|
|
الصفحة السابقةالآيات والروايات الواردة في ميزان القيامةورد في كتاب «التوحيد» للشيخ الصدوق، عن أميرالمؤمنين علیه السلام في تفسير الآية الشريفة: فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و فأُلَـ'´نءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ... أ نّه قال ( ضمن حديث طويل ): فَإنَّمَا يَعْنِي الحِسَابَ؛ تُوزَنُ الحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ؛ وَالحَسَنَاتُ ثِقْلُ المِيزَانِ وَالسَّيِّئَاتُ خِفَّةُ المِيزَانِ. [1] أي أنّ الحسنات هي معيار جميع الاعمال التي عملها الإنسان في دنياه، حسنةً كانت أم سيّئة. فالاعمال الحسنة والاعمال السيّئة للإنسان تُقاس بمعيار الحسنات. إنّ شجاعة حَسَن ـ مثلاً ـ لها ميزان خاصّ في ذلك العالم، وسخاءه له ميزان خاصّ؛ ولكلّ من عبوديّته وعفّته ميزان خاصّ. كما أنّ جميع درجات شجاعة الإنسان، حسنها وسيّئها، تقاس بميزان الشجاعة. كما تقاس درجات عبوديّة الإنسان بما فيها من مراتب حسنة مقبولة ومراتب سيّئة مذمومة بمقياس العبوديّة. والامر علی هذا المنوال بالنسبة إلی جميع الصفات والاخلاق والملكات التي يقاس كلٌّ منها بمعيار وميزان خاصّ توزن به تلك الصفة المعيّنة. أمّا الآن وبعد أن ذكرنا هاتين المقدّمتين بالتفصيل، ميزان كلّ أُمّة: نبيّهافنقول: إنّ المراد بميزان الاعمال في يوم القيامة هو المثل الكامل للحُسن والتقوي والصبر والإيثار والجهاد والورع والعبوديّة وإلیقين والتوحيد في كلّ أُمّة من الاُمم السالفة، ويتجسّد ذلك المثل الكامل في نبيّ تلك الاُمّة ووصيّ نبيّها، وفي الكتاب والشريعة اللذين أتي بهما إلی تلك الاُمّة. أمّا في هذه الاُمّة ـأُمّة آخر الزمانـ فيتجسّد في الوجود المقدّس للرسول الاكرم والصدّيقة الكبري فخر نساء العالم سيّدة نساء العالمين والاوصياء الاثني عشر للنبيّ الاكرم، وأوّلهم أميرالمؤمنين علیّ بن أبي طالب ثمّ أولاده الاحد عشر الواحد تلو الآخر، وآخرهم قائم آل محمّد الحجّة بن الحسن العسكريّ عجلّ الله تعإلی فَرَجه الشريف، الذين يُعدّ وجودهم وتوحيدهم وعبادتهم وجهادهم وإنفاقهم وصفاتهم النفسانيّة وعقائدهم وجميع ملكاتهم، الميزان والمعيار لتشخيص مقدار الصفات الحسنة في أُمّة آخر الزمان. الحقّ والعدل هما الميزان يوم القيامةجاء في «الاحتجاج» عن الإمام الصادق علیه السلام: أَ نَّهُ سُئِلَ: أَوَ لَيْسَ تُوزَنُ الاَعْمَالُ؟ قَالَ: لاَ؛ لاِنَّ الاَعْمَالَ لَيْسَ أَجْسَاماً، وَإنَّمَا هِيَ صِفَةُ مَا عَمِلُوا، وَإنَّمَا يَحْتَاجُ إلی وَزْنِ الشَّيءِ مَنْ جَهِلَ عَدَدَ الاَشْيَاءِ وَلاَيَعْرِفُ ثِقْلَهَا وَخِفَّتَهَا وَإنَّ اللَهَ لاَ يَخْفَي علیهِ شَيءٌ. قِيلَ: فَمَا مَعْنَاهُ فِي كِتَابِهِ: «فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ»؟ قَالَ: فَمَنْ رَجَحَ عَمَلُهُ.[2] أي أنّ من رجح عمله واقترب من العدل، ثقل ميزانه تبعاً لذلك؛ ومن كان فعله مرجوماً وبعيداً عن العدل، خفّ ميزانه تبعاً لذلك. والعدل هو ذلك الموجود الذي لوحظت جميع جهاته علی نحو الكمال بلاإفراط ولاتفريط. فإن زادت الشجاعة فيه عن حدّها المطلوب المستوي صارت تهوّراً مذموماً، وإن انحطّت عن ذلك الحدّ استحالت جُبناً مقيتاً. فالشخص الكامل ـإذَاًـ شجاع بلاتهوّر ولاجُبن. ونري أنّ المتهوّر يرتكب أعماله دون تأمّل ودراية فيخطي فيها ويندم في العاقبة علیها. أمّا الجبان فيقصّر تبعاً لضيق نفسه عن فعل ما هو صحيح في موقعه دفاعاً عن حريم غيرته وعزّته، فيندم في العاقبة علی تقصيره. أمّا الشجاع فيدافع بالقدر اللازم بما هو صحيح وفي الموقع المناسب، فيكون فعله صائباً، ولا يتعرّض للندم علی فعله أبداً. وستقاس الشجاعة يوم القيامة بميزان العدل، أي بشاخص الشجاعة؛ فيوضع شاخص للشجاعة يمثّل العدل المحض الخإلی من الجبن والتهوّر، فتقاس شجاعة الافراد وفقاً لذلك الشاخص. والامر علی هذه الشاكلة بالنسبة إلی العفّة والحياء. فهما إن تخطّيا الحدّ استحالاً خموداً غير مقبول، وإن قصرا عن الحدّ ولم يبلغاه كانا شرهاً غيرمقبول. حيث تمثّل ملكة العفّة الحدّ المعتدل بين صفتي الإفراط وهي الخمود، والتفريط وهي الشره. وذلك الحدّ الوسط هو العدل في هذه الصفة. والامر كذلك بالنسبة إلی الفهم والذكاء اللذين لو زادا عن حدّهما كانا دهاءً مذموماً، لانّ صاحب الدهاء له من حدّة الذهن والذكاء ما يجعله ـعلاوة علی سرعة فهمه للاُمورـ يُضيف إلیها شيئاً من ذهنه ومن عند نفسه، فيفهم من النتيجة أُموراً معيّنة، ويدرك ويعتقد بأُمور غيرموجودة في الخارج يختلقها ذهنه، فيتعامل معها علی أنّ لها وجوداً خارجيّاً. وهو فهم خاطي بطبيعة الحال. أمّا الابله ذو الذهن الضعيف، البطيء في استيعاب الاُمور وإدراكها، فيدرك الاُمور أقلّ من حقيقتها، وهو فهم خاطي بدوره. علی أنّ الحدّ المعتدل بين الدهاء و البلاهة يمثّل الحكمة التي تمتاز بصفة العدالة، أي أ نّها تجسّد الفهم الصحيح الكامل، لاالتقصير في فهم الحقيقة ولاالإضافة علیها، ثمّ الاعتقاد بأنّ تلك الإضافة منها. وسيؤتي بميزان العدل فتُقاس به ملكة السخاء والإنفاق، وملكة الإيثار والتضحية، والعفووالتسامح، وكلّ واحدة من الصفات النفسانيّة الاُخري. فإن هم أرادوا قياس شجاعة الشجعان بذلك الميزان، توجّب علیهم أن يضعوا في إحدي كفّتيه معيار العدالة المذكور، وفي الكفّة الاُخري شجاعة أحد الافراد؛ فإن تساوتا في الوزن، اتّضح أنّ الشجاعة المقاسة قد بلغت حدّها الاعلی؛ أمّا لو خفّت تبيّن أ نّها لم تبلغ الذروة بعد. فإن كانت خفيفة جدّاً، كانت بعيدة عن حدّ العدل ( أي الشجاعة ) وانتمت إلی التهوّر أو الجبن. وباعتبار أنّ الشجاعة المقبولة للافراد يوم القيامة ينبغي أن تتحلّي ـإضافة إلی جانب الاعتدالـ بقصد القُربة، وأن تبتعد عن الهوي والهوس والرغبات النفسانيّة والبواعث الشيطانيّة، لذا ينبغي ـبالنسبة إلی هذه الاُمّة مثلاًـ أن توضع في إحدي كفّتي ميزان العمل شجاعة رسولالله أو أميرالمؤمنين ودفاعهما عن حقوقهما وعن حقوق المسلمين، وتوضع في الكفّة الاُخري شجاعة من يراد قياس شجاعته. فتتّضح بذلك حدود تلك الشجاعة ومشخّصاتها تبعاً لاختلافها أو اقترابها من معيار الشجاعة وشاخصها. لذا قال الإمام الصادق علیه السلام في هذه الرواية إنّ: المِيزَانُ هُوَ العَدْلُ. وجاء في الآية القرآنيّة أنّ الميزان هو الحقّ، وذلك قوله تعإلی: وَالْوَزْنُ يَؤْمَئذٍ الْحَقُّ. وميزان العدل ـ كما سنذكر ـ هو نفسه ميزان الحقّ. إذ الحقّ والعدل متّحدان في المصداق، إلاّ أنّ مفهومهما متفاوت بلحاظ الاعتبار. وستُقاس صلوات كلّ أُمّة من الاُمم إلی صلاة الحقّ والعدل. أي أنّ العدل سيوضع في كفّة، وتوضع الصلاة المراد قياسها في الكفّة الاُخري. وكلّما اقتربت هذه الصلوات إلی تلك الصلاة بلحاظ طهارة السرّ وحضور القلب وقوّة الخِطاب وشدّة الفناء ونزاهة النيّة وسائر الآداب والجوانب الظاهريّة والباطنيّة، اقترب مؤشّر ميزان الصلاة من تلك الصلاة الواقعيّة الحقيقيّة، وبالعكس فكلّما ابتعدت عن تلك الاُمور، ابتعد في المقابل مؤشّر ميزان الصلاة وأشار إلی زيادة الفاصلة بين الصلاتينِ. وإذا ما شئنا أن نفهم ميزان العدل الإلهيّ جيّداً وندرك كيفيّة قياسه، فعلینا تشبيهه بالحاسبات الإلكترونيّة في عالمنا المعاصر. منتهي الامر أنّ هذه الاجهزة أجهزة مادّيّة، بينما ذلك الميزان معنويّ روحانيّ. وكما تشخّص الحاسبات الإلكترونيّة الشبيهة بالرادار الحدّ والقياس المطلوب علی الفور، فإنّ أجهزة ميزان الصلاة وميزان الصيام وميزان الزكاة وميزان الجهاد وميزان الولاية وميزان معرفة الله تعإلی وغيرها من الاُمور الحسنة تشخّص علی الفور ميزان خلوص النيّة ونزاهتها في هذه الاعمال. وكلّما وضعت هذه الاعمال في إحدي الكفّتين ووضع عدل تلك الصفة أو الفعل في الكفّة الاُخري فاقترب مؤشّر الميزان من الوسط، كلّما اقترب ذلك العمل من الصحّة والمطلوبيّة. وكلّما ابتعد مؤشّر الميزان عن الوسط، كان ذلك العمل مُداناً ومذموماً. ولو فرضنا ـ مثلاً ـ أن صفحة الميزان التي يتحرّك علیها مؤشّر الميزان مدرّجة إلی ألف درجة، فإنّ المؤشّر سيتحرّك عند وضع صلاةٍ ما في كفّة الميزان فيشير إلی درجة ما ضمن هذه التدريجات. فإن قيست كلّ صلاة علی حدة، ثمّ فوضل بين تلك الصلوات فشُخّص مقام المصلّي تبعاً لقياس عدل صلاة المصلّي، لكان ذلك أمراً شيّقاً، ولاثارت هذه الاجهزة المعنويّة العجب، وكانت جديرة بالتأمّل والتفكّر والمشاهدة. وحين يثقل ميزان عمل المقرّبين والمخلصين والابرار والاخيار والصالحين، فيقترب من درجة العدل الحقيقيّ أو يعادلها وزناً، فعند ذلك ينبغي أن يُنادي بنداء: وَفِي ذَ ' لِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ. والامر علی هذا المنوال في باب الإنفاق، إذ يؤتي بالإنفاق الذي فعله الإنسان في الدنيا بنوايا ومقاصد مختلفة، فأنفق علی قومه وجيرانه ـوقد يكون بطبيعة الحال قد أنفق ما أنفق في سبيل الله تعإلی، إلاّ أ نّه قد ينفق لهدف آخرـ وسيؤتي يوم القيامة بإنفاقه بجميع مواصفاته، سواء قلّ أم كثر، سرّاً كان أم علانية، فيوضع ذلك الإنفاق في كفّة ويوضع في الكفّة الاُخري روح الإنفاق وحقيقته الخالصة والمحضة في سبيل الله تعإلی دونما شائبة من انتظار جزاء دنيويّ أو أُخرويّ، كإنفاق أميرالمؤمنين علیه السلام في كلّ حال مع عدم امتلاكه مالاً آخر، ومع عدم ادّخاره شيئاً لنفسه وأهل بيته. فقد كان له علیه السلام أربعة دراهم، فأنفقها بأجمعها في سبيل الله تعإلی سرّاً وعلانية وفي الليل والنهار، فنزلت في حقّه الآية الشريفة: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمَوَ ' لَهُم بِإلیلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ علیهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. [3] وقد روي في «مجمع البيان» و «الجوامع» عن ابن عبّاس في تفسير هذه الآية أ نّها نزلت في أمير المؤمنين علیّ بن أبي طالب علیه السلام، كان له أربعة دراهم، فأنفق درهماً ليلاً ودرهماً نهاراً، وأنفق درهماً سرّاً ودرهماً علانيةً. كما وردت هذه الرواية عن الصادقينِ علیهما السلام، ورواها كذلك العيّاشيّ عن أبي إسحاق. [4] ولانّ علیاً علیه السلام كان أميراً للمؤمنين، فقد كان إنفاقه أمير الإنفاق وسيوضع يوم القيامة إنفاقه الخالص المحض لوجه الله الكريم في كفّة عدل الإنفاق وحقّ الإنفاق، ثمّ يوضع إنفاق الآخرين في الكفّة الاُخري فيُقاس إلی ذلك المثل والاُنموذج والاُسوة الحسنة. فمن كان إنفاقه أفضل وأنزه وأشدّ خلوصاً، اقترب مؤشّر ميزان إنفاقه من إنفاق الإمام، ومن ساء إنفاقه وشابته الشوائب، ابتعد مؤشّر ميزان إنفاقه عن إنفاقه علیه السلام. وقد يقول قائل: لقد عشتُ في آخر الزمان، وكنت أعزباً، وكانت البيئة والعصر فاسدينِ فتلوّثت بالذنب والخطيئة. فيؤتي علی الفور بميزان العفّة ويُقال له: لقد كان النبيّ يوسف شابّاً وسيماً، وكانت الظروف لابتلائه بالذنب أكثر مساعدةً ومواتاة، حيث واجه امرأة عزيز مصر التي ينبغي أن تكون من أجمل نساء عصرها، وذلك في مصر التي يشتهر أهلها بالملاحة، وفي حجرة مغلقة الابواب، وتعرّض للضغط والامر بارتكاب الذنب، وهُدِّد ـإن لم يُساير المرأةـ أن يُتّهم ويُلقي في السجن بتلك التهمة سنين طوالاً. فانظر كيف أوكل نفسه إلی ربّه وأعرض عن الذنب! ثمّ يقيسون عفّته فيشير مؤشّر ميزان العفّة إلی درجة عفّته. نعوذ بالله من شرور النفس الامّارة بالسوء إلاّ ما رحم الله. وهكذا الامر حين تواجه المرء ضائقة مإلیة يتعسّر علیه معها إعاشة عائلته عن طريق كسب المال الحلال، فيمدّ يده إلی المال الحرام، ويسعي لاكتساب المال المشتبه. حيث يؤتي علی الفور بميزان الحلال ويُقال له: أضائقتك أعسر أم ضائقة فلان وفلان؟ ويُقال لزوجته: أمشكلاتك في الالتزام بالدين أشدّ وأكثر أم مشكلات آسية امرأة فرعون؟ وحين تشكو النساء من المشاكل الاقتصاديّة ومسائل الحمل والرضاع وتربية الاطفال، فيؤتي علی الفور بمثال النساء وأُنموذجهنّ: فاطمة الزهراء بنت نبيّ آخر الزمان، ويقال لهنّ: لقد تزوّجتْ في التاسعة من عمرها وتوفيّت ودفنت في الثامنة عشر، وأنجبت خلال ذلك خمسة أولاد، وكانت مثالاً للعلم والتقوي والولاية والصبر والاحتمال وإلیقين والمعرفة والتوحيد أنجبت الحسن والحسين ومحسناً وزينب وأم كلثوم وليس معلوماً ـلو قدّرت الحياة لجنينها السقط محسنـ أن يكون أقلّ شأناً من إخوته وأخواته. ولقد كانت فاطمة الزهراء تحيك الصوف، وتحصد الحنطة بيديها، وتخبز الخبز وتهزّ المهد. وكانت تُطعم صغارها خبز الشعير بينما تتصدّق بعائداتها من فدك علی الفقراء. وكانت تقوم للصلاة والعبادة حتّي تتورم قدميها، وقد ثابرت علی محبّة زوجها علی بن أبي طالب وحامت عن دين الله ودافعت عن الوصاية والولاية إلی أن استُشهدت في سبيل ذلك. جاء في كتابي «الكافي» و «معاني الاخبار» عن الصادق علیه السلام: أَ نَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَنَضَعُ الْمَوَ ' زِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَـ'مَةِ»؛ قَالَ: هُمُ الاَنبِيَاءُ وَالاَوصِيَاءُ علیهِمُ السَّلاَمُ. [5] وفي رواية أُخري: نَحْنُ المَوَازِينُ القِسْطُ. وقال المرحوم الفيض بعد نقله هاتين الروايتين والرواية السابقة التي نقلها عن «الاحتجاج»: وقد حقّقنا معني الميزان وكيفيّة وزن الاعمال ووقفنا بين الاخبار المتعارضة في ذلك والاقوال بما لا مزيد علیه في كتابنا الموسوم بـ «ميزان القيامة» وهو كتاب جيّد لم يُسبق بمثله فيما أظنّ، يوفّق لمطالعته وفهمه مَن كان مِن أهله إن شاء الله. [6] لا ميزان لطائفتين من الناسويتّضح بضمّ ما ذكرناه إلی المطالب السابقة أنّ هناك طائفتينِ من الناس ليس لهما ميزان. الطائفة الاُولي: الافراد الذين بلغوا في الإساءة والقبح حدّاً حبطت معه أعمالهم وخلت من أيّ حسنة ـ ولو في الجملة ـ لتُقاس في الميزان. أُولَـ'´ئكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِـَايَـ'تِ رَبِّهِمْ وَلِقَآنءِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَـ'لُهُمْ فَلاَنُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ وَزْنًا. [7] الطائفة الثانية: الذين تخطّوا الإخلاص ومجاهدة النفس الامّارة، فبلغوا درجة الخلوص والطهارة المطلقة، وصاروا من الفانين في ذات الله تعإلی، وأضحوا ـوفقاً للآية القرآنيّةـ من المقرّبين والمخلَصين. فلقد بلغ هؤلاء مرحلة في عالم التوحيد أسقطوا فيها جميع أقسام الغيريّة، وأحرقوا واستأصلوا في كيانهم وصقع أنفسهم بنيان الكثرة القائم علی الاوهام والافكار الباطلة المتخيّلة، وبلغوا مقام مشاهدة الوحدة في الكثرة، والكثرة في الوحدة، وأضحوا فانين في أحديّة الذات المقدّسة في نفس الوقت الذي فنوا فيه في واحديّته عزّ وجلّ. فلم يبقَ لهم عند ذاك بقايا من وجود وعمل وصفة لتوزن في الميزان. إذ أوكلوا كلّ ذلك إلی ربّهم وعدوّه مِلْكاً مطلقاً له تعإلی. ولم يبق لهم من شيء ينسبونه إلی أنفسهم، ليكون ـمن ثمّـ قابلاً لان يُوزن. فَأُولَـ'´نءِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ. [8] هناك حقيقة: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مَعَكَ فَنَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً؛ أي المعيّة الصرفة لاولياء الله والمعصومين الذين تمثّل نفوسهم ووجودهم وسيرتهم عين ميزان القسط والعدل والحقّ. فمن فني وأزاح عن نفسه كلّ شائبة وجوديّة نفسانيّة، واتّخذ لنفسه صِبْغَةَ اللَهِ الَّتِي لاَ صِبْغَةَ مَعَهَا، فتحقّق مقام الاثنينيّة ووجدت المعيّة. وإذ يُفني الحبُّ الشديد المحبَّ في المحبوب، فلنيقام للفانين في الولاية ثمّة ميزان. علیٌّ حُـبُّــــهُ جُـنَّـــة قَـسِـيـمُ الـنَّـارِ وَالـجَـنَّـة وَصِـيُّ المُصْطَفَـي حَـقَّـاً إمَـامُ الإنْــسِ وَالـجِـنَّـة [9]
بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد للَّه ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلیّ العظيم وصلَّي الله علی محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ و * فَأُمُّهُ و هَاوِيَةٌ * وَمَآ أَدْرَب'كَ مَاهِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ. [10] لا يعترض الشكُّ أمرَ أنّ الله تعإلی قد خلق كلّ شيء وفق معيار وميزان خاصّينِ، وأ نّه قد أرسل الانبياء بالميزان وأنّ علی البشر ـمن ثمّـ أن يسيروا في سنّة التشريع علی هدي نظام الميزان. وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ* وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ. [11] اللَهُ الَّذِي´ أَنزَلَ الْكِتَـ'بَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ. [12] لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَـ'تِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَـ'بَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ. [13] يستفاد من هذه الآيات أنّ عالم التكوين قد أُرسي علی أساس حسابات متقنة، ووفق معايير وموازين دقيقة، وأنّ إرسال الرسل وإنزال الكتب السماويّة قد تحقّق ـ بدوره ـ علی أساس من الميزان، وأنّ عالم البشريّة لميُترك سديً، بل يمتلك ميزاناً. كما يستفاد منها بأنّ عالَم التشريع ليس عارياً عن الحساب، وأنّ علی جميع أفراد البشر أن يجعلوا موازينهم وفق محور الحقّ ونظام القسط. فمن ثقلت موازينه منهم، عاش في الدنيا مطمئناً وفي الآخرة مكرّماً، ومن خفّت موازينه عاش في الدنيا منكوباً وفي الآخرة ذليلاً يلاحقه العار إلی قعر جهنّم. وقد أوردنا في البحث السابق مطالب عامّة عن معني الميزان، ثمّ بحثنا في خصـوص معناه في القيامـة بالنسـبة إلی أفعال الإنسـان. وقد اتّضحبحمد الله ومنّه أنّ المراد بالميزان بالنسـبة إلی أيّ أُمّة: نبيّ تلك الاُمّةووصيّ ذلك النبيّ والكتاب الذي ينبغي علی تلك الاُمّة العمل به؛ وبالنسبة إلی أُمّة آخر الزمان فالميزان هو الوجود المقدس لرسولالله وأمير المؤمنين صلوات الله علیهما وآلهما والقرآن الكريـم الذي: إِنَّهُ و لَكِتَـ'بٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَـ'طِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ. [14] وقد نشب بين المفسّرين والمتكلّمين اختلاف في كيفيّة نصب الميزان يوم القيامة، حيث يذكر المرحوم الشيخ الطبرسيّ أقوالاً في تفسير «مجمع البيان» ذيل الآية الشريفة: وَالْوَزْنُ يَوْمِنءِذٍ الْحَقُّ: ذُكر فيه أقوال، أحدها إنّ الوزن عبارة عن العدل في الآخرة، وإنّه لا ظلم فيها علی أحد. وثانيها: إنّ الله ينصب ميزاناً له لسان وكفّتان يوم القيامة، فتوزن به أعمال العباد الحسنات والسيّئات؛ عن ابن عباس والحسن ( البصريّ )، وبه قال الجبائيّ. ثمّ اختلفوا في كيفيّة الوزن، لانّ الاعمال أعراض لايجوز علیها الإعادة ولايكون لها وزن ولا تقوم بأنفسها، فقيل توزن صحائف الاعمال، عن عبداللهبن عمر وجماعة. وقيل: يظهر علامات للحسنات وعلامات للسيّئات في الكفّتينِ فيراها الناس، عن الجبائيّ. وقيل: يظهر للحسنات صورة حسنة وللسيّئات صورة سيّئة، عن ابن عبّاس. وقيل: توزن نفس المؤمن والكافـر، عن عُبيد بن عُمير، قال: يؤتي بالرجـل العظيم الجثّة فلايزن جناح بعوضة. وثالثها: إنّ المراد بالوزن ظهور مقدار المؤمن في العظم ومقدار الكافر في الذلّة، كما قال سُبحانه: فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ وَزْنًا. [15] كلام المفيد والمجلسيّ في الميزانوقد نقل المجلسيّ رضوان الله علیه في كتابه «البحار» هذه المطالب عن «مجمع البيان»، ثمّ أورد بيان الفخر الرازيّ، ونقل الروايات الواردة في المقام، ثمّ عقّب علی ذلك بقوله: قال الشيخ المفيد رحمه الله، الحساب هو المقابلة بين الاعمال والجزاء علیها، والمواقفة للعبد علی ما فرط منه، والتوبيخ علی سيّئاته، والحمد علی حسناته، ومعاملته في ذلك باستحقاقه؛ وليس هو كما ذهبت العامّة إلیه من مقابلة الحسنات بالسيّئات والموازنة بينهما علی حسب استحقاق الثواب والعقاب علیهما، إذ كان التحابط بين الاعمال غيرصحيح، ومذهب المعتزلـة فيه باطـل غير ثابت. وما يعتمد الحشـويّة في معنـاه غيرمعقول، والموازين هي التعديل بين الاعمال والجزاء علیها، ووضع كلّ جزاء في موضعه، وإيصال كلّ ذي حقٍّ إلی حقّه؛ فليس الامر في معني ذلك علی ما ذهب إلیه أهل الحشو من أنّ في القيامة موازين كموازين الدنيا لكلّ ميزان كفّتان توضع الاعمال فيها، إذ الاعمال أعراض، والاعراض لايصحّ وزنها، وإنّما توصف بالثقل والخفّة علی وجه المجاز، والمراد بذلك أنّ ما ثقل منها هو ما كثر واستحقّ علیه عظيم الثواب، وما خفّ منها ما قلّ قدره ولم يستحقّ علیه جزيل الثواب. والخبر الوارد أنّ أميرالمؤمنين والائمّة من ذرّيّته علیهم السلام هم الموازين فالمراد أ نّهم المعدّلون بين الاعمال فيما يستحقّ علیها، والحاكمون فيها بالواجب والعدل. ويُقال: فلان عندي في ميزان فلان، ويُراد به نظيره. ويُقال: كلام فلان عندي أوزن من كلام فلان، والمراد به أنّ كلامه أعظم وأفضل قدراً. والذي ذكره الله تعإلی في الحساب والخوف منه إنّما هو المواقفة علی الاعمال، لانّ من وقف علی أعماله لم يتخلّص من تبعاتها، ومن عفي الله تعإلی عنه في ذلك فاز بالنجاة. ومن ثقلت موازينه بكثرة استحقاقه الثواب فأُولئك هم المفلحون، ومن خفّت موازينه بقلّة أعمال الطاعات، فأُولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون. والقرآن إنّما أنزل بلغة العرب وحقيقة كلامها ومجازه، ولم ينزل علی ألفاظ العامّة وما سبق إلی قلوبها من الاباطيلـ انتهي كلام المفيد قدّس سرّه. ثمّ يقول المجلسيّ: قد سبق الكلام منّا في الإحباط، وأمّا إنكار الميزان بهذه الوجوه فليس بمرضيّ لما عرفتَ من وجوه التوجيه فيه. نعم، قد سبق بعض الاخبار الدالّة علی أن ليس المراد الميزان الحقيقيّ، فبتلك العلّة يمكن القول بذلك. وإن أمكن تأويل بعض الاخبار بأنّ الانبياء والاوصياء علیهم السلام هم الحاضرون عند الميزان الحاكمون علیها، لكنّ بعض الاخبار لا يمكن تأويلها إلاّ بتكلّف تامّ. فنحن نؤمن بالميزان ونردّ علمه إلی حملة القرآن ولا نتكلّف علم ما لم يوضَّح لنا بصريح البيان، والله الموفّق وعلیه التكلان. [16] رأي المؤلّف في أمر الميزانيقول الحقير: لا يمكن إنكار الميزان، ونحن نؤمن به ونقرّه، وإذا ضممنا ما ذكرنا سابقاً من أنّ الالفاظ موضوعة للمعاني العامّة الكلّيّة إلی الروايات الواردة في أنّ الانبياء والاوصياء هم الميزان، وأنّ نهجهم وسيرتهم هما الميزان، لاستخلصنا أنّ ذلك الميزان متناسب مع وزن الاعمال والعقائد والملَكات، وأ نّه ينبغي أن يوضع في إحدي كفّتيه المعيار الصحيح والاساس الثابت، بينما توضع أعمالنا في كفّته الاُخري. وبطبيعة الحال، ينبغي أن تتناسب كفّتي الميزان وطريقة الوزن مع تلك الاعمال ليمكننا القول ـمن ثمّـ بأنّ الميزان قد استعمل في معناه الحقيقيّ لاالمجازيّ. لكنّ هذا الالتزام لا يستدعي منّا القول بأنّ الحسنات توضع في إحدي كفّتي الميزان بينما توضع السيّئات في الكفّة الاُخري. كما لايلزمنا اعتبار أنّ الانبياء والاوصياء يحضرون عند الميزان، لا نّهم هم الميزان. إلاّ أ نّهم ميزان يتناسب مع ذلك العالم ويتناسب مع وزن الاعمال وتقديرها. يُضاف إلی ذلك أ نّنا لا نعتبر أنّ الميزان هو نفس المقابلة والموازنة بين الاعمال وجزائها، إذ إنّنا لا نستعمل الميزان مجازاً في مجرّد معني العظمة والاهمّيّة، بل نقول بالميزان الذي يُنصب في القيامة ويمثّل أحد مواقفها. إلاّ أ نّه ـكما سبق أن ذكرناـ ليس شبيهاً بهذه الموازين الدنيويّة التي تُقاس بها الاشياء ذات الوزن، فتكون النتيجة أنّ كلامَي «المفيد» و «المجلسيّ» رحمةالله علیهما سيحتفظان بأهمّيّتهما وأصالتهما كلاّ بدوره، كما أ نّهما لن يكونا خإلیينِ من النقص كلاّ بدوره، والحمدللّه أوّلاً وآخراً. إنّ ميزان العدل سيُقام يوم القيامة، حيث تقول الآية الكريمة: وَنَضَعُ الْمَوَ ' زِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَـ'مَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَي' بِنَا حَـ'سِبِينَ. [17] كما يقول القرآن من جهة أُخري: وَالْوَزْنُ يَوْمَنءذٍ الْحَقُّ. [18] الامر الذي يشير إلی أنّ ميزان الحقّ هو بذاته ميزان العدل. وقد جاء في بعض الروايات أنّ المراد بالميزان يوم القيامة هو ميزان العدل. وبطبيعة الحال فإنّ هناك اختلافاً بين معني العدل ومعني الحقّ، إذ يعني العدل الشيء الذي يجعله الإنسان مقابل شيء آخر فيساويه من جميع الجهات دونما زيادة ولانقصان ودونما إفراط ولا تفريط؛ أمّا الحقّ فيمثّل عين التحقّق والواقعيّة. وربّما كان الحقّ أدقّ وألطف من العدل في مفهومه، لانّ الحقّ هو عين التحقّق، أمّا العدل فيتلوه في الدرجة، إذ ينبغي علی الإنسان أن يقارن مع الحقّ شيئاً آخر فينظر أيّهما يرجح بصاحبه، ليصدق من ثَمَّ معني العدل. إنَّ القُرآنَ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضاً. [19] الحسنات ثقيلة وترتفع إلی الاعلی، والسيّئات خفيفة وتهبط إلی الاسفلإنّ الميزان الذي يقام يوم القيامة هو الحقّ وهو العدل، فالوزن هنالك الحقّ. أي أنّ الحقّ هو الذي يمتلك وزناً وثقلاً، أمّا الباطل فلاوزن له ولاثقل. وقد ورد مفهوم الثقل والخفّة في بعض الآيات، مثل: فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و وَمَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ. والمراد بهما ثقل الميزان وخفّته. فالمؤمنون ميزانهم ثقيل راجح، أمّا الكافرون فميزانهم خفيف طفيف. وكلّما زادت السيّئات وتراكمت خفّ بسببها الميزان. وفي المقابل كلّما زادت الحسنات ثقل الميزان ورجح، لانّ الميزان هو الحقّ لا سواه، ولا نّه يُقاس بالحقّ. فكلّما زاد فيه ما له عنوان الحقّ والتحقّق ثقل الميزان، وكلما قلّ ذلك فيه خفّ. ومن الجليّ أنّ الحسنات لها عنوان الحقّ، وأنّ السيّئات هي الباطل، والباطل جفاء وهباء، لا قيمة له ولا وزن. وخلافاً لعالم المادّة والطبع الذي يزداد فيه الشيء الثقيل الكثيف انجذاباً إلی الارض وجاذبيّتها، فإنّ موجودات عالم التجرّد والمعني تزداد ارتفاعاً كلّما زادت أصالة ووزناً. وقد جاء في شأن النبيّ إدريس علی نبيّنا وآله وعلیه السلام: وَرَفَعْنَـ'هُ مَكَانًا علیا. [20] وجاء في شأن إبراهيم علیه السلام: وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَـ'هَا إِبْرَ ' هِيمَ علی' قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَـ'تٍ مَّن نَّشَآءُ. [21] كما جاء في شأن أهل البيت علیهم السلام: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ. [22] أمّا بشأن بَلْعَم بن بَاعُورَاء فنظراً لتوجّهه إلی الدنيا فلميرفعه الله، بل خلّده علی الارض وجعل إقامته فيها سرمديّة: وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَـ'هُ بِهَا وَلَـ'كِنَّهُ و أَخَلَدَ إلی الاْرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَبـ'هُ فَمَثَلُهُ و كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ علیهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّ ' لِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـَايَـ'تِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. [23] وبصفة أنّ قيمة الاعمال تقاس يوم القيامة بحسب ميزان قربها من الحقّ تعإلی: ولانّ العمل الاكثر تقرّباً أكثر وزناً وقيمة، وأنّ العمل الابعد أخفّ وزناً وقيمة، ولانّ الحسنات والسيّئات إنّما تكتسب عنوان الحسنات وعنوان السيّئات وفقاً لهذا الاساس والمعيار، فسيكون مناط الثقل والوزن بمدي تجسيد الحقّ والواقعيّة. فكلّما انطوي العمل علی قدر أكبر من ذلك، كان أكثر أصالة وأرجح مقبوليّة. أمّا العمل الذي لا ينطوي علی شيء ذي بال منها، فسيكون بلا قيمة وبلا قدر. إنّ ذلك العالم هو عالم الحياة والقدرة والعلم، وعالم النور والتجرّد الذي لاسبيل للظُلمة إلیه. ومن هنا فإنّ الافراد الذين يُبتلون بالسيّئات فتستحيل نفوسهم نفوساً شيطانيّة، سيعجزون عن بلوغ ذلك العالم وسـيضيعون ويفنون في مراكز البُعد ومظاهر الجهل والشقاء ( أي في جهنّم )؛ وسيكون ميزانهم خفيفاً، وقد لا يكون لهم ميزان أساساً ولاعمل يرفعهم إلی الاعلی. الضالّون يفنون وينعدمون قبل بلوغ عالم الانواروقد تحدّثت آيات القرآن كثيراً عن أمر الضلال والإضلال، مشيرةً إلی أنّ أُولئكم الافراد سيضلّون ويضيعون قبل بلوغهم مقام الحقيقة وعالم النور والواقعيّة، وسيعجزون عن المقاومة في عالم النور، وعن تحمّل تلك الانوار القاهرة والجذبات السبحانيّة. وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفرَ بِالإيمَـ'نِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ. [24] وَمَن يَكْفُرْ بِاللَهِ وَمَلَـ'´نءِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَإلیوْمِ الاْخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـ'لاً بَعِيدًا. [25] انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا علی'´ أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ. [26] لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمونَ. [27] إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. [28] انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الاْمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً. [29] ءَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـ'´ؤُلإ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ. [30] إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ. [31] وعلی أيّة حال فإنّ هذه الآيات وكثير غيرها ممّا ورد في القرآن الكريم تدلّل بأجمعها علی أنّ المشركين والكافرين والطاغين والمتمرّدين وأتباعهم يفتقدون الاصالة والوزن، وأ نّهم سيحترقون ويفنون ويضيعون قبل الوصول إلی مقام عزّ الانوار الربوبيّة. وبصفة أنّ السيّئات عديمة الوزن والثقل وأنّ المشركين والكافرين لاوزن لهم؛ ولانّ أعمال المشركين والكفار ستُقاس في الميزان علی أساس ما تمتلك من أصالة وحقيقة، فإنّها ستكون خفيفة. أمّا الحسنات فهي ثقيلة لا نّها ذات أصالة. وهناك لكلّ عمل ميزان خاصّ، لذا وردت الموازين في الآية الشريفة بصيغة الجمع. كما جاء في الرواية: الصَّلاَةُ مِيزَانٌ، مَن وَفَي اسْتَوْفَي. [32] الصلاة ميزان للتكامل والرقيّ وبلوغ درجات القرب وكمالالإنسانيّة فمن رعاها حقّ رعايتها وحافظ علیها، استوفي حقّه بكماله وتمامه ونال قصده في درجات القرب. لذا ورد في الرواية الصحيحة عن الإمام الباقر علیه السلام عن رسول الله صلّي الله علیه وآله وسلّم: مَا بَيْنَ المُسْلِمِ وَبَيْنَ أَنْ يَكْفُرَ إلاَّ أَن يَتْرُكَ الصَّلاَةَ الفَرِيضَةَ مُتَعَمِّدَاً أَوْ يَتَهَاوَنَ بِهَا فَلاَيُصَلِّيهَا. [33] مودّة رسول الله وأهل بيته علیهم السلام هي التي تثقل الميزانوروي الصدوق في كتابه «فضائل الشيعة» بسنده عن الإمام الباقر علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: حُبِّي وَحُبُّ أَهْلِ بَيْتِي نَافِعٌ فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنٍ أَهْوَالُهُنَّ عَظِيمَةٌ: عِنْدَ الوَفَاةِ، وَعِنْدَ القَبْرِ، وَعِنْدَ النُّشُورِ، وَعِنْدَ الكِتَابِ، وَعِنْدَ الحِسَابِ وَعِنْدَ المِيزَانِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ. [34] ويتّضح أنّ حبّ رسول الله وأهل بيته ممّا ينفع المرء ويُثقل أعماله ويرجّحها في الميزان. روي الصدوق في «التوحيد» بسنده عن أبي معمّر السعدانيّ، عن الإمام أميرالمؤمنين علیه السلام ضمن حديثٍ ردّ فيه علی من ادّعي أنّ في آيات القرآن تناقضاً؛ قال علیه السلام: وَأَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَإلی: «وَنَضَـعُ الْمَوَ ' زِينَ القِسـطَ لِيَوْمِ الْقِيَـ'مَةِ فَلاَتُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا» فَهُوَ مِيزَانُ العَدْلِ يُؤْخَذُ بِهِ الخَلاَئِقُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَدِينُ اللَهُ تَبَارَكَ وَتَعَإلی الخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالمَوَازِينِ. ( وهنا يقول المرحوم الصدوق استطراداً: وفي غير هذا الحديث: المَوَازِينُ هُمُ الاَنبِيَاءُ وَالاَوصِيَاءُ علیهِمُ السَّلاَمُ. ثمّ يتابع ذكر الحديث ): وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ وَزْنًا» فَإنَّ ذَلِكَ خَاصَّةٌ. ( ولامنافاة له مع ذلك الحكم العامّ الكلّيّ ). وَأَمَّا قَوْلُهُ: «فَأُولَـ'´نءِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ» فَإنَّ رَسُولَاللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِي ـأَوْ قَالَ: مَوَدَّتِيـ لِمَنْ يُرَاقِبُنِي وَيَتَحَابَّ بِجَلإلی. إنَّ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ نُورٍ، علی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، علیهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ. قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَهِ؟! قَالَ: قَوْمٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ وَلَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلاَلِاللَهِ وَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ. نَسْأَلُ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: «فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و وَخَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ»؛ فَإنَّمَا يَعْنِي الحِسَابَ. تُوزَنُ الحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ؛ وَالحَسَنَاتُ ثِقْلُ المِيزَانِ وَالسَّيِّئَاتُ خِفَّةُ المِيزَانِ. [35] وعلی أيّة حال فيستفاد ممّا جاء في هذه الرواية ـإضافة إلی ما ذكرنا من أنّ السيّئات طفيفة لا وزن لهاـ العلّة في عدم وجود ميزان للذين يدخلون الجنّة بغير حساب. لانّ التحابب في الله وفي جلال الله يعني المودّة والاُخوّة والعلاقة الحميمة وقضاء البعض حوائج البعض الآخر للّه فقط وفي سبيله وذكراً له ووصولاً إلی لقائه ومعرفته عزّ وجلّ. ومثل هؤلاء الافراد الذين ليس لهم في أعمالهم الشخصيّة من قصد إلاّ الله تعإلی، والذين لاثمن لمعاملاتهم إلاّ الله عزّ وجلّ، فإنّ ديتهم ـفي المقابلـ ليست إلاّ الله سبحانه. وجملة أَنَا دِيَتُهُ توضّح هذا المعني بجلاء. وأُولئك الذين يدخلون في جنّة لقاء الله وذات الحضرة الاحديّة، ويمّحون في أنواره عزّ وجلّ. كما سبقت الإشارة إلی أنّ هناك ـ في المقابل ـ أفراداً من أصحاب النار يدخلونها بغير حساب ولا ميزان. جاء في «الكافي» عن الإمام السجّاد علیه السلام ضمن كلامٍ له في الزهد قال: وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَهِ أَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ لاَ يُنْصَبُ لَهُمُ المَوَازِينُ وَلاَيُنْشَرُ لَهُمُ الدَّوَاوِينُ وَإنَّمَا يُحْشَرُونَ إلی جَهَنَّمَ زُمَرَاً؛ وَإنَّمَا نَصْبُ المَوَازِينِ وَنَشْرُ الدَّوَاوِين لاِهْلِ الإسْلاَمِ. وَاتَّقُوا اللَهَ عِبَادَ اللَهِـ الخبر. [36] وبناءً علی ذلك فلا منافاةَ بين آية فَلاَنُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَالْقِيَـ'مَةِوَزْنًا وبين آية وَمَن خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ؛ لانّ الاُولي تتعلّق بالمشركين ومنكري لقاء الله تعإلی، أمّا الثانية فتتعلّق بالمؤمنين من ذوي الاعمال الضعيفة الخفيفة في الميزان. وبعبارة أُخري فإنّ الآية الثانية عامّة، أمّا الآية الاُولي ففي حكم المخصّص لها. ومن بين الاُمور التي توجب ثقل الميزان ورجحانه حُسن الخلق؛ روي الكلينيّ في «الكافي» عن الحسين بن أحمد، عن المعلی، عن الوشّاء، عن عبداللهبن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن علیّبن الحسين علیه السلام؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امْرِيٍ يَوْمَ القِيَامَةِ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الخُلْقِ. [37] الجزاء والثواب يوم القيامة قائمان علی أساس الميزانيستفاد من مجموع ما ذُكر أنّ جزاء الناس في يوم القيامة يقوم علی أساس ميزان عملهم، وأنّ أيّ فرقة أو طائفة لا تُثاب ولا تُعاقب إلاّ بلحاظ موازين حسناتها وسيّئاتها، وأنّ الحسب والنسب سيفقدان أثرهمايومذاك، وأنّ العلاقات المادّيّة والطبيعيّة ستُلغي، فيُثاب الناس علی أُسس نظام الاصالة والواقعيّة والتحقّق؛ وذلك التحقّق في الميزان هو الذي يحدّد درجة كلٍّ منهم في عالم الانوار والحقائق. فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلآ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَنءذٍ وَلاَيَتَسَآءَلُونَ* فَمَن ثَقُلَتْ مَوَ ' زِينُهُ و فَأُولَـ'´نءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَ ' زِينُهُ و فَأُولَـ'´نءِكَ الَّذِينَ خَسِرُو´ا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَـ'لِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَـ'لِحُونَ. [38] الانبياء والاوصياء هم المعيار والميزان؛ وكلّ أُمّة تقاس مقارنة إلی الموازين الروحيّة والعمليّة والسلوكيّة لإمامها، فيكون المعيار في ذلك الحجج الإلهيّة الذين يمثّلون واسطة الفيض وواسطة التربية والتعلیم التشريعيّ للناس. وسيحتجّ الله تعإلی علی الناس بسنّة أُولئكم الحجج ومنهاجهم، وسيحاسب الناس فيثيبهم أو يعاقبهم بناءً علی تلكما السنّة والمنهاج: لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَي' مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ. [39] علی أنّ للبعض أعمالاً تفوق في سطوعها وإشراقها ونورها دائرة الافكار وحدود التصوّر، وتبهر الانظار بتلالئها وضيائها. كما أ نّها من الصفاء والطهارة بحيث تتعدي السعة الوجوديّة للملائكة فلايستطيعون بلوغها ونيلها، لانّ تلك الاعمال مختصّة بعشّاق لقاء الله ومتيّمي جماله الخالد، والسعاة المجاهدين في طريقه، الذين ينسون كلّ ما سواه. فأيّ ثواب وجزاء يمكن أن يقدّر لهم يومئذٍ؟ وحين نعلم أ نّهم قد تخطّوا عالم الوجود بأسرارهم وأرجاء وجودهم، ناهيك عن أفكارهم وتصوّراتهم الذهنيّة وقلوبهم ومدركاتهم الباطنيّة؛ وحين يكونون قد عبروا عالم الوجود ودفنوا ـإلی الابدـ وجوداتهم المعارة المجازيّة في مقبرة النسيان، ونصبوا خيامهم وسرادقاتهم في عالم أزليّة الحقّ من خلال الاندكاك في ذات الحضرة الابديّة والفناء فيها، فلنيكون لهم ـوالحال هذهـ من أجر ولا جزاء إلاّ الله سبحانه. إنّ تلك الطهارة والخلوص، وتلك الدرجة من النيّة الحميدة والاستغراق في مشاهدة المحبوب الخالد هي التي منحت عمل مولانا ومولي الموحّدين أميرالمؤمنين علیه أفضل صلوات المحبّين جوهرة وأصالة جعلتا أوّل ما خلق الله وصاحب المقام المحمود علی الإطلاق: محمّد المصطفي صلّي الله علیه وآله وسلّم يقول في ضربة سيفٍ واحدة انهال بها علی علیه السلام علی فرق عمرو بن عبد ودّ: ضَرْبَةُ علیٍّ يَوْمَ الخَنْدَقِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الثَّقَلَيْنِ. ولم يكن هذا التعبير تعبيراً عن القوّة الفائقة والتفوّق الظاهريّ، أو عن عزّ الإسلام من جانب الحكم الاجتماعيّ؛ إذ كيف يمكن لهذه المعاني أن تجعل ضربةً واحدة أفضل من عبادة جميع الجنّ والإنس؟! بل إنّه تعبير عن حالة الخلوص والاستغراق والاندكاك المحض، إذ لم يكن علیّ ليري في ذلك الوقت ولا ليسمع إلاّ الله تعإلی، ولم يكن ليتحدّث إلاّ عزّ وجلّ. [2] ـ «تفسير الصافي» ج 1، ص 565، طبعة المكتبة الاءسلاميّة؛ و «بحار الانوار» ج 7، ص 248، الطبعة الحروفيّة. [3] ـ الآية 274، من السورة 2: البقرة. [4] ـ «تفسير الصافي» ج 1، ص 229. [5] ـ «تفسير الصافي» ج 1، ص 565؛ و «معاني الاخبار» ص 31. [6] ـ «تفسير الصافي» ج 1، ص 565. [7] ـ الآية 105، من السورة 18: الكهف. [8] ـ الآية 40، من السورة 40: غافر. [9] ـ هذان البيتان لعامر بن تغلبة حسب نقل العالم الجليل والعلاّمة الكبير الشيخ حسينبن عبدالوهاب، من علماء القرن الخامس في كتاب «عيون المعجزات» ص 31. [10] ـ الآيات 6 إلي 11، من السورة 101: القارعة. [11] ـ الآيات 7 إلي 9، من السورة 55: الرحمن. [12] ـ الآية 17، من السورة 42: الشوري. [13] ـ الآية 25، من السورة 57: الحديد. [14] ـ الآيتان 41، و 42، من السورة 41: فصّلت. [15] ـ الآية 105، من السورة 18: الكهف. «بحار الانوار» ج 7، ص 243 و 244؛ و«مجمع البيان» ج 2، ص 399، طبعة صيدا. ثمّ قال: وأحسن الاقوال القول الاوّل وبعده الثاني، وإنّما قلنا ذلك لا نّه اشتهر من العرب قولهم كلام فلان موزون وأفعاله موزونة، يريدون بذلك أ نّها واقعة بحسب الحاجة لاتكون ناقصة عنها ولازائدة عليها زيادة مضرّة أو داخلة في باب العبث. [16] ـ «بحار الانوار» ج 7، ص 252 و 253، الطبعة الحروفيّة. [17] ـ الآية 47، من السورة 21: الانبياء. [18] ـ الآية 8، من السورة 7: الاعراف. [19] ـ نقل في «الدرّ المنثور» ج 2، ص 8 عن رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم أ نّه ، ،قال: «إنّ القرآن لم ينزل ليكذّب بعضُه بعضاً، ولكن نزل ليصدّق بعضه بعضاً.» كما ورد في «نهج البلاغة» الخطبة 131، وفي طبعة مصر، مطبعة عيسي البابي الحلبيّ، تعليق الشيخ محمّد عبده: ج 1، ص 252: «ينطقُ بعضُه ببعضٍ، ويشهدُ بعضُه علی بعضٍ». [20] ـ الآية 57، من السورة 19: مريم. [21] ـ الآية 83، من السورة 6: الانعام. [22] ـ الآية 36، من السورة 24: النور. [23] ـ الآية 176، من السورة 7: الاعراف. [24] ـ الآية 108، من السورة 2: البقرة. [25] ـ الآية 136، من السورة 4: النساء. [26] ـ الآية 24، من السورة 6: الانعام. [27] ـ الآية 94، من السورة 6: الانعام. [28] ـ الآية 125، من السورة 16: النحل. [29] ـ الآية 48، من السورة 17: الاءسراء. [30] ـ الآية 17، من السورة 25: الفرقان. [31] ـ الآية 67، من السورة 33: الاحزاب. [32] ـ ينقل هذا الحديث الفيض في «المحجّة البيضاء» ج 1، ص 340، عن «من لايحضره الفقيه»؛ كما أورده الكلينيّ في «الكافي» ج 1، ص 266 و 267 بإسناده عن السكونيّ، عن الاءمام الصادق عليه السلام، عن رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم. [33] ـ «المحجّة البيضاء» ج 1، ص 340؛ و «المحاسن» للبرقيّ، ج 1، ص 80؛ و«عقاب الاعمال» للصدوق، ص 19، الطبعة الحجريّة. [34] ـ «بحار الانوار» ج 7، ص 248، الطبعة الحروفيّة. [35] ـ «التوحيد» للصدوق، ص 268. [36] ـ «رسالة الاءنسان بعد الدنيا» للعلاّمة الطباطبائيّ، المعاد، النسخة الخطيّة ص 34 و 35. [37] ـ «أُصول الكافي» ج 2، ص 99، طبعة مطبعة الحيدريّ. [38] ـ الآيات 101 إلي 104، من السورة 23: المؤمنون.
|
|
|