|
|
الصفحة السابقةعلم أمير المؤمنين علیه السلام كعلم الخِضر بالحقائق والاسرارروي البيهقيّ عن أبي عثمان قاضي الري، عن الاعمش، عن سعيد ابنجبير، قال: كان عَبْدُ اللَهِ بْنُ عَبَّاسٍ بمكّة يحدّث علی شَفِيرِ زَمْزَم ونحن عنده. فلمّا قضي حديثه، قام إلیه رجل، فقال: يا بن عبّاس! إنّي امرؤ من أهل الشام من أهل حِمْص؛ إنّهم يتبّرأون من علیّبن أبي طالب رضوان الله علیه، ويلعنونه. فقال ] ابن عبّاس [: بَلْ لَعَنَهُمُ اللَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً! أَلِبُعْدِ قَرَابَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ؟ وَأَ نَّهُ لَمْيَكُنْ أَوَّلَ ذُكْرَانِ العَالَمِينَ إيمَاناً بِاللَهِ وَرَسُولِهِ؟ وَأَوَّلَ مَنْ صَلَّي وَرَكَعَ وَعَمِلَ بِأَعْمَالِ البِرِّ؟ قال الشاميّ: إنّهم والله ما ينكرون قرابته وسابقته؛ غير أ نّهم يزعمون أ نّه قتل الناس! فقال ابن عبّاس: ثَكَلَتْهُم أُمَّهَاتُهُمْ! إنّ علیاً أعرف بالله عزّ وجلّ وبرسوله وبحكمهما منهم، فلم يقتل إلاّ من استحقّ القتل. قال ] الشاميّ [: يا بن عبّاس! إنّ قومي جمعوا لي نفقة؛ وأنا رسولهم إلیك، وأمينهم ولايسعك أن تردّني بغير حاجتي! فإنّ القوم هالكون في أمره؛ ففرِّج عنهم فَرَّج الله عنك! فقال ابن عبّاس: يا أخا أهل الشام! إنّما مثل علی في هذه الاُ مّة في فضله وعلمه كمثل العَبْدِ الصَّالِحِ ( الخِضْر ) الذي لقيه موسي علیه السلام لمّا انتهي إلی ساحل البحر، فقال له: هَلْ أَتَّبِعُكَ علی'´ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلّـِمْتَ رُشْدًا. [1] قال ] ذلك [ العالم ( الخِضر ): إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ علی' مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا. [2] قال موسي: سَتَجِدُنِي´ إِن شَآءَ اللَهُ صَابِرًا وَلآ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا. [3] قال له العالم: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْـَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّي'´ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا* فَانطَلَقَا حَتَّي'´ إذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا. [4] وكان خرقها للّه جلّ وعزّ رضيً، ولاهلها صلاحاً. وكان عند موسي علیه السلام سخطاً وفساداً؛ فلم يصبر موسي علیه السلام وترك ما ضمن له فقال: أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا. [5] قال له العالم: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا. [6] قال موسي: لاَ تُؤاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا. [7] فكفّ عنه العالم، فَانْطَلَقَا حَتَّي'´ إِذَا لَقِيَا غُلَـ'مًا فَقَتَلَهُ. وكان قتله للّه عزّ وجلّ رضيً؛ ولابويه صلاحاً. ] ولكن [ كان عند موسي علیه السلام ذنباً عظيماً. قال موسي: ولم يصبر ] وضاق ذرعاً فقال: [ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً [8] بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئتَ شَيْئًا نُّكْرًا. [9] قال ] له [ العالم: أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا. [10] قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَـ'حِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا* فَانْطَلَقَا حَتَّي'´ إِذَآ أَتَيَآ أَهلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ. [11] وكان إقامته للّه عزّ وجلّ رضيً وللعالمين صلاحاً، فقال ] له موسي [: لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ علیهِ أَجْرًا * قَالَ هَـ'ذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ. [12] وكان ] ذلك [ العالم أعلم بما يأتي موسي علیه السلام، و ] لكن [ كبر علی موسي الحقّ وعظم إذ لم يكن يعرف هذا، وهو نبيّ مرسل من أُولي العزم ممّن قد أخذ الله جلّ وعزّ ميثاقه علی النبوّة. فكيف أنت يا أخا أهل الشام وأصحابك؟ ] وفي أيّ حال؟ وماذا يحسبون؟ [ إنّ علیاً علیه السلام لم يقتل إلاّ من كان يُستحلّ قتله. وإنّي أُخبـرك أنّ رسـول الله صـلّي الله علیه وآله وسـلّم كان عند أُمِّ سَلَمة بنت أَبِي أُمَيَّة. [13] إذ أقبل علی علیه السلام يريد الدخول علی النبيّ صلّيالله علیه وآله وسلّم، فنقر نقراً خفيّاً، فعرف رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم نقره، فقال: يا أُمّ سلمة! قومي فافتحي الباب! فقالت ] أُمّ سلمة [: يَا رَسُولَ اللَهِ! مَنْ هَذَا الَّذِي يَبْلُغُ خَطَرُهُ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ بِمَحَاسِنِي وَمَعاصِمِي؟! فقال ] النبيّ [: يَا أُمَّ سَـلَمَةَ! إنَّ طَاعَتِي طَاعَةُ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: وَمَنْ يُطِعِ الرَّسُـولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَهَ. قُومِي يَا أُمَّ سَـلَمَةَ فَإنَّ بِالبَابِ رَجُلاً لَيْسَبِالخَرْقِ وَلاَ النَّزِقِ وَلاَ بِالعَجِلِ فِي أَمْرِهِ، يُحِبُّ اللَهَ وَرَسُولَهُ؛ وَيُحِبُّهُ اللَهُ وَرَسُولُهُ. يَا أُمَّ سَلَمَةَ! إنَّهُ إنْ تَفْتَحِي البَابَ لَهُ فَلَنْيَدْخُلَ حَتَّي يَخْفَي علیهِ الوَطْءُ. ] فتحت أُمّ سلمة الباب [، فلم يدخل حتّي غابت عنه، وخفي علیه الوطء. فلمّا لم يحسّ لها حركة، دفع الباب، ودخل، فسلّم علی النبيّ ] الاكرم [ صلّيالله علیه وآله وسلّم، فردّ علیه السلام، وقال: يا أُمّ سلمة! هل تعرفين هذا؟ قالت ] أُمّ سلمة [: نعم! هَذَا علی بْنُ أَبِي طَالِبٍ! فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ هَذَا علی سِيطَ لَحْمُهُ بِلَحْمِي، وَدَمُهُ بِدَمِي؛ وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي إلاَّ أَ نَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي. يَا أُمّ سَلمَةَ! هَذَا علی سَيِّدٌ مُبَجَلٌ، مُؤَمَّلُ المُسْلِمِينَ؛ وَأَمِيرُالمُؤْمِنِينَ، وَمَوْضِعُ سِرِّي وَعِلْمِي، وَبَابِيَ الَّذِي آوِي إلیهِ؛ وَهُوَ الوَصِيُّ علی أَهْلِ بَيْتِي وَعلی الاَخْيَارِ مِنْ أُمَّتِي؛ وَهُوَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَهُوَ مَعِي فِي السَّنَاءِ الاَعلی. اشْهَدِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ: أَنَّ علیاً يُقَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَالقَاسِطِينَ وَالمَارِقِينَ! قال ابن عبّاس: وقتلهم للّه رضيً وللاُ مّة صلاح، ولاهل الضلالة سخط. قال الشاميّ: يا بن عبّاس! من الناكثون؟ قال ] ابن عبّاس [: الذين بايعوا علیاً بالمدينة، ثمّ نكثوا، فقاتلهم بالبصرة. ] أُولئك [ أصحاب الجمل. و القاسطون معاوية وأصحابه. و المارقون أهل النهروان ومن معهم. فقال الشاميّ: يَا بْنَ عَبَّاسٍ! مَلاَتَ صَدْري نُوراً وَحِكْمَةً؛ وَفَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَهُ عَنْكَ! أَشْهَدُ أَنَّ علیاً رَضِيَ اللَهُ عَنْهُ مَوْلاَيَ وَمَوْلَي كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ. [14] وقال العارف الشهير الشاعر الشيخ فريد الدّين العطّار النيسابوريّ رضوانالله علیه: زِ مشرق تا به مغرب گر امام است علی و آل او ما را تمام است گرفته اين جهان وصف سِنانش گذشته ز آن جهان وصف سهنانش چه در سِرِّ عَطا إخلاص او راست سه نان را هفده آيه خاص او راست [15] اگر علمش شدي بحر مُصَوَّر در او يك قطره بودي بحر أخْضَر چه هيچش طاقت منّت نبودي ز همّت گشت مزدور يهودي كسي گفتش چرا كردي؟ برآشفت زبان بگشاد چون شمع و چنين گفت [16] لَنَقْلُ الصَّخِْر مِنْ قُلَلِ الجِبَال ِ أَحَبُّ إلیَّ مِنْ مِنَنِ الرِّجَالِ يَقُولُ النَّاسُ لِي فِي الكَسْبِ عَارٌ فَإنَّ العَارَ فِي ذُلِّ السُّؤَالِ ونقرأ فيما يأتي بيتين للشافعيّ يدلاّن علیه جيّداً: لو شُقَّ قلبي لَيُري فِي وَسْطِه خَطَّانِ قَدْ خُطَّا بِلاَ كَاتِبٍ الشَّرْعُ وَالتَّوْحِيدُ فِي جَانِبٍ وَحُبُّ أَهْلِ البَيْتِ فِي جَانِبِ وهنا تفوق درجات حبّ أمير المؤمنين علیه السلام ومودّته التعقّل والتفكير، وتبلغ حدّ التحيّر والوَلَه والتَيْم، كما عبّر هو نفسه عن هذا المعني بقوله: وَاجْعَلْ قَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً. ويقصر في جنبه حقّاً لفظ الشوق والاشتياق والعشق. وإذا ما تصوّرنا معشوقاً حقيقيّاً في الممكنات، فمن ذا يكون غير نفسه المقدّسة؟ إي به حُسن تو صنم چشم فلك ناديده وي ز مثل تو وَلَد مادر أيّام عقيم [17] عشق بازي نه طريق حكما بود ولي چشم بيمار تو دل ميبرد از دست حكيم [18] صلّي الله علیك يا أمير المؤمنين! ويا خليفة رسول ربّ العالمين؛ وياقائد الغرّ المحجَّلين؛ ويا إمام البَرَرة والمؤمنين. اي برتر از قياس و خيال و گمان و وهم وز هر چه ديدهايم و شنيديم و خواندهايم مجلس تمام گشت و به آخر رسيد عمر ما همچنان در اوّل وصف تو ماندهايم [19] روحي وأرواح العالمين لك الفداء. فِيكَ يَا أُعْجُوبَةَ الكَوْنِ غَدَا الفِكرُ كَلِيلاَ أَنتَ حَيَّرْتَ ذَوِي اللُّبِّ وبَلْبَلْتَ العُقُولاَ كُلَّما قَدِمَ فِكْرِي فِيكَ شِبْراً فَرَّ مِيلاَ نَاكِصاً يَخْبطُ فِي عَمْيا وَلاَ يَهْدِي سَبِيلاَ [20] هزار دشمنم ار ميكنند قصد هلاك گرم تو دوستي از دشمنان ندارم باك [21] مرا اميد وصال تو زنده ميدارد وگرنه هر دمم از هجر تُست بيم هلاك رود به خواب دو چشم از خيال تو هيهات بود صبور دل اندر فراق تو حاشاك اگر تو زخم زني به كه ديگران مرهم وگر تو زهر دهي به كه ديگران ترياك نفس نفس اگر از باد بشنوم بويت زمان زمان چو گل از غم كنم گريبان چاك بضـرب سـيـفك قـتـلـي حـيـاتـنا أبـداً بأنَّ روحـي قـد طـاب أن يكـون فـداك عنان مپيچ كه گر ميزني به شمشيرم سپر كنم سر و دستت ندارم از فتراك ترا چنانكه توئي هر نظر كجا بيند؟ به قدر دانش خود هر كسي كند ادراك [22] به چشم خلق عزيز آن زمان شود حافظ كه بر در تو نهد روي مسكنت بر خاك [23]
الدرس الثالث والخمسون بعد المائة إلی السادس والخمسين بعد المائة:حول الحديث المأثور: أنا مدينة العلم وعلیٌّ بابها
بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ وصلَّي اللهُ علی محمّد وآله الطَّاهرين ولعنة اللَه علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين ولا حول ولا قوّة إلاّ باللَه العلیّ العظيم
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـ'كِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَي' وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن أَبْوَ ' بِهَا وَاتَّقُوا اللَهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. [24] قال صاحب « مجمع البيان » في تفسيره: وفي قوله: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنِ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وجوه: الوجه الاوّل: أ نّه كان المحرمون ( للحجّ في الجاهليّة ) لايدخلون بيوتهم من أبوابها، ولكنّهم كانوا ينقبـون نقباً في ظهر بيوتهم ـأي: في موخّرهاـ يدخلون ويخرجون منه، فنهوا عن التديّن بذلك ( في الإسلام )، ( وهذا الوجه ) عن ابن عبّاس، وقتادة، وعطاء؛ ورواه أبو الجارود عن الإمام الباقر علیه السلام. وقيل: إنّ الحُمْس،[25] وهم قريش، و كَنَانَة، و خُزَاعَة، و ثَقِيف، و جشم، و بنوعامربن صَعْصَعَة كانوا لايفعلون ذلك. وإنّما سُمّوا حُمْساً لتشدّدهم في دينهم، و الحماسة الشدّة. وقيل ( أيضاً ): بل كانت الحمس تفعل ذلك؛ وإنّما فعلوا ذلك حتّي لا يحول بينهم وبين السماء شيء. الوجه الثاني: أنّ معناه: ليس البرّ أن تأتوا البيوت من غير جهاتها، وينبغي أن تأتوا الاُمور من جهاتها، أيّ الاُمور كان. وهو المرويّ عن جابر، عن ] أبي جعفر [ علیه السلام. الوجه الثالث: أنّ معناه: ليس البرّ طلب المعروف من غير أهله؛ وإنّما البرّ طلب المعروف من أهله. وقال في ذيل قوله: وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن أَبْوَابِهَا: قال أبوجعفر ] الإمام الباقر [ علیه السلام: آلُ مُحَمَّدٍ أَبْوَابُ اللَهِ وَوَسيلَتُهُ وَالدُّعَاةُ إلی الجَنَّةِ وَالقَادَةُ إلیهَا وَالاَدِلاَّءُ علیهَا إلی يَوْمِ القِيَامَةِ. وقال النبيّ صلّي الله علیه وآله: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا وَلاَتُؤْتَي المَدِينَةُ إلاَّ مِنْ بَابِهَا. وَيُرْوَي: أَنَا مَدِينَةُ الحِكْمَةِ.[26] وقال العلاّمة الطباطبائيّ في تفسير « الميزان » بعد أن تحدّث حديثاً وافياً عن أنّ النقل قد أثبت أ نّه كان المتعصّبون في دينهم وأفكارهم أيّام الجاهليّة إذا أحرموا للحجّ، يتردّدون من الجُدُر المنقوبة. وبعد أن نقل رواية في هذا المجال عن تفسير « الدرّ المنثور »، قال: وفي « محاسنالبرقيّ » عن ] الإمام [ الباقر علیه السلام في قوله تعإلی: «وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا» يَعْنِي أَنْ يَأْتِيَ الاَمْرَ مِنْ وَجْهِهِ، أَيَّ الاُمُورِ كَانَ. وفي « الكافي » عن ] الإمام [ الصادق علیه السلام: الاَوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ اللَهِ الَّتِي مِنْهَا يُؤْتَي؛ وَلَوْلاَهُمْ مَا عُرِفَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ وَبِهِمُ احْتَجَّ اللَهُ تَبَارَكَ وَتَعَإلی علی خَلْقِهِ. [27] أي: هم حجج الله الذين يُقتدي بأخلاقهم وعقائدهم وأعمالهم كلّها. وبهم يسأل الله عباده ويجيبهم. كلام الملاّ عبد الرزّاق وصاحب تفسير «بيان السعادة» في هذه الآيةوقال صاحب تفسير « بيان السعادة »: وأبواب الاُمور وجهة الاشياء كلّها هي الولاية ونسب إلی ] الإمام [ الباقر علیه السلام أ نّه قال: يَعْنِي أَنْ يَأْتِيَ الاَمْرَ مِنْ وَجْهِهِ، أَيَّ الاُمُورِ كَانَ. ولذلك فإنّ مفاد هذه الآية المباركة هو: قوموا بالاُمور الدنيويّة والاُخرويّة جميعاً من وجوهها، مثل أن يأتي (أنواع ) الحِرَف والصناعات من وجوهها التي هي أخذ علمها من عالمها؛ وتحصيل الاقتدار علی عملها بالممارسة والتكرار عند عاملها. ومثل أن يأتي الصناعات العلميّة من وجوهها التي هي الاخذ من عالمها والمدارسة عنده. ومثل أن يأتي العلوم والاعمال الإلهيّة من وجوهها التي هي الاخذ من عالم إلهيّ، والمدارسة والممارسة عنده وبإذنه وتعلیمه. فالعمدة في طلب الاُمور طلب الوجوه المذكورة. والعمدة في طلب الآخرة والعلوم الإلهيّة طلب عالِم إلهيّ منصوب مجاز من الله بلاواسطة أو بواسطة أو بوسائط؛ وبعد معرفته، التسليم والانقياد له ( لتعلیمه وتربيته )، لا الاخذ من الآباء والاقران والمشاهدات والعمل بالرسوم والعادات. فقد ورد في الاخبار والآيات ذمّ من قال: إِنَّا وَجَدْنآ ءَابَآءَنَا علی'´ أُمَّةٍ وَإنَّا علی'´ ءَاثَـ'رِهِم مُّهْتَدُونَ. [28] ( ولذلك ) فمن لم يتأمّل في علمه وعمله فيمن أخذهما منه، ولميميّز العالِمالإلهيّ بأدني مراتب التمييز، وهو كون فعله موافقاً لقوله، كان مذموماً مطروداً مبغوضاً، سواء عدّ عالماً مفتياً مقتديً ( به )، أم جاهلاً معدوداً من السواقط.[29] وجاء في تفسير الملاّ عبد الرزّاق الكاشانيّ: ليس البرّ بأن تأتوا بيوت قلوبكم من ظهورها؛ أي من طرق حواسّكم، ومعلوماتكم المأخوذة من مشاعركم البدنيّة؛ فإنّ ظهر القلب هو الجهة التي تلي البدن. ولكنّ البرّ برّ مَن اتّقي شواغل الحواسّ وهواجس الخيال ( والوهم )، ووساوس النفس! وأتوا البيوت من أبوابها الباطنيّة التي تلي الروح، والحقُّ! فإنّ باب القلب هو الطريق الذي انفتح منه إلی الحقّ؛ و « اتّقوا الله » في الاشتغال بما يشغلكم عنه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ! [30] ومنها ما ذكره عن العيّاشيّ، عن سعد، عن أبي جعفر علیه السلام قال: سألته عن هذه الآية: «لَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـ'كِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَي وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»؛ فَقَالَ: آلُ مُحَمَّدٍ أَبْوَابُاللَهِ وَسَبِيلُهُ، وَالدُّعَاةُ إلی الجَنَّةِ وَالقَادَةُ إلیهَا وَالاَدِلاَّءُ علیهَا إلی يَوْمِ القِيَامَةِ. وهذا هو الوجه الثالث الذي ذكرناه سابقاً نقلاً عن تفسير «مجمعالبيان». وقال العيّاشيّ بعد بيان الرواية التي أوردها صاحب « المجمع » في الوجه الثاني: وأخرج سعيد بن منخل في حديث مرفوعاً قَالَ: البُيُوتُ الاَئِمَّةُ وَالاَبْوَابُ أَبْوَابُهَا. وبعد أن نقل الروايتين اللتين نقلناهما عن « مجمع البيان » في الوجه الاوّل والثاني، وذكرهما أيضاً عن الشيخ أبي علی الطبرسيّ، نقلاً عن تفسير علیّبن إبراهيم أ نّه قال: نزلت هذه الآية في أميرالمؤمنين علیه السلام لقول رسولالله صلّيالله علیه وآله: أَنَا مَدِيَنةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا وَلاَتَأْتُوا المَدِينَةَ إلاَّ مِنْ بَابِهَا. ومنها ما رواه عن سعد بن عبد الله بإسناده عن الإمام الباقر علیه السلام، قَالَ: مَنْ أتَي آلَ مُحَمَّدٍ أَتَي عَيْناً صَافِيَةً تَجْرِي بِعِلْمِ اللَهِ لَيْسَ لَهَا نَفَادٌ وَلاَانْقِطَاعٌ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَهَ لَوْ شَاءَ لَرَآهُمْ [31] شَخْصَهُ حَتَّي يَأْتُونَهُ مِنْ بَابِهِ وَلَكِنْ جَعَلَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ أبْوَابَهُ الَّتِي يُؤْتَي مِنْهَا وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «لَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَي وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن أَبْوَابِهَا.» [32] ما يستفاد من مجموع هذه الروايات، علی ما يلاحظ من اختلاف في تفسيرها وبيانها، هو أ نّها تقدّم لنا معني واحداً فحسب، ولاخلاف فيه. وما هذه الموارد المذكورة إلاّ مصاديق لذلك المعني الواحد، لانفس مفاد الآية. وهذا المعني العامّ المستفاد هو لزوم الدخول في كلّ شيء عبر الطريق المعيّن الذي حدّدته الفطرة والعقل والشرع، إذ بغير ذلك لايصل الإنسان إلی بغيته، ولا يخلّف وراءه إلاّ الاضرار. ويجب الدخول من باب البيت عند الإحرام. ومن الخطأ نقب الجدار الكائن خلف البيت بحجّة أ نّنا نريد أن لا يحول بيننا وبين السماء شيء. وينبغي تعلّم جميع العلوم من أهلها، فمثلاً العلوم الطبيعيّة، كالطبّ والرياضيّات والهيئة والنجوم والفيزياء والكيمياء والتعدين والزراعة وتربية المواشي والبناء والصيدلة وعلم النبات والمكننة والتقنية والكهرباء وغيرها. فينبغي التوجّه إلی أساتذتها بعد توفّر الشروط اللازمة، وممارستها تحت إشرافهم وصولاً للنتائج المطلوبة. هيچ كس از پيش خود چيزي نشد هيچ آهن خنجر تيزي نشد هيچ حلوائي نشد استاد كار تا كه شاگرد شكر ريزي نشد [33] وكذلك الامر في العلوم الاصطلاحيّة كالفقه، والاُصول، والحديث، والدراية، والرجال، والصرف، والنحو، أي علوم العربيّة البالغة اثني عشر علماً، [34] والتفسير، والقراءة، والحكمة والفلسفة، والعرفان النظريّ وغيرها. فينبغي تعلّمها عند أساتذتها، لا نّهم أبواب تلك البيوت التي يتعسّر الوصول إلیها بغيرهم. وكذا الحال في علوم الاخلاق، والتهذيب والتزكية، والتعلیم والتربية النفسانيّة، والحكمة العمليّة، والعرفانالإلهيّ، فيجب التوجّه إلی أساتذة هذه الفنون من العلماء الربّانيّين، العلماء بالله وأمره. لتعلّم طريقة تهذيب النفس منهم، وتطبيق ذلك عمليّاً. وبدون سلوك هذا الطريق فليس سوي الضلال والتيه. طيّ اين مرحلـه بي همرهي خضـر مكن ظلمـاتـسـت بتـرس از خطـر گمـراهي گل مـراد تـو آنـگـه نـقـاب بـگـشــايـد كه خدمتش چو نسـيم سـحر تواني كرد شـبان وادي ايمـن گهـي رسـد به مـراد كه چند سال به جان خدمت شعيب كند [35] وينبغي الرجوع في العقائد، والملكات الحسنة، والاحكام والوظائف إلی النبيّ صلّيالله علیه وآله لكي نتعلّم منه التوحيد الكامل، ومعرفة المبدأ والمعاد، والمنازل والمراحل، ووسائط الفيض والملائكة، أي العلوم الغيبيّة الإلهيّة. فالنبيّ صلّي الله علیه وآله هو باب الله، وطريق لقاء الله، والوصول إلی ذروة عرفان الذات الاحديّة. وفي حقل بيان الاحكام الجزئيّة، ومعني القرآن الكريم وتأويله، وفي فصل الخصومة في المسائل الاعتقاديّة الخلافيّة، وحفظ النفوس، والولاية علی الشؤون الفرديّة والاجتماعيّة، وتأمين الاُمور الدنيويّة والاُخرويّة، والمعاش والمعاد، وتنمية القوي الفطريّة والعقليّة والشرعيّة وتكاملها، والانضواء تحت لواء وليّ الامر الذي بلغ مقام اللقاء والفناء في الذات الاحديّة والبقاء بعد الفناء، وسير الاسفار الاربعة، فيجب الرجوع إلی أوصياء رسولالله الذين يمثّلون الحماة التكوينيّين والتشريعيّين لعالم الوجود، ووسائط الفيض الربّانيّ، والمربّين الظاهريّين والباطنيّين للبشريّة في جميع أُمور الدين والدنيا. لا نّهم أبواب الله ورسوله. فطوبي لنا إذا ما دخلنا البيوت من أبوابها، وإلاّ، فعاقبتنا الخسران والحسرة والندامة. الائمّة هم إذْن الدخول في بيت رسول اللهوإذا قارنّا الآية مثار البحث بالآية الثالثة والخمسين من السورة الثالثة والثلاثين: الاحزاب: يَـ'´أَيـُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلآ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ، فسنحصل علی أنّ الائمّة الطاهرين هم نفس الإذن وإجازة الدخول إلی بيت رسولالله، بحيث لولا وجود الائمّة لتعذّرت طرق الدخول إلی بيت رسول الله، فعَين وجودهم والاتّصال بهم هو إذن الدخول في بيوت النبيّ. وعلی هذا لا طريق أبداً إلی بيت النبيّ ـالذي كلّه عظمة، وأخلاق رفيعة، واتّصال بالمبادي العإلیة، وعالم الغيب، وكان قاب قوسين أو أدني، ومقام التوحيد المحض والعرفان الخالص، ومقام الشفاعة الكبري، ومجموعة النَشْأتَيْن، وعلوم ما كان وما هو كائن وما يكون إلی يوم القيامةـ إلاّ من الباب الذي هو إذن الدخول، وتلك النفس المطهّرة هي باب العلم وباب النبيّ. ومن خال أ نّه وجد الطريق بغير أُولئك العظماء فإنّه علی وهم ليس إلاّ. راز بـگـشـا أي علی مـرتـضـي اي پس از سوء القضا حُسن القضا چـون تو بابـي آن مدينـة علـم را چـون شـعاعـي آفتـاب حِلـم را باز باش اي باب برجـوياي باب تا رسـند از تو قشـور انـدر لباب باز باش اي باب رحمـت تا أبــد بـارگــاه مـا لـه كـفــواً أحــد [36] وقال الإصفهانيّ: [37] وَلَهُ يَقُولُ مُحَمَّدٌ أقْضَاكُمُ هَذَا وَأعْلَمُ يَا ذَوي الاذْهَانِ إنِّي مَدِينَةُ عِلْمِكُمْ وَأَخِي لَهُ بَابٌ وَثِيقٌ الرُّكْنِ مِصْرَاعَانِ فَأْتُوا بُيُوتَ العِلْمِ مِنْ أَبْوَابِهَا فَالْبَيْتُ لاَ يُؤْتَي مِنَ الحِيطَانِ [38] استدلال ابن شهرآشوب بحديث مدينة العلم علی العصمة والإمامةوأجمعت الاُ مّة علی أنّ النبيّ صلّي الله علیه وآله قال: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعلی بَابُهَا. فَمَنْ أرَادَ العِلْمَ فَلْيَأْتِ البَابَ. ورواه أحمد بن حنبل من ثمانية طرق، و إبراهيم الثقفيّ من سبعة، و ابن بَطَّة من ستّة، و القاضي الجعابيّ من خمسة، و ابن شاهين من أربعة، و الخطيب البغداديّ من ثلاثة، و يَحيَي بن مُعِين من طريقين. ورواه السَّمْعَانيّ، و القاضي الماورديّ، و أبو منصور السكريّ، و أبو الصَّلْت الهَرَويّ، و عبدالرزّاق، و شريك عن ابن عبّاس و مُجاهِد و جابر. ويتطلّب هذا الخبر رجوع الاُ مّة كلّها إلی أميرالمؤمنين علیه السلام، ذلك أنّ النبيّ الكريم صلّيالله علیه وآله كنّي عن نفسه بالمدينة، وأخبر أنّ الوصول إلی علمه لايتسنّي إلاّ من طريق علی فحسب، إذ جعله باب المدينة التي لايمكن الدخول فيها بدونه. ثمّ أوجب أمر الدخول في هذه المدينة بقوله: فَلْيَأْتِ البَابَ. ويدلّ هذا الحديث أيضاً علی عصمة الإمام، لانّ الاقتداء بغير المعصوم يعني الاقتداء بمن يصحّ وقوع القبيح منه، وهو يعني أنّ رسولالله قد أمر بالقبيح، وهذا محال. كما يدلّ الحديث أيضاً علی أنّ الإمام أعلم الاُ مّة؛ ويؤيّد ذلك ما قد علمناه من اختلاف الاُ مـّة، ورجوع بعضها إلی بعض، واستغناء علیّبن أبيطالب علیه السلام عن الرجوع إلی أحد منها، وعدم حاجته إلی أيٍّ منها في مسألة من المسائل. وأبان رسول الله صلّي الله علیه وآله هذا الكلام وأكّد ولاية علی علیه السلام وإمامته. إذ لا يصحّ أخذ العلم والحكمة في حياة رسولالله وبعد وفاته من أحد سوي أمير المؤمنين علیّبن أبي طالب. وقد ساوي لفظ علی بن أبي طالِبٍ في حساب الجمّل لفظ باب مدِينَة الحِكْمَةِ، إذ كلّ منهما مائتين وثمانية عشر. [39] ارجاعات [1] ـ الآية 66، من السورة 18: الكهف: قَالَ لَهُ و مُوسَي': هَلْ أَتَّبِعُكَ ـ الآية. [2] ـ الآيتان 67 و 68، من السورة 18: الكهف: قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ ـ الآية. [3] ـ الآية 69، من السورة 18: الكهف: قَالَ سَتَجِدُنِي´ ـ الآية. [4] ـ الآيتان 70 و 71، من السورة 18: الكهف. قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي ـ الآية. [5] ـ الآية 71، من السورة 18: الكهف: قَالَ أَخْرَقْتَهَا ـ الآية. [6] ـ الآية 72، من السورة 18: الكهف: قَالَ أَلَمْ أَقُلْ ـ الآية. [7] ـ الآية 73، من السورة 18: الكهف: قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي ـ الآية. [8] ـ زَاكِيَةً بالالف بعد الزاي وتخفيف الياء. وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وأبيجعفر عليه السلام. أي طاهرة من الذنوب. وقرأها سائر القرّاء بتشديد الياء وبلا ألف. «إتحاف فضلاء البشر» ص 293. [9] ـ الآية 74، من السورة 18: الكهف. [10] ـ الآية 75، من السورة 18: الكهف: قَالَ أَلَمْ أَقَلُّ لَّكَ ـ الآية. [11] ـ الآيتان 76 و 77، من السورة 18: الكهف. [12] ـ بقيّة الآية 77 والآية 78، من السورة 18: الكهف: قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًاـ الآية. [13] ـ كانت أُمّ سلمة من أزواج رسول الله العظيمات العالمات المتديّنات ومن محبّي أهل البيت. ذكر صاحب «الاءصابة» ترجمتها في كتابه المذكور، ج 4، ص 439. وننقل فيما يأتي كلامه موجزاً: أُمّ سلمة بنت أبي أُميّة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم واسمها هند، واسم أبيها حذيفة زاد الركب، واسم أُمّها عاتكة. كانت في البداية تحت ابن عمّها أبي سلمة. ولمّا مات عنها، تزوّجها النبيّ الاكرم صلّي الله عليه وآله وسلّم. إسلامها قديم. هاجرت مع زوجها أبي سلمة إلي الحبشة، فرزقهما الله هناك ولداً باسم سلَمَة. ثمّ عادا إلي مكّة، وهاجرامنها إلي المدينة، وفيها رزقهما الله ثلاثة أولاد آخرين هم عمرو، ودرّة، وزينب. ولمّا توفّي زوجها، تزوّجها رسولالله في شهر جمادي الآخرة سنة أربع أو ثلاث من الهجرة. [14] ـ «المحاسن والمساوي»، ج 1، ص 65 إلي 68. [15] ـ يقول: «إن كان لابدّ من إمام من المشرق إلي المغرب، فحسبنا عليّ وآله. ذاع وصف سِنانه في هذه الدنيا، ومرّ وصف أرغفته الثلاثة في عالم الآخرة. إذ يكمن الاءخلاص في سرّ عطائه، وخُصّ بسبع عشرة آية لارغفته الثلاثة». [16] ـ يقول: «ولو كان علمه بحراً مصوَّراً، لكان البحر الاخضر قطرة من قطراته. ولمّا لم يُطِق منّة أحد، أصبح أجيراً عند يهوديّ لعلوّ همّته. وعندما سئل عن ذلك، غَضِبَ، وأخرج لسانه كالشمع وقال: لنقل الصخر...». [17] ـ يقول: «يا من لم تر عين الايّام جمالاً كجمالك، ويا من لم يلد الزمان مثلك». [18] ـ يقول: «إنّ الغرام ليس من صفة الحكماء، ولكنّ عيونك الناعسة تخلب قلب الحكيم فيغرم». [19] ـ يقول: «يا من تفوق القياس والخيال والظنّ والوهم، وكلّ ما رأينا وسمعنا وقرأنا. تمّ المجلس (مجلس بحثنا وكلامنا) وبلغ العمر آخره، ونحن مازلنا حياري في أوّل وصفك.» [20] ـ أنشدهما ابن أبي الحديد في أمير المؤمنين عليه السلام. [21] ـ يقول: «لو نوي ألف عدوّ هلاكي، فلا بأس عَلَيَّ منهم إذا كنتَ أنتَ وَليّي». [22] ـ يقول: «إنّ الامل بوصالك يحييني، وإلاّ ففي كلّ لحظة من لحظات هجرانك هلاكي. هيهات أن تغفو عيناي غفلة عنك، ومعاذ الله أن يصبر قلبي علي فراقك. إذا جرحتني فهو أفضل لي من بلسم الآخرين، وإذا سممتني فهو خير لي من ترياقهم. إذا شممت رائحتك من النسيم نفساً نفساً فإنّي أشقّ ياقتي من الغمّ لحظة بعد أُخري كالورد المتفتّح. بضرب سيفك قتلي.... لو تلو العنان (لا تعرض عنّي) فلو ضربتني بالسيف، فإنّي أُقدّم رأسي درعاً، ولنأترك أهداب سرج جوادك. أ نّي للعين أن تراك كما أنت عليه؟ وكلّ إنسان يفهمك ويدركك علي مقدار علمه». [23] ـ يقول: «يُكَرَّم حافظ في أعين الناس عندما يضع رأسه علي تراب أعتابك خاضعاً مسلّماً.» هذه الابيات للشاعر حافظ الشيرازيّ في ديوانه، ص 137، طبعة پژمان. [24] ـ النصف الثاني من الآية 189، من السورة 2: البقرة. [25] ـ الحُمس بضمّ الحاء جمع أحْمَس كالحُمْر جمع أحمر. والاحمس: المتصلّب الشديد الإرادة. [26] ـ تفسير «مجمع البيان» ج 1، ص 284، طبعة صيدا. [27] ـ «الميزان» ج 2، ص 59. [28] ـ الآية 22، من السورة 43: الزخرف؛ وجاء في الآية 23، من السورة نفسها أيضاً: إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَي' أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَي'´ ءَاثَـ'رِهِم مُّقْتَدُونَ. [29] ـ تفسير «بيان السعادة» ص 97، الطبعة الحجريّة. [30] ـ الجزء الاوّل، ص 117 من التفسير المطبوع باسم الشيخ الاكبر العارف بالله العلاّمة محييالدينبن عربي. بَيدَ أنّ سماحة أُستاذنا الكريم آية الله العلاّمة السيّد محمّدحسين الطباطبائيّ رضوانالله عليه كان يقول: كان المرحوم آية الحقّ وسند العرفان الحاجّ الميرزا علي القاضي رضوانالله عليه يقول: هذا التفسير للملاّ عبد الرزّاق القاسانيّ، لانّ عباراته واصطلاحاته هي نفسها عبارات الشخص المذكور واصطلاحاته، ونسبته إلي محييالدينبن عربي خطأـانتهي. وأنا أقول: حيثما نقل مطلب للملاّ عبد الرزّاق القاسانيّ في تفسير «روح البيان»، فعبارته هي عبارة هذا التفسير عينها. لذلك نري أنّ كلام المرحوم القاضي في غاية الاتقان علي سبيل المثال، أنّ ما نقل فيه من تفسير الآية: وَلاَ تَتَمنَّوا مَا فَضَّلَ اللَهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَي' بَعْضٍ لايختلف عن هذا التفسير نصّاً، فراجع. [31] ـ كذا، والظاهر: لاراهم. [32] ـ تفسير «البرهان» ج 1، ص 119، الطبعة الحجريّة. [33] ـ يقول: «لم يصبح أحد شيئاً تلقائيّاً، ولم يصر الحديد خنجراً حاداً. ولم يصبح الحلوانيّ أُستاذاً في عمله إلاّ بعد أن تعلّم علي حلوانيّ قبله». [34] ـ علوم العربيّة هي: علم اللغة، والصرف، والنحو، والاشتقاق، والمعاني، والبيان، والحدود، والاستدلال، والنظم، والنثر، والعروض، والقوافي. وتحدّث أبويعقوب يوسف السكّاكيّ المتوفّي سنة 626 ه في كتابه «مفتاح العلوم» عن هذه العلوم كلّها ما عدا علم اللغة. وقسّم السكّاكيّ كتابه، فجعل القسم الاوّل في علم الصرف، والثاني في علم النحو، والثالث في علم البيان ويشمل المعاني، والبيان، والبديع، كما خصّص الاقسام الاُخري لسائر ï ïعلوم العربيّة. (ذكر حاجي خليفة في كتاب «كشف الظنون» ج 2، ص 1762 معلومات مفصّلة حول كتاب «مفتاح العلوم»). [35] ـ يقول: «لا تطو هذه المرحلة من الطريق ما لم يكن الخضر معك، إنّها ظلمات فاخشَ خطر الضلال. يتفتّح ورد مرادك عندما ترعاه وتكون في خدمته، كما يرعي نسيم السحر الورد. يبلغ راعي الوادي الايمن (موسي) مطلوبه عندما يكون في خدمة شعيب عدد سنين». الابيات للخواجة حافظ الشيرازيّ، أنشدها غزليّات متعدّدة. ومثل هذا المفاد كثير في ديوانه. [36] ـ «مثنوي مولانا رومي» ج 1، ص 98، طبعة ميرخاني. يقول: «اكشف لنا الاسرار يا عليّ المرتضي، يا من أنت حسن القضاء بعد سوئه. ولمّا كنت باب مدينة العلم، وكنتَ شعاع شمس الحلم (النبيّ). فكن مفتوحاً أيّها الباب للقاصدين ليبلغوا لبّ العقول من داخل القشور. كن مفتوحاً يا باب الرحمة دائماً، يا مقام ما له كفواً أحد». [37] ـ يبدو أ نّه ابن علويّة الإصبهانيّ المولود 212 والمتوفّي 320 ونيّف. وردت ترجمته وغديريّته في كتاب «الغدير» ج 3، ص 347 فما بعدها. وغديريّته هي: مَا بَـالَ عَـيـنـك ثـرّة الاجفـانِ عبري اللحاظ سـقيمة الإنسان صلّيالإله علي ابن عـمّ محمّدٍ مـنـه صـلاة تـغـمّـد بـحـنـانِ ولـه إذا ذكـر الغـديـر فـضـيلـةٌ لـم نـنـسـها مادامـت الملـوانِ قـام الـنـبــيّ بـشـــرح ولايـةٍ نـزل الكتـاب بهـا مـن الديّـانِ ويبدو أنّ الابيات التي ذكرناها في المتن هي من هذه القصيدة. وليس المراد من الإصبهانيّ هذا ابن طباطبا الإصبهانيّ المتوفّي سنة 322، والمذكورة ترجمته في كتاب «الغدير» ج 3، ص 340 فما بعدها. [38] ـ «المناقب» لابن شهرآشوب، ج 1، ص 261، الطبعة الحجريّة. [39] ـ «المناقب» لابن شهر آشوب، ج 1، ص 261 و 262.
|
|
|