|
|
الصفحة السابقةالمقام الثاني من حديث المنزلة بعد فتح خيبرالمقام والموطن الثاني عند فتح خَيْبَر، لمّا دفع رسولالله راية الحرب إلی أبي بكر، وفرّ، ثمّ دفعها إلی عمر، وفرّ؛ ثمّ قال: لاُعطينّ هذه الراية رجلاً يحبّه اللهُ ورسوله، ويحبُّ اللهَ ورسولَه؛ كرّار غير فرّار، يفتحالله علی يديه. فرجا كثير منهم أن يكونوا أصحاب الراية، عند ذاك قال رسولالله: أين علیّ ؟! قالوا: ورمت عيناه وهما تؤلمانه، ولايستطيع أن يصبر؛ وهو الآن مشغول بالطحن في الموقف الذي نزلوا فيه. فدعاه رسول الله؛ وبصق في عينيه، ودفع إلیه الراية. وقتل علیٌّ مَرْحَبَ بطل إلیهود الشجاع ورجلهم الفذّ. وفتح القلعة، واقتلع بابها التأريخيّ وحده وألقي به جانباً. وأسر عدداً من إلیهود، وكان بينهم بنت حُيَيّبن أخطب، فأُتي بها إلی رسولالله. حينئذٍ نطق رسولالله بتلك الجمل التأريخيّة العجيبة لبيان عظمته وشأنه وممّا خاطبه به قوله: لَوْلاَ أَنْ تَقُولَ فِيكَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَاري فِي المَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمَ، لَقُلْتُ فِيكَ إلیوْمَ مَقَالاَ لاَتَمُرُّ بِمَلاَ إلاَّ أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمِكَ وَمِنْ فَضْلِ طَهُورِكَ فَاسْتَشْفَوا بِهِ! وَلَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَّي وَأَنَا مِنْكَ! تَرِثُنِي وَأَرِثُكَ! وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي! وَإِنَّكَ تُبْرِءُ ذِمَّتِي! وَتُقَاتِلُ علی سُنَّتِي! -الحديث [1] . المقام الثالث من حديث المنزلة عند غلق أبواب المسجد إلاّ باب علیّالمقام والموطن الثالث عندما أمر رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم بغلق أبواب بيوت الصحابة المتّصلة بالمسجد النبويّ إلاّ باب علیّبن أبي طالب علیه السلام؛ ذلك أنّ باباً واحداً من أبواب تلك البيوت الواقعة في أطراف المسجد كان يفتح إلی داخل المسجد حتّي تلك الفترة. فأمر رسولالله بغلق جميع الابواب بما فيها باب عمّه العبّاس، وباب حمزة سيّدالشهداء. ولميحقّ لاحد أن يدخل المسجد وهو مجنب، أو يباشر امرأته في المسجد. وكان هذا الامر حراماً علی الاُمّة جميعها إلاّ علی علیّبن أبيطالب. وثقل الامر علی البعض، إذ أُغلق باب أبي بكر، والعبّاس أيضاً. فقال النبيّ الاعظم: ما أخرجتهم من المسجد، وأبقيتُ علیاً فيه؛ بل الله أخرجهم وأدخل علیاً. وروي في « غاية المرام » عن ابن بابويه بسنده المتّصل عنمعروف ابنخرَّبوذ،عن أبي الطُّفَيل، عن حُذَيفة بن أُسَيْد الغفاريّ، قال: إنّ النَّبِيّ صلّيالله علیه وآله وسلّم قَامَ خَطِيبَاً فَقَالَ: إنَّ رِجَالاَ لاَيَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنْ أُسْكِنَ علیاً فِي المَسْجِدِ وَأُخْرِجَهُمْ. وَاللَهِ مَا أَخْرَجَتُهُمْ وَأَسْكَنْتَهُ، بَلِ اللَهُ أَخْرَجَهُمْ وَأَسْكَنَهُ، إِنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَي إلی مُوسَي وَأَخِيهِ: «أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَو'ةَ»[2] . ثُمَّ أَمَرَ مُوسَي أَنْ لاَ يَسْكُنَ مَسْجِدَهُ وَلاَ يَنْكِحَ فِيهِ وَلاَيَدْخُلَهُ جُنُبٌ إِلاَّ هَارُونُ وَذُرِّيَّتُهُ، وَإِنَّ علیاً مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي وَهُوَ أَخِي دُونَ أَهْلِي؛ وَلاَلاِحَدٍ أَنْ يَنْكِحَ فِيهِ النَّساءَ إِلاَّ علیٌّ وَذُرِّيَّتُهُ. فَمَنْ سَاءَهُ فَهَيهُنَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّام [3]. وروي عن المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ بسنده المتّصل عن أبي رافع قال: إنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم خطب الناس فقال: أيّها الناس: إنّ الله عزّ وجلّ أمر موسي وأخاه أن يبوّءا لقومهما بمصر بيوتاً؛ وأمرهما أن لايثبت في مسجدهما جنب، ولا يقرب فيه النساء إلاّ هارون وذرّيّته وإنَّ علیاً مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي. فلايحلّ أن يقرب النساء في مسجدي، ولايبيت فيه جنب، إلاّ علیّ وذرّيّته. فمن ساءه ذلك فهاهنا! وضرب بيده نحو الشام[4] . وكذلك روي عن ابن بابويه بسنده المتّصل عن الريّانبن الصَّلْت، عن الإمام علیّ بن موسي الرضا علیه السلام ضمن حديث عدّ فيه الإمام الفروق بين عترة الرسول، والاُمّة. ثمّ ذكر آيات الاصطفاء من القرآن في اثني عشر مورداً، إلی أن بلغ الفرق الرابع وهو إخراج رسولالله الناس من مسجده ماخلا العترة. حتّي تكلّم الناس في ذلك مع رسولالله. وتكلّم العبّاس، فقال: يا رسول الله! تركت علیاً وأخرجتنا ؟ فقال رسولالله: ماأنا تركته وأخرجتكم، بل الله تركه وأخرجكم. وفي هذا تبيان لقول رسولالله لعلیّ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي. وقال العلماء ( الذين حضروا كلّهم في مجلس المأمون ): وأين هذا من القرآن ؟! قال ( الإمام ): أوجدكم فيذلك قرآناً قرأه ( الله ) علیكم! قالوا: هات! قال: قول الله تعإلی: وَأَوْحَيْنَآ إلی' مُوسَي' وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً. ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي؛ وفيها أيضاً منزلة علیّ من رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم. ومن هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم حين قال: إِنَّ هَذَا المَسْجِدَ لاَيَحِلُّ إِلاَّ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ. قال العلماء: يا أبا الحسن! هذا الشرح ( وهذا البيان ) لايوجد إلاّ عندكم معشر أهل بيت رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم. ومن ينكر لنا ذلك ورسولالله قال: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلیٌّ بَابُهَا. فَمَنْ أَرَادَ الحِكْمَةَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا. ثمّ قال الرضا علیه السلام: ففي ما أو ضحنا، وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة لا ينكره إلاّ معاند للّه تعإلی، الحَمْدُ لِلَّهِ علی ذَلِكَ ، فهذه الجهة الرابعة في الفرق بين العترة والاُمّة. وأمّا الجهة الخامسة... إلی آخر الحديث [5] . المقامان الرابع والخامس من حديث المنزلة في العشيرة والمؤاخاةالمقام والموطن الرابع: عند نزول آية الإنذار وحديث العشيرة. فلمّا نزلت الآية الشريفة وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ [6] ، رتّب رسولالله مجلساً، وأمر أميرالمؤمنين أن يدعو أعمامه وكبار بني هاشم، ويطبخ رِجل شاة، ويهيّيء قعباً من لبن. وكان أميرالمؤمنين يومئذٍ ابن ثلاث عشرة سنة، وقد مرّ علی أوّل البعثة النبوّية ثلاث سنين تقريباً. ودعا أعمام رسولالله وأرقابه وكبار بني هاشم. وقال رسولالله بعد أن تناولوا الطعام: إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أُنذرَ عشيرتي الاقربين ورهطي المخلصين! وأنتم عشيرتي الاقربون، وأنتم رهطي المخلصون؛ وإنّ الله لميبعث نبيّاً إلاّ جعل له من أهله أخاً ووارثاً ووزيراً ووصيّاً. فَأَيُّكُمْ يَقُومُ يُبَايِعُنِي أَ نَّهُ أَخِي وَوَزِيرِي وَوَارِثِي دُونَ أَهْلِي، وَوَصِيِّي، وَخَلِيفَتِي فِي أَهْلِي، وَيَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي غَيْرَ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي؟! فقطع الحاضرون كلّهم كلامه، وأعرضوا إلاّ علیاً، فقد أجابه وبايعه. وورد هذا الحديث بهذه الالفاظ في « تاريخ دمشق » و « غاية المرام » و « مجمع البيان ». وقد نقلنا منه هنا موضع حاجتنا بإيجاز[7] . وورد في كتاب « سُلَيم بن قيس » أيضاً: وحينئذٍ قال رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم لابي طالب: يَا أَبَا طَالِبٍ! اسْمَعِ الآنَ لاِبْنِكَ وَأَطِعْ فَقَدْ جَعَلَهُ اللَهُ مِنْ نَبِيِّهِ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي [8]. ولمّا كنا قد تحدّثنا عن آية الإنذار وحديث العشيرة في الجزء الاوّل من هذا الكتاب، الدرس الخامس مختصراً، وفي هذا الجزء، ضمن الدرس 126 إلی141 مفصّلاً، فلهذا اكتفينا هنا بما ذكرناه. المقام والموطن الخامس، عندما آخي رسولالله بين المهاجرين والانصار في المدينة، وآخي علیاً فيها؛ وبيّن حديث المنزلة مع أُخوّته. وروي السيّد البحرانيّ في « غاية المرام » عن « مسند أحمدبن حَنْبَل » بأربعة أسناد، وعن أخطب الخطباء موفّق بن أحمد الخوارزميّ بسند واحد أنّ رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم عندما آخي بين المهاجرين والانصار، وأخّر علیاً ليؤاخيه هو نفسه؛ ثمّ آخاه بعد ذلك، قال: أَمَا تَرْضَي أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي[9] . ولمّا كنا قد تحدّثنا مفصلاً عن أُخوة أميرالمؤمنين علیه السلام لرسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم في الجزء الثاني من هذا الكتاب، الدرس الثاني والعشرين إلی الرابع والعشرين، لذلك اجتزأنا هنا بالإشارة إلی حديث المنزلة في هذا الموضع[10] . المقامان السادس والسابع من حديث المنزلةالمقام والموطن السادس ورود حديث المنزلة عن رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم في سياق خطبة الغدير التي خطبها بالجُحْفَة عند الرجوع من حِجَّة الوداع. وعرض السيّد البحرانيّ قصّة الغدير مفصّلاً في « غاية المرام » عن « الاحتجاج » للشيخ أحمدبن علیّ بن أبي طالب الطبرسيّ بسنده المتّصل، وكذلك عن « روضة الواعظين » لابن الفارسيّ، عن الإمام محمّد الباقر علیه السلام، إلی أن بلغ قوله: يَأْمُرُنِي عَنِ السَّلاَمِ رَبِّي وَهُوَ السَّلاَمُ أَنْ أَقُومَ فِي هَذَا المَشْهَدِ فَأُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ: أَنَّ علیَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي وَالإمام مِنْ بَعْدِي وَالَّذِي مَحَلُّهُ مِنِّي مَحَلُّ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي وَهُوَ وَليُّكُمْ بَعْدَ اللَهِ وَرَسُولِهِ -إلی آخر الخطبة .[11] المقام والموطن السابع بيان رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم حديث المنزلة لاُمّ سلمة مباشرةً. وورد عدد من الاحاديث في هذا المجال. ويستبين من مضامينها أنّ رواية أُمّ سلمة لهذا الحديث لمتكن في أحد المواطن والمواقف الاُخري التي تكون أُمّ سلمة وحدها راويته فيه، بل بيّن رسولالله هذه المنزلة بخاصّة لهذه الزوجة العظيمة وأشهدها علی هذا المفاد. ومن ذلك ما رواه الخوارزميّ في « المناقب » بسنده المتّصل عن أحمدبن عبداللهبن داهر بن يحيي، عن ابن عبّاس، قَالَ: قَالَ رَسُولُاللَهِ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: هَذَا علیُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَحْمُهُ لَحْمِي، وَدَمُهُ دَمِي؛ وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي. وَقَالَ: يَاأَمَّسَلَمَةَ! اسْمَعِي وَاشْهَدِي هَذَا علیُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُالمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدُ المُسْلِمِينَ؛ وَعَيْبَةُ عِلْمِي، وَبَابِيَ الَّذِي أُوتَي مِنْهُ؛ وَأَخِي فِي الدُّنْيَا؛ وَأَخِي فَي الآخِرَةِ؛ وَمَعِي فِي السَّنَامِ الاَعلی[12]! ومنه ما رواه صاحب كتاب « المَنَاقِبُ الفَاخِرِةُ في العِتْرَةِ الطَّاهِرِة » بسنده عن الاعمش، عن عَبايه الاسَديّ، عن ابن عبّاس، عن أُمّ سَلَمَة، قالت: قال رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم وقد دخل علیه علیّبن أبي طالب علیه السلام: ياأُمّ سلمة! هل تعرفينه ؟! فقالت هيناً: هذا علیّبن أبي طالب! قال رسول الله: نَعَمْ! لَحْمُهُ لَحْمِي؛ وَدَمُهُ دَمِي؛ وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي، إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي. وبعد بيان الفقرات التي مرّت في الحديث الاخير، أضاف إلیها الجمل الآتية: وَقَرِينِي فِي الآخِرَةِ. اشْهَدِي يَاأُمَّ سَلَمَةَ! إِنَّهُ يُقَاتِلُ النَّاكِثِينَ ( أصحاب الجمل ) وَالقَاسِطِينَ ( أصحاب صفَّين ) وَالمَارِقِينَ[13] ( أصحاب النهروان ). وروي في « زوائد مسند عبد الله بن حنبل » بسنده عن ابن عبّاس أنّ رسولالله قال لاُمّ سلمة: يَاأُمَّ سَلَمَةَ! علیٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ علیٍّ؛ لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِي؛ وَدَمُهُ مِنْ دَمِي؛ وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي! يَا أُمَّ سَلَمَةَ! اسْمَعِي وَاشْهَدِي! هَذَا علیٌّ سَيِّدُ المُسْلِمِينَ [14]. المقام الثامن من حديث المنزلة عند تسمية الحسينين علیهما السلامالمقام والموطن الثامن عند تسمية الإمام الحسن والإمام الحسين علیهما السلام إذ سمّاهما رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم وسمّي أخاهما الآخر مُحْسِن السِّقْط بأسماء أبناء هارون الثلاثة، وهم بالترتيب: شُبَّر وَشُبَّيْر ومشَبِّر [15]. وروي في « غاية المرام » عن ابن بابويه بسنده المتّصل عن أبي حمزة الثمإلیّ، عن زيدبن علیّ بن الحسين، عن أبيه علیّ بن الحسين قال: لمّا ولدت فاطمة علیها السلام الحسن ، قالت لعلیّ علیه السلام: سمّه! فقال ( علیّ ): ما كنت لاسبق باسمه رسول الله. فجاء رسولَالله صلّيالله علیه وآله وسلّم، ( وأخبره ). فقال ( رسولالله ): ما كنت أسبق باسمه ربّي عزَّ وجلَّ. فأوحي الله عزّ وجلّ إلی جبرائيل أ نّه قد ولد لمحمّد ابنٌ! فاهبط؛ فاقرأه السلام! وهنّه، وقل: إنَّ علیاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ! فقال ( رسول الله لجبرائيل ): وما كان اسمه ؟! قال: شُبَّر. قال ( رسول الله ): لساني عربيّ! قال: سمّه الحَسَن! فسمّاه الحسن. ولمّا ولد الحسين، أوحي الله عزّ وجلّ إلی جبرائيل أ نّه قد ولد لمحمّد صلّيالله علیه وآله وسلّم ابن، فاهبط؛ واقرأه السلام، وهنّه، وقل له: إِنَّ علیاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ! فهبط جبرائيل، فهنّاه عن الله عزّ وجلّ. ( وقال: إنّ الله ) يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون! قال: وما كان اسمه ؟ قال ( جبرائيل ): شُبَّيْر! قال ( رسـولالله ): لسـاني عربيّ. قال: اسمه الحُسَـيْن! فسّـماه ( رسولالله ) الحُسَيْنَ [16]. وفي « غاية المرام » أيضاً عن الشيخ الطوسيّ في « الامإلی » ، عن الإمام السجّاد علیه السلام، قال: حدّثتني أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسْ الخُثْعَمِيَّة قالت: قبلتُ جدّتك فاطمة بنت رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم بالحسن والحسين علیهما السلام. فلمّا ولدت الحسن، جاء النبيّ صلّيالله علیه وآله وسلّم فقال: يا أسماء! هاتي ابني! قالت ( أسماء ): فدفعته إلیه في خرقة صفراء. فرمي بها، وقال: ألم أعهد إلیكنّ ألاّ تلفّوا المولود في خرقة صفراء ؟! ودعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها؛ ثمّ أذّن في أُذنه إلیمني؛ وأقام في أُذُنه إلیسري. وقال لعلیّ علیه السلام: سمّيت ابني هذا ؟! فقال أمير المؤمنين علیه السلام: ما كنت لاسبقك باسمه! يارسولالله! قال ( رسول الله ): وأنا ما كنت لاسبق ربّي عزّ وجلّ! قال ( رسول الله ): فهبط جبرائيل علیه السلام، وقال: إنّ الله تعإلی يقرأ علیك السلام ويقول لك: يَا مُحَمَّدُ! علیٌّ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدَكَ! فسمّ ابنك باسم ابن هارون! قال النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم: وما اسم ابن هارون ؟ قال جبرائيل: شُبَّر. قال رسول الله: وما شُبّر ؟ قال: الحسن. قالت أسماء: فسمّاه الحسن. فلمّا ولدت فاطمةُ الحسين علیه السلام، نفستُها به أيضاً. فجاءني النبيّ صلّي الله علیه وآله وسلّم فقال: ( ياأسماء!) هلمّي بابني! فدفعته إلیه في خرقة بيضاء. ففعل به كما فعل بالحسن ( من الاذان في أُذُنه إلیمني، والإقامة في أُذُنه إلیسري ). قالت ( أسماء ): وبكي رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم، ثمّ قال: إنّه سيكون له حديث؛ اللهمّ العن قاتله. لا تُعلمي فاطمة بذلك! قالت أسماء: فلمّا كان في يوم سابعه، جاءني النبيّ صلّيالله علیه وآله وسلّم، فقال: هلمّي ابني! فأتيتُه به؛ ففعل كما فعل بالحَسَن، وعقّ عنه، كما عقّ كبشاً أملح؛ وأعطي القابلة الورك رجلاً، وحلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر فضّة، وخلق رأسه بالخَلوق[17] وقال إنّ الدم من فعل الجاهليّة، أي ( أنّ تلطيخ رأس الطفل بدم الشاة من سنن الجاهليّة ). قالت ( أسماء ): ثمّ وضعه في حجره؛ ثمّ قال: يا أبا عبدالله! عزيز علیَّ! ثمّ بكي. قلتُ: بأبي أنت وأُمّي! فعلتَ في هذا إلیوم وفي إلیوم الاوّل، فما هو ؟ قال رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم: أبكي علی ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أُميّة لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة! يقتله رجل ثلم الدين ويكفر بالله العظيم. اللهمّ إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم الخليل في ذرّيّته. اللهمّ أحبّهما وأحبّ من يحبّهما؛ والعن من يبغضهما؛ مثل السماء والارض [18]. وروي في « غاية المرام » أيضاً حديثاً بهذا المضمون عن ابن بابويه بسنده المتّصل الآخر عن ابن الزبير، عن جابر بن عبد الله الانصاريّ. وينصّ فيه أيضاً علی أنّ جبرائيل كان يأتي بكلام ربّه: إِنَّ علیاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَي عند تسمية الحسن وعند تسمية الحسين[19] . ونقلنا في هذا الجزء حديثاً مهمّاً أيضاً يحوم حول هذا الموضوع عن ابن شهرآشوب في « المناقب » عن أبي بكر الشيرازيّ في كتابه: « فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علیه السلام ». المقامان التاسع والعاشر من حديث المنزلة في دعاء رسول الله و...المقام والموطن التاسع عندما حُمّ أمير المؤمنين بشدّة في سفرته مع النبيّ، ودعا له رسول الله. وكان مقام المنزلة من جملة ما ورد في دعائه وبيّنه لاميرالمؤمنين بقوله: وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَجْعَلَكَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي! وَأَنْ يَشُدَّ بِكَ أَزْرِي! وَيُشْرِكَكَ فِي أَمْرِي! فَفَعَلَ؛ إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي! فَرَضِيتُ [20]. هذه الرواية في غاية الاهمّيّة وتحتوي علی أشياء ثمينة، وهي مرويّة عن سُلَيمْبن قَيس الهلإلیّ؛ ورواها أيضاً الملاّ علیّ المتّقي في « كنز العمّال » باختصار. ونحن ذكرناها كاملة في هذا الجزء. المقام والموطن العاشـر عندما جـاء أبو سـفيان؛ وجلـس عند رسولالله؛ وسأله عن صاحب مقام الإمامة وأمر الولاية بعده: من يكون ؟ فذكر له رسولُالله أميرالمؤمنين. ونلاحظ في « غاية المرام » حديثين عن العامّة: أحدهما عن حافظ بن محمّدبن مؤمن الشيرازيّ في كتابه عند تفسير قوله تعإلی: عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، وذلك بإسناده إلی السُّدّيّ مرفوعاً حول أبي سفيان؛ والآخر عن ابن شهرآشوب، عن طريق العامّة، عن عبدخير، عن علیّبن أبي طالب علیه السلام حول أبي سفيان أيضاً. والحديثان ذوا مضمون واحد. ونحن نذكر هنا عين الحديث الذي رواه ابن شهرآشوب: قال أمير المؤمنين علیه السلام: أقبل صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ ( أبو سفيان ) حتّي جلس إلی رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم فقال: يَامُحَمَّدُ! هَذَا الاَمْرُ بَعْدَكَ لَنَا أَوْ لِمَنْ؟ قال ( رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم ): يَاصَخْرُ! الاَمْرُ بَعْدِي لِمَنْ هُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي. فَأَنْزَلَ اللَهُ: «عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ».[21] منهم المصدّق بولايته وخلافته؛ ومنهم المكذّب بولايته وخلافته. ثمّ قال الله: «كَلاَّ» وهو ردّ علیهم «سَيَعْلَمُونَ» خِلاَفَتَهُ بَعْدَكَ إنَّهَا حَقٌّ «ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ» يَقُولُ يَعْرِفُونَ خِلاَفَتَهُ وَوَلاَيَتَهُ إذْ يُسْأَلُونَ عَنْهَا فِي قُبُورِهِمْ فَلاَ يَبْقَي مَيِّتٌ فِي شَرْقٍ وَلاَغَرْبٍ وَلاَفِي بَرٍّ وَلاَفِي بَحْرٍ إلاَّ مُنْكِرُ وَنَكِيرُ يَسْأَلاَنِهِ عَنْ وِلاَيَةِ أَمِيرِالمُؤْمِنِينَ بَعْدَ المَوْتِ يَقُولاَنِ لِلْمَيِّتِ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ وَمَنْ إمَامُكَ[22] . المقامان الحادي عشر والثاني عشر من حديث المنزلة...المقام والموطن الحادي عشر عندما قال بعض الاعداء: ما مثل محمّد إلاّ كَمَثَلِ نَخْلَةٍ فِي كُنَاسَةٍ. روي محمّد بن إبراهيم المعروف بابن أبي زينب النُّعْمَانِيّ في كتاب ( الغيبة ) بإسناده عن عبد الرزّاق، عن معمّر بن راشد، عن أبانبن أبي عيّاش، عن سُلَيمبن قيس الهلإلیّ قال: ( قال أميرالمؤمنين ) علیّبن أبي طالب علیه السلام: مررتُ يوماً برجل -سمّاه ليـ فقال: مَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ إلاَّ كَمَثَلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كِبَاةِ كَلْشَة. فأتيتُ رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم، فذكرتُ ذلك له. فغضب صلّيالله علیه وآله وسلّم؛ وخرج مغضباً، وأتي المنبر، ففزعت الانصار إلی السلاح لما رأوا من غضب رسولالله. فقال رسولالله: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُعَيِّرُونِي بِقَرابَتِي وَقَدْ سَمِعُوا مَا أَقُولُ مِنْ تَفْضِيلِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُمْ، وَمَا اخْتَصَّهُمْ مِنْ إِذْهَابِ الرِّجْسِ عَنْهُمْ وَتَطْهيرِ اللَهِ إِيَّاهُمْ، وَقَدْ سَمِعُوا مَا قُلْتُ فِي فَضْلِ أَهْلِ بَيْتي، وَوَصِيِّي، وَمَا أَكْرَمَهُ اللَهُ بِهِ، وَخَصَّهُ، وَفَضَّلَهُ مِنْ سَبْقِهِ إلی الإسلام وَبَلاَئِهِ وَقَرَابَتِهِ مِنِّي وَأَ نَّهُ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي صَلَّياللَهُ علیهِمَا [23]. وكذلك روي صاحب « غاية المرام » هذا المضمون مع تفصيل وشرح أكثر عن سُلَيْمبن قيس، وفيه ذِكر الائمّة علیهم السلام كلّهم، وجعفربن أبي طالب، وحمزةبن عبدالمطّلب، والسيّدة فاطمة الزهراء علیهم السلام [24]. المقام والموطن الثاني عشر عندما بعث رسولُ الله خالدبن وليد إلی بني المُصْطَلَق؛ فقتلهم خالد بلامراعاة لمشاعرهم. ثمّ أوفد أميرَالمؤمنين علیه السلام، وقال في حقّه حديث المنزلة. وفيما يأتي هذه القصّة برواية ابن بابويه بسنده المتّصل، عن محمّدبن مُسْلم، عن الإمام الباقر علیه السلام: بعث رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم خالدَبن الوليد إلی حيِّ يقال له: بنو المُصْطَلَق من بني جُذَيمَة. وكان بينه وبين بني مخزوم أُخته في الجاهليّة. ولمّا ورد علیهم خالد، أمر منادياً ينادي بالصلاة؛ فصلّي؛ وصلّوا؛ ولمّا كان صلاة الفجر، أمر مناديه، فنادي، وصلّوا. ثمّ أمر الخيل ( فحاصروهم من كلّ جانب ) ، وشنّوا فيهم الغارة قتل وأصاب. أي ( فانشغل خالد بالقتل، وأنزل فيهم الجراح ). ( وطلب المسلمون من تلك الجماعة كتاب رسولالله في أمانهم ليروه ويعرفوا هل أُقرّ إيلامهم، وهل هم مصونون في كنف الإسلام ؟ فأروهم الكتاب ). فأتوا به النبيّ صلّيالله علیه وآله وسلّم، وحدّثوه بما صنع خالدبن الوليد ( فيهم من القتل والجرح والغارة بلاذنب ارتكبوه ). فاستقبل رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم القبلة وقال: اللَهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إلیكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدُبْنُ الوَلِيدِ. ثمّ قدم خالدبن الوليد علی رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم. وقال ( رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم ) لاميرالمؤمنين علیه السلام: ائت بني جُذيمة من بني مصطلق، فأرضهم ممّا صنع خالد! ثمّ رفع رسولالله قدميه، وقال: ياعلیُّ! اجعل قضاء أهل الجاهليّة تحت قدميك! فأتاهم ( أميرالمؤمنين ) علیّ علیه السلام؛ فلمّا انتهي إلیهم، حكم فيهم بحكم الله. فلمّا رجع إلی النبيّ صلّيالله علیه وآله وسلّم، قال ( رسولالله ): ياعلیّ! خبّرنا بما صنعتَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! عَمَدْتُ فَأَعْطَيْتُ لِكُلِّ دَمٍ دِيَةً، وَلِكُلِّ جَنِينٍ غُرَّةً ( غلاماً أو أمةً ) ، وَلِكُلِّ مَالٍ مَالاً، وَفَضَلَتْ مَعِي فَضْلَةٌ، فَأَعْطَيْتُهُمْ لِبُلْغَةِ كِلاَبِهِمْ وَجَعْلَةِ رُعَاتِهِمْ. وَفَضَلَتْ مَعِي فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتُهُمْ لِرَوْعَةِ نِسَائِهِمْ وَفَزَعِ صِبْيَانِهِمْ ، وَفَضَلَتْ مَعِي فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتُهُمْ لِيَرْضَوا عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَهِ . فَقَالَ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَعْطَيْتَهُمْ لِيَرْضَوْا عَنِّي؟ رَضِيَاللَهُ عَنْكَ يَاعلیُّ! أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي[25] . المقام الثالث عشر من حديث المنزلة في معراج رسول اللهالمقام والموطن الثالث عشر في معراج رسول الله إذ منحالله هذه المنزلة لعلیّ بن أبي طالب من النبيّ. وبيّنها رسولالله للاُمّة. روي الشيخ الصدوق محمّد بن علیّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ بسنده المتّصل عن وَهَب بن منبّه مرفوعاً عن ابن عبّاس أنّ رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم قال: لمّا عرج بي ربّي، أتاني النداء: يَامُحَمَّدُ! قلتُ: لَبَّيْكَ رَبَّ العَظَمَةِ لَبَّيْكَ! فأوحي الله إلیّ: يامحمّد! فيما اختصصتَ بالملا الاعلی ؟ فقلتُ: لا علم لي يا إلهيّ! فقال: يامحمّد! هل اتّخذت من الآدميّين وزيراً وأخاً ووصيّاً من بعدك ؟! قلتُ ياإلهي! ومَن أتّخذ ؟ تخيّر لي ياإلهي! فأوحي الله إلیّ: يامحمّد! قد اخترت لك من الآدميّين علیّبن أبي طالب! فقلتُ: ( يا ) إلهي! ابن عمّي! فأوحي الله إلیّ: إِنَّ علیاً وَارِثُكَ وَوَارِثُ العِلْمِ مِنْ بَعْدِكَ وَصَاحِبُ لِوَائِكَ لِوَاءِ الحَمْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَصَاحِبُ حَوْضِكَ ( حوض الكوثر ) يَسْقِي مَنْ وَرَدَ علیهِ مِنْ مُؤْمِنِي أُمَّتِكَ! ثمّ أوحي الله إلیّ: يامحمّد! إنّي قد أقسمت علی نفسي قسماً حقّاً: لايشرب من ذلك الحوض مبغض لك، ولاهل بيتك، وذرّيّتك الطيّبين الطاهرين؛ حقّاً حقّاً. يا محمّد! لاُدخلنّ جميع أُمّتك الجنّة إلاّ من أبي من خلقي! فقلتُ: ( يا ) إلهي! هل واحد يأبي من دخول الجنّة ؟! فأوحي الله إلیّ: بلي! فقلتُ: وكيف يأبي ؟ فَأَوْحَي اللَهُ إلیَّ: يَا مُحَمَّدُ! اخْتَرْتُكَ مِنْ خَلْقِي؛ وَاخْتَرْتُ لَكَ وَصِيَّاً مِنْ بَعْدِكَ؛ وَجَعَلْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي، إِلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدَكَ؛ وَأَلْقَيْتُ مَحَبَّتَهُ فِي قَلْبِكَ؛ وَجَعَلْتُهُ مِنْكَ أَبَاً لِوُلْدِكَ؛ فَحَقُّهُ بَعْدَكَ علی أُمَّتِكَ كَحَقِّكَ علیهِمْ فِي حَيَاتِكَ؛ فَمَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ جَحَدَ حَقَّكَ؛ وَمَنْ أَبَي أَنْ يُوَإلیهُ فَقَدْ أَبَي أَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ. فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِدَاً شُكْرَاً لِمَا أَنْعَمَ علیَّ. فإذا منادٍ ينادي: ارفع يا محمّد رأسك، واسألني، أُعطك! فقلت: إلهي! اجمع أُمّتي من بعدي علی ولاية علیّ بن أبي طالب ليردوا علیَّ جميعاً حوضي يوم القيامة. فأوحي الله إلیّ: يا محمّد! إنّي قد قضيتُ في عبادي قبل أن أخلقهم -وقضائي ماضٍ فيهم- لاُهلِك به من أشاء؛ وأهدي به من أشاء. وقد آتيته علمك من بعدك؛ وجعلته خليفتك من بعدك علی أهلك وأُمَّتك؛ عزيمة منّي، لا أُدخل الجنّة من أبغضه وعاداه، وأنكر ولايته بعدك. فمن أبغضه، أبغضك؛ ومن أبغضك، أبغضني. ومن عاداه فقد عاداك، ومن عاداك فقد عاداني. ومن أحبّه، فقد أحبّك؛ ومن أحبك فقد أحبّني. وقد جعلت له هذه الفضيلة وأعطيتك أن أُخرج من صلبه أحد عشر مهدّياً كلّهم من ذرّيّتك، من البِكر البتول! وأُخرج رجلاً منهم يصلّي خلفه عيسي ابن مريم. يملا الارض عدلاً كما ملئت من الناس ظلماً وجوراً. أُنجي به من الهلكة وأُهدي به من الضلالة؛ وأُبري به من العمي؛ وأُشفي به المريض. فقلتُ: إلهي! ومتي يكون ذلك ؟! فأوحي الله عزّ وجلّ إلیّ: يكون ذلك إذا دُفِع العلم وظهر الجميل ( وانهمك الناس بالزينة والجمال )؛ وكثر القرّاء؛ وقلّ العمل ( به )؛ وكثر القتل؛ وقلّ فقهاء الدين؛ وكثر فقهاء الضلالة والخيانة؛ وكثر الشعراء؛ واتّخذوا قبورهم مساجد؛ وحُلِّيت المصاحف، وزخرفت المساجد بالذهب؛ وكثر الجَور والفساد؛ وظهر المنكر؛ وأُمر به أُمّتك؛ ونهوا عن المعروف؛ واكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء؛ وصارت أُمّتك الاُمراء كفرة؛ وأولياؤهم فَجَرَة؛ وأعوانهم ظَلَمَة؛ وذوو الرأي منهم فسقة. وعند ذلك تقع ثلاثة خسوفات: خسف بالمشرق، تنخسف الارض وتغرق؛ وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وخراب البصرة علی يد رجل من ذرّيّتك يتبعه الزنوج[26] وخروج رجل من ولد الحسينبن علیّبن أبي طالب! وخروج الدجّال بالمشرق من سجستان[27] ؛ وظهر السفيانيّ! وقلتُ: ( يا ) إلهي! ومتي يكون بعدي من الفتن ؟! فأوحي إلیّ ( ربّي ): وأخبرني ببلاء بني أُميّة، وفتنة ولد عمّي العبّاس؛ ( وأخبرني الله ) بما يكون، وما هو كائن إلی يوم القيامة. فأوصلت بذلك ابن عمّي حين هبطت إلی الارض فأدّيت الرسالة. وَلِلَّهِ الحَمْدُ علی ذَلِكَ كَمَا حَمِدَهُ النَّبِيُّونَ وَكَمَا حَمِدَهُ كُلُّ شَيءٍ قَبْلِي وَمَا هُوَ خَالِقُهُ إلی يَوْمِ القِيَامَةِ [28]. المقام الرابع عشر من حديث المنزلة بحضور الانصار عند وفاة النبيّالمقام والموطن الرابع عشر لمّا نصّ رسول الله صلّيالله علیه وآله وسلّم علی حديث المنزلة بحضور الانصار عند احتضاره. ووردت في « غاية المرام » رواية رائعة جدّاً، وقد احتوت علی تعلیمات تؤكّد وصيّة رسول الله للانصار. وهي منقولة عن السيّد ابن طاووس في الطرفة العاشرة -وفيها تصريح الرسول الاكرم صلّيالله علیه وآله وسلّم للانصار ونصّه علی خلافة أميرالمؤمنين علیه السلام عند احتضاره- من كتاب « الطرائف » عن الإمام موسي الكاظم علیه السلام. ونحن ذكرنا هذه الرواية كلّها في هذا الجزء. ونكتفي هنا بنقل فقرة منها تتعلّق بحديث المنزلة: اللَهَ! اللَهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي! مَصَابِيحِ الظَّلاَمِ؛ وَمَعَادِنِ العِلْمِ وَيَنَابِيعِ الحِكَمِ وَمُسْتَقَرِّ المَلاَئِكَةِ؛ وَمِنْهُمْ وَصِيِّي وَأَمِينِي وَوَارِثِي، مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي؛ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ[29] ؟! وينبغي أن نعلم أنّ هذه هي المقامات والمواطن الاربعة عشر المختلفة من كلام رسول الله بخصوص حديث المنزلة، وأنّ أميرالمؤمنين علیه السلام من رسولالله صلّي الله علیه وآله وسلّم كهارون من موسي. وإلاّ فإنّ المواطن والمقامات التي سمّاه فيها رسول الله وزيراً، أو أ نّه طلب له مقام الوزارة في أدعيته، فهي كثيرة؛ وكذلك فإنّ هذه هي المواطن والمقامات الاربعة عشر التي عثرنا علیها بعد البحث والتنقيب بحمد الله ومنّه، ولعلّها تكون أكثر من ذلك، وتنكشف للمتتبِّع الخبير والمتضلّع البصير مقامات ومواطن أُخري؛ وللّه الحمد وله المنّة. وكذلك فإنّ كلام رسول الله لامير المؤمنين علیه السلام عند احتضاره فَإنَّكَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي! وَلَكَ بِهَارُونَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ إِذِ اسْتَضْعَفَهُ قَوْمُهُ وَكَادُوا يَقْتُلُونَهُ، فَاصْبِرْ لِظُلْمِ قُرَيْشٍ إيَّاكَ وَتَظَاهُرِهِمْ علیكَ فَإنَّكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ وَمَنْ تَبِعَهُ، إلی آخره، وهو وارد في حديث « كمال الدين وتمام النعمة ». وكان بعد دخول فاطمة علی رسول الله وانهمار دموعها بمحضره، وبيان رسولالله فضائلَ علیّ ومناقبه لها. ولو فصلناه عن وصيّته للانصار عند الاحتضار، لبلغت مقامات هذا الحديث ومواطنه خمسة عشر. ويستبين أيضاً أنّ تلك الرواية الواردة في المودّة السابعة من « ينابيع المودّة » عن الإمام الصادق، عن آبائه علیهم السلام، والملحوظ فيها عشرة مواضع بيّن فيها رسول الله حديث المنزلة لاميرالمؤمنين، قد اشتملت علی المواضع المهمّة، دون سائر المواضع. وينبغي أن نعلم أنّ ما ذكرناه إلی الآن من حديث المنزلة كان في سنده وموارده المتعدّدة التي بيّنها رسول الله. وكان في مواضع الاحتجاج والاستشهاد به ممّا ذكرته كتب العلماء، وأورده العلماء. ارجاعات [1] - نحن روينا هذا الحديث مع بقيّة فقراته في هذا الجزء، عن «غاية المرام» ص 115 و 116، رقم 60، عن الخوارزميّ في فضائله؛ وكذلك عن كتاب «المناقب الفاخرة». وعن طريق الخاصّة، عن الشيخ الصدوق؛ وكذلك عن «بحار الانوار» ج 9، ص 241 و 242، طبعة الكمبانيّ. [2] - الآية 87، من السورة 10: يونس: وَأَوْحَيْنَآ إِلَي' مُوسَي' وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَو'ةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ: قال العلاّمة الطباطبائيّ رضوانالله عليه في تفسير هذه الآية الكريمة المباركة، في «الميزان» ج 10، ص 117: التبوّي أخذ المسكن والمنزل ومصر بلد فرعون، والقبلة في الاصل بناء نوع من المصدر كجِلْسة، أي: الحالة التي يحصل بها التقابل بين الشيء وغيره، فهو مصدر بمعني الفاعل. أي: اجعلوا بيوتكم متقابلة يقابل بعضها بعضاً وفي جهة واحدة. وكان الغرض أن يتمكّنا منهم بالتبليغ، ويتمكّنوا من إقامة الصلاة جماعة كما يدّل عليه أو يشعر به قوله بعده: وَأَقِيمُوا الصَّلَو'ةَ لوقوعه بعده. ثمّ قال: والمعني: وأوحينا إلي موسي وأخيه أن اتّخذا لقومكما مساكن من البيوت في مصر. وكأ نّهم لم يكونوا إلي ذلك الحين إلاّ كهيئة البدويّين يعيشون في الفساطيط أو عيشة تشبهها. واجعلا أنتما وقومكما بيوتكم متقابلة وفي جهة واحدة يتّصل بذلك بعضكم ببعض ويتمشي أمر التبليغ والمشاورة والاجتماع في الصلوات، وأقيموا الصلاة، وبشّر يا موسي أنت المؤمنين بأنّ الله سينجّيهم من فرعون وقومه. [3] - «غاية المرام» ص 143، الحديث الثاني والخمسون من الخاصّة. [4] - «غاية المرام» ص 142 و 143، الحديث الحادي والخمسون عن الخاصّة: وذكر أحمدبن حنبل غلق أبواب المسجد في مسنده بإسناده المتّصلة عن حذيفة فقال ما نصّه: لمّا قدم أصحاب النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم (من مكّة إلي المدينة) لميكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد فيحتلمون. ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد وجعلوا أبوابها إلي المسجد؛ وإنّ النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم بعث إليهم معاذبن جبل، ونادي أبابكر فقال: إنّ الله يأمرك أن تخرج من المسجد! فقال: سمعاً وطاعة. فسدّ بابه وخرج من المسجد. ثمّ أرسل إلي عمر فقال: إنّ رسول الله يأمرك أن تسدّ بابك في المسجد وتخرج منه! فقال عمر: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه وخرج من المسجد. ثمّ أرسل إلي حمزة فسدّ بابه، فقال: سمعاً وطاعة للّه ورسوله. وعليّ علي ذلك يتردّد لايدري أهو يقيم أو فيمن يخرج. وكان النبيّ صلّيالله عليه وآله وسلّم قد بني له بيتاً في المسجد بين أبياته. فقال له النبيّ صلّيالله عليه وآله وسلّم: اسكن طاهراً مطهّراً. فبلغ حمزة قول النبيّ صلّيالله عليه وآله وسلّم! فقال (لرسولالله): يا محمّد! تخرجنا وتمسّك غلمان عليّبن أبي طالب؟! فقال النبيّ: لو كان الامر إليّ، ما جعلت دونكم من أحد! والله ما أعطاه إيّاه إلاّ الله وإنّك لعلي خير من الله ورسوله! أبشر! فبشّره النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم فقتل يوم أُحُد شهيداً. ونفس ذلك رجال علي عليّ فوجدوا في أنفسهم وتبيّن فضله عليهم وعلي غيرهم من أصحاب النبيّ صلّيالله عليه وآله وسلّم فبلغ ذلك النبيّ صلّيالله عليه وآله وسلّم. فقام خطيباً فقال: إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أن أُسكن عليّاً في المسجد. والله ما أخرجتهم ولاأسكنته. إنّ الله عزّ وجلّ أوحي إلي موسي وأخيه: أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَو'ةَ. وأمر موسي أن لا يسكن مسجده ولاينكح فيه إلاّ هارون وذرّيّته وإنّ عليّاً بمنزلة هارون من موسي. وهو أخي دون أهلي. ولايحلّ مسجدي لاحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ وذرّيّته. ومن ساءه فهاهنا وأومأ بيده نحو الشام. («غاية المرام» ص 113، الحديث 45 عن العامّة). ونحن نقلناه في هذا الجزء عن «ينابيع المودّة» عن موفّق بن أحمد الخوارزميّ، وعن «بحار الانوار» عن «كشف الغمّة» عن الخوارزميّ أنّ رسول الله قال لاميرالمؤمنين: ياعليّ! إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، وإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أ نّه لانبيّ بعدي -الحديث. [5] - «غاية المرام» ص 135، الحديث الرابع والثلاثون عن الخاصّة. ووروي الخوارزميّ في مناقبه ص 60، طبعة النجف، بسنده المتّصل عن جابربن عبدالله، قال: جاءنا رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب. قال: ترقدون في المسجد؟ قلنا: قد أجفلنا وأجفل عليّ معنا، فقال رسولالله صلّيالله عليه وآله وسلّم: تعال يا عليّ، إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي! أما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أ نّه لانبوَّة بعدي؟! والذي نفسي بيده إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالاًً كما يذاد البعير الضالّ عن الماء (البعير المريض المبتلي بالجرب المعدي الذي أُبعد وأُخرج من بين الاءبل بسببه) بعصيً لك من عَوْسَج كأ نّي أنظر إلي مقامك من حوضي. [6] - الآية 214، من السورة 26: الشعراء. [7] - «تاريخ دمشق» لابن عساكر، ج 1، ص 89، رقم 141 من تأريخ أميرالمؤمنين عليه السلام؛ و«غاية المرام» للسيّد هاشم البحرانيّ ص 135 و 136؛ و«مجمع البيان» للطبرسيّ، ج 4، ص 206، طبعة صيدا. [8] - كتاب «سليم بن قيس» ص 199 و 200. [9] - «غاية المرام» ص 112 إلي 114، الحديث 43 عن العامّة، عن ابن المغازليّ. وكذلك الحديث 44، و 46 و 47 عن العامّة، عن أحمد بن حنبل، والحديث 54 عن العامّة، عن الخوارزميّ. [10] - روي في «كنز العمّال» ج 15، ص 192، طبعة حيدر آباد، عن زيد بن أبي أوفي حديث المؤاخاة مقروناً مع حديث المنزلة. وكذلك نقله صاحب «الغدير» ج 6، ص 334 و 335، عن «مجمع الزوائد» ج 9، ص 11؛ و«المناقب» للخوارزميّ، ص 22؛ و«الفصول المهمّة» لابن صبّاغ، ص 22. [11] - «غاية المرام» ص 151 و 152، الحديث 69، عن الخاصّة. [12] - «غاية المرام» ص 116، الحديث 64 عن العامّة. [13] - «غاية المرام» ص 118، الحديث 70 عن العامّة. [14] - «ينابيع المودّة» ج 1، ص 55، باب 7، الطبعة الاُولي، إسلامبول. ووروي البيهقيّ في «المحاسن والمساوي» ج 1، من ص 65 إلي 68 حديثاً رفيع المضمون عن ابن عبّاس بسند أبي عثمان قاضي الرَّيّ، عن الاعمش، عن أبي سعيد الخُدريّ، وجاء فيه كلام رسولالله صلّي الله عليه وآله وسلّم لاُمّ سلمة: نَعم، هذا عليٌّ، سِيطَ لَحْمُهُ بلحمي، ودمه بدمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسي، إلاّ أ نّه لانبيّ بعدي. [15] - ذكرنا في التعليقة المثبّتة من هذا الجزء نقلاً عن «القاموس» (ج 2، ص 55 ) أنّ شُبَّر علي وزن بُقَّم و شُبَّير علي وزن قُمَّيْر و مُشبِّر علي وزن مُحَدِّث أبناء هارون عليه السلام. وقيل: بهم سمّي رسولالله صلّيالله عليه وآله وسلّم الاءمام الحسن والاءمام الحسين والمحسن. [16] - «غاية المرام» ص 127، الحديث الخمسون عن الخاصّة. [17] - الخِلاَق والخَلُوق ضَرْبٌ من الطِّيب أعظم أجزائه الزعفران. [18] - «غاية المرام» ص 131، الحديث 24، عن الخاصّة. [19] - «غاية المرام» ص 142، الحديث 50، عن الخاصّة، وروي في الحديث 49 أيضاًرواية أُخري عن الخاصّة بسند آخر قريب من هذا المضمون عن جابر. [20] - «كتاب سُلَيمْ بن قَيس» ص 221 و 222؛ و«كنز العمّال» ج 15، ص 150، رقم 428. [21] - الآيات 1 إلي 3، من السورة 78: النبأ. [22] - «غاية المرام» ص 119، الحديث 79 عن العامّة. ونقل الحديث الوارد عن ابن محمّدبن مؤمن الشيرازيّ تحت الرقم 73 من هذه الصفحة. [23] - «غاية المرام» ص 135، الحديث 37، عن الخاصّة. [24] - «غاية المام» ص 139، الحديث 44، عن الخاصّة. [25] - «غاية المرام» ص 127، الحديث السادس، عن الخاصّة. [26] - الزَّنج و الزِّنج طائفة من السود، يقال للواحد منهم: زنجي. [27] - قال الحمويّ في «معجم البلدان»: سِجستان بكسر السين والجيم وسين أُخري مهملة، وتاء مثناة من فوق، وآخره نون. وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة. ذهب بعضهم إلي أنّ سجستان اسم للناحية، وأنّ اسم مدينتها زَرَنج. وبينها وبين هراة عشرة أيّام، ثمانون فرسخاً، وهي جنوبي هراة. [28] - «غاية المرام» ص 126، الحديث الاوّل عن الخاصّة؛ وروي الطبرسيّ في «إعلام الوري» ص 429 عن سيفبن عميرة، عن بكر بن محمّد، عن الاءمام الصادق عليه السلام قال: خروج الثلاثة: السفيانيّ والخراسانيّ واليمانيّ في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدي من راية اليمانيّ، لا نّه يدعو إلي الحقّ. وروي عن الحسنبن يزيد، عن المنذر، عن الاءمام الصادق عليه السلام قال: قال: يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء، وحمرة تجلّل السماء، وخسف ببغداد، وخسف ببلد البصرة، ودماء تسفك بها، وخراب دورها، وفناء تقع في أهلها، وشمول أهل العراق خوف لايكون معه قرار. [29] - «غاية المرام» ص 144 و 145، الحديث 58 عن الخاصّة. |
|
|