بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة المعاد / المجلد السابع/ القسم السادس: شعور الجوارح، الحیاة و العلم و القدرة فی الموجودات

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

الاعضاء والجوارح‌ ذات‌ حياة‌ وشعور وإدراك‌

 إنّها لا تقول‌ بأن‌ الله‌ أجبرها علی الشهادة‌، لا نّها تمتلك‌ في‌ الاصل‌ النطق‌ الذي‌ هو إعطاء من‌ الله‌ سُبحانه‌ مبدأ النطق‌، فهو عزّ وجلّ قد جعل‌ النطق‌ يتجلّي‌ فيها ويظهر، فأنطقها به‌، ذلك‌ الله‌ الذي‌ أنطق‌ جميع‌ الموجودات‌ وجعل‌ كلاّ منها يتكلّم‌ بدوره‌. لقد أخطأتم‌ حين‌ تخيّلتمونا جلوداً ميّتة‌ فاسدة‌ لافهم‌ لها ولاشعور ولاإدراك‌، فالآن‌ هذا العالم‌ هو عالم‌ الحياة‌، وجميع‌ الموجودات‌ فيه‌ ذات‌ حياة‌؛ فهي‌ حيّة‌ بحياة‌ الله‌ تعالي‌.

 وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.

 وذلك‌ هو الله‌ القادر الذي‌ نخضع‌ لهيمنته‌، وتحيط‌ بنا قبضتُه‌.

 وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن‌ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلآأَبْصَـ'رُكُمْ وَلاَجُلُودُكُمْ وَلَـ'كِن‌ ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ. [1]

 إنّكم‌ لم‌ تكونوا تجتنبون‌ هذه‌ المعاصي‌ والذنوب‌، ولاتستترون‌ عنها؛ لالا نّكم‌ لم‌ تحذروا عواقبها الوخيمة‌ وتخافوا نتائجها الوبيلة‌، بل‌ لقلّة‌ اعتنائكم‌ بالله‌ عزّ وجلّ، إذ تخيّلتموه‌ غير مطّلع‌ علی أعمالكم‌، فكنتم‌ إذا أذنبتم‌ ذنباً تصوّرتم‌ أنّ الله‌ تعالي‌ في‌ وادٍ وذلك‌ العمل‌ في‌ واد، وتخيّلتم‌ أ نّه‌ سبحانه‌ لايدرك‌ كثيراً ممّا تفعلون‌. غير مدركين‌ بأنّ الله‌ وعلمه‌ موجودان‌ في‌ نفس‌ العمل‌، وأنّ جميع‌ هذه‌ الاعمال‌ التي‌ تفعلونها هي‌ شبكات‌ لعلم‌ الله‌ وإرادته‌ وقدرته‌. وأنّ صفات‌ الحقّ قد ظهرت‌ فيها. فلايمكنكم‌ ـ بعدُـ أن‌ تروا الحقّ معزولاً عن‌ نفس‌ تلك‌ الاعمال‌. وكيف‌ لايكون‌ للحقّ المتعال‌ اطّلاع‌ علی أعمالكم‌ هذه‌ مع‌ أ نّه‌ أقرب‌ إلی جميع‌ الموجودات‌ من‌ أنفسها؟ وَلَـ'كِن‌ ظَنَنتُمْ وتخيّلتم‌ أ نّه‌ سبحانه‌ لايعلم‌ كثيراً ممّا تعملون‌ وظنّكم‌ هذا هو الذي‌ أوجب‌ شقاءكم‌ وأدخلكم‌ النار. لماذا؟ لا نّكم‌ ظننتم‌أنّالله‌ لايعلم‌. وهذا الظنّ الخاطي‌، أي‌ الشرك‌ في‌ أفعال‌ الله‌ قد أرداكم‌ في‌ نار جهنّم‌، وهبط‌ بكم‌ إلی الحضيض‌.

 وقد مرّ في‌ الروايات‌ السابقة‌ أنّ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ كان‌ يستدّل‌ بهذه‌ الآية‌: «وَلَـ'كِن‌ ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ»؛ وَإِذا كان‌ الظنّ هو المُردي‌، فضدّه‌ هو المُنجي‌.

 إذا كان‌ الظنّ الخاطي‌ بأنّ الله‌ لايعلم‌ موجباً للنزول‌ في‌ دركات‌ الجحيم‌، ومُردياً للإنسان‌ إلی الحضيض‌ ومؤدّياً إلی إفقاده‌ قيمته‌ وا عتباره‌؛ فإنّ ضدّه‌ ( وهو حسن‌ الظنّ بالله‌ والاعتقاد بأ نّه‌ مطّلع‌ علی جميع‌ الاعمال‌ ) سيكون‌ مُنجياً للإنسان‌، ومؤدّياً إلی علوّ درجاته‌ في‌ الجنة‌ وإلي‌ بلوغه‌ المقامات‌ السامية‌، لا نّه‌ يمثّل‌ عقيدة‌ التوحيد.

 وعلی هذا الاساس‌ فإن‌ سرّ الافعال‌ الحسنة‌ التي‌ يفعلها الإنسان‌ فتُدخله‌ الجنّة‌، يتمثّل‌ في‌ علمه‌ بأنّ الله‌ خبير بأعماله‌. فإذا عمل‌ عملاً حسناً جليلاً وهو غافل‌ عن‌ الله‌، كان‌ عمله‌ بلاقيمة‌، أمّا العمل‌ الحسن‌ الذي‌ يفعله‌ وهو ملتفت‌ إلی الله‌، فإنّه‌ سيكون‌ ذا ثواب‌ وأجر.

 لماذا؟ لانّ نفس‌ عمل‌ الإنسان‌ عن‌ توجّه‌ ونيّة‌ وقصد القربة‌، يعني‌ أنّه‌ يري‌ الله‌ تعالي‌ في‌ عمله‌، وهذا هو معني‌ التوحيد، وهذا العمل‌ هو العمل‌ المقبول‌.

 وعلی هذا الاساس‌، فإنّ ما أرداكم‌ في‌ نار جهنّم‌، إنّما هو سوء ظنّكم‌ بالله‌، إذ تخيّلتم‌ أَنَ اللَهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ.

 الرجوع الي الفهرس

جميع‌ الموجودات‌ ذوات‌ حياة‌ وعلم‌ وقدرة‌

 ويتّضح‌ ممّا سبق‌ ذكره‌ أنّ الموجودات‌ الكائنة‌ في‌ هذا العالم‌ هي‌ موجودات‌حيّة‌، بينما كنّا نتصوّر أنّ الإنسان‌ وحده‌ يمتلك‌ الحياة‌. وبغضّ النظر عن‌ الإنسان‌ فإنّ الحيوانات‌ والنباتات‌ بصورة‌ عامّة‌ تمتلك‌ حياة‌، أمّا هذه‌ الآيات‌ فتبيّن‌ بأنّ الايدي‌ والارجل‌ والآذان‌ والاعين‌ والالسن‌ وسائر الاعضاء، وحتّي‌ الفروج‌، ذات‌ حياة‌، وأ نّها تشهد. وأ نّي‌ لها أن‌ تشهد لو لم‌تكن‌ حيّة‌؟

 وقد ذكرنا مؤخّراً أنّ الشهادة‌ تتضمّن‌ ركنين‌ أساسيّين‌، أحدهما أنّ علی الشاهد أن‌ يتفحّص‌ ويحقّق‌ في‌ الامر، ويتحمّل‌ أمانة‌ الشهادة‌، ليأتي‌ من‌ بعدها فيؤدّي‌ تلك‌ الشهادة‌. وهذا ما يحتاج‌ إلی حياة‌. فالميّت‌ لايمكنه‌ تحمّل‌ الشهادة‌، كما أنّ الحيّ الاعمي‌ والاصمّ لايمكنه‌ أن‌ يُدرك‌ ولاأن‌ يتحمّل‌ الشهادة‌.

 فالعلم‌ والحياة‌ ـ إذاً ـ هما أساسان‌ من‌ أُسس‌ مسألة‌ الشهادة‌، وعليه‌ فإنّ بدن‌ الإنسان‌ ـبما يشمل‌ العين‌ والاذُن‌ والجلد واليد والرجل‌ـ يتحمّل‌ الشهادة‌ في‌ الدنيا، فيؤدّيها في‌ الآخرة‌، هو بدن‌ حي‌ّ له‌ فهم‌ وإدراك‌. لا نّه‌ إذ قلنا بعدم‌ حياته‌ وإدراكه‌، وبأنّ الله‌ يوجد فيه‌ صوتاً يوم‌ القيامة‌، كأن‌ يخرج‌ صوت‌ من‌ جانب‌ يد الإنسان‌ فيقول‌ إنّ هذه‌ اليد قد سرقت‌. إذاً لتعذّر تسمية‌ ذلك‌ شهادةً لليد. وهل‌ بالفعل‌ يمكننا القول‌ بأنَّ اليد قد شهدت‌؟

 أبداً أبداً، إنّ شهادة‌ اليد ستُعدّ صادقة‌ حين‌ تتكلّم‌ اليد بنفسها، لاأن‌ يكون‌ الصوت‌ الخارج‌ منها مثل‌ ضَمُّ الحَجَرِ فِي‌ جَنْبِ الإنسان، حيث‌ يخرج‌ صوت‌ من‌ جوار اليد فيقول‌ ما يقول‌.

 وعليه‌ فإن‌ قلنا ـ والحال‌ هذه‌ ـ إنّ هذه‌ اليد لم‌ تمتلك‌ حياةً ولاعلماً في‌ الدنيا، وإنّ الله‌ سيُحييها يوم‌ القيامة‌ ويمنحها علماً وشعوراً فيجعلها تشهد، كان‌ قولنا ناقصاً. إذ كيف‌ تحمّلت‌ الشهادة‌ هذه‌ اليدُ الميّتة‌ بلاشعور، لتأتي‌ يوم‌ القيامة‌ فتؤدّي‌ شهادتها؟ وما الفرق‌ آنذاك‌ بين‌ اليد وبين‌ موجود أجنبي‌ّ يُنطقه‌ الله‌ عزّ وجلّ، ليُنطق‌ سبحانه‌ اليد ولا يُنطق‌ ذلك‌ الموجود فيشهد؟

 ولذلك‌ فإنّ إفاضة‌ العلم‌ والحياة‌ يوم‌ القيامة‌ فقط‌ ليس‌ كافياً لصدق‌ معني‌ الشهادة‌، وينبغي‌ أن‌ تمتلك‌ هذه‌ الاعضاء فهماً في‌ الحياة‌ الدنيا. وعليه‌ فإنّ هذه‌ الايدي‌ والارجل‌ والجلود تمتلك‌ فهماً وشعوراً.

 وقد ثبت‌ في‌ الفلسفة‌ المتعالية‌ أنّ جميع‌ الموجودات‌ دونما استثناء لها علم‌ وحياة‌ وقدرة‌، وأنّ الوجود ملازم‌ لهذه‌ الخواصّ الثلاث‌. أي‌ أنّ كلّ ما يُدعي‌ وجوداً وموجوداً يمتلك‌ حياةً وعلماً وقدرة‌ بقدر سعة‌ ماهيّته‌. لاينحصر ذلك‌ بالإنسان‌ والحيوان‌ والنبات‌، بل‌ وكذلك‌ الجمادات‌ تمتلك‌ ذات‌ حياة‌ وقدرة‌ وشعور بقدر ماهيّاتها. فلحجر المطحنة‌ فهم‌؛ ولورق‌ الشجر فهم‌، وللهواء والشمس‌ والقمر والنجوم‌ والارض‌ والفصول‌ الاربعة‌ بأجمعها فهم‌ وشعور.

 وقد أجاد الملاّ الرومي‌ّ في‌ « المثنوي‌ّ » في‌ بيان‌ هذه‌ الحقيقة‌ بأروع‌ بيان‌ فقال‌:

 باد و خاك‌ و آب‌ و آتش‌ بنده‌اند                     با من‌ و تو مرده‌ با حقّ زنده‌اند

 پيش‌ حقّ آتش‌ هميشه‌ در قيام‌                 همچو عاشق‌ روز و شب‌ پيچان‌ مدام‌[2]

 سنگ‌ بر آهن‌ زني‌ آتش‌ جَهَد                     هم‌ به‌ أمر حقّ قدم‌ بيرون‌ نهد

 سنگ‌ و آهن‌ خود سبب‌ آمدوليك‌                 تو به‌ بالاتر نگر اي‌ مرد نيك‌

 كاين‌ سبب‌ را آن‌ سبب‌ آورد پيش‌                بي‌سبب‌ كي‌ شد سبب‌ هرگز به‌ خويش‌

 گردش‌ چرخ‌ اين‌ رسن‌ را علّت‌ است‌             چرخ‌ گردان‌ را نديدن‌ ذلّت‌ است‌

 اين‌ رسن‌هاي‌ سبب‌ها در جهان                 ‌ هان‌ و هان‌ زين‌ چرخ‌ سرگردان‌ مدان‌

 تا نماني‌ صِفر و سرگردان‌ چو چرخ‌               تا نسوزي‌ تو ز بي‌مغزي‌ چو مَرخْ

 باد و آتش‌ مي‌شوند از امر حقّ                   هر دو سرمست‌ آمدند از خمر حقّ [3]

 گر نبودي‌ واقف‌ از حقّ، جان‌ باد                   فرق‌ چون‌ كردي‌ ميان‌ قوم‌ عاد

 هُود گِرد مومنان‌ خطّ مي‌كشيد                   نرم‌ مي‌شد باد كانجا مي‌رسيد

 هر كه‌ بيرون‌ بود زآن‌ خطّ جمله‌ را                پاره‌ پاره‌ مي‌شكست‌ اندر هوا

 همچنين‌ بادِ اجل‌ با عارفان‌                        نرم‌ و خوش‌ همچون‌ نسيم‌ بوستان‌

 آتش‌ ابراهيم‌ را دندان‌ نَزَد               چون‌ گزيدة‌ حقّ بود چونش‌ گَزَد

 آتش‌ شهوت‌ نسوزد اهل‌ دين‌                     باغيان‌ را برده‌ تا قعر زمين‌

 موج‌ دريا چون‌ به‌ امر حقّ بتاخت     ‌ اهلِ موسي‌ را ز قِبطي‌ واشناخت‌[4]

 خاك‌، قارون‌ را چو فرمان‌ در رسيد                با زر و تختش‌ به‌ قعر خودكشيد

 آب‌ و گل‌ چون‌ از دم‌ عيسي‌ چريد                بال‌ و پر بگشاد و مرغي‌ شد پريد

 كوه‌ طور از نور موسي‌ شد به‌ رقص‌             صوفي‌ كامل‌ شد و رست‌ او ز نقص‌

 چه‌ عجب‌ گر كوه‌، صوفي‌ شد عزيز              جسم‌ موسي‌ از كلوخي‌ بود نيز [5]

 الرجوع الي الفهرس

علم‌ الإنسان‌ بحقائق‌ الموجودات‌ علمٌ محدود

 وخلاصة‌ الامر فإنّ جميع‌ الموجودات‌ ذات‌ فهم‌ وشعور، إلاّ أ نّنا لانستطيع‌ إدراك‌ ذلك‌. وهي‌ كذلك‌ تقول‌ بأنّ هذا الإنسان‌ لافهم‌ له‌ ولاشعور، وهي‌ علی حقّ إذ إنّها تقول‌: إنّهم‌ لايفهمون‌. ونحن‌ نقول‌: إنّها لاتفهم‌.

 ألا توافقون‌؟ أ نّنا نعدّ أنفسنا من‌ ذوي‌ الفهم‌ في‌ هذا العالم‌، ولكن‌ من‌ أين‌ لنا ذلك‌! إنّنا لم‌ نذهب‌ إلی عالم‌ الجمادات‌ لنتعرّف‌ عليه‌، فلربّما كانت‌ الجمادات‌ تقول‌ في‌ عالمها: إنّ الإنسان‌ لايفهم‌ شيئاً. وهي‌ صادقة‌ في‌ قولها إلی حدٍّ ما. فلو كان‌ الإنسان‌ مُدركاً لما ارتكب‌ كلّ هذه‌ الجنايات‌ والجرائم‌. لقد قال‌ الملائكة‌: يا إلهنا! ماذا تريد أن‌ تخلق‌ في‌ الدنيا؟ إنّ هذا الإنسان‌ مُفْسِدٌ فِي‌ الاَرْضِ. ولقد كانت‌ الملائكة‌ أوّل‌ مَن‌ دعي‌ الإنسان‌ مُفسداً في‌ الارض‌، إذ كانوا يعلمون‌ أنّ الإنسان‌ لن‌يدع‌ علی هذه‌ الارض‌ دماً إلاّ سفكه‌، ولافساداً إلاّ ارتكبه‌.

 وعلی هذا الاسـاس‌، فحين‌ لا يكون‌ لنا سـبيل‌ إلی الموجودات‌ الاُخري‌، فينبغي‌ ألاّ نقول‌ بأ نّها عديمة‌ الشعور والحياة‌. بل‌ هي‌ موجودة‌، والوجود يقتضي‌ الحياة‌ والعلم‌ والقدرة‌ التي‌ هي‌ من‌ لوازمه‌. وهذه‌ مسألة‌ لايتطرّق‌ إليها الشكّ. وبناءً علی هذه‌ النظريّة‌ فإنّ لعالم‌ الوجود حياة‌، ولاُسطوانة‌ المسجد حياة‌، ولهذه‌ السجاجيد التي‌ نجلس‌ عليها حياة‌ وشعور؛ وستجي‌ء يوم‌ القيامة‌ فتشهد.

 إنّ الزمان‌ هو أحد الموجودات‌ التي‌ ستأتي‌ فتشهد، كما أنّ المكان‌ ـ بدوره‌ـ يمثّل‌ أحدها. وسنشير إليهما إن‌ شاء الله‌ تعالي‌ لاحقاً في‌ بحث‌ شهادة‌ الزمان‌ والمكان‌.

 فهذا العالم‌ الذي‌ نعيش‌ فيه‌ ـ إذاً ـ عالم‌ طافح‌ بالحياة‌ والقدرة‌ والعلم‌، ولكن‌ وَمَآ أُوتِيتُم‌ مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً.

 فلننظر إلی أنفسنا ونتأمّل‌، هل‌ نمتلك‌ علماً بجيمع‌ الموجودات‌ وبجميع‌ أسرار الكائنات‌؟ وما مقدار علمنا هذا؟

 لقد انقضـي‌ عمر الفلاسـفة‌ الاعـلام‌ وهم‌ في‌ بحث‌ دؤوب‌ سـواءً المتديّنين‌ منهم‌ أم‌ غيرالمتديّنين‌، ولكنّهم‌ جميعاً يعترفون‌ بأ نّهم‌ لم‌يفهموا شيئاً.

 يقول‌ ابن‌ سينا:

 تا بدانجا رسـيد دانش‌ من‌             كـه‌ بدانـم‌ همي‌ كه‌ نادانم‌[6]

 ويقال‌ إنّ ابن‌ سينا كان‌ يكرّر هذا البيت‌ عند احتضاره‌:

 نَمُوتُ وَلَيْـسَ لَنَا حَاصِلٌ              سِـوَي‌ عِلْمِنَا أَ نَّهُ مَا عَلِمَ [7]

 ويقول‌:

 از قعر گل‌ سياه‌ تا اوج‌ زحل             ‌ كردم‌ همه‌ مشكلات‌ گيتي‌ را حلّ

 بيرون‌ جستم‌ ز قيد هر مكر و حِيَل‌               هر بند گشاده‌ شد مگر بند أجَل‌[8]

 وللفارابيّ شعر يماثل‌ شعر ابن‌ سينا.

 كما قال‌ الحكيم‌ الخيّام‌:

 اسرار ازل‌ را نه‌ تو داني‌ و نه‌ من‌                  وين‌ خطّ معمّانه‌ تو خواني‌ و نه‌ من‌

 هست‌ از پس‌ پرده‌ گفتگوي‌ من‌ و تو                        چون‌ پرده‌ برافتد نه‌ تو ماني‌ و نه‌ من‌ [9]

 ويقول‌ الفخر الرازي‌ّ:

 ترسم‌ بروم‌ عالم‌ جان‌ ناديده‌                      بيرون‌ روم‌ از جهان‌ جهان‌ ناديده‌

 در عالم‌ جان‌ چو روم‌ از عالم‌ تن‌                  در عالم‌ تن‌ عالم‌ جان‌ ناديده‌ [10]

 ويقول‌:

 نهَايَةُ إقْدَامِ العُقُولِ عِقَالُ                        وَغَايَةُ سَعْي‌ِ العَالِمِينَ ضَلاَلُ

 وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ سَعْيِنَا طُولَ عُمْرِنَا                      سِوَي‌ أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا

 وَأَرْوَاحُنَا مَحْبُوسَةٌ فِي‌ جُسُومِنَا             وَحَاصِلُ دُنْيَانَا إذَيً وَوَبَالُ [11]

 وللزمخشري‌ّ:

 العِلْمُ للرَّحْمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ                        وَسِوَاهُ فِي‌ جَهَلاتِهِ يَتَغَمْغَمُ

 مَا لِلتُّرَابِ وَلِلْعُلُومِ وَإِنَّمَا              يَسْعَي‌ لِيَعْلَمَ أَ نَّهُ لاَ يَعْلَمُ [12]

 وعليه‌، فإنّ كلّ كلامنا في‌ أنّ علم‌ الإنسان‌ ضئيل‌ ومحدود، بينما علم‌ عالَم‌ التكوين‌ وأسرار الخلقة‌ كثير ولامُتناه‌. وهناك‌ مع‌ كلّ ذرّة‌ من‌ الموجودات‌ رقيب‌ وحفيظ‌. فلا يُخيّلنّ للمرء أ نّه‌ إذا تعامي‌ وتغافل‌ فإنّ عالم‌ الوجود والخلقة‌ سيغفل‌ عنه‌.

 الرجوع الي الفهرس

قصّة‌ الحاجّ الشيخ‌ إسماعيل‌ الجابلقي‌ّ في‌ طريق‌ مشهد

أنقل‌ قصّـة‌ تصـلح‌ لان‌ تكون‌ درسـاً وعبرة‌ سـماحة‌ أُسـتاذنا المكرّم‌ آية‌الله‌ الحاجّ الشيخ‌ مرتضي‌ الحائريّ اليزديّ مدّ ظلّه‌ العالي‌، وهو في‌ الوقت‌ الحاضر من‌ الاساتذة‌ البارزين‌ في‌ الحوزة‌ العلميّة‌ المقدّسة‌ في‌ قم‌، ومن‌ ذوي‌ مكارم‌ الشيم‌ والفضائل‌ الاخلاقيّة‌، عن‌ الثقة‌ المعتمد حجّة‌ الإسلام‌ الحاجّ الشيخ‌ إسماعيل‌ الجابلقي‌ّ ( من‌ أعاظم‌ علماء طهران‌ ومن‌ مدرّسي‌ الاخلاق‌ ومروّجي‌ الشريعة‌ الغرّاء ) قال‌:

 نقل‌ لي‌ الشيخ‌ الجابلقيّ دونما واسطة‌ أ نّه‌ سافر مع‌ أبيه‌ بصحبة‌ جماعة‌ في‌ قافلة‌ توزّع‌ مسافروها بين‌ عربات‌ تجرّها الخيول‌ وامتطي‌ البعض‌ الحمير والجمال‌ التي‌ شُدّت‌ عليها المحامل‌. وتحرّكت‌ القافلة‌ من‌ « جابلق‌ » بقصد زيارة‌ التربة‌ المقدّسة‌ للإمام‌ علی بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ آلاف‌ التحيّة‌ والثناء.

 وكانت‌ وسيلة‌ السفر في‌ ذلك‌ الوقت‌ منحصرة‌ في‌ تلك‌ القوافل‌. وكان‌ السفر من‌ جابلق‌ ( إحدي‌ قري‌ أراك‌ ) إلی طهران‌ بهذه‌ العربات‌ وعلی الحمير يستغرق‌ عشرة‌ أيّام‌، أمّا السفر من‌ طهران‌ إلی مشهد المقدّسة‌ فكان‌ يستغرق‌ شهراً كاملاً.

 وكان‌ دأب‌ القوافل‌ التي‌ تتحرّك‌ من‌ طهران‌ إلی مشهد أن‌ تواصل‌ السفر حتّي‌ تصل‌ مدينة‌ « شاهرود » الواقعة‌ في‌ منتصف‌ الطريق‌ فتتوقّف‌ فيها يومين‌ للاستراحة‌ والاستحمام‌ وغسل‌ الملابس‌، إذ كان‌ المسافرون‌ يصلون‌ شاهرود بعد خمسة‌ عشر يوماً مرهقين‌ قد اتّسخت‌ أبدانهم‌ وملابسهم‌، فيقضون‌ اليوم‌ الاوّل‌ في‌ الاستحمام‌ وغسل‌ ملابسهم‌، ويجعلون‌ اليوم‌ الثاني‌ لاستراحتهم‌. وفي‌ اليوم‌ الاوّل‌ لوصول‌ القافلة‌ إلی شاهرود كان‌ الجميع‌ مشغول‌ بالاستحمام‌ وغسل‌ الملابس‌ وتطهيرها، وأنا كذلك‌ انشغلت‌ بغسل‌ ملابس‌ والدي‌ ثمّ صحبته‌ للحمّام‌ فغسّلته‌، حتّي‌ انقضي‌ اليوم‌ دون‌ أن‌ أتمكّن‌ من‌ الاستحمام‌ ولا من‌ غسل‌ ملابسي‌. وفي‌ اليوم‌ التالي‌ فتقرّر أن‌ ينام‌ الجميع‌ ويخلد للراحة‌ من‌ أجل‌ أن‌ تبدأ القافلة‌ حركتها مع‌ بداية‌ الليل‌. فأخلد الجميع‌ للنوم‌ ومن‌ بينهم‌ أبي‌، بينما انهمكت‌ في‌ غسل‌ ملابسي‌ وتنظيفها، ثمّ أخذت‌ حمّاماً إلی أن‌ انقضي‌ النهار دون‌ أن‌ أحظي‌ بقسط‌ من‌ الراحة‌. وكنت‌ في‌ حال‌ من‌ الإعياء والتعب‌ لايمكن‌ وصفها.

 ثمّ حلّ الغروب‌ فصلّي‌ الناس‌ صلاة‌ المغرب‌ وركبوا وتحرّكوا وأنا معهم‌، ثمّ سرنا مسافة‌ فأحسست‌ أن‌ لا طاقة‌ لي‌ علی الركوب‌، ولاأستطيع‌ حفظ‌ تعادلي‌ فوق‌ الحمار، وأنّ النعاس‌ والإعياء غلبا علی بحيث‌ كدت‌ أهوي‌ إلی الارض‌. ففكّرت‌ بالترجّل‌ والنوم‌ ساعة‌ علی جانب‌ الطريق‌، علی أن‌ أنهض‌ فأحثّ الخطي‌ لالحق‌ بالقافلة‌، إذ من‌ الطبيعي‌ّ أنّ سرعة‌ المسافر الراجل‌ تفوق‌ سرعة‌ الحمار والقافلة‌.

 فترجّلت‌ ونمتُ في‌ تلك‌ الصحراء جانب‌ الطريق‌، ثمّ نهضت‌ وقد زال‌ تعبي‌ فشاهدتُ الشمس‌ وقد ارتفعت‌ في‌ كبد السماء بحيث‌ غمرني‌ العرق‌، ورأيت‌ أ نّي‌ نمت‌ ليلة‌ كاملة‌ وقدراً من‌ النهار. فما الذي‌ سأفعله‌ ياإلهي‌. وكيف‌ سألحق‌ بالقافلة‌؟ وأي‌ّ طريق‌ سأسلك‌ في‌ هذه‌ الصحراء؟ خصوصاً أ نّه‌ كان‌ هناك‌ آثار كثيرة‌ لاقدام‌ الحيوانات‌ متشعبّة‌ في‌ هذا الاتّجاه‌ وذاك‌. وكيف‌ ـياتري‌ـ سألحق‌ بالقافلة‌ وقد سبقتني‌ بليلة‌؟

 إلی أن‌ شاهدت‌ رجلين‌ يتّجهان‌ نحوي‌، وكان‌ أحدهما يرتدي‌ لباساً من‌ اللبّاد له‌ أكمام‌ قصيرة‌ فقالا لي‌: انهض‌ واسلك‌ هذا الطريق‌ فستلحق‌ بالقافلة‌! وأشارا إلی إحدي‌ تلك‌ الطرق‌ المتشعبّة‌ التي‌ كانت‌ فيها آثار أقدام‌ الحيوانات‌. فنهضتُ وسرت‌، فما انقضت‌ خمس‌ دقائق‌ حتّي‌ بلغتُ مقهي‌ يقع‌ إلی جانب‌ حوض‌ ماء كبير، فدخلت‌ وشربت‌ قدح‌ شاي‌. وأرادصاحب‌ المقهي‌ أن‌ يجلب‌ لي‌ قدحاً آخراً فلم‌ أوافق‌. إذ كانت‌ قيمة‌ قدحي‌ الشاي‌ ثلاثة‌ « شاهيات‌ »، بينما لم‌ يكن‌ معي‌ أكثر من‌ مائة‌ دينار ( تعادل‌ شاهيّين‌ )، لانّ المال‌ كان‌ مع‌ أبي‌ في‌ الامتعة‌.

 فسألني‌ صاحب‌ المقهي‌: لماذا لا تشرب‌ قدحاً آخراً من‌ الشاي‌؟ أجبت‌: ليس‌ معي‌ أكثر من‌ مائة‌ دينار. قال‌: سأقبل‌. فشربت‌ قدح‌ الشاي‌ الآخر وواصلت‌ السير من‌ جديد لمدّة‌ خمسة‌ دقائق‌ فوصلت‌ خاناً كبيراً تنزل‌ فيه‌ القوافل‌ وشاهدت‌ قافلتنا وقد ألقت‌ الرحال‌ في‌ ذلك‌ الخان‌، ووجدت‌ أبي‌ خارج‌ الخان‌، جالساً إلی جانب‌ الجدار متّكي‌ عليه‌.

 فقال‌ لي‌: لقد وصلنا للتوّ، فأين‌ كنتَ حتّي‌ الآن‌؟ فقصصتُ عليه‌ الامر وقلت‌: لقد سرت‌ عشرة‌ دقائق‌ فقط‌ فلحقت‌ بكم‌.

 قال‌: يا للعجب‌! لقد طوينا الطريق‌ من‌ الليل‌ إلی الصباح‌، فكيف‌ أمكنك‌ أن‌ تطوي‌ هذه‌ المسافة‌ الطويلة‌ في‌ هذا الوقت‌ القصير؟

 من‌ المسلّم‌ أنّ ذلك‌ قد حصل‌ إثر تصرّف‌ ذينك‌ الرجلين‌ اللذين‌ كانا من‌ رجال‌ الغيب‌.

 ثمّ أضاف‌ سماحة‌ الشيخ‌ الحائريّ: ولا يزال‌ الشيخ‌ الجابلقيّ حيّاً حتّي‌ الآن‌، وليس‌ لديّ أدني‌ شكّ في‌ عدالته‌ وفي‌ صدق‌ هذه‌ الواقعة‌!

 نعم‌، فإنّ هذه‌ القصّة‌ ونظائرها الكثيرة‌ الوقوع‌ تدلل‌ بصورة‌ حتميّة‌ علی سلسلة‌ من‌ الارتباطات‌ بين‌ الموجودات‌، أي‌ علی وجود اطّلاع‌ لبعض‌ الارواح‌ الطيّبة‌، وعلی أمر طيّ الارض‌ وبلوغ‌ المقصد في‌ أسرع‌ وقت‌ والاستراحة‌ علی الارض‌، وعلی أُمور كثيرة‌ أُخري‌ تتضّح‌ من‌ خلال‌ الدقّة‌ والتأمّل‌.

 فلماذا يغفل‌ الإنسان‌ عن‌ هذه‌ الارتباطات‌ والعلائق‌؟ ولماذا يتصوّر هذا العالم‌ مكوّناً من‌ أجزاء متفرّقة‌ مشتّتة‌، وكما أنّ أجزاء هذا العالم‌ ترتبط‌ فيما بينها من‌ الناحية‌ المادّيّة‌ والفيزيائيّة‌ بهذا الارتباط‌ العجيب‌ العظيم‌ الذي‌ حيّر الفلاسفة‌ والمفكّرين‌. كذلك‌ فإنّ أجزاء هذا العالم‌ مرتبطة‌ ببعضها بلحاظ‌ المعني‌ والعلائق‌ الروحيّة‌ والنفسيّة‌ ارتباطاً عجيباً وعظيماً.

 تا نگريد ابر كي‌ خندد چمن‌                        تا نگريد طفل‌ كي‌ نوشد لبن‌ [13]

 تا نگريد كودك‌ حلوا فروش              ‌ بحر بخشايش‌ نمي‌آيد بجوش‌ [14]

 وحاصل‌ الامر أنّ العلوم‌ الإنسانيّة‌ محدودة‌ جدّاً، وأنّ أسرار هذا العالم‌ وغوامضه‌ جمّة‌. فهناك‌ في‌ كلّ موجود، بل‌ في‌ كلّ ذرّة‌من‌ الوجود هناك‌ عالم‌ من‌ الاسرار الخاصّة‌ التي‌ لا يعلم‌ عنها الإنسان‌ شيئاً. ولذلك‌ فليست‌ علوم‌ الإنسان‌ مقابل‌ علوم‌ وأسرار وحقائق‌ وأطوار الوجود وعالم‌ الخلقة‌ إلاّ ذرّة‌ مقابل‌ أمواج‌ الشمس‌ النورانيّة‌ الساطعة‌ علی أرجاء العالم‌ التي‌ طبقت‌ فضاء عالم‌ الاجرام‌ السماويّة‌ والنجوم‌ والمجرّات‌؛ أو كقطرة‌ في‌ مقابل‌ المحيطات‌ التي‌ شملت‌ ثلاثة‌ أرباع‌ العالم‌ فجعلتها غيرآهلة‌ بالسكّان‌. بل‌ هي‌ أصغر وأتفه‌ من‌ هذا المقياس‌، ويمكننا أن‌ نقول‌ بأ نّها تمثّل‌ صفراً في‌ مقابل‌ اللا نهاية‌.

 إنّ العلوم‌ والاسرار والاُمور الواقعيّة‌ هي‌ من‌ الشمول‌ والسعة‌ بحيث‌ لو سعي‌ الإنسان‌ طوال‌ عمره‌ سعياً دائباً وتحمّل‌ فيه‌ المشاقّ ـعلی فرض‌ امتلاكه‌ فكراً مقتدراً فيّاضاًـ فإنّه‌ لن‌ يتمكّن‌ من‌ الاطّلاع‌ علی الحقائق‌ والاسرار الكامنة‌ في‌ خليّة‌ واحدة‌، فضلاً عن‌ أن‌ تتعدّي‌ علومه‌ هذه‌ الخليّة‌ إلی جميع‌ الموجودات‌ وإلي‌ عوالمها وبواطنها وبداياتها ونهاياتها.

 الرجوع الي الفهرس

ليس‌ هناك‌ من‌ مطّلع‌ علی الحقائق‌ والاسرار غير علاّم‌ الغيوب‌

 فمن‌ ذا الذي‌ يمتلك‌ علماً، غير الذات‌ القدسيّة‌ للحقّ عالم‌ السّر والخفيّات‌، علاّم‌ الغيوب‌؟ يُضاف‌ إلی ذلك‌ أنّ علم‌ كلّ موجود محدود بدائرته‌ الخاصّة‌، فليس‌ للإنسان‌ علم‌ بعالم‌ الحيوان‌، كما ليس‌ للحيوان‌ علم‌ بالإنسان‌. وليس‌ للإنسان‌ علم‌ بالنبات‌ ولا للنبات‌ علم‌ بالإنسان‌. والامر كذلك‌ بين‌ النباتات‌ والجمادات‌، وبين‌ كلّ موجود مع‌ الموجود الآخر. فكلّ موجود له‌ علم‌ بنفسه‌، علی أنّ علمه‌ هذا علم‌ بسيط‌ ومُجمل‌.

 كان‌ سماحة‌ جمال‌ الحقّ ومرآة‌ العارفين‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الحاجّ الشيخ‌ محمّد جواد الانصاريّ الهمدانيّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ يقول‌: « كان‌ النبيّ موسي‌ علی نبيّنا وآله‌ وعليه‌ السلام‌ يحفر الارض‌ ذات‌ يوم‌، فانهال‌ بفأسه‌ علی صخرة‌ في‌ طبقات‌ الارض‌ فانفلقت‌، فشاهد فيها دودة‌ صغيرة‌. فسأل‌ موسي‌ ربّه‌: إلهي‌! أريد أن‌ أعلم‌ لايّ حكمة‌ خلقتَ هذه‌ الدودة‌ الصغيرة‌ وسط‌ هذه‌ الصخرة‌ في‌ ظلمات‌ أعماق‌ الارض‌؟

 فجاءه‌ الخطاب‌ علی الفور: يا موسي‌! إنّ هذه‌ الدودة‌ تسألني‌ كلّ يوم‌ سبعين‌ مرّة‌: لايّ مصلحةٍ خلقتَ موسي‌؟».

 إنّ الإنسان‌ أشرف‌ المخلوقات‌ لا نّه‌ يمتلك‌ مرونة‌ تجعله‌ يرتقي‌ بالقوي‌ والقابليّات‌ التي‌ أُعطيت‌ له‌، فيتقدّم‌ ويوسّع‌ دائرة‌ علومه‌. إلاّ أ نّه‌ لايتمكّن‌ ـاستناداً إلی كونه‌ أشرف‌ المخلوقات‌ـ من‌ إنكار شعور وإدراك‌ باقي‌ الموجودات‌.

 وعلی هذا الاساس‌ فإنّ جميع‌ الموجودات‌ التي‌ تأتي‌ فتشهد، هي‌ موجودات‌ ذات‌ علم‌ وشعور وإدراك‌، بَيدَ أ نّنا لا ندرك‌ ذلك‌.

 وَإِن‌ مِّن‌ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـ'كِن‌ لاَّ تَفْقَهُونَ تَسبِيحَهُمْ. [15]

 يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَـ'ئِِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ. [16]

 الرجوع الي الفهرس

الحياة‌ والعلم‌ والقدرة‌ موجودة‌ في‌ جميع‌ الموجودات‌ في‌ حدّ واحد

 نعم‌، إنّ الوجود والحياة‌ والعلم‌ أُمور سارية‌ في‌ جميع‌ الموجودات‌، إلاّ أنّ إيجاد النطق‌ لايُدعي‌ تسبيحاً، كما لايُدعي‌ شهادةً. لذا فإنّ الله‌ عزّ وجلّ يعيّر الافراد الذين‌ يعشقون‌ الموجودات‌ الفاقدة‌ للحياة‌ ويعبدونها:

 وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن‌ يَدْعُوا مِن‌ دُونِ اللَهِ مَن‌ لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ و´ إِلَي‌' يَوْمِ الْقِيَمـ'ةِ وَهُمْ عَن‌ دُعَآئِهِمْ غَـ'فِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَآءً وَكَانُوا بِعَبَادَتِهِمْ كَـ'فِرِينَ. [17]

 وعلی هذا الاساس‌ فإنّ القرآن‌ الكريم‌ يخطّي‌ عبادة‌ الموجودات‌ التي‌ لاشعور لها ولاروح‌، ويُنكر إظهار المحبّة‌ لها: فيقول‌: إنّكم‌ تخطئون‌ إذ تعبدون‌ هذه‌ الاصنام‌، لانّ الصنم‌ لا شعور له‌ ولا إدراك‌. ولو كنتم‌ تعلمون‌ حقيقةً بأنّ هذا الصنم‌ له‌ تسبيح‌ في‌ هذا العالم‌، وأنّ له‌ شعور وإدراك‌ وفهم‌، وأنّ هذا الشعور والفهم‌ هو علم‌ وفهم‌ الله‌ اللذين‌ تجلّيا فيه‌، فإنّ سجودكم‌ آنذاك‌ سيكون‌ سجوداً للّه‌، لا نّكم‌ تسجدون‌ للصنم‌ الذي‌ ما هو إلاّ ظلاّ وموجـوداً فانياً لااسـتقلال‌ له‌، أمّا فهمه‌ وقـدرته‌ وعلمـه‌ فمن‌ قدرة‌الله‌ وعلمه‌، كما أ نّه‌ يُعتبر مخلوقاً من‌ مخلوقات‌ الله‌، وموجوداً مرتبطاً به‌ عزّ وجلّ، ومركزاً لتجلّيات‌ نور الحقّ وأسمائه‌ وصفاته‌، عندها يكون‌ سجودكم‌ له‌ غيرمنفصل‌ عن‌ سجودكم‌ للّه‌ عزّ وجلّ. لانّ الصنم‌ ظهورٌ للّه‌ سبحانه‌، وقد كان‌ سجودكم‌ له‌ بهذا العنوان‌ أي‌ معني‌ هذا الظهور فيه‌، وكان‌ نظركم‌ إلی الله‌ سبحانه‌ ومشاهدتكم‌ له‌ من‌ خلال‌ هذه‌ الآية‌ والمرآة‌. فهذا السجود ـإذاًـ هو سجود للّه‌ تعالي‌.

 ونظير ذلك‌ فيما يتعلّق‌ بالنبي‌ّ والإمام‌، حيث‌ إنّ التوجّه‌ إليهما ـ بلحاظ‌ عنوان‌ المرآتيّة‌ والآيتيّة‌ ـ هو عين‌ التوجّه‌ إلی الحقّ سبحانه‌ والالتفات‌ إليه‌.

 أيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَّمَ وَجْهُ اللَهَ. [18]

 أينما وليّت‌ وجهك‌ فاسجد! اسجد للارض‌، واسجد للحجر، وللصنم‌، فلافرق‌ في‌ الامر. علی أنّ علّة‌ عدم‌ جواز السجود للصنم‌ تكمن‌ في‌ علمنا بأنّ الصنم‌ موجود بلا روح‌ ولا إدراك‌. لذا فإنّ سجود الإنسان‌ الحيّ المدرك‌ ذي‌ الروح‌ لموجود يفتقد هذه‌ المعاني‌ يمثّل‌ تعظيماً وتكريماً له‌، وهو أمر خاطي‌. ولذلك‌ نجد أنّ القرآن‌ الكريم‌ يؤاخذ علی مثل‌ هذا السجود فيقول‌ ( عن‌ تلك‌ الاصنام‌ ): أَمْوَ ' تٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونُ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ.[19]

 إنّ هذه‌ الاصنام‌ التي‌ تعبدونها وتسجدون‌ أمامها مع‌ علمكم‌ أ نّها عمياء صمّاء، ستأتي‌ يوم‌ القيامة‌ فتنطق‌ وتكفر بعبادتكم‌ لها، لا نّها ذات‌ حياة‌ وإدراك‌، ولانّ سجودكم‌ لها أمر خاطي‌ وغير صحيح‌.

 إنّها الآن‌ تقول‌ لنا بلسانها: « لا تسجدوا! تنحّوا عنّا! لاتجعلونا أرباباً من‌ دون‌ الله‌! » لكنّنا لا ندرك‌ فنسجد لها. أمّا يوم‌ القيامة‌ فستفتح‌ أعيننا وآذاننا الملكوتيّة‌، فنسمع‌ صوتها وتحذيرها. وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَـ'فِرِينَ.

 إنّها تقول‌: إلهنا! إنّنا لم‌ ندعهم‌ إلی عبادتنا، إنّنا كافرون‌ بأعمالهم‌، إذ نحن‌ نُدين‌ هذه‌ العبادات‌ في‌ الدنيا، بَيدَ أنّ هذا الإنسان‌ البائس‌ قد أخطأ إذ عبدنا، تلك‌ العبادة‌ التي‌ نكرهها ونعاني‌ منها الامرّين‌ ». وستتكلّم‌ الاصنام‌ يوم‌ القيامة‌ وتشهد علی بطلان‌ عبادة‌ الإنسان‌ لها.

 يروي‌ الكلينيّ في‌ « الكافي‌ » بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ محمّدبن‌ سالم‌، عن‌ الإمام‌ محمّد الباقر عليه‌ السلام‌، ضمن‌ حديث‌ مفصل‌ يقول‌ فيه‌:

 وَلَيْسَتْ تَشْهَدُ الجَوَارِحُ علی مُؤْمِنٍ، إنَّمَا تَشْهَدُ علی مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العَذَابِ، فَأَمَّا المُؤْمِنُ فَيُعْطَي‌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. [20]

 الرجوع الي الفهرس

شهادة‌ الاعضاء والجوارح‌ يوم‌ القيامة‌ مختصّة‌ بأصحاب‌ النار

 وكما مرّ في‌ الآية‌ الشريفة‌: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَهِ إلی النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ؛ فقد ورد أيضاً في‌ الروايات‌ أنّ شهادة‌ أعضاء البدن‌ أمرٌ يختصّ بأهل‌ المعصية‌. أمّا المؤمنون‌ فلا تشهد عليهم‌ أعضاؤهم‌ وجوارحهم‌. وباعتبار أنّ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌ قال‌ في‌ الحديث‌ السابق‌ بأن‌ الجوارح‌ تشهد علی من‌ حقّت‌ عليه‌ كلمة‌ العذاب‌، حيث‌ استخدم‌ جملة‌ ( حقّت‌ عليه‌ كلمة‌ العذاب‌ ) فيحتمل‌ أ نّه‌ استنبط‌ ذلك‌ من‌ الآية‌ الكريمة‌:

 وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُوا لَهُم‌ مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ( من‌ الشهوات‌ والغفلة‌ ونسيان‌ الله‌ عزّ وجلّ ) وَمَا خَلْفَهُمْ ( من‌ الاُمور الفانية‌ الاعتباريّة‌، من‌ المقامات‌ والرياسات‌ التي‌ يعتمدون‌ عليها ) وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ( حقّت‌ عليهم‌ كلمة‌ العذاب‌ من‌ الله‌ ) فِي‌´ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن‌ قَبْلِهِم‌ مِّنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَـ'سِرِينَ. [21]

 وقد ورد في‌ « تفسير عليّ بن‌ إبراهيم‌ القمّيّ » وفي‌ كتاب‌ « من‌ لايحضره‌ الفقيه‌ » أنّ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ سئل‌ عن‌ قوله‌ تعالي‌:

 شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَـ'رُهُمْ وَجُلُودُهُمْ... إلی آخر الآية‌، فقال‌ عليه‌ السلام‌: يَعْنِي‌ بِالجُلُودِ الفُرُوجَ وَالاَفْخَاذَ. [22]

 كما ورد في‌ « تفسير عليّ بن‌ إبراهيم‌ »:

 قَالَ عَلَيهِ السَّلاَمُ: إِذَا جَمَع‌ اللَهُ الخَلْقَ يَوْمَ القِيَامَةِ دَفَعَ إلی كُلِّ إنْسَانٍ كِتَابَهَ، فَيَنْظُرُونَ فِيهِ فَيُنْكِرُونَ أَ نَّهُمْ عَمِلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئَاً فَيَشْهَدُ عَلَيْهِمْ المَلاَئِكَةُ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ مَلاَئِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ، ثُمَّ يَحْلِفُونَ أَ نَّهُمْ لَمْيَعْمَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئَاً وَهُوَ قَولُهُ: «ثُمَّ يَبْعَثُهُمُ اللَهُ فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ» فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ خَتَمَ اللَهُ علی أَلْسِنَتِهِمْ وَيُنطِقُ جَوَارِحَهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. [23]

 اللهمّ نبّهنا علی الدوام‌ بحقّ محمّد وآله‌ الطاهرين‌، ولاتكلنا إلی أنفسنا طرفة‌ عين‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ الآية‌ 22، من‌ السورة‌ 41: فصّلت‌.

[2] ـ مقتطفات‌ من‌ أشعار مولانا، الجزء الاوّل‌ للمثنويّ، ص‌ 22 و 23، طبعة‌ ميرخاني‌.

 يقول‌: «إنّ الريح‌ والتراب‌ والماء والنار عبيد تبدو لي‌ ولك‌ ميّتة‌ هامدة‌، لكنّها بالحقّ حيّة‌ مؤثّرة‌ تابعة‌ لاءرادته‌.

 النار قائمة‌ في‌ مقابل‌ الحقّ مستعدّة‌ لتنفيذ ما يُعهد إليها، تتلوّي‌ ليل‌ نهار كعاشق‌ أقداح‌ المدام‌».

[3] ـ يقول‌: «وإن‌ أنت‌ قدحتَ الحجر بالحديد اندلعت‌ النار منهما؛ وهي‌ نار تنبعث‌ بأمر الحقّ تعالي‌.

 ومع‌ أنّ الحجر والحديد كانا سبب‌ انبعاث‌ النار، لكنّ عليك‌ أن‌ تتطلّع‌ لما أعلي‌ منهما.

 فقد أوجد ذلك‌ السببُ الاعلي‌ هذا السببَ الادني‌. ومتي‌ كان‌ هناك‌ سبب‌ بلامسبّب‌؟

 إنّ ارتفاع‌ حبل‌ البئر مسبّب‌ عن‌ دوران‌ البكرة‌، إلاّ أنّ عدم‌ رؤية‌ مُدير البكرة‌ قصور في‌ النظر.

 فلا يخيّلنّ لك‌ أنّ جميع‌ حبال‌ الاسباب‌ في‌ أرجاء العالم‌ مسبّبة‌ عن‌ دوران‌ الافلاك‌.

 لا تتصوّر ذلك‌ فتبقي‌ صِفراً تائهاً كالعجلة‌ الدّوارة‌، ولئلاّ تحترق‌ كما يحترق‌ المرخ‌ الاجوف‌ بأدني‌ شرارة‌.

 الريح‌ والنار يوجدان‌ بأمر الحقّ، وكلاهما ثمل‌ بالشراب‌ الإلهي‌ّ».

[4] ـ يقول‌: «ولو لم‌ تكن‌ للريح‌ روح‌ واقفة‌علی الحقّ، فكيف‌ فرّقت‌ بين‌ المؤمنين‌ وبين‌ قوم‌ عاد؟

 لقد كان‌ هود يجمع‌ المؤمنين‌ فيخطّ حولهم‌ خطّاً، إذا ما وصلته‌ الريح‌ العاصفة‌ أضحت‌ نسيماً رخاءً.

 أمّا مَن‌ كان‌ يخرج‌ عن‌ ذلك‌ الخطّ، فكان‌ يرتفع‌ في‌ الهواء فيتمزّق‌ إرباً إربا.

 وهكذا الامر بالنسبة‌ إلی ريح‌ الاجل‌ التي‌ تصبح‌ للعارفين‌ كالنسيم‌ العليل‌ الهابّ من‌ الروضة‌.

 كما أنّ النار لم‌ تلسع‌ إبراهيم‌. وكيف‌ تلسعه‌ وهو الذي‌ اصطفاه‌ الحقّ واجتباه‌؟

 ونار الشهوة‌ لا تحرق‌ أهل‌ الدين‌، لكنّها تسوق‌ البغاة‌ إلی قعر الارض‌.

 وموج‌ البحر إذ علا وطغي‌ بأمر الحقّ، فقد ميّز بين‌ أهل‌ موسي‌ وبين‌ الاقباط‌».

[5] ـ يقول‌: «والارض‌ إذ أتاها الامر خسفت‌ بقارون‌ وكنوزه‌ وعرشه‌ فانحطّ إلی قعرها.

 والطين‌ المعجون‌ بالماء إذ تنسّم‌ أنفاس‌ عيسي‌ صار له‌ ريش‌ وجناح‌ واستحال‌ طيراً محلّقاً.

 ولقد رقص‌ جبل‌ الطور من‌ نور جمال‌ موسي‌، وأضحي‌ عارفاً كاملاً تحرّر من‌ كلّ نقص‌.

 وما العجب‌ إن‌ غدا الجبل‌ كاملاً، إذ إنّ جسم‌ موسي‌ لم‌ يكن‌ غير ماء وطين‌».

[6] ـ يقول‌ «لقد وصل‌ علمي‌ إلی أن‌ أدرك‌ أ نّي‌ لا أعلم‌ شيئاً».

[7] ـ «لغت‌ نامة‌ دهخدا» ماده‌ (أبوعلي‌ سينا)، ص‌ 652.

[8] ـ «لغت‌ نامه‌ دهخدا» ص‌ 654.

 يقول‌: «حللتُ جميع‌ المشكلات‌ من‌ قعر الحمأ المسنون‌ إلی ذروة‌ زحل‌.

 وتخطيّتُ جميع‌ المكر والحِيَل‌، فانحلّ كلّ قيدٍ عدا قيد الاَجَل‌».

[9] ـ يقول‌: «لا أنت‌ تعلم‌ أسرار الازل‌ ولا أنا؛ ولا أنت‌ تقرأ هذا الخطّ اللغز ولا أنا.

 فنحن‌ نتحادث‌ ـأنا وأنت‌ـ من‌ وراء الستار، فإن‌ سقط‌ الستار لم‌ يبق‌ أنت‌ ولا أنا».

[10] ـ «علل‌ گرايش‌ به‌ ماديگري‌» (= الدوافع‌ نحو المادّيّة‌) ص‌ 24. يقول‌: «أخشي‌ أن‌ أرحل‌ ولم‌ أرَ عالَم‌ الروح‌؛ وأخشي‌ أن‌ أرحل‌ عن‌ العالمَ وأنا بعدُ لم‌أره‌.

 فحين‌ أكون‌ في‌ عالم‌ الروح‌ لا أعلم‌ شيئاً عن‌ البدن‌؛ وحين‌ أكون‌ في‌ عالم‌ البدن‌ لاأعلم‌ شيئاً عن‌ الروح‌».

[11] ـ «كشكول‌ الشيخ‌ البهائي‌ّ» ج‌ 1، ص‌ 62، طبعة‌ مصر.

[12] ـ «كشكول‌ الشيخ‌ البهائي‌ّ» ج‌ 1، ص‌ 62، طبعة‌ مصر.

[13] ـ «مثنوي‌» ج‌ 2، ص‌ 115، السطر 11.

 يقول‌: «وما لمْ يبكِ الطفل‌ فإنّه‌ لن‌ يشرب‌ اللبن‌، ما لَمْ تبكِ الغيوم‌ فلن‌يضحك‌ المرج‌».

[14] ـ «مثنوي‌» ص‌ 116، السطر 23.

 يقول‌: «ما لَم‌ يبكِ الطفل‌ بائع‌ الحلوي‌، فأ نّي‌ لبحر العطاء والكرم‌ أن‌ يفور (بالعطاء) ».

[15] ـ الآية‌ 44، من‌ السورة‌ 17: الاءسراء.

[16] ـ الآية‌ 13، من‌ السورة‌ 13: الرعد.

[17] ـ الآيتان‌ 5 و 6، من‌ السورة‌ 46: الاحقاف‌.

[18] ـ الآية‌ 115، من‌ السورة‌ 2، البقرة‌.

[19] ـ الآية‌ 21، من‌ السورة‌ 16: النحل‌.

[20] ـ «المعاد» للعلاّمة‌ الطباطبائيّ مدّ ظلّه‌، نسخة‌ خطّيّة‌، ص‌ 45؛ و«أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 32.

[21] ـ الآية‌ 25، من‌ السورة‌ 41: فصّلت‌.

[22] ـ «المعاد» للعلاّمة‌ الطباطبائيّ مدّ ظلّه‌، نسخة‌ خطّيّة‌، ص‌ 45.

[23] ـ «تفسيرعلی بن‌ إبراهيم‌» ص‌ 591، باختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com