|
|
الصفحة السابقةلا فائدة من العمل الصالح من دون إيمان وهناك نكتة أُخري ينبغي أن تذكر، وهي أنّ مقولة: ( إنّ العمل الصالح ليس له من فائدة بلا إيمان وعقيدة )، ليست مقولة مطلقة، لانّ تأثير الاعمال الحسنة علی نفس المؤمن، ودورها في تزكية تلك النفس وتطهيرها ممّا لاشكّ فيه. لذا، فإنّ جميع الناس مأمورون بالقيام بالاعمال الحسنة الصالحة، كلّ ما في الامر أنّ أعمال القربة لاتصدر من الكفّار المشركين بالله، وليس ثمّة معني من أن يقوم شخص لايعترف بالله بعمل للّه وفي الله. ومن هنا، فمثل هذه الاعمال الصالحة التي قد يفعلها هؤلاء الكفّار ستمتلك صورة صالحة وباطناً فاسداً، وستكون الصلاة والصيام والزكاة والجهاد خبيثة بأجمعها إذا اقترنت بالنفس الخبيثة والاخلاق الخبيثة. الصورة صورة صلاة، أمّا باطنها فرياء وسمعة وتظاهر وآلاف أُخري من النوايا الخفيّة. ومثل هذه الصلاة لا تُقبل، وما أن يرفع الملائكة إلی الاعلي نظائر هذه الصلاة، فإنّ الخطاب يأتيهم: ارجعوا فاضربوا بها وجه صاحبها، فأنا في غني عن مثل هذه الصلاة! أجل، إنّ العمل الصالح والسيرة الحسنة هما اللذان يصدران عن نيّة صالحة حسنة، واللذان يؤثّران في طهارة فاعلهما وقربه من الله تعالی. أمّا عنوان الصلاة والصوم والحجّ والجهاد فلا موضوعيّة له. ولو صدرت هذه الاعمال من نفوس شريرة خبيثة، فسوف لا تقبل، لانّ التقوي والتوحيد هما شرطا قبول الاعمال: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ. [1] والخلاصة، فقد جاء في الآيات القرآنيّة الكريمة تعبير: إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـ'لِحَـ'تِ، الذي ينصّ علی أن المؤمن بالله تعالی هو من يعمل صالحاً. ولذلك فإنّ خبر إبراهيم الليثيّ لاينفي العمل الصالح، بل يعتبره مشروطاً بالتقوي والتوحيد والولاية؛ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وحاصل ما ورد في البحث هو أنّ حجاب الكثرة سيزول يوم القيامة، وستنهار الجزئيّات المفرّقة، وستندمج الحقائق وتتّحد، فتتّجه حقائق الجنّة إلی الجنّة، بينما تتّجه حقائق النار إلی جهنّم. وسيلحق المؤمنون والشيعة الحقيقيّون بالائمّة الطاهرين، ويتّجهون إلی الجنّة في معيّة الائمّة ومن خلال اتّحادهم معهم. أمّا الكافرون والمعاندون فسيلحقون بأئمّتهم وقادتهم، فيهوون جميعاً في نار جهنّم. الآيات الواردة في اللحوق جاء في القرآن الكريم: يَقْدُمُ قَوْمَهُ و فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ. [2] وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَي' جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ و علی بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ و فِي جَهَنَّمَ أُولَـ'ئِكَ هُمُ الْخَـ'سِرُونَ. [3] وهي آيات تفصح أيّما إفصاح عن أمر اللحوق والإلحاق. كما ورد في كثير من الروايات أنّ من يفعل الامر الفلاني فإنّ ذلك العمل سيكون جليسه وقرينه في درجته ورتبته؛ هذا من باب اللحوق. فإن كان فاعل ذلك العمل من ذوي الإيمان وأصحاب الولاية، صار اللحوق والإلحاق حتميينِ، وهو أمر يبعث علی سرور الشيعة المخلصين وأتباع نهج الولاية والمحبّين الحقيقيّن لائمّة الدين. إذ علی الرغم من أ نّهم لميكونوا ـ بحسب الظاهرـ أصحاباً معاصرين لجميع سادتهم وأئمّتهم، فإنّهم يوم القيامة لنيكونوا أصحابهم فحسب، بل وأعلي من ذلك وأسمي، لا نّهم سيُلحقون بهم؛ فَذَلِكَ الشَّرَفُ نِعْمَ الشَّرَفُ. حبّ الله وأوليائه يكفّر الذنوبروي الشيخ الطوسيّ في « الامالي » بسنده المتّصل عن جماعة، عن أبيالمفضّل، عن جعفر بن محمّد العلويّ، عن موسي بن عبداللهبن موسيبن عبداللهبن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه عبدالله، عن أبيه وخاله علی بن الحسين، عن الحسن والحسين، عن علی بن أبيطالب صلواتالله عليهم، قال: جاء رجل من الانصار إلی النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم فقال: يارسولالله! ما أستطيع فراقك! وإنّي لادخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي وأُقبل حتّي أنظر إليك حبّاً لك، فذكرتُ إذا كان يوم القيامة وأُدخلتَ الجنّةَ فرُفعتَ في أعلي علّيّين، فكيف لي بك يا نبيّالله؟ فنزل: وَمَن يُطِعِ اللَهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـ'ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَهُ عَلَيْهِمْ مِّنَ النَّبِيِّـنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّـ'لِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـ'ئِكَ رَفِيقًا. فدعا النبيٌّ صلّي الله عليه وآله وسـلّم الرجـل فقرأها عليه وبشّـره بذلك. [4] ويعدّ أمر اللحوق أحد المعارف الدينيّة، سواءً حصل ذلك اللحوق بتأثير الشفاعة أم بعوامل أُخري كالتوبة والعمل الصالح وغير ذلك. ولدينا روايات كثيرة دالّة علی أنّ صلاح العمل وفساده قائمان علی أساس النيّة؛ فإن صلحت النيّة صلح العمل، وإن فسدت فسد، مهما كان ظاهر ذلك العمل كبيراً كبناء مسجد أو دار للايتام أو مستشفي أو مدرسة ونظائر ذلك، إذ إنّ العمل الصغير الضئيل المقترن بالنيّة الصالحة هو أفضل من الاعمال الجليلة العظيمة القترنة بالنيّة السيّئة المدنّسة. الروايات الواردة في أصالة النيّة روي الشيخ زين الدين الشهيد الثاني في كتاب « مُنية المريد »: قَالَ النَّبِيٌّ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إنَّمَا الاَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ؛ وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِيٍ مَا نَوَي. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلی اللَهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلی اللَهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلی دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكَحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلی مَا هَاجَرَ إلَيْهِ. [5] وروي أحمد بن خالد في كتاب « المحاسن » عن الحسينبن يزيد النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السلام، قال: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: نِيَّةُ المَرْءِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَنِيَّةُ الفَاجِرِ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ، وَكُلُّ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِنِيَّتِهِ. [6] وروي بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: إنَّ العَبْدَ المُؤْمِنَ الفَقِيرَ لَيَقُولُ: يَا رَبِّ ارْزُقْنِي حَتَّي أَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا مِنَ البِرِّ وَوُجُوهِ الخَيْرِ، فَإذَا عَلِمَ اللَهُ ذَلِكَ مِنْهُ بِصِدْقِ نِيَّتِهِ، كَتَبَ اللَهُ مِنَ الاَجْرِ مِثْلَ مَا يَكْتُبُ لَهُ لَوْ عَمِلَهُ، إنَّ اللَهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ. [7] وروي كذلك أحمد بن خالد، عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: إنَّ اللَهَ يَحْشُرُ النَّاسَ علی نِيَّاتِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ. [8] ويتّضح أنّ عنوان العمل وقالبه زائلان غير مثمرين بدون النيّة، وأنّ روح العمل التمثّل في النيّة هو النافع المجديّ. ولقد كانت نيّة الناصبين المعاندين لائمّة الدين نيّة فاسدة مدنّسة، لذا فإنّهم سيُلحقون بأوليائهم المجرمين، مهما امتلكت أعمالهم قالباً عظيماً ذا أُبّهة وجلال. أمّا الشيعة المؤمنون ذوو النوايا الخالصة النزيهة، فسيُلحقون بأوليائهم، مهما بدت أعمالهم صغيرة ولا تستلفت الانظار، وعلي الرغم من الاخطاء. والزلاّت التي ارتكبوها؛ لانّ الشفاعة ستلحقهم بأوليائهم وتجعلهم يلتحمون بهم. ولمناسبة المقام، فإنّنا نختتم هذه المطالب بحول الله وقوّته بعشر روايات تتحدّث عن تأثير محبّة أولياء الدين، تلك المحبّة التي تتسبّب في اللحوق والإلحاق. الرواية الاُولي: يروي البرقيّ في « المحاسن » عن محمّدبن خالد الاشعريّ، عن إبراهيم بن محمّد الاشعريّ، عن حسين بن مصعب، قال: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ اللَهَ وَأَبْغَضَ عَدُوَّهُ لَمْ يُبْغِضْهُ لِوَتْرٍ وَتَرَهُ فِي الدُّنْيَا، [9] ثُمَّ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِمِثْلِ زَبَدِ البَحْرِ ذُنُوباً كَفَّرَهَا اللَهُ لَهُ. [10] الرواية الثانية: يروي الكلينيّ في « الكافي » عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن الفُضَيْل بن يسار، قال: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ الحُبِّ وَالبُغْضِ، أَمِنَ الإيمَانِ هُوَ؟ فَقَالَ: وَهَلِ الإيمَانُ إلاَّ الحُبُّ وَالبُغْضُ؟ ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: [11] «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَـ'نَ وَزَيَّنَهُ وفِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَـ'ئِكَ هُمُ الرَّ ' شِدُونَ». [12] الرواية الثالثة: روي البرقيّ في « المحاسن » عن أبيه، عن العزْرَميّ، عن أبيه، عن جابر الجُعفيّ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: إذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إلی قَلْبِكَ، فَإن كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اللَهِ وَيُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَةِ اللَهِ فَفِيكَ خَيْرٌ وَاللَهُ يُحِبُّكَ؛ وَإنْ كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اللَهِ وَيُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَةِ اللَهِ، فَفِيكَ شَرٌّ وَاللَهُ يُبْغِضُكَ، وَالمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ. [13] وروي المرحوم الكلينيّ في « الكافي » عين هذه الرواية بنفس السند، عن أحمدبن محمّد بن خالد البرقيّ. [14] الرواية الرابعة: روي المحدّث القمّيّ في « سفينة البحار » عن « علل الشرايع » عن أنس، قال: جاء رجل من أهل البادية، وكان يُعجبنا أن يأتي الرجل من أهل البادية يسأل النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول الله! متي قيام الساعة! فحضرت الصلاة، فلمّا قضي صلاته؛ قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول الله. قال: فما أعددتَ لها؟ قال: واللهِ ما أعددتُ لها من كثير عمل صلاة ولا صوم، إلاّ أ نّي أُحبّ الله ورسوله. فقال له النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ. قال أنس: فما رأيتُ المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيءٍ أشدّ من فرحهم بهذا. [15] مكتوب الإمام الرضا إلی الجمّال الرواية الخامسة: وهي رواية في « دعوات الراونديّ » ذكر فيها حديثاً قدسيّاً يتضمّن محاورة بين الله تعالی وموسي علی نبيّنا وآله وعليه الصلاة والسلام، يقول فيها: فَعَلِمَ مُوسَي أَنَّ أَفْضَلَ الاَعْمَالِ الحُبُّ فِي اللَهِ وَالبُغْضُ فِي اللَهِ؛ وَإلَيْهِ أَشَارَ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمَكْتُوبِهِ: كُنْ مُحِبَّاً لآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَإِنْ كُنْتَ فَاسِقاً، وَمُحِبَّاً لِمُحِبِّيهِمْ وَإنْ كَانُوا فَاسِقِينَ. ثمّ يقول الراونديّ: ومن شجون الحديث أنّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل « كرمند » قرية من نواحينا إلی إصفهان، وروايته أنّ رجلاً من أهلها كان جمّالاً لمولانا أبي الحسن عليه السلام عند توجّهه إلی خراسان، فلمّا أراد الانصراف قال له: يابن رسولالله! شرّفني بشيء من خطّك أتبرّك به؛ وكان الرجل من العامّة، فأعطاه ذلك المكتوب. [16] الرواية السادسة: روي العيّاشيّ في تفسيره عن بُريد بن معاوية العجليّ، قال: كنتُ عند أبي جعفر ( الباقر ) عليه السلام، إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشياً، فأخرج رجليه قد تفلّقتا؛ قال: أما ـواللهـ ما جاء بي من حيث جئتُ إلاّ حبّكم أهل البيت. فقال أبو جعفر: وَاللَهِ لَوْ أَحَبَّنَا حَجَرٌ، حَشَرَهُ اللَهُ مَعَنَا؛ وَهَلِ الدِّينُ إلاَّ الحُبُّ؟ [17] الرواية السابعة: روي أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في « المحاسن » عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن جبلة الاحمسيّ، عن أبيالجارود، عن أبي جعفر ( الباقر ) عليه السلام، قال: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: المُتَحَابُّونَ فِي اللَهِ يَوْمَ القِيَامَةِ علی أَرْضِ زَبَرْجَدٍ خَضْرَاءَ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ عَنْ يَمِينِهِ ـوَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌـ وُجُوهُهُمْ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ الثَّلْجِ؛ وَأَضْوَءُ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ، يَغْبِطُهُمْ بِمَنْزِلَتِهِمْ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ؛ يَقُولُ النَّاسُ: مَنْ هَؤُلاَءِ؟ فَيُقَالُ: هَؤُلاَءِ المُتَحَابُّونَ فِي اللَهِ. [18] وروي الكلينيّ في كتابه « الكافي » هذه الرواية بنفس السند. [19] الرواية الثامنة: روي أحمد بن محمّد البرقيّ في « المحاسن » عن محمّد ابن علی وغيره، عن الحسن بن محمّد بن فضل الهاشميّ، عن أبيه، قال: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إنَّ حُبَّنَا أَهْلَ البَيْتِ لَيُنْتَفَعُ بِهِ فِي سَبْعِ مَوَاطِنَ: عِنْدَ اللَهِ، وَعِنْدَ المَوْتِ، وَعِنْدَ القَبْرِ، وَيَوْمَ الحَشْرِ، وَعِنْدَ الحَوْضِ، وَعِنْدَ المِيزَانِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ. [20] متابعة المرء لآل محمّد تلحقه بهم وتجعله منهم الرواية التاسعة: يروي أبوجعفر محمّد بن أبي القاسم الطبريّ الشيعيّ في كتابه « بشارة المصطفي لشيعة المرتضي » عن الحسنبن الحسينبن بابويه في الري، عن أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ في النجف الاشرف، عن محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، عن الحسينبن أحمدبن المغيرة، عن حيدر بن محمّد السمرقنديّ، عن محمّدبن عمرو الكشّيّ، عن محمّد بن مسعود العيّاشيّ، عن جعفر بن معروف، عن يعقوببن يزيد، عن محمّد بن عذافر، عن عمر بن يزيد[21] قال: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا بْنَ يَزِيدَ! أَنْتَ وَاللَهِ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ. فَقُلتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! مِن آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلاَمُ؟ قَالَ: وَاللَهِ مِنْ أَنفُسِهِمْ يَا عُمَرَ، أَما تَقْرَأُ كِتَابَ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْرَ ' هِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـ'ذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللَهُ وَلِيٌّ الْمُؤْمِنِينَ». [22] أَمَا تَقْرَأُ قَوْلَهُ: «فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ و مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌرَّحِيمٌ»؟[23] رواية عطيّة العوفيّ الكوفيّ وجابر في آثار المحبّة واللحوقالرواية العاشرة: كما يروي الطبريّ الشيعيّ في « بشارة المصطفي » بسلسلة سنده المتّصل معنعناً عن الاعمش، عن عطية العوفيّ الكوفيّ، قال: خرجتُ مع جابر بن عبد الله الانصاريّ زائرين قبر الحسينبن عليّبن أبيطالب عليه السلام، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطي الفرات فاغتسل، ثمّ اتّزر بإزار وارتدي بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها سعد فنثرها علی بدنه، ثمّ لم يخطُ خطوةً إلاّ ذكر الله تعالی، حتّي إذا دنا من القبر، قال: ألمسنيه، [24] فألمستُه فخرّ علی القبر مغشيّاً عليه، فرششتُ عليه شيئاً من الماء فلمّا أفاق، قال: يا حسين! ـ ثلاثاًـ، ثمّ قال: حبيبٌ لايُجيب حبيه! ثمّ قال: وأ نّي لك بالجواب وقد شحطت أوداجك علی أثباجك، وفُرِّق بين بدنك ورأسك؛ فأشهدُ أ نّك ابن خاتم النبييّن وابن سيّد المؤمنين، وابن حليف التقوي وسليل الهُدي، وخامس أصحاب الكسا، وابن سيّد النقبا، وابن فاطمة سيّدة النساء. وما لك لا تكون هذا وقد غَذَتْكَ كفٌّ سيّد المرسلين وربّيت في حِجر المتّقين ورضعتَ من ثدي الإيمان وفُطمت بالإسلام؛ فَطِبْتَ حَيّاً وطِبتَ ميّتاً؛ غير أنّ قلوب المؤمنين غيرطيّبة بفراقك، ولاشاكّة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه. وأشهدُ أ نّك مضيتَ علی ما مضي عليه أخوك يحيي بن زكريّا. ثمّ جال بصره حول القبر، وقال: السلام عليكم أيّتها الارواح التي حلّت بِفناء الحسين وأناختْ برحله، وأشهدُ أ نّكم أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتّي أتاكم اليقين. والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطيّة: فقلتُ له: يا جابر! كيفَ ولم نهبط وادياً ولم نَعْلُ جبلاً ولمنضرب بسيفٍ، والقوم قد فُرّق بين رؤوسهم وأبدانهم وأُوتمت أولادهم وأُرملت أزواجهم؟! فقال: يا عطيّة! سمعتُ حبيبي رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم يقول: « من أحبّ قوماً حُشِرَ معهم، ومن أحبّ عمل قومٍ أُشْرِكَ في عملهم ». والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً إنّ نيّتي ونيّة أصحابي علی ما مضي عليه الحسين عليه السلام وأصحابه. خُذني إلی أبيات كوفان! فلمّا صرنا في بعض الطريق، قال: يا عطية! هل أوصيك، وما أظنّ أ نّني بعد هذه السفرة مُلاقيك؟ أحبِبْ مُحبّ آل محمّد صلّي الله عليه وآله وسلّم ما أحبّهم، وأَبْغِضْ مُبغض آل محمّد ما أبغضهم وإن كان صوّاماً قوّاماً؛ وأرفق بمحبّ محمّد وآل محمّد، فإنّه إن تزلّ له قدم بكثرة ذنوبه، ثبتت له أُخري بمحبّتهم، فإنّ محبّهم يعود إلی الجنّة، ومبغضهم يعود إلی النار. [25] ولقد أجاد مادح أهل البيت النظام الاستراباديّ في قوله: علی امام مُعَلاّي هاشمي كه بود سواد منقبتش بر بياض ديدة حور ز حُبّ اوست بروز جزا نه از اطاعت أُميد مغفرت از حيّ لا يزال غفور نتيجهاي ندهد بي محبّتش در حشر مكاشفات جُنيد ورياضت منصور ز دل سواد معاصي برون برد مهرش چنانكه ماه برد ظلمت شب ديجور [26]
بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد للَّه ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم وصلَّي الله علی محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله علی أعدائهم أجمعين من الآن إلی قيام يوم الدين
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَي'´ أَن يَبْعَثَكَ رَبـُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا. [27] التهجّد من الهجود، وهو أساساً بمعني النوم؛ والتهجّد بمعني القيام من النوم. والضمير في « به » عائد إلی القرآن، أي: تهجّد بالقرآن، انهضّ واتلو القرآن. والمراد بذلك قراءته في الصلاة، حيث يقرأ في الصلاة السور والآيات القرآنيّة الطويلة. وهذه الصلاة في قلب الليل بمثل هذه التلاوة القرآنيّة بالسور الطويلة، هي غير الفرائض التي أوجبها الله علی نبيّه الكريم، وهي نافلة ألزم الله تعالی بها نبيّه. والمقام في الظاهر اسم مكان، أمّا البعث فهو إمّا بمعني الإقامة، أي: يُقِيمَكَ رَبُّكَ فِي مَقَامٍ مَحْمُودٍ. أو متضمّن لمعني الإعطاء، أي: يَبْعَثَكَ مُعطياً لَكَ؛ أو يُعْطِيكَ بَاعِثاً مَقَاماً مَحْمُوداً. المقام المحمود هو مقام الشفاعةوعلي أيّة حال، فقد منّ الله جلّ وعزّ بالمقام المحمود علی رسوله كأجر علی تهجّده بالقرآن وقيامه في صلاة الليل التي كان يتلو فيها السور القرآنيّة الطويلة. والمقام المحمود هو مقام يمتدحه جميع الخلائق ويبجّلونه؛ وبطبيعة الحال فإنّهم لا يبجّلونه ما لم يكون المقام في حسابهم جميلاً مُستحسناً، وما لمينتفعون به قاطبة. وعلي هذا الاساس، فقد فُسّر المقام المحمود بالمقام الذي يحمده جميع الخلائق ويستفيدون منه. وذلك هو مقام الشفاعة الكبري لرسولالله صلّي الله عليه وآله وسلّم في يوم القيامة. وقد اتّفقت علی هذا التفسير جميع الروايات الواردة عن الرسول الاكرم وأئمّة أهل البيت عن طريق الشيعة والعامّة. ذلك أنّ الحمد هو الثناء والمدح علی عملٍ جميل اختياريّ. وباعتبار أنّ المقام المحمود مطلق، فعلي جميع الخلائق أن يحمده؛ ولايمكن للفعل الجميل الاختياريّ الذي يصدر عن رسولالله يوم القيامة فينتفع به الجميع ويحمدونه، أن يكون غير الشفاعة الكبري. لذا، فالمقام المحمود الذي فُسّر في الروايات بالشفاعة الكبري هو معني لطيف يمكن استنباطه من نفس الآية. روي في « الميزان » نقلاً عن « تفسير العيّاشيّ » عن عبيد بن زرارة قال: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ المُؤمِنِ: هَلْ لَهُ شَفَاعَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: هَلْ يَحْتَاجُ المُؤْمِنُ إلی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، لِلْمُؤْمِنِينَ خَطَايَا وَذُنُوبٌ؛ وَمَا مِنْ أَحَدٍ إلاَّ وَيَحْتَاجُ إلی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ. [28] وقال العيّاشيّ: وَسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ. فَقَالَ: نَعَمْ، يَأْخُذُ حَلْقَةً مِنْ بَابِ الجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا، فَيَخِرُّ سَاجِداً، فَيَقُولُ اللَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ! اطْلُبْ تُعْطَ! فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَخِرُّ سَاجِداً فَيَقُولُ اللَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ! اشْفَعْ تُشَفَّعْ! وَاطْلُبْ تُعْطَ! ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَشْفَعُ يَشُفَّعُ ] فَيُشَفَّعُ [ وَيَطْلُبُ فَيُعْطَي. [29] وأورد العيّاشيّ في تفسيره عن سماعة بن مهران، عن الإمام موسي الكاظم عليه السلام في تفسير قوله تعالی: عَسَي'´ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا؛ قال: يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين عاماً، ويُؤمَر الشمس فتركب علی رؤوس العباد ويلجمهم العَرَق، ويؤمر الارض لا تقبل من عرقهم شيئاً، فيأتون آدم فيشَفِّعونه. فيدلّهم علی نوح، ويدلّهم نوح علی إبراهيم، ويدلّهم إبراهيم علی موسي، ويدلّهم موسي علی عيسي، ويدلّهم علی محمّد صلّي الله عليه وآله وسلّم، فيقول: عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، فيقول محمّد: أنا لها. فينطلق حتّي يأتي باب الجنّة فيدقّ، فيقال له: من هذا؟ والله أعلم، فيقول: محمّد. فيُقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب استقبل ربّه فخرّ ساجداً فلا يرفع رأسه حتّي يقال له: تكلّم وسَلْ تُعْطَ واشفعْ تُشَفَّع، فيرفع رأسه فيستقبل ربّه فيخّر ساجداً؛ فيُقال له مثلها، فيرفع رأسه حتّي أ نّه ليشفع من قد أُحرق بالنار، فما أحدٌ من الناس يوم القيامة في جميع الاُمم أوجه من محمّد صلّيالله عليه وآله وسلّم، وهو قول الله تعالی: عَسَي'´ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا.[30] والمراد بشفاعته صلوات الله عليه لمن في النار، شفاعته لبعضهم؛ وسيأتي لاحقاً أنّ شفاعة رسول الله تشمل غير المخلّدين في النار، حيث ينجو ببركة شفاعته خلق كثير ممّن رزحوا في النار مدّة من الزمن. وجاء في « تفسير الدرّ المنثور »: أخرج البخاريّ وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر، قال: سمعتُ رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم، يقول: إنّ الشمس لتدنو حتّي يبلغ العرق نصف الاُذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم عليه السلام، فيقول: لستُ بصاحب ذلك؛ ثمّ موسي عليه السلام فيقول مثل ذلك، ثمّ محمّد صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم. فيشفع فيقضي الله بين الخلائق، فيمش حتّي يأخذ بحلقة باب الجنّة، فيومئذٍ يبعثه الله مقاماً. [31] وفي « الدرّ المنثور » كذلك: أخرج ابن جرير والبيهقيّ في « شعب الإيمان » عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم، قال: المَقَامُ المَحْمُودُ: الشَّفَاعَةُ. [32] وفيه: أخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقّاص، قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ عَنِ المَقَامِ المَحْمُودِ، فَقَالَ: هُوَ الشَّفَاعَةُ.[33] كلام الخواجة الطوسيّ والعلاّمة الحلّيّ والقاضي عياض في الشفاعةوقال الخواجة نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسيّ رحمةالله عليه في كتاب « تجريد الاعتقاد » أو « تجريد الكلام »: المَسْأَلَةُ العَاشِرَةُ فِي الشَّفَاعَةِ: وَالإجْمَاعُ علی الشَّفَاعَةِ، فَقِيلَ لِزِيَادَةِ المَنَافِعِ، وَيَبْطُلُ مِنَّا فِي حَقِّهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ وَنَفْيُ المُطَاعِ لاَ يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ المُجَابِ؛ وَبَاقِي السَّمْعِيَّاتِ مُتَأَوَّلَةٌ بِالكُفَّارِ. وَقِيلَ: فِي إسْقَاطِ المَضَارِّ؛ وَالحَقُّ صِدْقُ الشَّفَاعَةِ فِيهِمَا وَثُبُوتُ الثَّانِي لَهُ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، لِقَوْلِهِ: إدَّخَرْتُ شَفَاعَتِي لاِهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي. [34] وقال العلاّمة الحلّيّ رحمة الله عليه في « شرح التجريد » في بيان هذا الكلام: اتّفقت العلماء علی ثبوت الشفاعة للنبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم قوله تعالی: عَسَي'´ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا قيل إنّه الشفاعة. واختلفوا، فقالت الوعيديّة: [35] إنّها عبارة عن طلب زيادة المنافع للمؤمنين المستحقّين للثواب. وذهبت التفضيليّة إلی أنّ الشفاعة للفسّاق من هذه الاُمّة في إسقاط عقابهم وهو الحقّ. وأبطل المصنّف الاوّل بأنّ الشفاعة لو كانت في زيادة المنافع لا غير، لكنّا شافعين في النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم، حيث نطلب له من الله تعالی علوّ الدرجات، والتالي باطل قطعاً، لانّ الشافع أعلي من المشفوع فيه، فالمقدّم مثله. وقد استدلّوا بوجوه: الاوّل: قوله تعالی: مَا لِلظَّـ'لِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ، [36] نفي الله تعالی قبول الشفاعة عن الظالم، والفاسق ظالم. والجواب أ نّه تعالی نفي الشفيع المطاع، ونحن نقول به، لا نّه ليس في الآخرة شفيع يُطاع، لانّ المطاع فوق المطيع، والله تعالی فوق كلّ موجود ولا أحد فوقه. ولايلزم من نفي الشفيع المطاع نفي الشفيع المجاب. سلّمنا، لكن لِمَ لايجوز أن يكون المراد بالظالمين هنا الكفّار جمعاً بين الادلّة؟ الثاني: قوله تعالی: وَمَا لَلظَّـ'لِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [37]؛ ولو شفع صلّيالله عليه وآله وسلّم في الفاسق، لكان ناصراً له. الثالث: قوله تعالی: وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَـ'عَةٌ [38]؛ يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْـًا [39]؛ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَـ'عَةُ الشَّـ'فِعِينَ [40]. والجواب عن جميع هذه الآيات هو أ نّها مختصّة بالكفّار جمعاً بين الادلّة. الرابع: قوله تعالی: وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَي' [41]؛ نفي شفاعة الملائكة عن غير المرضيّ للّه تعالی، والفاسق غير مرتضي. والجواب: لا نسلّم أنّ الفاسق غير مرتضي، بل هو مرتضي للّه تعالی في إيمانه. [42] وقال الفاضل القوشجيّ: والحقّ عند المصنّف ] الخواجة نصيرالدين الطوسيّ [ صدق الشفاعة فيهما، أي في زيادة المنافع لهم وفي إسقاط المضارّ عنهم، إذ يقال شفع فلان لفلان إذا طلب له زيادة منافع وإسقاط مضارّ؛ أقول: وحينئذٍ يعود وجه الإبطال المذكور، أعني لزوم كوننا شافعين للنبيّ صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم. ويمكن الجواب عنهما باعتبار زيادة قيد فيهما، أعني كون الشفيع أَعْلَي حَالاً ] وأَرْفَعُ مَنْزِلَةً [ مِنَ المَشْفُوعِ لَهُ. وقال المجلسيّ رضوان الله عليه في « البحار » بعد نقله كلامي الخواجة والعلاّمة: وقال النوويّ في « شرح صحيح مسلم »: قال القاضي عياض: مذهب أهل السنّة جواز الشفاعة عقلاً ووجوبها سمعاً بصريح الآيات، وبخبر الصادق، وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحّة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السنّة عليها، ومنعت الخوارج وبعض المعتزلة منها، وتعلّقوا بمذاهبهم في تخليد المذنبين في النار. واحتجّوا بقوله تعالی: فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَـ'عَةُ الشَّـ'فِعِينَ [43] وأمثاله وهي في الكفّار. وأمّا تأويلهم أحاديث الشفاعة بكونها في زيادة الدرجات فباطل، وألفاظ الاحاديث في الكتاب وغيره صريحة في بطلان مذهبهم، وإخراج مَن استوجب النار. لكنّ الشفاعة خمسة أقسام: أوّلها: مختصّة بنبيّنا محمّد صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم، وهو الإزاحة من هول الموقف وتعجيل الحساب. الثانية: في إدخال قومٍ الجنّة بغير حساب، وهذه أيضاً وردت لنبيّنا صلّيالله عليه ] وآله [ وسلّم. الثالثة: الشفاعة لقومٍ استوجبوا النار، فيشفع فيهم نبيّنا صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم ومن يشاء الله. الرابعة: فيمن دخل النار من المؤمنين. وقد جاءت الاحاديث بإخراجهم من النار بشفاعة نبيّنا صلّي الله عليه ] وآله [ وسلّم والملائكة وإخوانهم من المؤمنين، ثمّ يخرج الله تعالی كلّ من قال لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ. كما جاء في الحديث: لا يبقي فيها إلاّ الكافرون. الخامسة: الشفاعة في زيادة الدرجات في الجنّة لاهلها، وهذه لاينكرها المعتزلة ولا ينكرون أيضاً شفاعة الحشر الاولي. [44] وخلاصة القول أنّ ما يستفاد من مجموع الروايات هو أنّ رسولالله والائمّة الطاهرين يمتلكون شفاعة خاصّة وشفاعة عامّة؛ فالشفاعة الخاصّة تتعلّق برفع العذاب عن مرتكبي الكبائر من المؤمنين. ويدّل علی ذلك قوله صلّيالله عليه وآله وسلّمـ كما في الاحاديث المستفيضة: إنَّمَا ادَّخَرْتُ شَفَاعَتِي لاِهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي، فَأَمَّا المُحْسِنُونَ فَمَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. خاصّة وأنّ دلالة لفظ ادَّخَرْتُ لا تخلو من اللطف، وهي جليّة في بيان هذا المعني المختصّ بتلك النفس الشريفة. كما يدل عليه دلالة صريحة قول الإمام الباقر عليه السلام في رواية أبي العبّاس المكبّر، في قوله عليه السلام لابي أيمن: وَيْلَكَ! فَهَلْ يَشْفَعُ إلاَّ لِمَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ؟! أمّا الشفاعة العامّة، فلا تختصّ بهذه الجهة وحدها، بل تتعدّاها إلی رفع العذاب عن جميع الاُمم. كما تتعلّق برفع درجات الانبياء والشهداء والعلماء والمجاهدين، ومنحهم منزلة أعلي من قِبل الله تبارك وتعالی. وقد ورد هذا المعني أيضاً في رواية أبي العبّاس المكبّر السالفة الذكر، إذ أتبع عليه السلام قوله: وَيْلَكَ فَهَلْ يَشْفَعُ إلاَّ لِمَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ؟! بقوله: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إلاَّ وَهُوَ مُحْتَاجٌ إلی شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ القِيَامَةِ. شرائط قبول الشفاعةولذلك لا يمكن تخصيص الشفاعة بموارد رفع العقاب دون غيرها، بل ينبغي عدّها شاملة لهذا المورد وغيره من موارد زيادة الدرجات، ورفع الحجاب، وحلّ المعضلات والاُمور المستعصية التي تعترض المرء في مسيره إلی الله تعالی. إلاّ أنّ الشرط الاساس هو عدم كون المشمول بالشفاعة مشركاً ولا كافراً ولا جاهداً ولا مستكبراً، أي ينبغي أن يكون المشفوع له مسلماً مؤمناً ذا عقيدة حسنة، وذلك يعني كون ذاته ووجدانه ـ وبتعبير آخر: عقيدته ودينهـ منزّهين، إلاّ أنّ الذنوب قد دنّست ظاهرهما، فتجيء الشفاعة لإزالة ذلك اللوث والدنس ولجلاء صدأ الذنوب عنهما لتطلع من جديد تلكما النفس السليمة والعقيدة الحسنة، فتقود ذلك الشخص إلی مرفأ الامان وساحل النجاة. وقد مرّ في رواية حسين بن خالد عن الإمام الرضا عليه السلام، قال: وَلاَ يَشْفَعُونَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَي اللَهُ دِينَهُ. وروي الكلينيّ في « الكافي » عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابنفضّال، عن حفص المؤذّن، عن أبي عبد الله عليه السلام أ نّه كتب إلی أصحابه كتاباً يقول فيه: وَاعْلَمُوا أَ نَّهُ لَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً لاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلاَ مَنْ دُونَ ذَلِكَ! فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُ شَفَاعُةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللَهِ فَلْيَطْلُبْ إلی اللَهِ أَنْ يَرْضَي عَنْهُ.[45] والمراد بالرضا هنا، الرضا عن النفس وعن العقيدة والإيمان، حيث تنفع حينذاك شفاعةُ الشافعين وتؤتي ثمارها. ولا ينفي هذا الحديث الشفاعة كما قد يُوهم بذلك صدر الحديث، بل يعدّها مشروطة بالإرتضاء في الدين وارتضاء ذات المشفوع له كما قد نصّ علی ذلك ذيل الحديث. وأوضح من هذه الروايات وأكثر صراحة الحديثُ الوارد في « توحيد الصدوق » بسنده عن ابن أبي عُمير، عن الإمام موسي بن جعفر عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم أ نّه قال: إنَّمَا شَفَاعَتِي لاِهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي فَأَمَّا المُحْسِنُونَ فَمَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ. قال ابن أبي عُمير: فقلتُ: يا بن رسول الله! فكيف تكون الشفاعة لاهل الكبائر والله تعالی ذِكره يقول: وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَي' وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ؛ ومَن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضي؟ فقال: يا أبا أحمد! ما من مؤمن يرتكب ذنباً إلاّ ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم: كَفَي بالنَّدَمِ تَوْبَةً. وقال عليه السلام: مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. فمن لميندم علی ذنبٍ يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالماً. والله تعالی ذِكره يقول: مَا لِلظَّـ'لِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ. [46] فقلتُ له: يا بن رسول الله! وكيف لا يكون مؤمناً من لم يندم علی ذنبٍ يرتكبه؟ فقال: يا أبا أحمد! ما من أحدٍ يرتكب كبيرةً من المعاصي وهو يعلم أ نّه سيعاقَب عليها إلاّ ندم علی ما ارتكب، ومتي ندم كان تائباً مستحقّاً للشفاعة، ومتي لم يندم عليها كان مصرّاً، والمصرّ لا يُغفر له، لا نّه غيرمؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم. وقد قال النبيّ صلّيالله عليه وآله وسلّم: لاَ كَبِيرَةَ مَعَ الاسْتِغْفَارِ، وَلاَ صَغِيرَةَ مَعَ الإصْرَارِ. وأمّا قول الله عزّ وجلّ: وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَي'، فإنّهم لايشفعون إلاّ لمن ارتضي الله دينه، والدين الإقرار بالجزاء علی الحسنات والسيّئات، فمن ارتضي الله دينه ندم علی ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة. [47] ويتبيّن ممّا قيل في مسألة الشفاعة حتّي الآن أنّ الشفاعة ثابتة عموماً، إلاّ أ نّها لا تشمل الجميع ولا تتحقّق في جميع الظروف والشرائط؛ أي أ نّها ليست مطلقة، وقد سبق أن علمنا بأنّ الشفاعة تعني التوسّط في السببيّة والتأثير، ولا معني ـ عندئذٍ ـ للإطلاق في السببيّة، وإلاّ لكان أيّ واحد من الاسباب علّة في أيّ واحد من المسبَّبات؛ ولكان أيّ مسبَّب معلولاً لايّ سبب، وهو قول يستدعي بطلان السببيّة، وهو باطل بالضرورة. وقد أُبهم هذا الامر علی مَن نفي الشفاعة، فخُيِّل إليهم أ نّها قد ذُكرت مطلقةً غير مقيّدة بشرطٍ ما، لذا فقد اعترضوا عليها بعدّة اعتراضات، ونسبوا هذه الحقيقة القرآنيّة إلی البطلان دونما تدبّر في معاني القرآن الكريم ودون تمعّن في مغزي كلام الله تعالی. وقد ذكر أُستاذنا: سماحة آية الله العلاّمة الطباطبائيّ مدّ ظلّه العالي في تفسيره « الميزان » سبعة اعتراضات علی لسان المعترضين علی الشفاعة، ثمّ أجاب عليها واحداً بعد الآخر. ونورد فيما يلي خلاصةً لتلك الإشكالات والردود عليها: ارجاعات [1] ـ الآية 27، من السورة 5: المائدة. [2] ـ الآية 98، من السورة 11: هود. [3] ـ الآيتان 36 و 37، من السورة 8: الانفال. [4] ـ «أمالي الشيخ الطوسيّ» ص 39 و 40، مجلس اليوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الثاني لسنة 457 ه، الطبعة الحجريّة؛ و«بحار الانوار» ج 8، ص 188، الطبعة الحروفيّة. [5] ـ «منية المريد» ص 27، طبعة النجف؛ و«بحار الانوار» ج 15 من الطبعة القديمة (الكمبانيّ)، القسم الثاني: في الاخلاق، ص 87، نقلاً عن «منية المريد»، وص 77 نقلاً عن «غوالي اللئالي». [6] ـ «محاسن البرقيّ» ج 1، ص 260، كتاب مصابيح الظلم، الباب 33: النيّة، الحديث 315. [7] ـ «محاسن البرقيّ» ص 261، الحديث 320. [8] ـ «محاسن البرقيّ»، ص 262، الحديث 325، كتاب مصابيح الظلم الباب 33: النيّة. [9] ـ إذ إنّ من الممكن أن يلحق المرء ضرر من عدوّ الله يصيبه في ماله أو جاهه أو سُمعته ـ وليس في دينه أو حياتهـ فيكون بُغضه حينذاك بلا أثر. أمّا إذا أبغض عدوَّ الله لنفس كونه عدوّاً للّه ولاولياء الله، فإنّه سيمتلك التأثير المذكور. [10] ـ «محاسن البرقيّ» ج 1، ص 265، الحديث 341، كتاب مصابيح الظلم. [11] ـ «أُصول الكافي» ج 2، ص 125، باب الحبّ والبغض في الله. [12] ـ الآية 7، من السورة 49: الحجرات. [13] ـ «محاسن البرقيّ» ج 1، ص 263، الحديث 331، كتاب مصابيح الظلم. [14] ـ «أُصول الكافي» ج 1، ص 126 و 127. [15] ـ «سفينة البحار» ج 1، ص 199، مادّة حبب. وروي القندوزيّ في «ينابيع المودّة» ص 181، طبعة إسلامبول، عن البخاريّ ومسلم، عن رسول الله، قال: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ. ورواه عن الترمذيّ بلفظ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ وَلَهُ مَا اكْتَسَبَ. وروي عن الترمذيّ أيضاً بلفظ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، وَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. وقد وردت الرواية التي نقلناها عن «سفينة البحار» في «بحار الانوار» ج 6، ص 195، الطبعة القديمة (الكمبانيّ). [16] ـ «سـفينة البحار» ج 1، ص 199، مادّة « حبب »، الطبعة الحجريّة؛ و«بحار الانوار» المجلّد الخامس عشر، الجزء الاوّل، ص 284، الطبعة القديمة (الكمبانيّ). [17] ـ «سفينة البحار» ج 1، ص 201، مادّة «حبب». وينقل المجلسيّ رضوان الله عليه في «بحار الانوار» مجلّد المزار، ج 22، ص 138 و 139، الطبعة القديمة (الكمبانيّ) رواية شريفة عن «عيون أخبار الرضا» و«أمالي الشيخ الصدوق» عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن ريّان بن شبيب، قال: دخلتُ علی الرضا عليه السلام في أوّل يوم من المحرّم... ثمّ ينقل مطالب كثيرة عن إقامة العزاء علی أبيعبدالله الحسين عليه السلام حتّي يصل إلی قوله عليه السلام: يا بن شبيب! إنّ سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فَقُلْ متي ما ذكرتَه: يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزُ فَوْزاً عَظِيماً. يابن شبيب! إنْ سرّك أن تكون معنا في الدرجات العُلي من الجنان، فاحزن لحزننا، وافرحْ لفرحنا، وعليك بولايتنا؛ فلو أنّ رجلاً تولّي حَجَراً لحشره اللهُ معه يوم القيامة! [18] ـ «محاسن البرقيّ» ج 1، ص 264، الحديث 337، كتاب مصابيح الظلم. [19] ـ «أُصُول الكافيّ» ج 2، ص 126. [20] ـ «المحاسن» ج 1، ص 152، الحديث 75: كتاب «الصفوة والنور والرحمة». [21] ـ جاء في «رجال الكشيّ»: عمر بن يزيد بيّاع السابريّ مولي ثقيف، حدّثني جعفر ابنمعروف، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا بن يزيد! أنتَ واللهِ منا أهل البيت... إلی آخر هذه الرواية التي أوردناها هنا. وأوردها الاردبيليّ في رجاله بهذا المنوال، ونقل جميع المطالب السابقة عن «رجال الكشّيّ»؛ وقال: ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام؛ وقال: كان كوفيّاً. وذكره في «الفهرست» في أصحاب الكاظم؛ وقال عنه: ثقة، وله كتاب. علی أيّ تقدير فيتّضح من المدح الذي مدحه به الإمام الصادق عليه السلام أ نّه كان جليل القدر. [22] ـ الآية 68، من السورة 3: آل عمران. [23] ـ «بشارة المصطفي» ص 67 و 68، الطبعة الثانية، النجف الاشرف. والآية الواردة هي الآية 68، من السورة 3: آل عمران. [24] ـ طبقاً للتواريخ والاحاديث فَقَدْ فَقَدَ جابر بصره في أواخر حياته. أمّا في أمر كونه أعمي وقت زيارته للقبر المطهّر لسيّد الشهداء عليه السلام، فقد أوردنا تحقيقاً في شأنه في الجزء الثالث من كتاب «معرفة الإمام» من سلسلة العلوم والمعارف الإسلاميّة ( 2 )، الدرس 31، ضمن بيان حديث جابر حول الائمّة الاثني عشر عليهم السلام. [25] ـ «بشارة المصطفي» ص 74 و 75، طبعة النجف. [26] ـ «سفينة البحار» ج 1، ص 201. يقول: «عليّ هو الإمام الهاشميّ المعلّي الذي خُطّت سطور مناقبه علی بياض أعين الحور. وبحبّه ـ لا من الطاعة ـ بأهل العاصون يوم الجزاء بغفران الحيّ الدائم الغفور. ولن تجدي في الحشر، بدون محبّته، نفعاً، مكاشفات الجُنيد ورياضة المنصور». «إنّ حبّه ينفي من القلب سواد المعاصي، كما ينفي البدر ظلمة الليل الديجور». [27] ـ الآية 79، من السورة 17: الاءسراء. [28] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 13، ص 191؛ وأورد الرواية الثانية في ج 1، ص178. [29] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 13، ص 191؛ وج 1، ص 178. [30] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 13، ص 191؛ وفي ج 1، ص 177. [31] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 13، ص 192. [32] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 13، ص 192. [33] ـ «الميزان في تفسير القرآن» ج 13، ص 192. [34] ـ في بحث المعاد، في آخر كتاب «التجريد». [35] ـ الوعيديّة طائفة سمّيت بهذا الاسم لتشدّدها في أمر غضب الله تعالی ووعيده. [36] ـ الآية 18، من السورة 40: غافر. [37] ـ الآية 270، من السورة 2: البقرة. [38] ـ الآية 123، من السورة 2: البقرة. [39] ـ الآية 123، من السورة 2: البقرة. [40] ـ الآية 48، من السورة 74: المدّثّر. [41] ـ الآية 28، من السورة 21: الانبياء. [42] ـ «كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد» للعلاّمة الحلّيّ، ص 262 و 263، الطبعة الحروفيّة، طبعة قم. [43] ـ الآية 48، من السورة 74: المدّثّر. [44] ـ «بحار الانوار» ج 8، ص 62 و 63، الطبعة الحروفيّة. [45] ـ «روضة الكافي» ص 11. [46] ـ الآية 18، من السورة 40: غافر. [47] ـ «التوحيد» للصدوق، ص 407 و 408، الباب 63، الامر والنهي والوعد والوعيد. |
|
|