|
|
ما سوي الله تعإلی حجاب؛ والمعرفة التامّة مشروطة بانتفاء الحجابوخلاصة الكلام في هذا المقام أ نّه: ما لم تَزُل كلّ ذرّة من الانانيّة من الإنسان، فلن يُسمَح له بالعروج إلی مَنسَك العدم والفَناء المطلقَينِ المتزامنَينِ مع الوجود المطلق. فذلك مقام خاصّ بذات الله عزّوجلّ ووجوده. والله سبحانه غيور، ومن شروط الغَيرة نَهر كلّ من استقرّت في قراره ذرّة من بقايا شخصيّته وأنانيّته. تا بود يك ذرّه باقي از وجود كي شود صاف از كدر، جام شهود [1] فالمسألة جَدُّ مُحيِّرة، إذ يتحتّم هجر كلّ ما سوي الله تعإلی للوصول إليه، فكلّ ما سوي الله حجاب وسراب، ومادام ذلك الحجاب باقياً، فلا سبيل إلی الحصول علی المعرفة التامّة. وما اكتُسِبَ من المعرفة إن هي إلاّ معرفة جزئيّة وناقصة. إنّ المعرفة الحاصلة من مشاهدة خلق الله تعإلی من جبال وأحجار، وصَحارٍ وقفار، والتعرّف علی حيوانات البَرّ والبحار، وما إلی ذلك، إنّما هي معارف جزئيّة وليست كلّيّة، والمهمّ في هذه المسألة هو المعرفة الكلّيّة، ولا سبيل للوصول إليها إلاّ باجتياز سبيل خطير وعظيم! إنّ العالِم في الرياضيّات الذي يكتشف بواسطة قوانينه الرياضيّة أنّ القرآن معجزة، وذلك بسبب الاُسلوب القويم لآياته، والسياق المتوازن لسوره، ويتوصّل إلی أنّ الآيات الخاصّة بالجهاد هي بالشكل الفلانيّ، والآيات الخاصّة بالصلاة والصوم بالشكل العلاّنيّ، ثمّ يتوصّل طبقاً لحساباته الحاسوبيّة (الكومبيوتريّة) إلی إثبات أنّ هكذا جُمَل وهكذا ألفاظ لا يمكن للبشر أن يصوغ مثيلاتها، أو حتّي صَبّها في قالبٍ يشبه إلی حدٍّ ما تلك الآيات الشريفة، وأ نّه بدون تدخّل لقوّة غيبيّة أو أمرٍ من ما وراء الطبيعة سيكون ذلك مستحيلاً، ولن يكون بإمكان أحد علی الإطلاق إيجاد مثل تلك الظاهرة العجيبة. فإنّ هذا، في الواقع، هو نوعٌ من أنواع المعرفة بالقرآن الكريم، ومع هذا فإنّ البُعدَ بين هذه المعرفة، وبين المعرفة الحقيقيّة للقرآن كبُعد الثريّا عن الارض! وبينهما ألفا حجاب! فأين هذه المعرفة وأين الدخول في أعماق وحقائق القرآن وبواطنه ومعرفة تفسيره وتأويله وطريقة تطبيق آياته علی مصاديقه؟ أُولَـ'´نءِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ. [2] فهذه المعرفة لا يمكن لها أن تكون معرفة مقنعة؛ انظروا إلی كلّ آية من آيات هذا الكتاب السماويّ وستجدون كلّ واحدة من تلك الآيات مرآة تعكس وجه الله عزّوجلّ، إلاّ أنّ الفَرق بين رؤية مَن كانت عيونهم مفتوحة ومَن كانت علی أبصارهم غشاوة جِدُّ شاسع وبعيد. فهذا الامر يستدعي التحقُّق من صحّة الباصرة وفحصها بدقّة. فلو كانت عينا أحدهم عمياء، فليس معني ذلك أنّ سُبُل كلّ العلوم مغلقة في وجهه، بل معناه أنّ بإمكانه أن يحصل علی كثير من العلوم عن طريق سائر حواسّه الاُخري كحاسّة السمع وحاسّة الشمّ وحاسّة اللمس وحاسّة الذوق؛ لكنّ الفَرق بينه وبين مَن كانت حاسّة بصره سليمة من أيّة عاهة وتتمتّع ببصر وبصيرة سالمتَينِ كالفَرق بين السماء والارض. فلا يتمّ اجتماع الله مع سواه مادامت هناك في ذهن الإنسان أمانيّ باطلة، ونوايا تَشطُطُ، وأهداف نفسانيّة شيطانيّة، وأغراض مادّيّة من حبّ المال والبنين والجاه والمقام وغير ذلك. الابيات الحكيمة لمجنون ليلي في معشوقتهأنشد قيس بن الملوّح العامريّ أبياتاً من الشِّعر في حبّ ابنة عمّه ومعشوقته لَيْلَي العَامِرِيَّة، تحتوي علی أروع ما أُنشِدَ من الشِّعر في مقام الحِكمة والدقائق العقلانيّة وتُعتَبَر بحقّ كتاباً للعرفان والاسرار والرموز الشهوديّة، مُبيّناً سبيل الوصول إلی المحبوب. وحتّي لو كانت تلك الابيات في ظاهرها تحكي قصّة حبّ عُذريّ مجازيّ، إلاّ أ نّها تحوي الكثير من الاُمور الراقية المفاهيم والعالية المعني بوجه عامّ، تَصدُق مبانيها علی كلّ عاشقٍ حقيقيّ وصادق في حبّه. وتتضمّن مفهوماً يتعلّق بحبّ الله عزّوجلّ، وتكشف بطريقة مدهشة أسرار السلوك إلی الله والوصول إليه والفَناء في ذاته المقدّسة، وتُميط الستار عن أعظم حجاب معنويٍّ، وتصف أسلم الطرق وأأمَنَها للوصول إلی المقام الاقدس لذات الله سبحانه. يقول قيس بن الملوّح والمعروف عند العامّة ب مجنون ليلي: تَمَنَّيْتُ مِنْ لَيْلَي عَلَی البُعْدِ نَظْرَةً لِيُطْفَي جَويً بَيْنَ الحَشا وَالاَضالِعِ فَقالَتْ نِسَاءُ الحَيِّ تَطْمَعُ أنْ تَرَي بِعَيْنَيْكَ لَيْلَي مُتْ بِداءِ المَطامِعِ وَكَيْفَ تَرَي لَيْلَي بِعَيْنٍ تَرَي بِها سِواها وَما طَهَّرْتَها بِالمَدامِعِ وَتَلْتَذُّ مِنْها بِالحَديثِ وَقَدْ جَرَي حَديثُ سِـواها في خُروقِ المَسـامِعِ [3] وليس بإمكان من صحب غير الله وخاطب أعداءه واحتوي علی مقاصد غير إلهيّة، ونوايا غير سبحانيّة، وآمالٍ دَنيّة دنيويّة، أن يلقي الله تعإلی ويتشرّف برؤيته. وبحكم امتناع اجتماع الضِّدَّيْن أو النقيضَيْن، فلا سبيل لدخوله ذلك الميدان ما لم تَزُل النقائض وتنمح تلك الاعراض. منظردل نيست جاي صحبت اغيار ديو چو بيرون رود فرشته در آيد [4] جَلَّ جَنَابُ الحَقِّ عَنْ أَنْ يَكُونَ شَرِيعَةً لِكُلِّ وَارِدٍلقد خصّص ابن سينا، «النمط التاسع» من كتابه «الإشارات» لمقام العارفين، ويقول في نهاية ذلك النمط: «إشارَةٌ: جَلَّ جَنَابُ الحَقِّ عَنْ أَنْ يَكُونَ شَرِيعَةً لِكُلِّ وَارِدٍ، أَوْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ إلاَّ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ. وَلذَلِكَ فَإنَّ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ هَذَا الفَنُّ ضُحْكَةٌ لِلْمُغَفَّلِ عِبْرَةٌ لِلْمُحَصِّلِ؛ فَمَنْ سَمِعَهُ فَاشْمَأَزَّ عَنْهُ فَلْيَتَّهِمْ نَفْسَهُ، لَعَلَّهَا لاَ تُنَاسِبُهُ؛ وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ.» [5] وحكي الشيخ بهاء الدين العامليّ أ نّه ورد في رواية أنّ إبراهيم بن أدهم كان يطوف بالكعبة فرأي شابّاً أمرد جميل الوجه وسيم الطلعة. فنظر إليه برهة ثمّ تنحّي عنه وتواري بين المُطَّوِّفين فلمّا اختلي بنفسه سأله بعضهم عن سبب تلك النظرة قائلين: لم نشهد لك مثل تلك النظرة إلی شابٍّ جميل فيما سبق! فقال: هو ابني، وقد كنتُ تركته في خراسان. فلمّا شبّ ترك مدينته وطفق يبحث عنّي، فخفتُ أن يشغلني عن ذِكر الله، وخشيتُ إن هو عرفني أن آنس به. ثمّ أنشد هذه الابيات: هَجَرْتُ الخَلْقَ طُرَّاً فِي هَوَاكَا وَأَيْتَمْتُ العِيَالَ لِكَيْ أَرَاكَا فَلَوْ قَطَّعْتَنِي فِي الحُبِّ إرْباً ل َمَا حَنَّ الفُوَادُ إلَی سِوَاكَا [6] * * * أُحِبُّ التُّقَي وَالنَّفْسُ تَطْلُبُ غَيْرَهُ وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُصْطَرِعانِ فَيَوْمٌ لَهَا مِنِّي وَيَوْمٌ أُذِلُّهَا كِلاَنَا عَلَی الاَيَّامِ مُعْتَرِكَانِ [7] بيان حال سيّد الشهداء عليه السلام في الخلوة بالحبيبوبناءً علی ما قيل، فإنّ الابيات التي مطلعها: *هَجَرْتُ الخَلْقَ طُرَّاً فِي هَوَاكَا* مرويّة عن إبراهيم بن أدهـم، وأمّا نسـبتها إلی سـيّد الشـهداء الحسـين عليه السـلام وذلك علی المنابر الحسـينيّة فإنّ هذا لسـان حاله لا لسـان مقاله. لقد كان ذلك الإمام المعصوم روحي وأرواح العالمين فداه أُسوة حسنة ومثالاً يُحتَذي به في الفَناء في ذات الحقّ تعإلی، إذ لا تنتهي المسألة بيوم عاشوراء ولا تُطوي بانطواء أحداثها في ذلك اليوم، بل إنّ نفسه الزكيّة وروحه الطاهرة كانت مجبولة علی هذه الحال في سبيل الله عزّوجلّ. إنّ يوم عاشوراء كان ساحة للتجلّي والظهور، كان يوم مكاشفة الخلائق والعوالم بما خفي عنهم وإبداء ما لم يُبْدَ لهم. وما أروع ما أنشد ناصر الدين شاه القاجاريّ في هذا المقام، يقول: عشقبازي كار هر شيّاد نيست اين شكارِ دام هر صيّاد نيست عشق از معشوقه اوّل سر زند تا به عاشق جلوة ديگر كند تا به حدّي بگذرد هستي ازو سر زند صد شورش و مستي ازو طالب اين مُدّعَي خواهي اگر بر حسين و كربلايش كن نظر [8] روز عاشورا شه دنياي عشق كرد رو به جانب سلطان عشق بارالها اين سرم اين پيكرم اين علمدار رشيد اين أكبرم اين سُكينه اين رقيّه اين رباب اين تنِ عريان ميان آفتاب اين من و اين ذكر يا رب يا ربم اين من و اين نالههاي زينبم پس خطاب آمد ز حقّ كاي شاه عشق اي حسين اي يكّهتاز راه عشق گر تو بر ما عاشقي اي محترم پرده برچين من ز تو عاشقترم هرچه از دست دادهاي در راه ما مرحبا صد مرحبا خود هم بيا خود بيا كه ميكشم من ناز تو عرش و فرشم جمله پا انداز تو [9] خود بيا كه من خريدار توام مشتري بر جنس بازار توام ليك خود تنها ميا در بزم يار خود بيا و اصغرت را هم بيار خوش بود در بزم ياران بلبلي خاصه در منقار او باشد گلي خود تو بلبل، گل عليّ أصغرت زودتر بشتاب سوي داورت [10] يقول المؤرّخ والعالم المعاصر حجّة الإسلام الحاجّ الشيخ محمّد شريف الرازيّ أمدّ الله في عمره الشريف، والذي تشرّف الحقير بمعرفة سماحته مدّة خمسين سنة، حول تشرّفه مرّة بزيارة المرقد الطاهر لسيّد الشهداء عليه السلام: إنّ القصائد الشعريّة التي يردّدها أهل المنابر الحسينيّة هي من تأليفه هو وقد أنشدها ارتجالاً أثناء دخوله إلی الحائر الشريف: گر دعوت دوست ميشنيدم آنروز من گوي مراد ميربودم آنروز آن روز بود كه روز هَل مِن ناصر ايكاش كه ناصر تو بودم آنروز [11] ثمّ شهق شهقة وأُغشيَ عليه. فلمّا عاد إلی وعيه بدأ ينشد الابيات التالية وهو يبكي: تو كيستي كه گرفتي به هر دلي وطني كه نه در انجمني ني برون ز انجمني محمّدي نه، عليّ نه، حسن نه پس تو كهاي كه جلوهها بنمودي چو گل به هر چمني به خلق مثل محمّد به خوي مثل عليّ به روي از همة خلق، خلقت حسني همان حسين غريبي كه روز عاشورا جهان مصالحه كردي به كهنه پيرهني [12] إلی آخر القصيدة. عظمة الاوج العرفانيّ لسيّد الشهداء عليه السلاملقد ابتغي هؤلاء الشعراء تبيان تلك الحالة التي اعترت سيّد الشهداء عليه السلام مصوِّراً مقولة «لِي مَعَ اللَهِ»، تلك الحالة التي تمثّلت فيها السعادة والاوقات العصيبة، والتي لم يكن لايّ مَلَك مُقَرَّب أو نبيٍّ مُرْسَل قدرة الوصول إلی ذلك المقام الرفيع، أو تحمّل تلك الرموز العرفانيّة السامية علی الإطلاق. فلننظر معاً إلی التعابير الجزلة والإشارات البديعة واللطائف المليحة لحجّة الإسلام الشيخ محمّد تقي نيّر التبريزيّ، وهو يصف جانباً من حالات ذلك الإمام الهمام والصمصام البتّار، والقائد الذي تنصّل عن كينونته وطلب الالتحاق بالمحبوب، عزيزه. يشرح الشيخ التبريزيّ حالة ذلك المقدام في ميدان الحبّ السرمديّ وابتغائه الوصول إلی المحبوب الازليّ ومقصوده ومراده الابديّ قائلاً: تا خبر دارم از او، بيخبر از خويشتنم با وجودش ز من آواز نيايد كه منم پيرهن گو همه پُر باش ز پيكان بلا كه وجودم همه او گشت من اين پيرهنم باش يكدم كه كنم پيرهن شوق قبا اي كمان كِش كه زني ناوُكِ پيكان به تنم عشق را روزِ بهار است كجا شد رضوان تا بَرَد لاله بدامن سوي خُلد از چمنم روز عهد است بكِش اسپرم اي عقل زپيش تا تصوّر نكند خصم كه پيمان شكنم مينيايد به كفن راست تنِ كشته عشق خصمِ دون بيهده گو باز ندوزد كفنم [13] هاتفم ميدهد از غيب ندا شمر كجاست گو شتابي كه به ياد آمده عهد كُهنم سخت دلتنگ شدم، همّتي اي شهپر تير بشكن اين دام بِكش باز به سوي وطنم داية عشق ز بس داده مرا خون جگر ميدمد آبلة زخم كنون از بدنم گويِ مَطلَع چه عجب گر برم از فارِس فارْس تا به مدح تو شها نيّر شيرين سخنم [14] بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَهِ؛ أَشْهَدُ لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمَائِكُمْ أَظِلَّةُ العَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الخَلاَئِقِ، وَبَكَتْكُمُ السَّمَاءُ وَالاَرْضُ وَسُكَّانُ الجِنَانِ وَالبَرِّ وَالبَحْرِ، صَلَّي اللَهُ عَلَيْكَ عَدَدَ مَا فِي عِلْمِ اللَهِ. [15] يستفاد من هذه الفقرة من الزيارة الشريفة أنّ أشباح العرش وأشباح الخلائق لم يتحمّلوا أو يطيقوا مشهد تلك الواقعة، فاقشعرّت أبدانهم وارتعدت فرائصهم ومفاصلهم من شدّة وَقْع تلك الحادثة، وكذا السماوات والارضون وسكّانها، وأهل الجَنّة والصحاري والبحار، بكوا لذلك المصاب الجلل. فعليك سيّدي ومولاي السلام بعدد الخلائق التي لا يعلم عددها إلاّ الله وحده، يا مَن أظهر الجميع عجزهم الكامل أمام عظمتك وصبرك وجلدك، وتحيّروا إزاء شخصك ومنزلتك. آسمان بار امانت نتوانست كشيد قرعة فال به نام من ديوانه زدند پاورقي [1] ـ يقول: «لن يصفو كأس الشهود لاحد، مادام هناك فيه ذرّة من الوجود». [2] ـ ذيل الآية 44، من السورة 41: فصّلت. [3] ـ «ديوان قيس بن الملوّح العامريّ» المشهور بمجنون ليلي العامريّة، ص 109، طبعة بومبي؛ وقد روي آية الله الملاّ أحمد النراقيّ أعلي الله درجته وهو (خالي لاُمّي)، هذه الابيات الاربعة في كتاب «الخزائن» ص 130، إلاّ أ نّه ذكر البيتَينِ الاوّلين كالتالي: وإذ رُمتُ من ليلي عن البُعد نظرةً لاُطفي بها نارَ الحَشا والاضالِعِ تقول نساءُ الحيّ تَطمعُ أن تَري مَحاسن ليلي مُتْ بداءِ المَطامِعِ وذكر الابيات كذلك الشيخ بهاء الدين العامليّ في «الكشكول» ص 610، العمود الايمن، الطبعة الحجريّة، وفي طبعة مصر بتحقيق طاهر أحمد الزاويّ، دار إحياء الكتب العربيّة: ج 2، ص 230، وقال: «يُنْسَب إلي المجنون». [4] ـ جاء في «ديوان حافظ» ص 84، الغزليّة رقم 187، طبعة پژمان، مطبعة بروخيم، سنة 1318، ما يلي: بر سر آنم كه گر زدست برآيد دست بكاري زنم كه غصّه سر آيد منظر دل نيست جاي صحبت اضداد * ديو چو بيرون رود فرشته در آيد صحبت حكّام، ظلمتِ شبِ يلداست نور ز خورشيد خواه بو كه بر آيد بر در ارباب بي مروّت دنيا چند نشيني كه خواجه كي بدر آيد ترك گدائي مكن كه گنج بيابي از نظر رهروي كه بر گذر آيد صالح وطالح متاع خويش نمودند تا كه قبول افتد وچه در نظر آيد بلبل عاشق تو عمر خواه كه آخر باغ شود سبز وسرخ گل به بر آيد ** غفلت حافظ درين سراچه عجب نيست هر كه به ميخانه رفت بي خبر آيد يقول: «إنّي عازم علي بذل كلّ ما في وسعي لاضع حدّاً للاحزان. بيت القلب ليس مكاناً لاجتماع الغرباء والاضداد، فإذا طردتَ الشيطان من قلبك (وهو رمز الاوهام الساذجة والشهوات الباطلة) فستدخل ملائكة السكون والخير إليه لتنيرهُ بنور الحقّ. إنّ صحبة حكّام الجور هي بحلكة ليلة يلدا (وهي أوّل وأطول ليلة من ليالي الشتاء) وبرودتها، فالتمس شمس الحقيقة حتّي تشرق هذه الشمس علي كلّ العالم. إلي متي تظلّ مُلازماً عتبة باب بيت اللئام، في حين أ نّك تهجر بيت الله وهو القادر علي أن يُحسِن إليك ويَمُنّ عليك. لا تنسَ التوجّه إلي أصحاب الضمائر الحيّة، عسي أن تحظي بكنز السعادة بمعونة أحد العرفاء. الصالح والطالح كلاهما يقدمان علي الباري عزّوجلّ بما عندهما من عمل وسنري لاي منهما يمنح الله تعالي رضاه ويشمله برعايته. اطلب العمر من بلبلك العاشق فسيخضرّ البستان آخر الامر ويورق الزهر الاحمر. لا عجب من غفلة حافظ من عاقبة الامر في هذه الدنيا، فكلّ من يدخل خمّارتها (الدنيا) ويشربُ من خمر الهوي والشهوة سيسكرُ لا محالة ويغفل». * جاء في التعليقة: (خلوت دل نيست) بدلاً من (صحبت اغيار). ** البيتان التاليان المعروفان هما في نهاية الغزليّة: بگذرد اين روزگار تلختر از زهر بار دگر روزگار چون شكر آيد صبر و ظفر هر دو دوستان قديمند بر اثر صبر نوبت ظفر آيد يقول: «سينقضي هذا الدهر الامرُّ من السمّ (القاتل)، وسيعود ثانية الزمن (الحلو) كالسكّر. إنّ الصبر والظفر صديقان قديمان، إذ إنّ الظفر دوماً يعقب الصبر». لكن لا يوجد هذان البيتان في النسخ القديمة. (التعليقة) [5] ـ «شرح الاءشارات» للخواجة نصير الدين الطوسيّ، الطبعة الحجريّة، لسبع صفحات بقين منه، وعبارة «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» هي من حديث نبويّ يستشهد به العرفاء في كتبهم، منهم عزيز الدين النسفيّ في كتاب «الاءنسان الكامل» ص 214. [6] ـ ورد في كتاب «نفائس الفنون في عرائس العيون» ج 2، ص 28، طبعة الاءسلاميّة، ذِكْر هذه القصّة بالشكل التالي: «و علامه أُخري من علامات المحبّة هي الحذر من أن يكون الابن أحد الموانع التي تقف في طريق الوصول؛ حيث ذكروا: أنّ إبراهيم أدهم رحمه الله عقد مع رفيقه، وهو في الطريق لاداء فريضة الحجّ، اتّفاق موافقة ومصاحبة، تعهّد فيها الجانبان عدم ستر المنكر عندما يصدر من أحدهما. فلمّا وصلا إلي مكّة، شاهدا إحدي العمارات المزيّنة وقد جلس فيها فتيً وسيم. فتطلّع إبراهيم إليه، وكرّر النظر. فآخذه رفيقه علي هذا العمل. فاغرورقت عينا إبراهيم بالدموع وقال: ذاك ولدي فارقتُهُ وهو صغير، فالا´ن لمّا رأيتُهُ عرفتُهُ. فقال رفيقه: أُخبِرهُ عنك ؟! فأجاب إبراهيم: لا ! فإنّ ذلك شيءٌ تركناهُ للّه فلا نَعودُ فيه ! وأنشد هذين البيتين: هجرتُ الخلقَ طُرّاً في هواكا وأيتَمتُ العيالَ لكي أراكا ولو قَطّعتَ إرباً ثُمّ إرباً لما حنّ الفؤادُ إلي سواكا [7] ـ «الكشكول» ج 5، ص 496، العمود الايمن، الطبعة الحجريّة؛ وكذا في «طرائق الحقائق»، ج 2، ص 119، الطبعة الحروفيّة، نقلاً عن الشيخ البهائيّ. [8] ـ يقول: «ليس كلّ مخاتل يخبر فنّ الغراميّات، ولا كلّ صيّاد بقادر علي إيقاع هذه الفريسة في شباكه. إنّ العشق يبدأ أوّلاً من المعشوقة فيثير في العاشق عواطفه. ويبلغ هذا العشق درجةً يغيب فيها عن الوجود (أي العاشق)، وتتفجّر في داخله انتفاضات وهيجانات. وإذا كنت تبحث عن مصداق هذا الكلام تجده في الحسين ومصيبته في كربلاء». [9] ـ يقول: «آهٍ من يوم عاشوراء حيث توجّه العشق كلّه إلي ملك العشق. قائلاً له: اللهمّ هذا رأسي وجسدي وحامل البيرق المغوار وعليّ الاكبر. وسكينة ورقيّة ورباب والجسد العريان تحت لهيب الشمس. وتراني وتسمع منّي نداء ياربِّ ياربِّ وتسمع نواح زينب. فجاء النداء من الحقّ تعالي: ياسلطان العشق ياحسين ياوحيد درب العشق. إذا كنت لي عاشقاً أيّها العزيز ارفع الستار وانظر فعشقي لك أكبر. مرحباً بكلّ تضحياتك التي قدّمتها في سبيلي فأقدِم عَلَيّ أنت أيضاً. هلمّ إليّ وتدلّل عَلَيّ، فعرشي وبساطي تحت أمرك». [10] ـ يقول: «تعال إليّ فإنّي راغب إليك، وقد تقبّلتُ قرابينك. لكن لا تأتِ بمفردك إلي مهرجان الاحبّة، بل هاتِ معك عليّ الاصغر. وهنيئاً لبلبلٍ يذهب إلي حفلة الاحبّة حاملاً بمنقاره زهرة. أنت البلبل وعليّ الاصغر الزهرة، فأسرع بالمجيء إلي ربّك». [11] ـ يقول: «لو أ نّي كنتُ قد سمعتُ دعوة الحبيب في ذلك اليوم. لفزتُ بهدفي العظيم المنشود في ذلك اليوم، ذلك اليوم الذي انطلَقَتْ فيه صرخة ïهل من ناصر، فيا ليتني كنتُ أنا الناصر الذي بحَثْتَ عنه في ذلك اليوم». [12] ـ يقول: «يا من تربّعتَ في كلّ قلب، فلا أنت في الجمع ولا خارجه. فلا أنت محمّد ولا أنت عليّ ولا الحسن، فمن أنت إذاً، يا من تجلّيت كزهرة في كلّ بستان. أنت كمحمّد في الخلق وكعليّ في الخُلُق، وإنّك خِلقتك حسنيّة من دون جميع الخلق. إنّك أنت الحسين الغريب الذي بعتَ الدنيا كلّها بثوب بالٍ». «اختران فروزان ري وطهران» أو «تذكرة المقابر في أحوال المفاخر» ص 129؛ وقال كذلك: لقد تشرّف مراراً بزيارة العتبات المقدّسة. وأنشد من أعماق فؤاده البيتين التاليين وذلك عند تشرّفه بزيارة الحرم الشريف لامير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: إسكندر و من، اي شه معبود صفات بر گرد جهان صرف نموديم اوقات بر همّت من كجا رسد همّت او من خاك در تو جستم او آب حيات يقول: «أنا والاءسكندر جُلنا العالم وقضّينا أوقاتاً طويلة، أيّها السلطان، يا معبود الصفات. أين همّته وعزمه من همّتي وعزمي فهو كان يبحث عن ماء الحياة في حين كنتُ أنا أبحث عن ترابك». وذكر في ص 130: «وحين تشرّفه بزيارة حرم الملك الحارس المرضيّ عليّ بن موسي عليه آلاف التحيّة والثناء أنشد هذين البيتين بإخلاص تامّ وأهداها إلي ذلك الحرم الجليل: در طوس، حريم كبريا ميبينم بيپرده تجلّي خدا ميبينم در كفش كَن حريم پور موسي موساي كليم با عصا ميبينم يقول: «إنّي أري حرم الكبرياء في طوس، وأري تجلّي الله دون حجاب. وأري موسي الكليم مع عصاه في منزع الاحذية في حريم موسي». وقال في ص 131: «كان ذلك المرحوم يمتلك معلومات علميّة وثقافيّة وأدبيّة وكان يمتلك ذوقاً وقريحة شعريّة، فكانت أشعاره الغزليّة بحقّ أشعار الملوك وملوك الاشعار، علي غرار ما يُقال في المثل الدارج: كلام الملوك وملوك الكلام. وله ديوان شعريّ مطبوع بخطّ فارسيّ جميل وجذّاب موشّحاً بالذهب والمِينا ومحفوظ في مكتبة الملك النفيسة وهي فرع من مكتبة الحرم الرضويّ الشريف في طهران برقم 6004». [13] ـ يقول: «طالما كان ذكره موجوداً فلا ذِكر لي، وطالما كان وجوده موجوداً فلا صرخة تُسمَع لي. ثوبٌ ملاتْهُ سهام الوري، فأصبح ذلك الثوب وجودي كلّه. سأجعل من ذلك الثوب جُبّة الشوق، يا من تُصوّب سهامك نحو جسدي. لقد أصبح الربيع يوم عشقي فأين رضوان ليأتي ويأخذ الزهرة من بستاني المدثّرة بالرداء إلي جنّات الخُلد. إنّه يوم العهد فخُذ درعي أيّها العقل حتّي لا يتوهّم العدوّ أ نّي نقضتُ العهد. وليس يَليق بقتيل العشق أن يُلبَسَ الكفن، أيُّها العدوّ اللئيم لا تَقُلْ عَبثاً إنّي بحاجة إلي كفن». [14] ـ يقول: «يناديني هاتفٌ من الغيب: أين الشمر، فقل له أنّ ما تفعلونه هو مصداق لعهدي القديم. لقد ضاق صدري فعجّلوا يا خيرة الرماة، حطّموا لي هذا القيد وعجّلوا برحيلي إلي الموطن. لقد ملا العشق قلبي قيحاً حتّي فارت دمامل الجرح من بدني. ما أجمل أن أبدأ كلامي أنا نيّر ذرب اللسان وأمدحك أيّها الملك». ديوان «آتشكده» لحجّة الاءسلام نيّر طاب ثراه، ص 123، الطبعة الرابعة: وهو لسان حال الاءمام أبي عبد الله عليه السلام حين استشهاده. [15] ـ «مفاتيح الجنان» ص 439، طبعة الاءسلاميّة، 1379 ه؛ وهي جزء من جملة زيارة سيّد الشهداء عليه السلام التي تُقرأ في الاوقات الستّة: في أيّام وليالي الاوّل من رجب، والنصف من رجب والنصف من شعبان (حسب ما روي عن الاءمام جعفر الصادق عليه السلام في كتب الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس والشهيد). ـ يقول: «أزفت السماء عن حمل الامانة، فجاءت القرعة باسمي أنا المجنون». |
|
|