|
|
الصفحة السابقةإمكان نزول العذاب علی هذه الاُمّة، في حالة دوام المخالفةالاءشكال الخامس: لمّا طلب كفّار قريش العذاب من الله من خلال ما جاء علی لسانهم: وَإِذْ قَالُوا اللَهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ علینَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ إلیمٍ. قال الله فيالآية التي تلتها مباشرةً: وَمَا كَانَ اللَهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. [1] ويتّفق الجميع علی أنّ أهل مكّة لمّا طلبوا العذاب، لمينزل علیهم، ولمتُمْطَر علیهم حجارة من السماء. وإذا كانت آية وعذاب نازل في قضيّة الحرثبن النعمان الفهريّ، فإنّها كآية أصحاب الفيل إذ إنّ البواعث علی نقلها كثيرة. فلماذا لم تنقلها جميـع كتب السـير والتفسـير والتأريخ، ولمتشتهر وتعرف كآية أصحاب الفيل؟ الجواب: حسناً؛ كان علیه أن يذكر الآية التي تليها أيضاً حتّي يستبين جوابه منها. والآية هي: وَمَا لَهُمْ ألاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُو´ا أَوْلِيَآءَهُ و´ إنْ أَوْلِيَآؤُهُ و´ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـ'كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَيَعْلَمُونَ. [2] وتوضيح هذا المطلب هو أنّ ما قلناه لا يعني أنّ الله يرفع العذاب عن أهل مكّة أو المدينة في كلّ حالة وكيفيّة، وفي كلّ الظروف، مع وجود النبيّ بين ظهرانيهم. وإنّما رفع العذاب العامّ عنهم عندما كان رسولالله فيهم، ولميخرج منهم بعد، أو لم يُخرجوه، وحينئذٍ فإنّ من بركات نفسه النفيسة وآثارها رفع العذاب، أو أنّ الله يرفع العذاب ببركة توجّه واستغفار ثلّة من المؤمنين الذين يعيشون بينهم. ولكن عندما أخرجوا النبيّ من مكّة، واستغرق ذلك عدد سنين، حتّي هاجر المؤمنون الباقون في مكّة إلی المدينة تدريجيّاً وخلت مكّة من المستغفرين، أذن الله لنبيّه بفتحها بالسيف. وما غزوات رسولالله وحروبه الدامية كلّها إلاّ عذاب ونقمه ونكبة وذلّة نزلت علی المشركين. بل هُدّدوا وأُوعدوا بصاعقة كصاعقة عاد وثمود عند تماديهم في جهالتهم وضلالتهم وإعراضهم عن آيات الله، وعدمإقرارهم برسولالله، وأنّ الصاعقة والريح الصرصر ستجعلانهم طعمة للحريق والهلاك كقوم عاد الذين كذّبوا نبيّهم هوداً، وقوم ثمود الذين كذّبوا نبيّهم صالحاً. فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَـ'عِقَةً مِثْلَ صَـ'عِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ* إِذْ جَآءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُو´ا إِلاَّ اللَهَ قَالُوا لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لاَنزَلَ مَلَـ'´نءِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِ كَـ'فِرُونَ* فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الاْرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِـَايَـ'تِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا علیهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي´ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَو'ةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الاْخِرَةِ أَخْزَي' وَهُمْ لاَيُنصَرُونَ* وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـ'هُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَي' علی الْهُدَي' فَأَخَذَتْهُمْ صَـ'عِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ* وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.[3] نلاحظ في هذه الآيات أنّ الله قد أنذر أمّة خاتم النبيّين بالعذاب كما عذّب أُمم الانبياء الماضين، بحيث إنّه يخرج نبيّه من أُمّ القُرَي، ويذر أهلها طعمة للصاعقة، أو تنتهشهم السيوف والاسنّة بعد هجرته هو وأصحابه إلی المدينة. إذَن، هذا الاءعلام والاءخطار، ثمّ نزول العذاب يشمل الجميع من منظار العذاب العامّ. وأمّا من منظار العذاب الخاصّ كالعمي، والشلل، والرعشة، والوقوع طعمة للافتراس، والقتل صبراً، [4] وما شابهها، فهي من الموارد المذكورة عن رسولالله في التأريخ والسير. عندما أسر المسلمون المشركين في غزوة بدر، [5] فإنّهم أخذوا منهم فدية، ثمّ أطلقوهم إلاّ ثلاثة منهم: النَّضْر بن الحارِث بن كَلْدَة، وعَقَبةبن أبي مُعيط، ومُطْعمبن عَدِيّ. وكان النضر بن الحارث هو الذي يقول: إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطَيرُ الاْوَّلِينَ، يقصد بذلك أحاديث القرآن التي كان يقرأها النبيّ علیهم. وقال رسول الله: يا علیُّ! علیَّ بالنَّضْر. فأخذ أميرالمؤمنين علیه السلام بشعره. فجاء به إلی النبيّ. وكان النَّضْر رجلاً جميلاً له شعر. قال النَّضْر: يا محمّد! أسألك بالرحم بيني وبينك إلاّ أجريتني كرجل من قريش! إن قتلتهم قتلتني، وإن فاديتهم فاديتني! قال النبيّ صلّي الله علیه وآله: لاَ رَحِمَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ! قَطَعَ اللَهُ الرَّحِمَ بِالإسلام. قدّمه يا علیّ! فاضرب عنقه! فضرب عنقه. ثمّ قال: يا علیّ! علیَّ بِعَقبة! فأحضر. فقال: يا محمّد! ألَمْ تَقُلْ لاَتُصْبَرُ قُرَيش؟ فقال النبيّ: وَأنْتَ مِنْ قُرَيْشٍ؟ إنَّمَا أنْتَ عِلْجٌ مِنْ أهْلِ صَفُوريَّةُ وَاللَهِ لاَنْتَ في المِيلاَدِ أكْبَرُ مِنْ أبيكَ الَّذِي تَدَّعِي لَهُ! قال عَقَبة: فَمَنْ لِلصَّبِيَّةِ؟! قال رسول الله: النَّارُ. ثمّ قال: حَنَّ قِدْحٌ لَيْسُ مِنْهَا. [6] وكان القائل: اللَهُمَّ إن كَانَ هَـ'ذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ علینَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ إلیمٍ. هو النضربن الحارث الذي قُتِلَ صَبْراً في معركة بدر وفقاً لدعائه. [7] ونزلت سورة اللهب: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * وَامْرَأَتُهُ و حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. في أبي لهب عمّ النبيّ وزوجته أُمّ جميل أُخت أبي سُفيان صَخْربن حَرْب اللذين لميتركا نوعاً من أنواع الاذي إلاّ فعلاه ضدّ النبيّ. [8] قال طارق المُحاربيّ: بَيْنا أنا بسوق ذي المجاز، إذا أنا بشابّ يقول: قُولُوا: لاَإِلَهَ إِلاَّ اللَهُ تُفْلِحُوا. وإذا رجل خلفه يرميه قد أدمي ساقيه وعرقوبيه، ويقول: ياأيّها الناس! إنّه كذّاب فلاتصدّقوه! قلتُ: من هذا الشابّ؟ فقالوا: هو محمّد يزعم أنّه نبيّ، وهذا عمّه أبو لهب يزعم أنّه كذّاب. [9] وكانت بنتا النبيّ الاكرم زوجتين لابنيّ أبي لَهَب: إحداهما رُقَيَّة وكانت زوجة عتبةبن أبي لَهَب، والاُخري: أُمكُلْثُوم، وكانت زوجة عُتَيبَة أخيه. ولمّا نزلت الآية: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ، قال أبولهب وأُمّ جميل لابنيهما: فارقا ابنتي محمَّد! ففارقاهما. فتزوّج عثمانبن عفّان رُقَيَّة بمكّة وهاجرت معه إلی أرض الحبشة، وولدت له هناك ابناً سمّاه: عبدالله، ولمّا بلغ هذا الغلام ستّ سنين، نَقَرَ عينَه ديكٌ، فتورّم وجهه، ومرض، ومات. وكانت رُقَيَّة قد أُصيبتَ بمرض الحصبة في غزوة بَدْر. ولميشترك عثمان في الغزوة المذكورة بأمر رسولالله، وذلك من أجل تمريضها. وتوفّيت يوم وقعة بدر، ودُفنت يوم جاء زيدبن حارثة بشيراً بما فتحالله علیهم ببدر. [10] ولمّا كان عُتَيْبَةُ بن أبي لَهَب قد طلّق أُمَّ كُلْثُوم، ولميدخل بها، فقد تزوّجها عثمان بعد وفاة رقيّة، وكان ذلك في السنة الثالثة من الهجرة. وتوفّيت في السنة التاسعة من الهجرة، وصلّي علیها رسولالله، وغسّلتها أسماء بنت عُمَيْس، وصَفِيّة بنت عبدالمُطَّلِب. [11] ولمّا توفّيت أُمّ كلثوم، جلس رسول الله علی قبرها، وعيناه تدمعان، فقال: هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ وَلاَيَدْخُلِ القَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أهْلَهُ. فَلَمْيَدْخُلْ عُثْمَانُ. [12] ويتّضح أنّ عثمان دخل بزوجته الاُخري في نفس الليلة التي توفّيت فيها أُمّ كلثوم بعدما مرضت بسبب ضربه إيّاها كما ورد في الروايات، ولميكترث بوفاة بنت النبيّ الكريم قطّ. وقال ابن الاثير: أخرج البيهقيّ عن قَتادَة: إنّ عُتْبَةبن أبي لَهَب تسلّط علی رسولالله، وآذاه وشقّ قميصه. فقال له رسولالله: أمَا إنِّي أسْألُ اللَهَ أنْ يُسَلِّطَ علیهِ كَلْبَهُ. فخرج عتبة في نفر من قريش إلی الشام، ونزلوا في مكان يقال له: الزَّرْقَاء ليلاً، فأطاف بهم الاسد، فعدا علیه الاسد من بين القوم، وأخذ برأسه فَضَغَمُه ضغمةً فذبحه. [13] وأخرج البيهقيّ عن عروة، عن أبيه أنّ الاسد لمّا طاف بهم تلك الليلة انصرف عنهم فناموا. ] ولمّا أحسّوا الخطر، قاموا [ وجعلوا عتبة في وسطهم. فأقبل الاسد يتخطّاهم حتّي أخذ برأس عُتْبة، فَفَدَغَه (شدخه وكسره). [14] وروي ابن عَبْد البِرّ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ كَانَ إذَا مَشَي يَتَكَفَّأُ وَكَانَ الحَكَمُبْنُ أَبِي العَاصِ يَحكيهِ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَوْمَاً فَرَآهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ. فَقَالَ: فَكَذَلِكَ فَلْتَكُنْ. فَكَانَ الحَكَمْ مُخْتَلِجَاً يَرْتَعِشُ مِنْ يَوْمَئذٍ. [15] ونقل ابن الاثير أنّ النبيّ خاطب ربّه قائلاً: اللَهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ علی مُضَرَ مِثْلَ سِني يُوسُفُ. فَجِهُدُوا حَتَّي أكَلُوا العِلْهِزَ.[16] (يخلطون الدم بأوبار الاءبل ثمّ يشوونه بالنار ويأكلونه). أجل، فإنّ الحالات التي نزل فيها العذاب علی أثر دعا النبيّ صلّي الله علیه وآله سواء كانت عامّة أم خاصّة، مذكورة في التواريخ والسِيَر. و علی هذا فما هو المانع من نزول الحجر من السماء علی رأس الحَارِث الفَهريّ أو جابربن النضر استجابة لدعائه، وهو الذي كان معانداً للاءسلام، مستهيناً بالولاية، متجرّئاً علی رسول الله، مؤاخذاً إيّاه مندّداً به؟ فلاضير أن ينزل الحجر علی رأسه ويهلكه في مكانه. وأمّا ما قاله ابن تيميّة أنّه تحقّق ذلك، لعُرِفَ كقصّة أصحاب الفيل. قياس قضيّة الحارث بقضيّة أصحاب الفيل مع الفارقوالجواب هو أنّ قياس هذه القصّة بقصّة أصحاب الفيل هو مَعَ الفارق، إذ إنّ هذه القضيّة حادثة فرديّة كانت أغراض المخالفين والمنافقين مؤثّرة في إسدال الستار علیها ما كان ذلك ميسوراً، كما في أصل قضيّة الغدير إذ أسدلوا الستار علیها، وأظهروها علی شكل أمر عاديّ، أو أ نّهم قطّعوا حديث الغدير، وبيّنوا كلّ قطعة منه في باب من الابواب، لايجتمع صدره وذيله في مكان واحد، أو أ نّهم حاولوا أن يقلبوا معني الولاية عن تلك الحقيقة الساطعة، أو ينكروا أصل القضيّة، ولميقصّروا في ذلك، ما أمكنهم، ولكنّ الله ـمع ذلكـ أبقي تلك القضيّة وهّاجة حيّة، وأرغم الصديق والعدوّ علی الاعتراف والانصياع أمام عظمة هذه القصّة. وأمّا قصّة أصحاب الفيل التي هي في عداد معجزات وكرامات بيتالله وبيت النبوّة، وقد أذعنت بها قريش كلّها، بل العرب جميعها، والاُمم الاُخري، وهي شاهد صادق، علی أ علی المقدّسات، وهو بيتالله الحرام المنسوب إلی الذات الاحديّة، ذلك البيت الذي هو مطاف جميع الاُمم، ومقصد الحجّاج والمعتمرين والعاكفين، ذلك البيت الذي ينتظر منه الناس جميعهم بشتّي طبقاتهم الخيرات والبركات، فهي قصّة أُخري لاتماثل قضيّة الحارث الذي جاء إلی رسول الله وحده، وتحدّث معه، ومُني بالعقوبة. قيل: كانت مواكب العزاء والمناحة تخرج يوم عاشوراء في النجف الاشرف أيّام آيةالله الشيخ مرتضي الانصاريّ أ علیالله تعإلی مقامه الشريف، وتجوب أحياء المدينة وأزقّتها باستمرار، وكان الشيخ الانصاريّ يسير إلی جانب المواكب المذكورة. فدنا منه أحد الافنديّة الذي كان قائمقام النجف من قِبَلِ الحكومة العثمانيّة آنذاك، وسلّم علی الشيخ وقال له: عندي سؤال، وهو: أنّه لاشكّ أنّ الاءمام الحسين قد قتل مظلوماً، وقتله عمل قبيح ارتكبه يزيدبن معاوية. ولكن ما هو الداعي إلی تشكيل هذه المواكب وتجديد العزاء والمناحة وقراءة قصائد الرثاء والبكاء في كلّ سنة؟ وما هو الداعي إلی اللطم والضرب بالزنجيل؟! قال الشيخ: إنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله أخذ بِيَدِ علیّ ورفعها بحضور عشرة آلاف من الحجّاج في غدير خمّ، حتّي رآه جميع الناس وقال: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علیُّ مَوْلاَهُ. وأنكرتم ذلك وقلتم: قضيّة شخصيّة خاصّة جاءت علی أثر النزاع مع زَيدبن حَارِثَة، أو في أعقاب شكوي بريدة. فأراد النبيّ أن يقول: من أحبّني، فليحبّ علیاً! ومن كنتُ ابنَ عمّه، ف علیُّ ابنُ عمّه أيضاً! إنّنا نجدّد العزاء في كلّ عام، وتضع نساؤنا، وأطفالنا، ورجالنا، وصغارنا، وكبارنا الطين علی رؤوسهم، وننطلق في الاسواق والازقّة، ونبكي لتجديد ذكر الحسين وعظمته، كي لايتسنّي لكم أن تنكروا ذلك أيضاً، وتقولوا: كانت قضيّة الحسين شخصيّة. ولقد نهض الحسين ضدّ أميرالمؤمنين يزيد من أجل الحكم، وقتل في هذا السبيل! قيل: بُهت الافَندي من بداهة الشيخ في جوابه، ولميحر جواباً فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ.[17] أجل، إنّ ما ادّعاه ابن تيميّة من إهمال طبقات المصنّفين هذه القضيّة كذب محض آخر أيضاً. ألم نقرأ في هذا البحث أسماء العلماء العظام وكتبهم المعتبرة الموثوقة، إذ نسبوا هذه الرواية بأسنادهم إلی الصحابيّ العظيم حُذَيْفَةَبن إلیمَان، وسُفْيَانبن عُيَيْنَة المعروف جلاله في العلم والتفسير والحديث، وثقته في الرواية عند أهل السنّة، ولاشكّ عندهم في ذلك؟ شب پره گر وصل آفتاب نخواهد رونق بازار آفتاب نكاهد [18] أهل السنّة يلعنون الوهّابيّين أيضاًكان أحد الاصدقاء يقول: ذهبت ذات ليلة إلی حرم السيّدة زينب علیه السلام في مصر، ورأيت هناك ضجيجاً عجيباً، إذ كانت الليلة ليلة الجمعة، وتقاطر سُنَّة القاهرة من كلّ حدب وصوب لزيارة ابنة علیّ، وأقاموا مراسيم العزاء والبكاء والمأتم إلی درجة أ نّي اندهشتُ كثيراً، إذ كيف يرثي السنّة زينب علیها السلام وكيف يعظّمون حرمها، ويطوفون حول ضريحها، ويقبّلونه، ويمسحون عيونهم بالتراب الموجود داخل حلقات الضريح. ومرّت ساعة، ثمّ ارتقي المنبر خطيب فصيح وبليغ جدّاً، وتحدّث عن الروايات المأثورة في أهل البيت مفصّلاً، ثمّ ختم حديثه بالدعاء، وكان الناس الحاضرون كلّهم يقولون: آمين. وكان من فقرات دعائه: اللَهُمَّ الْعَنِ الوَهَّابِيَّةَ. فقال الناس جميعهم: آمين. وهذا دليل علی أنّ كافّة طوائف العامّة وأهل السُّنَّة يخالفون الوهّابيّة، ويعتبرون رئيسَيْهَا: ابن تيميّة، و محمّدبن عبدالوهّاب منحرفَينِ، فاسِدَي العقيدة، وقد ذكرنا ذلك سابقاً. الاءشكال السادس: أنّ الوارد في هذا الحديث هو أنّ قائل هذا الكلام قد أُمر بأركان الإسلام الخمسة. ولمّا كان قد أقرّ بها، فقد كان مسلماً، ونحن نعلم أنّ أحداً من المسلمين لم يصبه عذاب في زمن النبيّ صلّيالله علیه وآله. الجواب: أنّ هذا الحديث كما أثبت إسلام الحارث، فكذلك أثبت كفره وارتداده وإعراضه. إذ شكّ في نبوّة رسولالله بعد سماعه حديث الغدير؛ وشملته تلك العقوبة في حال غيظه وعصبيّته من حكم الله في نصب أميرالمؤمنين علیه السلام في مقام الولاية. وكانت العقوبة بناءً علی طلبه أيضاً. يضاف إلی ذلك، أ نّنا نقرأ في كتب التأريخ والحديث بعض الموارد من هذا القبيل. منها أنّ في المسلمين من شملته العقوبة ومني بالبلاء نتيجة لكفر النعمة، والتجرّؤ علی حرمة رسول الله، كالرجل الاعرابيّ الذي مرض، ودخل علیه النبيّ يعوده. ولمّا قال له: لاَبَأْسَ طَهُورٌ. قال الاعرابيّ: قُلْتَ: طَهُورٌ، كَلاَّ! بَلْ هِيَ حُمَّي تَفُورُ[19] علی شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ القُبُورُ! فقال النبيّ: فَنَعَمْ إذاً! فَما أمْسَي مِنَ الغَدِ إلاَّ مَيِّتَاً. [20] الاءشكال السابع: أنّ الحارث بن النعمان غير معروف في الصحابة. وإنّما اسمه من قبيل الاسماء التي ذكرها المشعوذون وأصحاب الاباطيل والترّهات. وقصّة من نوع أساطير وقصص عَنْتَرة ودَلْهَمة. وقد صُنّفت الكتب في بيان أسماء الصحابة الذين أُثِرَ عنهم شيء في الحديث، حتّي لو كانت أحاديثهم ضعيفة. ومن هذه الكتب: كتاب «الاستيعاب» لابن عبدالبرّ، وكتاب ابن مُندة، وأبي نُعَيم الاءصفهانيّ، والحافظ أبي موسي، ونحو ذلك. ولميذكر أحد من هؤلاء اسمه، ومن هنا يُفْهَم أنّه لميرد له ذكر في الروايات. ذلك أنّ هؤلاء الكبار من المصنّفين يذكرون ما روي عن أهل العلم، ولايذكرون الاحاديث الخاصّة بتسطير الاساطير والخرافات، كما في «تَنَقُّلاَت الاَنْوَار» للبكريّ الكذّاب، وغيره. [21] إنّ كتب الرجال والتراجم جميعها لم تذكر عشراً من أسماء الصحابةالجواب: من المستحسن أن نكتفي في جواب هذا الاءشكال بما أورده شَيْخُ الإسلام إمَامُ الحُفَّاظِ أحمَد بنُ علیّبْن مُحَمَّدِبْنِ مُحَمَّدبن علیّالكنانيّ العَسْقَلانيّ الشَّافعيّ المعروف بابنحَجَر المولود سنة 773ه، والمتوفّي سنة 852ه في مقدّمة كتاب «الاءصَابة في تَمْييزِ الصَّحَابَة». كما أنّ العلاّمة الامينيّ نقل كلام ابن حَجَر نفسه في جواب هذا الاءشكال. [22] إنّ معاجم الصحابة جميعها غير كافلة لاستيفاء أسمائهم، فكلّ مؤ لّف من أربابها جمع ما وسعته حيطته وأحاط به اطّلاعه، ثمّ جاء المتأخّر عنه فاستدرك علی من قبله، ومع ذلك لم يُذْكَر في هذه المعاجم عُشْرٌ من أعشار أسماء الصحابة، وهو غير قابل للذكر أيضاً. ذلك أنّ الصحابيّ في اصطلاح العامّة، كما قال ابن حَجَر هو مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّياللَهُ علیهِ وَآلِهِ مؤمناً به وَمَاتَ علی الإسلام، [23] وإن ارتدّ بين لقائه النبيّ وموته، كالاشعثبن قيس الذي ارتدّ بعد الاءيمان، ثمّ عاد إلی الإسلام في خلافة أبي بكر. [24] و علی هذا، فإنّ الاشخاص الذين رأوا النبيّ وهم علی الاءيمان، وعاشوا بين الجبال والفلوات، أو سكنوا في المدن والقري والقصبات كثيرون إلی درجة أ نّهم لايحصون، بل إنّ إحصاءهم وبيان أسمائهم جميعاً ممتنع. وأمّا ما ذكره ابن حَجَر العَسْقَلانيّ في كتاب «الاءصابة» بعد الحمد والصلاة هو قوله: أمَّا بَعْدُ: فإنّ من أشرف العلوم الدينيّة علم الحديث النبويّ، ومن أجلّ معارفه تمييز أصحاب رسولالله ممّن خلف بعده. وقد جمع في ذلك ] الموضوع [ جمع من الحفّاظ تصانيف بحسب ما وصل إلیه اطّلاع كلّ منهم. فأوّل من عرفته صنّف في ذلك أبوعَبْدِاللَهِ البخاريّ. أفرد في ذلك تصنيفاً فنقل منه أبوالقاسم البَغَويّ وغيره. وجمع أسماء الصحابة مضمومةً إلی من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه كخليفةبن خَياط، ومحمّدبن سعد. ومن قرنائه كيَعقوببن سُفيان، وأبيبكربن أبي خَيْثَمَة. وصنّف في ذلك جمع بعدهم كأبي القاسم البَغَويّ، وأبيبَكْربن أبي داوُد، وعَبْدَان. ومن قبلهم بقليل كمَطين. ثمّ كأبي علیّبن السَّكَن، وأبي حَفْصبن شاهين، وأبي منْصُور المَاوَرْدِيّ، وأبي حَاتَمبن حَبّان، و كالطَبَرانيّ ضمن معجمه الكبير. ثمّ كأبي عَبْدِاللهبن مُنْدَة، وأبي نُعَيْم. ثمّ كَعُمَربن عَبْدِالبِرّ، وسمّي كتابه: «الاستيعاب»، لظنّه أنّه استوعب ما في كتب من قبله. ومع ذلك فقد فاته شيء كثير من أسماء الصحابة، فذيّل علیه أبوبكر ابنفَتْحون ذيلاً ذكر فيه أسماء فاتت ابن عبدالبرّ. وذيّل علیه جماعة في تصانيف لطيفة. وذيّل أبومُوسي المَدينيّ علی ابن مندة ذيلاً كبيراً. وفي أعصار هؤلاء المصنّفين خلائق يتعسّر حصرهم ممّن صنّف في ذلك أيضاً. إلی أن كان في أوائل القرن السابع فجمع عزّالدينبن الاثير كتاباً حافلاً سمّاه: «أُسد الغابة»، جمع فيه كثيراً من التصانيف المتقدّمة، إلاّ أنّه تبع مَن قبله، فخلط غير الصحابيّ بالصحابيّ، وأغفل عن التنبيه علی الاخطار والاوهام الواقعة في كتبهم. وكذلك فعل الحافظ أبو عبد الله الذهبيّ في كتابه،حيث أخذ من «أُسد الغابة» أسماء الصحابة وأضاف إلیها أسماء أُخري، وذكر من شكّ بصحبتهم للرسول، ولكنّه مع كلّ ذلك لم يستوعب كلّ الاسماء فحسب بل لم يقاربها. وقد وقع لي بالتتبّع كثير من الاسماء التي ليست في كتاب الذهبيّ ولاأصله علی الشروط التي ذكرها الذهبيّ، وابن الاثير في صحّة الصحبة. لذلك، جمعت كتاباً كبيراً في ذلك ميّزت فيه الصحابة من غيرهم. ومع ذلك لميحصل لنا منه الوقوف علی العُشر من أسماء الصحابة بالنسبة إلی ما جاء عن أبي زرعَة الرازيّ، لانّ أبا زرْعة قال: توفّي رسول الله صلّي الله علیه وآله ومن رآه وسمع منه زيادة علی مائة ألف إنسان من رجل وامرأة، كلّهم قد روي عنه سماعاً أو رؤيةً. [25] قال ابن فتحون في ذيل «الاستيعاب»: أجاب أبو زرعه بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصّة، فكيف بغيرهم. ومع هذا، فجميع من في «الاستيعاب»، باسم، أو كُنيه، أو بهما ثلاثة آلاف وخمسمائة. وذكر ابن فتحون أنّه استدرك علی ابن عبدالبرّ علی شرطه قريباً ممّن ذكر، أي: ثلاثة آلاف وخمسمائه. وأنا أقول: رأيتُ بخطّ الحافظ الذهبيّ من ظهر كتابه: «التجريد» قوله: لعلّ الجميع ثمانية آلاف إن لميزيدوا ولمينقصوا. ثمّ رأيتُ بخطّه: أنّ جميع مَن في «أُسد الغابة» سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفساً. وممّا يؤيّد قول أبي زرْعة ما ثبت في الصحيحين عن كعببن مالك في قصّة تبوك. والناس كثير لايحصيهم ديوان. وثبت عن الثوريّ فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إلیه، قال: من قدّم علیاً علی عثمان، فقد أزري علی اثني عشر ألفاً، مات رسولالله صلّيالله علیه وآله وهو عنهم راضٍ. وقال النوويّ: وذلك بعد النبيّ باثني عشر عاماً، بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردّة والفتوح الكثير ممّن لميضبط أسماءهم. ثمّ مات في خلافة عمر في الفتوح، وفي الطاعون العامّ، وطاعون عَمْواس،[26] وغير ذلك من لا يحصي كثرة، وسبب خفاء أسمائهم أنّ أكثرهم حضروا حجّة الوداع. والله أعلم. [27] وذكرنا في تضاعيف بحث الغدير أنّ الحضور في حجّة الوداع مع رسولالله كانوا مائة ألف أو يزيدون. وأنّ إحصاء أسماء هؤلاء الاشخاص متعذّر طبعاً وطبيعةً. فأين لهذه الكتب استيفاء ذلك العدد الجمّ؟ إذ إنّ أكثر العرب كانوا مبثوثين في البراري والفلوات، ولايختلفون إلی الحواضر إلاّ لغايات وقتيّة وأغراض خاصّة كانوا يزورون النبيّ خلالها، ولمينقلوا عنه حديثاً غالباً. وذكر المصنّفون أسماء الاشخاص الذين كانوا مشهورين ومعروفين، وكثر تداولهم في الرواية. واستبان ممّا قلناه أنّ إشكال هذا الرجل الناقد واهٍ لاأساس له، وخارج عن ميزان الاءنصاف، علی أنّ من المحتمل أنّ عدمذكره في عِداد الصحابة بسبب ردّته الاخيرة. مؤاخذة علی الشيخ محمّد عبده لذكره إشكالات ابن تيميّةوفي «تفسير المنار» إذ جمع السيّد محمّد رشيد رضا مطالب الشيخ محمّد عَبْدُه، فإنّه في الوقت الذي يقرّ بحديث الغدير ويرويه، وإن اقتضي طريقة المخالفين في معني الولاية، وامتنع عن بيان الحقّ، فهو أيضاً أخذ هذه الاءشكالات عن ابن تيميّة في آية: سأل سآئل، وتحدّث عنها. [28] وأجابه أُستاذنا المعظّم العلاّمة الطباطبائيّ رضوانالله علیه في «الميزان» جواباً وافياً إجمالاً. [29] وكم يُسْتَنقَبح حقّاً من شخص مثل الشيخ محمّد عبده الذي يدّعي بالحرّيّة الفكريّة أن يكون أسيراً لتلك الآراء والافكار التي يحملها العامّة، إذ أ نّي دار الحديث عن التشيّع والولاية، فإنّه يمرّ علیه بمكابرة تامّة، ولايتنازل من أجل الحقّ، وخلاصة الكلام أنّه لايستطيع أن يسحق علی ذاته، ويُسَلّم بعظمة الحقّ. ونستخلص من هنا أ نّنا لايمكن أن نتوقّع الفهم والاءدراك وأهل الثورة والتحرّك نحو الواقع وعالم الحقيقة من هؤلاء المثقّفين الذين هم أسري النفوس الامّارة ويحملون نفسيّات مستكبرة تلهث وراء الصيت والسمعة. وقال ابن طباطبا الاءصفهانيّ المتوفّي سنة322، وهو من كبار السادة الحسنيّين: يَا مَنْ يُسِرُّ لِيَ العَدَاوَةَ أبْدِهَا وَاعْمَدْ لِمَكْروهي بِجُهْدِكَ أوْ ذَرِ لِلّهِ عِنْدِي عَادَةٌ مَشْكُورَةٌ فيمَنْ يُعاديني فَلاَ تَتَحَيَّرِ أنَا وَاثِقٌ بِدُعَاءِ جَدِّي المُصْطَفَي لاِبِي غَدَاةَ غَديرِ خُمٍّ فَاحْذَرِ وَاللَهِ أسْعَدَنَا بِإرْثِ دُعَائِهِ فِيمَنْ يُعَادِي أوْ يُوَإلی فَاصْبِرِ [30] وخاطب بهذه الابيات أبا علیّ الرستميّ كما جاء ذلك في «ثمار القلوب» للثعلبيّ، ص511. وذكر شيخ الإسلام الحمّوئيّ عن طريق أبي الحسن الواحديّ بإسناده عن عبداللهبن فضل الرافعيّ في البصرة قال: سمعت ربيعبن سَلْمان يقول: قلتُ للشافعيّ: هنا جماعة لايطيقون سماع فضيلة لاهل البيت. وإذا ما أراد أن يذكر أحد فضيلة لهم، فإنّهم يقولون: هذا رافضيّ: فأنشد الشافعيّ هذه الابيات: إذَا فِي مَجْلِسٍ ذَكَرُوا علیاً وَسِبْطَيْهِ وَفَاطِمَةَ الزَّكِيَّة فَأجْرَي بَعْضُهُمْ ذِكْرَي سِوَاهُمْ فَأيْقِنْ أ نَّهُ [ابْنُ] سَلَقْلَقِيَّة إذَا ذَكَرُوا علیاً أو بَنِيهِ اغَلَ بِالرِّوَاياتِ ال علیة [31] وَقَالَ: تَجَاوَزُوا يَا قَوْمِ هَذَا فَهَذَا مِنْ حَدِيثِ الرافِضِيَّة بَرِئْتُ إلی المُهَيْمِن مِنْ أُنَاسٍ يَرَونَ الرَّفْضَ حُبَّ الفَاطِميَّة علی آل الرَّسُولِ صَلاَةُ رَبِّي وَلَعْنَتُهُ لِتِلْكَ الجَاهِلِيَّةِ [32] السلام علیك يا أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين وقائد الغُرِّ المحجّلين وإمام الموحّدين ورحمةالله وبركاته. إنّا بك نشكو ونلوذ ونوإلیك ومن أعدائك نتبرَّأ. اي روي ماه منتظر تو نو بهار حسن خال و خط تو مركز حسن و مدار حسن در چشم پر خمار تو پنهان فسون سحر در زلف بي قرار تو پيدا قرار حسن [33] ماهي نتافت، همچو تو از برج نيكوئي سروي نخاست چون قدت از جويبار حسن خرّم شد از ملاحت تو عهد دلبري فرّخ شد از لطافت تو روزگار حسن از دام زلف و دانة خال تو در جهان يك مرغ دل نماند نگشته شكار حسن دايم به لطف داية طبع از ميان جان مي پرورد به ناز ترا در كنار حسن گر دلبت بنفشه از آن تازه و ترست كآب حيات ميخورد از جويبار حسن حافظ طمع بريد كه بيند نظير تو ديّار نيست جز رخت اندر ديار حسن [34]
الدرس الحادي والثلاثون بعد المائة إلی الرابع والثلاثين بعد المائةعيد الغدير، عيد الإسلام الكبير ويوم التهنئة
بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ وصلَّي اللهُ علی محمّد وآله الطَّاهرين ولعنة اللَه علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين ولا حول ولا قوّة إلاّ باللَه ال علیّ العظيم قال الله الحكيم في كتابه الكريم: قَالَ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ اللَهُّمَ رَبَّنَآ أَنزِلْ علینَا مَآنءِدَةً مِنَ السَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لاِوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* قَالَ اللَهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا علیكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي´ أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَأُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَـالَمِينَ. [35] يوم غدير خمّ، يوم عيدما ثَمَر را به حقيقت ز شَجَر يافتهايم مي نبرّيم شَجَر را كه ثَمَر يافتهايم همه جا ناظر حقّيم در أطوار وجود شكر گوئيم و از اين شُكْر شِكَر يافتهايم [36] از دَرِ كعبه درآ در حرم كعبة ما آنچه دريافتهايم از رِه[37] دَرْيافتهايم تا جگر خون نشوي ره به دَرِ دل نبري ما ره دل به دو صد خون جگر يافتهايم هر كرا عيب نشد يافته از بيهنري است عيب ما يافت از آن شد كه هنر يافتهايم شيخ و زاهد همه زَر يافته در حكمت دين ما در اين فلسفه إكسير نظر يافتهايم سفر از خلق به حق كن ز ره فكر كه ما گنج دريافتگان را ز سفر يافتهايم تا شوي با خبر از خود خبر از خلق مجوي ما در اين بيخبري اصل خبر يافتهايم [38] أي پسر پند نيوش از پدر پير كه ما دولت عافيت از پند پدر يافتهايم بر نداريم سر از پاي خُم باده فروش ما نهاديم سر اينجا كه أثر يافتهايم دَر به دَر عمري ازين خانه به آن خانه شديم تا به خاك در ميخانه مقرّ يافتهايم شب قدر از نظر خلق نهان آمد و ما اين شب قدر ز تأثير سحر يافتهايم قمر از پرتو خورشيد منوّر شد و ما پرتو مهر درخشان ز قمر يافتهايم طرفه گويند مسيحا كه خدايش پدر است ما خداوند مسيحا ز پسر يافتهايم روشن از نورِ علی چشم فؤاد است حكيم كه زخاك قدمش كُحل بصر يافتهايم [39] يَوْمُ الغَدِيِرِ سِوي العِيدَيْنِ لي عِيدُ يَوْمٌ يَسُرُّ بِهِ السَّادَاتُ وَالصِّيدُ[40] نَالَ الاءمَامَةَ فِيهِ المُرْتَضَي وَلَهُ فِيهِ مِنَ اللَهِ تَشْرِيفٌ وَتَمْجِيدُ [41] * * * وَنَاصِبِيُّ شَدِيدُ النَّصْبِ قَابَلَني يَوْمَ الغَدِيرِ بِوَجْهٍ غَيْرِ ذِي جَذِلِ فَقَالَ: قُلْ لِي مَاذَا إلیوْمُ قُلْتُ لَهُ إلیوْمُ عِيدُ أميرِ المُؤمِنِينَ علی [42] جاء في «الامإلی» لابي عبد الله النيسابوريّ، و «الامإلی» للشيخ أبي جعفر الطوسيّ، في خبر عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الاءمام الرضا سلامالله علیه أ نَّهُ قَالَ علیهِ السَّلاَمُ: حَدَّثني أبي عَنْ أبيهِ أنَّ يَوْمَ الغَدِيرِ فِي السَّمَاءِ أشْهَرُ مِنْهُ فِي الاَرْضِ. إنَّ لِلَّهِ تَعَإلی فِي الفِردُوسِ قَصْرَاً لِبْنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلِبْنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فِيهِ مِائَةُ ألْفِ قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، وَمِائَةُ ألْفِ خَيْمَةٍ مِنْ يَاقُوتةٍ خَضْرَاءَ، تُرَابُهُ المِسْكُ وَالعَنْبَرُ، فِيهِ أرْبَعَةُ أنْهَارٍ؛ نَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ، وَنَهْرٌ مِنْ مَاءٍ، وَنَهْرٌ مِنْ لَبَنٍ، وَنَهْرٌ مِنْ عَسَلٍ، حَوَإلیهِ [43] أشْجَارُ جَمِيعِ الفَوَاكِهِ، علیهِ الطُّيُورُ، وَأَبْدَانُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَأجْنَحتُهَا مِنْ يَاقُوتٍ، تَصُوتُ بِألْوَانِ الاصْواتِ، إذَا كَانَ يَوْمُ الغَديرِ وَرَدَ إلی ذَلِكَ القَصْرِ أهْلُ السَّمَاواتِ يُسَبِّحُونَ اللَهَ وَيُقَدِّسُونَهُ وَيُهَلِّلُونَه. فَتَتَطَايَرَ تِلْكَ الطُّيُورُ، فَتَقَعُ فِي ذَلِكَ المَاءِ، وَتَمَرَّغَ علی ذَلِكَ المِسْكِ وَالعَنْبَرِ فَإذَا اجْتَمَعَ المَلائِكَةُ طَارَتْ فَيَنْفُضُ ذَلِكَ علیهِمْ. وَإنَّهُمْ فِي ذَلِكَ إلیوْمَ لِيَتَهادَوْنَ نِثَارَ فَاطِمَةَ علیهَا السَّلاَمُ. فَإذَا كَانَ آخِرُ إلیوْمِ، نُودُوا: انْصَرِفُوا إلی مَرَاتِبِكُمْ! فَقَدْ أمِنْتُمْ مِنَ الخَطَرِ وَالزَّلَلَ إلی قَابِلٍ فِي هَذَا إلیوْمِ تَكْرِمَةً لِمُحَمَّدٍ وَ علیٍّ ـ الخبر. [44] ارجاعات [1] ـ الآية 33، من السورة 8: الانفال. [2] ـ الآية 34، من السورة 8: الانفال. [3] ـ الآيات 13 إلی 18، من السورة 41: فصّلت. [4] ـ قُتِلَ صَبراً: أي: حُبِسَ علی القَتْلِ حَتّي يُقْتَل. [5] ـ روي في «دلائل البيهقيّ» ج 2، ص 95 بسنده عن عبد الله بن مسعود: أنّ رسولالله صلّيالله علیه وآله استقبل البيت فدعا علی نفر من قريش سبعة فيهم أبوجَهل، وأُميّةبن خَلْف، وعُتْبةبن ربيعة، وشَيْبَة بن ربيعة، وعَقَبةبن أبي مَعَيط. قال عبدالله ] بن مسعود [: أُقسم بالله لقد رأيتهم كلّهم صرعي علی بدر، وقد غيّرتهم الشمس وكان يوماً حارّاً. وأخرج ابن كثير الدمشقيّ في «البداية والنهاية» ج 3، ص 105 عن سعيدبن جبير، عن ابن عبّاس في شرح الآية: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِنءِينَ: المستهزئون بالنبيّ هم الوليدبن المُغيرة، والاسودبن عبد يَغُوث الزهريّ، والاسودبن المطّلب أبو زمْعة، والحارثبن عَيْطل، والعاصبن وائل السهميّ. فأتي جبرائيل عند رسول الله فشكاهم إلیه. فأراه الوليد، فأشار جبرائيل إلی أُنمله وقال: كفيته. ثمّ أراه الاسود بن المطّلب فأومأ إلی عنقه وقال: كفيته. ثمّ أراه الاسودبن عبد يغوث فأومأ إلی رأسه وقال: كفيته. ثمّ أراه الحارثبن عيطل فأومأ إلی بطنه وقال: كفيته. ومرّ به العاص بن وائل فأومأ إلی أخمصه وقال: كفيته. فأمّا الوليد فمرّ برجل من خزاعة وهو يريّش نبلاً له فأصاب أُنمله فقطعها. وأمّا الاسودبن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها. وأمّا الاسودبن المطّلب فعمي. وكان سبب ذلك أنّه نزل تحت شجرة السمرة فجعل يقول: يا بَنيَّ ألا تدفعون عنّي قد قتلت؟! فجعلوا يقولون: ما نري شيئاً. وجعل يقول: يا بَنيّ ألا تمنعون عنّي؟! قد هلكت. ها هو ذا الطعن بالشوك في عينيّ! فجعلوا يقولون: ما نري شيئاً. فلم يزل كذلك حتّي عميت، عيناه. وأمّا الحارثبن عيطل فأخذه الماء الاصغر في بطنه حتّي خرج خرؤه من فيه فمات منها. وأمّا العاصبن وائل فبينما هو كذلك يوماً إذ دخل في رأسه شِبْرِقَة حتّي امتلات منها فمات منها. ورواه البيهقيّبنحومن هذا السياق. [6] ـ قال الميدانيّ في «مجمع الامثال» طبعة المكتبة المحمّديّة سنة 1376: من أمثال العرب: حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا: القِدْح: أحد قِداح المَيْسر، وإذا كان أحد القداح من غيرجوهر إخوته، ثمّ أجاله المفِيض، خرج له صوت يخالف أصواتها، فيعرف به أنّه ليس من جملة القِداح. يضرب للرجل يفتخر بقبيلة ليس هو منها، أو هو يتمدّح بما لايوجد فيه. [7] ـ تفسير «مجمع البيان» ج 2، ص 538 و 539، طبعة صيدا. [8] ـ السورة 111: اللهب. [9] ـ تفسير «مجمع البيان» ج 5، ص 559، طبعة صيدا. [10] ـ «الاستيعاب» ج 4، تلخيص ص 1839 إلی 1841، ترجمة رقيّة بنت رسول الله. [11] ـ «الاستيعاب» ج 4، ص 1952، ترجمة أُمّ كلثوم بنت رسول الله. [12] ـ «الاستيعاب» ج 4، ص 1841 و 1842. [13] ـ «دلائل النبوّة» للبيهقيّ، ج 1، ص 96: الطبعة الاُولي: فلمّا أنزل الله عزّ وجلّ: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ. قال أبو لَهَب لابنَيْه: عُتَيْبَة وعُتْبَة، رأسي ورؤوسكما حرامإنلمتُطَلِّقا ابنتيّمحمّدٍ! وَسَأَلَ النَّبِيُّ صلّيالله علیه وآله عُتْبَة طَلاَقُ رُقَيَّة وسألته رقيّة ذلك، وقالت له أُمُّكلثوم: بنتُ حَرْبِبن أُميّة، وهي حمّالة الحطب: طلّقها يا بُنَّيَّ فإنَّها قَدْ صَبَتْ فَطَلَّقَها وَطَلَّقَ عُتْيْبَةُ أُمَّكُلْثُوم وجاءَ النَّبِيُّ صلّيالله علیه وآله حين فارق أُمَّ كلثوم، فقال: كفرت بدينك وفارقت ابنتك لاتُحِبُّني ولا أُحِبّك، ثمّ تسلَّط علی رسولالله فشقَّ قميصه فقال رسولالله صلّيالله علیه وآله: أما إنّي أسأل الله أن يسلّط علیه كلبه. فخرج نفر من قريش حتّي نزلوا في مكانٍ من الشام يقال له: الزرقاء ليلاً فأطاف بهم الاسد تلك الليلة فجعل عُتَبْة يقول: يا ويل أُمّي هو والله آكلي كما دعا محمّد علیَّ. قتلني ابن أبي كَبْشَة، وهو بمكّة وأنا بالشام. فَعَوَي علیه الاسدُ من بين القوم وأخذ برأسه فضغمة ضَغْمةً فذبحه. وذكر ابن الاثير ذلك في «النهاية» ج 3، ص 420 في مادّة فَدَغَ. [14] ـ «دلائل النبوّة» للبيهقيّ، ج 2، ص 97. [15] ـ «الاستيعاب» ج 1، ص 395 و 360. وعيّرة عبد الرحمن بن حسّانبن ثابت بذلك. وهجاه، وقال في عبدالرحمنبن الحكم: إنَّ اللَّعينَ أبوك فَارْمِ عِظَامَهُ إنْ تَرْمِ تَرْمِ مُخَلَّجَاً مَجْنُونا يُمْسِي خَميصَ البَطْنِ مِن عَمل التُّقَي وَيَظَلُّ مِن عَمَلِ الخَبِيثِ بَطِينا [16] ـ «النهاية في غريب الحديث والاثر» ج 3، ص 293، مادّة علهز. [17] ـ الآية 258، من السورة 2: البقرة. [18] ـ يقول: «إن لم يرغب الخفّاش في بلوغ الشمس، فلا يقلّل ذلك من رونقها وبهائها». [19] ـ أو تَثُور ـ خ ل. [20] ـ «صحيح البخاريّ» ج 4، ص 202 الطبعة الاميريّة، بولاق، في كتاب المناقب؛ وفي «الاشعثيّات» ص 200، كتاب الجنائز، باب عيادة المرضي، روي الإمام الصادق عن آبائه واحداً بعد الآخر حتّي أميرالمؤمنين علیه السلام. وأضاف العبارة الآتية في ختام حديثه: فمات ذلك الرجل، ولميُصَلّ رسولالله علی جنازته. [21] ـ «منهاج السُّنَّة» لابن تيميّة ج 4، ص 9 إلی 14. [22] ـ «الغدير» ج 1، ص 264 إلی 266. [23] ـ «الإصابة» ج 1، ص 10. [24] ـ «الإصابة» ج 1، ص 12. [25] ـ سماعاً: أي: سمع النبيّ بلا واسطة. رؤية: رأي النبيّ لكنّه روي عنه الحديث بواسطةشخص آخر. [26] ـ عمواس كورة علی ستّة أميال من الرملة علی طريق بيت المقدس منها. كان ابتداء الطاعون في سنة 18 ه ثمّ فشا في أرض الشام، فمات فيه خلق كثير لايحصي من الصحابة. [27] ـ «الإصابة» ج 1، ص 3 إلی 6. [28] ـ «تفسير المنار» ج 6، ص 464. [29] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 6، ص 56 إلی 59. [30] ـ «الغدير» ج 3، ص 340. وقال: هو أبو الحسن محمّد بن أحمدبن إبراهيم طباطبابن إسماعيلبن إبراهيمبن الحسن بن الإمام السبط الحسنبن الإمام علیّبن أبي طالب علیه السلام الشهير بابن طباطبا. مع أنّ محمّد بن إبراهيم كان يعرف بابن الخزاعيّة، وكان يقال له محمّد الاصغر، ولمتكن كنيته: أباالحسن. وشاعرنا محمّدبن أحمد المعروف بابن طَباطبا كان بعده بنسلين، وكنيته أبوالحسن، وكان يعيش بعده بقرن. وهكذا فهو أبوالحسن محمّدبن أحمدبن محمّد الاصغر المعروف بابن الخزاعيّةبن أحمدبن إبراهيم طَباطبا. [31] ـ جاء في النسخة البدل: بالروايات الدنيّة. [32] ـ «فرائد السمطين» ج 1، الباب 22، ص 135؛ و «نظم درر السمطين» للزرنديّ ص 111. [33] ـ يقول: «يا من وجهه كالقمر، أنت ربيع الحُسن، وإنّ خالك وخطّك مركز الحسن ومداره. تكمن في عيونك الناعسة فتنة السحر، وفي ضفائرك المتموّجه يستقرّ الحسن». [34] ـ يقول: «لم يطلع القمر مثل طلعتك من برج الجمال، ولم تبسق شجرة السرو من نهر الحسن كقامتك قد سعد عصرنا الجميل من ملاحتك، وأصبح ميموناً من لطافتك».». لم يبق قلب في العالم لم يأسره حسن ضفيرتك وخالك. إنّ حجر الطبيعة دائم اللطف إذ يحتضنك من الاعماق بالغنج والدلال إلی جانب الحسن. إنّ الاُرجوان الذي يعلو شفتك غضّ طريّ إذ يرتشف ماء الحياة من نهر الحسن لقد يئس حافظ أن يري مثلك. وليس في ديار الحسن أحد غيرمحيّاك». [35] ـ الآيتان 114 و 115، من السورة 5: المائدة. [36] ـ يقول: «نحن ظفرنا بالثمر من شجرة حقّاً، فلا نقطع شجراً استمتعنا بثمره. إنّنا ننظر الله تعإلی في جميع أرجاء الوجود، وقد حصلنا علی الشكر». [37] ـ إشارة إلی الحديث النبويّ المتواتر عن الشيعة والعامّة: أنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَ علیٌّ بَابُهَا وَمَنْ أرَادَ المَدِينَةَ فَلْيَأتِهَا مِنْ بَابِهَا. [38] ـ يقول: «ادخل في حرم كعبتنا من باب الكعبة، فما ظفرنا به نحن إنّما ظفرنا به من الباب». وإنّك لن تستطيع أن تصل باب القلب ما لم تكابد وتعاني، فإنّنا عانينا وكابدنا كثيراً حتّي بلغنا ذلك. من لا يدرك عيبه فهو دليل علی حرمانه للفنون، وقد وصلنا إلی عيوبنا جرّاء تمتّعنا بالمواهب. إنّ الشيخ والزاهد ومن ماثلهما وجدا الذَّهَب في حكمة الدين أمّا نحن فقد وجدنا إكسير النظر في فلسفة الدين. سافر من الخلق إلی الحقّ عن طريق فكرك، فإنّنا وجدنا كنز الواصلين بواسطة السفر. تسأل أحداً من الخلق حتّي تخبر عن نفسك، فإنّنا عرفنا أصل الخبر في عدممعرفة الخلق». [39] ـ يقول: «شمع جمع» لفؤاد كرمانيّ، ص 212 ويقول: «يا بُنيّ اسمع نصيحة أبيك الشيخ فإنّنا رزقنا العافية بسماع نصيحة أبي. لن نرفع الرأس عن قدم الساقي وقد وصفنا الرأس هنا لا نّنا وجدنا آثار عملنا هذا بكلّ وضوح. لقد تجوّلنا من بيت إلی بيت ردحاً من أعمارنا، حتّي استقرّ بنا المقام عند تربة الخمّارة. إنّ ليلة القدر خافية علی الناس، وقد وجدناها هذه الليلة بتأثير من السحر. لقد استنار القمر بضياء الشمس، ونحن استضأنا نور الشمس المضيئة من القمر. إنّه لشيء عجاب أن يقول النصاري إنّ الله أبو المسيح، فإنّنا وجدنا ربّ المسيح بواسطة ابنه. بصرت عيني بنور علیّ أيّها الحكيم، فوجدنا تراب أقدامه كحلاً للبصر». [40] ـ صِيْد جمع أصْيَد بمعني الملك أو الاسد. [41] ـ «المناقب» لابن شهرآشوب، ج 1، ص 540، الطبعة الحجريّة، ونسبت هذه الاشعار في الكتاب المذكور إلی شاعر لم يعيّن اسمه. ولكن ذكرها صاحب «الغدير» ج 4، ص 319 لابي الحسن الفنجكرديّ، وأضاف إلیها البيتين الآتيين: يَقُولُ أحمدُ خيرُ المرسلين ضُحيً في مجمعٍ حضرته البيضُ والسُّودُ والحمد للّه حمداً لا انقضاء له له الصنايع والالطاف والجودُ [42] ـ «المناقب» لابن شهر آشوب 1: 540. [43] ـ حَوْل وحَوْلي وحَوَال وحَوَإلی، بمعني الجهات المحيطة بالشيء، يقال: قَعَدَ حَوْلَهُ وَحَوْلَيْه وَحَوَالَهُ وَحَوَإلیه أي: قعد في الجهات المحيطة بذلك الشيء أو الشخص. وينبغي أن نعلم أنّ استعمال لفظ حَوَإلی بكسر اللام الشائع إلیوم علی الالسنة خطأ. يقولون: مدينة الري حَوَإلی طهران. وهذا خطأ، وينبغي لهم أن يقولوا: حَوَإلی طهران. وحَوَإلیّ بكسر اللام وتشديد إلیاء جمع حَوْليّ بمعني مُهر الحمار والعجل وما شابههما، وقد مرّت علیهسنة من عمره. [44] ـ «مناقب ابن شهر آشوب» ج 1، ص 540. ـ جاء هذا الخبر بحذافيره في «الإقبال» 468، وقال في صدر الخبر: روينا بإسنادنا الذي ذكرناه قبل هذا التفصيل إلی الشيخ الموثوق بروايته محمّد بن أحمد بن داود في كتاب «كمال الزيارات» قال: أخبرنا أبو علی أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفيّ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا علی بن الحسن بن علی بن فضال، عن محمّد بن عبدالله بن زرارة، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كنّا عند الرضا علیه السلام والمجلس غاصٌّ بأهله فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس. فقال الرضا علیه السلام: حدّثني أبي عن أبيه علیهما السلام ثمّ سرد هذه الرواية بالعبارات المذكورة، وجاء في تتمّتها: ثمّ التفت فقال لي: يا ابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين علیه السلام فإنّ الله تبارك وتعإلی يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذُنوبَ ستّين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق من شهر رمضان وليلة القدر وإلیلة الفطر. ولدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين. وأفضِل علی إخوانك في هذا إلیوم وسُرَّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة. ثمّ قال: يا أهل الكوفة! لقد أُعطيتم خيراً كثيراً وإنّكم لممّن امتحن الله قلبه للإيمان، مستذلّون مقهورون ممتحنون يصبّ البلاء علیهم صبّاً ثمّ يكشفه كاشف الكرب العظيم. والله لو عرف الناس فضل هذا إلیوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات. |
|
|