بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام/ المجلد الثالث/ القسم الثالث: تکرار حوادث الماضیه، افتراق الأمة بعد رسول الله

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

الدرس‌ الثالث‌ و الثلاثون‌:
 
تفسير الآية‌: فَلآ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ..... لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن‌ طَبَقٍ

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ

و صلَّي‌ اللهُ علی‌ محمّد و آله‌ الطَّاهرين‌

و لعنة‌ اللَه‌ علی‌ أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلي‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

و لا حول‌ و لا قوّة‌ إلاّ باللَه‌ العلی‌ّ العظيم‌

 

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 فَلآ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَ الَّيْلِ وَ مَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن‌ طَبَقٍ. [1]

 ذكرت‌ معظم‌ التفاسير أنّ الآية‌ الكريمة‌ لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن‌ طَبَقٍ تشير إلي‌ الحالات‌ المتنوّعة‌ التي‌ يمرّ بها الإنسان‌ في‌ عالم‌ البرزخ‌، و القيامة‌، والعرض‌، و الصراط‌، و الميزان‌، و أخيراً الجنّة‌، و النار.

 الرجوع الي الفهرس

الحوادث‌ الواقعة‌ بين‌ الاُمم‌ الماضية‌ ستقع‌ بين‌ المسلمين‌ أيضاً

 فقد جاء في‌ «تفسير علی بن‌ إبراهيم‌» في‌ ذيل‌ الآية‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌ أنـّه‌ قال‌: لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعلِ وَالْقُذَّةِ بالقُذَّةِ، [2] لاَ تُخطِئونَ طَرِيقَهُمْ وَلاَ يُخْطَأُ شِبرٌ بِشِبْرٍ وَذِراعٌ بِذِراعٍ وَبَاعٌ بِبَاعٍ، [3] حتَّي‌ أَنْ لَوْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ. قَالُوا: الْيَهُودَ وَالنَّصَارَي‌ تَعْنِي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ ؟ قَالَ: فَمَنْ أَعْنِي‌ ؟ لَتَنْقُضُنَّ عُرَي‌ الإسلام عُرْوَةً عُرْوَةً فَيَكُونُ أَوَّلُ مَا تَنْقُضُونَ مِنْ دِينِكُمْ الاَمَانَةَ وَآخِرُهُ الصَّلاةَ. [4]

 وردت‌ أحاديث‌ أُخري‌ أيضاً عن‌ طريق‌ الخاصّة‌ و العامّة‌ تحمل‌ مضمون‌ هذا الحديث‌ نفسه‌. فقد كان‌ الاختلاف‌ بين‌ الاُمّة‌ من‌ جملة‌ الاحداث‌ التي‌ وقعت‌ لليهود و النصاري‌. و نشبت‌ خلافات‌ جمّة‌ في‌ أُمّة‌ موسي‌، و أُمّة‌ عيسي‌، و ظهرت‌ منازعات‌ و مشاجرات‌ كثيرة‌ بينهم‌ أفضت‌ إلي‌ بروز آراء و نِحَل‌ مختلفة‌. و ذهبت‌ كلّ طائفة‌ منهم‌ وراء رئيس‌ من‌ رؤسائهم‌. و بلغ‌ التكتّل‌ و التحزّب‌ و الانحراف‌ عن‌ أصل‌ الشريعة‌ حدّاً ضاع‌ فيه‌ الدين‌ الحقيقيّ بينهم‌. و قلّ أتباعه‌ حتّي‌ أصبحوا يعدّون‌ بالاصابع‌. وكانت‌ طائفة‌ واحدة‌ من‌ كل‌ أُمّة‌ موسي‌ قد اتّبعت‌ وصيّة‌ يوشع‌ بن‌ نون‌. وكذلك‌ فرقة‌ واحدة‌ من‌ أُمّة‌ عيسي‌ كلّها قد سارت‌ وراء وصيّة‌ شمعون‌ بن‌ الصفا. فلابدّ ـ إذَن‌ ـ أن‌ يظهر الاختلاف‌ في‌ أُمّة‌ خاتم‌ الانبياء. و تبقي‌ فرقة‌ واحدة‌ فقط‌ تتّبع‌ وصيّة‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌.

 و يروي‌ موفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزميّ، و هو من‌ أعيان‌ العامّة‌ وكبارهم‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ أنـّه‌ قال‌: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ و سلّم‌: يا علی‌ُّ مَثَلُكَ فِي‌ أُمَّتِي‌ مَثَلُ عِيسي‌ ابنِ مَريَمَ، افْتَرَقَ قَوْمُهُ ثَلاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ مُؤمِنُونَ وَ هُمُ الْحَوارِيُّونَ، وَ فِرْقَةٌ عَادُوهُ وَ هُمُ الْيَهُودُ، وَفِرْقَةٌ غَلَوا فِيهِ فَخَرَجُوا عَنِ الإيمانِ. وَ إِنَّ أُمَّتِي‌ سَتَفْتَرِقُ فِيكَ ثَلاَثَ فِرَقٍ: شَيعَتُكَ وَ هُمُ الْمُؤمِنُونَ، وَ فِرْقَةٌ هُمْ أَعْدَاؤُكَ وَهُمُ الْنَّاكِثُونَ، وَ فِرْقَةٌ غَلَوا فِيكَ وَهُمُ الْجَاحِدُونَ وَ هُمُ الضَّالُّونَ، وَ أَنْتَ يَا علی‌ُّ ؛ وَ شِيعَتُكَ فِي‌ الْجَنَّةِ، وَ عَدُوُّكَ وَالْغَالِي‌ فِيكَ فِي‌ النَّارِ.

 و روي‌ عن‌ ابن‌ مَردويه‌ أيضاً، و هو من‌ كبار العامّة‌ و ثِقاتهم‌، بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ أبان‌ بن‌ تغلب‌، عن‌ مسلم‌ أنـّه‌ قَالَ: سِمِعْتُ أَبَاذَرٍّ وَالْمِقدادَ وَسَلْمَانَ يَقُولُونَ: كُنّا قُعُوداً عِنْدَ النَّبِيِّ إذْ أَقْبَلَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: تَفْتَرِقُ أُمَّتِي‌ بَعْدِي‌ ثَلاثَ فِرَقٍ: أَهْلُ حَقٍّ لاَ يَشُوبُونَهُ بِباطِلٍ، مَثَلُهُمْ كَالذَّهَبِ كُلَّما فَتَنَتهُ النَّارُ زَادَ جُودَةً، وَ إِمَامُهُمْ هَذَا ـ وَ أَشَارَ إلَي‌ أَحَدِ الثَّلاثَةِ ـ وَ هُوَ الَّذِي‌ أَمَرَ اللهُ فِي‌ كِتَابِهِ «إمَامًا وَ رَحْمَةً»، وَفِرْقَةٌ أَهْلُ بَاطِلٍ لاَيَشُوبُونَهُ بِحَقٍّ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الْحَدِيدِ كُلَّمَا فَتَنَتْهُ النَّارُ زَادَ خُبْثاً، وَ إمَامُهُمْ هَذَا، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ أَهْلِ الْحَقِّ وَ إِمَامِهِمْ، فَقَالُوا: علی‌ُّ بنُ أَبي‌ طَالِبٍ وَ أَمْسَكُوا عَنِ الآخَرَينِ، فَجَهَدْتُ فِي‌ الآخَرَينِ أَن‌ يُسَمُّوهُمَا فَلَمْ يَفْعَلُوا، هَذِهِ رِوايَةُ أَهْلِ الْمَذْهَبِ. [5]

 جاءت‌ هذه‌ الرواية‌ ذاتها في‌ كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ الكوفيّ» و ذكر عباراتها واحدة‌ بعد الاُخري‌ حتّي‌ هذه‌ العبارة‌: كُلَّما فَتَنَتْهُ النّارُ زَادَ خُبْثاً وَ إِمَامُهُم‌ هَذَا، ثُمَّ قال‌: وَ فِرْقَةٌ مُذَبْذَبينَ ضُلاّلاً لاَ إِلَي‌ هَؤلاءِ وَ لاَ إِلَي‌ هَؤلاءِ، وَإِمَامُهُمْ هَذَا ـ أَحَدُ الثَّلاثَةِ ـ وَ سَألْتُهُمْ عَنِ الثَّلاثَةِ، فَقَالُوا: إِمَامُ الْحَقِّ وَالْهُدَي‌ علی بنُ أَبِي‌ طَالِبٍ، وَ سَعْدُ [6] إِمَامُ الْمُذَبْذَبينَ، وَ حَرَصْتُ أَن‌ يُسَمُّوا لِي‌َ الثَّالِثَ فَأَبَوا، وَ عَرَّضُوا لِي‌ حتَّي‌ عَرَفْتُ مَنْ يَعنُونَ. [7]

 و جاءت‌ أحاديث‌ كثيرة‌ عن‌ الشيعة‌ و السنّة‌ تذكر علی‌ أنّ الاُمّة‌ ستنقسم‌ إلي‌ ثلاث‌ و سبعين‌ فرقة‌، واحدة‌ ناجية‌ في‌ الجنّة‌، و الباقون‌ في‌ النار. و هذه‌ الفرقة‌ الناجية‌ هم‌ شيعة‌ وصيّ رسول‌ الله‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ و أتباعه‌.

 الرجوع الي الفهرس

أحاديث‌ حول‌ افتراق‌ الاُمّة‌ بعد رسول‌ الله‌

 أمّا عن‌ طريق‌ الشيعة‌ فقد وردت‌ في‌ عدّة‌ مضامين‌: 1 ـ عن‌ «الكافي‌»، و «تفسير العيّاشيّ»، و «أمالي‌» الشيخ‌ الطوسيّ، و «جامع‌ الاخبار» و «الخصال‌» للصدوق‌، و «الاحتجاج‌» للطبرسيّ، و «تفسير الثعلبيّ»، [8] و كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ»، و «فضائل‌» ابن‌ شاذان‌، وكتاب‌ «الروضة‌ في‌ الفضائل‌» هؤلاء جميعاً رووا بإسنادهم‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ أنـّه‌ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أُمَّةَ مُوسي‌ افْتَرَقَتْ بَعْدَهُ علی‌ إِحْدَي‌ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، فِرْقَةٌ نَاجِيَّةٌ، وَ سَبْعُونَ فِي‌ النَّار. وَافْتَرَقَتْ أُمَّةُ عِيسَي‌ بَعْدَهُ علی‌ اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، فِرْقَةٌ نَاجِيةٌ، وَاحِدي‌ وَ سَبْعُونَ فِي‌ النّارِ. وَ إِنَّ أُمَّتِي‌ سَتَفْتَرِقُ بَعْدِي‌ علی‌ ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، فِرْقَةٌ نَاجِيَةٌ، وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي‌ النّارِ. [9]

 2 ـ عن‌ كتاب‌ «الغارة‌» عن‌ ابن‌ عقيل‌، عن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌السلام‌ أنـّه‌ قال‌: اِخْتَلَفَتِ النَّصَارِي‌ علی‌ كَذَا وَ كَذَا، وَاخْتَلَفَتِ الْيَهُودُ علی‌ كَذَا وَ كَذَا، وَ لاَ أَراكُمْ أَيُّهَا الاُمَّةُ إِلاّ سَتَخْتَلِفُونَ كَمَا اخْتَلَفُوا وَ تَزيدُونَ علیهِمْ فِرْقَةً، أَلاَ وَ إِنَّ الْفِرَقَ كُلَّهَا ضَالَّةٌ إِلاّ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَني‌. [10]

 الرجوع الي الفهرس

 افتراق‌ الاُمّة‌ بعد رسول‌ الله‌ إلي‌ ثلاث‌ و سبعين‌ فرقة‌

3 ـ عن‌ كتاب‌ «الفضائل‌» لابن‌ شاذان‌، و كتاب‌ «الروضة‌» أنّ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: بعد أن‌ ذكر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ افتراق‌ الاُمم‌، قال‌: الفرقة‌ الناجية‌ من‌ قوم‌ موسي‌ هم‌ الذين‌ اتّبعوا وصيّه‌. والفرقة‌ الناجية‌ من‌ قوم‌ عيسي‌ هم‌ الذين‌ اتّبعوا وصيّه‌، ثمّ قال‌: سَتَفْتَرِقُ أُمَّتي‌ علی‌ ثَلاثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي‌ النّار، وَ وَاحِدَةٌ فِي‌ الْجَنَّةِ، وَ هِي‌َ التي‌ اتَّبَعَتْ وَصِيِّي‌ وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ علی‌ مَنْكِبي‌ ثُمَّ قَالَ: اثنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً حَلَّتْ عَقْدَ الإلهِ فِيكَ، وَ وَاحِدَةٌ فِي‌ الْجَنَّةِ وَ هِي‌َ الَّتِي‌ اتَّخَذَتْ مَحَبَّتَكَ وَ هُمْ شِيعَتُكَ. [11]

 4 ـ و جاءت‌ رواية‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌: أَنَّهُ قَالَ لِرَأسِ الْيَهُودِ: علی‌ كَمِ افْتَرَقْتُمْ؟ قَالَ: علی‌ كَذَا وَ كَذَا فِرْقَةً، فَقَالَ علیهِ السَّلامُ: كَذَبْتَ، ثُمَّ أَقْبَلَ علی‌ النَّاسِ فَقَالَ: وَاللهِ، لَوثُنِيَتْ لِيَ الْوَسَادَةُ لَقَضَيْتُ بَيْنَ أَهْلِ التَّوراةِ بِتَوراتِهِمْ وَ بَينَ أَهْلِ الإنْجِيلِ بِإِنْجِيلِهِمْ، وَ بَيْنَ أَهْلِ الْقُرآنِ بِقُرآنِهِمْ. افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ علی‌ إِحْدَي‌ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، سَبْعُونَ فِي‌ النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي‌ الْجَنَّةِ، وَ هِيَ الَّتِي‌ اتَّبَعَتْ يُوشَعَ بنَ نُونٍ وَصِيَّ مُوسَي‌. وَافْتَرَقَتِ النَّصَاري‌ علی‌ اثْنَتَينِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً إِحْدَي‌ وَ سَبْعُونَ فِي‌ النَّارِ، وَوَاحِدةٌ فِي‌ الْجَنَّةِ وَ هِي‌َ الَّتِي‌ اتَّبَعَتْ شَمْعُونَ وَصِي‌ّ عِيسَي‌. وَ تَفْتَرِقُ هَذِهِ الاُمَّةُ علی‌ ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي‌ النَّارِ، وَ وَاحِدَةٌ فِي‌ الْجَنَّةِ، وَ هِيَ الَّتِي‌ اتَّبَعَتْ وَصِي‌َّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّم‌. وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ علی‌ صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: ثَلاثَ عَشْرَةَ فِرْقَة‌ مِنَ الثَّلاثِ وَالسَّبِعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا تَنْتَحِلُ مَوَّدَتِي‌ وَ حُبِّي‌، وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِي‌ الْجَنَّةِ وَ هُمُ النَّمْطُ الاَوْسَطُ وَاثنَتا عَشْرَةَ فِي‌ النَّارِ. [12]

 و أمّا عن‌ طريق‌ أهل‌ السنّة‌ بشأن‌ حديث‌ الافتراق‌، فقد جاءت‌ أحاديث‌ في‌ «مسند أبي‌ داود»، و «سنن‌ ابن‌ ماجة‌»، و «مسند أحمد بن‌ حنبل‌». [13] و روي‌ إمام‌ الحرمين‌ موفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزميّ أيضاً بإسناده‌ عن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ أنـّه‌ قَالَ: تَفْتَرِقُ هَذِهِ الاُمَّةُ علی‌ ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي‌ النَّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي‌ الْجَنَّةِ، وَ هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَهُ عَزَّوَجَلَّ فِي‌ حَقِّهِمْ: «وَ مِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ» [14] وَهُمْ أَنَا وَشِيعَتِي‌. [15]

 و روي‌ الحافظ‌ محمّد بن‌ موسي‌ الشيرازيّ في‌ الكتاب‌ الذي‌ استخرجه‌ من‌ التفاسير من‌ الاثني‌ عشر تفسيراً (تفسير أبي‌ يوسف‌ يعقوب‌ بن‌ سفيان‌، و تفسير ابن‌ جُرَيح‌، و تفسير مُقاتل‌ بن‌ سليمان‌، و تفسير وَكيع‌ بن‌ الجَرّاح‌، و تفسير يوسف‌ بن‌ موسي‌ القَطّان‌، و تفسير قَتادَة‌، و تفسير أبي‌ عُبَيْدَةَ القاسم‌ بن‌ سلام‌، و تفسير علی‌ّ بن‌ حرب‌ الطائيّ، و تفسير السُّدّي‌، و تفسير مجاهد، و تفسير مُقاتل‌ بن‌ حيّان‌، و تفسير أبي‌ صالح‌ و كلهم‌ من‌ الجماهرة‌) عن‌ أنس‌ بن‌ مالك‌ ] أنـّه‌ [ قال‌: كنّا جلوساً عند رسول‌ الله‌ فتذاكرنا رجلا يصلّي‌ و يصوم‌ و يتصدّق‌ و يزكّي‌ فقال‌ لنا رسول‌ الله‌ لاأعرفه‌، فقلنا يا رسول‌ الله‌ إنـّه‌ عبدالله‌ و يسبّحه‌ و يقدّسه‌ و يوحّده‌ فقال‌ رسول‌ الله‌ لا أعرفه‌. فبينا نحن‌ في‌ ذكر الرجل‌، إذ قد طلع‌ علینا، فقلنا: هو ذا. فنظر إليه‌ رسول‌الله‌ فقال‌ لابي‌بكر خذ سيفي‌ هذا وامضِ إلي‌ هذا الرجل‌ فاضرب‌ عنقه‌ فإنـّه‌ أوّل‌ من‌ يأتيه‌ من‌ حزب‌ الشيطان‌ فدخل‌ أبوبكر المسجد فرآه‌ راكعاً فقال‌ والله‌ لا أقتله‌ فإنّ رسول‌ الله‌ نهانا عن‌ قتل‌ المصلّين‌ فرجع‌ إلي‌ رسول‌ الله‌ ] و قال‌: [ إنّي‌ رأيته‌ يصلّي‌ فقال‌ رسول‌ الله‌ اجلس‌ فلستَ بصاحبه‌، قم‌ يا عمر خذ سيفي‌ من‌ يد أبي‌بكر فاضرب‌ عنقه‌ و ادخل‌ المسجد. قال‌ عمر فأخذت‌ السيف‌ من‌ أبي‌بكر ودخلت‌ المسجد فرأيت‌ الرجل‌ ساجداً فقلت‌ والله‌ لا أقتله‌ فقد استأمنه‌ من‌ هو خير منيّ. فرجعتُ الي‌ رسول‌ الله‌ فقلت‌ يا رسول‌ الله‌ إنـّي‌ رأيت‌ الرجل‌ ساجداً. فقال‌ يا عمر ! اجلس‌ فلست‌ بصاحبه‌ قم‌ يا علی‌ّ فإنـّك‌ أنت‌ قاتله‌ إن‌ وجدته‌ فاقتله‌ فإنـّك‌ إن‌ قتلته‌ لم‌ يقع‌ بين‌ أُمَّتي‌ اختلاف‌ أبداً. قال‌ علی علیه‌ السلام‌. فأخذت‌ السيف‌ و دخلت‌ المسجد فلم‌ أره‌، فرجعت‌ إلي‌ رسول‌ الله‌ فقلت‌ يا رسول‌ الله‌ ما رأيتُه‌. فَقالَ لِي‌: يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِنَّ أُمَّةَ مُوسَي‌ افْتَرَقَتْ إِحْدَي‌ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، فِرْقَةٌ نَاجِيَةٌ وَالْبَاقُونَ فِي‌ النَّار ؛ وَ إِنَّ أُمَّةَ عِيسَي‌ افْتَرَقَتِ اثْنَتَينِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، فِرْقَةٌ ناجِيَةٌ وَالْبَاقُونَ فِي‌ النَّارِ ؛ وَ إِنَّ أُمَّتِي‌ سَتَفْتَرِقُ علی‌ ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً، فِرْقَةٌ نَاجَيَةٌ وَالْبَاقُونَ فِي‌ النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَ مَا لنَّاجِيَةُ ؟ فَقَالَ: الْمُتَمَسِّكُ بِمَا أَنْتَ علیهِ وَ أَصْحَابُكَ. فَأنزَل‌ اللَهُ تَعالَي‌ فِي‌ ذَلِكَ الرَّجُل‌: «ثَانِيَ عِطْفِهِ ] لِيُضِلَّ عَن‌ سَبِيلِ اللَهِ لَهُ فِي‌ الدُّنْيَا خِزْيٌ وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِـ'يمَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ» [. [16]

 يقول‌ هذا أوّل‌ من‌ يظهر من‌ أصحاب‌ البدع‌ و الضلالات‌ قال‌ ابن‌عبّاس‌: و الله‌ ما قتل‌ ذلك‌ الرجل‌ إلاّ أميرالمؤمنين‌ يومّ صفّين‌، ثمّ قال‌: له‌ في‌ الدنيا خزيٌ قال‌ القتل‌ ونذيقه‌ يوم‌ القيامة‌ عذاب‌ الحريق‌ بقتاله‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ يوم‌ صفّين‌. [17]

 قال‌ كثير من‌ العلماء: قتل‌ ذلك‌ الرجل‌ المشاغب‌ في‌ حرب‌ النهروان‌، و كان‌ من‌ الخوارج‌، و يُدعي‌: ذُوالثَّديَة‌ أو ذُوالثُدَيَّة‌ بالتصغير. و جاء في‌ كتاب‌ «الإصابة‌»: أنـّه‌ عندما أقبل‌، قال‌ له‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ و آله‌ وسلّم‌: «أنشدك‌ الله‌، هل‌ قلت‌ حين‌ وقفت‌ علی‌ المجلس‌: ما في‌ القوم‌ أحد أفضل‌ منيّ أو خير منّي‌ ؟ قال‌: اللهم‌ ! نعم‌».

 ثمّ قال‌ صاحب‌ «الإصابة‌»: القول‌ القويّ هو أنّ ذاالثَّدية‌ هو ذُوالخُوَيْصِرة‌ نفسه‌ و هو حرقوص‌ بن‌ زهير الذي‌ قتل‌ في‌ النهروان‌ علی‌ يد علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌. و لمّا فرغ‌ الإمام‌ من‌ أهل‌ النهروان‌، قال‌: «التمسوا المجدع‌ (ذوالثديّة‌)، فطلبوه‌، ثمّ جاؤوا، فقالوا: لم‌ نجد، قال‌: ارجعوا، ثلاثاً. كلّ ذلك‌ لا يجدونه‌. فقال‌ ] الإمام‌ [ علی علیه‌ السلام‌: والله‌، ما كَذبتُ، و لا كُذّبت‌. قال‌: فوجدوه‌ تحت‌ القتلي‌ في‌ طين‌». [18] فظهر صدق‌ كلام‌ رسول‌ الله‌ عندما قال‌ للإمام‌: أنت‌ قاتله‌.

 الرجوع الي الفهرس

إخبار أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ الغيبيّ في‌ معركة‌ النهروان‌

 و من‌ الاخبار الغيبيّة‌ للإمام‌ في‌ حرب‌ النهروان‌ أنـّه‌ قال‌: لا يبقي‌ منهم‌ عشرة‌ و لا يقتل‌ منّا عشرة‌. فسلم‌ من‌ أهل‌ النهروان‌ تسعة‌ فقط‌ و كانوا أربعة‌ آلاف‌. و قتل‌ من‌ أصحاب‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ تسعة‌ فقط‌. و كان‌ عبدالرحمن‌ بن‌ ملجم‌ المرادي‌ أحد الخوارج‌. و قد اتّفق‌ مع‌ اثنين‌ من‌ أصحابه‌ في‌ مكّة‌ علی‌ أن‌ يقوم‌ هو بقتل‌ الإمام‌.

 نقل‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» بإسناده‌ المتصّل‌ عن‌ أبي‌ عبدالرحمن‌ السُلَمي‌ أنـّه‌ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بنُ علی‌ٍّ علیهمَا السَّلامُ: خَرَجْتُ وَ أَبي‌ يُصَلّي‌ فِي‌ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: لِي‌: يَابُنَي‌َّ إِنِّي‌ بِتُّ اللَّيْلَةَ أُوقِضُ أَهْلِي‌ ؛ لاِنَّها لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ صَبيحَةِ يَوْمِ بَدْرٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَمَلَكَتْنِي‌ عَيْنَاي‌ فَشَبَحَ لِي‌ رَسُولُ الله‌، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ ؛ مَاذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الاْوْدِ وَ اللَّدَدِ ! فَقَالَ: ادْعُ علیهِمْ، فَقُلْتُ: اللَهُمَّ ؛ أَبْدِلْ لِي‌ بِهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي‌، وَ أَبْدِلْ لَهُمْ بي‌ مَنْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ مِنِّي‌. فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ علی علیهِمَا السَّلامُ وَ جَاءَ ابنُ أبِي‌ النَّبّاحِ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ خَلْفَهُ، فَاعْتَوَرَهُ رَجُلاَنِ، فَأَمّا أَحَدُهُما فَوَقَعَتْ ضَرْبَتُهُ فِي‌ الطّاقِ، وَ أَمَّا الآخَرُ أَثبَتَها فِي‌ الرَّأسِ. [19]

 و جاء في‌ بعض‌ الروايات‌ أنّ هذه‌ الرؤيا الّتي‌ قصّها أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ علی‌ الإمام‌ الحسن‌ علیه‌ السلام‌ رآها الإمام‌ في‌ آخر ليلة‌ من‌ عمره‌ الشريف‌. و قال‌ بعد ذلك‌: قال‌ رسول‌ الله‌ بعد دعائي‌: يا علی ؛ دعاؤك‌ مستجاب‌. و أنت‌ ضيفنا بعد ثلاث‌ ليال‌. أي‌ حسن‌: مضت‌ علی‌ تلك‌ الرؤيا ليلتان‌، و هذه‌ هي‌ الليلة‌ الاخيرة‌.

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ الا´يات‌ 16 إلی‌ 19، من‌ السورة‌ 84: الانشقاق‌.

[2] ـ لإن‌ الفرد من‌ الحذاء يُشبه‌ الفرد الا´خر منه‌ كثيراً. و لمّا كانوا يجعلون‌ السهام‌ التي‌ يقطعونها من‌ الخشب‌ أو القصب‌ في‌ مجموعة‌ واحدة‌ جنباً إلی‌ جنب‌ ثمّ يقصّونها من‌ الاعلي‌ و الاسفل‌ بشكل‌ متساو حتّي‌ تكون‌ بحجم‌ واحد، لذلك‌ فإنّ طول‌ السهم‌ متماثل‌ مع‌ طول‌ السهم‌ الا´خر تماماً.

[3] ـ الذراع‌ من‌ طرف‌ المرفق‌ إلی‌ طرف‌ الإصبع‌ الوسط‌، و الباع‌ قدر مدّ يدين‌.

[4] ـ «بحار الانوار» ج‌ 8، ص‌ 4؛ و «تفسير عليّ بن‌ إبراهيم‌» ص‌ 718. لكنّه‌ وضع‌ في‌ التفسير نفسه‌ كلمة‌ «لايحطّ» بديلة‌ عن‌ «لايخَطأُ».

[5] ـ «غاية‌المرام‌» ص‌ 578.

[6] ـ المقصود سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌.

[7] ـ «كتاب‌ سليم‌» ص‌ 227؛ و نقل‌ ذلك‌ أيضاً في‌ «بحار الانوار» ج‌ 8، ص‌ 6 عن‌ أبان‌، عن‌ «كتاب‌ سليم‌».

[8] ـ يبدو أنّ الثعلبيّ من‌ العامّة‌.

[9] ـ «بحار الانوار» ج‌ 8، ص‌ 2 إلی‌ ص‌ 5.

[10] ـ «بحار الانوار» ج‌ 8، ص‌ 740.

[11] ـ «بحار الانوار» ج‌ 8، ص‌ 5.

[12] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 578 عن‌ «أمإلی‌» الشيخ‌؛ و كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌» ص‌ 214، و«بحارالانوار» ج‌ 8، ص‌ 3، عن‌ «الاحتجاج‌» للطبرسيّ.

[13] ـ «المعجم‌ المفهرس‌» ج‌ 5، ص‌ 136.

[14] ـ الا´ية‌ 181، من‌ السورة‌ 7: الاعراف‌.

[15] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 577؛ و «مناقب‌» الخوارزميّ، الفصل‌ 19، ص‌ 237.

[16] ـ الا´ية‌ 9، من‌ السورة‌ 22: الحجّ.

[17] ـ نقل‌ المرحوم‌ المجلسيّ هذه‌ الرواية‌ المفصّلة‌ في‌ «بحار الانوار» طبع‌ الكمباني‌، ج‌ 8، ص‌ 239، عن‌ «كشف‌ الحقّ» للعلاّمة‌ الحلّيّ.

[18] ـ «الإصابة‌» ص‌ 472، (حرف‌ الذال‌) الرقم‌ 2446.

[19] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 573 الحديث‌ الثامن‌. و ذكره‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 6، ص‌ 121، ضمن‌ شرح‌ الخطبة‌ 68. و عبارة‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ الخطبة‌ 68 من‌ «نهج‌ البلاغة‌» هي‌ كالا´تي‌: مَلَكَتْنِي‌ عَيْني‌ وَ أَنا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي‌ رَسُولُ اللهِ صَلّي‌ اللهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ! مَاذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الاَودِ وَاللَّدَدِ ! فَقَالَ: ادْعُ عَلَیهِمْ فَقُلْتُ: أَبْدَلنِي‌ اللهُ بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَ أَبْدَلهُمْ بِي‌ شَرّاً لَهُمْ مِنِّي‌. و ذكر ابن‌ أبي‌ الحديد ضمن‌ هذه‌ الخطبة‌ في‌ شرحه‌ ج‌ 6، من‌ ص‌ 113 إلی‌ ص‌ 126 سبب‌ استشهاد الإمام‌ و كل‌ الوقائع‌ و الاخبار و الوصيّة‌ و المدفن‌ و سائر ما يتعلّق‌ به‌.

 الرجوع الي الفهرس

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com