|
|
الصفحة السابقةكلام الشيخين الصدوق والمفيد في عقبات الصراطوللمرحوم الشيخ الصدوق كلام في كتابه «الاعتقادات» نورده هنا مع إيضاحات منّا. قال: اعتقادنا في العقبات التي علی طريق المحشر أنّ كلّ عقبة منها اسمها اسم فرض وأمر ( كعقبة الصلاة، عقبة الصيام، عقبة الزكاة، عقبة الجهاد، عقبة الحجّ، عقبة الامانة، عقبة الولاية وغير ذلك من الفرائض ) ونهي ( كعقبة ترك الكذب، وترك الغيبة، وترك الزنا، وسائر المحرّمات الإلهيّة ). فمتي انتهي الإنسان إلی عقبةٍ اسمها فرض، وكان قد قصّر في ذلك الفرض، حُبس عندها وطولب بحقّ الله فيها. ( وخوطب بخطاب: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسـُولُونَ. فهو يُسأل مثلاً: ماذا عملتَ بشأن الامانة؟ وماذا عملتَ بشأن الصلاة؟ وهكذا يُسأل في كلّ واحدة من العقبات ). فإن هو خرج منها بعملٍ صالح أو برحمةٍ تدركه، فقد نجا منها إلی عقبة أُخري، ويبقي يُدفع من عقبة إلی أُخري، ويُحبس عند كلّ عقبة فيُسأل عمّا قصّر فيها من معني اسمها؛ فإن سلم من جميعها انتهي إلی دار البقاء فيحيا حياةً لاموتَ فيها أبداً، وسعد سعادةً لا شقاوة معها أبداً، وسكن في جوار الله مع أنبيائه وحُججه والصدّيقين والشهداء والصالحين من عباده. وإن حُبس علی عقبة فطُولب بحقٍّ قصّر فيه فلم يُنجه عمل صالح قدّمه، ولا أدركته من الله عزّ وجلّ رحمةٌ، زلّت به قدمه عن العقبة فهوي في جهنّم نعوذ بالله منها. وهذه العقبات كلّها علی الصراط ( أشبه بالعقبات الموجودة في الجبال، فإن نحن اجتزنا عقبةً منها سلمنا منها، وإن زلّت بالإنسان قدمه فيها هوي ). اسم عقبةٍ منها الولاية، يُوقف جميعُ الخلائق عندها فيُسأَلون عن ولاية أميرالمؤمنين والائمّة من بعده علیهم السلام. فمن أتي بها نجا وجاز، ومن لم يأت بها بقي فهوي. وذلك قول الله عزّ وجلّ: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْـُولُونَ. [1] وأهمّ عقبة منها المرصاد، وهو قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ. [2] ويقول عزّ وجلّ: وَعِزَّتِي وَجَلإلی لاَ يَجُوزُنِي ظُلْمُ ظَالِمٍ. واسمُ عقبةٍ منها الرَّحِم؛ واسم عقبة منها الامانة؛ واسم عقبة منها الصلاة؛ واسم كلّ فرض أو أمر أو نهي يُحبس عندها العبد فيُسأل. كان هذا هو كلام الشيخ الصدوق محمّد بن علیّ بن الحسين بن موسي ابنبابويه في «الاعتقادات». وقال الشـيخ المفيد: محمّدبن النعمـان رحمةالله علیه في شرحه علی «اعتقادات الصدوق»: العقبات عبارة عن الاعمال الواجبة والمُساءلة عنها والمُواقفة علیها. وليس المراد به جبالٌ في الارض تُقطع. وإنّما هي الاعمال شُبّهت بالعقبات، وجُعل الوصف لما يلحق الإنسان في تخلّصه من تقصيره في طاعة الله تعإلی، كالعقبة التي يجهده صعودها وقطعها. قال تعإلی: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَبـ'كَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ. [3] فسمّي سبحانه الاعمال التي كلّفها العبد عقبات تشبيهاً بالشعب المتعرّجة بأعإلی الجبال، لما يلحق بالإنسان في أدائها من مشاقّ، كما يلحقه في صعود العقبات وقطعها. وقال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه علیه: إنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَؤُوداً وَمَنَازِلَ مَهُولَةً لاَبُدَّ مِنَ المَمَرِّ بِهَا وَالوُقُوفِ علیهَا، فَإمَّا بِرَحْمَةِ اللَهِ نَجَوْتُمْ وَإمَّا بِهَلَكَةٍ لَيْسَ بَعْدَهَا انْجِبَارٌ. أراد علیه السلام بالعقبة تخلّص الإنسان من العقبات التي علیه، وليس كما ظنّه الحشويّة من أنّ في الآخرة جبالاً وعقبات يحتاج الإنسان إلی قطعها ماشياً أو راكباً. وذلك لا معني له فيما توجبه الحكمة من الجزاء ولاوجهَ لخلق عقبات تسمّي بالصلاة والزكاة والصيام والحجّ وغيرها من الفرائض يلزم الإنسان أن يصعدها، فإن كان مقصّراً في طاعة الله حالَ ذلك بينه وبين صعودها، إذ كان الغرض في القيامة المواقفة علی الاعمال والجزاء علیها بالثواب والعقاب، وذلك غير مفتقر إلی تسمية عقبات وخلق جبال وتكليف قطع ذلك وتصعيبه أو تسهيله، مع أ نّه لميرد خبرٌ صحيح بذلك علی التفصيل فيُعتمد علیه وتخرج له الوجوه. وإذا لميثبت بذلك خبر، كان الامر فيه ما ذكرناه. كان هذا هو بيان الشيخ المفيد أعلی الله تعإلی مقامَه الشريف. كلام المجلسيّ في معني عقبات صراط جهنّمويقول المجلسيّ رضوان الله علیه عقب كلام المفيد رحمة الله علیه: تأويل ظواهر الاخبار بمحض الاستبعاد بعيدٌ عن الرشاد، وللّه الخيرة في معاقبة العاصين من عباده بأيّ وجهٍ أراد. ( لذا فلا إشكال بأن يكون المراد من العقبات المعني الظاهريّ من العقبات والجبال صعبة العبور ) وقد مضي بعض الاخبار في ذلك وسيأتي بعدها والله الموفّق للخير والسداد. [4] كان هذا كلام جدّ أُمّنا لابيها: العلاّمة محمّد باقر المجلسيّ رحمةالله علیه، والحقّ أ نّه كلام مقبول، لانّ الإنسان لا يمكنه تأويل ظواهر الاخبار بمجرّد الاستبعاد، خاصةً فيما يتعلّق بعوالم الغيب التي لا يدركها بالحسّ. وبغير ذلك فإنّ جميع المعارف الغيبيّة من الحور والقصور والجنّات والنعيم قابلة للتأويل. وإذا فُتح باب التأويل في هذا المجال علی مصراعيه، وفُسح المجال للإنسان للتأويل بحرّيّة، فإن كلّ شيء سينهار وَلَنْيَبْقَي حَجَرٌ علی حَجَرٍ. ويبدو أنّ المرحوم المفيد يريد بيان معني دقيق من خلال التفاته إلی هذا المعني، وهو أنّ هناك معانٍ معقولة جري تشبيهها في الاخبار والروايات بالمحسوسات، وعلینا أن نأخذ بذلك المعني المعقول ونعتبر المعني المحسوس مجرّد تشبيه. فقد جاء في القرآن الكريم مثلاً: الرَّحْمَـ'نُ علی الْعَرْشِ اسْتَوَي'. [5] ومن المسلّم أ نّه من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، لانّ الله ليس بجسم، وليس له عرش للحكم. فينبغي علینا أن نعتبر أنّ هناك عرشاً للّه يتناسب مع وجوده البحت البسيط المجرّد الذي لم يزل ولايزال، وهو عالم إرادة الله ومشيئته، والبناء المشيّد للإمكان وعالم الوجود. وكما أنّ عرش حكومة السلطان هو محلّ ظهور قدرته وصدور أوامره حين يتربّع علیه فيصدر أحكامه وأوامره وينادي بنداء الانانيّة؛ فإن الله تعإلی ـفي المقابلـ يتسلّط علی عالم الوجود ويهيمن علیه ويصدر أحكامه التكوينيّة والتشريعيّة بواسطة عالم المشيئة والإرادة. فعرش الله وكرسيّه ـإذَاًـ هما عالم مشيئته وإرادته. ومن المسلّم أنّ الله تعإلی له عرش بهذه الصفة. وورد في القرآن الكريم: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ و يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ. [6] حيث إنّ من المسلّم أنّ حمل العرش ليس كمثل حمل عرش السلطان علی أكتاف الناس. وفي القرآن الكريم أيضاً: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَنءِذٍ ثَمَـ'نِيَةٌ. [7] فهل هناك ثمانية ملائكة يحملون علی أكتافهم عرش الله وكرسيّ حكومته؟ أم أنّ الامر يختلف عن ذلك؟ إنّ المؤتمرين بإرادة عرش الحضرة الاحديّة سبحانه وتعإلی في هذا العالم ـعالم المادّة والإمكانـ أربعة من الملائكة المقرّبين هم عزرائيل، جبرائيل، ميكائيل وإسرافيل؛ وهم حملة وسائط الفيض وما يحتاجه عالم الطبع. أمّا في ذلك العالم فإنّ حملة احتياجات ذلك العالم سيتضاعفون نظراً لسعة ذلك العالم وتجرّده الملكوتيّ، فيصبحون ثمانية من الملائكة المقرّبين يشكّلون واسطة للفيض السبحانيّ لمقام الاحديّة إلی ذلك العالم. وهذا هو معني الثمانية ومعني حمل عرش الله عزّ وجلّ. وجاء أيضاً في القرآن الكريم: وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا. [8] فهل الله سبحانه جسم له مجيء وذهاب، شأنه شأن الإنسان؟ أبداً أبداً. بل إنّ معني مجيء الله هو ظهوره عزّ وجلّ، لانّ المجيء في اللغة بمعني الظهور التدريجيّ. ومن هنا فإنّ ظهور الله والملائكة هو مجيؤهم، ومجيء الله عزّ وجلّ هو ظهور وطلوع قدرته وعلمه وحياته البسيطة المجرّدة. ونظير هذه التعابير كثير وجمّ في الآيات والروايات مثل: يَدُ اللَهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ؛ [9] ومثل: عَيْنُ اللَهِ، و أُذُنُ اللَهِ، و لِسَانُاللهِ وغيرها ممّا لايُحصي. وقد جاء في القرآن الكريم: وَأَنَّ هَـ'ذَا صِرَ ' طِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ. [10] فهل يمكن اعتبار الصراط والسبيل والسبل في هذه الآية بمعني الطرق المادّيّة الطبيعيّة، والقول بأنّ المراد بذلك الجادّة، لانّ الجادّة مستقيمة ومعبّدة، في مقابل الطرق المعوجّة غير المعبّدة؟ من المسلّم أنّ هذا الصراط وهذا السبيل أمران معنويّان، وأ نّهما كناية عن كشف الحجب عن العبد ووصوله إلی مقام العزّ الشامخ للحقّ تعإلی من خلال العمل بالقرآن والسنّة واتّباع نهج النبيّ العظيم الشأن. ولو قلتم ـ مثلاً ـ بأنّ لديكم محاكمة غداً، وإنّها عقبة يتوجّب علیكم اجتيازها، فماذا سيكون مرادكم ـ يا تري ـ من تلك العقبة؟ أهناك في جلسة المحاكمة جبل يتوجّب اجتياز عقبته؟ أم أنّ المراد بذلك هو تمكّنكم من الإجابة بصورة مقنعة، واستطاعتكم الدفاع عن حقّكم؟ تجسّد المعاني المعقولة بالصور في عوالم الصورةوعلی أيّة حال فإنّ جميع هذه الموضوعات هي من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، أو من باب استعمال الالفاظ في معانيها الحقيقيّة بناءً علی قولنا بأنّ الالفاظ قد وُضعت للمعاني العامّة. وعلی هذا الاساس فإنّ العقبة لا تعني عقبة الجبل، كما أنّ العرش لايعني الكرسي الخشبيّ أو الذهبيّ؛ بل العقبة بمعني الضائقة مادّيّةً كانت أو معنويّة. كما أنّ العرش بمعني محلّ الحكم، سواءً كان ذلك العرش خشبيّاً أم ذهبيّاً أم كان إحاطةً وهيمنةً مثإلیة وبرزخيّة ونفسيّة وقيامتيّة. والعلّة في ذلك أ نّهم لمّا أرادوا بيان تلك المعاني المعقولة، فإنّهم لميجدوا مناصاً من استعمال هذه الالفاظ المتداولة المستعملة في المعاني المحسوسة، فعبّروا عن تلك المعاني بقالب الالفاظ المتداولة. بَيدَ أنّ المجلسيّ ـعلی أيّة حالـ لم يتكلّم في هذا المجال علی غير طائل. إذ من المسلّم بأنّ الموجود المادّيّ محسوس في هذا العالم، وكثيراً ما يحصل أن تخرج بعض الاُمور عن نطاق عالم المادّة وتدخل ضمن عالم المثال والصورة، فيراها الإنسان في عالم الصورة. فقد تشاهدون في نومكم أ نّكم تشربون الماء ـمثلاًـ أن تسبحون في بحر زلال صافٍ، ويحصل ذلك بسبب اتّباعكم المعارف والعلوم. فالعلم من الصفاء بالقدر الذي لو شُبّه معه في عالم الحسّ بشيء، لكان ذلك الشيء ماءً، لاحجارةً ولا خشباً ولا شجراً. فالماء في جريانه يمثّل رحمةً لابُخل فيها. إذ يمكن لكلّ امري أن يشرب الماء دون تزاحم مادّيّ، ولو صُبّ الماء علی الارض لجري أينما أمكنه الجري، ولتسلل في فتحات الارض والجبال ومساماتها، ولجري في طبقات الصخور. فتلك هي خاصّيّة الماء. والعلم في عالمه ومرتبته علی هذه الشاكلة. لذا يري طلبة العلم في نومهم أ نّهم يبحثون عن الماء؛ فإن انهمكوا في تحصيله فعلاً، شاهدوا أ نّهم يشربونه أو يسبحون فيه. أمّا من يشاهد في نومه أ نّه يشرب اللبن، فإنه يحظي بالمعارف الإلهيّة. وأمّا من يشاهد أ نّه يذهب إلی الحمّام فيغسل بدنه أو يتوضّأ أو يغتسل، فمن المسلّم أ نّه في صدد تزكية نفسه وتطهيرها، لانّ الاغتسال والطهارة الظاهريّة مثال وأُنموذج محسوس من الطهارة الباطنيّة، حيث تتجلّي تلك الطهارة الباطنيّة في ذلك العالم في هيئة الوضوء والاغتسال. وقد يري امرؤ في النوم أ نّه يريد التوضّؤ أو القيام بالتطهير، لكنّه يبحث عن الماء فلايعثر علیه. ومثل هذا الشخص في صدد تزكية نفسه إلاّ أ نّه لم يوفّق بعدُ للقيام بتلك التزكية. وبطبيعة الحال فإنّ هذه المطالب متعلّقة بعالم المثال والبرزخ والصورة وليس بعوالم ما فوق الصورة. فما أخبرنا به القرآن ـ إذَاً ـ من أنّ الجنّة والنار والحور العين و جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ ودرجات الجنّة ودركات الجحيم هي أُمور ذات صورة يمثل أمراً صحيحاً صائباً، وعلینا ألاّ نقول بأ نّها معانٍ محضة لاصورة لها، وأ نّها بأجمعها من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، إذ ليس الامر علی هذه الشاكلة. فكما يري الإنسان المعاني المعقولة في النوم في صورة وهيئة معيّنة، وكما تتجسّد أعماله ومقاصده ونواياه وأمانيه في صورة معيّنة في عالم النوم؛ فإنّ الصلاة والحجّ والصوم والجهاد والولاية والامانة تتجسّد ـبدورهاـ في ذلك العالم في صور نِعم الجنّة، وتتجلّي أمام الإنسان في تلك الصور. قد ترون في النوم أ نّكم تريدون عبور طريق متعرّج مليء بالمنعطفات، وأنّ الغبار والتراب يتساقط من جوانب الطريق ممّا يجعل العبور عسيراً وشاقّ اً. ومعني ذلك أنّ هناك موانع ومشكلات تعترض مسيركم إلی هدفكم. وأنّ بلوغكم ذلك الهدف يستلزم تجشّم المشاقّ والصعوبات. أجل، فقد كان كلام المجلسيّ متيناً حين نوّه علی عدم استطاعتنا تأويل المعارف الدينيّة وحملها علی المعاني المعقولة والمحامل غير الظاهريّة بمجرّد استبعادنا لها؛ إلاّ أنّ ذلك صحيح فيما يتعلّق بعالم الصورة وبالملكوت الاسفل. بَيدَ أنّ كلام المرحوم المفيد وقوله بأ نّه ما لم تقم الحجّة، وما لميردنا خبر صحيح من المعصومين، فإنّنا نرفض باب استعمال المعقول في المحسوس، ونلتزم بكثير من الصور، هو كلامٌ لا يخلو من وجه. وَالسَّلاَمُ علی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَي'. ينقل علیّ بن إبراهيم القمّيّ رواية في كيفية الصراط علی جهنّم، ينقلها المرحوم الصدوق بدوره في كتاب «الامإلی». والنقلان متشابهان، إلاّ أ نّنا نورد عبارة الصدوق باعتبار وجود اختلاف طفيف في المتن. في كيفيّة صراط جهنّميروي المرحوم الصدوق في «الامإلی» عن أبيه، عن علیّ، عن أبيه، عن علیّبن الحكم، عن المفضّل بن صالح، عن جابر، عن الإمام محمّد الباقر علیه السلام قال: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: «وَجِاي´ء يَؤْمَئذٍ بِجَهَنَّمَ» سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولُاللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي الرُّوحُ الاَمِينُ أَنَّ اللَهَ لاَ إلَهَ غَيْرُهُ إذَا جَمَعَ الاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ أُتِيَ بِجَهَنَّمَ تُقَادُ بِأَلْفِ زِمَامٍ؛ أَخَذَ بِكُلِّ زِمَامٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الغِلاَظِ الشِّدَادِ، لَهَا هَدَّةٌ وَتَغَيُّظٌ وَزَفِيرٌ وَإنَّهَا لَتَزْفِزُ الزَّفْزَةَ. فَلَوْلاَ أَنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخَّرَهُمْ إلی الحِسَابِ لاَهْلَكَتِ الجَمْعَ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ يُحِيطُ بِالخَلاَئِقِ: البَرِّ مِنْهُمْ وَالفَاجِرِ. فَمَا خَلَقَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِهِ مَلَكاً وَلاَنَبِيّاً إلاَّ نَادَي: رَبِّ! نَفْسِي نَفْسِي؛ وَأَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَهِ تُنَادِي: أُمَّتِي؛ أُمَّتِي! ثُمَّ يُوضَعُ علیهَا صِرَاطُ أَدَقُّ مِنْ حَدِّ السَّيْفِ علیهِ ثَلاَثُ قَنَاطِرَ، أَمَّا وَاحِدَةٌ فَعلیهَا الاَمَانَةُ وَالرَّحِمُ؛ وَأَمَّا الاُخْرَي فَعلیهَا الصَّلاَةُ؛ وَأَمَّا الاُخْرَي فَعلیهَا عَدْلُ رَبِّ العَالَمِينَ لاَ إلَهَ غَيْرُهُ. فَيُكَلَّفُونَ المَمَرَّ علیهِ فَتَحْبِسُهُمُ الرَّحِمُ وَالاَمَانَةُ، فَإنْ نَجَوْا مِنْهَا حَبَسَتْهُمُ الصَّلاَةُ، فَإنْ نَجَوْا مِنْهَا كَانَ المُنتَهَي إلی رَبِّ العَالَمِينَ جَلَّ وَعَزَّ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَإلی: «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ» وَالنَّاسُ علی الصِّرَاطِ فَمُتَعَلِّقٌ وَقَدَمٌ تَزِلُّ وَقَدَمٌ تَسْتَمْسِكُ وَالمَلاَئِكَةُ حَوْلَهُمْ يُنَادُونَ: يَا حَلِيمُ اغْفِرْ وَاصْفَحْ وَعُدْ بِفَضْلِكَ وَسَلِّمْ سَلِّمْ. وَالنَّاسُ يَتَهَافَتُونَ فِيهَا كَالفَرَاشِ، وَإذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحْمَةِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ إلیهَا فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ بَعْدَ إيَاسٍ بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ، إنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. [11] وورد في «علل الشرائع» عن الإمام الصادق علیه السلام في معني الآية الشريفة: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْـُولُونَ؛ قال: لاَ يُجَازُ بِهِ قَدَمُ عَبْدٍ حَتَّي يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ وَعَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؛ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ جَمَعَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؛ وَعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ البَيْتِ. [12] ويروي علی بن إبراهيم القمّيّ في «تفسيره»، عن الإمام الصادق علیه السلام؛ كما يروي الصدوق في «الامإلی» و «عيون أخبار الرضا» عن رسولالله صلّيالله علیه وآله وسلّم: إنَّ المَسْؤُولَ عَنْهَ وَلاَيَةُ أَمِيرِالمُؤْمِنِينَ علیهِ السَّلاَمُ.[13] وروي في «مجمع البيان» عن رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم، قال: تَقُولُ النَّارُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ: جُزْ يَا مُؤْمِنُ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي. [14] كما روي عن رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم: أَ نَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَإلی: «وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا» ـ الآيَاتُ، فَقَالَ: إذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إلیسَ قَدْ وَعَدَنَا رَبُّنَا أَنْ نَرِدَ النَّارَ؟ فَقَالَ: قَدْ وَرَدْتُمُوهَا وَهِيَ خَامِدَةٌ. [15] إنّ جهنّم هي مظهر الدنيا؛ ولقد قدم أولياء الله إلی الدنيا بَيدَ أ نّهم اجتازوها دون أن يتعلّقوا بها، لذا فإنّ نار جهنّم ستكون خامدة وهامدة عند عبورهم علیها في الآخرة، وستكون علیهم برداً وسلاماً، إذ إنّ النفس الامّارة خاضعة لهيمنتهم وسيطرتهم وليس العكس. صراط الدنيا: نفس الإمام الواجب الطاعةروي في «تفسير الصافي» حول تفسير: اهْدِنَا الصِّرَ ' طَ الْمُسْتَقِيمَ نقلاً عن «معاني الاخبار» عن الإمام الصادق علیه السلام: هِيَ الطَّرِيقُ إلی مَعْرِفَةِ اللَهِ، وَهُمَا صِرَاطَانِ: صِرَاطٌ فِي الدُّنْيَا وَصِرَاطٌ فِي الآخِرَةِ، فَأَمَّا الصِّرَاطُ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ الإمام المُفْتَرَضُ الطَّاعَةُ، مَنْ عَرَفَهُ فِي الدُّنْيَا وَاقْتَدَي بِهُدَاهُ، مَرَّ علی الصِّرَاطِ الَّذِي هُوَ جِسْرُ جَهَنَّمَ فِي الآخِرَةِ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ فِي الدُّنْيَا زَلَّتْ قَدَمُهُ عَنِ الصِّرَاطِ فِي الآخِرَةِ فَتَرَدَّي فِي نَارِ جَهَنَّمَ. [16] وجاء في رواية أُخري: نَحْنُ الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ. [17] وجاء في بعض الروايات: هُوَ صِرَاطُ علیِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ علیهِ السَّلاَمُ. [18] وروي عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّ الصِّرَاطَ أَمِيرُالمُؤْمِنِينَ علیهِ السَّلاَمُ. [19] صراط الظاهر وصراط الباطنأجل، فالدقّة والتأمّل في هذه الروايات النازلة من مصادر الوحي تبيّن بجلاء أنّ الصراط له ظاهر وباطن. فظاهره نهج الإمام، وباطنه حقيقة الولاية التي تتجلّي يوم القيامة في هيئة صراط يمدّ علی جهنّم فيُنجي الناس من ورودها. قال المرحوم المحدّث القمّيّ: أقول: جمعوا الحروف المقطّعات من أوائل سور القرآن وحذفوا المكرّرات منها، فصار تركيبها: علیُّ صِرَاطُ حَقٍّ نُمْسِكُهُ، أو: صِرَاطُ علیٍّ حَقٌّ نُمْسِكُهُ. [20] وقال: وجاء في «تفسير الإمام الحسن العسكريّ علیه السلام»: تَعَلُّقُ مُحِبِّي فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَهِ علیهَا فِي القِيَامَةِ بِأَهْدَابِ [21] مِرْطِهَا [22]مَمْدُوداً علی الصِّرَاطِ. [23] ومن المناسب أن نختم بحثنا عن الصراط برواية عن «جامع الاخبار» ننقلها تيمّناً وتبرّكاً: إنّ فاطمة صلوات الله علیها قالت لابيها: ياأبت! أخبرني كيف يكون الناس يوم القيامة؟ قال: يا فاطمة! يشغلون فلاينظر أحد إلی أحد، ولا والد إلی الولد، ولا ولد إلی أُمّه. قالت: هل يكون علیهم أكفان إذا خرجوا من القبور؟ قال: يا فاطمة! تبلي الاكفان وتبقي الابدان، تُستر عورة المؤمن وتبدي عورة الكافر. قالت: يا أبت! ما يستر المؤمنين؟ قال: نور يتلالا لايبصرون أجسادهم من النور. قالت: يا أبت! فأين ألقاك يوم القيامة؟ قال: انظري عند الميزان وأنا أُنادي: ربّ أرجح مَن شهد أن لا إله إلاّ الله. وانظري عند الدواوين إذا نُشرت الصحف وأنا أُنادي: ربِّ حاسِبْ أُمَّتِي حساباً يسيراً. وانظري عند مقام شفاعتي علی جسر جهنّم، كلّ إنسان مشغول بنفسه، وأنا مشتغل بأُمّتي أُنادي: يا ربِّ سلِّمْ أُمّتي، والنبيّون علیهم السلام حولي ينادون: ربِّ سَلِّمْ أُمّة محمّد صلّي الله علیه وآله. وقال علیه السلام: إنّ الله يُحاسب كلّ خلق إلاّ من أشرك بالله فإنّه لا يحاسب ويؤمر به إلی النار. [24]
بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد للَّه ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلیّ العظيم وصلَّي الله علی محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَالْوَزْنُ يَؤْمَنءِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و فَأُولَـ'´نءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ و فَأُولَـ'´نءِكَ الَّذِينَ خَسِرُو´ا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِـَايَـ'تِنَا يَظْلِمُونَ. [25] الحقّ هو الواقع، ضدّ الباطل الذي هو الامر الموهوم المتخيّل وغير الواقعيّ. فما له تحقق ووجود في الخارج يدعي حقّاً، أمّا ما يفتقد الاصالة والوجود، ويحوم حول الاعتبار والخيال والوهم فيُدعي باطلاً. والعالم الآخر هو عالم الحقّ في مقابل عالم الباطل. وهو دار القرار في مقابل دار المجاز؛ ودار الواقعية وإلیقين في مقابل دار الاعتبار؛ وعالم الثبات والاستقرار في مقابل عالم الوهم والخيال. ومن هنا فإنّ ما يمتلك واقعاً سيكون هناك ذا وزن وثقل، أما الاُمور التي لا تمتلك واقعاً وحقيقة فستكون بلاوزن: وَالْوَزْنُ يَؤْمَئذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و فَأُولَـ'´نءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ و فَأُولَـ'´نءِكَ الَّذِينَ خَسِرُو´ا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِـَايَـ'تِنَا يَظْلِمُونَ. ويستفاد من هذه الآية عدّة أُمور؛ أحدها أ نّها تقول: فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ ولاتقول: وَمَن ثَقُلَ مِيزَانُهُ. ممّا يُستنتج منه امتلاك الإنسان يوم القيامة عدّة موازين وليس ميزاناً واحداً فقط. فمن ثقلت موازينه كان كذا، ومن خفّت موازينه كان كذا. ويستفاد من بعض الروايات أنّ سبب مجيء تعبير الموازين ـبصيغة الجمعـ بلحاظ تعدّد أنواع أعمال الإنسان وصنوف سيرته. ولولا ذلك، لكان الميزان واحداً والحقّ واحداً. والامر الآخر الوارد في الآية الشريفة أنّ ميزان عمل المفلحين هو الثقيل فقط. أمّا الخاسرون والمسيؤون فميزان عملهم خفيف طفيف. وليس الامر بحيث إنّ لافراد البشر المختلفين موازين أعمال تتفاوت ثقلاً ودرجةً. وعلینا أن نري الآن ماهيّة ميزان الاعمال، فهل يؤتي بميزان فيضعون الحسنات في إحدي كفّتيه، والسيّئات في الكفّة الاُخري، فمن ثقلت حسناته سعد وفاز، ومن ثقلت سيّئاته خسر وشقي؟ لو كان الامر علی هذه الشاكلة لقيل: فَمَن ثَقُلَتْ حَسَنَاتُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، وَمَن ثَقُلَتْ سَيَّئَاتُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ. مع أنّ الآية لم تستخدم هذا التعبير. فهي لاتقول بأنّ ميزان حسنات أصحاب الجنّة ثقيل، وإنّ ميزان سيّئات أصحاب النار ثقيل، بل ورد التعبير في هذه الآية وفي غيرها بأنّ موازين أعمال المفلحين ثقيلة، وأنّ موازين أعمال الظالمين والخاسرين خفيفة. لكأنّ الاعمال السيّئة ليست ذات وزن ولا ثقل أساساً، بل هي خفيفة في ذلك العالم وبلاوزن. ميزان أصحاب النار خفيفويستفاد من هذا الامر أنّ ما هو متداول بين العوامّ من أنّ الحسنات توضع يوم القيامة في كفّة ميزان، وتوضع السيّئات في كفّته الاُخري، فإن رجحت كفّة حسنات الإنسان سيق إلی الجنّة، وإن رجحت كفّة سيّئاته اقتيد إلی النار، يمثّل كلاماً اختلقه العوامّ من عند أنفسهم، لاتعضده آية ولارواية. ناهيك عن أنّ آيات القرآن ـومن بينهاالآية التي نحن بصدد تفسيرهاـ تخالف هذا الذوق والاتّجاه، وتُجمع علی أنّ الحسنات ذات وزن وثقل، وأنّ السيّئات خفيفة بلا وزن، ممّا يستتبع كون ميزان أعمال المحسنين ثقيلاً وميزان أعمال المسيئين خفيفاً. إذ إنّ المفسدين بلاوزن أساساً، فلايقيم لهم الله يوم القيامة وزناً. قُلْ هَلْ نُنَبِّـُكُم بِالاْخْسَرِينَ أَعْمَـ'لاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَو'ةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَ نَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَـ'´نءِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِـَايَـ'تِ رَبِّهِمْ وَلِقَآنءِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَـ'لُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ وَزْنًا. [26] يقول تعإلی: فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ وَزْنًا، أي أ نّنا لانضع لمثل هؤلاء الضإلین ميزاناً لا نّهم بلا وزن. والحال أنّ السيّئات لو كانت ذات وزن وثقل، لثقل ميزانها بلحاظ السوء والقُبح ورجح علی جميع الموازين. ولمّا كانت أعمال هؤلاء المسيئين في منتهي القبح بحيث لاتحتوي علی شيء من الحسنات فتجعل لميزانهم وزناً ولو طفيفاً، لذا فقد تعذّر تسمية ميزان أعمالهم بالخفيف، وصار ميزانهم بلا وزن أساساً. بل هو لاشيء في الحقيقة. الحسنات ثقيلة لكنّها ترتفع إلی الاعلیولمّا كانت أعمال وميزان الذين ثقلت موازينهم ترتفع إلی الاعلی، وموازين من خفّت موازينهم تنحطّ إلی الاسفل؛ فلابدّ لنا من توضيح المراد بذلك. فنقول: إنّنا نزن الاشياء في عالمنا ـ عالم الطبيعة ـ فينزل الميزان إن ثَقُل، ويرتفع إن خفّ. أمّا في ذلك العالم فإنّ الامر علی العكس تماماً. وهناك في القرآن الكريم آية تقول: إلیهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّـ'لِحُ يَرْفَعُهُ. [27] والكلمة الطيّبة هي روح المؤمن؛ وصعودها هو النتيجة والصفة الخاصّة الناتجة من الإيمان؛ كما أنّ العمل الصالح هو الذي يرفع هذه الروح الطيّبة الطاهرة للمؤمن. العمل الصالح يمنح الروح قوّة وقدرة ويُعينها في الارتقاء في درجات القرب من الحقّ تعإلی. فهو أشبه ـ لو مثّلناه ـ بالوقود الذي تستخدمه الطائرة في تحليقها إلی الاعإلی. منتهي الامر أن هذا الامر يحصل في عالم الطبيعة، وذاك في عالم المعني والملكوت. يَرْفَعُ اللَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَـ'تٍ. [28] ولدينا أيضاً الآية الشريفة: لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَـ'نَ فِي´ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْنَـ'هُ أَسْفَلَ سَـ'فِلِينَ [29] التي تبيّن بجلاء أنّ أوضع الامكنة وأدناها قدراً وأخفّها وزناً ليس الموضع العلويّ، بل هو أسفل المواضع. إذ السِّفل في مقابل العلوّ. ومن هنا فإنّ جميع الاشياء التي لا قيمة معنوية لها تهبط إلی الاسفل؛ أمّا الموضع العإلی فهو محلّ المطهّرين وموضع النزاهة والطهارة. وجاء في الآية القرآنيّة الكريمة: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسُ فَيَمْكُثُ فِي الاْرْضِ. [30] فلماذا تصعد حسنات الإنسان الثقيلة في ذلك العالم، بينما تهبط سيّئاته الخفيفة إلی الاسفل؟ ولِمَ ينعكس الامر في هذا العالم؟ الجواب: أنّ هذا العالم هو عالم المادّة، وحقيقة هذا العالم مستبطنة داخل المادّة. ونظراً لانّ الموازين التي تستخدم في هذا العالم هي موازين مادّيّة تعمل وفق قوّة الجاذبيّة الارضيّة التي تمنح للاشياء وزناً وثقلاً، فإنّ من يثقل في الميزان يهبط إلی الاسفل، ومن يخفّ في الميزان يرتفع إلی الاعلی. أمّا ذلك العالم فليس عالماً مادّيّاً، لذا فإنّ الاعمال لاتوزن هناك وفق انجذابها إلی مركز الارض. ذلك العالم عالمٌ علويّ يرجع فيه كلّ شيء إلی أصله ويلتحق بمنبعه ومبدئه. وسيتّجه ـمن ثمّـ كلّ عمل حسن إلی مركز أسماء الحقّ المتعال وصفاته، كما سيتّجه الكلم الطيّب ـبدورهـ إلی ذات الحقّ. وسيُقاس كلّ عمل في ذلك العالم وفق حقيقته. فإن فاقت حقيقته حقائق الاعمال الاُخري ارتفعت وعلت واتّجهت إلی أسماء الحقّ وصفاته، واتّجهت نحو ذات الحقّ. وباعتبار أنّ ذلك العالم عالم علويّ مقابل عالمنا السفليّ، فإنّ العمل الذي له حقيقة أقلّ سوف لن يتّجه إلی عالم القُرب، بل يصوّب إلی عالم البُعد ويتدنّي هابطاً إلی العالم الاسفل وأسفل السافلين. ويتّضح ـ بناءً علی ما قيل ـ أنّ الآيات التي تدلّ علی أنّ الكلام الطيّب يرتفع إلی الله تعإلی، وأنّ الله يرفع المؤمنين وأهل العلم، أنّ مرجعها إلی أمر استقرار المركز في الاعلی. الامر الذي ينجم منه أنّ من كانت حقيقته أكثر، فإنّ ميزانه يثقل ويتّجه نحو المركز إلی الاعلی. ومن خفّ ميزانه فإنّه يبتعد عن ذلك المركز والمبدأ. وقد حان الوقت ـبعد ان اتّضحت هذه المطالبـ لنري هيئة الموازين التي تُقاس بها أعمال الإنسان يوم القيامة، لانّ عالم الميزان هو أحد العوالم التي سنواجهها فيما بعد. وقد تطرّقت أبحاثنا في عالم القيامة إلی بحث قيام الإنسان في محضر الله تعإلی، وإلی عالم العَرْض، وعالم الحشر، وعالم النشور، ثمّ إلی عالم صحف الاعمال وتطاير الكتب، ثمّ إلی عالم الشهادة وعالم الصراط. أمّا الآن فقد بلغ بنا البحث إلی عالم الميزان، وسنتحدّث فيما بعد مفصّلاً ـ وبالترتيب ـ عن عالم الحساب، عالم الجزاء، عالم الاعراف، عالم الشفاعة، عالم المياه الاربعة وماء الكوثر وكيفيّة فوران عين الكوثر، ثمّ نتحدّث عن عالم الجنّة والنار. ونحتاج في بياننا لعالم الميزان لذكر مقدّمتين تطرّقنا إلیهما في عالم الصراط. الاُولي، عن معني الميزان، وهل يشبه ميزان يوم القيامة الموازين ذات الكفّتين المستعملة في هذا العالم، أم أ نّه ميزان ذو هيئة وكيفيّة أُخري تختلف عنها؟ حيث ستّتضح ـبذلكـ العلّة في قوله تعإلی في قرآنه الكريم: فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و مَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ، وعدم قوله: فَمَن ثَقُلَتْ حَسَنَاتُهُ أو مَن ثَقُلَتْ سَيِّئَاتُهُ. أمّا المقدّمة الاُولي، فهي: أنّ الالفاظ الموضوعة في اللغة ذات معانٍ عامّة. وقد أشرنا في مباحث الصراط ـإيضاحاً إلی هذا الامرـ إلی مثال المصباح، وتبيّن كيف أنّ الخصوصيّات الفرديّة لا دخل لها في معاني الافراد. كلام الملاّ محسن الفيض الكاشانيّ في معني الميزانومن المناسب أن نورد هنا عبارة المرحوم الفيض: الملاّ محسن الكاشانيّ في «تفسيرالصافي» باعتبار أهمّيّتها البالغة. قال: إنّ لكلّ معني من المعاني حقيقة وروحاً، وله صورة وقالب. وقد تتعدّد الصور والقوالب لحقيقة واحدة. وإنّما وُضعت الالفاظ للحقائق والارواح، ولوجودهما في القوالب تستعمل الالفاظ فيهما علی الحقيقة لاتّحاد ما بينهما. مثلاً لفظ القلم إنّما وضع لآلة نقش الصور في الالواح من دون أن يعتبر فيها كونها من قصب أو حديد أو غير ذلك. بل ولا أن يكون جسماً ولاكون النقش محسوساً أو معقولاً، ولا كون اللوح من قرطاس أو خشب، بل مجرّد كونه منقوشاً فيه. وهذا حقيقة اللوح وحده وروحه فإن كان في الوجود شيء يستطر بواسطة نقش العلوم في ألواح القلوب، فأخلق به أن يكون هو القلم فإنّ الله تعإلی قال: عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإنسَـ'نَ مَا لَمْ يَعْلَمْ؛ [31] بل هو القلم الحقيقيّ حيث وجد فيه روح القلم وحقيقته وحدّه، من دون أن يكون معه ما هو خارج عنه. وكذلك الميزان مثلاً فإنّه موضوع لمعيار يعرف به المقادير، وهذا معني واحد هو حقيقته وروحه، وله قوالب مختلفة وصور شتّي بعضها جسمانيّ وبعضها روحانيّ، كما يُوزن به الاجرام والاثقال مثل ذي الكفّتين والقبّان وما يجري مجراهما، وما يوزن به المواقيت والارتفاعات كالإسطرلاب، وما يوزن به الدواير والقسي كالفرجار، وما يوزن به الاعمدة كالشاقول، وما يوزن به الخطوط كالمسطر، وما يوزن به الشِّعر كالعروض، وما يوزن به الفلسفة كالمنطق، وما يوزن به بعض المدركات كالحسّ والخيال، وما يوزن به العلوم والاعمال، كما يوضع ليوم القيامة، وما يوزن به الكلّ كالعقل الكامل، إلی غير ذلك من الموازين. [32] الانبياء وأوصياؤهم موازين الاُمموقال أيضاً: إنّ ميزان كلّ شيء هو المعيار الذي به يعرف قدر ذلك الشيء، فميزان الناس يوم القيامة ما يوزن به قدر كلّ إنسان وقيمته علی حسب عقيدته وخلقه وعمله، لتجزي كلّ نفس بما كسبت. وليس ذلك إلاّ الانبياء والاوصياء علیهم السلام، إذ بهم وباتّباع شرايعهم واقتفاء آثارهم وترك ذلك، وبالقرب من سيرتهم والبعد عنها يعرف مقدار الناس وقدر حسناتهم وسيّئاتهم. فميزان كلّ أُمّة هو نبيّ تلك الاُمّة ووصيّ نبيّها والشريعة التي أتي بها، فمن ثقلت حسناته وكثرت فأُولئك هم المفلحون، ومن خفّت وقلّت فأُولئك الذين خسروا أنفسهم بظلمهم ليها من جهة تكذيبهم للانبياء والاوصياء أو عدم اتّباعهم. روي في «الكافي» و «معاني الاخبار» عن الإمام الصادق علیه السلام: إنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَنَضَعُ الْمَوَ ' زِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَـ'مَةِ»؛ قَالَ: هُمُ الاَنْبِيَاءُ وَالاَوْصِيَاءُ علیهِمُ السَّلاَمُ. وفي رواية أُخري: نَحْنُ المَوَازِينُ القِسْطُ. [33] وعلی أيّة حال فإنّ المطلب الاخير الذي ذكره المرحوم الفيض في تفسير سورة الاعراف، ذيل الآية: وَمَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ و فَأُولَـ'´نءِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ، هو بمثابة المقدّمة الثانية للمطلب الذي نحن في صدد بيانه، حيث اتّضحت من خلال ذلك النتيجة المتوخّاة، وتبيّن بناءً علی المقدّمة الاُولي أنّ الالفاظ ـوبضمنها لفظ الميزانـ وُضعت لمعاني عامّة. كما تبيّن ـ بناءً علی المقدّمة الثانية ـ أنّ الله عزّ وجلّ يضع يوم القيامة ميزاناً لاعمال الإنسان ومقامه. وينتج من ضمّ هاتين المقدّمتين إلی بعضهما أنّ ميزان الاعمال يوضع ليوزن فيه الناس والانبياء والاوصياء ونهجهم وشريعتهم وسلوكهم إلی الله تعإلی، وأنّ عمل كلّ فرد من أفراد الاُمم السابقة واللاحقة سيوزن بهذا الميزان. بيان تفصيليّ في معني الميزان أمّا الآن وقد اتّضحت بحمد الله هاتين المقدّمتين والنتيجة المترتّبة علیها إجمالاً، فنشرع بتفصيل ذلك تبياناً لهذه الحقائق: أمّا المقدّمة الاُولي، فإنّ الميزان يعني آلة للقياس والوزن. وكان الميزان سابقاً ذا كفّتين معلّقتين بسلاسل طويلة وفي قمّته مؤشّر ( لسان الميزان). ثمّ شاع استعمال ميزان ذي كفّتين غير معلّقتين، وله مؤشّر في الاسفل. ودُعي الميزان الثاني ميزاناً بنفس العناية الاُولي. ثمّ استعملت موازين عموديّة ذات كفّة واحدة ( قبّان )، وموازين كبيرة لوزن الاشياء الثقيلة وموازين ذات عتلات ونوابض؛ فدُعيت بأجمعها موازين بنفس العناية. ويُلاحظ أنّ لفظ الميزان لم يوضع لخصوص وزن الاشـياء، بل إنّه كذلك يعني آلة لقياس الاشياء والاُمور المختلفة. ومن البديهيّ أنّ آلة قياس شيء تختلف عن آلة قياس الاشياء الاُخري. فجهاز قياس مقدار الكهربائيّة المستهلكة ( عدد الكيلو واطات ) يُدعي مقياساً للكهرباء؛ أمّا جهاز قياس فولتيّة المحرّك الكهربائيّ فيدعي «فولتمتر»، كما يدعي جهاز قياس شدّة جريان التيّار الكهربائيّ «امبير متر»، ويُدعي جهاز قياس المقاومة الكهربائيّة، «أُومتر»، ويُدعي جهار قياس درجة حرارة البدن «ترمومترا». وهي بأجمعها تدعي مقاييس علی الرغم من اختلافها وتنوّعها. كما تدعي كلّ آلة من آلات قياس ضغط الدم، ونبض القلب، واتّجاه الريح، وضغط الهواء، والزلزلة، وحرارة الجوّ، ميزاناً وجهازاً للقياس مع أنّ تركيب كلّ منها ومهمّته مغاير تماماً لتركيب الآخر ومهمّته. فجهاز القياس هو لفظ عامّ يُطلق علی جميع هذه الاجهزة، بَيدَ أنّ جهاز قياس كلّ شيء يتناسب مع ذلك الشيء. فمقياس الماء يختلف عن مقياس الحرارة، كما أن مقياس نبض القلب يُغاير الميزان الذي يوزن به الحطب. ويُلاحظ أنّ الموازين والمعايير الاخلاقيّة، كالمحبّة والسخاء والشجاعة تدعي بدورها موازيناً، إلاّ أ نّها ليست مادّيّة وليس لها هيكل معيّن. فإن شئنا قياس محبّة شخص ما، كأن نري المحبّة التي يمتلكها زيد ـمثلاًـ فعلینا أن نمتلك ميزاناً ومعياراً لذلك. إذ إنّ مقدار المحبّة متفاوت لدي أفراد البشر. وينبغي حتماً أن يكون هناك شاخص معيّن نجعله بمثابة الميزان فنقيس به. فما هو ذلك الشاخص؟ وما صفته وكيفيّته؟ ولو أردنا قياس الخضوع والخشوع والعبوديّة والتقوي والصدق والغيرة والحميّة والإيثار والإنفاق والجهاد والشجاعة والصفات الحسنة الاُخري، وقياس فناء الوجود المجازيّ والبقاء بالحقّ تعإلی، وتجلّي الاسماء والصفات، ودرجة الفناء ومرتبة البقاء؛ فأيّ معيار وميزان ينبغي استخدامه لتحقيق هذا الغرض؟ هل تختلف درجات هذه الاُمور أم لا؟ وإذا اختلفت، فما هو ميزان قياسها؟ لقد علمنا أنّ مقياس كلّ شيء ينبغي أن يتناسب مع ذلك الشيء، فإن ساقونا يوم القيامة وأرادوا قياس صفاتنا هذه، فإنّ وزن بدننا لنيضيرنا شيئاً في ذلك العالم. لانّ المرء لن يُسأل عن وزنه بالكيلو غرامات، وكم نقص وزنه في شهر رمضان؟ لا نّهم لا يتعاملون في ذلك العالم مع البدن والوزن. سيسألون المرء هناك: ما مقدار المحبّة التي لديك؟ وما قدر خضوعك وخشوعك للحقّ تعإلی؟ وما درجة عبوديّتك له؟ وكم كان إيثارك وعفوك؟ وما درجة معرفتك بذات الحقّ تعإلی ودرجة يقينك وإيمانك؟ وكم هي درجة إخلاصك وخلوصك؟ وعلیهم أن يقيسوا هذه الاُمور فيشخّصوا علی ضوئها مقام المرء ودرجته، لانّ درجات الجنّة ومقاماتها الثمانية تقابل المقادير المختلفة الموجودة من هذه الاُمور، كما أنّ دركات النار وأبوابها السبعة تقابل ـبدورهاـ درجات فقدان هذه الاُمور وانعدامها لدي المرء. فبأيّ معيار ينبغي قياس هذه الاُمور من أجل تعيين أجر الإنسان أو عقابه؟ أمّا المقدّمة الثانية، فقد جاء في الآيات المباركة والروايات الواردة عن الائمّة الطاهرين صلوات الله وسلامه علیهم أجمعين أنّ الله تعإلی قد وضع ميزاناً لقياس أعمال الإنسان في الدنيا، كما أنّ الاعمال ستوزن في الآخرة. بَيدَ أ نَّهُ لم يُشاهد في آية أو روايةٍ ما أنّ الحسنات توضع في أحد كفّتي الميزان، وأنّ السيّئات توضع في الكفّة الاُخري. بل إنّ جميع الآيات والروايات متّفقة في الدلالة علی أنّ الحسنات ذات وزن واعتبار، وأنّ السيّئات بلاوزن ولااعتبار، وأنّ الحسنات هي التي تأخذ بِيَدِ الإنسان وتنجيه في ذلك العالم الربوبيّ، وأنّ السيّئات ليس لها قابليّة للمقاومة والصمود هناك. فمن زادت حسناته ثقل ميزانه، ومن قلّت حسناته خفّ ميزانه. يُضاف إلی ذلك أنّ السيّئات تسبّب خفّة الميزان. [2] ـ الآية 14، من السورة 89، الفجر. [3] ـ الآيات 11 إلي 13، من السورة 90: البلد. [4] ـ «بحار الانوار» ج 7، ص 128 إلي 130، الطبعة الحروفيّة. [5] ـ الآية 5، من السورة 20: طه. [6] ـ الآية 7، من السورة 40: غافر. [7] ـ الآية 17، من السورة 69: الحاقّة. [8] ـ الآية 22، من السورة 89: الفجر. [9] ـ مقطع من الآية 10، من السورة 48: الفتح. [10] ـ الآية 153، من السورة 6: الانعام. [11] ـ «بحار الانوار» ج 7، ص 125 و 126، الطبعة الحروفيّة؛ و«تفسير القمّيّ» ، ،ص 724 و 725. [12] ـ «رسالة الاءنسان بعد الدنيا»، (المعاد)؛ للعلاّمة الطباطبائيّ، النسخة الخطّيّة، ص 32. [13] - نفس المصدر السابق. [14] - نفس المصدر السابق. [15] - نفس المصدر السابق. [16] ـ «تفسير الصافي» ص 54، تفسير سورة الحمد؛ طبعة المكتبة الاءسلاميّة. [17] - نفس المصدر السابق. [18] ـ جاء في «شواهد التنزيل» للحاكم الحسكانيّ، ج 1، ص 92: عن سلامبن المستنير الجعفيّ قال: دخلتُ علی أبي جعفر، يعني الباقر ] عليه السلام [ فقلت: جعلني الله فِداك إنّي أكره أن أشقّ عليك، فإن أذنتَ لي أسألك. فقال: سَلني عمّا شئتَ. فقلتُ: أسألك عن القرآن؟ قال: نعم. قلت: قول الله تعالي: هَـ'ذَا صِرَ 'طٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ؟ قال: صِرَاطُ علیبْنِ أَبِي طَالِبٍ. فقلت: صراط علی بن أبي طالب؟ فقال: صراط علیبن أبي طالب. [19] ـ «تفسير الصافي» ص 54، تفسير سورة الحمد؛ طبعة المكتبة الاءسلاميّة. [20] ـ «سفينة البحار» مادّة صرط، ج 2، ص 28. [21] ـ الهُدْب والهُدُب: شعر أشفار العين؛ والهدب من الثوب: طرفه الذي لميُنسج. [22] ـ المِرط بكسر الميم: كساء طويل من صوف ونحوه، وجمعه مروط. [23] ـ «سفينة البحار» ج 2، ص 28. [24] ـ «بحار الانوار» ج 7، ص 110 و 111. [25] ـ الآيتان 8 و 9، من السورة 7: الاعراف. [26] ـ الآيات 103 إلي 105، من السورة 18: الكهف. [27] ـ الآية 10، من السورة 35: فاطر. [28] ـ الآية 11، من السورة 58: المجادلة. [29] ـ الآيتان 4 و 5، من السورة 95: التين. [30] ـ الآية 17، من السورة 13: الرعد. [31] ـ الآيتان 4 و 5، من السورة 96: العلق. [32] ـ «تفسير الصافي» المقدّمة الرابعة، من المقدّمات العشر التي أوردها المرحوم الفيض كمقدّمة لتفسيره، وتضمّ أنفس المطالب، ج 1، ص 19، بالقطع الوزيريّ. [33] ـ «تفسير الصافي» ج 1، ص 565، في تفسير الآية: وَمَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ، في سورة الاعراف.
|
|
|