|
|
الصفحة السابقةبِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ الحمد لله ربّ العالمين ولا حول ولا قوة إلاّ باللَه العلی العظيم وصلَّي اللهُ علی محمّد وآله الطاهرين ولعنة اللَه علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين (مطالب أُلقيت في اليوم الثامن عشر من شهر رمضان المبارك)
أرواح المؤمنين في البرزخ في هيئة إنسانيّةقال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي' عَـ'لِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَـ'دَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. [1] ذكرنا أنّ أرواح المؤمنين الذين يرحلون عن الدنيا تتمثّل وتتصوّر في عالم البرزخ في صور برزخيّة إنسانيّة؛ بينما تتمثّل أرواح الكفّار في عالم البرزخ في صور الشياطين والملكات التي كانت لديهم، والتي نشأت من صفاتهم البهيميّة. يروي الشيخ الطوسيّ في كتابه «الامالي» عن الشيخ المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن همام، عن الحميريّ، عن ابن عيسي، عن الحسينبن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن الحسين بن أحمد، عن ابن ظبيان قال: كنتُ عند أبي عبد الله علیه السلام، فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم؟ فقلت: يقولون: تكون في حَوَاصِلِ طُيُورٍ خُضْرٍ. فقال: سبحان الله! المؤمنُ أكرمُ علی اللهِ من ذلك، إذا كان ذلك أتاه رسولالله صلّي الله علیه وآله وعلیُّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام ومعهم ملائكة اللهِ عزّ وجل المقرّبون، فإن أنطق اللهُ لسانَه بالشهادة له بالتوحيدِ، وللنبيّ صلّي الله علیه وآله بالنبوّة، والولاية لاهل البيت شهد علی ذلك رسول الله صلّي الله علیه وآله وعلیُّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام والملائكة المقرّبون معهم؛ وإن اعتقل لسانُه خَصَّ اللهُ نبيَّهُ صلّي الله علیه وآله بعلم ما في قلبه فشَهَد به، وشهدَ علی شهادةِ النبيّ علیُّ وفاطمة والحسن والحسين، علی جماعتهم من اللهِ السلامُ، ومن حَضَرَ معهم من الملائكة، فإذا قبضه اللهُ إليه صيَّر تلك الروحَ إلی الدنيا في صورةٍ كصورته فيأكلون ويشربون، فإذا قدم علیهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا. [2] كما يروي الكلينيّ نظير هذه الرواية في «الكافي» بسند آخر عن الإمام الصادق علیه السلام. [3] ويروي في «الكافي» أيضاً عن علیّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسنبن محبوب، عن أبي ولاّد الحنّاط، عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قلتُ له: جُعلت فداك! يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش. فقال: لاَ، الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ علی اللَهِ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ رُوحَهُ فِي حَوْصَلَةِ طَيْرٍ، لَكِنْ فِي أَبْدَانٍ كَأَبْدَانِهِمْ. [4] كما يروي في «الكافي» بسنده المتّصل عن أبي بصير، عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: إِنَّ الاْرْوَاحَ فِي صِفَةِ الاْجْسَادِ فِي شَجَرَةِ الْجَنَّةِ تَعَارَفُ وَتَسَاءَلُ، فَإِذَا قَدِمَت الرُّوحُ علی الاْرْوَاحِ تُقُولُ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا قَدْ أَفْلَتَتْ مِنْ هَوْلٍ عَظِيمٍ، ثُمَّ يَسْأَلُونَها: مَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ وَمَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَإِنْ قَالَتْ لَهُمْ: تَرَكْتُهُ حَيّاً، ارْتَجَوْهُ؛ وَإنْ قَالَتْ لَهُمْ: قَدْ هَلَكَ، قَالُوا: قَدْ هَوَي هَوَي. [5] ويروي في «الكافي» بسنده المتّصل عن أبي بصير، عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: سَأَلْتُهُ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَقَالَ: فِي حُجُرَاتٍ فِي الْجَنَّةِ يَأكُلُونَ مِنْ طَعَامِهَا وَيَشْرَبُونَ مِنْ شَرَابِهَا وَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَقِمْ لَنَا السَّاعَةَ وَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا وَأَلْحِقْ آخِرَنَا بِأَوَّلِنَا. [6] وأورد البرقيّ في «المحاسن» بسنده المتّصل عن الإمام الصادق علیه السلام نظير هذه الرواية مضافاً إليها حال أرواح الكفّار الذين يسكنون في حُجرات في النار ويأكلون من أكل أهل النار ويشربون من شرابهم.[7] وبطبيعة الحال فإنّ الاخبار الواردة في هذا الباب، في أنّ صورة المؤمن في البرزخ في هيئة إنسانيّة، كثيرة ومتعدّدة، إلاّ أنـّنا ذكرنا عدّة روايات من باب المثال. نزول الارواح إلی الدنيا لرؤية أهليهاكما أنّ أرواح المؤمنين تزور أهليها وتلتقي معهم، إذ تنزل روح المؤمن إلی الدنيا بتلك الهيئة المتصوّرة فتلتقي مع أرحامها وأهليها وبمن تحبّ، وتطّلع علی أحوالهم وما يجري علیهم. يروي الكلينيّ في «الكافي» بسنده عن حفص ابن البختريّ، عن الإمام الصادق علیه السلام، قال: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَزُورُ أَهْلَهُ فَيِرَي مَا يُحِبُّ وَيُسْتَرُ عَنْهُ مَا يَكْرَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَزُورُ أَهْلَهُ فَيَرَي مَا يَكْرَهُ وَيُسْتَرُ عَنْهُ مَا يُحِبُّ. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ كُلَّ جُمُعَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ علی قَدْرِ عَمَلِهِ. [8] وروي في «الكافي» بسنده عن أبي بصير، أنّ الصادق علیه السلام قال: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلاَكَافِرٍ إِلاَّ وَهُوَ يَأْتِي أَهْلَهُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَإِذَا رَأَي أَهْلَهُ يَعْمَلُونَ بِالصَّالِحَاتِ حَمِدَ اللَهَ علی ذَلِكَ، وَإِذَا رَأَي الْكَافِرُ أَهْلَهُ يَعْمَلُونَ بِالصَّالِحَاتِ كَانَتْ علیهِ حَسْرَةً. [9] ويروي في «الكافي» بسنده عن إسحاق بن عمّار، عن الإمام أبي الحسن مو سي بن جعفر علیهما السلام، قال: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَيِّتِ يَزُورُ أَهْلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: فِي كَمْ يَزُورُ؟ قَالَ: فِي الْجُمْعَةِ وَفِي الشَّهْرِ وَفِي السَّنَةِ علی قَدْرِ مَنْزِلَتِهِ. فَقُلْتُ: فِي أَيّ صُورَةٍ يَأْتِيهِمْ؟ قَالَ: فِي صُورَةِ طَائِرٍ لَطِيفٍ يَسْقُطُ علی جُدُرِهِمْ وَيشرِفُ علیهِمْ؛ فَإنْ رَآهُمْ بِخَيرٍ فَرِحَ، وَإِنْ رَآهُمْ بِشَرٍّ وَحَاجَةٍ وَحُزْنٍ اغْتَمَّ. [10] كما يروي في «الكافي» بسنده عند عبد الرحيم القصير، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الْمُؤْمِنُ يَزُورُ أَهْلَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، يَسْتَأذِنُ رَبَّهُ فَيَأذِنُ لَهُ، فَيَبْعَثُ مَعَهُ مَلَكَيْنِ فَيَأْتِيهِمْ فِي بَعضِ صُوَرِ الطَّيْرِ يَقَعُ فِي دَارِهِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَسْمَعُ كَلاَمَهُمْ. [11] وبالطبع فإنّ قول الإمام هنا بأنّ الارواح تقع علی الجدران في هيئة الطيور ليس المقصود منه أنّ روح المؤمن سترتبط بهيئة الطير والحيوان، أو أنّ الإنسان حين يري أحياناً طائراً واقفاً علی جدار البيت فإنّما هو روح ميّته المتوفّي؛ بل إنّ الإمام علیه السلام كان يمثّل بهذه الطريقة أنّ روح المؤمن تتردّد وتطّلع علی أحوال أهلها بنفس السهولة التي تقع فيها الطيور علی جدران بيوتكم. ورد في «جامع الاخبار» أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله قال: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ يَرَوْنَ مَكَانَهُ وَيَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ لَذَهَلُوا عَنْ مَيِّتِهِمْ وَلَبَكَوا علی نُفُوسِهِمْ، حَتَّي إِذَا حُمِلَ الْمَيِّتُ علی نَعْشِهِ رَفْرَفَ رُوحُهُ فَوقَ النَّعْشِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا أَهْلِي وَيَا وُلْدِي! لاَ تَلْعَبَنَّ بِكُمُ الدُّنْيَا كَمَا لَعِبَتْ بِي، فَجَمَعْتُ الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ وَمِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، ثُمَّ خَلَّفْتُهُ لِغَيْرِي، فَالْمَهْنَا لَهُ وَالتَّبِعَةُ علیِّ؛ فَاحْذَرُوا مِثْلَ مَا حَلَّ بِي. [12] إنّ ارتباط أرواح تلك الدنيا وعلاقتها مع هذه الدنيا، من القوّة والمتانة بحيث إذا ما فُعل عمل خير هنا فإنّه سيسري إلی الارواح المتّصلة والمرتبطة في ذلك العالم. يروي الصدوق في «الامالي» بسنده المتّصل عن الإمام الصادق علیه السلام قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: مرّ عيسي ابن مريم علیه السلام بقبر يُعذَّب صاحبه، ثمّ مرّ به من قابل فإذا هو ليس يُعذَّب، فقال: ياربّ مررتُ بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يُعذَّب، ثمّ مررتُ به العام فإذا هو ليس يُعذَّب؟ فأوحي الله عزّ وجلّ إليه: يا روح الله إنّه أدرك له ولدٌ صالح فأصلح طريقاً وآوي يتيماً فغفرتُ له بما عمل ابنُه. [13] وعلی هذا الاساس فقد قال الرسول الاكرم صلّي الله علیه وآله في الحديث المتّفق علیه بين الشيعة والعامّة: مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَلَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا. وخلاصة الامر، فإنّ الاخبار الواردة في أنّ صورة المؤمن وهيئته في البرزخ في صورة إنسان وهيئته كثيرة، وكذلك الروايات الدالّة علی أنّ المؤمنين ـبل والكافرين أحياناً ـ يزورون أهليهم. ولكن، أيذهب الاحياء أيضاً لزيارة الموتي؟ نعم! يروي الشيخ الطوسيّ في «الامالي» بسنده المتّصل عن عبداللهبن سليمان، عن الإمام محمّد الباقر علیه السلام: قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ زِيَاِرَةِ الْقُبُورِ. قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَزُرْهُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِي ضِيقٍ وُسِّعَ علیهِ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إلی طُلُوعِ الشَّمْسِ؛ يَعْلَمُونَ بِمَنْ أَتَاهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ كَانُوا سُديً. قُلْتُ: فَيَعْلَمُونَ بِمَنْ أَتَاهُمْ فَيَفْرَحُونَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيَسْتَوحِشُونَ لَهُ إِذَا انْصَرَفَ عَنْهُمْ. [14] فوائد زيارة أهل القبورإنّ لزيارة أهل القبور فائدة كبيرة، وخاصّة زيارة قبور العلماء والشهداء والمقرّبين لساحة الله عزّ وجل. كما أنّ زيارة قبور الائمّة علیهم السلام لها حكم الورود في الماء الكرّ الذي ينزّه الزائر ويطهّره من كلّ لوثٍ ودنس، لانّ نتيجة الزيارة هي الارتباط مع روح المتوفّي، حيث يستعين الزائر بتلك الروح ويطلب المساعدة منها. وعلیه فكلّما كانت روح المتوفّي أطهر وأنزه وأسمي، كان نصيب الزائر أكثر وأوفر. وباعتبار أنّ روح المتوفّي لها ارتباط أوثق وأكثر بقبره، فإنّ زيارة الارواح عند قبورها لها أثر أكبر وأعمق، لذا فإنّ المؤمن الزائر يربط نفسه بواسطة نافذة القبر بروح ذلك المعصوم المقرّب إلی ساحة الله تعالي، ويرتبط ـ بهذه الطريقةـ مع عالم المعني والارواح بكلّ سعته فيفيد منه. ومن المشهور أنّ الحاجات تُقضي وتُستجاب أكثر عند قبور العلماء، وأساساً فإنّ هناك نورانيّة ووحدة أكثر في الامكنة التي دُفن فيها الاجّلاّء وأولياء الله، إذ من المحسوس أنّ هناك إضاءة وسعة خاصّة وانشراحاً في تلك البقاع والاماكن، وأنـّها تخلو من الإحساس بالظلمة والضيق، خلافاً لقبور الكفّار المظلمة والباعثة علی الملل والضيق والانقباض. يقول المرحوم آية الحقّ العارف بالله الحاجّ الشيخ محمّد جواد الانصاريّ الهمدانيّ رضوان الله تعالي علیه: كنت في قديم الايّام لاأذهب لزيارة قبور غير المعصومين والائمّة، فقد كنت أتصوّر أنّ الانبساط والانشراح يحصل فقط من قبور الائمّة علیهم السلام الذين وصلوا إلی مقام الطهارة المطلقة، وأن ليس من أثر مترتّب علی زيارة قبور غيرهم، حتّي تشرّفت بالسفر إلی العتبات المقدّسة للمرّة الاُولي لاداء الزيارة مع جمع من تلامذتي الروحيّين. حيث توجّهنا يوماً من أيّام الإقامة في الكاظمين علیهما السلام من بغداد إلی المدائن للتفرّج علی بناء المدائن وطاق كسري المكسور، وكان حقّاً باعثاً علی العِظة والاعتبار. ثمّ إنّنا تحرّكنا بعد التفرّج علی المدائن وأداء ركعتي الصلاة المندوبة في ذلك الطاق، إلی قبر سلمان وحذيفة الواقعين قرب ذلك الطاق، فجلسنا قرب قبر سلمان في جمع من الاحباب والاصدقاء، ليس بقصد أداء الزيارة بل لمجرّد الاستراحة وإزالة التعب، فاستقبلنا سلمان فجأة وتجلّي علی حقيقته وفي هيئته الواقعيّة، فكانت روحه في غاية الصفاء واللطافة ليسفيها ذرّة من الكدورات، وكانت في غاية السعة والنقاء بحيث أغرقتنا في عالم من اللطف والمحبّة والسعة والصفاء، وأدخلتنا في فضاء وسيع ولطيف من عالم المعني خالٍ من أيّ مشكلة وعقدة، بحيث أشبه في منتهي لطافته وصفائه فضاء الجنّة، وكان كالضمير المنير للعارف بالله أشبه بالماء الصافي الزلال الرقراق وبنسائم الهواء اللطيفة، فأحسست بالخجل يعتريني من عدم قدومي عنده للزيارة، ثمّ إنّنا شرعنا بأداء الزيارة. وصرت منذ ذلك الوقت أذهب أيضاً لزيارة قبور غير الائمّة الطاهرين علیهم السلام، من العلماء بالله والمقرّبين وأولياء الله، وأستعين بهم، وصرت أذهب لزيارة قبور المؤمنين في المقبرة، وأُوصي تلامذتي بأن لا يُحرموا من هذا الفيض الإلهيّ. كيفيّة زيارة أهل القبورنقل في «مستدرك الوسائل» عن السيّد علیّ بن طاووس في «مصباح الزائر» إذا أردتَ زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون ذلك يوم الخميس، وإلاّ ففي أيّ وقت شئت، وصِفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك علی القبر وتقول: اللَهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ، وَآمِنْ رَوْعَتَهُ، وَأَسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ، وَأَلْحِقْهُ بِمَنْ كَانَ يَتَوَلاَّهُ، ثُمَّ اقْرَأْ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وروي في صفة زيارتهم رواية أُخري عن محمّد بن مسلم قال: قلتُ لابي عبد الله علیه السلام: نزور الموتي؟ فقال: نعم. قلتُ: فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ قال: إي والله، ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم. قلتُ: فأيّ شيءٍ نقول إذا أتيناهم؟ قال: قُلْ: اللَهُمَّ جَافِ الاْرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ، وَصَاعِدْ إِلَيْكَ أَرْوَاحَهُمْ، وَلَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْوَاناً، وَأَسْكِنْ إِلِيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا تَصِلْ بِهِ وَحْدَتَهُمْ، وَتُؤْنِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ، إِنَّكَ علی كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وإذا كنت بين القبور فاقرأ قُلْ هُوَ اللَهُ أَحَد إحدي عشر مرّة وأهد ذلك لهم فقد روي أنّ الله يُثيب من يفعل ذلك علی عدد الاموات. وقد تقدّم باقي أخبار الباب في كتاب الطهارة في أبواب الدفن. [15] أقول: روي الحرّ العامليّ الرواية الاُولي التي أوردها السيّد في «مصباح الزائر»، وذلك عن الشيخ الطوسيّ بسنده عن الحسن بن محبوب، عن عمروبن أبي المقدام، عن أبيه قال: مررت مع أبي جعفر ] محمّد الباقر [ علیه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من الشيعة. قال: فوقف علیه ثمّ قال: اللَهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ ـ إلی آخر هذا الدعاء. كما ذكر في «وسائل الشيعة» ج 1، ص 167 و 168، كتاب الطهارة، في أبواب زيارة أهل القبور وقراءة الادعية الواردة رواياتٍ كثيرةً بهذه المضامين. ويروي في ص 168 من نفس المجلّد عن محمّد بن يعقوب، عن علیّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبداللهبن سنان، قال: قلتُ لابي عبد الله علیه السلام: كَيْفَ التَّسْلِيمُ علی أهْل الْقُبُورِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، تَقُولُ: السَّلاَمُ علی أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرْطٌ؛ وَنَحْنُ إنْ شَاءَ اللَهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ. وأورد كذلك عدّة روايات أُخري قريبة من هذا المضمون. والخلاصة فإن ّ آثار نورانيّة روح المؤمن ظاهرة في قبره أيضاً، وآثار ظلمة روح الكافر مشهودة في قبره أيضاً. اجتماع أرواح المؤمنين في وادي السلاموقد ورد في روايات عديدة أنّ أرواح المؤمنين تجتمع في وادي السلام؛ وادي السلام الذي هو وادي الامن والامان والسلامة، حيث نداء الملائكة للمؤمنين: سَلَـ'مٌ علیكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَـ'لِدِينَ. [16] إنّ ظهور ذلك الوادي في هذه الدنيا، أرضٌ في النجف الاشرف وادي الولاية، في ظهر الكوفة، ذلك لانّ النجف الاشرف لم تكن قد صارت مدينة في سابق الايّام قبل دفن الجسد المطهّر للإمام أميرالمؤمنين علیه السلام، بل كانت صحراء تبعد عن الكوفة بفرسخ واحد، لذا يقال للنجف: ظهر الكوفة. يروي الكلينيّ في «الكافي» بسنده عن أحمدبن عمر، مرفوعاً عن الإمام الصادق علیه السلام: قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَخِي بِبَغْدَادَ، وَأَخَافُ أَنْ يَمُوتَ بِهَا. فَقَالَ: مَا تُبَالِي حَيْثُمَا مَاتَ؛ أَمَا إِنَّهُ لاَ يَبْقَي مُؤْمِنٌ فِي شَرْقِ الاْرْضِ وَغَرْبِهَا إِلاَّ حَشَرَ اللَهُ رُوحَهُ إلی وَادِي السَّلاَمِ. فَقُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ وَادِي السَّلاَمُ؟ قَالَ: ظَهْرُ الْكُوفَةِ؛ أَمَا إِنِّي كَأَنـِّي بِهِمْ حَلَقٌ حَلَقٌ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ. [17] كما يروي في «الكافي» بسنده عن عِبَايَة الاَسَدِيّ، عن حَبَّة العُرَنِيّ قال: خرجتُ مع أمير المؤمنين علیه السلام إلی الظَّهْر، فوقف بوادي السلام كأنـّه مخاطِبٌ لاقوام، فقمتُ بقيامه حتّي أعييت، ثمّ جلستُ حتّي مللت، ثمّ قمتُ حتّي نالني مثل ما نالني أوّلاً، ثمّ جلستُ حتّي مللتُ، ثمّ قمتُ وجمعت ردائي فقلتُ: يا أمير المؤمنين، إنّي قد أشفقتُ علیك من طولِ القيام فراحةُ ساعة، ثمّ طرحتُ الرداء ليجلس علیه، فقال: يا حبّة إن هُو إلاّ محادثةُ مُؤمِنٍ أو مُؤَانسته. قال: قلتُ: يا أمير المؤمنين، وإنّهم لكذلك؟ قال: نَعَمْ، وَلو كُشفَ لَكَ لرأيتَهُمْ حلقاً حلقاً محتبين[18] يتحادثون. فقلتُ: أجسامٌ أم أرواحٌ؟ فقال: أرواحٌ، وما من مؤمنٍ يموتُ في بقيعةٍ من بقاعِ الارضِ إلاّ قيلَ لروحه: إلحقي بوادي السَّلاَمِ؛ وإنّها لَبقعةٌ مِنْ جنّةِ عَدْن. [19] وقال في كتاب «المختصر» للشيخ حسن بن سليمان وهو من معاريف تلامذة الشهيد الثاني: روي الفضل بن شاذان في كتاب «القائم» علیه السلام، عن ابن طريف، عن ابن نباته في حديث طويل يذكر فيه أنّ أميرالمؤمنين علیه السلام خرج من الكوفة ومرّ حتّي أتي الغريّين [20] فجازه فلحقناهوهو مستلقٍ علی الارض بجسده ليس تحته ثوب، فقال له قنبر: ياأميرالمؤمنين، ألا أبسط لك ثوبي تحتك؟ قال: لا، هل هي إلاّ تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه؟ قال الاصبغ: يا أمير المؤمنين، تربة مؤمن قد عرفناه كانت أو تكون فمامزاحمته في مجلسه؟ فقال: يا ابن نباته، لو كُشف لكم لرأيتم أرواح المؤمنين في هذا الظَّهْر[21] حلقاً يتزاورون ويتحدّثون، إِنَّ في هذا الظَّهر روحَ كُلِّ مؤمنٍ وبواديبَرَهُوت نسمة كُلِّ كافرٍ. [22] فالمؤمنون في وادي السلام في التذاذ ومسرّة، ثملون بكأس المحبّة والولاية، وطافحون بالعشق والبهجة والسرور، لذا فإنّهم لايحسّون بمرور الزمن البرزخيّ إلی يوم القيامة. اجتماع أرواح الكفّار في برهوتأمّا الكفّار الذين قصرت أيديهم عن العلم والمعرفة، وحُرمت أرواحهم من بلّ الصدي من كأس معين الولاية المتدفّق، فهم مجتمعون في الصحراء القاحلة لـ«برهوت اليمن». ذرّة ذرّة كاندريـن أرض و سـماسـت جنـس خود را همچو كاه وكهرباسـت نـوريــان مـر نـوريــان را جـاذبـنــد نــاريــان مــرنـاريــان را طــالـبـنــد [23] إنّ طيّ الزمان إذا ما كان أمراً نسبياً فإنّه يوضّح هذه المسألة جيّداً، فكم هو صعب وعسير مرور الزمان لاهل البرهوت! وكم هو طويل ومليء بالحوادث وكم هو قاصم ومؤذٍ! لكأنّ كلّ لحظة منه سنوات طوال. وكم هو مريح لطيف سريع الانقضاء لاهل وادي السلام، الوادي الايمن! لكأنّ سنةً منه تمرّ وتطوي في لحظة واحدة. وعلی كلّ حال فإنّ الإحساس بمرور الزمن معدوم في مجالس الانس والخلوة بالحبيب، وفي مقام الوحدة ذلك، حيث تتنزّه الارواح من صدأ الكثرات والتعلّقات وتمتزج معاً في مقام الصفاء والمودّة والمؤانسة، وتذوب في بعضها كما يمتزج اللبن والسكّر والشهد، فليس من سبيلٍ هناك للإحساس بمرور الزمن الذي هو من آثار المادّة، ولا لإدراك طيّه التدريجيّ، وربّما كان معني طيّ الزمان لاولياء الله تعالي هو هذا المعني. وعلی العكس من ذلك، فإنّ كلّ لحظة تمرّ في سجون الفراق والبُعد عن الحبيب والتعلّقات كأنـّها سنة، فالتوغّل في الكثرات وتوّهم هذه التعلّقات يُطيل الزمان في القوي المتخيّلة، بحيث تبدو كلّ ساعة منه طويلة كأطول ليلة من ليالي الشتاء [24]، بحيث يبقي الشخص المنتظر مترقّباً علی الدوام لطلوع فجر صبح الامل والوصول والخلوة والاُنس. من پير سال و ماه نيم يار بي وفاست بر من چو عمر ميگذرد پير از آن شدم [25] لقاء بعض ارواح الموتی لبعض اولادهموبطبيعة الحال فكما أنّ الاموات يتجسّدون في صور معيّنة، فإنّ الافراد الذين وصلوا إلی مقام القُرب من الحضرة الاحديّة لله عزّ وجلّ والذين انفتحت بصائرهم، يستطيعون أن يشاهدوا أُولئك الاموات ويتحدّثون معهم. يروي محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب «بصائر الدرجات» بسنده المتّصل عن الإمام أبي إبراهيم موسي بن جعفر علیهما السلام، قال: خرجتُ مع أبي إلی بعض أمواله، فلمّا برزنا إلی الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس واللحية فسلّم علیه، فنزل إليه أبي أسمعه يقول له: جُعلت فداك! ثمّ جلسا فتساءلا طويلاً، ثمّ قام الشيخ وانصرف وودّع أبي وقام ينظر في قفاه حتّي تواري عنه، فقلتُ لابي: من هذا الشيخ الذي سمعتُك تقول له ما لم تقله لاحد؟ قال: هذا أبي. [26] كما يروي في نفس كتاب «بصائر الدرجات» بسنده المتّصل عن أبي البلاد قال: قلتُ لابي الحسن الرضا علیه السلام: حدّثني عبدالكريمبن حسّان عن عبيدة بن عبد الله بن بشير الخثعميّ، عن أبيك أنـّه قال: كنتُ ردف أبي وهو يريد العُرَيض. [27] قال: فلقيه شيخ أبيض الرأس واللحية يمشي. قال: فنزل إليه فقبّل بين عينيه، فقال إبراهيم: ولا أعلمه أنـّه قبّل يده ثمّ جعل يقول له: جُعلت فداك، والشيخ يوصيه، فكان في آخر ما قال له: انظر الاربع ركعات فلا تدعها. قال: وقام أبي حتّي تواري الشيخ ثمّ ركب، فقلتُ: يا أبه، مَن هذا الذي صنعتَ به ما لم أرك تصنع بأحد؟ قال: هَذا أبي يا بُنيّ. [28] تجسّد الاعمال القبيحة في البرزخ في هيئة شيطانومجمل الامر أنّ علی الإنسان أن يعمل لئلاّ يُمتحن في البرزخ، إذ لو سُلب منه إيمانه ـ لا سامح الله ـ بسبب جحوده وإنكاره، فإنّه سيبتلي بالسقوط في وادي البرهوت. بل إنّ علی المؤمن أن يتحرّي طريق القُرب بواسطة الاعمال الصالحة لتستقرّ روحه وتأمن في وادي السلام وليذهب يوم القيامة ـ بشفاعة محمّد وأهل بيته علیهم السلام ـ إلی جنّة الفردوس فيخلّد هناك، إذ ليس من شفاعة في البرزخ، وإذا ما كان سلوك المؤمن وأفعاله غير مرضيّة فإنّه سيوبّخ في البرزخ. يروي الكلينيّ في «الكافي» بسنده المتّصل عن عمرو بن يزيد قال: قُلْتُ لاِبِي عَبْدِ اللَهِ علیهِ السَّلاَمُ: إِنِّي سَمِعْتُكَ وَأَنْتَ تَقُولُ: كُلُّ شِيعَتِنَا فِي الْجَنَّةِ علی مَا كَانَ مِنْهُمْ. قَالَ: صَدَقْتُكَ، كُلُّهُمْ وَاللَهِ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ الذُّنُوبَ كَثِيرَةٌ كَبَائِرُ. فَقَالَ: أَمَّا فِي القِيَامَةِ فَكُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ الْمُطَاعِ أَو وَصِيّ النَّبِيَّ وَلَكِنِّي وَاللَهِ أَتَخَوَّفُ علیكُمْ فِي الْبَرْزَخِ. قُلْتُ: وَمَا الْبَرْزَخُ؟ قَالَ: الْقَبْرُ مُنْذُ مُوْتِهِ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [29] يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُو´ءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ و´ أَمَدًا بَعِيدًا. [30] يرحل الإنسان عن الدنيا فيُطوي ملفّ عمله، اللهم إلاّ الافراد الذين خلّفوا ذكري منهم تبقي بعدهم صدقةً جارية، كالوقف للاُمور الخيريّة والاثر العلميّ والدينيّ الذي يستفيد الناس منه، والولد الصالح التي تُعدّ باقياتهم الصالحات. أمّا نفس موجوديّة الإنسان التي هي نتيجة مجموع أعماله الصالحة أو الطالحة، فإنّها ستبقي قرينة مع الإنسان، فيبقي الإنسان مع قرينه إمّا مسروراً أو معذّباً. فإن كانت نفس موجوديّته صالحة فإنّ الإنسان سيلتذّ بها دوماً، أمّا إذا ما أعرض عن ذكر الله تعالي، فإنّ الله سبحانه سيجعل موجوديّته في هيئة شيطان يكون قرينه وصاحبه. يروي في «الكافي» بسنده المتّصل عن بشير الدهّان، عن الإمام الصادق علیه السلام ضمن رواية طويلة عن البرزخ وسؤال الملكين منكر ونكير، أنّ المؤمن حين يجيب علی سؤال الملكين عن التوحيد، فإنّهما يسألانه عن رسول الله فيقولان: مَا تَقُولُ فِي هَذا الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ؟ فَيَقُولُ: أَعَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَهِ تَسْأَلاَنِي؟ فَيَقُولاَنِ لَهُ: تَشْهَدُ أَنـَّهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنـَّهُ رَسُولُ اللَهِ. فَيَقُولاَنِ لَهُ: نَمْ نُوْمَةً لاَ حُلُمَ فِيهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلی الْجَنَّةِ وَيَرَي مَقْعَدَهُ فِيهَا. وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ كَافِراً دَخَلاَ علیهِ وَأُقِيمَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ يَدَيْهِ، عَيْنَاهُ مِنْ نُحَاسٍ؛ فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ خَرَجَ مِنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي. فَيُخَلِيَّانِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ، فَيُسَلِّطُ علیهِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ تِنِّيناً؛ وَلَوْ أَنَّ تَنِّيناً وَاحِداً مِنْهَا نَفَخَ فِي الاْرْضِ مَا أَنْبَتَتْ شَجَراً أَبَداً، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلی النَّارِ وَيَرَي مَقْعَدَهُ فِيهَا. [31] وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـ'نِ نُقَيِّضْ لَهُ و شَيْطَـ'نًا فَهُوَ لَهُ و قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنـَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّي'´ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَـ'لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَينِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ. [32] فهذا الشيطان هو في الحقيقة ظهور وبروز نفسه الامّارة وموجوديّته التي كانت تخفي عن الانظار بواسطة الحُجب، وها هي الحجب قد هُتكت في البرزخ فصارت موجوديّته جليّة للعيان يتمنّي الإنسان لو بَعُد عنها بُعد المشرقين. أمّا إذا كان المتوفّي مؤمناً ذا عمل حسن جميل، فإنّ ذلك القرين والصاحب الملازم سيتجلّي أمامه في هيئة إنسان وسيم معطّر في هيئة حسنة. [33] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّيـ'هَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّيـ'هَا. [34] يحذّر أمير المؤمنين علیه السلام الإنسان من بداية نهج البلاغة إلی خاتمته، من الموت وعواقبه، ويوصيه في أمر التوحيد والمعاد والتقوي. ولقد منّ الله تعالي علی الإنسان برسولين، أحدهما العقل وهو الرسول الباطن الملازم للإنسان علی الدوام، والآخر الرسول الظاهر، وهو نبيّه صلّي الله علیه وآله، ولقد حرّض الإنسان ورغّبه في اتّباع دعوة الرسول الباطن. لذا فإن لم يطوِ الإنسان طريق الحقّ، ولو تغافل عن الرسول الباطن وكَتَم علیه، ورفض الرسول الظاهر، فإنّه سيكون بذاته المقصّر دون ريب. ذَ ' لِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ. [35] يقول الإنسان: إلهي، لماذا جعلت جزائي هكذا؟ فيجيبه: هذه هي أعمالك التي سبق وقدّمتَها، قد جري تدوينها وتسجيلها في جهاز منظّم دقيق، وهذا هو حاصل ونتيجة عملك أنت، وهو عين عملك الذي تجلّي في هذا العالم في هذه الهيئة؛ لم أظلمك ولم أُعاقبك ولم أبتلك بعقوبة سبقت عملك. لقد كان نفس عملك في الدنيا فاسداً طالحاً، فظهر ذلك الفساد الآن وتجلّي؛ كما كانت الاعمال الصالحة للمؤمن في الدنيا حسنةً جميلة، وهاهو ذلك الحُسن قد ظهر الآن وتجلّي. إنّ الإنسان يعجز بعينيه الطبيعيّتين هذين أن يري الشيء إذا تناهي في الصغر، فالميكروب لا يمكن رؤيته للعين التي لم تتسلّح بسلاح المجهر، لكنّه يصبح قابلاً للمشاهدة تحت العدسات المكبّرة التي تكبّره آلاف المرّات أو أكثر من ذلك. وعلی هذا فإنّ أعمال الإنسان ـ بلحاظ الصحّة والفساد والرياء والتظاهر والتجّمل وحبّ النفس وعبادة الشخصيّة، أو بلحاظ التقرّب إلی الله تعالي والوصول ومقام اللقاء والرضوان ـ ستكون مختفية ومستترة في عالم المادّة والطبع هذا، فهذه الجهة مختفية وكامنة في بطون الاعمال وأعماقها. ومن ثمّ يبرز ظاهر العمل ويبدو للعيان، إلاّ أنّ روحه كامنة مستترة، لانـّها لطيفة ودقيقة ومجهريّة تبعد عن منال أفكار العامّة. أمّا في ذلك العالم فإنّ الباطن سيتجلّي ويكبر آلاف المرّات، فيحاول الإنسان الفرار من أعماله السيّئة ويشمئزّ منها ويقرف، بينما سيُسرّ بأعماله الحسنة ويفرح وتغمره البهجة والحبور بحيث يعجب من ذلك بنفسه، فهو لميكن ـأساساًـ ليتصوّر أنّ الهيئة الحقيقيّة لاعماله الحسنة بهذه الفتنة والروعة التي تخطف القلوب وتأسرها، فيسأل أعمالَه التي ظهرت وتجلّت في صور ملكوتيّة جميلة: من أنت؟ فتجيب: أنا الصلاة التي صلّيتها، والزكاة التي أدّيتها، وأنا الحجّ الذي قُمتَ به، والصدقة التي أعطيتها للفقير سرّاً في سبيل رضا الله تعالي. وأنا الإعانة التي قدّمتها لمن ملكتَ أمرَه، وأنا ذلك الادب والاحترام الذي أبديتَه للكبار، وأنا مقام العبوديّة ذلك الذي كنتَ فيه مقابل الله سبحانه. هيئة الاعمال التي تتجسّد في القبرالمخالفة لولاية أمير المؤمنين علیه السلاميروي البرقيّ في كتاب «المحاسن» بسنده عن أبي بصير، عن أحد الصادقين علیهما السلام قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستّة صور، فيهنّ صورة أحسنهنّ وجهاً، وأبهاهنّ هيئة، وأطيبهنّ ريحاً، وأنظفهنّ صورة؛ قال: فتقف صورة عن يمينه، وأُخري عن يساره، وأُخري بين يديه، وأُخري خلفه، وأُخري عند رجله، وتقف التي هي أحسنهنّ فوق رأسه، فإن أُتي عن يمينه منعته التي عن يمينه، ثمّ كذلك إلی أن يؤتي من الجهات الستّ. قال: فتقول أحسنهنّ صورة: ومن أنتم جزاكم الله عنّي خيراً؟ فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول التي عن يساره: أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحجّ والعمرة، وتقول التي عند رجليه: أنا برّ من وصلتَ من إخوانك؛ ثمّ يقلن: من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً، وأطيبنا ريحاً، وأبهانا هيئة؟ فتقول: أنا الولاية لآل محمّد صلوات الله علیهم أجمعين. [36] عسي الله أن يجعل الإنسان تحت ولاية محمّد وآل محمّد، فكلّ ما هو موجود اّنّما هو في هذه الولاية، وهي الحبل المتّصل بين الإنسان وبين الله تعالي، فإن تمسّك به الإنسان علی الدوام، رفعه من حضيض الناسوت ومن أسفل السافلين فأوصله إلی أوج اللاهوت؛ وإلاّ بقي الإنسان أسيراً في حضيض هوّة الطبع والنفس الامّارة، وساقته الشياطين إلی الظلمات والتعاسة، وأوصلته إلی آلاف المحن والابتلاءات التي يفوق كلّ منها الآخر تعاسةً وسوءاً. وقد ورد في الرواية أنّ الإسلام بُني علی خمس: الولاية والصلاة والزكاة والصوم والحجّ، وَمَا نُودِيَ بِشَيْءٍ مِثْلَ مَا نُودِيَ بِالْوَلاَيَةِ. فالولاية روح الاعمال، فإن وجدت الولاية قُبلت تلك الاعمال، وإلاّ رُدّت، لانّ العمل بدون الولاية ليس إلاّ كمثل جسد ميّت لا روح فيه. إنّ الصلاة والصيام والجهاد والزكاة والحجّ والصدقات والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كلّها حيّة بالولاية، ميّتة بدونها ومتعفّنة. لقد كان أهل الكوفة وخوارج النهروان الذين كان أميرالمؤمنين علیه السلام يئنّ ويشكو منهم في خطبه، بأجمعهم من ذوي الاعمال التي لها ظاهر يستلفت الانظار في الزهد والصلاح، وكانوا من أهل التعبّد والتهجّد، وكان بعضهم يحفظ القرآن ويجعل له حمائل فيتمسّك به، لكنّهم لميكونوا يعرفون إمامهم، وكانوا يثورون علیه ويقفون في وجهه فيحاربونه. كان العمل في هيئة صالحة، لكنه في الباطن طالح وفاسد وملوّث ومدنّس وميّت معتفّن. لقد كان الخوارج يحاربون أمير المؤمنين علیه السلام بتهمة الكفر حيث حاولوا قتله بجرم الكفر، وكانوا أفراداً لم يتغلغل الإيمان من ظواهرهم إلی قلوبهم فيرسخ فيها، ولم تكن تلك الاعمال الصالحة لتؤثّر شيئاً في نفوسهم أو تُحيي أرواحهم وتوقظها، وكانوا ممّن يفتقد هذا الربط والعلاقة، فكانوا يعيشون معزولين عن عالم المعني. وأُولئكم هم الذين قال علیه السلام في حقّهم: اللهم أرحني منهم، وأرحهم منّي، اللهم إنّي قد مللتهم وملّوني و سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، بعد أن شكي منهم متألـّماً لمخالفتهم إيّاه. يقول علیه السلام في خطبته: وَإِنِّي وَاللَهِ لاَظُنُّ أَنَّ هَؤلاَءِ الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِمَاعِهِمْ علی بَاطِلِهِمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إمَامَكُمْ فِي الْحَقِّ، وَطَاعَتِهِمْ إمَامَهُمْ فِي الْبَاطِلِ، وَبِأَدَائِهِمُ الاْمَانَةَ إلی صَاحِبِهِمْ وَخِيَانَتِكُمْ، وَبِصَلاَحِهِمْ فِي بِلاَدِهِمْ وَفَسَادِكُمْ فَلَوْ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ علی قُعْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ يَذَهَبَ بِعِلاَقَتِهِ. اللَهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلَلْتُهُمْ وَمَلُّونِي وَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرّاً مِنِّي، اللَهُمَّ مُثْ قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ. [37] إخبار أمير المؤمنين علیه السلام عن شهادتهوكان علیه السلام يُخبر تكراراً عن شهادته علی يد أشقي أُمّته، وكان ينتظر ذلك اليوم ويترقّبه بفارغ الصبر. ورد في «الخرائج والجرائح» للراونديّ، أنـّه ورد في الروايات المتواترة أنـّه علیه السلام كان يُخبر عن شهادته، وعن أنـّه سيرحل عن الدنيا شهيداً، ويقول: وَاللَهِ لَيَخْضِبُهَا مِنْ فَوْقِهَا ـ يُومِي إلی شَيْبَتِهِ. ويقول: مَا يَحْبِسُ أَشْقَاهَا أَنْ يَخْضِبَهَا بِدَمٍ! ويقول: أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَفِيهِ تَدُورُ رَحَي السُّلْطَانِ [38]، أَلاَ وَإِنَّكُمْ حَاجُّوا الْعَامَ صَفّاً وَاحِداً وَآيَةُ ذَلِكَ أَنـِّي لَسْتُ فِيكُمْ. وَكَانَ يَفْطُرُ فِي هَذَا الشَّهْرِ لَيْلَةً عِنْدَ الْحَسَنِ وَلَيْلَةً عِنْدَ الْحُسَيْنِ وَلَيْلَةً عِنْدَ عَبْدِاللَهِ بْنِ جَعْفَرٍ زَوجِ زَيْنَبٍ بِنْتِهِ لاِجْلِهِا، لاَ يَزِيدُ علی ثَلاَثِ لُقَمٍ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: يَأتِينِي أَمْرُ اللَهِ وَأَنَا خَمِيصٌ، إِنَّمَا هِيَ لَيْلَةٌ أَوْ لَيْلَتَانِ، فَأُصِيبَ مِنْ اللَّيْلِ. [39] ويقول ابن شهرآشوب في «المناقب»: رُوِيَ أَنـَّهُ جَرَحَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وَد رَأْسَ علی علیهِ السَّلاَمُ، فَجَاءَ إلی رَسُولِاللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ فَشَدَّهُ وَنَفَثَ فِيهِ فَبَرَأَ وَقَالَ: أَيْنَ أَكُونُ إِذَا خُضِبَتْ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ؟ [40] ويقول في «تذكرة الخواصّ»: يقول أحمد بن حنبل في «الفضائل»: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: يَا علی أَتَدْرِي مَنْ أَشْقَي الاْوَّلِينَ وَالآخِرِينَ؟ قُلْتُ: اللَهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: مَنْ يَخْضِبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ هَامَتِهِ. [41] قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ علیهِ السَّلاَمُ يَسْتَبْطِيُ الْقَاتِلَ فَيَقُولُ: مَتَي يُبْعَثُ أَشْقَاهَا؟ [42] وقال: قدم علی علیّ علیه السلام وفدٌ من الخوارج من أهل البصرة وفيهم رجل يُقال له الجعد بن نعجة، فقال له: يَا علی اتَّقِ اللَهَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ! فَقَالَ: بَلْ أَنَا مَقْتُولٌ بِضَرْبَةٍ علی هَذَا فَتُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ؛ يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ؛ عَهْدٌ مَعْهُودٌ وَقَضَاءٌ مَقْضِيُّ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَي. [43] وروي عن فضالة بن أبي فضالة الانصاريّ (وكان أبوفضالة من أهل بدر واستشهد في صفّين في ركاب أمير المؤمنين علیه السلام) قال: خرجتُ مع أبي عائداً لعلیّ بن أبي طالب من مرض أصابه فَبِلَّ منه فقالله أبي: ما يُقيمك ها هنا بين أعراب جهينة، تحتمل إلی المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وأصحاب القرآن وصلّوا علیك. فقال علیّ علیه السلام: إنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله عهد إلی أن لا أموت حتّي تخضب هذه من هذه، أي لحيته من دم هامته. [44] وأورد ابن سعد في «الطبقات» عن أبي الطفيل، قال: دعا علیّ الناس إلی البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المراديّ، فردّه مرّتين، ثمّ أتاه فقال: مَا يَحْبِسُ أَشْقَاهَا لتُخْضَبَنَّ (أَوْ لَتُصْبَغَنَّ) هَذِهِ مِنْ هَذَا، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: اشْدُدْ حَيَازَيمَكَ لِلْمَوْتِ فَـإِنَّ الْمَـوْتَ اتِـيــكَ وَلاَ تَجْـزَعْ مِنَ الْقَتْلِ إِذَا حَـلَّ بِـوَادِيــكَ [45] وأورد في «الطبقات» عن محمّد، عن عبيدة، قال: قَالَ علیٌّ: مَايَحْبِسُ أَشْقَاكُمْ أَنْ يَجِيءَ فَيَقْتُلُنِي؛ اللَهُمَّ قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمْونِي، فَأَرِحْهُمْ مِنِّي وَأَرِحْنِي مِنْهُمْ. [46] كما روي في «الطبقات» عن سليمان بن القاسم الثقفيّ، قال: حدّثتني أُمّي عن أُمّ جعفر سُريّة علیّ، قالت: إِنِّي لاَصُبُّ علی يَدَيْهِ الْمَاءَ إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَرَفَعَهَا إلی أَنْفِهِ فَقَالَ: وَاهاً لَكِ لَتُخْضَبَنَّ بِدَمٍ! قَالَتْ: فَأُصِيبَ يَوْمَ الْجُمعَةِ. [47] [2] ـ «أمالي الطوسيّ» المجلس الرابع عشر، طبع النجف، ج 2، ص 33 و 34. [3] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67. [4] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67. [5] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67. [6] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67. [7] ـ «المحاسن» للبرقيّ، ج 1، ص 178. [8] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 62. [9] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 62. [10] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 62. [11] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 63. [12] ـ «بحار الانوار» ج 6، ص 161، عن «جامع الاخبار». [13] ـ «أمالي الصدوق» ص 306. [14] ـ «بحار الانوار» ج 6، ص 256، عن «أمالي الطوسيّ». [15] ـ «مستدرك الوسائل» ج 2، ص 230، كتاب الحجّ، أبواب المزار. [16] ـ الآية 73، من السورة 39: الزمر. [17] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 67. [18] ـ احتبي بالثوب: اشتمل به. جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها. [19] ـ «فروع الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 66 و 67. [20] ـ «الغريّان» بناءان أبيضا اللون خارج الكوفة للدلالة علی الطريق لمن يقدمون الكوفة من خارجها، وهي علامة للكوفة واقعة علی بُعد فرسخ منها، لذا يقال للنجف أرض الغريّ أو أرض الغريّين، أي الصحراء المجاورة لهذين البناءين. [21] ـ أي في ظهر الكوفة وهو وادي السلام. [22] ـ «بحار الانوار» ج 6، ص 242، عن «المختصر». [23] ـ البيت الاوّل من الـ«مثنوي» طبع ميرخاني، ج 6، ص 601. يقول: إنّ كلّ ذرّة في الارض والسماء تجذب جنسها كما يجذب الكهرباءُ القشَّ. فأهل النور يجذبون أمثالهم من أهل النور، وأهل النار يطلبون أمثالهم من أهل النار. [24] ـ وتدعي بالفارسيّة «شب يلدا». (م) [25] ـ للشاعر حافظ الشيرازيّ: يقول: أهرمني الحبيبُ الغادر ـ لا انقضاءُ السنين والشهور ـ حين كان يمرّ علیّ ـ كالعمرـ سريعاً بلا مَهَل. [26] ـ «بصائر الدرجات» ص 79 و 80، باب «انّ الائمّة يزورون الموتي». [27] ـ العُرَيض علی وزن الزُبَير إحدي نواحي وأطراف المدينة المنوّرة. [28] ـ «بصائر الدرجات» ص 77. [29] ـ «الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، ص 66. [30] ـ الآية 30، من السورة 3: آل عمران. [31] ـ «الكافي» الطبعة الحجريّة، ج 1، الفروع، ص 64. [32] ـ الآيات 36 إلی 38، من السورة 43: الزخرف. [33] ـ إنّ الشيطان، شأنه شأن المَلك، موجود مستقلّ عن البشر وغير البشر، وليس المراد من هذا الكلام نفي الشيطان وتأويله بالنفس الامّارة، بل إنّ المراد أنّ النفس الامّارة تسبّب طاعة الإنسان للشيطان وقبوله لتسويلاته. [34] ـ الآيتان 9 و 10، من السورة 91: الشمس. [35] ـ الآية 182، من السورة 3: آل عمران؛ والآية 51، من السورة 8: الانفال. [36] ـ «المحاسن» للبرقيّ، ج 1، ص 288. [37] ـ الخطبة 25، من «نهج البلاغة» طبعة محمّد عبدة ـ مصر، ج 1، ص 65. [38] ـ احتمل المجلسي رضوان الله علیه حصول تحريف في الاستنساخ، وان النسخة الاصلية كانت بلفظ «الشيطان». [39] ـ «بحار الانوار» الطبعة الكمباني، ج 9، ص 648 باب (إخبار الرسول بشهادته وإخباره صلوات الله علیه بشهادة نفسه). [40] ـ «بحار الانوار» الطبعة الكمباني، ج 9، ص 647. [41] ـ «تذكرة الخواصّ» لسبط ابن الجوزيّ، الطبعة الحجريّة، ص 100. [42] ـ «تذكرة الخواصّ» لسبط ابن الجوزيّ، الطبعة الحجريّة، ص 100. [43] ـ «تذكرة الخواصّ» لسبط ابن الجوزيّ، الطبعة الحجريّة، ص 100. [44] ـ «تذكرة الخواصّ» لسبط ابن الجوزيّ، الطبعة الحجريّة، ص 100. [45] ـ «طبقات ابن سعد» طبع بيروت ـ دار صادر، ج 3، ص 33، ويقول المؤلّف: أورد في «مجمع الامثال» للميدانيّ، ج 1 ص 366 و 367 أنّ هذه الابيات لاُحيحة بن الجُلاح قالها في تحريض ابنه، وعلی هذا فإنّ أمير المؤمنين علیه السلام قد تمثّل بها. [46] ـ «طبقات ابن سعد» ج 3، ص 34. [47] ـ «طبقات ابن سعد» ج 3، ص 34. |
|
|