‌ إلی القضاء علی أسباب‌ قوّة‌ المسلمين‌ و قدرتهم‌ ، لإضعافهم‌ و سلب‌ قوّتهم‌. و يذكر هنا ثلاثة‌ و عشرين‌ أمراً ، جاء الامر العشرون‌ منها بهذه‌ الكيفيّة‌ في‌ ص‌ 86:

 «20 ـ يجب‌ تحديد النسل‌ [5] و عدم‌ السماح‌ للرجال‌ بالزواج‌ لاكثر من‌ زوجة‌ واحدة‌ ، و وضع‌ القيود علی الزواج‌ ، مثل‌ انّه‌ لا يحقّ لعربيّ ان‌ يتزوّج‌ فارسيّة‌ و بالعكس‌ ، و لالتركيّ ان‌ يتزوّج‌ عربيّة‌ و بالعكس‌.»

 ثم‌ يعدّد الامور المؤكّدة‌ الثلاثة‌ و العشرين‌ في‌ الاسلام‌ و يرغّب‌ بخلافها بثلاثة‌ و عشرين‌ أمراً ءاخراً ، حيث‌ انّ المادّة‌ أعلاه‌ جاءت‌ ضدّ ومقابل‌ مادّة‌:

 20 ـ استحباب‌ التزويج‌ ، و التوصية‌ بكثرة‌ النسل‌ و تعدّد الزوجات‌[6].

 ان‌ الانجليز لمّا عجزوا عن‌ اجبار أحمد شاه‌ علی العمل‌ بهذه‌ الامور الثلاثة‌ و العشرين‌ و الامور الاخري‌ التي‌ كانوا يريدونها ، فقد حصلوا علی إمضاء «رضا خان‌ أمير پنج‌» و حرّضوه‌ مع‌ السيّد ضياء الدين‌ الطباطبائي‌ علی القيام‌ بانقلاب‌ 24 حوت‌ 1299 ، فقام‌ رضاخان‌ بتنفيذ أوامرهم‌ حرفيّاً، و صار لانجلتزا السيطرة‌ الكاملة‌ علی دولة‌ ايران‌ إلی الحرب‌ العالمية‌ الثانية‌، حيث‌ تعرضت‌ انجلترا ءانذاك‌ إلی ضغط‌ الهجمات‌ الالمانية‌ الشديدة‌، فلم‌ تجد بدّاً من‌ أن‌ تطلب‌ العون‌ من‌ امريكا ، و كان‌ رئيس‌ جمهورية‌ الاخيرة‌ ءانذاك‌ هو «روزفلت‌».

 و لقد كان‌ المرحوم‌ ءاية‌ الله‌ الحاج‌ السيّد محمد تقي‌ الحسيني‌ الطهراني‌؛ و هو العم‌ العزيز للحقير و من‌ معاصري‌ المرحوم‌ ءاية‌ الله‌ الحاج‌ السيد محمد رضا الگلبايگاني‌ و المرحوم‌ ءاية‌ الله‌ الحاجّ اقا روح‌ الله‌ الخميني‌ تغمّدهم‌ الله‌ برحمته‌؛ قد ذكر للحقير: «لقد قرأتُ بنفسي‌ في‌ الجريدة‌ الفلانيّة‌ انّ أمريكا دخلت‌ الحرب‌ لصالح‌ انجلترا بشرط‌ أن‌ تؤجّرها انجلترا جميع‌ مستعمراتها لمدّة‌ 99 سنة‌ ، و قد جري‌ التوقيع‌ علی هذا الامر.»

 و لهذا فقد دخلت‌ أمريكا الحرب‌ علناً و بسطت‌ قبضتها علی الممالك‌ التي‌ كانت‌ تحت‌ إشراف‌ الانجليز ، و تسلّطت‌ من‌ جملتها علی ايران‌ تسلّطاً كبيراً ، و ذلك‌ حين‌ فرّ رضاخان‌ منها و أوكل‌ أمر الحكم‌ إلی ابنه‌: محمّد رضا.

 و علی ذلك‌ فقد كانت‌ الامور تجري‌ منذ ذلك‌ الوقت‌ إلی بداية‌ الثورة‌ الايرانيّة‌ و هزيمة‌ الحكومة‌ السياسية‌ الامريكية‌ ، وفق‌ تلك‌ السياسة‌ و الخطّة‌ الانجليزيّة‌ ، غاية‌ الامر انّها كانت‌ تجري‌ علی يد الامريكان‌ و في‌ صالحهم‌.

 امّا الانجليز فلم‌ يكفّوا في‌ هذه‌ المرحلة‌عن‌ شيطنتهم‌ ، و مع‌ انّهم‌ كانوا علی الحياد في‌ الظاهر ، الاّ انّهم‌ في‌ الحقيقة‌ لم‌ يجلسوا ساكتين‌ ، فقد كانوا يعدّون‌ أنفسهم‌ المدير و المدبّر ، و قاموا في‌ منظمة‌ الامم‌ بالحصول‌ لانفسهم‌ علی حقّ «الفيتو».

 و عليه‌ فانّ منظمة‌ الامم‌ و ادارة‌ الصندوق‌ العالمي‌ حين‌ يرسلون‌ الآن‌ الاموال‌ و ذلك‌ حسب‌ الاصوات‌ للتظاهر بمساعدة‌ الضعفاء ، و خاصّة‌ المسلمين‌ ، و بالاخصّ دولة‌ ايران‌ ، فانّ ذلك‌ استمرار لتلك‌ الخطّة‌ الانجليزيّة‌ ، و بنفس‌ الخدعة‌ و الحيلة‌ بإسم‌ رفع‌ مستوي‌ التمدّن‌ ، و الحياة‌ الافضل‌ ، و رشد الشباب‌ و رقيّهم‌ في‌ العلوم‌ العصرية‌ و الفنون‌ و الصنائع‌ ، وتعميم‌ الدراسة‌ و التعليم‌ لجميع‌ الرعايا من‌ القري‌ و الارياف‌. امّا حقيقة‌ الامر فليس‌ ذلك‌ الاّ خدعة‌ و مكر منهم‌ ، و ليس‌ لديهم‌ من‌ قصد الاّ تحطيم‌ الاسلام‌ و كسر شوكته‌ ، و إضعاف‌ صولة‌ المسلمين‌ الذين‌ جعلوهم‌ يتخبطون‌ أخيراً في‌ حيرتهم‌ و دهشتهم‌. ألم‌ تشاهدوا ما جاء في‌ تقرير وكالة‌ أنباء الجمهورية‌ الاسلامية‌ الايرانية‌ بتاريخ‌ 19/8/69 هـ ش‌:

 وزير خارجية‌ اليونان‌ يعتبر الحشد التلسيحي‌ في‌ الشرق‌ الاوسط‌ ، الإنفجار السكّاني‌ في‌ الجنوب‌ ، و النهضة‌ الاسلاميّة‌ [7] ، التهديدات‌ الثلاثة‌ الاساسيّة‌ للشمال‌ النامي‌ ؟!

 و ما جاء بتاريخ‌ 13/7/69: «يمتلك‌ الاسلام‌ ، من‌ بين‌ المذاهب‌ الاخري‌ ، أسرع‌ نمو في‌ أمريكا، و سيصبح‌ عدد المسلمين‌ في‌ تلك‌ الدولة‌ إلی ما بعد عشرة‌ سنوات‌ أخري‌ أكثر من‌ عدد اليهود هناك‌.»

 و بتاريخ‌ 16/7/71: «انّ بعض‌ رجال‌ الدين‌ الباكستانيين‌ مخالفون‌ لاجراء سياسات‌ الحدّ من‌ السكّان‌ في‌ هذا البلد ، و يعتبرون‌ ذلك‌ مؤامرة‌ يهودية‌ لتخفيض‌ عدد المسلمين‌.»

 و بتاريخ‌ 20/8/72: «معاون‌ وزير الصحّة‌ ، العلاج‌ و التعليم‌ الصحّي‌ في‌ ايران‌:العالم‌ المتقدّم‌ لا يُعير اهتماماً لامر انّ أربعة‌ أخماس‌ العالم‌ يتمتّعون‌ فقط‌ بخُمس‌ الإمكانات‌ الموجودة‌ في‌ العالم‌.»

 و ما جاء بتاريخ‌ 11/2/73: «قال‌ مسؤول‌ الفاتيكان‌ في‌ منظمة‌ الامم‌ المتّحدة‌: إنّ الكنيسة‌ الكاثوليكيّة‌ في‌ الفاتيكان‌ ستستمدّ العون‌ من‌ الدول‌ الإسلاميّة‌ لمحاربة‌ خطط‌ الامم‌ المتّحدة‌ للحدّ من‌ السكّان‌.»

 الرجوع الي الفهرس

 إشاعة‌ السفور و شرب‌ الخمر و البطالة‌ من‌ التعليمات‌ الاكيدة‌ للإنجليز

انّ من‌ جملة‌ السياسات‌ الانجليزية‌ في‌ شأن‌ المسلمين‌ ، و التي‌ يطبّقها الامريكان‌ حاليّاً بحذافيرها ، ايجاد شرب‌ الخمور ، و السفور ، والمنكرات‌، و البطالة‌ ، و العبث‌ و الضياع‌. و قد جاء في‌ كتاب‌ همفر ص‌ 45:

 «... و تذكّرتُ هنا المقولة‌ الذهبيّة‌ لوزير المستعمرات‌ التي‌ قالها لي‌ عند التوديع‌: لقد استعدنا أسبانيا من‌ الكفّار ـ يقصد المسلمين‌ ـ بالخمر والفساد ، و علينا الآن‌ أن‌ نستعيد باقي‌ أراضينا أيضاً بالتأكيد علی هاتين‌ الوسيلتين‌ القويّتين‌.»

 و أورد في‌ ص‌ 84 من‌ جملة‌ تعاليم‌ كتاب‌ مأموريّته‌:

 «14 ـ و علينا في‌ مسألة‌ سفور النساء أن‌ نبذل‌ قصاري‌ جهدنا لتصبح‌ النساء المسلمات‌ متلهفّات‌ للسفور و ترك‌ العباءة‌. علينا ـ بالاستناد إلی الشواهد و الادلّة‌ التاريخيّة‌ ـ اثبات‌ انّ حجاب‌ المرأة‌ قد صار متداولاً معهوداً منذ عصر بني‌ العبّاس‌ ، و ليس‌ سنّة‌ اسلامية‌ مطلقاً. لقد كان‌ الناس‌ يرون‌ زوجات‌ النبيّ بلا حجاب‌ ، و كانت‌ النساء في‌ صدر الاسلام‌ يقمن‌ بنشاطاتهنّ في‌ جميع‌ أمور الحياة‌ مع‌ الرجال‌ كتفاً إلی كتف‌.

 و بعد أن‌ يزول‌ حجاب‌ المرأة‌ بواسطة‌ الإعلام‌ الواسع‌ ، فانّ علی موظفينا أن‌ يحثّوا الشباب‌ علی انشاء علاقات‌ العشق‌ و العلاقات‌ الجنسيّة‌ اللامشروعة‌ مع‌ النساء ، فينشروا بهذه‌ الوسيلة‌ الفساد في‌ المجتمعات‌ الاسلاميّة‌.

 و يجب‌ ان‌ تظهر النساء غير المسلمات‌ كاملاً بلا حجاب‌ ، لتقلّدهنّ النساء المسلمات‌ في‌ ذلك‌»

 حتّي‌ يصل‌ إلی ص‌ 96 فيعدّ من‌ جملة‌ وظائف‌ مأموريهم‌ في‌ وزارة‌ المستعمرات‌: القضاء علی الاقتصاد الوطني‌ للمالك‌ الإسلاميّة‌ ، بما فيها الزراعة‌ ، و طرق‌ الحصول‌ علی مورد لإدامة‌ الحياة‌.

 و للوصول‌ إلی هذا الهدف‌ يجب‌ كسر السدود ، و مل‌ء قيعان‌ الانهار ، و السعي‌ لإيجاد روح‌ التساهل‌ و النزعة‌ للراحة‌ بين‌ افراد الناس‌ ، و تقوية‌ حسّ النفور و كراهة‌ الانصراف‌ إلی الانتاج‌ ، رفع‌ مستوي‌ استعمال‌ الترياك‌ و سائر المواد المخدّرة‌ عن‌ طريق‌ فتح‌ مراكز اللهو و المقاهي‌...»

 الرجوع الي الفهرس

لقد قاموا بسلب‌ عقول‌ الناس‌ من‌ خلال‌ إعلامهم‌ في‌ أجهزة‌ الإعلام‌

 و يتّضح‌ جيّداً بهذا التفصيل‌ و الشرح‌ انّ اتّخاذ القرار بالحدّ من‌ سكّان‌ قطر ايران‌؛ مع‌ هذا الاعلام‌ الواسع‌ و المؤثّر الذي‌ لم‌ يصدّقه‌ و يقتنع‌ به‌ عوام‌ الناس‌ وحدهم‌ ، بل‌ انّه‌ أثرّ كذلك‌ في‌ نفوس‌ الكثير من‌ الخواصّ ، فانطلت‌ عليهم‌ تلك‌ الاحابيل‌ بحماقة‌ و سفاهة‌؛ قد كان‌ بلاشكّ و لا ريب‌ خطّة‌ أمريكا المتعطّشة‌ للدماء و الصهيونيّة‌ الظالمة‌ المتعسّفة‌.

 نستحلفكم‌ بالله‌! أيصدّق‌ أيّ عقل‌ أنّهم‌ من‌ أجل‌ الحدّ من‌ زيادة‌ السكّان‌ يقومون‌ بضغوطهم‌ العجيبة‌ و إعلامهم‌ المخيف‌ و افتعال‌ الاجواء الكاذبة‌ المحيّرة‌ في‌ أمر عقم‌ الناس‌ فقط‌ ؟!

 انّهم‌ يقومون‌ بإجراء عمليّة‌ للرجال‌ بإسم‌ فازكتومي‌ لا يعلم‌ عنها اولئك‌ المساكين‌ شيئاً (لا بإسم‌ إخصاء الرجل‌ و جعله‌ عنّيناً ، و اسقاطه‌ من‌ الرجولة‌ و الإنجاب‌)؛ كما يُجرون‌ للنساء عمليّة‌ بإسم‌ تيوبكتومي‌ لا يعلمنّ عنها شيئاً (لا بإسم‌ العَقْم‌ و إسقاط‌ شجرة‌ الوجود عن‌ الإثمار و تركها كخشبة‌ يابسة‌) ، فهم‌ بهذا يخدعونهم‌ بسهولة‌ ، و أيّ خداع‌ ؟!

 لكنّهم‌ في‌ هذا الامر لم‌ يتلفّظوا بلفظ‌ «العَزْل‌» مطلقاً ، بل‌ انّهم‌ يمنعون‌ الراديوات‌ و أجهزة‌ الاعلام‌ من‌ ذكر لفظ‌ (الكاندوم‌) الذي‌ هو أحد أكثر الوسائل‌ شيوعاً و تداولاً ، من‌ أجل‌ ان‌ يقوم‌ الناس‌ باجتناب‌ هذه‌ الوسائل‌ ، وليندفعوا إلی القيام‌ بعقم‌ أنفسهم‌.

 أو لم‌ نشاهد أخيراً انّ الدكتور النمكي‌ قال‌: انّ أحد أبسط‌ و أسهل‌ الوسائل‌ هو الكاندوم‌ ، الاّ انّهم‌ حذفوا اسمه‌ من‌ وسائل‌ الإعلام‌ [8].

 أتعلمون‌ لِمَ حذفوه‌ ؟! لانّ الكاندوم‌ لن‌ يجعل‌ هدفهم‌ «قطع‌ النسل‌» يصبح‌ عمليّاً ، فلو ضاجع‌ رجل‌ امرأته‌ ألف‌ مرّة‌ و استخدم‌ هذه‌ الوسيلة‌ لمنع‌ انعقاد النطفة‌ ، فانّ هدف‌ اولئك‌ «أي‌ العقم‌ الدائمي‌ و قطع‌ النسل‌» لن‌ يصبح‌ عمليّاً و إن‌ تحقّق‌ هدفهم‌ في‌ الحدّ من‌ زيادة‌ السكّان‌.

 و مَثَل‌ استخدام‌ الكاندوم‌ كمثل‌ إسقاطهم‌ ورقة‌ واحدة‌ من‌ الشجرة‌ ، واستخدامه‌ ألف‌ مرّة‌ كمثل‌ إسقاط‌ ألف‌ ورقة‌ من‌ الشجرة‌؛ كما انّ استعمال‌ اللوالب‌ (ءاي‌. يو. دي‌) مثل‌ قطع‌ غصن‌ من‌ الشجرة‌؛ امّا اغلاق‌ أنابيب‌ الرجال‌ و النساء فهو كمثل‌ انهيال‌ الفأس‌ علی جذر الشجرة‌ ، حيث‌ تسقط‌ الشجرة‌ من‌ قابليتها علی الإثمار ، و من‌ نشر و توسيع‌ ثمرة‌ وجودها.

 و لذلك‌ فانّهم‌ في‌ لجان‌ الامام‌ الخميني‌ للإغاثة‌ يقولون‌ للنساء والرجال‌ فقط‌: عليكم‌ أن‌ تقوموا بعملية‌ تيوبكتومي‌ و فازكتومي‌.

 فإن‌ قالت‌ المرأة‌ المسكينة‌: انصبوا اللوالب‌ «ءاي‌ يو. دي‌»؛ فان‌ ذلك‌ لن‌ ينفعها شيئاً. و إن‌ قالت‌: استخدموا وسيلةً أخري‌ ، و افحصوني‌ كلّ شهر ، فإن‌ كنتُ غير حامل‌ فأعطوا طفلي‌ علبة‌ الحليب‌ المجفّف‌ ، فانّ ذلك‌ لن‌ ينفعها أيضاً.

 أفّ لهذه‌ المساعدات‌! أفّ لهذا الاسلوب‌! افّ لهذا الظلم‌!

 انّ هذه‌ الامور جميعاً جاءت‌ عن‌ طريق‌ الإعلام‌ ، و أيّ إعلام‌ ؟ ذلك‌ الإعلام‌ القويّ للحدّ الذي‌ يجعل‌ الانسان‌ مضطرباً حائراً. الإعلام‌ يعني‌ افتعال‌ الكذب‌ ، و الهراء الذي‌ لا طائل‌ فيه‌ ، و افتعال‌ الاجواء خلافاً للحقيقة‌ و الواقع‌.

 و هذه‌ جميعاً نتيجة‌ استعمال‌ الراديو و التلفزيون‌ اللذين‌ لم‌ يجر تصحيحهما حتّي‌ الآن‌ ، بل‌ صار فسادهما متزايداً يوماً بعد ءاخر. كما انّ العاملين‌ و المخرجين‌ و المخطّطين‌ و مصمّمي‌ المشاهد فيهما مرتبطون‌ بمصدر الفساد و الإفساد ذلك‌ ، و مرتبطون‌ بمركز الظلم‌ و التخريب‌ ذلك‌. والناس‌ يتخيّلون‌ أنْ: لله‌ الحمد و له‌ الشكر ، فقد صار استعمال‌ هذه‌ الاجهزة‌ و الإفادة‌ منها جائزاً في‌ الحكومة‌ الإسلاميّة‌ ، ثم‌ يفتحون‌ أعينهم‌ ـإن‌ أُبقيت‌ لهم‌ عينٌ تُبصر ـ فيرون‌: مليون‌ امرأة‌ شابّة‌ قادرة‌ علی الإنجاب‌ وثمانين‌ ألف‌ رجل‌ شاب‌ قادر علی الإنجاب‌ و قد قُتلوا بأجمعهم‌ و رُميت‌ أجسادهم‌ الخالية‌ من‌ الروح‌ علی الارض‌ ، و هم‌ مسرورون‌ في‌ نفس‌ الوقت‌ يهزّهم‌ الجذل‌ أن‌: قد خطونا علی طريق‌ التمدّن‌ و الترقّي‌ و صرنا نتمتّع‌ بمزايا الحياة‌ و الراحة‌. فما أحلاه‌! أطفال‌ أقلّ ، حياة‌ أفضل‌!

 الرجوع الي الفهرس

أمريكا تنفق‌ سنوياً 9 ملياردات‌ دولار في‌ الإعلام‌ المضادّ للشعوب‌ المستضعفة‌

 «... و من‌ الجدير بالقول‌ انّ أمريكا تنفق‌ سنوّياً 9 مليارات‌ دولار في‌ الاعلام‌ ، كما انّ ما يُقارب‌ نصف‌ ميزانيّة‌ وكالة‌ المخابرات‌ المركزّية‌ الامريكيّة‌ البالغة‌ 10015 مليارد دولار يُصرف‌ في‌ الإعلام‌ المضادّ للشعوب‌ المستضعفة‌ و نهضات‌ التحرّر و الحكومات‌ الشعبيّة‌. و هناك‌ برامج‌ في‌ كلّ اسبوع‌ في‌ حدود 1000 ساعة‌ بـ 42 لغة‌ عالميّة‌ تبثّ إلی جميع‌ أرجاء العالم‌ بواسطة‌ 115 محطّة‌ لتقوية‌ البثّ. و هناك‌ 000/200 ساعة‌ من‌ البرامج‌ التلفزيونيّة‌ العالميّة‌ كلّ سنة‌ تحت‌ تصرّف‌ أمريكا.

 و ضمناً فانّ حصة‌ بلدنا و شعبنا في‌ هذا الامر برامج‌ راديوية‌ لـ (50) ساعة‌ اسبوعياً باللغة‌ الفارسيّة‌ ، عدا البرامج‌ التي‌ تبثّ للايرانيين‌ باللغة‌ التركية‌ ، الكردية‌ و غيرها.

 التاسع‌

 الاهداف‌ الاعلامية‌ للعدو:

 1 ـ إشاعة‌ الفساد ، الفحشاء و الاعتياد ، و نشر نفسيّة‌ طلب‌ العافية‌ ، النزوع‌ إلی الرفاهية‌ ، و النزعة‌ الاستهلاكيّة‌ ، من‌ أجل‌ إسكات‌ و محاصرة‌ عنصر المخاصمة‌ و مقارعة‌ الظلم‌ و...

 و قد قال‌ ناطق‌ أمريكي‌ في‌ مؤتمر عقد في‌ الكويت‌ بإسم‌ «الثورة‌ الاسلاميّة‌»:

 اننا لا نستطيع‌ ان‌ نكون‌ قِرناً للايرانيين‌. و ذلك‌ لانّ أهمّ سلاح‌ لدينا هو من‌ أكبر أمانيهم‌ و ءامالهم‌. نحن‌ نقول‌: سنبيدكم‌ جميعاً! و هم‌ في‌ أمل‌ الاستشهاد. لذا فانّ علينا أن‌ نسلب‌ منهم‌ هذه‌ النفسية‌»[9].

 و تعلمون‌ ما هو مغزي‌ و مآل‌ كلام‌ هذا الامريكي‌ ؟! فهو يقول‌: انّنا نقوم‌ بإفهامهم‌: أولاد أقلّ ، حياة‌ أسعد ، علينا أوّلاً أن‌ نقطع‌ جذورهم‌ لئلاّ يأتي‌ أمثال‌ طلاّب‌ الشهادة‌ إلی ساحة‌ الوجود أصلاً ، و علينا ثانياً أن‌ نجري‌ في‌ أفكارهم‌ شعار النزعة‌ إلی الراحة‌ و اللهاث‌ وراء الحياة‌ ، فنكتب‌ حتّي‌ في‌دفتر تأمين‌ طلاّبهم‌ الذين‌ هم‌ قادة‌ جيوش‌ الاستشهاد و الايثار و الصبر والتحمّل‌ في‌ مواجهة‌ المشاكل‌ و المحن‌ و المشاقّ ، نكتب‌ في‌ الصفحة‌ الاولي‌: اذا ما كان‌ لدينا أولاد أقلّ ، فسنعيش‌ حياةً أفضل‌. و في‌ الصفحة‌ الثانية‌: قولوا أنتم‌ أيضاً للآخرين‌: الحياة‌ أفضل‌ بأولاد أقلّ. و في‌ الصفحة‌ الثالثة‌: انّ العوائل‌ القليلة‌ العدد لها أولاد سالمون‌ موفّقون‌... و هكذا إلی ءاخر الدفتر.

 و لانّ البحث‌ فعلاً مع‌ الدكتورة‌ حول‌ إسلاميّة‌ كثرة‌ النسل‌ و حرمة‌ منع‌ الحمل‌ في‌ كثير من‌ فروع‌ المسألة‌ ، لذا نختم‌ البحث‌ بفتوي‌ ءاية‌ الله‌ العظمي‌ الحاج‌ الشيخ‌ محمد علی الاراكي‌ و فتوي‌ القائد المعظّم‌: ءاية‌ الله‌ الحاج‌ السيّد علی الخامنئي‌ دامت‌ بركاتهما.

 الاوّل‌: «بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌ ، سماحة‌ ءاية‌ الله‌ العظمي‌ الاراكي‌ دامت‌ بركاته‌؛

 هل‌ هناك‌ إشكال‌ في‌ منع‌ الحمل‌ باغلاق‌ أنابيب‌ الرحم‌ ، أو جعل‌ الرجل‌ عنيناً ، أو وضع‌ أجهزة‌ ءاي‌. يو. دي‌ التي‌ توجب‌ اللمس‌ و النظر ؟

 بسمه‌ تعإلی ، العَقْم‌ غير جائز ، الاّ اذا كان‌ هناك‌ خطر يتهدّد حياة‌ المرأة‌ ، و كان‌ العلاج‌ منحصراً في‌ العَقْم‌. ففي‌ هذه‌ الحالة‌ لا إشكال‌ فيه‌. واللمس‌ و النظر إلی عورة‌ المرأة‌ لا يجوز لغير زوجها.

 رقم‌ 694 ختم‌: مكتب‌ استفتاء ءاية‌ الله‌ العظمي‌ الاراكي‌» [10]

 الثاني‌: «ما الذي‌ تتفضّلون‌ به‌ في‌ أمر الحدّ من‌ المواليد بواسطة‌ الطرق‌ التي‌ لا تنجرّ إلی ايجاد نقص‌ عضوي‌ّ ، مثل‌ وضع‌ جهاز ءاي‌.يو.دي‌ وغيره‌؟

 الجواب‌: مَنْعُ الحمل‌ إذا لم‌ يوجب‌ العُقْم‌ ، و لم‌ ينجرّ إلی فساد ونقص‌ عضويّ ، و كانت‌ كيفيّة‌ العملية‌ غير مستلزمة‌ للنظر و اللمس‌ المحرّم‌ شرعاً ، فلا إشكال‌ فيه‌ ، و الاّ فانّه‌ غير جائز.» [11]

 و حاصل‌ الامر اننا قد أوردنا هنا هذه‌ الاسئلة‌ الخمسة‌ التي‌ تنشأ من‌ محتوي‌ كلام‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ ، و يلزمها حتماً أن‌ تراجعها بوجدانها وفكرها و أن‌ تتقبّلها إن‌ رأتها صائبة‌.

 الرجوع الي الفهرس

علّة‌ تنصيب‌ الدكتورة‌ نفيس‌ صديق‌ في‌ مركزها كونها امرأة‌ و مسلمة‌ و طبيبة‌

 و امّا ما يراه‌ الحقير في‌ تنصيبها بمقام‌ معاون‌ الامين‌ العام‌ لمنظمة‌ الامم‌ و مقام‌ رئاسة‌ الصندوق‌ العالمي‌ للامور السكّانيّة‌ ، فهو انّ اولئك‌ النصّابين‌ و المخطّطين‌ و محرّكي‌ العرائس‌ من‌ وراء الستار قد أرادوا الاستفادة‌ إلی أقصي‌ حدّ من‌ موقعها و وضعها لصالح‌ أهدافهم‌ و خطّتهم‌ في‌ هجومهم‌ الشامل‌ علی المسلمين‌ ، لذا فقد عيّنوها بهذه‌ السمة‌ منذ مدّة‌ كي‌ يفيدوا اليوم‌ منها:

 أوّلاً: رئاسة‌ الصندوق‌ و معاونة‌ الامين‌ العام‌ للمنظمة‌ من‌ قبل‌ امرأة‌ شرقيّة‌ أمر سيوجب‌ حثّ النساء و ترغيبهنّ علی الدخول‌ في‌ الامور الاجتماعيّة‌ و التصدّي‌ لمقام‌ الصدارة‌ ، مما يسبّب‌ ـ شئتَ أم‌ أبيتَ ـ في‌ جرّ النساء خارجاً من‌ بيوتهن‌ ، و يحطّم‌ تلك‌ المتانة‌ في‌ حياتهنّ و في‌ ادارتهنّ أمور البيت‌ و انجاب‌ الاولاد و ترتيب‌ اوضاع‌ البيت‌ ، و يسلب‌ منهنّ اطمئنان‌ الخاطر و تدبير المنزل‌ ، و هذا هدف‌ أساسيّ مهم‌ للاستعمار ، فالعقلاء يعلمون‌ انّ أمثال‌ هذه‌ الرئاسات‌ لا أهميّة‌ لها ، الاّ انّها تمتلك‌ أهميّة‌ للعامّة‌ ، و لطائفة‌ النساء خاصّة‌.

 و ثانياً: انّ مسؤوليتها للحدّ من‌ السكّان‌ أكثر تأثيراً و تأكيدا. لانّها تنتمي‌ إلی دين‌ المسلمين‌ و طبقتهم‌ ، علی العكس‌ تماماً ممّا كان‌ سيحصل‌ لو جاء «خاوير بيريز دوكوئيار» إلی ايران‌ و قام‌ بإلقاء الخطب‌ و اجراء اللقاءات‌ و الندوات‌ ، فانّ ذلك‌ لم‌ يكن‌ ليؤثّر شيئاً.[12]

 و ثالثاً: كونها امرأة‌ ، و المرأة‌ أكثر تأثيراً في‌ النساء ، و كلامها أكثر تأثيراً فيهنّ من‌ الرجل‌. لذا فانّ النساء حين‌ يعلمن‌ ان‌ طبيبة‌ أخصّائيّة‌ نسائية‌ تقترح‌ عليهنّ اقتراحاً للعقم‌ فانّهن‌ سيوافقن‌ علی ذلك‌.

 و هنا بحث‌ عمّا اذا كانت‌ السيدة‌ الدكتورة‌ نفسها مطّلعة‌ علی حقيقة‌ مأموريّيتها و العواقب‌ الوخيمة‌ المترتّبة‌ عليها أم‌ لا؛ فمن‌ الممكن‌ ان‌ لا يكون‌ لديها اطلاع‌ علی ذلك‌ ، و ان‌ يكون‌ اولئك‌ السياسيّون‌ و مديرو العالم‌ قد أبقوها في‌ معزل‌ عن‌ جريان‌ أسرار أعمالهم‌ هذه‌ ، و انّها كانت‌ غير مدركة‌ لما ذكر الحقير في‌ هذه‌ الرسالة‌ مختصراً منه‌.

 و في‌ هذه‌ الحال‌ فانّ نصيحة‌ الحقير الابويّة‌ أو الاخويّة‌ ، هي‌ أن‌ تقوم‌ بمجرّد الاطّلاع‌ بالرجوع‌ عن‌ هذه‌ المناصب‌ الاعتباريّة‌ الواهية‌ ، التي‌ ليس‌ لها من‌ نتيجة‌ الاّ في‌ جعلها ءالةً مسيّرة‌ في‌ أيدي‌ الكفّار ، فتقوم‌ بالإستقالة‌ من‌ رئاسة‌ الصندوق‌ و من‌ رئاسة‌ الادارة‌ العامة‌ للمنظمة‌ ، و تعود إلی وطنها المألوف‌ و مسقط‌ رأسها البري‌ء من‌ الدنس‌ ، كي‌ لا تكون‌ ـ أكثر من‌ هذاـ ءالة‌ مسيّرة‌ للاستعمار ، و لتقضي‌ ءاخر عمرها بسلامة‌ و عافية‌ نفسية‌.

 و السّلامُ عليها و علينا و علی عباد الله‌ الصّالحين‌.

 الرجوع الي الفهرس

[1] ـ «فرماسونري‌ و يهود» ترجمة‌ جعفر سعيدي‌ عن‌:

 YAHUDILIK VE MASON LUK Bilim ARASTIRMA GRUBU , istanbul - 1986  دار نشر «علمي‌» طهران‌ ، الطبعة‌ الاولي‌، 1369 ، ص‌ 55.

 [2] ـ جاء في‌ تقرير لوكالة‌ أنباء الجمهورية‌ الاءسلاميّة‌ بتاريخ‌ 15 / 12 / 72:  «طلب‌ رئيس‌ القوّة‌ القضائيّة‌ ، في‌ لقاءه‌ بمسؤولي‌ لجنة‌ الامام‌ الخميني‌ للاءغاثة‌ ، بذل‌ هذه‌ المؤسّسة‌ جهوداً أكبر في‌ تعليم‌ القرويّين‌ بهدف‌ الحدّ من‌ زيادة‌ عدد السكّان‌.»

 [3] ـ و من‌ المثير للدهشة‌ ان‌ تلك‌ القضيّة‌ وقعت‌ علي‌ وجه‌ الدقّة‌ في‌ اليوم‌ الذي‌ كتبت‌ فيه‌ جريدة‌ «قدس‌» في‌ مشهد (أي‌ يوم‌ الاربعاء 12 مرداد 1373 ـ 24 صفر 1415 ) بخطّ كبير في‌ صفحتها الاولي‌ تقول‌: «نشر ثقافة‌ التغذية‌ بحليب‌ الام‌ أمر صائب‌ ، ولكن‌ وزّعوا الحليب‌ المجفّف‌ المخزون‌». ثم‌ كتبت‌ بعده‌ تقول‌:

 أحد الاخصّائيين‌ في‌ المركز الصحّي‌ للمحافظة‌ يقول‌: «قسيمة‌ الحليب‌ المجفّف‌ تُعطي‌ في‌ الوقت‌ الحاضر فقط‌ للمواليد الجدد الذين‌ لا تستطيع‌ أمّهاتهم‌ في‌ كلّ الاحوال‌ إرضاعهم‌». ثم‌ كتبت‌ الجريدة‌ بالخطّ الاحمر الكبير: (وصلت‌ مصروفات‌ الحليب‌ المجفّف‌ في‌ محافظة‌ خراسان‌ من‌ 14 ألف‌ علبة‌ كارتون‌ خلال‌ الاشهر العديدة‌ السابقة‌ الي‌ 7 ءالاف‌ علبة‌ كارتون‌ في‌ الوقت‌ الحاضر). ثم‌ كتبت‌ بعده‌ بالخطّ الاسود: (اذا استمرّ النهج‌ الفعلي‌ لتوزيع‌ الحليب‌ المجفّف‌ ، فانّ الكثير من‌ الحليب‌ المجفّف‌ الموجود في‌ المخازن‌ سيتلف‌). أحد مسؤولي‌ الصيدليات‌ في‌ مشهد: (اذا استمر النهج‌ الفعلي‌ لتوزيع‌ الحليب‌ المجفّف‌ ، فانّ تاريخ‌ استعماله‌ سينقضي‌ و ستصبح‌ مقادير كبيرة‌ من‌ علب‌ الحليب‌ المجفّف‌ عُرضةً للتلف‌). ثمّ شرعت‌ الجريدة‌ في‌ الصفحة‌ 11 بشرح‌ ذلك‌ و بيان‌ تفصيله‌.

 [4] ـ كان‌ منزل‌ أب‌ الحقير يقع‌ في‌ طهران‌ ، شارع‌ «جمهوري‌ اسلامي‌» (شاه‌ ءاباد سابقاً)، زقاق‌ حمّام‌ الوزير ، حيث‌ ولد الحقير هناك‌ و كان‌ يقابل‌ ذلك‌ الزقاق‌ زقاق‌ ءاخر يُدعي‌ زقاق‌ مشهدي‌ مهدي‌ البقّال‌ و كان‌ لمشهدي‌ مهدي‌ زوجة‌ مشهورة‌ عند عامّة‌ الناس‌ بإسم‌ (زوجة‌ مشهدي‌ مهدي‌) ، و كانت‌ من‌ القابلات‌ القديمات‌ المجربّات‌ و الخبيرات‌ ، حيث‌ يمضي‌ علي‌ وفاتها ستّون‌ سنة‌. رحمة‌ الله‌ عليها.

 [5] ـ و قد جري‌ في‌ مجلّة‌ «دانشمند» العدد 6 ، بتاريخ‌ شهريور 1372 هـ ش‌ اظهار تلك‌ التعليمات‌ حرفيّاً علي‌ شكل‌ الحثّ و الترغيب‌ علي‌ قطع‌ النسل‌. و أظهرت‌ المجلّة‌ اضطرابها صريحاً من‌ تكاثر المسلمين‌ و زيادتهم‌ و خاصّةً الشباب‌ منهم‌ ، فقالت‌ في‌ ص‌ 62: «و قد مرّ زمن‌ قصير علي‌ نسيان‌ أهميّة‌ هذه‌ التأثيرات‌ المدمّرة‌ لزيادة‌ السكّان‌ في‌ بلدنا ، ثم‌ كتبت‌ احدي‌ كرّاسات‌ الدليل‌ السياحي‌ الايراني‌ الذي‌ طبعته‌ وزارة‌ الثقافة‌ و الاءرشاد قبل‌ عدّة‌ سنوات‌ تقول‌ في‌ شأن‌ عدد سكّان‌ بلدنا علي‌ أساس‌ الاحصاء العام‌ لسنة‌ 1365 هـ ش‌: انّ هناك‌ في‌ حدود 46 % من‌ السكّان‌ من‌ مجموعة‌ الاعمار الواقعة‌ تحت‌ سنّ الـ 15 سنة‌. و لذلك‌ فانّ سكّان‌ ايران‌ يعتبرون‌ من‌ ناحية‌ تركيب‌ الاعمار من‌ بين‌ أكثر الجمعيّات‌ السكّانيّة‌ فتوّةً وشباباً بين‌ دول‌ العالم‌. و هم‌ لذلك‌ مجتمع‌ مليّء بنشاط‌ الشباب‌ و حماسهم‌.» ثم‌ تبدأ المجلّة‌ بمناقشة‌ جماعة‌ الشباب‌.

 أيمكن‌ ـ يا تري‌ ـ أن‌ تكون‌ هذه‌ المجلّة‌ و هذا الاءعلام‌ و هذه‌ النظرة‌ شيئاً غير حكاية‌ تعاليم‌ الاستعمار الصريحة‌ لا الخفيّة‌ المستترة‌ ، و الاّ السخرية‌ من‌ ثورة‌ الشعب‌ الايراني‌ المسلم‌ ، و الاستهزاء بالسنّة‌ القاطعة‌ النبويّة‌ ، و جرّ الامّة‌ الي‌ القضاء علي‌ النسل‌ و العقم‌ ؟!

 [6] ـ «خاطرات‌ همفر؛ جاسوس‌ انگليسي‌ در ممالك‌ اسلامي‌» ترجمة‌ الدكتور حسين‌ مؤيّدي‌ ، طبع‌ دار نشر (أميركبير) الطبعة‌ الاولي‌ ، ص‌ 75

 [7] ـ لا حظوا كيف‌ تتحدّث‌ مجلّة‌ «دانشمند» العدد 6 ، بتاريخ‌ شهريور 1372 ، ضمن‌ مقالة‌ بعنوان‌ «السيل‌ السكّاني‌ لايزال‌ في‌ الطريق‌» ، ص‌ 64 عن‌ الثورة‌ الاسلامية‌ خلال‌ السنوات‌ الخمس‌ عشرة‌ الاخيرة‌ بحدّة‌ و غضب‌ ، و كأنّها نسخة‌ مصوّرة‌ عن‌ وزير الخارجية‌ اليوناني‌ فتقول‌: «بلي‌ ، انّ مجتمعنا يجني‌ الا´ن‌ ثمار غفلته‌ التي‌ سبّبت‌ رفع‌ اليد عن‌ العمل‌ ببرامج‌ تنظيم‌ العائلة‌ قبل‌ حدود خمس‌ عشرة‌ سنة‌. و من‌ الامور المثيرة‌ للدهشة‌ و الاستغراب‌ انّه‌ لايزال‌ هناك‌ بيننا الا´ن‌ من‌ يتخيّلون‌ خطأً ـ بدون‌ الالتفات‌ الي‌ الامور الواقعية‌ والمشاكل‌ الراهنة‌ ـ انّ زيادة‌ عدد السكّان‌ ستكون‌ سبباً لاقتدار و قوّة‌ بلدنا. و المثال‌ علي‌ ذلك‌ أحد ممثّلي‌ مجلس‌ الشوري‌ المخالفين‌ الذي‌ ادّعي‌ قبل‌ عدّة‌ أشهر ، و قبل‌ المصادقة‌ علي‌ لائحة‌ تنظيم‌ العائلة‌ و الحدّ من‌ السكّان‌ في‌ مجلس‌ الشوري‌ الاسلامي‌:

 «انّ سنّة‌ نبيّ الاسلام‌ (ص‌) القاطعة‌ في‌ زيادة‌ النسل‌. انّني‌ اتصوّر أنّكم‌ ستكونون‌ قد خالفتم‌ الشرع‌ اذا ما وافقتم‌ علي‌ هذه‌ اللائحة‌!»

 «اما ءاية‌ الله‌ ناصر مكارم‌ الشيرازي‌ ، رئيس‌ الحوزة‌ العلمية‌ في‌ قم‌ فيستدّل‌ ببلاغة‌...»

 ثم‌ تذكر المجلّة‌ قسماً من‌ كلامه‌ ، ثم‌ تعقّب‌ فتقول‌: «و لربّما لهذه‌ الوجهة‌ كان‌ سعدي‌ يعتقد قبل‌ سبعة‌ قرون‌ انّ الزيادة‌ غير المدروسة‌ للسكّان‌ لن‌ تكون‌ فقط‌ سبباً للاءقتدار ، بل‌ انّه‌:

 گر گدا پيشرو لشكر اسلام‌ بود كافر از بيم‌ توقّع‌ برود تا در چين‌  *و بالالتفات‌ الي‌ متن‌ المطالب‌ التي‌ ذكرناها في‌ هذا الكتاب‌ ، فانّ من‌ الجلّي‌ ان‌ هذا الكلام‌ غير صائب‌. فقد كانت‌ عظمة‌ الاسلام‌ و تزايد الشباب‌ الاقوياء الفدائيين‌ المظفرّين‌ المنصورين‌ طيّ هذه‌ السنين‌ الخمسة‌ عشرة‌ هي‌ التي‌ حطّمت‌ العمود الفقري‌ للاستعمار ، وأوصلت‌ صدي‌ أنين‌ سياسيّي‌ الغرب‌ سكنة‌ القصور الي‌ الثريّا. و هذا الهراء الّذي‌ يُتحدّث‌ به‌ الا´ن‌ انّما هو من‌ الخوف‌ و الحيرة‌ العظيمة‌ التي‌ ملات‌ كيانهم‌ و وجودهم‌ ، فهم‌ قلقون‌ من‌ نهضة‌ جديدة‌ لهذا الشعب‌ تجعله‌ يتقدّم‌ في‌ مسيرته‌ الي‌ الامام‌ أكثر ممّا فعل‌ من‌ قبل‌.

  * ترجمة‌ الشعر: إن‌ كان‌ الشحّاذ طلائع‌ جيش‌ الاءسلام‌ ، فانّ الكافر سيهرب‌ خوفاً من‌ السؤال‌ و التوقع‌ الي‌ بوّابة‌ الصين‌!

 [8] ـ نقلناه‌ في‌ هذه‌ المجموعة‌ ص‌ 212 ، عن‌ جريدة‌ «خراسان‌»

 [9] ـ جريدة‌ «اطلاعات‌» 9 رجب‌ 0 141 ( 16 بهمن‌ 1368 ) ، العدد 18969 ، ص‌ 6 ، عن‌ السيّد جلال‌ مير ءاقائي‌ جعفري‌ ـ القسم‌ السياسي‌ للجلسات‌ الاسبوعيّة‌ لحزب‌ الله‌ قم‌

 [10] ـ أصل‌ الاستفتاء و الفتوي‌ كما ورد بالفارسيّة‌:

 «بسم‌ الله‌ الرحمن‌ الرحيم‌ ، حضرت‌ ءاية‌ الله‌ العظمي‌ أراكي‌ دامت‌ بركاته‌؛ جلوگيري‌ از حمل‌ با بستن‌ لوله‌هاي‌ رحم‌ يا عِنّين‌ كردن‌ مردان‌ ، و يا گذاشتن‌ دستگاههاي‌ آي‌. يو. دي‌ كه‌موجب‌ لمس‌ و نظر مي‌شود؛ آيا اشكال‌ دارد يا نه‌ ؟

 بسمه‌ تعالي‌ ، عقيم‌ كردن‌ جائز نيست‌ مگر اينكه‌ خطر جاني‌ براي‌ زن‌ باشد و راه‌ علاج‌ منحصر باشد به‌ عقيم‌ كردن‌. در اينصورت‌ اشكال‌ ندارد. و لمس‌ و نظر به‌ عورت‌ زن‌ براي‌ غير شوهر جائز نيست‌.

 شمارة‌ 694 مهر: دفتر استفتاء آية‌ الله‌ العظمي‌ اراكي‌»

 [11] ـ مجلّة‌ (أنديشه‌) ، 5 ديماه‌ 1371 ، ص‌ 3 ، استفتاءآت‌ القائد المعظّم‌ ، القسم‌ الثالث‌. و أصل‌ الاستفتاء و الفتوي‌ كما وردت‌ بالفارسية‌ كالا´تي‌:

 «سؤال‌: چه‌ مي‌فرمائيد در مورد كنترل‌ مواليد بوسيلة‌ راههائي‌ كه‌ به‌ نقص‌ عضو منجرّ نمي‌شود مانند گذاردن‌ دستگاه‌ ءاي‌. يو. دي‌ و غيره‌ ؟

 جواب‌: جلوگيري‌ از حمل‌ اگر موجب‌ نازائي‌ و منجرّ به‌ فساد و نقص‌ عضو نشود و چگونگي‌ عمل‌ مستلزم‌ نظر و لمس‌ محرّم‌ شرعي‌ نباشد اشكال‌ ندارد ، و گرنه‌ جائز نيست‌.»

 [12] ـ كان‌ «دكوئيار» رئيساً للمنظمة‌ الدولية‌ في‌ زمن‌ أول‌ سفر لهذه‌ السيّدة‌ الي‌ ايران‌ ، أي‌ قبل‌ خمس‌ سنوات‌ ، امّا الا´ن‌ فقد صار رئيسها «بطرس‌ غالي‌» وزير خارجية‌ مصر سابقاً.

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com