الصفحة السابقة
رؤيا الإمام الرضا عليه السلام في شأن حوض الكوثر
ومن المناسب أن نورد هنا رؤيا للإمام الرضا عليه السلام رُويت عنه، من أجل أن تتّضح أهمّيّة حوض الكوثر وقيمة مقام الولاية والتمسّك بالولاية، وقيمة القصيدة الغرّاء لشاعر أهل البيت السيّد إسماعيل الحِمْيريّ.
يقول العلاّمة المجلسيّ في « بحار الانوار »: [1]
وجدتُ في بعض تأليفات أصحابنا أ نّه روي بإسناده عن سهلبن ذبيان، قال: دخلـتُ علی الإمام علی بن موسـي الرضا عليه السـلام في بعضالايّام، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس؛ فقال لي: مرحباً بك يابنذبيان، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا.
فقلت: لماذا يابن رسول الله؟
فقال: لمنامٍ رأيتُه البارحة وقد أزعجني وأرّقني.
فقلتُ: خيراً يكون إن شاء الله تعالی.
فقال: يابن ذبيان! رأيتُ كأ نّي قد نُصب لي سُلّم فيه مائة مرقاة، فصعدتُ إلی أعلاه.
فقلتُ: يا مولاي! أهنيّك بطول العمر، وربّما تعيش مائة سنة، لكلّ مرقاة سنة.
فقال لي عليه السلام: ما شاء اللهُ كان.
ثمّ قال: يابن ذبيان! فلمّا صعدتُ إلی أعلي السلّم رأيتُ كأ نّي دخلتُ في قُبّة خضراء يُري ظاهرها من باطنها، ورأيتُ جدّي رسول الله صلّيالله عليه وآله جالساً فيها، وإلي يمينه وشماله غلامان حسنان، يُشرق النور من وجوههما، ورأيتُ امرأة بهيّة الخلقة، ورأيتُ بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده، ورأيتُ رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة «لاِمِّ عَمْروٍ بِاللِّوَي مَرْبَعُ» فلمّا رآني النبيّ صلّي الله عليه وآله قال لي: مرحباً بك يا ولدي يا علی بن موسي الرضا، سَلِّمْ علی أبيك علی! فسلّمتُ عليه. ثمّ قال لي: سلّم علی أُمّك فاطمة الزهراء! فسلّمت عليها. فقال لي: وسلّم علی أبويك[2] الحسن والحسين! فسلّمتُ عليهما، ثمّ قال لي: وسلّم علی شاعرنا ومادحنا في دار دنيا السيّد إسماعيل الحِميريّ! فسلّمتُ عليه وجلستُ. فالتفت النبيّ إلی السيّد إسماعيل، فقال له: عُد إلی ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:
لاِمِّ عَمْـروٍ بِاللِّـوَي مَـرْبَعُ طَـامِـسَـةٌ أَعْـلاَمُـهُ بَلْـقَعُ
فبكي النبيّ صلّي الله عليه وآله؛ فلمّا بلغ إلی قوله:
* وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ إذْ تَطْلَعُ *
بكي النبيّ صلّي الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام معه ومَن معه.
ولمّا بلغ إلی قوله:
قَالُوا لَهُ لَوْ شِـئْتَ أَعْلَمْتَنَا إلی مَـنِ الغَايَةُ وَالمَفْـزَعُ
رفع النبيّ صلّي الله عليه وآله يديه، وقال:
إلهي! أنت الشاهد علی وعليهم أ نّي أعلمتُهم والمفزع عَلِيُّبن أبيطالب، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه.
قال علی بن موسي الرضا عليه السلام: فلمّا فرغ السيّد إسماعيل الحِميريّ من إنشاد القصيدة، التفتَ النبيّ صلّي الله وآله إلی وقال لي:
يا علی بن موسي! احفظ هذه القصيدة، ومُرْ شيعتنا بحفظها، وأعلمهم أنّ من حفظها وأدمن قراءتها ضمنتُ له الجنّة علی الله تعالی.
قصيدة السيّد الحِميريّ في الولاية وخصائص الكوثر
قال الرضا عليه السلام: ولم يزل يكرّرها علی حتّي حفظتها منه، والقصيدة هذه:
لاِمِّ عَمْروٍ [3] بِاللِّوَي [4] مَرْبَعُ [5] طَامِسَةٌ [6] أَعْلاَمُهُ بَلْقَعُ [7]
تَرُوحُ عَنْهُ الطَّيْرُ وَحْشِيَّةً وَالاُسْدُ مِنْ خِيفَتِهِ تَفْزَعُ
بِرَسْمِ [8] دَارٍ مَا بِهَا مُؤْنِسٌ إلاَّ صِلاَلٌ [9] فِي الثَّرَي وُقَّعُ
رُقْشٌ[10] يَخَافُ المَوْتُ مِنْ نَفْثِهَا [11] وَالسَّمُّ فِي أَنْيَابِهَا مُنْقَعُ
لَمَّا وَقَفْنَ العِيْسُ [12] فِي رَسْمِهِ وَالعَيْنُ مِنْ عِرْفَانِهِ تَدْمَعُ
ذَكَرْتُ مَا قَدْ كُنْتُ أَلْهُو بِهِ فَبِتُّ وَالقَلْبُ شَجٍ [13] مُوجَعُ
كَأَنَّ بِالنَّارِ لِمَا شَفَّنِي[14] مِنْ حُبِّ أَرْوَي [15] كَبِدِي تَلْذَعُ [16]
عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَحْمَدا ً بِخُطَّةٍ لَيْسَ لَهَا مَوْضِعُ
قَالُوا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنَا إلی مَنِ الغَايَةُ وَالمَفْزَعُ
إذَا تُوِفِّيتَ وَفَارَقْتَنَا وَفِيهِمُ فِي المُلْكِ مَنْ يَطْمَعُ
فَقَالَ لَوْ أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعاً مَاذَا عَسَيْتُمْ فِيهِ أَنْ تَصْنَعُوا
صَنِيعَ أَهْلِ العِجْلِ إذْ فَارَقُوا هَارُونَ فَالتَّرْكُ لَهُ أَوْدَعُ [17]
وفِي الَّذِي قَالَ بَيَانٌ لِمَنْ كَانَ إذَا يَعْقِلُ أَوْ يَسْمَعُ
ثُمَّ أَتَتْهُ بَعْدَ ذَا عَزْمَةٌ[18] مِنْ رَبِّهِ لَيْسَ لَهَا مَدْفَعُ
أَبْلِغْ وَإلاَّ لَمْ تَكُنْ مُبْلِغاً وَاللَهُ مِنْهُمْ عَاصِمٌ يَمْنَعُ
فَعِنْدَهَا قَامَ النَّبِيُّ الَّذِي كَانَ بِمَا يَأْمُرُهُ يَصْدَعُ [19]
يَخْطُبُ مَأْمُوراً وَفِي كَفِّهِ كَفُّ عَلِيٍّ نُورُهَا يَلْمَعُ
رَافِعُهَا أَكْرِمْ بِكَفِّ الَّذِي يَرْفَعُ وَالكَفِّ الَّذِي يُرْفَعُ
يَقُولُ وَالاَمْلاَكُ مِنْ حَوْلِهِ وَاللَهُ فِيهِمْ شَاهِدٌ يَسْمَعُ
مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا لَهُ مَوْلَيً فَلَمْ يَرْضَوْا وَلَمْ يَقْنَعُوا
فَاتَّهَمُوهُ وَحَتَتْ [20] مِنْهُمُ علی خِلاَفِ الصَّادِقِ الاَضْلُعُ
وَضَلَّ قَوْمٌ غَاظَهُمْ فِعْلُهُ كَأَ نَّمَا آنَافُهُمْ تُجْدَعُ [21]
حَتَّي إذَا وَارَوْهُ فِي قَبْرِهِ وَانْصَرَفُوا عَنْ دَفْنِهِ ضَيَّعُوا
مَا قَالَ بِالاَمْسِ وَأَوْصَي بِهِ وَاشْتَرَُوا الضُّرَّ بِمَا يَنْفَعُ
وَقَطَّعُوا أَرْحَامَهُ بَعْدَهُ فَسَوْفَ يُجْزَوْنَ بِمَا قَطَّعُوا
وَأَزْمَعُوا [22] غَدْراً بِمَوْلاَهُمُ تَبَّاً لِمَا كَانُوا بِهِ أَزْمَعُوا
لاَ هُمْ عَلَيْهِ يَرِدُوا حَوْضَهُ غَداً وَلاَ هُوْ فِيهِمْ يَشْفَعُ
حَوْضٌ لَهُ مَا بَيْنَ صَنْعَا إلَي أَيْلَةِ[23] أرْضِ الشَّامِ أَوْ أَوْسَعُ
يُنْصَبُ فِيهِ عَلَمٌ لِلْهُدَي وَالحَوْضُ مِنْ مَاءٍ لَهُ مُتْرَعُ [24]
يَفِيضُ مِنْ رَحْمَتِهِ كَوْثَرٌ أَبْيَضُ كَالفِضَّةِ أَوْ أَنْصَعُ
حَصَاهُ يَاقُوتٌ وَمَرْجَانَةٌ وَلُؤْلُؤٌ لَمْ تَجْنِهِ[25] أصْبَعُ
بَطْحَاؤُهُ مِسْكٌ وَحَافَاتُهُ يَهْتَزُّ مِنْهَا مَوْفِقٌ[26] مُونِعُ [27]
أَخْضَرَ مَا دُونَ الوَرَي نَاضِرٌ وَفَاقِعٌ [28] أصْفَرَ مَا يَطْلَعُ
وَالعِطْرُ وَالرِّيْحَانُ أَنْوَاعُهُ تَسْطَعُ إنْ هَبَّتْ بِهِ زَعْزَعُ [29]
رِيحٌ مِنَ الجَنَّةِ مَأْمُورَةٌ ذَاهِبَةٌ لَيْسَ لَهَا مَرْجِعُ
إذَا مَرَتْهُ فَاحَ مِنْ رِيحِهِ أَزْكَي مِنَ المِسْكَ إذَا يَسْطَعُ
فِيهِ أَبَارِيقُ وَقِدْحَانُهُ يَذُبُّ عَنْهُ الرَّجُلُ الاَصْلَعُ [30]
يَذُبُّ عَنْهُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ذَبَّاً كَجَرْبَي [31] إبِلٍ شُرَّعُ [32]
إذا دَنَوْا مِنْهُ لِكَيْ يَشْرَبُوا قِيلَ لَهُمْ تَبَّاً لَكُمْ فَارْجِعُوا
دُونَكُم[33] فَالْتَمِسُوا مَنْهَلاً يُرْوِيكُمُ أَوْ مَطْعَماً يُشْبِعُ
هَذَا لِمَنْ وَالَي بَنِي أَحْمَدٍ وَلَمْ يَكُنْ غَيْرَهُمُ يَتْبَعُ
فَالفَوْزُ لِلشَّارِبِ مِنْ حَوْضِهِ وَالذِّلُّ وَالوَيْلُ لِمَنْ يُمْنَعُ
فَالنَّاسُ يَوْمَ الحَشْرِ رَايَاتُهُمْ خَمْسٌ فَمِنْهَا هَالِكٌ أَرْبَعُ
فَرَايَةُ العِجْلِ وَفِرْعَوْنُهَا وَسَامِرِيُّ الاُ مَّةِ المُشنِعُ [34]
وَرَايَةٌ يَقْدُمُهَا أَدْلَمٌ عَبْدٌ لَئِيمٌ لُكَعٌ أَكْوَعُ [35]
وَرَايَةٌ يَقْدُمُهَا حَبْتَرٌ [36] لِلزُّورِ وَالبُهْتَانِ قَدْ أَبْدَعُوا
وَرَايَةٌ يَقْدُمُهَا نَعْثَلٌ[37] لاَ بَرَّدَ اللَهُ لَهُ مَضْجَعُ [38]
أرْبَعَةٌ فِي سَقَرٍ أُدوِعُوا لَيَسَ لَهُمْ مِنْ قَعْرِهَا مَطْلَعُ
وَرَايَةٌ يَقْدُمُهَا حَيْدَرٌ وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ إذْ تَطْلَعُ
غَداً يُلاَقِي المُصْطَفَي حَيْدَرٌ وَرَايَةُ الحَمْدِ لَهُ تُرْفَعُ
مَوْلَيً لَهُ الجَنَّةُ مَأْمُورَةٌ وَالنَّارُ مِنْ إجْلاَلِهِ تَفْزَعُ
إمَامُ صِدْقٍ وَلَهُ شِيعَةٌ يُرْوَوا مِنَ الحَوْضِ وَلَمْ يُمْنَعُوا
بِذَاكَ جَاءَ الوَحْيُ مِنْ رَبِّنَا يَا شِيعَةَ الحَقِّ فَلاَ تَجْزَعُوا
الحِمْيَرِي مَادِحُكُمْ لَمْ يَزَلْ وَلَوْ يُقَطَّعْ أَصْبَعاً أَصْبَعُ
وَبَعْدَهُ صَلُّوا علی المُصْطَفَي وَصِنْوِهِ حَيْدَرَةِ[39] الاَصْلَعُ
وقد اقتفي السيّد إسماعيل الحميريّ المعاصر لزمن الإمام جعفر الصادق عليه السلام في هذه القصيدة التي أنشأها علی أُسلوب الشعراء العرب وملوك الفصاحة والبلاغة حين يعبّرون عن أسفهم وأساهم علی الايّام الغابرة والعمر المنصرم، وحين يتلهّفون علی المباهج اللذائذ التي مرّت عليهم في منازل المحبّة، ثمّ عصفت بها الايّام فانقضت.
فهو يذكر ـ من باب الاستعارة ـ المنزل الداثر للحبيب وقد أضحي في وادٍ مقفر لاماء فيه، وقد تهدّم سقفه وانهارت أعمدته؛ إيماءةً منه إلی أنّ البناء المعنويّ العامر قد استحال إلی مثل هذه الاطلال، وإلي أنّ أساس المحبّة والمودّة قد انطمس وانهار وتلاشي.
ثمّ إنّه، علی أساس فنّ الغزل، يشبّه بالعشق تلك اللذّة المعنويّة وذلك الهيام بالمقصود، ويشبّه ذلك المحبوب بالمعشوقة، ثمّ يتحدّث عن مسكن الحبيب ومأواه من خلال حديثه عن المربع الذي أضحي خربة بلقعا، دون أن يتطرّق إلی ذكر وجه الشبه بينهما.
ثم يعرّج علی ذكر تلك النعم الزائلة والرحمة المنقطعة، فيفصّل في بيانها.
ويريد المرحوم السيّد الحِميريّ في هذا المجال ذكر قصّة حقّانيّة أميرالمؤمنين عليه السلام ومظلوميّته، مروراً بنصبه في غدير خُم بالإمارة والإمامة والولاية، ومخالفة المعاندين، وانتهاءً بغصب الخلافة ونصب العداء لاهل البيت الطاهرين، ثمّ مجيء حكومات ضالّة جائرة. ثمّ يذكر عاقبة الاستمساك بالولاية وعقاب الابتعاد عنها في إشارة إلی الرواية الواردة عن رسولالله صلّيالله عليه وآله في ظهور حوض الكوثر في موقف عرصات القيامة وخصائصه ومزاياه، مؤكداً علی أنّ تلك النعمة والكوثر والتسنيم والنسيم العليل والرياحين العطرة والجواهر النفيسة مختصّة بمحبّي أميرالمؤمنين وشيعته وأتباعه، وأ نّهم هم الذين يرتوون من حوض الكوثر؛ أمّا المنافقون والمعاندون من أعداء أهل البيت ومنكري فضائلهم، فليس لهم من ماء الكوثر نصيب.
لذا، فإنّه يذكر أوّلاً منزل محبوبته الخياليّة « أروي » متغزّلاً بها، ثمّ يذكر اندثار ذلك البناء وانطماس أثر ذلك المنزل الذي استحال مأوي للافاعي والصِّلال التي لا رُقية لسمّها، ويذكر وقوف القافلة عند عبورها علی تلك الاطلال. ثمّ يعرّج علی ذكر تلك النعم الضائعة، وذلك الصفاء وتلك المحبّة اللذين استحالا عداوة وضغناً، فيتحسّر علی ذلك ويأسف له، ثمّ يعرّض لبيان ذلك مفصّلاً.
وقد أورد المجلسيّ رضوان الله عليه هذه القصيدة في « بحار الانوار » المجلّد الحادي عشر، ص 202 إلی 204؛ كما ذكر السيّد الشهيد القاضي نورالله الشوشتريّ ترجمة السيّد الحميريّ في كتابه « مجالس المؤمنين » ص462 إلي464، وذكر هذه القصيدة في ص 465. وأوردها كذلك الحاجّ الميرزا حسين النوريّ في « دار السلام » ج 1، ص 44. كما أورد العلاّمة الامينيّ ترجمة السيّد الحميريّ في كتابه « الغدير » ج2، ص213 إلي289، ونقل له في ص219 ثلاثاً وعشرين قصيدة غديريّة، كانت هذه القصيدة عاشرتها. وأوردها كذلك أحمد أمين في كتابه « ضحي الإسلام » ج3، ص309. وطُبعت أيضاً في آخر كتاب « المعلّقات السبع ».
هذا وقد وردت القصيدة في « ديوان الحميريّ » ص 262 نقلاً عن كتاب « ظرافة الاحلام »، وذكر بأن رواية كتاب « ظرافة الاحلام » منقّحة ومنقولة من نسخة خطّيّة يرجع تأريخ كتابتها إلی ما قبل ستمائة سنة، وأنّ مجموع أبيات القصيدة كان خمسين بيتاً. إلاّ أنّ المرحوم المجلسيّ في « بحار الانوار » والمرحوم النوريّ في « دار السلام » قد أوردا أربعة وخمسين بيتاً، ولميكن البيت السادس والثلاثون من ضمنها، وهو قوله:
إذَا مَرَتْهُ فَاحَ مِنْ رِيحِهِ أَزْكَي مِنَ المِسْكَ إذَا يَسْطَعُ
وقد صرّح العلاّمة الامينيّ في « الغدير » بأنّ مجموع الابيات واحد وخمسون بيتاً، حيث لم يذكر الابيات السادس والثلاثين، السادس والاربعين، الثامن والاربعين، الخمسين والبيت الحادي والخمسين، لكنّه ـ من جهة أُخريـ أورد أحد الابيات مكرّراً بمضمونين. فقد أورد البيت
هَذَا لِمَنْ وَالَي بَنِي أَحْمَدَا وَلَمْ يَكُنْ غَيْرَهُمْ يَتْبَعُ
ثمّ أورد:
هَذَا لِمَن وَالَي بَنِي أَحْمَدَا وَالحُبُّ فِي غَيْرِهِمُ لاَ يَنْفَعُ
فكان مجموع أبيات القصيدة واحداً وخمسين بيتاً. أمّا في « ديوان الحميريّ » حيث نُقلت هذه الاشعار عن « ظرافة الاحلام »، فقد أورد واحداً وخمسين بيتاً، كان منها البيت السادس والثلاثون، السادس والاربعون، السابع والاربعون، الثامن والاربعون، الرابع والخمسون والبيت الخامس والخمسون.
وأري أنّ أقرب هذه النقول هو نقل رواية « مجالس المؤمنين » التي لم تورد البيتين السادس والاربعين والسابع والاربعين، لوضوح أنّ الحميريّ يريد الإشارة إلی رايات الضلال الاربع التي رفعها أربعة أشخاص، كان آخرهم معاوية بن أبي سفيان، بينما لو احتسبنا البيتين السادس والاربعين والسابع والاربعين ضمن القصيدة، لانفرط عقدها لعدّة جهات، وللزم أن نعدّ السامريّ عطف تفسير علی العجل، وهو خلاف المعهود.
أمّا مؤلّف « مجالس المؤمنين » وكما سبقت الإشارة، فلم يورد البيت السادس من القصيدة، كما أنّ مؤلّف « ظرافة الاحلام » لم يورد البيتين السادس والاربعين والسابع والاربعين. وكان ترتيب الابيات حسب نقل « ظرافة الاحلام » علی النحو التالي:
فَالنَّاسُ يَوْمَ الحَشْرِ رَايَاتُهُمْ خَمْسٌ فَمِنْهُمْ هَالِكٌ أَرْبَعُ
قَائِدُهَا العِجْلُ وَفِرْعَوْنُهَا وَسَامِرِيُّ الاُ مّةِ المُفْظِعُ
وَمَارِقٌ مِنْ دِينِهِ مَخْدِجٌ أَسْوَدُ عَبْدٍ لُكَعٌ أَوْكَعُ
وَرَايَةٌ قَائِدُهَا وَجْهُهُ كَأَ نَّهُ الشَّمسُ إذَا تَطْلَعُ
وبناء علی ما قيل فإنّ هذا التسلسل واضح، ويكون المراد من المارق من الدين والمخدج والعبد الاسود اللكع الاوكع: معاوية الذي اجتمعت فيه هذه الصفات. ويشهد علی كلامنا الرواية التي رواها العلاّمة المجلسيّ في « بحار الانوار » ج11، ص202، الطبعة القديمة ( الكمبانيّ )، والتي لميرد فيها البيتان السادس والاربعون والسابع والاربعون.
يروي العلاّمة المجلسيّ عن « رجال الكشّيّ »، عن نصر بن الصباح، عن إسحاقبن محمّد البصريّ، عن علی بن إسماعيل، عن فضيل الرسّان، قال: دخلتُ علی أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قُتل زيدبن عليّ، فأُدخلت بيتاً جوف بيت، فقال لي:
يَا فُضَيْلُ! قُتِلَ عَمِّي زَيْدٌ!
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ!
قَالَ: رَحِمَهُ اللَهُ! أَمَا إنَّهُ كَانَ مُؤْمِناً، وَكَانَ عَارِفاً، وَكَانَ عَالِماً، وَكَانَ صَدُوقاً؛ أَمَا إنَّهُ لَوْ ظَفَرَ لَوَفَي! أَمَا إنَّهُ لَوْ مَلَكَ لَعَرَفَ كَيْفَ يَضَعُهَا.
قلتُ: يا سيّدي! ألا أنشدك شعراً؟
قال: أمهل! ثمّ أمر بستور فسُدلت، وبأبواب ففتحت؛ ثمّ قال: أنشد! فأنشدتُه:
لاِمِّ عَمْروٍ بِالِّوَي مَرْبَعُ طَامِسَةٌ أَعْلاَمُهُ بَلْقَعُ
الابيات... إلی قوله:
وَرَايَةٌ قَائِدُهَا وَجْهُهُ كَأَ نَّهُ الشَّمْسُ إذَا تَطْلَعُ
قال: سمعتُ نحيباً من وراء الستر. وقال: مَن قال هذا الشعر؟
قلتُ: السيّد ابن محمّد الحميريّ. فقال: رحمه الله!
فقلتُ: إنّي رأيتُه يشرب النبيذ. فقال: رحمه الله!
قلتُ: إنّي رأيته يشرب النبيذ الرستاق.
قال: تعني الخمر؟
قلتُ: نعم.
قال: رحمه الله، وما ذلك علی الله أن يغفر لمحبّ علی عليه السلام!
أجل، فقد كان الشاهد من ذكر هذه الرواية هو أنّ أشعار الحميريّ التي نقلها المجلسيّ برواية الفضيل في محضر الإمام الصادق عليه السلام لمتتضمّن البيتين السادس والاربعين والسابع والاربعين، وأ نّها وردت حسب التسلسل الذي رجّحناه. ويلزم أن نشير هنا إلی أربع فوائد:
الفائدة الاُولي: أن القاضي نور الله قد نقل هذه القصيدة في « مجالس المؤمنين » كما قد سبقت الإشارة إليه، إلاّ أ نّه أوّلاً لم يحذو في نقله رؤيا الإمام الرضا عليه السلام حذو المجلسيّ حين نسبها إلی بعض مؤلّفات الاصحاب، بل رواها عن أبي عمر الكشّيّ في كتاب رجاله، عن سهل بن ذبيان.
وثانياً فإنّ تفصيل الرؤيا التي نقلها يختلف في عدّة موارد مع تفاصيل مثيلتها التي نقلها المجلسيّ. منها: أنّ سهل بن ذبيان يقول فيها: [40]
« فرأيتُه ( أي رأيت الإمام الرضا عليه السلام ) متفكّراً منكساً رأسه، فلمّا رآني قال... إلی آخره ».
ومنها: قول الرضا عليه السلام: دخلتُ في قبّة خضراء فرأيت رسول الله صلّي الله عليه وآله جالساً فيها وإلي يمينه غلام حسن الوجه جالس علی رُكبة شيخ كبير قد تدلّي حاجباه علی عينيه فحجبهما، وذلك الشيخ هو السيّد إسماعيل الحميريّ. ومنها: لمّا وصل السيّد الحميريّ إلی قوله:
قَالُوا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنَا إلی مَنِ الغَايَةُ وَالمَفْزَعُ
رفع النبيّ صلّي الله عليه وآله يده إلی السماء، وقال:
إلَهِي وَسَيِّدِي! أَنْتَ الشَّاهِدُ عَلَيْهِمْ وَعَلَيَّ أَ نَّنِي قَدْ أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ الغَايَةَ وَالمَفْزَعَ إلَيْهِ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إلی أَمِيرِ المُؤْمِنِينَـ وَقَالَ: يَا علی! احْفَظْ هَذِهِ القَصِيدَةَ وَمُرْ شِيعَتَنَا بِحِفْظِهَا!
بينما كان السياق في رواية المجلسيّ أنّ رسول الله لمّا قال:
إلَهِي! أَنْتَ الشَّاهِدُ علی وَعَلَيْهِمْ أَ نِّي أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ الغَايَةَ وَالمَفْزَعَ علی بْنُ أَبِي طَالِبٍ ـوَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَيْهِ ( أي إلی أميرالمؤمنين ) ـ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَواتُ اللَهِ عَلَيْهِ.
ثمّ التفت النبيّ صلّي الله عليه وآله إلی الإمام الرضا عليه السلام وأمره بحفظ القصـيدة وبأن يأمـر الشـيعة بحفظـها، ولميأمـر بذلك أميرالمؤمنين عليه السلام الذي كان قد ارتحل عن الدنيا آنذاك.
أجل، إنّ المرحوم النوريّ قد أشار في كتابه « دار السلام » إلی اختلاف رواية المجلسيّ عن رواية القاضي نور الله، ثمّ قال: ولكنّي لمأجد هذه الحكاية في « رجال الكشّيّ » وعندي منه عدّة نسخ، ولانقلها غيره عنه؛ ويُحتمل بعيداً أ نّه عثر علی نسخة أصل الكشّيّ التي اختصرها الشيخ الطوسيّ، والمختصر هو المتداول بين العلماء، وليس من الاصل عين أثر.
الفائدة الثانية: من المسلّم أنّ هناك روايتين وردتا في أمر قصيدة السيّد الحميريّ العينيّة، أولاهما: رواية العلاّمة المجلسيّ في « بحار الانوار » [41] عن بعض مؤلّفات الاصحاب، عن سهل بن ذبيان الذي نقل رؤيا الإمام الرضا عليه السلام؛ وقد نقل القاضي نور الله في « مجالس المؤمنين » نفس قصّة الرؤيا ونسبها إلی « رجال الكشّيّ ». [42]
وثانيتهما: رواية العلاّمة المجلسيّ عن « رجال الكشّيّ » عن نصربن الصباح، عن إسحاقبن محمّد البصريّ، عن عليّبن إسماعيل، عن الفضيلبن الزبير الرسّان، [43] وهذه الرواية المسندة موجودة في نسخ «رجال الكشّيّ » الحاليّة،[44] بَيدَ أ نّها تخلو من ذكر الرؤيا. وقد ورد فيها اثنا عشر بيتاً من القصيدة، أنشدها الفضيل عند الإمام الصادق عليه السلام.
يقول العلاّمة الامينيّ: « ونقله ( أي نقل المنام )الشيخأبوعلي(المامقانيّ) في رجاله « منتهي المقال » ص 143، عن « عيون الاخبار» لشيخنا الصدوق، وتبعه الشيخ المعاصر ( المامقانيّ ) في « تنقيح المقال » ج1، ص59، والسيّد الامين في « أعيان الشيعة » ج13، ص170؛ ولمنجده في نسخ « العيون » المخطوطة والمطبوعة. [45]
الفائدة الثالثة: أورد كثير من العلماء الاعلام شروحاً لقصيدة الحميريّ العينيّة؛ فقد ذكر أُستاذنا وشيخنا في علم الرجال والدراية والحديث: العلاّمة الحاجّ الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ ستّة عشر شرحاً بالعربيّة والفارسيّة والاُرديّة عن الاعلام، تحت رقم1510 إلي1523، [46] وذكر العلاّمة الامينيّ في « الغدير » خمسة عشر شرحاً لها، ونوّه بقوله في الهامش: هذه الشروح وقفتُ علی بعضها، ونقلتُ جملةً منها عن «الذريعة »؛ وقال: وخمّسها جمع من العلماء والاُدباء منهم: شيخنا الحرّ العامليّ صاحب « الوسائل » وحفيده الشيخ عبد الغنيّ العامليّ، والشيخ حسنبن مجلي الخطّيّ، والسيّد علی النقي النقويّ الهنديّ. [47]
الفائدة الرابعة: جاء في هذه القصيدة أنّ سعة حوض الكوثر ما بين أيلة وصنعاء أو أوسع، حيث ورد ذلك في كثير من الروايات: وورد في بعض الروايات، كرواية الثقلين التي أوردناها عن مقدّمة « تفسير عليّبن إبراهيم » أنّ سعته ما بين بصري وصنعاء. و أيلة كما في معجم البلدان بلد علی ساحل بحر القلزم قرب الشام. وقيل بأ نّها منتهي أرض الحجاز وأوّل أرض الشام.
وفي « لغت نامه دهخدا » [48]: قلزم بلد بين مصر ومكّة، بالقرب من جبل الطور؛ يُنسب إليها بحر القلزم لوقوعه علی ساحلها. ( عن « منتهي الإرب » نقلاً عن « أقرب الموارد »).
وفي « المعجم »: بُصري: بلد في أطراف الشام، وهي قصبة قرية حوران؛ و صنعاء: بلدة باليمن.
فيكون المراد من بحر القلزم ـ إذاً ـ هو البحر الاحمر الذي يمتدّ ما بين بحر الروم والبحر الابيض المتوسط إلی باب المندب. ولمّا كان وقوع بلدة القلزم المصريّة قرب هذا البحر، فقد دُعي بـ « بحر القلزم ».
أمّا أيلة فليست في مصر، بل هي واقعة علی الجانب الآخر من البحر، إلی اليسار ممّن يسافر بحراً من فلسطين إلی مكّة، علی مقربة من ساحل البحر الاحمر، وهي من أراضي الشام.
وبطبيعة الحال، فإنّ مثل هذا الحوض الذي تمتدّ سعته ما بين أيلة وصنعاء، سيكون عرضه كبيراً أيضاً، لذا فإنّه سيمرّ في جانبه الشماليّ علی بُصري ( من نواحي دمشق ). ولن يكون هناك ثمّة تعارض بين الروايات.
و أيلة و بصري موضعان قريبان من بعضهما، ذكرت بعض الروايات أحدهما كحدّ لسعة الحوض، بينما ذكرت الروايات الاُخري الثاني، وهما يعبّران عن حقيقة واحدة لها عنوانان.
ولمّا كانت صنعاء من نواحي اليمن الواقعة إلی الجنوب من بلاد الحجاز، فيتّضح أنّ الحوض يستغرق جميع أرض الحجاز، ابتداءً من الشام إلی أقصي نقطة في الجنوب. وهذا تشبيه لطيف جدّاً للتعبير عن سعة مقام الولاية، كما أنّ الاقداح والاباريق الموجودة بعدد النجوم يدلّ أيضاً علی هذه السعة.
(وَصَلَوَاتُ اللَهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَحَمَلَةِ عَرْشِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ مِنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ): علی سِرِّ الاَسْرَارِ، وَمَشْرِقِ الاَنْوَارِ، المُهَنْدِسِ فِي الغُيُوبِ اللاَهُوتِيَّةِ، السَّيَّاحِ فِي الفَيَافِي الجَبَرُوتِيَّةِ، المُصَوِّرِ لِلْهَيُولَي المَلَكُوتِيَّةِ، الوَالِي لِلْوِلاَيَةِ النَّاسُوتِيَّةِ، أُنْمُوذَجِ الوَاقِعِ وَشَخْصِ الإطْلاَقِ المُنْطَبِعِ فِي مَرَايَا الاَنْفُسِ وَالآفَاقِ، سِرِّ الاَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِ الاَوْصِيَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ، صُورَةِ الاَمَانَةِ الإلهيَّةِ، مَادَّةِ العُلُومِ الغَيْرِ المُتَنَاهِيَةِ، الظَّاهِرِ بِالبُرْهَانِ، البَاطِنِ بِالقُدْرَةِ وَالشَّانِ، بَسْمَلَةِ كِتَابِ المَوْجُودِ، فَاتِحَةِ مُصْحَفِ الوُجُودِ، حَقِيقَةِ النُّقْطَةِ البَائِيَّةِ، المُتَحَقِّقِ بِالمَرَايَا الإنسانيَّةِ، حَيْدَرِ آجَامِ الإبْدَاعِ، الكَرَّارِ فِي مَعَارِجِ الاخْتِرَاعِ، السِّرِّ الجَلِّي، وَالنَّجْمِ الثَّاقِبِ علی بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ. [49]
نه مراست قدرتِ آنكه دم زنم از جلال تو يا علي نه مرا زبان، كه بيان كنم صفت كمال تو يا علي
شده مات عقل مُوحّدين، همه در جمال تو يا علي چو نيافت غير تو آگهي، ز بيان حال تو يا علي
نَبَرد به وصف تو ره كسي، مگر از مقال تو يا علی [50] ***
توئي آنكه غير وجود خود، به شهود وغيب نديدهاي همه ديدهاي نه چنين بود شه من تو ديدة ديدهاي
فقرات نفس شكستهاي، سُبُحات وهم دريدهاي زحدودفصل گذشتهاي، به صعود وصل رسيدهاي
ز فناي ذات به ذات حق بود اتّصل تو يا علی [51] ***
چو عقول وافئده را نشد ملكوت سرّ تو منكشف ز بيان وصف تو هر كسي، رقم گمان زده مختلف
همه گفتهاند ونگفته شد ز كتاب فضل تو يك الف فُصَحاي دهر به عجز خود، ز اداي وصف تو معترف
بُلغاي عصر به نطق خود شدهاند لال تو يا علي[52] ***
نه فرشته يافته در بشر چو تو ذو الكرم چو تو ذو العفا نه بشر شنيده فرشته را، به چنين صفت، به چنين صفا
به خدا ظهور عجائبي، چو تو نيست در بشر از خدا كه تعجّب است بحقّ ز تو آن قناعت واين سخا
به طراز سورة هَلْ أَتي چه نكوست فال تو يا علي[53] ***
نرسيد كشتيِ همّتم ز يَم غمت به كنارهاي بشكست فُلْك مرا فَلَك به حجارهاي ز اشارهاي
به همين خوشم كه نشستهام به شكستهاي وبه پارهاي چكنم ز غرق شدن مرا نه علاج هست ونه چارهاي
مگرم ز غيب مدد كند يكي از رجال تو يا علي[54] ***
ارجاعات
[1] ـ «بحار الانوار» المجلّد الحادي عشر، ص 203، الطبعة القديمة (الكمبانيّ)؛ وج 47، ص 328 إلی 332، الطبعة الجديدة.
[2] ـ لانّ أُمّ الإمام الباقر عليه السلام هي فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبي. لذا قيل للإمام الباقر (ابن الخيرتين) أي من جهة أبيه وأُمّه. فهو عليه السلام حسينيّ الاب، حسنيّ الاُم؛ والإمام الحسن والإمام الحسين جدّاه. وقد صار الائمّة الطاهرون من الباقر عليه السلام إلی صاحب الامر ينحدرون من نسل الحسنينِ. ونري ـلهذه الجهةـ أ نّه قد ورد في بعض الزيارات تعبير (يابن الحسن) و(يابن الحسين). وعلي هذا الاساس فقد خاطب رسولُالله الإمام الرضا في عالم الرؤيا وأمره أن يسلّم علی أبويه الحسن والحسين عليهما السلام.
[3] ـ أم عمرو: كناية عن المحبوبة.
[4] ـ اللِّوي: بالكسر والقصر: منقطع الرمل، وهو ما التوي من الرمل.
[5] ـ المربع: الموضع الذي يرتبع فيه في الربيع. ربعُ بني فلان: محلّتهم.
[6] ـ الطموس: الدروس.
[7] ـ البلقع: الارض القفر.
[8] ـ رسم الدار: آثارها.
[9] ـ الصِّلال: جميع الصِّل: الحيّة التي لا تنفع فيها الرُّقيّة.
[10] ـ الرُّقش بالضمّ: جمع الرقشاء: الافعي المرقّطة.
[11] ـ النفث: النفخ.
[12] ـ العيس: جمع عيساء، الاءبل البيضاء التي يشوب بياضها شُقرة.
[13] ـ شجي شجواً: أحزنه وأطربه (وهو من الاضداد).
[14] ـ شفّ: أهزل
[15] ـ أروي: اسم المحبوبة.
[16] ـ لذع فلاناً بكلامه: أوجعه وآلمه. تلذع: تُحرق.
[17] ـ أَوْدَعُ لَكم: من الدَّعَة وهي الراحة واليُسر. (فالتَّرْكُ له أودع) يعني: إن كنتم تصنعون مثل صنيعهم، فالترك لهذا السؤال أودع لكم.
[18] ـ العَزْمة: الثبات والنيّة والصبر. أي الامر من جانب الله تعالی.
[19] ـ صَدَع بالامر: أعلنه وأظهره.
[20] ـ سُكِّنَتْ تاء حَتَتَ الثانية للضرورة الشعريّة. وحَتَّ الشجرة: أسقط ورقها وقشرها. وحَتَّ الشيء عن الثوب: حكّه وأزاله.
[21] ـ جَدَع ـ جدعاً الانف وما شاكله: قَطَعه.
[22] ـ أزمع الامر: أرادهُ وعزم عليه.
[23] ـ أيلة: بلدة صغيرة من ساحل بحر القلزم قرب الشام.
[24] ـ أترع الاءناء: ملاه.
[25] ـ جني جنياً؛ وجني الثمر: تناوله من شجرته.
[26] ـ الموفِق: الجميل.
[27] ـ يَنَعَ وَأَينع الثمر: طاب وأدرك وحان قِطافه.
[28] ـ الفاقع: صفة للون الاصفر، وهو الخالص الصافي من الالوان.
[29] ـ سطع الغبار أو الرائحة أو النور: ارتفع وانتشر. وزعزعه، زعزعةً: حرّكه شديداً، ريحٌ زعزع: شديدة.
[30] ـ الاصلع: هو ما انحسر مقدّم شعره عن جبينه.
[31] ـ الجَرَب: مرض يصيب الاءبل. وهو من الامراض المسريّة، لذا يعمد رعاة الاءبل إلی طرد الاءبل الجربي. وذودها عن الماء لئلاّ يُصاب غيرها.
[32] ـ شَرَع شَرْعاً وشروعاً في الماء: ورده أو شرب منه بكفّيه. والجمع شُرّع.
[33] ـ دونك: اسم فعل بمعني خُذ، وهو متصرف، فيقال: دونكما ودونكم. إلاّ أ نّه في القصيدة ورد ظرفاً بمعني عِند.
[34] ـ شنعه: استقبحه. شَنُعَ وشَنِيعَ وأشْنَعَ: قَبح، فهو شنيع ومُشنِع.
[35] ـ دَلِمَ: اشتدّ سواده. واللكع: اللؤم والحمق. واللكع: اللئيم والعبد الاحمق. وكَوِع يكوع كوعاً: عظم كوعه أو التوي أو اعوجّ فهو أكوع. والكاع والكوع: طرفالزند ممّا يلي الاءبهام. وجمعه: أكواع.
[36] ـ في «صحاح اللغة»: الحَبتر بالفتح: القصير، مثل بَحْتَر. وفي «لسان العرب»: الحبتر والحباتر بمعني القصير، مثل حَتْرَب وبُحْتَرُ، ومؤنّثة بُحترة. والحبتر من أسماء الثعلب وقد اختار المجلسيّ رحمه الله هذا المعني وقال: الحبتر هو الثعلب. وذلك في رواية نقلها في كتاب العدل والمعاد.(انظر «بحار الانوار» ج 8، ص 301، الطبعة الحروفيّة).
[37] ـ نعثل: شيخ أحمق.
[38] ـ كذا في النسخة، والصحيح (مضجعاً) بالنصب.
[39] ـ حيدر وحيدرة: من أسماء الاسد، وهو من أسماء أميرالمؤمنين عليه السلام.
[40] ـ لم أعثر عليه في «رجال الكشّيّ» المطبوع، فترجمتُ ما نقله المؤلّف عن «مجالس المؤمنين»، لذا اقتضي التنويه.(م)
[41] ـ «بحار الانوار» ج 11، ص 203، الطبعة القديمة (الكمبانيّ)؛ و ج 47، ص 328 إلی 332، الطبعة الحروفيّة.
[42] ـ «مجالس المؤمنين» ص 464 و 465، الطبعة الحجريّة.
[43] ـ «بحار الانوار» ج 11، ص 202، الطبعة القديمة؛ و ج 47، ص 325 و 326، الطبعة الحروفيّة.
[44] ـ «رجال الكشّيّ» ص 184 و 185، طبعة بمبي، و ص 285 و 286، طبعة جامعة مشهد.
[45] ـ «الغدير» ج 2، ص 223.
[46] ـ «الذريعة» ج 14، ص 9 إلی 11. وعلي الرغم من أنّ الشروح المرقّمة هي أربعة عشر شرحاً، إلاّ أ نّه يذكر بينها شرحينِ آخرين لم يرقّمهما، فيكون مجموع تلك الشروح ستّة عشر شرحاً.
[47] ـ «الغدير» ج 2، ص 223 إلی 225.
[48] ـ معجم لغويّ بالفارسيّة يُنسب إلی مؤلّفه «دهخدا». وقد ترجمنا ما ورد فيه.(م)
[49] ـ مقطع من الصلوات المعروفة لمحيي الدين بن عربي، التي شرحها المرحوم الملاّ صالح الموسويّ الخلخاليّ بالفارسيّة وطُبعت طباعة حجريّة بالحجم الصغير الجيبيّ، ص 141 و 142.
[50] ـ مقتطفات من قصيدة فؤاد الكرمانيّ في ديوان «شمع جمع» ص 86 إلی 90، أنشدها في مدح أمير المؤمنين عليه السلام.
يقول: «ليس لي من قدرة للحديث عن جلالك يا عليّ، ولا قدرة علی البيان لاصف كمالك.
لقد أبهت جمالُك يا علی عقولَ الموحّدين، إذ لم تجد إلاّك عنواناً لوصفك.
ولم يهتدِ أحد إلی وصفك سبيلاً، إلاّ بكلامك ومقالك».
[51] ـ يقول: «يا مَن لم ترَ في عالم الغيب والشهود غيرَ وجودك، لقد نظر إليك الجميع بأبصارهم، أمّا أنت يا أميري فقد كنت نور الابصار.
لقد حطّمت فقرات النفس، وهتكت سُبحات الوهم، وتخطّيت حدود الفصل، وبلغتَ ذروة الوصال.
وصار وصلك من فناء ذاتك في ذات الحقّ تعالی».
[52] ـ يقول: «عجزت العقول والافئدة عن كشف سرّ ملكوتك، فتفرّق واصفوك طرائق قدداً.
ولقد مدحوك فلم يُذكر بعدُ من كتاب فضلك ألِفٌ واحد؛ واعترف فصحاء الدهر بعجزهم عن وصفك.
وألجم بلغاءَ العصر الخرسُ في نطقهم أمامك يا عليّ».
[53] ـ يقول: «لم يجد الملائكةُ في البشر كمثلك كريماً عفوّاً؛ ولم يسمع البشر بمَلَك بنعتك وصفاتك.
فواللهِ ليس فيالبشر من ظهور عجائب كعجائبك؛ وبحقّالحقّ إنّ ممّا يثيرالعجب قناعتك وسخاءك. فما أسعد نجمك يا علی حين ينزل فيك أمثال سورة «هل أتي»!».
[54] ـ يقول: «لم ترسُ سفينة همّتي في يم غمّك علی ساحل؛ فقد كسر الفَلَك بصخرة فُلكي بإشارةٍ واحدة.
لكنّي سعيد بجلوسي علی قطعة حطام خشبيّة، لا أعلم وجة الحيلة، إذ لا مناص من الغرق.
إلاّ إذا أسعفني من الغيب أحد رجالك يا عليّ».