بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الله / المجلد الثالث/ القسم الثامن: وحدة الوجود، إثبات أصالة الوجود و إبطال أصالة الماهیة، بسیط الحقیقة کل الاشیاء

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

الصفحة السابقة

 

البحثان الحادی و الثلاثون و الثانی و الثالثون:

القائلون بوجود أثر لغیر الله تعالی مبتلون بالشرک الخفی

 

اعُوذُ بِاللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمَ

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحيم‌

وَصَلَّي‌ اللَهُ عَلَی‌ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ

وَلَعْنَةُ اللَهِ عَلَی‌ أعْدَائِهِمْ أجْمَعينَ مِنَ الا´نَ إلَی‌ قِيامِ يَوْمِ الدِّينِ

وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ العلی‌ِّ العَظِيمِ

 

 قَالَ اللَهُ الحَكِيمُ فِي‌ كِتَابِهِ الكَرِيمِ :

 اللَهُ خَـ'لِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَی‌' كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . [1]

 ( الا´ية‌ 62 ، من‌ السورة‌ 39 : الزمر )

 ووردت‌ الا´يات‌ الشريفة‌ التإلیة‌ بعد الا´ية‌ المذكورة‌ :

 لَهُ و مَقَإلیدُ السَّمَـ'وَ تِ وَالاْرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِـَايَـ'تِ اللَهِ أُولَـ'´نءِكَ هُمُ الْخَـ'سِرُونَ * قُلْ أَفَغَيْرَ اللَهِ تَأْمُرُو´نِّي‌´ أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَـ'هِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَیكَ وَإلَی‌ الَّذِينَ مِن‌ قَبْلِكَ لَنءِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَـ'سِرِينَ * بَلِ اللَهَ فَاعْبُدْ وَكُن‌ مِّنَ الشَّـ'كِرِينَ * وَمَا قَدَرُوا اللَهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاْرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ و يَوْمَ الْقِيَـ'مَةِ وَالسَّمَـ'وَ تُ مَطْوِيَّـ'تُ بِيَمِينِهِ سُبْحَـ'نَهُ و وَتَعَـ'لَي‌' عَمَّا يُشْرِكُونَ .

الحقّ سبحانه‌ وتعإلی‌ هو عين‌ الوجود وحقيقته

كلام‌ الفيض‌ الكاشاني‌ّ في‌ الجمع‌ بين‌ ظهور الله‌ وخفائه‌

 قال‌ آية‌ الله‌ الحكيم‌ المتأ لّه‌ الصمدانيّ والعارف‌ الباحث‌ والفقيه‌ الملاّ محمّد محسن‌ الفيض‌ الكاشانيّ قدّس‌ الله‌ تربته‌ :

 «كَلِمَةٌ بِهَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَي‌ الوُجُودِ وَأَ نَّهُ عَيْنُ الحَقِّ سُبْحَانَهُ .

 لا شكّ أنّ كلّ ما هو غير موجود محتاج‌ إلی‌ الوجود في‌ إيجاده‌ وتواجده‌ ، والوجود موجود بنفسه‌ لا بوجود غيره‌ ، وكلّ ما سوي‌ الحقّ محتاج‌ .

 إذن‌ فالحقّ هو عين‌ الوجود وهو موجود بنفسه‌ ، وكلّ الاشياء به‌ موجودة‌ . كالنور الذي‌ يُنير بنفسه‌ لا بنور غيره‌ ؛ ونور كلّ شي‌ء يكون‌ به‌ . وعلی‌ هذا فكلّ الاشياء محتاجة‌ إلی‌ الحقّ والحقّ غنيّ عن‌ كلّ الاشياء ؛ وَاللَهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ . [2]

 گويم‌ سخن‌ نغز كه‌ مغز سخن‌ است‌ هستي‌ است‌                 كه‌ هم‌ هستي‌ و هم‌ هست‌ كُن‌ است‌ [3]

 وهنا يتجلّي‌ سرّ معيّة‌ الحقّ مع‌ الاشياء ؛ فليس‌ من‌ شي‌ءٍ بدون‌ الوجود . ويتجلّي‌ كذلك‌ أنّ الوجود واجب‌ الوجود وقائم‌ بذاته‌ ومتعيّن‌ بها ؛ فلو كان‌ ممكناً أو قائماً بالغير أو متعيّن‌ به‌ لكان‌ محتاجاً إلی‌ الغير . وكلّ شي‌ء كائناً ما كان‌ غير الوجود محتاج‌ إلی‌ الوجود . ولذا فأسبقيّة‌ الشي‌ء علی‌ النفس‌ أصبحت‌ لازمة‌ ، وعلی‌ هذا فكلّ شي‌ء عدا الوجود قائم‌ بالوجود ، وهو ( أي‌ الوجود ) غير قائم‌ بشي‌ء .

 إذن‌ فالوجود الذي‌ هو عين‌ الحقّ ، هو دليل‌ علی‌ الحقّ كما قال‌ أمير المؤمنين‌ : ( يَا مَنْ ) دَلَّ عَلَی‌ ذَاتِهِ بِذَاتِهِ . [4]

 چون‌ دهان‌ دلبران‌ در هست‌ و نيست‌                       خود به‌ بود خود گواهي‌ ميدهد[5]

 وأصبح‌ معلوماً ممّا ذكرنا أنّ الوجود بسيط‌ من‌ جميع‌ الوجوه‌ ، إذ لو كان‌ مركّباً لكان‌ محتاجاً إلی‌ الاجزاء ، ولكان‌ كلّ جزء محتاجاً إلیه‌ . فـ « أسبقيّة‌ الشي‌ء علی‌ النفس‌ أصبحت‌ لازمة‌ » . وصار معلوماً كذلك‌ أنّ الوجود ليس‌ هذا المعني‌ المصدريّ الذهنيّ الذي‌ يُعبّر عنه‌ بـ الكون‌ و الحُصُول‌ و التَّحَقُّق‌ ، لانّ هذا هو أمر اعتباريّ لا وجود له‌ إلاّ في‌ الذهن‌ وهو مُعتَبَرٌ بالاعتبار ، في‌ حين‌ أنّ الوجود كما قلنا مُحقّق‌ الحقائق‌ والذوات‌ وكلّ الاشياء محتاجة‌ إلیه‌ . وهذا المعني‌ الذهنيّ هو وجه‌ من‌ وجوهه‌ وعنوان‌ من‌ عناوينه‌ .

 ولانّ الوجود متعيّن‌ بذاته‌ هو ، فلا يمكن‌ له‌ أن‌ يمثّل‌ أفراداً متعدّدين‌ بالمفهوم‌ العامّ ؛ لا متناع‌ التعدّد والانقسام‌ علی‌ حقيقة‌ الشي‌ء إلاّ بأمرٍ خارجيّ من‌ تلك‌ الحقيقة‌ والتي‌ تستوجب‌ تعيّن‌ أفراده‌ ؛ وتمييز بعضها عن‌ البعض‌ الا´خر . ولذلك‌ قيل‌ :

 صِرْفُ الوُجُودِ الَّذِي‌ لاَ أَتَمَّ مِنْهُ ، كُلَّمَا فَرَضْتَهُ ثَانِيَاً فَإذَا نَظَرْتَ فَهُوَ هُوَ ؛ «شَهِدَ اللَهُ أَ نَّهُ و لاَ´ إِلَـ'هَ إِلاَّ هُوَ» . [6]

 هم‌ توئـي‌ اي‌ قديـم‌ فـرد الـه‌                       وحدت‌ خويش‌ را دليل‌ و گواه‌ [7]

 شَـهِدَ اللَهُ بـشـنو و تو بگو                         وَحْــدَهُ لا إلَـــهَ إلاّ هُــو [8]

 وكذلك‌ قيل‌ :

 كَلِمَةٌ بِهَا يُجْمَعُ بَيْنَ ظُهُورِهِ سُبْحَانَهُ وَخَفَائِهِ .

 إنّ وجوده‌ أظهر من‌ وجود سائر الاشياء ؛ لانّ وجوده‌ ظاهر به‌ ووجود سائر الاشياء به‌ ظاهرة‌ . كما قال‌ : اللَهُ نُورُ السَّمَـ'وَ تِ وَالاْرْضِ .[9]

 لانّ كلمة‌ نور تُطلق‌ علی‌ الشي‌ء الظاهر بنفسه‌ والمُظهِر لسائر الاشياء .

 همه‌ عالم‌ به‌ نور اوست‌ پيدا                      كجا او گردد از عالم‌ هويدا

 زهي‌ نادان‌ كه‌ او خورشيد تابان‌                  به‌ نور شمع‌ جويد در بيابان‌ [10]

 إنّ الاشياء بغياب‌ الوجود عدم‌ محض‌ ، والوجود هو مبدأ إدراك‌ الكلّ ، من‌ جانب‌ المُدرِك‌ والمُدرَك‌ علی‌ حدّ سواء . فوجود المدرَك‌ هو أوّل‌ ما تدرك‌ من‌ كلّ ما تُريد إدراكه‌ ، وإن‌ كنتَ غافلاً عن‌ إدراك‌ هذا ا لإدراك‌ ، فقد خفي‌ من‌ فرط‌ الظهور . فلا يمكن‌ إدراك‌ المُبصَر دون‌ واسطة‌ نور آخر كالشعاع‌ ، ولانّ الشعاع‌ يبدو غير مرئيّاً من‌ فرط‌ ظهوره‌ في‌ تلك‌ الحالة‌ ، بحيث‌ تقوم‌ طائفة‌ بإنكاره‌ . ويجب‌ قياس‌ هذا علی‌ النور الذي‌ كان‌ واسطة‌  لإدراك‌ الشعاع‌ .

 نُورٌ عَلَی‌ نُورٍ يَهْدِي‌ اللَهُ لِنُورِهِ مَن‌ يَشَآءُ . [11]

 قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ : لاَ تَتَعَجَّبْ مِنِ اخْتِفَاءِ شَي‌ءٍ بِسَبَبِ ظُهُورِهِ ، فَإنَّ الاَشْيَاءَ إنَّمَا تُسْتَبَانُ بِأَضْدَادِهَا ؛ وَمَا عَمَّ وُجُودُهُ حَتَّي‌ لاَ ضِدَّ لَهُ ، عَسُرَ إدْرَاكُهُ . فَلَوِ اخْتَلَفَ الاَشْيَاءُ فَدَلَّ بَعْضُهَا عَلَی‌ اللَهِ دُونَ بَعْضٍ ، أُدْرِكَتِ التَّفْرِقَةُ عَلَی‌ قُرْبٍ ؛ وَلَمَّا اشْتَرَكَتْ فِي‌ الدَّلاَلَةِ عَلَی‌ نَسَقٍ وَاحِدٍ أُشْكِلَ الاَمْرُ !

 وَمِثَالُهُ نُورُ الشَّمْسِ المُشْرِقُ عَلَی‌ الاَرْضِ . فَإنَّا نَعْلَمُ أَ نَّهُ عَرَضٌ مِنَ الاَعْرَاضِ يَحْدُثُ فِي‌ الاَرْضِ وَيَزُولُ عِنْدَ غَيْبَةِ الشَّمْسِ . فَلَوْ كَانَتِ الشَّمْسُ دَائِمَةَ ا لإشْراقِ لاَ غُرُوبَ لَهَا لَكُنَّا نَظُنُّ أَنْ لاَ هَيْئَةَ فِي‌ الاَجْسَامِ إلاَّ أَلْوَانُهَا ؛ وَهِي‌َ السَّوَادُ وَالبَيَاضُ .

 فَأَمَّا الضَّوْءُ فَلاَ نُدْرِكُهُ وَحْدَهُ ، لَكِنْ لَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ وَأُظْلِمَتِ المَوَاضِعُ أُدْرِكَتْ تَفْرِقَةٌ بَيْنَ الحَالَتَيْنِ . فَعَلِمْنَا أَنَّ الاَجْسَامَ قَدِ اسْتَضَاءَتْ بِضَوْءٍ ، وَاتَّصَفَتْ بِصِفَةٍ فَارَقَتْهَا عِنْدَ الغُرُوبِ ؛ فَعَرَفْنَا وُجُودَ النُّورِ بِعَدَمِهِ .

 وَمَا كُنَّا نَطَّلِعُ عَلَیهِ لَوْلاَ عَدَمُهُ إلاَّ بِعُسْرٍ شَدِيدٍ ، وَذَلِكَ لِمُشاهَدَتِنَا الاَجْسَامَ مُتَشَابِهَةً غَيْرَ مُخْتَلِفَةٍ فِي‌ الظَّلاَمِ وَالنُّورِ .

 هَذَا مَعَ أَنَّ النُّورَ أَظْهَرُ المَحْسُوسَاتِ ، إذْ بِهِ يُدْرَكُ سَائِرُ المَحْسُوسَاتِ . فَمَا هُوَ ظَاهِرٌ بِنَفْسِهِ وَهُوَ مُظْهِرٌ لِغَيْرِهِ ، انْظُرْ كَيْفَ تُصُوِّرَ اسْتِبْهَامُ أَمْرِهِ بِسَبَبِ ظُهُورِهِ لَوْلاَ طَرَيَانُ ضِدِّهِ . فَإذَنِ الحَقُّ سُبْحَانَهَ هُوَ أَظْهَرُ الاُمُورِ وَبِهِ ظَهَرَتِ الاَشْيَاءُ كُلُّهَا . وَلَوْ كَانَ لَهُ عَدَمٌ أَوْ غَيْبَةٌ أَوْ تَغَيُّرٌ لاَنْهَدَمَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ وَبَطَلَ المُلْكُ وَالمَلَكُوتُ وَلاَدْرِكَتِ التَّفْرِقَةُ بَيْنَ الحَالَتَيْنِ !

 وَلَوْ كَانَ بَعْضُ الاَشْيَاءِ مَوْجُوداً بِهِ وَبَعْضُهَا مَوْجُوداً بِغَيْرِهِ لاَدْرِكَتِ التَّفْرِقَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فِي‌ الدَّلاَلَةِ ، وَلَكِنْ دَلاَلَتُهُ عَامَّةٌ في‌ الاَشْياءِ عَلَی‌ نَسَقٍ وَاحِدٍ وَوُجُودُهُ دَائِمٌ فِي‌ الاَحْوَالِ يَسْتَحِيلُ خِلاَفُهُ ؛ فَلاَ جَرَمَ أَوْرَثَ شِدَّةُ الظُّهُورِ خَفَاءً .

 روحي‌است‌ بي‌نشان‌ و ما غرقه‌ در نشانش‌              جاني‌ است‌ بي‌مكان‌ و سر تا قدم‌ مكانش‌

 خواهي‌ كه‌ بيابي‌ يك‌ لحظه‌اي‌ مجويش‌                    خواهي‌ كه‌ تا بداني‌ يك‌ لحظه‌اي‌ مدانش‌ [12]

* * *

 خَفِي‌ٌّ  لإفْرَاطِ الظُّهُورِ تَعَرَّضَتْ                  لإدْرَاكِهِ أَبْصَارُ قَوْمٍ أَخَافِشِ

 وَحَظُّ العُيُونِ الزُّرْقِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ                        لِشِدَّتِهِ حَظُّ العُيُونِ العَوامِشِ

 * * *

 اي‌ تو مخفي‌ در ظهور خويشتن‌                  وي‌ رُخت‌ پنهان‌ به‌ نور خويشتن‌ [13]

 لَقَدْ ظَهَرْتَ فَلاَ تَخْفَي‌ عَلَی‌ أَحَدٍ               إلاَّ عَلَی‌ أَكْمَهٍ لاَ يَعْرِفُ القَمَرا

 لَكِنْ بَطَنْتَ بِمَا أَظْهَرْتَ مُحْتَجِباً                وَكَيْفَ يُعْرَفُ مَنْ بِالعُرْفِ اسْتَتَرا

 حجاب‌ روي‌ تو هم‌ روي‌ تست‌ در همه‌ حال‌                نهاني‌ از همه‌ عالم‌ ز بسكه‌ پيدائي‌ [14]

الرجوع الي الفهرس

أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ : ظاهرٌ في‌ غيبٍ ، وغائبٌ في‌ ظهور

 قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ : لَمْ تُحِطْ بِهِ الاَوْهَامُ ، بَلْ تَجَلَّي‌ لَهَا بِهَا ؛ وَبِهَا امْتَنَعَ مِنْهَا . وَقَالَ : ظَاهِرٌ فِي‌ غَيْبٍ ؛ وَغَائِبٌ فِي‌ ظُهُورٍ .

 وَقَالَ : لاَ يَجِنُّهُ البُطُونُ عَنِ الظُّهُورِ ؛ وَلاَ يَقْطَعُهُ الظُّهُورُ عَنِ البُطُونِ . قَرُبَ فَنَأَي‌ ، وَعَلاَ فَدَنَا ، وَظَهَرَ فَبَطَنَ ، وَبَطَنَ فَعَلَنَ ، وَدَانَ وَلَمْ يُدَنْ . أَي‌ْ ظَهَرَ وَغَلَبَ وَلَمْ يُغْلَبْ .

 وَرَوَي‌ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فِي‌ «مَعَانِي‌ الاَخْبَارِ» بِإسْنَادِهِ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : التَّوْحِيدُ ظَاهِرُهُ فِي‌ بَاطِنِهِ ؛ وَبَاطِنُهُ فِي‌ ظَاهِرِهِ . ظَاهِرُهُ مَوْصُوفٌ لاَ يُرَي‌ ؛ وَبَاطِنُهُ مَوْجُودٌ لاَ يَخْفَي‌ .

 يُطْلَبُ بِكُلِّ مَكَانٍ ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ مَكَانٌ طَرْفَةَ عَيْنٍ . حَاضِرٌ غَيْرُ مَحْدُودٍ ؛ وَغَائِبٌ غَيْرُ مَفْقُودٍ .

 قَالَ بَعْضُهُمْ : مَا ظَهَرَ بِشَي‌ءٍ مِنَ المَظَاهِرِ إلاَّ وَقَدِ احْتَجَبَ بِهِ ؛ وَمَا احْتَجَبَ بِشَي‌ءٍ إلاَّ وَقَدْ ظَهَرَ فيهِ .

 وَقَالَ آخَرُ : لم‌ يحجبه‌ أحد ؛ لانّ الحجاب‌ محدود وهو لاحدّ له‌ » . [15]

الرجوع الي الفهرس

البحث‌ القيّم‌ لكاشف‌ الغطاء في‌ وحدة‌ الوجود والموجود

 لقد ألّف‌ آية‌ الله‌ المحقّق‌ المدقّق‌ ، والعالِم‌ الكلّ ، والشاعر الباحث‌ المنطيق‌ ، والفقيه‌ القدير والحكيم‌ ذو العزّة‌ وا لإكرام‌ ، من‌ نوادر دهره‌ ونوابغ‌ عصره‌ جامعاً جميع‌ العلوم‌ المختلفة‌ والمعارف‌ المتباينة‌ ـ وقد كنتُ أنا الحقير أتشرّف‌ بطلعته‌ مدّة‌ سنة‌ أو اثنتين‌ وذلك‌ في‌ مستهلّ رحلتي‌ إلی‌ النجف‌ الاشرف‌ لكنّي‌ لم‌ أحظَ بالاستفادة‌ من‌ فيض‌ وجوده‌ [16] الشيخ‌ محمّد الحسين‌ آل‌ كاشف‌ الغطاء أعلی‌ الله‌ تعإلی‌ مقامه‌ كتاباً بعنوان‌ « الفردوس‌ الاعلی‌ » حيث‌ قام‌ جناب‌ صديقنا المحترم‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الشهيد السيّد محمّد علی‌ القاضي‌ الطباطبائيّ رضوان‌ الله‌ علیه‌ بالتعلیق‌ علیه‌ وقد طُبِع‌ الكتاب‌ المذكور مراراً . وقد بُحثت‌ مسائل‌ مختلفة‌ في‌ الكتاب‌ المذكور ومنها أربع‌ مسائل‌ مهمّة‌ في‌ الحكمة‌ وهي‌ :

 1 ـ الوَاحِدُ لاَ يَصْدُرُ عَنْهُ إلاَّ الوَاحِدُ .

 2 ـ مَعنَي‌ العُقُولِ العَشَرَة‌ .

 3 ـ وَحْدَةُ الوُجُودِ وَالمَوجُودِ .

 4 ـ المَعَادُ الجِسْمَانِي‌ِّ .

 والحقّ أ نّه‌ كتاب‌ قيّم‌ وجذّاب‌ ؛ وبحوثه‌ في‌ ذروة‌ الكمال‌ وا لإتقان‌ والاستحكام‌ . لانّ الحقير لم‌ يعثر علی‌ بحثٍ في‌ مسألة‌ التوحيد الحقّ والصِّرف‌ ا لإلهيّ أفضل‌ وأوجز وأجمل‌ وأقوي‌ برهاناً وأحلي‌ عبارة‌ وأشوق‌ تعبيراً من‌ البحث‌ الثالث‌ وهو « وحدة‌ الوجود والموجود » ، فلا أقلّ من‌ أن‌ أنقل‌ نصّ تلك‌ العبارات‌ هنا لمزيد من‌ المعرفة‌ وفتح‌ باب‌ المطالعة‌ العسيرة‌ علی‌ البعض‌ إلی‌ عاشقي‌ عرفان‌ الربّ السبحان‌ والهائمين‌ في‌ الحكمة‌ والبرهان‌ للربّ الرحمن‌ ؛ علّهم‌ يستفيدوا منها فتنكشف‌ لهم‌ مسألة‌ التوحيد بهذا المنطق‌ المتين‌ والبرهان‌ الراسخ‌ الامين‌ للفقيه‌ العالم‌ والمتضلّع‌ بعلوم‌ أهل‌ البيت‌ ؛ فلن‌ تبقي‌ بعد ذلك‌ بحول‌ الله‌ و قوّته‌ أيّة‌ شبهة‌ أو شكّ .

 يقول‌ سماحته‌ :

 وحدة‌ الوجود أو وحدة‌ الموجود :

 هذه‌ القضيّة‌ من‌ أُمّهات‌ أو مهمّات‌ قضايا الفلسفة‌ ا لإلهيّة‌ وهي‌ تتّصل‌ اتّصالاً وثيقاً بعلم‌ الحكمة‌ العإلیة‌ وا لإلهيّ بالمعني‌ الاعمّ الذي‌ يُبحث‌ فيه‌ عن‌ الاُمور العامّة‌ ، كالوجود والموجود وكالواجب‌ والممكن‌ ، والعلّة‌ والمعلول‌ والوحدة‌ والكثرة‌ ، وأمثالها ممّا لا يتعلّق‌ بموضوع‌ خاصّ ، ولا حقيقة‌ معيّنة‌ من‌ الانواع‌ لا ذهناً ولا خارجاً ، وللتمهيد والمقدّمة‌ نقول‌ :

 إنّ من‌ المسائل‌ الخلافيّة‌ بين‌ حكماء ا لإسلام‌ وفلاسفة‌ المسلمين‌ مسألة‌ أصالة‌ الوجود أو الماهيّة‌ ، بمعني‌ أنّ المتحقّق‌ في‌ العين‌ والخارج‌ هل‌ هو الوجود والماهيّة‌ أمر اعتباريّ يُنتزع‌ من‌ الوجود المحدود المقيّد المتعيّن‌ بالتعيّن‌ الذي‌ يميّزه‌ عن‌ غيره‌ بالجنس‌ والنوع‌ وغيرهما من‌ الاعتبارات‌ ، أو أنّ المتحقّق‌ في‌ ظرف‌ العين‌ والخارج‌ ونفس‌ الامر والواقع‌ هو الماهيّة‌ والوجود مفهوم‌ اعتباريّ خارج‌ عنها مُنتزَع‌ منها محمول‌ علیها من‌ خوارج‌ المحمول‌ لا المحمولات‌ بالضميمة‌ . فماهيّة‌ النار مثلاً إذا تحقّقت‌ في‌ الخارج‌ وترتّبت‌ علیها آثارها الخاصّة‌ من‌ ا لإضاءة‌ ، وا لإحراق‌ والحرارة‌ صحّ انتزاع‌ الوجود منها وحمله‌ علیها ، فيقال‌ : النار موجودة‌ وإلاّ فهي‌ معدومة‌ .

 وهذا القول‌ ، أعني‌ أصالة‌ الماهيّة‌ وأنّ الوجود في‌ جميع‌ الموجودات‌ حتّي‌ الواجب‌ اعتبار محض‌ ، علی‌ الظاهر كان‌ المشهور عند الحكماء إلی‌ أوائل‌ القرن‌ الحادي‌ عشر وعلیه‌ تبتني‌ شبهة‌ الحكيم‌ ابن‌ كمّونة‌ [17] التي‌ أشكل‌ بها علی‌ التوحيد زاعماً أ نّه‌ :

 « ما المانع‌ من‌ أن‌ يكون‌ في‌ ظرف‌ التحقّق‌ ونفس‌ الامر والواقع‌ هويّتان‌ مجهولتا الكُنه‌ والحقيقة‌ ؛ بسيطتان‌ متبائنتان‌ بتمام‌ ذاتيهما وينتزع‌ وجوب‌ الوجود من‌ كلّ منهما ويحمل‌ علی‌ كلّ واحدة‌ منهما من‌ قبيل‌ خارج‌ المحمول‌ لا المحمول‌ بالضميمة‌ ، لانّ ذات‌ كلّ منهما بسيطة‌ لا تركيب‌ فيها ، إذ التركيب‌ يلازم‌ ا لإمكان‌ وقد فرضنا وجوب‌ كلّ منهما » .

 وقد أعضلت‌ هذه‌ الشبهة‌ في‌ عصره‌ علی‌ أساطين‌ الحكمة‌ واستمرّ إعضالها عدّة‌ قرون‌ حتّي‌ صار يُعبَّر عنها كما في‌ أوّل‌ الجزء الاوّل‌ من‌ « الاسفار » افتخار الشياطين‌ .

 وسـمعنا من‌ أسـاتذتنا في‌ الحكمة‌ أنّ المحقّق‌ الخونـسـاري‌ّ [18] صاحب‌ « مـشـارق‌ الشـموس‌ » الذي‌ كان‌ يُلقّب‌ بالعقل‌ الحادي‌ عشر ، قال‌ : « لو ظهر الحجّة‌ عجّل‌ الله‌ فرجـه‌ لما طـلبتُ معجـزة‌ منه‌ إلاّ الجـواب‌ عن‌ شـبهـة‌ ابن‌ كـمّـونة‌ » . ولكن‌ في‌ الـقـرن‌ الحـادي‌ عشـر الذي‌ نبغت‌ فيه‌ أعاظـم‌ الحكمـاء كالسيّد الداماد ، [19] وتلميذه‌ ملاّ صدرا ، [20] وتلميذيه‌ الفيض‌[21] و اللاهجيّ ( صاحب‌ « الشوارق‌ » الملقّب‌ بالفيّاض‌ ) [22]، انعكس‌ الامر وأُقيمت‌ البراهين‌ الساطعة‌ علی‌ «أصالة‌ الوجود» ، و أنّ الماهيّات‌ جميعاً اعتبارات‌ صرفة‌ ينتزعها الذهن‌ من‌ حدود الوجود ، أمّا الوجود غير المحدود ، كوجود الواجب‌ جلّ شأنه‌ فلا ماهيّة‌ له‌ ، بل‌ (ماهيّته‌ إنّيّته‌) .

الرجوع الي الفهرس

 إثبات‌ أصالة‌ الوجود ، وإبطال‌ أصالة‌ الماهيّة‌

وقد ذكر الحكيم‌ السبزواري‌ّ رحمه‌ الله‌ [23] في‌ منظومته‌ البراهين‌ القاطعة‌ علی‌ أصالة‌ الوجود مع‌ أ نّه‌ من‌ أوجز كتب‌ الحكمة‌ ، فما ظنّك‌ « بالاسفار » وهي‌ أربع‌ مجلّدات‌ بالقطع‌ الكبير ، ويكفيك‌ منها برهان‌ واحد وهو اختلاف‌ نحوي‌ الوجود ، حيث‌ نري‌ بالضرورة‌ والوجدان‌ أنّ النار مثلاً بوجودها الذهنيّ لا يترتّب‌ علیها شي‌ء من‌ الا´ثار من‌ إحراق‌ وغيره‌ بخلاف‌ وجودها الخارجي‌ّ ، ولو كانت‌ هي‌ المتأصّلة‌ في‌ كلا الوجودين‌ لترتّبت‌ آثارها ذهناً وخارجاً ، وإلیه‌ أشار في‌ المنظومة‌ بقوله‌ :

 وَإنَّهُ مَنْبَعُ كُلِّ شَرَفِ                  وَالفَرْقُ بَيْنَ نَحْوَي‌ِ الكَوْنِ يَفي‌

 وحيث‌ أسفرت‌ الابحاث‌ الحِكَمِيّة‌ عن‌ هذا الحقيقة‌ الجليّة‌ من‌ أصالة‌ الوجود الخارجيّ غير المحدود الذي‌ نعبّر عنه‌ بواجب‌ الوجود جلّت‌ عظمته‌ ، يستحيل‌ أن‌ يُفرَض‌ له‌ ثاني‌ لاَ ثَانِي‌ لَهُ ، فإنّ كلّ حقيقة‌ بسيطة‌ لا تركيب‌ فيها يستحيل‌ أن‌ تتثنّي‌ وتتكرّر لا ذهناً ولا خارجاً ولا وهماً ولا فرضاً ، وقد أحسن‌ المثنوي‌ [24] با لإشارة‌ إلی‌ هذه‌ النظريّة‌ القطعيّة‌ ، حيث‌ يقول‌ : عن‌ أُستاذه‌ شمس‌ التبريزي‌ّ : [25]

 شمس‌ در خارج‌ اگر چه‌ هست‌ فرد              ميتوان‌ هم‌ مثل‌ او تصوير كرد

 شمس‌ تبريزي‌ كه‌ نور مطلق‌ است‌              آفتاب‌ است‌ و ز انوار حق‌ است‌

 شمس‌ تبريزي‌ كه‌ خارج‌ از اثير                    نبودش‌ در ذهن‌ و در خارج‌ نظير [26]

الرجوع الي الفهرس

الاشتراك‌ اللفظي‌ في‌ إطلاق‌ لفظ‌ الوجود علی‌ مراتبه‌ يستلزم‌ المحذورات‌

توحيدُه‌ تمييزُه‌ عن‌ خَلْقه‌ ؛ وحكم‌ التمييز بينونة‌ صفة‌ لا بينونة‌ عزلة‌

 وبعد أن‌ أتّضح‌ بطلان‌ أصالة‌ الماهيّة‌ ، وأشرق‌ نور الوجود بأصالته‌ ، اختلف‌ القائلون‌ بأصالة‌ الوجود بين‌ قائل‌ بأنّ الوجودات‌ بأجمعها واجبها وممكنها الذهنيّ منها ، والخارجيّ المتبائنة‌ في‌ تشخّصها وتعيينها قطعاً ، هل‌ إطلاق‌ الوجود علیها من‌ باب‌ المشترك‌ اللفظيّ ، وهو إطلاق‌ اللفظ‌ علی‌ المعاني‌ المتكثّرة‌ والمفاهيم‌ المتبائنة‌ التي‌ لا تندرج‌ تحت‌ حقيقة‌ واحدة‌ ، ولا يجمعها قدر مشترك‌ كالعين‌ التي‌ تستعمل‌ في‌ الباصرة‌ وفي‌ النابعة‌ والذهب‌ إلی‌ آخر ما لها من‌ المعاني‌ المتباينة‌ ، علی‌ عكس‌ المترادف‌ الذي‌ هو عبارة‌ عن‌ ألفاظ‌ كثيرة‌ لمعني‌ واحد ، والمشترك‌ الذي‌ يعني‌ وجود معاني‌ كثيرة‌ تحت‌ لفظ‌ واحد .

 وقد نسب‌ هذا القول‌ إلی‌ المشّائين‌ أو لاكثرهم‌ .

 أو أ نّه‌ من‌ المشترك‌ المعنويّ ، فوجود النار والماء في‌ باب‌ المفاهيم‌ ، ووجود زيد وعمرو في‌ باب‌ المصاديق‌ شي‌ء واحد وحقيقة‌ فاردة‌ ، وإنّما التباين‌ والتعدّد في‌ الماهيّات‌ المنتزعة‌ من‌ حدود الوجود وتعيّنات‌ القيود ، فحقيقة‌ الوجود من‌ حيث‌ هو واحدة‌ بكلّ معاني‌ الوحدة‌ ، وما به‌ الامتياز هو عين‌ ما به‌ الاشتراك‌ . فتدبّر هذه‌ الجملة‌ جيّداً كي‌ تصل‌ إلی‌ معناها جيّداً .

 وحيث‌ إنّ القول‌ الاوّل‌ يستلزم‌ محاذير قطعيّة‌ الفساد ؛ وَمَا يَسْتَلْزِمُ الفَسَادَ فَاسِدٌ قَطْعاً . ومن‌ بعض‌ محاذيره‌ لزوم‌ العزلة‌ بين‌ وجود الواجب‌ ووجود الممكن‌ وعدم‌ السنخيّة‌ بين‌ العلّة‌ والمعلول‌ المنتهي‌ إلی‌ بطلان‌ التوحيد من‌ أصله‌ وأساسه‌ . وإلی‌ هذا أشار سَيِّدُ المُوَحِّدِينَ وَإمَامُ العُرَفَاءِ الشَّامِخِينَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ سلام‌ الله‌ علیه‌ ، حيث‌ يقول‌ :

 تَوْحِيدُهُ تَمْيِيزُهُ عَنْ خَلْقِهِ ؛ وَحُكْمُ التَّمْيِيزِ بَيْنُونَةُ صِفَةٍ لاَ بَيْنُونَةُ عُزْلَةٍ .

 وللّه‌ هذه‌ الحكمة‌ الشامخة‌ والكلمة‌ الباذخة‌ ما أجلّها وأجمعها لقواعد التوحيد والتجريد والتنزيه‌ ودحض‌ التشبيه‌ ، والاصحّ الذي‌ لا غبار علیه‌ أنّ حقيقة‌ الوجود من‌ حيث‌ هي‌ واحدة‌ لا تعدّد فيها ولا تكرار ، بل‌ كلّ حقيقة‌ من‌ الحقائق‌ وماهيّة‌ من‌ الماهيّات‌ أيضاً بالنظر إلی‌ ذاتها مجرّدة‌ عن‌ كلّ ما سواها يستحيل‌ تعدّدها وتكرّرها ، ومن‌ قواعد الحكمة‌ المتّفق‌ علیها أنّ : حَقِيقَةُ الشَّي‌ءِ لاَ تَتَثَنَّي‌ وَلاَ تَتَكَرَّرُ ، وَالمَاهِيَّاتُ إنَّمَا تَتَكَثَّرُ وَتَتَكَرَّرُ بِالوُجُودِ ؛ كَمَا أَنَّ الوُجُودَ إنَّمَا يَتَكَثَّرُ بِالمَاهِيَّاتِ وَالحُدُودِ . يعني‌ أنّ ماهيّة‌ ا لإنسان‌ وحقيقته‌ النوعيّة‌ إنّما تكثّرت‌ بالافراد العينيّة‌ والمصاديق‌ الخارجيّة‌ ، والتعيّن‌ إنّما جاء من‌ الوجود وبه‌ تكرّرت‌ الماهيّة‌ وتكثّرت‌ ، ولولا الوجود لما كانت‌ الماهيّة‌ من‌ حيث‌ هي‌ إلاّ هي‌ لا تعدّد ولا تكثّر ، وكما أنّ الماهيّة‌ بالوجود تكرّرت‌ وتكثّرت‌ فكذلك‌ الوجود إنّما تكرّر وتكثّر بالحدود والتعيّنات‌ التي‌ انتزعت‌ منها الماهيّات‌ ، فالقضيّة‌ مطّردة‌ منعكسة‌ تكثّر الوجود بالماهيّة‌ ، وتكثّرت‌ الماهيّة‌ بالوجود .[27]

 ثمّ إنّ الوجود نوعان‌ : ذهني‌ّ وخارجيّ ، أمّا الذهنيّ فهو اعتبار صرف‌ ومفهوم‌ محض‌ كسائر المفاهيم‌ الذهنيّة‌ المنتزعة‌ من‌ المصاديق‌ ، يحمل‌ علیها بالحمل‌ الشايع‌ الصناعيّ من‌ المحمولات‌ بالضميمة‌ لا خوارج‌ المحمول‌ ، فقولك‌ زيد موجود كقولك‌ : زيد كاتب‌ وهو كلّيّ واحد منطبق‌ علی‌ أفراده‌ التي‌ لا تحصي‌ ومن‌ «المعقولات‌ الثانويّة‌» باصطلاح‌ الحكيم‌ .

 أمّا الوجود العينيّ الخارجيّ الذي‌ يحكي‌ عنه‌ ذلك‌ المفهوم‌ وينتزع‌ منه‌ فهو بأنواعه‌ الاربعة‌ : 1 ـ الذاتي‌ وهو بشرط‌ لا والمطلق‌ وهو لا بشرط‌ والمقيّد وهو بشرط‌ شي‌ء . ويندرج‌ فيه‌ .

 2 ـ الرابط‌ وهو مفاد كان‌ الناقصة‌ .

 3 ـ الرابطيّ وهو ما يكون‌ وجوده‌ في‌ نفسه‌ عين‌ وجوده‌ لغيره‌ كالاعراض‌ .

 4 ـ الربط‌ وهو ما يكون‌ وجوده‌ لنفسه‌ في‌ نفسه‌ ولكن‌ بغيره‌ كالجواهر فإنّها موجودة‌ لنفسها وفي‌ نفسها لكن‌ بغيرها أي‌ بعلّتها .

الرجوع الي الفهرس

وجود واجب‌ الوجود في‌ نفسه‌ بنفسه‌ لنفسه‌

إطلاق‌ الوجود علی‌ مصاديقه‌ علی‌ نحو الاشتراك‌ المعنوي‌ّ

 أمّا واجب‌ الوجود فوجوده‌ : فِي‌ نَفْسِهِ بِنَفْسِهِ لِنَفْسِهِ . [28]

 وهو أي‌ الوجود أيضاً بذاته‌ وبجميع‌ هذه‌ الانواع‌ وحدانيّ ذو مراتب‌ متفاوتة‌ بالقوّة‌ والضعف‌ والاوّليّة‌ والاولويّة‌ ، أعلی‌ مراتبه‌ وأوّلها و أولاها الوجود الواجب‌ الجامع‌ لكمالات‌ جميع‌ ما دونه‌ من‌ مراتب‌ الوجود بنحو البساطة‌ والوحدة‌ الجامعة‌ لجيمع‌ الكثرات‌ وكلّ الكثرات‌ نشأت‌ منها ورجعت‌ إلیها .

«بسطُ الحقيقةِ كُلُّ الاشياء» هي‌ مفاد «إنّا للّه‌ وإنّا إلیه‌ راجعون‌»

 إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا´ إلَیهِ رَ جِعُونَ . [29]

 وإلیه‌ ا لإشارة‌ بقولهم‌ : بَسِيطُ الحَقَيقَةِ كُلُّ الاَشْيَاءِ وَلَيْسَ بِشَي‌ءٍ مِنَ الاَشْيَاءِ .

 والتوحيد الكامل‌ (رَدُّ الكَثْرَةِ إلَی‌ الوَحْدَةِ ، وَالوَحْدَةِ إلَی‌ الكَثْرَةِ) .

 وهذا الوجود الخارجيّ من‌ أعلی‌ مراتبه‌ الوجوبيّة‌ إلی‌ أخسّ مراتبه‌ ا لإمكانيّة‌ وهي‌ «الهيولي‌» التي‌ لها أضعف‌ حظّ من‌ الوجود وهي‌ القوّة‌ القابلة‌ لكلّ صورة‌ ، ولعلّها هي‌ المشار إلیها في‌ دعاء السمات‌ : وَانْزَجَرَ لَهَا العُمْقُ الاَكْبَرُ كلّه‌ واجبه‌ وممكنه‌ ومادّيه‌ ومجرّده‌ حقيقة‌ واحدة‌ وإن‌ اختلف‌ في‌ القوّة‌ والضعف‌ والوجوب‌ وا لإمكان‌ والعلیة‌ والمعلوليّة‌ .

 ولكن‌ كلّ هذا الاختلاف‌ العظيم‌ لا يخرجه‌ عن‌ كونه‌ حقيقة‌ واحدة‌ ولا يصيّره‌ حقائق‌ متباينة‌ ، وإن‌ كان‌ بالنظر إلی‌ حدوده‌ ومراتبه‌ متعدّداً ومتكثّراً ولكن‌ حقيقته‌ من‌ حيث‌ هي‌ واحدة‌ لاتعدّد فيها ولا تكثّر .

 ألا تري‌ أنّ الماء من‌ حيث‌ أنواعه‌ وأصنافه‌ ما أكثره‌ وأوسعه‌ ، فماء السماء وماء البحر وماء النهر وماء البئر وهكذا ولكن‌ مهما تكثرت‌ الانواع‌ وتعدّدت‌ المصاديق‌ فحقيقة‌ الماء وطبيعته‌ في‌ الجميع‌ واحدة‌ .

 وهكذا سائر الماهيّات‌ والطبائع‌ ، إذاً فوحدة‌ الوجود بهذا المعني‌ تكاد أن‌ تكون‌ من‌ الضروريّات‌ التي‌ لا تستقيم‌ حقيقة‌ التوحيد إلاّ بها ولا تنتظم‌ مراتب‌ العلّة‌ والمعلول‌ والحقّ والخلق‌ إلاّ بها .

 فالوجود واحد مرتبط‌ بعضه‌ ببعض‌ من‌ أعلی‌ مراتبه‌ من‌ واجب‌ الوجود نازلاً علی‌ أدناها وأضعفها وهو الهيولي‌ التي‌ لا حظّ لها من‌ الوجود سوي‌ القوّة‌ والاستعداد ثمّ منها صاعداً إلی‌ المبدأ الاعلی‌ والعلّة‌ الاُولي‌ منه‌ المبدأ وإلیه‌ المعاد . ثمّ إنّ أوّل‌ صادر منه‌ وأقرب‌ موجود إلیه‌ هو العقل‌ الكلّي‌ّ والصادر الاوّل‌ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَهُ العَقْلُ إلی‌ آخر الحديث‌ . وهو العقل‌ الكلّيّ الخارجيّ العينيّ لا الكلّيّ الذهنيّ المفهوميّ . وهو ظلّ الله‌ وفيضه‌ الاقدس‌ ، نعم‌ وظلّ الله‌ الممدود من‌ سماء الجبروت‌ عالم‌ السكون‌ والمطلق‌ ومركز الثبات‌ ، إلی‌ عالم‌ الملك‌ والملكوت‌ والناسوت‌ موطن‌ التغيّر والحركات‌ .

 أَلَمْ تَرَ إلَی‌' رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ و سَاكِنًا . [30]

 وهذا هو «وَجْهُ اللَهِ الكَريمُ» الذي‌ لا يفني‌ ولن‌ يفني‌ أبداً وهو اسْمُ اللَهِ العَظِيمُ الاَعْظَمِ ، ونوره‌ المشرق‌ علی‌ هياكل‌ الممكنات‌ الذي‌ يطلق‌ علیه‌ عند الحكماء بِالنَّفَسِ الرَّحْمَانيِّ وعند العرفاء بِالحَقِّ المَخْلُوقٌ بِهِ ، وفي‌ الشرع‌ رَحْمَتُهُ الَّتِي‌ وَسِعَتْ كُلَّ شَي‌ءٍ و الحَقِيقَةُ المُحَمَّدِيَّةُ و الصَّادِرُ الاَوَّلُ (أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَهُ نُورِي‌) .

 وهو الجامع‌ لكلّ العوالم‌ : عالم‌ الجبروت‌ والملكوت‌ والملك‌ والناسوت‌ ، وجميع‌ العقول‌ المفارقة‌ والمجرّدة‌ والمادّيّة‌ الكلّيّة‌ والجزئيّة‌ عرضيّة‌ وطوليّة‌ ، والنفوس‌ كذلك‌ كلّيّة‌ وجزئيّة‌ والارواح‌ والاجسام‌ والمثل‌ العلیا ، وأرباب‌ الانواع‌ التي‌ يُعَبَّر عنها في‌ الشرع‌ بالملائكة‌ والروح‌ الاعظم‌ الذي‌ هو سيّد الملائكة‌ وربّ نوعها .

 كل‌ هذه‌ العوالم‌ صدرت‌ من‌ ذلك‌ الوجود المطلق‌ والمبدأ الاعلی‌ الذي‌ هو فوق‌ ما لا يتناهي‌ بما لا يتناهي‌ قوّة‌ وشدّة‌ وعدّة‌ ومدّة‌ .

 أوجد عزّ شأنه‌ ذلك‌ الصادر الاوّل‌ الجامع‌ لجميع‌ الكائنات‌ والوجودات‌ الممكنات‌ ، أوجده‌ بمحض‌ المشيئة‌ ، وصرف‌ ا لإرادة‌ في‌ أزل‌ الا´زال‌ إلی‌ أبد الا´باد .

 وَمَآ أَمْرُنَا´ إِلاَّ وَ حِدَةٌ كَلَمْحِ بِالْبَصَرِ . [31]

 والتشبيه‌ من‌ ضيق‌ نطاق‌ الالفاظ‌ ، وإلاّ فالحقيقة‌ أدقّ وأرقّ من‌ ذلك‌ .

 وهو المَثَل‌ الاعلی‌ الحاكي‌ بنوع‌ من‌ الحكاية‌ عن‌ تلك‌ الذات‌ المقدّسة‌ المحتجّبة‌ بسرادق‌ العظمة‌ والجبروت‌ وغيب‌ الغيوب‌ . يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ مَا هُوَ إلاَّ هُوَ .

 وذلك‌ العقل‌ الكلّيّ أو الصادر الاوّل‌ ـ ما شئت‌ فعبّر أو الحقيقة‌ المحمّديّة‌ متّصلة‌ بمبدأها غير منفصلة‌ عنه‌ .

 لاَ فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إلاَّ أَ نَّهُمْ عِبَادُكَ وَخَلْقُكَ ؛ بَدْؤُهَا مِنْكَ وَعَوْدُهَا إلَیكَ .

 أَنَا أَصْغَرُ مِنْ رَبِّي‌ بِسَنَتَيْنِ . [32]

 والكلّ وجود واحد ممتدّ بلا مدّة‌ ولا مادّة‌ ، من‌ صبح‌ الازل‌ إلی‌ عشيّة‌ الابد بلا حدّ ولا عدّ ، ولا بداية‌ ولا نهاية‌ .

 ومن‌ المجاز البعيد ، وضيق‌ خناق‌ الالفاظ‌ قولنا :

 هُوَ الاْوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّـ'هِرُ وَالْبَاطِنُ . [33]

 وجوده‌ قبل‌ القبل‌ في‌ أزل‌ الا´زال‌ ، وبقاؤه‌ بعد البعد من‌ غير انتقال‌ ولا زوال‌ .

 همه‌ عالم‌ صداي‌ نغمة‌ اوست‌                     كه‌ شنيد اينچنين‌ صداي‌ دراز[34]

 مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَ حِدَةٍ . [35]

 وذلك‌ النفس‌ الرحمانيّ والعقل‌ الكلّي‌ّ ، والصادر الاوّل‌ ـ هو كتاب‌ الله‌ التكويني‌ّ الذي‌ لا نفاد لكلماته‌ .

 قُلْ لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَـ'تِ رَبِّي‌ لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن‌ تَنفَدَ كَلِمَـ'تُ رَبِّي‌ وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا . [36]

 ولو أردنا التوسّع‌ في‌ هذه‌ الغوامض‌ والاسرار وكشف‌ الرموز عن‌ هذه‌ الكنوز ملانا القماطير بالاساطير ولم‌ نأت‌ إلاّ بقليل‌ من‌ كثير . (مثنوي‌ هفتاد من‌ كاغذ شود) . [37]

الرجوع الي الفهرس

كاشف‌ الغطاء : الوجود واحد ؛ والموجود واحد أيضاً

 ولكن‌ ما ذكرناه‌ مع‌ إيجازه‌ لعلّه‌ كافٍ للمتدبِّر في‌ إثبات‌ المعني‌ الصحيح‌ « لوحدة‌ الوجود » وأ نّه‌ مترفّع‌ الاُفق‌ عن‌ ا لإنكار والجحود ، بل‌ هو من‌ الضروريّات‌ الاوّليّة‌ ، وقد عرّفنا الضروريّ في‌ بعض‌ مؤلّفاتنا بأ نّه‌ ما يستلزم‌ نفس‌ تصوّره‌ حصول‌ التصديق‌ به‌ ولا يحتاج‌ إلی‌ دليل‌ وبرهان‌ ، مثل‌ الواحد نصف‌ الاثنين‌ .

 فوحدة‌ الوجود بالمعني‌ الذي‌ ذكرناه‌ لا ريب‌ فيها ولا إشكال‌ .

 إنّما ا لإشكال‌ وا لإعضال‌ في‌ وحدة‌ الوجود فإنّ المعقول‌ في‌ بادي‌ النظر وحدة‌ الوجود ، وتعدّد الموجود المتحصّل‌ من‌ الحدود والقيود والتعيّنـات‌ ، ولكـنّ الذي‌ طفـح‌ وطغـي‌ في‌ كلمات‌ العرفـاء الشـامخين‌ ومشايخ‌ الصـوفيّة‌ السالكين‌ والواصلين‌ هو وحـدة‌ الوجود ووحدة‌ الموجود أيضاً .

 وكانت‌ هذه‌ الكلمة‌ العصماء يلوح‌ بها أكابر العرفاء والاساطين‌ في‌ القرون‌ الاُولي‌ كَالجُنَيْدِ[38] و الشِّبْلِيِّ [39] و بَايَزِيدَ البَسْطَامِي‌ِّ[40] و مَعْرُوفَ الكَرْخِي‌ِّ [41] وأمثالهم‌ حتّي‌ وصلت‌ إلی‌ الحَلاَّجِ وأقرانه‌ إلی‌ أن‌ نبغ‌ في‌ القرون‌ الوسطي‌ مُحْيِي‌ الدِّينِ بْنُ عَرَبِي‌ وتلميذاه‌ القونَوي‌ّ [42] و القَيْصَرِي‌ّ [43]فجعلوها فنّاً من‌ الفنون‌ والمؤلّفات‌ الضخام‌ كالفتوحات‌ المكّيّة‌ وغيرها ، والمتون‌ المختصرة‌ كالفصوص‌ والنصوص‌ التي‌ شرحها ونقّحها صدر الدين‌ القونوي‌ّ .

 وانتشـرت‌ وعند عرفاء القرون‌ الوسـطي‌ من‌ العرب‌ كابن‌ الفارض‌ وابن‌ عفيف‌ التِّلِمْساني‌ّ[44] وغيرهما ، ومن‌ الفرس‌ كثير لا يحصي‌ عددهم‌ كالعطّار [45] و الهاتف‌ [46] و الجاميّ [47] وأضرابهم‌ .

 وأحسن‌ من‌ أبدع‌ فيها نظماً العارف‌ التبريزيّ الشبستريّ في‌ كتابه‌ المعروف‌ « گلشن‌ راز » وخلاصة‌ هذه‌ النظريّة‌ أنّ تلك‌ الطائفة‌ لمّا أرادوا أن‌ يبالغوا ويبلغوا أقصي‌ مراتب‌ التوحيد الذي‌ ما علیه‌ من‌ مزيد ، وأن‌ لا يجعلوا للحقّ شريكاً لا في‌ الربوبيّة‌ كما هو المعروف‌ عند أرباب‌ الاديان‌ ، بل‌ نفوا الشريك‌ له‌ حتّي‌ في‌ الوجود فقالوا : لاَ مَوْجُودَ سِوَي‌ الحَقِّ .

 وهذه‌ الكائنات‌ من‌ المجرّدات‌ والمادّيّات‌ من‌ أرضين‌ وسماوات‌ وما فيها من‌ الافلاك‌ وا لإنسان‌ والحيوان‌ والنبات‌ ، بل‌ العوالم‌ بأجمعها كلّها تطوّراته‌ وظهوراته‌ * وَلَيْسَ فِي‌ الدَّارِ غَيْرُهُ دَيَّارٌ * .

 وكلّ ما نراه‌ أو نحسّ به‌ أو نتعقّله‌ لا وجود له‌ ، وإنّما الوجود والموجود هو الحقّ جلّ شأنه‌ ، ونحن‌ عدم‌ وليس‌ وجودنا إلاّ وجوده‌ .

 ما عدم‌هائيم‌ و هستيها نما                       تو وجود مطلق‌ و هستيّ ما [48]

 * * *

 كه‌ همه‌ اوست‌ و نيست‌ جز او                    وَحْــدَهُ لا إلَــــهَ إلاّ هُـــو [49]

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ في‌ «أقرب‌ الموارد» : «الوكيل‌ ، فعيلٌ بمعني‌ مفعولٍ لا نّه‌ مَوكولٌ إليه‌ ، وقد يكونُ للجمعِ والاُنثَي‌ ، وقد يكونُ بمعني‌ فاعل‌ إذا كانَ بمعني‌ الحافظ‌ . ووُصفَ به‌ اللهُ تَعالَي‌ ؛ ومنه‌ حَسْبُنَا اللَهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، وقيلَ هو هُنا بمعني‌ الكافي‌ الرازق‌ . و : الجَري‌ءُ ، ج‌ : وُكلاء» .

[2] ـ قسم‌ من‌ ا لآية‌ الاخيرة‌ ، من‌ السورة‌ 47 : محمّد . 

[3] ـ يقول‌ : «سأقول‌ كلاماً جميلاً وهو لبّ الكلام‌ وجوهره‌ ؛ وهو أنّ معني‌ الوجود هو أن‌ يكون‌ مَوجوداً ومُوجِداً» .

[4] ـ فقرة‌ من‌ دعاء الصباح‌ .

[5] ـ يقول‌ : «إنّ ثغر الحبيب‌ اللائح‌ في‌ الوجود والعدم‌ دليل‌ وشاهد علي‌ وجوده‌» .

[6] ـ صدر ا لآية‌ 18 ، من‌ السورة‌ 3 : آل‌ عمران‌  

[7] ـ يقول‌ : «إنّك‌ أنت‌ أيّها ا لإله‌ القديم‌ الفرد دليل‌ وشاهد علي‌ وحدتك‌» .

[8] ـ يقول‌ : «اسمع‌ عبارة‌ شَهِد الله‌ ، ثمّ ردّد وحده‌ لا إله‌ إلاّ هو» .

 «كلماتٌ مكنونة‌ من‌ علوم‌ أهل‌ الحكمة‌ والمعرفة‌» في‌ منشورات‌ الفراهاني‌ّ : ص‌ 12 و 13 ؛ وفي‌ طبعة‌ المظفّريّ : ص‌ 16 و 17 .

[9] ـ صدر ا لآية‌ 35 ، من‌ السورة‌ 24 : النور . 

[10] ـ يقول‌ : «إنّ العالم‌ كلّه‌ إنّما هو ظاهر بنوره‌ ؛ فلا شي‌ء غيره‌ يدلّ عليه‌ ويجلّيه‌ . فمرحي‌ بالجاهل‌ الذي‌ يبحث‌ عن‌ الشمس‌ الساطعة‌ في‌ الصحراء مستعيناً بضوء شمعة‌» . 

[11] ـ جزء من‌ ا لآية‌ 35 ، من‌ السورة‌ 24 : النور . 

[12] ـ يقول‌ : «إنّه‌ روح‌ ليست‌ لها علائم‌ تدلّ عليها في‌ حين‌ أ نّنا غارقون‌ في‌ علائمه‌ ، وهو نفسٌ ليس‌ لها مكان‌ معيّن‌ في‌ حين‌ أنّ كلّ شي‌ء مكانها .

 فلو رمتَ البحث‌ عنه‌ فكفّ بحثك‌ للحظة‌ ؛ ولو شئتَ معرفته‌ فكفّ عن‌ التفكير فيه‌ للحظة‌» . 

[13] ـ يقول‌ : «يا من‌ هو مخفيٌّ في‌ ظهوره‌ ويا من‌ طلعته‌ محجوبةٌ بنوره‌» . 

[14] ـ يقول‌ : «إنّ وجهك‌ هو حجابك‌ في‌ كلّ الاحوال‌ وأنت‌ مخفيّ عن‌ العالم‌ كلّه‌ لشدّة‌ ظهورك‌» . 

[15] ـ «الكلمات‌ المكنونة‌» ص‌ 8 إلي‌ 11 ؛ وفي‌ طبعة‌ المظفّريّ : ص‌ 13 إلي‌ 15 ؛ واستشهد المرحوم‌ الفيض‌ بعد إيراد هذه‌ السطور بأبياتٍ للعارف‌ الصمدانيّ الشيخ‌ محمود الشبستريّ أعلي‌ الله‌ مقامه‌ :

 جهان‌ جمله‌ فروغ‌ نور حقّ دان‌ حقّ اندر وي‌ ز پيدائي‌ است‌ پنهان‌

 يقول‌ : «واعلَم‌ أنّ العالَم‌ بأسره‌ إنّما هو شعاع‌ نور الحقّ تعالي‌ وهو تعالي‌ محتجبٌ بظهوره‌» .

 إلي‌ أن‌ قال‌ :

 تو پنداري‌ جهان‌ خود هست‌ دائم‌         به‌ ذات‌ خويشتن‌ پيوسته‌ قائم‌

 يقول‌ : «هل‌ تظنّ أنّ العالَم‌ قائم‌ ودائم‌ بذاته‌ ؟» . 

[16] ـ كان‌ وصولي‌ أنا الحقير إلي‌ النجف‌ الاشرف‌ في‌ الثامن‌ عشر من‌ شهر صفر المظفّر سنة‌ 1370 ه وكانت‌ وفاة‌ ذلك‌ المرحوم‌ في‌ 18 ذي‌ القعدة‌ سنة‌ 1373 ه وقد جاء التفصيل‌ في‌ شرح‌ أحوال‌ هذا العالم‌ الجليل‌ والفقيه‌ والنبيل‌ في‌ «أعلام‌ الشيعة‌» للعلاّمة‌ الحاجّ الشيخ‌ آقا بزرك‌ الطهرانيّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ الفصل‌ الموسوم‌ بـ «نقباء البشر في‌ القرن‌ الرابع‌ عشر» في‌ الجزء الاوّل‌ منه‌ ، ص‌ 612 إلي‌ 619 :

 «وُلِد في‌ النجف‌ الاشرف‌ سنة‌ 1294 ه وبدأ دراسته‌ وبحثه‌ وتأليفه‌ وتصنيفه‌ بفكر صائب‌ وعزم‌ راسخ‌ . وقد كتب‌ شرحاً علي‌ «العروة‌ الوثقي‌» في‌ حياة‌ أُستاذه‌ . وقد بلغت‌ مؤلّفاته‌ الثمانين‌ ، ومن‌ جملة‌ تلك‌ المؤلّفات‌ كتاب‌ «الدين‌ وا لإسلام‌» أو «الدعوة‌ ا لإسلاميّة‌ إلي‌ مذهب‌ ا لإماميّة‌» في‌ الحكمة‌ والعقائد وقد طُبع‌ الجزء الاوّل‌ منه‌ في‌ بغداد سنة‌ 1329 ه ، وقد همّ بطبع‌ الجزء الثاني‌ منه‌ لكن‌ حِيلَ دون‌ ذلك‌ بأمرٍ من‌ والي‌ بغداد ناظم‌ باشا وبتحريك‌ من‌ المفتي‌ الشيخ‌ سعيد الزهاويّ ، فقرّر طبعه‌ خارج‌ العراق‌ . وحجّ المرحوم‌ بيت‌ الله‌ الحرام‌ فكتب‌ يوميّات‌ رحلته‌ بشكل‌ رائع‌ في‌ كتاب‌ أسماه‌ «نَزْهَة‌ السَّمَر ونَهْزَة‌ السَّفَر» وعند رجوعه‌ إلي‌ الشام‌ قام‌ بطبع‌ جزئي‌ كتاب‌ «الدين‌ وا لإسلام‌» في‌ صيدا .

 وأ لّف‌ كتاب‌ «المطالعات‌ والمراجعات‌» أو «النقود والردود» علي‌ أثر مباحثاته‌ ومناقشاته‌ التي‌ أجراها مع‌ فيلسوف‌ الفريكة‌ «أمين‌ الريحانيّ» ( 1876 1940 م‌) وقد كتب‌ في‌ الجزء الاوّل‌ منه‌ ردّاً علي‌ اللغويّ المعروف‌ «الاب‌ انستاس‌ الكرملي‌» ( 1866 1947 م‌) صاحب‌ مجلّة‌ «لغة‌ العرب‌» منتقداً إيّاه‌ نقداً لاذعاً وقاسياً بحيث‌ لو اطّلع‌ علي‌ ذلك‌ شخص‌ منصف‌ غير منحاز لتبيّنت‌ له‌ أهمّيّة‌ علماء الشيعة‌ وخصوصاً كاشف‌ الغطاء . وأدعو كلّ مبتدي‌ في‌ العلوم‌ ، بل‌ كلّ شابّ مسلم‌ بشدّة‌ وإلحاح‌ إلي‌ مطالعة‌ ذلك‌ الكتاب‌ . وكتب‌ في‌ الجزء الثاني‌ من‌ الكتاب‌ المذكور ردّاً حاسماً علي‌ جرجي‌ زيدان‌ ( 1861 1914 م‌) لتأليفه‌ كتاب‌ «تاريخ‌ آداب‌ اللغة‌ العربيّة‌» .

 ومن‌ جملة‌ مؤلّفاته‌ الاُخري‌ كتاب‌ «ا لآيات‌ البيّنات‌» و«أصل‌ الشيعة‌ وأُصولها» و«الفردوس‌ الاعلي‌» و«الارض‌ والتربة‌ الحسينيّة‌» و«العبقات‌ العنبريّة‌» و«تحرير المجلّة‌» وهي‌ من‌ أهمّ مؤلّفاته‌ . وأمّا آخر كتاب‌ قام‌ بتأليفه‌ كان‌ «المُثُل‌ العُليا في‌ ا لإسلام‌ لا في‌ بحمدون‌» انتهي‌ موجز ما انتخبناه‌ من‌ بحث‌ المرحوم‌ العلاّمة‌ الطهرانيّ قدّس‌ سرّه‌ .

 ï            وأنا أقول‌ : إنّ كتاب‌ «جنّة‌ المأوي‌» هو واحد من‌ أنفس‌ مؤلّفاته‌ الاُخري‌ وقد تمّ طبعه‌ بعد التعليق‌ عليه‌ من‌ قِبل‌ صديقنا القديم‌ المحترم‌ المرحوم‌ الشهيد الحاجّ السيّد محمّد علي‌ القاضي‌ قدّس‌ سرّه‌ الذي‌ كان‌ قد أخذ علي‌ عاتقه‌ كذلك‌ التعليق‌ علي‌ كتاب‌ «الفردوس‌ الاعلي‌» . 

[17] ـ قال‌ المُعلّق‌ (القاضي‌ الطباطبائيّ) في‌ حاشية‌ الكتاب‌ ما يلي‌ :

 عزّ الدولة‌ سعد بن‌ منصور بن‌ سعد بن‌ الحسن‌ بن‌ هبة‌ الله‌ بن‌ كَمّونة‌ البغداديّ الشهير بـ «ابن‌ كَمّونة‌» . له‌ مؤلّفات‌ بخطّه‌ في‌ الخزانة‌ الغَرويّة‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ . جدّه‌ الاعلي‌ هبة‌ الدين‌ بن‌ كَمّونة‌ ا لإسرائيليّ ، كان‌ من‌ فلاسفة‌ اليهود في‌ عصر الشيخ‌ الرئيس‌ ابن‌ سينا . له‌ «شرح‌ ا لإشارات‌» أهداه‌ لشمس‌ الدين‌ الجوينيّ صاحب‌ «ديوان‌ الممالك‌» . 

[18] ـ الحسين‌ بن‌ محمّد الخونساريّ المحقّق‌ ، علاّمة‌ زمانه‌ في‌ العلوم‌ . له‌ مؤلّفات‌ نافعة‌، وُلِد سنة‌ 1016 ه ، و توفّي‌ سنة‌ 1098 ه ـ (التعليقة‌).

[19] ـ مولانا محمّد باقر الحسيني‌ّ الشهير بالداماد ، سيّد الحكماء ومن‌ أعظم‌ رؤساء الدين‌ ، له‌ مقام‌ شامخ‌ في‌ العلوم‌ ومرتبة‌ سامية‌ في‌ الفقاهة‌ والرياسة‌ والسياسة‌ . له‌ مؤلّفات‌ نفيسة‌ ، توفّي‌ سنة‌ 1041 ه ـ (التعليقة‌) . 

[20] ـ محمّد بن‌ إبراهيم‌ صدر الدين‌ الشيرازي‌ّ الشهير بملاّ صدرا وصدر المتأ لِّهين‌ ، أكبر فيلسوف‌ عارف‌ متشرّع‌ ، أعلم‌ حكماء ا لإسلام‌ وأفضلهم‌ ، وهو إمام‌ مَن‌ تأخّر عنه‌ ، واقتفي‌ أثره‌ كلّ مَن‌ نشأ بعده‌ من‌ حكماء ا لإماميّة‌ . توفّي‌ سنة‌ 1050 ه ـ (التعليقة‌) . 

[21] ـ محمّد بن‌ المرتضي‌ الشهير بملاّ محسن‌ الكاشاني‌ّ ، الفقيه‌ العارف‌ المحقّق‌ الحكيم‌ المتأ لِّه‌ ، صاحب‌ التصانيف‌ الشهيرة‌ . توفّي‌ سنة‌ 1091 ه ـ (التعليقة‌) . 

[22] ـ المولي‌ عبد الرزّاق‌ اللاهيجي‌ّ ، العالم‌ الحكيم‌ المحقّق‌ المدقّق‌ صاحب‌ التصانيف‌ الجيّدة‌ . توفّي‌ سنة‌ 1051 ه ـ (التعليقة‌) . 

[23] ـ المولي‌ هادي‌ بن‌ مهدي‌ السبزواري‌ّ ، من‌ أكابر حكماء ا لإماميّة‌ ، الفيلسوف‌ الفقيه‌ العارف‌ ، صاحب‌ التصانيف‌ الجليلة‌ ، وُلِد سنة‌ 1212 ه وتوفّي‌ سنة‌ 1289 ه (التعليقة‌) . 

[24] ـ المولي‌ جلال‌ الدين‌ محمّد المولويّ البلخيّ الروميّ ، من‌ أشهر مشايخ‌ العرفاء وقادتهم‌ الاكابر ، صاحب‌ ديوان‌ «المثنوي‌» الفارسيّ المشهور . وُلِد سنة‌ 604 ه ، وتوفّي‌ سنة‌ 672 ه (التعليقة‌» . 

[25] ـ شمس‌ الدين‌ محمّد بن‌ ملك‌ داد التبريزيّ ، من‌ مشاهير العرفاء والصوفيّة‌ ومشايخهم‌ الاكابر . توفّي‌ سنة‌ 645 ه ـ (التعليقة‌» . 

[26] ـ يقول‌ : «إنّ الشمس‌ وإن‌ كانت‌ في‌ الظاهر واحدة‌ ، لكن‌ يمكن‌ أن‌ يتصوّر مثلها .

 لكنّ شمس‌ التبريزيّ الذي‌ هو النور المطلق‌ هو الشمس‌ وهو من‌ أنوار الحقّ .

 وشمس‌ التبريزيّ الذي‌ هو خارج‌ الاثير لا مثيل‌ له‌ في‌ الذهن‌ وليس‌ له‌ في‌ الخارج‌ نظير» . 

[27] ـ إنّ أرقي‌ غزليّة‌ قالها الخواجة‌ حافظ‌ شمس‌ الدين‌ الشيرازيّ قدّس‌ الله‌ سرّه‌ في‌ الكيفيّة‌ وعلّة‌ تكثّر الوجود بالماهيّة‌ وتكثّر الماهيّة‌ بالوجود ، وسبب‌ ربط‌ القديم‌ بالحادث‌ ، علي‌ ما يظهر هي‌ الغزليّة‌ التالية‌ :

 پيش‌ ازينت‌ بيش‌ ازين‌ غمخواري‌ عُشّاق‌ بود              مِهر ورزيّ تو با ما شُهرة‌ آفاق‌ بود

 ياد باد آن‌ صحبت‌ شبها كه‌ در زلف‌ توام‌                     بحث‌ سِرّ عشق‌ و ذكر حلقة‌ عشّاق‌ بود

 حسن‌ مَهرويان‌ مجلس‌ گرچه‌ دل‌ ميبرد و دين‌                         عشق‌ ما در لطف‌ طبع‌ و خوبي‌ اخلاق‌ بود

 از دم‌ صبح‌ ازل‌ تا آخر شام‌ ابد                     دوستيّ و مهر بر يك‌ عهد و يك‌ ميثاق‌ بود

 ساية‌ معشوق‌ اگر افتاد بر عاشق‌ چه‌ شد                ما به‌ او محتاج‌ بوديم‌ او به‌ ما مشتاق‌ بود

 پيش‌ ازين‌ كاين‌ سقف‌ سبز و طاق‌ مينا بركشند                     منظر چشم‌ مرا ابروي‌ جانان‌ طاق‌ بود

 رشتة‌ تسبيح‌ اگر بگسست‌ معذورم‌ بدار                   دستم‌ اندر ساعد ساقيّ سيمين‌ ساق‌ بود

 بر در شاهم‌ گدائي‌ نكته‌اي‌ در كار كرد                      گفت‌ بر هر خوان‌ كه‌ بنشستم‌ خدا رَزّاق‌ بود

 در شب‌ قدر ار صبوحي‌ كرده‌ام‌ عيبم‌ مكن‌                             سرخوش‌ آمد يار و جامي‌ بر كنار طاق‌ بود

 شعر حافظ‌ در زمان‌ آدم‌ اندر باغ‌ خُلد                        دفتر نسرين‌ و گل‌ را زينت‌ اوراق‌ بود

 يقول‌ : «كانت‌ سابقتك‌ قبل‌ هذا فوق‌ تصوّر العشاق‌ ، وذاع‌ صيت‌ محبّتنا في‌ ا لآفاق‌ .

 ولا يُنسي‌ حديث‌ الليالي‌ والكلام‌ المعسول‌ ، حيث‌ كنّا نجلس‌ ونتبادل‌ أسرار العشق‌ ونذكر العشاق‌ .

 قبل‌ أن‌ يُفرش‌ في‌ الكون‌ بساط‌ السماء وتُقام‌ هذه‌ القبّة‌ الزرقاء اللون‌ كنتُ اتغزّل‌ بالنظر إلي‌ حاجبَي‌ المعشوق‌ .

 كان‌ هناك‌ منذ صبح‌ الازل‌ وسيظلّ حتّي‌ ليل‌ الابد عهد وميثاق‌ واحد ومتين‌ ثابت‌ يحكم‌ المحبّة‌ والمودّة‌ .

 ماذا لو ظلّل‌ المعشوق‌ العاشق‌ بظلّه‌ ، فنحن‌ العشّاق‌ في‌ حاجة‌ إلي‌ محبّة‌ ووداد المعشوق‌ ، وهو كذلك‌ في‌ حاجة‌ إلي‌ محبّتنا ومودّتنا .

 علي‌ الرغم‌ من‌ أنّ جمال‌ المحتفلين‌ الاخّاذ يسلب‌ العقل‌ والدين‌ ولكنّ أخلاقهم‌ وصفاتهم‌ المعنويّة‌ هما مدار حديثنا .

 ذكر أحد الفقراء طُرفة‌ علي‌ باب‌ أحد الملوك‌ حيث‌ قال‌ : إنّني‌ وكلّما حضرتُ مائدة‌ آمنتُ أنّ الله‌ هو الرزّاق‌ الكريم‌ .

 إذا انفرط‌ عِقد سُبحتي‌ ولم‌ أستَطِع‌ جمع‌ خرزها فاعفُ عنّي‌ وسامحني‌ لا نّني‌ كنتُ مشغولاً مع‌ الساقي‌ ذي‌ الساقين‌ الفضِّيَّين‌ ولاهياً معه‌ .

 وإن‌ شربتُ الخمر أو احتسيتُ الصهباء ليلة‌ القدر فلا تُؤاخذني‌ لانّ حبيبي‌ النشوان‌ قد جاء يزورني‌ وكان‌ إبريق‌ الخمر مُنتصباً علي‌ الرفّ فلم‌ أتمالك‌ نفسي‌ عن‌ الشرب‌ .

 حقّاً أنّ قصائد (حافظ‌) كانت‌ زينة‌ جَنّة‌ الخُلد وزُخرفها وباقة‌ زهر جميلة‌ وزاهية‌ زمن‌ آدم‌» .

 («ديوان‌ حافظ‌» ص‌ 110 و 111 ، القصيدة‌ الغزليّة‌ رقم‌ 250 ، طبعة‌ پژمان‌ . 

[28] ـ لقد تحدّثنا في‌ كتاب‌ «توحيد عملي‌ وعيني‌ در مكاتيب‌ حكمي‌ وعرفاني‌» (= التوحيد العلميّ والعينيّ في‌ الرسائل‌ الحكميّة‌ والعرفانيّة‌) عن‌ أقسام‌ الوجود الخارجيّ مع‌ بيان‌ واضح‌ وتقسيم‌ بيّن‌ (ص‌ 291 و 292 ) وأضفنا إليه‌ الشكل‌ التالي‌ الذي‌ يمثّل‌ تقسيماته‌ (أي‌ الوجود) :

 الوجود :

 1 ـ في‌ غَيرِه‌ والذي‌ هو عبارة‌ عن‌ الوجود الرابط‌ كالنسبة‌ .

 2 ـ في‌ نفسه‌ والذي‌ هو عبارة‌ عن‌ الوجود النفسي‌ّ والمحمولي‌ّ :

 1 ـ لِغَيرِه‌ والذي‌ يُدعي‌ الرابط‌ والناعت‌ والذي‌ هو العرض‌ .

 2 ـ لِنَفْسِه‌ : 1 ـ بِغَيرِه‌ وهو وجود الجوهر .

 2 ـ بِنَفسِه‌ وهو واجب‌ الوجود . 

[29] ـ ا لآية‌ 156 ، من‌ السورة‌ 2 : البقرة‌ : الَّذِينَ إِذَا´ أَصَـ'بَتْهُم‌ مُّصِيبَةٌ قَالُو´ا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا´ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ . 

[30] ـ ا لآية‌ 45 ، من‌ السورة‌ 25 : الفرقان‌ : أَلَمْ تَرَ إِلَي‌' رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ و سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً . 

[31] ـ ا لآية‌ 50 ، من‌ السورة‌ 54 : القمر . 

[32] ـ وقد ذكرها السيّد حيدر ا لآملي‌ّ في‌ مقدّمات‌ كتاب‌ «نصّ النصوص‌» ص‌ 10 : بالشكل‌ التالي‌ : كقولهم‌ : أنَا أَقَلُّ مِنْ رَبِّي‌ بِسَنَتَيْنِ ، وقولهم‌ : لَيسَ بَيْنِي‌ وَبَيْنَ رَبِّي‌ فَرْقٌ إلاَّ أَ نِّي‌ تَقَدَّمْتُ بِالعُبُودِيَّةِ .

[33] ـ صدر ا لآية‌ 3 ، من‌ السورة‌ 57 الحديد . 

[34] ـ يقول‌ : «إنّ العالَم‌ كلّه‌ نغمة‌ من‌ نغماته‌ ، فمَن‌ ذا سمع‌ نغمة‌ أطول‌ من‌ تلك‌ ؟» .

[35] ـ صدر ا لآية‌ 28 ، من‌ السورة‌ 31 : لقمان‌ . 

[36] ـ ا لآية‌ 109 ، من‌ السورة‌ 18 : الكهف‌ . 

[37] ـ يقول‌ : «قد يكون‌ وزن‌ «ديوان‌ المثنوي‌ّ» سبعين‌ مَنّاً من‌ الورق‌» . 

[38] ـ سعيد بن‌ محمّد بن‌ جُنَيد القواريريّ ، الزاهد المشهور ، سلطان‌ الطائفة‌ الصوفيّة‌ ، توفّي‌ سنة‌ 297 ه ـ (التعليقة‌) . 

[39] ـ أبو بكر دُلف‌ بن‌ جَحدر الشبلي‌ّ الخراسانيّ البغداديّ ، من‌ كبار مشايخ‌ الصوفيّة‌ ، نقل‌ : أ نّه‌ كان‌ يبالغ‌ في‌ تعظيم‌ الشرع‌ المطهّر ، توفّي‌ سنة‌ 334 ه ـ (التعليقة‌) . 

[40] ـ أبو يزيد البسـطامي‌ّ طَيفـور بن‌ عيسـي‌ الصـوفيّ الزاهد المشـهور ، توفّي‌ سـنة‌ 261 ه (التعليقة‌) . 

[41] ـ معروف‌ بن‌ فيروز الكرخيّ أبو محفوظ‌ ، أحد أعلام‌ الزهّاد والعرفاء، كان‌ من‌ موالي‌ ا لإمام‌ علي‌ّ بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ السلام‌ ، توفّي‌ ببغداد سنة‌ 200 ه ـ (التعليقة‌). 

[42] ـ أبو المعالي‌ صدر الدين‌ محمّد بن‌ إسحاق‌ الشافعي‌ّ القونوي‌ّ ، صاحب‌ التصانيف‌ ، توفّي‌ سنة‌ 673 ه (التعليقة‌) . 

[43] ـ داود بن‌ محمود الروميّ الساويّ ، نزيل‌ مصر ، صاحب‌ «شرح‌ فصوص‌ الحكم‌ القيصري‌ّ» ، توفّي‌ سنة‌ 751 ه ـ (التعليقة‌) . 

[44] ـ شمس‌ الدين‌ محمّد بن‌ سليمان‌ بن‌ علي‌ّ المعروف‌ بـ «ابن‌ العفيف‌ التِّلِمْساني‌ّ» وبـ «الشابّ الظريف‌» . شاعر مترقّق‌ مقبول‌ الشعر ، وُلِد سنة‌ 661 ه ، وتوفّي‌ سنة‌ 688 ه (التعليقة‌) . 

[45] ـ فريد الدين‌ محمّد بن‌ إبراهيم‌ النيشابوريّ المعروف‌ بـ «الشيخ‌ العطّار» صاحب‌ الاشعار والمصنّفات‌ في‌ التوحيد والمعارف‌ ، توفّي‌ سنة‌ 627 ه (التعليقة‌) . 

[46] ـ الهاتف‌ هو السيّد أحمد ا لإصفهاني‌ّ ، الشاعر المشهور ، توفّي‌ سنة‌ 1198 ه والهاتفي‌ّ هو المولي‌ عبد الله‌ ابن‌ أُخت‌ الجاميّ ، توفّي‌ سنة‌ 927 ه ـ (التعليقة‌) . 

[47] ـ المولي‌ عبد الرحمن‌ الجاميّ الدشتي‌ّ الصوفي‌ّ النحوي‌ّ المنتهي‌ نسبه‌ إلي‌ محمّد ابن‌ الحسن‌ الشيباني‌ّ ، وهو صاحب‌ «شرح‌ الكافية‌» في‌ النحو ، توفّي‌ سنة‌ 989 ه ، وقد يطلق‌ الجامي‌ّ علي‌ أبي‌ نصر أحمد بن‌ محمّد البجلي‌ّ المعروف‌ (زنده‌ پيل‌) ، أحد مشايخ‌ الصوفيّة‌ ، توفّي‌ حدود سنة‌ 536 ه (التعليقة‌) . 

[48] ـ يقول‌ : «نحن‌ عدم‌ والوجود مظاهر ؛ أنت‌ الوجود المطلق‌ ووجودنا» . 

[49] ـ يقول‌ : «فالكلّ هو وليس‌ هناك‌ أحد غيره‌ ؛ وحده‌ لا إله‌ إلاّ هو» .

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com