|
|
الصفحة السابقةالاسماء والاعتبارات المختلفة للمنازل الواقعة علی الصراطوعلی أيّة حال فقد عُبِّر عن المنازل والمراحل باختلاف العبارات والتعبيرات، وعُدّ اجتياز الصراط أمراً منوطاً بهذه الاعتبارات. فقد عدّ البعض الصراط عبارة عن النفس، واعتبر اجتيازه، بمثابة عرفان النفس: وَمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ. [1] أو بتطهير النفس وتزكيتها: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـ'هَا. [2] أو بإماتة النفس: أَمَاتَ نَفْسَهُ وَأَحْيَي قَلْبَهُ. [3] واعتبره البعض عبارة عن الدنيا، ويقصد بالدنيا ما سوي الله، حيث ورد: أَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا أَبْدَانَكُمْ.[4] كما عدّه البعض معادلاً للإنّيّة والوجود. فقد قيل: بَيْنِـي وَبَيْنَـكَ إنِّيّـي يُنَازِعُنِي فَارْفَـعْ بِلُطْفِكَ إنِّيِّي مِنَ البَيْنِ وعدّه البعض العبور من الصراطين: الظاهر والباطن؛ أو الدنيا والآخرة، أو الشريعة والطريقة، أو عالَمَي الشهادة والغيب، أو عالَمَي الخَلْق والامر. واعتبر البعض الصراط ذا منازل ثلاثة: الطبع والمثال والعقل؛ وعدّوا عبور هذه المنازل بمثابة وقوف علی المطلوب. واعتبر البعض الآخر العبور ذا أربع مراحل، حيث نقل عن بايزيد البسطاميّ قوله: تركتُ الدنيا في إلیوم الاوّل، وتركتُ الآخرة في إلیوم الثاني، وتخطّيت ما سوي الله في الثالث، وفي إلیوم الرابع سُئلت: مَاتُرِيدُ؟ فقلت: أُرِيدُ أَنْ لاَ أُرَيدَ. وهو إشارة إلی المطلب الذي قاله البعض في تعيين المنازل الاربعة: الاوّل: ترك الدنيا. الثاني: ترك العقبي. الثالث: ترك المولي. الرابع: ترك الترك. واعتبر البعض العوالم خمسة، ودعوها بـ «عوالم الحضرات الخمس» حيث ورد في الدعاء المنسوب إلی أمير المؤمنين علیه السلام: اللَهُمَّ نُوِّرْ ظَاهِرِي بِطَاعَتِكَ؛ وَبَاطِنِي بِمَحَبَّتِكَ، وَقَلْبِي بِمَعْرِفَتِكَ؛ وَرُوحِي بِمُشَاهَدَتِكَ؛ وَسِرِّي بِاسْتِقْلاَلِ اتِّصَالِ حَضْرَتِكَ يَاذَا الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ. [5] ويقول محيي الدين بن عربي ضمن صلواته علی خاتم الانبياء محمّدبن عبدالله صلّي الله علیه وآله وسلّم: مُحْصِي عَوَالِمِ الحَضَرَاتِ الخَمْسِ فِي وُجُودِهِ «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ». فعبَّر البعض عن هذه العوالم الخمسة بعوالم الطبع والمثال والعقل والسرّ والذات. بينما اعتبر بعض آخر أنّ الطرق الارضيّة سبعة طرق، وأنّ الطرق السماويّة سبعة طرق أيضاً، وأنّ المراد بالارضين السبع الحجب الظلمانيّة، و بالسماوات السبع الحجب الملكوتيّة والنورانيّة. ثمّ جاء آخرون فاعتبروا المجموع سبعة عوالم، وهي: عوالم الحسّ، المثال، العقل، السرّ، السرّ المُستَسِرّ، السرّ المقنّع بالسرّ، والذات؛ حيث ورد في الروايات ذكر الحجب السبعة. وعدّ بعض آخر العوالم عشرة، كما في رواية عبد العزيز القراطيسيّ الذي قال له الإمام الصادق علیه السلام بأنّ للإيمان عشر درجات كدرجات السلّم. يُضاف إلی ذلك ما ورد في الرواية من أنّ سلمان الفارسيّ كان يمتلك درجات الإيمان العشر بأجمعها. هذا وقد قسّم المرحوم الخواجه نصير الدين الطوسيّ في «أوصاف الاشراف» المنازلَ إلی ستّ مراحل، ثمّ قسّم كلّ مرحلة من المراحل الخمس الاُولي إلی ستّة أقسام، فصار مجموع العوالم مع المنزل الاخير الذي ذكر له مرحلة واحدة، واحداً وثلاثين عالماً. وقد اعتبر البعض الحجبَ سبعين حجاباً، حيث أورد المجلسيّ رضوان الله علیه نقلاً عن «كشف إلیقين» أ نّه روي بإسناده عن رسولالله صلّيالله علیه وآله رواية عن معراج النبيّ جاء فيها قوله صلّيالله علیه وآله: فَتَقَدَّمْتُ فَكُشِفَ لِي عَنْ سَبْعِينَ حِجَاباً. [6] واعتبر بعضٌ المنازلَ مائة منزل، حيث ذكر الخواجة عبدالله الانصاريّ في «منازل السائرين» أنّ المنازل عشرة، ثمّ قسّم كلاّ من هذه المنازل إلی عشرة، فصار مجموعها مائة منزل. وبطبيعة الحال فإنّ المائة التي هي مجموع المنازل تمثّل اسم الله تعإلی، أحدها مكنون ومخزون، وتسعة وتسعون منها معلوم. لذا فقد ورد في كثير من روايات الخاصّة والعامّة أنّ للّه تسعة وتسعين اسماً. يروي الشيخ الصدوق في «التوحيد» و «الخصال» بسنده المتّصل عن سليمانبن مهران، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين علیه السلام قال: قال رسول الله صلّي الله علیه وآله: إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَاً، مِائَةً إلاَّ وَاحِداً، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ. [7] كما ذكرت بعض الروايات أنّ للّه ثلاثمائة وواحد وستّين اسماً، كما في الرواية الواردة عن إبراهيم بن عمر، عن الإمام الصادق علیه السلام. [8] واعتبر البعض أنّ مجموع الحجب ألف حجاب، كما اعتبروا أسماء الله ألف اسم؛ وعدّها البعض ألف منزل ومنزل. از ره نـفـس تـا بـه كـعبـة دل عارفان را هـزار و يك منزل [9] وصرّح البعض بأن هناك سبعين ألف حجاب، كما في الرواية الواردة في «كشف إلیقين» عن رسول الله صلّي الله علیه وآله أ نّه قال: «... ووصلتُ إلی حجب ربّي، دخلتُ سبعين ألف حجاب، بين كلّ حجاب إلی حجاب من حجب العزّة والقدرة والبهاء والكرامة والكبرياء والعظمة والنـور والظلمة والوقـار والكمال، حتّي وصلتُ إلی حجـاب الجلال...». [10] في كيفيّة الاسفار الاربعةوقد قسّم العرفاء المسلمون الاجلاّء أسفار نفس الإنسان إلی الله تعإلی وصولاً إلی آخر مرحلة منها، إلی أربعة أسفار. واقتدي بهم حكماؤنا العظام فاعتبروا الاسفار أربعة، فيقول المرحوم صدر المتأ لّهين الشيرازيّ قدّس سرّه في كتاب «الاسفار»: وَاعْلَمْ أَنَّ لِلسُّلاَّكِ مِنَ العُرَفَاءِ وَالاَوْلِيَاءِ أَسْفَاراً أَرْبَعَةً: أَحَدُهَا السَّفَرُ مِنَ الخَلْقِ إلی الحَقِّ. وَثَانِيهَا السَّفَرُ بِالحَقِّ فِي الحَقِّ. وَالسَّفَرُ الثَّالِثُ يُقَابِلُ الاَوَّلَ لاِ نَّهُ مِنَ الحَقِّ إلی الخَلْقِ بِالحَقِّ. وَالرَّابِعُ يُقَابِلُ الثَّانِي مِنْ وَجْهٍ، لاِ نَّهُ بِالحَقِّ فِي الخَلْقِ. [11] ولانّ العشق والسُّكْر والحماس والهياج في السلوك أُمور منحصرة في السفر الاوّل، بينما تسود الطمأنينة والسكينة والاستقرار في بقية الاسفار، فربّما يتّضح علی هذا الاساس معني شعر حافظ في قوله: نگويمت كه همه سـاله مي پرسـتي كن سه ماه مي خور و نه ماه پارسا ميباش [12] إذ إنّ دورة السفر تشمل أربعة مراحل، عَبَّر عن ربع الدورة الاوّل «السفر الاوّل» بشرب الخمر، وعن الاسفار الثلاثة الاُخري بالتقوي. وقد ذكر المرحوم الحكيم المتألّه الآخوند الملاّ محمّد رضا القمشهاي مطالب حول كيفيّة الاسفار الاربعة؛ ومضمونها أنّ السفر الاوّل ( من الخلق إلی الحقّ ) يتمثّل برفع الحجب الظلمانيّة والنورانيّة. وأنّ الحجب الظلمانيّة متعلّقة بالنفس، أمّا الحجب النورانيّة فتتعلّق بالقلب والروح، حيث ينبغي علی السالك العبور من الانوار القلبيّة والاضواء الروحيّة. وأن يتحرّك من مقام النفس إلی القلب، ومن القلب إلی الروح، ومن الروح إلی المقصد الاقصي. فالعوالم الفاصلة بين السالك وبين الحقيقة ـإذاًـ ثلاثة عوالم، وجميع الحجب التي ذُكرت في الاخبار أو علی لسان الاعلام ترجع إلی هذه الحجب الثلاثة. وحين تزاح جانباً هذه الحجب الثلاثة، وتُطوي هذه العوالم الثلاثة، أي عوالم النفس والقلب والروح، فسيصل السالك إلی مقام معرفة جمال الحقّ، ويفني ذاته في الحقّ تعإلی. ويُدعي هذا المقام ـتبعاً لهذا الاساسـ بمقام الفناء في الذات. ويتضمّن ثلاثة مقامات: مقام السِّرِّ و الخَفِيِّ و الاَخْفَي، وتقع في السفر الثاني. في العبور من العوالم السبعة لاكتساب الكمال الإنسانيّوقد جري التعبير أحياناً عن مقام الروح بالعقل. ونظراً لتفصيل شهود المعقولات، فقد اعتبروا مقام العقل غير مقام الروح، فيكون مجموع المقامات علی هذا الاساس سبع مقامات: مَقَامُ النَّفْسِ، مَقَامُ القَلْبِ، مَقَامُ العَقْلِ، مَقَامُ الرُّوحِ، مَقَامُ السِّرِّ، مَقَامُ الخَفِيِّ، مَقَامُ الاَخْفَي. وهذه المقامات السبعة هي مراتب الولاء وبلاد العشق التي يقول عنها المولويّ الروميّ: هفت شهر عشـق را عطّار گشت ما هنوز اندر خم يك كوچهايم [13] وحين يتخطّي السالك مقام الروح ويتجلّي له جمال الحقّ، ويفني نفسه في ذات الحقّ تعإلی، فسيكون سفره الاوّل قد انتهي وصار وجوده حقّانيّاً، وسيكون قد عرض علیه المحو وبلغ مقام الولاية. ثمّ يشرع في السفر الثاني من موقف الذات ( وهو مقام السرّ ) فيسير في كلّ واحد من الكمالات حتّي يشاهد جميع كمالات الحقّ، ويري نفسه فانياً في جميع الاسماء والصفات: فَبِهِ يَسْمَعُ، وَبِهِ يَبْصُرُ، وَبِهِ يَمْشِي، وَبِهِ يَبْطِشُ. فَعَالِم السرّ هو مقام الفناء في الذات، و عالم الخفيّ وهو أعلی من سابقة مقام الفناء في الصفات والاسماء والافعال. أمّا عالم الاخفي فهو مقام الفناء ومن الاثنين: فناء الذات وفناء الصفة، وهو أعلی من السفرين الاوّليّين، ويمثّل المرحلة الاخيرة من السفر الثاني. [14] وإن شئتَ فعبِّر عن عالم السرّ بأ نّه فناء ذات السالك، وهو نهاية السفر الاوّل وبداية السفر الثاني؛ وعن عالم الخفاء بأ نّه مقام الفناء في الإلوهيّة؛ وعن العالم الاخفي بأ نّه مقام الفناء من كلا الفنائينِ. ومن هنا فإنّ دائرة الولاية ستنتهي في هذه الحال، ويصل السفر الثاني إلی غايته، وينقطع فناء السالك فيضع قدمه علی مسار السفر الثالث. فالسفر الاوّل: إذاً، هو العبور من عوالم الناسوت والملكوت والجبروت؛ والسفر الثاني هو العبور من عالم اللاهوت؛ أمّا السفر الثالث وهو السفر من الحقّ إلی الخلق بالحقّ، فهو أرقي من السفر الثاني وأعلی. بمعني أنّ السُّكر والصحو سيزولان فيسير السالك في مقام الافعال ـمع وجود الفناء في الحقّ والفناء في صفات الحقّ والفناء عن الفناءـ ويبقي علی الرغم من المحو التامّ ببقاء الحقّ، ويشاهد جميع عوالم الجبروت والملكوت والناسوت بأعيانها ولوازمها، ويُخبر عن معارف الذات والصفات والافعال. [15] وللحكيم المتأ لّه العلاّمة الميرزا محمّد حسن النوريّ نجل الحكيم المتأ لّه العلاّمة علی النوريّ قدّس الله سرّهما كلام عن كيفيّة الاسفار الاربعة، يُعدّ ـبلحاظ فهم العمومـ أسهل بياناً وأشدّ إمتاعاً، ويتلخّص مضمونه بما يلي: أنّ الإنسان ما دام لم يضع أقدامه علی مسار السلوك العلميّ والنظريّ، فإنّه يشاهد الكثرة ويغفل عن مشاهدة الوحدة. فتكون الكثرة في تلك الحال حاجباً عن الوحدة. أمّا حين يشرع في السلوك العلميّ فيسير من الوجودات إلی الصانع، فإنّ الكثرات ستضمحلّ شيئاً فشيئاً وتتبدّل إلی الوحدة الصرفة الحقّة الحقيقيّة، بحيث إنّه لن يري الكثرة أبداً، ولنينظر إلی أعيان الموجودات، ولن يشاهد شيئاً غير الوحدة. فتكون الوحدة ـإذ ذاكـ حاجباً عن الكثرة. فالسالك قد أغمض عينه عن مشاهدة الكثرة بواسطة استغراقه في مشاهدة الوحدة. ومرتبة هذا المنزل في السلوك الحإلی بمرتبة السفر الاوّل للسالك العارف، الذي ذكره الملاّ صدرا في كتابه، وهو السفر من الخلق إلی الحقّ، أي من الكثرة إلی الوحدة. وحين يصل السالك إلی عالم الوحدة فيحجب عن مشاهدة الكثرة، فإنّه يستدل ـمن خلال السلوك العلميّـ بذات الحقّ علی أوصاف الحقّ وأسمائه وأفعاله الواحد بعد الآخر والمرتبة بعد المرتبة. وهذه الدرجة بمثابة السفر الثاني للسلوك الفعلیّ، وهو السفر في الحقّ بالحقّ. أمّا في الحقّ، فلانّ هذا السفر يمثّل سفراً في صفات الحقّ وأسمائه وخواصّه؛ وأمّا بالحقّ، فلانّ السالك يتجسّد في هذه الحال بحقيقة الحقّ، ويخرج من إنّيّة ووجود جميع كثرات العالم وأعيانه الخارجيّة. وكثيراً ما يحصل في هذه المرحلة أن ينشرح صدر السالك وتُحلّ عُقدة من لسانه، فيلاحظ الوحدة في الكثرة كما يلاحظ الكثرة في الوحدة، دون أن يحجب أحدهما الآخر، ويصبح السالك جامعاً لكلا النشأتينِ وبرزخاً بين المقامينِ، وتصبح له ـ من ثمّ ـ قابليّة تعلیم الناقصين وإرشاد ضعفاءالعقول والنفوس. ومنزلة هذه الدرجة من السلوك الحإلی والعمليّ بمثابة السفر الثالث، وهو السفر من الحقّ إلی الخلق بالحقّ. وهذه المرحلة أعلی ممّا سبقها. وهناك مرحلة أُخري أدقّ وأتقن وأكمل، وهي الاستدلال علی الحقّ بوجود الحقّ ووجود غير الحقّ. بحيث تنعدم الواسطة ـفي البرهانـ لوجوده ووجود غيره. وقد دُعي هذه البُرهان بـ بُرهان لِمّ و طريقة الصدّيقين. وهذه المرتبة بمثابة السفر الرابع وهو السفر في الخلق بالحقّ. [16] فإن شئنا أن نعثر علی أحد من الموجودات سائر علی الصراط المستقيم والنهج القويم في جميع خصوصيّاته في هذه الاسفار الاربعة، بحيث يفوق الجميع في أفكاره وعقائده وملكاته وكيفيّة طيّه منازل فنائه في ذات الحضرة الاحديّة، ويمتلك سيراً في كلّ ذلك ـبلحاظ عبور مراحل النفسـ دون أن ينحرف أدني انحراف، فإنّه سيجسّد حقيقة الصراط المستقيم، ويجسّد الإمام الذي ينبغي أن يكون قدوة ومثالاً يُحتذي. فهو أوّلاً في مقام التكوين حقيقة الصراط، والسبيل للوصول إلی مدارج الكمال. وهو ثانياً في مقام التشريع الهادي والمقتدي. وهذا هو المعني الوارد في الرواية من أنّ الصورة الإنسانيّة هي الصراط المستقيم. وقد ورد في الرواية في تفسير الآية الشريفة: وَأَنَّ هَـ'ذَا صِرَ ' طِي مُّسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ، أنّ المراد به صراط علیّبن أبي طالب علیه السلام؛ وذلك لانّ المراد بالصورة الإنسانيّة، مرحلة الفعلیة المحضة التي تتواجد في أعلی صورها وأتقنها في علیّبن أبي طالب علیه السلام. أمّا عامّة الناس فليسلهم صورة إنسانيّة فعلیة، بل يمتلكون مجرّد قابليّة تحقّقها، هذا إن لميكونوا قد بدّلوا صورة الإنسانيّة من خلال ارتكابهم الذنوب الكبيرة. وعلی أيّة حال فإنّ أفراد البشر هم في مقام التكامل، إلاّ أ نّهم ليسوا كاملين، أمّا الصورة الإنسانيّة فمختصّة بالإنسان الكامل. لان الإنسان لميمتلك صورة إنسانيّة حين كان نطفة، لا نّه ـإذ ذاكـ في مرحلة تكامل. ثمّ إنّ الإنسان ينمو فيكون كذا وكذا، فلا يمتلك تلك الصورة بعدُ. ثمّ يأتي إلی الدنيا فلا يحوز صورتها الفعلیة، إذ يولد طفلاً يلهو ويلعب. ثمّ يصبح شابّاً، إلاّ أ نّه يمتلك في جميع أحواله صورة حيوانيّة، لا نّه لميدرك بعدُ ذلك المقصد الذي خُلق الإنسان وهُيّي للوصول إلیه. فإن هو بلغ ذلك المقصد، تحقّقت فيه آنذاك فقط الصورة الإنسانيّة. ومن هنا فإنّ الشـخص المنسـاق وراء الشـهوات لا يمتلك صـورة إنسانيّة، بل يمتلك الصورة الحيوانيّة للحيوان الذي له هذه الخصوصيّة من الشهوة. أمّا لو سار الإنسان باتّجاه الفعلیة في جميع مراحل القوّة والقابليّة، وأوصل جميع القوي التي منّ الله بها علیه إلی مرحلة الفعلیة وفي سبيل التقرّب إلی الله تعإلی، فإنّه سيصبح إنساناً كاملاً له صورة إنسانيّة؛ الحِكْمَةُ صَيْرُورَةُ الإنسان عَالَماً عَقْلِيَّاً مُضَاهِياً لِلْعَالَمِ العَيْنِيِّ. والحكيم هو الذي أكمل الصورة الإنسانيّة وجعل نفسه عالماً عقليّاً. وكما أنّ لدينا عالماً طبعيّاً في الخارج، فإنّ الحكمة العلميّة والعمليّة التي تمثّل السير في الآفاق والانفس، تجعل الإنسان ـ علماً وعملاً ـ عالَماً عقليّاً. وذلك الإنسان هو الإنسان المجرّد، كما أ نّه يمثّل الإنسان الخارج عن الزمان والمكان الذي لا تحدّه الجهات. والإنسان الذي يمثّل أقرب الحجب إلی الله تعإلی، والإنسان الذي يمثّل اسم الله الاعظم، والإنسان الافضل من الملائكة، الذي لا يمكن لايّ مَلك مقرّب أو نبيّ مرسل أن يفصل بينه وبين الحضرة الاحديّة. يصل هذا الإنسان إلی المقام الذي هو أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَهُ، ويفني في العقل الكلّيّ والنور الكلّيّ، فيُعبَّر عنه بالإنسان المقرّب والمخلَص، إلاّ أ نّه بعد فنائه يجد البقاء بعالم البقاء ويصبح جامعاً لجميع صفات الحقّ المتعال وأسمائه الحسني، فتظهر فيه وتتجلّي جميع أسماء الحقّ وصفاته ـوليس ذاته فقطـ وتلك الصورة هي الصورة الإنسانيّة. فإن شئنا حقّاً أن نعثر في الخارج علی مصداق أتمّ وأكمل لمثل هذه الصورة الفعلیة، فإنّه لنيكون غير أميرالمؤمنين علیّبن أبي طالب علیه السلام. أي أنّ وجود ذلك الإمام وسرّه وعقيدته وحركته وفعله وظاهره وباطنه ودنياه وآخرته وجسمه وروحه علی ذلك الصراط المستقيم الهادي إلی الجنّة، وهو الصراط بين الجنّة والنار. أي أنّ علی مَن يريد الذهاب إلی الجنّة أن يجتاز هذا الصراط، لانّ سعة وقدرة وجاذبيّة تلك النفس المقدّسة تدعو الناس إلی ذلك المقصد الرفيع بتلك الكيفيّة. مـا بـدان مقصـد عـإلی نتـوانيـم رسـيـد هم مگر پيـش نهد لطف شما گامي چند [17] لذا فقد جاء في الروايات أنّ أمير المؤمنين علیه السلام هو الصراط المستقيم، وأنّ الولاية والإمامة هما الصراط المستقيم. وبطبيعة الحال فقد ذكرنا ما ذكرنا عرضاً للمطلب، إلاّ أ نّنا سنذكر فيما بعد إن شاء الله تعإلی أنّ الصراط المستقيم الذي هو النفس الخارجيّة للإمام، له شمول آخر وجامعيّة أُخري أسمي من هذا المعني وأعلی. الروايات التي ذكرت أنّ المراد بالصراط المستقيم هو علیّ بن أبي طالبوعلی كلّ تقدير، فقد وردت روايات جمّة عن طريق الخاصّة والعامّة في أنّ علی بن أبي طالب علیه السلام هو الصراط المستقيم. يروي البحرانيّ في كتابه النفيس «غاية المرام» رواية واحدة عن العامّة، وعشر روايات عن الخاصّة في تفسير الآية المباركة: وَأَنَّ هَـ'ذَا صِرَ ' طِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَ ' لِكُمْ وَصَّـ'كُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. [18] ورد فيها أنّ علی بن أبي طالب هو المراد بالصراط المستقيم في هذه الآية. أمّا الرواية التي نقلها عن العامّة، فحديث نقله عن الشيرازيّ ـأحد أعيان علماء العامّة، له كتاب في المناقبـ عن قتادة، عن الحسن البصريّ، في الآية الشريفة: وَأَنَّ هَـ'ذَا صِرَ ' طِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ، قَالَ: يَقُولُ: هَذَا طَرِيقُ علیِّبْنِ أَبِي طَالِبٍ وَذُرِّيَّتِهِ طَرِيقٌ مُسْتَقِيمٌ وَدِينٌ مُسْتَقِيمٌ فَاتَّبِعُوهُ وَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإنَّهُ وَاضِحٌ لاَعِوَجَ فِيهِ. [19] وأمّا الروايات العشر التي نقلها عن الخاصّة فننقل منها ثلاث روايات: الاُولي: حديث جاء عن علیّ بن إبراهيم القمّيّ في تفسيره عن الإمام الصادق علیه السلام في معني الآية: «وَأَنَّ هَـ'ذَا صِرَ ' طِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَتَتَّبِعُوا السُّبُلَ»؛ قَالَ: الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ الإمَامُ. وَ«لاَتَتَّبِعُوا السُّبُلَ». قَالَ: يَعْنِي غَيْرَ الإمَامِ. «فَتَفَّرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ». يَعْنِي تَفَرَّقُوا وَتَخْتَلِفُوا فِي الإمَامِ. [20] الثانية: حديث يرويه محمّد بن الحسن الصفّار في «بصائر الدرجات» بإسناده عن أبي حمزة الثمإلی، عن الإمام الصادق علیه السلام؛ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَهِ تَعَإلی: «أَنَّ هَـ'ذَا صِرَ ' طِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ»؟ فَقَالَ: هُوَ وَاللَهِ علیٌّ، هُوَ وَاللَهِ الصِّرَاطُ وَالمِيزَانُ. [21] الثالثة: حديث يرويه محمّد بن مسعود العيّاشيّ بإسناده عن بُريد العجليّ، عن الإمام الصادق علیه السلام؛ قَالَ: «وَأَنَّ هَـ'ذَا صِرَ ' طِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ». قَالَ: تَدْرِي مَا يَعْنِي بـ «صِرَ ' طِي مُسْتَقِيمًا»؟! قُلْتُ: لاَ. قَالَ: وَلاَيَةُ علیٍّ وَالاَوْصِيَاءِ. قَالَ: وَتَدْرِي مَا يَعْنِي «فَاتَّبِعُوهُ»؟ قَالَ: يَعْنِي علیَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَهِ علیهِ. قَالَ: وَتَدْرِي مَا يَعْنِي: «وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ»؟ قُلْتُ: لاَ! قَالَ: وَلاَيَةُ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ وَاللَهِ. قَالَ: يَعْنِي سَبِيلَ علیٍّ علیهِ السَّلاَمُ. [22] أمّا في تفسير الآية الشريفة: أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا علی' وَجْهِهِ أَهْدَي'´ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا علی' صِرَ ' طٍ مُّسْتَقِيمٍ؛ [23] فقد وردت في «غاية المرام» رواية واحدة عن طريق العامّة وثلاث روايات عن طريق الخاصّة جاء فيها أنّ المراد بالصراط المستقيم في الآية هو علی بن أبي طالب علیه السلام. ونورد هنا رواية عن الخاصّة. يروي محمّد بن يعقوب الكلينيّ بإسناده عن محمّد بن الفضيل، عن الإمام موسي بن جعفر علیهما السلام؛ قَالَ: قُلْتُ: «أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا علی' وَجْهِهِ أَهْدَي'´ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا علی' صِرَ ' طٍ مُّسْتَقِيمٍ»؟ قَالَ: إنَّ اللَهَ ضَرَبَ مَثَلاً: مَنْ حَادَ عَنْ وَلاَيَةِ علیٍّ كَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً علی وَجْهِهِ لاَيَهْتَدِي لاِمْرِهِ، وَجَعَلَ مَنِ اتَّبَعَهُ سَوِيّاً علی صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَالصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ أَمِيرُالمُؤْمِنِينَ. [24] أمّا الرواية الواردة عن طريق العامّة، فيقول الراوي عن عبداللهبن عمر إنَّهُ قَالِ لِي: إنِّي أَتَّبِعُ هَذَا الاَصْلَعَ [25] فَإنَّهُ أَوَّلُ النَّاسِ إسْلاَماً وَالحَقُّ مَعَهُ، فَإنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَإلی: «أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا علی' وَجْهِهِ أَهْدَي'´ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا علی' صِرَ ' طٍ مُّسْتَقِيمٍ»: فَالنَّاسُ مُكِبُّونَ علی الوَجْهِ غَيْرَهُ. [26] كما أورد في «غاية المرام» ثلاثة أحاديث عن طريق العامّة وأربعة عن طريق الخاصّة في شأن الآية المباركة: وَأَنَّ الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَـ'كِبُونَ، [27] جاء فيها أنّ المراد بالصراط هو ولاية أهل البيت علیهم السلام. وننقل هنا رواية واحدة من كلٍّ من الطريقين. أمّا عن طريق العامّة فيروي إبراهيم بن محمّد الحموينيّ بإسناده عن سعدبن طريف عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين علیه السلام في قوله تعإلی: «وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ عَنِ الصّـِرَ ' طِ لَنَـ'كِبُونَ»، قَالَ: عَنْ وَلاَيَتِنَا. [28] وأمّا عن طريق الخاصّة فيروي محمّد بن العبّاس بن ماهيار في تفسيره «فيما نزل في أهل البيت» بإسناده عن الإمام علی بن أبي طالب في تفسير قوله تعإلی: «وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُوْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ عَنِ الصِّرَ ' طِ لَنَـ'كِبُونَ»، قَالَ: عَنْ وَلاَيَتِنَا أَهْلَ البَيْتِ. [29] وفي الحديث أنّ رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم قال: لاَيَجُوزُ أَحَدٌ عَنِ الصِّرَاطِ إلاَّ وَكَتَبَ لَهُ علیٌّ الجَوَازَ. وقد أوردنا هذه الروايات بأسانيدها المختلفة عن طريق الشيعة والعامّة في الجزء الاوّل من مجموعة «معرفة الإمام». وممّا يثير العجب أنّ أبابكر هو أحد الذين رووا هذه الرواية عن رسول الله بلا واسطة، حيث تُعدّ سلسلة سند هذه الرواية إلی أبي بكر صحيحة في نظر العامّة؛ كما أنّ من الذين رووا هذا الحديث دونماواسطة ابن عبّاس وابن مسعود، إلاّ أنّ معظم أعيان علماء العامّة نقلوا هذا الحديث في كتبهم المعتبرة بإسنادهم إلی أبي بكر، وقد نقل المرحوم آية الله الشيخ نجم الدين الشريف العسكريّ ذلك مفصّلاً. [30] كما نُقلت هذه الرواية في «غاية المرام» الباب الرابع والخمسين، ص262 في عشرة أحاديث عن طريق العامّة، وفي الباب الخامس والخمسين ص262 في سبعة أحاديث عن طريق الخاصّة. ونشرع الآن ببحث إجمإلیّ في مضمون هذا الحديث الشريف، إذ يقول الحديث بأنّ علیاً هو صراط الحقّ، وإنّ مَن سيتمكّن من عبور هذا الصراط هو الذي يمتلك تقارباً مع علی علیه السلام في جميع الجوانب، سواءً من جانب العقيدة أم الملكة والاخلاق والصفات والسيرة. فإن لميكن كالإمام استقامةً، فعلیه ـعلی الاقلّـ أن لايبتعد عنه ولايُخالفه في النهج. ثمّ إنّ الإنسان يمرّ خلال اجتيازه الصراط بجملة من العقبات منها عقبة الصلاة، عقبة الامانة، عقبة الرَّحِم، عقبة الولاية، عقبة التوحيد؛ وينبغي علی المرء أن يحصل علی تصريح بالعبور في كلّ واحدة من هذه العقبات التي يعسر تخطّيها واجتيازها. أي أ نّه ينبغي أن يكون هناك تشابهاً ـعلی أقلّ تقديرـ بين صلاته وصيامه وجهاده وحجّه وزكاته مع أعمال ذلك الإمام. فإن شاء امرؤ ـ والحال هذه ـ أن يتحرّك علی هذا الصراط دون أن يكون له معرفة به، ودون أن يكون منخرطاً في طريق الولاية ونهج التوحيد، فإنّه سيحتاج إلی تصريح بالعبور، وسيكون ممّن يُلقي بهم في نار جهنّم فيصدق علیهم أ نّهم عَنِ الصّـِرَ ' طِ لَنَـ'كِبُونَ. ومن هنا فقد جاء في الروايات المتواترة للشيعة والعامّة: علی قَسِيمُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، أي أنّ علیاً هو صراط الحقّ الذي عيّنه الباري المتعال وقال في شأنه: إن شئتم السير باتّجاهي والخلود في حَرَمي والتنعّم برضواني فينبغي أن تكون جميع أُموركم سويّة صحيحة، وأن تكونوا قد أعطيتم لنفسكم حقّها وللآخرين حقوقهم وللّه تعإلی حقّه، وأن تكونوا قد اجتنبتم الظلم والتعدّي. أنتم بشر، فعلیكم أن تجعلوا لانفسكم صورةً إنسانيّة، وأن تتخطّوا الصفات البهيميّة. وحقّ الله هو أن تعرفوه، فتعبروا ـمن خلال ورودكم هذا الصراط وأُنسكم بالانوار القدسيّة الإلهيّة واستجلابكم لهاـ من ظلمات عالم النفس وكدورات الشهوة. وهذا المعني محال ومتعذّر بدون الورود في صراط الولاية المستقيم. وعلی هذا الاساس، فسيكون الوارد في هذا الصراط وارداً في الجنّة، أمّا غيرالوارد فيه فسيهوي في النار. والبغض والعداوة والحسد والحقد والبخل والطمع والجشع، والاعتداء علی الحقوق، والجحود، وإنكار الحقّ، والاستكبار هي النار؛ أمّا العطف والمحبّة والحنان والإيثار والعفو والعدل والتواضع والخضوع والخشوع والتسليم والانقياد للحقّ تعإلی فهي الجنّة. وحبّ علیّ الذي يمثل أُنموذج هذه الصفات ومَثَلَها الاعلی هو طريق الجنّة؛ أمّا بغضه ونصب العداوة له فيستلزمان الخشونة والاستكبار الباطنيّ، ويستلزمان جهنّم في نهاية المطاف. قال رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم: حُبُّ علیٍّ حَسَنَةٌ وَبُغْضُ علیٍّ سَيِّئَةٌ. [31] حبّ علیّ حسنة، والحسنة ـ كما هو بيّن ـ طريق الجنّة. وبغض علیّ سيئة، والسيّئة ـكما هو جليّـ طريق النار. فعلیٌّ ـإذاًـ قسيم الجنّة والنار. هذا من جهة. ومن جهة أُخري فإنّ الصراط الذي يفصل بين الإنسان وبين الحقّ هو طريق يبلغ بالإنسان إلی مقام العرفان ويجعله فانياً في ذات الحقّ تعإلی، وينفي عنه جميع شؤون عالم الوجود وعالم الاستكبار والتفرعن، ويدخله في عالم التوحيد، ثمّ يجعله ـعند العودة إلی عالم البقاءـ متّصفاً بصفات الحقّ عزّ وجلّ. وأمير المؤمنين علیه السلام هو الجامع لكلّ هذه الصفات والمقامات أي أ نّه هو الوليّ الذي بلغ مقام الفناء في الله عزّ وجلّ، وصار ـفوق ذلكـ باقياً بمقام البقاء بالله؛ كما أ نّه حامل لواء الحمد والإمامة، وذو سعة وشمول يكتنفان جميع عالم الوجود، وهو الجامع لجميع أسماء الحقّ وصفاته. فمن شاء عندئذٍ اجتياز مرحلة من هذه المراحل، فينبغي أن يكون عبوره وعمله منطبقاً مع الإمام، سواءً في الصلاة، أم في الامانة أم في صلة الرحم أم في الجهاد، أم في إعانة الفقراء والمساكين أم في الإنفاق في سبيلالله أم في الإيثار أم في المحبّة والولاية أم في اتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله أم في مراحل تزكية النفس وتهذيبها. فكلّما كان المرء أقرب إلی هذا الصراط، سهل علیه العبور عندئذٍ، وزادت سرعة طيّه للصراط فصار يجتازه كالبرق الخاطف. أمّا إذا أبطأ في سرعته قليلاً، عبر بسرعة الريح، فإن أبطأ وثقُل مرّ كالراكب، فإن ثقل مرّ كالراجل، فإن ثقل وأبطأ مرّ يجرّ أقدامه جرّاً. أمّا إذا كان الامر لاسامحالله أعسر من ذلك، فستتعلّق إحدي قدميه في النار وينال منها لفحة. فإن ثقل أكثر، هوي في النار ليطهّره الله بذلك. فإن كان من الاشقياء والمنكرين خُلِّد في عذاب الله نَعُوذُ بِاللَهِ مِنْ غَضَبِ الحَلِيمِ.
بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد للَّه ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلیّ العظيم وصلَّي الله علی محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين قال الله الحكيم في كتابه الكريم: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِّلطَّـ'غِينَ مَـَابًا * لَّـ'بِثِينَ فِيهَآ أَحْقَابًا * لاَّيَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا * إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَآءً وِفَاقًا. [32] ورد في كثير من الآيات القرآنيّة أنّ العبور علی صراط جهنّم أمر مختصّ بالظالمين، بينما يتعيّن ـ في الوقت نفسه ـ علی جميع الجنّ والإنس أن يردوا في النار، ليخرج منها من شاء الله تعإلی الخروج والنجاة. فتبعاً لمضمون الآية الكريمة: وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا التي بحثنا معناها مفصّلاً؛ ولمضمون الآية المباركة: وَلَوْ شِئْنَا لاَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَب'هَا وَلَـ'كِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. [33] فينبغي علی جميع أفراد الجنّ والإنس المكلّفين بالتكليف الإلهيّ دخول جهنّم التي تمثّل ظهوراً للدنيا وتجلّياً لها، ثمّ إنّهم يخرجون منها تبعاً للإرادة والمجاهدة فيتوجّهون إلی الجنّة التي تمثّل الحياة العلیا. ويمكن القول ـ توضيحاً لهذه الحقيقة ـ بأنّ هناك صراطاً إلی جهنّم مآله ومرجعه إلی النار؛ وأنّ هناك صراطاً إلی الجنّة ينتهي إلی الرضوان، علی الرغم من كونه فوق جهنّم، ممّا يجعل الوصول إلی مقام الرضوان مستلزماً للعبور علی جهنّم. وهناك آيات ذات دلالة علی أ نّه ينبغي علی جميع الافراد أن يجتازوا الصراط، وأنّ الصراط هو الصورة الإنسانيّة وحقيقة الولاية. صراطٌ مرجعه ومآله جنّةُ الله ورضوانه، ولو استلزم المشاق والمشكلات والامتحانات والابتلاءات والمجاهدات، وكان العبور منه ـوهو الصراط علی جهنّم النفس الامّارةـ قد تجسّد في ذلك العالم علی هيئة صراط علی جهنّم، بحيث لا يمكن للمرء بلوغ الدرجات العلیا والمقامات الحسني إلاّ باجتيازه والعبور فوقه. وهناك آيات ذات دلالة علی أنّ الصراط الذي يعبر علیه الظالمون والمستكبرون هو صراطٌ إلی جهنّم، مآله ومرجعه عذاب الله وسخطه. مثل آية: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَهُ ليَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا* إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَـ'لِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا. [34] وآية: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَ ' جَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ* مِن دُونِ اللَهِ فَاهْدُوهُمْ إلی' صِرَ ' طِ الْجَحِيمِ. [35] وليس المراد من الازواج في هذه الآية خصوص نسائهم، لانّ عبارة الَّذِينَ ظَلَمُوا تشمل الرجال والنساء؛ بل المراد بها الازواج من طائفة الجنّ الذين بادلوا الظالمين المودّة. يشهد علی هذا المعني الآية الشريفة: فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيـ'طِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا. [36] فالمراد ـ إذَاً ـ من الازواج، شياطين الجنّ الذين يتعاملون مع الإنس ويلقون إلیهم بالمودّة، فيشتركون في إغواء بعضهم البعض وفي إبعادهم عن طريق الله تعإلی، دون أن ينطوي الامر علی إجبار للطرف الآخر ولاعلی سلبٍ لإرادته واختياره. إذ يُستفاد من الآيات القرآنيّة والروايات الواردة أنّ الظالمين لهم شيطان يُلقي إلیهم سيّي القول وخادعه ويجهد لسدّ طريقهم إلی الله تعإلی. ومثل آيات: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَـ'دِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الاْوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَـ'دِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ علیهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ. [37] حيث جعلت الآية الكريمة الله تعإلی للطاغين بالمرصاد. ومن الجليّ أنّ الطغيان هو الاءفراط في الظلم والاستكبار. ومثل آية: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِّلطَّـ'غِينَ مَـَابًا. [38] وعلی أيّة حال فإن الظلم هو الاعتداء والتجاوز، أو التفريط والتقصير في حقّ الناس، أو في حقّ النفس، أو في حقّ الله تعإلی. فالظلم للناس هو الإجحاف بحقوقهم، والاعتداء علی أموالهم وأعراضهم ونواميسهم ونفوسهم وتهديد إيمانهم، أو التقصير والتفريط في حقّهم كعدم إعطاء نصيب الفقراء والمحتاجين، وعدم رعاية الضعفاء وإلیتامي والمساكين والبائسين، وحرمانهم من الاستفادة من معارف الإسلام والقرآن، ومن التعلیم والتربية بالآداب الدينيّة والسنن النبويّة وفقاً لمنهاج الائمّة المعصومين، وترك أفكارهم متعطّشة لمعين التوحيد والمعارف الحقّة. وأخيراً فإنّ الظلم عبارة عن التقصير والإمساك عن إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقّه الذي يجب له علی الإنسان بنحوٍ من الانحاء. والظلم في شأن النفس هو عدم تربيتها تربية صالحة وتركها مرخاة العنان في نواياها الشيطانيّة والشهويّة والغضبيّة، وإهدار ثروة الحياة والعمر، وإضاعة أيّام العمر باطلاً باللهو واللعب، وعدم إيصال الكمالات والقابليّات الموهوبة من قبل الله تعإلی إلی فعلیتها في طريق التقرّب إلیه سبحانه وبلوغ مقام الإنسانيّة الشامخ. كما أ نّه عبارة عن إتلاف العلوم والمعارف، وصرف القدرات والإمكانات في أُمور سطحيّة وغيرنافعة. وظلم النفس ـأخيراًـ هو كلّ ما يحدّها عن الرقيّ والتكامل ويقطع علیها طريق الوصول إلی الفناء في الله عزّ وجلّ والبقاء به تعإلی. أمّا الظلم في شأن الله تعإلی فهو التقصير تجاهه عزّ وجلّ، أي التقصير في أمر الولاية التي مرجعها إلی أولياء الله؛ فمن ظلم الولاية وظلم أولياءالله، فإنّه قد ظلم الله تعإلی. ولقد خاطب الله سبحانه نبيَّه موسي علی نبيّنا وآله وعلیهالسلام: يا موسي لم لا تعودني في مرضي؟ فقال: أَوَ تمرض أنتَ يا إلهي؟! فجاءه الخطاب: بلي، لقد مرض عبدي فلان ووليّي فلان في الموضع الفلاني فلم تعده. فأنتَ ـ إذاً ـ لم تعدني! أجل، إنّ وليّ الله الذي ليس في قلبه ولا في خواطره وأفكاره من شيء إلاّ الله، سيكون قلبه محلّ الله تعإلی ومأواه، ومركزاً لتجلّياته وظهوره. والله تعإلی لا يمرض، لكنّنا إذا شئنا أن نبلغ بارتباط وتوحّد أولياءالله معه سبحانه إلی أقصاه، فعلینا القول إنّ الله قد مرض بمرض وليّه. ومن جهة أُخري فإنّ من يعادي مقام الولاية، فإنّه يعادي الله عزّ وجلّ؛ ومن يودّهم ويحبّهم فإنّه يودّ الله ويحبّه. ومن يُثير علیهم الفتنة، فإنه يثير الفتنة علی الله تعإلی. ومن يعينهم فإنّه يعين الله تعإلی. وعلی أيّة حال فإنّ جميع أقسام الظلم الذي قد يبدر من الإنسان، والطغيان والتمرّد اللذين قد يصدران منه ناشئة من اتّباعه الاهواء الشيطانيّة والنفس الامّارة. وأساس ذلك الاغترار بزينة الدنيا والتعلّق القلبيّ بالاوهام والتخيّلات التي ندعوها في عالمنا ـعالم الاعتبارـ بالنظام الاجتماعيّ والمدنيّة، فنبتعد بذلك عن الحقائق ونتعلّق بالاوهام فنسلك في النتيجة طريق جهنّم، ونبتعد عن الصراط المستقيم بمقدار ازدياد درجة ظلمنا وإجحافنا. علی أنّ هناك مزالّ تدعي بالعقبات في الصراط الذي نجتازه؛ والعقبة هي الهوّة في المناطق الجبليّة التي يصبح الطريق فيها ضيّقاً وخطراً، بحيث إنّ أدني زلّة وغفلة ستكون كافية للمرء ليهوي في أعماق الوادي السحيق. ارجاعات [1] ـ «بحار الانوار» ج 2، ص 32، الطبعة الحروفيّة. [2] ـ الآية 9، من السورة 91: الشمس. [3] ـ ورد في «نهج البلاغة» الخطبة 218، طبعة مصر، مطبعة عيسي البابيّ الحلبيّ بتعليق الشيخ محمّد عبده ج 1، ص 439: «قد أحيي عقله وأماتَ نفسه». [4] ـ «نهج البلاغة» الخطبة 201، ج 1، ص 418. [5] ـ من فقرات الدعاء المنسوب إلي أمير المؤمنين عليه السلام الذي شرحه الحاجّ المولي جعفر كبوتر آهنگي وطُبع في كرّاسة. [6] ـ «بحار الانوار» ج 6، ص 394، الطبعة القديمة الحجريّة. [7] ـ «التوحيد» للصدوق، ص 194؛ و «الخصال» ص 593. [8] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 112. [9] ـ يقول: «هناك من طريق النفس إلي كعبة القلب ألف منزل ومنزل للعشّاق». [10] ـ «بحار الانوار» ج 6، ص 395، الطبعة الحجريّة؛ و ج 18، ص 399، الطبعة الحروفيّة. [11] ـ «الاسفار الاربعة» ج 1، ص 13، الطبعة الحروفيّة. [12] ـ يقول: «لم أقل لك: اعكف علی الخمر طوال السنة، بل: اشرب الكأس ثلاثة شهور وكن زاهداً في التسعة الباقية!». [13] ـ يقول: «لقد طاف «العطّار» مدن العشق السبع بينما لا نزال في منعطف الزقاق الاوّل». [14] ـ قال الحكيم السبزواريّ في حاشية «الاسفار» ج 1، ص 21، الطبعة الحروفيّة: وأَ مَّا الفَنَاءُ فَلَهُ مَرَاتِبُ: المَحْوُ وَالطَّمْسُ وَالمَحْقُ. فَالمَحْوُ فَنَاءُ أَفْعَالِ العَبْدِ فِي فِعْلِ الحَقِّ تَعَالَي، وَالطَّمْسُ فَنَاءُ صِفَاتِهِ فِي صِفَتِهِ، وَالمَحْقُ فَنَاءُ وُجُودِهِ فِي وُجُودِهِ. ومن هنا فإنّه عدّ مراتب الفناء عكس ما عدّه المرحوم الحكيم القمشهاي. [15] ـ «الاسفار»، ج 1، حاشية ص 13، الطبعة الحروفيّة. [16] ـ «الاسفار»، ج 1، تعليقة ص 16 و 17، الطبعة الحروفيّة. وقد ذكر المرحوم السبزواريّ في تعليقة ص 18 من «الاسفار الاربعة» مطالب بشأن الاسفار الاربعة، مضمونها كما يلي: قال الشيخ المحقّق كمال الدين عبدالرزّاق الكاشيّ قدّسالله سرّه: السَّفَرُ هُوَ تَوَجُّهُ القَلْبِ إلَي الحَقِّ تَعَالَي. وَالاَسْفَارُ أَرْبَعَةٌ: الاَوَّلُ هُوَ السَّيْرُ إلَي اللَهِ مِنْ مَنَازِلِ النَّفْسِ إلَي الوُصُولِ إلَي الاُفُقِ المُبِينِ وَهُوَ نِهَايَةُ مَقَامِ القَلْبِ وَمَبْدَأُ التَّجَلِّيَاتِ الاَسْمَائِيَّةِ. الثاني هُوَ السَّيْرُ فِي اللَهِ بِالاتِّصَافِ بِصِفَاتِهِ وَالتَّحَقُّقِ بِأَسْمَائِهِ إلَي الاُفُقِ الاَعلی وَنِهَايَةِ الحَضْرَةِ الوَاحِدِيَّةِ. الثَّالِثُ هُوَ التَّرَقِّي إلَي عَيْنِ الجَمْعِ وَالحَضْرَةِ الاَحَدِيَّةِ، وَهُوَ مَقَامُ قَابَ قَوْسَيْنِ مَا بَقِيَتِ الاثْنَيْنِيَّة، فَإذَا ارْتَفَعَ فَهُوَ مَقَامُ «أَوْ أَدْنَي» وَهُوَ نِهَايَةُ الوِلاَيَةِ. الرَّابِعُ السَّيْرُ بِاللَهِ عَنِ اللَهِ لِلتَّكْمِيلِ، وَهُوَ مَقَامُ البَقَاءِ بَعْدَ الفَنَاءِ وَالفَرْقِ بَعْدَ الجَمْعِ.» ثمّ ذكر المرحوم السبزواريّ توضيحات نافعة عن مرتبة الواحديّة والاحديّة ومعني القلب والروح ومعني العوالم السبعة عند العرفاء، وفسّرها بأ نّها تمثّل الطبع والنفس والقلب والروح والسرّ والخفيّ والاخفي. [17] ـ يقول: «لن نستطيع بلوغ ذلك الهدف الرفيع إلاّ إذا خطا أمامنا لطفُك عدّة خطوات». [18] ـ الآية 153، من السورة 6، الانعام. [19] ـ «غاية المرام» ص 434، الباب 209. [20] ـ «غاية المرام» ص 434، الباب 209. [21] ـ «غاية المرام» ص 434، الباب 210. [22] ـ «غاية المرام» ص 434، الباب 210. [23] ـ الآية 22، من السورة 67: الملك. [24] ـ «غاية المرام» ص 435، الباب 212. [25] ـ يقصد به أمير المؤمنين عليه السلام، ويُطلق علی من انحسر شعر مقدّم رأسه، وكان عليه السلام كذلك.(م) [26] ـ «غاية المرام» ص 435، الباب 213. [27] ـ الآية 74، من السورة 23: المؤمنون. [28] ـ «غاية المرام» ص 263، الباب 56. [29] ـ «غاية المرام» ص 263، الباب 57. [30] ـ «مقام الاءمام أمير المؤمنين عند الخلفاء وأولادهم والصحابة» ص 3 إلي 6. [31] ـ وردت روايات متضافرة بهذا المضمون من قبل الشيعة والعامّة، منها ما أورده ، ،القندوزيّ في «ينابيع المودّة» ص 125 طبعة إسلامبول: قال رسول الله صلّي الله عليه وآله: حُبُّ علی حسنةٌ لا تضرُّ معها سيّئةٌ؛ وبُغضُ علی سَيّئةٌ لا تنفع معها حسنةٌ. [32] ـ الآيات 21 إلي 26:، من السورة 78: النبأ. [33] ـ الآية 13، من السورة 32: السجدة. [34] ـ الآيتان 168 و 169، من السورة 4: النساء. [35] ـ الآيتان 22 و 23، من السورة 37: الصافّات. [36] ـ الآية 68، من السورة 19، مريم. [37] ـ الآيات 6 إلي 14، من السورة 89: الفجر.
|
|
|