بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب نورملكوت القرآن/ المجلد الاول / القسم العاشر: معنی القرآن و الفرقان، کیفیة الوحی

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

مواعظ سیّد الشهداء علیه السلام وإنکار أهل الکوفة

 ثمّ قال‌ :  أَمَّا بَعْدُ ؛ فَانْسِبُونِي‌ وَانْظُرُوا مَنْ أَنَا؟ ثُمَّ ارْجِعُوا إلَی‌ أَنْفُسِكُمْ وَعَابِتُوهَا فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلَحُ لَكُمْ قَتْلِي‌ وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِي‌ ؟! أَوَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ ؟ وَابْنَ وَصِيِّهِ ، وَابْنَ عَمِّهِ ، وَأَوَّلَ المُؤْمِنِينَ المُصَدِّقِ لِرَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ ؟! أَوَلَيْسَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِي‌ (عَمِّ أَبي‌) ؟

 أَوَلَيْسَ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ فِي‌الجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ عَمِّي‌ ؟ أَوَلَمْ يَبْلُغْكُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ لِي‌ وَلاِخِي‌ : هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ؟!

 فَإنْ صَدَّقْتُمُونِي‌ بِمَا أَقُولُ وَهُوَ الحَقُّ ، وَاللَهِ مَا تَعَمَّدْتُ كَذِبَاً مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ اللَهَ يَمْقُتُ عَلَیْهِ أَهْلَهُ ، وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي‌ فَإنَّ فِيكُمْ مَنْ إنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْ ذَلِكَ أَخْبَرَكُمْ ، سَلُوا جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَهِ الاْنْصَارِيّ ؛ وَأَبَا سَعِيدٍ الخُدَرِيّ ، وَسَهْلَ بنَ سَعْدِ السَّاعِدِيّ ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمْ ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكَ يُخْبِرُوكُمْ أَنـَّهُمْ سَمِعُوا هَذِهِ المَقَالَةَ مِنْ رَسُولِ اللَهِ لِي‌ وَلاِخِي‌ ، أَمَا فِي‌ هَذَا حَاجِزٌ لَكُمْ عَنْ سَفْلِ دَمِي‌ ؟!

 فقال‌ له‌ شمر بن‌ ذي‌ الجوشن‌ : هو يعبد الله‌ علی‌ حرف‌ إن‌ كان‌ يدري‌ ما تقول‌ . [233]

 فقال‌ حبيب‌ بن‌ مظاهر : والله‌ إنّي‌ لارداك‌ تعبد الله‌ علی‌ سبعين‌ حرفاً ، وأنا أشهد أنّك‌ صادقٌ وماتدري‌ ما يقول‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌ ، وقد طبع‌ الله‌ علی‌ قبلك‌ .

 ثمّ قال‌ لهم‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌ :  فَإِنْ كُنْتُم‌ فِي‌ شَكٍّ مِنْ هَذَا أَفَتَشُكُّونَ أَنِّي‌ ابْنُ بِنْتِ نَبِيُّكُمْ ؟ فَوَاللَهِ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ابْنُ بِنْتِ نَبِيٍّ غَيْرِي‌ فِيكُمْ وَلاَ فِي‌ غَيْرِكُمْ ، وَيْحَكُمْ أَتَطْلُبُونِي‌ بِقَتِيلٍ مِنْكُمْ قَتَلْتُهُ ؟ أَوْ مَالٍ اسْتَهْلَكْتُهُ ؟ أَوْ بِقَصَاصٍ جُراحَةٍ ؟

 فأخذوا لا يكلّمونه‌ ، فنادي‌ :

 يَا شَبَثُ بْنُ رِبْعِيّ ! وَيَا حَجَّارُ بْنُ أَبْجَر ! وَيَا قَيْسُ بْنُ الاْشْعَث‌ ! وَيَا يَزِيدُ بْنُ الحَارِثِ ! أَلَمْ تَكْتُبُوا إلَی أَنْ قَدْ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَاخْضَرَّ الجَنَابُ وَإنَّمَا تَقْدِمُ عَلَی‌ جُنْدٍ لَكَ مُجَنَّدٍ فَأَقْبَلْ ؟

فقالوا : لم نفعل .

قال : سبحان الله ! بلی والله لقد فعلتم .

ثم قال : ایها الناس اذا  کرهتمونی فدعونی انصرف عنکم الی مأمنی من الارض.

فقال له قیس بن الاشعث : أولا تنزل علی حکم بنی عمک ؟ فانهم لم یروک ا لا ما تحب و لن یصل الیک منهم مکروه .

فقال الحسین علیه السلام : لا والله لا اعطیکم بیدی اعطاء الذلیل و لا اقر قرار العبید !

ثم نادی : یا عباد الله ! انی عذت بربی و ربکم ان ترجمون انی اعوذ بربی و ربکم من کل   متکبر لا یومن بیوم الحساب.

ثم اناخ راحلته و امر عقبة بن سمعان فعقلها و اقبلوا یزحفون نحوه[234]

 قال‌ في‌  « نفس‌ المهموم‌ »، ص‌ 149 ، بعد ذكر الخطبة‌ الثانية‌ للإمام‌ علیه‌ السلام‌  تَبَّاً لَكُمْ أَيـُّهَا الجَمَاعَةُ وَتَرَحَاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالهِيهَ فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ :  ويعجبني‌ في‌ هذا المقام‌ نقل‌ كلام‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ « شرح‌ النهج‌ »  عند ذكر الابيّين‌ من‌ احتمال‌ الضيّم‌ والذلّ ، قال‌ : سيّدُ أهل‌ الإباء الذي‌ علّم‌ الناسَ الحميّة‌ والموت‌ تحت‌ ظِلال‌ السيوف‌ اختياراً له‌ علی‌ الدنيّة‌ أبو عبد الله‌ الحسين‌ بن‌ علیّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ ، عُرض‌ علیه‌ وعلی‌ أصحابه‌ الامان‌ فأنف‌ من‌ الذلّ ، ثمّ ذكر قوله‌ :  أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَنِي‌ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ : بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ ،  إلی‌ آخر الخطبة‌ . ثمّ يقول‌ ابن‌ أبي‌ الحديد : سمعتُ النقيب‌ أبا زيد يحيي‌ بن‌ زيد العلويّ البصريّ يقول‌ : كأنّ أبيات‌ أبي‌ تمام‌ في‌ محمّد بن‌ حميد الطائيّ ما قيلت‌ إلاّ في‌ الحسين‌ علیه‌ السلام‌ :

 وَقَدْ كَانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فَرَدَّهُ                         إلَیهِ الحِفَاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعْرُ

 وَنَفْسٌ تَعَافُ الضَّيْمَ حَتَّي‌ كَأَنـَّهُ                           هُوَ الكُفْرَ يَوْمَ الرَّوْعِ أَوْ دُونَهُ الكُفْرُ

 فَأَثْبَتَ فِي‌ مُسْتَنْقَعِ المَوْتِ رِجْلَهُ             وَقَالَ لَهَا مِنْ تَحْتِ أَخْمَصِكِ الحَشْر

ُ تَرَدَّي‌ ثِيَابَ المَوْتِ حُمْرَاً فَمَا أَتَي‌                         لَهَا اللَّيْلُ إلاَّ وَهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ

 الرجوع الي الفهرس

البخث الثالث:

أحکام القرآن مطابقةللحق، وخالدة أبد الدهر

            ِبسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد للَّه‌ ربّ العالمين‌ ولا حول‌ ولا قوّة‌ إلاّ بالله‌ العلی‌ّ العظيم‌

وصلَّي‌ الله‌ علی‌ محمّد وآله‌ الطاهرين‌

ولعنة‌ الله‌ علی‌ أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الا´ن‌ إلی‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 وَإِنَّكَ لَتُلَقَّي‌ الْقُرْءَانَ مِن‌ لَّدُنْ حَكِيمٍ علیمٍ. [235]

 قال‌ سماحة‌ آية‌ الله‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ قدّس‌ الله‌ نفسه‌ في‌ التفسير القرآن‌ اسم‌ لكتاب‌ الله‌ باعتبار قراءته‌، والتلقية‌ قريبة‌ المعني‌ من‌ التلقين‌، وتنكير حكيم‌ علیم‌ للتعظيم‌. والتصريح‌ بكون‌ هذا القرآن‌ من‌ عنده‌ تعإلی‌ ليكون‌ ذلك‌ حجّةً علی‌ الرسالة‌، وتأييداً لما تقدّم‌ من‌ المعارف‌، ولصحّة‌ ما سيذكره‌ من‌ قصص‌ الانبياء علیهم‌ السلام‌. وتخصيص‌ الاسمينِ الكريمينِ حكيم‌ وعلیم‌ للدلالة‌ علی‌ نزوله‌ من‌ ينبوع‌ الحكمة‌، فلا ينقضه‌ ناقض‌ ولا يوهنه‌ موهن‌، ومنبع‌ العلم‌ فلا يكذب‌ في‌ خبره‌ ولا يخطي‌ في‌ قضائه‌. [236]

 الرجوع الي الفهرس

فی معنی القرآن و الفرقان

 وقد اشتّي‌ لفظ‌ القرآن‌ من‌ مادّة‌ قَرَأَ يَقْرَأُ قَرَاءَةً وَقُرْآنَاً، أي‌ جمع‌ بعض‌ الشي‌ء إلی‌ بعضه‌ الا´خر؛ ولان‌ الإنسان‌ يجمع‌ وقت‌ القراءة‌ الحروف‌ ويضمّ بعضها إلی‌ البعض‌ الا´خر فتصير كلمةً، ثمّ ينشأ العبارة‌ والكلام‌، فقد قبل‌ للكلام‌ والتلاوة‌ قراءةً.

 والقرآن‌ مصدر من‌ هذا الباب‌، ثمّ جُعل‌ عَلَمًا للكتاب‌ السماويّ للمسملين‌، المُنزل‌ علی‌ النبيّ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌، ودُعي‌ بالقرآن‌ لان‌ العقائد الحقّة‌ الواقعيّة‌ والاحكام‌ والمواعظ‌ والقصص‌ قد جُمعت‌ فيه‌.

 وقال‌ بعض‌ العلماء رضوان‌ الله‌ علیهم‌: إنّ علّة‌ عسمية‌ القرآن‌ قرآناً أنـّه‌ كان‌ من‌ بين‌ جميع‌ الكتب‌ السماويّة‌ ثمرتها وعصارتها جميعاً، بل‌ قد جُمع‌ فيه‌ عُصارة‌ وثمرة‌ العلوم‌ الحقّة‌ بأكلمها، ويمكن‌ أن‌ نستبين‌ فيه‌ تفصيل‌ كلّ شي‌ء، كما قال‌ تعإلی‌:

 لَقَدْ كَانَ فِي‌ قَصَصِهِمْ عِبْرَةً لاّ لِي‌ الاْ لْبَـ'بِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَي‌' وَلَـ'كِن‌ تَصْدِيقَ الَّذِي‌ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًي‌ وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. [237]

 وكذلك‌ عدّ القرآن‌ تبياناً ومظهراً لكلّ شي‌ء:

 وَنَزَّلْنَا علیكَ الْكِتَـ'بَ تِبْيَـ'نًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًي‌ وَرَحْمَةً وَبُشْرَي‌' لِلْمُسْلِمِينَ. [238]

 والشاهد علی‌ قولنا هو الا´يات‌ القرآنيّة‌ الدالّة‌ علی‌ هذا المعني‌، مثل‌ آية‌:

 لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ علینَا جَمْعَهُ و وَقُرْءَانَهُ و * فَإِذَا قَرَأْنَـ'هُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ و * ثُمَّ إِنَّ علینَا بَيَانَهُ. [239]

 وآية‌: وَقُرْءَانًا فَرَقْنَـ'هُ لِتَقْرَأَهُ و علی‌ النَّاسِ علی‌' مُكْثٍ وَنَزَّلْنَـ'هُ تَنْزِيلاً. [240]

 ومن‌ أسماء القرآن‌ أيضاً: الفرقان‌، من‌ مادّة‌ فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقَاً وَفُرْقَانَاً، من‌ التفريق‌ بين‌ الاجزاء، لذا فقد عرفنا في‌ الا´ية‌ الاخيرة‌ وَقُرْءَانًا فَرَقْنَـ'هُ أنّ مضاها: أنّا فصّلنا القرآن‌ جزءاً جزءاً وأتقنّاه‌ وأحكمناه‌.

 وعلی‌ هذا فإنّ مصدرها الفُرْقَان‌ بمعني‌ الفارق‌ والفارق‌ بين‌ الحقّ والباطل‌؛ ولانّ هذا الكتاب‌ السماويّ المبين‌ كتابُ فصلٍ وليس‌ بالهزل‌، وكتاب‌ حقّ لاباطل‌، فهو الفاصل‌ والمميّز والمفرّق‌ بين‌ الحقّ والباطل‌:

 شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي‌´ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًي‌ لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـ'تٍ مِّنَ الْهُدَي‌' وَالْفُرْقَانِ. [241]

 وقد ورت‌ لفظة‌ الفُرقان‌ في‌ سبعة‌ مواضع‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌، وكانت‌ تعني‌ في‌ تلك‌ المواضع‌ جميعاً القدرة‌ علی‌ تشخيص‌ الحقّ من‌ الباطل‌، والنور والبصيرة‌ الحاصلة‌ للمؤمنين‌ إثر التقوي‌.

 والقرآن‌ الشامل‌ لجميع‌ المعارف‌ أعمّ وأشمل‌ ممّا كان‌ يوحي‌ للانبياء السابقين‌ وبُيّن‌ لنبيّنا، وأعمّ ممّا أُوحي‌ إلی‌ رسول‌ الله‌ نفسه‌ هو أيضاً فرقان‌.

 ويستفاد من‌ الروايات‌ الواردة‌ عن‌ الائمّة‌ المعصومين‌ صلوات‌ الله‌ وسلامه‌ علیهم‌ أجمعين‌ أنّ القرآن‌ يُطلق‌ علی‌ مجموع‌ الا´يات‌ الإلهيّة‌، المحكم‌ منها والمتشابه‌، في‌ حين‌ يُطلق‌ الفرقان‌ علی‌ الا´يات‌ المحكمة‌ خاصةً.

 يروي‌ في‌ تفسير « نور الثقلين‌ » عن‌ « أُصُول‌ الكافي‌ » عن‌ علی بن‌ إبراهيم‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ ابن‌ سنان‌ أو عن‌ غيره‌، عمّن‌ ذكره‌ قال‌:

 سَأَلَْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ علیهِ السَّلاَمُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالفُرْقَانِ أَهْمَا شَيْئَانِ أَوْ شَيْءٌ وَاحِدٌ ؟ فَقَالَ علیهِ السَّلاَمُ: القُرْآنُ جُمْلَةُ الكِتَابِ وَالفُرْقَانُ المُحْكَمُ الوَاجِبُ العَمَلُ بِهِ. [242]

 وورد كذلك‌ في‌ « الصحيفة‌ السجّاديّة‌ » في‌ دعاء ختم‌ القرآن‌ قوله‌:

 اللَهُمَّ إنَّكَ أَعَنْتَنِي‌ علی‌ خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي‌ أَنْزَلْتَهُ نُورَاً؛ وَجَعَلْتَهُ مُهَيمِنَاً علی‌ كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ؛ وَفَضَّلْتَهُ علی‌ كُلِّ حَدِيثٍ قَصَصْتَهُ ! وَفُرْقَانَاً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلاَلِكَ وَحَرَامِكَ ! وَقُرْآنَاً أَعْرَبْتَ بِهِ عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ. [243]

 الرجوع الي الفهرس

القرآن مجد و عظمة و متانة و وضوح

 ويصف‌ كثير من‌ الا´يات‌ القرآنيّة‌ القرآن‌ بأنـّه‌ كتاب‌ مبين‌ له‌ نور وجلاله‌ ومجد وعظمة‌ وحكمة‌، كما في‌ الا´يات‌ التإلیة‌:

 ق‌´ وَالْقُرْءَانِ الْمَجَِيدِ. [244]

 بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ * فِي‌ لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ.[245]

 يس‌´ * وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ.[246]

 إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ * فِي‌ كِتَـ'بٍ مَّكْنُونٍ.[247]

 ال´ر تِلْكَ ءَايَـ'تُ الْكِتَـ'بِ وَقُرْءَانٍ مُّبِينٍ. [248]

 وَهَـ'ذَا كِتَـ'بٌ أَنزَلْنَـ'هُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي‌ بَيْنَ يَدَيْهِ. [249]

 وَهَـ'ذَا كِتَـ'بٌ أَنزَلْنَـ'هُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ. [250]

 وعلاوة‌ علی‌ هذه‌ الا´يات‌ ونظائرها الدالّة‌ علی‌ أصالة‌ وثبات‌ وحقّانيّة‌ القرآن‌ وامتناع‌ ورود الباطل‌ والتردّد فيه‌، فهناك‌ آيات‌ أُخري‌ في‌ هذا الكتاب‌ العزيز أمّا أن‌ تسند تنزيل‌ القرآن‌ إلی‌ الله‌ مباشرةً، كأية‌: الرَّحْمَـ'نُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ. [251]

 وآية‌: حَم‌´ * تَنزِيلُ الْكِتَـ'بِ مِنَ اللَهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ. [252]

 أو بواسطة‌ الوحي‌ منه‌، كآية‌: نَحْنُ نَقُصُّ علیكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَا إلَیكَ هَـ'ذَا الْقُرْءَانَ وَإِن‌ كُنتَ مِن‌ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَـ'فِلِينَ. [253]

 أو تعدّه‌ بواسطة‌ وحي‌ الروح‌، والروج‌ الامين‌، وروح‌ القدس‌، وجبرائيل‌، كآية‌: وَكَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إلَیكَ رُوحًا [254] مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي‌ مَا الْكِتَـ'بُ وَلاَ الإمَـ'نُ وَلَـ'كِن‌ جَعَلْنَـ'هُ نُورًا نَّهْدِي‌ بِهِ مَن‌ نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي‌´ إلَی‌' صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَ طِ اللَهِ الَّذِي‌ لَهُ و مَا فِي‌ السَّمَـ'وَ تِ وَمَا فِي‌ الاْرْضِ أَلاَ´ إلَی‌ اللَهِ تَصِيرُ الاْمُورُ. [255]

 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاْمِينُ * علی‌' قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبّيٍّ مُّبِينٍ. [256]

 قُلْ نَزَّلَهُ و رُوحُ الْقُدُسِ مِن‌ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا. [257]

قل من کان عدواً لجبریل فانه نزَّله علی قلبک باذن الله.[258]

 أو أنـّه‌ كان‌ يوحي‌ بواسطة‌ أعوان‌ جبرائيل‌ ومساعديه‌، وكانت‌ آيات‌ القرآن‌ تنزل‌ في‌ ألواح‌ أو شبه‌ ألواح‌ بأيدي‌ ملائكة‌ الوحي‌ وسفراء الحقّ تعإلی‌، وهم‌ ملائكة‌ كرام‌ بررة‌:

 كَلاَّ´ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن‌ شَآءَ ذَكَرَهُ * فِي‌ صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي‌ سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ. [259]

 ويبدو من‌ هذه‌ الا´يات‌ أن‌ الا´يات‌ القرآنيّة‌ كانت‌ تنزل‌ أحياناً بشكل‌ وحي‌ مباشر من‌ الله‌ تعإلی‌ إلی‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ وأحياناً بواسطة‌ روح‌ أعظم‌ من‌ الملائكة‌، وتنزل‌ تارةً بواسطة‌ جبرائيل‌ وهو أعظم‌ ملائكة‌ السماء، وتارةً أُخري‌ بواسطة‌ ملائكة‌ الوحي‌ الكثيرين‌ العاملين‌ تحت‌ إمرة‌ جبرائيل‌.

 وباعتبار تحديد الا´ية‌ القرآنيّة‌ المباركة‌ كلام‌ الله‌ سبحانه‌ مع‌ البشر بالوحي‌، أو من‌ وراء حجاب‌، أو بإرسال‌ رسول‌، وحصرها ذلك‌ بهذه‌ الاقسام‌ الثلاثة‌، فيمكن‌ بالتأكيد استنتاج‌ أنّ جميع‌ هذه‌ الاقسام‌ لنزول‌ الا´يات‌ من‌ قبل‌ الله‌، والروح‌ وجبرائيل‌، ومساعديه‌ من‌ الملائكة‌، لم‌ تكن‌ كلّها من‌ قبيل‌ الوحي‌:

 وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن‌ يُكَلِّمَةُ اللَهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن‌ وَرَآي‌ءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ و علی حَكِيمٌ * وَكَذَ لِكَ أَوْحَيْنَآ إلَیكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا [260]... الا´ية‌.

 فهذه‌ الا´ية‌ تعلن‌ بصراحةٍ تامّة‌ أنّ وحي‌ الله‌ غير نزول‌ جبرائيل‌ وإرسال‌ رسالة‌، لانّ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً الشامل‌ لنزول‌ جبرائيل‌ و سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ وسائر مساعديه‌ جُعل‌ قسيماً مع‌ إِلاَّ وَحْيًا.

 لذا فإنّ التكلّم‌ مع‌ البشر سوف‌ لن‌ يتعدّي‌ هذه‌ الطرق‌ الثلاثة‌، ومن‌ المسلّم‌ أنـّه‌ بالنسبة‌ إلی‌ رسول‌ الله‌ لم‌ يكن‌ مِن‌ وَرَآءِ حِجَابٍ، فيجب‌ أن‌ يكون‌ إمّا وحياً أو بواسطة‌ جبرائيل‌ وملائكته‌، وعلی‌ هذا فإنّ من‌ المؤكّد أن‌ يكون‌ كلام‌ الله‌ وحياً غير كلامه‌ بإرسال‌ جبرائيل‌ والملائكة‌.

 الرجوع الي الفهرس

کیفیة نزول وحی القرآن بواسطة الله و الروح و الملائکة

 أمّا الامر المهمّ الذي‌ يلقي‌ الضوء علی‌ المسألة‌، ويمكن‌ الاستعانة‌ به‌ لحلّ هذه‌ المسألة‌ وكثير غيرها من‌ المسائل‌، نظير ما ورد من‌ قبض‌ أرواح‌ الناس‌ من‌ قبل‌ الله‌ في‌ موضع‌، ومن‌ قبل‌ ملك‌ الموت‌ في‌ موضع‌ آخر، ومن‌ قبل‌ ملائكة‌ الموت‌ وقبض‌ الارواح‌ في‌ موضع‌ ثالث‌، وما ورد من‌ إرسال‌ المطر من‌ السماء وهبوب‌ الرياح‌ من‌ قبل‌ الله‌، وبواسطة‌ الملائكة‌، وبالاسباب‌ والعلل‌ الطبيعيّة‌، ونظير شفاء الامراض‌ من‌ قبل‌ الله‌، وبواسطة‌ الملائكة‌، وبالاسباب‌ والعلل‌ الطبيعيّة‌ والعلوم‌ الطبّيّة‌ وكثير غيرها [261] هو أن‌ نقول‌:

 تبعاً للادلّة‌ الفلسفيّة‌ في‌ الحكمة‌ المتعإلیة‌، ووفقاً للشواهد الذوقيّة‌ والعرفانيّة‌ في‌ المشاهدات‌ السّريّة‌ والملكوتيّة‌، وطبقاً لصراحة‌ الا´يات‌ القرآنيّة‌ الكريمة‌ وتواتر آثار المعصومين‌ وأخبارهم‌، فإنّ الله‌ عزّوجلّ واحد في‌ الذات‌، وفي‌ الاسم‌ والصفة‌، أي‌ لا ذات‌ غير ذاته‌ القدسيّة‌ في‌ عالم‌ الوجود ودائرته‌ الواسعة‌، ولا اسم‌ وصفة‌ غير أسمائه‌ وصفاته‌، ولا فعل‌ إلاّ فعله‌ هو.

 وما يبدو بالنظر البدوي‌ّ من‌ استقلالٍ في‌ الذوات‌، إنّما هو ذاته‌ هو، وما يُشاهد من‌ الاسماء والصفات‌، كالعالِم‌ والعِلْم‌، والقادر والقدرة‌، والحي‌ّ والحياة‌، إنّما هي‌ أسماؤه‌ وصفاته‌، وما يُشاهد من‌ الافعال‌ فهي‌ كلّها مطلقاً بلا استثناء فعله‌ هو.

 غاية‌ الامر أنّ نفس‌ ذاته‌، أو اسمه‌ وصفته‌ أو فعله‌، حين‌ تريد الظهور في‌ عالم‌ الكثرة‌ فإنّ علیها العبور من‌ شبكات‌ ومرايا نشأت‌ من‌ نفس‌ تجلّيه‌ وظهوره‌ فاتّخذت‌ عنوان‌ المرآة‌ واكتسبت‌ صفة‌ المرآتيّة‌؛ وستكتسب‌ في‌ كلّ عبور كثرةً من‌ تعيّنها، لتوجد وتكوّن‌ في‌ عالم‌ الكثرة‌ بكلّ سعته‌ وامتداده‌ هذه‌ الظهورات‌ الجمّة‌، وهذه‌ الكثرات‌ التي‌ لاتعدّ ولاتُحصي‌.

 الملائكة‌ المقرّبون‌ كلّ منهم‌ اسمٌ وصفة‌ من‌ الاسماء والصفات‌ الكلّيّة‌ الإلهيّة‌ له‌ تعيّن‌ اسمي‌ّ يمتاز به‌ عن‌ غيره‌، ويمثّل‌ كلٌّ منها نوعاً لا نظير له‌، لكنّ كثرة‌ هذا العالم‌ أفراد متعدّدة‌ لا تندرج‌ تحت‌ تلك‌ الانواع‌، فالنوع‌ والجنس‌ الذي‌ له‌ أفراد تندرج‌ تحته‌ وتتركّب‌ من‌ جنس‌ وفصل‌ مختصّ بعالم‌ الطبع‌ والمادّة‌، أمّا الانواع‌ المجرّدة‌ فلا تنطبق‌ علیها هذه‌ المقولة‌.

 فأُولئك‌ الملائكة‌ المقرّبون‌ هم‌ أوّل‌ محلّ ظهوره‌ وتجلّيه‌، ثمّ الملائكة‌ الذين‌ يلونهم‌ رتبةً، وهكذا انخفاضاً حتّي‌ يصل‌ إلی‌ هذا العالم‌، حيث‌ إنّ نور أحديّة‌ الحقّ تعإلی‌ بواسطة‌ التجلّي‌ والظهور، ومن‌ ثمّ العبور من‌ هذه‌ المرايا والشبكات‌ قدرارانا وأشهدنا هذه‌ الكثرات‌ في‌ عالم‌ الوجود.

 الرجوع الي الفهرس

کیفیة الوحی بواسطة الله و جبرائیل و السفرة الکرام البررة

 إنّ علم‌ الحقّ تعإلی‌ يتجلّي‌ في‌ جبرائيل‌ المَلَك‌ المقرّب‌ للّه‌ والاعظم‌ من‌ جميع‌ الملائكة‌، ويتجلّي‌ ويظهر منه‌ عن‌ طريق‌ الوحي‌ إلی‌ الملائكة‌ الاصغر والاوطأ والاكثر عدداً، ثمّ يتجلّي‌ ويظهر منهم‌ إلی‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌. وليس‌ لجبرائيل‌ ولهؤلاء الملائكة‌ وجود بأنفسهم‌، وليس‌ لهم‌ استقلال‌ وعزّة‌، فما هو موجود وجود الله‌ واستقلال‌ وعزّ قدسه‌ جلّ وتعإلی‌.

 وكان‌ الله‌ يوحي‌ دوماً وباستمرار إلی‌ الرسول‌ الاكرم‌ بواسطة‌ جبرائيل‌ بواسطة‌ سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ، وكان‌ ذلك‌ كلّه‌ وحياً إلهيّاً، إذ لا شي‌ء في‌ عالم‌ الوجود إلاّ الله‌.

 وكان‌ يحصل‌ أن‌ يغرق‌ النبي‌ّ في‌ أنوار الذات‌ الاحديّة‌ للحدّ الذي‌ لم‌ يكن‌ جبرائيل‌ ليراه‌ مع‌ سعة‌ وجوده‌ الملكوتي‌ّ فضلاً عن‌ السفرة‌ الكرام‌ البررة‌، وكان‌ النبيّ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ يدهش‌ في‌ هذه‌ المواقع‌ ويسقط‌ علی‌ الارض‌ مغميً علیه‌ بلا حسّ ولا حركة‌ وكأنه‌ شخص‌ متوفّي‌، وكان‌ وجهه‌ يصغّر ويشحب‌، وبدنه‌ يثقل‌، فإن‌ كان‌ علی‌ ناقته‌ أو بغلته‌ ثقلتْ وكادت‌ تمسّ بجرانها الارض‌.

 وفي‌ سورة‌ المائدة‌ وهي‌ آخر سورة‌ نزلت‌ علی‌ رسول‌ الله‌، وكان‌ ذلك‌ في‌ حجّة‌ الوداع‌ عند سفر النبيّ راجعاً إلی‌ المدينة‌، حين‌ كانت‌ الا´يات‌ تنزل‌ كان‌ حال‌ النبي‌ّ يتغيّر وينقلب‌، وبدنه‌ المبارك‌ يثقل‌ حتّي‌ كادت‌ ناقته‌ تبرك‌؛ في‌ هذه‌ الموارد كان‌ تجلّي‌ الله‌ ووحيه‌ بلا واسطة‌، أي‌ بعدم‌ إدراك‌ ومشاهدة‌ الواسطة‌، وما جاء في‌ الاخبار من‌ أنّ حال‌ النبي‌ّ كان‌ يتغيّر وينقلب‌ عند نزول‌ الوحي‌ كان‌ من‌ هذا القبيل‌.

 وكان‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ يشاهد جبرائيل‌ أحياناً بصورته‌ الحقيقيّة‌ مالئاً بوجوده‌ الملكوتيّ شرق‌ العالم‌ وغربه‌، لا تخلو ذرّة‌ في‌ العالم‌ منه‌، وكان‌ النبيّ يشاهده‌ في‌ هذه‌ الحال‌ فلا يتغيّر حاله‌ ولا ينقلب‌، إذ إنّ الوحي‌ الإلهيّ المشهود من‌ قبل‌ الرسول‌ كان‌ يحصل‌ هنا بواسطة‌ جبرائيل‌. ومع‌ أنّ الكرام‌ البررة‌ كانوا يشتركون‌ في‌ ذلك‌ إلاّ أنـّهم‌ لم‌ يكونوا مشاهدين‌ من‌ قبل‌ النبيّ، أمّا الله‌ سبحانه‌ فكان‌ مشاهداً له‌ من‌ خلال‌ جبرائيل‌ ومرآة‌ وجوده‌.

 وكان‌ القسم‌ الثالث‌ هو رؤية‌ رسول‌ الله‌ السفرة‌ الكرام‌ البررة‌ عند الوحي‌، أي‌ أن‌ يشاهد سفراء الوحي‌ وملائكته‌ العديدين‌، وفي‌ هذه‌ الحالة‌ فقد كان‌ الله‌ تعإلی‌ وجبرائيل‌ وهؤلاء أيضاً، أي‌ أنّ الله‌ تعإلی‌ كان‌ مشهوداً لرسول‌ الله‌ من‌ خلال‌ جبرائيل‌ وكذلك‌ من‌ خلال‌ السَّفَرة‌، وكان‌ الثلاثة‌ جميعاً مشهودين‌ في‌ هذا القسم‌ بشكل‌ تجلٍّ وظهور في‌ شي‌ءٍ آخر، أمّا في‌ القسم‌ الثاني‌ فقد كان‌ الله‌ سبحانه‌ وجبرائيل‌ بشكل‌ تجلٍّ وظهور للّه‌ سبحانه‌ في‌ جبرائيل‌، وأمّا في‌ القسم‌ الاوّل‌ فقد كان‌ الله‌ مشهوداً لوحده‌، ولم‌ يكن‌ جبرائيل‌ والكرام‌ البررة‌ مشهودين‌ مع‌ وجودهم‌ بشكل‌ إلی ومرآتي‌ّ.

 و فی رواية‌ أن الإمام‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ سئل:یابن رسول الله أکانت الغشية‌ التي‌ تأخذ النبيّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ عند هبوط‌ جبرائيل‌ ؟ فقال‌: لاَ، إنّ جَبْرَائيلَ علیهِ السَّلاَمُ إِذَا أتَي‌ النَّبِيَّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلْ علیهِ حَتَّي‌ ذَلِكَ عِنْدَ مُخَاطَبَةِ ا للَهِ عَزَّوَجَلَّ إيَّاهُ بِغَيْرِ تُرْجُمَانٍ وَوَاسِطَةٍ. [262]

 هذه‌ الاقسام‌ جميعاً هي‌ الرؤية‌ والمشاهدة‌ القلبيّة‌ للنيّ، حيث‌ كان‌ يتّصل‌ بسرّه‌ وبباطن‌ ذاته‌ بعالم‌ الملكوت‌، ولم‌ يكن‌ للحاضرين‌ عند خبرٌ بباطنه‌، فليس‌ ثمّة‌ من‌ شي‌ء ظاهر ومشاهد حضوريّاً.

 وما ورد في‌ الروايات‌ من‌ أنّ جبرائيل‌ كان‌ يستأذن‌ رسول‌ الله‌ عند نزوله‌ ويسلّم‌ علیه‌ فدالٌّ علی‌ جلالة‌ مقام‌ رسول‌ الله‌ وعلوّ مرتبته‌، وقد مرّ في‌ بعض‌ أبحاث‌ « معرفة‌ المعاد » أنّ مقام‌ الإنساني‌ أفضل‌ من‌ الملائكة‌، [263] ويمكن‌ استنباط‌ أفضليّة‌ آدم‌ بتعلیم‌ الله‌ إيّاه‌ الاسماء كلّها، ثمّ أمره‌ سبحانه‌ لملائكة‌ بالسجود لا´دم‌.

 أمّا ما كان‌ مشهوداً لرسول‌ الله‌ عند نزول‌ الوحي‌، فكلّ الاسرار والعلوم‌ الباطنيّة‌، والتجلّيّات‌ الربّانيّة‌، والكشف‌ السبحاتيّ، التي‌ أودعتها يد الفطرة‌ والقدرة‌ للحقّ جلّ وعزّ في‌ وجوده‌ الشريف‌. وهذه‌ التجلّيّات‌ والمعجزات‌ والكرامات‌ والعلوم‌ الغيبيّة‌ التي‌ لاتعدّ ولا تحصي‌ قد انطوت‌ كلّها فيه‌ بإذن‌ الخالق‌ الودود، وكان‌ الله‌ سبحانه‌ يظهر ويتجلّي‌ له‌ بواسطة‌ الروح‌ أو جبرائيل‌ أو السفرة‌ الكرام‌ البررة‌.

 وكان‌ سير رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ منازل‌ ومراتب‌ القرب‌ من‌ الحقّ تعإلی‌، وفي‌ المعراج‌ الربّانيّ، ومشاهدة‌ آثار الجمال‌ والجلال‌ السبحانيّ، والإحاطة‌ بالاُمور الباطنيّة‌، وكشف‌ الاسرار والالغاز والعلوم‌ البكر التي‌ لم‌ تنلها يدُ بشر؛ كلّه‌ سيراً في‌ منازل‌ النفس‌ ومراحلها، وعبوراً من‌ الحجب‌ النورانيّة‌، وخلقةً خلعها ربّ العزّة‌ علی‌ رسوله‌ إذ رأي‌ قامته‌ المديدة‌ تناسب‌ التشرّف‌ بهذا اللباس‌ والخلقة‌ وتليق‌ به‌.

 إنّ وصول‌ النبيّ لدرجة‌ الفناء المطلق‌ والعبوديّة‌ المحضة‌، التي‌ هي‌ نفسها مقام‌ الولاية‌ الكلّيّة‌، يستتبع‌ السيطرة‌ والإحاطة‌ علی‌ جميع‌ ما سواه‌، حتّي‌ الملائكة‌ المقرّبين‌، وحملة‌ العرش‌، وجميع‌ روحانيّي‌ عالم‌ الملكوت‌، والجنّ والإنس‌ في‌ عالم‌ المُلك‌، والهيمنة‌ والتسلّط‌ علی‌ جميع‌ أصناف‌ وأنواع‌ الحيوانات‌ والنباتات‌ والجمادات‌، فلو قيل‌ ـ والحال‌ هذه‌ ـ إنّ جبرائيل‌ وإسرافيل‌ وعزرائيل‌ كانوا خاضعين‌ للامر والحكم‌ الإلهيّ والمكلوتيّ للنبي‌ّ لما دعا ذلك‌ إلی‌ التعجّب‌ والدهشة‌، إذ إنّ النبيّ لايمتلك‌ هنا الإحاطة‌ العلميّة‌ فقط‌، بل‌ الإحاظة‌ الذاتيّة‌ والوجوديّة‌، فضلاً عن‌ مقام‌ الا´مريّة‌ والمأموريّة‌، فحقيقة‌ جبرائيل‌ وسائر الملائكة‌ هي‌ في‌ الحقيقة‌ تجلٍّ وجوديّ له‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌، لانتفاء الثنويّة‌ والفاصلة‌ بينه‌ وبين‌ الله‌ سبحانه‌؛ ولم‌ يكن‌ في‌ الامر اتّحاداً وحلولاً بين‌ شيئين‌، بل‌ كان‌ هناك‌ مقام‌ العبوديّة‌ المحضة‌ والفناء.

 وفي‌ عالم‌ العبوديّة‌ المطلقة‌ والفناء المطلق‌، لا وجود لرسول‌ الله‌ آنذاك‌، لا وجود لمحمّد، لا اسم‌ له‌ ولا رسم‌، ولا يمكن‌ أن‌ يكون‌ له‌ ذلك‌، فهناك‌ الله‌ جلّ وعللا، هناك‌ الله‌ لا أحد معه‌، ومعلوم‌ أنّ الله‌ حيث‌ وُجد فلا شي‌ء يمكن‌ أن‌ يوجد غير ذاته‌ القدسيّة‌، بل‌ إنّ جميع‌ الموجودات‌ كلّها بلا استثناء موجودة‌ بنوره‌، وبظهوره‌ وتجلّيه‌، كلّ وجد في‌ عالمه‌ الخاصّ بما يتناسب‌ مع‌ ماهيّته‌ وسعته‌ الوجوديّة‌.

 الرجوع الي الفهرس

ابیات ابن الفارض فی السفر الی حق الیقین

 وكم‌ كان‌ رائعاً وجميلاً وصف‌ العارف‌ الجليل‌ المصريّ المعروف‌: ابن‌ الفارض‌، لهذه‌ المراحل‌ والمنازل‌:

وَأَطْلُبُهَا مِنِّي‌، وَعِنْدِي‌َ لَمْ تَزَلْ                  عَجِبْتُ لَهَا بِي‌ كَيْفَ عَنِّي‌ اسْتَجَنَّتِ

وَمَازِلْتُ فِي‌ نَفْسِي‌ بِهَا مُتَرَدِّدَاً                لِنَشْوَةِ حِسِّي‌، وَالمَحَاسِنُ خَمْرَتِي

أُسَافِرُ عَنْ عِلْمِ إلیقِينِ لِعَيْنِهِ                   إلَی‌ حَقِّهِ حَيْثُ الحَقِيقَةُ رِحْلَتِي[264]

 1 ـ وكنتُ أطلب‌ محبوبي‌ ومعشوقي‌ ـ أي‌ ذاته‌ القدسيّة‌ ـ منّي‌ مع‌ أنـّها لم‌ تزل‌ معي‌، فعجبتُ كيف‌ استترت‌ عنّي‌ بي‌ ( لابشي‌ءٍ غيري‌ منفصل‌ عنّي‌، بل‌ بمنيّتي‌ وتعيّني‌ ).

 2 ـ وما زلتُ في‌ نفسي‌ وباطني‌ متردّداً في‌ طلبها، وهذا التردّد كان‌ بسكر حواسّي‌، فخمر المحاسن‌ والجمالات‌ أسكرني‌ ومنعني‌ من‌ إزاحة‌ ستر الحسّ لاهتدي‌ إلی‌ محبوبي‌ الازليّ.

 3 ـ وسافرتُ أخيراً من‌ علم‌ إلیقين‌، أي‌ من‌ علمي‌ العقليّ والذهنيّ إلیقينيّ، إلی‌ عين‌ إلیقين‌ فشاهدته‌ عياناً، ثمّ سافرت‌ من‌ هناك‌ إلی‌ حقّ إلیقين‌ فاهتديت‌ إلی‌ الحقيقة‌ الموجودة‌. [265]

 الرجوع الي الفهرس

اشعار ابن الفارض فی کشف التوحید الذاتی

 ثمّ يقول‌ بعد بيانٍ مفصّل‌ لكيفيّة‌ المنازل‌ وآثارها الوجوديّة‌ ولوازمها الضروريّة‌:

وَمَوْضِعُهَا فِي‌ عَالَمِ المَلَكُوتِ مَا                           خُصِصْتُ مِنَ الإسْرَا بِهِ دُونَ أُسْرَتِي‌( 1 )

مَدَارِسُ تَنْزِيلٍ، مَحَارِسُ غِبْطَةٍ                 مَغَارِسُ تَأْوِيلٍ، فَوَارِسُ صِنْغَةِ( 2 )

وَمَوْقِعُهَا مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ مِن                           ‌ مَشَارِقِ فَتْحٍ، لِلْبَصَائِرِ مُبْهِتِ ( 3 )

أَرَائِكُ تَوْحِيدٍ، مَدَارِكُ زُلْفَةٍ                         مَسَالِكُ تَمْجِيدٍ، مَلاَئِكُ نُصْرَةِ( 4 )

وَمَنْبَعُهَا بِالفَيْضِ، فِي‌ كُلِّ عَالَمٍ                لِفَاقَةِ نَفْسٍ، بِالإفَاقَةِ أَثْرَتِ( 5 )

فَوَائِدُ إلْهَامٍ، رَوَائِدُ نُعْمَةٍ                           عَوَائِدُ إنْعَامٍ، مَوَائِدُ نِعْمَةِ( 6 )

وَيَجْرِي‌ بِمَا تُعْطِي‌ الطَرِيقَةُ سَائِرِي                                  ‌ علی‌ نَهْجِ مَا مِنِّي‌ الحَقِيقَةُ أعْطَتِ( 7 )

وَلَمَّا شَعَبْتُ الصَّدْعَ وَالتَأَمَتْ خُطُو             رُ شَمْلٍ بِفَرْقِ الوَصْفِ غَيْرِ مُشْتِّتِ( 8 )

وَلَمْ يَبْقَ مَا بَيْنِي‌ وَبَيْنَ تَوْثُّقِي                              ‌ بِإيْنَاسِ وُدِّي‌، مَا يُؤدِّي‌ لِوَحْشَهِ( 9 )

تَحَقَّقْتُ أَنَّا فِي‌ الحَقِيقَةِ وَاحِدٌ                               وَأَثْبَتَ صَحْوُ الجَمْعِ مَحْوَ التَشَتُّتِ( 10 )

وَكُلِّي‌ لِسَانٌ، نَاظِرٌ، مِسْمَعٌ، يَدٌ                            لِنُطْقٍ، وَإدْرَاكٍ، وَسَمْعٍ، وَبَطْشَةِ( 11 )

1 ـ إنّ موضع‌ ومحلّ ورود الاسماء الإلهيّة‌ في‌ عالم‌ الملكوت‌؛ أي‌ عالم‌ الصفات‌؛ عالم‌ الصفات‌ والملكوت‌، ولم‌ يكن‌ ذلك‌ لرفعتي‌ وقواي‌ الروحيّة‌ وحواسّي‌ الظاهرة‌ والباطنة‌.

 2 ـ وقد ساقني‌ سيري‌ إلی‌ محالّ درس‌ القرآن‌ وتلاوته‌ من‌ قبل‌ فَالتَّـ'لِيـ'تِ ذِكْرًا، [266] والاماكن‌ التي‌ يُحرس‌ فيها صاحبها عن‌ الغبطة‌ أي‌ الحسد، فلا يغبط‌ أحداً لعلوّ مكانه‌؛ بل‌ يرضي‌ بما أُعطي‌ من‌ مقامه‌. وذلك‌ المكان‌ هو محلّ غرس‌ المعاني‌ ـ أي‌ منبتها ـ التي‌ كان‌ تأويل‌ القرآن‌ يستمدّ منها، وكان‌ هناك‌ أيضاً موانع‌ وزواجر تمنع‌ من‌ أراد الوصول‌ والمساس‌ بحريم‌ الذات‌ أن‌ يعبر منها ويجتازها، ( إذ قليلٌ هم‌ أُولئك‌ الذين‌ استطاعوا عبور عالم‌ الصفات‌ والوصول‌ إلی‌ عالم‌ الذات‌ ).

 3 ـ ومَن‌ اجتاز عالم‌ الصفات‌ ونال‌ عالم‌ الجبروت‌ الذي‌ هو الذات‌، فإنّ محلّ وقوع‌ واستقرار تلك‌ الصفات‌ والاسماء فيه‌ مشارقٌ تطلع‌ فيها الذات‌ القدسيّة‌، فيصل‌ هناك‌ إلی‌ فتح‌ وصول‌ للذات‌، وهو حقّاً مكان‌ يحيّر بصائر الارواح‌ ونور القلوب‌ الباطنيّ ويُبهتها، إذ إنّ طلوع‌ نور الذات‌ وانكشافها لن‌ يُبقي‌ أي‌ّ اسم‌ وصفته‌، بل‌ سيحرق‌ الجميع‌ ويحيّرهم‌ ويبهتهم‌.

 4 ـ هناك‌ أرائك‌ التوحيد ومقاماته‌، ومحلّ إدراك‌ حقيقة‌ القرب‌ إلی‌ الله‌، ومحلّ سلوك‌ وطيّ الطريق‌ والسلوك‌ المنزّه‌ في‌ الذات‌ (السير في‌ الله‌)، ومبادي‌ التكوين‌ النازلة‌ من‌ سماء الذات‌ إلی‌ أرض‌ الكاينات‌ لنصرة‌ صاحبه‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ معركته‌ مع‌ المشركين‌.

 5 ـ وإنّ منبع‌ ومحلّ إفاضة‌ ماء رحمة‌ الحقّ في‌ كلّ عالم‌، باعبتار احتياج‌ وفاقة‌ ذات‌ الإنسان‌ التي‌ تحسّها بإقافتها وصحوتها من‌ المحو، بعد السكر من‌ الفناء في‌ مقام‌ البقاء بالحقّ، بعد الفناء فيه‌ عن‌ غيره‌ ورجوعها إلیه‌، هو أشياء أربعة‌:

 6 ـ أ ـ العوائد والفوائد الناشئة‌ بإلهام‌ وإلقاء الحقّ تعإلی‌، ليفرّق‌ بها بين‌ الفجور والتقوي‌، إذ إنّ النفس‌ محتاجة‌ للإذن‌ والإشارة‌ الملكوتيّة‌ للحقّ جلّ وعزّ للتصرّف‌ في‌ الاشياء.

 ب‌ ـ معارف‌ آثار الاسماء اللائحة‌ في‌ صفات‌ الوجود، التي‌ تقرّ عين‌ العارف‌، إذ إنّ من‌ يفيق‌ بعد السكر والإغماء فإنّ ناظريه‌ تقرّ وتسعد بنور مشاهدة‌ الحقّ في‌ كلّ موجود.

 ج ـ منافع‌ إنعام‌ الحقّ علی‌ عبده‌، من‌ النعم‌ الاُخرويّة‌ في‌ عالم‌ الغيب‌ التي‌ يدركها العبد.

 د ـ الموائد المبسوطة‌ من‌ النعم‌ الدنيويّة‌ في‌ عالم‌ الشهادة‌ ( وهذه‌ الاشياء الاربعة‌ نتيجة‌ فيض‌ اسم‌ المُلِْم‌ والشَّهِيد والمُنْعِم‌ وغيرها التي‌ تحتاج‌ لها نفس‌ الإنسان‌ لإصلاح‌ دنياه‌ وآخرته‌ ).

 7 ـ وتجري‌ أجزاء وجودي‌، من‌ نفسٍ وروح‌ وقلب‌ وقالب‌، بما تقتضيه‌ أحكام‌ الطريقة‌ [267] من‌ التزكية‌ والتحلية‌، بذلك‌ النهج‌ الذي‌ تعطنيه‌ ذاتي‌ وحقيقتي‌.

 8 ـ وحين‌ انتقلت‌ من‌ عالم‌ التفرقة‌ والتجزئة‌ إلی‌ عالم‌ الجمع‌، لم‌ أُفرّق‌ في‌ هذا الامر بين‌ صفةٍ وصفة‌، والتأم‌ صدع‌ التفرقة‌ الناشي‌ من‌ الافتراق‌ في‌ الوصف‌ لا الذات‌.

 9 ـ ولم‌ يبق‌ هناك‌ شي‌ء يوحشني‌ بيني‌ وبين‌ اعتصامي‌ المحكم‌ الثابت‌ برؤية‌ محبّتي‌ ومودّتي‌ والاُنس‌ بها.

 10 ـ وتيقّنتُ إذ ذاك‌ أنّا في‌ الحقيقة‌ واحد، فأثبت‌ صحوي‌ الناشي‌ في‌ جمعي‌ سكر التفرّق‌ والتشتّت‌، وعلمتُ أنّ المحبّ والمحبوب‌ هما ذات‌ واحدة‌.

 11 ـ فكان‌ وجودي‌ كلّه‌ لساناً، وعيناً وأُذناً، ويداً، يتكلّم‌ بها ويري‌ ويسمع‌ ويبطش‌. ( ولم‌ تختصّ أفعإلی‌ إذ ذاك‌ بموضع‌ خاصّ، فكنت‌ أتكلّم‌ بعيني‌، وأري‌ بلساني‌، وأتحدّث‌ بأُذني‌، وأسمع‌ بيدي‌ ).

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[224]   - قسم‌ من‌ الآية‌  56، من‌ السورة‌  11: هود .

[225] - قسم‌ من‌ الآية‌  56، من‌ السورة‌  11: هود .

[226] ـ يقول‌ : «أنت‌ ذلك‌ الواحد الذي‌ كان‌ نفس‌ الكثرة‌ ـ وذلك‌ الجمع‌ الذي‌ كان‌ عين‌ الواحد .

 في‌ هذا المشهد واحدٌ صار جمعاً وأفراداً ـ والافراد صاروا تسارياً في‌ كلّ الاعداد .

[227] یقول: مَن‌ يفهم‌ هذا السرّ عندما سافر من‌ عالم‌ الجزئيّات‌ إلی‌ عالم‌ الكلّيّات‌» .

[228]  ـ «تفسير الصافي‌» ج‌  1، ص‌  55، طبعة‌ گراوري‌ الإسلاميّة‌ .

[229] ـ حين‌ رفع‌ جيش‌ معاوية‌ بتدبير ومكر عمرو بن‌ العاص‌ المصاحَف‌ علي‌ رؤوس‌ الرماح‌ وطلبوا تحكيم‌ القرآن‌ ، قال‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ لصحبه‌ أن‌ لا يُخدعوا بمكيدة‌ أعدائهم‌ ، فهي‌ حيلة‌ يريدون‌ بها إيقاع‌ الوهن‌ بينهم‌ وحيازة‌ النصر عنهم‌ ثمّ العمل‌ بعد ذلك‌ خلاف‌ كتاب‌ الله‌ ، حتّي‌ يصل‌ إلی‌ القول‌ : أنا كلام‌ الله‌ الناطق‌ وهذا كلام‌ الله‌ الصامت‌ . هذه‌ عبارة‌ حكاها الشهيد القاضي‌ نور الله‌ الشوشتريّ في‌ مقدّمة‌ كتابه‌ «مجالس‌ المؤمنين‌» ، الطبعة‌ الحجريّة‌ ، ص‌  4  عن‌ قطب‌ الدين‌ صاحب‌ «المكاتيب‌» ، ثم‌ قرّره‌ بالنحو التالي‌ : فحسب‌ الوجه‌ الذي‌ ذكره‌ مولانا الفاضل‌ العارف‌ قطب‌ الدين‌ الانصاريّ الشافعيّ في‌ كتاب‌ «المكاتيب‌» لايكمن‌ الاهتداء إلی‌ الطريق‌ بلا دليل‌ ، وقولُ (إنّ كتاب‌ الله‌ وسُنّة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ بيننا فلا حاجة‌ لدليل‌ ومرشد) يشبه‌ قول‌ المريض‌ : إنّ الكتب‌ التي‌ خطّها الطبيب‌ موجودة‌ فلا داعي‌ لمراجعة‌ الطبيب‌ ، وهو خطأ ، لانّ فهم‌ الكتب‌ التي‌ خطّها الطبيب‌ والاستنباط‌ منها لا يتيسّر لكلّ أحد ، فلابدّ من‌ الرجوع‌ إلی‌ أهل‌ الاستنباط‌ ، (ولو ردّوه‌ إلی‌ الرسول‌ وإلی‌ أُولي‌ الامر منهم‌ لعلمه‌ الذين‌ يستنبطونه‌ منهم‌) ، فالكتاب‌ الحقيقيّ هو صدور أهل‌ العلم‌ لا في‌ بطون‌ الدفاتر (بل‌ هو آياتٌ بيّنات‌ في‌ صدور الذين‌ أوتوا العلم‌) كما قال‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ : أنا كلام‌ الله‌ الناطق‌ وهذا كلام‌ الله‌ الصامت‌ . هذا تمام‌ كلام‌ الفاضل‌ المذكور ـ انتهي‌ نقل‌ القاضي‌ نور الله‌ عن‌ قطب‌ الدين‌ الشافعيّ .

[230]  ـ النِّصْف‌ بكسر النون‌ وسكون‌ الصاد ، وقد تثلّث‌ النون‌ : اسم‌ بمعني‌ الإنصاف‌ ، يقال‌ : ما جعلوا بيني‌ وبينهم‌ نُصْفاً : أي‌ إنصافاً وعدلاً «أقرب‌ الموارد» .

[231]  ـ «تاريخ‌ الطبريّ» ج‌  6، ص‌  242.

[232]    ـ مقتل‌ محمّد بن‌ أبي‌ طالب‌ حسب‌ نقل‌ المقرّم‌ في‌ «مقتل‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌» ، ص‌  254  و  255.

[233]  ـ في‌ «أقرب‌ الموارد» : حرفُ كلّ شي‌ء طرفه‌ وشفيره‌ وحدّه‌ ، ومن‌ هذا القبيل‌ : حرف‌ الجبل‌ أي‌ أعلي‌ قمّته‌ . (فلانُ علي‌ حرفٍ من‌ أمره‌) أي‌ ناحيةٍ منه‌ إذا رأي‌ شيئاً لايُعجبه‌ عدل‌ عنه‌ ، ومنه‌ قول‌ القرآن‌ : «ومن‌ الناس‌ من‌ يعبد الله‌ علي‌ حرف‌» ؛ أي‌ إذا لم‌ يرَ ما يجب‌ النقلب‌ علي‌ وجهه‌ ، فيعبده‌ في‌ السّراء لا في‌ الضرّاء ـ انتهي‌ .

 وعلي‌ هذا فإنّ معني‌ العبادة‌ علي‌ حرف‌ أنـّه‌ يعبد الله‌ في‌ بعض‌ الحالات‌ لا في‌ جميعها ، أي‌ أنـّه‌ لا يعبده‌ بعقيدةً راسخة‌ وإيمانٍ تامّ . والآية‌ القرآنيّة‌ : «ومن‌ الناس‌ من‌ يعبدالله‌ علي‌ حرفٍ فإن‌ أصابه‌ خيرٌ اطمأنّ به‌ وإن‌ أصابته‌ فتنةٌ انقلب‌ علي‌ وجهه‌ خسر الدنيا والآخرة‌ ذلك‌ هو الخسران‌ المبين‌» . وهي‌ الآية‌  11، من‌ السورة‌  22: الحجّ .

[234]- نفس المهموم ص 145 و 146 عن الارشاد للشیخ المفید .

[235] ـ الا´ية‌ 6، من‌ السورة‌ 27: النمل‌.

[236] ـ «الميزان‌ في‌ تفسير القرآن‌» ج‌ 15، ص‌ 272.

[237] ـ الا´ية‌ 111، من‌ السورة‌ 12: يوسف‌.

[238] ـ النصف‌ الثاني‌ للا´ية‌ 89، من‌ السورة‌ 16: النحل‌.یقول ابن حجر العسقلانی فی شرح صحیح البخاری ج13 ص 210و 211 ، فی شرح کلام الرسول الاکرم صلی الله علیه و آله : بعثت بجوامع الکلم . ما من الانبیاء نبی الا اعطی من الایات ما مثله او من ( او آمن ) علیه البشر ، و انما کان الذی اوتیت وحیا اوحاه الله الیّ فارجو انی اکثرهم تابعا یوم القیامة : و معنی الحصر فی قوله انما کان الذی اوتیته  ان القرآن اعظم المعجزات و افیدها و ادومها لاشتماله علی الدعوة و الحجة و دوام الانتفاع الی آخر الدهر ، فلما کان لاشیء یقاربه فضلا عن ان یساویه کان ما عداه بالنسبة الیه کأن لم یقع .

قیل یؤخذ من ایراد البخاری هذا الحدیث عقب الذی قبله ( بعثت بجوامع الکلم ) ان الراجح عنده ان المراد بجوامع الکلم القرآن و لیس ذلک بلازم ، فان دخول القرآن فی قوله بعثت بجوامع الکلم لاشک فیه و انما النزاع هل یدخل غیره من کلامه من غیر القرآن .

[239] ـ الا´يتان‌ 16 إلي‌ 19، من‌ السورة‌ 75: القيامة‌. اورد الشیخ محمود ابو ریة فی کتاب « اضواء علی السنة المحمدیة » ص 246، الطبعة الثالثة : کان النبی حینما ینزل علیه من القرآن ما ینزل یأمر کتّّّّّابه بان یسارعوا الی کتابته عند النطق به ، حتی لقد بلغ من حرصه علی ادائه کما اوحی الیه ان کان یحرک به لسانه بما یتلقاه من الوحی حتی لا یتفلت منه شیء ، فقد اخرج البخاری و غیره عن ابن عباس فی تفسیر قوله تعالی : لا تحرک به لسانک ... الآیة ، قال : کان رسول الله یعالج من التنزیل شدة ، کان یحرک به لسانه و شفتیه مخافة ان یتفلت منه – یرید ان یحفظه – فانزل الله : لا تحرک... الآیة.

[240] ـ الا´ية‌ 106، من‌ السورة‌ 17: الإسراء. وقريب‌ من‌ هذا المعني‌ الا´ية‌ 114، من‌ السورة‌ 20: طه‌: فَتَعَلَي‌ اللَهُ الْمُلْكُ الْحَقُّ وَلاَتَعْجَلْ بِالْقُرْءَانِ مِن‌ قَبْلِ أَن‌ يُقْضَي‌' إِلَيْكَ وَحْيُهُ و وَقُل‌ رَّبِّ زِدْنِي‌ عِلْمًا.

[241] ـ النصف‌ الاوّل‌ 185، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌. یقول ابو ریة فی هامش کتابه « اضواء علی السنة المحمدیة » ص246و 247: کان بین نزول اول القرآن و آخره 20 سنة او 23 او 25 ، و هو مبنی علی الاختلاف فی مدة اقامته ( صلی الله علیه و آله ) بمکة بعد البعثة ، فقیل عشر و قیل 13 و قیل 15، و لم یختلف فی مدة اقامته بالمدینة انها عشر سنین – و کان القرآن ینزل بحسب الحاجة ، خمس آیات ، و عشر آیات و اکثر و اقل ، و صح نزول غیر اولی الضرر وحدها ، و هی بعض آیة – ( کتاب التبیان للجزائری ، ص 29).

[242] ـ «تفسير نور الثقلين‌» لعبد علي‌ بن‌ جمعة‌ العروسيّ الحويزي‌، ج‌ 1، ص‌ 258 في‌ ذيل‌ الا´ية‌ الكريمة‌: و انزل الفرقان ؛ و«أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 630.

[243] ـ «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌» الدعاء الثاني‌ والاربعون‌.

[244] ـ الا´ية‌ 1، من‌ السورة‌ 50: ق‌.

[245] ـ الا´يتان‌ 21 و 22، من‌ السورة‌ 85: البروج‌.

[246] ـ الا´يتان‌ 1 و 2، من‌ السورة‌ 36: يس‌.

[247] ـ الا´يتان‌ 77 و 78، من‌ السورة‌ 56: الواقعة‌.

[248] ـ الا´ية‌ 1، من‌ السورة‌ 15: الحجر.

[249] ـ الا´ية‌ 92، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌.

[250] ـ الا´ية‌ 55، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌.

[251] ـ الا´يتان‌ 1 و 2، من‌ السورة‌ 55: الرحمن‌.

[252] ـ الا´يتان‌ 1 و 2، من‌ السورة‌ 45: الجاثية‌؛ والا´ية‌ 2، من‌ السورة‌ 46: الاحقاف‌.

[253] ـ الا´ية‌ 3، من‌ السورة‌ 12: يوسف‌.

[254] ـ الروح‌ هوأحد الموجودات‌، وهو أفضل‌ وأشرف‌ من‌ جميع‌ الملائكة‌ وبضمنها جبرائيل‌ ويستفاد من‌ الروايات‌ أنّ نزول‌ جبرائيل‌ وتبليغه‌ الوحي‌ بمساعدة‌ الروح‌ ومعيّته‌، ويستفاد من‌ آية‌ «تنزّل‌ الملائكة‌ والروح‌ فيها بإذن‌ ربّهم‌» أنّ الملائكة‌ جمع‌ والروح‌ واحد، وهو غير الملائكة‌، لانـّه‌ عُدّ قسيماً لها، ويُقال‌ لنفس‌ الإنسان‌ الناطقة‌ روحاً، لإمكان‌ تكاملها وترقيّها وبلوغها مرتبة‌ الروح‌، وإلاّ فإنّ النفس‌ بذاتها ليست‌ روحاً.

[255] ـ الا´يتان‌ 52 و 53، من‌ السورة‌ 42: الشوري‌.

[256] ـ الا´يات‌ 193 إلي‌ 195، من‌ السورة‌ 26: الشعراء.

[257] ـ الا´ية‌ 102، من‌ السورة‌ 16: النحل‌.                                     

[258] ـ الا´ية‌ 97، من‌ السورة‌ 2: البقره‌.

[259] الا´يات‌ 11 إلي‌ 16، من‌ السورة‌ 80: عبس‌. یقول احمد امین المصری فی کتابه « یوم الاسلام » ص 42و43 ( الذی الفه سنة 1952 م ) : و هذا الوحی انواع ، بعضه لا تختص به الرسل بل و لا الانسان ، بل ان الحیوانات تعمل بغرائز ها بوحی من الله ، کما قال تعالی : و اوحی ربک الی النحل ان اتخذی من الجبال بیوتا و من الشجر و مما یعرشون .

و کل خطرات نفس الانسان و الایعاز الیه بعمل الخیر ایحاء من الله . اما الرسل فلهم شأن أرقی من هذا، بأن یرسل الله ملکا کجبریل یحمل رسالته الی النبی بآیة قرآنیة او بحدیث قدسی . و قد حدث النبی صلی الله علیه و آله و سلم نفسه عن هذا ، فقال انه کان یأتیه احیانا علی شکل انسان کدحیة الکلبی و احیانا یأتی علی شکل صلصلة جرس فیفصم عرقا فی الیوم الشدید البرد ، ثم ینفصل عنه و قد وعی عنه ما یقول .

علی کل حال ، ان تعالیم القرآن لیست من عند محمد ، و انما هی من عند الله بواسطة ذلک الوحی . و اسلوب القرآن نفسه دال علی ذلک ، مثل: قل اعوذ برب الفلق . و قل اعوذ برب الناس . و قل هو الله احد . و انا انزلنه قرءآنا عربیا . و قل اوحی الی انه استمع نفر من الجن، و هکذا من الاسالیب التی تدل علی انه کان النبی صلی الله علیه و آله و سلم یتصل بالملأ الأعلی بشکل لانعرفه ، و یتلقی العلم عن الله بشکل لا نعرفه ایضا.

[260] ـ الا´يتان‌ 51 و 52، من‌ السورة‌ 42: الشوري‌.

[261] ـ يعزو القرآن‌ الكريم‌ سَوق‌ السحاب‌ إلي‌ الرياح‌ من‌ جهة‌ أنّ الرياح‌ علّة‌ معدّة‌، وحين‌ يعزو ذلك‌ في‌ الحديث‌ إلي‌ الملائكة‌ فباعبتار الملك‌ علّة‌ فاعلة‌، فلا تنافي‌ فيما بينها، وقد جاء عكس‌ ذلك‌ في‌ القرآن‌ والحديث‌ بشأن‌ شفاء الامراض‌، فيقول‌ في‌ القرآن‌: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ. (الا´ية‌ 80، من‌ السورة‌ 26: الشعراء). الحديث‌ أنّ الله‌ خلق‌ لكلّ داءٍ دواءً.

[262] ـ هذه‌ الرواية‌ منقولة‌ عن‌ الاُستاذ العلاّمة‌ آية‌ الله‌ الطباطبائيّ قدّس‌ الله‌ سرّه‌، في‌ كتاب‌ «مهرتابان‌» (=الشمس‌ الساطعة‌) ص‌ 207 و 208 من‌ الترقيم‌ السفليّ للصفحات‌.

یقول محی الدین بن عربی فی کتابه « الدر المکنون و الجوهر المصون فی علم الحروف» : القرآن یأتی یوم القیامة بکرا لا یعلم تأویله الا الله . و هو کلام ذو مضمون عمیق الی  حد کبیر ، ای ان القرآن سیکون خلال رجعته و معاده الی الله تعالی مجردا و نورانیا بلاحد ، بحیث لا یعلم تأویله الا الذات القدسیة الاحدیة.

[263] ـ «معرفة‌ المعاد» ج‌ 1، ص‌ 8 إلي‌ 10، المجلس‌ الاوّل‌.

[264] ـ «ديوان‌ ابن‌ الفارض‌» ص‌ 94، طبعة‌ بيروت‌ 1382 هجريّ، من‌ التائيّة‌ الكبري‌، الابيات‌ 512 إلي‌ البيت‌ 514.

[265] ـ يقول‌ المولي‌ عبدالرزّاق‌ الكاشانيّ في‌ شرحه‌ علي‌ التائيّة‌ والمسمّي‌ ب «كشف‌ الوجوه‌ الحرّ لمعاني‌ نظم‌ الدرّ» ص‌ 387: علم‌ اليقين‌ عقدٌ ذهنيّ مطابق‌ بلا اضطراب‌؛ وعين‌ اليقين‌ مشاهدةٌ بلا حجاب‌، وحقّ اليقين‌ اتّحادٌ بعد اقتراب‌. وقال‌ بعض‌ الصوفيّد: علم‌ اليقين‌ حال‌ التفرقة‌، وعين‌ اليقين‌ حال‌ الجمع‌، وحقّ اليقين‌ حال‌ جمع‌ الجمع‌ بلسان‌ التوحيد. وقيل‌ أيضاً: لليقين‌ اسمٌ ورسم‌، وعلمٌ وعينٌ وحقّ، فالاسم‌ والرسم‌ للعوامّ، والعلم‌ علم‌ اليقين‌ للاولياء، وعين‌ اليقين‌ لخواصّ الاولياء، وحقّ اليقين‌ للانبياء، وحقيقة‌ حقّ اليقين‌ اختصّ به‌ نبيّنا محمّد صلّي‌ الله‌ عليه‌ (وآله‌) وسلّم‌.

[266] ـ الا´ية‌ 3، من‌ السورة‌ 37: الصافّات‌.

[267] ـ قال‌ المولي‌ عبد الرزّاق‌ في‌ شرح‌ هذا البيت‌: الطريقة‌ عند الصوفيّة‌ هي‌ طريقٌ موصل‌ إلي‌ الله‌ كما أنّ الشريعة‌ طريقٌ موصل‌ إلي‌ الجنّة‌. وهي‌ أخصّ من‌ الشريعة‌، لاشتما لها علي‌ أحكام‌ الشريعة‌ من‌ الاعمال‌ الصالحة‌ البدنيّة‌، والانتهاء عن‌ المحارم‌ والمكارم‌ العامّة‌؛ وعلي‌ أحكام‌ خاصّة‌ من‌ الاعمال‌ القلبيّة‌ والانتهاء عمّا سوي‌ الله‌ كلّه‌. («شرح‌ التائيّة‌» ص‌ 420، الطبعة‌ الحجريّة‌).

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com