|
|
الصفحة السابقةتفسير سورة التوحيد في عشرة أيّام في مشهد المقدّسةنعم، لقد كان دأب سماحة السيّد الحدّاد في مشهد المقدّسة أن يتناول ليلاً ـ بعد صلاتَي المغرب والعشاء طعاماً يسيراً ثمّ يأوي للنوم مبكّراً، ويدأب علي زيارة المرقد المطهّر بعد أذان الصبح بين الطلوعَين، وفي وقت صلاة الظهر التي كان يؤدّيها في الحضرة. أمّا في باقي الاوقات فكان غالباً ما يبقي في المنزل، فإذا شاء أحد لقاءه فإنّ ذلك كان يحصل نهاراً وفي البيت. وكان الرفقاء يجتمعون في المنزل حين يكون السيّد هناك. وقد وجّه أمره للحقير ـ من أجل بعث الحيويّة والنشاط وذكر الله في المجالس لاقوم بتفسير سورة التوحيد للرفقاء بحضوره. فشرع الحقير بتفسير هذه السورة المباركة، فانقضي اليوم الاوّل في تفسير معني بِسْمِ، أي معني الاسم ومعني باء الاسم، واستغرق ذلك ساعة كاملة. ومرّ اليوم الثاني في تفسير معني اللَهِ واستغرق ساعة كاملة أيضاً. ثمّ قمتُ في اليوم الثالث بتفسير معني الرَّحْمَـ'نِ، وفي اليوم الرابع بتفسير معني الرَّحِيمِ، وفي اليوم الخامس في معني قُلْ، وفي اليوم السادس في معني هُوَ، وفي اليوم السابع في معني أَحَدٌ، وفي اليوم الثامن في معني الصَّمَدُ، وفي اليوم التاسع في معني لَمْ يَلِدْ، وفي اليوم العاشر في معني لَمْ يُولَدْ. وبقيت الفقرة الحادية عشرة من السورة إلي حين ذهابنا في معيّته إلي إصفهان بعد العودة من أرض مشهد المقدّسة، فكنّا مجتمعين يوماً بحضـور الرفقاء، فجـاء ذلك اليوم سـماحة حجّة الإسـلام الحاجّ السـيّد شهاب الدين الصفويّ وفّقه الله لرؤية السيّد، فقال (السيّد الحدّاد): أتمم باقي السورة! فشرع الحقير في الكلام ساعة كاملة في معني وَلَمْ يَكُن لَّهُ و كُفُوًا أَحَدٌ وتفسيرها. وبحمد الله ومنّه فقد ختمت هذه المجالس لهذه الدورة التفسيريّة بعدد (11) المساوي للكلمة المباركة « هُوَ ». وكان من عجائب وغرائب هذا التفسير: أوّلاً: أنّ الحقير لم يُطالع أساساً ولو سطراً واحداً، ولم اصطحب معي أصلاً كتاباً أو تفسيراً ما، فما ورد من التفسير إنّما كان عبارة عن إنشاءات يجري بيانها، ومطالب لم تُسمَع ولم تُقرَأ ولم تُقل، وكنت بدوري أعجب من رقّة معانيها وعلوّ مفاهيمها ودقّة مغزاها. وكان من الجليّ البيِّن أ نّها كانت إلقاءات من سماحة السيّد، بينما كان الحقير في حكم مكبِّر الصوت الذي يحكي هذه المعاني، ذلك لا نّني لم أقم حتّي الآن ببيان تفسير بهذا الوضع والكيفيّة، فأنا الآن أتأسّف لانّ تلك المطالب لو كانت قد سُجِّلت لمثّلت بنفسها تفسيراً كاملاً لهذه السورة المباركة يصبح في متناول أيدي أهل العرفان والتوحيد لمطالعته والنظر فيه، بالرغم من أنّ هذه المطالب ـ حسب قول المرحوم القاضي هي المطالب التي تأتي من هناك ثمّ تعود من حيث جاءت. وثانياً: فلم يكن الحقير في ابتداء هذا التفسير قد قام بتقسيمه هذا التقسيم، بل كنت احتمل في اليوم الاوّل أنّ تفسير هذه السورة بأجمعها والتي لا تعدو أكثر من سطر واحد، سينتهي في نفس اليوم، وأنّ البحث حولها وفي جوانبها سينتهي خلال ساعة واحدة. لكنّ الامر جاء علي هذه الصورة والكيفيّة بحيث انتهي في إحدي عشرة جلسة بدون تكرار للمطالب. وثالثاً: مساواة عدد الجلسات الإحدي عشرة للكلمة المباركة «هُوَ» أمر عميق جدّاً، وذلك لانّ سماحة السيّد الحدّاد كان في درجة قويّة من الفَناء في اسم هو، بحيث كان المرحوم القاضي يقول: إنّ السيّد هاشم مثله كمثل هؤلاء السنّة المتعصّبين، فهو لا يتنازل ولا يتخلّي أبداً عن عقيدته في التوحيد، فهو في تعصّبه في الإيقان والإذعان بالتوحيد لا يفرِّق بين رأسه وقدميه. إنّك لو أعطيت بعض هؤلاء العامّة المال والمقام والدنيا بأسرها، لما أمكنك أن تزعزع عقيدتهم، وكانت مسألة السيّد هاشم في مسألة توحيد الذات المقدّسة بهذه الكيفيّة. جَزَاهُمَا اللَهُ عَنِ التَّوْحِيِد وَالعِرْفَانِ أَفْضَلَ الجَزَاءِ، بِحَقِّ سَيِّدِ البَرَرَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، وَبِحَقَّ مَزُورِهِ الإمَامِ الرِّضَا عَلَیهِ آلاَفُ التَّحِيَّةِ وَالسَّلاَمِ وَالنِّعْمَةِ وَالإكْرَامِ. ولم يزر السيّد في مشهد إلاّ العلماء الذين كانوا يأتون أحياناً لزيارته نهاراً فيسألونه عن بعض غوامض مسائل التوحيد وبعض المعارف، فيجيب علي أسئلتهم تلك، ولقد وُجّهت إليه ثلاثة أسئلة مهمّة تدور حول الإمام عليّ بن موسي الرضا عليهما السلام تتعلّق ببقعته المقدّسة وزيارته، فأجاب عنها السيّد بصورة مفصّلة نسبيّاً. ويجدر بنا هنا أن نُقَدِّم للقرّاء الاعزّاء هذه الاسئلة الثلاثة وأجوبتها ونضمّ إليها الشرح والبيان اللازم. الاسئلة التي وُجّهت للحاجّ السيّد هاشم الحدّاد في مشهد المقدّسةالمسألة الاُولي: لماذا اشتهر الإمام الثامن عليه السلام وعُرف من بين الائمّة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بعنوان الإمام الغريب؟! المسألة الثانية: لماذا دُعِيَ عليه السلام من بين الائمّة عليهم السلام باسم غَوْثُ الاُمَّةِ وَغِيَاثُهَا؟! المسألة الثالثة: ما هـي العـلاقة بين زيـارته عليه السـلام وزيـارة بيت الله، حيث جري التأكيد علي استحباب زيارته في شهر رجب المرجّب، كما أُكِّدَ علي فضيلة العُمرة في شهر رجب. فعدّت العمرة في هذا الشهر تلي الحجّ مباشرة، وعدّ الإحرام والقيام بالعمرة في شهر رجب جائزاً وكافياً لمن يخشي عدم الوصول للكعبة، فإذا أحرم شخص من الميقات قبل انقضاء شهر رجب وذهب إلي بيت الله الحرام فاعتمر، فإنّ عمرته هذه تُعَدّ عمرة رجبيّة ولو وقعت في شهر شعبان، مع علمنا أنّ عمرته وقعت في شـهر شـعبان وأنّ إحرامها فقـط كان في شـهر رجب، وليس ذلك إلاّ للفضيلة الاكيدة والسنّة المؤكَّدة للإتيان بالعُمرة الرجبيّة. كما وردت الفضيلة والاهمّيّة الشديدة لزيارة الإمام الرضا عليه السلام في شهر رجب وذلك بتعبيرات مؤكّدة. أمّا المسألة الاُولي: علّة اشتهاره عليه السلام بالإمام الغريب إنّ هناك عدّة أُمور ربّما كان لها الاثر في عنوان اتّصافه عليه السلام باسم الغريب وصفته. الامر الاوّل: يُعتبر عنوان الولاية في حدّ نفسه بعيد عن متناول البشر وإدراكهم، وقريب إلي مقام القرب من الله وحرمه الخاصّ، وهذه الحقيقة تستلزم عدم أُنس عموم الناس وتعرّفهم علي آثار وخصائص الولاية وصفات وليّ الله. وذلك لانّ هناك في ظهور الولاية بالنسبة للناس بسطاً وانفتاحاً كما أنّ هناك أيضاً قبضاً وانكماشاً، أي الرحمة والغضب معاً، فهناك جزاء الإحسان وهناك الانتقام والعقوبة والتنكيل، لذا فإنّ الناس حين يلمسون آثار الولاية في التخفيف والمحبّة والجمال فإنّهم سيتقبّلونها ويحبّونها، أمّا مع آثارها في القهر والشدّة والجلال، فإنّهم سيكرهونها فيواجهونها بعواطف الحقد والشدّة والمحاربة. إنّ الانبياء العظام الذين فعلهم هو فعل الله سبحانه، يبقون في معزل لا يتصدّي أحد لمواجهتهم ما داموا تحت ستار الخلوة والمناجاة، وطالما لم يطّلع أحد علي حالاتهم الباطنيّة، ولكن ما إن يُكلّفوا من جانب الله تعالي بالإرشاد والدعوة، فيسعون إلي نقل الناس من آدابهم القوميّة وسُننهم الجاهليّة القديمة إلي الآداب العقلائيّة والسنن والاعراف والآداب التكميليّة في الصراط المستقيم والمنهج القويم؛ فإنّ الناس سينهضون من كلّ حدب وصوب إلي قتالهم ومحاربتهم عن جهل أو عن علم،لا يتورّعون عن القتل والإغارة والنهب والاسر والتعذيب، ولا تنطفي نائرتهم، ولا يخمد عطش غضبهم وشهوتهم وأوهامهم وغرائزهم في التكبّر والعناد والانانيّة إلاّ عند سفكهم دماء هؤلاء الانبياء. كما أنّ من شأن الشخص المتّصف بالولاية أن يكون علي الدوام منهمكاً مع نفسه مستغرقاً في عالم عزّه، فهو في غيبة سواء كان بادياً في الظاهر أم لم يكن. ومن الجليّ أنّ عامّة الناس الذين لا تتعدّي أفكارهم المشتهيات النفسيّة واللذائذ الخسيسة الطبعيّة عن عالم الروح وحقيقته، وعن لطافة تلك الانوار الملكوتيّة القدسيّة؛ كما أنّ عدم التسانخ بين عالم الكثرة وآثاره ـ من التمسّك بالآداب والتقاليد الاجتماعيّة والافكار المصلحيّة والاعتبارات الجوفاء وبين عالم الوحدة وآثاره ـ المتمثّلة في كسر قيود أسر الهوي والرغبات وتخطّي مراحل اللذائذ الطبيعيّة والمنازل الوهميّة الخياليّة الاعتباريّة إنّ عدم التسانخ هذا قد منح مقام الولاية عنوان العزّة، وهذا ما ألزم تغرّبهم عن الناس. وعلي هذا الاسـاس، فقد كان الانبياء والاولياء غرباء في هـذا العالم علي الدوام، فقضوا حيـاتهم غرباء لا يلتحمـون بهذه المجتمعات المتجبِّرة الظالمة. مُحِبُّ اللَهِ فِي الدُّنْيَا سَقِيمُ تَطَاوَلَ سُقْمُهُ فَدَوَاهُ دَاهُ سَقَاهُ مِنْ مَحَبَّتِهِ بِكَأْسٍ فَأَرْوَاهُ المُهَيْمِنُ إذْ سَقَاهُ فَهَامَ بِحُبِّهِ وَسَمَا إلَيْهِ فَلَيْسَ يُرِيدُ مَحْبُوباً سِوَاهُ كَذَاكَ مَنِ ادَّعَي شَوْقاً إلَيْهِ يَهِيمُ بِحُبِّهِ حتَّي يَرَاهُ [85] من كه ملول گشتمي از نفس فرشتگان قال و مقال عالمي ميكشم از براي تو [86] مَعْشَرَ النَّاسِ مَا جُنِنْتُ وَلَكِنْ أَنَا سَكْرَانَةٌ وَقَلْبِيَ صَاَحِ أَغَلَلْتُمْ يَدَيَّ وَلَمْ آتِ ذَنْباً غَيْرَ جَهْرِي فِي حُبِّهِ وَاَفْتِضَاحِي أَنَا مَفْتُونَةٌ بِحُبِّ حَبِيبٍ لَسْتُ أَبْغِي عَنْ بَابِهِ مِنْبَراحِ فَصَلاَحِي الَّذِي زَعَمْتُمْ فَسَادِي وَفَسَادِي الَّذِي زَعَمْتُمْ صَلاَحِي مَا عَلَي مَنْ أَحَبَّ مَوْلَي المَوَالِي وَارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ مِنْ جُنَاحِ [87] إنّ الانبياء والاولياء حين يرشفون كأس الوصال يترنّم لسان حالهم بهذه الابيات: أَلْبسْتَنِي ثَوْبَ وَصْلٍ طَابَ مَلْبَسُهُ فَأَنْتَ مَوْلَي الوَرَي حَقَّاً وَمَوْلاَئي كَانَتْ لِقَلْبِيَ أَهْوَاءٌ مُفَرَّقَةٌ فَاسْتَجْمَعَتْ مُذْ رَأَتْكَ العَيْنُ أَهْوَائي مَنْ غَصَّ دَاوَي بِشُرْبِ المَاءِ غُصَّتَه فَكَيْفَ يَصْنَعُ مَنْ قَدْ غَصَّ بِالمَاءِ قَلْبِي حَزِينٌ عَلَي مَا فَاتَ مِنْ زَلَلِي فَالنَّفْسُ فِي جَسَدِي مِنْ أَعْظَمِ الدَّاءِ وَالشَّوْقُ فِي خَاطِرِي وَالحَرُّ فِي كَبِدِي وَالحُبُّ مِنِّي مَصُونٌ فِي سُوَيدَائِي تَرَكْتُ لِلنَّاسِ دُنْيَاهُمْ وَدِينَهُمْ شُغْلاً بِذِكْرِكَ يَا دِينِي وَدُنْيَائِي فَصَارَ يَحْسُدُنِي مَنْ كُنْتُ أَحْسُدُهُ وَصِرْتُ مَوْلَي الوَرَي إذْ صِرْتَ مَوْلاَئِي [88] إنّ أغلب العقبات والمشاكل التي تواجه السالكين في طريق التوحيد نتيجة عدم أُنس الناس ومعرفتهم لهذه المراحل، ممّا يعقب إيجاد المشقّة والمضايقة وسدّ الطريق؛ فيدفع ذلك بالسالك طوعاً أو كرهاً إلي الاعتزال والبُعد عن الجماعة: من از ديار حبيبم نه از بلاد غريب مُهَيمنا به رفيقان خود رسان بازم [89] اگر ز خون دلم بوي شوق ميآيد عجب مدار كه همدرد نافة ختنم [90] الجهات الخاصّة التي أوجبت غربة ثامن الحجج عليه السلاموأما تلك الجهات الخاصّة التي أوجبت غربة ثامن الحُجج عليه السلام فهي: الاُولي: ابتلاء ذلك الإمام بسياسة المأمون الشيطانيّة، الذي جاء به عليه السلام بخطّة عجيبة مجبوراً مراقباً من مقرّه ووطنه الذي ألفه، جوار قبر جدّه الرسول الاكرم، فوضعه قُربه بحيث صار يُحصي عليه حركاته وسكناته، فهو حين أعطي الإمام ولاية مرو، فقد وضعه في حقيقة الامر في سجن وأبعده ونفاه عن وطنه، ومع أ نّه ولاّه في الظاهر وأعطاه الحكم لكنّه في باطن الامر قد عزله عن جميع الشؤون، فلم يكن يجيز له الإفتاء أو إقامة صلاة الجمعة والعيد، وكان يسقي الإمام السمّ النقيع كلّ لحظة بأنظاره الخفيّة ونكاته الدقيقة وخططه وأحابيله الماهرة، فيخيّل للناس أ نّه كان يضع الإخلاص والتفاني في طَبَقٍ من الصدق والصفاء فيقدّمه إلي الإمام، وأ نّه قد جعله مطلق العنان ومبسوط اليد في جميع الاُمور، وفي رَتْق الشؤون وفَتْقها وتدبير أُمور الجيش والدولة. وكان المأمون في الظاهر يضع لخدمة الإمام جارية جميلة من النصاري ويحيطه بالخدم والحشم والغلمان، لكنّه كان يمانع عمليّاً من استقدام أهل الإمام وعياله وولده الحبيب أبي جعفر: الإمام محمّد التقيّ عليه السلام، فيُسـتشـهد وحيداً غريباً في حجرة مقفلة بسمّ الغدر والجفاء. ثمّ يمشي المأمون في جنازته فيشقّ جيبه ويذرف الدموع حرّي ويعقد مجالس العزاء والمأتم ويعلن الحِداد والعزاء العامّ والعطلة الرسميّة إجلالاً واحتراماً للإمام، فيتخيّل للجهلة التعساء الحظّ أنّ هذه الاعمال تنبع من الإخلاص والمودّة. وَبِمِثْلِ هَذَا عَمِلَ السِّيَاسِيُّونَ، فَهُوَ لَعَنَهُ اللَهُ رَئِيسُهُمْ وَقَائِدُهُمْ لِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، وَأَعْلَمُ مِنْ أَبِيهِ هَارُونَ الَّذِي اشْتَبَهَ فِي سِيَاسَةِ مَدِينَتِهِ بِقَتْلِ أَبِيهِ مَوْسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیهِمَا السَّلاَمُ مَسْجُوناً بَعْدَ سِنِينَ عَدِيدَةٍ جِهَاراً. إنكار وكلاء الإمام موسي بن جعفر ولاية الإمام الرضا وتكذيبهم بهاالثانية: أنّ أتباع ووكلاء أبيه ومواليه ومطيعيه بدلاً من أن يتمسّكوا بالإمام الرضا بعد شهادة أبيه موسي بن جعفر عليهما السلام في سجن السنديّ بن شاهك رئيس شرطة بغداد، وبدلاً من أن يذعنوا لإمامته ويبجّلونه ويكرّمونه ويَدْعون جميع شيعة أبيه له، ويُسلّموه الاموال الخطيرة التي تَسلّموها من الناس وكالةً عن أبيه، وبدلاً من أن يعمدوا إلي تقوية دعائم إمامته وولايته؛ فقد أنكر هؤلاء المجحفون أمره ورفضوا الانقياد له وتسليمه الاموال، وإعادة الجاه والاعتبار الذي اكتسبوه ببركة أبيه إلي أصله ومحوره وقطبه. وهكذا فقد قام كلٌّ من هؤلاء الوكلاء المهمّين المأذونين بهذه المهامّ باتّخاذ عنوان لنفسه وتكوين وجود لشخصه، فصار لهم محافلهم ومجالسهم وفتواهم وقضاؤهم وفتقهم ورتقهم ورواياتهم وأحاديثهم وتفسيرهم للا´يات والسـور. وعمدوا من ثَمّ إلي إنفاق الاموال الضخمة للإمام موسي بن جعفر عليه السـلام وصرفها في الاهـواء والآراء الشخصـيّة وعلي أتباعهـم ومؤيّديهم؛ رافضـين الإذعـان والانقيـاد لإمام زمانهم. ولقد رجعوا ونكصوا بأجمعهم عن القول بالإمام الرضا عليه السلام، وقالوا إنّ موسي بن جعفر حيّ يرزق لم يمت بعدُ، وصاروا كالكيسانيّة القائلين بحياة محمّد ابن الحنفيّة من أجل أن لا ينقادوا إلي إمامهم الحيّ السجّاد زين العابدين عليه السلام. وكمثل عُمر الذي نادي بعد رحيل رسول الله صلّي الله عليه وآله أنّ محمّداً لم يمت وسيعود بعد أربعين يوماً فيحارب المنافقين، كلّ ذلك من أجل أن يهب الفرصة لابي بكر الذي كان خارج المدينة في سُنْح [91] ليعود إليها، ولئلاّ يبايع الناس أمير المؤمنين عليه السلام، فلمّا وصل أبو بكر وقال: إنّ رسول الله قد مات، تابعه عمر فقال: إنّ النبيّ قد مات حقّاً! نعم، لقد قال وكلاء الإمام موسي بن جعفر بعد شهادته: إنّ الإمامة قد خُتمت بهذا الإمام، فلا إمام بعده. لذا صاروا يُدعون بالواقفيّة. ولقد جحد هؤلاء علناً واستكبروا في إنكارهم حجّة الله عليّ بن موسي الرضا عليه السلام وكذّبوه وهو والي هذه الولاية؛ فأيّة غربة أشدّ من هذه وأمضّ؟! ولم يكتفِ هؤلاء بجحودهم وعدم انقيادهم له، بل صـاروا كذلك يدعون شيعة أبيه موسي بن جعفر عليهما السلام إلي أنفسهم ويمنعونهم من متابعة ثامن الائمّة، ولجؤوا إلي تشكيل جماعات وأحزاب لانفسهم وإلي إحداث البدعة في هذا الدين، وشكّلوا فرقة خاصّة في الإسلام تدعي بالواقفيّة. ونورد هنا إجمالاً ـ كشاهد ومثال مطالب عن أحد كبار وكلاء الإمام موسـي بن جعفر عليهما السـلام ومن دعائـم فـرقة الواقفيّة وهـو عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ؛ قال في « رجال المامقانيّ »: عليّ بن أبي حمزة بن سالم البطائنيّ، لقد كان أبوه رجلاً صالحاً، وقد عدّه الشيخ (الطوسيّ) من أصحاب الصادق ومن أصحاب الكاظم عليهما السلام، وقال عنه إنّه واقفيّ المذهب. وَقَالَ عنه النَّجَاشِيُّ: رَوَي عَنْ أَبِي الحَسَنِ مُوسَي عَلَیهِ السَّلاَمُ وَرَوَي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَهِ عَلَیهِ السَّلاَمُ، ثُمَّ وَقَفَ؛ وَهُوَ أَحَدُ عُمُدِ الوَاقِفَةِ. وَمِثلُهُ فِي «الخُلاَصَةِ» مُضِيفاً إلی ذَلِكَ قَوْلَهُ: قَالَ الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ رَحِمَةُ اللَهِ عَلَیهِ فِي عِدَّةِ مَوَاضِع: إنَّهُ واقِفِيٌّ. وَقَالَ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ كَذَّابٌ مُتَّهَمٌ مَلْعُونٌ. قَدْ رَوَيْتُ عَنْهُ أَحَادِيثَ كَثِيَرةً وَكَتَبْتُ عَنْهُ تَفْسِيرَ القُرْآنِ مِنْ أَوَّلِهِ إلی آخِرِهِ إلاَّ أَ نِّي لاَ أَسْتَحِلُّ أَنْ أَرْوِي عَنْهُ حَدِيثاً وَاحِداً. وَقَالَ ابْنُ الغَضَائِرِيُّ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ لَعَنَهُ اللَهُ أَصْلُ الوَقْفِ وَأَشَدُّ الخَلْقِ عَدَاوَةً لِلْمَوْلَي (يَعْنِي الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ) بَعْدَ أَبِي إبْرَاهِيمَ عَلَیهِ السَّلاَمُ انْتَهَي مَا فِي «الخُلاَصَة» انتهي موضع الحاجة. ثمّ يورد روايات كشاهد علي المطلب نذكر بعضها هنا، وقد وردت هذه الروايات في « رجال » الكشّيّ. بعض الاخبار الواردة بشأن عليّ بن أبي حمزة البطائنيّومِنْهَا مَا رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَي الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: قَدْ دَخَلَ النَّارَ. فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَمَا إنَّهُ سُئِلَ عَنِ الإمَامِ بَعْدَ مُوسَي عَلَیهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: إنِّي لاَ أَعْرِفُ إمَاماً بَعْدَهُ، فَضُرِبَ فِي قَبْرِهِ ضَرْبَةً اشْتَعَلَ قَبْرُهُ نَاراً. وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ عَنْ حَمْدَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بْن مُوسَي، عَنْ دَاوُد بْنِ مُحَمَّدِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قال: وَقَفَ أَبُو الحَسَنِ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ فِي بَنِي زُرَيْقٍ فَقَالَ لِي وَهُوَ رَافِعٌ صَوْتَهُ: يَا أَحْمَدُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: إنَّهُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جَهَدَ النَّاسُ فِي إطْفَاءِ نُورِ اللَهِ فَأَبَي اللَهُ إلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلَیهِ السَّلاَمُ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو الحَسَنِ عَلَیهِ السَّلاَمُ جَهَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ فِي إطْفَاءِ نُورِ اللَهِ، فَأَبَي اللَهُ إلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ. وَإنَّ أَهْلَ الحَقِّ إذَا دَخَلَ فِيهِمْ دَاخِلٌ سَرُّوا بِهِ وَإذَا خَرَجَ مِنْهُمْ خَارِجٌ لَمْ يَجْزَعُوا عَلَیهِ، وَذَلِكَ أَ نَّهُمْ عَلَي يَقِينٍ مِنْ أَمْرِهِمْ. وَإنَّ أَهْلَ البَاطِلِ إذَا دَخَلَ فِيهِمْ دَاخِلٌ سَرُّوا بِهِ وَإذَا خَرَجَ مِنْهُمْ خَارِجٌ جَزَعُوا عَلَیهِ، وَذَلِكَ أَ نَّهُمْ عَلَي شَكٍّ مِنْ أَمْرِهِمْ. إنَّ اللَهَ جَلَّ جَلاَلُهُ يَقُولُ: «فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ». [92] قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَیهِ السَّلاَمُ: المُسْتَقَرُّ: الثَّابِتُ، وَالمُسْتَوْدَعُ: المُعَارُ. وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ أَبُو الحَسَنِ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَلَيْسَ مِنْ قُوَّامِهِ أَحَدٌ إلاَّ وَعِنْدَهُ المَالُ الكَثيِرُ وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ وَقْفِهِمْ، وَجُحُودِهِمْ مَوْتَهُ، وَكَانَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ثَلاَثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ. وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَهِ الرَّازِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ الفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! إنِّي خَلَّفْتُ ابْنَ أَبِي حَمْزَةَ وَابْنَ مَهْرَانَ وَابْنَ أَبِي سَعِيدٍ أَشَدَّ أَهْلِ الدُّنْيَا عَدَاوَةً لِلَّهِ. قَالَ: فَقَالَ: مَا ضَرَّكَ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتَ! إنَّهُمْ كَذَّبُوا رَسُولَ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَّبُوا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلَیهِ السَّلاَمُ، وَكَذَّبُوا فُلاَناً وَفُلاَناً، وَكَذَّبُوا جَعْفَراً وَمُوسَي؛ وَلِيَ بِآبَائِي عَلَیهِمُ السَّلاَمُ أُسْوَةٌ. قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! إنَّا نَرْوِي أَ نَّكَ قُلْتَ لاِبْنِ مَهْرَانَ: أَذْهَبَ اللَهُ نُورَ قَلْبِكَ؛ وَأَدْخَلَ الفَقْرَ بَيْتَكَ! فَقَالَ: كَيْفَ حَالُهُ وَحَالُ بِرِّهِ؟ قُلْتُ: يَا سَيِّدِي! أَشَدُّ حَالٍ؛ هُمْ مَكْرُوبُونَ بِبَغْدَادَ وَلَمْ يَقْدِرِ الحُسَيْنُ أَنْ يَخْرُجَ إلی العُمْرَةِ، فَسَكَتَ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ: أَمَا اسْتَبَانَ لَكُمْ كِذْبُهُ؟! أَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَرْوِي أَنَّ رَأْسَ المَهْدِيِّ يُهْدَي إلی عِيسَي بْنِ مُوسَي وَهُوَ صَاحِبُ السُّفْيَانِيِّ؟! وَقَالَ: إنَّ أَبَا الحَسَنِ عَلَیهِ السَّلاَمُ يَعُودُ إلی ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ؟ وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ بِسَنَدٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ فِي حَدِيثٍ أَسْبَقْنَا نَقْلَهُ فِي تَرْجَمَةِ الحَسَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المُكَارِيِّ تَضَمَّنَ مُكَاَلَمَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ هَذَا مَعَ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ وَإنْكَارَهُ إمَامَتَهُ وَوَقْفَهُ عَلَي أَبِيهِ الكَاظِمِ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَإنْكَارَهُ مَوْتَهُ. [93] نقلنا هنا بعض الروايات الواردة في « رجال الكشّيّ ». ثمّ ينقل المرحوم المامقانيّ بعض الروايات الواردة عن الشيخ في كتاب « الغيبة » توضّح شدّة عناده مقابل ثامن الحجج عليهم السلام، مع أ نّه كان قبل ذلك يُعلن أمر الوصاية إلي الإمام عليه السلام. ثمّ يذكر أيضاً: وَرَوَي فِي «العُيُونِ» فِي الصَّحِيحِ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الخَزَّازِ قَالَ: خَرَجْنَا إلی مَكَّةَ وَمَعَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَمَعَهُ مَالٌ وَمَتَاعٌ. فَقُلْنَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ عَلَیهِ السَّلاَمُ؛ أَمَرَنِي أَنْ أَحْمِلَهُ إلی عَلِيٍّ ابْنِهِ، وَقَدْ أَوْصَي إلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: قَالَ مُصَنِّفُ هَذَا الكِتَابِ رَضِيَ اللَهُ عَنْهُ: إنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ أَنْكَرَ ذَلِكَ بَعْدَ وَفَاةِ مُوسَي، وَحَبَسَ المَالَ عَنِ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ. [94] نعم، تتّضح غُربة الإمام عليه السلام في عصر المحنة ذلك، وهو عصر هارون الرشيد ثمّ المأمون بن الرشيد بمطالعة أحوال الواقفيّة وعناد رؤسائهم بشأن الإمام الرضا عليه السلام. إنكار ولد الإمام الرضا، يمثّل إحدي جهات غربتهالثالثة: إنكار إمامة ولده محمّد بن عليّ سلام الله عليهما، بل إنكار أنّ له ولد أصلاً. ولم يصدر هذا الامر من الغرباء فقط، بل إنّ الاقارب مثل أعمام الإمام وأولاد أعمامه كانوا قد أنكروا إمامة ووصاية قرّة العين ذلك الإمام، وكانت تبدر منهم المخالفات التي يواجهون بها الإمام، مثل مخالفة أخيه زيد النار. وفي « بحار الانوار » رواية مفصّلة حول مجيء ثمانين نفراً من علماء بغداد وعلماء سائر البلدان لحجّ بيت الله الحرام، فيأتون المدينة لمشاهدة أبي جعفر عليه السلام. وورد في تلك الرواية أنّ عبد الله بن موسي عمّ الإمام الجواد ورد في ذلك المجلس الذي انعقد في بيت الإمام الصادق عليه السلام، فقام منادٍ فنادي: هذا ابن رسول الله، فمن أراد السؤال فليسأله. فيطرح عليه الحضور أسئلتهم فلا يجيبهم عبد الله جواباً شافياً، ثمّ يدخل جواد الائمّة عليه السلام وهو صبيّ لم يتجاوز السبع سنين فيجيب الحاضرين علي أسئلتهم، فيسرّون بذلك ويدعون له ويُثنون عليه. ثمّ قالوا له: إنّ عمّك عبد الله أفتي بكيت وكيت! فنظر الإمام عليه السلام إلي عمّه فقال: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ. يَا عَمِّ! إنَّهُ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَهِ أَنْ تَقِفَ غَداً بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَقُولُ لَكَ: لِمَ تُفْتِي عِبَادِي بِمَا لَمْ تَعْلَمْ وَفِي الاُمَّةِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ إلي آخر الرواية التي حوت مطالب نفيسة وقيّمة. وقد روي هذه الرواية جدّنا المرحوم المجلسيّ رضوان الله عليه عن كتاب « عيون المعجزات ». [95] وقد نقل المرحوم الشيخ الانصاريّ في « المكاسب المحرَّمة » في باب حرمة القيافة رواية جديرة بالتأمّل: عَنِ «الكَافِي» عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَي بْنِ النُّعْمَانِ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ الحَسَنَ بْنَ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ فَقَالَ: وَاللَهِ لَقَدْ نَصَرَ اللَهُ أَبَا الحَسَنِ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ. فَقَالَ الحَسَنُ: إي وَاللَهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ؛ لَقَدْ بَغَي عَلَیهِ إخْوَتُهُ. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: إي وَاللَهِ؛ وَنَحْنُ عُمُومَتُهُ بَغَيْنَا عَلَیهِ. فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ صَنَعْتُمْ؟ فَإنِّي لَمْ أَحْضُرْكُمْ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ إخْوَتُهُ وَنَحْنُ أَيْضاً: مَا كَانَ فِينَا إمَامٌ قَطُّ حَائِلُ اللَوْنِ. [96] فَقَالَ لَهُمُ الرِّضَا: هُوَ ابْنِي. فَقَالُوا: إنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَضَي بِالقَافَةِ، فَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ القَافَةُ[97]. فَقَالَ: ابْعَثُوا أَنْتُمْ إلَيْهِمْ وَأَمَّا أَنَا فَلاَ. وَلاَ تُعْلِمُوهُمْ لِمَا دَعَوْتُمُوهُمْ إلَيْهِ، وَلْتَكُونُوا فِي بُيُوتِكُمْ! فَلَمَّا جَاؤُوا وَقَعَدْنَا فِي البُسْتَانِ وَاصْطَفَّ عُمُومَتُهُ وَإخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ وَأَخَذُوا الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ وَأَلْبَسُوهُ جُبَّةً مِنْ صُوْفٍ وَقَلَنْسُوَةً وَوَضَعُوا عَلَي عُنُقِهِ مِسْحَاةً وَقَالُوا لَهُ: ادْخُلِ البُسْتَانَ كَأَ نَّكَ تَعْمَلُ فِيْهِ! ثُمَّ جَاؤُوا بِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَقَالُوا: أَلْحِقُوا هَذَا الغُلاَمَ بِأَبِيهِ! فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُ هُنَا أَبٌ؛ وَلَكِنْ هَذَا عَمُّ أَبِيهِ، وَهَذَا عَمُّهُ، وَهَذِهِ عَمَّتُهُ، وَإنْ يَكُنْ لَهُ هُنَا أَبٌ فَهُوَ صَاحِبُ البُسْتَانِ؛ فِإنَّ قَدَمَيْهِ وَقَدَمَيْهِ وَاحِدَةٌ. فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الحَسَنِ عَلَیهِ السَّلاَمُ قَالُوا: هَذَا أَبُوهُ. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ: فَقُمْتُ وَمَصَصْتُ رِيقَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَقُلْتُ لَهُ: أَشْهَدُ أَ نَّكَ إمَامِي عِنْدَ اللَهِ. فَبَكَي الرِّضَا عَلَیهِ السَلاَمُ ثُمَّ قَالَ: يَا عَمِّ! أَلَمْ تَسْمَعْ أَبِي وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: بِأَبِي ابْنُ خِيَرَةِ الإمَاءِ! ابْنُ النُّوْبِيَّةِ الطَّيِّبَةِ الفَمِ، المُنْتَجَبَةِ الرَّحِمِ. وَيْلَهُمْ! لَعَنَ اللَهُ الاُعَيْبِسَ وَذُرِّيَّتَهُ صَاحِبَ الفِتْنَةِ؛ وَيَقْتُلُهُمْ سِنِينَ وَشُهُوراً وَأَيَّاماً يَسُومُهُمْ خَسْفاً وَيَسْقِيهِمْ كَأْساً مُصَبَّرَةً. وَهُوَ الطَّرِيدُ الشَّرِيدُ المَوْتُورُ[98] بِأَبِيهِ وَجَدِّهِ صَاحِبُ الغَيْبَةِ؛ يُقَالُ: مَاتَ أَوْ هَلَكَ، أَيَّ وَادٍ سَلَكَ! أَفَيَكُونُ هَذَا يَا عَمِّ إلاَّ مِنِّي؟! فَقُلْتُ: صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ! وقد روي المرحـوم الانصـاريّ هـذه الرواية إلي فقـرة أَشْـهَدُ أَ نَّكَ إمَامِي، وأوردنا تتمّتها من « أُصول الكافي ».[99] أفليس غريباً هذا الإمام الذي يبكي وينكسر قلبه لإجباره علي التحاكم إلي القافة لتعريف ابنه إلي أعمامه وهم أقرب الناس إليه، في حين أ نّه لم يكن ليرضي بالقيافة التي نهي عنها رسول الله صلّي الله عليه وآله؟! هذا وقد روي هذه الرواية في « الكافي » عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعليّ بن محمّد القاسانيّ جميعاً عن زكريا بن يحيي الصيرفيّ. كما أنّ إحدي جهات غربة الإمام الرضا عليه السلام أ نّه قد بيّن مطالب نفيسة وراقية في باب معرفة وتوحيد ذات الباري القدسيّة، مسطورة في « عيون أخبار الرضا » وسائر الكتب، وكان ينبغي إيجاد مدارس للبحث والتأمّل في هذه الروايات وإدراجها في الحوزات العلميّة لتحليلها ودراستها وفهم معانيها، ولكن وللاسف فلم يجر أيّ بحث لها، بل بقيت حقائق هذه المعاني في بوتقة الخفاء مستورة عن أفهام الطلبة، وهي غربة تفوق في مضاضتها وشدّتها جميع مراتب غربته السابقة، صلوات الله عليه. وأمّا المسألة الثانية: علّة اشتهاره بـ: «غَوْثِ هَذِهِ الاُمَّةِ وَغَيِاثِهَا»سؤال يزيد بن سليط لموسي بن جعفر عن ولده الإمام الرضا عليهم السلامفي « عيون أخبار الرضا » في باب النصّ علي إمامته: حَدَّثَنَا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَي بْنِ المُتَوَكِّلِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَي العَطَّارِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ؛ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَي العَطَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَي بْنِ عِمْرَانَ الاَشْعَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّامِيِّ، عَنْ الحَسَنِ بْنِ مُوسَي الخَشَّابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنِ الحُسَيْنِ مَوْلَي أَبِي عَبْدِ اللَهِ، عَنْ أَبِي الحَكَم، عَنْ عَبْدِ اللَهِ بْنِ إبْرَاهِيمَ الجَعْفَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ الزَّيْدِيِّ؛ قَالَ: لَقِينَا أَبَا عَبْدِ اللَهِ عَلَیهِ السَّلاَمُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ. فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَنْتُمُ الاَئِمَّةُ المُطَهَّرُونَ، وَالمَوْتُ لاَ يَعْرَي[100] مِنْهُ أَحَدٌ؛ فَأَحْدِثْ إلَيَّ شَيْئاً أُلْقِيهِ إلی مَنْ يَخْلِفُنِي. [101] فَقَالَ لِي: نَعَمْ هَؤُلاَءِ وُلْدِي، وَهَذَا سَيِّدُهُمْ ـ وَأَشَارَ إلی ابْنِهِ مُوسَي عَلَیهِ السَّلاَمُ وَفِيهِ الحِلْمُ، وَعِلْمُ الحُكْمِ [102]، وَالفَهْمُ، وَالسَّخَاءُ، وَالمَعْرِفَةُ بِمَا [103]يَحْتَاجُ النَّاسُ إلَيْهِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ، وَفِيهِ حُسْنُ الخُلُقِ وَحُسْنُ الجَوَارِ [104]، وَهُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللَهِ تَعَالَي عَزَّ وَجَلَّ، وَفِيهِ أُخْرَي هِيَ خَيْرٌ مِنْ هَذَا كُلِّهِ. فَقَالَ لَهُ أَبِي: وَمَا هِيَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: يُخْرِجُ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ غَوْثَ [105] هَذِهِ الاُمَّةِ وَغِيَاثَهَا وَعِلْمَهَا وَنُورَهَا وَفَهْمَهَا وَحُكْمَهَا [106]. خَيْرُ مَوْلُودٍ وَخَيْرُ نَاشِيٍ، يَحقِنُ اللَهُ بِهِ الدِّمَاءَ، وَيُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ البَيْنِ وَيَلُمُّ بِهِ الشَّعَثَ [107]، وَيَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ[108]، وَيَكْسُو بِهِ العَارِي، وَيُشْبِـعُ بِهِ الجَائِعَ، وَيُؤْمِنُ بِهِ الخَائِفَ، وَيُنْزِلُ بِهِ القَطْرَ، وَيَأْتَمِرُ بِهِ العِبَادُ [109]. خَيْرُ كَهْلٍ وَخَيْرُ نَاشِيٍ، يُبَشِّرُ بِهِ عَشِيرَتَهُ قَبْلَ أَوَانِ حُلُمِهِ[110]. قَوْلُهُ حُكْمٌ؛ وَصَمْتُهُ عِلْمٌ؛ يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ مَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ. قَالَ: فَقَالَ أَبِي: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! فَيَكُونُ لَهُ وَلَدٌ بَعْدَهُ؟! فَقَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ قَطَعَ الكَلاَمَ. قَالَ يَزِيدُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الحَسَنِ ـ يَعْنِي مُوسَي بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیهِمَا السَّلاَمُ بَعْدُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إنِّي أُرِيدُ أَنْ تُخْبِرَنِي بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُوكَ! قَالَ: فَقَالَ: كَانَ أَبِي عَلَیهِ السَّلاَمُ فِي زَمَنٍ [111] لَيْسَ هَذَا مِثْلَهُ. قَالَ يَزِيدُ: فَقُلْتُ: مَنْ يَرْضَي مِنْكَ بِهَذَا فَعَلَیهِ لَعْنَةُ اللَهِ! قَالَ: فَضَحِـكَ، ثُمَّ قَالَ: أُخْبِـرُكَ يَا أَبَا عِمَـارَةَ: إنِّي خَـرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي، فَأَوْصَيْتُ فِي الظَّاهِرِ إلی بَنِيَّ فَأَشْرَكْتُهُمْ مَعَ ابْنِي عَلِيٍّ؛ وَأَفْرَدْتُهُ بِوَصِيَّتِي فِي البَاطِنِ؛ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَهِ فِي المَنَامِ وَأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلَیهِ السَّلاَمُ مَعَهُ وَمَعَهُ خَاتَمٌ وَسَيْفٌ وَعَصَيً [112] وَكِتَابٌ وَعِمَامَةٌ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: أَمَّا العِمَامَةُ فَسُلْطَانُ اللَهِ تَعَالَي، وَأَمَّا السَّيْفُ فَعِزَّةُ اللَهِ، وَأَمَّا الكِتَابُ فَنُورُ اللَهِ، وَأَمَّا العَصَا فَقُوَّةُ اللَهِ، وَأَمَّا الخَاتَمُ فَجَامِعُ هَذِهِ الاُمُورِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: وَالاَمْرُ يَخْرُجُ إلی عَلِيٍّ ابْنِكَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا يَزِيدُ! إنَّهَا وَدِيعَةٌ عِنْدَكَ؛ فَلاَ تُخْبِرْ بِهَا إلاَّ عَاقِلاً، أَوْ عَبْداً امْتَحَنَ اللَهُ قَلْبَهُ لِلاْءيمَانِ، أَوْ صَادِقاً. وَلاَ تَكْفُرْ نِعَمَ اللَهِ تَعَالَي، وَإنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَةِ فَأَدِّهَا؛ فَإنَّ اللَهَ تَعَالَي يَقُولُ: «إِنَّ اللَهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الاْمَـ'نَـ'تِ إِلَي'´ أَهْلِهَا» [113]، وَقَالَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَـ'دَةً عِندَهُ و مِنَ اللَهِ» [114]. فَقُلْتُ: وَاللَهِ مَا كُنْتُ لاِفْعَلَ هَذَا أَبَداً. قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو الحَسَـنِ عَلَیهِ السَّـلاَمُ: ثُمَّ وَصَفَهُ لِي رَسُـولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَلِيٌّ ابْنُكَ الَّذِي يَنْظُرُ بِنُورِ اللَهِ، وَيَسْمَعُ بِتَفْهِيمِهِ ] بِتَفَهُّمِهِ ـ خ ل [، وَيَنْطِقُ بِحِكْمَتِهِ، يُصِيبُ وَلاَ يُخْطِيُ، وَيَعْلَمُ وَلاَ يَجْهَلُ، وَقَدْ مُلِيَ حُكْماً ] حِلْماً ـ خ ل [ وَعِلْماً. وَمَا أَقَلَّ مَقَامَكَ مَعَهُ، إنَّمَا هُوَ شَيءٌ كَأَنْ لَم يَكُنْ. فَإذَا رَجَعْتَ مِنْ سَفَرِكَ فَأَصْلِحْ أَمْرَكَ وَافْرُغْ مِمَّا أَرَدْتَ، فَإنَّكَ مُنْتَقِلٌ عَنْهُ وَمُجَاوِرٌ غَيْرَهُ، فَاجْمَعْ وُلْدَكَ وَأَشْهِدِ اللَهَ عَلَیهِمْ جَمِيعاً وَكَفَي بِاللَهِ شَهِيداً. ثُمَّ قَالَ: يَا يَزِيدُ! إنِّي أُوخَذُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَعَلِيٌّ ابْنِي سَمِيُّ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَسَمِيُّ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلاَمُ، أُعْطِيَ فَهْمَ الاَوَّلِ وَعِلْمَهَ وَنَصْرَهُ ] بَصَرَهُ ـ خ ل [ وَرِدَاءَهُ. وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ إلاَّ بَعْدَ هَارُونَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ، فَإذَا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِينَ فَاسْأَلْهُ عَمَّا شِئتَ يُجِيبُكَ إنْ شَاءَ اللَهُ تَعَالَي[115]. وقد روي المرحوم الكلينيّ هذه الرواية الشريفة مع تتمّتها باختلاف يسير في اللفظ في « أُصول الكافي » بسند آخر عن أبي الحكم الارمنيّ، ورواها أبو الحكم الارمنيّ بسند آخر عن يزيد بن سليط [116]، وهي تستحقّ الرجوع إليها. وأوردها في « إثبات الهداة » بروايتَين منفصلتَين عن الإمام الصادق والإمام موسي بن جعفر عليهما السلام قطّعهما وأثبتهما بشكل مختصر تحت رقم 11 و12 [117]. وقال في «رجال الاردبيليّ»: يَزِيدُ بْنُ سَلِيطٍ الزَّيْدِيُّ، مِنْ أَصْحَابِ الكَاظِمِ عَلَیهِ السَّلاَمُ ] صه. جخ [ حَدِيُثُه طَوِيلٌ ] كش. صه [ عَدَّهُ المُفِيدُ فِي إرْشَادِهِ مِنْ خَاصَّةِ أَبِي الحَسَنِ مُوسِي عَلَیهِ السَّلاَمُ وَثِقَاتِهِ وَمَنْ أَهْلِ الوَرَعِ وَالعِلْمِ وَالفِقْهِ مِنْ شِيعَتِهِ «مح». [118] وقال في رسالة « توضيح الاشتباه والإشكال » تأليف الشيخ محمّد علي ساروي: يزيد بن سَليط ـ بفتح السين ـ الزيديّ، من أصحاب الكاظم عليه السلام [119]. وقال في « تنقيح المقال »: عدّه الشيخ في رجاله والكشّيّ وغيرهما، من أصحاب الكاظم عليه السلام. وقال عنه الشيخ: من خواصّ أصحاب الكاظم عليه السلام وثقاته ومن أهل العلم والورع والفقه والرواة من شيعته، روي النصّ علي إمامة الرضا عليه السلام[120]. ومن هنا صرّح جمع من الاساطين منهم الملاّ صالح المازندرانيّ بأنّ هذه النسبة « الزيديّة » باعتبار النسب لا باعتبار المذهب، والعلاّمة الحلّيّ قد زعم أنّ النسبة باعتبار المذهب؛ وتوهّم العلاّمة وظنّه هذا من الغرائب، ولعلّ العلاّمة لم يلاحظ ذلك الحديث الطويل الذي رواه عن إمامة الإمام الرضا عليه السلام ليتّضح لديه عدم كونه زيديّ المذهب. ثمّ يقول: وقـد روي عنه في « الكافي » حـديثان طويلان فيهما دلالة علي جلالته وأمـانتـه وعدالته، حيـث اسـتودعه الإمـام عليه السـلام سـرّاً لا يودع إلاّ عند عدل أمين. ثمّ ينقل مقداراً من تلك الروايتين، إحداهما الرواية التي نقلناها. صفة «الغياث» لم ترد في ألقاب أحد من الائمّة عدا الإمام الرضاأقول: لم ترد صفة «الغَوْث» و «الغِيَاث» و «يَلُمُّ بِهِ الشَّعَثَ وَيَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ وَيُؤْمِنُ بِهِ الخَائِفَ» في ألقاب الائمّة عليهم السلام غير بقيّة الله عجّل الله فرجه، وكان الإمام الرضا عليه السلام هو الوحيد الذي وُصِفَ في هذه الرواية بهذه الصفات والالقاب. والغوث في اللغة بمعني المعونة والمساعدة، والغياث الذي أصله غـواث بمعني الشـيء الـذي ترفـع به حاجـة المضطـرّ، كالغـذاء والطعـام ورأس مال الكسب وغير ذلك. الغَوْثُ وَالغُوَاثُ وَالغَوَاثُ: المَعُونَةُ.الغَوْثُ أَيْضاً وَالغِيَاثُ وَالغَوِيثُ: مَا أَغَثْتَ بِهِ المُضْطَرَّ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَجْدَةٍ. ويقول في « لسان العرب »: وغَوَّثَ الرَّجُلُ، وَاسْتَغَاثَ: صَاحَ وَاغَوْثَاهُ! وَالاسْمُ: الغَوْثُ وَالغُوَاثُ وَالغَوَاثُ. وَاسْتَغَاثَنِي فُلاَنٌ فَأَغَثْتُهُ، وَالاسْمُ: الغِيَاثُ؛ صَارَتِ الوَاوُ ياءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. وينبغي العلم أنّ « الغياث » لم يأتِ في ألقاب الإمام الحجّة أيضاً، بل إنّه ذكر فقط بلقب الغَوْث وغَوْث الفُقَرَاءِ. يقول في « نجم ثاقب » (بالفارسيّة): سـيأتي في الباب التاسـع الوجه في تسـميته عليه السـلام بالغوث [121]. ثمّ يُورد في الباب التاسـع، ص 152، رواية ينقل فيها أنّ شـخصاً رأي رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم في عالم الرؤيا فعلّمه فيمَ ينبغي له أن يتوسّل بكلّ واحد من الائمّة، حتّي يصل إلي الحجّة فيقول: إنّه ينبغي التوسّل به في الاستغاثة من المحن والشدائد، فيقول مَن يستغيث به: يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ أَغِثْنِي! يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ أَدْرِكْنِي! أو يقول: يَا مَوْلاَيَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ! أَنَا مُسْتَغِيثٌ بِكَ! ثمّ يقول كذلك: وقد مرّ الوجه في تسميته بغوث الفقراء في رواية سلفت في اللقب الثامن والعشرين. ويقول في ص 23: الثامن والعشرين: بَقِيَّةُ الاَنْبِيَاءِ؛ وهو مذكور مع ألقاب عدّة أُخري في الخبر الذي رواه الحافظ البرسيّ في « مشارق الانوار » عن حكيمة خاتون بالنحو الذي نقله عنه العالم الجليل السيّد حسين المفتي الكركيّ سبط المحقّق الثاني في كتاب « دفع المناداة ] المناواة [ » أ نّها قالت: كان مولد القائم عليه السلام ليلة النصف من شعبان حتّي تصل إلي القول: فجئت به إلي أخِي الحسن بن عليّ عليه السلام فمسح يده الشريفة علي وجهه المتلاْلي نوراً الذي كان نور الانوار، وقال: تكلّم يَا حُجَّةَ اللَهِ، وَبَقِيَّةَ الاَنْبِيَاءِ، وَنُورَ الاَصْفِيَاءِ، وَغَوْثَ الفُقَرَاءِ، وَخَاتَمَ الاَوْصِيَاءِ، وَنُورَ الاَتْقِيَاءِ، وَصَاحِبَ الكَرَةِ البَيْضَاءِ! ارجاعات [85] ـ هذه الاشعار لجارية هامت بعشق الله سبحانه، وقد أورد الملاّ جامي قصّتها العجيبة في «نفحات الاُنس» ص 625 فما بعد (طبعة انتشارات مكتبة المحموديّ، في ذكر التحفة ضمن عنوان «ذكر النساء العارفات الواصلات إلي مراتب الرجال») فراجع. شرح مرض الحقير، أثناء فترة تأليف الكتابوإلي هنا جَفَّ قَلَمُ الحَقِير الفقير، حيث نُقلتُ إلي مستشفي «القائم» صباح يوم الاربعاء الثامن من شهر شعبان المعظم 1412 هجريّة قمريّة لاءجراء عمليّة الفتق الجراحيّة، واستغرقت مدّة العمليّة والبقاء في المستشفي مع الاستراحة التي تلتها أحد عشر يوماً، وهكذا فقد مَنّ الباري سبحانه عَلَيّ صباح يوم الاحد التاسع عشر من شعبان لامسك القلم من جديد فأُسَطِّر بقيّة هذا الكتاب. وقد أُجرِيَت العمليّة الجراحيّة من قبل الصديق القديم العزيز والمؤمن الملتزم الدكتور الحاجّ محمّد التوسّليّ أدام الله توفيقه، وذلك بدون تخدير ولمدّة ساعة كاملة تكلّلت بالنجاح الكامل وللّه الحمد وله الشكر. والدكتور محمّد التوسّليّ في الوقت الحاضر من الاساتذة المبرَّزين والممتازين في كلّيّة الطبّ في مشهد المقدّسة، ورئيس قسم الجراحة في مستشفي القائم. وكان قد أجري للحقير قبل ثمان سنين عمليّة جراحيّة في كيس الصفراء، أجراها هي الاُخري في منتهي الاءتقان والدقّة، جَزَاهُ اللَهُ خَيْراً وَجَعَلَهُ ذُخْراً لِلْمُسْلِمِينَ وَأُسْوَةً لِلاَطِبَّاءِ العَامِلِينَ. وكنت قد أحسست قبل ظهر يوم الاثنين 23 جُمادي الاُولي لسنة 1404 هجريّة قمريّة بألم في الجانب الايمن من البطن اقترن برجفة وتقيّؤ، واستمرّ ذلك ليومين. ثمّ ظهرت تدريجيّاً صُفرة في الجسم والوجه والعينين شخّصها علي أ نّها مرض اليرقان، وألزمني بالذهاب إلي مستشفي القائم للمعالجة. وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل العديدة وأخذ صور الاشعة المتعدّدة، تحقّق أخيراً بعد المعاينة بجهاز السونوغرافي (ويتضمّن معاينة بالصور التلفزيونيّة بطريقة خاصّة) أ نّه مرض اليرقان الانسداديّ لا الكبدي، حيث ظهر أثر انسداد قناة ومجري كيس الصفراء المسمّي بقناة «كوليدوك» بحصاة. وهكذا فقد أُجريت العمليّة الجراحيّة في تلك المستشفي وأُخْرِجْتُ منها يوم الخميس الثالث من شهر رجب المرجّب، حيث استمرّت مدّة المرض أربعين يوماً لم تنقص ولم تزد يوماً. وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الاُولَي وَالآخِرَةِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ. هذا وقد كان آنذاك الصديق العزيز الدكتور السـيّد أبو القاسـم الحسـينيّ الهمدانيّ رئيساً لقسم الامراض النفسيّة في مشهد، والدكتور السيّد رضا فريد الحسينيّ رئيساً لمستشفي القائم والدكتور عبد العليّ الخوارزميّ معاوناً للمستشفي، حيث تمتدّ إلي سنواتٍ عديدة أواصرُ المودّة والمحبّة بيني وبين هؤلاء السادة الاجلاّء، وكانوا قد أجمعوا علي وجوب إجراء العمليّة الجراحيّة وأوصوا بأن يتولّي إجرائها الدكتور الحاجّ محمّد التوسّليّ. وأضافوا: أنّ هذا الرجل دكتور أخصّائيّ ومتديّن، وقد ترك طبابته في فرنسا وهاجر إلي كندا فاستوطنها هو وعائلته وامتلك هناك عيادة شخصيّة ومستشفي، وثمّ عاد وحيداً ليقف في صفّ الثورة الاءسلاميّة مضحّياً بكلّ ما يملك، ومع عدم امتلاكه بيتاً ولا تلفوناً! ومع عدم مساعدة الدولة له بأيّ نحو كان، فإنّه يقضي أيّامه ولياليه لتعليم الاطبّاء الشباب أُصول إجراء العمليّات الجراحيّة، وذلك للسيل المتدفِّق من جرحي الحرب الذين أُخلِيَت لهم أَسِرَّة مستشفي القائم. هذا وقد قال لي بنفسه: حين حدثت الثورة الاءسلاميّة في إيران كنت أشعر دوماً برغبة تعتمل في أعماقي للتوجّه نحو هذا البلد، لكنّني كنت أختلق الاعذار وأتعلّل في ذلك، أمّا حين نشبت الحرب المفروضة واعتدي العراق علي إيران، فقد رأيت أنّ من الخطأ بقائي في كندا بعد هذا، وأنّ عَلَيّ أن أحضر فوراً إلي بلد الاءسلام لاءجراء العمليّات الجراحيّة، ولهذا جئت إلي هنا. وقال للحقير: إنّ في إمكاني إجراء عمليّة كيس الصفراء، ولكن ينبغي قبل ذلك أن يجري التشخيص لمعرفة سبب انسداد الصفراء لديكم، هل هو من حصاة أو من شيء آخر. وكان جهاز المعاينة (السونوغرافي) عاطلاً آنذاك في مستشفي القائم، ولم يكن هناك جهاز آخر في مشهد. لذا فقد سافرتُ إلي طهران بالطائرة في أوج مرضي لمدّة يومين حيث أُجرِيَت هذه الفحوصات وعدتُ إلي مشهد فأجري لي العمليّة المذكورة علي الفور. ولقد أصرّ الكثيرون في طهران وأكّدوا عَلَيّ بالذهاب للمعالجة في الخارج، وكان بعض الاصدقاء يقول: إنّ عمليّة كيس الصفراء من أهمّ العمليّات التي تُجرَي للبدن بعد عمليّة القلب. أي أ نّهم كانوا يلفتون نظري إلي خطورة العمليّة. وقد أرسل بعض الارحام العاجزين عن الحضور إلي الحقير مَن يقول علي لسانهم: لماذا يتعلّل فلان في الذهاب إلي الخارج؟ لماذا لا يرحم نفسه وحياته؟ وكان أحد أبناء أُختي ـ وكان آنذاك في كندا قد قال عندما علم بمرضي: أحضِروا إليّ خالي وسأتكفّل بالباقي. وقال البعض: سنعدّ لك خلال 24 ساعة جواز السفر وتذكرة الطائرة إلي أيّ مكان في العالم تشاء الذهاب إليه. لكنّني لم أصغ إلي كلامهم أبداً، بل إنّني لم أكن مستعدّاً للبقاء في طهران وإجراء العمليّة علي أيدي الاطبّاء والجرّاحين المعروفين من ذوي الخبرة. وكنت أقول: إنّ ذهابي إلي الخارج أمرٌ محال، كما أنّ بقائي في طهران لا معني له، ذلك لا نّني لم آتِ إلي طهران لاءجراء العمليّة، بل لاءجراء التشخيص بجهاز السونوغرافي، والآن ـ وقد تمّ التشخيص بأنّ علّة الانسداد كانت حصاةً فإنّ عَلَيّ أن أعود إلي أرض مشهد المقدّسة. كما أنّ العمليّة ينبغي أن يُجْريها الدكتور التوسّليّ لا سواه. أَمّا وجوب إجراء العمليّة في مشهد فكان سببه أنّ مرضي قد حصل في مشهد، وقد نُقلت إلي مستشفي القائم، وأرض هذه المستشفي من أملاك الاءمام الرضا عليه السلام، فنحن في الحقيقة ضيوف الاءمام الرضا، وفي مُلكه وفي بيته، كما أ نّه لم يخذلنا ولم يطردنا لنذهب إلي غيره. وأمّا سبب إصراري علي إجراء الدكتور التوسّليّ للعمليّة فهو معرفتي بأ نّه أخصّائيّ وملتزم أيضاً، فحين ترك البلاد سيل الاطباء الفاقدين للشعور بالمسؤوليّة والباحثين عن الفرص والمصالح الشخصيّة الاستقلاليّة، فقد كان هو علي العكس تماماً حين عاد إلي إيران بسترته وسرواله فقط. كما أ نّه الصائم المصلّي الصادق، والذي لا يقبل أن يؤدّي عملاً خارجاً عن مدي قدرته وعلمه. وعليه فإنّ النجاح والصحّة والعافية ستقارن عمله بشكل أكيد. أمّا بالنسبة لنا فقد كان الموت والحياة علي السواء، فإن خسرنا روحنا في هذه العمليّة فسنذهب إلي رحمة الله إن شاء الله تعالي. أما سبب رفض الحقير للذهاب إلي الخارج فيعود إلي الاُمور التالية: الاوّل: أنّ تلك البلاد هي بلاد الكفر ومدن اليهود والنصاري والمشركين والملحدين، فالذهاب للمعالجة هناك ينطوي في الحقيقة علي مدّ يد الاستجداء نحوهم والاستعانة بهم لاءدامة الحياة، وهذا ممّا لا يتّفق وشرف المسلم الغيور في أن يدع الاطبّاء المسلمين ويستجدي أُولئك لاءبقاء حياته. الثاني: باعتباري لست شخصاً عاديّاً، فالناس يعرفونني اليوم كرجل دين أو كفقيه أو أيّاً ما تفرضون؛ ومن ثمّ فإنّ عملي سيكون قدوة لهم، وآنذاك سيفكّر كلّ من أصابه صداع بسيط في الذهاب للخارج، لانّ فلاناً ذهب للخارج! أمّا لو أُجريت العمليّة هنا فإنّ ذلك لن يخلّف تلك العواقب السيّئة ولو أدّي الامر إلي الوفاة. وخاصّة أ نّنا عموماً نُعير حياتنا الخاصّة أهمّيّةً زائدة لا نقول بمثلها لحياة النوع ولا لحياة المجتمع؛ في حين أ نّها لا تستحقّ ذلك. الثالث: أنّ تكاليف إجراء العمليّة في الخارج هو مئات أضعاف تكاليف إجرائها في الداخل، فهذه الاموال مهما كان موردها، ستنقص في النتيجة من صندوق المسلمين وتنصبّ في صندوق الكفّار وخزينة الاستعمار الكافر، فلِمَ نكون من المشجّعين علي ذلك؟ الرابع: أ نّنا نعتبر أنفسنا ـ ويا للشقاء والتعاسة مسلمين! ونتصوّر أ نّنا من أهل التوحيد والقرآن، فنعتبر الحياة والموت والنفع والضرر من جانب الله مباشرة. أوَلمْ نقرأ في القرآن: وَإِن يَمْسَسْكَ اللَهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ و´ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. (الآية 107، من السورة 10: يونس). مَا يَفْتَحِ اللَهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ و مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. (الآية 2، من السورة 35: فاطر). وَلَنءِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَـ'وَ تِ وَالاْرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَهُ قُلْ أَفَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَهِ إِنْ أَرَادَنِـيَ اللَهُ بِضُـرٍّ هَلْ هُـنَّ كَـ'شِـفَـ'تُ ضُـرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُـنَّ مُمْسِـكَـ'تُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَهُ عَلَیهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ. (الآية 38، من السورة 39: الزمر). إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَي اللَهِ رَبِّي وَرَ بِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا´ إِنَّ رَبِّي عَلَي' صِرَ طٍ مُّسْـتَقِيمٍ. (الآية 56، من السورة 11: هود). قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَهُ لَنَا هُوَ مَوْلَب'نَا وَعَلَي اللَهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. (الآية 51، من السورة 9: التوبة). وأمثال هذه الآيات ونظائرها كثير في القرآن، فمع وجود هذه الآيات ومع استعداد الطبيب الاخصّائيّ الملتزم لاءجراء العلاج، ومع علمنا أنّ جميع الاُمور بِيَدِ الله سبحانه وأنّ النفع والضرر من جهته، أفلا يكون فرارنا وذهابنا للخارج ـ مع علمنا أن ذلك النفع والضرر مهما كان فهو من جانب الله تعالي انحرافاً عن الطريق؟ أوَ ليس هذا العمل شركاً فعليّاً وعمليّاً وإن لم يكن شركاً في القول؟ الخامس: أنّ علينا نحن العبيد أن نكون مطيعين لامر الله تعالي؛ فهو سبحانه يعلم أنّ مصلحة إنسانٍ ما في زمن معيّن تتمثّل في حياته، كما يعلم أنّ مصلحته في زمن آخر تتمثّل في مماته؛ فإن كان صلاح الاءنسان في الحقيقة في موته وراح يسعي نحو الحياة، فإنّه سيكون بذلك طالباً لشرّ نفسه لا لخيرها. إنّ علي الاءنسان أن يذهب إلي الطبيب حين يمرض وينشد العافية وطول العمر، لانّ هذه الاُمور هي في حدّ ذاتها خير، لكن عليه أن يكون مسلّماً أمره للّه في كلّ حال، موطّناً نفسه علي ما قُدِّر له، فإن جاء أجله فعليه أن يستقبله بَاسِم الوجه غير ملتفت إلي عالم الطبيعة بنظره، ولا باكٍ علي ما ضاع من نعمها، ففي ذلك يكمن الخطر الكبير. ونحن بحمد الله ومنّه نعيش في ظلّ مدرسة التشيّع، حيث تتأ لّف أمامنا «الصحيفة الكاملة السجّاديّة» كالمصباح الكبير المشعّ للاقتداء بنهج ذلك الاءمام الصادق، لذا نبتهل بدعاء الاستخارة وهو الدعاء الثالث والثلاثين، إلي ساحة الجليل سبحانه: وَأَلْهِمْنَا الاِنْقِيَادَ لِمَا أَوْرَدْتَ عَلَینَا مِنْ مَشِيَّتِكَ حَتَّي لاَ نُحِبَّ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَلاَ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَلاَ نَكْرَهَ مَا أَحْبَبْتَ، وَلاَ نَتَخَيَّرَ مَا كَرِهْتَ الدعاء. ونقرأ في الدعاء المرويّ عن الرسول الاكرم صلّي الله عليه وآله: اللَهُّمَ أحْيِنِي مَادَامَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إذَا كَانَ المَمَاتُ خَيْراً لِي. وقد ورد في كتاب «مفاتيح الجنان» ص 351 و 352، كتاب «الباقيات الصالحات» أنّ الاءمام محمّد التقيّ عليه السـلام قال: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّـي اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ يَقُـولُ إذَا فَـرِغَ مِنَ الصَّلاَةِ: اللَهُمَّ اغْفِرِْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَإسْرَافِي عَلَي نَفْسِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَهُمَّ أَنْتَ المُقَدِّمُ وَالمُؤَخِّرُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، بِعِلْمِكَ الغَيْبَ وَبِقُدْرَتِكَ عَلَي الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي فَأَحْيِنِي؛ وَتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لِي الدعاء. فإن كنّا جادّين في سؤالنا الحياة من الله سبحانه مادام الموت خيراً لنا، أفلا نكون خاطئين إذاً؟ أَوَ لا نكون قد طلبنا خلاف الحقّ والواقع؟! نعم، لقد كانت حالي تسوء يوماً بعد آخر، ومرض اليرقان يستشري في جميع سطح بدني حتّي آل الامر بحيث لم تعد صفرة المنديل الاصفر تتميّز عن صفرة الجلد، وذلك لانّ مادّة السوداء السامّة لم تكن لتجد طريقها إلي الخارج بسبب انسداد قناة «كوليدوك»؛ ثمّ أُجريت العمليّة الجـراحيّة واسـتغرقت أكثر من ثلاث سـاعات، كان الحقير خلالها فاقداً للوعي، واستمرّ فقدان الوعي سبع ساعات كاملة. وكانت العمليّة بلطف الباري تعالي شأنه العزيز موفّقة وسليمة للحدّ الذي شهد معه جميع أطبّاء مستشفي القائم أ نّني لو كنت قد ذهبت إلي الخارج وأجريتها في أرقي مركز طبّيّ في العالم لما كان يتصوّر أن تُجري أفضل ممّا أُجريت فعلاً. نعم، لقد اتّفق لعيني نظير هذه المسألة بعد ذلك بسنتَين، فقد تمزّقت شبكيّة العين اليمني بلا سابق إنذار أو سبب ظاهر، وكان تمزّقها يشبه حدوة الحصان، وحسب اصطلاح الاطبّاء «في محور الساعة 12 و 20 دقيقة»، ولم أعد أري فيها، وعجز جميع أطبّاء مشهد وطهران عن معالجتها وأجمعوا علي ضرورة الذهاب للخارج، فقلت كذلك إنّني لن أذهب إلي الخارج ولو فقدتُ البصر. ولكن، وبعد أن فحص عيني الشابّ الغيور القيّم الفاهم: الدكتور الحاجّ السيّد حميد السجّاديّ، قال: يجب أن تُجري لهذه العين عمليّة جراحيّة علي الفور وبلا تأخير؛ وحتّي أ نّه لم يعطِ الرخصة في مغادرة المستشفي، وقال: أعجب من قول الاطبّاء في وجوب الذهاب إلي الخارج، فالعين كانت ستتلف في هذه المدّة القصيرة. ثمّ قام بإجراء العمليّة بمعونة ومساعدة تلميذه الممتاز الصديق العزيز المؤمن الملتزم الدكتور الحاجّ حسن علي الشهرياريّ، حيث دامت سبع ساعات كاملة، وللّه الحمد والمنّة فقد تكلّلت بالنجاح التامّ والسلامة ممّا أدهش الجميع وأثار إعجابهم. وكما ترون فإنّني أكتب بالاستعانة بهذه العين التي أُجريت لها العمليّة بعد ستّ سنوات من إجرائها. قَالَ أَفَرَءَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمُ الاْقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي´ إِلاَّ رَبَّ الْعَـ'لَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُميتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي´ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِي´ئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّـ'لِحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ. (الآيات 75 إلي 85، من السورة 26: الشعراء). [86] ـ «ديوان حافظ الشيرازي» ص 284، الغزل 411، طبعة محمّد القزويني والدكتور قاسم غني، مطبعة سينا، طهران. يقول: «أنا الذي كنتُ أتكدّر بأنفاس الملائكة، صرتُ أتجرّع لاجلك عَذْلَ الخلائق!». [87] ـ «نفحات الاُنس» للجاميّ، ص 625 فما بعد. [88] ـ أورد في «ريحانة الادب» ج 2، ص 62، الطبعة الثالثة، مطبعة شفق، تبريز، الابيات الثاني والسادس والسابع عن المنصور الحلاّج. وقد وردت بتمامها في «مكاتيب» گرامي إصفهاني ضمن نقل قصّة مفصّلة لجارية عاشقة للّه باسم تحفة، ولقاء السرّيّ السقطيّ بها في المستشفي، وذلك بأُسلوب شيّق وإنشاء جميل. كما ذُكرت تلك القصّة بذلك التفصيل في «المستطرف» للابشيهيّ، ص 122 و 123، ووردت كذلك في «النفحات» للجاميّ، بالتفصيل المذكور عدا هذه الابيات. هذا وقد ذكر العلاّمة الحاجّ الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ في كتاب «الذريعة» ج 22، ص 140، رقم 6420، الطبعة الاُولي، مطبعة المجلس، طهران، سنة 1369، «مكاتيب» گرامي إصفهاني. كما ذكر ديوانه في ج 9، ص 929، رقم 6117، وأضاف: أنّ اسمه كان «أبو القاسم خان»، وقد سافر إلي دهلي وتوفّي هناك، ويُعرف علي لسان العامّة بـ «آقا بابا». [89] ـ «ديوان خواجه حافظ شيرازي» ص 50، الغزل 334، طبعة پژمان، طبعة انتشارات بروخيم، سنة 1318. يقول: «مِنْ ديار الحبيب أنا لا من بلاد الغريب، فعُدْ بي أيّها المهيمن إلي رفاق الطريق». [90] ـ «ديوان خواجه حافظ شيرازي» ص 149، الغزل 332، طبعة پژمان، طبعة انتشارات بروخيم، سنة 1318. يقول: «لو فاحت من دماء قلبي رائحة الشوق والتمنان، فلي أُسوة بنافة مسك غزالٍ من ختن». (خُتَنْ: اسم منطقة في تركستان يكثر فيها غزال المسك). [91] ـ بالسين المهموسة المضمومة وبعدها النون الساكنة والحاء المهملة: مكان يبعد فرسخاً عن المدينة كان يسكن فيه أهل أبي بكر وكان قد ذهب لرؤيتهم. [92] ـ الآية 98، من السورة 6: الانعام: وَهُوَ الَّذِي´ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَ حِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الاْيَـ'تِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ. [93] ـ «تنقيح المقال» ج 2، ص 260 و 261، ذيل الرقم 8111، طبعة القطع الكبير (الرحليّ). [94] ـ «تنقيح المقال» ج 2، ص 262. [95] ـ «بحار الانوار» ج 12، ص 124، طبعة الكمبانيّ، في تأريخ الاءمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام، باب فضائله وأحوال خلفاء زمانه وأصحابه، عن «عيون المعجزات»: لَمَّا قُبِضَ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ كَانَ سِنُّ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ نَحْوَ سَبْعِ سِنِينَ فَاخْتُلِفَتِ الكَلِمَةُ بين النَّاسِ بِبَغْدَادَ وَفِي الاَمْصَارِ الرواية، وهي رواية طويلة. [96] ـ حَالَ لَوْنُهُ: تَغَيَّرَ وَاسْوَدَّ. [97] ـ القَافَةُ: جَمْعُ القَائِفِ، وَهُوَ الَّذِي يَعْرِفُ الآثَارَ وَالاَشْبَاهَ وَيَحْكُمُ بِالنَّسَبِ. [98] ـ أورد في «أقرب الموارد»: وَتَرَهُ (باب ض) يَتِرُهُ وَتْراً وَتِرَةً: أَصَابَهُ بِذُحْلٍ أَوْ ظُلْمٍ فِيهِ. وَفِي «الاَسَاسِ»: وَتَرتُ الرَّجُلَ: قَتَلْتُ حَمِيمَهُ فَأَفْرَدْتُهُ مِنْهُ. المَوتُورُ: اسْمُ مَفْعُولٍ؛ يُقَالُ: فُلاَنٌ مَوْفُورٌ غَيْرُ مَوْتُورٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَلَمْ يُدرِكْ بِدْمِهِ. [99] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 322 و 323، كتاب الحجّة، باب الاءشارة والنصّ علي أبي جعفر الثاني عليه السلام، طبعة مكتبة الصدوق، سنة 1391. [100] ـ لا يبري ـ خ ل. [101] ـ خلفي ـ خ ل. [102] ـ قال المجلسيّ في «مرآة العقول»: المراد بالحكم: الحكمة وفصل الخصام. [103] ـ ممّا ـ خ ل. [104] ـ ورد في نسخة «الكافي»: «حسن الجواب» بدل «حسن الجوار»؛ أي أ نّه عليه السلام يدّل كلّ سائل إلي حقيقة مطلبه. [105] ـ الغوث، إعانة المضطرّ؛ والغياث: بمعني الشيء الذي ينحصر به رفع الحاجة. أي أنّ الاءمام الرضا عليه السلام هو العماد والاساس الوحيد لمساعدة المضطرّين من هذه الاُمّة وإعانتهم، وملجؤهم الوحيد، سواء كانوا من الشيعة أم من غيرهم. [106] ـ يعني حكمته وفصله للخصام وحكمه القاطع أمام الآراء والافكار. [107] ـ الشَّعَثُ: الاَمْرُ، وَلَمَّ اللَهُ بِهِ شَعَثَهُمْ: جَمَعَ بِهِ أَمْرَهُمْ. [108] ـ شَعَبَ شَعْباً الشَّيءَ: جَمَعَهُ، وَالشَّعْبُ: الجَمْعُ. والصَّدْع: التَّفَرُّقُ. ومعني وَيَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ، أي يلمّ به التفرّق ويجمعه. [109] ـ يَأَتَمِرُ بِهِ العِبَادُ أي يتشاوَرَ العِبادُ به. [110] ـ ورد في نسخة «الكافي»: يَسُودُ عَشِيرَتَهُ، أي أَ نّه كان عليه السلام علي قدر من الهيبة والمتانة والرزانة والدراية بحيث كان له التفوّق والسيادة قبل بلوغه علي جميع أفراد عشيرته من أعمامه وبني عمومته. وورد هنا في نسخة «الكافي»: فَقَالَ لَهُ أَبِي: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! وَهَلْ وُلِدَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَمَرَّتْ بِهِ سِنُونَ. وقد أشكل علي ذلك المرحوم المجلسيّ في شرحه لهذه العبارة في «مرآة العقول» ج 3، ص 350، الطبعة الحروفيّة، المطبعة الحيدريّة، الطبعة الثانية، سنة 1394 ه. ق؛ لانّ ولادة الرضا عليه السلام كانت في سنة وفاة الصادق عليه السلام. (الولادة 11 ذي القعدة 148 ه.ق، ووفاة الصادق 25 شوّال 148 ه.ق) وعليه فإمّا يجب أن يقال «فقال له» بدون لفظ «أبي» كما ورد في بعض النسخ، وفي هذه الحال فإنّ السائل ليس بسليط، بل السائل يزيد أو من روي عن يزيد، والمسؤول هو أبو إبراهيم عليه السلام وليس الصادق عليه السلام. وإمّا في النسخ التي ورد فيها لفظ «أبي» فإنّ هذا التوجيه لا يصحّ وينبغي أن نقول إنّ السائل كان سليطاً والمسؤول أبا إبراهيم ولكن ذلك بعد سنوات من هذا اللقاء. وأمّا الرواية الواردة في «العيون» فقد وردت بلفظ فَقَالَ أَبِي: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! فَيَكُونُ لَهُ وَلَدٌ بَعْدَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَطَعَ الكَلامَ. فلا حاجة للتكلّف في تأويل العبارة. [111] ـ زمان ـ خ ل. [112] ـ حسب قواعد الكتابة، حين تقع الواو ثالثةً وتُقلب ألفاً، فإنّها يجب أن تُكتب ألفاً لا ياءً ولان «عصو» من باب الناقص الواوي، فإنّها يجب أن تكتب «عصاً». [113] ـ صدر الآية 58، من السورة 4: النساء. [114] ـ الآية 140، من السورة 2: البقرة. [115] ـ «عيون أخبار الرضا» ص 15 إلي 17، في باب النصّ علي إمامته، الباب 4، الطبعة الحجريّة. [116] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 313، الحديث 14، كتاب الحجّة، باب الاءشارة والنصّ علي أبي الحسن الرضا عليه السلام، طبعة مكتبة الصدوق، سنة 1391 ه. ق. [117] ـ «إثبات الهداة» ج 6، ص 6 و 7، في الباب 24، في النصوص علي إمامة أبي الحسن الرضا عليه السلام، طبعة دار الكتب الاءسلاميّة، طهران. [118] ـ «رجال الاردبيليّ» ج 2، ص 343، طبعة شركة (چاپ رنگين)، سنة 1334 ه. ق. [119] ـ «رسالة توضيح الاشتباه والاءشكال» ص 303، تحت الرقم 1485، طبعة جامعة طهران، سنة 1344 ه. ش. [120] ـ «تنقيح المقال» ج 3، ص 326، تحت الرقم 13128، طبعة القطع الكبير (الرحليّ). |
|
|