بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب نور ملكوت القرآن/ المجلد الثاني / القسم الرابع و العشرون: هدف معاویة و اتباعه هدم قدسیة القرآن

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

هدف‌ معاوية‌ و يزيد و مَن‌ تابعهما في‌ الدنيا هو هدم‌ قدسيّة‌ القرآن‌

 لقد كان‌ الهدف‌ من‌ إيراد هذه‌ الحكايات‌ من‌ سيرة‌ معاوية‌ و يزيد بيان‌ أنّ معارضتهم‌ و وقوفهم‌ بوجه‌ أصل‌ القرآن‌ و حقّانيّته‌ و العمل‌ به‌ قد ظهر بهذه‌ الكيفيّة‌ [1].

 فالحقد علي‌ رسول‌ الله‌ هو حقد علي‌ القرآن‌؛ و العداء لاميرالمؤمنين‌ و أولاده‌ عداء مع‌ القرآن‌، ذلك‌ لانّ رسول‌ الله‌ و أميرالمؤمنين‌ و الائمّة‌ من‌ اله‌ الميامين‌ هم‌ حقيقة‌ القرآن‌.

 إنّ هؤلاء المترفين‌ و المستكبرين‌، المغرورين‌ بعالم‌ المادّة‌، و المغمورين‌ في‌ وادي‌ الشهوات‌ و النزوات‌، الذين‌ أسكرتهم‌ رياح‌ الرياسة‌ و الجاه‌، حين‌ لمسوا عجزهم‌ عن‌ استئصال‌ ظاهر القرآن‌، و عرفوا أنّ ذلك‌ لا يخدم‌ مصالحهم‌ و رأوا أن‌ لا يمكنهم‌ الوصول‌ إلي‌ هدفهم‌ الفاسد بما يريدون‌ إلاّ بالقضاء علي‌ حقيقة‌ القرآن‌ بمنع‌ العمل‌ به‌ و بإلغاء قوانينه‌ في‌ البلاد الاءسلاميّة‌، تماماً كما أكدّ غلادستون‌ [2] رئيس‌ حزب‌ الاحرار و الصدر الاعظم‌ الاءنجليزيّ، الذي‌ يرجع‌ إلي‌ أمر تقوية‌ الحركة‌ الصهيونيّة‌ في‌ العالم‌ في‌ خطابه‌ و كلامه‌.

 لذا فهم‌ في‌ نفس‌ الوقت‌ الذي‌ يذيعون‌ فيه‌ القرآن‌ في‌ الاءذاعات‌ و يهتفون‌ به‌ من‌ علي‌ المآذن‌، فقد كانوا يسوقون‌ الناس‌ إلي‌ وادي‌ الغفلة‌ و السكرة‌، حتّي‌ إذا ذهبت‌ السكرة‌ و بدأ هؤلاء يفيقون‌ و شرعوا يتطّلعون‌ حولهم‌ و يحاولا اكتشاف‌ ما ضاع‌ منهم‌، شاهدوا ـ و يا للهول‌ ـ أنّ السيل‌ قد جرف‌ كلّ شي‌ء، المزرعة‌ و البستان‌، المسجد و المدرسة‌، الزوجة‌ و الولد؛ ثمّ علتهم‌ فجأةً الموجة‌ الاخيرة‌ للسيل‌ العارم‌ فقذفت‌ بهم‌ إلي‌ ديار الفناء و العدم‌.

 كان‌ تأريخ‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ أُنموذجاً لنا و قدوةً إلي‌ يوم‌ القيامة‌ تعلّمنا مدي‌ الاهمّيّة‌ الكبيرة‌ للقيام‌ بالحقّ وا لقسط‌ و إعلان‌ كلمة‌ الحقّ، و السعي‌ لتقويم‌ المسار المنحرف‌ للطقاة‌ المترفين‌، و يعلّمنا كذلك‌ أنّ العدوّ في‌ الجانب‌ الآخر من‌ هذا الصراع‌ و المعركة‌ لا يدّخر جهداً عن‌ السعي‌ بجدّيّة‌ للقضاء علي‌ شخص‌ و شخصيّة‌ و وجود الحقّ و الحقيقة‌، و إلي‌ طمس‌ الآثار و الخصائص‌ و الاخبار؛ فيأمر عشرة‌ من‌ الفرسان‌ ليمتطوا خيولهم‌ فيهجموا بقساوة‌ علي‌ البدن‌ القتيل‌ الطريح‌ علي‌ الارض‌ بلا رأس‌ فيطأوه‌!!

 و لم‌ يكن‌ ذلك‌ في‌ الحقيقة‌ ليمثّل‌ ركل‌ و رضّ البدن‌، بل‌ ركلاً و رضّاً لروحه‌ و حقيقته‌ و شخصيّته‌، بياناً للعالم‌ و العالمين‌ بأنّ من‌ كان‌ منطقه‌ كمنطق‌ الحسين‌ هذا، فعاقبته‌ هذه‌!

 و من‌ المطالب‌ المهمّة‌ أنّ بين‌ أُميّة‌ كانوا بعد واقعة‌ كربلاء يعملون‌ علي‌ هيئة‌ نعل‌ الخيول‌ فيسمّرونها علي‌ أبواب‌ دورهم‌!!

 يقول‌ المقرّم‌ في‌ مقتله‌ نقلاً عن‌ «الآثار الباقية‌» للبيرونيّ:

 لَقَدْ فَعَلُوا بِالحُسَيْنِ مَا لَمْ يُفْعَل‌ فِي‌ جَمِيعِ الاُ مَمِ بِأَشْرَارِ الخَلْقِ مِنَ القَتْلِ بِالسَّيْفِ وَ الرُّمْحِ وَالحِجَارَةِ وَ إجْرَاءِ الخُيُولِ. [3]

الرجوع الي الفهرس 

كلام‌ البيرونيّ و عمارة‌ الفقيه‌ اليمنيّ في‌ عداء بني‌ أُميّة‌ لآل‌ الرسول‌

 ثمّ ينقل‌ في‌ ذليل‌ هذا المطلب‌ عن‌ كتاب‌ «التعجّب‌» للكراجكيّ، ص‌ 46، المُلحق‌ ب «كنز الفوائد»:

 وَ قَدْ وَصَلَ بَعْضُ هَذِهِ الخُيُولِ إلَي‌ مِصْرَ فَقُلِعَتْ نِعَالُهَا وَ سُمِّرَتْ عَلَي‌ أَبْوَابِ الدُّورِ تَبَرُّكاً. وَ جَرَتْ بَذَلِكَ السُّنَّةِ عِنْدَهُم‌؛ فَصَارَ أَكْثَرُهُمْ يَعْمَلُ نَظِيرَهَا وَ يُعَلِّقُ عَلَي‌ أَبْوَابِ الدُّورِ. [4]

 لكنّنا ننقل‌ هنا عين‌ عبارة‌ البيرونيّ التي‌ هي‌ أشدّ إيلاماً للقلوب‌ و تصديعاً للاكباد من‌ حكاية‌ المقرّم‌ و نقله‌:

 وَاتَّفَقَ فِيهِ (أي‌ فِي‌ العَاشِرِ مِنَ المُحَرَّمِ) قَتْلُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ رَضِيَ اللَهُ عَنْهُمْ، وَ فُعِلَ بِهِ وَ بِهِمْ مَا لَمْ يُفْعَلْ فِي‌ جَمِيعِ الاُمَمِ بِأَشْرَارِ الخَلْقِ مِنَ القَتْلِ بِالعَطَشِ وَالسَّيْفِ وَالاءحْرَاقِ وَ صَلْبِ الرُّؤوسِ وَ إجْرَاءِ الخُيُولِ عَلَي‌ الاجْسَادِ فَتَشاءَمُوا بِهِ.

 ثمّ يضيف‌ البيرونيّ بعد ذلك‌: وَ أَمَّا بَنُو أُمَيَّة‌ فقد لبسوا فيه‌ ما تجدّد، و تزيّنوا واكتحلوا و عيّدوا، و أقاموا الولائم‌ و الضيافات‌، و طعموا الحلاوات‌ و الطيّبات‌، و جري‌ الرسم‌ في‌ العامّة‌ علي‌ ذلك‌ أيّام‌ ملكهم‌، وب‌ قي‌ فيهم‌ بعد زواله‌ عنهم‌.

 و أَمَّا الشِّيعَة‌ فإنّهم‌ ينوحون‌ و يبكون‌ أسفاً لقتل‌ سيّد الشهداء فيه‌، و يظهرون‌ ذلك‌ بمدينة‌ السلام‌ (مدينة‌ الرسول‌) و أمثالها من‌ المدن‌ و البلاد، و يزورون‌ فيه‌ التربة‌ المسعودة‌ بكربلاء، و لذلك‌ كره‌ فيه‌ العامّة‌ من‌ تجديد الاواني‌ و الاثاث‌ [5].

 و لقد أبدع‌ الفقيه‌ و العالم‌ و الشيخ‌ اليمنيّ عمارة‌ في‌ تعريضه‌ بقصيدة‌ رائعة‌ علي‌ كلام‌ يزيد و استكباره‌ و بهتانه‌ و فضيحته‌ مقابل‌ إمام‌ الزمان‌ و قطب‌ دائرة‌ الاءمكان‌ و الحجّة‌ علي‌ جميع‌ الخلائق‌، وَ لِلَّهِ دَرُّهُ وَ عَلَي‌ اللَهِ أجْرُهُ.

 غَصَبَتْ أُمَيَّةُ إرْثَ آلِ مُحَمَّدٍ سَفَهاً وَ شَنَّتْ غَارَةَ الشَّنَآنِ

 وَ غَدَتْ تُخَالِفُ فِي‌ الخَلاَفَةِ أَهْلَهَا وَ تُقَابِلُ البُرْهَانَ بِالبُهْتَانِ

 لَمْ تَقْتَنِعْ حُكَّامُهُمْ بِرُكُوبِهِمْ ظَهْرَ النِّفَاقِ وَ غَارِبَ العُدوَانِ

 وَقُعُودِهِمْ فِي‌ رُتْبَةٍ نَبَويَّةٍ لَمْ يَبْنِهَا لَهُمُ أَبُو سُفْيَانِ

 حَتَّي‌ أَضَافُوا بَعْدَ ذَلِكَ.نَّهُمْ أَخَذُوا بِثزارِ الكُفْرِ فِي‌ الاءيمَانِ

 فَأَتَي‌ زِيَادٌ فِي‌ القَبِيحِ زِيَادَةً تَرَكَتْ يَزَيدَ يَزِيدُ فِي‌ النُّقْصَانِ [6]

 إنّ تدبير الله‌ سبحانه‌ لعجيب‌ حقّاً، و كيف‌ أنّه‌ في‌ إتمامه‌ الحجّة‌ علي‌ الناس‌ ينبعث‌ شخص‌ فاسق‌ تافه‌ و غير لائق‌ بكلّ معني‌ الكلمة‌ فيقف‌ في‌ مواجهة‌ الاءمام‌ بالحقّ و النور المطلق‌، و ينتحل‌ لنفسه‌ اسم‌ النزيه‌ الطيِّب‌ و يدعو مقابله‌ بالخبيث‌؛ لَيصدق‌ هنا حقّاً وقوف‌ مركَزَي‌ النور و الظلمة‌ أمام‌ بعضهما وجهاً لوجه‌.

 يقول‌ الضَحَّاك‌ بن‌ عبدالله‌، و هو من‌ أنصار سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌: و مرّ بنا ليلة‌ عاشوراء خيل‌ لابن‌ سعد تحرسنا و إنّ حُسيناً عليه‌ السلام‌ ليقرأ:

 وَ لاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي‌ لَهُمْ خَيْرٌ لاَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي‌ لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إثْمًا وَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللَهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَي‌ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّي‌ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ. [7] فسمعها من‌ تلك‌ الخيل‌ رجل‌ يقال‌ له‌ عبدالله‌ بن‌ سمير و كان‌ مضحاكاً و شجاعاً بطلاً فارساً فاتكاً و من‌ الاشراف‌.

 فقال‌: نَحْنُ وَ رَبِّ الكَعْبَةِ الطَّيِّبُونَ مَيَزَّنَا مِنْكُمْ!

 فقال‌ له‌ بُرَير بن‌ خُضُير: يا فاسق‌! أنت‌ يجعلك‌ الله‌ من‌ الطيّبين‌ ؟!

 فقال‌ له‌: مَن‌ أنت‌ ويلك‌ ؟ فقال‌ له‌: برير بن‌ خضير، فتسابّاً. [8]

الرجوع الي الفهرس 

قراءة‌ رأس‌ الاءمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ المقطوع‌ من‌ علي‌ الرمح‌ آية‌ الكهف‌

 و روي‌ كلاّ من‌ الشيخ‌ المفيد و أمين‌ الاءسلام‌ الطبرسيّ، أنّه‌: بعد أن‌ جي‌ء برأس‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ إلي‌ عبيدالله‌ بن‌ زياد، و وردت‌ زينب‌ سلام‌ الله‌ عليها و السبايا مع‌ السجّاد عليهم‌ السلام‌، و كان‌ من‌ زينب‌ سلام‌ الله‌ عليها ذلك‌ الكمم‌ و الاحتجاج‌ البديع‌، فلمّا أصبح‌ عبيدالله‌ بن‌ زياد بعث‌ برأس‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ علي‌ رمح‌ فدير به‌ في‌ سكك‌ الكوفة‌ كلّها و قبائلها.

 فروي‌ عن‌ زَيْدِ بنِ أرْقَمِ أَنَّهُ قَالَ: مُرَّ بِهِ عَلَيَّ وَ هُوَ عَلَي‌ رُمْحٍ وَ أَنَا فِي‌ غُرْفَةٍ لِي‌، فَلَمَّا حَاذَانِي‌ سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ:

 «أُمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَـ'بَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ ءَايَـ'تِنَا عَجَبًا». [9]

 فَقَفَّ وَاللَهِ شَعْري‌ وَ نَادَيْتُ: رَأسُكَ وَاللَهِ يَابنَ رَسُولِ اللَهِ أَعْجَبُ وَ أَعْجَبُ! [10]

الرجوع الي الفهرس 

مراثي‌ حجّة‌ الاءسلام‌ نيّر التبريزيّ في‌ عظمة‌ بُراق‌ الاءمام‌ الحسين‌

 و ينشد هنا حجّة‌ الاءسلام‌ نيّر التبريزيّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌ مقام‌ العجب‌ و الدهشة‌:

 سر بي‌ تن‌، كه‌ شنيده‌ است‌ به‌ لب‌ آية‌ كهف‌         يا كه‌ ديده‌ است‌ به‌ مِشكَوة‌ تنور آية‌ نور؟

 و هذه‌ المرثيّة‌، كسائر مراثيه‌ الاُخري‌، في‌ أعلي‌ درجات‌ الروعة‌ و العظمة‌، و أوّلها يبدأ بهذه‌ الابيات‌:

 اي‌ ز داغ‌ تو روان‌ خون‌ دل‌ از ديدة‌ حور         بي‌ تو عالم‌ همه‌ ماتمكده‌ تا نفخة‌ صور

 خاك‌ بيزان‌ به‌ سر اندر سِر نعش‌ تو بنات        ‌ اشك‌ ريزان‌ به‌ بَر از سوك‌ تو شعراي‌ غيور

 ز تماشاي‌ تجلاّي‌ تو مدهوش‌ كليم‌         اي‌ سرت‌ سرّ أنا الله‌، و سنان‌ نخلة‌ طور [11]

 ديده‌ها گو همه‌ دريا شو و دريا همه‌ خون‌         كه‌ پس‌ از قتل‌ تو منسوخ‌ شد آئين‌ سرور

 شمع‌ انجم‌ همه‌ گو اشك‌ عزا باش‌ و بريز         بهر ماتم‌ زده‌ كاشانه‌ چه‌ ظُلمات‌ و چه‌ نور

 پاي‌ در سلسله‌ سجّاد و به‌ سر تاج‌ يزيد         خاك‌ عالم‌ به‌ سر افسر و ديهيم‌ و قصور

 دَير ترسا و سر سبط‌ رسول‌ مدني‌         آه‌ اگر طعنه‌ به‌ قرآن‌ زند انجيل‌ و زبور

 تا جهان‌ باشد و بوده‌است‌ كه‌ داده‌است‌ نشان        ‌ ميزبان‌ خفته‌ به‌ كاخ‌ اندر و مهمان‌ به‌ تنور!

 سر بي‌تن‌ كه‌ شنيده‌است‌ به‌ لب‌ آية‌ كهف‌ ؟         يا كه‌ ديده‌ است‌ به‌ مشكوة‌ تنور آية‌ نور؟[12]

 إلي‌ آخر هذه‌ المرثيّة‌ ذات‌ النظرة‌ الواقعيّة‌.

 و من‌ بين‌ مراثيه‌ الرائعة‌:

 قتل‌ شهيد عشق‌، نه‌ كار خدَنگ‌ بود         دنيا براي‌ شاه‌ جهان‌ دار تنگ‌ بود

 عصفور هر چه‌ باد هم‌ آورد باز نيست‌         شهباز را ز پنجة‌ عصفور ننگ‌ بود

 آئينه‌ خود ز تاب‌ تجلّي‌ به‌ هم‌ شكست‌         گيرم‌ كه‌ خصم‌ را دل‌ پر كينه‌ سنگ‌ بود

 نيرو از آن‌ گرفت‌، بر او آخت‌ تير كين‌         قومي‌ كه‌ با خداي‌ مُهيّاي‌ جنگ‌ بود

 عهد ألست‌ اگر نگرفتن‌ عنان‌ او         شهد بقا به‌ كام‌ مخالف‌ شرنگ‌ بود

 از عشق‌ پرس‌ حالت‌ جانبازي‌ حسين‌         پاي‌ بُراق‌ عقل‌ در اين‌ عرصه‌ لنگ‌ بود

 احمد اگر به‌ ذروة‌ قوسين‌ عروج‌ كرد         معراج‌ شاه‌ تشنه‌، به‌ سوي‌ خدنگ‌ بود [13]

 از تير كين‌ چو كرد تهي‌ شاه‌ دين‌ ركاب        ‌ آمد فرا به‌ گوش‌ وي‌ از پرده‌ اين‌ خطاب‌

 كاي‌ شهسوار بادية‌ ابتلاي‌ ما         باز آكه‌ زان‌ تست‌، حريم‌ لقاي‌ ما

 معراج‌ عشق‌ را شب‌ أسراست‌ هين‌ بران‌         خوش‌ خوش‌ براق‌ شوق‌ به‌ خلوت‌ سراي‌ ما

 تو از براي‌ مائي‌ و ما از براي‌ تو         عهدي‌ است‌ اين‌ فناي‌ ترا با بقاي‌ ما

 دادي‌ سري‌ ز شوق‌ و خريدي‌ لقاي‌ دوست        ‌ هرگز زيان‌ نبُرد كس‌ از خون‌ بهاي‌ ما

 جانبازيت‌ حجاب‌ دو بيني‌ به‌ هم‌ دريد         در جلوه‌گاه‌ حسن‌ توئي‌ خود به‌ جاي‌ ما

 باز آكه‌ چشم‌ ما ز ازل‌ا ز قدوم‌ تست‌         خود خاكروب‌ راه‌ تو بود أنبياي‌ ما

 هين‌ زان‌ تست‌ تاج‌ ربوبيّت‌ از ازل‌         گر رفت‌ بر سَنان‌ سرت‌ اندر هواي‌ ما [14]

 گر زآتش‌ عطش‌ جگرت‌ سوخت‌ غم‌ مخور         از تست‌ آب‌ رحمت‌ بي‌ منتهاي‌ ما

 ور سفله‌ برد ز تو دستي‌، مشو ملول‌         با شهپر خدنگ‌ بپرّد هُماي‌ ما

 گسترده‌ايم‌ بال‌ ملائك‌ به‌ جاي‌ فرش        ‌ كازار بر تنت‌ نكند كربلاي‌ ما

 دلگير گو مباد خليل‌ از فداي‌ دوست‌         كافي‌ است‌ اكبر تو ذبيح‌ مناي‌ ما

 كو نوح‌ ؟ گو به‌ دشت‌ بلا آي‌ باز بين‌         كشتي‌ شكستگان‌ محيط‌ بلاي‌ ما

 موسي‌ ز كوه‌ طور شنيد ار جواب‌ لَن‌         گو باز شو به‌ جلوه‌ گه‌ نينواي‌ ما

 گر زنده‌ جان‌ ببُرد ز دار بلا مسيح‌         گو دار كربلا نگر و مبتلاي‌ ما [15]

 منسوخ‌ كرد ذكر اوائل‌ حديث‌ تو         اي‌ داده‌ تن‌ ز عهد ازل‌ بر قضاي‌ ما [16]

 الحمد للّه‌ و له‌ الشكر أن‌ يصل‌ هذا الكتاب‌، و هو الجزء الثاني‌ من‌ «نور ملكوت‌ القرآن‌» إلي‌ خاتمته‌ عند غروب‌ يوم‌ الرابع‌ عشر من‌ شهر شعبان‌ المعظّم‌، عند الليلة‌ المباركة‌ للميلاد المبارك‌ لبقيّة‌ الله‌ الاعظم‌ الحجّة‌ ابن‌ الحسن‌ العسكريّ عجّل‌ الله‌ فرجه‌ الشريف‌، و جعلنا الله‌ تراب‌ مَقْدَمه‌ المبارك‌؛ و ذلك‌ في‌ سنة‌ ألف‌ و أربعمائة‌ و تسعة‌ من‌ الهجرة‌ النبويّة‌ علي‌ مهاجرها آلاف‌ التحيّة‌ و السلام‌ في‌ المدينة‌ المقدّسة‌ للمشهد الرضويّ علي‌ ثاوه‌ آلاف‌ التحيّة‌ و الاءكرام‌، علي‌ يد الحقير الفقير السيّد محمّد الحسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ، غفر الله‌ له‌ ذنوبه‌، و وفّقه‌ لما يحبّه‌ و يرضاه‌.

 اللَهُمَّ صَلِّ عَلَي‌ المُصْطَفَي‌ مُحَمَّدٍ، و المُرْتَضَي‌ عَلِيٍّ، وَالبَتُولِ فَاطِمَةَ، وَالسِّبْطِينِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ؛ وَ عَلَي‌ زَيْنِ العَابِدِينَ عَلِيٍّ، وَالبَاقِرِ مُحَمَّدٍ، وَالصَّادِقِ جَعْفَرٍ، وَالكَاظِمِ مُوسَي‌، وَالرِّضَا عَلِيٍّ، وَالتَّقِي‌ مُحَمَّدٍ، وَالنَّقِيِّ عَلِيٍّ، وَالزَّكِيِّ العَسْكَرِيِّ الحَسَنِ، وَ صَلِّ عَلَي‌ الهَادِي‌ المَهْدِيٍّ، صَاحِبِ الزَّمَانِ، وَ خَلِيفَةِ الرَّحْمَنِ، وَ قَاطِعِ البُرْهَانِ، وَ إمَامِ الاءنسِ وَالجَانِّ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ!

الرجوع الي الفهرس 

 الي المجلد الثالث

 الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «الكامل‌ في‌ التاريخ‌» ج‌ 4، ص‌ 89، طبعة‌ بيروت‌. 

[2] ـ و الادهي‌ من‌ كلّ ذلك‌ و الامرّ هو اعتقاد البعض‌ بحقّانيّة‌ خلافته‌ و امتناعه‌ من‌ لعنه‌، و قد طبع‌ السعوديّون‌ في‌ السعوديّة‌ في‌ أيّامنا هذه‌ كتاباً باسم‌ أميرالمؤمنين‌ يزيد بن‌ معاوية‌ يدرّس‌ في‌ مدارسهم‌؛ يقول‌ السيّد شرف‌ الدين‌ في‌ هامش‌ ص‌ 119 من‌ «الفصول‌ المهمّة‌»: بل‌ اعتقد قوم‌ من‌ الجمهور أنّ يزيد كان‌ من‌ أولياء الله‌، و أنّ من‌ توقّف‌ فيه‌ وقفه‌ الله‌ علي‌ نار جهنّم‌، فراجع‌ ما حكاه‌ ابن‌ تيميّة‌ عنهم‌ في‌ الرسالة‌ السابعة‌ من‌ مجموعة‌ الرسائل‌ الكبري‌ في‌ صفحة‌ 300 من‌ جزئها الاوّل‌.

 و نقل‌ الفسطلانيّ في‌ باب‌ ما قيل‌ في‌ قتال‌ الروم‌ من‌ كتاب‌ الجهاد من‌ «إرشاد الساريّ في‌ شرح‌ صحيح‌ البخاريّ» في‌ ج‌ 6، ص‌ 230، عن‌ المهلّب‌ أنّه‌ كان‌ يقول‌ بثبوت‌ خلافة‌ يزيد و أنّه‌ من‌ أهل‌ الجنّة‌.

 و نقل‌ ابن‌ خلدون‌ في‌ صفحة‌ 241 أثناء الفصل‌ الذي‌ عقده‌ في‌ مقدّمته‌ لولاية‌ العهد عن‌ القاضي‌ أبي‌ بكر ابن‌ العربيّ! المالكيّ أنّه‌ قال‌ في‌ كتابه‌ الذي‌ سمّاه‌ ب «العواصم‌ و القواصم‌» ما معناه‌: أنّ الحسين‌ قُتل‌ بشرع‌ جدّه‌ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.

 و ذكر ابن‌ الاثير في‌ عدّة‌ حوادث‌ سنة‌ 583 في‌ آخر ورقة‌ من‌ الجزء الحادي‌ عشر من‌ كامله‌ أنّ في‌ تلك‌ السنة‌ مات‌ عبدالمغيث‌ بن‌ زهير ببغداد، قال‌: و كان‌ من‌ أعيان‌ علماء الحنابلة‌ قد سمع‌ الحديث‌ الكثير و صنّف‌ كتاباً في‌ فضائل‌ يزيد بن‌ معاوية‌ أتي‌ فيه‌ بالعجائب‌ و قد ردّ عليه‌ أبوالفرج‌ ابن‌ الجوزيّ و كان‌ بينهما عداوة‌.

 و يقول‌ آية‌ الله‌ السيّد شرف‌ الدين‌: والذين‌ عذروا يزيد من‌ أوليائه‌ وا عتذروا عنه‌ كثيرون‌، منهم‌ ابن‌ تيميّة‌ فيما تقدّمت‌ إليه‌ الإشارة‌ من‌ رسالته‌ السابعة‌، و الغزّاليّ في‌ الآفة‌ الثامنة‌ من‌ كتاب‌ آفات‌ اللسان‌ من‌ «إحياء العلوم‌» ج‌ 3، ص‌ 112. 

[3] ـ ورد في‌ «فرهنگ‌ معين‌» ( = معجم‌ المعين‌) ج‌ 6، مادة‌ گ‌: گلادستون‌ و ليام‌ أورات‌، Gladwtone William Ewart سياسيّ إنجليزيّ، ولد سنة‌ 1809 م‌، و توفّي‌ سنة‌ 1898 م‌، و كان‌ زعيماً للاحرار، و تقلّد منصب‌ رئاسة‌ الوزراء أربع‌ مرّات‌. 

[4] ـ «مقتل‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌» للسيّد عبدالرزّاق‌ المقرّم‌، ص‌ 361، عن‌ «الآثار الباقية‌» ص‌ 329، طبعة‌ ليدن‌. 

[5] ـ «مقتل‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌» ص‌ 362، عن‌ «الآثار الباقية‌» ص‌ 329. 

[6] ـ «الآثار الباقية‌ عن‌ القرون‌ الخالية‌» لابي‌ ريحان‌ محمّد بن‌ أحمد البيرونيّ الخوارزميّ، ص‌ 329، طبعة‌ ليدن‌.

 يقول‌ آية‌ الله‌ السيّد شرف‌ الدين‌ العامليّ رحمة‌ الله‌ عليه‌ في‌ كتاب‌ «النّص‌ و الاجتهاد» ص‌ 341 و 342، الطبعة‌ الثانية‌: و فظائع‌ يزيد من‌ أوّل‌ عمره‌ إلي‌ انتهاء أمره‌ أكثر من‌ أن‌ تحويها الدفاتر أو تحصيها الاقلام‌ و المحابر، و قد شوّهت‌ وجه‌ التأريخ‌ و سوّدت‌ صحائف‌ السير، و كان‌ أبوه‌ معاوية‌ يري‌ كلابه‌ و قروده‌، و صقوره‌ و فهوده‌، و يطّلع‌ علي‌ خموره‌ و فجوره‌، و يشاهد الفظائع‌ من‌ أُموره‌، و يعاين‌ لعبه‌ مع‌ الغواني‌، و يعرف‌ لؤمه‌ و خبثه‌ بكلّ المعاني‌ و يعم‌ أنّه‌ ممّن‌ لا يؤتمن‌ علي‌ نقير و لا يدلّي‌ أمر قطمير، فكيف‌ رفعه‌ و الحال‌ هذه‌ إلي‌ أوج‌ الخلافة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ ؟ و أحلّه‌ عرش‌ الملك‌ و إمامه‌ المسلمين‌ ؟ و ملّكه‌ رقاب‌ الاُمّة‌ ؟

 فغشّها بذلك‌ و قد قال‌ رسول‌ الله‌ (فيما أخرجه‌ البخاريّ في‌ الورقة‌ الاُولي‌ من‌ كتاب‌ الاحكام‌، ص‌ 155 من‌ الجزء الرابع‌ من‌ صحيحه‌): مَا مِن‌ وَالٍ يَلِي‌ رَعِيَّةً مِنَ المُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَ هُوَ غَاشٌ لَهُمْ إلاّ حَرَّمَ اللَهُ عَلَيهِ الجَنَّةِ. ـ انتهي‌. (و كذلك‌ أورد هذه‌ الرواية‌ مسلم‌ في‌ صحيحه‌، ج‌ 1، ص‌ 67، باب‌ استحقاق‌ الوالي‌ الغاشّ لرعيّته‌).

 و روي‌ الإمام‌ أحمد من‌ حديث‌ أبي‌ بكر في‌ الجزء الاوّل‌ من‌ مسنده‌، ص‌ 6، أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ (وآله‌) و سلّم‌ قال‌:

 مَن‌ ولي‌ من‌ أُمور المسلمين‌ شيئاً فأمرٌ عليهم‌ أحداً محاباة‌، فعليه‌ لعنة‌ الله‌. لا يقبل‌ منه‌ صَرفاً و لا عدلاً حتّي‌ يُدخله‌ مُدخَلزهُم‌.

 و أخرج‌ البخاريّ في‌ الورقة‌ المذكورة‌ من‌ صحيحه‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ (وآله‌) وسلّم‌ قال‌:

 ما مِن‌ عبدٍ استرعاه‌ اللهُ رعيّته‌ فلم‌ يُحِطْها بنصيحةٍ إلاّ لم‌ يجد رائحة‌ الجنّة‌ ـ انتهي‌. 

[7] ـ «الغدير» ج‌ 4، ص‌ 356 و 357. 

[8] ـ الايتان‌ 178 و 179، من‌ السورة‌ 3: آل‌ عمران‌: و بقيّة‌ الآية‌ هي‌: وَ مَا كَانَ اللَهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَي‌ الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَهَ يَجْتَبِي‌ مِن‌ رُسُلِهِ مَن‌ يَشَآءُ فَـَامِنُوا بِاللَهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِن‌ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ. 

[9] ـ «الإرشاد» للمفيد، ص‌ 252، الطبعة‌ الحجريّة‌. 

[10] ـ الآية‌ 9، من‌ السورة‌ 18: الكهف‌. 

[11] ـ «الإرشاد» ص‌ 266 و 267؛ و «إعلام‌ الوري‌» ص‌ 248.

 يقول‌ آية‌ الله‌ الحاجّ الشيخ‌ محمّد الحسين‌ آل‌ كاشف‌ الغطاء رحمة‌ الله‌ عليه‌ في‌ كتاب‌ «جنّة‌ المأوي‌» ص‌ 370 و 371 من‌ الطبعة‌ الثانية‌، ضمن‌ بحث‌ بعنوان‌ هل‌ تكلَّم‌ رأسُ الحسين‌ عليه‌ السلام‌: و لرئيس‌ المحدّثين‌ الشيخ‌ الصدوق‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ كلمات‌ نيّرة‌ صدع‌ بها في‌ جواب‌ السلطان‌ ركن‌ الدولة‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ لها تعلّق‌ تامّ بهذا الموضوع‌ لا بأس‌ بنقلها لتزيد بصيرة‌ القاري‌ الكريم‌:

 و قد نقل‌ في‌ ترجمة‌ الشيخ‌ الصدوق‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ أنّ السلطان‌ ركن‌ الدولة‌ جلس‌ يوماً علي‌ عرش‌ السلطنة‌ و شرع‌ في‌ الإطراء و الثناء علي‌ الشيخ‌ الصدوق‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌، لانّه‌ رأي‌ قبل‌ ذلك‌ اليوم‌ بيانات‌ الشيخ‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ و تكلّماته‌ المذهبيّة‌ علي‌ ضوء العلم‌ و المنطق‌، فاعترض‌ أحد الحضّار علي‌ السلان‌: أنّ اعتقاد الشيخ‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ علي‌ أنّ رأس‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ يوم‌ حُمل‌ علي‌ القناة‌ كان‌ يقرأ سورة‌ الكهف‌. فقال‌ الملك‌: لم‌ أسمع‌ منه‌ هذه‌ المقالة‌ و لكن‌ أسأله‌. فكتب‌ إليه‌ يستفتيه‌ و يسأله‌ عن‌ هذا المطلب‌.

 فكتب‌ الشيخ‌ الصدوق‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ في‌ الجواب‌: أنّ هذه‌ الرواية‌ محكيّة‌ ممّن‌ سمع‌ من‌ رأسه‌ المطهّر أنّه‌ يقرأ عدّة‌ آيات‌ من‌ سورة‌ الكهف‌، إلاّت‌ أنّه‌ غير منقول‌ منأحد الائمّة‌ المعصومين‌ عليهم‌ السلام‌، و مع‌ ذلك‌ لا ننكره‌، بل‌ هو صواب‌، لانّا إن‌ جوّزنا في‌ يوم‌ الحشر تكلّم‌ أيدي‌ الظالمين‌ و العاصين‌ و أرجلهم‌ كما نطق‌ به‌ القرآن‌ و قال‌ تعالي‌: اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَي‌ أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُم‌ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. (الآية‌ 65، من‌ السورة‌ 36: يس‌´)، فكذا يجوز أن‌ ينطق‌ رأس‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ و يتلوا القرآن‌، لكونه‌ خليفة‌ الله‌ و إمام‌ المسلمين‌ و من‌ شباب‌ اهل‌ الجنّة‌ و سيّدهم‌ و سبط‌ النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ و ابن‌ وصيّه‌، أُمّه‌ فاطمة‌ الزهراء سيّدة‌ نساء العالمين‌ صلوات‌ الله‌ عليهم‌ أجمعين‌، بل‌ إنكار هذا المطلب‌ يؤول‌ في‌ الحقيقة‌ إلي‌ إنكار قدرة‌ الله‌ تعالي‌ و فضل‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌.

 و العجب‌ ممّن‌ يكنر صدور أمثال‌ هذه‌ الامور ممّن‌ بكي‌ عليه‌ الملائك‌ في‌ مصيبته‌ وت‌ قاطر الدم‌ من‌ السماوات‌ في‌ رزّيته‌ و ناح‌ عليه‌ الجنّ بأصواته‌. و من‌ أنكر هذه‌ الاخبار و خوارق‌ العادات‌ مع‌ كونها صحيحة‌ فيجوز له‌ إنكار جميع‌ الشرائع‌ و المعجزات‌ الصادرة‌ من‌ النبيّ و الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌، بل‌ و جميع‌ الضروريّات‌ الدينيّة‌ و الدنيويّة‌، فإنّها أيضاً قويّة‌ السند صحيحة‌ الطرق‌، قد حصل‌ لنا العلم‌ بمضامينها. 

[12] ـ «آتشكده‌» ( = معبد النار) لحجّة‌ الإسلام‌ الشيخ‌ محمّد تقي‌ نيّر التريزيّ، ص‌ 121.

 يقول‌: «يا من‌ جرت‌ علي‌ مصابك‌ نواظر الحور بدماء القلوب‌، بفقدك‌ صار جميع‌ العالم‌ مأتماً إلي‌ يوم‌ نفخة‌ الصور فالنساء عند نعشك‌ كن‌ يحثين‌ التراب‌ علي‌ الرؤوس‌، و نجم‌ الشِّعْرَي‌ الغيور كان‌ يذرف‌ الدموع‌ سِخاناً.

 دُهش‌ الكليم‌ من‌ التطّلع‌ إلي‌ تجلّيك‌، يا من‌ رأسك‌ سرّ «أنا الله‌» و السنان‌ نخلةُ الطور». 

[13] ـ يقول‌: «و قل‌ للعيون‌ أن‌ تصبح‌ بحاراً من‌ الدماء، و لقد نسخ‌ قتلك‌ من‌ القلوب‌ الفرحة‌ و السرور.

 و قل‌ لمصابيح‌ الانجم‌ كلّها أن‌ تصبح‌ نادبة‌ باكية‌، و نصبت‌ الظلمات‌ و النور سرادقات‌ مأتمك‌.

 حين‌ ترسف‌ قدم‌ السجّاد في‌ الاغلال‌، و يغفو التاج‌ علي‌ رأس‌ يزيد، فسُحقاً لرأس‌ الملك‌ و تعساً للتاج‌ و القصور.

 ديرُ راهبٍ نصرانيّ، و رأسُ سبط‌ الرسول‌ المدنيّ!! آهٍ لو طعن‌ الإنجيل‌ و الزبور في‌ القرآن‌.

 مَن‌ يُرينا ـ إن‌ سالفاً أو آنفاً ـ مضيّفاً يرقد في‌ قصره‌، في‌ حين‌ ينام‌ ضيفه‌ في‌ التنور ؟

من‌ سمع‌ رأساً بلا جسد يتلو آية‌ الكهف‌ ؟ و من‌ رأي‌ في‌ مشكاة‌ التنور آية‌ النور؟». 

[14] ـ ديوان‌ «آتشكده‌» ص‌ 118 و 119. يقول‌: «لم‌ يكن‌ قتل‌ شهيد العشق‌ من‌ فعل‌ السهم‌، فلقد صارت‌ الدنيا لملك‌ العالم‌ ضيّقة‌ لا تسعه‌.

 فالعصفور مهما علت‌ به‌ الريح‌ لن‌ يكون‌ بازياً؛ و النسر يأنف‌ لنفسه‌ أن‌ يعلق‌ به‌ مخلب‌ عصفور.

 لقد تحطّمت‌ المرآة‌ من‌ شعاع‌ التجلّي‌، و أدركت‌ أنّ قلب‌ الخصم‌ الحقود قُدّ من‌ حجر.

 فالذين‌ استمدّوا منه‌ العون‌ و القوّة‌ ثمّ أشهروا عليه‌ سهام‌ العداوة‌ قوم‌ تهيّأ و القتال‌ ربّهم‌.

 و من‌ لم‌ يُمسك‌ بعنانه‌ عهدُ «ألستُ» فإنّ شهد البقاء سيستحيل‌ في‌ فم‌ العدوّ علقماً.

 سَلْ عن‌ العشق‌ في‌ فداء الحسين‌، لانّ قدم‌ البراق‌ في‌ هذا الميدان‌ عرجاء.

 فإن‌ كان‌ أحمد قد عرج‌ إلي‌ قاب‌ قوسينِ، فقد كان‌ معراج‌ الملك‌ الظامي‌ إلي‌ السهم‌». 

[15] ـ يقول‌: «و حين‌ هوي‌ ملك‌ الدين‌ من‌ ركابه‌ بسهم‌ الحقد، جاءه‌ النداء من‌ سرادق‌ العرش‌.

 يا فارس‌ صحراء بلائنا الاوحد! إنّ حريم‌ لقائنا مهيّأ لك‌.

 فعجّل‌ لمعراج‌ العشق‌ في‌ ليلة‌ الإسراء، و أهلاً ببراق‌ الشوق‌ إلي‌ خلوة‌ منزلنا.

 فأنت‌ لنا و نحن‌ لك‌، و عهد أن‌ يكون‌ فناؤك‌ ببقائنا.

 جُدتَ برأسك‌ من‌ الشوق‌ و اشتريت‌ لقاء الحبيب‌، فليس‌ مغبوناً من‌ دفعنا دية‌ دمه‌.

 فداؤك‌ مزّق‌ حجاب‌ الاثنينيّة‌، إذ إنّك‌ في‌ موضع‌ تجلّي‌ الحسن‌ قُمتَ مقامنا.

 إنّ عيوننا من‌ الازل‌ في‌ا نتظار مقدمك‌، و كان‌ أنبياؤنا يمهدون‌ لمقدمك‌ الطريق‌.

 هذا تاج‌ الربوبيّة‌ لك‌ منذ الازل‌، مهما صعد رأسك‌ علي‌ الرمح‌ في‌ هوانا و حبّنا

 ـ يقول‌: «فلا تغتمّ إن‌ ألهب‌ العطش‌ كبدك‌ الحرّي‌، فإنّ لك‌ ماء رحمتنا التي‌ لا انتهاء لها.

 و إن‌ قطع‌ الاسافلُ منك‌ يداً فلا تحزن‌، و حلّق‌ بزغب‌ السهم‌ إلينا يا طائر اليُمن‌.

 و لقد بسطنا لك‌ أجنحة‌ الملائكة‌ فراشاً، لئلاّ تؤذي‌ بدنك‌ كربلائنا.

 فالخليل‌ لا يغتمّ لفداء الحبيب‌، و يكفي‌ أن‌ يكون‌ ودلك‌ الاكبر ذبيح‌ مُنانا.

 أين‌ نوح‌، فليقدم‌ إلي‌ صحراء المحنة‌ و الينظر إلي‌ سفينة‌ المنكسرين‌ في‌ بحر بلائنا.

 و موسي‌ الذي‌ سمع‌ من‌ جبل‌ الطور جواب‌ «لن‌»، فليقدم‌ مرّة‌ أُخري‌ إلي‌ محلّ تجلّينا بنينوي‌.

 و إن‌ نجي‌ المسيح‌ من‌ خشبة‌ البلاء، فقل‌ له‌ لينظر إلي‌ خشبة‌ كربلا و إلي‌ مبتلانا». 

[16] ـ يقول‌: «لقد نسخ‌ حديثك‌ ذكر الاوائل‌ و السابقين‌، يا من‌ ضحّي‌ بنفسه‌ في‌عهد الازل‌ في‌ قضائنا».

الرجوع الي الفهرس 

ا الي المجلد الثالث

 الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com